كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ممثل العرب الوحيد في مسابقة "كان" المخرج التونسي،

لطفي عاشور، لـ"الخبر":

"السينما في العالم العربي لا تعكس آراء المجتمع ككل"

“كان” : حاوره مبعوث “الخبر” محمد علال

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 

عرف المخرج التونسي، لطفي عاشور، كيف يمنح العالم العربي بريق الأمل ويرسم ابتسامة جميلة على وجه كل عربي، رغم الألم والتعب الذي خلّفته مشاكل الدول العربية وصراعاتهم وانقساماتهم، إلا أن المخرج التونسي الذي دخل المسابقة الرسمية بفيلمه القصير “علوش”، لا يخف قلقه من واقع حرية التعبير في العالم العربي، يمنح المخرج الخجول والمتواضع، محاوره مساحة كبيرة للتحاور، يجيب عن كل سؤال بعمق، لا يؤكد المخرج التونسي وممثل العرب الوحيد في المسابقة الرسمية لمهرجان كان ضمن فئة الأفلام القصيرة، في هذا الحوار مع “الخبر”، أنه اليوم أكثر حرصا على المستقبل، ويأمل في نجاح تجربته السينمائية الطويلة الأولى التي انتهى من تصويرها مؤخرا، ويمكن مواصلة وفائه للأفلام القصيرة، فإمكانية الفوز بالسعفة الذهبية تبقى بالنسبة إليه “مهمة ورائعة ونقلة نوعية، ولكن الأهم هو مواصلة العمل وتقديم المزيد من الأفلام الجيدة”.

·        أولا كيف تلقيت خبر اختيار فيلم “علوش” ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة لمهرجان “كان”؟

 طبعا بكل فرح وغبطة، فالمنافسة لم تكن سهلة، بل قوية جدا، تم إعلامي أولا بأن الفيلم اختير ضمن التصفيات الأولية من بين 5 آلاف فيلم، وهو ما شكّل بالنسبة لي دفعة قوية وأملا كبيرا، إلى أن جاء موعد الإعلان الرسمي عن القائمة النهائية، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون هذا الخبر سعيدا ومهما في حياة أي مخرج. الوصول إلى مهرجان صعب جدا، ليس فقط بالنسبة للأفلام الطويلة بل القصيرة أيضا، ولكن ما نلاحظه مؤخرا أن السينما التونسية تعرف تحركا وتجديدا يظهر جليا من خلال مشاركتها في مهرجانات كبيرة مثل برلين وغيرها، عندما يصل الفيلم إلى أي مهرجان كبير، يسلّط الضوء عليه وعلى سينما بلده، حتى لو لم نصل إلى مهرجان “كان”، هناك حالة من التغيير والتجديد في السينما التونسية.

·        تعتبر الأفلام القصيرة في السنوات الأخيرة الأكثر تشريفا للسينما العربية، شاهدنا كيف فازت لبنان السنة الماضية بالسعفة الذهبية عن هذه الفئة؟

نلاحظ ذلك فعلا، وهو أمر يحتاج المتابعة والاهتمام، لا أعتقد أن المسألة مرتبطة بطبيعة الأفلام ونوعيتها فقط بقدر ارتباطها بالمهرجانات، خصوصا الكبيرة التي لها سياسة خاصة في اختيار الأفلام، ولكن يمكن القول إن ما يميّز الأفلام القصيرة كونها أفلام أكثر ديناميكية، أعتقد أن هناك تنوع كبير وثراء في الأفكار وطريقة الطرح الذي تقدّمها الأفلام القصيرة العربية من خلال رؤية الشباب الجديدة.

·        لماذا اخترت موضوعا اجتماعيا- سياسيا في فيلم “علوش”؟

لا يحكي الفيلم بالنسبة لي قصة اجتماعية بصفة خاصة، ولكن يحكي عن الغرور الذي يمكن أن تشكّله السلطة لدى المسؤولين. في الفيلم هناك ممارسة للسلطة على المواطن العادي، فهو فيلم يحكي كيف يمكن أن تتحول السلطة إلى آلة للظلم، وكيف يتحول أصحاب النفوذ إلى أداة للمراوغة والتلاعب بالناس، ومن خلال العبارة الشهيرة التي نقولها في تونس “السلطة تخديم المخ”، وهي ميزة من ميزات تونس وليس التونسي، ولكن أيضا الدول العربية وحتى الجزائر عندما تشاهد من يمارس السلطة في العالم العربي، لا يكون مباشرا في قراراته، ولكن يصنع السيناريوهات على عكس من يمارسها في أوروبا، حيث يكون مباشرا في قراراته ويتحمّل مسؤوليته.

·        إلى أي مدى تعتبر الثورة التونسية وسقوط نظام بن علي عامل مساهم في التغيير والتجدد في السينما التونسية؟

بالنسبة لي الذي تغيّر هو علاقة السينمائيين التونسيين بأنفسهم، حتى خلال فترة الرئيس المخلوع بن علي كانت مسألة الرقابة مسألة غير مباشرة، لم تكن هناك رقابة مباشرة على السينمائيين، ولكن كانت هناك رقابة اقتصادية، المشكلة أن لجنة السينمائيين أنفسهم لا يدعمون السينمائيين الأحرار في وقت زين العابدين بن علي، استعملت السلطة السينمائيين لممارسة الرقابة على السينمائيين التونسيين، ولكن بعد الثورة تغيرت علاقة المخرجين مع أنفسهم، ولكن لا تزال هناك الكثير من القيود في تونس، والسينمائيون خائفون منها، مثلا علاقة السينما بالدين، بالجنس وعلاقة السينما بالسلطة، سلطة الإدارة والبوليس ومواضيع ربما أهم من البوليس لم نتحرر بعد منها، السينما في العالم العربي لا تعكس آراء المجتمع ككل، وبعضها منحصر فقط للنقاش عند المثقفين كموضوع الدين، ولكن أعتقد أن تناول هذه المواضيع سينمائيا سيكون قريبا.

·        ماذا تمثل لك الأفلام القصيرة؟

أحب الفيلم القصير، أولا لأن الفيلم الطويل يتطلب وقتا وفترة طويلة من العمل والتعب، وأنا إنسان بحاجة إلى العمل، ولا يمكنني أن أنتظر مدة سنوات من أجل تصوير فيلم طويل، أما الفيلم القصير هو مرحلة من التمرين والتكوين المتواصل، وهو فرصة للتجريب، تجريب الحرية، وله انعكاسات أقل ضررا في حال ما لم ينجح الفيلم من ناحية الإنتاج، باختصار يمكنني القول أن الفيلم القصير هو فضاء للحرية وللتجريب.

·        ماذا جسّدت في الفيلم الطويل ولم تجسّده في الفيلم القصير؟

الفيلم الطويل الذي انتهيت من تصويره هو حكاية ثلاثة شبان تونسيين تعرّفوا على بعض خلال الثورة التونسية وعاشوا تجربة مأساوية، ولكنهم التقوا مجددا بعد ثلاث سنوات من الثورة التونسية، وتجددت حكاياتهم القديمة، وأحاول أن أكون مختلفا في الفيلم الطويل.

·        ماذا تقول لأي مخرج عربي يحلم بالوصول إلى كان؟

عندما أنجزت الفيلم، لم أكن أفكر في الذهاب إلى مهرجان “كان”، بل كنت أفكر في نجاح العمل، فالسينما لا ترحم، لأنه في حال ما تم تسجيل العمل وعرضه، تكون بذلك قد دخلت التاريخ، لهذا أنصح دائما بالاهتمام بكل تفاصيل تصوير الفيلم، يجب توزيع السيناريو على الأصدقاء والخبراء للاستشارة، يجب أن لا أقلق من إعادة تصوير المشاهد، ولا الخوف من الوقت الذي يذهب في إعادة تصوير المشاهد من أجل إتمام العمل. تحدث الكثير من الخلافات بيني وبين التقنيين والممثلين خلال تصوير العمل، نغضب ونقلق من بعض، ولكن بمجرد إتمام العمل ونجاحه، يتحول كل ذلك إلى فرح، على السينمائيين أن يواصلوا العمل على هذا النهج من أجل الإبداع المتواصل.

·        ماذا يمكن أن يقول لطفي عاشور لو فاز بالسعفة الذهبية وماذا يمكن أن يقول لو لم يفز بها؟

يضحك”.. أتصور أن أهم شيء تحققه لي “السعفة الذهبية” هو فتح الأبواب التي يمكن أن تدعم مساري وحضوري العالمي وتروّج لأفلامي القادمة، فأكثر شيء يسعدني بتواجدي في مهرجان “كان” هو أنني أفكر في الفيلم القادم، وخلال هذا المهرجان أتلقى طلبات واتصالات من عدة منتجين ومهتمين بأعمالي، هذا هو المهم بالنسبة لي، وليس الصور في الفايس بوك، طبعا الصور في الفايس بوك تضيف البهجة والفرجة،  لكن العمل والمستقبل يتحقق من خلال المزيد من الإنجازات، أما عدم الفوز بالسعفة الذهبية فهو يعني باختصار، يجب أن أواصل العمل بقوة وبنظرة جديدة من أجل العودة إلى مهرجان “كان” مرة أخرى.

الخبر الجزائرية في

19.05.2016

 
 

«كان» الـ69...

لوتش ونيكولس يقاضيان الجور الحداثي

زياد الخزاعي

أميناً الى خطابه الإيديولوجي، وضع المعلّم البريطاني كين لوتش (79 عاماً) حجراً آخر في جبل تحاملاته وتنديداته بالنظام الرأسمالي في جديده «أنا، دانيال بليك»، فيما شنع الأميركي جف نيكولس في «لوفينغ». كلا الشريطين عُرضا ضمن المسابقة الرسمية الدورة الـ69 (11 ـ 22 أيار 2016) لمهرجان «كانّ» السينمائي، بهذا النظام من باب خطاياه العنصرية وفاشيته الاجتماعية التي سعت الى النيل من وحدة عائلة هامشية، تشكلت من زيجة مختلطة الأعراق بين رجل أبيض وامرأة زنجية في الخمسينيات الأميركية.

ما سعى اليه لوتش، بعد مقاربته الدولة البوليسية في «صالة جيمي»(2014)، وقبلها العطالة المتفشية في أسكوتلندا في كوميدياه «حِصّة الملائكة»(2012)، وجرائم التعذيب التي مارسها الجيش البريطاني في العراق في «المعسكر الإيرلندي» (2010)، هو التبصّر في واحدة من أكثر المعضلات الاجتماعية في بريطانيا تسيساً، ألا وهي الإعانات الاجتماعية التي تعتمد عليها ملايين من العائلات الهامشية، شرعت حكومة المحافظين في الآونة الأخيرة في استهدافها ضمن خطة تقشف شاملة تنذر بعصيان مدني، وجد تمثله الدرامي في شريط لوتش، بشعارات يخطها بطله النجار دانيال (ديف جونز) على جدران بناية تضم «مكاتب الرعاية الاجتماعية»، هي في الواقع عيون سلطوية ترصد مخالفيّ ومتحايلي نظام المعونة. تجري الأحداث في مدينة نيوكاسل الشمالية، وهي أحدى معاقل «حزب العمال»، وميناء شهير يعج بالمقاصف وبيوت البغاء، بيد أن لوتش لا يذهب مباشرة الى تراجيديا دانيال، بل يصرف المقطع الافتتاحي لنصّه في تبيان محيط رجل متوسط العمر من أقلية عرقية تُدعى الـ «جوردي» ترمل حديثاً، وصُرِف من عمله بسبب معاناته من ضعف قلبه. يعيش في مجمع سكني حكومي تختلط فيه أعراق وحزازات جيرة وفقر وعزلات عائلية.

إنه كائن مبدع، حيوي وودوود، ومنذور لإنسانيته وكرامته. لا يخشى دانيال يومه، فهو مُحصّن من قبل بشر يجلّون فيه رجولته وحميته ومرحه. نراه، حارساً لمجمعه السكني ضد دخلاء، أو ذائداً عن أم شابة ضد جوع ومذلة، أو نراه ثائراً لا يتأخر عن شتم نظام أناني. دانيال هو يسوع حداثي لا يرغب في التغيير بل في الإنصاف وتحقيقه، ولا يسعى الى مواجهات خاسرة بل الى رفع الحيف ودحره.

أنا رجل ولست كلبا

آخر همّوم هذا المواطن العصامي والمتوحد، الذي تعتمد حياته بالكامل على دفعة بدل عمل مالية إسبوعية، وصول رسالة مشؤومة من وزارة الشؤون الاجتماعية تنذره بالعودة الى العمل أو قطع الإعانة. تنقلب حياته، ذلك ان استخدام أنظمة مستحدثة للتواصل مع طالبي العمل، حولت تلك المراكز الى ساحة حروب بيروقراطية مريرة، مفعمة بشكوك ومهانات وقسوات وخيبات. إنها سياسة إذلال عامة، تبدأ من ملء استمارات طلب إلكترونية تصبح علّة كبيرة لدانيال الأمي في التقنيات المستجدة، وتنتهي بلقاءات مع موظفين يتحولون الى مستجوبين ومحققين ساديين، شعارهم إن العاطل مجرم يسعى الى سرقة مال عام. انتخب الثنائي لوتش وكاتب السيناريو بول لافيرتي يوميات دانيال ومحنه برويّة درامية شديدة الواقعية. بعض فصولها صادم، كما هو مشهد الأم الشابة كيتي (هايلي سيكوايرز) وطفليها داخل «بنك الفقراء» الكنائسي الذي يقدم معونات غذائية، والتهامها غذاء معلباً لشدة جوعها، أو رضوخها لإغواء المال الحرام عبر ممارسة البغاء، بمساعدة رجل كشف سرقتها مواد نسائية من متجر يعمل فيه حارساً. فيما نرى دانيال يبيع أثاث بيته للبقاء حياً، قبل أن تصرعه جلطة حاسمة.

