كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

من إخراج مها حاج أبو عسل

«أمور شخصية» السينما الفلسطينية... تسخر !

عبدالستار ناجي

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 

الذين يعرفون السينما الفلسطينية يعرفون ايضا التيارات والاتجاهات التي ذهبت اليها وان ظلت حالة من السخرية تمثل حضورا لافتا في النسبة الاكبر من نتاجات السينما الفلسطينية بالذات تلك التي من صناعها من داخل الارض العربية المتحلة ونشير هنا الى عدد من الاسماء ومنهم هاني ابو اسعد وايليا سليمان والاخوين طرزان وعرب ابوناصر وتلك الاسماء تأتي نتاجاتها ذات البعد الاجتماعي السياسي بشحنه عامرة بالسخرية الشديدة الحساسية والذكاء

وضمن جديد السينما الفلسطينية يأتي فيلم أمور شخصية للمخرجة مها حاج ابو عسل والذي عرض في تظاهرة نظرة ما في مهرجان كان السينمائي وتزامن عرضه في اليوم الاول لهذه التظاهرة بل بعد فيلم الافتتاح الذي كان للفيلم المصري اشتباك.

احدث الفيلم تتحرك على مجموعة محاور أولها مدينة الناصرة حيث الزوجين الكبيرين في السن والتي تحولت أيامهم الى حالة من التكرار رجل يشرب القهوة ويقضي وقته أمام جهاز الكمبيوتر وزوجته مشغولة بالطبخ والتنظيف والحياكة ومشاهدة المسلسلات التركية

والخط الثاني يتمثل بحكاية الابن الكاتب المسرحي الذي يرتبط بعلاقة صداقة مع فتاة شابة وفي ذات المحور شقيقته الحامل مع زوجها العامل في احد الكراجات والذي تقيم معه جدته التي تعاني من الزهايمر

فيما الخط الثالث يتمثل بالابن الاكبر الذي يعيش في السويد

العلاقة تبدو تسير في خط مسدود بين الزوج وزوجته ولكنها تتحمل للعشرة ويحاول الأب ان يصعد الشكوى على تصرفات زوجته التي لم تعد تبالي به ويحاول تشكيل جبهة ضغط على زوجته من قبل ابنته وابنائه من أجل اقناعها بالسفر الى السويد لقضاء اسبوع في احد الشاليهات على البحيرة والالتقاء بصديقة ابنه

الأحداث تبدو تقليدية يومية معاشة تعكس الحالة الاجتماعية والممارسات اليومية للأسرة الفلسطينية في الضفة الغربية

الزوج يحاول لحلحة الامور مع زوجته والصديقة تحاول التقرب من الابن الكاتب المسرحي والابنة تحاول ان تدعم زوجها عامل الكراج الذي تلقى عرضا بالعمل في السينما وهو المهووس بالبحر ويتمنى اللحظة التي يصل بها الى البحر بالاضافة الى حكايات جدته التي تريد ان تحكي الحكايات والتي تبدو الملح الأساسي للفيلم

وحينما يذهب عامل الكراج الى اجراء الاختبار في حيفا يصر على التوقف امام البحر ومداعبة مياهه وهو حلم الكثير من أهل المناطق الفلسطينية الداخلية مثل رام الله ونابلس والجليل والخليل والناصرة وغيرها بل انه يكتفي بتحقيق ذلك الحلم بالوصول الى البحر بعد ان حصل على الاذن .

بينما تذهب الصبية ميسا برفقة صديقها الكاتب المسرحي الى القدس وفي الطريق وأمام احد الحواجز يثور غضبها لانه اكتفى بان قال بانها صديقة بينما كانت تتمنى ما هو أبعد من ذلك وفي موجة غضبها العارم يتم القبض عليهما من قبل جنود الاحتلال للتحقيق معهما ونشاهد واحد من أجمل المشاهد في الفيلم حيث مشهد رقصة التانغو في غرفة التحقيقات.

كل شيء يبقى مفتوحا على كافة الاحتمالات في هذا الفيلم عدا علاقة الاب مع زوجته فبعد عدم حضور صديقة الابن الى دعوة الغداء على البحيرة. حيث تكتب نهاية العلاقة بين الابن وصديقته يطلب الابن وخلال الرحلة داخل البحيرة الانفصال فور عودتهم الى فلسطين

جملة الاحداث والحوارات تأتي بصياغ الجملة والمفردة الفلسطينية الساخرة على كل شيء العلاقة مع الجارة والعلاقة من الاكل والشرب والتلفزيون وكافة التفاصيل الحياتية وكان تلك الصيغة الساخرة هي السخرية على الواقع المعاش بكل ظروفه وضغوطه

في الفيلم فريق رفيع المستوى من الممثلين ونخص أمير حليحل بدور جورج ودريد لادو طارق وميساء عبدالهادي ميسا والثنائي محمد شواهدة وسناء شواهدة بدوري صلاح ونبيلة.

المخرجة مها حاج تمتلك أدواتها على صعيد الكتابة وايضا الاخراج ومقدرتها على ادارة فريق من الفنانين والفنيين وعلى رأسهم مدير التصوير اليد ديبي الذي أضاف الكثير من الحلول في المشهدية البصرية .

ونخلص .. فيلم أمور شخصية يذهب الى السخرية التي باتت أحد العناوين المحورية للسينما الفلسطينية الجديدة.

عرض في افتتاح تظاهرة «نظرة ما»

«اشتباك» يؤسس لمرحلة جديدة من السينما المصرية !

عبدالستار ناجي

حينما قدم المخرج المصري محمد دياب فيلمه الاول 678 اثار كثيرا من الجدل ليس على صعيد القضية المطروحة او مجموعة النجوم التي أدارها باقتدار رفيع بل لاسلوبه ولغته السينمائية التي تحلق في فضاء خارج الصيغ التقليدية والمستعادة والمكررة وهو في فيلمه الجديد اشتباك يذهب الى مرحلة جديدة ستخلق على مدى الايام المقبلة كثيرا من الحوار. حيث الانطلاق الى آفاق مرحلة جديدة من تاريخ السينما المصرية وهكذا أمر يتطلب كثيرا من الوعي بالاحترافية السينمائية العالية المستوى التي اشتغل بها وعليها المخرج محمد ذياب ليحقق هذا العمل السينمائي الذي اختير للعرض في افتتاح تظاهرة نظرة ما وهو انجاز تاريخي للسينما المصرية والعربية على حد سواء

والان دعونا نذهب الى فيلم اشتباك الذي تجري أحداثه في صيف عام 2013 بعد عامين من الثورة المصرية حيث راحت تتفجر المواجهات بالذات في الاسبوع الذي عزل به الرئيس المصري الاسبق محمد مرسي في تلك الفترة راحت مصر تخرج بكافة أطيافها في مظاهرات تحولت الى مواجهات سواء بين الاخوان المسلمين والشرطة او بقية التيارات السياسية وايضا الشرطة.

أمام زحمة المظاهرات والمواجهات يضطر رجال الشرطة الى شحن احدى السيارات المصفحة بعدد من المتظاهرين من كافة أطياف وشرائح المجتمع المصري فهذه نجوى نيللي كريم التي خرجت مع زوجها وابنها الصبي للمشاركة في المظاهرات والدعوة الى سقوط النظام وايضا آدم هاني عادل وحسام طارق عبدالعزيز وفارس أحمد داش وكم آخر من الشخصيات التي تم احتجازها في احدى الشاحنات الخاصة بالشرطة وسط اجواء من التوتر والمواجهات التي يتم خلالها استخدام كافة أنواع الاسلحة من اجل اخماد التظاهرات

وحينما تتكدس الأجساد والوجوه تبدأ المواجهة داخل تلك السيارة حيث تكون نقطة الانطلاق من خلال القبض اولا على صحافي مصري اميركي ومصور مصري يعملان في وكالة الايسوشيتد بريس وسرعان ما تزدحم الشاحنة بالوجوه فهذه نجوى الممرضة وهذا رجل الدين وابنه المراهق وكم آخر من الوجوه والملامح الجميع يريد ان يخرج من تلك الشاحنة ولكنها سرعان ما تزدحم من جديد بعدد من كوادر الاخوان المسلمين الذين تم القبض عليهم في احدى المظاهرات الخاصة بالاخوان عندها تموج تلك الشاحنة بين سكان تلك الشاحنة الكل يريد ان يواجه الكل والكل يريد ان يضرب الكل والكل يتهم الآخر وهكذا

وكأنه لا يكفي ما يجري خارج الشاحنة وفي أنحاء مصر لتكتمل الامور في المواجهات داخل الشاحنة وسط الحرارة الشديدة والاتهامات والعنف المجاني الارعن .

رجال الشرطة لا يعرفون من يواجهون وكيف لهم مواجهة الاحداث المتصاعدة وسط ايقاع متصاعد للأحداث وكتابة ذكية تعمل على تحليل جميع الشخصيات من الممرضة الى مجموعة كوادر الاخوان وصولا الى شابين شاركا في احدى التظاهرات احدهم يعمل دي. جي بالاضافة طبعا الى الصحافي والمصور

وكلما انتقلت الشاحنة من مكان الى آخر راحت تزدحم بكم آخر من الوجوه ولكل منه حكايته التي تشكل مسارا اضافيا في مسيرة أحداث العمل الذي يظل متوازنا ذكيا في مسك العصا من المنتصف وهو يتصدى لمعالجة وتحليل احداثيات تلك المرحلة من تاريخ مصر .

الأحداث تتحرك في مجموعة من المحاور المتوازية تارة والمتداخلة تارة أخرى فمن الاحداث الخاصة بالشاحنة وركابها الى خط الاحداث التي خارج الشاحنة والتي تضم رجال الشرطة والمظاهرات والمتظاهرين حيث يسقط العديد من رجال وقيادات الشرطة بالاضافة الى تعاطف عدد من رجال الشرطة مع ركاب الشاحنة بالذات النساء والاطفال وكلما اقترب موعد الافراج عنهم تفجر قضية سواء خارج الشاحنة او داخلها عبر مشهديات سينمائية نفذت باحترافية عالية ومقدرة على ادارة السيناريو على صعيد الكتابة والتحليل للشخصيات وهوياتها وقضاياها وظروفها بالاضافة للاحترافية في ادارة الممثلين وهو ليس بالامر الجديد على المخرج محمد ذياب الذي يجعل الممثل يعيش الشخصية بأبعادها واشكالياتها .

مظاهرة تقود الى أخرى ومواجهة عنيفة الى أخرى هي اللحظة التي يتمكن بها شقيق احد المقبوض عليهم من الاخوان الفرار بالشاحنة من أجل انقاذ رفاقه ومن في الشاحنة ولكنه لا يمتلك المفتاح وتمضي الرحلة الى متاهات صعبة وقاسية فحينما يتم الوصول الى تظاهرة للاخوان يصرخ عليه من داخل الشاحنة من الطرف الآخر بعدم التوقف والعكس حينما تصل الشاحنة الى مجموعة ضد الاخوان يعلو صراخ الاخوان بعدم التوقف.. حتى تدخل الشاحنة في تظاهرة تلتهم الجميع وتقلب الشاحنة وتصفى الجميع انه الطريق الى الكارثة والهاوية والعنف الأرعن المجلجل .

باقتدار واضح يكتب محمد ذياب السيناريو بالتعاون مع خالد ذياب وبتميز عال تأتي المشهدية السينمائية التي صورها أحمد جابر الذي حمل كاميرته على كتفه ليعيش بين الشخصيات داخل الشاحنة حتى في أقسى اللحظات مثل مشهد إلقاء الماء الحار داخل الشاحنة لاسكات من بداخلها وايضا مشاهد قلب الشاحنة وغيرها من المشاهد التي كتبت ونفذت باحتراف يذهب بالسينما المصرية الى مناطق جديدة على صعيد الشكل والمضمون وفي ذات السياق تأتي الحلول التي قدمها المونتير محمد حافظ الذي ظل محافظا على ايقاع العمل ومنحه الرتم المتصاعد مشهدا بعد آخر .

جميع الشخصيات في العمل ثرية وعميقة ومنحها التمثيل أبعادها فكانت تجليات الحضور واضحة عند نيللي كريم وهي مدهشة في بساطتها وعميقة في تحليل مفردات الأمومة والوطنية وايضا المحبة والحنين على زوجها وفي ذات الاطار جملة من الشخصيات وصولا الى العسكري عويس محمد السويسي وغيرهم .

ونعود الى بيت القصيد فيلم اشتباك من تلك النوعية من الاعمال السينمائية التي ستفتح باب الحوار والجدل مطولا لاننا أمام فيلم يذهب بعيدا في التأسيس لمرحلة جديدة من تاريخ الحرفة السينمائية التي تحترم وعي وفكر وذوق المشاهد.

وحتى لا نطيل نقول: برافوو محمد ذياب 

أخبار وحكايات

عبدالستار ناجي

تم عرض الفيلم الكارتوني السعودي «بلال» في سوق المهرجان وسط حضور متميز لحشد من النجوم والصحافيين والاعلاميين من أنحاء العالم.

شهدت الايام الثلاثة الاولى من عمر المهرجان عرض مجموعة من الاعمال السينمائية الطويلة بعض الشيء والتي يتجاوز عرض بعضها الثلاث ساعات من بينها الفيلم الالماني والكوري

أقيم على هامش المهرجان سهرة حضرها عدد كبير من النجوم من بينهم رئيس لجنة التحكيم وتم خلالها جمع التبرعات للاجئين السوريين وقد بلغت التبرعات قرابة 400 الف يورو .

استقبلت النجمة الفرنسية جولييت بينوش بحفاوة كبيرة عند مرورها على البساط الاحمر مع فريق فيلم «ما لوت» الذي عرض داخل المسابقة الرسمية .

لا تزال الأجواء غير مستقرة في «كان» حيث لا تزال الرياح شديدة وشيء من الأمطار خلال الفترة المسائية .

نتيجة للاجراءات الأمنية المكثفة تم الغاء أكبر عدد من السهرات التي كانت تقام في كل ليلة على الشواطئ ويحضرها النجوم مما شكل علامة استفهام كبرى.

الملاحظة الأكثر حضورا هو تقلص نسبة الحضور حيث الزحمة تقل بكثير عما هو دارج ومألوف خلال السنوات الماضية .

نجمات بوليوود يعززن مكانتهن

عبدالستار ناجي

لم تفوت نجمات بوليوود مهرجان «كان» Cannes بدورته الـ69 هذه السنة، بل حضرن بقوة للمشي على السجادة الحمراء. نبدأ بجميلة بوليوود أيشواريا راي باتشان التي وصلت الى المدينة الفرنسية برفقة ابنتها الوحيدة لحضور مهرجان «كان» السينمائي 2016.

