كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

كين لوتش لـ «سينماتوغراف»:

أفلامي تتجاوز السينما الاجتماعية

«كان» ـ هدى ابراهيم

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 

للمرة الثانية في تاريخ المهرجان، تمكن المخرج البريطاني كين لوتش من انتزاع السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ 69، ليدخل النادي الحصري لعدد محدود جدا من مخرجي العالم نالوا مجد انتزاع السعفة مرتين. وقال هذا المخرج الذي يعتبر احد رواد سينما الواقعية الجديدة في بريطانيا، بعد فوزه عن شريطه الرائع «انا دانييل بليك» بالسعفة، ان الفيلم «رسالة أمل تقول بأن عالما آخر ممكنا بل وضروري».

ودعا كين لوتش حضور المهرجان ليتذكروا دائما الناس الجوعى والفقراء معتبرا ان  «السينما امر مهم وجميل، لكنها شيء ينتمي لعالم الخيال، اما العالم الذي نعيش فيه فيخوض مرحلة خطرة وصعبة من النيو ليبرالية وهذا امر كارثي». واضاف المخرج المخضرم البريطاني بأن «السينما، لديها تقاليد، ومن بعض تقاليدها الاهتمام بالشعوب، واختبار الانسانية».

وشكر كين لوتش، منتجته والعاملين معه على فيلمه الذي كتب السيناريو له پول لاڤرتي، كما شكر كل العاملين في مهرجان كان مؤكدا: «التجربة مهمة بسببكم، ابقوا اقوياء، في ظل هذا الوضع العالمي المتردي».

وكان لوتش، هذا الحكاء الاستثنائي، المدافع دائما عن حقوق الانسان، في بريطانيا كما في العالم، يتحدث بالانكليزية والفرنسية، مدينا التوجه النيوليبرالي في العالم، وخصوصا من قبل الاتحاد الاوروبي الذي اذل اليونان حكومة وشعبا كما قال لاحقا في المؤتمر الصحفي.

كما نفى كين لوتش ان يكون اعلن اعتزاله السينما العام الماضي وأوضح لـ «سينماتوغرف»: «قلت اني لن انجز فيلما آخر كبيرا بعد الآن» . فيلمه «انا دانيال بليك»، هل هو فيلم صغير؟ انه مدرسة في النضح الفني وطريقة معالجة الواقع، بطله يموت وهو يدافع عن كرامته، يموت من الجوع والقهر والفقر في بريطانيا اليوم.

وعن السينما الواقعية التي ينتهجها وتكراره التعاطي مع مواضيع اجتماعية تتناول خصوصا الطبقة الشعبية او الفقيرة، قال لوتش ردا على سؤال لـ«سينماتوغراف»:  «نحن نحاول اظهار الحياة وما يجري فيها، هناك مسطرة واسعة من العلاقات بين البشر، تمتد من علاقات العمل، الى علاقات الصداقة والحب. وهي علاقات معقدة. في افلامي، احاول اظهار ما نحن عليه، كبشر محدودين بشرطنا الاقتصادي».

وتابع لوتش، هذا المخرج المخضرم: «هذا الشرط المفروض علينا يحتم خياراتنا، نحن محدودون بشرطنا الاجتماعي ونعمل ضمنه، انها محاولة، يقولون ان السينما التي اصنعها، سينما اجتماعية، فان الموضوع سيكون ايضا موضوعا اجتماعيا، في افلامي احاول تقديم واقع الشخصية التي اعالجها ولا اقدم سينما اجتماعية. عملي يتجاوز السينما الاجتماعية». نحن نحكي حكايات يمكن للناس ان ترى نفسها فيها عقبت منتجة الفيلم في المؤتمر الصحفي الذي تلا توزيع الجوائز، وحضره بطل الفيلم داف جونز الذي يؤدي دور دانييل بليك في الفيلم.

«انا دانييل بليك» ، الفيلم الثاني والعشرين للمخرج، يعالج واقع الطبقة الفقيرة في نضالها ضد البطالة والمرض وعواقب البيروقراطية التي يسقط الانسان ضحية تبعاتها، وهو ما يريد ان يلفت اليه المخرج في سينما تظل ملتزمة حتى تتوج بالذهب.

ايران البلد الوحيد الذي خرج من مهرجان «كان» بجائزتين

«كان» ـ هدى ابراهيم

وفي حفل توزيع جوائز الدورة التاسعة والستين من المهرجان، كانت ايران البلد الوحيد الذي خرج من المهرجان بجائزتين، حيث تمكن اصغر فرهادي عبر شريطه البائع، من انتزاع جائزة السيناريو، وهي احدى اهم جوائز المهرجان، بينما انتزع شهاب حسيني، جائزة افضل ممثل عن دور عماد، الزوج المثقف والاستاذ الناشط في المجال المسرحي والساعي للانتقام لزوجته، وهو يتحول الى تحر، يجتهد لمعرفة حقيقة ما تعرضت له زوجته.

وتعتبر جائزة التمثيل للسينما الايرانية، مكسبا كبيرا في ظل تعدد الادوار الكبيرة والممثلين الكبار في افلام كثيرة اجادوا اداء ادوارها.

شهاب حسيني قال خلال المؤتمر الصحفي: «الحياة تستمر. ساعود للعمل واضاعف جهدي، لان ما ينتظر مني بات اكبر، وهذا شيء اعترف به لاصغر فرهادي».

وعبر فرهادي عن سعادته  فور نيله الجائزة : «لم أكن اتوقع ان ينال الفيلم جائزة ثانية، افلامي ليست فرحة، وانا سعيد بان الجوائز التي نلتها في العالم حملت الفرح لشعبي او لجزء منه».

وأشار الى ان «هذه السعادة بدأت امس في العرض ولاحظت التلقي الجميل لهذا الفيلم، ما مسني كثيرا»، واشاد فرهادي بالسينما الايرانية ومبدعيها في الماضي والحاضر، قبل الثورة وبعدها. «جائزتي تذهب للسينما الايرانية، مبدعوها انجزوا افلاما كبيرة ولا يمكن الا ان افكر بهم اليوم»، كما ان المخرج والممثل كلاهما اهدوا جائزتهما للشعب الايراني.

وتميز سيناريو فيلم «البائع» بحركته غير المتوقعة وتحولاته التي تمسك بلباب المشاهد وتجعله شريكا على نحو ما، بصناعة الفيلم عبر قراءته. واعلن فرهادي خلال المؤتمر الصحفي بعد الجائزة انه سيتفرغ لفيلمه الجديد الذي سيصوره في اسبانيا.

«سينماتوغراف» تسأل و«جورج ميللر» يجيب عن منح جائزة الإخراح مناصفة

سينما العام 2016 في«كان»، واقعية اكثر، فانتازيا اقل

«كان» ـ هدى ابراهيم

استغرب النقاد ان تمنح جائزة الاخراج هذا العام لفيلمين معا، وردا على استفسار لـ«سينماتوغراف» من رئيس لجنة التحكيم عن ذلك، قال المخرج الاسترالي جورج ميللر، «ما العمل، لدينا الكثير من الافلام الجيدة التي تستحق الفوز وفقط ثماني جوائز. كان لا بد من ذلك».

هذه الجائزة منح نصفها للمخرج الروماني مانجيو عن شريطه «بكالوريا» وهو حامل السعفة قبل سنوات عن شريط «اربعة اشهر، ثلاثة استبيع ويومان».

اما نصفها الثني فمنح للفرنسي اساياس عن شريطه الذي اعتبره النقاد ثاني اسوأ فيلم في المهرجان، وتؤدي دور البطولة فيه الاميركية كريستنستيوارت وعنوانه «المتسوقة الشخصية personal shopper».

جائزة «كان» الكبرى

وتعتبر الجائزة الكبرى ثاني اهم جائزة من حيث الاهمية في المهرجان وكان صاحبها المخرج الكندي الشاب كزافييه دولان، حصل على جائزة أول امس، ومثلما بدا منفعلا جدا خلال تسلمها من لجنة التحكيم الكنسية، كان كذلك أمس، حيث تقطعت كلمته بالعبارات اكثر من مرة، وقال بعد نيل الجائزة : «انا كثير الانفعال، المهرجان بحد ذاته، مكان للعاطفة الجياشة واللامتوقع، اعتقد ان الفيلم تكلم عن العواطف هذه».

وكان فيلم «انها فقط نهاية العالم» المقتبس عن مسرحية فرنسية، تناول مسألة انعدام الحوار والخوف والعنف داخل اسرة طالها التفكك وعبث بها سوء الفهم، لتصبح العلاقات في داخلها مأزومة ومعقدة.

كزافييه دولان علق ايضا بان «الشيء الاساسي في الابداع ان يتم فهمك، انا اعيش سعادة حقيقية في الابداع بمشاركة الممثلين، لقد كانت الجائزة غير متوقعة لكني اثمنها».

دولان، الذي اعتبر ان النقد كان قاسيا معه اضاف: «حاولنا ايصال رسالة، بعد الاستمرار في ما افعله وما اكتبه وانتجه، مسيرتي السينمائية، عمرها فقط ست سنوات، لكن بت اعتبر السينما مهنتي. احرص على ان ابقى تلقائيا والا اتأثر بما يقوله الناس».

ويعتبر هذا المخرج الكندي من المخرجين الذين تبناهم المهرجان وهو سبق له الفوز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلم «مومي» كما شارك في عضوية لجنة التحكيم قبل عامين في مهرجان كان.

جائزة لجنة التحكيم

وصعدت المخرجة البريطانية، اندريا ارنولد الى المنصة وهي ترقص وتقول «انا ارقص حين اكون فرحة»، جاء ذلك بعد الاعلان عن منحها جائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان عن شريطها «عسل اميركي» الذي يصور مجموعة من الشباب المهمش، الذي يستمر في الحياة، لانه يعيش ضمن مجموعة تحاول كسب عيشها وتهرب من واقعها المزري الى الموسيقى والمخدرات. اندريا ارنولد، قالت انها متشرفة جدا بالجائزة، واكدت انها ماضية على دوب السينما، «لا يجب التراجع ابدا ولا الاستسلام».

افضل تمثيل نسائي

وكانت هذه الجائزة من اصعب الجوائز التي منحت في المهرجان، فقد حضرت الادوار النسائية الهامة بزخم هذا العام في المهرجان، وبدت اكثر تعقيدا، وكانت الاحتمالات كثيرة ، خاصة في ظل ظهور اكثر من مممثلة في دور اول، غير ان لجنة التحكيم رأت ان جاكلين جوزيه، التي تؤدي دور الام في «ما روزا» للمخرج الفيليبيني برللانتي ماندوزا، هي الاجدر بهذه الجائزة. جاكلين بدت متفاجئة للغاية وهي تشرح ان الفيلم يصور واقع بلادها، ويركز الفيلم خصوصا على فساد الشرطة، وازمة عائلة في حي شعبي فقير، يخضع للابتزاز وتعم فيه الرذيلة.

آلية عمل لجنة التحكيم

ورغم معقولية الجوائز، فقد مر بعض الأفلام بجانب الجوائز دون ان يكرم، كما فيلم «طوني آردمان» للمخرجة الالمانية مارن آد، الذي حبذه النقاد ومنحوه سعفتهم، او فيلم «باتيرسون» لجيم جرموش، كما لم ينعكس الحضور النسائي المتنامي مثله في نسبة الجوائز، غير ان رئيس لجنة التحكيم الاسترالي ميللر قال: «عملنا بذكاء ووجل وجمال واحترام. ناقشنا كل الاعمال، وجلسة المناقشة استمرت طويلا، شعرنا معها بالارهاق، كان النقاش ساخنا وعاطفيا، هناك افلام كان يمكن ان نمنحها جائزة، لمزاياها ومواصفاتها، لكني احافظ على سرية الامر كما الطبيب او المحامي. حاولنا العمل بطريقة متوازنة وبذلنا ما بوسعنا. اردنا الاحتفاظ باستقلالية قرارنا ولم نطلع على ما كتبه النقاد عن هذا الفيلم او ذاك».

ورفض ميللر ان يكشف اكثر عن آلية عمل لجنته، والتزم الجميع هذا الامر.

وتعد دورة مهرجان كان السينمائي 69، دورة جيدة باكثر من مقياس وهي تتيح بشكل عام نوعا من راديوغرافيا للانتاج السينمائي العالمي اليوم، وما وصل اليه من حرفية وتطور، لكنها ظلت سينما اجتماعية في معظمها، وقد تفنن الكل في نقل تفاصيل من واقع معين وحكايات اشخاص يسكنون روح الامكنة. وبالفعل شاهدنا في سينما العام 2016، واقعية اكثر، فانتازيا اقل.

«أياد من حجر» تألق جديد لروبرت دي نيرو

«كان» ـ عبد الستار ناجي

يجسد النجم الأميركي القدير روبرت دي نيرو في فيلمه الجديد «أياد من حجر» شخصية مدرب الملاكمة راي اكريل الذي كان خلف البطولات والإنجازات التي حققها بطل العالم في الملاكمة روبرتو دوران.

الفيلم الجديد لا يذهب إلى عوالم الملاكمة وحلبات النزال بقدر ما يشتغل على الجوانب الإنسانية التي تحيط بذلك النجم وعلاقته بمدربه، بل بمساحة التغيير التي أحدثتها تلك العلاقة عند المدرب وأيضاً البطل.

علاقة تعتمد البعد الإنساني، حيث يظل المدرب «راي» يتعامل مع البطل «روبرتو» على أنه إنسان قبل أي شيء آخر وليس مجرد وحش ضارب، هو يعلم بأن البطل الذي أمامه يمتلك أيادي من حجر ولكن قلب إنساني نابض بالحس والمشاعر الجياشة التي تجعل كلاً منهما يقترب من الآخر.

حكاية أسطورة في عالم الملاكمة وأيضاً أسطورة آخر في عالم التدريب كل منهما يكمل الآخر، وكل منهما يثري الآخر هذا بتاريخه وتجربته وهذا بقوته الضاربة.

