«باترسون»
احتفاء السينما بالشعر والحياة
عبدالستار ناجي
الحديث عن السينما التي يقدمها المخرج الاميركي جيم جيرموش يعني
الحديث عن نهج سينمائي راح يتأكد بعدا طليعيا متجددا ثريا بالافكار
والمضامين. وهو في فيلمه الجديد «باترسون» لا يتكلف ولا يبالغ ولا
يدعي بل انه يذهب الى موضوع بسيط جدا نكتشف انه يحتفي من خلاله
بالشعر وكبار الشعراء وايضا بالحياة التقليدية للناس البسطاء.
ودعونا نذهب الى المتن الروائي الذي استند عليه الفيلم حيث حكاية
الشاب «باترسون» ادم درايفر - سائق الباص الذي يعيش في مدينة
باترسون في نيوجيرسي. والذي يعيش ايامه بكثير من البساطة والهدوء.
حيث يستيقظ مبكرا في كل صباح ليبدأ عمله على خط «باترسون» في الباص
الذي يعمل عليه ويصادف يوميا عشرات الوجوه والشخصيات والحكايات.
وهو يتقن عمله بكثير من الانضباط مع الاهتمام بكتابة الشعر في
دفتره الخاص والذي تسميه زوجته بالدفتر السري وتحفزه لمزيد من
الكتابة بل تذهب الى ماهو ابعد من ذلك حيث تطلب منه طباعة نسخ مما
يكتب والتفكير جديا بطباعة ديوانه كيف لا وهو ينتمي الى باترسون
التي انجبت اهم الشعراء الاميركان.
في الجانب الاخر زوجته «لاورا» جولشفاه فرحاني التي ترتبط بـ
«باترسون» بعلاقة حب جياشة تجعلها تقف الى جوار زوجها رغم
اهتماماتها بالرسم وصناعة الكيك وبيعه في المناسبة بالاضافة
للاهتمام بكلبها الخاص الذي يقوم زوجها في الفترة المسائية بأخذه
بجولة عند ذهابة اليومي الى الحانة حيث يلتقي بعدد من الشخصيات
ويتابع كما الحكايات ومن بينها حكاية احدهم الذي يعشق صديقته
ولكنها لا تبادله الحب لينتهي به الامر الى مقولة يطلقها الرجل بعد
ان تؤكد له صديقته انها لا تريده حيث يقول «وما نفع الحياة بلا حب».
تتكرر الاحداث على مدار الاسبوع اعتبارا من يوم الاثنين الى يوم
السبت حيث ذات الحكايات وذات المشاوير في شوارع باترسون وكم من
الوجوه والحكايات مع اكبر كمية من القصائد التي يكبتها السائق مع
حوارات دائمة عن الشعر والشعراء... وصولا الى يوم العطلة الرسمية
السبت حيث تتمكن الزوجة من بيع كل كمية الكيك التي صنعتها لتدعو
زوجها الى السينما والعشاء وعند عودتهما تكتشف الزوجة ان كلبها قام
بتمزيق دفتر زوجها الذي يضم كل اشعاره في موجة تجمع بين الغضب
والغيرة على سيدته التي ترعاه وعدم خروجه معهما.
عندها يخرج الزوج حتى لا يتفجر غضبا ليصادف شاعرا يابانيا ويدور
بينهما حوار طويل عن اهم الشعراء والشعر كل ذلك مقرون بالبساطة
والاحتفاء بالمعاني والمفردات وتقدم الشاعر الياباني في نهاية
الحوار دفترا ابيض فارغ قائلا: ربما تكون هذة الصفحات البيضاء
حافزا الى الابداع.
وكانه يدعو السائق الشاعر لان يفتح صفحة جديدة ويعود الى كتابه
الشعر من جديد وهكذا يبدا بكتابة قصيدة جديدة عنوانها «هل تتمنى ان
تكون سمكة» ببعدها الفلسفي الرائع.
سينما عالية المستوى بل نحن امام تحفة سينمائية سيكثر الحديث عنها
لعمقها ومضامينها والاحتفاء بالحياة والناس البسطاء والهامشيين
وحكايات الناس وايضا الشعر والشعراء حيث يقوم جيم جيرموش بكتابة
القصائد على الشاشة كجزء من البناء والحدث الدرامي.
