كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلم الافتتاح «ديانجو»

بقلم: سمير فريد

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السابعة والستون

   
 
 
 
 

كان اختيار الفيلم الفرنسى «ديانجو» إخراج إيتين كومار مناسباً تماماً للعرض فى افتتاح مهرجان برلين ٦٧ (٩-١٩ فبراير ٢٠١٧)، وكذلك للعرض فى مسابقة الأفلام الطويلة، وللتنافس على جائزة أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول فى كل أقسام المهرجان، وهى الجائزة التى تقررها لجنة تحكيم خاصة، ولها قيمة مالية (٥٠ ألف يورو) تقسم بين المنتج والمخرج. وقد جاء الفيلم تقليدياً، وليس من المتوقع فوزه بأى جائزة ربما ماعدا الممثل الفرنسى جزائرى الأصل رضا كاتب فى دور «ديانجو».

مناسب للافتتاح، لأنه فيلم عن الموسيقى، يحبه عشاق الموسيقى والسينما معاً، ولأنه عن شرور الحزب النازى الذى حكم ألمانيا عام ١٩٣٣ وأشعل الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥) التى تجاوز عدد ضحاياها خمسين مليون إنسان من عشرات البلاد. ومن الأهداف الاستراتيجية للثقافة والتعليم فى ألمانيا منذ نهاية الحرب، وخاصة بعد وحدة البلاد عام ١٩٩٠، تذكر شرور النازية دائماً حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى. ومن البدهى أن الشعوب الحية هى التى تتعلم من دروس الماضى حتى يكون لها مستقبل.

من الإنتاج إلى الإخراج

جاء إيتين كومار إلى الإخراج بعد خبرة طويلة فى الإنتاج منذ تخرجه فى معهد «فيميس» للسينما فى باريس. ومن أفلامه كمنتج «عن الآلهة والبشر» إخراج زافير بينوا عن مذبحة الإسلام السياسى للرهبان فى الجزائر أثناء الحرب الأهلية، و«تيمبوكتو» إخراج عبدالرحمن سيساكو عن جرائم الإسلام السياسى أيضاً. وهذه الخلفية تعنى أننا أمام سينمائى يتفاعل مع عصره، ويدافع عن الحرية ضد كل أشكال القمع والديكتاتورية.

وفى هذا السياق، يأتى «ديانجو»، الذى تدور أحداثه فى باريس عام ١٩٤٣ أثناء الاحتلال النازى لفرنسا، وينتهى بعد التحرير عام ١٩٤٥. ويعبر عن حياة عازف الجيتار ديانجو رينهات (١٩١٠-١٩٥٣) فى هذين العامين، حيث عرض عليه أن يقوم بجولة فى ألمانيا النازية بدعوة من وزير الدعاية جوبلز، وأن من المحتمل حضور هتلر إحدى حفلاته، ولكنه رفض وهرب إلى سويسرا وعاد إلى باريس بعد التحرير. ويعتبر ديانجو من أيقونات موسيقى الجاز فى القرن العشرين، ولأنه كان من الغجر، دفعت عشيرته ثمن موقفه، وأُحرقت منازلهم الخشبية المتنقلة، وقتل منهم الكثير.

ومن خلال هذا الموقف فى حياة ديانجو يطرح الفيلم مسؤولية الفنان أمام الأحداث السياسية الكبرى فى بلده والعالم. كما يطرح حقيقة أن الغجر كانوا أيضاً من ضحايا النازية، وليس اليهود فقط كما هو شائع. وآخر لقطات الفيلم مجموعة من الصور الفوتوغرافية لبعض الضحايا كما وضعت فى أحد المتاحف مع مقطوعة موسيقية من تأليف ديانجو بعنوان «مرثية إلى إخوتى الغجر».

ضعف السيناريو وفقر الخيال

وليست مشكلة الفيلم أسلوبه التقليدى، وإنما ضعف السيناريو وفقر الخيال والاسترسال فى مشاهد عزف المقطوعات الموسيقية من دون الاهتمام بالتوازن بين جمال العزف وتوقف الأحداث الدرامية، وهى الأحداث التى تصنع فيلماً مدته القصوى ٩٠ دقيقة وليس ١١٧ دقيقة. ويتمثل ضعف السيناريو الذى كتبه كومار مع ألكس سالاتكو عن كتابه بنفس العنوان فى نمطية الشخصيات بين الألمان الشياطين وضحاياهم الملائكة، كما أنك لا تعرف على وجه الدقة العلاقة بين ديانجو والمقاومة الفرنسية للاحتلال، بل يبدو وكأن موقف النازى المعادى للغجر كان سيتغير لو أنه وافق على القيام بالجولة الألمانية. والعناصر الفنية من تصوير وديكور وأزياء وصوت متكاملة فى التعبير عن الجو العام للأربعينيات، ولكنها لا تكفى لصنع فيلم كبير.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

12.02.2017

 
 

برلين ٦٧ - "جسد وروح": وردة المهرجان في أيامه الأولى

المصدر: "النهار" - برلين - هوفيك حبشيان

"جسد وروح"، افتتح صباح الجمعة عروض الصحافة لمسابقة الدورة السابعة والستين من #مهرجان_برلين السينمائي (٩ - ١٩  الجاري). لسببٍ ما، لم نستطع مشاهدته إلا في الصباح التالي، أي السبت، مع الإعادة برفقة جمهور عادةً ما يتفاعل مع الفيلم تفاعلاً أصدق من الصحافيين والنقّاد. على الرغم من التوقيت المبكر للعرض، صعب إيجاد كرسي شاغر يطلّ على الشاشة الضخمة اطلالة استراتيجية، في صالة فريدريشستاد التي تستوعب أكثر من ٢٠٠٠ شخص. الطلب على الأفلام في الـ"برليناله" طوال فترة انعقاده لا يتوقّف على الهوية أو اسم المخرج، وإن نفدت بطاقات بعض العروض قبل غيرها. ففيلم مجري لمخرجة غير معروفة جماهيرياً، قادر على سحب المشاهدين من فراشهم منذ ساعات الصباح الأولى، تحت حرارة لا تزيد كثيراً عن الصفر.

هذه مقدّمة للقول إنّ الأفلام الصغيرة التي لا تسبقها حملة ترويجية، لها موقعٌ متقدّم على خريطة اهتمامات جمهور برلين. وهي، بالنسبة إلينا، نحن الذين نبحث عن الاكتشافات، لبّ المهنة وفائدتها الأهم. مخرجة "جسد وروح" المجرية إيلديكو انييدي (١٩٥٠)، لها ٥ أفلام في سجلّها، وهي لفتت الأنظار منذ باكورتها "قرني العشرين" التي نالت عنها جائزة "الكاميرا الذهب" في كانّ العام ١٩٨٩. أواخر التسعينات توقفّت عن العمل، وها إنها تعود بعد غياب نحو عقدين عن #السينما. هناك، في هذا العمل اللطيف ما يحرّك الأحاسيس. تتمحور الحوادث حول شخصين، أقل ما يقال في شأنهما أنّ حلماً مشتركاً يجمعهما. كلّ ليلة (أو تقريباً)، يتهيّأ لهما الحلم عينه. إنهما على موجة واحدة في لاوعيهما، إلا أنّ الأشياء في الحياة اليومية تحول دون أن يكون اللقاء بينهما سهلاً ومتناغماً، فما بالك إذا كانت قصة الحبّ الناشئة تجري في مسلخ، هذا المكان الصريح بوضوحه، حيث لا بين بين.

نصّ انييدي يغرق في تفاصيل الطبيعة الآدمية المعقّدة. ولكن لا شيء هنا يتحوّل درساً أو خطاباً. المخرجة تطرح نفسها مراقبة للأهواء البشرية، لا واعظة. يتمركز فيلمها على اللقاء بين روحين يتيمتين تعانيان "معوقات" ندعكم تكتشفون طبيعتها. إنهما كمَن يعيش رغماً عنه، ميت مع وقف التنفيذ! هو رجل ستيني يعمل مديراً مالياً في مسلخ. هي موظفة شابة عُيِّنت حديثاً في المسلخ عينه. مهمتها المراقبة، وهي وظيفة سينمائية بامتياز. لا حدود لصرامتها وإلمامها بالتواريخ وغموضها وانطوائيتها المرضية. هذا كله يولد لدى اندره فضولاً بالغاً للدخول في عالمها، وهو تجاوز سنّ المغامرات. ولكن الأمور ستأخذ منحى جدياً عندما تقع سرقة في المسلخ، فيخضع الموظفون الى تدقيق بسيكولوجي يظهر على إثره أنّ للاثنين عقلاً باطنياً متشابهاً إلى درجة مثيرة للقلق.