رحلة في عالم البطولات التي خاضها هذا البطل الذي استطاع أن ينتصر في 103 نزالات من أصل 110 قابل خلالها أهم النجوم، ومنهم راي شغر ليونارد وتوماس هيرنس وأيضاً مارفن هجلر، وقد استطاع أن يحقق النصر ليس بفضل قوته الضاربة بل بمنهجية التدريب التي تجمع بين كافة المفردات الاحترافية في هذا الجانب، وأيضاً التحول إلى أسرة واحدة تفهم ظروف الآخر بالذات في المراحل الصعبة التي عاش بها كل منهما من غرور تارة ومن إدمان تارة أخرى.

سينما من نوع مختلف تلك التي يقدمها النجم الأميركي روبرت دونيرو ليؤكد علو كعبه وترسيخه كواحد من أهم نجوم حرفة التمثيل في العالم.

الفيلم يعتمد على سيناريو كتبه مخرج العمل جوناثان جاكوبوسز الذي كان قد قدم عام 2006 فيلمه الأول «الأسرار السريعة».

مع دي نيرو في الفيلم كل من إدغار راميرز ويوشر ريموند وانا دي آموس.

وحينما نقرب الصورة من النجم روبرت دي نيرو نكتشف أننا أمام فنان لا يكرر شخوصا ولا يجتر نتاجاته أو مسيرته، بل يذهب بنا دائماً إلى مناطق متجددة من الأداء والإبداع وهكذا هو شأن الكبار دائماً.

أفلام دعمتها «الدوحة للأفلام» تفوز بجوائز كبرى في «كان»

«كان» ـ سينماتوغراف

فازت أربعة أفلام دعمتها مؤسسة الدوحة للأفلام بجوائز مرموقة في أقسام رئيسية في مهرجان كان السينمائي الـ 69 من ضمنها جائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل ممثل لفيلم «البائع» الذي شاركت المؤسسة في تمويله ونافس في المسابقة الرئيسية. كما فاز فيلم «الهيات»، الفيلم الطويل الأول للمخرجة هدى بنيامينا والحاصل على منحة تمويل من المؤسسة، بجائزة الكاميرا الذهبية ونال تنويهاً خاصاً منSACD  في قسم ليلتي المخرجين في حفل توزيع الجوائز الذي أقيم أمس.

وكانت الأفلام الفائزة قد عرضت في الأقسام الرئيسية في المهرجان، ونافست مع أحدث أفلام أساتذة السينما والمواهب الصاعدة من جميع أنحاء العالم في الحدث السينمائي المرموق الذي أقيم من 11 إلى 22 مايو.

بالإضافة إلى ذلك، فاز الفيلمان الحاصلان على منح تمويل من برنامج المنح في المؤسسة، «ميموزا» و «جزيرة الألماس» بجوائز رئيسية في قسم أسبوع النقاد وليلتي المخرجين. وفاز فيلم «ميموزا» للأسباني أوليفر لاكس بجائزة نسبرسو الكبرى من لجنة التحكيم في أسبوع النقاد، بينما فاز فيلم «جزيرة الألماس» للمخرج الفرنسي الكمبودي دافي شو بجائزة SACD التي قدمتها نقابة كتاب سيناريو الأفلام الفرنسية. ومنحت SACD تنويهاً خاصاً إلى فيلم «الهيات» في ليلتي المخرجين، وهو الفيلم الطيول الأول لهدى بنيامينا.

وقالت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام : «إنه شرف كبير لمؤسسة الدوحة للأفلام بأن تحصل الأفلام التي دعمتها على هذا التقدير الكبير في حدث سينمائي رائد مثل مهرجان كان السينمائي. لقد كان عاماً استثنائياً لمؤسسة الدوحة للأفلام في المهرجان، حيث بدأنا بسبعة أفلام اختيرت للعرض في أقسام رئيسية وختمنا فعاليات هذا العام بجوائز رئيسية وهي دليل ناصع على جودة الأفلام والمخرجين الذي ندعمهم».

وأضافت الرميحي : «يسرّنا بأن تحظى موهبة المخرجين وإبداعاتهم بالتقدير والإشادة من قبل لجان التحكيم بالمهرجان ونود أن نهنئهم على نجاحاتهم المميزة، خصوصاً وأن هذه الجوائز تكرّم الأفضل في صناعة الأفلام العالمية ونحن محظوظون للعب دور في تقديم هذه الأفلام الرائعة إلى الجمهور العالمي».

سينماتوغراف في

23.05.2016

 
 

بالصور .. تعرف على جوائز "كان"

التفاصيل الكاملة لحفل ختام مهرجان السينما الفرنسي الأبرز

هشام لاشين

حصل المخرج الكندي إيجزتفية دولون على الجائزة الكبرى عن فيلمه "فقط نهاية العالم"، وهي المرة الأولى التي يحصل فيلم كندي فيها على جائزة بهذا الحجم في مهرجان كان السينمائي، الذي أقيم حفل ختامه مساء اليوم.

كما فاز فيلم "I, Daniel Blake" للمخرج البريطاني كين لواش بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم، وهو المخرج الذي سبق له الفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2006، والفليم من تأليف بول لافيرتى، وبطولة ميكى ماكجريجور، وكولين كومبس وهايلى سكوريس.

وتدور أحداث الفيلم حول دانيال بليك، نجار في التاسعة والستين من عمره، عاش غالبية حياته في نيوكاسل، ويسعى بشدة للحصول على إعانة من الدولة، للمرة الأولى في حياته، بسبب مروره بأزمة قلبية بالغة، وفى نفس الوقت تحاول كيت الأم العزباء، أن تحصل على سكن ملائم بعيدا عن الغرفة الضيقة، التي تعيش فيها مع أبنائها في لندن.

كما فازت المخرجة الشهيرة أندريا أرنولد بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها الأمريكي"American Honey" ، وهو من تأليفها أيضا، واشترك في بطولته كل من النجوم ساشا لين وشا لابوف وماكويل لومباردي وإريل هولمز آيس كريستال وفيرونيكا إيزيل وتشاد كوكس وجار هويل وكينيث كوري وداكوتا باورز.

وتدور قصة الفيلم حول فتاة في سن المراهقة تعمل في مجلة، وتسافر مع طاقمها، وتقع في حب أحد الشباب الذي يعمل في عصابة خطيرة.

أيضا فاز المخرج الإيراني الشهير، أصغر فرهادي، بجائزة السعفة الذهبية لأفضل سيناريو، عن فيلمه  "The Salesman، من بطولة شهاب حسيني، وترانة علي دوستي.

وتدور قصة الفيلم حول زوجين، أُجبرا على الخروج من منزلهما، بسبب أعمال خطرة تدور في الحي المجاور، ما دفعهما للانتقال إلى شقة جديدة في وسط العاصمة طهران، ولكن حادثًا يتعلق بالمستأجر القديم يغير حياة الزوجين الشابين بشكل كبير.

كما فازت النجمة الشهيرة جاكلين خوسيه بجائزة السعفة الذهبية لأفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الفلبيني "Ma' Rose"للمخرج بريلانتي ميندوزا ، وتدور قصة الفيلم حول أم لديها 3 أطفال تفتح متجرا صغيرا ولكن يتم القبض عليها من قبل الشرطة الفاسدة، ويحاول أطفالها شراء حريتها من الشرطة.

وكذلك، فاز النجم الإيراني الشهير شهاب حسيني بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلمه "The Salesman" .

أما جائزة أفضل إخراج فقد تقاسمها المخرجان الشهيران، أوليفييه أسايس، عن فيلم "Personal Shopper"، وكريستيان مونجو، عن فيلم "Graduation"،

يذكر أن الفيلم الفرنسي القصير "TimeCode" قد حصد جائزة أفضل فيلم قصير في المهرجان، كما حصل الفيلم المغربي الفرنسي Divines" للمخرجة دى بن يمينة علي جائزة الكاميرا الذهبية.

ومن المعروف أن الفيلم الإسرائيلي “Anna” للمخرج أور سيناي، حصل على المركز الأول في فئة “Cinéfondation”، بينما حصل صانع الأفلام عساف بولونسكي على جائزة النقاد لفيلمه الروائي الأول على الإطلاق “One Week and a Day”.

وقبل بدء حفل ختام اليوم، تم عرض ملخصات في إطار بانورامي لكل أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان لتذكير المشاهد بها وعددها 21 فيلما عرضت بقصر المهرجان .

علي جانب آخر، بدأ توافد ضيوف ونجوم المهرجان علي السجادة الحمراء لالتقاط الصور التذكارية قبل بدء فعاليات الختام، وإعلان الجوائز ومنهم كريستين دانست والمخرج جورج ميلر والنجمة فايسا بارادي والمخرجة فاليريا جولينو والمنتجة الإيرانية كتايون شهابي والمخرج لازلو نماس والنجم دونالد ساذرلاند وغيرهم، كما تألق نجوم ونجمات الفيلم الأيراني الشهير "The Salesman" على السجادة الحمراء ، وظهرت نجمات الفيلم بالحجاب على السجادة الحمراء للمرة الأولى من بداية المهرجان.

وقد استهل حفل الختام بتكريم الممثل الكوميدي الفرنسي جان-بيير لود الذي يعد أحد أساطير هذا المهرجان، ومنحه السعفة الذهبية عن مجمل أعماله، وقد ظهر علي السجادة الحمراء تعلو وجهه ابتسامة عريضة ، كما التقطت له صورة أثناء استقبال رئيس المهرجان له علي المسرح، وتسلم الجائزة التي أعلن بعدها النجم البالغ من العمر 72 عاما عن فخره وامتنانه على حصوله على الجائزة.

"كين لوتش" يهاجم الليبرالية الجديدة بعد فوزه بسعفة "كان" للمرة الثانية

ضياء حسني

أعلنت لجنة تحكيم مهرجان كان عن نتائج الدورة 69 من المهرجان، ليتوج المخرج الإنجليزي "كين لوتش" بسعفة كان الذهبية للمرة الثانية في مسيرة حياته السينما عن فيلمه (أنا دانيل بلاك)، وكانت سعفته الأولى قد تحصل عليها في عام 2006 عن فيلمه "الرياح التي تهز الشعير".

وبعد توارد التكهنات وانتشار الشائعات أعلن المخرج الأمريكي الكبير "جورج ميلر" رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان في دورته الـ69 عن فوز لوتش بسعفة كان الذهبية لهذا العام، لينضم إلى نخبة المخرجين الحاصلين على سعفة كان الذهبية للمرة الثانية، وتضم الفرنسي جاك أوديار، والأمريكي فرانسيس فورد كوبلا، والأخوين داردن من بلجيكا، والنمساوي مايكل هنيكي، والبوسني أمير كوستاريكا.

تابع كين لوتش مع فيلمه الفائز بسعفة كان لهذا العام الخط الاجتماعي الذي طالما نهجه في السينما التي يصنعها من بداية حياته الفنية. ففيلمه (أنا.. دانيل بلاك)، يحكي قصة عامل نجارة سابق يبلغ من العمر 59 عاما، يتقدم بطلب لنيل إعانة اجتماعية من بعد تعرضه لمشاكل صحية، وعلى الرغم من أن الطبيب المعالج يحظر عليه العودة للعمل، إألا أن الإدارة الاجتماعية تطالبه بالبحث عن عمل من خلال مكاتب العمل وإلا سيتعرض لتوقف كافة أشكال الإعانات الممنوحة له من قبل الدولة.

وفي تردده على مكاتب العمل بحثا عن عمل يتعرف على امرأة وحيدة ترعى طفليين بمفردها، تجبرها الإدارة على قبول مسكن اجتماعي يبعد عن موطنها بمقدار 450 كيلومترًا، وإلا سيتم وضعها بملجأ اجتماعي، وهنا تقوم علاقة تعاون بينهما للتغلب على وضعهما الاجتماعي المزري.

وعند استلام كين لوتش لسعفة كان الذهبية ألقى خطبة نارية انتقد فيها الوضع الاجتماعي في أوروبا قائلا فيها: "السينما تجعلنا نحيي الخيال، ولكنها تقدم لنا العالم الذي نعيش فيه.. هذا العالم يمر اليوم بمرحلة شديدة الخطورة.. فهو عالم تسيره الأفكار النابعة من أيديولوجية (الليبرالية الجديدة) التي ستؤدي بنا للكارثة.. فهي تسقط في البؤس والفقر الملايين من الأشخاص من اليونان وحتى البرتغال".

 وذكر دور السينما بالنسبة له، قائلا إن "السينما لها تقاليد عريقة في الاعتراض والمعارضة، وإنه يتمنى أن تستمر في أداء دورها هذا.. فنحن نقترب من مرحلة شديدة الصعوبة، قد تؤدي لوصول اليمين المتطرف للحكم، يجب علينا أن نعيد الأمل في النفوس.. فعالم مختلف أمر ممكن".

وقد فاجأ كين لوتش الجميع بحصوله على سعفة كان السينمائية، بعد أن توقع الكثيرون فوز المخرجة الألمانية "مارن أد" بالسعفة الذهبية عن فيلمها (توني إيردمان)، الذي خرج بخفي حنين دون الحصول على أي جائزة، وهو ما جعل البعض يرى أن المهرجان ما زال أمامه الكثير ليمنح سيدة أخرى سعفته الذهبية من بعد حصول المخرجة النيوزيلاندية جين كامبيون عليها في عام 1993.

بوابة العين الإماراتية في

23.05.2016

 
 

بالصور.. القائمة الكاملة لجوائز الدورة الـ 69 من مهرجان "كان" السينمائى

كتب على الكشوطى

أسدل أمس الأحد الستار عن الدورة الـ 69 من مهرجان "كان" السينمائى، حيث أعلنت إدارة المهرجان أسماء الفائزين بالجوائز، وجاءت كالتالى:-

• جائزة السعفة الذهبية للمخرج كين لوتش عن فيلمه

 "I, Daniel Blake" •جائزة لجنة التحكيم الكبرى لفيلم (It's Only the End of the World) للمخرج كزافييه دولان.

