«الوجه
الاخير» لشون بين.. الإلتزام وحده لا يصنع السينما
«كان»
هدى ابراهيم
لأنه مهرجان كان السينمائي، ولأن المختصين يرتقبون من اي عرض لفيلم
مشارك في مسابقة هذا المهرجان ما لا يرتقبونه من سائر المهرجانات،
لا مجال للتسامح مع الاعمال الفنية هنا، والمستوى يجب ان يكون
ممتازا أو يقابل بالتصفير المحتج، فور انتهاء العرض، والدخول الى
كل فيلم جديد ضمن المسابقة يحمل معه مزيدا من التوقعات العالية جدا
لما سيقدم، لذلك تكون الخيبة احيانا كبيرة، ويتم التعبير عنها في
الصالة مباشرة.
هذا كان الحال صباح اليوم عند انتهاء العرض الصحفي لشريط «الوجه
الاخير» لشون بين مخرجا ناشطا وراء الكاميرا، في عمل ليس الاول ولن
يكون الاخير له كمخرج ملتزم يعبر دائما عن اهتمامه بقضايا العالم
وله دائما مواقفه من السياسة الخارجية الأميركية.
غير ان «شون بين»، احد أهم الممثلين الاميركيين في السنوات
الثلاثين الأخيرة، والحائز على جائزة أوسكار التمثيل مرتين وجوائز
تمثيل اخرى كبيرة، لا يبرز في مجال الاخراج السينمائي نفس الموهبة.
ولا يشفع التاريخ الفني الطويل والمشرف عمله الجديد ، ففي النهاية،
المخرج وحده هو من يقف عاريا امام متلقي الفيلم وفي مقدمتهم النقاد.
وقد واجه الفيلم خلال العرض بالضحك بعد عبارات القيت جزافا او لم
تتم اجادتها في الأداء التمثيلي، ما كشف عن وجود قصور في العمل
الاخراجي الذي يقضي بتجسيد الامور بطريقة تجعلنا نصدق ان الكذبة
حقيقة وان ما يجري على الشاشة بالفعل حقيقة فنية مقنعة لا تناقش.
ويعاني هذا الشريط من مشكلة كبيرة كثيرا ما تعاني منها السينما
الهوليوودية، خاصة حين تهتم بمعالجة قضايا الآخرين، كما يفتقر
للمصداقية التي لا بد منها ليجد العمل صداه في قلب المشاهد،
مصداقية لم تنجح محاولات بطلي الفيلم العملاقين من حلها، بسبب
الطرح الذي يرتبط كثيرا بالواقع، يعيد تركيبه ، ونحته دون ان يتمكن
من انطاقه، او من بث الروح فيه.
قصة الفيلم تدور في ليبيريا، هذا البلد الممزق جراء النزاعات
والحروب، حيث ينشط الطبيب «ميغيل ـ خافيير بارديم» في اطار منظمة
«اطباء العالم» بجانب الطبيبة «ورين بيترسون ـ شارليز ثيرون» مديرة
المنظمة غير الحكومية التي أسسها والدها، وينشأ الحب تدريجيا بين
الطرفين، واذا كان كليهما يلتزم هذا العمل الانساني، لكنهما
يختلفان حول السياسات التي يمكن اتبعها لتضميد بعض جراح القارة
الافريقية، وفي خوضهما حتى النهاية هذا العمل المضني يتراجع الحب
الى الخلف او يتم نسيانه في عالم قاسي جدا.
تدوم القصة 13 عاما وتمتد على مراحل، اذ يبدأ الفيلم من جنوب
السودان، لكنه يعود عبر رواية القصة في فلاش باك الى مراحل أقدم،
نشط فيها الطبيبان في ليبيريا وبلدان اخرى حلوا بها تبعا للأزمات.
سريعا ما تدرك الطبيبة محدودية دورها وعبثيته وسط كمية الموت
والنزاعات والفوضى التي لا تتوقف ويغذيها الغرب، وتغفل عنها
الآلهة، بينما يظل هو مؤمنا بما يقوم به كطبيب جراح في امكنة
النزاع حتى النهاية.
