كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (3):

مهرجان برلين يكشف النقاب عن أزمة السينما العربية

برلين: محمد رُضا

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السابعة والستون

   
 
 
 
 

برلين، وليس فينيسيا أو «كان»، هو أفضل مهرجان دولي يمكن فيه بحث ما يجري في العالم العربي من نشاط سينمائي، أو - ربما - ما لا يجري.

المناسبة الـ67 لمهرجان برلين السينمائي (من 9 إلى 19 الجاري) وكما ورد هنا قبل يومين، يشهد قدرًا كبيرًا من الوجود العربي معبّرًا عنه بالسينمائيين الوافدين، أكثر مما هو معبّر عنه بالأفلام المشتركة.

مستقبل السينما العربية الجادة وغير التجارية، تشير التقارير الواردة وتؤكد الدلائل...المزيد

####

آرمي هامر لـ«الشرق الأوسط»: أولويتي إتقان الدور الذي أقوم به

يؤدي دور ناقد فني في فيلم «البورتريه النهائي»

برلين: محمد رُضا

بين الأفلام التي شوهدت في المسابقة خلال اليومين الماضيين «البورتريه النهائي» (Final Portrait) للممثل المتوجه للإخراج ستانلي توشي.

تدور أحداث الفيلم عن الرسام السويسري ألبرتو جياكوميتي المتوفى سنة 1966، وموضوعه الفني الناقد والمؤلف في شؤون الفن والمسرح الأميركي جيمس لورد المتوفى سنة 2009. لورد كان يعمل في باريس سنة 1964 عندما اقترح عليه جياكوميتي، الذي عاش في باريس لعدة سنوات، أن يرسمه.

بينما يؤدي الممثل جفري رَش دور الرسام جياكوميتي، يلعب آرمي هامر، دور شاب في الثلاثين طويل القامة ووسيم، هو لورد. وبرهن هامر عن جدارته منذ أن أدّى دورًا بارزًا في «ج. إدغار» لكلينت إيستوود سنة 2011. بعده ظهر في أفلام أميركية أخرى مختلفة النوع والوقع. شاهدناه في «ذا لون رانجر» وفي «مرآة مرآة» ثم في «مولد أمة»، ولديه دور مساند في «حيوانات ليلية». فيلمه الجديد هو أحد ثلاثة أفلام ستعرض له هذا العام.

ويحكي الفيلم قصة علاقة جياكوميتي بلورد، إذ استدعاه الأول إلى مكان عمله بغية رسمه. وقال له: لن يستغرق الأمر أكثر من ثلاث ساعات. لكن الساعات انقلبت أيامًا والكاتب الذي كان قرر العودة إلى نيويورك في نهاية الأسبوع مدد إقامته أكثر من مرّة. المشكلة هي أن جياكوميتي لم يكن يؤمن كثيرًا بأن رسمًا ما أو نحتًا ما عليه أن ينتهي. والمشكلة الثانية هي أن حياته كان خليطًا من العواطف الجانحة والعلاقات المضطربة التي كانت تؤثر عليه. إلى هاتين المشكلتين، يمكن إضافة حقيقة أن الرسام اعتاد على أن يرسم ما يريد، ثم إذا لم يعجبه ما رسم يطلي اللوحة باللون الأبيض لكي يبدأ من جديد.

بعد ثمانية عشر يومًا قرر لورد أنه اكتفى.

ما يقع يبقى طريفًا، لكن للفيلم نواقصه المتأرجحة، وأهمها ألا شيء في هذا العمل يقنعنا بأن لورد كان لديه سبب وجيه يمنعه من الانسحاب من هذا المشروع بعد بضعة أيام أو بعد عشرة أيام على سبيل المثال. ليس أن ما نشاهده غير معقول الوقوع، لكن إذا ما بحث المرء عن التبرير لم يجده.

وفيما يلي نص حوار «الشرق الأوسط» مع هامر.

·        هل نبدأ بالسؤال عن السبب الذي أوعز لك بقبول تمثيل هذا الدور؟

- عدة أسباب في الحقيقة. إنه واحد من السيناريوهات التي لا يمكن رفضها. لا توجد أعمال كافية من هذا النوع بالنسبة لممثل أميركي. لذلك لم يكن عندي مجال كبير للتردد. حال قرأت السيناريو وافقت على تمثيل الدور وتفرغت له بحرص شديد. سبب آخر في أنه من إخراج وكتابة ممثل صديق هو ستانلي توشي.

·        هل من المريح لممثل أن يعمل تحت إدارة ممثل آخر؟

- لا أعتقد أن هذا هو المهم مطلقًا. مثلت تحت إدارة كلينت إيستوود وتحت إدارة نيت باركر (في «مولد أمة») والمسألة ليست مختلفة كثيرًا عن العمل مع مخرجين غير ممثلين من حيث الالتزام ومعرفة المطلوب وتأديته. لكن هناك في الوقت ذاته نصيب من الصحة في هذا الشأن. في رأيي أن الممثل الذي يخرج فيلما يعرف أكثر بقليل كيف سيدير الممثلين في عمله. هذا كان واضحًا جدًا خلال تجربتي مع كلينت إيستوود في «ج. إدغار» وهنا أيضًا.

·        ليس واضحًا في الفيلم، لماذا صبر جيمس لورد على الرسام طوال هذا الوقت قبل أن يعلن عزمه على مغادرة المشروع والعودة إلى أميركا؟.

- أعتقد أن هذا واضح من مطلع الفيلم. عندما يرحب لورد بالفكرة أساسًا ويتحمس لها يضع في حسابه أن أحد الرسامين الذين أثاروا إعجابه هو جياكوميتي ولن يدع الفرصة تفوته. كذلك واضح في رأيي أنه أصبح طرفًا غير مباشر في حياة الرسام العاطفية. متزوج من امرأة ويحب امرأة أخرى. وجد الأمر مثيرًا للاهتمام.

·        هل شعرت أن السيناريو كان كوميديًا إلى حد ما؟

- طبعًا. هناك لمسات كوميدية كثيرة، لكنها من النوع الجاد في الوقت ذاته. أنت لا تضحك هنا بصوت مرتفع لأن لا شيء يستدعي ذلك، لكنك تنظر إلى غرابة ما يدور وتثيرك كمشاهد، كما أعتقد، المعالجة الخفيفة للموضوع.

·        معظم هذه المواقف مستمدة من نوعية حياة الرسام.

- صحيح. جفري أدّى دوره بإتقان شديد. كان مدعاة للسرور أن التقي به في عمل واحد.

·        كيف يختلف التحضير لهذا الفيلم عن التحضير لفيلم آخر مثلته من قبل؟

- حسب السيناريو، ليس هناك كثير من البحث في حياة الناقد جيمس لورد. الفيلم ليس عنه بقدر ما هو عن تلك الفترة التي التقى بها مع جياكوميتي قبل عامين فقط من وفاته. بالتالي الفيلم هو أكثر عن الرسام، ولذلك فإن معظم البحث تم في هذا الجانب. أما بالنسبة إلي، فكان البناء مستندًا على بضع الحقائق الكافية لتقديم الشخصية. كما ذكرت، ليس هناك كثير من البحث الذي كان علي القيام به، لكن أولويتي إتقان ما أقوم به في أي فيلم، بصرف النظر عن الدور الذي أقوم به.

·        عندما يقول لورد لمحدثته إنه جاسوس، يطلقها مدركًا أنها لم تصدقه. لكن يقال بالفعل إن جيمس لورد كان جاسوسًا.

- ليس بالمعنى الشامل للكلمة. أعتقد بعد تسريحه من الجيش خلال الحرب العالمية الثانية أمضى وقتا في باريس اشتغل فيها لحساب المخابرات الأميركية، لكنه على الأرجح كان عينًا، ولم تكن هناك مهام كبيرة ملقاة عليه.

·        كتب البعض عنك قبل نحو سنة أنك من الوسامة ما يمنع عنك أدوارًا تذهب لآخرين أقل وسامة. هل حدث ذلك معك فعلاً؟

- ليس إلى حد علمي (يضحك). هذا سيكون سببًا غريبًا من نوعه، لكن علي أن أعترف أنني قد لا أصلح لكل الأدوار، ولا أعتقد أن هناك ممثل أو ممثلة يصلح لكل الأدوار. هذا لا علاقة له بالوسامة.

·        هل لديك تكنيك خاص لأداء الدور؟

- لا أعتقد. لكن حين التمارين أحب أن أتمعن في كيفية كتابة الحوار المسند لي. إذا كانت هناك فاصلة مثلاً فإن علي أن أتوقف لكن لماذا علي أن أتوقف؟ أجد من الضرورة أن أعرف لأن ذلك مرتبط مباشرة بكيف سأتلو هذه العبارة أو التي بعدها.

·        هل كان تمثيل شخصية سيد العبيد في فيلم «مولد أمة» صعبًا عليك من حيث مضمون هذا الدور؟

- لم يكن صعبًا من الناحية الفنية أو تقنية الأداء. ليس هناك أي صعوبة في هذا المجال، لكني أعتقد أنك تعني المضمون، كإحساس بالنسبة لفترة من التاريخ كان البيض والسود غير متساوين، والعنصرية كانت قانونًا معمولاً به. في هذا الخصوص نعم. كنت أعلم أنه موضوع صعب ومؤلم لكن كان علينا القيام به.