• جائزة أفضل مخرج مناصفة بين المخرجان أوليفر أساياس وكريستيان مونجيو

• جائزة أفضل سيناريو للمخرج الإيرانى أصغر فرهادى عن فيلمه " Forushande أو " البائع .

• جائزة أفضل ممثل للممثل الإيرانى شهاب حسينى عن دوره فى فيلم Forushande.

جائزة لجنة التحكيم للمخرجة أندريا أرنولد عن فيلمها العسل الأمريكى "American Honey".

جائزة أفضل ممثلة للممثلة جاكلين خوسيه عن دورها فى فيلم "Ma' Rosa" .

جائزة الكاميرا الذهبية للمخرجة المغربية الفرنسية هدى بن يمينة عن فيلمها Divines "إلهيات".

• جائزة السعفة الذهبية الفخرية للممثل جان بيير .

• جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير للمخرج خوانخو خيمينيز عن فيلمه TIMECODE . 

اليوم السابع المصرية في

23.05.2016

 
 

جوائز مهرجان "كان" 69 تذهب واحسرتاه لأفلام لاتستحقها !

كان .فرنسا .من صلاح هاشم

·        لجنة التحكيم برئاسة جورج ميلر تمنح جائزتها الكبري للخطاب السياسي الفكري في فيلم كين لوش، وليس لـ "قيمته أو "شموليته" الفنية..

·        قرارات لجنة التحكيم الرسمية جاءت "سياسية" صادمة وظالمة ومهينة للـ"ضمير" المهني لأكثر من 4500 ناقد وصحفي في الدورة 69

انتظرت قبل الاعلان عن جوائز مهرجان " كان " 69  أن تكون لجنة التحكيم الرسمية "منصفة" في قرارتها، وأن تعكس – كما تعودنا في دورات سابقة للمهرجان الذي أتابع دوراته منذ عام 1981 - ردود فعل جمهور المهرجان – لجنة التحكيم الكبرى  -  المكون في أغلبه من النقاد والصحفيين المحترفين الذين حضروا الى المهرجان – أكثر من 4500 ناقد وصحفي معتمد من أنحاء العالم - بعدما تجشموا مشاق السفر والترحال والغربة، لكي يكتبوا عن الأفلام من واقع خبراتهم وتجاربهم وتاريخهم المهني، ويقولوا لنا – وبمسئولية - رأيهم فيها..

وعلى اعتبار أن هؤلاء المحترفين ايضا، في رأيي، هم جزء لايتجزا من لجنة التحكيم الرسمية الصغرى في المهرجان، ولابد أن أن تؤخذ ارائهم ايضا في الاعتبار، ويكون لها صداها في قرارات لجنة التحكيم " الصغرى " الرسمية ..

لكن كانت المفاجأة التي نكدت علينا عيشتنا بعد استمتاعنا بماسات  كان 69 من الروائع السينمائية الباهرة ومن ضمنها فيلم " توني إردمان " للمخرجة الألمانية مارين إده الذي رشحناه مع الأغلبية من نقاد المهرجان من المحترفين للفوز بسعفة " كان " 69 الذهبية ..

قرارات لجنة التحكيم جاءت صادمة وظالمة ومهينة

كانت المفاجأة أن قرارات لجنة التحكيم الرسمية الصغرى في الدورة 69 عند الاعلان عن جوائزها، جاءت صادمة وظالمة، بل ومهينة أيضا للضمير الصحفي لأكثر من 4500 ناقد محترف ،ومخيبة للآمال،وعلى العكس تماما من أغلب توقعاتنا، وذهبت أغلب الجوائز، وبخاصة جائزة السعفة الذهبية – واحسرتاه - ..لأفلام لاتستحقها ..

بل لقد صفر "جمهور المهرجان" من النقاد والصحفيين الذي يمثل الاغلبية الساحقة من جمور المهرجان عموما،وعبر عن استهجانه لبعض الأفلام  - من بين تلك الأفلام التي حصدت الجوائز – وذلك عند عرضها في العروض المخصصة للنقاد والصحفيين، ومن ضمنها فيلم " عسل أمريكي " للبريطانية  اندريه ارنولد الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفيلم " مجرد نهاية العالم " للكندي اكزافييه دولان الذي فاز بالجائزة الكبرى،وهو بالقطع لايستحقها ، و فيلم " المتسوقة الشخصية " للفرنسي اوليفييه الساياس، وجاءت قرارات اللجنة سياسية توافقية وربما في أغلبها لإرضاء فقط أعضاء لجنة التحكيم الرسمية الشخصية..

"لسنا كلابا": صرخة كين لوش على لسان دانيال بليك في الدورة 69

كما أن فيلم " أنا دانيال بليك " للمخرج البريطاني الكبير كين لوش الذي حصل على سعفة " كان " الذهبية في الدورة 69 نال جائزة لايستحقها في رأيي، لأنه فيلم أقرب مايكون الى الأفلام التسجيلية الوثائقية التي تعرض لظروف الطبقة العاملة في بريطانيا،ويشبه كل افلام كين لوش " السياسية اليسارية التي تتعاطف مع قضايا الفقراء والعاطلين عن العمل والمعذبين في الأرض،وتقف في خندق ضحايا النظام الراسمالي العالمي الجديد  وتحولاته..

وهو فيلم جد " مباشر" وبسيط، وأشبه مايكون بـ " خطبة "وخال من أية إضافات أو إختراعات أو "طموحات فنية" جديدة، يقف فيه كين لوش  "محلك سر " في مكانه ولايضيف به جديدا الى " سينما المؤلف " التي يصنع، والتي عودنا عليها عبر مسيرته السينمائية الطويلة..

إنه أقرب ما يكون  الى " صرخة " يطلقها بطل الفيلم دانيال – نجّار بريطاني يقع ضحية لبيروقراطية حكومة كاميرون الليبرالية اليمينية،ويحكي الفيلم عن ضحية أخرى في صورة أم تعول وحدها طفلين، ويتعاطف معها دانيال، بعد أن تسرق من السوبر ماركت كي تطعم طفليها وينقذها من براثن عصابة، تدفعها للعمل كمومس في بيت للدعارة -  وعندما يموت دانيال بسكتة قلبية في نهاية الفيلم ، ينتهي الفيلم بمشهد تقرأ فيه تلك الأم علينا " خطبة " كتبها دانيال قبل وفاته ، ويصرخ فيها إن نحن " بشر ".. و " لسنا كلابا " .. ونطالب فقط بمعاملة " إنسانية " أفضل ..

وقد وجدته فيلما عاديا ومملا – ويتطور -على مستوى تطور "حبكة " الفيلم-  ببطء شديد  وميلودراميا زاعقا أيضا في بعض اجزائه ، كما في ذلك المشهد الذي يحكي فيه دانيال عن زوجته " مولي " – مشهد طويل جدا – وحسناتها وأفضالها عليه ،ويتحسر على وفاتها ، وكما في تلك " الخطبة " الزاعقة " لسنا كلابا " في المشهد الأخير في الفيلم ، ولذا كتبت  في ترشيحاتي لجوائز المهرجان ، أنه يمكن للجنة التحكيم الرسمية أن تمنحه فقط جائزة السيناريو والتي يستحقها  طبعا وعن جدارة ..

أما أن تمنحه لجنة التحكيم جائزة " السعفة الذهبية " للدورة 69 وأن لا تذهب الجائزة لفيلم " توني إردمان " التي يستحقها وعن جدارة فهو  " ظلم " مبين في حق الفيلم الألماني  الإنساني " النبيل " الجميل الرائع الذي صفقنا له طويلا،  وتوقعنا مع جمهور النقاد من النقاد والصحفيين أن ينالها -وعن  جدارة وإستحقاق ..

والواضح جدا أن جائزة السعفة الذهبية  لم تذهب لفيلم"  أنا دانيال بليك " لكين لوش لقيمته أو " شموليته " الفنية "، بل منحت للمخرج البريطاني كين لوش الكبير – 80 سنة – لمسيرته الفنية الطويلة- ( حصل لوش بفيلمه " الريح التي تهز الشعير " عام 2006 على سعفة كان الذهبية ) وبما فيها طبعا من " إضافات " فنية مهمة لـ " سينما المؤلف " – من ذلك اقتراب السينما الروائية من سينما الواقع في الافلام الوثائقية التسجيلية - ولقناعاته الفكرية، وللخطاب " الايديولوجي " في الفيلم..

ذلك الخطاب الذي يخطه دانيال بليك بنفسه على جدران أحدي البنايات في الفيلم خارج مكتب العمل، ويقول فيه : " .. لسنا كلابا.. بل نحن بشر .. ونستحق معاملة " إنسانية " أفضل فقط " ..وينتصر للـ " الكرامة " الإنسانية..

 ضد بيروقراطية جهاز ومكاتب العمل في حكومة دافيد كاميرون ،التي تماطل و ترواغ في حصول العاطلين عن العمل على مستحقاتهم، وتنهب حقوقهم، وتعاملهم للأسف معاملة  الكلاب..

كما منحت  لجنة التحكيم أيضا جوائز في غير محلها ، فجائزة أحسن إخراج – في رأيي -  كان من المفروض أن تذهب  لفيلم " الزبون " لأصغر فرهاديـ أو أي فيلم آخر، لكن اللجنة منحته جائزة أحسن سيناريو ! بينما كانت الجائزة يمكن أن تمنح مثلا لفيلم كين لوش، أو فيلم " باترسون " البديع للأمريكي جيم جامروش..

أما جائزة أحسن إخراج فقد وزعت مناصفة – نسأل لماذا ؟ -  بين فيلم " بكالوريا " للمخرج كريستيان من رومانيا، وفيلم " المتسوقة الشخصية "  للمخرج الساياس من فرنسا، والمؤكد أن عضو لجنة التحكيم المخرج الفرنسي أرنو دبلشيان تدخل أكيد لفرض فيلم الساياس بالقوة، وكان المخرج الروماني في رأيي يستحقها وحده..

كما تدخل ذات المخرج أرنو دبلشيان في رأيي لكى تمنج الجائزة الكبرى لفيلم " نهاية العالم فقط " للمخرج الكندي إكزافييه دولاند ،الذي صفر له جمهور المهرجان من النقاد والصحفيين فهو فيلم " مسرحي " شخصي جدا لمخرجه ولم يأت فيه بجديد ياحسرة، وعبارة عن " تمرينات في الإسلوب " وترف عقيم، ويعج بمشادات وخناقات كلامية طويلة وثرثارة، وشتائم واتهامات متبادلة لاتنتهي ،لأفراد إسرة برجوازية تعاني من التمزق والضياع والفرقة، وربما كانت الأسرة هنا هي صورة مصغرة للأسرة الإنسانية الكبيرة،- وهذا فقط من عندنا - لأنه فيلم مدع كما تمثلناه وهضمناه، ولم نتعاطف مطلقا مع أبطاله، وأشبه مايكون بمباراة ملاكمة بين شخصيات الأسرة المتصارعة، التي حط فيها الإبن أخيرا بعد غياب طويل، كي يبلغها – ومالنا نحن وهذا الأمر الذي لايعنينا ؟ -  بأنه سيموت عن قريب، ويريد أن يودع أفراد اسرته الآن والى الأبد، لكن محاولة التصالح مع أفراد الأسرة.. تنتهي في الفيلم.. بالفشل..وتكسير دماغنا..

والحق اننا يمكن في رأيي أن نغفر للجنة التحكيم تخبطها في قراراتها، ومحاولة إرضاء جميع أعضاء اللجنة -  مثال ذلك – في رأيي - منح المنتجة الايرانية عضوة اللجنة جائزتين لبلدها إيران، بمنح جائزة أحسن ممثل لبطل الفيلم الايراني " الزبون " لأصغر فرهادي ومنح مخرجه جائزة أحسن سيناريو..

لكننا لن نغفر لها وبعد أن عرفنا انه لم يسبق لأية لجنة تحكيم في تاريخ المهرجان أن تجاوزت - على مستوى الوقت الضروري للمناقشة والمداولة السرية والحكم على الأفلام-   الوقت المقرر لها بكثير..

لن نغفر لها ابدا خروج الفيلم الألماني العظيم " توني إردمان " من مولد " كان " الولي بلا حمص أو جائزة، فقد كان في رأيي  ورأي معظم النقاد والصحفيين " تحفة " سينمائية، و يستحق أن ينال وحده جائزة السعفة الذهبية، وجائزة احسن ممثل ( بيتر سيمونيشك) وجائزة احسن ممثلة (ساندرا ويلر) أيضا  في دورة مهرجان " كان  " السينمائي 69 ..وعن جدارة ..

سينما إيزيس في

23.05.2016

 
 

فوز "فقط نهاية العالم" بالجائزة الكبرى السقطة الوحيدة للجنة التحكيم. والختام إيرانى بجائزتى "البائع"

بقلماسامه عبدالفتاح

لم تصدمنا مساء أمس الأحد لجنة تحكيم الدورة التاسعة والستين من مهرجان كان السينمائى الدولى سوى مرة واحدة خلال إعلانها الجوائز فى حفل الختام (فيما كنت أتوقع صدمات أكبر بناء على خبرات سابقة مع كان)، وذلك عندما منحت جائزتها الكبرى للفيلم السخيف فقط نهاية العالم للمخرج الكندى زافييه دولان، ولن أذكر أنه إنتاج مشترك مع فرنسا لأن جميع أفلام المهرجان تقريبا كذلك، ولكن أقول إنه يحمل معظم آفات الفيلم الفرنسى - والتى تخلصت منها الأجيال الجديدة من المخرجين الفرنسيين - من مط وتطويل وتعبير بالكلام أكثر من الصورة، ليكون تتويجه السقطة الوحيدة للجنة

وفيما عدا ذلك، صدقت معظم توقعات الأهرام المسائي فيما يخص الجوائز، والتى نُشرت فى هذا المكان أمس، ليتضح أن ذوقنا الشخصى يتشابه كثيرا مع ذوق لجنة التحكيم، والتى رأسها - ورأس المهرجان كله وفقا لمسميات كان - المخرج والمنتج والسيناريست الأسترالى جورج ميلر، وضمت فى عضويتها ثمانية سينمائيين هم: المخرج والسيناريست الفرنسى أرنو ديبليشان، والممثلة الأمريكية كيرستين دنست، والممثلة والمخرجة الإيطالية فاليريا جولينو، والممثل الدنماركى مادس ميكلسن، والمخرج والسيناريست المجرى لاتسلو نيمس، والممثلة الفرنسية فانيسا بارادي، والمنتجة الإيرانية كتايون شهابي، والممثل الكندى دونالد سزرلاند

وكنت قد توقعت - فى ضوء المستوى المتوسط لأفلام المسابقة - ألا يدخل لائحة الجوائز سوى عدد قليل من الأفلام، وعلى رأسها البائع للمخرج الإيرانى الكبير أصغر فرهادي، وبكالوريا للمخرج الرومانى الكبير كريستيان مونجيو، وأنا دانيال بليك لكين لوتش، والفيلم الألمانى إردمان، من إخراج مارين آدي، وفيلم هي للمخرج الهولندى الكبير بول فيرهوفن.