علاقة بين المكان والكلمة والزمن والمتوالية اليومية لكل انسان
وحينما نتأمل الفيلم بعمق اكبر نشاهد انفسنا وذواتنا تتحرك على
الشاشة وكان جيرموش يقول شاهدوا انفسكم تأملوا ذواتكم احتفوا
بالبساطة عيشوا الفرح والحياة وايضا التقاليد الاسرية الحقيقية
التي تجمع العاطفة بكل معطياتها.
ونعود الى السينمائي الاميركي جيم جيرموش الذي يحمل تاريخه
السينمائي كما الابداعات والبصمات السينمائية الخالدة ومنها «لا
يبقى سوى الحب» 2013 و «زهور بروكلين» 2006 و«قهوة وسجائر» 2004
و«الرجل المجنون» 1995 و «القطار الغامض» 1989 وغيرها حيث الفعل
السينمائي المقرون بالتغيير والفعل الثري بالمضامين الفكرية التي
تشتغل على الشعر والثقافة والعلاقة مع الاخر وقبوله وكم اخر من
المضامين العالية القيمة.
وهو يقرن كل ذلك بلغة سينمائية بعيدة عن التكلف والسفسطة
السينمائية الى سينما تمتعنا تدهشنا تجعلنا نخرج من الصالة وكاننا
امام جرعة عالية من الاوكسجين النقي.. انها سينما مبدع اسمه جيم
جيرموش الرائع.
من إخراج جيف نيكولاس
«لوفينج»..
فيلم أميركي عن التفرقة العنصرية
!
عبدالستار ناجي
تستعيد السينما الاميركية والمخرج جيف نيكولاس على وجه الخصوص
واحدة من الحكايات الخالدة في مواجهة العنصرية من خلال فيلم لوفينج
الذي يذهب الى واحدة من حكايات التضحية والارادة من اجل تحقيق
العدالة والمساواة.
يعتمد فيلم لوفينج على سيناريو قام بكتابته جيف نيكولاس بنفسه
اعتمادا على كم من الوثائق التي ترصد حكاية ذلك الثنائي الذي واجه
العنصرية. حيث حكاية الحب الكبير بين الشاب الابيض ريشتارد لوفينج
جويل ادغارتون والفتاة ذات الاصول الاميركية الافريقية السمراء،
ميلدريد لوفينج روث نيجا. اللذين جمعت بينهما قصة حب تطورت الى
القرار بالارتباط الذي تم في ولاية تقبل الزواج بين البيض والسمر
ولكن عند عودتهما الى حيث اقامتهما في واشنطن تبدا الممارسات
العنصرية والتي اقلها الاعتقال والسجن وصولا الى الحصول على حكم
قضائي بعدم دخول الولاية لمدة 25 عاما عقابا على تصرفهما المنافي
للقوانين والتشريعات في تلك الولاية. مما يضطرهما الى الانتقال الى
ولاية اخرى تقبل بهذا الارتباك حيث ينجبان ثلاثة ابناء ولدان وبنت
ولكنهما في الحين ذاته يبتعدان عن اهلهما واصدقائهما مما يخلق لهما
الكثير من المشاكل مع اسرهما.
وتمر الايام والمحاولات من اجل الحصول على حكم يلغى الحكم السابق
ولكن هيمنة العناصر العنصرية وغياب التشريعات والتعاطف اللهم من
القلة راح يعطل كل شئ في مسيرتهما وحياتهما الاجتماعية وجعلهما
يعيشان متخفين بعيدا عن الأسرة الاسرة والصحبة والاصدقاء.
الشاب كان يقضى وقته في العمل في بناء المنازل بحثا عن لقمة العيش
الكريم لزوجته التي يحبها واطفاله الذين يعيشون بعيدين عن اطفال
الاسرة وافرادها.
نضال حقيقي ومكابدة من اجل الحصول على الاعتراف بذلك الزواج يتطور
يوميا خصوصا مع تزايد التظاهرات المناهضة للعنصرية.
رحلة بدات منذ منتصف الخمسينيات حتى عام 1967 حيث كانت المواجهة
الكبرى. والتي سبقتها مبادرة الزوجة بارسال رسالة الى المرشح
الاميركي روبرت كينيدي لطلب مساعدته والذي قام بدوره بتحويل
الرسالة الى احد المحامين الشباب ضمن فريقه وسرعان ما تطور الامر
حيث صدرت العديد من الاحكام التي كانت دائما ضد ذلك الزواج بل ان
بعض تلك المحاكم كانت تعتبر الاطفال نتيجة هذه العلاقة هم فاسدون.