·        لديك فيلمان آخران هذا العام، أحدهما الجزء الثالث من فيلم الإنيميشن «سيارات». لا أذكر أنك كنت في أي من الجزأين السابقين.

- كلا لم أشترك في أي منهما، لكني أتطلع قدمًا لهذا الفيلم. أحب أفلام الرسوم المتحركة وترعرعت معها وأنا صغير. كنت أشاهدها على التلفزيون قبل عشرين سنة من دون انقطاع. الآن أشترك في واحد منها.

الشرق الأوسط في

13.02.2017

 
 

دمشق وبرلين بين الأسد والثورة!

طارق الشناوي

السؤال الذى يتردد مع الجمهور: ما هو انتماء هذه الأسرة السياسى والدينى والعقائدى والعرقى؟ الذى بات مع الأسف مسيطراً على أطياف المجتمع السورى، لم يكن العثور على إجابة قاطعة هو القضية المحورية التى يبحث عنها الفيلم، فلقد قفز بعيداً، ليس هروباً أو عجزاً، ولكن لأن ذلك تحديداً هو رسالة الفيلم الكامنة التى أرادها أن تصل للناس، نتابع معاناة الشعب السورى الذى صار ممزقاً من خلال أسرة صغيرة تتمسك بالأرض، وتتشبث برغم كل شىء برحيق الحياة.

بديهى أن بشار الأسد عندما ورث الحكم عن أبيه كان يمارس نفس السلطات القمعية لشعبه فى كبت كل رأى يتحرك فى مساحة مهما كانت مقننة، ولكنها تبتعد ولو بهامش ضئيل عن رأى السلطة، القمع هو الوسيلة الوحيدة التى يعرفونها وتضمن لهم الولاء المطلق والحكم الأبدى، ومن البديهى أن يقف المثقف على الشاطئ الآخر، ولكن التجربة العملية لم تُشر أبداً إلى هذه البديهيات، بل كان دور المثقف فى الأغلب التبرير للسلطة لكى يناله فى نهاية الأمر قضمة من التورتة.

الأزمة السورية معقدة داخلياً وخارجياً، وأظن أن الفيلم البلجيكى «انسيرياتيد»، من الممكن ترجمة العنوان مع بعض التصرف «فى سوريا»، حرص المخرج فيليب فان ليو من خلال المعادل السينمائى الذى قدمه بدرجة حرفية عالية، على الحياد السياسى بقدر حرصه على التعاطف الإنسانى، نظراً لحساسية القضية، وضرورة الطرح الهادئ، ليس لكونه عيناً أجنبية تُطل على سوريا، ولكن لكونها عيناً تريد أن تكون عادلة ومنصفة أيضا فى تلك الرؤية.

حتى لو كنا بين الحين والآخر فى البيت الذى نعيش فيه الأحداث والتى لا تتجاوز 24 ساعة، نتابع العائلة وهى تحت مرمى النيران التى تخترق بعضها حواف البيت، الذى تم فى نهاية الأمر اختراقه أيضاً رغم كل التحصينات، عندما تتعدد التوجهات يضيع الهدف ويتبدد المعنى، ولهذا لم يدخل الفيلم فى تفاصيل عقائدية أو حزبية ولن تجد فيه ذكر مباشر لموقف مباشر، لأحد أبطاله، حتى لو استشعرت فى لحظات أن تلك الأسرة بما فيها الجيران، ليسوا من أنصار النظام، ولكن هل هم يستحقون كل تلك المعاناة، حتى لو كانت ميول العائلة الفكرية تضعهم على الجانب الآخر، لن تجد أى شىء أو موقف يقدم لك إجابة قاطعة ولكنها المعاناة التى تدفعنا جميعا لكى نتعاطف مع حقهم فى الحياة.

وهكذا فى اللقطة الأولى نرى الخادمة فى المنزل وهى تمسك ببرميل الماء فى المطبخ حيث لم يتبق الكثير، حرص المخرج على أن يترك الصورة هى التى تتكلم وأيضا تتألم، لنرى واقع الحال فى سوريا لا ماء ولا كهرباء، وقبل كل ذلك لا أمان على الأرواح. أراد المخرج أن يقنن الجرعة، حتى لا يصبح الرعب هو المسيطر، وهكذا يقدم فى البداية مشهداً للعائلة وهم يقفون طابوراً أمام دورة المياه، سيطرت فى هذا المشهد خفة الظل فى التناول وليس قسوة المعاناة، الشقة مغلقة تماما بحواجز خشبية، حتى تصل إلينا المعلومة بأن تلك العائلة تعيش تحت وابل من الخوف أكثر ضراوة من وابل الرصاص والتفجيرات التى تخترق آذاننا، كما أن هناك من يريد أن يقتحم المكان، فالعدوان من الخارج ينذر بالدمار والهدم ومن الداخل بالاغتصاب، الذى يتحول بعد لحظات إلى فعل مباشر.

الفيلم بعد لقطات تمهيدية سريعة يصل بنا إلى ذروة درامية، هذا الشاب الذى غادر منزل الجيران بعد أن ودع حبيبته وطفله الرضيع، تُطلق عليه النيران، ولا ندرى مصدرها، فقط قناص، هل هى يقينا من النظام أم أنه طلق عشوائى، المرأة التى تدير البيت «أم يازن»، التى تؤدى دورها الممثلة الفلسطينية هيام عباس، هى القائد التى تُصدر أوامرها وعلى الجميع الانصياع، فهى تحدد اللحظة التى ينبغى أن يلجأوا فيها للاحتماء بالمطبخ حيث تُشكل الجدران نوعاً من الحماية، وهى التى تُصدر أوامرها بألا يتم الإفصاح عن قتل الشاب، أو هكذا كانوا يعتقدون فى البداية، حتى تضمن السكون النفسى، وذلك قبل أن يحل الظلام ويكتشفوا أن الشاب لايزال على قيد الحياة.

ويأتى من هم يؤازرون العائلة ويطلبون منهم سرعة المغادرة ويأخذون معهم الشاب الجريح، ولا كلمة أخرى لا شيعة ولا سنة ولا علويين ولا بشار ولا مقاومة ولا حرية ولا أى مرادف مباشر تقرأ من خلاله المفتاح الفكرى وشفرة تلك العائلة، الأمر الجديد والمثير فى الفيلم أنه يترك الباب مفتوحاً.

هذا البيت السورى الذى تديره هيام عباس ويضم أجيالاً ثلاثة من العائلات السورية، وفى الحرب نقف دائما مع الإنسان، الأسرة المتعددة الاهتمامات لديها أيضا ضيفة تقطن فى أحد الأدوار العليا، وبسبب القصف الذى لا يتوقف كان عليها أن تأخذ زوجها وطفلها الوحيد، لتقيم فى حجرة مع الجيران، ليبدو فعلا أنه بيت رمزى، يشير للوطن المقهور والمذعور، وليس فقط منزلا لعائلة سورية تديره هيام عباس والتى ترفض المغادرة حتى اللحظة الأخيرة، نعلم أن زوجها غائب ولكن هناك أمل فى العودة من خلال صوت يأتى متقطعاً عبر المحمول.

الفيلم لا يدافع عن الثورة بالمعنى المباشر، ولم يشغل نفسه بتقديم كلمات تتناول الإرهاب والنصرة والدواعش والقاعدة والقوات الأجنبية والجيش السورى والجيش الحر وغيرها، ابتعد تماما ومع سبق الإصرار عن تلك المساحة الشائكة، وترك لنا اختيار الموقف، هل كانت الثورة ضرورة ولولا تعسف النظام لما تحولت من ثورة نقية إلى ثورة دموية، أم أن الثورة مجرد مجموعة مرتزقة وأصحاب أجندات ولم يكن لها مبرر سوى الدمار، فى بدايات الثورة كنا نرى السينما السورية بين نارين، سينمائى يناصر الأسد ودائما ما يناصب الثورة العداء باعتبارها فعلا خارجيا، وتلك الأفلام فى النهاية تنتج القسط الوافر منها مؤسسة السينما السورية التابعة للسلطة، كما أن على الجانب الآخر هناك القطاع الخاص، والذى يقف مع الثورة، وكانت أغلب المهرجانات العالمية تختار تلك الأفلام التى تناصر مباشرة الثورة وتحتفى بها، ولكن خطر الإرهاب الذى استطالت أنيابه لتمزق شرايين سوريا، لم يجعل الأمور تتحرك فى هذا الاتجاه، نعم لم تقدم المهرجانات العالمية الأفلام التى تناصر الأسد، ولكن فى كل الأحوال خفت صوت الأفلام التى تؤيد الثورة، لأن الأرض واقعياً كانت تشتعل بصراع آخر.

وتظل المهرجانات العربية حائرة، فى البداية أقصد بعد مارس 2011، كانت فى أغلبها وبلا مواربة تقف مع الثورة السورية ولكن بعد ذلك صارت متحفظة فى التأييد، أما عالمياً على مستوى السينما، فأنا أتصور أن فيلم «انسيرياتيد» هو الأكثر نضوجا.