كما رشحت الممثل الإيرانى المتميز شهاب حسينى لجائزة التمثيل رجال عن دوره فى فيلم البائع لفرهادي، والنجمة الفرنسية الكبيرة إيزابيل أوبير - عن أدائها الرائع فى فيلم هي لفيرهوفن - فى فئة الممثلات.

وما حدث أنه تم تتويج الأفلام سابقة الذكر، فيما عدا إردمان وهي، وحصلت على الجوائز الرئيسية مع تغيير المواقع والترتيب. ففى حين رشحت البائع أو بكالوريا للسعفة الذهبية، حصل الأول على جائزة السيناريو وحصل الثانى على جائزة الإخراج مناصفة مع متسوقة شخصية للمخرج الفرنسى أوليفييه أساياس. وفيما توقعت ترضية لوتش بالسيناريو أو الإخراج، قفز فيلمه إلى منصة السعفة الذهبية، فى اختيار كلاسيكى تماما للجنة التحكيم، سواء من حيث اسم المخرج دائم الحضور إلى كان، والذى سبق له الحصول على السعفة عام 2006 عن فيلمه الريح التى تهز الشعير، أو من حيث فيلمه نفسه شديد التقليدية والكلاسيكية فى البناء والتنفيذ، مما يصل به أحيانا إلى حد الملل، وأحيانا أخرى إلى حد المباشرة.

وفيما تجاهلت اللجنة تماما إيزابيل أوبير، فى مفاجأة للجميع، تطابق قرارها مع ترشيحى فيما يخص أحسن ممثل، لتنضم جائزة حسينى إلى جائزة فرهادي، وليكون الختام إيرانيا لكون البائع الفيلم الوحيد الذى حصل على جائزتين.

وبشكل عام، تُعد جوائز كان 2016 متوازنة، حيث أرضت اللجنة فرنسا، صاحبة الأرض والجمهور، وأرضت فن السينما، على الأقل الكلاسيكي، فيما كان التجريب أو حتى التجديد المتضرر الأكبر، ولم يتم تكريمه إلا فى جائزة واحدة تقريبا، وهى جائزة لجنة التحكيم لفيلم العسل الأمريكي، من إخراج الإنجليزية أندريا أرنولد، وإن كنت أعيب عليه كثيرا من التطويل.

السعفة الذهبية لـكين لوتش والجائزة الكبرى لـ"دولان"

بقلممنى شديد

حصل المخرج الكبير كين لوتش على السعفة الذهبية فى الدورة 69 لمهرجان كان السينمائى الدولى التى اختتمت فعالياتها مساء أمس، بفيلمه انا دانييل بليك، الذى ينتقد روتين وقسوة نظام المساعدات وبرامج الاعاشة البريطاني.

ويقوم ببطولته ديف جونز وهايلى سكوريز ويتناول قصة دانييل الذى اضطر للتقاعد فى سن 59 بعد اصابته بأزمة قلبية ويحتاج الان لمساعدة من الحكومة لأول مرة فى حياته ويصطدم بالبيروقراطية فى مكتب المساعدات البريطانية ويلتقى بكاتى وولديها ويواجه معهم ضغوط مكتب المساعدات الذى يلقى بهم فى شقة بمدينة مجهولة تبعد عن لندن 300 ميل.

وقال لوتش فى كلمته خلال حفل الختام بعد حصوله على الجائزة التى قدمها له النجم الأمريكى ميل جيبسون مع رئيس لجنة التحكيم جورج ميلر، أن الفيلم يناقش قضية خطيرة عن الفقراء والمحتاجين فى بلد يعتبر خامس أغنى بلد فى العالم، ومع ذلك حاول من خلاله أن يقدم جانب من المتعة والأمل فى غد أفضل، مضيفا أن مهرجان كان حدث مهم فى تاريخ السينما والحفاظ على مستقبلها، كما أن الأفلام مهمة فى حياتنا لانها تمنحنا الخيال والأمل.

وأكد أن العالم الذى نعيشه الآن فى مرحلة خطرة جدا لابد من مواجهتها والبحث عن حلول، ومن تقاليد السينما والأفلام أن تدافع وتهتم بحقوق ملايين الضعفاء فى مواجهة أصحاب القوى واتمنى ان يستمر هذا التقليد والا يتم استغلالها من قبل الأقوياء حتى نواجه خطر اليأس العام، مشيرا إلى أنه يجب على السينمائين تقديم رسالة أمل للعالم، وأن الوصول الى عالم آخر أفضل ممكنا وضروريا أيضا

ببنما حصل على الجائزة الكبرى للمهرجان فى هذه الدورة المخرج زافييه دولان عن فيلمه الانسانى أنها فقط نهاية العالم وظهر على زافييه التأثر الشديد أثناء إلقاء كلمته حيث لم يستطع أن يمنع دموعه، وهو يشكر لجنة التحكيم على أنها لم تخذلهم واستطاعت أن تفهم فيلمه وتدرك المشاعر الإنسانية التى يحملها والمجهود الذى بذله أبطال الفيلم وفريق العمل فى محاولة لتوصيلها.

وشكرهم على شعورهم بالمشاعر التى حاول الفيلم نقلها إليهم ولمشاهدى الفيلم، مؤكدا أن الفيلم بكل ما فيه من مشاعر يمثله وكل ما يفعله فى حياته الهدف الوحيد منه هو أن يكون محبوبا ويلمس قلوب الناس، مضيفا أنه حصل على جائزة مهرجان كان منذ عامين وهذه الجائزة غيرت حياته تماما، وحصوله على هذه الجائزة الآن للمرة الثانية بالتأكيد سيغير حياته مرة أخري.

وحصلت المخرجة اندريا ارنولد على جائزة لجنة التحكيم عن فيلم امريكان هاني، بينما حصل على جائزة الاخراج مناصفة كل من المخرج الفرنسى اوليفيه اسايس عن فيلم بيرسونال شوبير والمخرج كريستيان مونجيو عن فيلم بكالوريا من رومانيا، وطالب كريستيان فى كلمته إدارة مهرجان كان بالاهتمام أكثر بسينما المؤلف التى يرى أن المهرجان غافل عنها، ولابد أن تكون حاضرة فيه بشكل أكبر.

وحصل المخرج الإيرانى أصغر فارهدى على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم البائع وحصل بطل الفيلم شهاب حسينى على جائزة أفضل ممثل.

وحازت على جائزة أفضل ممثلة جاكلين جوزى عن دورها فى الفيلم الفلبينى ما روزا وابكت جاكلين كل الحضور فى حفل الختام أثناء إلقاء كلمتها التى عبرت فيها عن سعادتها الشديدة بهذه الجائزة التى لم تتوقعها ولم تحلم بها ابدا واهدتها لبلدها الفلبين ولابنتها التى شاركتها بطولة الفيلم، وشكرت لجنة التحكيم لانها أحبت عملها.

وذهبت جائزة الكاميرا الذهبية للمخرجة المغربية هدى بنيامينا عن فيلم ديغيني الذى عرض ضمن برنامج أسبوعى المخرجين وقالت هدى كلمة طويلة حيث لم تستطع التوقف عن الكلام من فرحتها بالجائزة، كان أهم ما جاء فيها توجيه كلمة لكل المبدعات فى العالم بأن مهرجان كان ملك للمرأة ولابد من زيادة مساحة مشاركة المرأة فيه، وأنهت كلمتها الطويلة بـزغروطة شرقية.

وقدمت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة برئاسة ناوومى كاوس السعفة الذهبية فى المسابقة لفيلم تايم كود للمخرج جونجو جيمنز، وشهادة تقدير خاصة للمخرج جواو باولو ميراندا ماريا عن فيلم الفتاة التى رقصت مع الشيطان من البرازيل.

وكرمت إدارة مهرجان كان فى حفل الختام الفنان الكبير جون بيير ليو بمنحه السعفة الذهبية عن مجمل أعماله، وقدم الحفل النجم الفرنسى لوران لافييت.

للمرة الثانية..

"كين لوتش" يفوز بـ"سعفة كان الذهبية" بفيلم "آى. دانييل بليك"

فاز المخرج البريطانى المخضرم كين لوتش بثانى سعفة ذهبية له فى مهرجان كان السينمائى الدولى عندما حصل فيلمه الدرامى الأحدث (آى. دانييل بليك) على جائزة أفضل فيلم. ولم يحصل سوى تسعة مخرجين على السعفة الذهبية مرتين. وسبق أن فاز لوتش 79 عاما بالسعفة الذهبية عام 2006 بفيلمه ذا ويند ذات شيكس ذا بارلي. وفى كلمة باللغة الفرنسية بمسرح جراند تياتر دى لوميير قال لوتش: شكرا للفريق. للمؤلف بول لافرتى والمنتجة ريبيكا أوبراين وكل الباقين. كما حصل الفيلم الإيرانى فوروشاند - البائع للمخرج أصغر فرهادى على جائزتى أفضل سيناريو وأفضل ممثل لشهاب حسيني.

وصعد المخرج الكندى الشاب زيفيار دولان - الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم عام 2014 عن فيلمه مامي - درجة أخرى عندما حصل فيلمه جوست لا فين دى موند على الجائزة الكبرى للمهرجان.

وذهبت جائزة لجنة التحكيم هذا العام لفيلم أمريكان هاني للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد بينما تقاسم المخرجان أوليفييه أساياس وكريستيان مونجرى جائزة أفضل إخراج عن فيلميهما بيرسونال شوبر وباكالوريا. وحصلت جاكلين جوزيه على جائزة أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم ما روز وهو تصوير قاس للعالم السفلى فى مانيلا للمخرج بريانتى ميندوزا.

أما المفاجأة الأكبر فى المهرجان فكانت عدم تكريم فيلم الدراما الكوميدى الألمانى تونى إردمان للمخرجة مارين آده - على الرغم من أنه لاقى استحسانا كبيرا من النقاد والجمهور - بأى جائزة. ترأس لجنة التحكيم المخرج الأسترالى جورج ميلر. وحصل الممثل الفرنسى المخضرم جان بيير ليو وهو أحد أشهر وجوه الموجة الفرنسية الجديدة على سعفة فخرية عن مجمل إنجازاته.

الأهرام المسائي في

23.05.2016

 
 

ختام مهرجان كان السينمائى

كان (د ب أ):  بعد 11 يوما من التنافس لـ21 فيلما فى مهرجان كان السينمائى الدولى ينتظر صناع الأفلام جوائزه حيث يشار إلى أن فيلم "توني اردمان" للمخرجة الألمانية مارين ادي يعد المرشح الأبرز للفوز بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم وإذا حصل ذلك فان المخرجة مارين أدى ستكون أول مخرجه تحصل عليها بعد المخرجة النيوزيلندية جاين كامبون التى حصلت عليها عام 1993 عن فيلم (ذا بيانو) وتناول مهرجان كان هذا العام عدة قضايا شائكة ومن ضمنها القضايا السياسية.

الأهرام اليومي في

23.05.2016

 
 

«إكواريوس» : يدافع عن قضايا الهوية!

عبدالستار ناجي

لعلهم قلة في العالم العربي يعرفون السينما البرازيلية وصناعها ونجومها ومبدعيها وايضا كل ما يتعلق بجديدها الذي يظل مقرونا باسماء عدد من الرموز التي راحت تترسخ وتتأكد تجربة بعد اخرى وفيلما بعد ثان. ومن بين تلك الرموز المخرج كليبر ماندونكا فيلو. الذي يقدم احدث اعماله بعنوان «اكواريوس» وهو عمله الروائي الثاني بعد فيلمه الاول «جيريتو» 2008.

وقبل الذهاب الى الفيلم نتوقف عند اسم النجمة البرازيلية «سونيا براغا» التي تعتبر من اهم نجمات السينما في اميركا الجنوبية واحدى المبدعات اللواتي نذرن حياتهن من اجل السينما وقضايا المجتمع في اميركا اللاتينية بشكل عام والبرازيل بشكل خاص.

وفي رصيد سونيا اعمال لاربعة اجيال من المخرجين البرازيليين حيث ظلت دائما تمثل قضايا الانسان ونبضه في السينما البرازيلية وهي في فيلم «اكواريوس» تجسد شخصية «كيارا» المرأة الكبيرة في السن والتي تنتمي الى الطبقة الراقية في المجتمع البرازيلي والتي تقيم في عمارة تطل على المحيط في واحدة من أرقى المناطق في سان باولو.

تجد تلك السيدة التي باتت تعيش لوحدها مع خادمتها الخاصة. نفسها امام تحديات صعبة حينما تبدأ احدى الشركات العملاقة بشراء جميع الشقق في العمارة من اجل هدمها وتحويلها الى مجمع سكني على طريقة ناطحات السحاب.

