كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

نظرة قاسية على الواقع المصري في فيلم 'اشتباك' بكان

العرب/ أمير العمري

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 

لا شك أن افتتاح برنامج "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الدولي الـ69 بالفيلم المصري "اشتباك" يعد تتويجا لجهود مخرجه ومؤلفه محمد دياب الذي آثر الانتظار لسنوات، قبل أن يقدم فيلمه الخاص عن “الحالة المصرية” القائمة والملتبسة، بين الثورة والثورة المضادة، الانشقاق والقمع، التأييد الحماسي ثم الرفض المتوتر.

قمع يطال الجميع

في لحظة ما أثناء تدفق المشاهد المنقبضة القاسية في فيلم “اشتباك”، ثاني أفلام المخرج المصري محمد دياب (38 سنة)، ينتاب المرء إحساس بأن الأمور كلها قد تشابكت وتداخلت بحيث أصبحت تستعصي على الفهم، فلم نعد ندري من يقف مع من، ولماذا، وعلى أيّ أساس؟ خاصة ونحن إزاء عمل سينمائي لا شك لدينا في جرأته -سياسيا وفنيا- يتناول الموضوع الأكثر حساسية في الوقت الحالي في مصر، أي ذلك الانقسام الاجتماعي الذي اتخذ سمة الحرب الأهلية غير المعلنة بين فصائل تنتمي إلى اليمين الديني، وفي المقدمة منه جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الجانب الآخر يقف المنتمون لما يسمى بـ”المجتمع المدني” الذي يرفض الدولة الدينية.

هذا الشرخ الهائل كان دائما هناك، وإن بشكل مستتر، منذ أكثر من ثلاثين عاما، أي منذ خروج الجماعات الإسلامية من تحت الأرض في زمن الرئيس السادات، ثم اصطدامها العنيف والعنيد مع أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية، وهو الصدام الذي بلغ ذروته في اغتيال السادات نفسه، ثم الحلول الوسط التي لجأ إليها نظام الرئيس مبارك لاحتواء نشاط الجماعات الإسلامية مع السماح لها باجتياح غير مسبوق للبنية التحتية في المجتمع المدني: المدارس، الإعلام، المستشفيات الخاصة، الأسواق التجارية، سوق المال، مع تغلغل أفراد جماعة الإخوان في الكثير من المؤسسات.

وكل ما سبق أدى إلى الهيمنة الفكرية على عقول عموم المصريين الفقراء، ثم وصول الجماعة إلى السلطة بعد ثورة يناير 2011، سواء عن طريق “سرقة الثورة” أو اختطافها كما يقال، أو بموجب السيطرة الأيديولوجية التي كانت قد ترسخت بالفعل في عقول سائر أبناء الطبقات الشعبية في مصر.

لا شك أن “اشتباك” فيلم سياسي ساخن، فهو يصور حالة الانشقاق الاجتماعي والسياسي الخطير الذي وقع بين الطرفين الرئيسيين، ثم بلغ ذروته مع الصدام المباشر بين الدولة والإخوان بعد الإطاحة بسلطة الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013، وما أعقب ذلك من عمليات عنف مارستها جماعة الإخوان والجماعات المنبثقة عنها، وحملات الاعتقال التي شنتها سلطة النظام الجديد المدعوم مباشرة من الجيش أو الذي أصبح الجيش اللاعب الرئيسي فيه، وعمليات الكر والفر التي مازالت قائمة حتى يومنا هذا.

مجتمع ممزق

يلجأ محمد دياب في فيلمه “اشتباك” إلى أصعب أشكال التصوير، فهو يحشد نحو 25 شخصية من المصريين داخل إحدى شاحنات شحن المجرمين، هذه الشخصيات المختلفة تمثل الاتجاهين، اتجاه الإخوان المسلمين وأنصارهم، والاتجاه الآخر الرافض لهم، وبين هؤلاء وأولئك، السلطة البوليسية القمعية التي لا تفرق بين الإخوان وغيرهم، ولا تستثني كل من يبدي تعاطفا من الزاوية الإنسانية مع المعتقلين، بما في ذلك عساكر السلطة من المجندين البؤساء.

(اشتباك) فيلم سياسي مصري ساخن، فهو يصور حالة الانشقاق الاجتماعي والسياسي الخطير الذي وقع بين الدولة والإخوان

داخل هذه الشاحنة المصفحة التي تستخدمها قوات الأمن المركزي في مصر، ستندلع الخلافات والاشتباكات بين أفراد هذا الخليط المتنافر المضطرب، وبينهم وبين قوات الأمن التي تحبسهم داخل هذه المصفحة التي تسير في أكثر الأوقات صعوبة، عندما كانت الاشتباكات العنيفة تدور في شوارع القاهرة بين الإخوان والجماعات الإسلامية المسلحة من جهة، وقوات الأمن المركزي والجيش من ناحية أخرى.

يجيد دياب إخراج مشاهد العنف التي يصورها من داخل المصفحة، كما يجيد الانتقال بين الداخل والخارج، ويلتقط من خلال سيناريو يتمتع بالذكاء، الكثير من التفاصيل الإنسانية البسيطة التي تمنح الشخصيات هوياتها، وتقرب تدريجيا بين الطرفين من خلال الحس المشترك بالقمع الواقع على الجميع، ويضفي السيناريو رغم قسوة ما نشاهده، بعض ملامح المرح الإنسانية التي تتفجر من خلال شخصية الشاب السمين المنتمي للإخوان والذي كان يود أن يصبح مغنيا وممثلا، وهو يتمتع بخفة الظل، رغم بشاعة صوته ومع إصراره على الغناء، بل والتطوع أيضا بتقديم يد المساعدة بطريقته الخاصة!

تتجه المصفحة التي تحمل هؤلاء جميعا إلى وجهة غير محددة، ثم تتوقف وسط الاشتباكات العنيفة التي تندلع خارجها، وما ينجم عن ذلك من تعرض المحبوسين داخلها للاختناق والموت والإصابة بالأزمات الصحية وضرورة التدخل الطبي العاجل، ولكن دون أي استجابة من جانب قوات الأمن.

ولا شك أن الفيلم يستند جزئيا إلى الحادثة الحقيقية التي وقعت في الأيام الأولى بعد الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي، عندما ألقى أحد ضباط الشرطة قنبلة غاز مسيل للدموع داخل مصفحة كانت تنقل عددا من المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين، مما أدى إلى اختناق وموت 37 شخصا، في واحدة من أبشع حوادث العنف التي شهدتها مصر.

في الفيلم الكثير من الإشارات المباشرة إلى تلك الحادثة، وهناك أيضا إطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع، بالقرب من العربة المصفحة، وتصوير لتأثيره على المعتقلين الذين يوجد بينهم عدد ممن خرجوا للتعبير عن سعادتهم بالخلاص من حكم الإخوان، أي من أنصار النظام الجديد، ورغم ذلك وقع اعتقالهم، وأصبحوا رهن الحبس داخل تلك العربة، يصرخون ويؤكدون لرجال الشرطة أنهم مع الجيش، ومن أنصار “تسلم الأيادي”، ولكن بلا جدوى.

ويحكي الفيلم أيضا قصة مصور صحافي مصري حاصل على الجنسية الأميركية، ينال أسوأ المعاملة عندما يقوم رجال الشرطة بتقييد يده إلى عمود حديدي داخل العربة، وهناك أيضا تلك الأسرة الثورية البسيطة المكونة من الأب والأم وهي ممرضة (تقوم بالدور مي عزالدين) والابن، وكيف تصرّ الأم على مواجهة رجال الأمن وتطالبهم بالكف عن إساءة معاملة المعتقلين.

لا يعتمد الفيلم على قصة درامية تتصاعد فيها الأحداث نحو ذروة ما، بل على وصف رمزي يكثف في أسلوب مجازي واضح، يصل أحيانا حد المباشرة والسذاجة، لفكرة التمزق والانشقاق، وكيف يمكن أن تقرب المعاناة المشتركة بين مختلف الأطراف، مع الكثير من المبالغات والتكرار والصراخ الهستيري الذي لا يتوقف، والجنوح نحو التعبير الميلودرامي عن المشاعر.

تفاصيل الصورة الخانقة

ومن ضمن مشاكل الفيلم أيضا، أنه بينما يوضح موقف أعضاء جماعة الإخوان وكيفية مبادرتهم الفورية إلى تنظيم أنفسهم داخل الشاحنة، واختيار من يقودهم في هذه المحنة الجديدة، ويجعل ولاءهم أو انحيازهم الأيديولوجي واضحا ومكشوفا أمام المتفرج، تفضحه الشعارات التي يرددونها، يبدو الطرف الثاني غير محدد الهوية، بل أقرب في معظمه إلى ما يعرف بـ”البلطجية”، وحثالة المجتمع وفئة المهمشين، قاع المجتمع، مثل ذلك الرجل الذي يقول إنه يعمل في تنظيف السيارات، ويبيت في الشارع، دون أن يكون هناك أي تفسير موضوعي من داخل الفيلم لموقف هؤلاء المتشدد من الإخوان المسلمين.

وهو ما يتناقض مع ثورة يناير 2011 التي كانت أساسا ثورة نخبة من المثقفين والمتعلمين والشباب الواعي، بينما كان الميل الطبيعي للمنتمين لدى الطبقة الأدنى، أقرب إلى فكر الإخوان المحافظ، وهو ما يجعل تشددها في العداء للإخوان هنا غير مبرر دراميا.

وتيرة واحدة

من ناحية البناء كان الفيلم في حاجة إلى نوع من الشد والإحكام أكثر، بحيث يستبعد التكرار الذي يصل حد الصياح المستمر طويلا على وتيرة واحدة، حتى في هتافات المتظاهرين التي تكرر في وقت ما هتافا غريبا لا نعرف له أصلا، يقول “هو ده” وهو يبدو أقرب إلى هتافات مشجعي كرة القدم، ولا شك أن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق المونتير أحمد حافظ.

ونتيجة لاختيار أنماط مبالغ كثيرا في تصوير وضعها الاجتماعي المتدني، أدى ذلك إلى النمطية في الأداء التمثيلي، وبدا جميع الممثلين يصرخون ويتنافسون على إسماع أصوات استغاثاتهم، وكما غابت الفروق الطبقية كثيرا في ما بينهم، وبدا الصحافي وزميله، اللذان يفترض أنهما ينتميان للطبقة المثقفة، أقرب في سلوكياتهما ولغة حديثهما، إلى السوقية، ولم يكن مقنعا أن نرى الشاب الذي يتصل بوالدته يطلب منها مخاطبة أحد الوزراء لإطلاق سراحه، بينما هو كما نراه، أقرب إلى شباب “البلطجية” منه إلى أبناء الأسر الميسورة والطبقة العليا في المجتمع المصري.

وقد أدى البناء الكاريكاتوري للكثير من شخصيات الفيلم إلى اصطباغ أداء الكثير من الممثلين بالطابع الكاريكاتوري، ولا شك أن الأداء بوجه عام، كان في حاجة إلى الضبط من جانب المخرج، والابتعاد عن التكرار في إبداء المشاعر، كما في حالة الأب الذي يظل ينادي على ولده الذي يفترض وجوده في شاحنة أخرى، أو الابن الذي يصرخ مناديا على والده الذي يدرك المشاهدون مبكرا أنه لا بد أن يكون قد لفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة الترحيلات الأخرى.

بناء الفيلم كان في حاجة إلى نوع من الشد والإحكام، بحيث يستبعد التكرار الذي يصل حد الصياح المستمر

ولولا براعة دياب ومصوره الموهوب أحمد جبر في استخدام حركة الكاميرا التي حاصرت الممثلين داخل لقطات قريبة ومتوسطة داخل الشاحنة، والحركة الدودية التي لا تهدأ، وتفاصيل الصورة الخانقة بإضاءتها الشاحبة وألوان الصورة الداكنة، وهو ما أضفى الطابع التسجيلي على الكثير من المشاهد، لوقع الفيلم في صورة الجمود المسرحي، وافتقد بالتالي إلى الحيوية التي تميز بها، رغم كل ملاحظاتنا السلبية على البناء والأداء.

ومن المتوقع بعد ذلك أن يواجه الفيلم مشاكل مع الرقابة المصرية التي لم تعد تطيق أن ترى أي عمل عن الثورة، يكشف قمع السلطة البوليسية، أو يعرض صورة للواقع المصري تعتبرها الرقابة تسيء إلى “مصر السياحية”، ويمكن أن تساهم في المزيد من الإضرار بالسياحة.

ومن جهة أخرى تحظر الرقابة حاليا إظهار أي نوع من التعاطف مع جماعة الإخوان وحلفائها، وبالتالي فمصير الفيلم في السوق المصرية يظل غامضا، حتى إشعار آخر!

مجلة 'فاريتي':

الرقابة تخنق الفيلم العربي والمخرجون يلوذون بالكوميديا

العرب/ أمير العمري

خصصت مجلة "فاريتي" الأميركية المتخصصة في شؤون صناعة السينما في العالم، ملفا خاصا عن السينما في العالم العربي، بمناسبة انعقاد مهرجان كان السينمائي.

كان (خاص) – تضمن ملف أجرته مجلة “فاريتي” الأميركية المتخصصة في شؤون صناعة السينما في العالم، تحقيقا عن طموحات السينمائيين العرب لتحقيق مشاريع أفلام أكثر طموحا، يمكنها الوصول إلى الجمهور العريض على الساحتين المحلية والعالمية، والخروج من النطاق المحدود الذي انحصرت فيه أفلامهم الفنية التي تتميز بالبحث عن أساليب غير تقليدية للفيلم العربي.

ويقول المنتج الفرنسي إريك لاغيس مدير شركة “بيراميدز” الفرنسية، وهو الطرف الإنتاجي الرئيسي في إنتاج الفيلم المصري “اشتباك” لمحمد دياب، إن السينمائيين العرب باتوا على قناعة بضرورة التوجه نحو قطاعات أوسع من خلال أفلامهم الجديدة. ويضيف أن فيلم “اشتباك” رغم دراميّته العالية، إلاّ أنه يتميز أيضا بوجود لحظات مرحة في سياقه.