فى بداية الصورة كان من السهل أن تجد الإجابة الدرامية المباشرة ولكن الآن لم يعد الأمر بتلك البساطة، إلا أن الفيلم برغم كل شىء يناصر الحياة، وهكذا فى عز لحظات الخوف يرددون أغنية فيروز والأخوين رحبانى «طير الوروار» وبينما نتابع علاقة باسمة بين الطفل وجده لا تخلو من مداعبة، فإن على الجانب الآخر لدينا الشابة الصغيرة فى الحجرة مع صديقها يعيشان لحظات من الحب البرىء، وهو أيضا الشاب الذى يسعى لإنقاذ ابن الجيران الذى أصابته طلقات رصاص ويحمله مع زوجته إلى المنزل فى محاولة أخيرة لإنقاذ الحياة، أرى فعلا الفيلم يحمل بداخله دعوة حقيقية لكى نقاوم ونعيش الحياة، وهو يمنح أملاً فى نهاية الأمر بأن يعود الوطن، ولهذا لم يقدم لنا إجابة هل تترك الأسرة بكل أجيالها البيت المهدد فى كل لحظة بالاغتصاب أم تقاوم؟ الإجابة التى سكنتنى أنها ستقاوم، لأن الأوطان لا تموت!!

المصري اليوم في

13.02.2017

 
 

مهرجان برلين- "صيف تجريبي"..

تحية غير معتادة للسينما المستقلة المصرية

أحمد شوقي

أحد أبرز ما يوفره برليناله لمن يحضره هو هذا الاهتمام الدائم بالتجارب المغايرة ذات الحس التجريبي من كل مكان حول العالم، الذي يمثل قسم الفورم الممتد النقطة المركزية لمشاهدة الأحدث والأبرز منها كل سنة.

وعندما يتعلق الأمر بالأفلام الآتية من بلد مثل مصر، يكون دائما من الجيد الاحتفاء بأفلام صنعت بالكامل خارج النظام الإنتاجي السائد بصورة تجعل فرص وصولها للشاشات المصرية الجماهيرية شبه معدومة.

أحد هذه الأعمال هو "صيف تجريبي"، الفيلم الطويل الأول للمخرج محمود لطفي، الذي يؤدي فيه بطريقة ذكية دورا مشابها لقسم الفورم الممتد: يقدم تحية حارة للسينما المغايرة أو المستقلة في مصر من خلال البحث عن جذور "صيف تجريبي"، أول فيلم مستقل في تاريخ السينما المصرية.

لا يوجد بالفيلم بالطبع يحمل هذا العنوان، وإنما هو فيلم تسجيلي مُختلق أو "موكيومنتري mocumentary"، يخترع صانعه حكاية بسياق وتفاصيل كاملة، ليبدو فيلمه لمن لا يعرف وكأنه وثائقي عن موضوع حقيقي. لكن لطفي لا يُضلل مشاهده بل يوضح بداية من ملخص الفيلم طبيعة الأمر، مع التأكيد على إنه وإن كانت الحكاية مختلقة فالموضوع حقيقي تماماً.

الحقيقة هي أن صناعة السينما المغايرة (وهو الوصف الأدق من المستقلة المصطلح المثير للجدل دائماً) كانت ولا تزال محاولة مستمرة للخروج من أسر المنظومة الرسمية للإنتاج والتوزيع. محاولة يجسدها لطفي في "صيف تجريبي" الفيلم الوهمي الذي صُنعت منه عشرات النسخ المختلفة، وكلها ملفوظة من كل الأرشيفات لأنها صُنعت خارج "جهاز الفيلم"، الجهة الرسمية التي تمثل كل ما هو سلطوي في صناعة السينما.

انطلاقاً من هذا الفهم يمكن اعتبار "صيف تجريبي" هو كل فيلم مصري مغاير، ولا عجب أن تكون شخصيات الفيلم هي مجموعة كبيرة من المنتمين لجيل ارتبط بصناعة السينما الرقمية المغايرة، وكأن كل منهم يلقي بلمحة من تجربته الشخصية في كل مراحل صناعة الفيلم، في الكتابة والتصوير والخطوات الرسمية وظروف العرض والتوزيع والأرشفة. الرحلة العسيرة التي يتوجب المرور بها لمن يريد أن يصنع فيلماً خارج "جهاز الفيلم" أو منظومته السائدة.

الفيلم يستخدم عناصر وتفاصيل واقعية لمنح الحكاية المزيد من المصداقية والتماهي مع الواقع، فتظهر حكاية المخرج سيد عيسى الذي صنع أفلامه في الريف المصري وبمساعدة أهالي القرى، ويشار ـ بشكل ملتبس في الواقع ـ لتجارب الآباء المؤسسين للسينما المصرية مثل محمد بيومي ويوسف وهبي وآسيا داغر، فالفيلم يكاد ينسبهم إلى الجهاز المزعوم، بينما كان كل منهم مستقلاً بمعنى الحرية والتمويل الذاتي، حتى وإن أسست أعمالهم لاحقاً للسينما السائدة.

"صيف تجريبي" تحية واجبة لكل صانع سينما مستقل، وتجربة فيلمية من الصعب مشاهدتها سوى مهرجان مثل برليناله. ( اضغط على الرابط لمتابعة مدونو البرليناله 2017).

موقع "في الفن" في

13.02.2017

 
 

مهرجان برلين السينمائي... ترامب لم ينجُ من الانتقاد

المصدر: "أ ف ب"

شهدت الدورة الـ67 لـ #مهرجان_برلين السينمائي، فاتحة مهرجانات الافلام الكبرى لهذه السنة، منذ انطلاقها الخميس سلسلة انتقادات من المشاركين للرئيس الاميركي دونالد #ترامب نورد في ما يأتي ابرزها:

-قالت الممثلة الاميركية ماغي غيلنهال، خلال مؤتمر صحافي لاعضاء لجنة تحكيم المهرجان في يوم الافتتاح: "كوني اميركية في مهرجان دولي حاليا امر مذهل. اريد ان يعلم الجميع ان ثمة كثيرين في بلدي مستعدون للمقاومة"، في اشارة الى الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة منذ انتخاب ترامب.

-اشار الممثل الاميركي ريتشارد غير، على هامش تقديمه فيلم "ذي دينر" في المهرجان الى انه "منذ ترشح دونالد ترامب للرئاسة، ازدادت الجرائم المشحونة بالكراهية ازديادا شديدا. وأظن أن الأمر سيان في أوروبا"، حيث يشهد عدد من البلدان تنامي شعبية أحزاب اليمين المتطرف.

وقال الممثل المعروف بدفاعه عن حقوق الانسان: "للأسف، ثمة قادة يؤججون مشاعر الخوف. وهذا الخوف يجعلنا نرتكب امورا فظيعة".

-أجرى الصحافي الاستقصائي الاميركي اريك شلوسر، أحد مخرجي فيلم "ذي بومب" عن خطر الأسلحة النووية، مقارنة بين ترامب وعناصر من سلاح الجو الاميركي مدعوين الى استخدام هذه الاسلحة، فاشار خلال عرض الفيلم في برلين الى ان هؤلاء العناصر يتم اخضاعهم لـ"فحوص أهلية" لتحديد ما اذا كانوا "مستقرين عاطفيا" ولا يواجهون "مشكلات مالية".

وقال: بحسب هذه العناصر، "رئيسي الحالي (دونالد ترامب) لن يستطيع الالتحاق بسلاح الجو الاميركي او بأي موقع قرب سلاح نووي. لكن، في هذه الفترة، انه الوحيد المخول (في الولايات المتحدة) اعطاء الامر باستخدام سلاح نووي".

-اختار الممثل المكسيكي دييغو لونا، العضو ايضا في اللجنة، والذي يظهر في الجزء الاخير من سلسلة افلام "ستار وورز" (روغ وان)، التعليق بطريقة فكاهية على موضوع انتخاب ترامب، متطرقا الى الجدار الحدودي الذي يسعى الرئيس الاميركي الى اقامته بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وقال: "سأجري تحقيقات في طريقة هدم الجدران. ثمة خبراء كثيرون هنا"، في اشارة الى الجدار الذي قسم العاصمة الالمانية بين 1961 و1989. وأضاف: "الامر الايجابي الوحيد هو أنه يجب أن يصدر رد فعل (على مشروع ترامب). واريد المشاركة في ذلك".

-رأى الممثل الاميركي ستانلي توتشي أن "الفنون في المجتمعات المتحضرة ليست اكسسوارا. يجب ان تكون جزءا لا يتجزأ من المجتمع. وللأسف، ثمة اميركيون وسياسيون كثيرون لا يرون الامور على هذا النحو"، متطرقا الى الاثر "المدمر" الذي قد يحمله انتخاب ترامب على صعيد الاموال الفيديرالية المخصصة لدعم الفنون والثقافة.