في البداية تبدأ الشركة عبر احد مهندسيها الشباب بالتحاور وتقديم الاغراءات وايضا الحوافز ولكن «كيارا» ترفض كل شيء ففي هذه الشقة كونت اسرتها وتزوجت وأنجبت ابنتها وابنها وشكلت مفردات اسرتها ورحلتها الانسانية والابداعية ككاتبة وسيدة مجتمع من الطراز الاول. وحينما لا تفلح الاغراءات من قبل الشركة تأتي الخطط الثانية عبر محادثة الابناء الذي راحوا يشكلون وسيلة ضغط جديدة على تلك المرأة التي ترى في تلك الشقة جنتها وعالمها الذي لا يمكن ان تفارقه. وهنا ايضا تفشل التجربة ويزداد عناد كلارا التي تستعين بمحاميتها الخاصة. وتتطور المواجهات حينما تقوم الشركة باسكان عدد من عمالها في الشقق الفارغة في العمارة ومحاولة اثارة المشاكل تارة عبر الاغاني والحفلات الساهرة والصاخبة بل والماجنة وايضا كم آخر من المواجهات التي تظل امامها «كلارا» صامدة بل اكثر قوة من أي وقت مضى حتى رغم معاناتها من السرطان الذي التهم صدرها.

الشركة تمضي بمشروعها وكلارا تصر وتعاند لانها تعرف بان هكذا شركات ستغير خارطة وشكل البلد والساحل والجيران والوجوه والملامح.

كمية من الحكايات التي تتداخل والتي تظل تتمحور حول موضوع اساسي هو الانسان والهوية التي تقوم عدة جهات بنخرها وتشويهها. حتى نصل الى الحكاية الاخيرة حينما تعلم كلارا من احد العمال بان هناك شيئا ما تدبره الشركة وان عليها ان تحتاط وفي ذات اليوم تنفصل الكهرباء عن العمارة وتقوم كلارا باستدعاء المطافئ الذين يكسرون عددا من الشقق الفارغة ليكتشفوا ان هناك نوعية من السوس والدود الذي تم نشره في عدد من تلك الشقق والذي راح يلتهم كل شيء وينخر كل شيء ويهدد بسقوط العمارة على الساكنة الوحيدة وكان تلك الشركة ليس لها أي دخل في الامر وعندها تقوم بهدم المبنى وتنفيذ غايتها

عندها تستدعي كلارا محاميتها وتذهب الى مقابلة صاحب الشركة بحضور المهندس الشاب الذي يقوم بتنفيذ المهمة التدميرية وتبدأ المواجهة عبر حوار شرس حتى يثور صاحب الشركة لتقوم كلار بفتح حقيبة كانت تجرها ليخرج منها الدود الذي زرع في العمارة وبدون اي كلام وبلا تصريحات تذهب الكاميرا الى التركيز على الدود وكان الفيلم يصرخ.. الدود ينخرنا !

كعادتها تدهشنا سونيا برغا التي تجاوزت الستين بكثيرا وهي تزداد نضجا وعمقا ومقدرة على تحمل الفيلم بكاملة عبر وعيها السياسي وايضا احترافها كممثلة من الطراز الاول تقول الكثير عبر تعابيرها السخية بالتفاصيل الدرامية الدقيقة.

ونخلص.. السينما البرازيلية حاضرة بمبدع متجدد هو المخرج كليبر فيلو وايضا الممثلة والنجمة القديرة سونيا براغا وايضا بقضية راحت تثير كثيرا من الجدل في البرازيل وهو ما يتمثل بغير الهوية وملامح العاصمة.

ديلون في «حتى نهاية العالم» يذهب إلى المسرح!

عبدالستار ناجي

خلال زمن قصير استطاع المخرج الكندي اكزافيية ديلون ان يحتل موقعه البارز على خارطة السينمائيين الشباب في العالم والذين راحوا يدهشوننا بابداعاتهم الفنية العالية المستوى. في عام 2009 قدم فيلمه الاول أريد ان أتزوجك وفي عام 2010 قدم فيلم الحب الخيالي وتلاه فيلم لورنس بكل الاحوال 2012 والنهاية مع توم 2013 ثم عمله السينمائي الاهم مامي 2014 الذي فاز عنه بجائزة مهرجان كان السينمائي الكبرى حتى نهاية العالم معتمدا على عمل مسرحي بنفس الاسم للكاتب المسرحي الفرنسي جان لوك لاغريس.

حيث نتابع حكاية الكاتب المسرحي لويس غسبار يوليل الذي يعود الى اسرته بعد 12 عاما من الابتعاد والعمل والنجومية والشهرة من اجل ان يخبر اهله بانه في طريقه للموت باصابته بمرض الايدز كما هو في النص الاصلي.

وفور وصوله نفسه امام كم من القضايا والمواجهات نتيجة ابتعاده عنهم وغيابه طيلة الفترة السابقة فها هي الام مارتين نتالى باي تعاتبه عن سنوات الفراق واحاسيس الامومة المفقودة. وهكذا الامر بالنسبة للاخ الاكبر انطوان فانسنت غاسيل الذي يستدعي كل الحكايات الخاصة بالاخوة بوصفه الشقيق الاكبر وايضا الشقيقة الصغرى سوزان ليا سيدو وزوجة الشقيق الاكبر كاترين ماريون كوتيار التي تكشف عن ان احد ابنائها يحمل نفس اسمة نتيجة حب شقيقه الاكبر له

ساعة ونصف من الاحاسيس والعتاب والالم والفراق والذكريات التي تذهب في جميع الاتجاهات والتي يظل امامها عاجزا عن الرد يشعر بالتقصير التام لانه انشغل بالمسرح والشهرة على حساب اهله واسرته التي رغم رحيله عنه الا انه ظل حاضرا في ذاكرتهم دائما ولكل منهم نظرته الخاصة واحاسيسه ومشاعره التي تصل حد العنف اللفظي لانه غادرهم بلا عودة.

حوار مسرحي حاد وقاس يجمع العتب بالحب وايضا الغيرة وكم اخر من الاحاسيس الجياشة التي راحت تتداعى بإيقاع متصاعد عمل اكزافيية ديلون على تحويلها الى عمل سينمائي عامر بالصور والشخصيات واللغة اللونية الثرية بالدلالات.

عمل سينمائي يتجاوز حدود الحكاية البسيطة الى ما هو ابعد من ذلك بكثير حيث ثراء الشخصيات والمضامين. والانطلاق من نقطة محورية الى فضاء الاحاسيس بين افراد الاسرة الواحدة التي مهما اختلفت الا انها تظل اسرة واحدة اذا ما تم فهم معنى ودلالات الاسرة الواحدة ومساحة التضحيات لكل منهم اتجاه تلك الاسرة

مع اكزافيية ديلون اهم نجوم السينما الفرنسية على صعيد التمثيل. نجوم كبار كل منهم قادر على حمل فيلم لوحده فكيف وقد اجتمعت تلك القوة الضاربة من النجوم. عندها عاد الاداء الرفيع وتلك الاحترافية في فن التمثيل والتي سارت بخط متواز مع التصوير المتفرد لمدير التصوير الفرنسي اندريه تروبين وايضا المدير الفني بسكال ديشينية بالاضافة الى الموسيقار غابرييل يارد وهذا الاخير احد اهم الموسيقيين العالميين من اصول عربية لبناني الاصل وكان قد عمل هذا الاخير مع اهم صناع السينما الفرنسية والعالمية.

وحتى لا نطيل.. فيلم حتى نهاية العالم السينما تذهب الى المسرح لتستدعي اسم وابداعات الكاتب الفرنسي جان لوك لاغريس.

بمشاركة خافيير بردايم وشارليز ثيرون

الأميركي شون بن يصنع فيلماً كبيراً في «الوجه الأخير»

عبدالستار ناجي

ما الذي يجعل نجما كبيرا على صعيد التمثيل السينمائي ونجومية هوليوود مثل شون بن لان يذهب الى الاخراج السينمائي لولا القضايا الكبرى التي يؤمن بها والموضوعات المحورية التي تشغله والتي جعلته يقف امام الكاميرا.

هذا السؤال يحاصرني كمتابع كلما كانت هناك تجربة مشابهة. وهنا نحن امام اسم النجم الاميركي شون بن الذي يذهب الى الاخراج للمرة الخامسة بعد اربع تجارب ثرية كل منها يذهب الى موضوع ثري وعميق يؤمن له انتاجيا واخراجيا الحضور بخصوصية مقرونة بالتفرد والتميز.

في رصيد شون بن كمخرج اربعة اعمال سابقة ومنها اميركان رانر 1991 و كروسنج جارد 1995 و ذا بليدج و في البراري المتوحشة 2002. واليوم تأتي تجربته الجديدة مع فيلم الوجه الاخير الذي قدمه مع زوجته السابقة النجمة الجنوب افريقية شارليز ثيرون والنجم الاسباني الكبير خافيير براديم.

ودعونا نذهب الى الفيلم الذي يروي لنا قصة حب في اتون الحروب الاهلية التي اجتاحت الكثير من الدول الافريقية والتي خلفت الملايين من اللاجئين. حيث حكاية وارن شارليز ثيرون التي ورثت عن ابيها الطبيب منظمة تعنى بالقضايا الانسانية واللاجئين في افريقيا على وجه الخصوص. تقضي جل حياتها في مجاهل افريقيا لمساعدة الجرحى والمرضى والمصابين. فيما تخوض حربا شرسة في العديد من المنظمات الدولية في جنيف من أجل جمع الاموال لتلك المهمات وطواقمها العاملة من الكوادر الطبية والعاملين معهم بالاضافة الى الادوية والمعدات

خلال احدى المهمات في جنوب السوادن تلتقي مع احد الاطباء الذين يعملون ضمن فريقها وهو ميجيل خافيير براديم حيث تتطور العلاقة بينهما وهي لا تريد التورط بأي علاقة لانها مشغوله بهموم المنظمة التي تديرها وتناست نفسها. ولكن ذلك الاسباني ظل يحاصرها بعمله واحاسيسه وتضحياته امام حرب ضروس وترحل من منطقة الى اخرى حيث تطوف بنا الكاميرا بين جنوب السودان الى لايبريا وصولا الى سيراليون ثم جنوب افريقيا من اجل منح شيء من الامل وتضميد جراح الكثير من الابرياء

رحلة متوحشة قاسية ترينا التوحش الانساني والجرائم البشرية اتجاه بعضها الاخر. عصابات مأجورة ومرتزقة واسلحة امام اطباء نذروا حياتهم من اجل الاخرين.

رحلة عنيفة يسقط خلالها الكثير من الكوادر ويبقى ذلك الحب يحاول جاهدا الصمود والتحدي. في حكاية هي الاخرى تشهد الكثير من المواجهات حتى اللحظة التي يسقط بها العديد من كوادر المنظمة في جنوب افريقيا، ما يدفع وارن للتقرير بانهاء المهمة والعودة الى جنيف فيما قرر ميجيل البقاء لمساعدة اللاجئين..

بعد حين تصل الاخبار عن اغتياله خلال عملية اجلاء لعدد من اللاجئين.

فيلم كبير بل ما تعني هذة المفردة من معان ومضامين ودلالات. فيلم يذهب الى قضية حاضرة ساخنة ومن خلال الفيلم يتم تعرية تقصير الكثير من الدول الكبرى والثرية في العالم التي تبخل في تقديم المساعدات المالية لمساعدة الدول التي تعصف بها الحروب التي تمزقها والتي تحول نسبة من ابنائها الى وحوش شرسة تفتك بابناء سحنتها وطائفتها وجنسيتها

فيلم يتحث عن محاولة ابقاء الحب صامدا امام تلك الحروب الطاحنة والتوحش الانساني الشرس الذي يدمر كل شيء بما فيه الحب.

في الفيلم عدد بارز من النجوم بالاضافة الى خافيير بردايم وشارليز ثيرون هناك الفرنسي جان رينو وجيرد هاريس واديل اكسرابولس وكم اخر من الاسماء. بالاضافة الى مدير التصوير العالمي باري ايكرويد الذي اضاف الى الفيلم رؤية بصرية عالية المستوى.

ويبقى ان نقول. برافو للنجم الاميركي شون بن الذي قدم لنا فيلما كبيرا عن الحب في زمن الحروب الاهلية واللاجئين.

الفنلندي «أسعد يوم في حياتي» يحصد جائزة «نظرة ما»

عبدالستار ناجي

ضمن تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته التاسعة والستين توج الفيلم الفنلندي المصور بالأبيض والأسود «اسعد يوم في حياة أولي ماكي»، بجائزة أفضل فيلم في تظاهرة «نظرة ما» التي تحتل المرتبة الثانية من حيث الاهمية بعد المسابقة الرسمية مهرجان كان السينمائي..

ويمثل هذا الفيلم العمل الروائي الأول للمخرج الشاب، يوهو غوشمانين، عن سيرة ملاكم فنلندي في ستينيات القرن الماضي وخسارته بطولة العالم بالملاكمة وربحه لقلب حبيبته التي تقف معه. وقد فضلته لجنة التحكيم على المخرجين المحترفين المتنافسين في هذه التظاهرة التي ضمت 18 فيلما من 20 بلدا، بينها فيلمان لمخرجين عرب، أحدهما «اشتباك» للمخرج المصري محمد دياب، والذي افتتحت به فعاليات هذه التظاهرة، والثاني «أمور شخصية» للمخرجة الفلسطينية (من عرب 48 ) مها حاج وقدم في التظاهرة باسم اسرائيل. وذهبت جائزة لجنة تحكيم هذه التظاهرة لفيلم «هارمونيوم» للمخرج الياباني كوجي فوكادا وجائزة الإخراج للمخرج الأميركي مات روس عن فيلمه «كابتن فانتستك».

فاطمة الرميحي.. متألقة

عبدالستار ناجي

شاركت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام مع أسرة فيلم البائع للمخرج أصغر فرهادي بالدخول عبر الردكاريت لعرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان وايضا عرض افلام أخرى في فعاليات أخرى ضمن مهرجان كان السينمائي.

