كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

جودي فوستر لـ «الشرق الأوسط»:

من الرائع أن تشعر بأن لديك من يقدّر ما تقوم به

كان: محمد رُضا

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 

هناك من يحصي في هوليوود كل عام السيناريوهات التي تمّت كتابتها وتقديمها إلى شركات الإنتاج، حيث انتهت في أدراجها. سيناريو «وحش مال» Money Monster لجودي فوستر هو أحد هذه السيناريوهات، إذ كتب ألان ديفوار قصّة هذا الفيلم والنسخة الأولى من السيناريو سنة 2013، ولم يتحرّك العمل عليه إلا في العام الماضي.

في الواقع هذه ليست فترة استثنائية، لكن في حين اعتادت جودي فوستر إنتاج معظم الأفلام التي تريد إخراجها، ورد إليها هذا الفيلم عبر وكيل أعمالها جو فونيشييلو. قرأت السيناريو وأعجبت به وازداد حماسها عندما علمت أن جورج كلوني يقف وراء عملية إنتاجه.

كذلك هو ممثله الأول وجوليا روبرتس، التي التقى بها في أكثر من فيلم سابقًا، هي بطلة المشروع من النساء.

معالجة جودي فوستر لهذا الفيلم تنفيذية تتبع هوى السيناريو والرغبة في خلق تشويق ناجح وهي التي سبق لها أن عمدت إلى أسلوب الانتماء فإذا بأفلامها الماضية، مثل «الرجل الصغير تايت» و«القنفذ»، تحمل نبرتها الفنية أكثر مما يفعله الفيلم هنا.

بعد عرض الفيلم، جلسنا نتداول هذه الشؤون في نحو ربع ساعة تكمن بين طابور من المقابلات السابقة واللاحقة.

·        هل كنت تبحثين عن فيلم تشويقي عندما تسلمتِ هذا المشروع؟

- لا. كنت أفكر في خطوتي التالية. كان عندي مشروعان أفكر فيهما كمخرجة وأحدهما كان فيلمًا أقوم بإنتاجه فقط عندما وصل إليّ هذا السيناريو. قرأت السيناريو وتحمست له ثم بعثته إلى جورج كلوني الذي وافق على إنتاجه وتمثيله. علي أن أؤكد أن كل شيء كان سهلاً من الناحية الإنتاجية. أسهل من أفلامي السابقة.

·        هل صحيح أن السيناريو كان مهملاً إلى أن تم اكتشافه؟

- أعتقد أن ذلك صحيح، ولو أنني لم ألمّ كثيرًا بتفاصيله. أعتقد أنه كُتب قبل أربع سنوات ولم يجد من يهتم به آنذاك فدخل غرفة الانتظار.

·        هل هو السيناريو نفسه الذي عملت عليه؟

- إلى حد كبير نعم. لكن بالطبع هناك تغييرات ككل سيناريو آخر تقريبًا. مثلاً وجدنا أننا نستطيع إضافة بعض التوتر الإضافي، لو بدأنا الأزمة التي يواجهها المقدّم التلفزيوني باكرًا. اختصرنا مشاهد التمهيد وبعد أقل من ربع ساعة ها هو الشاب الذي خسر كل ماله يقتحم الاستوديو.

·        هذا ساعد في اعتقادي بمنح الفيلم شكل «الوضع الخاص». حدث معين في رقعة محددة.

- صحيح. هذا ما كان مطلوبًا من البداية.

·        هل تجدين أن الفارق بين فيلمك هذا وأفلامك السابقة كمخرجة هو أنك سابقًا ما اخترت أعمالاً تريدين منحها هويتك الشخصية؟

- أستطيع أن أوافق على ذلك. لكن ما هو أكثر اختلافًا بالنسبة لي هو أن الفيلم الحالي ينتمي إلى هوليوود أكثر من أفلامي السابقة. الإنتاج يريد أن يطلق فيلمًا مثيرًا يجذب إليه الجمهور الكبير وأعتقد أن هذا ما سيحدث. أفلامي السابقة كانت أكثر اعتناقًا لمبدأ أنه فيلم مستقل في الأساس لجمهور محدود. منذ البداية بدا واضحًا لي أن «وحش مال» ليس الفيلم الذي يتطلب معالجة فنية بل هو فيلم للغالبية الكبرى من المشاهدين، ولذلك علي أن أنضوي تحت شروط مختلفة. على الرغم من ذلك أردت أن يكون في الوقت ذاته فيلمًا جيدًا وذكيًا فيما يطرحه.

·        هل ترين أنك حققت ذلك عن طريق أداء الممثلين؟

- جورج (كلوني) وجوليا (روبرتس) ممثلان محترفان وموهوبان لدرجة كبيرة. وجاك أو كونَل هضم المطلوب منه سريعًا. كان العمل مع الجميع سهلاً لأننا اشتركنا في تحديد ما نريد تحقيقه من هذا الفيلم. إذن الممثلون كانوا مهمين جدًا في هذا النطاق كما لاحظت.

·        حضرتِ «كان» منذ أربعين سنة كاملة عندما كنت ممثلة صغيرة. الفيلم كان «سائق التاكسي» طبعًا. كيف تشعرين حيال ذلك؟

- على صعيد شخصي بأني كبرت أربعين سنة (تضحك). على صعيد آخر حضوري «كان» هنا سنة 1976 كان مثل دخول أليس إلى «ووندرلاند». دخلت عالمًا كبيرًا من الأضواء، وخرجت منه كما لو كان حلمًا. الآن أنا أكثر استعدادًا بالطبع.

·        رغم استعدادك، فإنك تأثرت من الاستقبال الكبير الذي شهده الفيلم فذرفت دموعًا على المنصّة؟

- من الرائع أن تشعر بأن لديك من يقدِّر ما تقوم به ومن يعبر عن إعجابه بالتصفيق الطويل والوقوف ولو لبعض الدقائق. تشعر بأنك أنهيت مرحلة بنجاح ويحفزك ذلك على مرحلة أخرى. أن يحدث كل ذلك في «كان» وأمام هذا الجمهور المثقف أثَّر في كثيرًا.

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» 4 :

فيلم مصري يفتتح «نظرة ما».. وإسرائيلي لمخرجة فلسطينية

«اشتباك» فيلم صادم أريد له أن يكون كذلك

كان: محمد رُضا

لم يكن الإقبال يوم أول من أمس على الفيلم المصري «إشتباك» مشهوداً له بالكثافة، وأقل منه مستوى الإقبال على الفيلم الإسرائيلي الذي تبعه «أمور شخصية».

«إشتباك»، الفيلم الثاني لمحمد دياب من بعد «678» الذي حققه سنة 2010 حول ظاهرة التحرش بالمرأة في حافلات الدولة، لا يخيب أمل منتظريه من حيث جدية تناوله الأحداث السياسية والأمنية التي شهدتها مصر في العام 2013 عندما اندفعت المظاهرات الأخوانية مطالبة بإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي.

«أمور شخصية»، من ناحيته، لمخرجة أول مرّة أسمها مها حاج وهو ليس عن أحداث كبيرة، بل، وكما يوحي عنوانه، عن وقائع يومية عادية في حياة أسرة صغيرة مكوّنة من جيلين. الفيلمان يختلفان في كل شيء لدرجة النقيض. وفي حين رغب الحاضرون مشاهدة فيلم مصري عن الواقع المصري ذاته، كان الفضول مختلفاً بالنسبة لـ «أمور شخصية» فالموضوع الفلسطيني قائم قبل وبعد ثورات الربيع العربية وما آلت إليه والمخرجة فلسطينية والفيلم مقدّم بإسم إسرائيل. الأمر الذي أدى إلى تكرار ما إذا كان الفيلم يُـحسب لمخرجه وينتمي إلى هويته أو يُـحسب لمنتجيه ويحمل، بالتالي، هوية الدولة التي ينتمون إليها.

صدام إبناء الشعب الواحد

العرض الصحافي لفيلم «إشتباك» كان للنقاد والصحافيين فقط، لكن الحفلة التالية له، كونه فيلم إفتتاح مسابقة «نظرة ما» (التظاهرة الرسمية الثانية في المهرجان)، لجمهور عام وكل من في الفيلم من ممثلين ومسؤولين (أكثر من ثلاثين فرد) صعدوا على خشبة الصالة وبادلوا الجمهور التحية.

«إشتباك» فيلم مهرجانات بلا ريب. ذلك النوع من الأفلام الذي بغض النظر عن مستواه، حالما يرتفع عن مستوى القبول، يجذب اهتمام المشاهدين لسببين رئيسيين: الأول أنه، كما ذكرنا، عن أحداث مصر الأمنية في إحدى أهم حقبها التاريخية الحديثة، والثاني أن الفيلم يجمع 25 ممثلاً في شاحنة أمن مغلقة طوال الوقت (بإستثناء لقطات قليلة). هذا كم كبير من الأشخاص الذين عليهم التعايش علماً بأنهم مؤلّفين من مؤيدين لمرسي ورافضين له. الكاميرا لا تغادر الشاحنة وتحشر نفسها وسط هذا الحشد من الممثلين بفاعلية.

بعد أقل من عام على حكم الرئيس مرسي، وقع إنقلاب عسكري أطاح بحكمه ما أثار الشارع الإسلامي في مصر المؤلف من حزب الأخوان المسلمين أساساً وبعض المؤيدين. الفيلم يفتح على مذيع تلفزيوني ومصوّره وهما في المكان الخطأ في الوقت الخطأ. تعترضهما الشرطة فيخبرها الأول إنه «أميركي مصري» يعمل لوكالة أسوشياتد برس. لكن البوليس يرميهما في الشاحنة المخصصة للمعتلقلين. الشاحنة خالية لكن بعد قليل تم إيقاف عدد من المتظاهرين الذين اعتقدوا أن الصحافيين من الأخوان فرشقوا الشاحنة بالحجارة. البوليس يقبض عليهم (ومن بينهم أولاد ونساء) ويدخلهم بالقوّة إلى الشاحنة. ما هي إلا فترة قصيرة ويلقي البوليس القبض على نحو عشرة أفراد آخرين إنما من المتظاهرين المؤيدين لمرسي ويحشرهم في الشاحنة ذاتها. ما أن يدخل هؤلاء حتى تقع معركة بينهم وبين المعارضين لمرسي يتدخل البوليس لفضها.

بعد ذلك، ينصرف المخرج لعرض بانوراما إجتماعية لهذه الشخصيات المتناحرة ذات المذاهب السياسية المختلفة. مع وصول الفيلم إلى نهايته بعد ساعة و37 دقيقة وبعد عرض أحداث دامية مصدرها حينا البوليس الباطش وأحياناً المتظاهرون الذين لا يكفون عن رشق الشاحنة بالحجارة وإلقاء الأنوار الليزيرية، كما الخلافات المستشرية بين البعض من الفريقين، ينتهي الفيلم بمفاد أن الجميع ضحاياً الوضع المتأزم. الفيلم ينتهي بالشاحنة مقلوبة ومجهولي الإنتماء يهاجمون من فيها، صغاراً وكباراً، إناثاً ورجالاً، في عنف جلي.

«إشتباك» فيلم صادم لا جدال. أريد له أن يكون كذلك وحقق- بالصورة وعبر الوجوه المختلفة لشخصياته- ذلك. لكنه بالكاد فيلم جيد. إنه مثير للمتابعة وليس فيه أي هنّـات تنفيذية تذكر، لكن الدراما التي يودعها فينا تبقى محدودة الأثر. خالية من عمق مطلوب. الجهد المبذول (استمر التصوير لـ26 يوما بكاميرا Alexa Mini) منهمك في إنجاز فيلم محبوس في مكان واحد مع شخصيات أكثر مما يكترث المرء لمتابعته. مع عدد أقل، وبمواقف أقل تكراراً، كان يمكن للفيلم أن ينحو صوب إلقاء ظلالات أكثر وضوحاً على كل ما يريد قوله من دون أن يخسر حدّته ومن دون التخلي عن حياده (ولو أن ذلك الهدف سيصبح أكثر صعوبة في هذه الحالة).

يختار المخرج ما يريد تداوله. حاجة البعض (إثنان فقط) للتبوّل طبيعية لكنها محشورة لأن الأحداث تقع طوال يوم وليلة وليس من المعقول أن شخصان فقط هما من شعرا بهذه الحاجة. كذلك لم يشكو أحد من الجوع ومعظمهم لم يتناول الماء طوال تلك الساعات.  كون الفيلم يفتح جبهة هذا الوضع كان عليه أن يفكر في كيفية إغلاقها.

ليس هذا من باب تقليل أهمية ما يدور، بل نقد بعض الوسائل التي اعتمدها المخرج لفيلمه ومن بينها الإضطرار لإبقاء التوتر عالياً والمكان مضجاً عوض أن يختار مساحات كافية لطرح الأمور ذاتها بنبرة منطقية. الأمن في الفيلم هو المدان أكثر من سواه لكن ذلك يتم من دون النظر إلى الدوافع ذاتها. كل هذا يدفع المشاهد لمنطقة من الصعب فيها قبول ما يعرضه الفيلم كواقع حتى ولو كان مستمداً من أحداث واقعة واحتمالات حقيقية.