يسوق المقال أمثلة على التوجه الجديد للسينمائيين العرب للخروج من معطف أفلام النخبة بفيلم “وهلاّ لوين” للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، والفيلم الفلسطيني “يا طير الطاير” لهاني أبوأسعد، وكلاهما يروي قصة درامية تمتلئ بالمواقف الطريفة، دون أن تغفل النقد الاجتماعي.

تضمن الملف أيضا مقالا رئيسيا كتبه الناقد الأميركي جاي ويسبرغ عن اشتداد قبضة الرقابة في العالم العربي على الأعمال السينمائية والإعلامية بشكل عام في الفترة الأخيرة، وهو يصف الوضع القائم في المنطقة بأنه حالة حرب مشتعلة لا تكاد تخلو منها دولة عربية، وأن الفيلم والتلفزيون أصبحا في مواجهة سلطات أكثر تشددا، تلقى دعما من المؤسسات الدينية الرسمية من أجل فرض المزيد من القيود على حرية التعبير.

يمضي كاتب المقال ليقول إن ما أنتجه “الربيع العربي” يواجه الآن قمعا متزايدا، بعد أن جعل الإعلام الرسمي كلمة الثورة كلمة سيئة السمعة، وأن الكثير من العاملين في مجال الثقافة في مصر أشاروا إلى تعرضهم للمراقبة والمداهمات الأمنية وتفتيش مساكنهم، كما يتساءل الكثير ممن يمتلكون وسائل إعلامية مستقلة عما إذا كان سيمكنهم الاستمرار أو سيرغمون على الإغلاق.

التوجه نحو قطاعات أوسع

يشكو مخرج فيلم “اشتباك” من أن الثورة كانت قد نجحت في الحصول على الكثير من المكاسب، خاصة في ما يتعلق بزيادة اتساع مساحة حرية التعبير، لكن المفارقة أن النظام الجديد الحالي الذي جاء بعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر يلجأ إلى فرض ما عجز الإسلاميون عن فرضه أثناء الفترة التي قضوها في الحكم، بسبب ما واجهوه وقتها من مقاومة شديدة، أما الآن فقد تم فرض المزيد من القيود على الإعلام والتعبير الثقافي، وأن النظام الجديد يحاول أن يثبت للشعب المصري أنه أكثر تشددا في ما يتعلق بالمعايير الدينية من الإسلاميين، لذلك يتعرض الكثير من الأشخاص للقمع والاعتقال.

وعن الدول العربية التي لم تشهد الثورات مثل الجزائر، فيقول الكاتب جاي ويسبرغ إنها أصبحت تتحسب لأيّ نقد للسلطة، وبالتالي فقد أرغمت السلطات الجزائرية مثلا المخرج المرموق مرزاق علواش على العمل في فرنسا، وعندما يصور أفلاما في الجزائر تتعرض هذه الأفلام للمنع من العرض في دور العرض الجزائرية.

وهو ما حصل تقريبا مع هشام لعسري الذي ينتقد الممارسات العلوية التي تخدش على نحو ما سلطة العائلة الملكية الحاكمة فواجه الكثير من التضييق، بينما منعت السلطات فيلم “الزين اللي فيك” لنبيل عيوش الذي يكشف عورات الواقع المغربي واضطرار الكثير من الفتيات تحت وطأة الفقر إلى احتراف الدعارة.

الضغوط لا تأتي فقط من السلطات، بل كما يقول المخرج المصري يسري نصرالله تأتي كذلك من جانب منتجي الأفلام الذين يرفضون إنتاج أفلام تتناول قضايا سياسية شائكة مثل فساد الشرطة أو الجماعات الإسلامية، وهو ما يؤثر على كتاب السيناريو والمخرجين الذين يرغبون في الوصول إلى الجمهور العريض من خلال شركات إنتاج كبيرة رئيسية تعمل في نطاق السوق.

العرب اللندنية في

17.05.2016

 
 

فلسطين في كان ...

والسينما الإسرائيلية تتصالح مع «الموساد»

كان (الجنوب الفرنسي) – إبراهيم العريس

إتّسم اليوم الرابع لعروض مهرجان «كان»، الى حد كبير، بأبعاد سياسية لم تكن متوقعة. غير أنها لم تكن، لحسن الحظ، من النوع الذي يؤثر في مسار المهرجان، أو حتى في المتعة التي بدأ الحضور يستشعرونها مع عرض مجموعة من الأفلام المنتظرة، وإن كان يمكن القول إن المميّز حتى الآن لم يكن كثيراً. نصف دزينة من أفلام قوية ليست بالشيء الكثير... لكنها تشكل متعة سينمائية حقيقية، خصوصاً إن كانت من النوع الذي اشتاق أهل المهرجان إليه. فإلى جانب الفيلم الروماني «سييرا نيفادا» لكريستو بيو، والألماني «طوني آدرمان»، والإنكليزي «أنا دانيال بليك»، ناهيك عن فيلم الافتتاح الذي أعاد وودي آلن الى أحلى لحظاته، سيبدو حصاد العام الفائت، بالمقارنة، هزيلاً... على الأقل بالنسبة الى الذين يحبون المقارنات. طبعاً حين نتكلم عن السياسة لا نعني أن هذه الأفلام ليست سياسية، بل نعني أنها لا تعبأ بذلك النوع من «السياسة» الذي يشغل اليوم وسائل التواصل الإجتماعي العربية صاخباً زاعقاً، مرة لأن إدارة المهرجان إرتأت إضافة فيلم عن البشمركة حققه الفرنسي برنار هنري ليفي- الذي احتار وحيّر الناس في أمره فهو ساعة سينمائي وأخرى فيلسوف وثالثة روائي ورابعة ثوري، من دون ان يفلح في اجتذاب مؤيدين عرب له!-، ومرة لأن مخرجة من عرب فلسطين هي مها الحاج أعلنت بلا مواربة انها تقدّم فيلمها باسم إسرائيل «لأنني، شئت أم أبيت، مواطنة في هذه الدولة وحصلت من سلطاتها على تمويل فيلمي». طبعاً كان هذا الكلام كافياً لتتعرض المخرجة لهجوم المواقع إياها الساحق الماحق، ومرة ثالثة لأن فلسطينياً عرض بعض مشاهد فيلم يحققه عن «عملية ميونيخ»، أثار ثائرة بعض المنظمات اليهودية فطالبت إدارة المهرجان بمنعه، كما قال هو من دون أن يعلن أحد غيره ذلك!

كل هذا يشغل بال متابعي المهرجان، العرب دون غيرهم كما يبدو... من الذين لا تهمهم الأفلام بقدر ما يهمهم الضجيج من حولها. والمؤسي أن هؤلاء أنفسهم، حين جاءت السياسة الحقيقية، في السينما التي ينبغي لها فعلاً أن تهمهم، صمتوا غير عارفين ما يتوجب قوله. هذه السياسة، والمتعلقة مرة أخرى بفلسطين، تجلّت في الفيلم الإسرائيلي الذي عُرض في تظاهرة «نظرة ما»، «ما وراء الجبال والتلال» من إخراج إران كوليرن. وفي يقيننا أن في هذا الفيلم– من داخله ومن خارجه– ما يبدو جديراً بوقفة حقيقية. وذلك تحديداً لأنه يطرح وبقوة، وربما من دون أن يقصد، أسئلة مهمة حول المصير الذي آلت إليه السينما الإسرائيلية المعادية لحكم اليمين الإسرئيلي، على الأقل، أو حتى للبنيان الإيديولوجي نفسه الذي قامت عليه إسرائيل. واللافت أن كوليرن الذي قدّم قبل نحو عشر سنوات وفي «كان» تحديداً، واحداً من أقوى وأجمل الأفلام في تلك الموجة التي من الأسف لم يلتقطها الجسم الثقافي العربي كما يجب و «يوظفها» في معركته مع فاشية الدولة الإسرائيلية، ونعني به فيلم «زيارة الفرقة»... يعود اليوم الى «كان» بفيلم متراجع تماماً من الناحية الفنية ومناقض لمواقفه القديمة من الناحية السياسية.

«ما وراء الجبال والتلال» يتحدث عن ضابط متقاعد لتوّه يجابه بابنته تضع كوفية «الإرهابيين» حول عنقها وتشارك في تظاهرات مناهضة للحكومة ومتعاطفة مع الفلسطينيين، ما كان يمكنه أن يشكل منطلقاً جيداً لفيلم سيتناول صراع الأجيال ومآسي الضباط المتقاعدين، والوجود الفلسطيني وراء الجبال، والعديد من المشكلات العضوية التي تجابه المجتمع الإسرائيلي اليوم. لكن هذه الانطلاقة الواعدة سرعان ما تتحطم أمام بلادة في السيناريو والتمثيل وحيرة في إدارة الحوارات والمشاهد. أكثر من هذا، فنحن أمام قلبة في إيديولوجية الفيلم نفسها كان من الممكن أن تخجل كوليرن وكثراً من رفاقه السينمائيين قبل سنوات، لكنها تضحي اليوم كناية واضحة بائسة عن تراجع هذه السينما. فالفتاة الطيبة المناضلة، ينتهي بها الأمر الى المصالحة مع أبيها والتعاون مع الاستخبارات... واللوم على الفلسطينيين الذين كان أبوها قتل واحداً منهم من دون أن يسأله أحد عما فعل، وكانوا عاملوها هم أنفسهم بكل فظاظة حين ذهبت متعاطفة معهم مقدّمة لهم مالاً جمعته من أجل قضيتهم فرموه في وجهها، قبل أن يحاول «إرهابيّ» من بينهم توريطها في عملية، يكون كشفها لها مناسبة لعودتها الى الحظيرة العائلية... وكأن المخرج يصوّر هنا مبررات تراجع سينماه في الوقت نفسه!

الحياة اللندنية في

17.05.2016

 
 

في مهرجان "كان" السينمائي العالمي 69

فيلم "جوليتا" للأسباني بدرو المودوفار.. هلكنا..!

كان. فرنسا. من صلاح هاشم

أنتهيت في التو اليوم الثلاثاء 17 مايو من مشاهدة فيلم "جوليتا" للمخرج الاسباني الكبير بدرو المودوفار في القاعة الكبرى بقصر مهرجان "كان" السينمائي في دورته 69، ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للدورة الحالية، ويتنافس مع 20 فيلما على الفوز بجائزة من جوائز المهرجان،.. ويقينا.. لن تكون جائزة السعفة الذهبية من نصيبه..

فقد كنت بالطبع أنتظر مع الكثيرين من عشاق أفلام المخرج الأسباني الكبير أن يطل علينا من خلال "جوليتا" بفيلم جديد متميز ، مثل فيلمه الأثير "كل شييء عن أمي" أو فيلم "نساء على حافة الإنهيار العصبي" مثلا أوفيلمه البديع "تكلم معها" فقد عودنا بأسلوبه السينمائي "العاطفي" وسينمتاليته – عاطفيته - وتأثره بسينما هوليوود في فترة الثلاثينات وأفلامها وجمالياتها كما في فيلم "حواء" مثلا لمانكويتش مثلا..

عودنا أن يغوص في قلب المشاعر الإنسانية النسائية بالذات، وهو يبحر عميقا في القاع، ليستخرج منها لنا الدرر، ويجعلنا نتعاطف مع بطلاته، ونحبهن ونتمثلهن في حياتنا. ويكفي المودوفار فخرا- مخرج  "الموفيدا" أو "الموجة الجديدة" في السينما الإسبانية في الفترة التي أعقبت وفاة الديكتاتور الأسباني فرانكو..

أن المودوفار جعلنا نكتشف من خلال أفلامه الرائعة المذكورة هنا ممثلة أسبانية شابة صغيرة تدعى "بينيلوب كروز"، إشتهرت بسرعة، وصعدت من خلال أفلامه الى قمة المجد، ودلفت كممثلة الى مصنع الأحلام في هوليوود من أوسع باب، لتشق طريقها وحدها.. بعيدا عن الفنان المثال.. الذي قدها وصاغها وصنعها..

غير أن فيلم "جوليتا" جاء للأسف مخيبا لكل آمالنا، وتوقعاتنا، فقد حقق المودوفار من خلاله فيلما ثقيلا جدا في إيقاعه، ويتطور بصعوبة، ومتكلف ويفتقد "المصداقية"،  ولذا لم نقتنع ابدا بقصته – التي بدت لنا مفبركة ومقحمة – فخرج لنا "اصطناعيا" للغاية، بل ولايشبه في شييء.. أي من أفلام المودوفار  العاطفية "السينتمنتالية" الجميلة المذكورة، إلا في أن بطل الفيلم وشخصيته المحورية.. إمرأة..

"جوليتا".. لايحمل هما أو قضية

فيلم "جوليتا" هو فيلم لايحمل هما أو قضية، على عكس ما عودنا المودوفار في جل أفلامه، إلا إذا كانت قضية المودوفار في فيلمه -  قضية الفيلم - هي تشريح إحساس "الشعور بالذنب" عند أم هجرتها إبنتها، وقررت أن تقطع صلتها بأمها ولفترة تزيد على العشر سنوات وهربت لتعيش في منتجع أو ملجأ "روحاني"  ظنا منها أن الأم – جوليتا في الفيلم - كانت سببا في موت الأب- وهو صيّاد خرج ليصطاد في البحر وتغيرت أحوال الطقس وهبت عاصفة جعلته يغرق وقاربه-

وخلال فترة "غياب" الإبنة تحتفل الأم التي هجرتها إبنتها بعيد ميلاد الإبنة وحدها، ويصلها يوم الاحتفال كل سنة رسالة من الإبنة التي تكتب عنوان الأم في مدريد وتتعمد عدم كتابة عنوان المرسل. وتقوم الأم كالعادة كل سنة بإلقاء تورتة الاحتفال بعيد ميلاد إبنتها في صندوق القمامة، ويدور المودوفار حول نفسه، ومنذ أول مشهد في الفيلم الذي يدور في قطار، في محاولة لاقناعنا بقصة الفيلم القائم كله على "المصادفات" القدرية التي تغير من مصير الشخصيات وتجعل الأم تعيش مأساة الفراق..