في حين أنّ مشهد الغزالان الذي يجسّد الحلم، يعود باستمرار كلازمة لن تتوضّح وظيفته إلا بعد برهة، فإنّ ما سنتابعه طوال ساعتين في سياق من الغنى البصري النادر، هو يوميات المسلخ وتطوّر العلاقة بين أندره وماريّا، وصولاً إلى ذروة الأسئلة التي ينشغل بها الفيلم: هل التشابه يجمع الشخصين أم يفرّقهما؟

الحياة المهنية التي يغرق فيها البطلان توثيقٌ بالغ الدقّة. يتلافى النصّ كلّ الأفخاخ، مثل الشرح والتبسيط وعرض جوهر الفيلم (تكامل الجسد والروح) على بساط البحث. هذا فيلم مشاعر بسيطة نلتقطها بدوافعنا الخاصة، تتشكّل من همسات وحالات نفسية ترتقي بأصحابها، فيه الكثير من الجمال والدفء والطرافة والمواقف المتأصّلة في الواقع المجري اليومي. واقع لن نرى منه الكثير، فهو ينعكس على وجه الشخصيتين، هو في تجاعيده، وهي في عبوسها الذي سيتحوّل ابتسامة خلال لحظات خاطفة. أيضاً: هذا الواقع يتردّد صداه في سلوك كلٍّ من أندره وماريّا وصعوبتهما في التعبير عن مشاعرهما. نجد انعكاسه كذلك على سطح الزجاج الذي تصوّره أنييدي، في لحظات نادرة يتجلّى فيها شيء من الحياة المدينية التي تجري خارج المسلخ. يعمل الفيلم بمنطق الكونتراست أو التأسيس لمناخ بين الدفء والجليد. ثمة أيضاً هذا التواطؤ الذي يتولّد لحظة اصطفاف أندره مع ماريّا، فيصبحان كتلة واحدة ضد "بقية" العالم. يضاف إليه التضاد بين الأبقار التي تُساق للذبح والغزالان اللذين يداعب أحدهما الآخر وسط طبيعة تغمرها الثلوج (مَشاهد الحلم).

أغواء، كبت، تماس، هشاشة، تجاذب، عزلة، "إعاقة"... هذا كله يشكّل أرضية متينة تبني عليها أنييدي عملاً شاعرياً، مشوّقاً في بعض فصوله، عمّا يبدو لوهلة أنه عن العلاقات بين الرجال والنساء. إلا أننا نحن هنا أمام شخصين كلّ منهما مختلفٌ على طريقته، يتشابهان بهذا الاختلاف عن بقية الناس. المواقف التي سيجدان نفيسهما فيها، ستُخرج الفيلم عن أيّ سياق اجتماعي مُسيّس. طباعهما في مواجهة الحكاية، لا العكس. هذا كله في بيئة قاسية، سرعان ما تتحوّل استعارة.

تساهم جودة التمثيل لكلٍّ من غيزا مورتسناي وألكسندرا بوربيلي (إطلالتها على البوستر مغمّضة العينين تضعنا في مزاج الفيلم)، الهادئين على نحو محيّر، في إعلاء شأن فيلم يشي بحرفة ممتازة، تصويراً وكتابةً وإفساحاً في المجال أمام الأدوار الثانوية في رسم صورة عامة لبودابست. العاصمة تلك التي يصبح مسلخها ميكروكوزماً للعالم الحديث السريع الإيقاع الذي نقيم فيه، حيث الحبّ، على الرغم من كلّ شيء، يمنح أصحاب "الإعاقات" أجنحة يحلقون بها عالياً في أحلامهم!

النهار اللبنانية في

12.02.2017

 
 

سباق الدب الذهبي (1):

"عن الجسد والروح" في صدارة تقييم أفلام مسابقة مهرجان برلين

أحمد شوقي

ثمانية عشر فيلماً تتنافس هذا العام على جوائز الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي الدولي السابع والستين. ثمانية عشر فيلماً سيتغير مصير بعضها في نهاية المهرجان عندما تمنحه لجنة المخرج الهولندي بول فيرهوفن جائزة تزيد من فرص توزيعه وعرضه في كل مكان حول العالم. وسنقوم خلال أيام المهرجان برصد هذا السباق ومنح تقييمنا الخاص للأفلام المتنافسة.
جانجو Django - إيتيان كومار (فرنسا)

المحتوى الموسيقي للفيلم يكفي وحده كي يمكن اعتباره عملاً ممتعاً. اختيار إدارة البرليناله كان مختلفاً عن المعتاد بافتتاح الدورة بفيلم هو العمل الأول لمخرجه بدون نجوم كبار في أدوار البطولة، لكن الأقرب للمنطق أن مشاهد الموسيقى مع أداء بطل الفيلم رضا كاتب كانا أهم عناصر الاحتفاء بالفيلم، الذي يروي حكاية عازف الجيتار الغجري بلجيكي المولد جانجو راينهارت. جانجو عاش في باريس وقت احتلال النازي لفرنسا، حمته موهبته من التنكيل بالغجر، حتى طُلب منه القيام بجولة موسيقية في ألمانيا يحضرها جوبلز نفسه، فتحتم عليه أن يهرب كي لا ينصاع للطلب.

ذكاء النصف الأول من الفيلم يتمثل في عدم إظهار جانجو بصورة البطل على الإطلاق، هو مجرد فنان بوهيمي لا يجد نفسه إلى على خشبة المسرح، يريد أن يلعب الموسيقى ويعيش حياة آمنة بغض النظر عن تداعيات السياسة. لكن مع تغير مساره في النصف الثاني ينحو الفيلم أكثر نحو الكليشيه في كل عناصره، ويفقد الكثير من جودته، وإن ظل محتفظاً بإمتاعه الموسيقي حتى النهاية.

التقييم: ستة درجات من عشرة

عن الجسد والروح On Body and Soul - إلديكو إنيدي (المجر)

مفاجأة البرليناله وتحفته الحقيقية خلال الثلث الأول من المسابقة. المخرجة المجرية المخضرمة فاجأت الجميع بمعالجة بالغة الرهافة لقصة حب تدور جنباتها في أغرب مكان يمكن أن يحضن لقاءً رومانسياً بين شخصيتين أبعد ما تكونان عن التصورات النمطية حول أبطال قصص الحب: حكاية حب ينشأ في مجزر آلي بين فتاة مصابة بحالة من التوحد ورجل يعاني من شلل في ذراعه.

الحب هنا أكبر من مجرد مشاعر متبادلة بين شخصين، لكنه وسيلة لكسر القيود والتغلب على العوائق الذاتية. خصم البطلين الأول بل الأوحد هو شخصهما، الجسد والروح. في الحالتين العائق مرضي خارج عن الإرادة، لكنه ملموس وواضح ومؤلم، يكاد يجعل الإنسان مثل حيوانات المجزر، تتحرك في دورة حياة ميكانيكية نهايتها المحتومة هي الذبح ووضع علامة لتقييم الجودة. غير أن تجاوز هذا المصير لا تأتي إلا بإيجاد الآخر. أمر ليس بالهين بل هو طريق وعر مليء بالعثرات والخوف والتحفظ، لكن ولأنه يبدأ بحلم يحلمه الاثنان في ذات الوقت، لابد وأن يصل لنقطة ارتكاز مهما كلف هذا من ثمن.

التقييم: تسعة درجات من عشرة

العشاء The Dinner - أورين موفرمان (الولايات المتحدة)

نظرياً يمكن تفهم رغبة المخرج في صناعة فيلم انقباضي، يقوم بالكامل على حالة من التوتر والشد العصبي المستمر على مدار ساعتين هما زمن الفيلم، تبدأن بحفل عشاء في مطعم فخم يقبل رجل حضوره على مضض مع زوجته ليقابلا فيه شقيقه رجل السياسة وزوجته، لتتكشف خلال الساعتين موجات من الحقائق حول طبيعة العلاقة بين الشقيقين، وحول الكارثة الأسرية التي تم تنظيم هذا العشاء من أجل البحث عن حل لها. مع تقسيم الفيلم إلى فصول حسب قوائم الطعام: مقبلات - فاتحات شهية - طبق رئيسي وهكذا.

إلا أن النظرية شيء والتطبيق شيء آخر، ففي مساره كي يكمل البناء الذي وضعه الخرج موفرمان، يدخل الفيلم مساحات متكررة من الثرثرة والتكرار والتصاعدات غير المنطقية للأحداث؛ لتصير شخصيات الأبطال متخبطة البناء، مثيرة للأعصاب بإقدامها على تصرفات وأفعال ليست فقط مبالغ فيها، لكن من العسير وضعها داخل إطار يُفهم من خلاله مسار كل شخصية (وعلى رأسها شخصية الشقيق الأصغر)، لتكون المحصلة هي أضعف فيلم عُرض حتى الآن من أفلام المسابقة الدولية.