النهار اللبنانية في

13.02.2017

 
 

برلين ٦٧- كوريسماكي الشاعر يخاطب كوريسماكي صاحب الرسالة

برلين - هوفيك حبشيان

آكي كوريسماكي يعود إلى سينماه بعد ستّ سنوات انقطاع وتأمل. يحلو لنا تخيّله وهو يكتب سيناريو فيلمه بعين تسهر على نشرة الأخبار وبيد تحمل كأس ويسكي. فـ"الجانب الآخر للأمل" ينمّ عن خليط من الواقع ومحاولة الهروب منه. إنّها أيضاً عودة إلى المبادئ الإنسانية التي لطالما تغذّت منها أفلامه. جديده إذاً عُرض صباح الثلثاء أمام الصحافة العالمية، وهو يتسابق على "الدبّ الذهب"، أرفع جائزة تُمنح في #مهرجان_برلين السينمائي (٩ - ١٩٩ الجاري). كوريسماكي، كغيره من المؤلفين الأوروبيين  الكبار، يتفاعل مع الراهن ومع ما يجري في العالم، خصوصاً في محيطه الذي تأثّر في السنوات الأخيرة بما يحدث في سوريا والعراق وغيرهما من البلدان التي تشهد قتالاً وحروباً وإرهاباً، فكانت النتيجة المباشرة توجّه العديد من المهاجرين إلى فنلندا لطلب اللجوء. إلا أنّه ثمة حقيقة علينا ألا ننساها، هي أنّ المخرج الفنلندي لا ينتهز الفرصة لركوب الموجة. فهو أولاً خارج أي موضة أو صيحة، سينماه تطوّرت وفق قواعد ومنطق وجماليات خاصة بها، راصدةً بيئة جامدة مغلقة. ثانياً، "الجانب الآخر للأمل"، هو جزء ثانٍ لما يعتبره كوريسماكي "ثلاثية الهجرة" التي بدأها مع "لو هافر" (معاناة مهاجر أفريقي في مدينة "لو هافر" الفرنسية)، العام ٢٠١١. ثالثاً وأخيراً، يتوخى الدقّة في تخيّل حكاية اللاجئ ونقل سيرة اللجوء إلى الشاشة. هذا كله يكفي لتبييض صفحته والنظر إلى الفيلم بتجرد وفق قيمته السينمائية فقط.

في المؤتمر الصحافي الذي عقده كوريسماكي في برلين بعد ظهر الثلثاء، سأل: "أين راحت إنسانيتنا؟"، قائلاً إنه ينوي بهذا الفيلم أن يغيّر العالم ويغيّر المناخ المعادي للمهاجرين السائد في أوروبا، وهو مصمّم على هذا "حتى لو شاهد فيلمه ثلاثة أشخاص". ولعلّ أهم ما قام به كوريسماكي في هذا الفيلم هو إعطاء وجه وصوت وتفاصيل حقيقية للاجئ، طارحاً إياه في اعتباره شخصاً عادياً يفرح ويحزن ويحاول الانتقال إلى الجانب الآخر للأمل. ببساطة: كائن لا يبحث إلا عن حياة كريمة وهي حقّ الجميع. وللمزيد من الدقّة والصدق، أسند دور اللاجئ إلى السوري شيروان حاجي (٣١ عاماً) الذي وصل إلى فنلندا في العام ٢٠١١، أي قبل موجة الهجرة الحالية، بعدما تعرّف إلى فتاة فنلندية في دمشق. حاجي الذي درس التمثيل، يتكلّم في الفيلم بالعربية مع عراقي آخر يلتقيه خلال الانتظار للحصول على اللجوء. ومع الفنلنديين يتواصل بالإنكليزية.

هي حكاية عادية للاجئ سوري يصل إلى هلسينكي على متن باخرة، بعدما طمر نفسه في الفحم. ولكن مع كوريسماكي لا شيء عادياً، فهو بليغ في قدرته على جعل الآخرين يطبّعون معه ومع عالمه السينمائي. الوافدون الجدد يتحرّكون مثلما تحرّكت دائماً شخصياته داخل الكادر، تاركين مسافة بين الفعل وردّ الفعل. وهناك في طبيعة الحال، كلّ تلك الأشياء التي حفلت بها أفلامه: أثاث البيوت الكيتش والعتيق التي أكل عليها الدهر وشرب، الوجوه الحائرة المتردّدة، الكادر الخانق، الأجواء الرمادية الكئيبة. إلى هذا الديكور، يدخل خالد حسين، الشاب السوري الذي هرب من مدينته حلب، بعدما قضت كلّ عائلته، عدا اخته التي فقد كلّ أثر لها. بعد فترة من الانتظار في المخيم، تضعه المصادفة على طريق رجل غريب (سكاري كيوسمانن) افتتح لتوّه مطعماً. فلكم أن تتخيلوا ماذا سيفعل كوريسماكي بهذا كله، وأيّ معزوفة "شاذة" سيؤلّفها انطلاقاً من نوتات موسيقية يعرفها غيباً. هو الذي يحلم بعالم أفضل...

استناداً إلى تيمة تعزّ عليه، وهي التكاتف البشري، يصوّر كوريسماكي شخوصاً تتساوى أحوالهم، وإن وفدوا من بيئات مختلفة. في مقدّمهم تاجر القمصان الذي يترك زوجته (هي أيضاً تحلم بالرحيل إلى مكان آخر)، ليبدأ حياةً جديدة ومهنة أخرى (المطعم)، تماماً كاللاجئ الذي يحاول البدء من الصفر. في ظلّ تلكؤ السلطات لمنح خالد صفة اللاجئ واعتبار سوريا مكاناً آمناً (رغم إننا نرى التلفزيون الفنلندي يقول عكس ذلك)، يصبح المطعم مكان شراكة وتعاون وتضامن، ولكن ليس من دون أن يطعّم كوريسماكي فكرته الصغيرة عن التضامن البشري بالمواقف الهزلية المينيمالية المتأصّلة في "هيومر" شمال أوروبي تفوح منه رائحة الخمر. اللافت أنّ معلّمنا الفنلندي، الحنون إلى أقصى درجة مع شخصياته، يجد الحكاية المناسبة ليُجري توازناً يُنصف كلّ الأطراف. ففي مقابل العنصريين الذين يتعرّضون بالأذى إلى خالد، ثمة مَن يتضامن معه ويساعده للبقاء في فنلندا. هؤلاء أبطال رغماً عنهم في سينما كوريسماكي. هذا جوهر الفيلم الذي لا يخفي التزامه قضية الساعة، إلا أنّ كوريسماكي يعرف جيداً كيف يبتعد من الخطاب ليقدّم سينما كاملة متكاملة. والتشابه في الحال بين السوري والفنلندي يبلغ ذروته في مشهد المقامرة، عندما يضع الفنلندي الذي ملّ واقعه كلّ مستقبله على الطاولة ويراهن عليه، خطوة مشابهة بما فعله خالد عندما قرّر المخاطرة والرحيل. من دون إيمان كبير بالإنسانية التي يذكّرنا بضرورة العودة إلى قيمها السامية، يدعو كوريسماكي إلى التقاط بعض أشعة الضوء التي تتسرّب من الظلام. وهو في ذلك شاعرٌ وسياسي!

النهار اللبنانية في

14.02.2017

 
 

18 فيلما تتنافس على جائزة الدب الذهبي

في برلين السينمائي

يتنافس 18 فيلما من أنحاء مختلفة من العالم على جائزة الدب الذهبي في النسخة السابعة والستين من مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)، والذي يتواصل حتى التاسع عشر من فبراير الجاري.

العرب/ برلين- يعد الفيلم المجري على الجسد والروح للمخرجة للديكو إينيديي واحدا من بين 18 فيلما تتنافس على جائزة الدب الذهبي لهذا العام، والذي يحكي عن قصة حب يغلب عليها التردد والخجل بين رجل وامرأة يعملان في مجزر آلي، ويتميز الفيلم بتقديم قصة حب شاعرية حالمة مليئة بالمأساة والكوميديا معا، أما ما يعيب الفيلم أنه يتطلب من المشاهد شيئا من الصبر تجاه عناد شخصيات الفيلم.

وافتتح المهرجان بفيلم ديانغو راينهارت للمخرج إيتان كومار، وهو المرشح أيضا لنيل الجائزة. ويقدم الفيلم الفرنسي صورة عن حياة عازف القيثارة الشهير ديانغو راينهارت ورحلة هروبه من العاصمة الفرنسية باريس إبان احتلالها من ألمانيا النازية في عام 1943، كما يتميز الفيلم بأنه يقدم فصلا غير معروف بشكل جيد عن حياة أسطورة الموسيقى، بينما يعيب الفيلم الحوار الجامد والتمطيط في الأحداث.

في فيلم "العشاء" يقدم جير شخصية سياسي يلتقي بزوجته وأخيه في مطعم لمناقشة جريمة بشعة ارتكبها أبناؤهم

كما يعتبر الفيلم الأميركي الإسرائيلي العشاء للمخرج أورين موفيرمان من بين أهم الأفلام المرشحة لنيل الدب الذهبي، ويروي قصة شقيقين متناقضين وزوجتيهما، يواجهون مأزق ارتكاب أبنائهم المراهقين لجريمة، ويتميز الفيلم بأداء تمثيلي رائع لنجوم هوليوود ريتشارد غير ولورا ليني وستيف كوجان وريبيكا هول، غير أن أهم ما يعيب الفيلم هو الإكثار من مشاهد الـفلاش باك”.