علاقات مثيرة للإهتمام

أحداث «أمور شخصية» بالغة الإختلاف. هو أيضاً يبتعد قدر ما يستطيع عن طرح الوضع السياسي وبل يستأصل (على عكس «إشتباك») إحتمالاته.

مها حاج تفتح على زوجين أمضيا سنوات مديدة معاً ويعيشان وحدهما في الناصرة في الزمن الراهن. روتين العلاقات طغى. البرودة فيها سادت. الزوج يسأل  طوال الوقت والزوجة تجيب. يريدها أن تستمع لما يقرأه من مقالات علمية وغذائية وهي لا تأبه لذلك. يمضي النهار فتلجأ إلى التلفزيون لتتابع مسلسلاته.

يشكو الأب لإبنه الذي يعيش في ستوكهولم. هذا نراه يخرج إلى شرفة الشقق التي يعيش في إحداها في كل مساء، فتنهض على الفور الجارة من على كرسيها وتدخل البيت والكرسي معها. يتصل الشاب بشقيقه طارق الذي يعيش في رام الله ويطلب منه ان يزور والديه للتخفيف عنهما. يفعل ذلك على مضض ويعود إلى رام الله (حيث تعيش شقيقته المتزوجة) محملاً بالطعام. شقيقته تعني بجدتها التي فقدت الذاكرة وزوجها جورج يعمل في محل تصليح سيارات. أما طارق فلديه علاقة متوترة مع الفتاة التي يعتقد أنه يحبها وأسمها ميساء (ميساء عبدالهادي). يتشاجران عند حاجز للجيش الإسرائيلي مع بعضهما البعض فيتم حجزهما والتحقيق معها لعلهما إرهابيين. في الوقت ذاته يلبي الزوجان العتيقان دعوة إبنهما في السويد الذي استأجر لهما منزلاً يشرف على بحيرة.  هناك فقط تبتسم الأم وتضع رأسها على كتف زوجها في نهاية مناسبة.

كفيلم أول لها، تنجز مها حاج فيلماً محسوباً بلقطاته المؤطرة بأوضاع صحيحة وبأسلوب كلاسيكي. لا مغامرات أسلوبية هنا بل نظرة باردة نوعاً حيال حياة شخصياتها. ومع أن الفيلم لا يطرح أي وضع سياسي، إلا أنه يوحي به من خلال هنّـات منفردة كلما تم ذكر ما يستطيع الفلسطيني القيام به أو عدم القيام به تبعاً للقوانين الإسرائيلية. كذلك يعكس ذلك الفتور التام في علاقات الجيرة في الغرب من خلال ملاحظة (عبر كاميرا منصبّـة عن بعد) كيف لا تأمن الجارة (وهي ليست صغيرة السن) لجارها لكونه عربياً فتترك الشرفة المشتركة وتدخل بيتها ولا تنسى أن تأخذ كرسيها معها.

على ذلك، الوقع العام للفيلم أقل من المأمول. ابتعاد المخرجة عن أي طرح من شأنه إخراج العمل من بحث الأمور الشخصية، كما عنوانه، لتداول ولو بحدود شؤون حياة فلسطينيي الداخل، يعود على الفيلم بحالة لا تتعدى إثارة الإهتمام إلى الإهتمام الفعلي.

الشرق الأوسط في

14.05.2016

 
 

«اشتباك».. مولد مخرج مصرى كبير

بقلم: سمير فريد

عرض أمس الأول فى افتتاح مسابقة «نظرة خاصة» فى مهرجان كان الفيلم المصرى «اشتباك» إخراج محمد دياب، وهو ثانى فيلم روائى طويل لمخرجه الذى ولد عام ١٩٧٧، وأخرج فيلمه الأول «٨٧٦» عام ٢٠١٢. وقد جاء الفيلم إعلاناً عن مولد مخرج مصرى كبير.

دياب الذى كتب السيناريو مع شقيقه خالد من جيل ثورة يناير بامتياز. فهو لم يعاصر حرب عبدالناصر ولا سلام السادات، ولا حتى بدايات عصر مبارك، وإنما عاش فساد ذلك العصر. ولذلك لم يكن غريباً أن يشترك فى الثورة ضده، وأن تكون الثورة موضوع فيلمه الثانى بعد خمس سنوات من نجاحها فى إجبار مبارك على التخلى عن الرئاسة، وإسناد مسؤولية إدارة شؤون البلاد إلى الجيش.

كانت الثورة من أجل الديمقراطية بعد ٦٠ سنة من إسقاط الجيش للنظام الملكى الليبرالى وإعلان الجمهورية، واستبدال تداول السلطة بين الأحزاب بحكم الحزب الواحد. وموقف فيلم «اشتباك» واضح مع الديمقراطية، وضد العنف سواء من التيار الذى يمارسه من الإسلام السياسى، أو من الدولة التى تواجه العنف بالعنف.

يكتب على الشاشة فى بداية الفيلم أن ثورة ٢٠١١ أنهت ٣٠ سنة من حكم مبارك، وأن انتخابات ٢٠١٢ جاءت بحكم الإخوان المسلمين، وأن الشعب المصرى قام بأكبر مظاهرات فى تاريخه عام ٢٠١٣ لإسقاط ذلك الحكم، وانحاز الجيش إلى الشعب ونفذ مطلبه. وأن أحداث الفيلم تدور فى يوم من الأيام التى أعقبت إسقاط حكم الإخوان بين المظاهرات المؤيدة للإخوان والمعارضة لهم.

رؤية وطنية وإنسانية صادقة

ويعبر الفيلم عن هذا الانقسام المستمر حتى الآن. فالفيلم ليس «تاريخياً» لمجرد أن أحداثه تدور عام ٢٠١٣، وإنما يتناول الواقع السياسى المعاصر لزمن إنتاجه وعرضه. ولا ينحاز الفيلم إلى أى من الطرفين، وإنما يحذر من استمرار ذلك الانقسام على الجميع وعلى مستقبل مصر. ويؤكد أن الديمقراطية التى طالبت بها الثورة لم تتحقق بعد.

ويتم التعبير عن هذا الموقف السياسى من خلال إحدى سيارات الشرطة ذات النوافذ الحديدية مثل الزنازين التى يتم فيها ترحيل المساجين. وتجمع الشرطة فى هذه السيارة من تقبض عليهم أثناء المظاهرات من الإخوان ومن يمارسون العنف، وحتى من شاء حظهم العاثر التواجد فى الشارع بين المتظاهرين.

داخل السيارة- الزنزانة كل الأجيال وكل الطبقات وكل الأديان وكل الاتجاهات السياسية، وكذلك سكان الشوارع ومن ليس لهم أى انتماء. والضحايا يسقطون داخل وخارج السيارة من الطرفين، وممن ليسوا طرفاً فى الصراع أيضاً.

ونحن لا نخرج من السيارة طوال الفيلم (٩٧ دقيقة)، ونشاهد ما يحدث خارجها من خلال القضبان الحديدية. وينتقل ركابها من المطالبة بفتح باب السيارة إلى تفضيلهم البقاء داخلها خشية العنف المتصاعد فى الشوارع. وينتهى الفيلم بانقلاب السيارة فى الليل رأساً على عقب، والكل يحاول إنقاذ حياته.

والرمزية هنا بالمعنى المذهبى الصحيح للرمزية فى الدراما، وهى أن يوحى الواقع بما يتجاوز حدوده المادية. فالسيارة سجن واقعى، والشخصيات واقعية، ولكنها تعبر عن مصر المسجونة التى تتوق للحرية، وأن الجميع سوف يدفعون ثمن استمرار الصراع بين أنصار الدولة المدنية وأنصار الدولة الدينية. ومن حق كل فنان أن يعبر عن رؤيته سواء اختلف معها البعض أم اتفقوا، ويكفى أنها رؤية وطنية وإنسانية صادقة.

والشكل الدرامى الذى يدور فى يوم واحد ومكان واحد محدود، ليس جديداً، وفى السينما المصرية هناك «بين السماء والأرض» إخراج صلاح أبوسيف عام ١٩٥٩ الذى تدور أغلب أحداثه داخل مصعد معطل، ونماذج أخرى فى السينما العالمية. ولكن الجديد دائماً فى المعالجة الدرامية، ومدى التلاحم العضوى بين الشكل والموضوع والمضمون.

وشكل الدراما المحدودة من حيث الزمان والمكان بمثابة «امتحان» لقدرات المخرج الفنية. وقد نجح محمد دياب فى هذا الامتحان تماماً، وعلى كافة الأصعدة بالتعاون مع مجموعة فنية ممتازة أمام وخلف الكاميرا، وهم مدير التصوير أحمد جبر والمونتير أحمد حافظ ومهندس الصوت أحمد عدنان، وبفضل المنتج محمد حفظى الذى عرف كيف يفتح آفاقاً جديدة بحق.

كما يتميز الفيلم بالاستخدام الحذر للموسيقى التى ألفها خالد داغر، والتى تفيض بالحزن والأسى على معاناة المقبوض عليهم، فى تفاعل محسوب بدقة. ويتميز أمام الكاميرا باختيار الممثلين والممثلات فى أدوارهم المناسبة لتكوينهم الجسدى والصوتى، وإدارتهم على نحو يجمع بين البساطة والعمق مبتعداً عن الميلودراما الصاخبة، رغم إغواء المواقف بها.

عازفون بقيادة مايسترو ماهر

أنظر إلى الممرضة نجوى التى قامت بدورها نيللى كريم، وهى الشخصية الأكثر قوة فى الدفاع عن الحق طوال الفيلم، وتعبر عن دور المرأة المصرية فى الثورة. وزوجها الموظف البسيط حسام (طارق عبدالعزيز) الذى يعجب بشجاعة زوجته بنفس القدر الذى يخشى عليها وعلى ابنهما الصبى. والصحفى آدم الأمريكى المصرى (هانى عادل)، وكم كان رائعاً وهو يتحدث عن والده الذى تعرض للتعذيب فى عهد عبدالناصر وهاجر إلى أمريكا، ولكنه طلب أن يدفن فى مصر. والمصور الفوتوغرافى زين (محمد السباعى) الذى يختلف مع آدم ولكن كليهما يدافع عن حرية الصحافة.

ثم هناك المجند الصعيدى عوض (أحمد عبدالحميد) الذى يتمرد على قائده دفاعاً عن الحقوق الطبيعية للمساجين فى شرب وإخراج المياه، ويلقى مصرعه على يد الإخوان. والمجند الآخر عويس (محمد السويسى) المسيحى الذى يجد نفسه داخل السيارة وقد أغلق الباب عليه أيضاً. وتبدو براعة محمد دياب عندما يكتفى بلقطة كبيرة لذراعه وعليها وشم الصليب للدلالة على ديانته. والفتاة الصغيرة عائشة (مى الغيطى) المتعاطفة مع الإخوان التى تفقد والدها الشيخ عندما يخرج أثناء تبادل إطلاق الرصاص. وصلاح (جميل برسوم) الذى يملك محلاً للموبايل، ويبحث عن ابنه الطالب طارق، ومساعده المريض رضوان (محمد عبدالعظيم) الذى يخبره بعد تردد أن طارق انضم إلى الإخوان.

وبقدر الرعب الذى تثيره فاشية الشخصيات الإخوانية، خاصة قائدهم الذى يفصل بين المنظمين والمتعاطفين، وبين الإخوان وغيرهم وكأنهم فوق البشر، بقدر الحب الجياش لشخصية خيشة (خالد كمال) ساكن الشوارع الذى يمثل دور البلطجى حتى يعيش، والذى ينفطر قلبه حزناً على مصرع كلبه (جربان) فى دوامة العنف. وبصفة عامة يبدو فريق التمثيل عازفين فى أوركسترا يقوده مايسترو ماهر. لقد شهد مهرجان كان بعرض «اشتباك» حدثاً من أحداث عام ٢٠١٦ فى السينما.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

14.05.2016

 
 

وودي ألن ينتكس و«اشتباك» لا يتهم أحداً

زياد الخزاعي

الحُظْوَة التي أسبغتها الدورة الـ69 (11 ـ 22 أيار 2016) لمهرجان «كان» السينمائي على جديد الأميركي وودي ألن «كافيه سوسايتي» كفيلم افتتاح، وهو الثالث له ضمن هذا التكريم، لم تنجز فرحة مشاهدة مأمولة من صاحب «آني هول» (1977) و «مانهاتن» (1979)، إذ فاجأ الجميع بنصّ ثرثار وميلودرامي فاقع ومتقشف بنكاته وتحاملاته وغمزاته الفارقة، التي زيّن مشهدياتها الباذخة المعلّم الإيطالي ومدير التصوير فيتوريو ستورارو بلون ذهبيّ، محتفياً بالثراء البصريّ لفترة الثلاثينيات الهوليوودية. ولولا جهده لبدا شريط ألن فارغاً من متعة الزهو بحكاية ابن حي «برونكس» اليافع بوبي (جيسي آيزنبيرغ)، الذي ترسله والدته الى خاله المنتج النافذ في هوليوود فيل (الممثل الكوميدي ستيف كاريل) ليدعمه بعمل ما، ويحقق له مستقبلاً أفضل من العمل تحت سطوة والده اليهودي اللجوج. يكشف «بوبي» من تحت طلّة خجله وارتباكات غفلته واحترازات رومانسيته، عن شخصية قيادية ورجل علاقات عامة، يشرع في الارتقاء من مساعد هامشي الى كاتب سيناريو مطلوب من مدراء الإستوديوهات، قبل أن ينتهي مالكاً لناد نخبوي يحمل عنوان الشريط. يمتزج بين عروضه الراقصة والموسيقية، الثراء بالدسائس والذنوب بالخيانات والتصفيات بالجبروت. فيما تصبح البهرجة الطبقية عنواناً لرفاهيات أميركية، تكون السينما وكواليسها ونجومها خلفية درامية للمكائد والمداهنات. تبدأ مع الحسناء فوني (كريستين ستيوارت)، وهي السكرتيرة والعشيقة الخفيّة للخال، التي تجد في «بوبي» ملاذاً لعواطف حقيقية، قبل أن ينكشف سرّها ضمن سلسلة من هفوات جولات سياحية لهما بين أحياء لوس أنجيليس وقصور المشاهير وأرباب السينما، وتنتهي بتصفية شقيقه الأكبر «بن» الذي سقط تحت بلطجة عصابات أحياء ومافيات إيطالية.