التقييم: أربع درجات من عشرة

فيليسيتيه Felicite - آلان جوميس (السنغال)

مفاجأة سارة تأتي من المخرج السنغالي الفرنسي الآن جوميس، الذي يزور كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية ليروي فيها حكاية من جزأين عن فيليسيته، المرأة القوية التي تعمل مغنية في إحدى الحانات المحلية، والتي تنقلب حياتها رأساً على عقب عندما يأتيها خبر تعرض ابنها الوحيد لحادث مروع يحتاج مبلغ طائل كي يعالج من تبعاته.

الجزء الأول من فيلم جوميس تشويقي استكشافي، تتنقل فيه البطلة في المدينة طارقة كل الأبواب الممكنة من أجل إنقاذ وحيدها، في رحلة لاستكشاف كينشاسا كمدينة قاسية على سكانها بما تضمه من فساد ومعيشة صعبة وهموم لا تنته. قبل أن يتغير شكل السرد في النصف الثاني ليصير أكثر شعرية وأخف ظلاً، بعدما يعود الصبي إلى المنزل تزامناً مع تقرب رجل لفيليسيتيه ومحاولته أن يكسر الحاجز النفسي الذي ضربه الصبي حول نفسه بعد الحادث.

جوميس صنع فيلمه بإحكام تقني تفتقده الغالبية العظمي من الأفلام الأفريقية، مقدماً هو الآخر مجموعة ممتعة من الأغاني والرقصات الأفريقية في ثاني فيلم من المسابقة تكون البطولة فيه لشخصية آتية من عالم الموسيقى.

التقييم: سبع درجات من عشرة

الفأر البري Wild Mouse - جوزيف هادر (النمسا)

أكثر أفلام المسابقة انتزاعاً للضحكات حتى الآن، فالعرض الصحفي شهد ضحكاً مستمراً تجاوب خلاله الحضور مع الفيلم الأول الذي يقوم الكوميديان النمساوي جوزيف هادر بتأليف وإخراجه وبطولته. حكاية عبثية عن ناقد موسيقي مخضرم معروف بكتاباته القاسية، يفاجأ ذات صباح قرار استغناء الجريدة عنه، ليدخل في سلسلة متلاحقة من المواقف العبثية التي يواجه فيها زوجته والمدير الذي قام بطرده، وغيرهم من الشخصيات التي يقابلها خلال الأيام التي جعلته يلامس حافة الجنون مع اكتشافه أن حياته أوهن بكثير مما كان يتصور.

السيناريو كُتب بإيقاع متصاعد لاهث، مليء بالمواقف الكوميدية المحبوكة بعناية، مع أداء جيد من هادر الذي جعلنا ـ وهو إنجاز حقيقي ـ نتجاوب بالضحك مع شخصية ناقد نمساوي! غير أن التساؤل بعد الاستمتاع بالحكاية يظل حول قيمة الفيلم الفنية، وهل يستحق بالفعل الوجود داخل أحد أرفع منافسات العالم؟ أم إن عرضه في سياق أكثر جماهيرية قد يكون هو الأنسب لنوع الفيلم ومحتواه؟ شخصياً أميل إلى الرأي الأخير.

التقييم: ست درجات من عشرة

موقع "في الفن" في

12.02.2017

 
 

فى أفلام برلين.. معاناة امرأة من الكونغو وأزمة فنان تشكيلى..

Félicité يرصد معاناة امرأة وحيدة بمجتمع فقير والبطلة بابى ماباكا تنافس على جائزة التمثيل..

وسحر جيوفرى راش يضيف جاذبية خاصة فىfinal portrait

رسالة برلين - علا الشافعى

بعد عروض 3 أيام لأفلام المسابقة الرسمية فى الدورة الـ67 لمهرجان برلين، السينمائى الدولى لايزال الفيلم المجرى on body and soul هو الفيلم الحائز على أعلى التقييمات النقدية، من النقاد وفى المجلات السينمائية المتخصصة مثل screen وتفاوت مستوى الأفلام التى عرضت أمس حيث تميزت بعض العناصر فى أعمال بعينها مثل فيلم felicite والذى يروى معاناة امرأة من الكونغو، أما فيلمFinal portrait فهو فيلم يرصد حياة فنان بوهيمى وعلاقته بموديل جاءه ليرسم له بورتريه، والفيلم به حس كوميدى، عالى وأداء تمثيلى راق، فى حين أن الفيلم النمساوى wild mous فالكثيرون من النقاد والمتابعون رأوه فيلما خفيفا مصنوعا بشكل جيد ولكنه لا يليق بالمسابقة الرسمية لمهرجان برلين.

‏ Félicité

ما بين معاناة امرأة وحيدة ومعاناة فنان تشكيلى ونحات مسافة كبيرة، ولكن لا تستطيع إلا أن تتعاطف مع الاثنين ولكل أسبابه الفيلم الأول إنتاج فرنسى- سنغالى- لبنانى، وتم تصويره فى الكونغو ويحكى قصة امرأة تعمل مغنية فى ملهى وتعيش بمفردها مع ابنها، بعد قرارها بالانفصال واعتمادها على نفسها، يبدأ الفيلم بمشهد لـ Félicité وهى تغنى وسط عدد من المخمورين، ولكن هى منفصلة تماما مع كل ما يحيط بها من أجواء، وحزن شديد يكتسى ملامحها لا تكتشف سره، إلا بعد أن نراها تنهى عملها وتذهب إلى منزلها المتواضع، فى أحد الأحياء الفقيرة، نشاهدها وهى تستيقظ لتبحث عن مياه تشربها لتكتشف أن حتى ثلاجتها القديمة تعانى عطلا، وتطلب من أحد أطفال الجيران أن ينادى لها من يصلح الثلاجة، لنكتشف أنه أحد الزبائن الذين يرتادون الحانة وشديدى الإعجاب بها، وكل هدفه أن توافق على الزواج منه" حيث يقول تزوجنى وكل مشاكلك ستنتهى" وتنظر إليه دون ان تجيبه بكلمة، تتواصل حياة البطلة فى هذه الدائرة، إلى أن يأتى من يخبرها أن ابنها فى المستشفى، تجرى وهى على وجهها تعبير الخوف المرعب على ابنها لأنها لا تعرف ماذا أصابه، وإحساسها بالذنب لأنها من تركته بمفرده حيث إنها تعمل فى الحانة طوال الليل، كاميرا المخرج التى تلهث وراء البطلة وترصد الشوارع المليئة بمظاهر الفقر، وصولا إلى المستشفى البائس، والذى يرقد فيه ابنها.. وتكتشف أنه أصيب فى حادث طريق، وأن الأطباء والممرضات تركوه ينزف انتظارا لمن يدفع كلفة عملية قدمه المصاب_(من أجمل مشاهد الفيلم على مستوى الأداء عندما يرفض ابنها أن ينظر إليها وهى تحاول أن تتحدث إليه وتناوله الماء إلا أنه يرفض أى شىء منها).

لا تتوقف Félicité كثيرا أمام ذلك، بل تبدأ رحلتها فى محاولة جمع الأموال اللازمة لإجراء الجراحة ونقل ابنها إلى غرفة بمفرده.. وأثناء ذلك تتعرض لسرقة أموالها من قبل امرأة تتظاهر أنها برفقة أحد المرضى، وتظهر تعاطفا معها، وتعرض عليها أن تجلب لها الدواء، إلا أنها تختفى بعد الحصول على أموالها القليلة، لا تتوقف البطلة تغنى وهى تبكى لأنها تعرف أن كل لحظة تتأخر فيها عن علاج ابنها تقربه من الموت، أعضاء الفرقة يتبرعون لها بمبالغ قليلة، بدعوى أن كل منهم لديه مشاكله، تذهب لوالد ابنها يرفض مساعدتها فهى من تمردت عليه، لأنها كانت ترغب فى أن تكون امرأة مستقلة وقوية، حتى أقاربها يعتبرونها ميتة، فهى تمردت وتركت كورس الكنيسة، لتصبح مطربة فى ملهى ليلى، ومن أجمل مشاهد الفيلم (ذهابها للحصول على أموالها المستحقة عن عملها، وأموال أخرى كان البعض قد استدانها واصطحابها لشرطى، لمساعدتها إلا أنه يقتسم معها الأموال نظير المساعدة) ورغم المعاناة لا تتوقف عن ممارسة عملها والغناء وكأنه طريقتها الوحيدة لرثاء نفسها، وتبلغ ذروة الأحداث وتطور أداء البطلة المبهر عندما تقرر أن تذهب لأحد الأحياء الراقية، والتى يسكنها الأغنياء طلبا للمساعدة وكيف يتم ضربها وإهانتها ورغم ذلك تصر على الحصول على بعض الأموال، وفِى مشهد شديد التأثير إنسانيا تخرج لتعدل ملابسها الممزقة، وتداوى جرحها ببصقة من فمها لتمسح الدم، وتجرى إلى المستشفى لتجد أن ابنها قد نزف الكثير من الدم لذلك قام الأطباء ببتر قدمه، وبالتوازى لا يفارقها الرجل الذى يقوم بإصلاح الثلاجات.