ويكتسي الفيلم بعدا انسانيا شاملا حين يتحدث عن أزمة اللاجئين في
افريقيا وعبرهم عن اللاجئين اينما كانوا، مشيرا الى انه حتى
الاطباء، والعاملين في المجال الانساني ينسون ان للاجئين ماض
ومهمات ومختصين في شتى المجالات، ويميلون للتعامل معهم على انهم
اعداد.
والفيلم انتاج هوليوودي في جوانب كثيرة، تكاليف الانتاج وطريقة
العمل، واختيار الانتاج للمخرج، وغيره من السمات الخاصة بهذه
السينما، كم ان امرا مشتركا يجمع بين كثيرين من صناع الفيلم وهو
التزامهم بقضايا العالم ومآسيه المتوالية.
منتج الفيلم مات بالمييري سبق له انتاج شريط «دارفور الآن» وهو
مهتم شخصيا بالقارة الافريقية حيث نشط والداه لسنوات في المجال
الانساني.
ومعروف عن خافيير بارديم نشاطه الانساني ايضا، والتزامه عددا من
القضايا الى حد كبير وخصوصا دفاعه هو وكامل عائلته عن استقلال
الصحراء الغربية وفصلها عن المغرب، رغم كون هذه الالتزام سياسي
أكثر منه انساني.
كما ان بطلة الفيلم بجانبه، شارليز ثيرون، تملك جمعية في افريقيا
الجنوبية تهتم برعاية الأطفال اليتامى الذين توفي اهاليهم جراء مرض
الايدز. اما كاتبة سيناريو الفيلم ايرين ديغمان، فقد قضت اشهرا
طويلة في افريقيا توثق لكتابة العمل، وهي ايضا مهتمة ومتابعة للعمل
الانساني.
كل هذا الالتزام الانساني وهذه النوايا الحسنة والعواطف، لدى صناع
الفيلم، الذين استعانوا بخبراء واطباء حقيقيين لتصويب العمل، لم
تكن كافية لانتاج فيلم جيد، حاول زرع قصة الحب تلك وسط التراجيديا
الافريقية المضمخة بالعنف والقتل. اما الحدث فبدل ان يكون دراميا،
تحول الى امر مزر، حد السخرية.
لقد
افتقد العمل للكثير من المصداقية، خصوصا في الأداء، واذا كان
العملاق خافيير بارديم، يجيد اداء دوره وبشكل أقل منه شارليز ثيرون،
يأتي الضعف الى الأداء من الادوار الثانوية التي لم تتم العناية
بها، لا في السيناريو ولا اثناء التصوير.
بل ان أداء الفرنسي جان رينو، في دوره الصغير، دفع اكثر من مرة
الصحفيين للضحك، مهما كان تأثير المشهد تراجيديا.
وكذلك فيما يخص الممثلة الفرنسية آديل ايكزاركوبولوس، رغم حصولها
على جوائز تمثيل كثيرة عن دورها في فيلم «حياة آديل» لعبد اللطيف
كشيش، بينها جائزة افضل تمثيل في مهرجان كان، تبدو هنا مقزمة
وعادية.
ويشتكي الفيلم من الضعف الفني عموما، حيث تبدو المشاهد المؤلمة،
نسخة باهتة وعادية جدا عن الواقع، لا رؤية خاصة فيه للمخرج، الى
درجة تجرد الاحداث من معناها.
«الوجه
الاخير» فيلم فشل في تحويل الواقع الى عمل فني مؤثر ومستساغ، وهو
في كل الاحوال خطوة «شون بين» الناقصة في مجال الاخراج ما دفع احد
النقاد الناشطين على الشبكة للتعليق: «صناع فيلم اوليفييه اساياس
سيفرحون، لم يعد فيلمهم في المرتبة الاخيرة لأسوأ فيلم»، لقد حل
محلهم فيلم شون پين.
ويبقى السؤال، لماذا اختار تييري فريمو هذا الفيلم للمسابقة، هل
لأن فيه كل هذه النجوم الذين سيحضرون وستتلقط لهم الصور في كل
اركان المهرجان، لتجوب هذه الصور العالم كله، كما يحدث اليوم، أم
لأسباب اخرى؟
ليس بالالتزام وحده تكون السينما.. بل هي تحتاج روحا ونبضا خاصا من
عند المخرج.