النهار الكويتية في

20.05.2016

 
 

«إلهيات» و«ربيع» كليشيهات العنف والذبيحة التاريخية

زياد الخزاعي

يعلن شريط «إلهيات» ـ (من عروض خانة «نصف شهر المخرجين» (الكنزان) في الدورة الـ69، لمهرجان «كانْ» السينمائي، وهو باكورة المغربية الفرانكوفونية هدى بنيمينة ـ عن موهبة كبيرة ذات تمكّن لافت في سرد دراما معقدة المستويات ومتعددة الشخصيات والمواقع، وبإسلوبية أوروبية قاربت بمنهجية سيوسيولوجية انتقادية اشتغالات جاك أوديار في «نبي» وماتيو كزوفيتس في «كراهية» (1995)، وانتخبت أحوالاً اجتماعية هامشية ومريرة، تعيش على حافات هلع مديني صدامي، تمارس فيها موبقات ودناءات، عقابها إقصاءات وميتات مجانية وعنف كاسح وانحطاطات قيم.

أقدار خائبة

عمل بنيمينة مشحون بكليشيهات سينمائية حول العنف ودمويته، الإدمان وخباثته، الخيانات ومآثمها، بيد أن روحيته الشبابية وديناميكيتها أجبرتها على الاقتراب من نسقين جوهريين. الأول، انتصارها الى فيض كوميدي شعّ على الشخصية الرئيسية «دنيا»، وأدتها الممثلة الجديدة ولاية عمامرة بقدرة مرحة ومشاكسة نضرة، جعل من حضورها على الشاشة نعمة سينمائية. والثاني، اختيارها سبيلاً درامياً متناقضاً لأحداث قصة نمطية ذات شخصيات تعيش أقداراً خائبة، بين يافعة من جيل هجرة مغربية تعيش في حي وضيع للغجر بضواحي العاصمة، وشاب فرنسي يمارس الرقص التعبيري ضمن فرقة باريسية، مدّ الشريط بوفرة من تقابلات طبقية وثقافية، في إشارة الى إن مجتمعاً متعدد الأعراق لا بدّ أن تتقاطع مصائر بشره، ويُجبروا على تكاتفهم للالتفاف على كبواتهم.

تُمثل «دنيا» عالماً من هزائم، رغم جموحها وحماسها. ابنة امرأة شرسة ومدمنة ورجل غائب. تُطرد من مدرستها، وتمتهن سرقة متاجر، قبل أن تجد ضالتها في شخصية «ربيكا» (جيسيكا كلافندا) موردة المخدرات ورئيسة عصابة من غوغاء الضواحي، باعتبارها نموذجاً للنجاح والمال السهل. برفقة صديقتها الأفريقية المسلمة «ميمونة» (ديبورا لوكومنيا)، ابنة إمام المسجد المحلي، تشرع «دنيا» في رحلة قاتمة ومريعة، تحت رعاية شابة عصابية وانتقامية. في هذا الفصل، ترسمت بنيمينة سيماءات كائن عنيد، يرى أن المجتمع وسلطاته خانته من دون وجه حق. نرى «دنيا» في صدام مع غرمائها. تواجه الشرطة بمعارك شوارع أصبحت مشهداً إيقونياً لعوالم هذه الضواحي وحيواتها المنحطة. تخفي مال سرقاتها عند سقف المسرح البلدي حيث تقع عيناها على شاب يخطف كيانها. فوسامته عنوان لإصرار على غلبة لا تتحقق إلا بالكمال. المختلف هنا، إن حكاية الحب تنموّ ضمن حيز إبداعي. فالشاب راقص تعبيري، يؤدي مشهديات توحي بالعناد والعزم. عندما يتواجهان إثر «سرقته» لمالها، لإنها «الطريقة الوحيدة كي تنزلي من فوق» كما يقول لها، تكون هندسة خطواتهما بتصميم كوروغرافي فتّان، حولت المسرح الى حيز ذا جمالية راقية وسامية وأنيقة وبديلاً عن طرف أخر خارجي غارق بشدّاته. قادت بنيمينة مجموعتها التمثيلية الشابة بدربة رزينة، ما جعلهم يقدمون إداءات مفاجئة ومتوقدة.

عكس عنوان الفيلم، تصبح «دنيا» شخصية بلا قدسية اجتماعية. تنقاد نحو فواجع متوالية، تنتهي بمقتل «ميمونة» و «ربيكا» في مشهد غير مقنع ومفتعل في رمزيته التي تغمز الى ضرورة إزاحة عفن بشري بنار طاهرة، على مرأى من رجال شرطة وإطفاء يعاقبون الحي برفضهم دخوله، بعد أن تنمرعليهم شبابه في مشهد سابق. تُذكر بن يمينة وباكورتها بمنجز مواطنتها ليلى كيلاني «على الحافة» (2011)، وأيضا مع فيلم الفرنسية سيلين شاما «عصابة فتيات» (غيرهود) (2014) في سعيهن المشترك الى تأنيث الشراسات والمعاصي.

ربيع» اللبناني

كادت باكورة اللبناني فاتشيه بولغورجيان «ربيع»، (عرضت في خانة «أسبوع النقاد»)، أن تجعل من سؤال الهوية معلماً درامياً باهراً ومطلقاً، يعري خطايا أنظمة عربية كثيرة، جعلت من «البدون» ورقة عنصرية مقيتة ضد أناسها ومواطني أرضها، بيد أنها ضلت طريقها بعد نصف الساعة الأولى، مركزة على لوك كلامي لا يفضي الى اتهام صريح، بل الى مصالحة اجتماعية مفتعلة وكأنها مكتوبة بقرار رسمي. تتداخل بلوى الشاب «ربيع»، بين حرب أهلية، ونظام ملتبس، وقرار هائم، وكذبة عائلية تنهزم أمام حقه الشخصي في معرفة منبته ومآل أهله. هذا الشاب «ذبيحة» تاريخية أكثر منه وقيعة طوائف ورصاص ثأر. عليه، فإن رحلته الطويلة وتشبّك أسئلته ولقاءاته مع كثيرين هي تأسيس لمتن أخلاقي، كان يفترض به أن يضع الذمة اللبنانية على محك الشك في محاولتها غض النظر عن أولئك «المغيّبين» وتأريخهم وعشائرهم وطوائفهم، أو في جعلها ـ بحق ـ من قضيتهم أولوية عامة.

يبدأ التباس حكاية «ربيع» الضرير والمغني والعازف الماهر من دائرة أمن وينتهي بها. فالضابط/ السطوة يعلن ارتيابه من ورقة هويته المزورة، مع سعي البطل الحصول على جواز سفر، مطلقاً شارة شروعه في تجوال ضميري كي يصل الى أرومته الحقيقية. وبما أن قضية الانتماء لا ترتعب من تسلط أونفوذ أوسلطان، يتوجب عليها أن تكون أكثر شراسة وتصميما، وهي في حالة «ربيع» (بركات جبور) معلنة بوضوح، لكن خلل كتابة نصّ الشريط أدى بها الى زلتين. أولها، أصرارها على جعل خطيئة التبني محوراً ربوبياً وتسامحاً طائفياً، وهو ما يرد على لسان والدته سمر (جوليا قصار) في أن «الأبن عطية الرّب»، قبل أن تختتم بيان رضوخها بأن «الولد بيد الله»، فيما تصبح الدولة ومؤسساتها لاعنة لمثل هذا التصرف البشري، رابطة إياه بأوراق ثبوتية أصلية، يرميها فيلم بولغورجيان في وجه مشاهديه فجأة، بعد حصول «ربيع» على جوازه، ليرغمنا على العفو عن رجل مليشيات، ربما قتل أهله ومن ثم تبناه تكفيراً، قبل ان يقدمه «هدية» الى شقيقته، ويذرف دموع الفرحة بغناء «ربيع» لوصلة طويلة غير مبررة! ثانيها، أن عالم «ربيع» المغلق بعاهته وصدودها، واقتصاره على تآلف منيع مع «الأم»، جعل من شخصية الخال عدواً مضمراً لتاريخ الحرب وسفاكيها، كان من الواجب جعل المواجهة الدرامية الحقيقية بين الشاب والرجل الذي «خطفه» من تاريخه، وليس البحث عن النطفة التي خلقت مأساته.

كين لوتش يفوز بالسعفة الذهبية للمرة الثانية

فاز المخرج البريطاني المخضرم كين لوتش بثاني سعفة ذهبية له في مهرجان كان السينمائي الدولي عندما حصل فيلمه الدرامي الاحدث «آي.. دانييل بليك» بجائزة أفضل فيلم (الصورة لـ«رويترز»). ولم يحصل سوى تسعة مخرجين على السعفة الذهبية مرتين. كما حصل فيلم «فوروشاند» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي على جائزتي أفضل سيناريو، وأفضل ممثل لشهاب حسيني.

«السعفة الذهبية» لكين لوتش عن «أنا دانيال بلاك»

والإيراني «البائع» يفوز بجائزتين

من تابع الأخبار الآتية من مدينة «كان» الفرنسية في الأيام الماضية، ومن تابع أخبار مهرجانها السينمائي الـ 69، قد لا يتفاجأ مطلقا بمنح «السعفة الذهبية» إلى فيلم البريطاني كين لوتش «أنا دانيال بلاك» (وهي السعفة الذهبية الثانية له بعد العام 2006 عن فيلمه «The Wind that Shakes the Barley». إذ منذ عرضه وهو يثير التساؤلات والنقاشات، لدرجة أنه كان من المستبعد أن يمرّ مرور الكرام بدون أن يحظى ولو بجائزة تشير إلى وجوده وحضوره في هذا المهرجان، (راجع مقالة الزميل زياد الخزاعي عن الفيلم في «سفير» 19 الحالي).

بقي كين لوتش مخلصا، في فيلمه هذا، إلى مبادئه السياسية والاجتماعية، وقد استعاد بعضها في خطابه وهو يستلم جائزته حين تحدث عن الاقتصاد وعن التحذير من اليمين المتطرف الذي يجتاح كل شيء.

في أي حال، إن عاد لوتش وبيده السعفة الذهبية، فإن المخرجة الألمانية مارين آد، تعود إلى بلادها خالية الوفاض، إذ لم يحصل فيلمها «طوني إردمان» على أي جائزة في المهرجان، على الرغم من أن العديد من النقاد رشحوه للسعفة الذهبية كما لجوائز أخرى، مثله مثل فيلم جيم جارموش «باترسون». لكن هذه هي الجوائز، قد تمر أحيانا بدون أن تلتفت لكثير من الأعمال التي تستحق.

«البائع» لـ «أصغر فرهادي»

في أي حال، يبدو الفيلم الإيراني «البائع» للمخرج «أصغر فرهادي» أكبر الفائزين أمس في كان، إذ إنه الفيلم الوحيد الذي حاز جائزتين، الأولى جائزة أفضل ممثل لشهاب حسيني (عن دوره في البائع)، كما جائزة أفضل سيناريو. أولى ردات الفعل كانت من حسيني (42 عاما) الذي قال: «أشكر الله» على الفوز الذي اهداه الى الشعب الايراني. وهو من الممثلين المفضلين لاصغر فرهادي وسبق له ان صور مع المخرج الايراني في فيلم «انفصال»، وقد حاز هذا الفيلم العام 2102 جائزة «سيزار» و «أوسكار» كأفضل فيلم أجنبي.

يروي فيلم «البائع» قصة عماد (شهاب حسيني) ورنا (ترانه علي دوستي) وهما ممثلان متزوجان يتدربان على مسرحية ويضطران لمغادرة شقتهما في طهران بسبب أشغال تهدد المبنى. ويجد صديقٌ شقةً جديدة للزوجين من دون ان يقول لهما ان المستأجرة السابقة كانت مومسا. وفي احد الايام يأتي زبون سابق الى الشقة ويجد رنا في الحمام. فيعتدي عليها فتنقلب حياتها، في حين يقرر عماد الانتقام، مما يؤدي الى اضطرابات في علاقتهما الزوجية. وقال فرهادي لدى تسلمه الجائزة: «أفلامي ليست معروفة بطابعها الفرح» آملا ان يحمل فيلمه «الفرح الى الشعب الايراني».

أما جائزة أفضل ممثلة فكانت من نصيب الفيليبينية جاسلين جوسه عن دورها في فيلم «ما روسا» للمخرج الفيليبيني بريانتي مندوزا. ويشكل الفيلم صرخة في وجه الفساد، وتؤدي فيه «جوسه» دور ربة عائلة متواضعة الحال تضطر الى جمع مبلغ كبير من المال لتجنب دخول السجن مع زوجها. وهي تدير متجرا صغيرا في الحي الذي تحظى به باحترام كبير وتبيع فيه مادة كريستال التي تسمى مخدرات الفقراء. وعند توقيفها يروي الفيلم محاولاتها ومحاولات زوجها للخروج من مقر الشرطة الى حيث اقتيدا. وقالت الممثلة وقد غلب عليها التأثر لدى تسلمها الجائزة: «لا اعرف ما اقول، لقد تفاجأت كثيرا، شكرا بريانتي مندوزا؛ انه مخرج رائع وعبقري فعلي».

الهيات

أما الجائزة الكبرى للجنة التحكيم فقد ذهبت إلى المخرج الكندي كزافييه دولان عن فيلمه «فقط هي نهاية العالم»، بينما جائزة «الكاميرا الذهبية لفيلم «ديفين» (الهيات) للفرنسية المغربية هدى بن يمينه (راجع مقالة الزميل زياد الخزاعي). وقالت المخرجة لدى تسلمها جائزتها «كان لنا نحن ايضا!. كان لنا نحن النساء!». واضافت: «لكي يتغير الوضع يجب ان تصل الكثير من النساء الى مواقع القرار» وفي لجان اختيار الافلام.

من جهته، حاز المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «Personal Shopper» وذلك بالتساوي مع كريستيان مونجيو عن فيلمه «بكالوريا»، أما لجنة التحكيم الخاصة فقد منحت جائزتها لفيلم American Honey للمخرج أندريا أرنولد.

«سعفة الشرف» التي تكافئ فنانا على مسيرته، كانت هذا العام من نصيب الممثل جان ـ بيار ليوتو، الممثل «المفضل» لدى كل من فرانسوا تروفو وجان لوك غودار الذي عرفه مهرجان كان العام 1959 مع عرض فيلم تروفو Quatre-cent coups

السفير اللبنانية في

23.05.2016

 
 

كان 2016: المخرج البريطاني كين لوتش يقطف جائزة السعفة الذهبية

صفاء الصالح - بي بي سي - كان

قطف المخرج البريطاني المخضرم كين لوتش جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ 69 عن فيلمه "أنا دانيال بليك".