الفيلم ملىء بالتفاصيل والأحداث ويرصد معاناة حقيقية يعيشها الأفارقة من خلال عينى وحياة البطلة والتى لا تجد مفرا من كل ما تعانيه سوى الغابة والنهر، لتنزل الماء وتتطهر، وكان من الممكن أن يكون الفيلم أكثر حبكة وتأثيرا، لو تم مونتاج أكثر من ثلث ساعة منه، لأن هناك الكثير من الأحداث التى تأتى بعد الذروة، وهناك أكثر من تطور درامى لو كان الفيلم قد توقف عنده، لصار أفضل بكثير وكما كان هناك إسهاب فى السيناريو وخطوط درامية زائدة، أيضا كان هناك زيادة فى حركة الكاميرا، والتى أعطت إحساسا بعدم الراحة فى كثير من الأحيان، خصوصا وأن هناك مشاهد كانت تتطلب حركة هادئة وحسّا تأمليا ورغم ذلك جعل الفيلم بطلته بابى ماباكا من المرشحات بقوة على جائزة التمثيل والفيلم بطولة بابى ماباكا وفيرو تشاندا والطفل جبتان كلوديا ومن إخراج الين جوميز وهو من الأفلام الحاصلة على دعم من أكثر من جهة.

سحر جيوفرى راش فى Final Portrait

للنجم الأسترالى جيوفرى راش سحر خاص - (6 يوليو 1951 بتوومبا كوينزلاند)_ بمجرد ظهوره على الشاشة خصوصا وأنه يعتبر أول ممثل أسترالى يحصل على جائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد، ظهر فى العديد من الأفلام منها شكسبير فى الحب وميونخ وخطاب الملك، كما عمل مع مخرجين وكتاب بارزين، جولى تايمور، جون مادن، شيخار كابور، فيليب كوفمان، ومن الأستراليين مع ستيفن سبيلبرج ومع غور فيربينسكى.

وفِى فيلمه الجديد Final Portrait والذى ينافس على جائزة الدب الذهبى بمهرجان برلين.. يواصل جيوفرى راش تألقه حيث جسد دور الفنان التشكيلى والنحات البرتو.. جيومتى والذى يعيش حياة بوهيمية وردود افعاله دائما غير محسوبة أو منطقية، فهو دائما فى حالة عمل سواء نحت تماثيل، أو رسم لوحات وأيضاً فى حالة حب سواء مع صديقته التى تصغره كارولين أو زوجته التى تعلم بأمر العلاقة، والفيلم يعتمد على قصة حقيقة عن حياة هذا الفنان المبدع والذى كان يعيش فى باريس وقرر ان يدعو ناقد امريكى شاب، ليتعرف على فنه وإبداعاته عن قرب فى 1964 وفى نفس الوقت يقوم برسم بورتريه له، ومن خلال هذا الناقد "جيمس" نتعرف على تفاصيل حياة ألبرتو سواء فى علاقته بفنه، وأيضا الأموال الكثيرة التى يتكسبها ويلقى بها فى أى مكان، دون أن يتذكر أين وضعها، وعلاقته بزوجته وعشيقته، وكيف ترى زوجته ذلك وتتغاضى من أجل فنه، وكيف أنه أيضا يتغاضى عن علاقتها بشاب يصغرها يأتيها إلى المنزل احيانا بل يرتبط معه بصداقة، الفيلم يكشف الكثير من تناقضات حياة ألبرتو بالتوازى مع تطور رسمه لبورتريه الناقد الشاب الأمريكى والذى يضطر فى كل مرة إلى تأجيل سفره لحين انتهاء البورتريه وهو الأمر الذى يخضع للحالة النفسية والمزاجية لالبرتو.. وتتطور العلاقة بين الاثنين لتصير علاقة صداقة وتساؤلات ودهشة طوال الوقت من الناقد الشاب ناحية هذا الفنان.. وبالطبع خفة جيوفرى راش أضافت سحرا وجاذبية كبيرتين إضافة إلى سحر الشخصية.

والفيلم من إخراج المخرج والممثل الأمريكى ستانلى توسى (من الإنتاج الفرنسى البريطانى المشترك)، ويجسد أدوار البطولة فيه أرمى هامر وكليمنس بويسى إلى جانب الأسترالى جيوفرى راش الذى يكرمه المهرجان هذا العام بمنحه جائزة "الدب الذهبى" الشرفية عن مجمل مساهماته فى السينما.

اليوم السابع المصرية في

12.02.2017

 
 

«برلين السينمائي» يعلن عن جوائز برلينال للمواهب الأحد

كتبعلوي أبو العلا

نظمت مبادرة جائزة الفيلم التابعة لمؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ الجمعة حفل ضمن فعاليات المنصة التفاعلية برلينال للمواهب التي تُقام في إطار الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، بهدف أن يكون الحفل منصة تفاعلية وحوارية بين صُناع الأفلام المرشحة للجوائز، ممثلي المؤسسة، محترفي صناعة السينما ووسائل الإعلام، وضيوف الشرف.

وتمثل حضور الحفل في الأمير على بن الحسين ابن ملك الأردن والأميرة ريم على المفوض التنفيذي في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وجوي حرفوش «شبكة الشاشات العربية البديلة»، كلوديا جعبة «دوكس بوكس»، محمد الأنصاري «الخزانة السينمائية بطنجة»، ميرنا معكرون «مهرجان دبي السينمائي الدولي».

ومن المقرر أن تنظم مبادرة جائزة الفيلم حفل لضيوفها يوم الأحد 12 فبراير، على أن يتم الكشف عن المشروعات الفائزة في ليلة اليوم نفسه، ضمن فعاليات برلينال للمواهب.

وتنقسم مشروعات الأفلام المنافسة على جائزة الفيلم إلى 3 مشروعات في فئة أفلام التحريك القصيرة، 4 مشروعات وثائقية ومثلها في فئة الأفلام الروائية القصيرة، وتتمثل الجوائز في 3 منح إنتاجية تبلغ قيمة كل منها 60 ألف يورو، في مجال الإنتاج السينمائي المشترك بين صُناع الأفلام العرب والألمان، وتستهدف فئات: أفلام التحريك القصيرة، الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية القصيرة.

المصري اليوم في

12.02.2017

 
 

«روبرت بوش» تعلن مشروعات الأفلام الفائزة بـجائزة الفيلم في «برلين السينمائي»

كتبعلوي أبو العلا

أعلنت مؤسسة روبرت بوش، الأحد، 12 فبراير، عن مشروعات الأفلام الفائزة بـجائزة الفيلم، لتكون جائزة فيلم التحريك من نصيب Night للمخرج أحمد صالح، ويفوز The Trap للمخرجة والمؤلفة ندى رياض بجائزة الفيلم الروائي القصير، بينما يفوز فيلم وراء الباب للمخرجة ياقوت الحبابي بجائزة الفيلم الوثائقي.

جاء هذا الإعلان ضمن فعاليات المنصة التفاعلية برلينال للمواهب التي تُقام في إطار الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وتتمثل الجوائز في 3 منح إنتاجية تبلغ قيمة كل منها 60 ألف يورو، في مجال الإنتاج السينمائي المشترك بين صُناع الأفلام العرب والألمان.

المصري اليوم في

13.02.2017

 
 

رابع أيام مهرجان برلين السينمائى فى دورته الـ 67 يوم الأفلام التاريخية..

إقبال جماهيرى كبير على الفيلم البريطانى الهندى Viceroy's House..

وبينلوب كروز تخطف الأنظار بفيلمها الأسبانى La Reina de España

رسالة برلين علا الشافعى AFP

يبدو أن أمس الأحد رابع أيام مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ ٦٧ كان يوم الأفلام التاريخية أو الأفلام ذات الأبعاد السياسية حيث شهدت عروض المسابقة الرسمية عرض فيلم Viceroy's House' خارج المسابقة الرسمية وهو الفيلم الذى شهد إقبالا جماهيريا كبيرا، خصوصا وأنه يتناول تاريخيا الفترة التى تحررت فيها الهند من التاج البريطانى وكيف تم تقسيمها، وتأسيس دولة باكستان وكيف لعبت بريطانيا بالعنف الطائفى بين المسلمين والهندوس وباقى الديانات.