وبدت أيشواريا عادية المظهر حتى انها صرّحت لوسائل الاعلام بالقول: «بقي يومان لمهرجان «كان» الكبير وما زلت لا أعرف ماذا ارتدي، يمكنكم انتقادي قدر ما تشاؤون لكنني كنت مشغولة جداً لذا أتيت باطلالة سبور»، اما النجمة سونام كابور فتم اختيارها لتحضر حفل «amfAR GALA» خلال مهرجان «كان» الذي يعنى بجمع التبرعات لمرضى الإيدز.

ولهذه المناسبة صرّحت سونام بالقول: «انه لشرف كبير ان أكون جزءا من هذه التبرعات، نظراً لأهمية الأبحاث التي تعنى بمرض الايدز في هذه الأيام.

ليلى ديب... متألقة

عبدالستار ناجي

ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي شاركت النجمة الشابة ليلى ديب بالحضور على السجادة الحمراء وقد كانت هدفا لجميع المصورين وهي ابنة النجم العالمي جوني ديب ووالدتها المغنية فانيسا بارادي.

وجهة نظر

كان «7»

عبدالستار ناجي

هنالك مشكلة كبرى تواجه الكثير من صناع السينما في العالم العربي، فحينما تصل بهم الامور الى مهرجان كان السينمائي فان شاغلهم يظل فيلمهم الذي حملوه معهم، سواء من القاهرة او بيروت او حتى تونس او غيرها.

فيما تجاوز الكثير من صناع السينما الاوروبية والاميركية ذلك الجانب فهم حينما يحضرون الى «كان» فهم يحملون معهم بالاضافة الى فيلمهم المختار ضمن التظاهرات الرسمية عدداً من المشاريع والسيناريوهات والافكار الجديدة لمناقشتها والبحث عن نوافذ جديدة للانتاج، انها المعادلة الاهم والنقطة الابرز في اختلاف وجهات النظر.

اتحدث مع مخرج عربي تم اختيار فيلمه في احدى التظاهرات الرسمية عن جديده فقال «علي ان انتهي اولا من فيلمي الحالي والتزاماته»، وهنا نقطة الخلل، فهذا الفيلم انتهى امره وبات ملكا للمنتج او الموزع وبالتالي بات على المخرج ان يبحث ويناقش مشاريع جديدة.

هكذا عودنا صناع السينما الاوروبية او الاميركية ففي الوقت الذي ينتهى فيه من تصوير فيلمه يكون شرع في كتابة العمل الثاني والثالث لان بقية المراحل الفنية هي بعهدة كوادر متخصصة وبالتالي لماذا يضيع المخرج عاما كاملا في الانتظار.

ما احوجنا ونحن نعيش ايام «كان» السينمائية ان يتعلم صناعنا اهمية الاستفادة من الوقت ومن تجارب الاخرين باحترافية عالية.

وعلى المحبة نلتقي.

النهار الكويتية في

16.05.2016

 
 

"لسنا كلابا": بشر في مهرجان "كان" 69

يطالبون فقط بمعاملة إنسانية أفضل

بقلم صلاح هاشم

هاهو مهرجان " كان السينمائي الدورة 69 يركض بسرعة ونحن نركض هنا معه وبحر السينما يحتوينا و نحن نتابع عروض أفلام المسابقة الرسمية،إذ تحتدم المنافسة بينها على الفوز بالجائزة الأرفع والأسمى في المهرجان أعني جائزة " السعفة الذهبية.. فمنها ما يجعلنا نضحك، أونكاد نستلقي على أقفيتنا و نموت من الضحك مثل فيلم "توني إردمان"  للمخرجة الالمانية مارين آده، الذي هزنا بإنسانيته الجمة، ومفاجآته، ونكاته وقفشاته، وحولنا نحن الكبار الى أطفال يتطلعون في عجب ودهشة الى عروض من عروض السيرك الساحرة، او نمرة ضاحكة من نمر المهرجين التمثيلية، مثل نمرة السيرعلى حبل مشدود وعلى كتفه قرد لشارلي شابلن مثلا  في فيلم "السيرك".

وفي الفيلم سنجد مدرس موسيقى خرج على المعاش، ويجسد شخصية أب تشبه كثيرا شخصية الصعلوك شارلي شابلن ، وقدرته الفذة رغم ضعفه الإنساني على الخروج من أعتى المآزق.. وهاهي القاعة تبحر مع الفيلم الذي تستغرقنا أحداثه، وإذا بقاعة العرض في المهرجان الكبير وبخاصة في العرض الصحفي المخصص للصحفيين في السابعة مساء يوم عرض الفيلم.

تتحول الى شلال هادر من الضحك وأقرب مايكون الى "زلزال"  جعلنا نغفر للفيلم الطويل جدا الذي يستغرق عرضه  حوالي 3 ساعات طوله وكل سوءاته، ونصفق له طويلا، ونرشحه مع  معظم النقاد في الدورة 69 للحصول على سعفة كان الذهبية.

ويحكي الفيلم عن محاولة أب إنقاذ إبنته من براثن الوحش الكبير الممثل بالنظام الحياتي أو أسلوب  الحياة في إطار الرأسمالية الجديدة التي تلتهم حياة الناس كما الشياطين من أكلة لحوم البشر في لوحة من لوحات الرسام الفنان الهولندي العظيم جيروم بوش ذلك النظام القائم على العبودية وطاعة رؤساء العمل والامتثال لهم ، والذي نجح في أن يجعل العمل ليس مرتبطا بمكان يمكن مغادرته بعد الانتهاء من العمل كما كان سابقا بل جعل العمل، وبخاصة في إطار الانظمة الاحتكارية العالمية الكبرى كابوسا مرعبا يصطحبنا في كل أوقات النهار والليل - بحيث يستطيع رب العمل أن يطلبك  في أي وقت ومن أي مكان فينكد عليك عيشتك  ويقطع عليك استمتاعك بحياتك - يناقش الفيلم  في العمق على خلفية أحداثه عدة مفاهيم وأفكار ومشاكل فلسفية مرتبطة بمعاني  "السعادة" و"العمل" و"العلاقة بين الأجيال" ومفهوم "الإنسانية" ويكشف عن غربة الإنسان المعاصر في حياته رغم التشدق الفارغ بالحرية والديمقراطية والمساواة وغيرها من الشعارات التي فقدت معانيها بمرور الوقت وسعى الرأسمالية الجديدة الى المزيد من الكسب على حساب طرد وفصل العمال وتسريحهم وتشريد أسرهم ونجح هكذا في أن يجعل العمل في وقتنا الراهن شكلا من اشكال العبودية، وعرضا مستمرا من عروض.. مسرح اللامعقول، ولذلك لاعجب في إطار ظروف "العمل" الجديدة تلك، أن يصرخ دانيال بطل فيلم "أنا دانيال بليك" للمخرج البريطاني الكبير كين لوش - يشارك للمرة 13 بفيلم في المسابقة الرسمية، وسبق له فوزه بجائزة السعفة الذهبية في دورة سابقة للمهرجان - لسنا كلابا.. ثم يروح يكتب على الجدران بالقرب من مكتب العمل عريضة إتهام للبرالية الجديدة وبيروقراطية حكومة دافيد كاميرون الحالية..

(..يتبع)

"الصين" ضيف شرف مهرجان القاهرة السينمائي38

تكريم المخرج الكبير محمد خان والممثل الفنان أحمد حلمي

سينما إيزيس . كان. فرنسا

في المؤتمر الصحفي الذي اقيم يوم الأحد 15 مايو في الجناح المصري- الجناح رقم 114 - علي شاطييء الكروازيت صرحت د. ماجدة واصف رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي 38 أن الصين ستكون ضيف شرف المهرجان في دورته المقبلة التي تقام في القاهرة عاصمة مصر في الفترة من 15 الى 25 نوفمبروأعلنت أن أن المهرجان ستبع نظاما جديدا لعرض بعض أفلام المهرجان ليس فقط في دور العرض بالأوبرا حيث يقام المهرجان عادة ،بل أيضا في بعض دور العرض في وسط البلد حتى يتاح لجمهور أكبر  مشاهدتها، والمعروف أن قطاعا كبيرا من الجمهور القاهري مازال يخشى التردد على المسارح و دور العرض في الأوبرا ويعتقد أن حضور الحفلات والعروض السينمائى التي تقام هناك هي للمثقفين والنخبة فقط....

كما صرحت د.ماجدة واصف ، وبحضور الاستاذ الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان الدورة 38 وعدد كبير من النقاد والصحفيين والسينمائيين العرب والأجانب بأنه سيتم تكريم الممثل الفنان أحمد حلمي بمنحه جائزة فاتن حمامه الإمتياز والمخرج المصري الكبير محمد خان بمنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية في الدورة 38.

سينما إيزيس في

16.05.2016

 
 

خلقت المرأة هوليوود... في كان

كان (الجنوب الفرنسي) – إبراهيم العريس

ليس جديداً في سينما اليوم، أن يكون عدد السينمائيات النساء كبيراً، أكان ذلك في مهرجان «كان» أو في غيره. فالمرأة وراء الكاميرا أضحت من كثرة الحضور وبداهته بحيث بالكاد يلفت الأمر أحداً خلال السنوات الأخيرة. ومع هذا لا بد من التنويه هذا العام في شكل خاص بالعدد الكبير لأفلام النساء في دورة «كان» الحالية، بما في ذلك أفلام المسابقة الرسمية وغيرها، حيث من جودي فوستر إلى نيكول غارسيا وكريستيل آلفيس ميرا، وصولاً إلى الفلسطينية مها الحاج واللبنانية منيا عقل بين ما لا يقل عن دزينة من المخرجات الأخريات، تسجل المرأة بقوة وجدارة حضورها على الشاشات المهرجانية. أما في الأروقة فحسبنا أن نرصد الحضور العربي والفلسطيني في شكل خاص حتى نتساءل من أين تأتي هذه الإندفاعة النسائية العربية.

لكننا نهدأ وأسئلتنا حين نتذكر أن امرأة مصرية كانت وراء، وأمام الفيلم الأول المصري وأن طلعت حرب قال لها يومها: «سيدتي لقد حققت ما عجز عنه الرجال». كان اسمها عزيزة أمير وكانت فاتحة لسلسلة من مخرجات مصريات وعربيات تزداد حلقاتها قوة مع الأيام. وهي سلسلة وجهت إليها المخرجة المنتجة ماريان خوري قبل سنوات تحية سينمائية متميزة في فيلمها «عاشقات السينما».

ولكن لماذا ترانا نتذكر هذا اليوم؟ ببساطة لأن مهرجان «كان» الذي ازداد حضور الأعمال الوثائقية فيه في شكل لافت خلال السنوات الأخيرة، من ناحية، ولا تمر دورة من ناحية أخرى إلا ويحتفل فيها بتاريخ الفن السينمائي نفسه، يقدم هذا العام ضمن إطار «كلاسيكيات كان» عملاً توثيقياً للأختين جوليا وكلارا كوبربرغ بعنوان «... وخلقت المرأة هوليوود»، ولئن كان هذا العنوان يحيل إلى فيلم مَعلم من أفلام بريجيت باردو هو «... وخلق الله المرأة» لروجيه فاديم، فإن ليس ثمة، عدا العنوان، علاقة بين الفيلمين. فالفيلم الذي نحن في صدده هنا هو عبارة عن تحية للمرأة الهوليوودية تكشف كم كان للمرأة من يد طولى في ازدهار بل وجود السينما الهوليوودية منذ بداياتها. ونقول «تكشف» لأن في الأمر اكتشافات حقيقية يؤكدها الفيلم على مدى ساعة مدعّمة بالوثائق والشروحات التي يبدو أنها كانت نائمة في الأرشيفات وأتت السينمائيتان الشقيقتان لتكشفانها للمرة الأولى، أمام دهشة المتفرجين الذين كانت شكواهم دائمة من كون المرأة لم تلعب دوراً ذا أهمية في تاريخ هوليوود الذي قيل دائماً أن عالم ما وراء الكاميرا كان ذكورياً فيه بامتياز وأن امرأته كانت مجرد دمى وأشكال جميلة وأزياء مغرية وابتسامات ساحرة.

أبداً... يقول لنا الفيلم مؤكداً أن هذا كله قد يكون صحيحاً لكن الأصح منه أن نساء ذكيات وموهوبات لعبن منذ فجر السينما وفجر القرن العشرين أدواراً أساسية في نشأة الفن السابع حتى وإن كانت الهيمنة الذكورية طمست هذا كله. فمثلاً قبل أن تشارك ماري بيكفورد تشارلي شابلن ودوغلاس فيربانكس في تأسيس «يونايتد آرتيست» شاركت مابيل نورماند شابلن نفسه في كتابة سيناريو العديد من المشاهد الهزلية في بعض أفلامه القوية، وقبلها كانت الفرنسية الأصل آلس غي بلاشي، أول من أخرج فيلماً ناطقاً، ولويز فيبر أول من أنتج فيلماً بالألوان، وكانت فرانسيس ماريون كاتبة السيناريو الخاصة بأفلام ماري بيكفورد نفسها، هي التي كتبت السيناريو لنحو 300 فيلم ونالت جائزتي أوسكار... لكن هذا كان فقط في البدايات كما يقول الفيلم محتجاً مؤكداً أن السينما الهوليوودية عادت وانتكست في هذا المجال بحيث لم تعرف بين الثلاثينات والثمانينات سوى مخرجتين هما دوروثي آرزنر وإيدا لوبينو. بعد ذلك كان لا بد للمرأة الهوليوودية من أن تنتفض بدءاً من الثمانينات حتى وإن كان عليها أن تنتظر السنوات الأخيرة لتشاهد مخرجة امرأة تفوز بأول أوسكار للإخراج، كاترين بيغلو عن فيلمها «الشرق أوسطي» «خزانة الأسى»، على رغم ترشيحات متكررة لمبدعات من طينة صوفيا كوبولا وجين كامبيون وحتى جودي فوستر... الآن يبدو كل هذا الظلم بعيداً كما يقول الفيلم، وتبدو المرأة السينمائية الهوليوودية كما يؤكد، وحتى الإيرانية والعربية كما نضيف من عندنا، حقيقة لا جدال فيها، يأتي عرض «... وخلقت المرأة هوليوود» في «كان» ليذكرنا بها.