لن ينهار عالم البطل بعجالة، فهو ـ حسب راوي الشريط ـ ابن وسط مكافح، عانى من الضيق لكنه ربح رهاناته بسبب عناده و «يهوديته المباركة» بالعقل والمال وشراء الذمم. ضخ المخرج ألن أغلب عناصر سينماه ومحاورها حول بطله الشاب. فالكاريكاتورية لا تتشخصن بالحركات بل عبر لكنات ثقيلة وجمل تحمل تأويلاتها العرقية الواضحة، فيما تصبح الأناقة وسيلة أيديولوجية تجعل من «بوبي» رمزاً لمتحد لا يقبل بالخسران. فهو المحظوظ والمحصّن على الدوام ضد كبواته. فما ان تعود «فوبي» الى حضن الخال، حتى يجد البطل حبه الأسري في شخصية امرأة جذابة تدعى فيرونيكا (بليك لايفلي) التي تقوده نحو تبرير كينونته كأب ورجل أعمال ناجح. إن شريط ألن هو سلسلة حكايات لا ترغب في منع تدفقها على الشاشة، مشكلتها أنها بلا روح فَكِهة، كما حال فيلمه «رصاص فوق برودواي»(1994)، الأقرب الى روح «كافيه سوسايتي» من حيث احتفاءاته بعوالم تصطنعها السينما أمام كاميراتها والمسرح فوق خشباته. وتداور مقالب خيانات زوجية وعصابات ضحاياها شخصيات شديدة المثالية والمراوغة.

اشتباك

لم يخف المصري محمد دياب من أفلمة حدث تاريخي كبير في جديده «اشتباك» الذي افتتح تظاهرة «نظرة ما»، لكنه لم يسع الى توثيق كل منعطفاته ومواجهاته ودمائه وشهدائه وخرائبه، بل اختزل فصلاً واحداً من فعل عنيف، وولفه على شكل حكايات قصيرة تبنيها شخصيات بتؤدة مدروسة، تتوالى على شاشة خانقة واستفزازية ومرعبة. استبعد دياب اللعب خارج شاحنة مدججة لنقل معتقلي الأمن المركزي المصري، محولاً إياها الى صرّة جماعية لغبن اجتماعي، وعسف سلطوي، ومرارات شخصية، وهلع شارع، تختلط فيها كينونات هامشية تنتمي الى طرفي صراع، غمز فيلم «اشتباك» الى أنه دهري، بسبب استحكام سلطة توتاليتارية وقمعية على طبقات، تتردى حيواتها ومصائرها ومواردها وقوتها وخدماتها يوماً إثر يوم. ركز دياب على يوم حاسم (3 تموز) تصاعدت فيه حدّة المواجهات عام 2013، قبل أن يتم تنحية حكومة محمد مرسي وإزاحة سلطة «الإخوان المسلمين»، وعودة «الدولة الوصية» مع عساكرها الى واجهة الحكم.

فيلم دياب ليس عن ثورة وتفاصيلها وأبطالها. وهو ليس نعوة سينمائية لمآلات سياسات قلبت كل شيء، بل اختار ـ بحصافة درامية ـ تصوير معاناة بشر عاديين، وجدوا أنفسهم سجناء مساحة صغيرة. كل منهم متهم بظروف وجوده، شابان مصوران يعملان لوكالة أنباء غربية، أحدهما أميركي الجنسية، ينظّر في بداية الفيلم أن «الصورة ممكن تصبح قضية»، يعتقلان لـ «مسّهما بالأمن»، تنذر صرخاتهما آخرين متوجهين الى ميدان التحرير بينهما السيدة نجوى (نيللي كريم) وعائلتها، ليضافوا الى «خزان» الاعتقال الذي يُذكّر بنظيره في رواية الفلسطيني غسان كنفاني «رجال في الشمس». يتعجل الشريط إضافة آخرين بسرعة قياسية، تماما كما فعل دياب في شريطه السابق «القاهرة 678»، حيث تصبح فيه حافلة النقل العمومي اختزالا حكيما لسياسة ترويض مؤسساتي. فيما تكون «شاحنة دياب» الجديدة مرجلاً جماعياً لاحتقان غير متوازن، حيث قوة قاهرة ضد محتجين ومعارضين. بعضهم يصرخ خلف لحاهم بنداء «القصاص بالرصاص»، مقابل آخرين يرددون «الشرطة والشعب إيد وحدة»، فيما تحمل جدران الشاحنة شعار «منكو لله يا ظلمة»، لتختزل العداوات بين أطراف مسرح مغلق، تتبعت فيه كاميرا مدير التصوير المميز أحمد جابر انحطاطات لحظاتهم الإنسانية، وسعيهم للانتقام أوالفرار أوالانعتاق أو الإعلان عن مروءاتهم كما تجلت في خيار رجل الأمن (القبطي) عويس (محمد السويسي).

الحاسم لدى دياب أن شريطه لن يُجرّم طرفاً ضد آخر. ولم يتهم قوة ضد ثانية، فعنوان «اشتباك» هو همزة معنوية بين فهمين وانتماءين وحركتين شعبيتين سعتا، كل حسب أجنداتها، للمشاركة في تحقيق انقلاب كبير لم يجر كما أرادوه أو خططوا له، وإنما جاءهم مباغتاً من سلطان ماحق خشي موت «دولته العميقة».

السفير اللبنانية في

14.05.2016

 
 

مهرجان «كان» يمهد طريق المهرجانات لـ«اشتباك»

«كان» ــ خالد محمود:

·        الفيلم المصرى يكشف جرحا كبيرا لوطن لا نعرف متى يتوقف نزيفه.. وأداء متفاوت بين العميق والافتعال

عقب مشاهدتى للفيلم المصرى «اشتباك» الذى افتتح به مهرجان كان السينمائى مسابقة «Un Certain Regard» أو «نظرة خاصة»، أيقنت كيف انه عمل يختبر انسانية البشر، كما وصفه لى مخرجه محمد دياب قبل اسبوعين، وأدركت ايضا لماذا كان دياب يشعر بحالة هى من مزيج من الفرحة والقلق، فقد راهنت إدارة المهرجان على الفيلم ليكون واجهة أحد أهم الأقسام، واعتقد انها كسبت الرهان، فقد ترك الفيلم بداخلنا حالة من القلق الذى فرضه الموضوع واحساس بقضية وطن ازمته مستمرة منذ ثورة يناير وحتى الآن، كما كانت مفردات الفيلم الفنية وفى مقدمتها لغة السرد التلقائية بالسيناريو الذى كتبه خالد ومحمد دياب ذو عمق كبير، تأثرا بحبكته التى استحوذت على انفاسنا، حيث تدور احداث الفيلم فى مكان واحد هو سيارة ترحيلات تابعة للشرطة، بينما كانت الاعجاب أكثر بقدرة العمل «صورة وسيناريو واداء» على ان يضعنا فى قلب الحدث ونعيش احاسيس واحلام واحباطات ابطاله الذين يعودون بنا بالذاكرة إلى فترة عصيبة وفاصلة من تاريخ مصر، حالة الاضطراب السياسى التى تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، والتى ضمت انتفاضة الاخوان ودخولهم فى مظاهرات ساخنة فى مواجهة الداخلية، وايضا خروج مؤيدى قرارات القوات المسلحة.

فى المشهد الضيق داخل سيارة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من تيارات سياسية مختلفة، الليبرالى، والعلمانى، والتيار المتدين من إخوان وسلفيين، ومواطنين عاديين»، جميعهم قبض عليهم فى الشارع اثناء فترة مظاهرات الاخوان كمحاولة لعودة محمد مرسى للحكم، فهناك الاخوان الذين يعيشون على امل العودة للسلطة، لكنهم يكتشفون ان هناك خدعة من قادتهم وان الطرف الثانى من المجتمع «التيار المدنى» ليس عدوا، بل ويكتشفون الحالة الإنسانية لأحد افراد الشرطة الذى تعاطف مع ازمتهم داخل السيارة، وهناك الزوج «طارق عبدالعزيز» الذى بمجرد ان قبض عليه هو وابنه الصبى تصر زوجته «نيللى كريم» على الا تتركهما ويتم دخولها الاتوبيس هى الاخرى، وايضا الصحفى الذى يراسل الاسوشيتد برس ويحمل الجنسية الأمريكية «هانى عادل»، وهناك البلطجى، والمراهق «احمد مالك» والاخوان، الجميع يتربصون ببعضهم البعض، فى حالة اشتباك ملىء بلحظات جنون وعنف ورومانسية وكوميديا، اراه اشتباكا كبيرا جارحا لوطن و لا نعرف متى يتوقف نزيفه، ورغم ان هناك جزءا من الاحساس بالملل قد تسلل، ربما لأن مشهد الواقع الذى صوره الفيلم شاهدناه حقيقيا، وربما المسألة تخص كل نتاج الثورة السينمائى، لكن ايقاع مشهد النهاية المفتوحة كان رائعا فنيا، فى صورته المهزوزة والمقلوبة والمختلطة ألوانها، وتشعر أن المجتمع كله اصبح فى حالة اشتباك.

نجح المخرج محمد دياب فى ان يجعل ابطاله يتوحدون مع الشخصيات، مع تفاوت الاداء، كان احساس بعضهم بها عميق ومنهم نيللى كريم وهانى عادل، بينما كان البعض الآخر مفتعلا بعض الشىء وخاصة ممن جسدوا الاخوان.

تجربة محمد دياب تستحق الاهتمام، وهو ما لمسناه من توافد رواد المهرجان من النقاد والصحفيين لمشاهدة الفيلم الذى اقيم له عرضان يوم الخميس الماضى. ولا ننسى انه أول فيلم يتم اختياره للمنافسة فى برنامج رسمى لمهرجان كان منذ مشاركة فيلم «بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصرالله فى دورة 2012.

وقطعا سيأخذ الفيلم نصيبا كبيرا من المشاركة فى مهرجانات اخرى. يذكر أن مجلة «سكرين إنترناشيونال» المتخصصة فى السينما أكدت ان فيلم «اشتباك» واحد من الأفلام الجذابة لمهرجانات السينما عام 2016.

ويجبر الخاطف كايل الذى يجسده «جاك أوكونيل» و خسر كل مدخراته فى استثمار بأسهم حسب نصيحة من جيتس ــ المذيع ومنتجته باتى التى تلعب دورها جوليا روبرتس على البحث عن الخطأ الفنى الذى تسبب فى خسارة ملايين الدولارات من مدخرات الكثير من الناس.

غدا في «كان».. مؤتمر صحفي لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية

تعقد إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، مؤتمرا صحفيا غدا بالبافيليون المصري بالريفييرا، وبالتعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وعلى هامش الدورة 69 لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، يعلن سيد فؤاد رئيس المهرجان وعزة الحسيني مدير المهرجان عن تفاصيل الدورة السادسة والمقرر عقدها في الفترة من 16 إلى 22 مارس 2017، حيث يكشفان عن أسماء ضيف شرف المهرجان من النجوم العالميين، والدولة التي سيتم الاحتفاء بها كضيف شرف، والسينمائيين المكرمين.

وكان مهرجان الأقصر شكل وفدا يضم رئيسة سيد فؤاد ومديره عزة الحسيني ورئيس لجان المشاهدة والاختيار عطية الدرديري لحضور مهرجان كان، بهدف الاطلاع على أحدث الأفلام الموجودة في برامج مهرجان كان.