العمل يشارك فى بطولة كل من جيليان أندرسون ومايكل جامبون وهيو بونيفيل وسايمون كالو وأوم بورى وهوما قريشى وسامرات تشاكرابارتى وروبن سوانس ومن اخراج المخرجة جيرندير تشادلها.

وفى مساء اليوم الرابع قررت إدارة المهرجان إقامة عرضين للصحافة لم يكن مدرجين فى الجدول اليومى لفيلم " ملكة اسبانيا" للنجمة المتألقة بينلوب كروز وهو الفيلم الذى يتناول فترة هامة فى التاريخ الاسبانى اثناء حكم الديكتاتور فرانكو، ويبدو أن رد الأفعال الإيجابية على الفيلم وحصوله على أكبر جائزة فى اسبانيا هو ما دعى إدارة المهرجان لذلك.

فيلم La reina de España بطولة بينيلوب كروز وكارى إلويس وماندى باتينكين وخوان أنطونيو بايونا وخافيير كامارا وكارلوس ارسيس وهو من إخراج فيرناندو ترويبا.

كما عرض ضمن فاعليات اليوم فيلم A Fantastic Woman أو Una mujer fantástica هو  فيلم ألمانى من إخراج سيباستيان ليليو وهو العمل الذى يدور حول مارينا امرأة تعمل "نادلة" فى ملهى ليلى تتعرف على رجل أكبر منها فى العمر إلا أنه يتعرض لوعكة صحية مفاجئة فيسقط على الدرج ويموت، ويتناول الفيلم قصة معاناتها مع أهل حبيبها البرتو وزوجته السابقة وابنه ومحاولاتها الخروج من قصة حبها.

الفيلم من سيناريو وإخراج سيباستيان ليليو والذى نال جائزة لجنة التحكيم من مهرجان برلين عام 2013 وهو نفس العمل الذى رشح لجائزة الدب الذهبىA Fantastic Woman من بطولة دانيلا فيجا  وفرانسيسكو ريايز ولويس جنيكو والين كابينهيم وامبارو نوجيارا.

كما ضمت فاعليات اليوم أيضا مؤتمر صحفى لفيلم The Young Karl Marx الفيلم الألمانى وهو فيلم سيرة ذاتية والذى يتناول السنوات الأولى لكل من كارل ماركس، وفريدريكك إنجلز وجينى ماركس، وحياتهم بين باريس وبروكسل ولندن، وخضع صناع الفيلم إلى جلسة تصوير للترويج للعمل وهى الجلسة التى ضمت كل من الكسندر شير وهانا ستيلى والمخرج راؤول بيك وأوجست ديل وستيفان كونارسكى.

وتضم قائمة الأفلام المتنافسة عددا من الأفلام المهمة لكبار المخرجين حول العالم، ومنها أفلام  Ana،mon amour  الرومانى- الفرنسى للمخرج كالين بيتير نيتزير، والفيلم الكورى On the Beach at Night Alone للمخرج هونجج سانجسو، والفيلم الألمانى Beuys للمخرج أندريس فيفل، والفرنسى Colo من إخراج تريسا فيللافيردى، والفيلم الفرنسى Django للمخرج اتيان كومار وهو فيلم الافتتاح، إضافة إلى فيلم الأنيميشن الصينى Have a Nice Day  للمخرج الصينى ليو جان.

اليوم السابع المصرية في

13.02.2017

 
 

اللبنانى القصير «شارع الموت»

بقلم   سمير فريد

هناك ست مسابقات فى مهرجان برلين: مسابقة الأفلام الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة، ومسابقة أفلام الأطفال أقل من ١٤ سنة (أفلام طويلة وقصيرة)، ومسابقة أفلام الشباب أكبر من ١٤ سنة (أفلام طويلة وقصيرة)، ومسابقة جائزة أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول فى كل أقسام المهرجان، وأضيفت هذه السنة فى الدورة ٦٧ (٩-١٩ فبراير ٢٠١٧) جائزة أحسن فيلم تسجيلى فى كل أقسام المهرجان أيضاً.

وفى هذه المسابقات الست لم يتم اختيار سوى فيلم واحد من الإنتاج العربى فى مسابقة الأفلام القصيرة، وهو الفيلم اللبنانى- الألمانى «شارع الموت»، إخراج كريم غصينى، والذى عرض أمس الأول السبت. وعدم وجود أفلام عربية أخرى فى مسابقات المهرجان الست أمر لافت بالطبع رغم اهتمام المهرجان بالسينما العربية فى إطار اهتمامه بكل الثقافات الإنسانية ليكون مهرجاناً دولياً بحق.

وقد أجرى معى راديو برلين الثقافى حواراً مطولاً سجل وأذيع فى أول أيام المهرجان، بمناسبة فوزى بجائزة «كاميرا البرلينالى» التقديرية، وعند السؤال عن العلاقة بين المهرجان والسينما المصرية كان من بين ما ذكرت أن الفيلم المصرى الروائى الطويل «آخر أيام المدينة»، إخراج تامر السعيد، والذى عرض فى «الملتقى» الدورة الماضية، كان من الأفلام المناسبة تماماً للعرض فى مسابقة الأفلام الطويلة.

قصيدة وحشية

يصنف فيلم «شارع الموت» أكاديمياً على أنه فيلم تسجيلى، والشارع المقصود هو الذى يؤدى إلى مطار بيروت، والذى أقيم على جانبيه العديد من البيوت العشوائية. ولكن الفيلم ليس تعبيراً عن واقع الحياة فى هذا الشارع وتلك البيوت، وإنما قصيدة سينمائية تنتمى إلى ما يمكن أن نطلق عليه الشعر الوحشى عن قاع المدينة فى بيروت، يستخدم فيها الفنان واقع الشارع وبيوته للتعبير عن رؤيته الغاضبة والساخرة من الحجر والبشر معاً.

لا توجد لقطة واحدة كاملة طوال زمن الفيلم (٢٣ دقيقة)، أى لها بداية ونهاية وترتبط باللقطة السابقة أو اللاحقة، وإنما حركة حرة من تحت الماء لصيد السمكة إلى طائرة تعبر أعلى السماء، وأناس يتصرفون بعنف تلقائى حتى فى أفراحهم. وعلى شريط الصوت، والذى لا يرتبط عضوياً بشريط الصورة، يروى الفنان ذكرياته ويعلق على أسلوب الحياة، أو الحياة على الطريقة اللبنانية.

خاص عن السينما المغربية

لا يوجد برنامج يقدم سينما وطنية كضيف شرف فى مهرجان برلين، ولكن البرنامج الذى يقدم عن السينما فى المغرب فى إطار الدورة ٤٧ من برنامج «الملتقى» تحت عنوان «عروض خاصة» يقدم صفحات هامة من تاريخ هذه السينما، والتى أصبحت السينما العربية الثانية بعد مصر من حيث كم الإنتاج السنوى من الأفلام منذ عشر سنوات ويزيد.

يتضمن البرنامج عشرة أفلام (٦ قصيرة و٤ طويلة)، أما الأفلام القصيرة فهى «من لحم وصلب» ١٩٥٩، و«العودة إلى أغادير» ١٩٦٧ إخراج محمد عفيفى، و«طرفاية» ١٩٦٦، و«الذاكرة ١٤» إخراج أحمد بوعنانى، و«البراق» إخراج عبدالمجيد رشيش ١٩٧٢، و«الينابيع الأربعة» إخراج بوعنانى، ورشيش ومحمد عبدالرحمن تازى.

وأما الأفلام الطويلة فهى «وشمة» إخراج حميد بنانى ١٩٧٠، الذى عرض فى أول دورة من دورات «الملتقى» عام ١٩٧١، و«الأيام.. الأيام» إخراج أحمد المعنونى ١٩٧٨، و«السراب» إخراج أحمد بوعنانى ١٩٨٠، و«حلاق درب الفقراء» إخراج محمد رجاب ١٩٨٢.

كما يتضمن البرنامج الفيلم التسجيلى الطويل «عبور البوابة السابعة» إخراج على إصاف، من إنتاج ٢٠١٧، ويعبر عن السنوات الأخيرة فى حياة أحمد بوعنانى (١٩٣٨-٢٠١١) المخرج وكاتب السيناريو والمونتير والشاعر الذى تخرج فى معهد IDHEC للسينما فى باريس عام ١٩٦٣.

المصري اليوم في

13.02.2017

 
 

برلين ٦٧- "فيلده ماوس": كائن تُصادَر كلمته هو كائنٌ خطير!