هذا نصّ سينمائي غاضب ومسيس بقوة ضد توحّش سلطوي يستهدف طبقة مدحورة، ولا يقبل بتبريرات. يتساير «أنا، دانيال بليك» مع عقيدة الزعيم الجديد لـ «حزب العمال» جيرمي كوربن المتشارك مع لوتش في رؤى يسارية تناضل ضد فساد الطبقات الحاكمة ودعم القوى الشعبية، عبر عنها هذا الأخير بقراءة كيتي لكلمات «داني» الدفاعية عن حقه بالحماية المالية خلال مشهد تأبينه، ويقول فيها: «أنا دانيال بليك. أنا رجل ولست كلباً. أنا مواطن، لا أكثر ولا أقل».

البطل الضد

من جهته، أطلق صاحب «حكايات بندقية» (2007) و «تحصنوا» (2011) الأميركي جف نيكولس سهامه السينمائية تجاه ضمير عرقي، تسلح لفترة طويلة خلف عنصريته وجرائمها. جديده «لافينغ» (123 د) هو استعادة درامية لواحدة من القصص الانقلابية الشهيرة في الجنوب الأميركي، أدت الى إلغاء حكم متعصّب جائر ولا إنساني، اعتبر الزيجة المختلطة بين البيض والزنوج أمراً محرماً، وخارجاً عن «الإرادة الإلهية» التي وضعها نيكولس في مفتتح فيلمه على لسان قاض متنمر في ولاية فرجينيا عام 1958، يفصل بين الشاب ريتشارد لافينغ (جول أديغرتن) وزوجته السوداء ميلدريد (روث نيغا)، قبل أن تتجاسر الأخيرة على رفع مظلمتها الى سلطات واشنطن، وتحقق فوزها المظفر في قاعات المحكمة العليا بعد معركة طويلة، تزامنت مع هبة حركة الحقوق المدنية (1945 ـ 1965) بقيادة القس مارتن لوثر كينغ.

راعى نيكولس أمرين ميزا عمله، انتصاره الى الاحتفاء بـ «بطل ـ ضد» إذ مارس حقه بأكبر قدر من العزم والحياء الشخصي، متجنباً نفخ شخصياته باعتبارهم جبابرة غيروا تاريخاً. فالزوجان مواطنان عاديان، هو سمكري سيارات وعامل بناء، وهي سيدة بيت من محتد ريفي متواضع. ثانياً، متشاركاً مع لوتش، أضفى نيكولس على شريطه وفرة من التروّي الدرامي، حيث لا صدمات ولا مشاهد مثيرة. أنه تسجيل بليغ لحيوات عائلة أراد نظام قهري أن يبيد وحدتها. فحينما يسأل المحامي بيرني كون: «ماذا تريدني ان أخبر القاضي»، يرد ريتشارد بهدوء: «قل له إنني أحب زوجتي».

السفير اللبنانية في

19.05.2016

 
 

رسالة مهرجان كان:

فيلمان عن ضحايا الديكتاتورية فى آسيا وأفريقيا

بقلم: سمير فريد

شهد مهرجان كان خارج المسابقة عرض فيلمين تسجيليين طويلين عن ضحايا الديكتاتورية فى آسيا وأفريقيا، وهما «منفى» إخراج ريتى بان (٧٨ دقيقة) إنتاج فرنسى كمبودى مشترك عن ضحايا نظام الخمير الحمر فى كمبوديا، و«حسين هبرى: مأساة تشادية» إخراج محمد صالح هارون (٨٢ دقيقة) عن ضحايا نظام حسين هبرى فى تشاد. كلا المخرجين وضعا بلادهما على خريطة السينما فى العالم، وكلاهما يعيش فى المنفى فى فرنسا.

أخرج هارون أربعة أفلام روائية طويلة: «وداعاً يا أفريقيا» الذى فاز بجائزة أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول فى مهرجان فينسيا عام ١٩٩٩، و«والدنا» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان فينسيا عام ٢٠٠٦، و«صرخة رجل» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان عام ٢٠١٠، و«جريجريس» الذى عرض فى مسابقة مهرجان كان عام ٢٠١٣. وفيلمه عن حسين هبرى أول أفلامه التسجيلية الطويلة.

استولى حسين هبرى على السلطة فى تشاد عام ١٩٨٢، وظل يحكم حتى عام ١٩٩٠ عندما أطيح به. وفى هذه السنوات الثمانى قتل فى سجون هبرى أكثر من ٤٠ ألف معتقل بواسطة البوليس السياسى. وعندما خلع هبرى عام ١٩٩٠ لجأ إلى السنغال.

وطوال ما يقرب من ٢٥ سنة كافحت المحامية والناشطة السياسية السنغالية جاكلين مودينا (٥٩ سنة) ومؤسسة ضحايا نظام حسين هبرى التى يرأسها الناشط السياسى كليمان أبافوتا (٥٨ سنة) حتى يحاكم هبرى على الجرائم التى ارتكبت فى عهده، وكان أبافوتا قد اعتقل عام ١٩٨٥ لمدة ٤ سنوات و٣ شهور بينما كان فى طريقه إلى ألمانيا للدراسة. انتصر الحق، وتم القبض على هبرى عام ٢٠١٣، وبدأت محاكمته فى العاصمة السنغالية دكار عام ٢٠١٥ لارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تعذيب. ومن المقرر أن يصدر الحكم فى نهاية مايو الحالى. ومنذ القبض عليه حتى الآن رفض هبرى أن ينطق ولا حتى بكلمة واحدة أمام المحكمة. وهو أول ديكتاتور أفريقى يحاكم فى أفريقيا وأمام محكمة أفريقية.

الكلمة للضحايا

يبدأ الفيلم بمشهد للمخرج، وهو أيضاً كاتب السيناريو، وعلى شريط الصوت يقول أنه سمع باسم حسين هبرى لأول مرة وهو فى الثالثة عشرة من عمره عام ١٩٧٤، وتابعه عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء عام ١٩٧٨، ثم رئاسة الجمهورية عام ١٩٨٢.

يعطى هارون الكلمة للضحايا، ولكن فى مشاهد متنوعة من حيث المكان والزمان وزوايا التصوير، وهو التنوع الذى جعل الفيلم فيلماً، وليس برنامجاً تليفزيونياً تتوالى فيه الشهادات على نحو رتيب. وتبدو سينمائية أسلوب الإخراج فى عدم استخدام حركة الكاميرا أو الموسيقى إلا عندما تعلن المحامية القبض على هبرى فى اجتماع للضحايا داخل المؤسسة وبحضور رئيسها، ويحتفل الجميع بالخبر الذى طال انتظاره. ويصل الفيلم إلى ذروته فى النهاية عندما يصور هارون المحكمة خالية وعلى شريط الصوت مرافعة المحامية، فهو لا يريد أن يصور المحاكمة حتى لو لم ينطق الديكتاتور. لا يريد لنا أن نرى وجهه طوال الفيلم.

ويستخدم هارون وثائق الأرشيف السينمائية مرتين، الأولى بالأبيض والأسود عند اكتشاف المقابر الجماعية بعد سقوط النظام. والثانية بالألوان من بعيد لاقتياد هبرى من القفص إلى محبسه بعد انتهاء إحدى جلسات المحاكمة وهو يقاوم رجال الشرطة وقد غطى وجهه وكل جسده.

وفى مشهد يتمتع بكثير من خصوصية الثقافة الأفريقية يجلس على أريكة خشبية كليمان أبافوتا رئيس المؤسسة بين أحد ضحايا التعذيب والجندى الذى قام بالتعذيب، ويدور حوار تراجيدى وتاريخى وإنسانى عميق. يقول الجندى إنه كان ينفذ الأوامر، فيرد الضحية ولكن الضابط قال لك لا تضرب على البطن ولم تستمع إليه. ويطلب أبافوتا من الجندى أن يعتذر، فيرفض الضحية، ولكن الجندى يعتذر ويطلب من ضحيته الغفران.

الثورة: معالجة جريمة بجريمة

فى عام ٢٠١٣ أخرج ريتى بان فيلمه التسجيلى الطويل «الصورة المفقودة» الذى عرض فى مسابقة «نظرة خاصة» فى مهرجان كان ذلك العام، وفاز بجائزة أحسن فيلم، ورشح للأوسكار، وحقق نجاحاً دولياً كبيراً. وكان موضوع الفيلم الجرائم التى ارتكبت فى ظل حكم «الخمير الحمر» الشيوعى فى كمبوديا من ١٩٧٥ إلى ١٩٧٩.

فى «منفى» يعود بان إلى نفس الموضوع، ولكن فى إطار تعبيره عن تاريخ بلاده من خلال سيرة حياته مع أسرته. وهو لا يروى هذا التاريخ أو تلك السيرة حسب التتابع الزمنى، وإنما يتنقل بين الأزمنة، وبين وثائق الجرائد السينمائية الدعائية للخمير الحمر، وبين مشهد رئيسى فى كوخ مثل الكهف تتحرك فيه الشخصية الرئيسة لشاب يقوم بدوره الممثل سانج نان، ولا يخرج منه ولا ينطق طوال الفيلم.

يتجاوز الفيلم الجنسين الروائى والتسجيلى مثل جودار فى مرحلته الجديدة. و«منفى» فيلم جودارى بامتياز. فالأسلوب يقوم على عدم وجود علاقة بين النص الذى نسمعه على شريط الصوت وبين اللقطات والصور الفوتوغرافية التى نراها على شريط الصورة، وإنما يجعل الطرف الثالث (المتلقى) هو الذى يصنع العلاقة بين الصوت والصورة بعقله وخياله. يتأمل الفنان معنى الثورة بصفة عامة على ضوء جرائم «الخمير الحمر»، وهى جرائم وحشية كان ضحاياها بالملايين، ويرى أن الثورة «معالجة الجريمة بجريمة»، ويشير إلى قول روبسبير الشهير أثناء الثورة الفرنسية «كم من الجرائم ترتكب باسمك أيتها الحرية».

وكما يتجاوز الفيلم أجناس السينما، يتجاوز التاريخى والواقعى إلى المطلق الميتافيزيقى. هنا الإنسان يأكل كل شىء وأى شىء. نرى الصرصار يتلوى على الفحم المشتعل قبل أن يموت، وكذلك الفأر، ونرى الديك يخنق قبل أن ينتزع ريشه. الشاب فى وضع الجنين داخل الرحم، ولكن فى صحن كبير. فى ثلاث لقطات متوالية بالمزج تموت الحمامة، ثم تصبح هيكلاً عظمياً، ثم تختفى تماماً ولا يعود لها أى أثر. سيزيف هنا لا ينقل الصخرة إلى أعلى الجبل، وإنما من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين داخل الكوخ/ الكهف، وكأن الإنسان لم يغادر الكهوف الأولى.

لا تتحرك الكاميرا، ولا نسمع موسيقى، وإنما تراتيل فى خلفية شريط الصوت. السينما هنا لغة الشعر والحلم والفلسفة فى آن واحد.

أخبار وأصداء

أضافت إدارة مهرجان كان فيلماً جديداً خارج المسابقة، وهو الفيلم الفرنسى التسجيلى الطويل «بشمركه» إخراج برنار- هنرى ليفى (٩٢ دقيقة) وهو اسم قوات الأكراد المسلحة. ويعرض الفيلم فى الثالثة مساء غد الجمعة. وهذه من المرات النادرة فى تاريخ المهرجان التى يضاف فيها فيلم جديد أثناء انعقاد الدورة.

حصلت «ماد سيلوشنز» على حقوق التوزيع فى العالم العربى لفيلم «سائقى وأنا» إخراج عهد كامل، وهو أول فيلم روائى طويل للمخرجة السعودية التى سبق أن قامت بالتمثيل فى فيلم «وجدة» إخراج السعودية هيفاء المنصور.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

19.05.2016

 
 

ضعف الأفلام يكشف وهم الأسماء الكبيرة فى «كان»

رسالة كان: بقلماسامه عبدالفتاح

بعد مشاهدة أكثر من نصف أفلام المسابقة الرسمية للدورة التاسعة والستين من مهرجان "كان" السينمائى الدولي، والتى تُختتم الأحد المقبل، تأكد لى ما أشرت إليه كثيرا من قبل من أن المهرجان الأهم والأشهر فى العالم ما زال مصرا على المضى قدما فى طريق التحول إلى "ناد" شبه مغلق لا يدخله أو يتمتع بخدماته سوى عدد محدود ومعروف من "الأعضاء"، أو المخرجين، الذين أكاد أجزم أن أفلامهم يتم اختيارها قبل مشاهدتها وقبل حتى أن ينتهى تنفيذها. وإذا لم يكن لهؤلاء "الأعضاء" أفلام، يتم ترشيحهم للجان التحكيم المختلفة، أو يجرى تكليفهم بإلقاء "درس السينما" على رواد المهرجان، أو بأى نشاط آخر، المهم أن يكونوا موجودين!