وجاءت هذه الجائزة بمثابة هدية عيد ميلاد للمخرج القدير في سنته الثمانين التي سيبلغها في منتصف الشهر المقبل، وتتويجا لنهج واقعي نقدي رسخه لوتش عبر أكثر من نصف قرن من حياته المهنية الثرة.

وقد أعلن فوز لوتش بالجائزة الممثل ميل غيبسون في حفل ختام المهرجان في قصر المهرجانات على الريفيرا الفرنسية.

وفي كلمته عند تسلمه الجائزة شكر لوتش الفريق الذي عمل معه وفي المقدمة منهم السينارست بول لافيرتي والمنتجة ربيكا اوبراين، واصفا اعضاء فريقه بأنهم نفس العصبة التي عملت معه في عام 2006.

وقال لوتش عن موضوعة فيلمه "عندما يكون ثمة يأس، يستفيد من ذلك أهل اليمين المتطرف، يجب أن نقول أن وجود عالم آخر أمر ممكن وضروري".

وهذه هي المرة الثانية التي يقطف بها لوتش جائزة السعفة الذهبية في كان، إذ سبق ان حصل عليها في عام 2006 عن فيلمه "الريح تهز الشعير".

يقدم لوتش في "انا دانيال بليك" أحد أجمل أفلامه وأكثرها تأثيرا، ويصل فيه إلى ذروة دربته في جعل مشاهديه يتماهون مع أزمة بطله، ونموذجه الإنساني، الذي يمثل الانسان العادي البسيط الذي يسحق وسط اختلالات النظام الاقتصادي المهيمن وما ينتجه من اغتراب وأزمات اجتماعية، وسبق لموقع بي بي سي أن قدم عرضا تفصيليا للفيلم عند عرضه في المهرجان.

بُنى الفيلم على شخصية دانيال بليك، التي استخلصها السينارست بول لافيرتي بعد بحث لأسابيع ومقابلات مع أشخاص في المنظمات الخيرية التي ترعى المعوقين والعاطلين عن العمل وزيارات ميدانية لبنوك الطعام، التي تقدم خدماتها للمشردين والمعدمين، فضلا عن أحاديث مع السكان في مجتمع مدينة نيوكاسل البريطانية.

وبليك (يؤدي دوره الممثل ديف جونز) هو نجار من مدينة نيوكاسل في الـ 59 من عمره، يبلغه الأطباء بأن حالته الطبية لا تسمح بعودته إلى العمل بسبب مرض في القلب، فيتحول إلى تلقي مساعدة الرعاية الاجتماعية، لكنه يواجه تعنت النسق البيروقراطي ويتيه في دوامة من المراجعات والتعقيدات تنتهي بموته بأزمة قلبية.

دولان ودموع الفرح

ومنحت لجنة تحكيم المهرجان جائزتها الكبرى للمخرج الكندي الفرنسي كزافييه دولان عن فيلمه "مجرد نهاية العالم" الذي بدا على قدر كبير من الجرأة والتجريب في بنائه الصوري وحبكته السردية، إذ شكلت اللقطات القريبة نسبة أكثر من 90 في المئة من فيلمه.

واستند فيلم دولان إلى مسرحية كتبها جان ـ لوك لاغارس الذي توفي جراء مرض الايدز عام 1995 بعمر 38 عاما، أي أكثر بأربع سنوات من عمر بطل مسرحيته التي أعدها دولان الى السينما.

وتدور أحداث الفيلم عن كاتب يعود الى عائلته بعد غياب نحو 12 عام من أجل أن يعلن لهم عن اقتراب رحيله عن العالم جراء اصابته بمرض عضال، ولم يحدد الايدز الذي توفي بسببه مؤلف المسرحية نفسه.

وسبق أن منح دولان جائزة لجنة التحكيم قبل عامين مناصفة مع المخرج القدير جان لوك غودار وكان دولان حينها بعمر 25 عاما.

جائزتان لفيلم إيراني

وقطف فيلم "البائع" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي جائزتين في دورة هذا العام، هما جائزة أفضل سيناريو لفرهادي نفسه، وجائزة افضل ممثل التي كانت من نصيب الممثل شهاب حسيني الذي أدى دور الزوج في الفيلم، المدرس والممثل في الوقت نفسه في فرقة مسرحية تقدم مسرحية الكاتب الأمريكي موت بائع متجول، والذي تنتابه نزعة للانتقام من الشخص الذي يعتدي مصادفة على زوجته بعد انتقالهما للسكن في بيت سكنته قبلهم امرأة سيئة السمعة.

ويعد حصول فيلم على جائزتين في المسابقة الرسمية في كان من الأمور نادرة الحدوث.

أما جائزة أفضل ممثلة فكانت من نصيب الممثلة الفلبينية جاكلين خوسيه عن فيلم "ما روزا"، التي برعت في تجسيد صورة امراة في الاحياء الفلبينية الفقيرة تعتقل مع زوجها وتتعرض مع عائلتها لابتزاز الشرطة الفاسدة.

ومنحت جائزة الاخراج مناصفة بين المخرج الفرنسي أوليفيه اساياس عن فيلمه "متسوقة شخصية" (بيرسونال شوبر) والمخرج الروماني كريستيان مونجيو عن فيلم بكالوريا.

وهاجم كثير من النقاد فيلم اساياس الذي صنف ضمن أفلام العب والتشويق عبر متابعته لقصة فتاة تحاول التخاطر مع روح شقيقها التوأم الراحل فتتلقى رسائل عبر هاتفها المحمول.

كما منحت جائزة لجنة التحكيم الى المخرجة البريطانية اندريا ارنولد عن فيلمها "امريكان هني" الذي قدمت فيه نوعا من المرثية للحلم الأمريكي، بمتابعتها لفريق من الشباب والصبايا يعملون في الترويج لمجلات ومنتجات تجارية في فيلم طريق مميز.

وهذه هي المرة الثالثة التي تتوج بها ارنولد بجائزة في مهرجان كان، بعد فيلميها "طريق احمر" و "فش تانك

اسماء بلا جوائز

وتوج الممثل الفرنسي جان بيير ليو، احد أبرز وجوه الموجة الفرنسية الجديدة بجائزة السعفة الذهبية التكريمية عن مجمل اعماله.

كما حصلت المخرجة الفرنسية المغربية هدى بن يمينه على جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها " ديفين" الذي يرصد حياة الشباب في الضواحي الفرنسية الفقيرة،وتعرضهم لمخاطر استغلال عصابات المخدرات والجريمة المنظمة.

وشكل خروج بعض الافلام التي حظيت باحتفاء نقدي من دون أي جوائز مفاجأة، إذ لم يحصل فيلم "توني ايردمان" للمخرجة الالمانية مارن آدي على اي جائزة على الرغم من الترشيحات القوية التي منحها النقاد له.

وكذلك الحال مع فيلم المخرج الامريكي جيم جارموش "باترسون" الذي قدم فيه مقاربة مميزة للشعر في السينما ترسم فيها خطى الشاعر الامريكي وليام كارلوس ويليامز وقصيدته باترسون.

وغابت ايضا عن قائمة الجوائز اسماء ذات حضور كبير شاركت في المسابقة، كما هي الحال مع فيلم " الفتاة المجهولة" للاخوين داردين المتوجين لمرتين بالسعفة الذهبية في كان، وفيلم خوليتا للمخرج الاسباني بيدرو المودفار، وفيلم "هي" لبول فيرهوفين، وهي افلام بدت دون مستوى انجازات اصحابها السابقة.

وقد وصف رئيس لجنة التحكيم لهذا العام المخرج الاسترالي جورح ميلر (مخرج سلسلة اقلام ماد ماكس) عملية اختيار الافلام الفائزة بأنها كانت عملية دقيقة"صارمة ومبهجة".

الـ BBC العربية في

23.05.2016

 
 

فى كان 69 .. جودى فوستر تعلن كلونى رئيساً لأمريكا

كتبت - نيفين الزهيري

طابور طويل أمام صالة "ديبوسي" إلى الكازينو المحاذي لقصر المهرجان، بمايقرب 100 متر، انتظر لدخول صالة العرض الخاصة لمتابعة فيلم الافتتاح للمخرج الكبير وودي آلن والذي يفتتح مهرجان «كان» للمرة الثالثة، حيث وقف الحضور من الساعة العاشرة صباحا لدخول قاعة عرض فيلم "كافيه سويستيه" لتمتلئ القاعة حتي آخر كرسي بها، ولكن هذا لم يمنع تعرض آلن لهجوم شرس بسبب الشائعات التي دارت حول اغتصابه ابنته المتبناة ديلن،خاصة وأنه فوجئ بدعابة شديدة الإحراج من مقدم حفل الافتتاح لورين لافيت، مثيرا ذكرى قضية الاغتصاب مرة أخرى قائلا: "إنه لأمر جيد أن تنفذ أفلاما في بريطانيا، رغم أنه لم يتم إدانتك بعد بتهمة الاغتصاب في أمريكا"، وتابع المقدم دعابته ثقيلة الظل قائلا "نحن سعداء باستضافتك رغم دفعك أجورًا سيئة للغاية للنجوم الفرنسيين والذين لحسن الحظ يحتفظون بها في وطننا".

ودافعت النجمة كريستين ستيوارت عن قرار عملها مع المخرج وودي آلن في فيلم "Café Society" وأكدت أنها عند تلقيها الدور تحدثت مع الممثل جيسي إيزنبرج حول الأمر وكونها لا تعرف أيًا من فريق العمل إلا أنهما قررا في النهاية خوض المغامرة، وأوضحت ستيوارت أنها لا تهتم بالشائعات التي تطال حياة آلن الشخصية، فهي قد وضعت نفسها في مكانه وفكرت أن حياتها المهنية كانت لتنتهي إذا اضطهدها الآخرون بسبب كل شائعة أثيرت حولها.

وهذه هي المرة 14 التي يعرض فيها فيلم لوودي آلن في المهرجان السينمائي الأبرز في العالم. وقال آلن «لفرانس24» إن "كان فرصة جميلة للقاء الأصدقاء والعديد من مهنيي السينما"، مضيفا أن «له الحظ في قضاء بضعة أيام هي بمثابة عطلة". وتابع "أنا وزوجتي نحب كان كثيرا وأستمتع بقيادة السيارة على امتداد الساحل، وأنا صورت هنا كثيرا عشت بضعة أشهر في «موجان» المجاورة".

وقال وودي آلن «لفرانس 24» إن الممثلين، وخصوصا ستيوارت وآيزنبرج، لم ترهبهم عدسته "فرغم أنهما في عمر الشباب فهما بارعان جدا وعملا مع مخرجين مختلفين، فتركت لهما حرية التمثيل كما يريدان إذ لدي بالفطرة احترام كبير للممثلين"، وتابع المخرج "أحيانا تخرج فيلما وتعتقد أنه بسيط، فإذا به يبهر كل العالم، وأحيانا تظن أنه خارق فيلاقى بالاستهجان"، هذا هو حال السينما، أحيانا ترفع صاحبها درجات وأحيانا أخرى تنزله إلى الأسفل.

مهرجان دبي

حضور كبير في الفعاليات التي يقدمها مهرجان دبي السينمائي في نادي المنتجين بالقرية العالمية لمهرجان كان السينمائي، حيث حضر أكثر من 100 مخرج ومنتج وموزع حرصوا على الحضور والتعرف على أفضل المواهب السينمائية من المنطقة العربية.

ضمن شراكة مهرجان دبي السينمائي فى سوق مهرجان كان، ستعرض حصرياً العديد من الأفلام العربية لزوار السوق ومنها الفيلم السوري "4 مواسم، أخوان والحدود التي تفصلنا" وأيضا الفيلم المصري "السمك يقتل مرتين" والذي يركز على حياة شابين حصلا على حكم بالإعدام على خلفية المناخ السياسي المضطرب بعد رحيل مبارك عن السلطة.

بالإضافة إلي فيلم مصري آخر وهو فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" للمخرج الكبير يسري نصرالله بطولة: ليلى علوي، باسم سمرة ومنة شلبي. تدور أحداث القصة حول الطباخين، وتحديدًا الطباخين المتواجدين في الأرياف المصرية، وعلاقتهم بمختلف الأفراد من حولهم مثل عائلاتهم، والمقربين منهم.

جوليا وعلم الدين

خطفت المحامية اللبنانية أمل علم الدين الأضواء على السجادة الحمراء إلى جانب زوجها النجم العالمي جورج كلوني، وذلك خلال مشاركتهما ضمن مهرجان كان السينمائي. فقد تألقت علم الدين بفستان أصفر طويل منحها إطلالة ملوكية ولكن على ما يبدو، فإنّ الثوب الذي تضمن ذيلاً طويلاً، أربك علم الدين على السجادة الحمراء حيث رصدتها عدسات الكاميرات وهي تتصارع معه خلال التقاط الصورة مع أبطال فيلم Money Monster..

وعلى الجانب الآخر كانت النجمة جوليا روبرتس التي فاجأت عدسات المصورين والحضور على السجادة الحمراء لقصر المهرجانات لنفس الفيلم وهي تصعد على السلم حافية القدمين، يذكر أن الفيلم يشارك في بطولته إلى جانب كل من جورج كلونى وجوليا روبرتس كل من كاتريونا بالف وجاك أوكونيل ودومينيك ويست وجيانكارلو اسبوزيتو، وجريتا لى وإميلى ميد ومن تأليف آلان ديفيور وجيم كوف ومن إخراج جودى فوستر.

الانتخابات الأمريكية

قال النجم الأميركي جورج كلوني خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم لفيلمه "Money Monster لا يمكن أن نبني بلادنا على ثقافة الخوف، وأعتقد أن دونالد ترامب لن يمكنه الفوز فى انتخابات الرئاسة؛ لأن الرأي العام الأمريكي لا يمكن أن يحركه الخوف أبدا".