«وحش
المال» السينما تعري واقع البرامج الاقتصادية
«كان»
عبد الستار ناجي
يمثل فيلم «وحش المال ـ Money Monster»
للمخرجة النجمة جودي فوستر واحدا من الأعمال السينمائية المثيرة
للجدل بالذات فيما بخص تعرية البرامج الاقتصادية والتي تقدم
النصائح الاقتصادية حول شراء او بيع الاسهم والسندات.
الفيلم يعتمد على سيناريو تعاون في كتابته كل من جيم لندن والان
ديفور بالاضافة الى جيم كويف اما الاخراج فتصدت له النجمة المعرفة
جودي فوستر والبطولة من نصيب الثنائي جورج كلوني وجوليا روبرتس.
الحكاية تعتمد على برنامج اقتصادي من تقديم مقدم البرامج
الاقتصادية لي جيتز جورج كلوني الذي يقدم برنامجا جماهيريا
اقتصاديا شهيرا يقدم المعلومات حول الاسهم وحركتها وتدير انتاج
البرنامج باتي فنن جوليا روبرتس حيث تحدث المفاجأة حينما يداهم
الاستديو وعلى الهواء مباشرة كايل بودويل اوكنيل جاك شاهرا مسدسه
مهددا بتصفية مقدم البرنامج لانه كان السبب وراء افلاسه وخسارته كل
ما يمتلك عبر مجموعة من المعلومات الكاذبة والتي لم يحصد من ورائها
الا الخسارة في تلك اللحظة تقرر المنتجة ان يستمر عرض البرنامج على
الهواء مباشرة وهي تعرف جيدا انها تقدم على مهمة قاتلة.
فيلم يصعد اللعبة بايقاع واحداث متواترة ومتسارعة تحبس الانفاس يظل
خلالها المشاهد وسط كومة من الاحاسيس فمن التعاطف الكبير مع مقدم
البرنامج الى حالة موازية من التعاطف مع ذلك الانسان المسحوق الذي
خسر كل ما يمتلك نتيجة تسريب معلومات خاطئة لالتهام أموال صغار
المستثمرين والتي تمثل وقودا لكبريات الشركات والمؤسسات المالية
التي تقوم بتمرير كمية من المعلومات عبر هكذا نوعية من البرامج
مقابل دعم مادي كبير سواء لادارة البرنامج او كوادره ومن بينهم
مقدم البرنامج الذي يظل طيلة التجربة محاولا ان يصد الاتهامات التي
توجه اليه على انه يتلقى كافة المعلومات من قبل فريق الاعداد
والانتاج.
وعلى مدى ساعة وأربعين دقيقة نتابع أحدث التقنيات في عالم البرامج
التلفزيونية وايضا تعرية حقيقية لواقع البرامج الاقتصادية التي يتم
تجنيدها لمصالح كبريات الشركات والمؤسسات المالية الكبرى في وول
ستريت على وجه الخصوص.
اننا بالفعل امام فيلم يستمد قيمته ليس من نهايته بل من الاحداثيات
التي يطرحها والاتهامات التي تنهال كما المطر على صناعة الاعلام
المزيف وبالذات البرامج الاقتصادية الملوثة والتي تستنزف قوت
الفقراء وتدمر أحلامهم . فريق العمل وبالذات ثنائي الفيلم كلوني
وروبرتس كانا في مباراة عالية المستوى على صعيد التمثيل والانتقال
بالشخصيات من حالة الى أخرى وكل منهما رغم ملامحه الطيبة الا انه
يكشف عن مخالب قاتلة وشخصيات انانية عنيدة تريد كل شيء لمصالحها
وأهدافها الشخصية.
ويبقى ان نقول .. فيلم وحش المال يذهب الى عقولنا قبل قلوبنا.. لذا
فهو يقول الكثير بادارة نجمة ومخرجة تعرف ماذا يريد الجمهور من
أجواء المغامرة وماذا تريد من رسائل ومقولات وأهداف تقف الى صف
الانسان المطحون أمام آلة الاعلام المزيف.