ويحتشد الفيلم "الممل" بالخيوط الدرامية التي لاتتطور، وتفتقد أية ضرورة  على الاطلاق: مثال ذلك علاقة جوليتا بأمها المريضة، وعلاقتها بالأب الذي وقع في غرام "سناء" وهي ممرضة جاءت لكي تعتني بالأم المريضة، ويبدو جليا أن المودوفار "ورط" نفسه بصنع هذا الفيلم -  الذي لم تكن له ضرورة على الإطلاق - واختلاق قصته وتطوير أحداثه على طريقة  "دوخيني يا ليمونة"، إذ يفتح لنا المودوفار بابا  أو خطا دراميا جديدا في الفيلم عند "منعطف" درامي ما، ثم سرعان مايتركنا في منتصف المسافة، كمن يرقص على السلم، ويعود الى خط درامي آخر، ونحن نركض خلفه ونقع في الورطة أو بالأحرى "الحفرة" التي أوقع نفسه وأوقعنا فيها..

والمصادفة هنا – كما في الميلودراما وهذا طبيعي – تتحكم في حركة وتطور الأحداث، مثال ذلك أن جوليتا تلتقي مصادفة برجل لا تعرفه في قطار فتتعلق به وتنام معه وتنجب منه إبنتها بل لقد "حرق" المودوفار – الغشيم -  فيلمه في آخر لقطة في الفيلم، حين جعل شخصية في الفيلم، وقد وصلت اخير لجوليتا رسالة من الإبنة، تذكر فيها عنوانها، فتركب جوليتا السيارة في صحبة صديقها في طريقها الى حيث  تسكن الإبنة – ويترك لنا المودوفار بالطبع أن نتخيل كيف سيكون اللقاء والصلح الجميل بين الأم وإبنتها بعد فراق دام أكثر من 12 عاما..

جعل شخصية ما تصرح في الفيلم بأن هموم جوليتا ومعاناتها قريبة الشبه من هموم بطلات بعض روايات باتريشيا هاي سميث- كاتبة روايات بوليسية -  التي تبدو دوما مسكونة بمشاعر "الإحساس بالذنب"، اي انه المودوفار يقوم هنا بشرح فيلمه، لمن لم يفهم، مبررا لنا تصرفات جوليتا وسلوكياتها، وفي آخر لقطة في الفيلم، وقبل أن يظهر إسم جوليتا على الشاشة – نهاية عبيطة جدا طبعا من مخرج يغرق فليس لديه مايقوله - بدلا من كلمة النهاية..

لم أجد على الاطلاق أن المودوفار شعر بأنه مدفوع ومجبر على صنع هذا الفيلم-  الذي لم يعجبني ابدا -  كـ "ضرورة حتمية وملحة" لابلاغنا رسالة ما..

لأنه لا توجد في فيلم "جوليتا" كما بدا لي أية رسالة.. ولا يقول لنا  المودوفار بفيلمه "المحفلط الكيتش" على طريقة "النيوويف" – فكل شييء هنا حديث ومودرن ويلمع ويمتليء الفيلم بالاشارات والايحاءات "المدرسية" الظاهرة الفجة لرسامين وفنانين ومصممي ديكور لفترة مابعد الحداثة الخ – لايقول لنا  للأسف –  أي شيي..

بل أن كل ما أراد أن يقوله المودوفار.. ولم يستطع قوله في فيلمه "الفاشل" الذي هلكنا.. لا يهمنا.. في ألمنا وغربتنا.. ومعاناة كل نهار، ولايعنينا  على الإطلاق..

خسارة..

سينما إيزيس في

17.05.2016

 
 

جارموش وخودوروفسكي عرضا فيلمهما: في مهرجان كانّ هذه السنة الشعر يطبب الروح!

كانّ - هوفيك حبشيان

من أشياء بسيطة تولد أحياناً أفلام كبيرة وصادقة تعمّر في الأذهان وتصمد في الوجدان وقتاً طويلاً بعد خروجنا من الصالة والعودة مجدداً إلى صخب مهرجان كانّ (11 - 22 الجاري)، التظاهرة السينمائية الأضخم في العالم. في هذه الحال تركنا فيلم جيم جارموش الجديد، "باترسون" المتسابق على "السعفة الذهب". المخرج الأميركي المولود في كانّ العام 1984 مع "ستراينجرز دن بارادايز"، يقتفي هنا خطى سائق باص يُدعي باترسون (آدم درايفر) يعيش حياة رتيبة تتوزع بين ثلاثة أماكن: البيت الذي يتشاركه مع زوجته الفنانة (غولشيفته فراهاني) والباص، وأخيراً البار الذي يرتاده لتبادل أطراف حديث بلا معنى مع رواده.

باترسون وهو ايضاً اسم المدينة التي تجري فيها الحوادث - أو اللاحوادث - (ولاية نيو جرسي) رجل لديه كلّ مقوّمات العيش السليم، بيت وزوجة وعمل، الا ان حياته مسلوبة وسعادته مؤجلة وهي رهن القصائد التي ينظمها في دفتره الصغير. قليلاً قليلاً، يتحوّل الفيلم إلى احدى هذه القصائد البصرية العبثية التي يعرف جارموش كيف يوصل روحيتها إلى قلب المُشاهد من دون أن تبدو مدعية وممجوجة وثقفاوية، وطبعاً من دون أي لجوء إلى العواطف. هناك غمزات إلى هذا الشاعر وتلك المقولة، هذا طبيعي في فيلم لجارموش الذي شرب الأدب مع الحليب، واكتشف السينما الأميركية في نوادي باريس التي ارتادها في شبابه. في العشرين ذهب قاصداً العاصمة الفرنسية، بغية الالتحاق بجامعة، لكن سرعان ما وجد نفسه يتنقل من مكتبة سينمائية إلى أخرى بغية المشاهدة والاطلاع. وهذا ما فتح أمامه احتمالات كثيرة. في باريس، اكتشف أفلاماً لم يكن يعلم حتى انها موجودة.

في مشهد من الفيلم، يلتقي باترسون وهو جالس على المقعد في احدى الحدائق، يابانياً جاء إلى مدينة باترسون حباً بشاعرها الأهم، وليم كارلوس وليامز. قبل ان يفترقا، يهدي إلى صديقنا باترسون دفتراً صغيراً صفحاته عذراء، ذلك ان الصفحة البيضاء حيث لا شيء مكتوب، تطرح احتمالات أكبر. كلّ باترسون في هذه العبارة؛ فهو إنسان أقرب ما يمكن أن يكون إلى الصفحة البيضاء، ينتظر أن تكتب الحياة عليها ابداعاتها. في انتظار تلك الحياة التي لا تأتي، نتابع حياته اليومية التي يصوّرها جارموش على شكل لازمة وتكرار، ومع كلّ تكرار جديد يضيف اليه عنصراً جديداً يدفع بالسرد إلى نقطة الختام. الفيلم جارموشي في أدق تفاصيله، وكما كان أعلن سابقاً المدير الفني لكانّ تييري فريمو، فإنه ينطوي على هواجسه التصويرية وشخصياته المنبثقة من تقليد السينما الأميركية المستقلة والحوارات الذكية. انه، باختصار، فيلم يمثّل عودة جارموش إلى جارموشيته المحببة، بعد أفلام عدة خرج بها عن اطاره المعهود. طبعاً، تضاف إلى كلّ ما سبق صنعة جيدة وحرفة يمتلك جارموش أهليتها منذ اطلالاته الأولى على السينما في ثمانينات القرن الماضي. هناك انتقاء مغاير للشريط الصوتي وخيارات فنية ندين بها إلى ذهنية جارموش في رفض ما هو "استيتيكي". قبل سنوات، في احد الدروس السينمائية، كان يقول الآتي: "ألملم أشياء من هنا وهناك: مشاهد من فيلم، لوحة، مخطوطة، الخ. هكذا نبني الوحي. لديّ تقنية واضحة وهي ادارة الظهر لكل ما يثير الدهشة. بمعنى آخر، في كلّ مرة أرى شيئاً جميلاً، أقدم على تصوير الشيء المقابل لهذا الشيء الجميل، يعني انني أصوّر نقيضه. اذا كان ما يدهشني هو شجرة عملاقة، فأحاول أن أجد شجرة صغيرة لأصورها".

آدام درايف في دور باترسون، يسحق القلب. أداؤه ممسوك وباطني وتعابيره مقتصدة. أما البقعة الجغرافية التي تؤويه فتصبح أمام كاميرا جارموش فضاء للحرية والفنّ والفانتازيا. الا ان الحقيقة المعيشة مختلفة تماماً، وهي تتجلى في حكايات ركّاب الباص الذين يصعدون مع باترسون يومياً. باترسون حالمٌ لا يعرف فعلاً ماذا يريد من الوجود، يتناول فطيرة زوجته الجميلة الناعمة التي تلازم المنزل طوال الوقت. فطيرة تبدو شهية الا اننا لا نشعر للحظة بأنه يستطعم بما يضعه تحت لسانه. هذه صورة للحياة التي يعيشها، بلا لون أو طعم، فيلجأ إلى الشعر. هناك القليل من باترسون في كلّ منّا.

¶¶¶

الشعر هو أيضاً المادة الأساسية لفيلم المخرج التشيلياني الكبير أليخاندرو خودوروفسكي، "شعر بلا نهاية"، المعروض في "اسبوعا المخرجين"، الذي استُقبل استقبال الجبابرة يوم عرضه مساء السبت. وكان لـ"النهار" في اليوم التالي مقابلة مع صاحب "الجبل المقدس" ننشرها قريباً. الفيلم هو نوعاً ما امتداد لـ"رقصة الواقع" الذي عُرض في العام 2013، وقد لجأ خودوروفسكي للمرة الثانية إلى التمويل الشعبي عبر التبرع الالكتروني، بحيث شارك سبعة آلاف محبّ لفنّه في التبرع له. النتيجة مبهرة على الأصعدة كافة: صورةً (كريس دويل) واخراجاً وتمثيلاً ونصاً وأفكاراً. خودوروفسكي وظّف كلّ جنونه الذي لا حدود له في هذا العمل الممتع الذي يعيدنا إلى سنوات صباه في سانتياغو خلال أربعينات القرن الفائت وخمسيناته. آنذاك كان له حلم واحد: الشعر. العائلة عارضت، لكن المراهق الذي كانه، أصرّ. في المقابلة، أخبرني انه لم يسامح والده الا عندما بلغ الثمانين. هو اليوم في السابعة والثمانين، وينبض بالحياة والديناميكية، وفيلمه هذا أكبر دليل على الحرية الواسعة التي يتحرّك داخلها.

ينخرط خودوروفسكي المخبول في حياة البوهيميا المعطوفة على عوالم انريكه لين وستيللا دياز وكلّ الذين سيصبحون لاحقاً أيقونات أميركا اللاتينية في الأدب والشعر. كلّ شيء سيعيشه اليخاندرو البتول إلى أقصاه، الجنس والفنّ، والحياة نفسها. "شعر بلا نهاية"، كوكتيل من البصريات ينعتها المخرج بـ"البسيكو ساحر". بين السيرك والمشاهد الحميمية، العيون تحار، فنخرج بإحساس بالغ بالسعادة.

خودوروفسكي، المعروف بميله الفطري إلى الاستفزاز وقلب الطاولة على الرؤوس يقول دائماً انه لا يصنع الأفلام لكسب المال بل ليخسره. عندما جاء الى كانّ في العام 2013 مع "رقصة الواقع"، نُقل عنه امتعاضه من تحويل كلّ شيء إلى اعلان وصفقات وسلعة، معترضاً على الآلة الدعائية التي خلف فيلم مثل "غاتسبي العظيم"، الذي جعل ليو دي كابريو مجرد "عاهر عليه أن يخجل من نفسه".

المخرج الذي "يقدّس" الكثير من السينيفيليين أفلامه، كائن كوزموبوليتي مسكون بالقلق وهموم العصر، أوكراني الأصل، تشيلياني الجنسية، فرنسي الاقامة، أنجز أعمالاً تتعايش فيها الروح اليديشية مع تقاليد من أميركا اللاتينية. "أنا كالمطر، أذهب حيث يحتاجونني"، يؤكد الرجل البشوش الذي يحملنا إلى ماضيه وشبابه الملونين بألوان قوس القزح، حيث بعض الأشكال الفنية تذكّر برولان توبور، "صديقي الذي كان أكثر تشاؤماً مني". هذا كله وسط أجواء فانتازية مشبّعة بالموسيقى وغبطة مشاركة فيلم مع الآخر التي نجدها في السينما اللاتينية. هذا الفنان الشامل المتضلع من "التارو" الذي قارب أكثر من فنّ واختصاص (أدب، موسيقى، مسرح، سينما)، "مهرج" تتلمذ على يد مارسيل مارسو في فنّ الإيماء، وأدار موريس شوفالييه في ميوزيك هول، وأثار انتباه جون لينون حدّ ان الأخير جمع له المال لينجز "الجبل المقدس" في العام ١٩٧٣. في أحد تصريحاته لإحدى الصحف صرح بأن "أيّ شخص يعتقد أنه سيطعن في السنّ ويموت لديه مشكلة حقيقية"، مؤكداً انه سيعيش 120 عاماً، وان الناس يعتقدونه مجنوناً، لكن كلّ ما يفعله، هو شخصياً، تطبيب روحه.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

17.05.2016

 
 

«كن لوتش» قادم إلى «كان» للدفاع عن الفقراء.. واقتناص السعفة الذهبية

كتبت: حنان أبوالضياء

المبدع «كن لوتش» يشارك بفيلمه رقم 25 فى مهرجان «كان» هذا العام. وتعد تلك المشاركة هى الثامنة عشرة التى أتى فيها إلى المهرجان، حيث شارك بالمسابقة الرسمية 13 مرة، وفى هذا العام يتنافس بفيلمه «أنا، دانيل بلاك»؛ الذى يدور حول النجار دانيل، المصاب بمرض القلب، والبالغ من العمر 59 عاماً، «دايف جونز» ويعد هذا العمل بمثابة عودة جديدة لسينما الفقراء والمهمشين فى إنجلترا التى اشتهر بها «كن لوتش»، والفيلم يحمل أساليب المخرج المعتادة وسخطه على قساوة النظام الرأسمالى، وتعاطفه مع الفئات الفقيرة فى المجتمع.. ويتوقع البعض اقتناصه السعفة الذهبية الثانية بعد فوزه من قبل بها عن فيلمه «الريح تهز الشعير» سنة 2006، إلى جانب حصوله عن ثلاث جوائز أخرى من لجان التحكيم بمهرجان «كان» كسعفة ذهبية خاصة بلجان التحكيم، مع أفلام: «الأجندة الخفية 1990»، و«السماء تمطر أحجاراً 1993»، و«نصيب الملائكة 2012.. والريح تهز الشعير». استند فيه إلى وقائع تاريخية تتعلق بالثورة الأيرلندية ضد قوات الاحتلال البريطانية فى العام 1920.