وقال الممثل والناشط ريتشارد جير في مؤتمر صحافي بمهرجان برلين السينمائي قبل العرض الأول لفيلمه العشاء الجمعة، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلط بين معنيي كلمتي لاجئ وإرهابي في أذهان الكثير من الأميركيين. وأضاف جير أنه من المحبط بالنسبة إليه أن يرى تعبير لاجئ يمر بهذا التغيير لمعناه في الولايات المتحدة، وقال أبشع شيء فعله ترامب هو أنه دمج كلمتين هما لاجئ وإرهابي”.

وأضاف إنهما تعنيان الشيء نفسه في الولايات المتحدة الآن، هذا هو ما حققه لقطاع كبير من شعبنا”. وأمر ترامب في 27 يناير الماضي بحظر دخول اللاجئين والمواطنين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وقضت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو برفض إعادة العمل بحظر السفر الذي فرضه ترامب، وانتقد ترامب قرار المحكمة.

وقال جير إن كلمة لاجئ كانت تعني شخصا نتعاطف معه، نريد أن نساعده ونريد أن نوفر له الملاذ، الآن نخاف منه، وهذه هي أكبر جريمة في حد ذاتها: الدمج بين هاتين الفكرتين”. وفي فيلم العشاء يقدم جير شخصية سياسي يلتقي بزوجته وأخيه في مطعم لمناقشة جريمة بشعة ارتكبها أبناؤهم. وينافس الفيلم السنغالي فيليسيتيه للمخرج السنغالي الفرنسي آلان غوميز أيضا على جائزة الذب الذهبي، وهو فيلم تدور أحداثه في العاصمة الكونغولية، كينشاسا.

ويحكي القصة الشيقة لامرأة تعيش على هامش المجتمع، وتحت ضغط المصائب تضطر المغنية فيليسيتيه، التي تقوم بدورها فيرو تشاندا بيا مبوتو إلى أن تطلب من الأصدقاء والغرباء مساعدتها بالمال. وقال غوميز، متحدثا في مهرجان برليناله، إنه يريد أن يظهر أن الناس بإمكانهم في جميع الظروف أن يكافحوا من أجل كرامتهم”. وأضاف المخرج أن الفيلم بهذا المعنى يبعث على التفاؤل ويصور الحياة من منظور إيجابي، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة إلى التفاؤل في عالمنا. وحصل غوميز (45 عاما) الذي يعيش بشكل أساسي في باريس، على إشادة من النقاد في نفس المهرجان منذ خمس سنوات لفيلمه أوجورد وي أو (اليوم).

وعرض الاثنين، فيلم ليال مضيئة للمخرج الألماني-التركي توماس أرسلان، وهو أول فيلم ألماني مشارك في المسابقة الرسمية، والذي قام ببطولته كل من الممثل النمساوي جيورج فريدريش والممثل الألماني تريستان جوبل. كما عرض المهرجان في نفس اليوم، الفيلم الاجتماعي الساخر الحفل للمخرجة البريطانية سالي بوتر، (داخل المسابقة الرسمية) والذي يشارك في بطولته الممثل السويسري برونو جانتس والممثلة الإنكليزية كريستين سكوت توماس.

وفي فئة العرض الخاص، عرض المخرج الإسباني فيرناندو ترويبا فيلمه الكوميدي الجديد ملكة إسبانيا، والذي قامت ببطولته الممثلة الإسبانية الشهيرة بينيلوبي كروز.

وعرض خارج المنافسة فيلم المخرج ستانلي توتشي فاينال بورتريه الذي يقوم فيه الممثل جيفري راش بدور النحات السويسري ألبيرتو جياكوميتي. وتفتح رؤية المخرج ستانلي توتشي للمذكرات التي كتبها الكاتب الأميركي جيمس لورد تحت عنوان لوحة جياكوميتي نافذة على الحياة الفوضوية للرسام والنحات السويسري ألبرتو جياكوميتي في باريس خلال الستينات. وكان لورد في باريس في عام 1964 عندما رسم جياكوميتي لوحة له.

الفيلم المجري "على الجسد والروح" للمخرجة للديكو إينيديي يقدم قصة حب شاعرية حالمة مليئة بالمأساة والكوميديا

واستغرقت العملية أسابيع عبر خلالها جياكوميتي ولورد عن الإحباط الذي يأتي من الإبداع وسخف الحياة. وقال الممثل والمخرج توتشي أثناء مهرجان برلين السينمائي، إن تحويل المشروع إلى واقع استهلك وقتا أطول مما استهلكه جياكوميتي لرسم لوحة لورد. وأضاف أردت أن أصنع هذا الفيلم منذ وقت طويل، وأخيرا واتتني الشجاعة بعد أعوام طويلة لكتابة رسالة إلى لورد وقال في البداية: لا لا ينبغي أن تفعل ذلك، لا أحد يمكنه فعل ذلك، لذا كتبت له رسالة أخرى شرحت له كيف سأفعل ذلك، وقال لي: يبدو أنك تفهم الفن دعنا نلتقي”.

وقال لهذا التقينا، ولأن لنا صديقا مشتركا تحدث معه وقال له: دع السيد توتشي يفعل ما يريد، وبهذا منحني الحقوق واستغرق الأمر عامين لكتابته وعشرة أعوام للحصول على المال لذلك”. وقال أرمي هامر الذي لعب دور لورد إنه فقد الأمل في بعض الأحيان في إمكانية الانتهاء من اللوحة، وإن الجلوس على مقعد لأربعة أسابيع من التصوير أثناء رسم جوفري راش اللوحة لم يكن مريحا. وأضاف لم يكن مريحا على الإطلاق جلست على المقعد أمام جوفري راش وشاهدته يتقمص دور ألبرتو جياكوميتي، وهو ممثل وفنان أقدره منذ دخولي هذا المجال، لذلك كان العمل معه في نفس المشهد أمرا استثنائيا بحق”.

العرب اللندنية في

14.02.2017

 
 

السينما فى برلين.. جسد وروح

برلين ــ خالد محمود:

· فيلم مجرى يثير تساؤلات فلسفية بقصة حب غريبة ومثيرة ومدهشة

· أليكساندرا بوبيلى أولى المرشحات للدب الذهبى بأداء مبهر

تكمن فلسفة السينما العظيمة فى قدرتها على ان تثير داخل مشاهديها تساؤلات كبرى حول ادق مشاعر حياتهم، وعلاقتهم بانفسهم وبالاخرين، وهل يعيشون بالفعل واقعهم أم أنهم داخل حلم يسكن عالمهم؟

ويأتى الفيلم المجرى «على الجسد والروح» للمخرجة الديكيو إينيديى الذى ينافس على جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين منتميا لهذا النوع من السينما، فعلى مدى نحو ١١٦ دقيقة، انت تعيش داخل عالم مشوق لرجل وامرأة كل منهما يحلم بالاخر، حلما روحيا جميلا، فى كون من المشاعر، وعندما تلتقى الاجساد ينتهى الحلم، وتهتز المشاعر، وكأن لقاء الروح هو الاعظم، فالفيلم الذى يحمل مفردات فنية مدهشة من فكرة فلسفية للوجود، ولغة صورة وسرد سينمائى مشوق يحكى عن قصة حب حالمة بشكل غريب مليئة بالمأساة والكوميديا معا، يغلب عليها التردد والخجل بين رجل يدعى «إندر» وامرأة، هى «ماريا» يعملان فى مجزر آلى، هى تعمل مراقبة جودة، وهو مدير مالى.

كل منهما ينظر للآخر بريبة واندهاش، ماريا صامتة طوال الوقت خجولة دائما تجلس فى صمت، تؤدى عملها يوميا، على محمل الجد وتلتزم بشكل صارم بالقواعد وكأنها فى وظيفة عسكرية، ذاكرتها تعيش فى عالم الارقام منذ الطفولة، وربما هذا ما لفت نظر إندرى، هادئ الطباع يعيش حياة عادية مع زوجته، ولديه اعاقة فى يده اليسرى، وعندما تأتى إلى المجزر، طبيبة نفسية لتسأل كل شخص عن ما يريد ان يحلم، تفاجأ بأن إندرى يقول لها انه يرى ماريا فى احلامه، وماريا تقول لها نفس الشىء، رغم سرية الجلسات، ليكون الامر محيرا لها ولنا، خاصة ان المخرج كان ينقلنا بين لحظة واخرى لذكر غزال يجرى وراء غزالة فى لحظة اعجاب، وكلما تطورت العلاقة بين الرجل والمرأة، نرى المسافة بين الحيوانين تقترب، فى مشاهد عميقة، تبدأ فى التعرف على بعضهما البعض لادراك القرابة الروحية، حيث يكتشفان أن لديهما نفس الأحلام ليلا ثم محاولة لجعلها حقيقة واقع، حيث يخبر الرجل المرإة بأنه يريد ان ينام معها، وهى تخبره بذلك، ومن باب التشويق، نراهما بجوار بعضهما البعض دون تلامس، وكأن تلاقى الروح اهم، تحاول ماريا ان تنتحر، لعدم قدرتها على تلاقى الجسد، لكنها تعود بمكالمة تليفون من إندر، لتشعر ان الامل فى تحقيق الحلم عاد، وعندما يلتقيان جسديا، يخبر كل منهما الاخر بعدم رغبته فى الاستمرار، لأن لغة الجسد كسرت مشاعر الروح.