مخرجة بريطانية «مصدومة» من «أميركا الفقيرة»

كان (فرنسا) - رويترز

قالت المخرجة البريطانية أندريا أرنولد التي تشارك في النسخة الحالية من «مهرجان كان السينمائي الدولي» بفيلم «أميركان هوني»، أنها اكتشفت «أميركا مختلفة» خلال البحث الذي أجرته لتصوير فيلمها الدرامي، وأنها «صُدمت بمستوى الفقر الذي شاهدته».

وقالت المخرجة خلال مؤتمر صحافي أمس (الأحد) قبل عرض فيلمها: «أُتيح لي أن أرى الكثير، وشعرت بالانزعاج من حال بعض البلدات التي زرتها ومن الفقر الذي شاهدته ... بدا الأمر مختلفاً عما هو عليه في بريطانيا، لأنه عندما لا يملك الناس المال فإنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية، ولا يستطيعون القيام بأشياء مثل الذهاب إلى طبيب الأسنان وما شابه، وهذا سبب لي صدمة حقيقية».

وينافس فيلم أرنولد في المسابقة الرسمية للحصول على السعفة الذهبية في الدورة الـ69 من المهرجان، وتدور قصته حول مجموعة مراهقين يسافرون عبر الولايات المتحدة في محاولة لكسب المال من طريق بيع اشتراكات لمجلة، وفي الوقت الذي تطرق فيه المجموعة الأبواب لإقناع أي شخص الاشتراك ومنحهم المال، يصور «أميركان هوني» التناقض بين حياة الشبان وحياة الأثرياء الذين يطرقون أبوابهم.

واشتهرت أرنولد التي أمضت فترة وهي تسافر عبر الولايات المتحدة للتحضير لمشروعها الأحدث، بأفلامها الجريئة التي تصور مصاعب الحياة في بريطانيا مثل فيلمي «فيش تانك» و«ريد رود».

ومن بين أبطال الفيلم المجهولين نسبياً يبرز اسم الممثل شيا لابوف بطل سلسلة أفلام «ترانسفورمرز»، الذي قال إن لديه خبرة لكونه تربى في بلدة فقيرة، وأوضح «هذه ليست معلومات جديدة بالنسبة لي، في بيكرزفيلد حيث كان والدي يعيش كان هناك سجن فقط، وكان الجميع يعملون في السجن، أنا جزء من هذه الطبقة الفقيرة».

الحياة اللندنية في

16.05.2016

 
 

ألمانيا حاملة... أولى المفاجآت السارّة!

ساندي الراسي

وسط أجواء أمنية مشددة جداً، يفترش «مهرجان كان» سجاده الأحمر كل يوم تحت أقدام ضيوفه الآتين لعرض آخر أعمالهم، سواء ضمن المسابقة الرسمية أو خارجها، ويفتح أبواب صالاته للجمهور الشغوف والمهتم باكتشاف أبرز ما تخفيه الدورة الــ69 من أفلام قد يكون بعضها حديث الأشهر المقبلة سينمائياً

كانطُبع اليوم الرابع من «مهرجان كان السينمائي الدولي» بفيلمين جرى الحديث بكثرة عنهما. من جهة، تعود السينما الكورية الجنوبية لتحتلّ مكانة مهمة في برمجة المهرجان السينمائي في دورته الـ69، مع عرض فيلم بارك تشان ووك الحائز مرتين جائزة لجنة التحكيم في «كان» سابقاً ضمن المسابقة الرسمية.

«مادوموازيل» ثريلر ايروتيكي ترك انطباعاً إيجابياً بالمجمل. من جهة أخرى، صعق فيلم المخرجة الالمانية مارن أرديه «توني إردمان» المعروض ضمن المسابقة الحضور، مقتنصاً الآراء الايجابية من معظم النقاد.

في «مادوموازيل»، بنى المخرج عمله على رواية لساره ووترز بعنوان «فينغرسميث»، تدور احداثها في لندن خلال الحقبة الفيكتورية. الا أن ووك نقل أحداث فيلمه الى كوريا ثلاثينات القرن المنصرم، في ظل الاحتلال الياباني. هي قصة حبّ مثلية بين امرأتين. هيديكو وريثة يابانية تعيش حياة عزلة تحت سيطرة عمّها المضطرب نفسياً. تتعرف الى سوكيه، فتاة من المفترض أن تأتي لتخدمها، متواطئة مع محتال تخطط معه لسلب ثروة المرأة وتقاسمها. بدلاً من ذلك، تجد سوكيه نفسها منجذبة بشدة الى هيديكو. من هنا، يقودنا المخرج في «ثريلر» مثلي مثير حافل بالانعطافات المفاجئة والتضليل، سيجعلنا ننسى طول مدته (ساعتين ونصف الساعة). العمل يذكرنا من حيث موضوعه بـ «حياة أديل» للتونسي عبد اللطيف كشيش الذي نال قبل سنوات السعفة الذهبية، من جهة تناوله علاقة حب شغوفة بين امرأتين. كما تطبعه بصمة المخرج السادية التي تتجلى خصوصاً في المشاهد الاخيرة. على الرغم من ذلك، الفيلم قسّم آراء النقاد، بين عاشق للعمل ومنتقد له.

في المقلب الآخر، سرقت الألمانية ماردن أرديه دموع الجمهور وضحكاته بفيلم «توني إردمان» الذي ترك انطباعاً جيداً جداً لدى معظم النقاد. ويعتبر الشريط أول مفاجأة سارة في ما يتعلق بأفلام المسابقة الرسمية. ما زال الوقت مبكراً جداً للتحدث عن أفلام مفضلة لدى لجنة التحكيم، نظراً الى الكم الهائل من الاعمال التي ما زالت في انتظارنا في الايام المقبلة، الا أن بعضهم يتحدث عن مكافآة محتملة قد ينالها العمل أو ممثلته الرئيسية. «توني إردمان» هو الفيلم الثالث الذي توقّعه الالمانية مارن ارديه الحائزة «جائزة الدب الذهبي» في «مهرجان برلين السينمائي» عام 2009 مع فيلم «كل شخص آخر». متسلّحة بروح فكاهية، تروي أرديه هنا علاقة أب وابنته، من دون أن تلجأ الى أي نوع من الاستعطاف. في تفاصيل القصة، ألماني يزور ابنته التي أصبحت امرأة أعمال في بوخارست. الاخيرة لا تبدو سعيدة بهذه الزيارة، خصوصاً أن حس الفكاهة الذي يتمتع به والدها لا يضحكها فعلاً.

«مادوموازيل» ثريلر ايروتيكي عن قصة حبّ مثلية في كوريا الثلاثينات

أمام إدراكه أن ابنته ليست سعيدة تماماً، سيبذل الرجل كل ما بوسعه، ليجعلها تستعيد معنى حياتها، فيبتكر شخصية توني إردمان. الفكاهة كانت الأداة الفضلى بالنسبة الى المخرجة لإخبار هذه القصة وتجميل الحقيقة، وستكون الوسيلة الوحيدة لاعادة التواصل بين الأب وابنته من جديد.

مخرجة أخرى قدّمت فيلمها بالأمس للنقاد صباحاً، فنالت التصفيق المطوّل. «داء الحصى» (Mal de Pierres) لنيكول غارسيا والمدرج أيضاً ضمن المسابقة الرسمية، دراما عاطفية مؤثرة. ذلك يعود خصوصاً الى أداء الممثلة ماريون كوتيار اللافت في العمل. بناء على رواية لميلانا أغوس، تحمل العنوان نفسه، تدخلنا المخرجة الى عالم غابريال، الفرنسية التي ترعرعت في عائلة برجوازية مزارعة، وكبرت معها أحلام عيش قصة حب شغوفة. سترى أحلامها مدمرة عندما تزوجها والدتها الى عامِل من ضيعتها. ولكن دخولها مركز نقاهة لعلاج داء الحصى، سيجعلها تتعرف الى رجل يبدو لها الفرصة الوحيدة في عيش قصتها المنشودة. انجذاب المخرجة الى قصص النساء التواقات للحرية والمجنونات بعض الشيء، حثّها على إخبار قصة تلك المرأة التي تعيش بين عالم ذي مفاهيم قديمة وحقبة تناشد بحرية أكبر للمرأة. وبالطبع، كانت ماريون كوتيار في بالها طوال الوقت لتجسيد هذه الشخصية على الشاشة، من دون أن ننسى شخصيتي الزوج جوزيه (أليكس برانديمول) والعشيق أندريه (لوي غاريل) اللتين نالتا اهتمام المخرجة لما تتمتعان به من شجاعة وقدرة على التكتم والشهامة واللتين ستجعلان غابريال تعيش.

عربياً، افتتح فيلم المصري محمد دياب «اشتباك» الذي يصور مصر بعد عامين على اندلاع «ثورة يناير» فئة «نظرة ما»، محققاً ردود فعل إيجابية من قبل الصحافة الاجنبية التي اعتبرت الفيلم محملاً بالانسانية.

أما في ما يتعلق بالسينما المحلية، نترقب خلال الاسبوع عروض ثلاثة أفلام في 3 فئات مختلفة. في فئة «أسبوع النقاد» الموازية للمسابقتين الرسميتين في المهرجان، يعرض فاتشيه بولغورجيان فيلمه الروائي الطويل الاول «ربيع» أو «ترامونتان». علماً أن العمل أيضاً مرشح لجائزة الكاميرا الذهبية التي تُمنح لأفضل أول فيلم. كما يُعرض فيلم «سابمارين» لمونيا عقل ضمن مسابقة «سينيفونداسيون»، إضافة الى فيلم وسام شرف «هبط من السماء» بعيداً من المسابقات.

«مهرجان كان السينمائي الدولي»: حتى 22 أيار (مايو) ـــ ـ http://www.festival-cannes.fr

نصري حجاج ممنوع في كان؟

نقل موقع «الانتفاضة الالكترونية» أنّ جماعات اللوبي الصهيوني في فرنسا ضغطت على «مهرجان كان السينمائي» بهدف منع عرض فيلم «ميونخ: قصة فلسطينية» لنصري حجاج (الصورة).

وقد شارك في هذه المطالبة محافظ مدينة كان الذي حذّر من أن العرض قد يهدد السلم الأهلي للمدينة الساحلية. ومن المقرر أن يعرض الوثائقي القصير للمخرج الفلسطيني ضمن تظاهرة «سوق الأفلام» التي يقيمها «كان» بالتعاون مع «مهرجان دبي السينمائي»، لعرض أفلام قيد الإنجاز لمخرجين عرب أمام الجمهور الأجنبي. ونقل الموقع أنّ رئيس أبرز مجموعات اللوبي الإسرائيلي في فرنسا (CRIF) روجيه كوكيرمان وجّه رسالة إلى مدير «مهرجان كان» بيار ليسكور، يعبر فيها عن قلق مؤسسته حيال عرض الشريط الذي سيكون «محرّضاً على العنف الإرهابي الفاضح الذي يهدد بلداننا» في تذكير بالهجومين الإرهابيين اللذين نفذهما تنظيم «داعش» في فرنسا وبلجيكا. وفيما لم يصدر أي بيان رسمي عن «مهرجان كان»، فإن موقع Le Monde Juif الصهيوني أكد أن عرض الفيلم ألغي من المهرجان، معتبراً أن هذا «انتصار على كارهي إسرائيل»، قبل أن يؤكد المكتب الإعلامي لـ «كان» لموقع «الانتفاضة الإلكترونية» أن «محافظ كان لا شأن له بمنع الفيلم». علماً أن الشريط الذي لا يزال قيد الإنجاز، يتناول عملية ميونخ عام 1972 من وجهة نظر فلسطينية، بعد ثمانية أفلام أجنبية أنجزت عنها على حد تعبير مخرجه الذي قال: «أريد أن أقدّم النسخة الفلسطينية من تلك القصة، التي ليست بالضرورة غير نقدية تجاه العملية وما تلاها». وتابع المخرج في اللمحة المرفقة لفيلمه أنه عرف أحد منفذي عملية ميونخ عفيف حميد، في طفولتهما المشتركة في مخيم عين الحلوة الفلسطيني، لذا شعر بدافع شخصي للعمل عليها.

سوزان ساراندون: وودي أيها المتحرش

على هامش فعاليات الدورة الـ 69 من «مهرجان كان السينمائي الدولي»، هاجمت الممثلة الأميركية سوزان ساراندون (69 عاماً ــ الصورة) المخرج الأميركي الشهير وودي ألن، على خلفية اتهامه سابقاً بالتحرّش بإبنة زوجته ديلان فارو، موضحةً أنّها متأكدة من «صحة الاتهامات التي وجهت له». كلام بطلة فيلم The Meddler جاء خلال مشاركتها أمس في نقاش Women in Motion مع جينا ديفيس، مشددةً على أنّ ألن «تحرّش بطفلة، وهذا خطأ.

لا أملك شيئاً جيّداً لأقوله عنه. استخدم طرقاً ملتوية لتخليص نفسه من العقاب، لكن تخلّي أسرته عنه يؤكد معرفتها بأنّه مذنب».

هذا ليس السبب الوحيد لاحتلال وودي ألن الأحاديث في «كان»، فقد انتقد ابنه رونان فارو وسائل الإعلام التي لم تُثر الموضوع ولم تسأل مخرج فيلم Café Society عن الإتهامات بالتحرّش.

وكان وودي قد سبق أن أنكر تحرّشه بديلان فارو، مشيراً إلى أنّ حبيبته السابقة ميا فارو دفعت ابنتها لتوجيه هذه الاتهامات إليه.

في سياق منفصل، تطرّقت سوزان ساراندون في حوارها مع جينا ديفيس إلى قلّة الأدوار القوية للنساء في الأفلام، إضافة إلى الافتقار إلى فرص الإخراج الممنوحة للنساء في هوليوود.

الأخبار اللبنانية في

16.05.2016

 
 

مهرجان كان 2016:

احتفاء بالمخرج البريطاني كين لوتش ونهجه الواقعي النقدي

صفاء الصالح - بي بي سي – كان

على أعتاب الثمانين (التي سيصلها في منتصف الشهر المقبل) يتوج المخرج البريطاني كين لوتش نهجا واقعيا نقديا سار عليه طوال أكثر من نصف قرن من حياته المهنية بعمل سينمائي حظي باحتفاء نقدي واستقبال حافل في الدورة 69 من مهرجان كان السينمائي.