واستعان المخرج كين روش بالمؤرخ دونالد دريسكول طوال تصوير مشاهد الفيلم لمراعاة الأصالة والدقة التاريخية.

وعرض الفيلم الوقائع والأحداث التاريخية من دون تحيز أو إصدار أي أحكام. كما تميز الفيلم بالأداء التمثيلى العالى، وفى مقدمتهم الممثل الأيرلندى سيليان ميرفى فى، وببراعة السيناريو على يد الكاتب السينمائى بول لافيرتى والتصوير على يد المصور بارى أكرويد الذى ينجح فى إظهار جمال الريف الأيرلندى وفى نقل واقعية المعارك. أثار فيلم «الريح التى تهز الشعير» جدلاً سياسياً كبيراً فى بريطانيا عند صدوره، وأثار حفيظة بعض النقاد البريطانيين، الذين ذهب أحدهم إلى حد اتهام كين روش بالخيانة. ومع ذلك، فقد قوبل الفيلم باستحسان معظم النقاد البريطانيين. ومع أن المخرج كين روش اتهم معظم دور السينما البريطانية بمقاطعة الفيلم، فقد عرض الفيلم فى أكثر من 100 من صالات العرض البريطانية، وحقق نجاحاً نسبياً على شباك التذاكر، كما حقق الفيلم نجاحاً مماثلاً فى دور السينما الأمريكية والفرنسية.

وأخرج «كن لوتش» العشرات من الأفلام الاجتماعية للسينما والتليفزيون تناولت معاناة المشردين مثل فيلم (كاثى عودى إلى البيت) 1966 والحرب الأهلية الإسبانية في فيلم (الأرض والحرية) 1995 والصراع فى أيرلندا فى فيلم (الأجندة الخفية) 1990 وفيلم (الريح التى تهز حقول الشعير) الفائز بجائزة السعفة الذهبية فى مهرجان «كان» العام 2006. قدم لوتش أول أعماله الروائية الطويلة تحت عنوان: «البقرة العاجزة» poor cow حيث يصور بكاميرته المتأثرة بالنمط التسجيلى وقائع الحياة المغيبة والمسكوت عنها فى الأحياء الإنجليزية الفقيرة.

ويعد كين لوتش أحد أبرز المخرجين العالميين الذين انتهجوا تيار الواقعية فى السينما وظل مخلصاً لمبادئه وخاصة فى فيلم (الطريقة الأيرلندية) باعتبار أن الطريق التى تصل بين مطار بغداد والمنطقة الخضراء المحصنة هى الأكثر خطورة فى عراق ما بعد الاحتلال، حيث يتتبع الفيلم مصائر رجال شركات الأمن الخاصة التى تعمل فى العراق. اختار نص هذا الفيلم وقدمه بأسلوب التحقيق، وصورت أجزاء منه فى الأردن. يلجأ لوتش إلى أسلوب تيار الواقعية فى أفلامه وفيها ينحاز دائماً إلى عالم المهمشين اجتماعياً وسياسيَّاً وهو صاحب مواقف وأفكار إنسانية متحررة عكستها أفلامه المتنوعة التى استقبلت بثناء عشاق السينما وجوائز رفيعة من بينها جائزة الأسد الذهبى فى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى. ويتميز لوتش بالانحياز للقضايا والمواضيع الإنسانية، ومن مواقفها الشجاعة اصطفافه مع الحقوق العربية المشروعة فى فلسطين ضد الممارسات الإسرائيلية، وذلك لدى اتخاذه قرار مقاطعة مهرجان ملبورن السينمائى فى أستراليا، وسحب فيلمه المسمى (البحث عن إيريك) الذى يتناول قصة لاعب الكرة الفرنسى المعتزل إريك كانتونا من العروض المخصصة للمهرجان بعد اكتشافه أن المهرجان يتلقى الدعم والتمويل من إسرائيل. ولقد عانى كثيراً فى عهد حكومة تاتشر.

ومن أهم أفلامه فيلم «Raining stones» تمطر حجارة وحصل به على (جائزة لجنة التحكيم فى كان 1993) وفيلم «اسمى جو My name is Joe مصوراً حياة مدمن خمر فى أحد الأحياء الفقيرة لجلاسكو Glasgow. وأيضاً فيلم «مجرد قبلة Just a kiss» 2004 الذى أخرجه بعد أحداث 11 سبتمبر ويحكى عن قصة حب صعبة تجمع بين «قاسيم» شاب من عائلة باكستانية متدينة ومحافظة، مع «إيفا» مدرّسة فى مدرسة كاثوليكية.. وفى فيلمه «ريف راف Riff-Raff» تناول قضية عمال البناء الموسميين وظروف الاستغلال التى يعيشونها وفى فيلم «الملاحون The navigators» 2001 نقل أزمة خصخصة قطاع صيانة السكك الحديدية.. أما نضال عاملات النظافة فلقد قدمه فى «الخبز والورود Bread and roses2000. ويعتبر فيلمه «الأرض والحرية» Land and Freedom - 1995 أكبر المشاريع السينمائية للمخرج البريطانى الكبير كن لوتش، سواء من حيث الميزانية، أم الطموح الفنى لتحقيق فيلم «أوروبى» متكامل يعيد فتح ملف أحد أهم الأحداث الأوروبية والعالمية فى القرن العشرين، أى ملف الحرب الأهلية الإسبانية 36- 1939 من خلال منظور يسعى إلى اكتشاف حقيقة ما حدث فى ضوء ما يحدث اليوم فى قلب القارة الأوروبية من تغليب المصلحة السياسية المحدودة على المبادئ.. وفى فيلم «أغنية كارلا Carla’s song» 1996 نرى أحسن صورة سينمائية للتحيز لقضايا المرأة.. ويعتبر كين لوتش من أبرز ممثلى الواقعية الجديدة فى السينما، ويعشق ترك مجال الحرية والارتجال واسعاً للممثلين لبلورة حوارهم بتلقائية.. ويعد أسلوبه المتفرد والبعيد عن الإملاءات سبباً فى وضعه فى موقعاً مهماً فى خارطة السينما الأوروبية، ويظل من المخرجين أصحاب البصمة المميزة فى العالم.

الوفد المصرية في

17.05.2016

 
 

أفلام ونجوم وأزياء ومجوهرات ..

في أكبر تجمع سينمائي عالمي!

مـاجــــــــدة خـــير اللـــه

متابعة فاعليات مهرجان كان السينمائي الدولي، واحدة من المتع التي ينتظرها عشاق السينما من العام للعام، وسواء كنت من سعداء الحظ ومكنتك الظروف من التواجد داخل الحدث، أو كنت تتابعه عن بعد فهناك قدر ما من المتعة والتشويق لابد وأن يطولك، وخاصة مع توفر أساليب متعددة تتيح لك معرفة ما يدور في مدينة كان وداخل أروقة المهرجان لحظة بلحظة، طبعاً سوف تفوتك متابعة الأفلام أولا بأول، ولكن من خلال ما تقرأه عن المهرجان من تغطيات إعلامية يمكنك أن تدرك أهم الأفلام المشاركة وقيمتها الفنية سواء كانت مشاركة في المسابقة أو تعرض خارجها، وعليك أن تترقب نزولها في دور العرض، ومع ذلك فمهرجان كان وبشكل خاص لاتتوقف أهميته عند عرض الأفلام فقط، ولكنها فرصة لمتابعة عشرات نجوم السينما من شرق الدنيا وغربها وهم يصعدون مساء كل ليلة من ليالي المهرجان الإحدي عشرة، ويتابرون في ارتداء أحدث وأفخر الأزياء والمجوهرات الثمينة أيضا! خاصة أن من أهم الرعاة شركة لوريال للتجميل وهي تستضيف نجومها سنويا وبينهم الهندية الجميلة إشواريا راي، وبيت مجوهرات شوبار الذي يستعرض أحدث موديلات المجوهرات علي صدور وأذرع نجمات السينما ضيوف المهرجان، وتتألق هذا العام كل من جوليا روبرتس، ونعومي واتس، وجوليان مور، وكريستين دانست، وفانيسا باردي حيث تتلألأ قطع الألماس واضحة، لتزيد كل منهن أناقة وجمالاً! وحتي الآن لم يعرض الفيلم الذي يمكن أن يراهن عليه النقاد، أو يجدوا فيه حالة إبداعية تستحق الإشادة، وعلي أي حال فمازلنا في الأيام الأولي، ولاتزال الأفلام المهمة لم تعرض بعد، وكان المخرج وودي آلان، قد افتتح فاعليات دورة هذا العام بفيلم مقهي المجتمع الذي يشارك في بطولته كل من ستيف كاريل، جيس أيزنبيرج، وكريستين ستيوارت، وبليك ليفلي، وكالعادة لا يدخل فيلم الافتتاح ضمن الأفلام المتسابقة، وإن كان عرض الفيلم قد تبعته أصداء جيدة، ظهرت في آراء النقاد، والصحفيين، وفئات من الجمهور حرصوا علي تدوين آرائهم عن الفيلم من خلال صفحات الفيسبوك، وتويتر، أما فريق العمل بالفيلم الأمريكي وحوش المال ، فقد أحدث ضجة هائلة قبل وبعد عرضه، والأمر لاعلاقة له بمستوي الفيلم الذي يعرض خارج المسابقة، ولكن الأمر يخص أبطاله وبينهم النجمة جوليا روبرتس التي لفتت الانتباه بصعودها السلم المؤدي لقاعة لوميير حيث يعرض الفيلم في حفل السواريه، وظهرت عارية القدمين، وهي تسير علي السجادة الحمراء، والذين أبدوا دهشتهم من تصرفها لم يدركوا أنها فعلتها أكثر من مرة كانت الأولي في حفل زفافها في عام 1997 والثانية منذ عامين ومن خلال توزيع جوائز البافتا، ومن باب الصدفة أنها كانت تقدم زميلها جورج كلوني أيضا، ويبدو أن أمل علم الدين الشهيرة بأمل كلوني، لم تشأ أن تفوت الفرصة، وأرادت هي الأخري أن تسرق الأضواء، من خلال فستانها الأصفر الأنيق، الذي تعثرت في ذيله البالغ الطول، مما أدي إلي حالة من الارتباك واضحة، دعت زوجها للتدخل، فيلم وحوش المال من إخراج الممثلة جودي فوست، وهو يدور حول مذيع أشهر برنامج اقتصادي المسمي وحوش المال، وهو يمتاز بشعبية وكاريزما وبعض العنجهية، وتقوم بالإشراف علي برنامجه وإنتاجه جوليا روربرتس، ويحدث أثناء إذاعة البرنامج علي الهواء، أن يقتحم الاستوديو شاب مهووس، يحمل شحنات ناسفة ويجبر المذيع علي ارتدائها، ويبدأ في فرض شروطه، حيث يتابع البرنامج الملايين في كافة بقاع الأرض للتعرف علي حركة ارتفاع وانخفاض أسهم البورصة، فيلم وحوش المال بدأ عرضه تجاريا في بعض العواصم الأوروبية بعد عرضه في مهرجان كان، ومن أهم نجوم صناعة السينما الأمريكية، قدم المخرج ستيفين سبيلبيرج أحدث أفلامه،BFG وهو اختصار لكمله BIG FRIDAY GIANT   أو عملاق يوم الجمعة، وهو من إنتاج استوديوهات ديزني، ويدور في عالم الخيال والمتعة، التي يجيد سبيلبيرج تقديمها، ويشارك في البطولة مارك ريلانس، الحاصل علي أوسكار أفضل ممثل مساعد عن فيلم جسر الجواسيس الذي أخرجه سبيلبيرج، مع النجمة ربيكا هال، ونبيل هادير، والطفلة روبي بارنينهيل، وظهرت الفنانة الفرنسية جولييت بينوش بلوك جديد، أثار دهشة المصورين، وهي تقدم في المسابقة فيلم SLAK BAY   وتم تصنيفه حسب موقع IMDB  ضمن فئة الكوميديا، وتدور أحداثه مع بدايات القرن العشرين، مع اختفاء مجموعة من السياح، يقضون عطلة الصيف في إحدي القري مما يثير حالة من الدهشة والتوتر، وسوف يعرض في الأيام القليلة القادمة فيلم الوجه الأخير وهو من إخراج الممثل شون بين، وبطولة زوجته الحسناء شارليز ثيرون، والنجم الأسباني خافييه بارديم، وتدور أحداثه في منطقة صراع في إحدي الدول الأفريقية، حيث تقوم مخرجة أفلام تسجيلية بتغطية الأحداث وتتعرف علي طبيب ضمن إحدي الهيئات الطبية، التي تعمل لإنقاذ ضحايا الأوبئة في تلك المناطق، ويحدث أن ينشب مجموعة من المعارك بين فئات متصارعة ويجد الطبيب والمخرجة أنفسهما داخل حلبة قتال لايعرفان كيف الخروج منها، الفيلم يعرض داخل المسابقة الرسمية، أما فيلمنا المصري اشتباك للمخرج محمد دياب فقد عرض في افتتاح برنامج نظرة ما، وهو من بطولة نيللي كريم، وهاني عادل وطارق عبد العزيز، وهو يدور في الفترة التي تلت ثورة 30 يولية وبعد أن خرج الشعب المصري مطالبا بعزل محمد مرسي،الفيلم لقي ترحيبا كبيراً من النقاد، ومن وسائل الإعلام المختلفة بوصفه أول فيلم مصري يشارك في إحدي فاعليات مهرجان كان بعد أربعة سنوات من عرض فيلم بعد المعركة للمخرج يسري نصرالله الذي شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.