المصدر: "النهار" - برلين - هوفيك حبشيان

حكاية عبثية، ظريفة جداً، يأتينا بها فنان الكاباريه الممثل الفكاهي جوزف هادر في أول أفلامه كمخرج، "فيلده ماوس"، المعروض في مسابقة #مهرجان_برلين السينمائي السابع والستين (٩ - ١٩٩ الجاري). جورج ناقد موسيقي (يضطلع بدوره  المخرج نفسه) يعمل في صحيفة معروفة ومنتشرة منذ ربع قرن. يبدأ الفيلم مع مشهد صرفه. مشهد كان ليُمسي مأسوياً لولا لمسة هادر السينيكية التي تضع الأشياء في نصابها منذ البداية، لتحدّد اللون الذي سيطغى على العمل، مع ردّ فعل ناقدنا أمام ربّ عمله: "قراءي سيعترضون". فيأتي الجواب ليقضي عليه كلياً: "أشكّ. معظمهم ميت"!

بقية الفيلم تتبلور وفق منطق مشابه: كلّ حلّ سيجده هادر للخروج من مأزقه بشكل لائق ستُقابله مشكلة. إلاّ أنّ هاجسه الأكبر الذي سيجلب للفيلم الكثير من العبثية واللامنطق والـ"بورلسك"، هو تصميمه على الانتقام من ربّ العمل الذي استغنى عنه مستبدلاً إياه بصحافية أصغر سنّاً وأقل تكلفةً. في البداية، يُخيّل لنا أنّ الفيلم سيتّجه إلى محاصرة جورج في أزمة منتصف العمر، فتتحوّل القضية قضية تعاطف وذرف دموع على مصير رجل ضحّى ولم يجد. يتبيّن بسرعة أنّ تلك ليست وجهتنا. فالكوميديا السوداء ذات المزاج المتقلّب هي الحاكمة هنا، هي التي بخبثها تكشف وجهاً آخر من وجوه الحياة البورجوازية الصغيرة في النمسا، التي ستُصاب بخلل مفاجئ في تركيبتها نتيجة حدث يهدّد استمراريتها.

صرف جورج سيكون بداية سلسلة مفارقات تنعكس سلباً على حياته الزوجية. فهو يخجل حتى من إخبار زوجته بما يجري له. زوجته التي تحاول، بلا جدوى، أن تُنجب منه. نصّ هادر يصف نزوله غير العقلاني إلى القعر. كأنه كان ينتظر تلك اللحظة. هناك سخرية واضحة من الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها جورج، فهو على الأرجح لم يكن على احتكاك بالعالم الحقيقي قبل السقوط المدوّي من الأعلى إلى الأسفل. فجأةً، يصبح كما الجميع، فيضطر إلى التعامل مع الآخرين معاملة ندية. في المقابل، نكرانه واقعه الجديد يجعله يتظاهر أنّ كلّ شيء على ما يرام، فيخرج من البيت صباحاً متّجهاً إلى وظيفة لم تعد له، ليقضي وقته في منتزه شهير وسط فيينا. اللقاءات التي يجريها هنا ستفتح أمامه آفاقاً جديدة، وتبعده من حياته السابقة.

يقوم الفيلم على جلد الذات الذي يتطوّر إلى تدميرها نفسها. ربما كان يجب لهذا الصرف أن يحصل كي يكتشف رجلنا بعض الحقائق التي لطالما أخفاها عن ذاته. يطعّم هادر المغامرات التي يعيشها جورج بعناصر من الواقع التي تصلنا على شكل شذرات إخبارية عن مآسٍ تحصل في مختلف أنحاء العالم (هجرة وحروب). الهدف من هذه المعلومات واضح: تسخيف "مأساة" رجلنا البورجوازي. يمكن أن "نمسك" الكثير من الأشياء على الفيلم، أكثرها إغواءً القول إنّ كائناً يُصادَر منه حقّ الكلمة هو كائنٌ في منتهى الخطورة!

"فيلده ماوس" يشكّل فرصة لهادر كي يظهر قدراته الإخراجية ويثبت نفسه كممثل جسماني، خصوصاً في مَشاهد الركض الأخيرة فوق الثلوج. هناك هالة تقع، هي هالة تحيط الشخص العارف أكثر من غيره، المعشوق والمنبوذ في آن. إلا أنّ الوقعة لا تُحدث الصدى المتوقّع. فجورج، كأنه من خلال افتعال كل هذه البلبلة، يريد التعويض عن هذا الصمت والتجاهل. بأسلوبه المسلّي ومتتالياته الرشيقة، يزجّنا الفيلم في اتجاهات عدّة، لا يتعمّق كثيراً في أي من الموضوعات التي يلمسها، ولكن ليس ثمة شكّ أنّ خلف هذه المعالجة التراجيكوميديا درساً سينمائياً يذكّرنا مرة جديدة أنّ لا متعة تضاهي متعة رؤية الآخرين يتعذّبون ولا يهتمون.

####

برلين ٦٧- "امرأة رائعة": كلّ شيء عن نضال متحوّلة

المصدر: "النهار" - برلين - هوفيك حبشيان

تركنا سيباستيان ليليو مع فيلمه الجميل "غلوريا" قبل أربع سنوات، لنستعيد اللقاء به في جديده "امرأة رائعة" المتسابق على جائزة "الدبّ الذهب" في الدورة السابعة والستين من #مهرجان_برلين السينمائي (٩ - ١٩٩ الجاري). كما يظهر بوضوح من  مشاهدتنا معظم أفلام المسابقة إلى الآن، ترزح الأعمال المختارة من جانب مدير الـ"برليناله" ديتر كوسليك وفريقه، تحت وطأة الموضوعات الشديدة الحضور في الراهن، وهي كثيراً ما تتحاور في ما بينها، من فيلم إلى آخر. بعض هذه الأعمال ينجح في النهوض، وبعضها الآخر يستسلم. فيلم المخرج التشيلياني من الصنف الأول: قدماه في الواقع التشيلياني الذي يصوّره بهيئة غير وردية وجميلة ومنقّحة، في حين يحشر رأسه بين الغيوم، فيخرج بصيغة سينمائية حالمة.

عمل كهذا من المرجّح أن يرفع من شأن ليليو في المشهد السينمائي، خصوصاً مع صعود نجم السينمائيين اللاتينيين أخيراً في الولايات المتحدة، وأحدهم، بابلو لاراين، شارك في الإنتاج (مع الألمانية مارين أديه). مسألة أخرى ليست مستبعدة أيضاً: توظيف الفيلم للانتصار لحقوق المتحوّلين جنسياً.

الحكاية بسيطة جداً: مارينا (دانيال فيغا)، مغنّية غير مكرّسة تخرج مع أورلاندو (فرنسيسكو رييس)، صناعي يكبرها بسنوات، وهما يخططان للعيش سوياً، بعدما تخلى الرجل عن زوجته وأولاده من أجلها. إلا أنّ موته المفاجئ يضع مارينا أمام واقع جديد تجهل كيفية التعامل معه. فثمة من جهة رجل عليها أن تصون ذكراه، ومن أخرى خصومة عائلته التي تريد إبعادها بأيّ ثمن، خصوصاً حين يتبيّن أنّ مارينا رجل تحوّل امرأة. هويتها الجنسية تجعل أصابع الاتهام بقتل أورلاندو تتّجه إليها فوراً، فتصبح الفتاة الرقيقة والعاقلة في موقع مُحرج، إذ يتوجّب عليها إثبات صدق مشاعرها تجاه الراحل. مرة بعد مرة، يتحوّل الشيء إلى مهانة وإذلال ممنهجين.

ليليو سبق أن برع في تصوير بورتريه سيدة: غلوريا في الفيلم الذي حمل اسمها، وفازت عنه باولينا غارثيا بجائزة التمثيل في برلين. لا تختلف الحال في فيلمه الخامس هذا، بحيث أسند الدور إلى الممثلة المتحوّلة الجميلة دانيالا فيغا في أول وقوف لها أمام الكاميرا. إنها عودة إلى حكاية التهميش الاجتماعي عينه في المجتمع اللاتيني، إلا أنّ وجه ذلك التهميش أوضح هنا وأكثر صراحة، فمَن تتعرّض له ضحية جاهزة. ليليو يعالجه برقة كبيرة. بحميمية بالغة يرسم تفاصيل نضال مارينا، وغالباً يمرّر الأفكار على نحو يمنح الانطباع بأنّ ثمة شيئاً يتسرّب إلى الفيلم. لن تُعطى مارينا فرصة لتضميد جراحها، لا بل لتقوم بحدادها كما ينبغي، فهي تجد نفسها بسرعة وسط معركة يفترض عليها خوضها.