يقدم لوتش في "انا دانيال بلاك" أحد اجمل أفلامه وأكثرها تأثيرا، ويصل فيه إلى ذروة دربته في جعل مشاهديه يتماهون مع أزمة بطله، ونموذجه الانساني، الذي يمثل الانسان العادي البسيط الذي يسحق وسط اختلالات النظام الاقتصادي المهيمن وما ينتجه من اغتراب وأزمات اجتماعية.

إنها سينما تهدف الى خلق هذا الشعور بالتضامن، وبالتالي تحض على الفعل والعمل على التغيير، وهي ما يجيده كين لوتش الذي بات يقف على رأس هذا النهج الواقعي النقدي منذ سلسلة أعماله التلفزيونية التي قدمها لبي بي سي منذ منتصف الستينيات مرورا بأعماله السينمائية التي تزيد عن ثلاثين فيلما.

وببساطة ساحرة وتقشف في استخدام التقنيات السينمائية يقدم لنا لوتش جماليات تنهل من العادي والمألوف واليومي، في عمل يذكرنا بأعمال الواقعية الجديدة الايطالية التي تربى لوتش عليها.

فتراه يرصد لحظة انسانية صافية، ويحرص على ادخال مشاهده في قلبها في نوع من التقمص العاطفي، مالئا أياه بمشاعر الغضب والتعاطف والتضامن.

ولا شك أن لوتش في هذا النهج يقف على حافة الميلودراما، ولكن من دون السقوط في فخاخها، بفعل دربته وبراعته كصانع سينمائي مميز. انه يستخلص من الحياة اليومية وعبر تلك الأدوات البسيطة المقتصدة قالبا فنيا له جلال تراجيديا أغريقية.

في هذا الفيلم يعود صاحب أفلام "الريح تهز الشعير"(المتوج بالسعفة الذهبية لكان 2006)، "أرض وحرية"، "أغنية كلارا"، "أنجلز شير" (جائزة لجنة التحكيم في كان 2012) و"ايرش روت" (والأخير تدور احداثه في العراق)، الى موضوعة سبق أن عالجها بصيغة أخرى في عمله التلفزيوني المبكر لبي بي سي " كاتي تعود الى البيت" 1966، حيث تنهار حياة كاتي وشريك حياتها ريغ الذي يصاب ويفقد عمله، لتنتهي الى الشارع بلا مأوى وبلا حتى اطفالها الذين تأخذهم ادارة الرعاية الاجتماعية.

موت مواطن

بُنى الفيلم على شخصية دانيال بلاك، التي استخلصها السينارست بول لافيرتي بعد بحث لأسابيع ومقابلات مع أشخاص في المنظمات الخيرية التي ترعى المعوقين والعاطلين عن العمل وزيارات ميدانية لبنوك الطعام، التي تقدم خدماتها للمشردين والمعدمين، فضلا عن أحاديث مع السكان في مجتمع مدينة نيوكاسل البريطانية.

وهذا هو النهج الواقعي الذي دأب عليه كاتب السيناريو لافيرتي في معظم سيناريوهاته التي تبنى على تجربة واقعية وبحث ميداني فتكاد تقترب في الغالب من الدراما الوثائقية (ديكو دراما)، وبات الشريك المفضل للوتش في أعماله الاخيرة منذ تعاونهما في فيلم "أغنية كلارا" عام 1996 الذي بني على تجربة لافيرتي في العمل في منظمات حقوقية في نيكاراغوا ووسط أمريكا اللاتينية في ثمانينات القرن الماضي. أذ درس لافيرتي الفلسفة والقانون وعمل في المحاماة قبل أن يتحول إلى كتابة السيناريو مع لوتش.

وبلاك (ديف جونز) هو نجار من مدينة نيوكاسل في الـ 59 من عمره، يبلغه الأطباء بأن حالته الطبية لا تسمح بعودته إلى العمل بسبب مرض في القلب، فيتحول إلى تلقي مساعدة الرعاية الاجتماعية، لكنه يواجه تعنت النسق البيروقراطي في جهاز قطاع عام مترهل يحاول جاهدا حماية نفسه بدرع من القوانين الصارمة والاستعانة بشركات خاصة.

وكما نلاحظ في استهلال الفيلم في الحوار الصوتي بين بلاك وموظفة لا نراها تسأله أسئلة عامة عن قدرته على العمل، وعند اجابته عليها بصراحة تقلل من نقاط تقييم عجزه ومن دون أن تذهب مباشرة الى مشكلة القلب التي يعانيها. ونفهم من كلام بلاك معها أنها من شركة أمريكية تعمل لحساب نظام الرعاية الاجتماعية.

وهنا يضعنا لوتش في قلب مشكلة فيلمه، وهي التناقض بين نظام أفرز من اختصوا بالتحايل عليه وابتزازه ويجاهد لاصلاح نفسه، ونموذج لعامل مكافح ومواطن صادق يعيش حياته بإخلاص ونزاهة ويمكن أن يستحيل إلى ضحية لاختلالات هذا النظام.

ويرسم لنا لوتش صورة بلاك العامل المخلص في عمله الذي يحب مساعدة الاخرين والحنو عليهم، الذي قضى حياته في مهنته غير ملتفت لتلك التحولات المتسارعة في الواقع المحيط به، فنراه لا يجيد استخدام الكومبيوتر، ويكتب بالقلم الرصاص، ولا يجيد كتابه سيرته الذاتية للتقدم إلى عمل جديد.

ونراه يكافح مع الجهاز البيروقراطي الذي يعيد تقييم حالته ويجبره على التحول إلى باحث عن عمل كي يستمر في تلقي المعونات الاجتماعية، ويدخله في دوامة كافكاوية من المراسلات عبر الانترنت أو المراجعات يتيه وسطها وتدفعه إلى تحدي تعقيداتها التي ترفض الاستماع ببساطة شديدة إلى مرضه.

وخلال هذه التجربة يتعرف على كاتي (الممثلة هيلي سكوايرز) شابة اضطرت إلى الانتقال من لندن إلى نيوكاسل مع طفليها لكي تحظى بسكن من الدولة، لكنها تظل بلا عمل وعاجزة عن اطعام طفليها، فيحنو بلاك عليها ويتحول بمثابة أب لهذه الشابة وراع لطفليها.

ويقدم لوتش عبر هذا العلاقة مشاهد رائعة مفعمة بالإنسانية تصل ذروتها في المشهد الذي يأخذ فيه كاتي إلى أحد بنوك الطعام لتلقي مساعدات، فتضطر لجوعها الى فتح علبة فاصوليا والتهامها قبل ان تنهار باكية وسط الناس.

ويكابر بلاك للاحتفاظ بكرامته فنراه يبيع أثاث بيته كي يحصل على بعض المال يصرفه على احتياجاته اليومية.

وفي مشهد آخر، يقدم نقدا قاسيا لازدواجية النظام، عندما تضطر كاتي لسرقة حفاظات نسائية فيقوم رجل الأمن في مركز التسوق بالأمساك بها، لكنه يقدم لها تلفونه لاحقا بحجة مساعدتها، وعندما تلجأ إليه يقدمها إلى شبكة تعمل في الدعارة، فيحاول بلاك انقاذها بالدخول وكأنه زبون إلى منزل الدعارة.

وبلاك مواطن يعيش في حدود بقعته الجغرافية، ليس مثل جارة الشاب الأسود الذي يستخدم عنوانه لتلقي بضائع رخيصة بماركات شهيرة من الصين ويربح من فرق اسعار بيعها، وفي مشهد طريف يقدم لنا لوتش اثر العولمة التي نقلت العمالة خارج حدود الدول، مع الشاب الصيني الذي يعمل في مصنع ينتج أحذية لشركة بريطانية في الصين، والذي نراه متابعا لدوري كرة القدم الانكليزي وعارفا بلاعبيه أكثر من بلاك نفسه.

وفي نهاية يمكن توقعها منذ بداية مسار الاحداث، ينتهي بلاك إلى العيش على الكفاف في شقة خالية، وعندما تحاول كاتي مساعدته ومتابعة الشكوى ضد التقييم الخاطئ لحالته، يموت بلاك بأزمة قلبية في دائرة الرعاية الاجتماعية التي اقتنعت لجنتها اخيرا للأخذ بالاعتبار حالته المرضية.

بيروقراطية وتمرد

لقد غاص لوتش ولافيرتي في تلك المنطقة الرمادية ليكشفا عن التناقض القيمي بين قيم النظام وبيروقراطيته وقيم التضامن والصدق والعمل، على الرغم من اشتراكهما رسميا في الاستناد إلى قيم انسانية عامة. لقد قدم بلاك لطبقات "السيستم" المترهلة كل ما يساعدها على الشك به والاصطدام بنظامه القيمي وبالمقابل مارست طبقات البيروقراطية أقصى حيلها التي يسمح بها القانون لإذلال من يتمرد عليها.

يحرص لوتش على أن يعامل الفيلم كوسيط لحمل رسالة في فضاء كفاح اجتماعي، لذا تتركز دربته السينمائية على إبعاد كل ما يشوش على هذه الرسالة، مركزا على اكتشاف جماليات تقوم على الايجاز والوضوح والبساطة، من دون افتعال أي ألعاب جمالية خالصة.

فنراه يسعى مترسما خطى الواقعية الجديدة إلى تقديم مشاهد تشبه الحياة في جريانها وبساطتها وقسوتها ورثاثتها احيانا، ومن هنا حرصه على التصوير في الأماكن الواقعية وبالإنارة الطبيعية في المشاهد الخارجية .

ويبدو الفيلم لدى لوتش سلسلة مشاهد اقتطعت من الحياة وليس تدفقا لحركة متواصلة كتلك التي نراها في أفلام الحركة، ولكل مشهد وحدته الداخلية، لذا غالبا ما ينتهي بإظلام تدريجي للشاشة لننتقل الى مشهد آخر.

وحرصت كاميرا روبي رايان على تجسيد هذا النهج في الواقعية والبساطة في تصويرها لاحياء نيوكاسل الشعبية او تلك المشاهد الداخلية فيها المقتصدة في ديكورها وانارتها.

وهذا ما اكده لوتش في المؤتمر الصحفي الذي اعقب عرض الفيلم حين قال "لقد شعرنا ان القصة قوية جدا، لذا علينا أن نكون بسيطين جدا في التصوير. أنها لا تحتاج إلى أي زخارف".

لذا نراه يحرص على أن يضع ممثليه ببساطة في مواجهة الكاميرا بدون مكملات وتفاصيل اضافية في المشهد مركزا على رصد انفعالاتهما الانسانية.

ونجح لوتش في استخلاص أداء رائع من ممثليه الرئيسين في دوري العمر بالنسبة لهما، فبرع ديف جونز، وهو ممثل يعمل في سياق ما يسمى بالستاند أب كوميدي (أي هذا النمط من الكوميديا الذي يخاطب به الممثل الجمهور مباشرة في عرض منفرد يقدم ارتجالا في الغالب)، في تقديم أداء مؤثر في دور بلاك، وهي شخصية تراجيدية قدمها بإداء بارع وبحيادية لا تظهر الكثير من العواطف المبالغ بها بل تختزنها إلى لحظة الانفجار الدرامي.

وكذلك الحال مع الممثلة هيلي سكوايرز في دور الام الشابة، التي بدت رائعة جدا في تجسيدها للشخصية بعينيها الواسعتين وقدرتها على التعبير بوجهها الذي ظل يجسد حالة القلق والتعب والتوتر التي تعيشها في كفاحها لتربية طفليهاحتى في المشاهد التي تبدو مسترخية فيها.

لقد كان اداؤها مؤثرا ومشحونا بالعاطفة وصل ذروته في مشهد التهام الطعام وانهيارها في بنك الطعام.

وسكوايرز كاتبة مسرحية أيضا وتعرف جيدا معاناة هذه الشريحة فما زالت أمها تعيش في مسكن من نظام الرعاية الاجتماعية.

في الختام نتمنى أن لا يكون "انا دانيال بلاك" رسالة لوتش الاخيرة، إذ أنه سبق أن أعلن عن اعتزاله بعد انجاز فيلم "صالة جيمي" عام 2014، بل بداية مرحلة جديدة ليس لفنان قدم للسينما بعض من نتاجاتها ذات النزعة الإنسانية المميزة، حسب، بل لناشط ومدافع مجالد عن حقوق المهمشين والمستصعفين في هذه الأرض.

الـ BBC العربية في

16.05.2016

 
 

«الراقصة» يمنح الجمهور درسًا كبيرًا فى مهرجان «كان»

كان ــ خالد محمود:

الفيلم كان يستحق المسابقة الرسمية.. ودموع المشاهدين تمنح «سوكو» الممثلة الملهمة سعفة الإعجاب

لو كان الأمر بيدى، لاخترت هذا الفيلم فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى، بل ومنحت بطلتيه السعفة الذهبية للتمثيل، وكذلك مخرجته، التى منحتنا بفيلمها فرصة اخرى للحياة، ولمملت بداخلنا اطياف ارادة متناثرة وبقايا أحلام ايقظتها كلها لنعيش كما نريد نحن، لا كما ترغب الأيام، انه الفيلم الفرنسى البلجيكى الساحر سينمائيا «الراقصة»، الذى عرض فى قسم «نظرة ما»، وهو ما يدل على ان اجندة هذا القسم تضم أفلاما لا تقل اهمية عن تلك الأعمال التى تشارك فى المسابقة الرسمية

الفيلم الذى اخرجته ستيفانى دى جيستو، ينتمى لقصص السيرة الذاتية المغلفة بالدراما الموسيقية تدور احاثها عام ١٨٨٧ بإحدى ضواحى الغرب الأمريكى، بطلتنا هى فتاة تهجر مكانها بعد مقتل والدها وتأخذ معها مسدسه، وتذهب بعيدا لتعيش مع والدتها فى الدير حياة قاسية، فى محاولة لتحقيق حلمها فى ان تصبح راقصة وممثلة شهيرة، وتلتحق للعيش بإحدى الكنائس بنيويورك، لكنها تتركها، وتقدم نفسها لأكثر من مسئول عن مسارح الرقص الكبرى، الا ان اقتنعت بها احد مسئولى الفرقة التى تبنتها وأقنعت المدير بها حيث اكتشفت ان الفتاة موهوبة ليس فقط فى الرقص لكن ايضا فى تصميم الرقصات الجديدة، وفساتينها، وتصر الفتاة على ان تعامل نفسها كنجمة واختارت اسم لوى فولر بدلا من مارى لوى لنفسها لتصبح مع مرور الأيام مصدر إلهام لكثيرين يريدون ان يحققوا انفسهم ويواجهون عقبات بعد ان استسلم مسرح اوبرا باريس لإمكانياتها.