من اللحظة الأولي، أظهرت قوائم الاختيار الرسمي، والتى تشمل المسابقة الرسمية، وقسم "نظرة ما"، وقسم "خارج المسابقة"، والعروض الخاصة، وعروض منتصف الليل، أن مسئولى المهرجان قرروا هذا العام أن يلعبوا - كالعادة - بكل أوراقهم المتاحة، ويشركوا كل لاعبيهم الكبار، لكن من الواضح أن ذلك تم بالاعتماد على سمعة هذه الأسماء فقط، ودون رؤية الأفلام أو تقييمها بشكل فنى ومهنى سليم، وينسحب ذلك على جميع الأفلام التى شاهدتها هنا حتى الآن

وأبدأ بـ"الفتاة المجهولة" الذى عُرض أمس فى إطار المسابقة الرسمية، للشقيقين جان بيير ولوك داردين، وهو فيلم عادى جدا، ممل فى بعض أجزائه، ولا يحمل أى لمسة إبداعية ولا أى فكرة تقدمية أو جديدة متوقعة من سينمائيين بحجم الشقيقين، ويُعد أقل أعمالهما التى شاهدتها مستوي. وينسحب ذلك على منافسه "أنا دانيال بليك"، للمخرج الكبير كين لوتش، والذى كان مملا هو الآخر، ومباشرا، وأشبه بالمانفستو السياسى المعارض للحكومة البريطانية، وكان من الممكن أن يكتبه لوتش فى مقال ويريح نفسه ويريحنا!

كما يُعد فيلم "خولييتا"، للمخرج الإسبانى الكبير بدرو ألمودوفار، والمشارك فى المسابقة هو الآخر، من أضعف أفلام الرجل وأكثرها فجاجة وميلودرامية، لكنه عضو فى النادى مثل لوتش وداردين، ويمتلك - مثلهما - اسما يفتح له خزائن الإنتاج الفرنسى المشترك على مصراعيها، وبالتاى أبواب الاختيار الرسمى فى "كان"!

وكنت قد أشرت هنا إلى ركوب المخرج الكورى الجنوبى الكبير بارك شان ووك موجة الشذوذ الجنسى الحريمى فى فيلمه "الآنسة" بالمسابقة. صحيح أنه جيد على المستوى البصرى والتقنى بشكل عام، لكنه ممل هو الآخر ويعانى من التطويل، فضلا عن الموضوع نفسه الذى صار سخيفا وممجوجا ولم يعد فيه جديد.

ولا يعنى ما سبق أن الأفلام المذكورة رديئة أو دون المستوي، وستكون لنا مع كل منها وقفة مفصلة فيما بعد، لكنها لا ترقى للمشاركة فى مسابقة مهرجان دولى كبير، فما بالك بـ"كان" الأكبر، وهناك بالأقسام الأخرى أعمال كانت تستحق دخول المسابقة بدلا منها، ومن بينها الفيلم المصرى "اشتباك"، الذى عُرض فى افتتاح قسم "نظرة ما".

أناقة أبطال «ما روزا» تخرج من عشوائيات الفلبين

رسالة «كان»: بقلممنى شديد

اختلفت الصورة الأنيقة التى ظهر بها بالأمس فريق عمل فيلم «ما روزا» على السجادة الحمراء تماما عن الصورة التى ظهروا بها داخل فيلم يقدم لنا لمحة عن عشوائيات الفلبين التى يعيش أهلها على الفتات ويحاولون خلق حياة لأنفسهم بشتى الطرق رغم الضغوط وفساد النظام الذى يعيشون تحت ظلاله.

«ما روزا» ينافس على جوائز المسابقة الرسمية وبطولة جاكلين خوسيه ونيل روايان سيسيه وهاندى هرجنمن وشومارى هنخليس وإخراج بريلنتى ميندوزا، ويقدم قصة إنسانية عن معاناة عائلة تحاول الأم «روزا» حمايتها وتقويتها طوال الوقت لكن المخدرات تكون سببا فى قضاء هذه الأسرة يومين من أسوأ ما يمكن، بعد أن تقع روزا وزوجها فى يد ضباط الشرطة الفاسدين بسبب توزيعهما كميات صغيرة من المخدرات، حيث يتفاوض أحد الشباب من جيرانه مع رجال الشرطة على تسليم «ما روزا» مقابل خروج أخيه من ورطة، ويبتز رجال الشرطة روزا وزوجها طلبا للمال مقابل خروجهما دون التعرض للسجن، ويحاول أبناء روزا جمع المال بكل الطرق فمنهم من يبيع نفسه ومن يبيع أجهزة المنزل وتقترض الابنة المال من الجميع وهى لا تعرف كيف سترد هذه الديون!.

بينما حاول المخرج بينهام بيهزادى أن يقدم صورة من إيران فى فيلمه «فارونيجي» الذى ينافس فى مسابقة «نظرة ما»، وقال بينهام أن من يعرف ايران جيدا يعرف مدى الصعوبة التى يواجهها أى مخرج فى تقديم فيلم مستقل مثل فيلمه، من يخض هذه التجربة يجد نفسه وحيدا تماما ولا يمتلك سوى وحدته!.

ويعتبر «فارونيجي» ثالث أفلامه الروائية الطويلة بعد «بيفور ذا باريل» و«بيندنج ذا رولز» وحصل الاخير على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان طوكيو السينمائى وجائزة الجمهور فى مهرجان نانتس.

وتدور أحداث الفيلم حول شخصية نيلوفار التى لم تتزوج بعد وتعيش مع أمها ويحاول شقيقها وشقيقتها إجبارها على التخلى عن حياتها وعملها فى طهران تماما للسفر مع والدتها نحو الشمال بعيدا عن طهران وجوها الملوث الذى يضر بصحتها وقد يقتلها، وتشعر نيلوفار بالقهر حيث إنه لا يتم استشارتها فى القرارات التى تخص حياتها وتجبر على كل شيء بحجة انها الوحيدة التى ليس لديها التزامات باعتبارها غير متزوجه وليس لديها أطفال، بينما الحقيقة هى أن كلا منهم يبحث عن مصلحته الشخصية وهى الوحيدة التى تتحمل مسئولية الأم وهو ما يدفعها فى النهاية الى اقناع أمها بالسفر الذى تراجعت عنه خوفا على نيلوفار.

واستقبلت السجادة الحمراء فى السابعة مساء أمس فريق عمل فيلم «الفتاة غير المعروفة» اخراج الأخوين جان بيير ولوك داردين وبطولة اديل هاينيل واوليفه بوناود ولوكا مينالا، ويتناول عقدة الذنب التى تصاب بها طبيبة فرنسية بعد أن تكتشف وفاة فتاة دقت على باب عيادتها ليلا بعد موعد العيادة لكنها رفضت أن تفتح لها، لتكتشف فى الصباح أنها كانت تهرب من شخص ما وتم قتلها، تعيش الطبيبة حياة وحيدة تخلو من العلاقات ليس فيها سوى المرضى الذين تقوم بعلاجهم لذلك تحاول التمسك بمتدرب شاب يعمل معها وتلجأ اليه دائما عندما تريد أن تتحدث عن شعورها بالذنب تجاه الفتاة، وتسيطر عليها فكرة البحث عن قاتلها وعن أسرتها حتى تحظى بالراحة.

رحلة مع السينما المصرية فى إنقاذ مهرجان كان

بقلمسعيد عبدالغنى

حتى لا ننسى القاعدة السينمائية التى تعيش فيها كل سينمات العالم وهى تعلن أن السينما هى مرآة الشعوب ومشاركة أى فيلم فى دورات أى مهرجان سينمائى دولى عالمى أو فى المهرجانات العادية التى تملأ جنبات أى دولة هو رسالة مهمة من هذه الدولة لايمكن للتاريخ أن ينساها وتبقى بدورها فى هذه المهرجانات هى مرآة من خلال لشعوب الدولة صاحبة هذا الفيلم ورسالة واضحة من مرآة شعوب سينماها لايمكن أن ينساها التاريخ! والسينما المصرية أين ذهبت من مهرجان كان الذى يشغل العالم الآن أين سينماها التى ساندت مهرجان كان فى دوراته منذ بدايتها بعد الحرب العالمية الثانية عام 1946 وهناك ملحوظة مهمة يجب الاعلان عنها لأن التاريخ قام بتسجيلها وهذه الملحوظة المسجلة تاريخيا تقول إن دوراته لم تبدأ بعد الحرب العالمية الثانية ولكن هناك دورة أولى للمهرجان عام 1939 لم يحاول أحد أن يذكرها أو يحسبها من دورات المهرجان الرسمية لتضاف إلى أعداد دورات المهرجان لم يذكرها أحد حتى مهرجان كان نفسه وهذه الدورة الخفية لم يشارك فيها فى سابقتها الرسمية غير 7 أفلام للحصول على جائزة السعفة الذهبية والفيلم الذى حصل على جائزة السعفة الذهبية فى هذه الدورة الخفية الأولى هو فيلم pacific للمخرج العالمى سيسل بى دوميل الذى انقطع عن المهرجان وكان المهرجان على وشك الإلغاء وقتها لأن تاريخ الدورة الأولى يتوافق مع انداع الحرب العالمية الثانية. وبعد الحرب وانتهائها بدأت دورات مهرجان كان من جديد. طبعا دون أى ذكر للدورة الخفية!

وبدأت رحلة سينمانا ونجومها وصناعها والتى شاركت وساندت بأفلام الرسالة فى نجاح مهرجان كان ومعا لنتذكر ولاننسى دور السينما المصرية فى مهرجان كان! وها هو. يوسف بك وهبى يسير بخطى واثقة. ويزهو النجم القدير الواثق فى طريقه على السجادة الحمراء إلى حيث لجنة تحكيم المهرجان عام 1946 والذى كان أهم أعضاء لجنة المسابقة الرسمية! وها هو المخرج الكبير محمد كريم يسير على نفس البساط الأحمر تلاحقه فلاشات الكاميرات وهو فى طريقه إلى المسرح الكبير ليشارك بفيلمه كأول فيلم مصرى فى المسابقة الرسمية بفيلم دنيا فى أولى دورات المهرجان وتمر ثلاث سنوات لنشاهد هذا الشاب الذى يسير مع زوجته واثق الخطوة وهو ينظر يمينا ويسارا وتلاحقه فلاشات الكاميرات وهو ينظر إليها وهم يسألون من هو هذا الشاب الواثق بالسير أمام كاميراتنا؟! ويكون الرد إنه هو المخرج الشاب يوسف شاهين الذى يشارك بفيلمه ابن النيل بطولة شكرى سرحان وفى نفس العام يظهر المخرج أحمد كامل مرسى يشارك بفيلمه مغامرات عنتر وعبلة مشاركا فى المسابقة الرسمية وبعد لحظات يظهر المخرج الكبير أحمد بدر خان ليشارك بفيلمه ليلة غرام فى المسابقة الرسمية. وكل الأفلام الحاضرة تشارك فى المسابقة الرسمية. ومرة ثانية يظهر المخرج يوسف شاهين ليشارك بفيلمه صراع فى الوادى لعمر الشريف وفاتن حمامة. ومعه المخرج الكبير صلاح أبوسيف ليشارك بفيلمه الوحش وتم خمس سنوات ليشارك المخرج كمال الشيخ بفيلم حياة أو موت وبعده فى نفس العام يشترك المخرج صلاح أبوسيف بفيلم الضجة شباب امرأة بطولة تحية كاريوكا وشادية.

وشكرى سرحان وعبدالوارث عسر وسبب الضجة أن النجمة تحية كاريوكا حضرت المهرجان بالملابس التى كانت ترتديها فى الفيلم جلابية بلدى ومشاهدتها بهذه الملابس أحدثت ضجة وبعد مشاهدة الفيلم أطلق عليها اسم النجمة مصاصة الدماء. وحصلت على جائزة النقاد عن دورها فى الفيلم وفى جلسة عشاء مع الممثلة العالمية الأمريكية سوزان هيوارد التى تطاولت فى حديثها على العرب وسمعتها تحية كاريوكا إنفعت عليها وضربتها بحذائها ولم تعرف سوزان أن تحية تجيد اللغة الإنجليزية وبعد ذلك اشترك المخرج هنرى بركات بفيلم الحرام لفاتن حمامة واشترك المخرج يوسف شاهين بفيلمه الرائع الأرض لمحمود المليجى ويحيى شاهين وعزت العلايلي!
ومرت سنوات ليحصل يوسف شاهين على جائزة اليوبيل الذهبى لمهرجان كان عن مجمل أعماله!
هذه الر حلة القوية من السينما المصرية لمهرجان كان ومساندته نرجع للسؤال أين ذهبت السينما المصرية من مهرجان كان الذى يشغل العالم الآن؟!.