في دورته الـ 69.. »كان«.. تحت »الموضة« و»السلاح«

رسالة كان : نعمــــــة الـلـــــه حســـيـن

في الليلة السابقة لافتتاح مهرجان «كان» الـ 69.. كان الجميع يشعرون بالخوف الشديد.. ولم يكن غريبا أن تجد جنودا من الجيش يجوبون المدينة مدججين بالسلاح.. أما داخل القصر حيث تقام الفعاليات الذي لم تكن الإجراءات النهائية لتجهيزه تمت بعد فالحركة فيه محسوبة.. والأمن ينتشر في كل مكان.. والممنوعات كثيرة.

هذا الخوف الشديد كانت تقابله فرحة من الجميع بقدوم المهرجان الذي يجعل المدينة قبلة للعيون من كل أنحاء العالم حيث تمتلئ بالنجوم.. ومن هنا ومن منطلق الفرحة بدأ الخوف يخبو ليسطع بريق المهرجان من خلال نجوم الفن السابع، من كل أنحاء المعمورة..علي السجادة الحمراء تلاشي الخوف ولم تعد هناك سوي «فلاشات» الكاميرات.. وتصفيق وتهليل الجماهير الغفيرة التي باتت تنتظر النجوم لترحب بها.

وتتوالي الأيام وتدور عجلة النجوم.. وودي آلان وأبطال فيلمه جوليا روبرتس وجورج كلوني وزوجته «أمل علم الدين» المحامية اللبنانية وجودي فوستر..وجولييت بينوش وماريون كوتيار ونيكول جارسيا وسبيلبرج وإلمو دوفار وكين لوتش.. أسماء لامعة وساطعة في سماء الفن.

المهرجان بيتكلم مصري من خلال فيلم محمد دياب «اشتباك» الذي وقع عليه الاختيار ليكون فيلم افتتاح برنامج «نظرة ما» الذي حرص علي حضوره «بيير ليسكور» رئيس المهرجان وقد شرف الفيلم مصر بالفعل ورفع رأسنا عاليا نحن المصريين والعرب أجمعين.. وحاز إعجابا فاق كل الحدود.. وقد حرص المخرج الشاب «محمد دياب» علي أن يشكر كل العاملين في الفيلم من ممثلين وعمال ديكور وإضاءة وكل الفنيين قائلا: إن هذا الفيلم لم يكن ليري النور بدونهم.

إن «محمد دياب» يتمتع بموهبة عالية وأخلاق وإنسانية شديدة.. لذا لا نملك إلا أن ننحاز له سواء أكان علي المستوي الفني أو الإنساني.

أبطال الفيلم وعلي رأسهم نيللي كريم وهاني عادل وآخرون مع المنتج محمد حفظي كانوا سعداء وفخورين بأنفسهم وبالمخرج والفيلم الذي قدموه.

«اشتباك» ليس فيلما سياسيا كما يقول مخرجه.. بل هو رؤية صادقة لواقع عشناه ومازلنا نحصد آثاره لليوم.. واقع مؤلم وحزين لما آل إليه حال المصريين من انقسام حاد في وجهات النظر، لكن بشكل مخيف وعنيف.. وكم من أسر تدمرت بسبب وجهات النظر المختلفة ما بين الثوار والإخوان المسلمين وكأننا أصبحنا أعداء ولم نعد إخوة أشقاء.. إن الدم المصري استحله البعض.. والقتل أصبح لغة هينة بسيطة تستخدم في يسر وسهولة.

ضاعت الأحلام والأماني التي جعلت الناس تخرج يوم 25 يناير من أجلها وبعد ذلك في 30 يونيو.

أحداث الفيلم تدور عام 2013.. بعد شهور أو أيام من خلع «محمد مرسي» الذي حكم مصر لمدة عام وللأسف نجح في أن يجعل «الانقسام» منهجا لحياة المصريين.

من خلال عربة الترحيلات للأمن المركزي وبعد القبض علي العديد من الأشخاص ذوي الاتجاهات المختلفة يقدم «محمد دياب» رؤية واقعية ثاقبة لما حدث ويحدث اليوم أثناء المظاهرات.. وكما قلت هو لاينحاز سوي لمصر فقط.. العربة تضم بعضا من الإخوان المسلمين.. وأيضا بلطجية.. ومواطنين شرفاء آمنوا بالحلم وصدقوا بالحرية.

داخل سيارة الترحيلات وفي جو شديد الحرارة يعاني المقبوض عليهم.. يبحثون عن نقطة الماء.. يستعرض دياب الشخصيات بحيادية شديدة.. يطالبون بفتح زجاج السيارة التي تحولت إلي الجحيم.. يتعاطف معهم شرطي يناولهم جرعة ماء.. لكن أمام مقتل زميل له يتحول إلي إنسان شرس.. (نيللي كريم) الممرضة التي تمارس دورها بكل شجاعة والتي يستسلم لها فرد الإخوان لكي تسعفه.. وتحتضن الصغيرة عائشة التي طلبت من والدها أن يأخذها للمظاهرات.. الصحفي والمصور اللذان تعرضا للعنف من قبل الشرطة.. نماذج كثيرة.. المجموعة كلها لايهمها سوي الخروج من هذه العربة.. وعندما يعود من يكون قد اختطف العربة لكنه لم يستطع أن يفتح الباب.. لتقع بين أيدي المتظاهرين نجد أن من نجح في الخروج منها قد تعرض للضرب الشديد أو الموت.. لأننا لانعرف الهوية الحقيقية للمتظاهرين أو المحتجزين.

مأساة كبيرة تجعل من كانوا يحاولون السعي وراء الخروج من هذه السيارة يحاولون إغلاق فتحاتها.. لأنها أأمن لهم.

إن الألم والحزن والشجن الذي شعر به كل من شاهد هذا الفيلم لهو أكبر دليل علي نجاحه خاصة أن الديكور للمهندسة الشابة «هند» كان أكثر من رائع، أيضا الموسيقي واختيار الأغاني.

لقد قدم «محمد دياب» فيلما جميلا يعرض بصدق (حالة مصرية) عاشها كل مصري باختلاف الطوائف التي تمثله.

ولقد نجح محمد دياب في اختيار أبطاله، كل منهم في دوره فتحية لهم جميعا.. فقد شرفونا في «كان» وربما يكون له حظ كبير في الفوز.. وإن كانت الجائزة الحقيقية هي الإعجاب والتقدير الكبير الذي حصل عليه الفيم وصانعوه.

>  >  >

غريب أمر الإنسان وطبيعته البشرية التي تجعل البعض لديه القدرة علي تدمير ذاته بنفس القدر الذي يحافظ فيه البعض علي الوجود.. هناك من يملك قدرة مقرونة بالغباء علي الانحدار «للقاع» وإلي أسفل المجتمع بحثا عن فكرة وسعيا وراء مجهول بشدة إلي الهاوية.. وهو ماحدث لبطل الفيلم الفرنسي «لتظل واقفا» وهي أفضل ترجمة آراها لـ«rester vertical»  للمخرج «آلان جيرودو» وبطولة كل من داميان بونار وانديا هير ورافائيل تييري.

ليو كاتب شاب لكنه يبحث عن شيء مفقود بالنسبة إليه يسعي إلي منطقة «لوزار» وبها الكثير من المراعي وإن كانت فقيرة حيث تشبه كل المقاطعات الريفية لا تسلية بها ولا حياة بمجرد غروب الشمس.. «ليو» يبحث عن «الذئب» حريص علي مواجهته والنظر في عينيه.. قد تكون رغبة مجنونة لكنها حقيقية بالنسبة له تعني الكثير.. في هذه المنطقة الجبلية يلتقي بالراعية ماري يقع في حبها وينجب منها طفلا.. لكنها تتركه تاركة الرضيع مصطحبة طفليها الآخرين.. ليجد نفسه مسئولا عن الطفل وهو شيء يستهويه كثيرا.. يحاول (حماه) أو جد الطفل «التحرش» به لكنه يهرب هو وصغيره ليعيش متشردا.. فهو غير قادر الآن علي الكتابة وبالتالي لامورد له.. وفي مشهد عنيف حيث يذهب هو وطفله إلي أحد الأنفاق الذي يعيش فيه من هم بدون مأوي.. يهجمون عليه كالذئاب ويجردونه من ملابسه ولولا وصول «حماه» في تلك اللحظة لكان انتهي.

يتفق معه أن يساعده في رعاية الأغنام ويتعهد له الأخير بألا يهرب منه فقد وجد صديقا آخر، خاصة أن الشرطة تجبر «الأم» علي استلام الطفل. وفي أحد الأيام يتحقق ما كان يسعي إليه «ليو» عندما يري «الذئب» وقطيعا كبيرا من «الذئاب» يطلب من «حماه» ألا يخاف حتي لا تشتمهما تلك الذئاب وتفترسهما.. ليقف صامتا أمام الذئب ناظرا بحدة في عينيه متحديا له.. مظهرا شجاعته فقد تحقق الحلم أخيرا وأخرج أفضل ما فيه مرة أخري ربما ينقذه تحقيق الحلم من الهاوية التي سقط فيها ليصعد من جديد.

هي حكاية من الماضي بها من القسوة والغدر والنجاح والكفاح ما كان مغريا لصناعة فيلم جميل وراق ويعد واحدا من أفضل الأفلام وأكثرها متعة التي عرضت حتي الآن.. فـ»كان» يدخر عادة كنوزه من الأفلام للأسبوع الثاني .. «الراقصة» فيلم للمخرجة الفرنسية ستيفاني دي جيستو» ويعرض ضمن مسابقة أفلام «نظرة ما» التي تعد امتدادا للمسابقة الرسمية والحقيقة أنها تضم مجموعة كبيرة من الأفلام الجادة المميزة جدا.. وقد افتتح هذا البرنامج بالفيلم المصري «اشتباك» للمخرج «محمد دياب».

الفيلم بطولة «سوكو».. «جاسبار أوليتال».. «ميلاني تييري» و«ليلي روز».

قصة حياة الراقصة «لوي فولر» التي ولدت في الغرب الأمريكي.. كانت تحلم بأن تصبح راقصة مرموقة في الأوبرا الفرنسية، «لوي» كانت تتمتع بموهبة الرسم والخيال ولذلك قامت بتصميم عدة ملابس وتخيلت رقصات بعيدة عن كل المتعارف عليه شجعها في ذلك والدها الذي عندما توفي كان عليها أن ترحل لتعيش مع والدتها في أحد الأديرة.. لكنها تثور علي كل ذلك وترحل إلي أوروبا وبالتحديد فرنسا لتجرب حظها.. وأمام الرقص الجديد بالعصا وعشرات الأمتار من الحرير التي ترتديها صنعت لنفسها طريقا وأصبحت في بداية القرن العشرين «أيقونة» الرقص في فرنسا.. فقد كانت الثياب الحريرية التي ترتديها تحتاج إلي (350) ثلاثمائة وخمسين مترا.. وكانت هذه الراقصة تعتبر مؤسسة فنية قائمة بذاتها.. حيث كانت تهتم بالإضاءة مما أثر علي عينيها كثيرا.. وعندما ظهرت في حياة الأمريكية «ايزادورا» دانكن.. أعجبت بها كثيرا وحاولت مساعدتها.. لكن الأخيرة استغلت ذكاءها وأنوثتها وجمالها مع بالطبع براعتها في الرقص في تحطيم «لوي».. والتي انتهت حياتها وهي ترقص بسقوطها علي المسرح وكسر ظهرها..

لقد دفعت «لوي» هي أيضا ثمن الحلم الذي سعت إليه.. وللأسف فإن الكثير لا يعرفونها مع أنها كانت تعتبر «أيقونة» الرقص في الزمن الجميل.

إن متعة مشاهدة هذا الفيلم كبيرة.. ومخرجته تقول إن الفكرة جاءتها عندما عثرت علي صورة قديمة لفتاة تختفي وراء عشرات من الأمتار الحريرية لتعرف أنها «لوي» وتبدأ في البحث عن حكاياتها..

وقد اختارت المخرجة الفنانة «سوكو» لأنها من وجهة نظرها تكاد تتطابق مع الصورة التي شاهدتها.. أما من قامت بدور «ايزادورا» فهي أمريكية شابة في بداية عملها بالتمثيل تبلغ من العمر السادسة عشرة وتملك موهبة عالية.

«الراقصة» فيلم تمضي معه ساعة ونصف الساعة تشاهد نوعية جديدة من الرقص كانت في زمن ما.. لا تعتمد علي شكل وجمال الراقصة لكن علي حركتها في المسرح والإضاءة وكأنك تشاهد ثعبانا يتحرك في كل الاتجاهات إنه واحد من أهم الأفلام المميزة التي عرضت في المهرجان.. بلغ فيه جمال التصوير مكانة عالية بالإضافة إلي الموسيقي.

يبدو أن نصيب الأفلام الفرنسية ونجومها الكبار سوف يجعلها تحصد أكثر من جائزة هامة.. ومن بينها جائزة أحسن ممثل التي تقول الترشيحات كلها إنها سوف تكون من نصيب الممثل الفرنسي «فابريس لوتشيني» الذي قدم دور برجوازي نبيل أحدب يتحدث بطريقة غريبة وذلك في فيلم «مالوت» للمخرج «برونو دي مون» الذي تشارك في بطولته «جولييت بينوش».. القصة تدور في أوائل القرن الماضي في سنة 1910 في مقاطعة «سلان» شمال فرنسا.. حيث يمتلك أحد النبلاء قصرا كبيرا اعتاد أن يمضي الصيف فيه هو وعائلته وتحضر معهما شقيقته غريبة الأطوار وابنها..