الجمهور داخل قاعة العرض صفق طويلا للفيلم، لمدة خمس دقائق متواصلة، والواقع ان القيمة الفنية لفكرة الفيلم هو هذا الاداء الرائع لبطلة الفيلم التى جسدتها اليكساندرا بوربيلى، التى من المتوقع ان ترشح بقوة لجائزة افضل ممثلة بتعبيراتها المؤثرة، وكذلك بطل العمل جيزا موريسامى، اما المخرجة الرائعة الديكيو اينيديى فقد وضعت المشاهد فى حالة ترقب وحيرة وشغف دون ملل لما ستسفر عنها تلك العلاقة، وهى بهذا العمل ربما تستحق جائزة السيناريو والاخراج. الفيلم يدور عن المخاوف والموانع المرتبطة بالانفتاح على الآخرين، والتواصل معهم.

تكريم جيفرى راش

ضمن الفعاليات كرم المهرجان تحت إدارة المخرج ديتر كوسليك النجم الأسترالى المخضرم الحاصل على جائزة الأوسكار جيوفرى راش، حيث منحه المهرجان جائزة كاميرا برلين وسط حضور صناع فيلمه Final Portrait ووسط حضور كبير.

فيما شهد المؤتمر الصحفى لفيلم Final Portrait هجوم ستانلى توتشى مخرج الفيلم على سياسات الرئيس الامريكى دونالد ترامب، حيث انتقد المزاعم التى قيلت حول قيام الإدارة الأمريكية بتقليل الدعم الماضى للفنون، مؤكدا أن عددا من الأمريكان وبعض السياسيين فى الولايات المتحدة الأمريكية يرون أن الفن «مضيعة للوقت» على الرغم من أنه أى بلد متحضر يجب أن يضع الفن فى أول اهتماماته.

إطلاق العدد الرابع من «السينما العربية»

أطلق مركز السينما العربية ضمن أنشطته فى مهرجان برلين السينمائى الدولى، العدد الرابع من مجلة السينما العربية التى تُعد أول مجلة عربية تتوجه إلى صناعة السينما العالمية باللغة الإنجليزية، وتتكامل مع المركز خلال جولاته بمهرجانات السينما الدولية، بهدف تسليط الضوء على السينما العربية وصناعها، مع إبراز المواهب اللامعة والإمكانات الكامنة بها.

وتناول العدد الرابع من المجلة أنشطة صناع السينما العرب فى الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائى الدولى، وأماكن تواجدهم خلال الفعاليات، كما يكشف الروابط العربية ــ الألمانية فى صناعة الأفلام، إلى جانب تسليط الضوء على تاريخ مشاركة السينما العربية فى المهرجان الذى يعد واحدا من أهم المهرجان السينمائية وأقدمها وحوار مع ماتياس فوتر كنول مدير سوق الفيلم الأوروبى.

ومن الموضوعات التى تسلط المجلة الضوء عليها: إمكانات وقدرات السوق السينمائية العربية المقدرة بالمليارات وفى انتظار استغلالها، وتغطية لنشاط مؤتمر Arab Cinema LAB فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، المشاركة العربية فى مهرجان روتردام السينمائى، المواهب العربية الناشئة، وحصاد أنشطة مركز السينما العربية فى 20166 وأحدث أنشطة شركاء المركز.

بحضور مجموعة كبيرة من صُناع الأفلام الألمان والعرب وشخصيات عامة، نظمت مبادرة جائزة الفيلم التابعة لمؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ حفلا ضمن فعاليات المنصة التفاعلية برلينال للمواهب التى تُقام فى إطار الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائى الدولى، بهدف أن يكون الحفل منصة تفاعلية وحوارية بين صُناع الأفلام المرشحة للجوائز، ممثلى المؤسسة، محترفى صناعة السينما ووسائل الإعلام، وضيوف الشرف.

حضر الحفل الأمير على بن الحسين ابن الملك حسين ملك الأردن الراحل وحرمه الأميرة ريم على المفوض التنفيذى فى الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، جوى حرفوش (شبكة الشاشات العربية البديلة)، كلوديا جعبة (دوكس بوكس)، محمد الأنصارى (الخزانة السينمائية بطنجة)، ميرنا معكرون (مهرجان دبى السينمائى الدولى)، إريت نيدهارت (mec film)، أحمد سامى (ستوديو ذات)، علاء كركوتى،ماهر دياب وعبدالله الشامى (MAD Solutions)، بالإضافة إلى أعضاء لجنة تحكيم جائزة الفيلم المتمثلين فى فينشنزو بونيو مدير مشروعات صندوق السينما، جورج ديفيد مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الأديبة والصحفية دوريس هيب مدير تحرير شركة ZDF/Arte، إلك كاشل مونى المدير الإقليمى لـمعهد غوته بالعالم العربى، ماريان خورى مدير شركة أفلام مصر العالمية، هانيا مروه مؤسِسة ومديرة جمعية متروبوليس السينمائية ببيروت والمنتج ألكساندر فادو.

وتنقسم مشروعات الأفلام المنافسة على جائزة الفيلم إلى 3 مشروعات فى فئة أفلام التحريك القصيرة، 4 مشروعات وثائقية ومثلها فى فئة الأفلام الروائية القصيرة، وتتمثل الجوائز فى 3 منح إنتاجية تبلغ قيمة كل منها 60 ألف يورو، فى مجال الإنتاج السينمائى المشترك بين صُناع الأفلام العرب والألمان، وتستهدف فئات: أفلام التحريك القصيرة، الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية القصيرة.

وقد بدأت النسخة الأولى من جائزة الفيلم فى عام 2013، وهى تستهدف فى المقام الأول المخرجين الشباب الذين يبدأون العمل فى مجال السينما، والطلاب والشباب حديثى التخرج من أكاديميات ومعاهد السينما والإعلام ويحملون الجنسية العربية، وإن كانوا يمتلكون مشروعا فى مرحلة التطوير فى أى من فئات الأفلام السابق ذكرها.

ويُشترط أن يحتوى كل فريق عمل على منتج، منتج مشارك، مخرج، مؤلف ومصور (لا ينطبق هذا الأخير على أفلام التحريك)، بالإضافة إلى أى من أفراد فريق عمل الفيلم، مثل المونتير والمؤلف الموسيقى، على أن يكون هناك عضوان على الأقل من الدولة الشريكة فى الإنتاج، ومن الممكن أن يتم استخدام جوائز المؤسسة فى تمويل الأفلام بالكامل.

الشروق المصرية في

14.02.2017

 
 

مهرجان برلين يروج لنجوم أوروبا الشباب شوتينج ستارز

رسالة برلين:مني شديد

احتفي مهرجان برلين السينمائي الدولي مساء امس في حفل خاص بـ‏10‏ من نجوم اوروبا الشباب الذين بدأوا يتألقوا في السينما الاوروبية خلال الأعوام الاخيرة‏,‏ وهم الحاصلين علي جوائز يوربيين شوتينج ستارز لهذا العام في نسختها العشرين.

والتي تهدف للترويج للممثلين الشباب ومنحهم الفرصة ليكونوا جزء من مهرجان برلين ويلتقوا بصناع السينما من انحاء العالم والمشاركة في جلسات نقاشية عن الصناعة مع منتجين ومخرجين, وينتهي برنامجهم بحفل توزيع الجوائز والذي حضره امس كلا من وزيرة الدولة الالمانية لشئون الاسرة ووزيرة الثقافة والاعلام.

وحصل علي جوائز يوربيين شوتينج ستارز هذا العام كل من اليسندرو بورجيه من ايطاليا وكارين فرانز كورلوف من السويد وايلينا فاسكا من لاتفيا وتودور ارون استدور من رومانيا و هانا هوكسترا من هولندا وفيكتوريا جويرا من البرتغال ولويس هوفمان من المانيا وماروشا ماير من سلوفينيا واسبن سميد من الدنمارك, وصوفيا ويتشلاك من بولندا.

وقدم لهم الجوائز النجم البريطاني تيموثي سبال ونصحهم بالتفاني في عملهم والاجتهاد دائما ومنح الشخصية التي يقدمونها كل ما تحتاجه تمنحهم الشخصية ايضا النجاح الذي يحلمون به, واعقب حفل توزيع الجوائز عرض فيلم تيموثي الجديد ذا بارتي المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام اخراج سالي بوتر ويشاركه في بطولته مجموعة كبيرة من النجوم وهم كرستين سكوت توماس وباتريشا كلاركسون وبرونو جانز وكيلين مورفي وايميلي مورتيمر وشيري جونز.