مَن هي مارينا؟ في العنوان جزء من الجواب. ولكن، هذا سؤال لن يطرحه أحد من أفراد عائلة أورلاندو (عدا شقيقه) الذين يواجهونها بعدائية نادرة. يكتفي هؤلاء بما عرفوا عنها، ومثلهم المحقّقة التي تستجوبها بما لديها من وقاحة تسمح لها عدم الخروج من غرفة الطبيب خلال جلسة كشف عليها. بهذا المعنى، يقدّم ليليو فيلماً عن المظاهر، يقع فيها حتى المُشاهد الذي لم يطلع على تفاصيل الحكاية قبل المشاهدة، إذ أنّه من الصعب أن يتنبّه إلى أنّ المرأة التي أمامه كانت سابقاً رجلاً. والعلّة أنّ مصدر الأفكار الجاهزة ليس فرداً أو شخصاً أو عائلة، بل متأصلة في أجهزة الدولة التي تعامل مارينا كقاتلة لمجرد أنّها لا تستوعب طبيعة العلاقة.

من الصعب عدم استحضار روحية ألمودوفار. سواء باستعماله الألوان الصارخة (من أحمر وأزرق) أو نظرته للأسى أو مقاربته للوحدة والعزلة أو انغماسه في الميلودراما، التقارب ملموس مع عمل المخرج الاسباني. إلا أنّ ما يمنح الفيلم نبرة خاصة هنا، هو برودة أعصاب الشخصية الرئيسية وطبعها الهادئ في التعامل مع الحوادث المتعاقبة. الموسيقى التصويرية التي وضعها  البريطاني ماثيو هربرت تعمّق، هي الأخرى، الإحساس بأننا في خلية من خلايا سانتياغو التي تُسبب الاختناق.

النهار اللبنانية في

13.02.2017

 
 

الطبيعة تسيطر على "سينما" برلين

المصدرعُلا الشيخ- برلين

في النصف الأول من الدورة الـ67 من فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي يتنافس فيها 18 فيلما عالميا في المسابقة الرسمية ، تم الى اليوم عرض أكثر من 10 أفلام، شكلت حالة من التساؤلات عن غياب الكثير من أساسيات اختيار الأفلام المنافسة بشكل عام، مثل أفلام تحمل اسماء لمخرجين مشهورين أو بطولة نجوم في عالم السينما، لذلك عنصر الدهشة الكاملة من فيلم ينافس على الجوائز الرسمية لم تحدث الا قليلا ، خاصة مع فيلمين الأول للفيلم المجري جسد وروح والثاني للفيلم السينغالي فيليسيتيا لكن قبل الحديث عنهما لا بد من المرور قليلا على فيلم افتتاح الدورة الذي حمل عنوان "جانجو" للمخرج الفرنسي ايتيان كومار ، هذا الفيلم الذي شكل حالة فضول للمشاهدين سواء من النقاد او محبي السينما بشكل عام بسبب أنه لا يحمل بصمة مخرج مشهور أو انه من بطولة نجوم معروفين، فالفيلم هو التجربة الأولى لكومار ، وبطولة رضا كاتب الذي يؤدي شخصية جانجو.

مع هذا التعريف البسيط لبطاقة الفيلم ، نلمس أن مهرجان برلين السينمائي يؤكد كل عام أنه يبحث عن خلق عنصر المفاجأة والتساؤل حول ماهية خياراته، فتارة تكون خيارات مرتبطة بالسياسية، وتارة تتبنى قضايا اجتماعية وطبيعية، وتارة كما حدث هذا العام تشجع على العمل الأول للمخرجين.

لا شك أن الفيلم يحمل الكثير من العناصر التي بالفعل أهلته لأن يكون فيلم افتتاح، من أداء بطله الذي يلعب دور عازف جيتار محترف بالفطرة، ومرورا بنص متماسك أدى بدوره الى تماسك عناصر التطور الدرامي والبصري في كل الفيلم، مما ترك صورة متكاملة لا لبس فيها ، وخرج غالبية الجمهور مستمتعا بموسيقى مختلفة آتية من الغجر مع قصة حب دائمة وعابرة و السياسة التي لا بد منها خاصة أن أحداث الفيلم كانت في عهد النازيين.

من الممكن وضع نقطة القوة في الفيلم من ناحية الحبكة على قوة الموسيقى التي تنتصر على كل أنواع الاستبداد، وهنا نتحدث عن فترة حكم النازية ، هذا العازف الصعلوك الذي وصل صيت موسيقاه التي يعزفها باصابعين مشلولين ، استقطب العديد من النازيين ليسمعوه ويحاولوا أن يدعوه الى ألمانيا لاحياء حفل خاص، يحاول جانجو المعتز بنفسه التملص دائما من تلبية الدعوة .

الحيرة حاضرة بقوة في محاولة معرفة شخصية جانجو العابث و الصعلوك و الفنان في نفس الوقت، لكن من الواضح أن من تلمس الموسيقى أنامله لا يرضى أن يكون جزء من تصفيق حار من قبل مجرمي حرب مثل النازيين تفاصيل مهمة تأخذك اليها قصة فيلم جانجو ، تلاحقه في كل مشهد ، خاصة بعد أن رفض عرضا رسميا من الجيش الألماني، فتحول الى هارب عبر الغابات أملا في الوصول الى سويسرا.

ليست ممثلة لن تشعر أبدا أنك أمام ممثلة في الفيلم السينغالي فيليسيتيا للمخرج الان جوميس والذي يعتبر من أهم الأفلام التي تم عرضها في النصف الأول من المهرجان ، ويتحدث عن امرأة اسمها فيليسيتا، تعمل كمغية في احدى الحانات الشعبية في عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا، هذه المرأة التي مثلت دوره "فيرو بيا" لن تشعر أبدا أنها تمثل بل ستشعر أنها شخصية حقيقية، للقدرة التي تعدت الاعجاب بايصال كل مشاعرها بكل صدقية، حتى انك تبكي معها في كثير من المشاهد، وهي التي من الواضح أنها ضحت بحياة رفاهية عائلتها من أجل من تحب والذي بدوره خذلها ، تاركا لها ابنا سيتعرض الى حادث ، لتبدأ معه حكايات بلد كاملة من خلال امرأة ، فيليسيتا لا تبتسم طوال فترة الفيلم باستثناء الربع الأخير منه، هي بعد حادث ابنها عليها توفير مبلغ كي تنقذ قدمه من البتر، في ظل حكم يسيطر فيه الأغنياء والفاسدين على الفقراء حتى على صحتهم ، وبعد تتبع طريقة فيليسيتا في جمع المبلغ ستدرك أنك امام شخصية قوية وذات كرامة عالية، الا ان من تتعرض حياته الى الخطر ابنها الوحيد الذي من أجله اضطرت الى أن تذل نفسها الى شقيقها ، في كل هذا التخبط تظهر شخصية ظريفة في الفيلم تخلق نوعا من التوازن الذي يحتاج الى ضحكات في حضرة كل هذا البؤس الذي تكتمل معه الحالة ببتر قدم ابنها ، لتبدأ معها محاولة حياة جديدة ، ستكون فيه ابتسامة فيليسيتا حاضرة.

من السهل أن تقع في حب هذا الفيلم وفي شخصية فيليسيتا تحديدا، وستشعر فعلا أن مثل هؤلاء من يتمسك بالحياة أكثر بالفانتازيا من الملفت في الأفلام التي تم عرضها في النصف الأول من مهرجان برلين حضور الحيوانات كجزء أساسي في حبكة الفيلم ، مثل حضوره على سبيل المثال في الفيلم الألماني بوكتو للمخرج اغنيزيكا هولاند ، وهذا الحضور كان أيضا واضحا في الفيلم المجري "جسد وروح" والذي يعتبر من أفضل الأفلام التي تم عرضها الى اللحظة، وهو للمخرجة إيلديكو انييدي.

يحمل الفيلم حالة فانتازيا واضحة، لكن بعد التعمق بالحكاية أكثر ستحاول أن تميل الى اسقاط بعض الواقعية عليها، فحكاية الفيلم تحكي عن لقاء بين أثنين من خلال أحلام مشتركة يظهران في تلك الأحلام على شكل غزلان، يحاولان كل ليلة التقرب من بعضهما، وتشاء الصدفة أن تعمل البطلة في مسلخ الأبقار الذي يعمل فيه البطل ، غير مدركين في الربع الأول من أحداث الفيلم أن الحلم يجمعهما ، فهما يحلمان نفس تفاصيل الحلم كل ليلة.