وتصل القضية الى المحكمة العليا المحكمة الاتحادية العالية والتي
سبقها الكثير من الحملات الاعلامية والدعم الاعلامي الكبير من
كبريات الصحف ومن بينها مجلة لايف والعديد من القنوات التلفزيونية
والاذاعية التي طورت حملة مكثفة كان نتيجتها المساهمة في صدور
الحكم عام 1967 بالاعتراف بالزواج والاطفال. بل ومباركة الزواج
باعتباره احد الحقوق الاساسية.
قصة حب ظلت صامدة ضد كل الاجراءات العنصرية وايضا ضد العنف
والقوانين والتشريعات. والتي أقلها الرفض من الجميع ومن بينهم
والدة الشاب التي رفضت الامر ولكنها لبت دعوة ابنها بان تكون هي من
تقوم بعملية توليد زوجته بوصفها جدة ابنائه.
مشكلة هذا العمل ان جميع نقاد السينما العالمية هم على علم ومعرفة
تامة بالشخصيات والاحداث وهو امر يقلل من حالة الترقب والمتابعة
رغم ان المخرج جيف نيكولاس او نيكولا كما ينطق بالفرنسية.اشتغل
باسلوب ومنهجة عمل تختلف عن النسبة الأكبر من أعماله السينمائية
السابقة.
ونشير هنا الى اننا امام مخرج كبير استطاع خلال زمن قصير ان يحقق
بصمته السينمائية العالية ومن افلامه نشير الى افلام حكاية اطلاق
نار 2007 و الملجـأ 2011 و مود 2012 ومنتصف ليلة خاص 2016 وفي ذات
العام حقق فيلمه الاخير لوفينج.
سينما تذهب الى قضية ومن اهم القضايا التي عصفت سنوات طويلة
بالمجتمع الاميركي عبر حكاية عن الارادة والتضحية والتحمل لمواجهة
القدر امام حب كبير وعلاقة زوجية ثرية بالمضامين والدلالات.
ثنائي الفيلم يمتلكان حضورا طاغيا ونقصد جويل ادغرتون وروث نيجا
بالاضافة لعدد آخر من الاسماء لادوار الام وايضا شقيقة الفتاة التي
عارضت في البداية العلاقة لانها تعرف بانها ستخسر شقيقتها بحكم
القوانين العنصرية الجائرة.
في الفيلم مدير تصوير مقتدر هو ادم ستون وموسيقى ثرية صاغها
الموسيقار دايفيد وينجو.. منحا الفيلم قيمة اضافة الى قيمة ومكانه
القضية المطروحة وهو الزواج في مواجهة القوانين والتشريعات
العنصرية.
ويبقى ان نقول بان استعادة هذه الحكاية بعد مرور زمن واجيال هو
احتفاء بتضحيات الرواد.
محمد دياب: سعيد بردود الأفعال التي حصدها «اشتباك»
عبدالستار ناجي
عبر المخرج العربي المصري محمد دياب عن سعادته الغامرة لردود
الافعال الايجابية التي حصدها فيلمة اشتباك الذي عرض في تظاهرة
نظرة ما في مهرجان كان السينمائي. وقال ذياب في تصريح خاص: لا يمكن
وصف سعادتي بردود الافعال الايجابية التي استقبل بها فيلم اشتباك
والذي افتتح تظاهرة نظرة ما، وهي المرة الاولى التي يتم بها افتتاح
هذه التظاهرة بفيلم عربي.
وقال متابعا: على مدى ثلاثة ايام حصد الفيلم كما من الكتابات
النقدية في اهم الصحف والمطبوعات الدولية في انحاء العالم بالاضافة
لرصد ومتابعة لنجوم العمل وعلى رأسهم النجمة الفنانة نيللي كريم.
وقال ايضا:وعلى صعيد التوزيع وهو امر هام جدا فقد أعلنت شركة
بارميدز الشركة الموزعة للفيلم دوليا ان الفيلم تم اختياره من بين
خمسة افلام للحصول على الترشيح الرسمي للعرض في الاسواق العالمية
وهذا ما تم فعلا وهو ما يشكل حافزا اضافيا وداعما اكبر لهذا الفيلم
الذي تلقى في الحين ذاته اكبر عدد من الدعوات الرسمية للمشاركة في
عدد متميز من المهرجانات السينمائية الدولية.
وفي ختام تصريحه قال المخرج محمد ذياب: انا في غاية التفاؤل حول
هذا الفيلم لما يحمله من مضامين وابعاد.