جسدت دور لوى الممثلة «سوكو» التى ينتظرها مستقبل كبير، وقد برعت فى ادائها، فقد عاشت الشخصية باضطراباتها وسط عالم صادم بأمور كثيرة، ولتصل للقمة والشهرة وتثبت وجودها بكل جوارحها النفسية والعضلية، وقد منحت المشاهدين درسا فى الصمود والإرادة والتحدى، فى ان كلا منا يستطيع، وذلك ايضا بفضل المرأة التى امنت بها والتى جسدتها ميلانى تيرى باقتدار شديد على طريقة الكبار.

بالقطع شكلت الرقصات الساحرة صورة جمالية عظيمة على الشاشة، ولعبت جزءا مهما فى تطور النسيج الدرامى للأحداث وحبكته، التى صاغها سيناريو لم يقع فى فخ التقليدية فى سرد مثل هذه النوعية من الحكايات، وهو السيناريو التى كتبته ايضا ستيفانى دى جيستو، كما خلقت الموسيقى داخل داخل صالة العرض موجات من المشاعر خاصة بعد الانتقال لباريس، ولتصبح لوى رمزا ومصدر الهام لشخصيات شهيرة كثيرة منها الأخوان لوميير.

فى رحلة لوى الإنسانة، ميلودراما كبيرة، حيث ظهر شاب ارستقراطى فرنسى «لويس» أو «جاسبارد أوليه» حاول اغواءها لكى يساعدها، للوقوف على المسارح الكبرى، لكنها رفضت وتمسكت بعفة الغرب الأمريكى، وتتحول المشاعر إلى قصة حب معقدة مثلت خطا اخر مكملا لدراما حياتها، ايضا المحطة الأخرى هى ظهور فتاة موهوبة «اسمها ايزابيلا دونكان وجسدتها ليلى روز ديب» قدمتها لوى بنفسها للمجتمع والإعلام، ثم نمت الغيرة بينهما، فليلى روز تمتلك الذكاء والإغواء، ونجحت فى ان تجذب الجميع، حتى لويس، وهنا قررت لوى التى اصبحت تعانى من اصابة فى عينيها من الضوء، ان تثبت انها مازالت الأفضل وتتحدى آلامها، وخيانة حبيبها، وتقدم اصعب واقوى رقصاتها، وتقع على المسرح، ويصمت الجميع ثم تقاوم لتقف من جديد وتنظر للجمهور، الذى يقف مصفقا لحظات طويلة، وهنا ايضا تتسرب مشاعر اللحظة ليقف جمهور العرض مصفقا طويلا، لمشهد نهاية عظيم، لم استطع ان امنع دموعى معه، وعندما اضيئت الأنوار وجدت الدموع ايضا فى عيون من حولى، انها دموع الإرادة والتمسك بالحلم، بفضل التأثير الكبير لتلك السينما التى تعد قصيدة للإبداع والمثابرة.

لقطات من كان

طالب مجموعة من السينمائيين المشاركين فى الدورة التاسعة والستين من مهرجان كان السينمائى، السلطات الإيرانية بإلغاء العقوبة الصادرة على المخرج كيوان كريمى بجلده 223 جلدة وسجنه عاما واحدا.

وجاء فى بيان وقع عليه نحو 40 من الهيئات السينمائية الدولية أن جريمة المخرج هى أنه مارس مهنة السينما، وأظهر وجها للمجتمع الإيرانى غير الوجه المقدم رسميا.

وأضاف البيان: لا يمكن أن نقبل أن ينضم كيوان كريمى إلى لائحة طويلة من الفنانين والصحفيين الذين حرمتهم السلطات الإيرانية من حقوقهم وأحيانا من حياتهم، فقط لأنه قدم وجهة نظره الفنية والنقدية».

وكيوان كريمى مخرج إيرانى كردى صدر ضده حكم بالجلد والسجن، لأنه أخرج وثائقيا عن اللوحات الجدارية السياسية فى طهران.، وقال كيوان كريمى فى تصريحات له «لا أريد أن أصور كبطل، ولا يعنينى كثيرا أن تشاهد أفلامى. السينما عندى قبل كل شىء هى ما يعطى الحياة معناها».

ومن بين الموقعين على البيان المخرج الإيرانى جعفر بناهى الذى حاز جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين السينمائى الأخير عن فيلمه «تاكسى» الذى صوره سرا فى شوارع طهران رغم المنع الذى تفرضه عليه السلطات.

يشارك مركز السينما العربية فى الدورة الـ 69 من مهرجان كان السينمائى، وقام بالترويج لصناعة السينما فى العالم العربى من خلال اطلاقه العدد الأول من مجلة السينما العربية التى تتوجه إلى صناعة السينما العالمية باللغة الإنجليزية، لتسليط الضوء على السينما العربية وصناعها، مع إبراز المواهب اللامعة والإمكانات الكامنة بها.

ويقول المحلل السينمائى علاء كركوتى ان الهدف الرئيسى من إصدار مجلة السينما العربية بالإنجليزى التكامل مع استراتيجية مركز السينما العربية الذى يعمل على تغطية جميع عوامل ومراحل الترويج للسينما العربية والعمل على طرحها بشكل مستقر وراسخ فى الأسواق الدولية».

فيما اشار كولن براون الخبير السينمائى فى افتتاحية العدد ان الهدف من مجلة مركز السينما العربية هو العمل على إعادة السينما العربية إلى الخريطة الدولية، فباعتبارها وسيلة إعلامية سوف تعمل المجلة على أن تكون جزءا من العوامل المؤثرة فى صناعة السينما العربية المتطورة باستمرار».

يُعرض فى السوق من مصر فيلمان فى برنامج سوق مهرجان دبى، وهما الفيلم الروائى الطويل «الماء والخضرة والوجه الحسن» إخراج يسرى نصر الله، والفيلم التسجيلى الطويل «الأسماك تقتل مرتين» إخراج أحمد فوزى صالح.

الشروق المصرية في

16.05.2016

 
 

«كان» يثير علامات الاستفهام حول اضافة فيلم «البيشمركة» لناشط صهيوني؟!

«كان» ـ سينماتوغراف

بعد مرور 6 أيام على انطلاق فعالياته، أعلن مهرجان كان السينمائي اليوم في دورته الـ69 عن اكتشافه فجأة ضرورة اضافة عرض لفيلم جديد يحمل عنوان «البيشمركة» إخراج الناشط الصهيوني برنار هنري ليفي، وهو إنتاج فرنسي ومدته 92 دقيقة. وقد أقحم الفيلم في قسم العروض الخاصة ليعرض يوم 20، وقد يكون له عرض آخر يوم 21 مايو الجاري.

وصحيح انه قد جرى من قبل في دورات سابقة اضافة فيلم وثائقي عن تصوير «ماموث» خلال المهرجان وفيلم «روت ايريش» لكين لوتش قبل بدء المهرجان بيومين، الا ان هذا الاختيار يثير علامات الاستفهام أولا حول سياسة مهرجان كان تجاه الأسماء المناهضة للعرب والاسلام، ثانيا حول اللوبي الصهيوني وكيف يعمل وينجح في فرض مايريد، حيث يواصل برنار هنري ليفي شغله الممول بملايين الدولارات لتقسيم كل ما يسمى «بلد عربي».

والمثير أن المهرجان أعلن في بيانه أنه إكتشف هذا الفيلم «للتو»!، وانه يقدم صورة مكبرة وقريبة عن مقاتلي البيشمركة الكردية حيث سافر المخرج مع فريق صغير لأكثر من ألف كيلو على طول الحدود العراقية، من الجنوب إلى الشمال، لتصوير حالات الحرب، والمناظر الطبيعية ووجوه الرجال والنساء.

ومن المعروف أن مخرج الفيلم برنار هنري ليفي الصهيوني، هو مرشح رئاسة الوزراء الإسرائيلي في عام 2011 والعنصري المعروف بمواقفه الحادة والمعادية للمسلمين، فهو الذي دعا لاغتصاب المنقبات في فرنسا كما تحالف مع سلمان رشدي ضد المسلمين في كتابه «آيات شيطانية»، وهو قريب من دوائر صنع القرار في فرنسا، وكان من أبرز المؤيدين للثورات العربية.

وسبق وقدم برنار هنري ليفي فيلما وثائقيا صنع له شهرة كبيرة عن الصراع في البوسنة عام 1994، وبعدها أرسله الرئيس الفرنسي جاك شيراك لرئاسة بعثة تقصي الحقائق إلى أفغانستان عام 2002 بعد الحرب على طالبان، كما يفخر بأنه رجل الميدان خصوصا وان وسائل الاعلام قالت أنه لعب دورًا حاسمًا في الترويج للاعتراف الفرنسي الرسمي، ثم الأوروبي، ثم الدولي، بمجلس الحكم الانتقالي في بنغازي.

ويعرف برنار هنري ليفي أيضا بأنه «عراب الحروب»، وقد تم طرده من تونس العام قبل الماضي على خلفية لقاءه بليببين هناك كما تم فتح تحقيق لمعرفة الجهات التي كانت خلف زيارته لتونس وقتها، ومن ضمن تصريحاته أنه يناصر قيام دولة فلسطينية قوية ولكن ضمن شراكة مع إسرائيل.

مخرجة بريطانية تكتشف «أمريكا مختلفة» في فيلمها «عسل أمريكي»

«كان» الوكالات ـ سينماتوغراف

قالت المخرجة البريطانية أندريا أرنولد التي تشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام بفيلم «أمريكان هاني ـ عسل أميركي» إنها اكتشفت «أمريكا مختلفة» في البحث الذي قامت به لتصوير الفيلم الدرامي وإنها صدمت من مستوى الفقر الذي شهدته.

وينافس فيلم أرنولد في المسابقة الرسمية للحصول على السعفة الذهبية في الدورة التاسعة والستين من المهرجان وتدور قصته حول مجموعة من المراهقين الذين يسافرون عبر الولايات المتحدة في محاولة لكسب المال ببيع اشتراكات لمجلة.

وفي الوقت الذي تطرق فيه المجموعة الأبواب لإقناع أي شخص بالاشتراك ومنحهم المال يصور «أمريكان هاني» التناقض بين حياة الشبان وحياة الأثرياء الذين يطرقون أبوابهم.

واشتهرت أرنولد بأفلامها الجريئة التي تصور مصاعب الحياة في بريطانيا مثل «فيش تانك» و «ريد رود». وأمضت أرنولد فترة وهي تسافر عبر الولايات المتحدة للتحضير لمشروعها الأحدث.

وقالت خلال مؤتمر فيلمها الصحفي قبل عرضه «أتيح لي أن أرى الكثير وشعرت بالانزعاج من حال بعض البلدات التي زرتها ومن الفقر الذي شاهدته».

وتابعت قولها «بدا الأمر مختلفا عما هو عليه في بريطانيا لأنه عندما لا يملك الناس المال فإنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية ولا يستطيعون القيام بأشياء مثل الذهاب لطبيب الأسنان وما شابه وهذا سبب لي صدمة حقيقية».

ومن بين أبطال الفيلم المجهولين نسبيا يبرز اسم الممثل شيا لابوف بطل سلسلة أفلام «ترانسفورمرز» الذي قال إن لديه خبرة بحكم كونه تربى في بلدة فقيرة.

وقال «هذه ليست معلومات جديدة علي لذا فأنا لم اكتشف ذلك. في بيكرزفيلد حيث كان والدي يعيش كان هناك فقط سجن وكان الجميع يعملون في السجن لذا فهذه ليست معلومات جديدة علي أنا جزء من هذه الطبقة الفقيرة».

جيم جرموش.. الحياة مثل كلمات قصيدة في فيلمه «باتيرسون»

«كان» ـ هدى ابراهيم

ربما يكون من الأصعب على مخرج صنع فيلم لا يقوم على عرض قضية كبرى أو يتناول موضوعا خاصا بسينما المافيات والتشويق والعنف والحروب، من الاصعب بالتأكيد ان يخوض فيلم في الحياة اليومية المتكررة لشخص ويخرج منها الشعر، ففي ذلك تحد اكبر يفرض على القدرة الابداعية وعلى الرؤيا الفنية لأي مخرج. من هنا، تأتي فرادة فيلم مثل «باتيرسون» للمخرج العريق والمنتمي للنادي الحصري والدائم لمهرجان كان، جيم جرموش، المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ69.

لا شيء يحدث في الفيلم الذي يتناول حياة سائق الباص «باتيرسون» الذي يعيش في المدينة التي تحمل نفس الاسم، لا شيء غير الحياة اليومية العادية، وكلمات بعض القصائد التي ينظمها بشكل يومي، في المدينة التي عاش فيها الكثير من الشعراء والتي يوجه المخرج تحية لهم بذكر اسمائهم وكتبهم.

يخرج جيم جرموش كما يفعل دائما الشعر من القصيدة ليسكنه في حياة الشخصيات ولحظات يومهم العادية، بدل ان تكون القصيدة في الكلمات. مع الشعر، تصبح الحياة مثل حلم، لا مكان فيها للنزاعات والجدل، وانما للتفاهم والرقة والجمال، تلك كانت حال الزوجين، في الفيلم الذي تدور احداثه في العام 2000، في نيوجرسي، في عالم يخلو من الهواتف النقالة واجهزة التلفزيون والكومبيوتر وفضاءات الانترنت.

«باتيرسون» فيلم فيه الكثير من الامل بالحياة، كثير من التأمل الذي يفرضه الشعر، وكثير من اللطف في السلوكيات، كثير من الرضى ورغبة في الابتعاد عن صخب المدن والعيش في اماكن يحلو فيها العيش، وايضا رغبة بقراءة كتاب «باتيرسون» الذي استوحى المخرج من بعيد سيناريو فيلمه منه، ليكون الطرح بسيطا جدا بعيدا عن اي تعقيدات يمكن ان تعتري الحياة، ومن هذه البساطة بالذات صيغت تلك القصائد القصيرة التي يكتبها باتيرسون.

ولعله في هذه البساطة تحديدا، يكمن الاساسي في الحياة وفي الوقت، الوقت الذي يمنحه الفيلم مكانة خاصة، فبطل الفيلم حين يستيقظ كل يوم، ينظر طويلا الى ساعته، ويضعها في يده قبل ان يحنو على زوجته لحظات قبل مغادرة السرير.

«باتيرسون»، كما الشخصية يزرع الشعر في اللحظة لتصبح وقتا بالفعل ولتصبح اكثف مما هي عليه في الواقع، لأن الوقت يمر وكذلك الحياة.