في هذه الجزيرة الساحرة يختفي أكثر من شخص ولا يتم العثور عليهم نهائيا.. لكن في حي الصيادين حيث يقيم الشاب «مالوت» وعائلته ويعمل والده علي أحد القوارب نكتشف أنهم من آكلي لحوم البشر وأنهم هم من يقومون بخطف الزائرين.. وأيضا أثناء الاحتفال بمولد العذراء ووضع تمثال لها علي الشاطئ تحدث المعجزة مع زوجة البارون «فان بيتر جين» و«المفتش» وكلاهما يستطيع الطيران إلي أعلي.

ما بين اكتشاف العائلة آكلة لحوم البشر والتغييرات التي تحدث لعائلة «فان» فإن الأسرة يكتشف كل منهما الآخر ونكتشف مدي الفساد والعلاقات غير السوية التي حدثت في الماضي.. هي المفتاح في معرفة هذه الشخصيات الغربية عن قرب.

فابريس لوتشيني مرشح لجائزة أحسن ممثل فيما الكثيرون من النقاد ينحاز للفيلم ويراه تحفة فنية.. وهو بالفعل فيلم رفيع المستوي في كل عناصره لكن ليس من السهل أن يحبه أحد.. وهذه هي إحدي متع السينما.

آخر ساعة المصرية في

17.05.2016

 
 

حكاية الصهيوني ليفي الذي يصر كان علي مخالفة القواعد من أجله

رسالة كان‏:‏ أسامة عبد الفتاح

للمرة الثانية خلال أربع سنوات فقط‏,‏ يصر مهرجان كان السينمائي الدولي علي تغيير كل قواعده ولوائحه التي يتشدق بها ليل نهار من أجل عيون المفكر والفيلسوف الصهيوني برنار أونري ليفي‏.

 فقد أعلن أمس عن إضافة فيلم لليفي بعنوان بشمرجة إلي قائمة الاختيار الرسمي, وفي قسم عروض خاصة تحديدا, بعد خمسة أيام كاملة من افتتاح المهرجان, في حين أنه يرفض أفلاما لكبار مخرجي العالم- ومنهم أمير كوستاريتسا أخيرا- بحجة تأخرهم عن آخر موعد للتقديم في أبريل يوما أو اثنين!

وفي محاولة ساذجة للتبرير, قال المهرجان- في بيان- إن مسئوليه اكتشفوا فيلم ليفي للتو, وإن الأخير بذل مجهودا كبيرا وقام برحلة شاقة وخطيرة علي الجبهة العراقية طولها ألف كيلومتر ليصنع فيلما عن المقاتلين البشمرجة الأكراد بمناطق وعرة ووسط أجواء حربية. وأوضح البيان أن الفيلم- ومدته92 دقيقة من إنتاج فرنسا- سيعرض الجمعة المقبل في الثالثة عصرا بقاعة بازان بقصر المهرجانات, وأنه من المحتمل إقامة عرض ثان له في اليوم التالي بناء علي طلب الجمهور!

لهجة غريبة من إدارة كان التي تعد نموذجا للدقة والصرامة في تطبيق القواعد, إلا مع هذا الرجل المريب.. فقد سبق لها- عام2012- أن فجرت قنبلة فنية وسياسية عندما أعادت فتح قوائم الاختيارات الرسمية للمهرجان بعد نحو ثلاثة أسابيع من إغلاقها, وأضافت فيلما وثائقيا لليفي عن الثورة الليبية, ووضعته في نفس القسم عروض خاصة.

ولكي تدرك خطورة ليفي, يكفي أن تعرف أن جيروزاليم بوست, وهي أكبر الصحف الإسرائيلية كما هو معروف, وضعته في قائمة من50 شخصا فقط اعتبرتهم أكثر اليهود تأثيرا علي مستوي العالم.. كما يذكر موقع ويكيبيديا الإلكتروني العالمي أن موضوع مقالاته المفضل هو معاداة السامية.

ولذلك ثار علي الفور غضب- وكذلك دهشة- المثقفين والسينمائيين العرب, الذين يعتبر كثير منهم ليفي جاسوسا صهيونيا خطيرا يعمل لمصلحة إسرائيل, ويؤمن بعقيدة الوطن الأكبر من النيل إلي الفرات, واندلع مجددا في كان الجدل العربي- الغربي حول الرجل وأعماله.. ففي حين تتخذ معظم الأوساط العربية هذا الموقف منه, وتقول إن مهرجان كان يتحدي بدعوته العرب, تعتبره الأوساط الغربية رمزا للحرية والإنسانية, وتصفه بأنه صاحب دور محوري في الربيع العربي.

ليفي, الذي يوصف بأنه أحد الإلكترونات التي تحركها إسرائيل في أوقات الأزمات, ولد لعائلة يهودية ثرية بالجزائر في5 نوفمبر1948 إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر, وانتقلت عائلته لباريس بعد أشهر من ميلاده. درس الفلسفة في جامعة فرنسية راقية وعلمها فيما بعد, واشتهر كأحد أهم قادة حركة الفلسفة الجديدة سنة1976, وهي جماعة انتقدت الاشتراكية بلا هوادة واعتبرتها فاسدة أخلاقيا, وهو ما عبر عنه في كتابه الذي ترجم لعدة لغات البربرية بوجه إنساني عام.1977

جعله ميلاده في الجزائر يركز تفكيره في كل ما يتعلق بالدول الإسلامية, وفي1981 زار أفغانستان وسلم المقاومين معدات لإنشاء إذاعة أفغانستان الحرة, وكان من أوائل المفكرين الفرنسيين الذين دعوا إلي التدخل في حرب البوسنة عام.1990 تبني قضية سلمان رشدي, وفي2001 أصدر تأملات حول الحرب ضد الشر ونهاية التاريخ, مما دفع الرئيس جاك شيراك لتكليفه بمهمة خاصة في أفغانستان, وفي2003 شغلته قضية مقتل دانيال بيرل الصحفي الأمريكي الذي تمت تصفيته في باكستان, حيث أصدر كتاب من قتل دانيال بيرل؟.

ويعد ليفي من أكبر الداعمين للجيش الإسرائيلي, حيث زار جبهة حرب يوليو2006, وجبهة الحرب علي غزة عام2008, حين دعا لـ تحرير الفلسطينيين من حركة حماس.. وفي نفس العام, نشر كتابه يسار في أزمنة مظلمة: موقف ضد البربرية الجديدة, الذي ذكر فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية فقد قيمه واستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل واليهود, وأن النزعة الإسلامية لم تنتج عن سلوكيات الغرب مع المسلمين, بل عن مشكلة متأصلة, وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماما كما هددتها الفاشية يوما ما... وأكد أن التدخل في العالم الثالث بدواع إنسانية ليس مؤامرة إمبريالية بل أمر مشروع تماما.

وفيما كان خلال العقد المنصرم كله من أكبر الداعين للتدخل الدولي في دارفور غرب السودان, أقدم- في افتتاح مؤتمر الديمقراطية وتحدياتها بتل أبيب في مايو2010, علي إطراء جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل غير مسبوق, معتبرا إياه أكثر جيش ديمقراطي في العالم. وقال: لم أر في حياتي جيشا ديمقراطيا كهذا يطرح علي نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية. ثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديمقراطية الإسرائيلية.

وفي كل الأحوال, ليس لليفي علاقة مباشرة بالسينما, إلا أن له تجربة إخراج فيلم روائي وحيد هو الليل والنهار, بطولة آلان ديلون(1997), لكن فشله النقدي والجماهيري جعله يحجم عن تكرار التجربة. أما في مجال السينما الوثائقية, فيعد بشمرجة ثالث أعماله بعد قسم طبرق(2012) وفيلمه الأول البوسنة(1994), الذي عرض في كان هو الآخر وأثار زوبعة من الجدل, حيث أدان النقاد والصحفيون ظهور الفيلسوف ذي الياقة البيضاء وسط ضحايا التطهير العرقي في سراييفو, مستغلا معاناة البوسنيين لاجتذاب أضواء الشهرة والنجومية والترويج لأفكار التدخل الإنساني.

روبرت دي نيرو علي السجادة الحمراء في عرض وحيد لـ هاندز أوف ستون

رسالة كان‏:‏ مني شديد

نظمت إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي مساء امس عرضا واحدا لفيلم هاندز اوف ستون للمخرج جوناثان ياكوبوفيتش بمسرح جراند لوميير في القسم الرسمي خارج المسابقة احتفاء بالنجم العالمي روبرت دي نيرو وإلغاء عروض الصحفيين الخاصة بالفيلم‏,‏ وعدم إقامة مؤتمرا صحفيا لفريق الفيلم كما هو المعتاد والذي سبق وحدث مع فيلمي ستيفن سبيلبرج بي اف جي وشين بلاك ذا نيس جايز‏.‏

واكتفي فريق الفيلم باتباع بروتوكول المهرجان الذي تمثل في حضور جلسة تصوير جماعية علي التراس في الصباح والسير علي السجادة الحمراء قبل عرض الفيلم في العاشرة مساء ويشارك في بطولته ادجار راميرز واشر ريموند وآنا دي ارامس.

واستقبلت السجادة الحمراء امس فريق عمل اثنان من الأفلام المميزة في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام حازا علي اعجاب النقاد والجمهور وهما باترسون للمخرج الكبير جيم جارموش الذي شارك في المهرجان أكثر من مرة وحصل علي4 جوائز منها الجائزة الكبري والكاميرا الذهبية, ويقدم في هذا الفيلم حالة شعرية من خلال شخصية باترسون سائق الاتوبيس في مدينة باترسون يحب مراقبة المدينة ويستمع لقصص ركابه عنها, يحب الشعر ويكتب قصائد في نوته سرية لا يقرأها احد غيره, حتي زوجته التي تشجعه علي نسخها وطباعتها بينما تسعي هي يوميا لتجربة أشياء وفنون جديدة واحيانا غريبة, والبطولة لادم دريفر وجولشفته فارهاني.

والفيلم الثاني هو لوفينج للمخرج جيف نيكولز يقدم قصة حقيقية عن زوجان كانت قصة حبهما سببا في تغيير القانون والدستور الأمريكي, حيث يتناول التفرقة العنصرية من خلال ريتشارد الأبيض الذي احب ميلدريد السمراء وتزوجها في الخمسينات من القرن الماضي, واضطر لإتمام الزواج خارج ولاية فيرجينيا التي يعيشان فيها لأن القانون يمنع زواجهما بحجة عدم اختلاط العرق ومخالفتهما لهذا القانون تقتضي حبسهما وهو ما يحدث بالفعل خلال أيام قليلة من زواجهما وعودتهما من واشنطن, ويحكم عليهما بمغادرة الولاية مدة25 عاما بدلا من السجن, وبعد5 سنوات يسعي محامي شاب لإقناعهما بإعادة فتح القضية والتوجه بها الي المحكمة الامريكية العليا وهو ما حدث بالفعل وحكمت المحكمة العليا لصالحهما ضد ولاية فرجينيا في عام.1967

يقوم ببطولة الفيلم جويل ادجارتون وروث نيجا وحظا الاثنان باحتفاء كبير من الجمهور علي ادائهما الرائع في الفيلم, وقال المخرج جيف نيكولز في حوار مع قناة المهرجان انه علي الرغم من ان احداث الفيلم تتناول واقعة وقعت في الخمسينات من القرن الماضي, الا انها ليست بعيدة عنا لأننا مازلنا نعاني من التمييز العنصري حتي الان, لذلك فالفيلم يمس الحاضر بشكل كبير ويلقي الضوء علي قضايا التمييز وأيضا الحق في الزواج.

وفي إطار قضايا التمييز أيضا ولكن بشكل مختلف شاركت النجمة المكسيكية سلمي حايك امس في حوارات وامين إن موشن التي تنظمها كيرينج شريك مهرجان كان حول صورة المرأة في السينما العالمية امام وخلف الكاميرا, وأشارت خلال اللقاء الي انها واجهت الكثير من العقبات في بداية حياتها الفنية ومحاولتها الدخول الي عالم هوليوود حيث انه الي جانب كونها امرأة فهي أيضا مكسيكية الأصل وبالتالي فمساحة الأدوار التي تقدم لها محدودة أما الخادمة أو الفتاة المثيرة واختارت هي الأخيرة لتكون وسيلتها للوصول.

وأضافت انها تعرف جيدا أن هوليوود استغلتها ولكنها أيضا استغلت هوليوود في المقابل في محاولة لتغيير الصناعة وطريقة التفكير من الداخل, واستخدمت دور الفتاة المثيرة الذي قدمته لها هوليوود للوصول لما تريده فهو علي الأقل أفضل من الخادمة, واستغلت ذكائها مقابل جهل القائمين علي الصناعة في محاولة لخلق مساحات مختلفة وهو ما حقق لها مرادها بالتدريج ووصلت لنجوميتها الحالية التي تعطيها الحق في الاختيار بسهولة.

الأهرام المسائي في

17.05.2016

 
 

«امريكان هاني».. الاحتيال والحلم الاميركي الزائف

«كان» ـ عبد الستار ناجي

يناقش فيلم «امريكان هاني» للمخرجة البريطانية اندريا ارنولد قضية في غاية الاهمية تتمثل في ضياع الشباب وانخراطهم في مغامرات تجمع الاحتيال والحلم الزائف. في سياق عمل سينمائي على شاكلة افلام الطريق يأخذنا من خلال حكاية الشابة ستار ساشا لين – التي تجد نفسها في حالة من العدم مع زوج مدمن وطفلين تضطر في أحيان كثيرة للبحث في القمامة من أجل تأمين لقمة عيشهم. حتى تلتقي ذات يوم بالشاب جاكي شيا لابوف مع مجموعة من زملائه تعجب به ويطلب منها مرافقتهم مع تأمين عمل ودخل مادي. كما يخبرها عن عنوانهم.

وفي اليوم التالي وبعد ان ينام زوجها تأخذ ابنها وابنتها معها حيث تبقيهما مع احدى صديقاتها لتواصل طريقها للحاق بذلك الشاب. حيث نتعرف على تفاصيل رحلة تلك المجموعة التي تقودها شابة تقوم بتشغيل تلك المجموعة من الشباب من اجل جمع الاشتراكات لعدد من المجلات الاميركية مقابل مبالغ زهيدة. ومقابل كل اشتراك يحصل عليه احد الشباب هنالك نسبة بالإضافة الى السكن والاكل. علما بأن المجموعة تتحرك في انحاء الولايات المتحدة الاميركية بالذات تلك الولايات الفقيرة.