وحري بالذكر ان فيلم اشتباك يتناول ترحيل مجموعة من شرائح المجتمع
المصري داخل شاحنة لترحيل المتهمين خلال ايام التظاهرات التي
اجتاحت مصر ابان الايام الاخيرة من حكم الرئيس المصري السابق محمد
مرسي والتي أدت للاطاحة به.
طلال المهنا: شاركت في إنتاج «قنديل البحر»
عبدالستار ناجي
أعلن المنتج الكويتي طلال المهنا عن تعاونه مع المنتج الجزائري
الهادي بوعبدالله في انتاج فيلم درامي جديد للمخرج الفرنسي
الجزائري داميان أونوري.
الفيلم بعنوان «قنديل البحر» هو من اخراج المخرج الفرنسي الجزائري
داميان أونوري وشاركت في كتابته الممثلة الجزائرية الشهيرة عديلة
بن ديمراد، وقد تم اختيار الفيلم للمشاركة في تظاهرة «اسبوعا
المخرجين» في مهرجان كان 2016.
وتابع طلال المهنا في تصريح خاص قائلا: أحداث الفيلم تدور حول
حكاية نفيسة، أم شابة، تخرج مع عائلتها في نزهة على شاطئ البحر.
وأثناء سباحتها بعيداً عن الشاطئ، تقوم مجموعة من الشباب بقتلها.
لا أحد رآها وهي تختفي ويبدأ القلق والخوف يراودان عائلتها، بل
وأهل القرية ايضاً، خاصة أن بعد هذه الحادثة، مات أشخاص آخرون
كانوا يسبحون على نفس الشاطئ. وحين يستبد الخوف بالناس، ترى الشرطة
أنه من الممكن أن نفيسة قد تحولت إلى قنديل البحر، والذي قد شوهد
في مناطق مجاورة. وبضغطٍ من الشرطة، يوافق زوجها على نصب فخٍ
لزوجته المختفية بهدف استدراجها لخارج البحر.
هذا الفيلم الفانتازي من انتاج شركة ميدياكورب للانتاج في الجزائر،
والصوت وما بعد الانتاج تم في بكين (الصين) وفي تيابيه «تايوان».
وحري بالذكر ان فيلم «قنديل البحر» هو التعاون الثاني بين طلال
المهنا وبين الكاتب والمخرج داميان أونوري، اذ تعاونا في عام 2012
في الفيلم التسجيلي «فدائي» والذي حاز على عدة جوائز تنويه خاصة من
لجنة التحكيم - مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي.
وفي ختام تصريحه اكد المهنا على انه يحضر حاليا لعدد من المشاريع
السينمائية الجديدة التي ستجد طريقها الى المهرجانات السينمائية
الدولية.
تظاهرات.. وأفلام وقضايا
عبدالستار ناجي
ضمن عروض تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي الذي افتتح
عروضه بالفيلم العربي المصري «اشتباك» لمحمد ذياب، كانت هناك
مجموعة من الاعمال التي قدمت خلال الاسبوع الاول للمهرجان ومنها
الفيلم الروسي «هذا الطالب فاشل» لكيريل سيربنسكوف، والذي يتناول
حكاية الشباب اليوم في روسيا الذي يحاول ان يحقق مستقبله وحلمه وسط
عالم من المتناقضات من خلال شخصية «فينمين» بيتر سكفر ستوف، الفيلم
يتميز بايقاعه وشفافيته العالية في تحليل الحالة الروسية.
اما المخرجة ستيفاني دي جيستو فقدمت فيلم «الراقصات» حيث حلم احدى
الفتيات الاميركيات لان تصبح احدى اهم الراقصات في الولايات
المتحدة الاميركية ولكن العقبات تظل تعترض طريقها حتى اللحظة التي
تلتقي بها بالشابة ايزادورا المتعطشة الى المجد والشهرة والتي تدفع
بلويل الراقصة الى القمة وبكثير من الاقتدار والجدية.
فريدرك بل.. متوهجة
عبدالستار ناجي
ضمن الفنانات المشاركات في «مهرجان كان» كان الجميع بانتظار اطلالة
الفنانة الغربية فريدرك بل التي كانت هدفا لعدسات المصورين خلال
حضورها فيلم «خوليتا» للمخرج الاسباني بدرو المودفار ويذكر ان بل
قد شاركت في العديد من الافلام السينمائية الغربية وهي تخطو خطوات
ثابتة نحو التألق الفني. |