والفيلم مختلف تماما عن كل ما يمت بصلة الى السينما الهوليوودية الشائعة، لذلك ايضا يحب مهرجان كان ونقاده هذا المخرج الاميركي المختلف، الذي تعلم حب السينما باكرا من امه التي كانت كما صرح جرموش اكثر من مرة، ناقدة سينمائية.

واختار جرموش الممثل الرائع آدم دريفر، لاداء دور سائق الباص وهو نجم بدأ يتألق في ادوار كبيرة منذ العام 2013، اما لورا زوجته فتؤدي دورها الايرانية – الفرنسية غولشيفته فرحاني، معهم يعيش المشاهد ثمانية أيام فيها الكثير من الصفاء، والوعي باللحظة حيث يحتفى بالحياة في دنيا أقرب الى الجنة، وبقرار من بطليها.

بينما يبدو سائق الباص زميل باتيرسون دائم الشكوى يظهر هو سعيدا راضيا كأنه نظف حياته من المشاكل بقرار شخصي نجح في تثبيته.

والفيلم يمتاز بخاصية عامة لدى جيم جرموش، تبدو ملامحها في اكثر من عمل، فأفلامه تدور دائما في عالم مرتب، أما شخصياته فتمتلك دائما مسحة الحزن الشاعري اللصيقة هذه التي لا تتخلى عنها لتصبح عنصرا ملازما من عناصر اللغة التي يستخدمها جرموش في أعماله السينمائية.

وبعدما هم ان تفتت دفتر الشعر السري الخاص بباتيرسون وراح في الهباء. الشعر ليس في كلمات الدفتر بل في الكلمات التي يكتبها البشر في أسطر الحياة. هذا ما يذكرنا به جرموش في عالم مجنون نسي الشعر ورحابته واستبدله بكثير من العنف.

انها المشاركة العاشرة لهذا المخرج الاميركي الذي يقف على مسافة من السينما الاميركية في مهرجان كان السينمائي، والحاضر بشكل دوري منذ فوزه بالسعفة الذهبية للفيلم القصير «قهوة وسجائر» عام ثلاثة وتسعين وتلاها فوزه باكثر من جائزة في المهرجان كان بينها الجائزة الكبرى عن فيلمه «بروكن فلاور».

فيلم «باتيرسون» مرشح آخر لنيل السعفة هذا العام، في سنة تبدو سخية بافلامها الجيدة بل الرائعة، لكن التجديد فيها يأتي اكثر من النساء المخرجات كما الالمانية مارن آد وفيلمها «توني آدرمان» الأكثر من رائع والذي حظي باجماع قل نظيره في مهرجان كان والبريطانية اندريا ارنولد وفيلمها الجميل «عسل أميركي».

 كلتاهما قدمتا اعمالا اكثر حداثة واكثر ارتباطا بالواقع دون التخلي عن سحر التركيبة والصياغة الفنية وشيء جديد اضافي قد لا يسهل تعريفه. هذا الشيء حاضر اكثر مع الفيلم الالماني الذي ينتقد كيفية تحويل مجتمعات العمل الاوروبية، الانسان الى نوع من مسخ آلي حديث خاضع لبرمجاتها ونسي شيئا اساسيا هائلا اسمه العاطفة.

ماريون كوتيار: شغف المخرجة نيكول جارسيا ألهمني في فيلم «أرض القمر»

«كان» الوكالات ـ سينماتوغراف

قالت الممثلة الفرنسية الحائزة على جائزة الأوسكار ماريون كوتيار إن شغف المخرجة نيكول جارسيا كان ملهما لها في تجسيد شخصية البطلة في فيلم «مال دي بيير».

وشهد الفيلم الذي يعرف أيضا بالاسم الإنجليزي «ذا لاند أوف ذا مون ـ أرض القمر» عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي وهو من بين 21 فيلما تتنافس هذا العام للحصول على السعفة الذهبية في الدورة التاسعة والستين من المهرجان.

وتقول كوتيار التي فازت بأوسكار أفضل ممثلة عام 2008 عن تجسيدها لشخصية المغنية الفرنسية الشهيرة إديث بياف في فيلم «لا في إن روز» عن جارسيا «ألهمتني نيكول بشدة. بداخلها توقد وشغف وجموح كان مصدر إلهامي الأول».

وتابعت الممثلة البالغة من العمر 40 عاما في مقابلة لها اليوم بمهرجان كان «بإمكانها ألا تكون ما يريد الناس أن تكونه».

وتلعب كوتيار دور شابة تعيش في فرنسا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وتبحث عن الحب لكن أهلها يزوجونها لمزارع إسباني يلعب دوره الممثل أليكس برندنمول. وترى الشابة فرصة للهروب من قيود حياتها مع زوجها خوسيه عندما تلتقي بأندريه وهو محارب من أصول هندية صينية يلعب دوره الممثل لويس جاريل.

واقتبس الفيلم من رواية «مال دي بيتري» للكاتبة مالينا أجوس التي صدرت عام 2006. وتحدثت كوتيار وجارسيا عن تحويل الرواية إلى فيلم قبل عدة أعوام لكن تعين عليهما الانتظار حتى تنتهي كوتيار من التزامات أخرى. ولعبت كوتيار أدوار البطولة في خمسة أفلام العام الماضي ومن المقرر أن تظهر في أربعة أخرى في 2016.

وقالت جارسيا خلال مؤتمر صحفي «ماريون كانت الشخص المناسب للدور… لا أعرف شخصا آخر كان بإمكانه أن يؤدي الدور بشكل أفضل. وحدها ماريون تقدر على تجسيد هذه الحسية لأن جسدها معبر للغاية».

وسبق أن شاركت جارسيا بفيلم «تشارلي سايز» في مهرجان كان عام 2006 وفيلم «ذي أدفرساري» في 2002.

كريم دردي يرصد بفيلمه «شوف» عنف الأحياء المهمشة في مرسيليا

«كان» ـ هدى ابراهيم

مفاجأة كبيرة حققها كريم دريدي عبر فيلمه «شوف» الذي قدم ضمن عروض التظاهرة الرسمية لكن خارج المسابقة حين اختار الدخول الى ضاحية مدينة مرسيليا الشمالية التي تشتهر في الاعلام الفرنسي بشبكاتها الناشطة في ترويج المخدرات والسلاح وحيث يسود القتل والعنف وتنتشر العصابات.

وهذه هي المرة الاولى التي تدخل فيها الكاميرا السينمائية الى هذه الاماكن التي تعتبر شبه محرمة، لتلتقط لغتها المختلفة وكوداتها وقوانينها التي صنعها الشبان بين بعضهم البعض، بينما صورت السينما الفرنسية والعالمية كثيرا هذه المدينة، ومن بين آخر الاعمال التي تناولتها مسلسل انتجته «نيتفليكس» وفيلم فرنسي من بطولة كاد مراد.

«شوف» كلمة تستخدم بالفرنسية اليوم لكنها تستخدم في اوساط المهربين في مرسيليا كلقب لعضو العصابة الذي يراقب كل شيء في الحي ويعتبر عين العصابة الساهرة لرؤية كل ما يجر.

اما المخرج فاعتبر في تصريحات صحفية انه اختارها ايضا كعنوان للشريط لانه اراد ان يضيء على هذا الواقع ويريه في صورة من الداخل تختلف عن الصورة المختزلة للاعلام.

«شوف» يأتي لاظهار هذه الاحياء المهمشة والمتروكة لنفسها، ليس في ضاحية مرسيليا وحدها وانما في ضواحي العديد من المدن الفرنسية، ودريدي في حديثه عن مرسيليا، انما يدلل عليها ايضا خاصة وهي تهدد بالانفجار ومنها انطلق العديد من الفرنسيين للقتال في سوريا.

هذه الضواحي يعتبر المخرج التونسي-الفرنسي، انها «موجودة بقرار سياسي» وهي امكنة لم تعد الشرطة الفرنسية تدخل اليها لحل مشكلة او انهاء نزاع، وان دخلتها فالشرطة تبدو متورطة في الفساد والتهريب كما في الشريط الذي يعتمد نهجا واقعيا اسود تتيحه السينما اكثر مما قد يتيحه الفيلم الوثائقي الذي قد يتناول هذا الموضوع.

اول ما يلفت النظر في «شوف»، هو هذه اللغة الخاصة التي تتحدث بها الشخصيات وهي مزيج من العربية والفرنسية ولغة الشارع الشائعة في مرسيليا، وهي لغة تملك شيفرتها الخاصة ومعانيها التي يفهمها سكان هذا الحي وحدهم، وهي تعبر الى اقصى حد عن واقع الشخصيات ومصائرها، وايضا تؤكد على قيمة العبارة اذ هم يتكلمون اكثر باجسادهم وفعلهم ويطلقون رشقات الكلاشينكوف ليحسموا اي نزاع بينهم مهما كان تافها، بالموت وحده.

ويضاف الى هذه اللغة، اللهجة الفرنسية الجنوبية الخاصة بسكان مرسيليا والمختلفة عن بقية لهجات فرنسا، ما يزيد من خصوصية الشريط وكونه ينشئ محيطا خاصا به وموائما لطبيعة المكان والشخصيات التي تعيش في ذلك الغيتو الذي لا يزوره الفرنسي «الاشقر» او «الابيض» الا لشراء المخدرات.

يصور كريم دردي الواقع كما هو، وهو ردد في مرات كثيرة انه يعتبر المخرج البريطاني كين لوتش معلما في تصوير الواقع، وقد بني السيناريو بلمسات ذكية واقعية، تعكس قدرة كل شاب في المافيا الناشطة في المخدرات على التلاعب وعلى تزوير الحقائق او اختلاقها، لكنهم جميعا يسقطون الواحد تلو الآخر ضحية العنف الذي انتهوا اليه.

«شوف» فيلم اسود، قوي، لكنه يظل مفتوحا على الامل المتجسد في الحي بسفيان، ابن الرابعة والعشرين، الذي غادر الغيتو لدراسة التجارة في مدينة ليون والذي يعود ليغرق في طحالب المكان الذي يمسك به لكنه الوحيد الذي ينجو من دوامة القتل التي اخذت اخيه.

يعود الى مرسيليا لزيارة اهله، ويكون ان يقتل اخيه، بائع المخدرات، بحضوره فيتخلى عن دراسته للانتقام لاخيه ويعود لتعلم قوانين العصابة وطرق عملها. وهو حين يعود للخوض في هذا العالم يبدو مرتبكا لكنه وبعد فترة وجيزة يصبح اقدر من البقية على امتلاك المفاتيح والتحكم بمجريات الاحداث.

كان ابتعاده عن هذا العالم المقفل هو من زوده بهذه المفاتيح ودراسته التي لم يحظ بها اي شاب آخر من الحي وبالتالي فالآخرون لم يجربوا العالم الآخر المحكوم بمنطق مختلف.

الفيلم اعتنى كثيرا بخصائص الشخصيات، وجوهها وملامحها وصور بدقة علاقات القوة والضعف التي تربطها، فكلمة «العائلة» التي يقوم عليها مفهوم المافيا ولا تشملها دائرة القتل والعنف، ليست هنا العائلة الفعلية، بل عائلة الشباب الذي كووان عصابة، لكن القتل هنا يشمل افراد العائلة ايضا، الذين يصفي بعضهم بعضا، وهم يحلمون بان يصبحوا اغنياء كـ «اللبناني» الذي يسيطر على تجارة الممنوعات في مرفأ مرسيليا.

والمخرج يستعير بتلميح ذكي ومداعب بعضا من عبارات افلام المافيا، مثل كلمة «سو» الانكليزية التي تكررها الشخصيات في حواراتها، وايضا طرق القتل المبتدعة وطرق التخلص من الجثث.

ويقيم الفيلم كما عدد من الاعمال السينمائية والوثائقية التي سبقته، كما في الواقع، فرقا كبيرا بين جيل الاهل وجيل الابناء الذين ولدوا وتربوا في فرنسا، الاهل كما الوالد في «شوف» يقول ان الطريق بالنسبة له «مستقيم من دون تعرجات» وهي عبارة يرددها دائما فيسخر منه ابناؤه.

الابناء، ضحايا العزلة والتهميش والفقر لم يسلكوا الطريق نفسها ويعيشون من اقتصاد عمليات التهريب ويريدون الوصول الى الغنى بشكل سريع وبحسب ما هو متاح امامهم في المكان الذي ينقفل عليهم مثل دائرة تظل تضيق الى ان يموت الكل في عالم ممنوع على المرأة ان تدخله.

ينجو فقط، من يقدر على استخدام منطق آخر ينبذ العنف، هذه هي رسالة «شوف» الذي يعتبر الشريط الثامن للمخرج وهو من انتاج شركة «3 ب بروديكسيون» التي يشرف عليها جان بريا ورشيد بوشارب. ويتوقع ان يخرج الشريط الى الصالات الفرنسية في الخامس من اكتوبر المقبل.

وهذا هو الفيلم الثالث لدريدي المشارك في مهرجان كان بعد شريطه الاول «باي باي» وشريط «خمسة» الذي صور باكمله في مخيم للغجر والفيلم الاخير.

«الألبوم» يمثل تركيا بمسابقة أسبوع النقاد في كان

«كان» الوكالات ـ سينماتوغراف

إلى جانب المسابقة الرسمية يشهد مهرجان كان منافسات أخرى، كأسبوع النقاد «الذي يقدم أول أو ثاني فيلم للمخرجين الشباب». وفي لقاء مع المخرج التركي محمد كان ميرتوغلو، الذي قدم «الألبوم» وهو فيلم على شكل ألبوم صور، مكون من سلسلة من المشاهد الثابتة تتخللها حوارات قصيرة جدا.

عن قصة فكرة الفيلم يقول المخرج الشاب: «الفكرة خطرت لي منذ بداية كتابة السيناريو، كنت أعرف أنني سأصور الفيلم على هذا الشكل. وهذه هي الطريقة التي بنيت عليها إيقاعه. كعاشق للسينما فأنا أحب الأفلام تترك مساحة للجمهور».

الألبوم يروي قصة زوجين يريدان تبني طفل، لكنهما يدعيان بان الزوجة حامل لجعل الجميع يعتقد بأن الطفل الذي لم يولد بعد هو لهما. الفيلم يظهر فئة من الطبقة التركية المتوسطة، طبقة مادية للغاية تواجه بيروقراطية سخيفة.