«ما
روزا» للمخرج ماندوزا.. يوجه أصابع الإتهام للشرطة الفلبينية
«كان»
عبد الستار ناجي
كلما حضر المخرج الفلبيني برلنتي ماندوزا في هذا المهرجان أو ذاك
حمل معه انتاجا سينمائيا مثيرا للجدل عاصفا شفافا قاسيا في وصف
الظروف الموضوعية التي يعيشها الانسان في بلاده وهو في فيلمه
الجديد «ما روزا» أو «ماما روزا» الذي ينافس في مسابقة كان 2016،
يوجه أصابع الاتهام لرجال الشرطة في بلاده.
ويذهب في فيلمه «ما روزا» الى منطقة شديدة الحساسية جريئة وقاسية
عبر حكاية «ماما روز» التي تمتلك بقالة صغيرة في أحد الاحياء
الأكثر فقرا في مانيلا مع زوجها وابنائها الثلاثة ولدان وابنه.
وهي تبيع كل شيء في ذلك الحي الفقير بما فيها بعض المخدرات من أجل
تأمين مبلغ مادي لأيامهم القادمة كل ذلك تجري أحداثه مع أجواء
ممطرة راعدة مظلمة محاطة بكم من مفردات الفقر والحاجه حتى اللحظة
التي يتم بها القبض عليهم مع الاحتراز على المخدرات الموجودة في
البقالةن وتحال ما روزا وزوجها ناستور الى احد مراكز الشرطة حتى
ذلك الحين كانت الامور أكثر من عادية ومقبولة، وفجأة تبدأ مفاوضات
تسليم مبلغ من المال للافراج عنهم وحينما تصل الامور الى ابواب
مغلقة يتم التفاوض على تسليم الشخص الذي يشترون منه المخدرات،
عندها نكتشف بأننا أمام مجموعة من الاشخاص الذين شكلوا «مركز
الشرطة» الخاص بهم والذي يقع بالقرب من مركز الشرطة الرئيسي وهناك
تعاون بينهم حيث يقوم القائد في المركز الخاص كل فترة قليلة بزيارة
قائد المركز الاصلي حاملا معه بعض المال الذي تم حصاده من تلك
المداهمات والمقايضات.
وحينما تبادر «ماما روزا» بالإرشاد على البائع الأصلي يتم تحديد
موعد معه حيث يتم القبض عليه لتبدأ عملية مقايضة جديدة مع هذا
الرأس الكبير والذي يطلب الاتصال لتأمين المال فاذا به يتصل بأحد
كبار الضباط ولكن قبل اتمام المكالمة يتلقى الضربات من جميع أفراد
الشرطة حتى يسقط مغشيا عليه.
ومن خلال ذلك المركز الوهمي وارتباطه بالمركز الأصلي وعدد من
قياداته وكوادره يتم تعرية كوادر الشرطة في ذلك البلد الآسيوى
وبكثير من الشفافية التي تذهب الى موضوعات أبعد حيث الفقر والحاجة
التي كما دفعت للمتاجرة بالمخدرات تدفع أبناءها لبيع كل شيء عندهم
من أجل تأمين المبلغ الكافي لتأمين خروج والدتهم ووالدهم المحتجزين
في ذلك المركز الوهمي، ففي الوقت الذي تجوب به الابنة على الجيران
والأقرباء من أجل جمع المال والنتيجة القليل النادر، يضطر الابن
الاصغر لبيع نفسه بعلاقات جنسية عابرة مقابل المال بينما يقوم
الابن الاكبر ببيع جهاز التلفزيون حتى يتم جمع مبلغ يقل قليلا عن
المبلغ المطلوب ليتم الافراج عن «ماما روزا» على ان يبقى الأب حتى
اكمال المبلغ، عندها تبادر «ماما روزا» بالذهاب الى الحي لبيع جهاز
الهاتف الخاص بابنتها وينتهي الفيلم عندما تقوم روزا بشراء أكل من
الباعة المتجولين لسد جوعها ومواصلة العمل وسط زحام البشر والوجوه
الفقيرة المعدمة.