«كان» يحتفى بوودى آلان.. والمخرج الكبير:

سأواصل تقديم الأفلام مادام هناك حمقى يدعموننى

«كان» ــ خالد محمود:

·        «كافيه سوسيتيه» حالة عشق سينمائية تمزج بين واقع الحياة وخيالها لمخرج تجاوز الثمانين

بداية سينمائية قوية شهدها مهرجان كان السينمائى الدولى، فى دورته رقم ٦٩، حيث استقبل النقاد فيلم الافتتاح كافيه سوسيتيه أو «مقهى المجتمع» بحفاوة كبيرة، وحظى مخرجه وودى آلان بأعجاب خاص، سواء لما قدمه فى فيلمه، أو لآرائه التى ادلى بها فى المؤتمر الصحفى الذى عقد لأسرة الفيلم عقب العرض، واستطاعت «الشروق» ان تحضره رغم الزحام الكبير من قبل الاعلاميين الذين وقفوا فى طابور طويل لمدة ساعتين قبل موعد المؤتمر عسى ان يحظوا بفرصة للحضور

ينتمى فيلم وودى آلان لسينما كلاسيكية رومانسية تدور احداثها فى الثلاثينيات من القرن الماضى، مليئة بمواقف انسانية تعكس حياة شخوصها، وهى تعكس بحق لغة وودى آلان، واستمراره فى كشف الوجه الاخر لنفوس بشرية بأسلوب سينمائى طازج وبراق، وكأن المخرج الذى تجاوز الثمانين اراد ان يكون اكثر شبابا فى جماليات سينما طليعية فى مفرداتها تخصه هو، فى كل مرة نراه وكأنه يواصل حكايته مع السينما، وكأن كل اعماله عمل واحد ذو مشاهد من الحياة وتأملاته بها وبعبثها وبنهايتها الساخرة، كما انه دائما ما يعيد اكتشاف شخوصه الابطال، وهذا ما حدث مع نجميه كريستين ستيورات، وجيس ايزينبرج، والذى يطرح الفيلم قصته منطلقا منها على عالم كبير، فجيس يقدم فى فيلمنا شخصية بوبى دروفمان، الذى يأتى من نيويورك املا فى ان يساعده خاله وكيل الفنانين «ستيف كارل» فى ايجاد فرصة عمل فى هوليوود، ذلك العالم الذى يعشق وودى آلان الغوص فيه، وفى الرحلة يقع فى حب فونى «كريستين ستيورات»، لكن هذا الحب لم يكتمل، حيث تفضل عليه الوكيل الهوليوودى، وهو يتزوج بامرأة اخرى، ويقوم بفتح «كافيه سوسيتيه»، ومن خلاله يصبح شهيرا، ويقوم بتشريح فئة من المجتمع

مزج وودى بين الواقع السينمائى والواقع الحقيقى، ومس الشعرة بين الحب والرغبة، وكشف مستور البراءة والزيف، والى أى مدى يكون الشعور بالذنب صادقا، ولماذا يحن الانسان إلى الماضى دائما

كريستين ستيورات وجيس ايزينبرج، ومعهم ستيف كارل اجادوا فى ادوارهم، باستسلامهم لمشاعر اراد وودى ان تغرقهم، اراد ان تبدو شخصياته كأنها لحم ودم تعيش بيننا بعيدا عن أى خيال

فجيس تألق فى تجسيد مرحلة حياة بوبى عندما انتقل إلى نيويورك ونجاحه فى عمله وانتقاله من مرحلة الشاب الحالم البرىء إلى الرجل العملى الذى يتقدم فى عمله بنجاح. بينما تألقت كريستين ايضا فى المرحلة الثانية من الحكاية، حيث لم تعد فونى السكرتيرة تحتفظ بالكثير من براءتها لتندمج فى عالم ملىء بالرياء والزيف.

عكس وودى فى المؤتمر الصحفى حالة عشق للسينما عندما وصف نفسه بأنه رجل ثمانينى متوقد ليست لديه النية للاعتزال.

وقال: «أنا فى الثمانين من عمرى ولا أصدق ذلك، أشعر بالشباب والرشاقة والتوقد والذكاء والتأهب الذهنى.. إنه أمر مذهل».

وهنا ضجت القاعة بالتصفيق والاعجاب، فأضاف: لا أشعر بأننى عجوز، أنا متأكد بأننى سأصحو ذات يوم فى الصباح وسأصاب بأزمة قلبية، وسأكون واحدا من هؤلاء الناس الذين ترونهم على كرسى متحرك وستقولون، هل تذكرونه؟ لقد كان وودى آلان، لكن حتى يحدث ذلك سأواصل إخراج الأفلام، وطالما يستمر البعض بحماقة فى ضخ الأموال لدعمى، وهنا ضجت القاعة مرة أخرى بالتضحك والتصفيق

وقال مدير المهرجان تييرى فريمو إن «آلان» واحد من أعظم صانعى الأفلام.

تحدثت فى المؤتمر الصحفى النجمة الامريكية كريستين ستيورات، أمامنا، كما كانت تتحدث على الشاشة، نظراتها تحتويك سواء وانت امامها فى الواقع ام تشاهدها فى كافيه سوسيتيه، وقالت كريستين: العمل مع آلان من أفضل الأشياء التى قمت بها فى حياتى المليئة بأشياء جيدة وغير جيدة، وأضافت كريستين أنها كانت تشعر بالتوتر الشديد قبل قدومها لحضور افتتاح فيلمها فى مهرجان كان

بينما قال الممثل الأمريكى، جيسى آيزينبيرج، إن العمل مع «آلان» ممتع فهو ليس من المخرجين الذين يوجهون الممثلين نحو اتجاه معين، بل إنه يضيف الكثير من التفاصيل حول شخصيات العمل، وقد تعلمت كثيرا منه.

الشروق المصرية في

14.05.2016

 
 

د. أمل الجمل تكتب من مهرجان كان:

“اشتباك”.. مصر في زنزانة تتقاذفها العواصف

اُفتتح أمس قسم “نظرة خاصة” بمهرجان كان السينمائي التاسع والستين – المنعقد في الفترة الممتدة بين 11-22 مايو الجاري، بفيلم “اشتباك” للمخرج المصري محمد دياب في ثاني تجاربه الإخراجية بعد شريطه المهم “678” إنتاج عام 2010، وليُشكل التجربة الثامنة في مجال كتابة السيناريو، ليُعيد مصر إلى الاشتراك في “كان” بعد غياب لعدة سنوات بعد مشاركة يسري نصر الله بالمسابقة الرسمية بفيلمه “بعد الموقعة” عام 2012.

لكن مشاركة دياب لا تُعد الأولى من نوعها، فهذه ليست المرة الأولى التي تشارك أفلام مصرية في قسم “نظرة خاصة”، إذ سبق ليوسف شاهين أن شارك بفيلمين في هذا القسم؛ الأول هو شريط “الآخر” عام 1999، والثاني هو “إسكندرية نيويورك” عام 2004.

سيناريو “اشتباك” تعاون في كتابته المخرج مع أخيه السيناريست خالد دياب الذي اشترك معه من قبل في كتابة أكثر من سيناريو لمخرجين آخرين. تنهض فكرة “اشتباك” على حالة الاحتقان والعنف والعداء والتخوين الذي ساد المجتمع المصري على الأخص عقب فترة عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إذ لا يمكن تجاهل أن حالة مشابهة حدثت في أعقاب “موقعة الجمل” في الأيام الأولى من ثورة 25 يناير 2011.

هنا تدور الأحداث داخل وخارج سيارة ترحيلات، لكن الكاميرا تظل طوال الفيلم – ربما باستثناء لقطتين أو ثلاثة – بداخل السيارة، وترصد ما يدور بالخارج من مظاهرات وعنف واشتباكات بعيون المحتجزين عبر القضبان الحديدية للسيارة الثابتة أحياناً، والمتحركة أحياناً أخرى بقوة أو بعنف، أو بتمهل، ولذلك كانت الكاميرا مهتزة طوال الوقت لسبب منطقي وآخر رمزي، تعبيراً عن حالة المجتمع غير المستقر والمتأرجح بين العنف واللاعنف والفوضى بدرجاتها، وذلك من خلال ما يقرب من عشرين شخصية يتم احتجازها من طبقات مختلفة من الشعب المصري مختلفي الهوية والانتماءات السياسية، غني وفقير، إسلامي ومسيحي، مثقف أو غير، وإن كانت تلك النماذج غير ممثلة تماما لكافة شرائح المجتمع لكنها ممثلة أساساً لأهم كتلتين؛ المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، والمناصرين للشرطة والجيش في أعقاب عزل مرسي.

تبدأ الأحداث من السيارة الخاوية، وتعكس لنا الأصوات القادمة من الشارع مقاومة صحفي مصري يحمل الجنسية الأمريكية والمصور المرافق معه أثناء اعتقالهما، إذ يعتريهم الخوف الشديد، ويظل كل منهما يصرخ، فينادوا على المتظاهرين في الشارع ليطلقوا سراحهم، وعندما ينتبه إليهم المتظاهرون يرشقونهم بالحجارة لأنهم صحفيون، ومن هنا يتم القبض عليهم وإدخالهم نفس السيارة. جميعهم من الرجال باستثناء ممرضة – تلعب دورها نيللي كريم – كانت بصحبة ابنها الصغير وزوجها، وفتاة عمرها 14 عاما ترتدي “الخمار” – الحجاب المسدل على جسدها حتى منطقة البطن – كانت بصحبة والدها الشيخ المسن بلحيته البيضاء، والذين تم القبض عليهما لاحقا – ضمن آخرين – أثناء الاشتباكات بين المتظاهرين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وبين الشرطة.

الفيلم لا يتحدث عن أسباب كُره هذه الشريحة من المجتمع لجماعة الإخوان المسلمين؟ ولا لماذا تظاهروا ضدهم؟ ولا يكشف لماذا انضموا إلى الشرطة بعد تاريخ من العداء المستحكم بين الشعب والشرطة؟ الفيلم أيضاً لا يخوض في أي آراء سياسية تفسر أو تحاول أن تقدم وجهة نظر جديدة تكشف لماذا انخرط المجتمع في تلك الدائرة من العنف، أو لماذا قامت تلك المعارك بين الطرفين وانقسم الشعب بينهما، الفيلم لا يشرح ولا يحلل ولا يقدم أي إضاءة جديدة، فالمشاهد الغربي أو غير المصري الذي لا يعرف تفاصيل تلك المعارك ولم يعايشها مع مَنْ يتعاطف؟ إنه يشاهد أطرافا متعاركة، لكن هل – بعد مشاهدة “اشتباك” – يفهم لماذا ثار الشعب على حكم الإخوان؟ أم أن الفكرة التي وصلت إليهم أن ما حدث كان مجرد حرب شرسة ومعركة بين طرفين حول كرسي الحكم، وهناك ناس منضمة لكل طرف ضد الطرف الآخر؟ هل بعد مشاهدة هذا الفيلم يمكن للمشاهد الأجنبي أن يُغير رأيه ومناصرته لمرسي – وللديموقراطية المزعومة التي جاء بها عبر صندوق الانتخابات – فيعتبر ما حدث في 30 يونيو كان برضا أغلبية الشعب الذي عانى الأمرين أثناء فترة حكم الجماعة المحظورة؟

الفيلم كما يشير العنوان ليس فقط مجرد اشتباك عنيف وقتل بين طرفين، ولكنه أيضاً اشتباك على المستوى الفكري سواء على مستوى كثير من أفراد المجتمع واللخبطة الفكرية التي تعتريهم، وكذلك الاشتباك على مستوى رسم الأحداث في السيناريو، فمثلاً لا يعرف المتلقي على وجه الدقة إلى أي فصيل تنتمي بعض المظاهرات، ويتكرر هذا في أكثر من مرة، فمثلاً عندما نفهم – في النصف الثاني من الفيلم – أن المتظاهرين من الإخوان إذ يرجمون رجال الأمن وسيارة الشرطة وعربة الترحيلات، لكنهم لا يتوقفون عن فعل ذلك عندما يهرب من السيارة الشيخ المسن بلحيته وابنته المرتدية الخمار، والمفروض أن الخمار علامة إشارية رمزية تدل على انتمائها لفصيل الإخوان، فلماذا استمر الضرب من قِبل المتظاهرين حتى أصيب الرجل وكاد أن يُقتل هو ابنته؟ أيضاً في المظاهرة الأخيرة التي اختتم بها الفيلم رغم أن قائد سيارة الترحيلات الذي ينتمي للإخوان قادها باتجاه مظاهرة لجماعتهم لكننا لا نفهم من هذا المشهد مَنْ هؤلاء المتظاهرين وإلى أي فصيل ينتمون، فقد اعتدوا بعنف وهمجية على مَنْ هم إخوان أو غير إخوان، وكأنهم حيوانات مسعورة عمياء تبحث عن ضحية وفقط.

أما الجملة الحوارية المثيرة للتساؤل عن مبرر تواجدها بالفيلم، والتي ينطق بها الصحفي الذي يقوم بدوره هاني عادل إذ يقول: “إن والده الذي عاش طويلاً في أمريكا وأنه كان ينفعل كلما تجيء سيرة مصر، وكان يتحدث عن اعتقاله وتعذيبه في عهد عبد الناصر، وعن الفساد والفوضى والكوسة.”.. لماذا الزج بمثل هذه الجملة؟! فهل هي جملة لمغازلة الغرب الذي يكره عبد الناصر؟ أم هي جملة لإرجاع الفساد الذي عاشه الشعب المصري والتعذيب والقهر – على مدار سنوات حكم السادات ومبارك والإخوان – إلى عبد الناصر كما يفعل كثير من الكتاب والمثقفين الكارهين لعبد الناصر وغير الموضوعيين في تقييم تجربته؟ فالمفترض أن السيناريست لا يكتب جملة حوار إلا وله قصد متعمد من وراء ذلك، وإذا حاول أن يتنصل من الجملة تحت إدعاء أنها جاءت على لسان شخصية صحفية لها موقف سياسي، فإنه بعدم خلقه لشخصية أخرى تناقش أو ترد على الصحفي الأمريكي المصري، فإن ذلك يعد أمر مقصود من المؤلف ويُعبر عن أفكاره.