الأهرام المسائي في

19.05.2016

 
 

«تماما، نهاية العالم».. ختام مرحلة في سينما كزافييه دولان

«كان» ـ  هدى ابراهيم

بقي أربعة أفلام في عروض المسابقة الرسمية للدورة التاسعة والستين من مهرجان كان السينمائي الدولي ولا زال فيلم «طوني آردمان» الألماني للمخرجة مارن آدي، يتصدر سلم الاعجاب وعدد السعف المرصودة له بينما شهدت الساعات الاخيرة عرض فيلمين مرتقبين ضمن المسابقة، قادمين من كندا ومن رومانيا.

فيلم الكندي الشاب، كزافييه ديلان «تماما، نهاية العالم» الذي قدم مساء أمس وصباح اليوم ضمن المسابقة في عروض ثلاثة، حقق نسبة الاقبال الأقوى لحضوره من قبل الصحفيين لكن حماسة ما قبل العرض لم تكن بمثلها بعده، والتصفيق كان خجولا جدا بعد العرض الصحفي الاول.

كزافييه دولان، هذا الشاب العامل منذ سن الرابعة في المجال السينمائي والمتحمس دائما للعمل، ينجزه بوتيرة سريعة، يعتبر من الوجوه التي ساهمت في صنع مجد المهرجان رغم حداثة سنه. جاء الى الكروازيت، عام 2008 مع شريطه الأول  «قتلت امي» بعد ان اكتشفته تظاهرة «اسبوعي المخرجين»، وحقق فيلمه الطويل الأول الذي انجزه وهو في العشرين نجاحا وشهرة، كشفت عن موهبة جديدة.

اما قصر مهرجان كان فعرض له شريطه «حب وهمي» عام 2010 ثم شريطه  «لورانس في كل الاحوال» عام 2012 وكلاهما في تظاهرة «نظرة ما»، ولاقى العملان ترحيبا كبيرا من النقد قبل ان تعرض له المسابقة الرسمية فيلم «مومي» عام 2014 ، هذا الفيلم الذي كسب جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجاء في العام 2015 كعضو في لجنة تحكيم المهرجان.

«تماما، نهاية العالم» هو أصلا عنوان مسرحية للفرنسي جان- لوك لاغارس، وهو كاتب راحل اهداه دولان العمل، مسرحية اكتشفها المخرج باكرا، عند تصوير فيلمه الأول، لكن لزمه الكثير لينفذ امكاناتها السينمائية ويعود للتفكير بها لصنع فيلمه السادس. يقول: «فهمت اخيرا، المشاعر، الكلمات، الصمت، الانفعالات، التي تنطوي عليها المسرحية وتحديدا تكوين الشخصية غير المكتملة وهي ما يمسك عند جان-لوك لاغارس».

في هذا الفيلم الذي يعتبره فيلم «النضوج» وفيلمه «الأفضل» كما صرح في المؤتمر الصحفي، يحاول المخرج من خلال النفاذ الى قلب العائلة (عدد هام من الافلام في كان هذا العام، يعالج الدراما العائلية)، وصف نهاية العالم والحروب القادمة التي تنطلق من هذا المكان بالتحديد، من خلية العائلة، كونها عاجزة عن الحوار والتفاهم.

الفيلم تدور احداثه كلها في قلب المنزل العائلي الريفي، وفي السيارة التي تقود الى المدينة. ويبدو الكلام عن احداث في الفيلم غير مصيب تماما، بل هي مجموعة حالات وجو خانق ومحقون، يحاول المخرج تجسيده في تحد وشكل سينمائي غير بديهي وصعب.

انه فيلم قائم على العبارة، على الكلمة، على الراهن والذكريات. لكن العبارة، كما الشخصيات تظهر ناقصة غير مكتملة، بينما يلح الكل على ضرورة اكمال الحديث والرواية، في الوقت الذي يقاطعون فيه بعضهم بعضا، وباستمرار. من هذا التعارض بين امكانية البوح واستحالته يولد الفيلم من البداية للنهاية. يولد ايضا من استحالة التواصل داخل الخلية العائلية المتنافرة.

تظل العبارة عاجزة عن قول الاساسي المفجع، وتظل العائلة غير فاهمة لسر غياب الابن وسر عودته المفاجئة، فيذهب الفيلم انطلاقا من هنا، لاختبار احتماليات الصمت. يأتي الصمت مدويا ومشحونا بشتى العواطف والانفعالات، ليظهر كم ان العلاقات الأسرية معقدة، بينما هي اساسا محل للحب والعطف والسند، وكم ان الحوار المستحيل في الوسط الحميمي يجعل العالم الخارجي مستحيلا.

في هذه الدراما الحميمية، يصور دولان عزلة الانسان ووحدته في الوسط العائلي حيث تظل العواطف مجبولة بمشاعر الغيرة والغربة والشجار الدائم والشجن. تقطيع العبارة واجتزاء الحكاية تقنية ينبني عليها الفيلم، لا احد يريد الاستماع لقصص مكررة الا الابن العائد، الساكت على استفزازاتهم.

ويسيطر نوع من الهستيريا الجماعية على الشخصيات ابتداء من الأم التي تبدي عناية فائقة بماكياجها وثيابها الفاقعة وصولا الى الاخ انطوان، الذي لا يكف يقاطع الجميع ويشتم. وسط هذه الهستيريا يبدو لويس، الابن الضال العائد، المثقف المثلي، المتزن الوحيد في العائلة، والقادر على الاحتفاظ بهدوئه، رغم الاستفزازات المتكررة..

ويؤدي غاسبار اولييل دور لويس، وسط نخبة من الممثلين الفرنسيين اختارهم المخرج للفيلم: ماريون كوتيار وناتالي باي وانسان كاسيل وليا سيدو.

احدى تقنيات تصوير الفيلم اعتمدت على اللقطات القريبة بهدف التركيز على الانفعالات، لكن الشخصيات، كانت لتكون أسلم في صورتها، وأصدق في انفعالاتها، لو اشتغل المخرج مع شخصياته على مسرحة أقل للعبارة، وتبطين أكبر للانفعال، الذي يبدو زائدا دون حاجة، تماما كما الصوت المرتفع تعبيرا عن الغضب والألم.

لقد بدا الممثلون خارج السينما وهم يحاولون اداء أدوار مسرحية بصوت عال غالبا، تغلب عليه الموسيقى أو يتوارى في الضجيج اليومي المقصود.

واستعان المخرج كثيرا بالموسيقى، والاصوات التي كانت تعلو فوق اصوات الشخصيات، مع التنويه بأن واضع موسيقى الفيلم هو اللبناني- الفرنسي غابرييل يارد.

انها هذه الخلافات العائلية الصغيرة التي تصنع نهاية العالم وفق ما يوحي به المخرج، لكن الفيلم، كان يحتاج من مخرجه عناية اكبر خاصة وانه منذ سن العشرين ينتج فيلما كل عام، كتابة واخراجا ومونتاجا وتمثيلا احيانا. مقاربة دولان ظلت عالقة في مكان ما، بين السينما والمسرح، فضلا عن التوقع كان اعلى من النتيجة، وهذا ما لا يصب في مصلحة العمل.

«تماما، نهاية العالم»، يمثل من دون شك، ختام مرحلة في سينما كزافييه دولان، لكن الفيلم في يقيني عالق في الخطوة المعلنة نحو مرحلة جديدة من سينما هذا المخرج الموهوب جدا لكن المستعجل جدا: «احاول اصلاح اخطائي السابقة في السينما، لكني ومن دون شك، ارتكب اخطاء جديدة وانا افعل»، هذا ما صرح به المخرج في احدى مقابلاته خلال المهرجان، وهذا ما هو حاصل فعلا مع شريطه الجديد، الذي لم يوازي الحماس له، ما قبل عرضه، حماس ما بعد العرض.

والتجربة من شأنها ربما ان تدفع هذا المخرج الشاب الماضي بسرعة صاروخ في السينما للتأني قليلا قبل الفيلم القادم بعد النضج، وعلى الدرب الفني الطويل المتمثل بامتلاك لغة بصرية خاصة ومقنعة.

هل يفعلها مهرجان كان 2016، وتفوز بالسعفة الذهبية امرأة؟

«كان» ـ سينماتوغراف: مها عبد العظيم

من بين 21 فيلما تتنافس فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان جاءت ثلاثة منها بتوقيع ثلاث مخرجات وهن الألمانية مارن آدى بفيلمها «طونى أردمان»، والبريطانية أندريا أرنولد وفيلم «العسل الأمريكى» والفرنسية نيكول غارسيا وفيلم «وجع الحجارة»، ومع بدء العد التنازلى لاسدال الستار على المهرجان تزداد التكهنات والطموحات حول الجوائز وهل يمكن أن تفعلها لجنة التحكيم وتمنح السعفة الذهبية لاحدى المخرجات الثلاث، فتعيد الى الذاكرة المرة الوحيدة التى ذهبت فيه هذه الجائزة لامرأة وكانت من نصيب المخرجة النيوزيلاندية جين كامبيون عام 1993 عن فيلمها «درس البيانو» وما يعزز هذه التكهنات أن النسخة 69 من المهرجان تميزت بلجنة تحكيم مناصفة بين الرجال والنساء.

واذا كان هناك من بين المخرجات الثلاث من يمكنها المنافسة بقوة على الجائزة فقد تكون الألمانية مارن آدى التى هز فيلمها الكروازيت فى حين قوبل فيلما الفرنسية نيكول غارسيا والبريطانية اندريا أرنولد باستقبال فاتر.

وسبق لنيكول غارسيا أن عادت من الكروازيت بخفي حنين بعد أن شاركت بفيلم «الخصم» عام 2002 و«حسب شارلي» عام 2006. وهذه المرة يبدو أن الحظ لن يحالفها أيضا رغم أن الفيلم من تمثيل النجمة صاحبة الأوسكار ماريون كوتيار (في دور غابريال).  ففي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، تحلم غابريال بقصة حب مطلقة ويدفعها زواجها الفاشل إلى أحضان الضابط أندري. لكن الشريط المقتبس عن رواية «وجع الحجارة» للإيطالية ميلينا أرغوس يبقى سجين أسلوب أكاديمي ضيق.

وإن كانت البريطانية أندريا أرنولد من جهتها قد فازت مرتين بجائزة لجنة التحكيم في كان عام 2006 و2009، فإن صبر الجمهور نفذ في هذه النسخة بعد قرابة الثلاث ساعات التي يستغرقها فيلم «العسل الأمريكي». ويجمع الشريط بين أفلام الرحلة وأفلام المراهقين حيث تتقفى المخرجة طواف مجموعة من الشبان يوزعون المجلات عبر الوسط الغربي الأمريكي الذي تجهله الإعلانات السياحية، وسط قصص حب وجنون.

ومن جهتها تعيد المخرجة مارن آدى بفيلمها الجديد «طوني أردمان» السينما الألمانية إلى المسابقة الرسمية في مهرجان كان بقوة، إذ لاقت هذه القصة عن قسوة الحياة العصرية حيث يقتل العمل أحاسيسنا ويفسد العلاقات بين الناس ترحيبا واسعا.

وكان فيم فنديرز وفولكر شلوندورف آخر المخرجين الكبار الذين رفعوا راية ألمانيا عاليا في سماء الكروازيت، فها هي أعين متابعي الفن السابع تتجه اليوم ملؤها الأمل في الجديد نحو مارن آدى (39 عاما) إحدى ممثلي الجيل الصاعد في السينما الألمانية.

وكانت قد لوحظت موهبة مارن آدى عام 2003 في مهرجان ساندنس بالولايات المتحدة حيث قدمت فيلم تخرجها من مدرسة السينما «الغابة لأشجارها»، ثم تأكد تألقها بإحرازها عام 2009 الدب الفضي في مهرجان برلين عن فيلم «أي شخص آخر».

أما في فيلمها الأخير فتتناول آدى العلاقة المعقدة والمشوقة بين والد وابنته، وهو موضوع نادرا ما ورد في السينما، كما أنه نادر أن تصفق القاعة مرتين خلال عرض في كان. وآخرها كانت بعد أن نظمت البطلة إيناس (من تمثيل سندرا هولر) «حفلة عارية» لتوطيد العلاقات بين أعضاء فريقها في العمل.

تعمل إيناس كمستشارة في شركة ألمانية ببوخارست، وتضحي بكل شيء لأجل مهنتها وطموحها في الارتقاء والعمل بشنغهاي. وهي امرأة «حديدية» متوترة لا شيء يثنيها عن هدفها، لا اللهو ولا العائلة ولا الجنس. نكتشفها في الأول في ألمانيا بعيون والدها وينفريد (من تمثيل بيتر سيمونيشك) وهو رجل غريب عجيب شخصيته تجمع بين المهرج والخبير في عالم النفس.. كما ربما هو حال كل أب مع ابنته.

يتقمص سيمونيشك الدور ببراعة قد تقوده إلى إحراز السعفة الذهبية لأفضل ممثل، وربما حتى للثنائي الباهر الذي يكونه مع سندرا هولر التي سبق لها أن أحرزت عام 2006 جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين. الأب ينتابه القلق من وضع إيناس فيحل فجأة ودون سابق إشعار في بوخارست. يتبع ابنته كظلها في حياتها المسطرة المنظمة كالآلة، فيوقعها في مواقف هزلية. لعبة الوالد المفضلة هي تركيب أسنان اصطناعية وشعر مستعار… حتى حين يرافق ابنته إلى موعد عمل بالسفارة الأمريكية!.