وتدور احداث الفيلم خلال ليلة واحدة تبدأ باحتفال بعد اعلان خبر تولي جانيت كرستين سكوت لمنصب وزيرة الصحة وبعد كشف عدد من الاسرار الخفية خلال هذه السهرة تنتهي بكوارث دمرت كل العلاقات وقد تؤدي لجريمة قتل وكشفت ايضا عن حقيقة شخصيات الفيلم الذين يمارسون افعال ضد المباديء التي يدعون ايمانهم بها.

وقالت المخرجة سالي بوتر عن تأثير السياسة وانعكاسها فيلمها, أن سياسة موجوة في كل شيء حتي في العلاقات الشخصية و انها قامت بكتابة هذا الفيلم قبل الانتخابات الاخيرة في بريطانيا والتي كان من الواضح فيها أن تيار اليسار فقد قدرته علي الدفاع عن سياسته باخلاص وبدأ يبحث عن طرق اخري, واصبح من الصعب التمييز بين تياري اليسار واليمين في بريطانيا بعد ان صارت السياسات متشابهة, مشيرة الي ان هذه الحالة تغيرت الان بعض الشيء, ولكن في ذلك الوقت جعلتها تتساءل عن فقد السياسيين لقدرتهم علي معرفة الحقيقة واعلانها, لهذا يطرح الفيلم فكرة كشف الحقيقة وضرورة اعلانها ببساطة مهما كانت النتائج سواء علي المستوي السياسي او المستوي الشخصي, ويقدم لنا نموذجا لما يمكن أن يحدث عندما ينسي الناس المباديء التي سبق أن امنوا ونادوا بها.

ومن جانب اخر عاد المخرج الياباني سابو لمهرجان برلين للمشاركة في المسابقة الرسمية بفيلمه مستر لونج الذي يمزج فيه بين الاكشن والاثارة والمشاعر الانسانية والكوميديا من خلال شخصية قاتل محترف من تايوان ينجو من الموت باعجوبة بعد محاولة قتل فاشلة لزعيم عصابة في اليابان, وينقذه طفل صغير ويقدم له الطعام والملابس وادوات طبية للعلاج ويرتبط القاتل بعالم هذا الطفل وينقذ امه من الادمان ويعمل طباخا في الشارع بناء علي الحاح من جيران الطفل وتتحول حياته رأسا علي عقب الي أن تظهر العصابة في الصورة مرة اخري ويكون احد افرادها سببا في انتحار ام الطفل.

الفيلم بطولة ييتي ياو وشان شانج وقال الاخير خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالفيلم ان شخصية القاتل المحترف التي قدمها مختلفة عن نظائرها تماما والصورة التي نتخيلها عادة عن القاتل, حيث يمر بأكثر من مرحلة خلال الفيلم فهو في البداية قاتل لا يعرف الرحمة ويتحول الي طباخ ونراه يمر بالكثير من الصراعات الداخلية بعد أن يلتقي بهذا الطفل وامه المدمنة ويساعدها الي ان تعود لها ابتسامتها مرة اخري وعلاقته بالطفل تعطينا فرصة لنري صورة اعمق وجانب مختلف تماما لهذا القاتل.

الأهرام المسائي في

14.02.2017

 
 

«عن الجسد والروح»..

مهرجان برلين يكشف مبكرا عن أولى تحفه السينمائية

برلين أحمد شوقى

لا وقت لالتقاط الأنفاس عندما تكون فى مهرجان بحجم برلين السينمائى الدولي. ثلاثة أفلام جديدة من المسابقة الرسمية تُعرض يوميا، لو أضفنا إليهم الأفلام العربية العديدة التى يعرضها المهرجان الأكثر اهتماما بالسينما الآتية من منطقتنا، مع عناوين أخرى مهمة تُعرض فى أقسام المهرجان المختلفة، تكون المحصلة اليومية هى خمسة أفلام على الأقل يتوجب على الراغب فى امتلاك صورة حقيقية عن برليناله 67 أن يجد وقتا لمشاهدتهم. ناهيك بالطبع عن الاجتماعات والمقابلات والمؤتمرات الصحفية.

التعويض عن هذا القدر من المجهود لا يمكن إلا أن يأتى فى صورة فيلم جميل، تراه فيشبع حواسك ويمتع بصرك ويثير عقلك. أفلام من هذا النوع تمر أحيانا مهرجانات كاملة دون أن نعثر على واحد منها، ونذكر الدورة السابقة من برليناله التى تحدث الجميع خلالها عن افتقاد المهرجان للفيلم التحفة، بصورة جعلت وثائقى جيد المستوى مثل «فوكوماريه» لجيافرانكو روزى يحسم الدب الذهبى لصالحه مبكرا بسبب غياب المنافسة.

هذا العام يبدو حظنا أسعد كثيرا، كيف لا والمهرجان قد كشف مبكرا جدا عن أول أفلامه الرائعة، فى ثانى فيلم يُعرض من أفلام المسابقة الدولية بعد فيلم الافتتاح متوسط المستوى «جانجو Django» للفرنسى إتيان كومار، عن سيرة عازف جيتار غجرى حمته موهبته من تنكيل النازيين بالغجر وقت احتلالهم لفرنسا.

تحفة الأيام الأولى لبرليناله هو الفيلم المجرى «عن الجسد والروح On Body and Soul» للمخرجة المخضرمة إلديكو إنيدي، التى فاجأت الجميع بمعالجة بالغة الرهافة لقصة حب تدور جنباتها فى أغرب مكان يمكن أن يحضن لقاءً رومانسيا بين شخصيتين أبعد ما تكونان عن التصورات النمطية حول أبطال قصص الحب: حكاية حب ينشأ فى مجزر آلى بين فتاة مصابة بحالة من التوحد ورجل يعانى من شلل فى ذراعه.

إندرى المدير المالى للمجزر الذى تسببت إعاقته فى إحباطه من دخول أية علاقة حقيقية بامرأة، وماريا التى تمزج تصرفاتها بين التوحد والوسواس القهري، مراقبة الجودة التى يتم توظيفها فى المجزر فلا تكوّن ولو صداقة وحيدة مع زملائها فى ظل عجزها عن التواصل مع الآخرين ولو حتى بكلمة طيبة.

شكل التعارف بين إندرى وماريا يكاد يؤكد استحالة وجود ولو صداقة بينهما، غير أن الوحدة والفراغ الروحى الذى يعانيه كل منهما يقودهما للوصول إلى كمالهما بطريقة حالمة حرفيا، فهما يتقابلان فى الأحلام التى يرونها كل ليلة. قد تبدو الفكرة سنتمتالية عندما تسمعها، لكن تمكن المخرجة من صياغتها فى حكاية بالغة الإحكام الدرامي، لا تتخذ الشاعرية ذريعة للهروب من المنطق، يأخذ الأمر لحدود واقعية سحرية منطلقها حاجة الإنسان العادى بل الأقل من العادى ومبلغها التحليق فى سماء التكامل الروحى والجسدي.

التكامل لا يأتى إلا بعد التعميد بعبور طريق غير ممهد من المخاوف وعدم الأمان الاجتماعي، ويكفى كونها علاقة تنشأ بين فتاة تتوتر بشكل مرضى لمجرد أن يلمسها إنسان، ورجل لا يمكنه أن يعد لنفسه الإفطار دون أن يسقط طعامه على الأرض. علاقة تبدأ من محاولة لتجاذب أطراف الحديث يقول فيها إندرى انه يفضل تناول البطاطس المهروسة فتجيب ماريا بكل تلقائية «لأنك معاق وهى أسهل أكلة يمكن تناولها بيد واحدة»!

هذا الشكل من الردود والأفعال اللاذعة التى تفجر الضحكات رغم مرارتها، يسير جنبا إلى جنب مع الهوية البصرية الواضحة للفيلم على مستوى التكوين والميزانسين وخاصة حركة الممثلين، ليرسم هذا كله بورتريه لمأسوية العلاقة بين المجزر/ العالم/ البشر الذين يتحركون ويتفاعلون ويشعرون بشكل آلي، وبين هؤلاء الذى تركوا جانبا دون تواصل حقيقى يساعدهم على تجاوز النقص. مع التأكيد على ان النقص هنا داخلى بالأساس، فما المرض أو الإعاقة إلى صورة خارجية تقل إيلاما عن الوحدة التى جعلت كلا البطلين يحلم نفس الحلم الذى يبدأ به الفيلم: إنه غزال يهيم فى الغابات بحثا عن وليفه.

بمجرد انتهاء العرض الصحفى فى الصباح الباكر ليوم المهرجان الثانى (أول الأيام الفعلية بعد الافتتاح) دوى صوت التصفيق فى صالة قصر البرليناله الضخمة، ليعلن رد الفعل عن ميلاد أول عمل بديع حقا فى الدورة السابعة والستين من المهرجان. «عن الجسد والروح» الذى جعلنا ننسى إحباط «جانجو» المعروض قبله، ونتغاضى عن تخبط الفيلم الأمريكى «العشاء» ثالث الأفلام المعروضة فى المسابقة. أو ربما يكون فتور استقبال «العشاء» مرتبطا بكونه العرض التالى للتحفة المجرية، فليس من السهل مشاهدة فيلم اعتيادى بعد آخر بالغ الإمتاع.