الفيلم يعتمد على سيناريو كتبه السيناريست الفلبيني الأهم توني
اسبريتو الذي تعود ان يكتب جميع أعمال مدوزا الذي قدم للسينما كما
متميزا من النتاجات السينمائية العالية الجودة اعتبارا «ماشيستا
2005» ووصلا الى «ما روزا» ومن قبله «سابي 2013» الذي تعرض فيه
ايضا الى رجال الشرطة من خلال حكاية ضابط يقوم بالزام عاهرة
بمتابعة الاخبار في الحي، وحينما لا تحمل الاخبار اليه يقوم بضربها
بكعب المسدس حتى يتهشم رأسها، في واحد من أكثر أفلام مندوزا عنفا
واتهاما للشرطة التي تستغل الجميع.
أوليفييه أساياس أضاع الطريق في «المتسوقة الخصوصية»
«كان»
عبد الستار ناجي
رغم المكانة والقيمة التي يمثلها المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس
على صعيد فرنسا والعالم الا انه أضاع الطريق في احدث أعماله
السينمائية «المتسوقة الخصوصية»، ما شكل علامة استفهام خصوصا حينما
تصاعدت صيحات الاستهجان في قاعة «كلود ديبوسي» في قصر المهرجانات
خلال ايام مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته التاسعة والستين
لمهرجان كان السينمائي الدولي
.
الفيلم يعتمد على حكاية «ماورين» «كرستين ستيوارت» التي تعمل
«متسوقة خصوصية» لاحدى السيدات المشهورات والتي لا تمتلك الوقت
الكافي للنزول الى الأسواق أو التبضع لهذا تكلف من يقوم بهذه
المهنة وهي مهنة تحتاج الى كوادر تمتاز بالذوق والخبرة العريضة بكل
ما هو جديد ومتميز
.
هذه الصبية تعيش حالة من الترقب اثر وفاة شقيقها التوأم والذي
أخبرها قبل ان يموت انه سيبعث لها باشارات ولهذا تظل تزور بيته مع
صديقته السابقة التي عقدت العزم على بيع المنزل والارتباط بآخر
بحثا عن حياة جديدة وتجاوز أحزانها
.
خلال زيارتها الى المنزل تبدأ بمشاهدة بعض الاشارات التي تعتقد
بأنها من شقيقها اليكس الذي توفي وتمضي الأيام متسارعة بين السفر
لشراء أحدث الأزياء بين ميلانو وباريس ولندن وغيرها من المدن حتى
تبدأ بتلقي بعض الرسائل التي تصلها من مجهول ظلت تعتقد بأن هذه
الرسائل تأتيها من شقيقها اليكس حتى اليوم الذي تدخل فيه بيت
سيدتها التي تعمل عندها لتكتشف بأنها قتلت وان الرسائل لاتزال
تطاردها وتخبرها عن الحدث عندها تبلغ الشرطة ليتم القبض على أحد
الشباب الذي كان يطمع بالارتباط بتلك السيدة الثرية المشهورة
وحينما لم تفلح بمبادراته يعمل على اغتيالها من أجل سرقة كل ما
تمتلك وتوريط الفتاة ماورين بالجريمة.
وبعد أيام من اغلاق ملف القضية تقرر السفر الى صديقها السابق الذي
يعمل في تنفيذ مشروع تقني في سلطنة عمان حيث تقوم بزيارته والتجول
في عدد من مدن السلطنة وهي المرة الاولى التي تظهر بها السلطنة في
عمل سينمائي روائي عالمي وبحضور نجمة بقامة ومكانه كرستين ستيوارت
وأيضا المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس.
وهناك في السلطنة تبدأ بمشاهدة عدد من الاشارات التي تصلها من
شقيقها ولكنها تظل اشارات غير مؤكدة وتمزج الحقيقة بالخيال وينتهي
الفيلم الى لا شيء.
مشكلة هذا الفيلم انه جاء من مخرج كبير كان الجميع يتوقع منه عملا
كبيرا فاذا به يصل الى شيء ولا قضية ولا موضوع رغم كل الامكانيات
التي أتيحت له.
عمل يتحدث عن موضوع وقضية لا تمس احدا ولا يتفاعل معها احد لذا
يبدو ان أوليفييه أساياس أضاع الطريق الى الهدف بعد كم من النتاجات
السينمائية العالية الجودة ومنها «كارلوس» 2010 و«أحبك باريس» 2006
وغيرها من الاعمال السينمائية الكبيرة.