وفي المؤتمر الصحفي الذي تلى عرض الفيلم قالت سندرا هولر ذات التجربة الكبيرة في المسرح الدرامي إن الأصعب في هذا الفيلم “كان توليد الفكاهة وفي آن إذكاء المواجهة مع الأب ووجب تبليغ ذلك عبر تمثيل مبطن”. وأضاف سيمونيشك من جهته أن “هذا النوع من الهزل مختلف عن الأشكال الأخرى على غرار مسرحيات فيدو مثلا”، ووصف مهمة الجمع بين الفكاهة والتراجيديا في الفيلم بالـ “خطيرة لكن ناجحة”.

عبر عيون وينفريد، نكتشف قسوة العالم الذي تدور فيه إيناس حيث لا وقت للأكل أو النوم أو الترويح عن النفس، ولا وقت للحب ولا للصدق. كل ما هو خارج عن العمل زائد وزائف، فحياة المستشارة الناجحة التي تنتزع أكبر الصفقات وتسحق منافسيها، تنتهي ليلا مع تناول بعض الكوكايين وممارسة الجنس السادي.

تجن إيناس بأفعال الزائر الغريب، ومع الغضب والخوف والعار والضحك، يعيد لها والدها تدريجيا طعم الحياة التي سرقها منها نظام عالمنا الرأسمالي المعولم. فالفيلم يبسط خلفية مهمة تتناول ظروف عمال النفط في رومانيا ونرى عبرها إشارة إلى المجتمعات الناشئة تحت سطوة السوق وبطش الشركات المتعددة الجنسيات، عبرها مجاز عن استغلال الإنسان للإنسان وعن العمر الذي يمر دون أن نهتم بما هو أساسي.

من هو طوني أردمان؟ هي الشخصية التي ابتكرها الأب ليعيد الخفة والبسمة لابنته. طوني أردمان هو لا أحد، هو نسخة عن الأب، والأب أيضا ليس حقيقيا، فهو ممثل، وزيف الزيف هو الحقيقة. طوني أردمان هو حقيقة السينما التي تحاول أن تحفظ شيئا من الوقت الذي لا يرحم فيجري ويفقدنا إنسانيتنا بسيلانه.

ولا تكتفي مارن آدى بالإخراج فهي أيضا منتجة ناجحة فتدعم مشاريع ذات قيمة عالية على غرار “تابو” و”ألف ليلة وليلة” للبرتغالي ميغيل غوميس.

«حسين حبري: تراجيديا تشادية» في قلب «كان» السينمائي

«كان» ـ  سينماتوغراف: مها عبد العظيم

ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان 2016،عرض الفيلم الوثائقى«حسين حبري: تراجيديا تشادية» للمخرج التشادي محمد صالح هارون في قسم «اختيارات خاصة». وحسين حبري هو الرئيس التشادي السابق الذي حكم بلاده بقبضة من حديد خلال الفترة من 1982 إلى 1990 والملاحق قضائيا بتهم ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتعذيب» أسفرت خلال فترة حكمه عن 40 ألف قتيل، خلاف الذين أضيروا من جراء التعذيب فى السجون ولازالوا يخضعون للعلاج النفسى والبدنى.

يجسد الفيلم الأهوال التى عاشها كثير من المظلومين ويطرح تساؤلات عديدة عن كيفية استمرار الحياة بعد الظلم والقمع والتعذيب؟ ويلجأ المخرج إلى تجسيد فترة الديكتاتورية دون أرشيف ولا تركيب يحاكي الأحداث.

ويعمد الى تسجيل شهادات وروايات الناجين من بطش البوليس السياسي لنظام حسين حبري التى لاتزال حاضرة فى الأذهان وعلى وجوه الناس، لا يزال الداء يسري في أجساد وأذهان الضحايا وكأنها وقعت بالأمس رغم مرور ربع قرن على انتهاء حكم الطاغية الذي هرب إلى السنغال، تتبع الكاميرا فرانسوا الذي يعالج في مستشفى نجامينا حيث يقول الطبيب «نرى جيدا من أين يأتي الداء»، فرانسوا قضى سنين عديدة في سجون الديكتاتور حبري وتعرض للتعذيب ويخشى اليوم فقدان القدرة على المشي.

أما كليمان فيصرح: «الأسوأ هو أن يصير الموت أمرا طبيعيا». وكان كليمان قد قضى نحو أربع سنوات في السجون فى مهمة مستحيلة حيث كان مكلفا بدفن الموتى. ويضيف: «لم أعد سوى نصف إنسان»،بعدما فقد نصف انسانيته مرغما على اخفاء جثث المعذبين وقد صارت ترعاهم جمعية ضحايا جرائم نظام حسين حبري التي رفعت قضايا ضد المستبد، يسعى كليمان إلى أن تحل العدالة وأن يستعيد الناجون الإنسانية التي سرقت منهم.

يحرص المخرج على عرض شهادات الضحايا بعيدا عن أى زيف أو مغالاة احتراما للذات البشرية. كلمات ووجوه السجناء السابقين وحدها تشهد عبر زاوية تصوير عريضة عن سنوات الجمر. فآثار الجروح واضحة على رقبة أحدهم، في حين فقد الآخر عينا. يروي أحدهم كيف يدخل الجلادون إبرة في رأس السجناء ليفقدونهم العقل، والآخر يعترف بأنه تمنى الموت مرات لمن يتقاسمونه الزنزانة لتتسع قليلا.

تكمن قوة فيلم هارون في صدقه وأسلوب تصويره البارع ورغم مآساوية أحداثه الا أنه يؤكد أن الضحايا لم يفقدوا الأمل برغم كل الأهوال التى عاشوها، فيظهر المخرج لوهلة ثم يختفي تدريجيا وراء كليمان، تاركا له المجال واسعا ليطرح بقوة هادئة أسئلة للضحايا أو ليلعب دور المصالح على غرار مشهد يواجه فيه سجين سابق جلاده.. وجاره. يقول كليمان: «أي ذنب ارتكبناه لنعيش هذا؟»، من أين يأتي هذا الشر الذي يدفع إلى إذلال وقمع شعب كامل؟

المرعب في شهادات الضحايا هو أنه من فرط صدقها تلقى صداها فيما عاشه أو يعيشه العديد من الناس تحت ديكتاتوريات أخرى. فقبل سنتين كانت إدارة مهرجان كان قد أدرجت الفيلم السوري «ماء الفضة» لأسامة محمد وسيماف بدرخان ضمن مختاراتها الرسمية ليعرض أيضا في “الحصص الخاصة”.

وكانت أهم مواد الفيلم أشرطة «يوتيوب» و«فيس بوك» التي يحملها السوريون منذ سنوات والتي تشدنا بأبشع وجوهها. وإن كان على المستوى السينمائي يظل التشادى محمد صالح هارون أقل راديكالية شكلا، فهو يحاول رصد المأساة بالإمكانيات المتاحة وتلك الإمكانيات تعتمد بالأساس على كلمات وأجساد الضحايا.

ومع محاكمة حسين حبري في السنغال التى بدأت العام الماضى فقط، ينتهي الفيلم على أمل أن يتحمل الطاغية يوما مسؤلية ما ارتكبه، لكن المتهم منذ الجلسة الأولى يظهر مغطى الوجه ويرفض المثول أمام المحكمة. والخيبة الإضافية تتعلق بغياب إجراءات ضد الولايات المتحدة وفرنسا ومصر التي توجد حولها شكوك بدعم نظام حبري.

يذكر أن المخرج محمد صالح هارون قد شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2010، وفاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «رجل يصرخ».

«LOVING».. حكايات عن التضحية والتفرقة العنصرية

«كان» ـ  عبد الستار ناجي

تستعيد السينما الاميركية والمخرج جيف نيكولاس على وجه الخصوص واحدة من الحكايات الخالدة في مواجهة العنصرية من خلال فيلم «محب ـ Loving» الذي يذهب الى واحدة من حكايات التضحية والارادة من اجل تحقيق العدالة والمساواة.

يعتمد فيلم «لوفينج» على سيناريو قام بكتابته جيف نيكولاس بنفسه اعتمادا على كم من الوثائق التي ترصد حكاية ذلك الثنائي الذي واجه العنصرية. حيث حكاية الحب الكبير بين الشاب الابيض ريشتارد لوفينج جويل ادغارتون والفتاة ذات الاصول الاميركية الافريقية السمراء، ميلدريد لوفينج روث نيجا. اللذين جمعت بينهما قصة حب تطورت الى القرار بالارتباط الذي تم في ولاية تقبل الزواج بين البيض والسمر ولكن عند عودتهما الى حيث اقامتهما في واشنطن تبدا الممارسات العنصرية والتي اقلها الاعتقال والسجن وصولا الى الحصول على حكم قضائي بعدم دخول الولاية لمدة 25 عاما عقابا على تصرفهما المنافي للقوانين والتشريعات في تلك الولاية.

 مما يضطرهما الى الانتقال الى ولاية اخرى تقبل بهذا الارتباك حيث ينجبان ثلاثة ابناء ولدان وبنت ولكنهما في الحين ذاته يبتعدان عن اهلهما واصدقائهما مما يخلق لهما الكثير من المشاكل مع اسرهما.

وتمر الايام والمحاولات من اجل الحصول على حكم يلغى الحكم السابق ولكن هيمنة العناصر العنصرية وغياب التشريعات والتعاطف اللهم من القلة راح يعطل كل شئ في مسيرتهما وحياتهما الاجتماعية وجعلهما يعيشان متخفين بعيدا عن الأسرة  والصحبة والاصدقاء.

الشاب كان يقضى وقته في العمل في بناء المنازل بحثا عن لقمة العيش الكريم لزوجته التي يحبها واطفاله الذين يعيشون بعيدين عن اطفال الاسرة وافرادها.

نضال حقيقي ومكابدة من اجل الحصول على الاعتراف بذلك الزواج يتطور يوميا خصوصا مع تزايد التظاهرات المناهضة للعنصرية.

رحلة بدأت منذ منتصف الخمسينيات حتى عام 1967 حيث كانت المواجهة الكبرى. والتي سبقتها مبادرة الزوجة بارسال رسالة الى المرشح الاميركي روبرت كينيدي لطلب مساعدته والذي قام بدوره بتحويل الرسالة الى احد المحامين الشباب ضمن فريقه وسرعان ما تطور الامر حيث صدرت العديد من الاحكام التي كانت دائما ضد ذلك الزواج بل ان بعض تلك المحاكم كانت تعتبر الاطفال نتيجة هذه العلاقة هم فاسدون.

وتصل القضية الى المحكمة العليا المحكمة الاتحادية العالية والتي سبقها الكثير من الحملات الاعلامية والدعم الاعلامي الكبير من كبريات الصحف ومن بينها مجلة لايف والعديد من القنوات التلفزيونية والاذاعية التي طورت حملة مكثفة كان نتيجتها المساهمة في صدور الحكم عام 1967 بالاعتراف بالزواج والاطفال. بل ومباركة الزواج باعتباره احد الحقوق الاساسية.

قصة حب ظلت صامدة ضد كل الاجراءات العنصرية وأيضا ضد العنف والقوانين والتشريعات. والتي أقلها الرفض من الجميع ومن بينهم والدة الشاب التي رفضت الامر ولكنها لبت دعوة ابنها بان تكون هي من تقوم بعملية توليد زوجته بوصفها جدة ابنائه.

مشكلة هذا العمل ان جميع نقاد السينما العالمية هم على علم ومعرفة تامة بالشخصيات والاحداث وهو أمر يقلل من حالة الترقب والمتابعة رغم ان المخرج جيف نيكولاس او نيكولا كما ينطق بالفرنسية. اشتغل باسلوب ومنهجة عمل تختلف عن النسبة الأكبر من أعماله السينمائية السابقة.

ونشير هنا الى اننا امام مخرج كبير استطاع خلال زمن قصير ان يحقق بصمته السينمائية العالية ومن افلامه نشير الى حكاية اطلاق نار 2007  والملجـأ 2011 ومود 2012 و منتصف ليلة خاص 2016 وفي ذات العام حقق فيلمه الاخير لوفينج.

سينما تذهب الى قضية ومن اهم القضايا التي عصفت سنوات طويلة بالمجتمع الاميركي عبر حكاية عن الارادة والتضحية والتحمل لمواجهة القدر امام حب كبير وعلاقة زوجية ثرية بالمضامين والدلالات.

ثنائي الفيلم يمتلكان حضورا طاغيا ونقصد جويل ادغرتون وروث نيجا بالاضافة لعدد آخر من الاسماء لادوار الام وايضا شقيقة الفتاة التي عارضت في البداية العلاقة لانها تعرف بأنها ستخسر شقيقتها بحكم القوانين العنصرية الجائرة.

في الفيلم مدير تصوير مقتدر هو ادم ستون وموسيقى ثرية صاغها الموسيقار دايفيد وينجو.. منحا الفيلم قيمة اضافة الى قيمة ومكانه القضية المطروحة وهو الزواج في مواجهة القوانين والتشريعات العنصرية.

ويبقى ان نقول بان استعادة هذه الحكاية بعد مرور زمن واجيال هو احتفاء بتضحيات الرواد.