وتمضي الرحلة عبر كم من الحكايات. حيث تتطور العلاقة بين ستار و جاكي الذي نكتشف لاحقا بأنه مقرب من صاحبة المشروع وايضا يحصل على مبلغ من المال مقابل كل فتاة تنضم الى المجموعة التي تضم خليطا من الجنسين الذين يبحثون عن حلم مفقود وينشغلون بالاستماع للاغاني طيلة الطريق مع ترديدها. كما يعترف جاكي لصديقته ستار بانه قام بعدة سرقات من البيوت التي دخلها بحجة البحث عن الاشتراكات بالاضافة الى مبلغ من المال.

وفي كل محطة حكاية تسلط الضوء حول حالة الفقر التي تعيشها العديد من الولايات الاميركية وايضا غياب الحلم والاعتماد على الاحتيال تارة والتنازلات تارات أخرى. بل ان لعبة التنازل توصل ستار لان تمارس الدعارة كى تحصل على مبلغ بسيط لتقديمه للمسؤولة عن المشروع على انه اشتراكات حصلت عليها.

في الفيلم وبخط متواز كم من الاغنيات التي تمثل احدث الاغاني الاميركية التي يظل المشاهد يستمع اليها كمسار واثراء للبناء الدرامي. بل ان الغناء يأتي هنا كجزء اساسي من الخط الدرامي الذي يظل محوره العلاقة بين ستار وجاكي.

كل الاحاديث هامشية ومعادة ومكررة، حتى الالعاب التي يمارسها الشباب تصل في احيان كثيرة الى العنف المجاني الارعن والقاسي. والعلاقات مفرغة من المضامين والعمق كل شئ قابل للانفصال للاسباب المادية البحتة.

مجموعة من الشباب الضائعة التي تمتهن اللاشيء من أجل بضعة دولارات بهدف الحصول على اشتراكات وحقيقة الامر هو النصب والاحتيال.

وتمضى الرحلة. حيث لاشيء يكتمل ولا شيء يتطور أو ينمو أو ينضج. حتى يأتي السؤال المحوري عن الحلم حيث لا حلم أمام تلك الظروف المزرية لجيل من الشباب يغرق في وحل الفقر وغياب فرص العمل وتلاشي المستقبل.

فيلم شديد الحساسية. بالذات المشاهد الأخيرة حينما تذهب ستار الى البحر بنية الانتحار. ولكنها تعود عن قرارها.. حتى رغم الظروف الصعبة.

ورغم غياب الأمل وغياب المستقبل تتحول تلك الشريحة من الشباب الى شيء ما يشبه الحشرات الطيارة التي تعيش على الهامش وتنتهي حياتها بسرعة لأنها بلا حلم وبلا مقدرة على تحقيق ذلك الحلم.

وراء هذا الفيلم الكبير والثري بالتفاصيل المخرجة البريطانية اندريا ارنولد التي كانت قد فازت بجائزة الكاميرا الذهبية في فيلمها الأول في مهرجان كان السينمائي عام 2006 عن فيلم الطريق الاحمر كما قدمت ايضا فيلم فانش تانك عام 2009 وفي جملة تلك التجارب يظل الشباب وقضاياهم هو الحاضر الاساسي.

في الفيلم وبلياقة عالية يأتي أداء شاسا لين بدور ستار وأيضا النجم الاميركي شيا لابوف الذي يخلع جلده ليطل علينا بشخصية تجمع الاحتيال والعاطفة المجانية والرغبة في البحث عن حلم على حساب الفقراء والابرياء.

ونخلص.. فيلم «امريكان هاني» والعنوان مأخوذ من إحدى الأغاني الاميركية الشباب هم المحور وهم القضية الاساسية.

«الخادمة».. لغة سينمائية كورية مشبعة بالحكايات والتفاصيل

«كان» ـ عبد الستار ناجي

يذهب المخرج الكوري القدير بارك تشان ووك الى منطقة جديدة في فضاءات حرفته السينمائية بعد ان طاف في جملة من المحطات التي رسخته كواحد من القامات السينمائية الكبيرة في كوريا الجنوبية والعالم على حد سواء.

ودعونا قبيل الذهاب الى فيلمه الجديد «الخادمة ـ MADEMOISELLE» الذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولى نتوقف قليلا امام مسيرة هذا المبدع السينمائي الذي ولد في سول عام 1963.

وقد بدأ مشواره السينمائي عام 1992 بفيلم القمر هو.. والشمس الحلم ومن ابرز اعماله فيلم اولد بوي 2003 الذي اقتبسته السينما الاميركية من خلال عدة نسخ وان ظلت النسخة الاصلية تؤسس لمرحلة عالية المستوى من افلام المغامرات في السينما الكورية والعالمية.

اما فيلمه قبل الاخير هو ستوكر وقدمه عام 2013. وهو يعود من جديد الى مهرجان كان السينمائي عبر فيلمه الخادمة الذي يرتكز على نص روائي يذهب بنا الى عام 1930 حينما كانت كوريا الجنوبية تحت الاحتلال الياباني حيث نتابع حكاية سوكي كيم تاي ري التي يتم اختيارها للعمل كخادمة عند احدى الاسر اليابانية الثرية.

ويأتي اختيارها من قبل لو كونت هاي جونج يوو من أجل ان تحاول اقناع فتاة شابة تقيم مع عمها في القصر التابع للاسرة اليابانية بان ترتبط به. على ذلك الاساس تأتي الحيلة. خادمة من اسرة فقيرة تعيش على سرقة الذهب وتربية ورضاعة الاطفال الى خادمة في منزل اسرة يابانية ثرية تعيش على تقاليد صارمة. يوما بعد اخر راحت تتطور العلاقة بين الخادمة الشابة هديكو كيم مين هو من جانب ومن الجانب الاخر بين الشابة والكونت. حيث تسعى الشابة للتخلص من عمها المتسلط والذي يريدها ان تقرأ الروايات الجنسية لضيوفه من الاثرياء. كل يتحرك الى هدفه.

الخادمة من أجل تحسين ظروفها والكونت للحصول على الثروة والشابة الثرية للتخلص من عمها. الكل يلعب على الاخر. الخادمة على الكونت والشابة. وفي المقابل الكونت على الخادمة والشابة. وايضا الشابة على الخادمة والكونت. حتى اللحظة التي تتطور العلاقة بين الخادمة والشابة الى علاقة مثلية. وعبر تلك العلاقة التي تظل محاطة بالاسرار. يبادر عم الشابة الى تصفية الكونت وتتمكن الشابة من الهروب من سول الى شنغهاي برفقة صديقتها الخادمة بعد تغيير هويتها وتجميع كافة الاموال التي كان تجمعها اسرتها والكونت الكذاب.

كل تلك الاحداث تأتي ضمن احترافية سينمائية عالية المستوى ابدع في صياغتها كسيناريو الكوري بارك تشان ووك والذي قام بنفسه باخراج الفيلم. بالتعاون مع فريق عمل رائع من فريق الممثلين. وايضا مدير التصوير المقتدر شونج شونج هون بالاضافة الى الاحترافية في تصميم المشاهد التي ظلت تدور دائما في ثلاثينيات القرن الماضي.

سينما بارك تشان ووك هي سينما الاحتراف العالي الجودة. الذي يأسر المشاهد ويجعله ملتصقا بكرسيه وهو يتابع احداث هذا الفيلم الثري باللغة السينمائية المشبعة بالحكايات والتفاصيل والألوان وأيضا القيم الكبرى حتى وان اختلفنا مع بعضها الا انها تظل سينما تذهب الى المشاهد باحترام رفيع المستوى. وهي سينما نظل نترقبها ونرصدها.

«لافينج» فيلم أميركي يطرح قضية الزواج المختلط ينافس على السعفة الذهبية

«كان» الوكالات ـ سينماتوغراف

قد تكون قصة عن زواج مختلط فرصة ذهبية بالنسبة لدراما تدور في قاعة محكمة لكن المخرج الأمريكي جيف نيكولز اختار فيلما عن قصة حب حميمية ينافس الآن على جائزة السعفة الذهبية أكبر جائزة في مهرجان كان السينمائي الدولي.

ويتحدى نيكولز -الذي نال إعجاب النقاد لأعماله المفعمة بالقلق مثل «تيك شيلتر» و«ميدنايت سبشيال» – التوقعات في فيلمه (لافينج» بالتركيز على قوة الحب في مواجهة كل الصعاب بدلا من تقريع المشاهدين بالسياسة العنصرية.

ويستند الفيلم إلى قصة حقيقية لرجل أبيض وامرأة سوداء من فرجينيا تزوجا في واشنطن في عام 1958. وعندما عادا إلى ولايتهما سجنا في البداية ثم نفيا لأن الزواج المختلط كان محظورا في فرجينيا في وقت كان الفصل العنصري لا يزال شائعا في أمريكا. وأعيد توطينهما في واشنطن لكنهما كافحا للتكيف مع الحياة في المدينة.

ونقل المحامون قضيتهما إلى المحكمة العليا الأمريكية التي قضت بأن حظر الزواج المختلط غير دستوري وهو حكم تاريخي لصالح الحقوق المدنية أنهى كل القيود على الزواج المستندة إلى الفروق العنصرية في الولايات المتحدة.

وقام ببطولة الفيلم الممثل الاسترالي جويل إدجرتون الذي قام بدور الرجل الأبيض ريشتارد لافينج أمام الممثلة الأيرلندية المولودة في إثيوبيا روث نيجا التي لعبت دور المرأة السوداء ميلدريد لافينج. وأثار أداء نيجا البارع توقعات في كان بأنها قد تتأهل لجائزة الأكاديمية.

وقال نيكولز الذي قدم من قبل فيلمي «ماد» و«تيك شيلتر» في مهرجان كان «نظرت إلى القصة وكان واضحا تماما بالنسبة لي أننا فقط في حاجة لأن نتحدث عن الناس».

ومضى يقول «القضية في حد ذاتها مثيرة لأن تصبح فيلما. لكن لم أرغب في جعله فيلما عن فضية في قاعة محكمة. أردت أن أصنع فيما عن اثنين يربطهما الحب. أرجو أن يكون فيلم العام».

وقالت نيجا إن الفيلم «لا يظهر للعالم هذه الأمور على أنها أفكار سياسية مملة وحسب وإنما يتناول أفرادا وبشرا».

تسليم جائزة المواهب الشابة لمخرجات من سوريا وتونس وإيران في «كان»

«كان» ـ الوكالات: سينماتوغراف

سلمت الممثلتان الأمريكيتان أيقونتا عالم السينما جينا ديفيس وسوزان ساراندون جائزة «مواهب شابة» لبرنامج «نساء في الحراك» للمخرجات التونسية ليلى بوزيد والسورية غايا جيجي والإيرانية عايدة بناهندي. و«نساء في الحراك» جائزة تخصصها مؤسسة كيرينغ ومهرجان «كان» تكريما لمساهمة النساء في دعم السينما.

وقد كرمت المؤسسة ومهرجان كان خلال عشاء الرئاسة للدورة 69 المسيرة الاستثنائية للممثلتين الأمريكيتين جينا ديفيس صاحبة الأوسكار وسوزان ساراندون الحائزة جائزة البافتا. والممثلتان أيقونتان في عالم السينما، فهما بطلتا الفيلم الأسطورة «ثلما ولويز»، الذي مر 25 عاما على صدوره.

وسلمت جينا ديفيس وسوزان ساراندون بدورهما جائزة «مواهب شابة» لبرنامج «نساء في الحراك» للمخرجات التونسية ليلى بوزيد والسورية غايا جيجي والإيرانية عايدة بناهندي.

وكان «على حلة عيني»، أول فيلم طويل للمخرجة التونسية ليلى بوزيد قد أحرز جوائز في مهرجانات كبرى، بينها البندقية «إيطاليا» ونامور «بلجيكا»، كما فاز بجائزة المهر الذهبي في مهرجان دبي الدولي والتانيت البرونزي في مهرجان قرطاج السينمائي. ويتناول الفيلم شغف الشابة فرح بالموسيقى في مواجهة مجتمع محافظ، ونظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وهو على وشك الانهيار.

وغايا جيجي، مخرجة سورية شابة شاركت في ورشات «مصنع السينما» Cinema fabrique du عام 2014 في مهرجان كان. وكان فيلمها القصير «صباح، ظهر، مساء.. وصباح» الذي صور قبل بداية الأزمة الدامية في سوريا، قد تناول ببراعة سيرة العلاقات الاجتماعية في سوريا عبر قصة أسرة تتفكك وخيار امرأة.

أما الإيرانية عايدة بناهندي فشاركت في مهرجان كان 2015 ضمن قسم «نظرة خاصة» بفيلمها الطويل الأول «ناهد». وناهد شابة مطلقة تعيش وحدها مع ابنها البالغ من العمر عشر سنوات، والقانون الإيراني يمنح حق الحضانة للأب، لكن طليق ناهد تنازل عن الحضانة شرط أن لا تتزوج مرة ثانية. وقامت بدور البطولة النجمة الإيرانية سارة بايت التي كانت قد فازت بالدب الذهبي في مهرجان برلين عن دورها في فيلم «فراق» للمخرج أصغر فرهادي الذي يشارك في المسابقة الرسمية بمهرجان كان هذا العام بفيلم «البائع».

وكان من بين ضيوف حفل تسليم جائزة «مواهب شابة»، الممثلات الشهيرات كريستن دونست وسلمى حايك وجوليات بينوش وإيزابيل هوبار وروسي.

سينماتوغراف في

17.05.2016

 
 

مصر في مهرجان «كان»… استحضار التاريخ «المشرف» قبل زمن «التردي»

اختيار فيلم «اشتباك» ضمن مسابقة «نظرة خاصة»

القاهرة ـ «القدس العربي» من كمال القاضي:

هلل المجتمع السينمائي المصري لاختيار فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب لتمثيل مصر ضمن مسابقة «نظرة خاصة» التي تترأسها الممثلة السويسرية مارت كيلر في مهرجان كان الفرنسي العالمي.