محمد كان ميرتوغلو، يعترف بأنه تأثر في هذا العمل بكبار المخرجين العالميين حيث يقول: «روي أندرسون كان له تاثير كبير علي، ولكن هناك أيضا جاك تاتي و بيير إتيكس و إيليا سليمان والرومانيان كريستي بوييو و كورنيليو بورومبيو . مخرجون أعشقهم حقا، يمكنني ذكر اسماء أخرى لكننا سنتوقف هنا».

ويتابع قائلا: «من الواضح جدا أن جميع شخصيات الفيلم هي مقتبسة من المجتمع التركي. نشعر بأنها شخصيات عادية يمكن أن تجدها في جميع أنحاء تركيا. لذلك لا يمكنني أن أنكر على الإطلاق كون الفيلم يقدم صورة عن الأتراك اليوم».

فيلم الألبوم، سيتم عرضه في قاعات السينما الأوروبية في الخريف المقبل.

سينماتوغراف في

16.05.2016

 
 

خاص في الفن - رسالة كان (5):

نهاية الأسبوع تشعل شوارع المهرجان والمنافسة تشتعل

أحمد شوقي

كما هو متوقع شهدت شوارع مدينة "كان" لاسيما لاكروازيت والمناطق المحيطة بقصر المهرجان زحاماً هائلاً خلال اليومين المنقضيين، السبت والأحد اللذان يشكلان أول عطلة نهاية أسبوع فرنسية في دورة المهرجان التاسعة والستين، والتي يقصد المدينة خلالها مئات من الشباب ومحبي السينما، معظمهم لا يمتلك بطاقة المهرجان، لكنهم يأتون ليعيشوا أجواء كان، وبالطبع يقفون أمام القصر يرفعون اللافتات المعتادة من أجل استعطاف من يمتلك دعوة إضافية لحضور أحد الأفلام، ويتنافسون كل على طريقته في لفت الانتباه كي ينال البطاقة المرجوة، فإن لم ينجح يكفيه متعة التواجد في كان ومراقبة السجادة الحمراء لمشاهدة كبار نجوم العالم يسيرون عليها.

أكبر اسم سار على السجادة خلال اليومين هو بالطبع ستيفن سبيلبيرج الذي جاء ليعرض فيلمه الجديد "العملاق الكبير اللطيف" The BFG خارج المسابقة، في واحد من نوعية العروض التي أشرنا إليها في الرسالة الماضية، التي يعتمد فيها المهرجان على استقدام السينما الأمريكية ونجومها لإضفاء المزيد من البريق

فيلم سبيلبيرج من إنتاج ستوديوهات ديزني، وهو فيلم ملائم لجهة إنتاجه في بساطته وملائم لمخرجه في إتقانه، لكن يبقى المكسب الأكبر من إدارجه في المهرجان هو وجود سبيلبيرج.

فيلم أمريكي آخر خارج المسابقة جذب أبطاله الأضواء هو "الرجال الطيبون The Nice Guys"، والذي حضر افتتاحه المخرج شاين بلاك ومعه نجوم الفيلم وعلى رأسهم راسل كرو وريان جوسلنج. لم نشاهد الفيلم بعد للحديث عن مستواه، لكن توقف السير في منطقة المهرجان بسبب ازدحام المئات لإلقاء نظرة على السجادة الحمراء كان أبسط تأكيد على ضرورة وجوده ضمن العروض.

سباق السعفة يشتعل

بعيداً عن أفلام الأضواء والسجادة الحمراء، فإن المنافسة على السعفة الذهبية بدأت في الاشتعال مع توالي عرض الأعمال المتسابقة، وبعدما كان أول الأسماء المطروحة "أنا دانيل بيلك" فيلم البريطاني كين لوتش، ظهر الفيلم الألماني "طوني إيردمان" للمخرجة مارلين أدي، الذي منحته مجموعة النقاد الذين يشكلون لجنة التحكيم الصحفية التي تتابع من خلالها مجلة "سكرين انترناشونال" المنافسة، منحته تقييم ممتاز بلغ متوسطه 3.8 نجمة من أربع نجمات، بينما يليه لوتش بتقييم 2.4 فقط (تناولنا كلا الفيلمين بالتحليل في رسائل سابقة).

المجلة لم تحتف كثيراً بفيلم "الخادمة The Handmaiden" للكوري بارك تشين ووك، بالرغم من كونه واحد من أفضل أفلام المسابقة التي عرضت حتى الآن، حيث حافظ فيه المخرج المخضرم على أسلوبه الذي يمزج بين الحكاية ذات الحس الجماهيري (هنا عن عملية نصب مركبة تدور في أروقة قصر ياباني خلال احتلال اليابان لكوريا)، وبين الأسلوب الإخراجي الثري القائم على صورة ذات جمال سوداوي يدعمها مونتاج يفضل السرعة على التأمل، بالرغم من زمن الفيلم البالغ ساعتين ونصف (والزمن الطويل سمة تجمع ثلث أفلام المسابقة تقريباً).

أما الفيلم الذي عُرض للصحافة فقط حتى الآن لكنه قفز فوراً إلى قائمة الترشيحات فهو "باترسون Patterson" للأمريكي الممتع جيم جارموش، والذي يتخلى هنا قليلاً عن الإمتاع ليقدم فيلماً أداة سرده الرئيسية هي الرتابة والتكرار. أسبوع بلا أحداث تذكر نشاهده يوماً بيوماً في حياة سائق حافلة يحلم أن يكون شاعراَ، وربة منزل تؤمن أنها موهوبة في تصميم الأزياء والموسيقى، ومدينة بأكملها تعيش على حلم الخروج عن المألوف أو تحقيق بعض النجاح أو الإثارة التي تكسر وتيرة حياة يكاد يتماثل فيها كل يوم مع سابقه.

تساؤل حول الأفلام الفرنسية

عُرض حتى لحظة كتابة هذه السطور 3 أفلام فرنسية من أصل 4 تتنافس في المسابقة الرسمية، يثير مستواها تساؤلاً حول حجم الاستثناء الذي يخص به المهرجان السينما المحلية، في ظل كون الأفلام الثلاثة هي الأقل في المستوى من بين كل الأفلام المعروضة. أفضلهم على الإطلاق هو "من أرض القمر From the Land of the Moon" للمخرج نيكول جارسيا وبطولة النجمة ماريون كوتيار، وإن كان يظل حكاية تدور في زمن كلاسيكي عن امرأة اخلافها وبحثها عن الاستقلال في مجتمع لا يسمح بذلك جعلها تعاني من حياة شخصية وزوجية مأزومة، حكاية لو كانت تحمل جنسية دولة أخرى نشك كثيراً في أنها كانت ستقدم في أي قسم من المهرجان ناهيك عن مسابقته الرسمية.

أما عن الأسوأ فهو للأسف فيلم لمخرج كبير هو برونو دومون، الذي قدم أيضاً عملاً كلاسيكياً هو "خليج الركود Slack Bay"، لكنه كوميدياً حركية من طراز صار خارج إطار الزمن، ويكفي أن أول عشر دقائق من الفيلم تحتوي على أربع مرات تتعثر فيها إحدى الشخصيات وتسقط، ومن المفترض منّا أن نضحك في كل مرة على التعثر الجديد!

الفيلم الثالث تحدثنا عنه من قبل ووصفناه بالغريب، وهو فيلم "البقاء واقفاً Staying Vertical" لآلان جويرود. ولا يبقى من الأفلام الفرنسية سوى أكثرها ترقباً، "متسوق شخصي Personal Shopper" للمخضرم أوليفيه أسايا الذي نتمنى أن يحمل فيلمه تحسيناً لصورة السينما الفرنسية في كان 2016.

موقع في الفن المصري في

16.05.2016

 
 

9 أفلام وثائقية ترصد تاريخ السينما .. تكريم دى نيرو ودوباردون ووايزمان فى مهرجان «كان»

كتبت - نيفين الزهيري

مهرجان كان السينمائي الدولي من أكثر الأحداث الفنية إثارة واهتماما من قبل عشاق الفن وصانعيه في الأجندة السينمائية، ويقدم نسخته الـ 69 هذا العام ابتداء من غد الأربعاء ولمدة 10 أيام كاملة، حيث تستقبل السجادة الحمراء نجوما من كل انحاء في العالم، وارتدي قصر المهرجانات أو Grand Théâtre Lumière حلته الجديدة، ليستقبل حفلي الافتتاح والختام وعروض أهم الأفلام والتي ربما ستثير العديد من المناقشات خلال الأيام القادمة.

تكريم دى نيرو

وكانت إدارة مهرجان كان مع بداية العد التنازلي قد أعلنت عن تكريم خاص للنجم روبرت دي نيرو من خلال عرض خاص وضخم لفيلمهHands of Stone للمخرج الفنزويلي جوناثان ياكوبوفيتش، ويحكي الفيلم قصة الملاكم البنمي روبرتو دوران الذي يجسد شخصيته إدجار راميريز ومدربه ومدير أعماله راي أرسال الذي يقدم دوره النجم العالمي روبرت دي نيرو الذي يرافقه في النجاحات العالمية الكبرى على الحلبة في السبعينيات والثمانينيات فى القرن الماضى ولا سيما المباريات الأسطورية ضد سوجر راي ليونارد.

ويقول دي نيرو "أنا سعيد جدا بفكرة العودة إلى مهرجان كان، وخاصة مع فيلم Handsof Stoneالذي أفخر به كثيرا وهو يعد فيلما عظيما. كما إننى متشوق جدا لرؤية أصدقائي من جميع أنحاء العالم لنعيش لحظة شيقة مع السينما. "، بينما أكد منتج الفيلم هارفي وينشتاين أن هذا الفيلم يجسد روح دي نيرو قائلا "الجميع يعرف شغفه بالملاكمة ولعب دورا هائلا في فيلم Hands of Stone ونحن سعداء لاختيار المهرجان لبوب هذا العام مع هذا العرض الخاص، ستكون هذه اللحظة ممتعة وأمسية رائعة للإشادة بواحد من الشخصيات الكبرى في صناعتنا، وسيعرض الفيلم في قصر المهرجانات يوم 16 مايو.

وكان دي نيرو قد ظهر في الفيلمين الحائزين على السعفة الذهبية، فيلم Taxi Driver للمخرج مارتن سكورسيزي في عام 1976 وفيلمMission للمخرج ورولان جوفي في عام 1986، الذي كان أيضا رئيس لجنة التحكيم في مهرجان كان في عام 2011.

دوباردون ووايزمان

كما سيكرم المهرجان أيضا هذا العام المخرج الفرنسي ريمون دوباردون من خلال عرض فيلمه Faits Divers الذي عرض عام 1983، حيث تقدمه Palmeraie et desert بعد ترميم النسخة الأصلية منه وتحسين جودة الألوان فيها والتي أشرف عليها ريمون دوباردون.

هذا بالإضافة إلي تكريم المخرج الأمريكي فريدي وايزمان بعرض فيلمه Hospital، والذي عرض لأول مرة عام 1969، والذي قام بترميم نسخته الأصلية مكتبة الكونجرس الأمريكية، كما سيكون فريدريك وايزمان حاضرا في مهرجان كان وسيتلقى بهذه المناسبة جائزة Prix Consécration للمحطة الإذاعية France Culture.

9 أفلام عن السينما

في كل عام، تقدم كلاسيكيات كان عدد من الأفلام الوثائقية كوسيلة لسرد تاريخ السينما من خلال السينما نفسه، ومن هذه الأفلام الفيلم الوثائقي The Cinema Travellers لشيرلي إبراهام وأميت ماديشيا ويسلط هذا الفيلم الوثائقي الضوء على السينما المستقلة في الهند التي لاتزال تحمل سحر الصور إلى الجمهور المعجب والذي يتوجب عليه أن يواجه التغييرات التكنولوجية المتعددة والمعقدة،

والفيلم الوثائقي الإيطالي The Family Whistle لميشال روسو، والذي يرصد من خلاله عائلة كوبولا، منذ وصولها إلى أمريكا، وعلاقاتها مع بلدها الأم إيطاليا وعلاقتها مع الموسيقى. مع تدخلات متعددة وحكايات طريفة لواحد من أبرز رواد السينما المعاصرة، من بينهم فرانسيس كوبولا وتاليا شاير.

كما سيعرض الفيلم الوثائقي البرازيلي Cinema Novo de Eryk Rocha، وهو سياسي شعري ويسلط الضوء على الأفلام الرئيسية لموجة "السينما نوفو" في البرازيل، من خلال العديد من المقابلات مع المخرجين نيلسون بيريرا دوس سانتوس وجلوبر روشا وليون هيرسمان ويواكيم بيدرو دي اندرادي وروي غيرا ووالتر ليما جونيور وباولو سيزار سارسيني.

كما سيعرض أيضا الفيلم الوثائقي الأمريكي Midnight Return: The Story of Billy Hayes and Turkey de للمخرج سالس سوسمان، والذي يحكي عن كواليس فيلم Midnight Express والذي عرض عام 1978وتم تصوير بعض مشاهده فى تركيا ويستعرض الأشخاص الذين قاموا بإنجازه وهم آلان باركر، كاتب السيناريو أوليفر ستون والمنتج ديفيد بوتنام. كما يتناول الفيلم أيضا الطريقة التي تأثرت بها صورة تركيا من خلال الفيلم وكيف يحاول بيلي هايز، "بطل" القصة الحقيقي، العودة لإعادة بناء الروابط المقطوعة.

كما يعرض الفيلم الوثائقي الأمريكي Bright Lights: Starring Carrie Fisher and Debbie Reynolds للمخرج ألكسيس بلوم وفيشر ستيفنز ويستعرض الفيلم للحياة والعلاقة الحميمة بين ممثلتين: كاري فيشر، وأمها، ديبي رينولدز من خلال فيلم وثائقي دافء للعصرين الذهبيين للسينما الأمريكية، وغيرها من الأفلام المتميزة.

لجان أخري

كما ستمنح لجنة تحكيم Un Certain Regard جوائزها للأفلام الـ18 المشاركة في المنافسة أثناء حفل الختام الذي سينظم في 21 مايو، سيكون فيلم الافتتاح له هو الفيلم المصري "اشتباك" لمحمد دياب، وترأس لجنة التحكيم الممثلة السويسرية مارت كيلر، وتضم في عضويتها المخرجة والمنتجة النمساوية جسيكا هاوسنر، المنتج والمخرج المكسيكي دييجو لونا، والمخرج السويدي روبن أوستلند، الممثلة الفرنسية سيلين ساليت.