مخرج كوري يعتذر في «كان» عن جدول تصوير فيلمه القاسي

«كان» الوكالات ـ  سينماتوغراف

حمل المخرج الكوري الجنوبي نا هونج-جين فيلمه «جوكسونج» إلى مهرجان كان السينمائي الدولي واستغل الفرصة ليعتذر لطاقم التمثيل عن جدول التصوير القاسي.

وتدور أحداث الفيلم الذي ينتمي لنوع الإثارة حول رحلة رجل شرطة لتعقب روح شريرة تدفع سكانا محليين لارتكاب جرائم قتل مروعة.

وقال نا هونج  للصحفيين «الأساس الذي يقوم عليه الفيلم هو أن الإنسان قد يكون مخيفا للغاية» مضيفا أنه بالرغم من أن إيقاع الفيلم كان أخف مقارنة بأفلامه السابقة فإن الحياة في موقع التصوير كانت شاقة.

وتابع قوله «أود أن أستغل هذه الفرصة لأعتذر للممثلين. في نهاية اليوم الأخير (من التصوير) لم يكن (الممثل الياباني) جون كونيمورا سعيدا للغاية. وبخني ولم يقم المترجم حتى بترجمة ما قاله كونيمورا».

وعرض الفيلم يوم أمس الأربعاء ضمن الدورة التاسعة والستين من المهرجان.

جلسة «فوتوكول» لأبطال الفيلم الروماني «بكالورريا» في كان

«كان» ـ  سينماتوغراف

حضر نجوم الفيلم الرومانى «بكالوريا Bacalaureat» جلسة الفوتوكول الخاصة بالفيلم، حيث التقطوا بعض الصور على السجادة الحمراء، التى أقيمت صباح اليوم الخميس 19 مايو ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ 69، وذلك فى حضور عدد كبير من وسائل الإعلام والمعجبين.

وشهدت جلسة تصوير الفيلم التى استضافتها مدينة كان الشهيرة بجنوب فرنسا حضور نجوم ونجمات الفيلم، ومنهم ادريانا مالينا، مانوفيشى تيتينى، ماريا دراجوس، راريس اندريشى، والمخرج كريستيان مونجو الذين حرصوا على الظهور بأزياء متنوعة وأنيقة على السجادة الحمراء نجحوا من خلالها فى لفت انظار الجمهور وعدسات الكاميرات.

فيلم  «بكالوريا» من إخراج وتأليف كريستيان مونجو، وبطولة فلاد ايفانوف، ماريا فكتوريا دراجوس، ابواشيم شوبانو، فلاد ايفانوف، ابواشيم شوبانو، وتدور احداثه حول روميو ألديا الطبيب البالغ من العمر 49 عامًا الذى يعيش فى بلدة جبلية صغيرة واقعة فى ترانسلفانيا، ويخطط مع ابنته لكى تدرس وتعيش للخارج، وتحوز بالفعل على منحة لدراسة علم النفس فى المملكة المتحدة، لكنها تتعرض لاعتداء فى اليوم الذى تخوض فيه أول اختبار تحريرى لها، ما يدفعه للبحث عن حل لمشكلة ابنته.

«المنفى».. فيلم وثائقي كمبودي في «كان» يفضح الأنظمة الدكتاتورية

«كان» ـ  سينماتوغراف

«المنفى ـ exile» للمخرج الكامبودي ريثي بان، فيلم وثائقي من نوع خاص يتطرق من خلاله بان، مجددا، لموضوع الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبه وعائلته خلال فترة حكم الديكتاتور بول بوت الواقعة ما بين 1975 و 1979.

قدم الفيلم هذا الأسبوع خارج المنافسة في مهرجان كان في عرض خاص، وهو مكون من اللقطات الأرشيفية والمشاهد الخيالية وصوت يقرأ مقاطع من كتابات لبودلير وماو تسي تونغ وغيرهم.

عن دور أعماله في نقل مأساة الشعب الكمبودي يقول بان: «الخمير الحمر أبادوا ما يقرب من مليوني نسمة. مليوني قصص مختلفة. لا يمكنني أن أخرج مليوني فيلم ومليوني قصة حب، ومليوني قصة فراق . إنه بالنسبة لي عالم لا نهاية له. البعض يخرج أفلاما وثائقية، والبعض الأخر يخرج وأفلاما روائية. إنه ليس تاريخنا فقط بل هو تاريخكم أيضا. انها قصة عن الإنسانية، وعن كيف تدمر الأنظمة الدكتاتورية الإنسانية.إنها ليست فقط قصة الشعب الكمبودي».

ريثي بان يعمل حاليا مع انجيلينا جولي وبراد بيت على إنتاج فيلم آخر حول مأساة كمبوديا. يحمل عنوان «في الأول قتلوا ابي» الفيلم يحكي مصير الفتيات الكمبوديات بعد وقوعهن بين ايادي الخمير الحمر.

سينماتوغراف في

19.05.2016

 
 

قراءة في مشاركتها في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان"

4 أفلام فرنسية في رحلة البحث عن السعفة الذهبية

"كان" الفرنسية: مبعوث "الخبر" محمد علال

أربعة أفلام عرضت خلال الأسبوع الأول للمسابقة ضمن مشاركة السينما الفرنسية هذه السنة في المسابقة الرسمية لفئة الأفلام الطويلة لمهرجان “كان” السينمائي، لكن يبدو أن هذه العناوين المختلفة بين الكوميديا والجنس والرعب والقصة الاجتماعية العاطفية لم تصنع الحدث، ولم تسجل بصمتها، ولم تدعم حظوظ فرنسا هذه السنة في الفوز بـ “السعفة الذهبية” لأحسن فيلم طويل.

جاءت الأفلام المشاركة هذه السنة بعيدة عن الإثارة والمفاجأة، فلم تحضر حكايات الإرهاب و “داعش”، ولم نر مشاهد وقصص اللاجئين، بل برز نوع جديد في قائمة الأفلام الطويلة المتنافسة على السعفة الذهبية هو أفلام الرعب، فقد كانت المفاجأة الفرنسية في آخر عرض للأفلام الفرنسية الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية، مع فيلم “برسونال شوبر” للمخرج الكبير أولفيه أسياس. وغاصت التجربة السينمائية الفرنسية في عالم الأشباح، بأداء الممثلة كرستين ستيوراد.

وكانت المفاجأة العربية مع هذا الفيلم، حيث اكتشفنا أن مشاهد النهاية صُوّرت في دولة عمان، ولم يبرر الفيلم سبب اختيار هذه الرحلة والدخول إلى البيوت العربية العتيقة، لكنه توقّف عند حديث البطلة إلى جدران البيت، بعد أن سكنت روح شقيقها الراحل لويس أرجاء المكان والذاكرة.

يضعنا الفيلم في عالم “أس أم أس” حيث جرى معظم الحوار على شاشة الهاتف النقال، في طريقة جديدة مبتكرة قدمها المخرج لعكس عزلة الإنسان عن عالمه الخارجي، وكيف تحولت الإنسانية إلى سجينة في قفص التكنولوجيا الحديثة.

لكن السؤال الذي يثير الحيرة، تماما كشخصية الشبح لويس الذي كان يظهر ويختفي بين الحين والآخر، لماذا وقع الاختيار على هذا الفيلم وبقية الأفلام؟ قد يعتقد البعض أن ذلك يفسر الأزمة المالية التي تعاني منها السينما الفرنسية وحتى العالمية، والتي دفعت إلى تراجع نسبة الإنتاج في عدة دول، لكن أرقام المركز السينمائي الفرنسي تشير إلى عكس ذلك، فهذه السنة ولأول مرة منذ عام 1952 يقفز حجم الإنتاج السينمائي الفرنسي إلى أعلى مستوى له، من خلال المشاركة في إنتاج 234 فيلم في الشهر، هذا الرقم الكبير ارتفع بنسبة 31 فيلما عن 2014 رغم الأزمة الاقتصادية، حيث يساهم المركز الفرنسي للسينما في تمويل 55 فيلما مشاركا في مهرجان “كان” هذه السنة.

غير أن الأفلام المشاركة لم تصنع الحدث ولم تشد إليها المشاهِد بقوة، بل طرحت الكثير من الأسئلة ورسمت حالة من الدهشة، هذا ما يمكن اختزاله في وصف المشاركة الفرنسية، وإن كان الحكم يعم باقي الأفلام، فما تم عرضه إلى غاية الآن ضمن المسابقة الرسمية جاء متواضعا، خصوصا من ناحية المواضيع والسيناريو، وحتى طريقة الإخراج، وإن ارتبطت الأعمال بأسماء مخرجين كبار ونجوم كبار، على غرار الفيلم الفرنسي “مالوت” للمخرج برونو ديمونت، وشاركت فيه الممثلة فابريس لوكيني التي تعتبر إحدى أهم نجوم السينما الفرنسية.

كما عرف الفيلم مشاركة الممثلة الكبيرة جولييت بينوش والممثلة فاليريا بروني تادشي، من خلال قصة تعود على إلى عام 1910 لشاب يدعى “مالوت” يعيش في أسرة فقيرة بشمال فرنسا، حيث تبدأ الحكاية بشكل روتيني حاول جذب أنظار المشاهدين معتمدا على الكوميديا وطرافة الشخصيات. هذا اللون من الكوميديا الذي أزعج سكان شمال فرنسا واعتُبر نوعا من السخرية منهم، رهن المشاركة الفرنسية ضمن مهرجان “كان” ولم يرفع من حظوظه، رغم الألوان الزاهية التي تباهت بها طبيعة المشاهد التي قدمها الفيلم وشملت الجبال ومياه البحر.

بصيص الأمل كان الفيلم الفرنسي “مال دو بيار” للمخرجة نيكول جراسيا، والنجمة ماريون كوتيار، رفقة كل من ألكس براندنمول ولويس جاريل وماريون كوتيار وفيكتوار دو بوا والواس سوفاج وبريجيت روان، الذي اختار الغوص في عالم المرأة والإكراه في الزواج، والحب المفقود، وغريزة الانتماء، في حكاية مختلفة بملامح تستحق دخول المسابقة الرسمية للمهرجان، على عكس الفيلم الفرنسي “راست فيرتكال” للمخرج آلان غوردي.

الخبر الجزائرية في

19.05.2016

 
 

مهرجان كان السينمائي الدولي:

"دورة متميّزة الاختيارات وحضور كثيف للأدوار المكتوبة بجودة لشخصيات النساء

عرفان رشيد- مهرجان «كان» السينمائي الدولي

 مهرجان «كان» السينمائي الدولي - ما ميّز برمجة المدير الفني لمهرجان كان السينمائي الدولي تييري فريمو لأفلام مسابقته الرسمية في الدورة التاسعة والستين أنّ بعض الشخصيات، وغالب الشخصيات النسائية في افلام المسابقة، تبدو وكأنها في سباق «ركضة البريد»، تسلّم فيها الشخصية السابقة الشاهدَ إلى الشخصية اللاحقة، وكأنها تتكامل، جميعها، لتُشكل صورة المرأة في عصرنا الحاضر، وهي المرأة المطحونة والمضغوطة داخل حواجز تجعل منها إمّا متمرّدة رافضة، كما هي الحال مع الاربعينية كيتي في فيلم «أنا، دانييل بلاك» للبريطاني الكبير كين لوتش، أو طموحة ومتساهلة أمام ما تفرضها عليها اللحظة الراهنة  وبمنطق واقعي براغماتي مثير للدهشة، كما هي حال الثلاثينية «إينيس وينفريد» (تؤدّيه ببراعة مثيرة للاهتمام ساندرا هولّير) في فيلم «توني إيردمان» للألمانية مارين آيد.  تستسلم إينيس دون اية مقاومة، ودون ازدراء او ترحيب لمقالب وممحاكات والدها الراغب في التقرّب اليها على طريقته المثيرة للضحك والارتباك والخجل، بعد فترة من الهجر. وهي ذات حالة «ستار» ذات الثمانية عشر ربيعاً (تؤدّيها ساشا لان) في فيلم «آميريكان هاني- المحبوبة الأمريكية» للبريطانية آندريا آرنولد.  وتشترك شخصيتا «إينيس وينفريد» و «ستار» في كونهما امرأتين تتجاوبان مع ما يرسمه لهما الشخصية الرجالية، والد اينيس «توني وينفريد» الذي ينتحل لنفسه اسم «توني إيردمان»  كإسم فني، والشاب المتمرّد والحيوي واللعوب «جاكي» (يؤدّيه شيا لابوف) في «آميريكان هاني». ويبلغ تجاوب المرأتين، او بالأحرى استسلامهما وانسياقهما وراء ما تقرره الشخصية الرجالية، إلى حد القبول المستسلم دون اعتراض او تمرد، وتفعل إينيس وستار ذلك، ليس لمجرّد الانصياع إلى حب الأب أو العشيق، بل أيضاً لاقتناعهما بأن ما يفعله الرجلان، وإنْ كان مثيراً للمشاكل والقلاقل والارتباك والخجل، إنّما هو نابع عن الحب الذي يكنّانه لهما. وحفلت هذه الدورة من المهرجان حقاً، ليس فقط بالأفلام الجيّدة، بل أيضاً بالأدوار المكتوبة بشكل جيّد للممثلات، ماجعل حضور الممثلات بارزاً بشكل كبير ومنح أداءهنّ تميّزاً وبطولتهن في الافلام مُطلقة، رُغم تشارك الشخصيات الرجالية معهن، وهذا ما يحدث في غالب الافلام التي عُرضت في المسابقة الرسمية وغيرها من البرامج، فباستثناء فيلم «خوليا» للاسباني بيدرو آلمودوفار، الذي قدّم، كعادته، مجموعة من نسائه اللاتي يمكن، عبرهن، قراءة حال المجتمع الاوروبي، فقد كانت الثُنائية في بطولة الاعمال السمّة الغالبة على الافلام، مع تفضيل من قبل المخرجبن وكتّاب السيناريو لفعل الشخصيات النسائية، وليس ذلك في مجرّد مساحة الحوار المكتوب لهن، بل عبر الكثافة والعمق في تلك الشخصيات، والتي يُصبح الصمت والتمحيص السمة الطاغية لأدائهن في الكثير من الاعمال، فمن بطلة «توني إيردمان» الألمانية ساندرا هولّير، إلى الامريكية ساشا لان بطلة فيلم «آميركان هاني» للبريطانية آندريا آورلاند، إلى البلجيكية آديل هاينيل في ادائها لدور الطبيبة الشابة جينّي دافان في فيلم«الفتاة المجهولة» للأخوين داردان، وصولاً إلى سناء شواهدة بطلة فيلم «أمور شخصية» للمخرجة الفلسطينية مها الحاج، والتي حوّلت، برفقة المخرجة وكاتبة السيناريو، الصمت إلى البطل الأكثر حضوراً وكثافة في الفيلم بالمطلق.