قوات «البيشمركة» اقتحمت مقر مهرجان «كان» اليوم
«كان»
الوكالات ـ سينماتوغراف
قدم الناشط الصهيوني برنار هنري ليفي فيلمه الجديد «بيشمركة» اليوم
ضمن فعاليات الدورة الـ 69 لمهرجان كان السينمائي مع أن الفيلم ليس
ضمن أي مسابقة رسمية. وقد أثار قرار إدراج الفيلم جدلا واسعا على
الشبكات الاجتماعية علماً أن برنار هنري ليفي كان قد قدم في نفس
المهرجان عام 2012 فيلمه حول ليبيا وحمل عنوان «قسم طبرق»، كما كان
قد قدم في التسعينات فيلمه «بوسنة» الذي صوره مع الرئيس البوسني
حينها عزت بيغوفتش.
ويعتبر الكثير من النقاد أن أفلام برنار هنري ليفي سيئة ويتمركز
خطابها حول شخصية الفيلسوف النرجسية التي يقدمها في كل هذه الأفلام.
وحول إدماج الفيلم ضمن برنامج العروض، صرح منظمو مهرجان كان أن هذا
«الفيلم الذي اكتشفناه مؤخرا يتابع عن قرب قوات الأكراد البيشمركة.
ومع فريق صغير، جاب المخرج الحدود العراقية على ألف كلم من الشمال
إلى الجنوب، فصور وضعا حربيا ومشاهد ووجوه رجال ونساء يندر رؤيتها».
وحضر برنار هنري ليفي إلى المهرجان ومعه عدد من الشخصيات الكردية
مثل سيروان برزاني ابن شقيق رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني
والمغنية هيلي لاف وفيان دخيل النائبة اليزيدية عن التحالف
الكردستاني في البرلمان العراقي كما حضر معه الدكتور جاك بيريس أحد
الأطباء الجراحين الذين يمارسون عملهم في سوريا أو في مناطق الحروب
بشكل منتظم.
تقرير التلفزيون المصري عن فيلم «اشتباك»، فاجعة ثانية بعد نكبة
الطائرة
«القاهرة»
سينماتوغراف
بعد الفشل الإعلامي الفج والذريع للتلفزيون المصري في تغطية أحداث
سقوط طائرة «مصر للطيران» المنكوبة فجر الخميس، كشف تقرير حول فيلم
«اشتباك» الذي افتتح تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي، تم
بثه ليلة أمس وظهر على القناة الأولى والفضائية المصرية ببرنامج
«أنا مصر»، عن العقول العابثة والمستهترة والمشوهه داخل تلفزيون
الدولة لأي منجز مصري، وكأنها تصطاد بغباء في المياة العكرة، بعد
الإشادة الرائعة والواسعة في الصحف العالمية للفيلم شكلا ومضمونا،
ويكفي أنه أول فيلم مصري عربي يفتتح مسابقة في تاريخ مهرجان كان،
ليثير عاصفة من الغضب الجماهيري والسينمائي، خصوصا مع وصف التقرير
لمخرج الفيلم محمد دياب بأنه «ثورجي» من «نشطاء السبوبة»، وأنه
يحاول الهجوم على مؤسسات الدولة، ويقدم دائما صورة مشوهه للواقع
والمجتمع المصري في أفلامه.
ومن الواضح أن فيلم «اشتباك» الذي أكد غالبية نقاد العالم واعترف
مخرجه بأنه ليس عملا سينمائيا عن السياسة بل يركز على الإنسانية،
أزعج نجاحه الذي يحصده ومخرجه الذي تم تصنيفه بـ«المعارض» حسب ما
أكد التقرير ليظهر وكأن جهة أمنية كتبته في محاولة افساد لاي جائزة
قد يحصدها كما تتوقع ورشحته غالبية الصحف والمجلات والمواقع
السينمائية، ليترك علامات استفهام مريبة حول الدور الذي يقوم به
التلفزيون المصري في هذا التوقيت بالذات، ولا يدين الفيلم نهائيا
وصفه للحالة السياسية وواقع مصر حاليا.