أما جائزة الكاميرا الذهبية والتي تقدم للأفلام المنتقاة في الاختيارات الرسمية وأسبوع النقّاد وأسبوعي المخرجين، وستُمنح هذه الجائزة في حفل الاختتام لمهرجان كان يوم الأحد 22 مايو، ويرأس لجنة التحكيم المخرجة كاترين كورسيني، ويشارك في عضوية الجمعية الفرنسي جان كريستوف بيرجون رئيس النقابة الفرنسية لنقّاد الأفلام، والمنتج الروسي ألكسندر رودنيانسكي، وإيزابيل فريلايْ، وجان ماري دروجو من الجمعية الفرنسية للمدراء التصوير السينمائي.

الأفلام المشاركة تعكس الأوضاع العربية الحالية ..

تمثيل عربي جيد في مهرجان كان 2016

كتب - أشرف بيومي

يستعد جميع الأنظار حول العالم لمتابعة الدورة التاسعة والستين لمهرجان كان السينمائي التي ستبدأ في الفترة من 11 إلى 22 مايو الجاري، في مدينة «كان» بفرنسا، حيث يترأس الدورة كاتب السيناريو والمخرج والمنتج الإسترالي جورج ميلر، ومعه 8 من أشهر صناع السينما العالمية من إيران والدنمارك وأمريكا وإيطاليا وفرنسا وكندا والمجر، حيث تتكون لجنة التحكيم من 4 رجال و4 نساء لاختيار الأفلام الفائزة هذا العام، وهم المؤلف والمخرج الفرنسي آرنود دسبليشين، والنجمة الأمريكية كرستين دانسيت، والممثلة والمنتجة الإيطالية فالريا جولينو، والفرنسية فانيسا بارادايز، والمنتجة الإيرانية كتايون شهابي، والنجم الكندي دونالد ساذرلاند، والممثل الدنماركي مادس ميكلسن، وأخيرا لازلو نمس من المجر.

نرصد خلال السطور القادمة الأعمال العربية التي ستشارك في هذه الدورة فى مختلف المسابقات وتعكس اتجاها لضخ دماء جديدة وشابة في السينما، وهو الأمر الذي يكرس حضورا قويا للسينما العربية خاصة بعد تواجد فيلم اشتباك لنيللي كريم والمخرج محمد دياب.

البداية مع مسابقة "نظرة ما"، التي تضم عملين عربيين، أولهما اشتباك للمخرج المصري محمد دياب وبطولة نيللي كريم وهاني عادل، إضافة للفيلم الفلسطيني "أمور شخصية" لمها حج أبو العسل، وتم اختيار المخرجة لمهرجان كان لعرض عملها الطويل الأول، ويتناول موضوع العلاقات الزوجية المركبة من خلال وسط ثلاثة أجيال فلسطينية منذ النكبة حتى الآن وشارك في تمثيله ميساء عبد الهادي ودريد لداوي وعامر حليحل وحنان حلو.

وفي مسابقة تظاهرة أسبوعي المخرجين والتي تعتبر مسابقة موازية تضم أسماء شابة حملت قصصها العربية في بلدانها الأصلية أو في فرنسا إلى الشاشة، حيث تشارك المخرجة المغربية هدى بنيامين بفيلمها "إلهيات"، الذي يسرد قصة دنيا التي تعيش في حي يعج بالإسلاميين وبكل أنواع التجارة غير المشروعة، وتقرر تلك الفتاة التي تطمح للسلطة والنجاح أن تتبع خطى ريبيكا تاجرة المخدرات الشهيرة، والفيلم بطولة أولايا عمامرة ومجدولين إدريسي وهو إنتاج عربي فرنسي مشترك.

ويتم تقديم هذه الأعمال بجانب أعمال سينمائيين كبار مثل الإيطالي ماركو بيلوكيو، وقالت هدى بنيامين في تصريحات صحفية عن فيلمها إلهيات إنه يحكي عن التربية العاطفية لامرأة ممزقة بين فخ الربح السريع وبين مشاعرها، مضيفة أنها أدخلت الضحك مع التراجيديا في فيلم كوميدي درامي.

ويأتي بعد ذلك الفرنسي من أصل جزائري رشيد جعيداني، الذي بدأ حياته ملاكما ثم صار كاتبا حتى أصبح ممثلا ومخرجا، سيشارك فيلمه الجديد "دورة فرنسا" في مسابقة تظاهرة أسبوعي المخرجين، والذي يحكي عن قصة حب تجمع بين شاب مهاجر ومدربة سباحة في باريس ويقرر الشاب اتباع بعض الدروس في السباحة عند تلك المدربة بالرغم من إجادته للسباحة. ولا شك أن جعيداني أحدث حالة فريدة في السينما الفرنسية أيضا.

وفي نفس المسابقة ولكن بفئة الفيلم القصير، يشارك داميان أونوري بـ "قنديل البحر"، وقد قدم هذا المخرج الشاب من قبل فيلما وثائقيا تحت اسم فدائي ويحكي عن مناضل جزائري ضد الاستعمار الفرنسي.

وفي مسابقة أسبوع النقاد، ستشارك اللبنانية فانشيه بولجورجيان بفيلمها الروائي الطويل الأول "ربيع"، حيث تعيش هذه المخرجة في باريس وقدمت فيلمها بإنتاج عربي وفرنسي مشترك، ويتناول مسألة البحث عن الجذور من خلال شخصية مغني أرميني كفيف.

وتم اختيار الفيلم التونسي "علوش"، إخراج لطفي عاشور ضمن فئة الأفلام القصيرة في المسابقة الرسمية، من بين حوالي 5 آلاف فيلم تم ترشيحها.

وقد سبق وفاز عاشور عن فيلمه القصير "أبونا" بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي عام 2014.

ويأمل الجميع في حصول الأفلام العربية على جوائز خلال الدورة الحالية في ظل هذا التمثيل الجيد، حيث إن الدورة السابقة أيضا من المهرجان شهدت فوز فيلم «موج 98» للمخرج اللبناني إيلي داغر بجائزة السعفة الذهبية بالمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بالمهرجان، التي يشارك بها هذا العام فيلم "علوش".

قبل ساعات من افتتاح الدورة الـ «69» ..

مشوار السينما المصرية فى «كان»

كتب - محمد نبيـل

أعلنت أخيراً إدارة مهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته الـ«69»، اختيار الفيلم المصري "اشتباك"، للمخرج محمد دياب، للمشاركة فى افتتاح قسم "نظرة ما"، وهو من تأليف محمد دياب وخالد دياب، وبطولة نيللي كريم، وهاني عادل، وطارق عبد العزيز، وأحمد مالك وعدد كبير من الممثلين ، وتدور أحداث فيلم "اشتباك"، داخل عربة ترحيلات للشرطة مليئة بالمتظاهرين سواء المؤيدين أوالمعارضين، للأحداث التي سبقت عزل الرئيس محمد مرسى.

الفيلم الذى كانت اختارته مجلة "سكرين إنترناشيونال" المتخصصة فى السينما فى وقت سابق، كونه واحدا من الأفلام الجذابة لمهرجانات السينما عام 2016، حفظ ماء وجه السينما المصرية والتى ابتعدت عن المشاركة فى المحافل الدولية.

وبرغم أن المخرج الراحل يوسف شاهين احتفظ بعلاقة خاصة جدا مع مهرجان كان السينمائى الدولى، حيث بدأ رحلته معه من خلال عرض فيلم "ابن النيل" عام 52 من القرن الماضى، وهو من بطولة فاتن حمامة يحىى شاهين، شكرى سرحان، ولكنها لم تكن المشاركة الأولى للسينما المصرية بـ"كان" ، حيث إنه خلال عام 46 شاركت مصر بفيلمين الأول هو "سيف الجلاد" من اخراج وبطولة يوسف وهبى، بالاشتراك مع عقيلة راتب، محمود المليجى، هاجر حمدى، والثانى "دنيا" للمخرج محمد كريم، وتمثيل راقية ابراهيم، سليمان نجيب، دولت أبيض وفاتن حمامة.

وفى عام 49 تم عرض فيلمين أيضا هما "البيت الكبير" من اخراج أحمد كامل موسى، والبطولة لـ «سليمان نجيب، أمينة رزق، تحية كاريوكا وعبد الوارث عسر»، وفيلم "عنتر وعبلة" للمخرج صلاح أبو سيف، من تمثيل كوكا، سراج منير، زكى طليمات، وفريد شوقى .

أما فى عام 54 عاد يوسف شاهين مرة أخرى الى المهرجان الأقرب الى قلبه بفيلمه "صراع فى الوادى" وحضر بصحبة أبطاله فاتن حمامة وعمر الشريف عرضه بفرنسا، وتزامن هذا أيضا مع وجود فيلم مصرى آخر وهو "الوحش" للمخرج صلاح أبو سيف، من بطولة أنور وجدى، سامية جمال، ومحمود المليجى.

واستمرت بعد ذلك توافد الأفلام المصرية على "كان" من خلال عملين للمخرج كمال الشيخ هما "الليلة الأخيرة" و "المخربون"، "الحرام" لهنرى بركات، ولكن تعتبر المشاركة الأهم فى تلك المرحلة من نصيب فيلم "شباب امرأة" للمخرج صلاح أبو سيف، ومن بطولة تحية كاريوكا، شكرى سرحان، شادية، سراج منير وعبد الوارث عسر.

عودة شاهين

المخرج الراحل يوسف شاهين عاد بمصر مرة أخرى الى المحفل السينمائى الفرنسى عام 70 من خلال عرض فيلم "الأرض" فى المسابقة الرسمية، وهو من بطولة محمود المليجى، عزت العلايلى، نجوى ابراهيم، يحيى شاهين، حمدى أحمد، ولكنه استطاع ان ينافس بضراوة وكان قاب قوسين من الحصول على "السعفة الذهبية" جائزة المهرجان ، وحصد عام 73 على إشادة نقدية كبيرة بعد عرض فيلم "العصفور" والذى تم منعه بعد ذلك من العرض داخل مصر .

وقد شهد عام 85 عودا حميداً للسينما المصرية على أيدى يوسف شاهين والذى اختير كعضو لجنة التحكيم الرسمية عام 83، من خلال فيلم "الوداع يا بونابرت"، والذى تدور أحداثه عندما وصلت الحملة الفرنسية الى الإسكندرية، الجمهور الفرنسى أصيب وقتها بحيرة، حيث تتطرق الأحداث الى وجه آخر من الاستعمار، فيما رأى الأغلبية أنه تحيز بشكل واضح الى فرنسا على حساب المعاناة المحلية، وقدم المخرج عاطف الطيب فيلمه "الحب فوق هضبة الهرم" للعرض، ونال إشادة لافتة ، وهو أحد أكثر أعمال المخرج الراحل خاصة، كونه يغوص داخل البيئة المصرية بعد الانفتاح، وينقلها خلال شريط سينمائى جيد الصنع، ويعبر عنها بشكل واقعى، وهو من بطولة أحمد زكى، آثار الحكيم.

وفى دورة عام 87 حظيت مصر بنصيب كبير داخل المهرجان الفرنسى العريق، حيث تم عرض فيلم "المواطن مصرى" خارج المسابقة الرسمية، و"اليوم السادس" احتفاء بالفنانة داليدا التى رحلت قبل بدء المهرجان مباشرة ، الى جانب عدد من الأفلام الأخرى التى عرضت داخل سوق المهرجان لأول مرة منها "البرئ" للمخرج عاطف الطيب" و "الأقزام قادمون" لشريف عرفة.

جائزة النقاد العرب

وبرغم أن فيلم "سرقات صيفية" هو العمل الأول للمخرج يسرى نصر الله، إلا أنه افتتح قسم "نص شهر المخرجين" عام 88 بل وحصد جائزة النقاد العرب، وهى نفس الجائزة التى اقتنصها فيلم المخرج يوسف شاهين "إسكندرية كان وكمان" عام 90، وهو من بطولة يسرا، حسين فهمى، ويعد بمثابة الجزء الثالث من تأريخ سيرة شاهين الفنية بعد أفلام "اسكندرية ليه" و "حدوتة مصرية" ، بعدها عاد شاهين مره أخرى لافتتاح نفس المسابقة بفيلمه القصير "القاهرة منورة بأهلها"، والتى أحدث أزمة كبيرة بسبب انتقاده للمجتمع المصرى بشكل حاد _ من وجهة نظر أغلب النقاد _ فيما دافع شاهين عنه ورفض الاتهامات التى ذهبت لفرض الجانب الفرنسى المشارك معه فى الإنتاج بعض القيود .

وفى عام 97 نالت السينما المصرية شرفاً كبيراً بأختيار فيلم "المصير" للعرض داخل المسابقة الرسمية، وتكرم مخرجه يوسف شاهين عن مجمل أعماله وذلك احتفاء باليوبيل الذهبى للمهرجان ، وقبيل ذلك كان قد وقع فى يد نقاد السينما العالميين سجل كامل عن يوسف شاهين وافلامه من خلال مقالة مطولة عنه فى مجلة ( كاييه دى سينما) الفرنسية، صاغه ناقد واع حرص على دقة التعريف بشاهين، وهو المخرج يسرى نصر الله، والذى كان لا يزال يمارس النقد السينمائى.

شاهين عاد لـ"كان" مره أخرى عام 99 بفيلم الآخر، من بطولة نبيلة عبيد، محمود حميدة ، لبلبة، هانى سلامة وحنان ترك، وعام 2004 داخل مسابقة "نظرة ما" بفيلم "إسكندرية نيويورك" الى جانب فيلم "حب البنات" للمخرج خالد الحجر، والذى عرض ضمن تظاهرة للسينما الإفريقية ، وتم اختيار المخرج يسرى نصرالله عام 2005 ضمن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة.

ضيف شرف المهرجان

وبعد قيام ثورة 25 يناير، أصبحت مصر محط اهتمام العالم، وهو ما أدى الى اختيار السينما المصرية فى نفس العام كضيف شرف للمهرجان الفرنسى، وتم عرض فيلم «18 يوم» كما عرض ضمن قسم "كلاسيكيات" فيلم "البوسطجى" للمخرج حسين كمال .

فيما شهد عام 2012 اختيار فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسرى نصرالله للمشاركة فى المسابقة الرسمية، بعد غياب طويل استمر لخمسة عشر عاما، ليكون هو الفيلم الثانى الذى يمثل السينما المصرية فى تلك المسابقة ، ولكنه تعرض لانتقادات لاذعة من جانب الكتاب الفرنسيين، وأكد بعضهم الى أنه لا يرتقى لمستوى الأفلام المتنافسة.

الكواكب المصرية في

16.05.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)