مع ذلك يُحسب للفيلم أنه يُركز على التفاصيل الإنسانية، ويرصد حالة العداء والاحتقان التي تتصاعد بدرجاتها أثناء التظاهرات والاشتباك، والتي كان من الجلي أنها سادت بين كافة شرائح الشعب، فحتى الأطفال قسموا أنفسهم إلى عسكر وإخوان، على غرار لعبة عسكر وحرامية، فالأطفال في جماعة الإخوان إذا أمسكوا بطرف من العسكر يقومون بذبحه، والأطفال في المعسكر المنتمي للنظام الجديد إذا قبضوا على أحد الإخوان يتم إعدامه، فالموت والقتل من دون رحمة هو مصير المقبوض عليهم، هكذا تحكي الصورة والصوت أثناء الحوار بين الطفل الصغير – ابن الممرضة – والصبية المحجبة، واللذين يمارسان اللعبة على الحائط، ويسجل كل منهما علامة عندما يكسب، لكن هذا العداء والاحتقان يتلاشي تماما أثناء الحديث عن الغناء والتمثيل، ويتضاحك الجميع، وعند الحديث عن الكرة قد يختلف المنتمون لنفس الفصيل السياسي ويتفق الأعداء، فعند الحديث عن الكرة ينسى المشجع الكروي انتمائه السياسي ويتجاوب مع عدوه.

كثير من التفاصيل تكشف تلاشي العدوانية بين المصريين في وقت الشدائد وظهور الجوانب الإنسانية عوضاً عنها، فمثلا لا تتردد الممرضة أن تساعد في تضميد جرح الرجل المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وأن تحاول أن تساعد الفتاة المحجبة في إيجاد حل لقضاء حاجتها ولا تتورع في أن تدخل في عراك مع المجندين من أجلها، فكاتبا السيناريو هنا حاولا أن يكونا موضعيين بقدر الإمكان، فرسما مشاهد تؤكد وجود الطيب والشرير في كل فصيل، فالضباط بينهم الإنساني والمتشدد حتى إن أحدهم يعد بإطلاق سراح النساء والطفل، عندما تهدأ الأمور وتكف الاشتباكات الدائرة في الخارج، كذلك المجندين الفقراء والمطحونين والتي تشي لهجتهم بأنهم من الأرياف أو من المناطق الشعبية بينهم المتشدد وبينهم المتعاطف مع المحتجزين، والذي يدخل في تصادم مع رؤسائه حتى يكاد يتعرض لإطلاق النار، مثلما يرسم السيناريو أيضاً الشخصية الواحدة وهى تجمع بين العدوانية والرقة والتعاطف مع الآخر مثلما حدث مع العسكري المتشدد الذي نكتشف في لقطة لاحقة أنه مسيحي يحاول تأدية واجبه والإخلاص له، وأن تصرفه المتشدد كان سببه خوفه من التعرض للعقاب القانوني.

بالفيلم كثير من المزايا، والتفاصيل التي رسمها السيناريو، يتميز أغلبها بالصدقية والإنسانية وتتميز بالإشباع العاطفي، ومن هنا كان تأثيرها بارزاً، لكن بعض المشاهد لم تكن في صالح الحيادية التي أرادها صناع الفيلم، فمثلا مشهد القناص الذي اغتال أحد الضباط وجرح الكثير من المجندين عندما تم قتله كان تصويره السينمائي أقوى وأكثر تأثيراً على المستوى الدرامي ويجعل المتلقي متعاطفاً معه، إذ بعد قتله عمد المخرج إلى تصويره والجميع من رجال الأمن والشرطة والمجندين ينفضون من حوله بعد أن نقلوا المصابين والقتلى إلى سيارة الإسعاف، وتنسحب الكاميرا بعيدا عنه في لقطة مؤلمة توحي بوحدة هذا القتيل الذي كان قناصاً قاتلا لا يعرف الرحمة منذ قليل.

إنها لقطة جميلة ومؤثرة على المستوى السينمائي لكنها تسحبنا إلى التعاطف مع الإخوان. أيضاً أحاديث المحتجزين من أفرد الإخوان عن تعرضهم للاعتقال، وكذلك أبنائهم من قبل الثورة بسنوات، من دون أن يتم ذكر أن الأمر لم يكن قاصرا على الإخوان، وكأن الإخوان هم وحدهم كانوا المضطهدين سياسيا، فأين الحديث عن المعتقلين الآخرين من الفصائل والتيارات السياسية الأخرى.

فيما يخص الأداء التمثيلي فإن أغلب الممثلين قدموا أدوارهم بشكل جيد، لكن يعيب الفيلم النداءات العالية بشكل مفتعل -خصوصا هاني عادل- فحتى لو كان هذا يحدث في الواقع، فهو غير متقن، كما أنه ليس دور الفن أن ينقل الواقع نسخة بالكربون. أضف إلى ذلك أن المشاهد التي تدور أثناء الحر الشديد غير متقنة على مستوى الملابس والماكياج وعلى الأخص فيما يتعلق بتعرق المحتجزين، ففي المشاهد الواسعة لا يسيل العرق على الوجوه ولا نرى له أثراً على الملابس فهى جافة، لكن فقط في بعض اللقطات المقربة تم الانتباه إلى مسألة التعرق، ولكن بشكل غير متقن تماماً.

بقي أن نشير إلى أن المخرج كما نجح في إدارة الكاميرا في عمله الأول “678”، كذلك نجح هنا بمهارة في تنويع زوايا الكاميرا رغم أنها محصورة بداخل زنزانة، فوظف الزوايا العلوية والسفلية والحركة العرضية والطولية للكاميرا، وكانت لقطاته القريبة دائما تشي بالحصار وعدم الاستقرار، كأن هذه السيارة هي مصر المحبوسة في زنزانة، لكنها زنزانة في مهب العواصف، مثلما يحسب للفيلم الخاتمة المعبرة بقوة حيث نرى آثار اللعبة التي مارسها الطفلان على جدران السيارة، والتي تشي بأن لا أحد كسب المعركة، فطالما بقي العنف، فالخسارة من نصيب الجميع.

موقع زائد 18 المصري في

14.05.2016

 
 

ايشوريا راي علي السجادة الحمراء من أجل مالوتا‏..‏

وكين لوتش ينتقد نظام المساعدات البريطاني الذي يدفع الفقراء للانتحار

رسالة كان‏:‏ مني شديد

استقبلت سجادة كان الحمراء مساء أمس النجمة جوليت بينوش والمخرج برونو دومنت وباقي فريق عمل فيلم مالوتا المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان

كان السينمائي الدولي وحضر عرض الفيلم عدد من النجوم أيضا من أنحاء العالم منهم النجمة الهندية ايشوريا راي باتشان وبطلة فيلم الافتتاح كافيه سويتيه النجمة بليك ليفلي.

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي عام1910 عن تتبع اثنين من المحققين المغمورين لحادث اختفاء عدد من السياح في منطقة علي شاطئ قناة يعيش فيه مجموعة من الصيادين وبينهم عائلة بروفورت المثيرة للفضول ويحاول الأب فرض كلمته علي أبنائه خاصة المتهور مالوتا, وعقد المؤتمر الصحفي الخاص بالفيلم في الصباح بمشاركة بينوش ودومونت وفاليريا بيرنيتادسكي وجون لوك فانسون وبراندون لاففيل وباقي فريق عمل الفيلم.

من جانب آخر عقد مؤتمر صحفي أمس للمخرج الكبير كين لوتش الذي يحظي بعلاقة طويلة المدي مع مهرجان كان السينمائي الدولي حيث شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان ونافس علي السعفة الذهبية9 مرات حتي الآن, وحاز علي5 جوائز, منها السعفة الذهبية عام2006 عن فيلم ذا ويند ذت شيك ذا بارلي أو الرياح التي تهز الشعير, وجائزة لجنة التحكيم الكبري ثلاث مرات في أعوام1990 و1993 و.2002

ويعتبر فيلمه اي دانيل بلاك هو الفيلم التاسع له في المسابقة الرسمية لمهرجان كان, ويروي فيه قصة دانيل الذي اضطر للتقاعد في سن59 بعد إصابته بأزمة قلبية ويحتاج الآن لمساعدة من الحكومة لأول مرة في حياته ويصطدم بالبيروقراطية في مكتب المساعدات البريطانية ويلتقي بكاتي وولديها ويواجه معهم ضغوط مكتب المساعدة الذي يلقي بهم في شقة بمدينة مجهولة تبعد عن لندن300 ميل. واختار له أبطالا غير معروفين هما ديف جونز وهايلي سكوريز اللذان يخطوان أولي الخطوات نحو النجومية بهذا الفيلم, وقال لوتش في المؤتمر الصحفي الذي عقده مهرجان كان لفريق عمل الفيلم أمس إن هذا الاختيار يرجع لرؤيته الخاصة للفكرة والقصة التي يقدمها الفيلم, فكل فيلم له نغمة خاصة ومناسبة لقصته والمخرج يبحث في اختياراته عن فريق عمل يلائم هذه النغمة, مضيفا أن قصة هذا الفيلم قوية جدا لذا كان لابد أن يكون بسيطا وواضحا واقتصاديا بدون أي نوع من الإبهار, لذلك قررت الاستعانة بممثلين لديهم هذا النوع من الوضوح بعيدا عن أي شكل من أشكال الافتعال أو الانفعالات الزائدة التي قد تشتت انتباه المتفرج أو تلهيه عن التقاط المعني الأساسي لقصة الفيلم, فنحن نريد من هذا الفيلم أن نقدم الحالة كما هي في الواقع لأنها لن تكسر قلبك فقط وإنما قد تثير غضبك أيضا.

وأضاف أنه من الصادم أن يقدم الآن فيلم عن المشردين ومعاناة العاطلين عن العمل بعد أكثر من50 عاما مرت علي تقديمه لمسرحية كاتي تعود للمنزل الذي كان يتناول حياة المشردين أيضا, مضيفا أن هناك نوعا من القسوة في الطريقة التي ننظم بها حياتنا الآن, خاصة عندما نري أن الناس الذين يعانون من الفقر يقال لهم الآن إن معاناتهم وفقرهم هو ذنبهم, فمن لا يعمل فهذا خطأه الخاص ولا أحد يبحث في الأمر أو ينظر إلي حقيقة أن بريطانيا علي سبيل المثال المسجل فيها أن هناك2 مليون عاطل بينما الحقيقة هي أن هناك4 ملايين عاطل في بريطانيا وحالات الانتحار تتزايد يوميا, خاصة بين الذين يتعاملون مع مكاتب المساعدة التي يحصل الموظفون فيها أحيانا علي تعليمات عن كيفية التعامل مع محاولات الانتحار مما يعني أن الدولة تعي ذلك جيدا ولكن دون تحرك إيجابي لحل هذه الأزمة التي لا تقتصر علي بريطانيا وحدها وإنما أيضا في جميع أنحاء أوروبا.

وأكد أنه من الصادم فعلا أن هذا يحدث في العالم من حولنا ولكن الناس يتجاوبون مع هذه الأفلام ويتفاعلون مع القضية التي تولد الألم واليأس وأحيانا النجاة لكن التفاعل السياسي صادم جدا, مشيرا إلي أنه يؤمن أن صناعة السينما في كل بلاد العالم لابد أن تساعد في تحسين حياة الناس.

السينماتيك الفرنسي يطلق حملة لترميم أفلام يوسف شاهين

رسالة كان‏:‏ أسامة عبد الفتاح

إذا كنا قد نسينا المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين‏,‏ فإن السينماتيك الفرنسي العريق لم ينسه‏,‏ وكذلك مهرجانه المفضل كان السينمائي الدولي‏, فلم يكتف الجانبان بعرض نسخة جديدة مرممة من فيلمه الشهير وداعا بونابرت1985 في إطار قسم كلاسيكيات كان بالدورة69 من المهرجان الأهم والأكبر في العالم, بل احتل جو صدارة النشرة التي أصدرها السينماتيك الفرنسي بمناسبة المهرجان.

كما تم تخصيص افتتاحية النشرة, التي حملت توقيع رئيس السينماتيك المخرج الكبير كوستا جافراس ومديره فريدريك بونو, لشاهين وتراثه.. وجاء في الافتتاحية والموضوع الرئيسي أن السينماتيك الفرنسي يقدم النسخة الجديدة من بونابرت في كان2016 كمجرد بداية لحملة موسعة لترميم أفلام شاهين كلها وتنظيم برنامج ضخم لعرض الأفلام المرممة عام2018 في الذكري العاشرة لرحيل المخرج الكبير.

وأضاف جافراس وبونو أن الحملة, التي بدأت هذا العام, تتم بالتعاون بين الكثير من المؤسسات الدولية, كما حدث مع بونابرت, الذي شارك في ترميمه السينماتيك الفرنسي وشركة مصر العالمية وأرشيف موناكو وجهات أخري تحت إشراف سيلين شارنتون وماريان خوري وإيرفيه بيشار في باريس, مشيرين إلي أن شاهين من أهم مخرجي بلده والعالم, وأنه لابد من الحفاظ علي أفلامه للأجيال القادمة.