جريدة القاهرة في

14.02.2017

 
 

دموع وابتسامات مع عرض فيلمين سوريين في «برلين السينمائي»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

فيلم يضعك في خضم الحرب الأهلية السورية بينما يستخدم فيلم آخر الكوميديا لتصوير كيف يمكن بدء حياة جديدة في أوروبا بعد الهروب من هذه الحرب.

ويدور فيلما (إنسرياتد) و (ذي أذر سايد أوف هوب) عن سوريا وعرضا في مهرجان برلين السينمائي وسط دموع وابتسامات.

وصور الفيلم الأول بالكامل تقريبا بين جدران شقة تتحول إلى ما يشبه السجن لأم يزن العازمة على النجاة من الحرب التي يجسد الفيلم وحشيتها بشكل كبير من خلال أصوات القنابل ونيران القناصة.

وقال الناقد العراقي قيس قاسم سبب (الفيلم) صدمة للناس بطريقة ذكية للغاية. شاهد الغربيون ما يكفي من صور الدمار على شاشات تلفازهم لكن قلة منهم فقط تعرف ما الذي يعانيه السوريون وكيف يشعرون وهم محاصرون هناك.”

ويجبر الفيلم المشاهدين على التساؤل كيف كانوا سيتصرفون إن كانوا في الوضع ذاته.

وقال مخرج الفيلم البلجيكي فيليبي فان ليوف إن الصمت الذي أعقب عرض الفيلم ورؤية الدموع في عيون بعض الممثلين والمشاهدين في النهاية أكدا له أنه أدى مهمته على النحو المطلوب.

وقالت الممثلة هيام عباس التي تلعب دور أم يزن من الصعب بالنسبة لي أن أقول إنني سعدت عندما شاهدت الفيلم للمرة الأولى مع الجمهور.”

وأضافت ساهم (الفيلم) في تقريب الناس من الشعب السوري مضيفة أنها لم تكن تدرك أن الفيلم سيترك الناس واجمين.

أما فيلم (ذي أذر سايد أوف هوب) للمخرج الفنلندي أكي كاوريسماكي فيستخدم الكوميديا لتصوير تجربة اللاجئ السوري خالد في هلسنكي بعد أن قرر البقاء في البلاد بشكل غير مشروع في أعقاب رفض طلبه للهجرة.

ويلتقي خالد مع الشخصية الرئيسية في القصة الثانية من الفيلم وهو البائع الفنلندي فيكستروم الذي يشتري مطعما في العاصمة ويمنح خالد وظيفة وسريرا.

وتوفر شخصية فيكستروم والشخصيات الفنلندية الأخرى في الفيلم عنصر الكوميديا التي تطغى تقريبا على محنة خالد فمعظم أسرته قتلت بسبب قنبلة في حلب كما فقد شقيقته بعد فترة قصيرة من وصوله لأوروبا من تركيا.

وقال الناقد العراقي قاسم يستخدم (الفيلم) الكوميديا ليعبر عن المأساة. إنه يمزج النقد بالسخرية ويترك الناس في حالة تساؤل.. هل نضحك أم نبكي؟

####

نظرة «خفيفة ومحبة» على إنجلترا المكسورة في «برلين السينمائي»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

كانت الكوميديا السوداء اللاذعة للمخرجة البريطانية سالي بوتر، عن حفلة تمت الدعوة إليها بمناسبة الحصول على وظيفة حكومية رفيعة؛ بمثابة نظرة علىإنجلترا المكسورة في أعقاب تصويت بريطانيا الصادم العام الماضي للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وتم تصوير فيلمالحفلة” (The party) -المعروض بالأبيض والأسود- على مدى نحو أسبوعين، على خلفية الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي الذي مقره بروكسل.

وقالت بوتر في مؤتمر صحفي أمس الاثنين، إن الفيلم يلقينظرة خفيفة ومحبة على إنجلترا مكسورة، وأشارت إلى أن نصف طاقم الفيلم أجهشوا بالبكاء خلال تصويره عندما تم الإعلان عن نتائج الاستفتاء في يونيو/ حزيران الماضي.

ويعد فيلمالحفلة واحدا من 18 فيلما تتنافس على الجوائز الأولى في الدورة الـ67  لمهرجان برلين السينمائي التي يسدل الستار عنها السبت المقبل، بما في ذلك جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في المهرجان.

ويعود التاريخ المهني لبوتر (67 عاما) إلى حقبة ثمانينيات القرن  الميلادي الماضي، قبل أن تكتسب شهرة عالمية عام 1992 من خلال تبنيها  إنتاج رواية فرجينيا وولفأورلاندو”.

####

وثائقي فلسطيني عن تجارب السجن الإسرائيلي بـ «برلين السينمائي»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

يقدم المخرج الفلسطيني، رائد انضوني، فيلماً وثائقياً في مهرجان برلين للسينما يستند إلى تجارب مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين السابقين في السجون الإسرائيلية يقومون باستحضار تفاصيل يومية من تلك الفترة، ويعيدون عيشها في حاضرهم من خلال روايتها وتمثيل أجزاء منها.

يشارك فيلم اصطياد أشباح في تظاهرة بانوراما في الدورة السابعة والستين من المهرجان، وهو يروي تجربة الاعتقال التي عاشها حتى الآن آلاف الفلسطينيين من بينهم المخرج نفسه، على ما يورد الفيلم مستنداً إلى إحصاءات حقوقية فلسطينية.

ويقدم العمل شهادة لم يسبق تقديمها على هذا الشكل في السينما الفلسطينية، حيث تنفذ الكاميرا إلى أثر الاعتقال في نفوس مجموعة مختارة من الفلسطينيين يتحولون سريعا إلى ناطقين أو مجسدين لتلك المعاناة التي ذاقها آلاف الشباب الفلسطينيين.

وإن كان الفيلم يحيل إلى تجربة الاعتقال بشكل عام فهو يتحدث تحديداً عن سجن المسكوبية الإسرائيلي الشهير، نتيجة كم التعذيب الذي يتعرض له السجناء فيه خصوصاً خلال فترة التحقيق.

رفض المخرج رائد انضوني الذي أمضى ثلاث سنوات في السجون الإسرائيلية أن يتناول هذه التجربة متحدثاً عن نفسه، بل أراد التدليل على أنها تجربة جماعية ولا يمكن استرجاعها إلا عبر المجموعة التي عاشتها بكل عذاباتها وتفاصيلها قبل إعادة تركيبها.

وحتم هذا الأمر على المعتقلين السابقين الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة إعادة بناء لسجن المسكوبية مع تركيب زنزانات بألواح خشبية داخل مرآب مقفل لا يصله النور، ليستعيدوا التجربة بحذافيرها وبأحلامها حتى التي تنقذهم أحياناً من قساوة التعذيب.

يحضر المكان في الفيلم بتفاصيله، بحسب خريطة وضعها السجناء، معتمدين على ذاكرتهم لذلك السجن وغرف التحقيق فيه فيؤدون في آن أدوار السجانين والضحايا مع كل ما يتخلل ذلك من مواقف وعنف وألم.

أحدهم يعترف أمام الكاميرا بأن إعادة عيش التجربة أراحته نفسياً وأخرجت ما كان كامنا بداخله ليتمكن من الفرح مجددا مع أسرته، بينما يكمل آخرون أداء التجارب القديمة التي ما زالت حية في وجدانهم.

ويوضح رائد انضوني قائلا: “عملت بالتنسيق مع جمعية للأطباء النفسيين الذين حضروا خلال التصوير ولم أكن بمفردي في مواجهة حكايات السجناء وتجاربهم الموجعة”.

وجميع المعتقلين في سجن المسكوبية وغيره من السجون الإسرائيلية هم معتقلون سياسيون أو سجناء إداريون ممن لا توجه إليهم أي تهمة ولا يحاكمون من قبل السلطات الإسرائيلية.

ويركز الفيلم على أن الاعتقال يطال الآباء والأبناء على حد سواء ومن كل الأعمار. وتشير تقارير حقوقية، أبرزها تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش إلى ازدياد حالات اعتقال أطفال ومراهقين يتعرضون لأساليب الترهيب والضرب والتعذيب نفسها التي تعتمد مع الكبار.

وقالت سارة بشاي، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين في تقرير أخير إن الأطفال الفلسطينيين يعاملون بأساليب كفيلة بإرهاب البالغين وإصابتهم بالصدمة.”

ويهدي المخرج فيلمه إلى المعتقلين الفلسطينيين جميعاً، وخصوصاً إلى معتقل سابق أعيد اعتقاله بعد تصوير الفيلم.

وينقل الفيلم انعكاس فترة السجن على المعتقلين بعد خروجهم من السجن.

فيروي أحدهم كيف اعتقل وهو في مقتبل العمر ليخرج بعد ثماني سنوات من دون أن يذوق مرة طعم الحب.

وغالباً ما يلجأ المعتقلون الفلسطينيون إلى الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على احتجازهم الإداري من دون توجيه أي تهمة إليهم.

سينماتوغراف في

14.02.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)