وللحقيقة فإن الخبر يستحق التصفيق، إذا كانت هذه هي المرة الأولى لصعود الفيلم المصري للمشاركة العالمية وبالتحديد في «مهرجان كان»، أما إذا كان الاختيار جاء على خلفية تاريخية حظيت خلالها السينما المصرية بتمثيل نفسها عشرات المرات في المهرجان المذكور، فلا محل لهذه الضجة المثارة حول الفيلم، وصاحبه كأنه فتح مبين. 

هذا ليس تقليلاً من الفيلم، ولا ينبغي أن يكون، ولكنه تأمل في الواقع الذي آل إليه حال السينما عندنا فبات مجرد اختيار فيلم في مهرجان كبير إنجازا عظيما. ولتوضيح المفارقة المحزنة سأبدأ من فيلم «باب الشمس» آخر تمثيل مصري مشرف للسينما المصرية في كان، ولن أتوقف كثيراً عند تفاصيل الفيلم الأهم المكون من جزئين «الرحيل والعودة « عن شتات الشعب الفلسطيني، وما طرحه من أوجه مختلفة ومتعددة للقضية العربية الرئيسية، ولكنني فقط ألفت النظر إلى نقطة أراها مدعاة للفخر وجديرة بالذكر في سياق كلامنا عن التوثيق العالمي والدولي لقيمة السينما المصرية، هذه النقطة هي حصول «باب الشمس» على لقب أفضل فيلم ضمن أهم مئة فيلم في العالم عام 2005 ورغم هذا التصنيف المبهر لم يزد الاحتفال به عن مجرد التنويه به في بعض الصحف المصرية المتخصصة، وبعض القنوات التلفزيونية، ومر الفوز مرور الكرام، ليس هذا فحسب بل تم التعتيم على الفيلم، فلم يُعرض إلا في عدد قليل من دور العرض المصرية البعيدة عن مناطق الكثافة السكانية ولمدة محدودة لم تتجاوز الأسبوع.

وبالقطع لم يكن «باب الشمس» الاستثناء الوحيد بين الأفلام التي خاضت غمار السباق المحموم في مهرجان كان، وإنما سبقته أفلام كثيرة كان لها السبق في هذا الامتياز منذ بداية انطلاق المهرجان الفرنسي الكبير، وهو فيلم «دنيا» للمخرج الرائد محمد كريم، توالت بعده أفلام أخرى تمكنت من المشاركة بشكل شبه دائم في غالبية الدورات من بينها فيلم، «ابن النيل» بطولة شكري سرحان وإخراج يوسف شاهين. وفيلم «مغامرات عنتر وعبلة» لأحمد كامل مرسي، الذي مثل مصر في المسابقة الرسمية، وأيضاً فيلما «الأرض» و»صراع في الوادي» لفاتن حمامة وعمر الشريف ويوسف شاهين، الذي يتكرر ظهوره وإسهامه في مهرجان كان، ويتم تكريمه عن مجموع أعماله كمخرج كبير له اعتباره الفني المرموق ومكانته العالمية البارزة ويحصل بموجب ذلك على جائزة اليوبيل الذهبي.

ومن شاهين إلى هنري بركات وكمال الشيخ، حيث تتعدد التكريمات والأفلام كـ»الحرام» و»حياة أو موت» في أوقات مبكرة جداً من عمر السينما المصرية وعمر مهرجان كان، من دون ثرثرة أو ضجيج أو فرح مبالغ فيه، كالذي يحدث في حالة فيلم «اشتباك» ببطليه نيللي كريم وهاني عادل ومخرجه محمد دياب، الذي يتصيد الأخطاء الاجتماعية ويصنع منها أفلاماً تحظى بقبول الغرب، في إطار وعيه بما هو مطلوب من نوعيات سينمائية بعينها، لها شروط ومواصفات تؤهل للسباق العالمي، فبعيداً عن أن المخرج له وجهة نظر سياسية يعبر عنها في فيلمه الموصوف بالإنساني، يختلف فيها مع السواد الأعظم من جموع الشعب المصري، الذين نزلوا الميادين في 30 يونيو/حزيران معتبراً أن ما حدث أدى، على حد رؤيته، إلى الخلط بين كل التيارات والفئات فدفع الجميع الثمن، وتم الزج بهم في عربة الترحيلات التابعة للأمن المركزي، وهو اللوكيشن الذي تدور داخله أحداث الفيلم، للإيحاء بأن المجتمع أو أغلبه صار سجيناً بما فيه القوى المتصارعة، الأمن والإخوان والثوريون، وهو إسقاط يهدف منه إلى فشل الثورة التي قامت لتعديل المسار فإذا بها تدخل في النفق المظلم.

المخرج محمد دياب حسب معلوماتنا لم يقدم النسخة النهائية من الفيلم للرقابة على المصنفات الفنية، كما هو متبع، وسافر بها مباشرة إلى كان خوفاً من الرقيب الذي يعمل تحت نظام قام بحبس الفنان أحمد ناجي بتهمة خدش الحياء العام.. لقد اتخذ دياب من هذه القضية متكئا لتبرير الفرار بفيلمه إلى كان وعرضه بعيداً عن أعين الرقابة.

الغريب أن المخرج محمد دياب نفسه الذي صرح بأن فيلمه «اشتباك» يرصد لحظه سياسية دقيقة يلتقي فيها الشأن الشخصي بالشأن الجماعي، يرفض تصنيف الفيلم بأنه فيلم سياسي، ويؤكد أن ما يطرحه هو رؤية إنسانية بامتياز، بعيداً عن أي انتماء لأي جهة أو تيار، حيث أبطال فيلمه يمثلون كل الأطياف الاجتماعية، فمنهم الثوريون والناشطون والبسطاء والمحجبات وكبار السن ورجال الشرطة.

وفي النهاية يتبلور المعنى العام للفكرة التي يشي بها السيناريو الذي كتبه شقيقه خالد دياب ووضع لمساته عليه المخرج المفتون بمهرجان كان محمد دياب في ذلك الحُلم المزعوم بأن يحكم مصر رجل من الثورة ليس من العسكر أو الإخوان، رئيس بمواصفاته ومقاييسه هو! 

ولم يقتصر الاحتفاء على يوسف شاهين فقط ولكنه شمل المخرج الكبير رائد الواقعية المصرية صلاح أبو سيف إذ تم اختيار عدد من أفلامه للمشاركة منها «الوحش» و»شباب امرأة».

القدس العربي اللندنية في

17.05.2016

 
 

22 فيلما في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان"

"السعفة الذهبية" تغازل عيون "كان لوتش"

كان: مبعوث “الخبر” محمد علال

لا تزال، حتى اليوم الثالث من انطلاق مهرجان “كان”، القصص الاجتماعية التي تحمل روح الدعابة والسخرية والطرافة العنوان الأبرز للأفلام المتسابقة على السعفة الذهبية. قدمت قاعات سينما الدورة 96 لمهرجان “كان” أربعة أفلام ضمن المسابقة الرسمية لفئة الأفلام الطويلة، فرنسية، بريطانية وألمانية من أصل 22 فيلما طويلا، وصنع حضور المخرج البريطاني “كان لوتش” هذه الدورة في المسابقة الرسمية طوابير طويلة من المتتبعين، وقفوا تحت زخات المطر من أجل التصفيق لنهاية حزينة كتبها وأخرجها “كان لوتش” بعنوان “أنا دانييل بلاك”.

يستمر غضب المخرج البريطاني الشهير “كان لوتش” ضد الليبرالية الجديدة، ويرسم ملامح المعاناة في ظل حكم هذه الأنظمة، معاناة وتعب لم يسلم منها أحد، الكبير قبل الصغير، كما يحملنا إلى قصص الفقر والظلم والمشاكل الاجتماعية والبيروقراطية والأنظمة المستبدة التي تشكل المادة الدسمة للمخرج منذ بداياته، حيث يحافظ على علاقته الأولى بالسيناريو الذي يختاره لأفلامه. فتجربة الخمسين عاما من النقد وتشريح المجتمع البريطاني وقضايا المجتمع الأوروبي لا تزال ثابتة لديه تزيده حماسا سنة بعد أخرى منذ أن قدم فيلم “البقرة الفقيرة” عام 1964، لهذا لم يكن تناول “كان لوتش” لقضية الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أوروبا وتراجع فرص العمل مفاجأة، بل تفسير لهواجس مخرج بريطاني وفيّ لتاريخه السينمائي.

رافق المخرج “كان لوتش”، طيلة ساعة وأربعين دقيقة، رحلة المواطن البريطاني “دانييل بلاك” الذي جسد دوره في الفيلم الممثل الفكاهي البريطاني “دايف جونس”. ومن يعرف السيرة الذاتية للممثل، يعرف أن الرهان الأكبر سيكون هذه المرة على الكوميديا السوداء، حيث تخرج الابتسامة مصحوبة بامتعاض شديد في ملامح المتفرجين، ليكون السؤال: كيف نضحك على هذه الحكاية؟ وكيف نبتسم لتعب ومعاناة “دانييل بلاك” وهو يبحث عن فرصة للعمل في هذا العالم المسكون بالبيروقراطية وعقد التكنولوجيا الحديثة.

يعي المخرج البريطاني جيدا ماذا يفعل ليدخل التاريخ بعد تقديمه 19 فيلما، يبقى المهم بالنسبة إليه أن يواصل العالم وصفه بالمخرج الكبير المشاغب بأفكاره ونظرته للأمور، الذي يستفز الأنظمة القريبة إلى عالم اليسار بأفكاره وحكاياته التي تجوب شوارع المدن البريطانية، رفقة سيناريو للكاتب البريطاني “بول لافارتي” الذي يضع المشاهد في الواقعية ويبتعد عن الخيال ويبسّط المشاهد إلى أبعد الحدود.

يراهن المخرج على محاكمة المجتمع والنظام الرأسمالي محاكمة قاسية جدا، وهو يضع إلى جانب حكاية “دانييل بلاك” قصة شابة جميلة وعازبة، الممثلة “هايلي سكوارز”، التي تواجه تحديات كبيرة في تربية ابنتها بسبب عدم توفرها على دخل ثابت. قصة كهذه قد نجدها في كل مكان وعبر العالم، ومصير تلك الشابة واضح المعالم، فمن أجل أن تواصل الحياة كان عليها أن تستسلم لعالم الدعارة وتتحول إلى بائعة هوى، ببساطة اختار المخرج “كان لوتش” الانتقام من الأنظمة الليبرالية بهذا المشهد المؤلم والمحزن.

مالوت” و”توني إردمان”.. كوميديا فرنسية وأخرى ألمانية

كما اعتادت القائمة الطويلة للأفلام في مسابقة مهرجان “كان”، حضرت حكايات الحب والفنتازيا والخيال والأساطير مع السينما الفرنسية هذه المرة، حيث تقف التجربة الفرنسية “مالوت” للمخرج “برونو ديمونت” على عتبة الكوميديا والخيال من أجل الظفر بالسعفة الذهبية، غير أن عرض الفيلم أمس الأول كشف أن السينما الفرنسية عليها انتظار الفيلمين الفرنسيين الآخرين “وجع الحجارة” للمخرجة نيكول غراسيا وفيلم “بيرسون الشوبر” للمخرج “أولفيه أسياس”، قبل الحديث عن حظوظ السينما الفرنسية في السعفة الذهبية هذه السنة، فما جاء به مخرج الفيلم الفرنسي “مالوت” أقل من التوقعات، غموض وفلسفة غريبة من خلال حكاية تبدو أقرب إلى قصص الأساطير. عنوان الفيلم “مالوت” هو اسم لشاب جسد دوره الممثل “براندو لافيفيل”، يعيش في شمال فرنسا رفقة عائلته، لكن فجأة نكتشف أنه من آكلي لحوم البشر. هذه الحكاية التي تعود إلى عام 1910، شاركت فيها الممثلة الكبيرة “جوليات بينوش”، حملت كوميديا فرنسية خاصة وصورا جميلة للطبيعة زادها أناقة الملابس، وأيضا عدم اكتراث المخرج لنجومية “جوليات بينوش” حيث وضعها في الصف الثالث من الأدوار في الفيلم، حيث يمكن القول باختصار إن فيلم “مالوت” منح الجمهور خصوصا الفرنسيين الذين تابعوا العرض فرصة للمتعة والاستمتاع والضحك للحوار والتفاصيل التي رافقت الفيلم، خصوصا في شخصية رجال الشرطة، ولكنه من الصعب أن يمنح فرنسا السعفة الذهبية عن فئة أحسن فيلم، رغم الأداء المميز للممثل “فابريس لوشيني” عن دور الرجل الثري الذي يجعله في مرمى الظفر بإحدى الجوائز

نجد من بين أفلام المسابقة الرسمية تجربة ألمانية مختلفة لمخرجة ألمانية واعدة، هي “مارين آد”، 39 عاما، التي عرفت كيف تصل إلى المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” بفيلمها الطويل الثالث “توني إردمان” وذلك بعد أن عرفت الطريق للتتويج بجائزة برلين الذهبية عام 2008 عن فيلمها الطويل “إيفري وان إيلس”. تحيلنا المخرجة الألمانية على قصة اجتماعية ألمانية لحكاية توني الذي جسد دوره الممثل “بيتر سيمونيسكي”، وابنته اينز جسدت دورها الممثلة “سندرا هولر”، لترسم تفاصيل الصراعات الهامشية داخل الأسرة الواحدة، حيث يكون الاختلاف في ملامح الشخصية بين الأب والابن عاملا متعبا يقف أمام فرصة تكوين أسرة متكاملة، ورغم الحب المتبادل إلا أن شخصية كل واحد تتعب الآخر وهناك تحاول المخرجة “مارين آد” اللعب على أوتار الاختلاف لصناعة ملحمة اجتماعية لا تخلو من الكوميديا

الخبر الجزائرية في

17.05.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)