وأوضحا أن السينماتيك الفرنسي يمتلك معظم أفلام شاهين, مما سيسهل عمليات الترميم التي ستشمل أفلامه القديمة الأبيض والأسود, وقالا: إن المخرج الراحل امتلك رؤية فريدة للعالم استطاع فيها أن يجمع بين النقد الساخر واللمسة الإنسانية.

من ناحية أخري, فجر الداعية الإسلامي معز مسعود الجدل بين أوساط المصريين والعرب في كان حول فيلم اشتباك بعد إعلانه أنه شارك في إنتاجه. وكان مسعود حضر حفل افتتاح قسم نظرة ما وعرض الفيلم المذكور في كان وجلس إلي جوار منتجه محمد حفظي, كما انتشر فيديو له وهو يصعد علي السجادة الحمراء مع مخرج الفيلم ومؤلفه, الأخوين محمد وخالد دياب.

قيل وقتها إنه مجرد صديق لصناع الفيلم, حتي أعلن مسعود, من خلال صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر, أن الفيلم إنتاج مشترك بينه وبين المنتج محمد حفظي وبين عدة منتجين عالميين, قائلا: الفيلم يعد امتدادا لتعاوني الفني مع محمد وخالد دياب, بعد خطوات الشيطان, وسعيد بنجاحه في مهرجان كان.

ودار الجدل حول معني ودلالة هذه الخطوة غير المسبوقة, وانفراد مسعود بالإعلان عنها ـ إن كان حسابه صحيحاـ دون أن يكون اسمه مكتوبا علي تترات العمل وملصقاته.. وتخوف البعض- ممن لم يشاهدوا الفيلم- من أن يكون إقدام الداعية علي المشاركة فيه مقترنا بتوجهات محددة للعمل بعيدة عن الشق الفني, أما من شاهدوه ـ وأنا منهم ـ فلم يلمسوا وجود هذه التوجهات, ولم يشعروا بمقاصد سياسية أو غيرها قد تجعل منه أداة لنشر أفكار بعينها, حيث يكتفي بعرض جميع فئات الشعب المصري ويدعو للتعايش بينها.

الأهرام المسائي في

14.05.2016

 
 

"كان 2016". دورة النقاد

بقلماسامه عبدالفتاح

"كان": يتفق معظم مسئولى وضيوف الدورة الحالية من مهرجان "كان" السينمائي، على أنها دورة النقاد والصحفيين، حيث يحتفل الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية "فيبريسي" هذا العام بمرور 70 عاما على منح أول جائزة نقاد دولية فى المهرجان فى أولى دوراته عام 1946، وبهذه المناسبة عرض أمس الفيلم الذى فاز بالجائزة فى ذلك العام، وهو "فاربيك" للمخرج الفرنسى جورج روكييه، كما يحتفل أسبوع النقاد الدولي، الموازى للمهرجان، بإقامة نسخته الخامسة والخمسين هذا العام، والتى أطلقت عليها إدارة الأسبوع اسم "50 + 5" فى الكتاب الرسمى الذى أصدرته فى هذه المناسبة.

الأهرام اليومي في

14.05.2016

 
 

كانّ ٦٩ - آلان غيرودي لـ"النهار":

عانيتُ عقدة الريفي والخوف من دخول السينما

المصدر: "النهار" - كانّ- هوفيك حبشيان

منذ اليوم الأول لبدء عروض التشكيلة الرسمية، كانت المفاجأة كبيرة مع اكتشاف آخر أفلام المخرج الفرنسي آلان غيرودي، "البقاء عمودياً"، الذي يتسابق على "السعفة الذهب"، وهو أحد العناوين الفرنسية الـ٤ داخل المسابقة. بسبعة أفلام طويلة، فرض السينمائي الريفي المغاير نفسه على #مهرجان_كانّ، فتم تحديث موقعه من "نظرة ما" حيث عرض العام ٢٠١٣ "مجهول البحيرة"، إلى المسابقة التي تُعتبر متن التظاهرة الفرنسية الشهيرة.

غيرودي قدّم عملاً ممتازاً يتعذّر تصنيفه، وصفته ناقدة "لو موند" إيزابيل رينييه بأنه يقتفي خطى بازوليني. جنس واستفزاز وكوميديا، هي بعض مكوّنات هذا الفيلم الكاسر لكلّ أنماط السرد التقليدي، والذي يصعب حتى أن نجد منطقاً له من شدة إمعانه في الجنون غير العاقل. استناداً إلى حفنة من الشخصيات المتحدّرة من الطبقة الشعبية، أخرج غيرودي فيلماً لا يساوم، بل ينطوي على تشويق نوعي يطرحه كأحد "المؤسلبين" الأكثر قدرة على الابتكار والتنويع في السينما الفرنسية الحالية. غيرودي هو اليوم نموذج الحرية في السينما.

تجري حوادث "البقاء عمودياً" في لوزيير، بطله ليو، شاب ثلاثيني يشبه الى حدّ ما غيرودي لجهة مظهره الخارجي. الفيلم عن وجوده المتأزم الذي سيجد صدى في مخيلة غيرودي الخصبة التي لا تتعب ولا تخاف. في الآتي، مقابلة "النهار" مع فنان لم يكفّ عن إدهاش البعض منّا، علماً أنّ اللقاء يتمحور حول عمله وعالمه بشكل عام، كونه جرى قبل عرض الفيلم في كانّ.

·        كيف بدأتَ تهتم بالسينما؟

بدأ اهتمامي بالسينما من خلال القصص المتسلسلة. رأيتُ فيها تشابهاً مع السينما، لا سيما "تانتان" الذي اعتبره اكتشاف طفولتي الأعظم. نمط السرد وعرض الشخصيات جذبني جداً. حاولتُ الرسم ولكنني فشلت. كيف أروي لك هذا؟ عندما كنتُ صبيّاً، حاولتُ إعداد قصص متسلسلة، وكنت دائماً مهجوساً بفكرة أنه ثمة طريقة واحدة ووحيدة للرسم، وإما أننا موهوبون بالرسم أو لسنا موهوبين. أكلّمك عن منتصف السبعينات، كنتُ آنذاك في الثانية عشرة. لم ألحّ على الرسم، تخليتُ عنه بسرعة. بدا لي شيئاً بعيد المنال. عانيتُ طويلاً من هذه العقدة. حتى في السينما عانيتُ من عقدة مشابهة. لم أتابع دروساً في السينما. طبعاً، أتذكّرُ جيداً عندما بدأت السينما تعني لي. في الثانية عشرة، كنتُ أشاهد الأفلام على التلفزيون، ولم أكن أرتاد الصالة. في ذاكرتي فيلم عنوانه "لوكريس بورجيا". مررتُ بفترة كنتُ أشعر فيها بالحاجة إلى التهام الأفلام، يومياً أشاهدُ فيلماً على الأقل على الشاشة الصغيرة. ثمة شيء في السينما كان يشدّني إليها، من قبيل الحلم أو الهروب. ولدتُ في الريف، وعشتُ في بيئة صغيرة وهي ملتقى للأشخاص ذاتهم. طبعاً، هذا التكرار في الوجوه ليس حكراً على أهل الريف، يحصل أن تعيش في المدينة وتعاني عللاً مماثلة. ولكن، أنا شخصياً، كنتُ أشعر بالحرمان والكبت. الثقافة بمعناها الواسع لم تكن متاحة ولكن كنتُ أقرأ كثيراً. رحّبتُ بكلّ شيء يتيح لي التعرّف إلى الآخر والغوص في خصوصياته، وهذا هو عندي تعريف الثقافة. لطالما كانت السينما عندي متصّلة بفكرة الحلم. ثم، كانت هناك فترة بدأتُ أشاهد فيها أفلاماً جادة لسينمائيين كبار أمثال بونويل وفيلليني، ولكن ثمة فيلماً مدّني بالرغبة في إنجاز الأفلام وهو "الشيطان الأبيض والإله الأشقر" لغلاوبر روشا - لم أعد أتذكّر عنوانه بالبرتغالية. لقد كان فيلماً مهماً جداً بالنسبة إليّ.

·        في أيّ عمر قررتَ أن تكون سينمائياً؟

عندما نلتُ الباكالوريا. راودتني في البدء فكرة الدراسة والالتحاق بمعهد الـ"ايديك" الذي صار اسمه "فيميس". كنتُ أعاني عقدة الريفي. وكنتُ محقّاً لأنني لم أكن أملك ثقافة سينمائية لدخول هذا النوع من المعاهد. وعندما رأيتُ امتحان الدخول تراجعتُ عن الفكرة. السينما بالنسبة إليّ كانت شيئاً بعيداً، أولاً جغرافياً لأنها كانت في باريس؛ وثانياً اجتماعياً لأنها كانت تخصّ شِلل البورجوازية والنخب. ولكن هل البورجوازية هي النخبة؟ هنا السؤال (ضحك). كنتُ أخاف، وهذا الخوف كان نابعاً من إحساسي بالعجز.

·        إذاً، لم تكن سينيفيلياً؟

لا أستطيع أن أقول ذلك. السينيفيلي شخصٌ يرتاد السينما كلّ يوم. سينمائيون كأريك رومير أو روبير بروسون وحتى غودار، اكتشفتهم في مرحلة متأخرة من حياتي. ربما شاهدتُ غودار عندما كنت في الليسيه. كنّا نذهب إلى السينما مرّة في الأسبوع. حتى يومنا هذا، لا أشعر بالرغبة في مشاهدة فيلم كلّ يوم.

·        أنجزتَ أفلامكَ الأولى في التسعينات؟

فيلمي القصير الأول، "الأبطال خالدون"، أنجزته العام ١٩٩٠. يعنيني منذ انتقالي إلى الفيلم الطويل، وحتى قبل ذلك، خلط الأنواع والأنماط. مع ذلك، أعتقد أنّ عملي لا يتبلور بمنطق الـ"جانرات" السينمائية. أحبُّ راوول وولش وجون فورد وألفرد هيتشكوك. في "مجهول البحيرة"، أردتُ مثلاً أن أجمع أشياء أعتبرها شخصية. الطرافة هي مهمة عندي، لأنها تتيح لي البقاء على مسافة ممّا أصوّره. إنّها أيضاً الأرضية التي سنلتقي عليها مع المتفرّج، مع الآخر.

·        حتى في بلد كفرنسا، هل كان سهلاً عرض أفلامك؟

أعتقد ذلك. "مجهول الهوية" استقطب عدداً لا بأس به من المشاهدين. اشترته محطة "آرتي"، ولكن طبعاً لن يمرّ الفيلم الساعة الثامنة والنصف مساء. سيمرّ في منتصف الليل. الأفلام الممنوعة لمَن هم تحت الـ١٦، لا تمرّ ألا في وقت متأخر. أفلامي لم تستقطب يوماً العدد الذي استقطبه "مجهول الهوية" الذي بلغت ايراداته ١٢٠ ألفاً من المشاهدين.

·        عرضتَ كلّ أفلامك في كانّ...

ثلاثة من أفلامي عُرضت في "اسبوعا المخرجين". "مجهول الهوية" عُرض في "نظرة ما". لو عرض في المسابقة الرسمية، لأحدث جدلاً أكبر من الذي أحدثه. تركيز الإعلام على المسابقة أكبر بكثير. ولكن من جهتي لم أبحث عن فضيحة، وأعتقدُ أنّها لم تكن هدف تييري فريمو عندما اختاره. لم أنجز أياً من أفلامي بهدف الاستفزاز والضجة، ولكن كنت أتوقع أقله في حال "مجهول البحيرة"، أن يواجَه بالرفض، فما فاجأني هو الإجماع الذي ساد في الصحافة، وعلى مستوى الجمهور، قلة غادرت الصالة.

·        أتذكّر مقالاً نقدياً في جريدة "ليبيراسيون" بعنوان "تحفة سينما المثليين"...

(بعد تفكير). آه، بلى، هذا العنوان أغضبني آنذاك. فكرة سينما المثليين، ماذا يعني هذا؟ لم أرغب بتصنيف على هذا النحو. أنا أتحدّث عن الإنسان. نعم هذا فيلم أبطاله مثليون، ولكن أنا أتناول الإنسان. أن أصنَّف ضمن سينما المثليين، بصراحة لا أستطيع تقبّل هذا. ماذا يعني أن يتم الحديث عن المثليين كجماعة؟ هل هناك ثقافة المثلية؟ هناك طبعاً، في منطقة الماريه في باريس، ولكن كلّ هذا الوسط المديني لا أجد نفسي فيه. لستُ مرتاحاً مع فكرة التجمّع.

·        أتعتقد أنّه ثمة سينما في الجنوب مختلفة عن تلك التي تُصنع في باريس؟

لا أعتقد ذلك. حتى في السينما الفرنسية ثمة أفلام ليست فرنسية بإفراط. الجانب الذي ينعكس في أفلامي هو تجربتي الشخصية أكثر منها المكان الذي أصوّر فيه. تعلقي بالريف هو الآخر شيء ظاهر في عملي. السينما الفرنسية طالما كانت مدينية، مع أنّها عرّجت مراراً إلى الريف، ولكن في التسعينات كانت متأصلة في البيئة المدينية. كنّا حفنة سينمائيين أردنا التصوير في القرية. لي تعلّق شديد بالطبيعة. أضف إلى هذا تج السياسية والجنسية والإنسانية، كلّ هذا تتلسمه في أفلامي. طبعاً، لا أنكر أنني أشعر بانتمائي إلى الجنوب، وبصفة خاصة إلى جنوب غرب فرنسا. بلى، أنتمي إلى البقعة حيث ولدت.