تركيبة الفيلم فيها من العبقرية الكثير، فأنت بشكل يومي تراقب طريقة نحر الأبقار ، وترى بطبيعة الحال كمية الدماء التي تملأ المكان، في المقابل ثمة علاقة حب تنمو في الحلم، على شكل حيوانات ايضا، كل هذه التركيبة تجعلك كمشاهد يترقب كل الحكاية بشكل سلس كحالة ترقبك للعاشقين ، الذين يختلاف كليا ، فالرجل كبير في السن يعاني من شلل في يده ، متأني في تعاطيه مع الموظفين، أما هي عبارة عن شيئ اشبه بلوح الثلج لا حياة فيها بالرغم من صغر سنها وجمالها، وذكائها خاصة في حفظ التواريخ، شخصيات لا يمكن أن تتقابل فعلا الا بالأحلام وهذا الذي حصل.

طريقة معرفة انهما على نفس قدر الحلم ، وبعدها مراقبة محاولاتهم في تحويل الحلم الى حقيقة، كان كفيلا بأن يضع الفيلم ضمن توقعات قوية للحصول على أكثر من جائزة من بينها جائزة أفضل ممثلة.

الإمارات اليوم في

13.02.2017

 
 

في الدورة‏67‏ لمهرجان برلين

المصرية ندي رياض تحصل علي جائزة دعم الفيلم القصير

والفلسطيني أنضوني يعيد تجسيد مشاهد التعذيب في سجون الاحتلال

رسالة برلين - مني شديد

حصلت المخرجة المصرية ندي رياض عن مشروع فيلمها الجديد‏'‏ الفخ‏'‏ علي جائزة دعم الفيلم القصير المقدمة من مؤسسة‏'‏ روبرت بوش شتفتنج‏'‏ للمشاريع السينمائية العربية الالمانية المشتركة‏.‏

و اعلنت الجوائز مساء امس في حفل خاص علي هامش مهرجان برلين السينمائي الدولي نظمه برنامج' التالنت' او المواهب شريك مؤسسة روبرت بوش شتفتنج في مسابقة دعم المشاريع السينمائية التي تقدم جوائزها للشباب سنويا عن المشاريع المشتركة لمخرجين عرب مع منتجين من ألمانيا.

'الفخ' يتناول معاناة المرأة المقهورة وقدمه الثلاثي المخرجة ندي رياض والمنتجة إيفا شالنبيك والمنتج المساعد في مصر أيمن الأمير, وتقدر قيمة الجائزة ب60 الف يورو, وترشح لها3 افلام أخري من لبنان وفلسطين والإمارات. بينما حصلت علي جائزة دعم الفيلم التسجيلي المخرجة المغربية ياقوت حبيبي عن فيلم يتناول قصة قرية مغربية منعزلة بعنوان' خلف الأبواب المغلقة' وتشاركها بالإنتاج كارولين هينكل مع هند سايح, وترشح للجائزة أيضا افلام من لبنان والسعودية والسودان. وحاز المخرج أحمد صالح علي جائزة دعم فيلم التحريك عن مشروع فيلم' ليل' وإنتاج جيسكا نيوبور ومنتج مساعد صالح صالح, ورشح لها أيضا المخرجة المصرية هالة طارق عن فيلم' بداخلي' وفيلم لغسان جارادات من الأردن.

وشاركت في لجنة التحكيم هذا العام المنتجة ماريان خوري مع عدد من السينمائين والمنتجين ومنهم جورج ديفيد ودوريس هيب وهانيا مروي من بيروت والكسندر وادو, واستخدم القائمون علي حفل توزيع الجوائز صورة فيلم' حار جاف صيفا' للمخرج شريف بنداري كخلفية للحفل باعتباره من الأفلام المهمة التي كانت نتاج هذا المشروع وحصل علي جائزة الدعم منذ سنوات.

وعرض أمس فيلمان عربيان من المغرب وفلسطين في برنامج البانوراما, الفيلم الأول للمخرج هشام العسري الذي يشارك للمرة الثالثة في مهرجان برلين بفيلم' ضربات في الرأس', والفيلم الثاني الفلسطيني' اصطياد الأشباح' للمخرج رائد انضوني الذي مزج فيه بين الروائي والتسجيلي وأعاد فيه تجسيد مشاهد التعذيب والتحقيق مع السجناء والمعتقلين الفلسطينين علي يد قوات الاحتلال الاسرائيلي وقام ببناء ديكور سجن خلال مراحل الفيلم وأثناء تصوير المشاهد.

عرض ضمن القسم الرسمي لبرنامج المهرجان فيلم' فيسوريس هاوس' انتاج بريطانيا والهند والذي يتناول فترة إعلان استقلال الهند عن الاحتلال البريطاني والتي شهدت أكبر مأساة في تاريخ الهند وهي تقسيم الهند إلي الهند وباكستان وتحويل أكثر من14 مليون شخص للاجئين نتيجة لهذا التقسيم الذي تسبب في كوارث ومات في هذه الأحداث ما يقرب من مليون شخص. ويطرح الفيلم القصة من وجهات نظر مختلفة ومن داخل حاكم الهند البريطاني في هذه الفترة والذي كانت مهمته تسليم الهند للرئيس نهرو وإنهاء إجراءات الاستقلال, ولكن مع تصاعد أحداث العنف والقتل بين المسلمين والهندوس وإصرار المسلمين علي الاستقلال بباكستان قام بوضع خطة تقسيم الهند.

وأشارت مخرجة الفيلم الهندية الأصل جوريندر شادا إلي أنها اختارت هذه الفكرة بناء علي تجربتها الشخصية حيث كانت جدتها واحدة من اللاجئين الذين تعرضوا لهذه المأساة وانفصلت عنهم لفترة طويلة وعثروا عليها بعد سنوات خاصة وان ابنتها ماتت بسبب الجوع ونقص الغذاء, مشيرة إلي أن فكرة الفيلم جائتها بعد زيارة منزل جدها القديم الذي يقع الآن في باكستان بعد التقسيم, ووجدت فيه5 عائلات مختلفة تحولوا إلي لاجئين نتيجة للتقسيم ورحيلهم من منازلهم إلي باكستان. وأكدت أنها حاولت تقديم الأحداث من وجهات نظر مختلفة ولم توجه الاتهام إلي الحاكم البريطاني علي أنه المتسبب في التقسيم رغم أنه صاحب الخطة وذلك لأن طبيعة شخصيته ومحاولاته في هذه الفترة لمنع وقوع التقسيم وأيضا مساعدته للناس تدل علي أنه هو نفسه كان عروسة في يد سياسين دفعوا في اتجاه تقسيم الهند واستغلوا الناس لتحقيق مصالحهم, مؤكدة انه من المؤسف أن نري العالم بعد70 عام مازال يعاني من نفس المشكلة ونشعر بالألم عندما نري ما يحدث في سوريا الان أو في دول اوروبا فسياسة الكره منتشرة في كل البلاد.

وأضافت أن سياسة الكره والتفرقة بين الناس لا ينتج عنها إلا العنف والموت والتاريخ خير دليل علي هذا وعلينا أن نتعلم منه, وهذه هي مسؤوليتنا.

الأهرام المسائي في

13.02.2017

 
 

"روبرت بوش" تعلن الأفلام الفائزة بـجائزة الفيلم في "برلين"

كتبنورهان نصرالله

أعلنت مؤسسة روبرت بوش، أمس، عن مشروعات الأفلام الفائزة بجائزة الفيلم، لتكون جائزة فيلم التحريك من نصيب "Night" للمخرج أحمد صالح، وفاز "The Trap" للمُخرجة والمؤلفة ندى رياض، بجائزة الفيلم الروائي القصير، بينما حصل فيلم "وراء الباب" للمُخرجة ياقوت الحبابي، بجائزة الفيلم الوثائقي، وقد جاء هذا الإعلان ضمن فعاليات المنصة التفاعلية "برلينال" للمواهب التي تُقام في إطار الدورة الـ 67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وتتمثل الجوائز في 3 منح إنتاجية تبلُغ قيمة كل منها 60 ألف يورو، في مجال الإنتاج السينمائي المُشترك بين صُناع الأفلام العرب والألمان.

وتضم لجنة تحكيم جائزة الفيلم "منفينشنزو بونيو" مدير مشروعات صندوق السينما، جورج ديفيد، مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام الأديبة والصحفية، دوريس هيب، مدير تحرير شركة "ZDF/Arte"، إلك كاشل موني، المدير الإقليمي لمعهد "غوته" بالعالم العربي، ماريان خوري، مدير شركة أفلام مصر العالمية، هانيا مروّه، مؤسِسة ومديرة جمعية "متروبوليس" السينمائية ببيروت، والمنتج ألكساندر فادو.

الوطن المصرية في

13.02.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)