وكالة أجي الإيطالية في

19.05.2016

 
 

منذ الجزائري «وقائع سنوات الجمر» 1975 إلى المصري «اشتباك» 2016

«بيشمركة» في «كان» مــاذا عن السينما العربية

عُلا الشيخ ـــ دبي

على مدى الأيام الماضية تصدّر خبر مشاركة فيلم «بيشمركة» للمخرج هنري ليفي في عروض مهرجان كان السينمائي، على الرغم من انه لم يكن مدرجاً سابقاً في المهرجان. وفوجئ العديد من صناع السينما من مختلف الجنسيات الموجودين حالياً في الدورة الـ69 من مهرجان كان السينمائي برسالة رسمية من قبل إدارة المهرجان تعلن عن ضم فيلم «بيشمركة» للمخرج هنري ليفي إلى قوائم الأفلام المعروضة في المهرجان، الأمر الذي خلق قاعدة من التساؤلات ليس من قبل العرب فحسب، بل من غالبية المشاركين، بسبب التلاعب في قانون وشروط المهرجان في قبول فيلم بعد اقتراب الدورة من نهايتها. وعاد السينمائيون العرب للتأكيد على قوة «اللوبي الصهيوني» في التدخل، خصوصاً أن مخرج العمل ليفي يعتبر من أشهر داعمي الصهيونية، وأنه متخصص في الوقت الحالي في صناعة أفلام عن منطقة الشرق العربي تحديداً، كما حدث في عام 2012 عندما قدم فيلماً عن ليبيا. ويتحدث فيلمه حسب وصف مهرجان كان له عن مقاتلي البيشمركة الأكراد، الذين جعلوا ليفي يسافر لأجلهم لتصوير حالات الحرب التي يعيشونها بطول الحدود العراقية من الجنوب إلى الشمال.

هذا الخبر الذي أثار استياءً واضحاً بين سينمائيين عرب وأجانب، يجعلنا نعود إلى الوراء، لمحاكاة نوعية الأفلام العربية التي تم عرضها في مهرجانات عالمية ودخلت في مسابقاتها الرسمية، ونالت الجوائز، خصوصاً أن كل فيلم عربي في الغرب يخلق الفضول للمشاهد الغربي في حضوره، وغالبية الأفلام العربية التي عرضت في أهم المهرجانات السينمائية، مثل كان وبرلين وفينيسيا وتورنتو وغيرها، كانت القاعات فيها كاملة الحضور، وبعض النماذج هي، على سبيل المثال لا الحصر، محاولة للاقتراب من دور السينما العربية في تحدٍّ لتدخل اللوبي الصهيوني.

حضور وجوائز

ومما لا شك فيه أن غالبية المخرجين العرب باتوا يدركون أن لغتهم في تقديم حكاياتهم يجب أن تتناسب مع الغرب، فنظرة الغرب الى الأفلام العربية مختلفة، وطريقة ايصال الرسالة لهم تحتاج الى فكرة تداعب مشاعرهم وتحافظ على قيمة الفكرة وتصل بسلاسة، لذلك من الممكن أن نقول إن السينما الفلسطينية وهي المعنية بشكل رئيس بدحض الروايات الصهيونية من خلال الأفلام وعت الى ذلك المفهوم منذ 10 سنوات تقريباً، وخير مثال على ذلك فيلم هاني أبوأسعد «الجنة الآن» الذي وصل إلى المنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2006، بعد جولة كبيرة في المهرجانات العالمية، وحصل على جائزة «جولودن جلوب»، هذا الفيلم فتح الكثير من القضايا المتعلقة بمعاناة صناعة الفيلم الفلسطيني، حيث واجه أبوأسعد وفريقه تدخل ما يسمى بـ«اسرائيل» على ضرورة نسب الفيلم لها، لأن صانع العمل من الفلسطينيين الذين يعيشون خلف الخط الأخضر، تلك الأراضي التي تسمى بـ«إسرائيل»، وفقاً للقوانين الدولية، لكن اصرار أبوأسعد على موقفه، جعل العديد يفهم طبيعة الفلسطينيين في 48 الذين يريدون ايصال قضيتهم للعالم، وفاز هاني أبوأسعد بتحديه، وتم وسم الفيلم بالفلسطيني.

«الجنة الآن» الذي افتتح الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي عام 2005، لعب دور البطولة فيه علي سليمان وقصي ناشف، حاول أن يوصل فكرة الاستشهادي، بطريقة لم تمر على بال الغرب، واختاره محباً للحياة، غير متديّن، ولديه حبيبة.

لا شك أن هذا الفيلم خلق تساؤلات في الوسط الغربي عن محاولات الصهاينة ايصاله فكرة محددة ونمطية عن الاستشهاديين، الذين تنوعت ألقابهم مثل الفدائيين والانتحاريين، والتي دائماً تحاول أن تصفهم بالإرهابيين المنتمين لمنظمات اسلامية متطرفة.

هذا المخرج الذي أعاد ألق وصول الفيلم العربي الى الأوسكار، بعد تفاوتات في مشاركة الأفلام العربية، قدم ايضاً فيلم «عمر» الذي نافس ايضاً قبل أعوام قليلة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، بعد نيله جائزة أفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي، والعديد من الجوائز الأخرى في مهرجانات مختلفة.

وقبل العودة الى المهرجانات والأفلام العربية المنافسة فيها، لابد من التذكير أن فيلمين عربيين نافسا هذا العام على جوائز الأوسكار، الفيلم الأردني «ذيب» الذي نال «جولدن جلوب»، وهو للمخرج ناجي أبونوار، وتحدثنا عنه مفصلا في الأعداد الفائتة، والفيلم الفلسطيني القصير «السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل، وكلا الفيلمين تم عرضهما في أهم المهرجانات العالمية والعربية، وحصدا العديد من الجوائز.

منتصف العام

اقتربنا من منتصف العام، الذي شهد فعاليات لأهم المهرجانات العالمية، هما برلين السينمائي، وكان السينمائي الذي سيغلق دورته الـ69 بعد أيام، وللحديث عن كان السينمائي وعن المشاركة العربية فيه خصوصاً في قسم المسابقات الرسمية، لابد من ذكر الفيلم العربي الوحيد الى اللحظة الذي نال السعفة الذهبية، وهو للمخرج الجزائري محمد لخضر حامينا «وقائع سنوات الجمر» الذي قدمه في عام 1975، وقدم صورة ملحمية عن الثورة الجزائرية في شخصية أحمد، والتطورات السياسية التي حدثت معه ومع عائلته في مراحل نشوء الجزائر كبلد، وجميع الويلات التي حدثت فيها. استطاع حامينا أن يقدم نموذجاً لفيلم عربي يحكي الواقع الذي عاشته الجزائر، والظلم التي تعرضت له من قبل الاستعمار الفرنسي بشكل عميق ومدروس ومفاجئ، واستطاع أن يحصل على سعفته التي مازالت تذكر الى اللحظة لأنها لم تتكرر بعد مع أي فيلم عربي يشارك في مهرجان كان، مع العلم أن أول فيلم عربي تم عرضه في مهرجان كان السينمائي هو الفيلم المصري «دنيا» للمخرج محمد كريم عام 1947 أي في دورته الأولى.

وحالياً تم عرض الفيلم المصري «اشتباك» للمخرج محمد دياب، وبطولة نيللي كريم وهاني عادل في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، وحسب المتابعين والنقاد فإن حظوظه في نيل الجوائز واردة، بعد لفت انتباه الصحف الغربية له، والكتابة عنه، وموضوعه يتناول الانقسامات في الشارع المصري منذ ثورة 25 يناير.

أما في برلين السينمائي في دورته الفائتة، فقد كان الحضور العربي في جله مع الفيلم التونسي «نحبك هادي» للمخرج محمد بن عطية، الذي نال الدب الفضي لأفضل ممثل، وهو بطل الفيلم مجد مستورة، وجائزة أحسن أول فيلم، للمخرج عطية. الغريب في هذا الفيلم كانت التوقعات وردود الأفعال الغربية والعربية عليه، فالتوقعات العربية كانت عن ضرورة تناول الفيلم أحداث الثورة التونسية، لكن في الحقيقة أن الاسقاط كان حاضراً، لكن من خلال قصة حب التي يجب أن تكون العنوان الأبرز في حكاية الثورة، حسب ما قاله بن عطية لـ«الإمارات اليوم»، واستطاع بن عطية بذكاء مع تجربته السينمائية الأولى في الاخراج، أن يوصل حالة التخبطات التي يعيشها الفرد التونسي إبان الثورة التونسية، استطاع أن يوصل معاناته وأحلامه، وواقعه الذي يقف حائلاً دائماً بينه وبين الوصول الى مبتغاه، من خلال شخصية هادي الشاب الذي ستشعر أنك تريد معرفة المزيد عنه في كل مشهد يقدمه، أما بالنسبة للغرب فقد اثبتت غالبية العناوين التي تناولت الفيلم وكتبت عنه، أنهم بعيدون كل البعد عن حال تطور السينما العربية، خصوصاً التونسية التي لمعت العام الفائت كثيراً، فقد كان العنوان الأبرز هو جرأة العمل، ولم يحاول غالبية كتاب الغرب، أن يبحثو قليلاً عن تاريخ تطور السينما التونسية التي تعتبر عملياً الأجرأ عربياً في تناول التابوه المتعارف عليه.

لذلك كان المشاهد الغربي يعتقد نفسه أمام قصة حب جميلة، لم يكلف المختص الناقد الغربي أن يقول له الحقيقة التي تختبئ وراء كل هذا الحب، وأبرز النقاد كان مايكل رودي الذي كتب مقالته في «رويترز» وعنونها «مشاهد جنسية غير معهودة في فيلم (نحبك هادي)».

وفي حضرة هذا الفيلم ونيله أهم الجوائز في برلين، كانت مجموعة كبيرة من الأفلام العربية تعرض في أقسام عدة في مهرجان برلين السينمائي، كقسم المنتدى الذي شهد عروضاً عربية متنوعة، وأبرزها الفيلم المصري لتامر السعيد «آخر أيام المدينة» الذي حزن العديد على عدم وجوده في المسابقة الرسمية، فيلم أشبه بطقس دعاء لمكان فاض به وانتفض، حيث الحكاية كلها في عام 2009، حكاية من الممكن أنها مرت بذاكرة، قبيل أول هتاف صرخت به حركة كفاية المصرية، وقبيل أن يقرر الشارع أن يقف ويهتف «ارحل»، هي مدينة عاد معها كثيرون من العرب الذين شاهدوا الفيلم في برلين وامتلأت القاعة بهم، عادوا إلى رؤية تفاصيل كانت على ما يبدو تمر مرور الكرام، لكنها دقت ناقوس الغضب حينها.