وفور ظهور تقرير التليفزيون المصري، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي
وأبرزها الـ«فيسبوك» حالة من الغضب، ليتسائل الجميع عن الغرض من
مثل هذه التقارير ومحاولتها للعب بعقول المشاهدين وتأليب الرأي
العام وابعاده عن أحزانه لوفاة 66 راكبا لطائرة مصر للطيران التي
لم يتم حتى الآن معرفة مكان سقوطها.
وقد وصفت الناقدة الفنية دعاء سلطان عبر صفحتها على الفيسبوك تقرير
التلفزيون المصري قائلة: «اتفضلوا.. ده التقرير الأمني اللي عمله
التليفزيون المصري عن المخرج محمد دياب وفيلم اشتباك.. الفيلم
الوحيد اللي بيمثل مصر في مهرجان كان، وكتبت عنه كل إصدارات
السينما العالمية بحفاوة كبيرة».
وعلق السيناريست عمرو سمير عاطف معلنا مقاطعته للتلفزيون المصري،
وكتب على صفحته في الفيسبوك: «التليفزيون المصري وصل لدرجة من
الانحطاط غير مسبوق شئ مخجل والله واحد وصل بفيلمه لمهرجان كان وتم
الاحتفاء بيه بالشكل ده برنامج تافه على قناة متخلفة بيقول عنه
كلام زى ده».
بينما قال المنتج محمد العدل: «أمن الدولة قدم تقرير مباحثي عن
محمد دياب، مش عارف لو اللي كتبوا عن الفيلم في كل المجلات
العالمية ولا اللي شافوا 678 في دول العالم يقولوا إيه على مستقبل
الحريات في مصر».
وأكتفى المخرج السينمائي أمير رمسيس ببث التقرير التلفزيوني واصفا
ماسبيرو بـ«تليفزيون أمن الدولة».
والأدهي كذلك، وفي نفس التوقيت وكأنها حملة مدبرة، تم نشر تقرير
على هيئة مقال رأي في جريدة قومية مملوكة للدولة، يجتزأ كاتبه بعض
جمل وفقرات من مقالات سابقه لنقاد سينما يركز من خلاله فقط على
الجوانب السلبية للفيلم، ثم يتهمه بشبهه التمويل وانه يأتى ضمن
سياق أفلام التمويل التى باتت تنشط ضد مصر هذه الأيام، معتمدا في
ذلك على ان أحد منتجين الفيلم هو الداعية معز مسعود، ثم يطرح سؤال
تهكمي عن مشاركة الفيلم في «كان» وسط قدمى جوليا روبرتس الحافية،
وفتحة فستان أمل كلونى؟!.
القائمة الكاملة لجوائز مسابقة سينيفونداسيون في «كان» 2016
«كان»
ـ سينماتوغراف
قامت اليوم لجنة تحكيم سينيفونداسيون والأفلام القصيرة برئاسة
ناومي كاواس، في الدورة الـ69 لمهرجان كان السينمائي، باعلان جوائز
الأفلام في قسم سينيفونداسيون لعام 2016 في حفل أقيم على مسرح
بونويل.
وفاز بالجائزة الأولى فيلم
Anna
اخراج وسام شبيجل وهو انتاج أحد مدارس السينما بإسرائيل، وحصد
الجائزة الثانية فيلم «في التلال» إخراج حامد الأحمدي، كلية لندن
السينمائي، المملكة المتحدة، وجاءت الجائزة الثالثة مناصفة بين
فيلميA
nyalintás nesze
اخراج ناديا اندروسي، جامعة موهولي ناجي للفنون والتصميم، المجر، و
La culpa, probablemente من
إخراج مايكل لاباركا ، يونيفرسيداد دي لوس أندس، فنزويلا.
ومن المعروف أن اختيارات مسابقة سينيفونداسيون هذا العام تتألف من
18 فيلما لطلاب معاهد السينما حول العالم، ويخصص مهرجان كان منحه
قدرها 15 الف يورو للفيلم الفائز بالجائزة الاولى، ويضمن الفائز
بالجائزة الأولى أيضا عرض أول فيلم روائي طويل له في مهرجان كان
السينمائي. ومبلغ 11.250 ألف يورو للفيلم الفائز بالجائزة الثانية،
و7500 ألف يورو للفيلم الفائز بالجائزة الثالثة. |