كانّ ٦٩- "أنا، دانيال بلايك": الغضب الذي يهزّ سينما كَن لوتش

المصدر: "النهار" - كانّ- هوفيك حبشيان

ثمة دائماً في أفلام كَن لوتش ما يوحي بالصراحة، إحساس هائل بأننا أمام معطيات حقيقية بعيداً من الأشياء المُستعادة بافتعال. الرجل الثمانيني الشاب وفيٌّ لخطّه السينمائي، ولا يزال يملك الاستعداد والقوة للتصدي للظلم الاجتماعي في بلده بريطانيا من خلال سينما تلتزم قضايا الفرد. جديده "أنا، دانيال بلايك"، يسير على هذه الخطى، خطى الانتصار للذين يعيشون على هامش المجتمع. ورغم أنّ لوتش كان أعلن سابقاً أنّ "ردهة جيمي" (٢٠١٤) سيكون فيلمه الأخير، عاد عن هذا القرار- وذلك لحسن حظنا- لأنه بعد مشاهدة الفيلم الذي يتسابق به على "السعفة الذهب"، يصبح واضحاً أنّ بئره لم تجفّ. والأهم أنّ فيلماً كهذا يمكن اعتباره إعلان موقف مفاده أنّه يمكن عزف تنويعات مختلفة على اللحن نفسه من دون أن ينتج نشازاً. لا شك أيضاً أنّ أوضاع الشعب العامل ازدادت سوءاً منذ مدّة، مع وصول ديفيد كاميرون إلى السلطة، الأمر الذي أجبر لوتش على الخروج من صمته ليقول كلمة تستحقّ أن تُناقَش من على أكبر منبر سينمائي، وهي كلمة لا تشمل فقط السياستين الاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا وحدها، بل تطال الغرب في مجمله، وربما ضمنياً نظام العالم بأسره.

"ردهة جيمي" كان عن بطل قومي، أما هنا، فالبطل هو الرجل العادي، "رجل كلّ يوم"، ربما من الذي لا تلتفت إليه عندما يمرّ بالقرب منك في الشارع، ومع ذلك فهو بطل حياته وسيّد نفسه، وحكايته تستحق أن تُروى وتُسجل. هذا الرجل العادي هنا هو دانيال بلايك، ستينيّ خفيف الدمّ، من سكان أحد الأحياء الشعبية البريطانية المتروكة لمصيرها والمهملة من السلطات. سكانها يتصدّون إلى الحتمية الاجتماعية باللحم الحيّ، يطبطبون على ظهور بعضهم بعضاً، ويتابعون طريقهم من دون أن يعلموا ماذا يخبئ لهم الغد. دانيال بلايك عاملٌ مثل أيّ عامل آخر، إلا أنّه بعد تعرّضه لأزمة قلبية، اعتقد أنّ الحل هو اللجوء الى المساعدة الاجتماعية. فهو لم يعد قادراً على متابعة العمل. إلا أنّ الجهات الرسمية المعنية بقضيته لها رأي آخر، فتجبره على البحث عن عمل وإلا تعرّض لملاحقة قانونية. الفيلم بأكلمه رحلة دانيال مع البيروقراطية التي ستُدخله في دهاليزها القاتلة، خصوصاً أنّ صديقنا ليس ملماً بالوسائل التقنية الحديثة التي تجبره الدولة على التعامل بها. دانيال سيجد في معركته ضدّ القوة الضارية مناسبة ليثبت حقّه في عيش كريم. إنّه نضال رجل ليس لديه ما يخسره. في شخصيته، نرى ظلّ لوتش، اليساري القديم الذي لا يزال يطعّم أفلامه بهموم الطبقة الكادحة.

وكأن في الثمانين، يكتشف لوتش بغضب شديد الـ"سيستم" وعيوبه، فيصبّ جام الغضب على كلّ وحدة تصويرية في نصّه المباشر الذي يذهب رأساً إلى الهدف من دون لفّ ودوران، فلا شيء يهمّ هنا أكثر من دانيال. والأجمل أنّ الفيلم مشبّع بروح هذا الاكتشاف، وهي روح تظلّ طازجة عند لوتش حتى بعد عشرات الأفلام. يعرف مخرجنا الذي يتعاون هنا مع شريكه الأبدي في الكتابة بول لافيرتي، أنّ نضاله لن يُجدي. صحيح أنّه فنان غاضب وسيّد معارضة، إلا أنّه يعرف حدود غضبه. فلوتش عاش ما يكفي من الوقت وصوّر ما يكفي من الأفلام ليدرك أنّ السينما ليست أداة تغيير بل اعتراض، ومن هنا يتأتى صدقه، صدق كلّ لحظة في هذا العمل المصنوع بالقلب. دانيال بلايك يضطلع بدوره رجل يظهر على الشاشة للمرة الأولى، إلا أنّ طلته البهية تخطف الأفئدة وتعطي الشخصية التي تواجه يومياً بشراً هم في الحقيقة آلات قتل مبرمجة، بُعداً آخر.

النهار اللبنانية في

14.05.2016

 
 

بالصور.. «بليك ليفلي» تخطف الأنظار في مهرجان كان السينمائي

هشام لاشين

خطفت النجمة الأمريكية (بليك ليفلي) الأنظار بظهورها في العرض الخاص لفيلم Slack Bay الذي عرض بمهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك بارتدائها فستانا سماويا حمل توقيع (فيفين ويستوود) التي تعمدت أن يكون تصميمه صورة من فستان فتاة القصص الشهيرة سندريلا.
وكللت ليفلي إطلالتها بتسريحة شعر بسيطة، كما اختارت حذاء يتناسب مع أناقة السندريلا فاختارت لونا سماويا من غوتشي Gucci، مما دفع جمهور النجمة الأمريكية الشقراء لتداول صورها بمهرجان كان إلى جانب صورة السندريلا.

والفيلم من إخراج وتأليف برونو دومون، وبطولة فابريس لوشينى، جوليت بينوش، فاليريا برونى تيديشى، وتدور أحداثه في صيف عام 1910، يختفى مجموعة من السياح المصطافين على أحد الشواطئ في ظروف غامضة، ويتولى محققان سيئا السمعة التحقيق في أمر هذا الاختفاء، حيث يرجعان ما حدث بسبب وجود خليج يلتقى فيه البحر مع المد العالى، وهناك يقيم في هذه المنطقة مجموعة من الصيادين المحليين.

بوابة فيتو المصرية في

14.05.2016

 
 

«كان» يتحدى الإرهاب بالسينما

كتب: ريهام جودة

وسط حشد من عشاق السينما ومشاهيرها افتتح مهرجان «كان» السينمائى الدولى فعاليات دورته الـ69 الأربعاء، وعرض فيلم Café Society للمخرج الأمريكى وودى آلان، وبطولة كريستين ستيوارت وبلاك ليفلى، وستيف كارل وجيسى إيزنبيرج، وقدم حفل الافتتاح الممثل الفرنسى لورين لافيت، فى حين أعلنت الممثلة الأمريكية جيسيكا تشاستاين والممثل الفرنسى فينسان ليندون بدء الدورة التى تقام هذا العام، وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب أحداث الإرهاب التى عاشتها فرنسا مؤخراً، فى حين تعهد وزير الداخلية الفرنسى بمزيد من التأمينات والحماية لضيوف المهرجان، لأن الخطر والإرهاب الذى يواجه فرنسا حاليا أكبر بكثير ومضاعف عن ذى قبل.

وهى المرة الثالثة التى يفتتح فيها فيلم للمخرج الأمريكى وودى آلان مهرجان «كان» السينمائى، وذلك بعد مشاركته فى الافتتاح من قبل بفيلميه Hollywood Ending عام 2002، وMidnight in Paris عام 2001.

ويتناول الفيلم قصة حب فى الثلاثينيات، تدور أحداثها فى إطار كوميدى رومانسى داخل هوليوود، ويتعدد أطرافها بين نجمات سينما وأصحاب مليارات من الأثرياء، ورجال عصابات ونصابين.

ورغم أجواء الفيلم ومنافسات المهرجان، فإن الحديث عن مخرجه وودى آلان اتخذ بعداً آخر، مع الاتهامات التى أشيعت منذ فترة عن تحرشه الجنسى بابنته بالتبنى، ديلان فارو، التى تبناها وزوجته السابقة، الممثلة ميا فارو، وعادت لتتهمه قبل عامين بالتحرش الجنسى والاعتداء عليها.

ونشر موقع هوليوود ريبورتر أن مقدم الحفل، آلان رافيت، ألمح إلى اتهام «آلان» بالاغتصاب وهو يصافحه خلال الحفل، وقال له: يسعدنى أن ألتقيك، وقد عملت كثيرا وصنعت أفلاما فى أوروبا فى أجواء حرة، وبعيداً عن الولايات المتحدة»، فى إشارة إلى زميله المخرج البولندى رومان بولانسكى الذى اتهم هو الآخر باغتصاب قاصر، وعاش لسنوات بحريته متنقلا بين الدول الأوروبية.

وشهد الحفل مواقف طريفة ولافتة، كان أبرزها عندما فاجأت الممثلة الفرنسية كاترين دى نيف، 72 عامًا، الممثل الفرنسى لوارن لافيت، 42 عامًا، بتقبيله بمجرد صعودها إلى المسرح.

وشهدت الساعات الأولى التى سبقت حفل الافتتاح تشديدات أمنية مكثفة فى المدينة، وانتشار قوات الشرطة لتأمين ضيوف المهرجان، كما توافد عدد من النجوم على السجادة الحمراء للمهرجان، خاصة من مشاهير هوليوود، وعلى رأسهم الممثلات الأمريكيات جوليان مور وسوزان سارندون وكريستين دانست وإيفا لونجوريا والأسترالية ناعومى واتس، كما شكل حضور الممثل الأمريكى جورج كلونى وزوجته أمل كلونى أمرا جذابا لمعجبيهما، حيث حضر الثنائى الشهير إلى المدينة منذ الأربعاء، وطاردهما المصورون فى كل مكان بشكل جعلهما حبيسى الفندق الذى يقيمان به.

وأقيمت جلسة تصوير لأسرة فيلم الافتتاح Café Society، واستعرضت بطلته بلاك ليفلى حملها لأول مرة أمام الكاميرات، كما اضطرت زميلتها الممثلة الأمريكية، كريستين ستيوارت، إلى خلع حذائها لإصابتها بآلام فى قدميها، ووقفت «كريستين» وهى تحمل حذاءها بيديها أمام المصورين، بينما تشابك فستان عارضة الأزياء الشهيرة بيلا حديد فى حذائها، فاستندت إلى كتف مصمم الأزياء فواز جروسى الذى كانت تقف إلى جواره لحين تخلصت من الأمر وفكت التشابك.

ورغم تنبيه إدارة المهرجان على الضيوف بعدم التقاط الصور السيلفى على السجادة الحمراء، وهو الإجراء الذى تتبعه الإدارة للعام الثانى على التوالى حفاظاً على دقة التنظيم وجاذبية وقوف النجوم أمام المصورين، فإن الممثلة الأمريكية، إيفا لونجوريا، حرصت على التقاط الصور السيلفى مع زملائها، لتكسر القاعدة التى كسرتها العام الماضى أيضاً.

ويشارك فى الدورة 69 لمهرجان «كان» هذا العام 21 فيلماً تتنافس على أبرز جوائز المهرجان، وعلى رأسها السعفة الذهبية، ويرأس لجنة التحكيم المخرج الأسترالى جورج ميللر.

وانطلقت المسابقة الرسمية للمهرجان الخميس بعرض فيلمين هما Rester Vertical، للفرنسى آلان جيرودى، وبطولة إنديا هير وداميان بونار، ورافاييل تيرى، وSieranevada للمخرج للرومانى كريستى بويو، فى أولى محاولاتهما للمنافسة على السعفة الذهبية.

كما عرض جورج كلونى وجوليا روبرتس فيلمهما الجديد Money Monster ، الخميس، خارج المسابقة، والذى أخرجته الممثلة الأمريكية جودى فوستر، ويلعب كلونى دور مقدم برنامج تليفزيونى لتحليل الأسواق المالية، يحتجزه مستثمر غاضب كرهينة، وتجسد «جوليا» دور منتجة البرنامج التى تحاول الإفراج عن «كلونى» على الهواء.

معز مسعود: «اشتباك» يستكمل رسالتي الإنسانية.. واختياره في «كان» أسعدني

كتب: بوابة المصري اليوم 

أعرب الباحث والداعية معز مسعود عن سعادته بإنتاج فيلم اشتباك للمخرج محمد دياب بالمشاركة مع منتجين عالميين على رأسهم محمد حفظي وإريك لاجيس، وهو الفيلم الذي مثّل مصر في مهرجان كان السينمائي الدولي بافتتاح قسم «نظرة ما».

وقال باحث الدكتوراه في قسم الإلهيات بجامعة كامبريدج إن «الفيلم رسالته إنسانية وليست سياسية، وإن مشاركته في إنتاجه جاءت ضمن مشروعه لتطوير الأدوات التي يعبّر بها عن رسالته الإنسانية»، حسب قوله، موضحًا أن هذا «ما بدأه في برامجه التليفزيونية والتي سبق وتضمن بعضها أجزاء درامية».