تحايل

في غالبية المهرجانات الغربية ثمة برنامج متكامل عن آخر الانتاجات السينمائية «الإسرائيلية»، وأخيراً بات مصطلح «مخرج إسرائيلي يساري» رائج بين المجتمعات السينمائية، أي أنه موضوعي في طرحه، ويظهر المعاناة الفلسطينية على وجهها الصحيح، متناسين أنه وبمجرد أن يقبل على نفسه أن يحمل جنسية كيان اغتصب أرضاً ليست له، وشرد أهلها، فلا صدقية لكل ما يقوله، ومع ذلك، استطاع هذا المصطلح أن ينتشر بين الأوساط السينمائية التي دعمتهم ودعمت وجود أفلامهم في القوائم نفسها التي يتم عرض أفلام صهيونية بامتياز، اذا هذا المخرج اليساري «الإسرائيلي» يقبل على نفسه وجود اسمه في قوائم تضم أسماء مخرجين صهاينة يريدون اظهار الفلسطينيين والعرب دائماً على أنهم ارهابيون، لكن هذه الحيلة للأسف انطلت على كثيرين، وعلى عدد من العرب، الذين يبدأون مقالاتهم على أن أفلام هؤلاء المخرجين. هذا المصطلح الذي لم ينصف مخرجة مثل مها الحاج التي تعرض فيلمها «أمور شخصية» في كان السينمائي حالياً، على أن تنسبه الى فلسطين، بسبب التمويل «الإسرائيلي له»، مع أنه حسب وصفها في لقاء أجراه الناقد السينمائي هوفيك حبيشيان «فيلمي فلسطيني من ألفه إلى يائه. وأنا فلسطينية. لكنهم أرغمونا على فصل فلسطين عن إسرائيل لدى ذكر الجهة المنتجة، وذلك منذ نحو السنة ونصف السنة، حين قدّمت المخرجة الفلسطينية سهى عرّاف فيلمها في فينيسيا على أنه فلسطيني - إسرائيلي. قامت الدنيا ولم تقعد، وصدر قانون بمنع هذا التعريف. لديهم شرط: إن أردتَ مساعدة مالية من إسرائيل، فعليكَ أن تضع اسمها فقط على الفيلم، وإلا لا مال. بأيّ حق يجرّدونني من هويتي؟ لا أدري. أذعنتُ لشرطهم، كونه الخيار الوحيد. في النهاية، الفيلم فلسطيني يُخبر قصص فلسطينيين».

السؤال

في ظل كل تلك الأمثلة وغيرها الكثير، السؤال الذي يجب أن يسأله السينمائي العربي لنفسه هل هو حقاً في وادي تحدي اللوبي الصهيوني وتدخلاته في المسابقات والمهرجانات العالمية؟ أم أن القضية الفلسطينية والقضايا العربية التي مازالت متضررة من الكيان الصهيوني أصبحت غير موجودة، خصوصاً في ظل النكبات المتتالية في مناطق وأقطار عربية منذ ثورة الربيع العربي؟

الحقيقة أن اللوبي الصهيوني مازال حاضراً وبقوة، وهو يستعين بأمثال المخرجين الإسرائيليين اليساريين لإثبات أنه منتمٍ لدولة ديمقراطية متعددة الآراء، وهذا من وجهة نظرهم يدعم صورتهم لدى الغرب، وهم الفئة التي تهتم ما تسمى بـ«اسرائيل» على جذب انتباههم، وحصل هذا ايضاً مع فيلم «مفرق 48» الذي عرض في برلين ونال جائزة الجمهور، مع أن القصة فلسطينية وتحدث في ظل الموسيقى والحب وفي حضرة المقاومة والحواجز، الا أن مخرج العمل من المخرجين الذين يطلق عليهم مصطلح «يساري اسرائيلي»، ولن يتم ذكر اسماء هؤلاء الذين باتوا يشكلون خطراً على شكل السينما أكثر من الصهاينة أنفسهم. والخلاصة تكمن بفيلم «مفرق 48» الذي حصل على جائزة الجمهور في مهرجان برلين، وهذه الجائزة أهم بالنسبة له من الجائزتين الكبيرتين التي حصل عليها الفيلم التونسي «نحبك هادي» في الدورة نفسها، لأنه يريد نشر أفكاره من خلال الناس وليس فقط من خلال مجسم جائزة، وهذا المبتغى الذي لم يصل إليه سينمائيون عرب إلى اللحظة.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

19.05.2016

 
 

بث مباشر لفعاليات مهرجان كان فى دورته الـ69

كتب محمد الحناوى

يقدم موقع فيديو7 قناة اليوم السابع المصورة بث مباشر لفعاليات مهرجان كان السينمائى، فى الدورة الـ69، المقام حاليًا فى قاعة “Grand Théâtre Lumière” بمدينة كان الفرنسية، وحضر حفل الافتتاح العديد من النجوم منهم النجمة جوليان مور والنجمة جيسيكا شاستاين والممثلة الأمريكية كيرستن دانست، والنجمة فيكتوريا بيكهام، والنجمة إيفا لانجوريا، والنجم جستين تيمبرلك، والممثلة البريطانية أرايا هارجيت، وعارضة الأزياء الإيطالية بيانكا بالتى، والممثلة الفرنسية فريدريك بيل، ورئيس لجنة التحكيم جورج ميلر والممثل كورى ستول والممثلة البريطانية نعومى واتس والممثلة الصينية جونج لى والممثلة الفرنسية Leila Bekhti والمغنية الفرنسية وعضو لجنة التحكيم فانيسا بارادى والممثل الدينماركى مادس ميكلسن والمنتجة الإيرانية وعضو لجنة التحكيم كاتيون شهابى

بالصور.. نجمات العرض الخاص لـ"The unknown girl" بملابس عارية "زيادة عن اللزوم"

كتبت شيماء عبد المنعم

أقيم أمس العرض الخاص لفيلم "The unknown girl"، خلال فعاليات مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ69، وحضر العرض أبطال الفيلم وعدد من المشاهير من بينهم النجمة العالمية هلين ميرين، وروزى هنتنجتون وايتلى، وبيلا حديد، إيرينا شايك، ويبدو أن شعار العرض الخاص أمس كان ارتداء الملابس العارية "زيادة عن اللزوم"، فهذا المظهر ظهرت به معظم النجمات الحاضرات. فيلم "The unknown girl" من إنتاج فرنسى بلجيكى شارك فى إنتاجه شركة المخرجين البلجيكيين بالاشتراك مع الشركة الفرنسية "Archipel 35"، وينافس على جائزة السعفة الذهبية مع 19 فيلماً من ألمانيا، وكوريا، وأمريكا، وبريطانيا وإسبانيا. والفيلم من بطولة أديل هاينل، جيريمى رينيه، الفر جورميت، وإخراج جان بيار داردين، وتدور أحداث الفيلم حول طبيبة تحاول أن تكشف عن هوية مريضة لها توفيت بسبب رفضها تعاطى الجرعات المقررة من علاجها

بحضور رئيسة اللجنة نعومى كاواسى.. بالصور.. أعضاء مسابقة Cinéfondation والأفلام القصيرة فى جلسة تصوير بـ"كان"

كتب شريف إبراهيم

خطف أعضاء لجنة تحكيم مسابقة فئتى "Cinéfondation" والأفلام القصيرة، الأنظار فى أول ظهور رسمى لهم على السجادة الحمراء خلال حضورهما جلسة التصوير "Photocall"، التى أقيمت صباح اليوم الخميس، 13 مايو ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ69، وذلك فى حضور عدد كبير من وسائل الإعلام والمعجبين، وفقًا للوكالة الفرنسية. جلسة الـ"Photocall" الخاصة بالمسابقة التى استضافتها مدينة كان الشهيرة بجنوب فرنسا شهدت حضور أعضاء لجنة التحكيم، وفى مقدمتهم المخرجة اليابانية نعومى كاواسى، الممثلة الكندية مارى خوسيه كروز، المخرج الرومانى رادو مونتين، المخرج الفرنسى جان-مارى، المخرج الأرجنتينى سانتياجو لوزا لاريو الذين حرصوا على الظهور بأزياء متنوعة وأنيقة على السجادة الحمراء نجحوا من خلالها فى لفت أنظار الجمهور وعدسات الكاميرات وسط أجواء من الفرحة والمرح، وتصفيق متواصل من الجمهور. وكان جورج ميلر رئيس مهرجان كان قد أعلن عن اختيار النجمة العالمية نعومى كاواسى رئيسة للجنة تحكيم مسابقة "Cinéfondation" و"الأفلام القصيرة" الذى يشارك فيه أربعة أفلام سورية، وتختص مسابقة "Cinéfondation" و"الأفلام القصيرة" فى أفلام مشاريع التخرج لصناع السينما الصغار حول العالم والتى تضم 12 فيلمًا منهم أبو ليلة من الجزائر،"My favorite fabric" من سوريا، و"Daoud’s winter" من العراق وفيلمان من تركيا، وتضم اللائحة أيضًا أفلامًا من فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، نيبال، إندونسيا، الهند، كولومبيا، الأرجنتين، والكيان الصهيونى. وأعلن القائمون على المهرجان أنه وبعد دخول اثنى عشر فيلما سوريًا قصيرًا للسنة الماضية إلى فئة "الأفلام القصيرة"، تم قبول أربعة أفلام فقط لهذه السنة بجانب 2343 فيلمًا من مائة دولة، ويعد ركن الأفلام القصيرة ركنًا ترويجيًا وليس مسابقة ولكنه واحد من أهم الأسواق السينمائية فى العالم، وهو يتيح الفرصة لمخرجى الأفلام القصيرة والتى لا تزيد مدتها عن ثلاثين دقيقة، للقاء جميع المهتمين بهذه الصناعة من ممولين ومنتجين ومخرجين وجميع الفاعلين الأساسيين فى صناعة السينما حول العالم، وهو مكان مثالى واستراتيجى لبيع وشراء الأفلام. واختار القائمون على مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ69 والتى تقام فى الفترة من 11 إلى 22 مايو المقبل فى مدينة كان بفرنسا، قائمة الأفلام المنافسة هذا العام بفئة "Cinéfondation" فى عامه الـ19، وهى التى ينافس بها 18 عملا، وضمت قائمة الأفلام المنافسة هذا العام فيلم "IN THE HILLS" لحميد أحمدى، وفيلم "SUBMARINE" لمونيا عقل، كما ينافس فيلم "A NYALINTÁS NESZE" لندجا اندراسيف، وفيلم "TOATE FLUVIILE CURG ÎN MARE" لألكسندرو باديا، ودخل فيلم "AILLEURS" لميلودى بوليسيار ضمن الأعمال المنافسة هذا العام بفئة "CINÉFONDATION"، وفيلم "GABBER LOVER" لآنا كازناف كومبيت، وضمت عددا آخر من الأفلام وهى "THE ALAN DIMENSION" و"POUBELLE" و"DOBRO" و"LA CULPA, PROBABLEMENTE" و"LAS RAZONES DEL MUNDO" و "1 KILOGRAM" و"ARAM" و"GUDH" و"LA SANTA CHE DORME" و"BEI WIND UND WETTER" و"ANNA" و"BUSINESS" . 

بالصور.. ماريون كوتيار بملابس جريئة فى جلسة تصوير " Juste la fin du monde"

كتبت أسماء مأمون

لفتت النجمة العالمية ماريون كوتيار، اليوم الخميس، الأنظار إليها خلال جلسة تصوير فيلم "Juste la fin du monde" والمعروف بالإنجليزية "It's Only the End of the World"، المقامة ضمن فعاليات الدورة الـ69 من مهرجان كان السينمائى الدولى، بسبب ارتدائها ملابس ذات تصميم جرئ. وحضر جلسة التصوير كلا من الممثلة الفرنسية ناتالى باى والممثلة ليا سيدو التى ارتدت ملابس أنيقة من اللونين الأبيض والأسود والمخرج الكندى كزافييه دولان. فيلم Juste la fin du monde يشارك فى بطولته أيضا كلا من فينسينت كايسل وجاسبارد أوليه والفيلم من تأليف جان لوك لاجارس ومن إخراج كزافييه دولان. يشار إلى أن الدورة الـ 69 من مهرجان كان السينمائى الدولى انطلقت 11 مايو الماضى ومن المقرر أن تختتم فعالياتها بإعلان الجوائز الأحد المقبل

بالصور.. جميلات رومانيا يتألقن فى جلسة تصوير "Graduation" بمهرجان كان

كتب شريف إبراهيم

حضر نجوم فيلم الدراما الرومانى "Graduation (Bacalaureat)"جلسة التصوير "Photocall" الخاصة بالفيلم، حيث التقطوا بعض الصور على السجادة الحمراء، التى أقيمت صباح اليوم الخميس 19 مايو ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ 69، وذلك فى حضور عدد كبير من وسائل الإعلام والمعجبين، وفقا للوكالة الفرنسية. وشهدت جلسة تصوير الفيلم التى استضافتها مدينة كان الشهيرة بجنوب فرنسا حضور نجوم ونجمات الفيلم، ومنهم ادريانا مالينا، مانوفيشى تيتينى، ماريا دراجوس، راريس اندريشى، والمخرج كريستيان مونجو الذين حرصوا على الظهور بأزياء متنوعة وأنيقة على السجادة الحمراء نجحوا من خلالها فى لفت انظار الجمهور وعدسات الكاميرات. فيلم "Graduation (Bacalaureat)" من إخراج وتأليف كريستيان مونجو، وبطولة فلاد ايفانوف، ماريا فكتوريا دراجوس، ابواشيم شوبانو، فلاد ايفانوف، ابواشيم شوبانو، وتدور احداثه حول روميو ألديا الطبيب البالغ من العمر 49 عامًا الذى يعيش فى بلدة جبلية صغيرة واقعة فى ترانسلفانيا، ويخطط مع ابنته لكى تدرس وتعيش للخارج، وتحوز بالفعل على منحة لدراسة علم النفس فى المملكة المتحدة، لكنها تتعرض لاعتداء فى اليوم الذى تخوض فيه أول اختبار تحريرى لها، ما يدفعه للبحث عن حل لمشكلة ابنته

اليوم السابع المصرية في

19.05.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)