وتابع قائلا "الخوف لن يكون محركا لبلادنا، فنحن لسنا خائفين من المسلمين، أو المهاجرين، أو النساء. نحن لم ولن نخاف من أي شيء.

وشارك كلوني في المؤتمر الصحفي النجمتين "جوليا روبرتس" و"جودي فوستر" الحديث عن فيلمهم المشارك في المسابقة الرسمية، ولكن تركوا الحديث عن الفيلم لمهاجمة المرشح الجمهوري المتطرف. وهاجم كلوني الشبكات التليفزيونية الأمريكية، وقال إن انزلاقهم للترفيه والفضائح، هو الذى ساعد أن يصبح شخصية مثل ترامب مرشحا قويا لرئاسة الجمهورية. وقال كلوني: "هذه كارثة كبيرة علينا أن نعيها سريعا، وأضاف ترامب في الواقع هو نتيجة لممارسات كثير من الشبكات في العديد من البرامج الإخبارية، التي بات ينفر منها الجمهور ويتجه إلى برامج الفضائح والترفيه، وتركت البرامج الجادة المنصة فارغة لشخصيات مثل ترامب ليبدأ في السيطرة على عقول الجمهور".

أما النجمة والمخرجة الحالية "جودي فوستر" فقالت إن عدم المساواة بين المرأة والرجل ليست مشكلة ترامب وحده، بل هي مشكلة في صناعة السينما أيضا. ومن جانبها، عبرت جوليا روبرتس عن سعادتها بأول زيارة لها لمهرجان كان، ولكنها أبدت قلقا من الإجراءات الأمنية المشددة؛ خشية وقوع هجوم إرهابي، وقالت: "أشعر بالأمان جدا ولا أعتقد أننا بحاجة لكل تلك الإجراءات المشددة".

وعندما طلب صحفي إيراني الحديث وطرح الأسئلة، بدأ في سؤالهم عمن يعتقد الفنانون الثلاثة أنه الأصلح لرئاسة أمريكا إذا لم يكن "دونالد ترامب"، فردت جودي فوستر مازحة وهي تنظر إلى جورج كلوني: "أرى أن هذا الشخص هو الأصلح ليكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة". ورد كلوني على فوستر قبل أن ينهي المؤتمر الصحفي: "ذلك التصريح يعني الكثير لرجل أو صحفي من إيران".

29 سينمائياً مصرياً يحققون الحلم ..

إشادة نقدية وتحية أوربية لصناع فيلم « اشتباك » فى مهرجان «كان»

كتبت - نيفين الزهيرى

حقق الفيلم المصري "اشتباك" اشادة نقدية واسعة والفيلم افتتح قسم «نظرة ما» فى مهرجان كان لأول مرة في تاريخ السينما العربية منذ 15 عامًا، حيث وصفته جرائد ومجلات الهوليوود ريبورتر وفاريتي وسكرين «إنترناشيونال» بالعمل المتقن والصادم الذي حبس أنفاس مشاهديه من أول مشهد حتى آخر لقطة. تهانينا لفريق العمل وتمنياتنا لهم باقتناص إحدى جوائز المهرجان!

حيث اعطي اليكس بيلينجتون من موقع 9First Showing من 10 للفيلم المصري، وقال هذا الفيلم جديا ممتاز، فلم أتوقع ان انبهر بفيلم داخل عربة ترحيلات، والتي جمعت مايقرب من 20 شخصا باتجاهات مختلفة، ولكني اجد نفسي اشيد بمدي عظمة هذا الفيلم. وأنا سعيد برؤيته وأتمني أن يراه الآخرون".

أما جريدة «هوليوود ريبورتر» فكتب فيها الناقد ديوراه يونج " من المدهش ان الفيلم لا ينحاز لأي جانب، هذا بحد ذاته يرفع الفيلم فوق النقاش السياسي لصالح انتقاد التمييز وانعدام الانسانيه. الفيلم سيتم تذكره كواحد من اكثر الافلام التي عبرت عن مصر المعاصرة.

هذه الدراما جيدة الصنع يجب ان تجد جمهوراً في الاراضي الاوروبية".

بينما مجلة «فارايتي» كتب الناقد جاي ويزبيرج فيه تصوير رائع من احمد جبر مدير التصوير وإدارة مبهرة لحركة الجماهير من الكومبارسات، إخراج عبقري ورسالة تعكس كلمة تنبع من الداخل عن الفوضي والقسوة مع البعض لغياب الإنسانية".

بينما كتبت الناقدة نينا روث في هافنجتون بوست الامريكية " أحيانا يصنع الفيلم التاريخ قبل ان يعرض"، بينما أشار بينجامين لي في الجارديان البريطانية "ليشرح الفوضي بعد الثورة المصرية والمخرج محمد دياب صنع بناء عبقرياً، رغم انه فيلم دياب الثاني إلا ان مهارة الصنعة تخطف الانفاس".

وكان العرض الأول للفيلم قد شهد تصفيقاً حاداً من جمهور الفيلم، ما دفع فريق العمل الـ29 الذين حضروا العرض للصعود على خشبة المسرح لتحية جمهور المشاهدين والسينمائيين، وكان في مقدمتهم الأخوان محمد وخالد دياب، ومن أبطال الفيلم نيللي كريم، هاني عادل، أحمد داش، خالد كامل، عمرو القاضي، طارق عبد العزيز، حسني شتا، أشرف حمدي، علي الطيب، مي الغيطي، جامايكا، أحمد السباعي، ومن فريق العمل خلف الكاميرا مدير التصوير أحمد جبر، مهندس الصوت أحمد عدنان، مهندس الديكور هند حيدر، المؤلف الموسيقي خالد داغر، المونتير أحمد حافظ، مصمم الملابس ريم العدل، مسئول اختيار الممثلين مروة جبريل، ميكساج فريد أتيل، المنتجان الفنيان سارة جوهر وأحمد فرغلي، المشرف على الإنتاج إيهاب أيوب، بالإضافة إلى المنتجين معز مسعود ومحمد حفظي.

كما حرص على توجيه التحية لصُناع الفيلم الذين أعادوا السينما المصرية للمشهد السينمائي العالمي عدد آخر من السينمائيين المصريين والعرب حيث كتب المخرج الكبير محمد خان عبر حسابه على فيسبوك "أتابع حدث فيلم «اشتباك» في مهرجان كان بسعادة بالغة من منطلق احترام متأخر من المهرجان للسينما المصرية في العموم باختيار الفيلم ليفتتح قسم «نظرة ما» ومن بوادر قراءاتي النقدية الأولية للفيلم أجد أن اختياره يدل عن حق مُكتسب لأصحابه بحُسن اختيار الموضوع ومهارة تنفيذه وأتمنى للفيلم المزيد من التقدير والنجاحات".

فيما ذكر المخرج الشاب عمرو سلامة عبر فيسبوك معاصرته لعملية صناعة الفيلم منذ البداية، مشيراً إلى التعب والمجهود الذي بذله محمد دياب على مدار 3 سنوات حتى يرى الفيلم النور، "لهذا يجب أن يكون هذا النجاح ملهماً لكل مخرج مصري ورسالة من أهم مهرجان سينمائي في العالم، مفادها أنك ستصل إن بذلت المجهود المناسب".

فيما أثنى أيضاً كل من الفنانة الكبيرة سلوى محمد علي، الفنان صبري فواز والمخرجة الشابة مافي ماهر على الفيلم وباختياره لافتتاح قسم «نظرة ما» في المهرجان، وباعتبار ذلك تكريماً للسينما المصرية.

وقال الداعية الديني معز مسعود الذي يشارك في إنتاج الفيلم "اشتباك إنتاج مشترك بيني وبين عدة منتجين عالميين، وهو امتداد لتعاوني الفني مع محمد وخالد دياب، بعد أول جزءين من «خطوات الشيطان»، وأنا سعيد بنجاحه في مهرجان كان".

ومعلقاً على الإشادات بفيلمه كتب المخرج محمد دياب عبر حسابه على فيسبوك أيضاً "التصفيق الذي ناله الفيلم بعد عرضه مرتين، وما كُتب عنه في الصحافة المحلية والعالمية تقدير كبير للمجهود الذي بذلناه في الفيلم".

اشتباك يتناول حالة الاضطراب السياسي التي تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو تأليف خالد ومحمد دياب مخرج الفيلم، وإنتاج مشترك بين فرنسا، مصر، ألمانيا والإمارات العربية المتحدة، وتدور أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، وتم تصوير مشاهد الفيلم في مساحة لا تزيد عن 8 أمتار، حيث يتفاعل عدد كبير من الشخصيات ضمن دراما تتضمن لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضاً.

فيلم اشتباك هو ثمرة تعاون إنتاجي بين شركات عربية فى العالم العربي وأوروبا: فيلم كلينك (مصر) بالاشتراك مع Sampek Productions (فرنسا)، EMC Pictures (الإمارات)، بالتعاون مع Niko Film (ألمانيا)، وفورتريس فيلم كلينك (الإمارات)، Pyramide International (فرنسا)، وتعاون فيه المنتجون معز مسعود، محمد حفظي، إيريك لاجيس، مع المنتج المشارك نيكول غيرهاردس، والمنتجين المنفذين جمال الدبوس ودانيل زيسكيند، بالإضافة إلى سارة جوهر زوجة دياب في دور المنتج الفني، وسوف تقوم بتوزيع الفيلم في العالم العربي شركة الماسة، بينما تتولى شركة Pyramide International توزيع الفيلم في فرنسا وباقي دول العالم.

الكواكب المصرية في

23.05.2016

 
 

«ربيع» وجائزة السكة الحديد في «كان»!

طارق الشناوي*

سوف تقرأ هذا المقال بعد إعلان جوائز مهرجان «كان» بساعات قلائل، وبالطبع لم ألحق بالتعليق عليها بسبب ظروف الطباعة، ولكنها ستأخذ القسط الوافر من متابعة الزملاء في مختلف المطبوعات والمواقع الإلكترونية والفضائيات، كلها ستبحث عن إجابة واحدة لسؤال كثيرًا ما يتردد وهو: لماذا حصل عليها هذا المخرج أو تلك الممثلة؟ إلا أن هناك جائزة أخرى وعلى استحياء شديد أعلنت قبل أيام قلائل وكان لنا كعرب فيها نصيب، ونحن في الحقيقة مقلون جدًا في هذا المجال، أقصد الجوائز العالمية خصوصًا في «كان»، الجائزة التي أحدثكم عنها نالها الفيلم اللبناني «ربيع» للمخرج الأرميني الأصل فاتشي بولغرجيان، واسمها «السكة الحديد الذهبية»، التي يمنحها عمال السكة الحديد منذ 22 عامًا لأفضل فيلم يعرض في «أسبوع النقاد»، هذه المسابقة الموازية أقصد «أسبوع النقاد» في فعاليات المهرجان عمرها 55 عامًا، أي أنها تأخرت عن بداياته 14 عامًا، ويصبح السؤال: هل فكر عمال السكة الحديد في منح الجائزة على هامش «المسابقة الرسمية» الرئيسية ورفضت إدارة المهرجان فتوجهوا إلى مسابقة النقاد الذين قالوا لا بأس؟ ربما، ومن الشروط لمنح الجائزة كما هو متوفر من معلومات أن يعرض الفيلم الكفاح والمعاناة، وهو متوفر في الفيلم اللبناني، البطل «ربيع» يبحث عن هويته يبدو كأنه متعمد ألا يستخدم سوى العربات في التنقل بين أكثر من محافظة وضيعة ولم يخطئ ولو مرة واحدة واستخدم القطار! بالطبع من حق كل رابطة أو منظمة أن تدلي برأيها في الأفلام، وعلى سبيل المثال توجد جائزة تُمنح لأفضل كلب يقدم مشاهد تمثيلية في أفلام المهرجان، وعند إعلان النتائج يرتدي الكلب «الاسموكن» و«الببيون» ويصعد على خشبة المسرح لتسلّم جائزة «العظمة الذهبية»، وليس من المستبعد ولا الغريب أن يفعلها عمال السكة الحديد. ولا تنس أن قسطًا وافرًا من ضيوف المهرجان خصوصًا الأوروبيين يفضلون القطار لأنه الأرخص نسبيًا، وهكذا لعمال السكة الحديد دورهم الحيوي في إنجاح المهرجان، وتبقى ملامح الجائزة تحتاج إلى نوع من إعادة النظر للبحث عن صلة داخل الشريط السينمائي لها علاقة بالسكة الحديد، مثلاً توجد منظمات دينية تمنح جائزة تبعًا للقيم الأخلاقية النبيلة، التي يتبناها الفيلم الذي يدعم هذا الاتجاه، وهذا بالطبع مفهوم ومطلوب، ولكن تظل جائزة السكة الحديد بحاجة إلى توصيف محدد.

في كل الأحوال وحتى نُصبح على نفس الموجة، من حقكم أن تتعرفوا على الفيلم في عُجالة، ربيع هو مغنٍ شاب ضرير، ويكتشف في اللحظة التي يقرر فيها السفر خارج الحدود للمشاركة في حفل غنائي أنه لا يحمل هوية، وينتهي الفيلم بأن يحمل هوية مزورة فلا أحد يعرف بالضبط الحقيقة، وحتى من يعرفها يفضل الاحتفاظ بها. فيلم متوسط القيمة فنيًا، ومن الممكن أن تقرأه سياسيًا أيضًا في تناوله حال الإنسان العربي، كما أن اختيار المخرج اسم ربيع لا يبدو بريئًا ولا هو بالطبع عشوائي، لأنه يجعلك على الفور تتذكر ثورات الربيع العربي، وما أدت إليه من نتائج مغايرة عكس الآمال والطموحات العريضة التي ارتبطت بها في البدايات، فهل كان اسم البطل ربيع معادلاً موضوعيًا لثورات الربيع؟ أميل إلى قراءة الفيلم على هذا النحو، فلا نزال كعرب نعاني من الحالة التي آلت إليها «ثورات» الربيع، فلماذا لا نفرح قليلاً بجائزة «ربيع»؟!

*ناقد سينمائي مصري

الشرق الأوسط في

23.05.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)