وأشاد «مسعود» بردود الفعل العالمية بعد عرض الفيلم، وقال إنها «أسعدته بشكل شخصي بعيداً عن دوره كمنتج، لأن فيها إشادة بالسينما المصرية وجودة الفيلم الذي يعالج التطورات التي حدثت في مصر أعقاب ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو والاشتباكات التي أدت إليها الظروف آنذاك»،.

ولم يستبعد «معز» مشاركته في إنتاج أفلام أخرى، مشيراً إلى أن خطواته القادمة كمنتج ستشتمل على إنتاج أعمال سينمائية عالمية تخاطب الغرب مباشرة يعكف على التحضير لها منذ فترة.

وحول برنامجه المقبل، أكد معز مسعود أنه بصدد الانتهاء من تصوير برنامجه الجديد الذي يبحث من خلاله عن إجابات للعديد من الأسئلة الوجودية عن وجود الإله والآخرة وما شابه والتي نشأت عند البعض نتيجة عدة تطورات في العلوم التجريبية كالفيزياء والأحياء وعلم الأعصاب وغيرها من القضايا الجدلية، كما سيشارك معه في البرنامج العديد من أساتذة العلم التجريبي والفلاسفة والمفكرين في العالم والذين يظهرون للمرة الأولى في برنامج عربي، وقال إنه لن يعرضه في شهر رمضان المقبل وإنما سيرجئ عرض جزئه الأول لموسم نهاية العام.

يذكر أن آخر أعمال معز مسعود الإعلامية قبل اشتباك كان الجزء الثاني من برنامجه خطوات الشيطان والذي تم عرضه في رمضان من عام ١٤٣٥/٢٠١٤.

«مهرجان القاهرة السينمائي» يختار محمد دياب ضمن لجنته الاستشارية

كتب: علوي أبو العلا

قررت ماجدة واصف ، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، والناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفني للمهرجان، انضمام كاتب السيناريو والمخرج محمد دياب إلى عضوية اللجنة الاستشارية للمهرجان، التي تضم الفنانة يسرا والمحامية منى ذو الفقار، وكاتب السيناريو والمنتج محمد حفظي، وكاتبة السيناريو مريم نعوم والمخرج دكتور محمد القليوبي والناقد السينمائي طارق الشناوي.

محمد دياب هو المخرج الذي حقق إنجازاً فنياً كبيراً للسينما المصرية والعربية، بعد إعلان إدارة الدورة التاسعة والستين لمهرجان «كان» السينمائي عن اختيار فيلمه «اشتباك»، ليكون فيلم افتتاح مسابقة «نظرة ما» للأفلام الطويلة.

وبناءً على هذا الاختيار، يُعد الفيلم المصري الثالث الذي يُعرض في هذه المسابقة بعد فيلمي «الآخر» (1999) و«إسكندرية.. نيويورك» (2004) للمخرج الكبير يوسف شاهين.

«فارايتي» و«هوليوود ريبورتر» يشيدان بـ«اشتباك» بعد عرضه في «كان السينمائي»

كتب: علوي أبو العلا

استطاع فيلم اشتباك للمخرج محمد دياب أن يحظى بإشادة وإعجاب الجمهور والصحافة العالمية التي تابعت عرض الفيلم في افتتاح قسم نظرة ما، ليحصل الفيلم على موجة حادة من التصفيق عقب انتهائه، أدت إلى صعود 29 من أبطال وصُناع الفيلم على خشبة المسرح لتحية الحضور.

ونشرت مجلة فارايتي ،مقالا للناقد جاي وايسبرغ، نقل فيلم اشتباك حالة من الهيستيريا بلغة سينمائية بارعة استخدم فيها مزيجاً من الفوضى والوحشية، مع بعض الإنسانية«، فيما وصف تقرير موقع هوليوود ريبورتر فيلم اشتباك بأحد كنوز المهرجان الخفية، وفي مراجعة نقدية أخرى على الموقع نفسه ذكرت الناقدة ديبوراه يانغ أن فيلم اشتباك سيكون فيما بعد أحد أهم المواد البصرية التي توثق الوضع في مصر الحديثة.

وكانت مجلة سكرين إنترناشيونال قد اختارت اشتباك ليكون واحداً من أكثر الأفلام الجذابة لمديري المهرجانات السينمائية في عام 2016، وبينما تضم القائمة 54 فيلماً من أنحاء العالم.

اشتباك يتناول حالة الاضطراب السياسي التي تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو من تأليف خالد ومحمد دياب مخرج الفيلم، وإنتاج مشترك بين فرنسا، مصر، ألمانيا والإمارات العربية المتحدة.

وتدور أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، وتم تصوير مشاهد الفيلم في مساحة لا تزيد مساحتها بالحقيقة عن 8 أمتار، حيث يتفاعل عدد كبير من الشخصيات ضمن دراما تتضمن لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضاً.

فيلم «اشتباك» بطولة نيللي كريم، طارق عبدالعزيز، هاني عادل، أحمد مالك، أشرف حمدي، محمد عبدالعظيم

المصري اليوم في

14.05.2016

 
 

"ايشوريا راى" على السجادة الحمراء من أجل "مالوتا"

بقلممنى شديد

استقبلت سجادة كان الحمراء مساء أمس النجمة جوليت بينوش والمخرج برونو دومنت وباقى فريق عمل فيلم مالوتا المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الدولى وحضر عرض الفيلم عدد من النجوم أيضا من أنحاء العالم منهم النجمة الهندية ايشوريا راى باتشان وبطلة فيلم الافتتاح كافيه سويتيه النجمة بليك ليفلى.

وتدور أحداث الفيلم فى إطار كوميدى عام 1910 عن تتبع اثنين من المحققين المغمورين لحادث اختفاء عدد من السياح فى منطقة على شاطئ قناة يعيش فيه مجموعة من الصيادين وبينهم عائلة بروفورت المثيرة للفضول ويحاول الأب فرض كلمته على أبنائه خاصة المتهور مالوتا، وعقد المؤتمر الصحفى الخاص بالفيلم فى الصباح بمشاركة بينوش ودومونت وفاليريا بيرنيتادسكى وجون لوك فانسون وبراندون لاففيل وباقى فريق عمل الفيلم

من جانب آخر عقد مؤتمر صحفي أمس للمخرج الكبير كين لوتش الذى يحظى بعلاقة طويلة المدى مع مهرجان كان السينمائى الدولى حيث شارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان ونافس على السعفة الذهبية 9 مرات حتى الآن، وحاز على 5 جوائز، منها السعفة الذهبية عام 2006 عن فيلم ذا ويند ذت شيك ذا بارلى أو الرياح التى تهز الشعير، وجائزة لجنة التحكيم الكبرى ثلاث مرات فى أعوام 1990 و1993 و2002.

ويعتبر فيلمه اى دانيل بلاك هو الفيلم التاسع له فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان، ويروى فيه قصة دانيل الذى اضطر للتقاعد فى سن 59 بعد إصابته بأزمة قلبية ويحتاج الآن لمساعدة من الحكومة لأول مرة فى حياته ويصطدم بالبيروقراطية فى مكتب المساعدات البريطانية ويلتقى بكاتى وولديها ويواجه معهم ضغوط مكتب المساعدة الذى يلقى بهم فى شقة بمدينة مجهولة تبعد عن لندن 300 ميل. واختار له أبطالا غير معروفين هما ديف جونز وهايلى سكوريز اللذان يخطوان أولى الخطوات نحو النجومية بهذا الفيلم، وقال لوتش فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مهرجان كان لفريق عمل الفيلم أمس إن هذا الاختيار يرجع لرؤيته الخاصة للفكرة والقصة التى يقدمها الفيلم، فكل فيلم له نغمة خاصة ومناسبة لقصته والمخرج يبحث فى اختياراته عن فريق عمل يلائم هذه النغمة، مضيفا أن قصة هذا الفيلم قوية جدا لذا كان لابد أن يكون بسيطا وواضحا واقتصاديا بدون أى نوع من الإبهار، لذلك قررت الاستعانة بممثلين لديهم هذا النوع من الوضوح بعيدا عن أى شكل من أشكال الافتعال أو الانفعالات الزائدة التى قد تشتت انتباه المتفرج أو تلهيه عن التقاط المعنى الأساسى لقصة الفيلم، فنحن نريد من هذا الفيلم أن نقدم الحالة كما هى فى الواقع لأنها لن تكسر قلبك فقط وإنما قد تثير غضبك أيضا.

وأضاف أنه من الصادم أن يقدم الآن فيلم عن المشردين ومعاناة العاطلين عن العمل بعد أكثر من 50 عاما مرت على تقديمه لمسرحية كاتى تعود للمنزل الذى كان يتناول حياة المشردين أيضا، مضيفا أن هناك نوعا من القسوة فى الطريقة التى ننظم بها حياتنا الآن، خاصة عندما نرى أن الناس الذين يعانون من الفقر يقال لهم الآن إن معاناتهم وفقرهم هو ذنبهم، فمن لا يعمل فهذا خطأه الخاص ولا أحد يبحث فى الأمر أو ينظر إلى حقيقة أن بريطانيا على سبيل المثال المسجل فيها أن هناك 2 مليون عاطل بينما الحقيقة هى أن هناك 4 ملايين عاطل فى بريطانيا وحالات الانتحار تتزايد يوميا، خاصة بين الذين يتعاملون مع مكاتب المساعدة التى يحصل الموظفون فيها أحيانا على تعليمات عن كيفية التعامل مع محاولات الانتحار مما يعنى أن الدولة تعى ذلك جيدا ولكن دون تحرك إيجابى لحل هذه الأزمة التى لا تقتصر على بريطانيا وحدها وإنما أيضا فى جميع أنحاء أوروبا.

وأكد أنه من الصادم فعلا أن هذا يحدث فى العالم من حولنا ولكن الناس يتجاوبون مع هذه الأفلام ويتفاعلون مع القضية التى تولد الألم واليأس وأحيانا النجاة لكن التفاعل السياسى صادم جدا، مشيرا إلى أنه يؤمن أن صناعة السينما فى كل بلاد العالم لابد أن تساعد فى تحسين حياة الناس.

الأهرام المسائي في

14.05.2016

 
 

مسعود: «اشتباك» يعالج ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. واختياره فى «كان» أسعدنى

أعرب الباحث والداعية معز مسعود عن سعادته بإنتاج فيلم اشتباك للمخرج محمد دياب بالمشاركة مع منتجين عالميين على رأسهم محمد حفظى وإريك لاجيس، الفيلم الذى مثل مصر فى مهرجان كان السينمائى الدولى بافتتاح قسم نظرة ما.

وقال مسعود إن الفيلم رسالته إنسانية وليست سياسية، وأن مشاركته فى إنتاجه جاءت ضمن مشروعه لتطوير الأدوات التى يعبّر بها عن رسالته الإنسانية، حسب قوله، وهو ما بدأه فى برامجه التليفزيونية والتى سبق وتضمن بعضها أجزاء درامية.

ويعالج الفيلم التطورات التى حدثت فى مصر فى أعقاب ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو والاشتباكات التى أدت إليها الظروف آنذاك، ولم يستبعد معز مشاركته فى إنتاج أفلام أخرى مشيرا إلى أن خطواته القادمة كمنتج ستشتمل على إنتاج أعمال سينمائية عالمية تخاطب الغرب مباشرة يعكف على التحضير لها منذ فترة.

وحول برنامجه القادم، أكد معز مسعود أنه بصدد الانتهاء من تصوير برنامجه الجديد والذى يبحث من خلاله عن إجابات للعديد من الأسئلة الوجودية عن وجود الإله والآخرة وما شابه والتى نشأت عند البعض نتيجة عدة تطورات فى العلوم التجريبية كالفيزياء والأحياء وعلم الأعصاب وغيرها من القضايا الجدلية، كما سيشارك معه فى البرنامج العديد من أساتذة العلم التجريبى والفلاسفة والمفكرين فى العالم والذين يظهرون للمرة الأولى فى برنامج عربى.

بالفيديو.. طارق الشناوي:

«اشتباك» تمثيل جيد لمصر في مهرجان «كان»

كتبت – آلاء إمام

قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن ردود أفعال النقاد الأجانب تباينت واختلف تقييمهم للفيلم المصري "اشتباك"، معتبرًا ذلك الفيلم تمثيلا جيدا لمصر بمهرجان كان في دورته الـ67 بفرنسا.

وأكد "الشناوي" خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "غرفة الأخبار" المذاع على قناة "سي بي سي إكسترا"، اليوم السبت، على عبقرية المخرج محمد دياب، بتقديم أحداث الثورات المصرية بشكل رائع، موضحًا أن أحداث الفيلم تدور داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين.

وتضمن الفيلم لحظات من الجنون والعنف والرومانسية والكوميديا، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أحداث ما بعد 25 يناير 2011.

وفيلم "اشتباك" من بطولة نيللي كريم، طارق عبدالعزيز، أحمد مالك، أحمد داش، ومن إخراج محمد دياب.

الشروق المصرية في

14.05.2016

 
 

سلامة: عرض "اشتباك" في "كان" لا يقل عن وصول مصر لكأس العالم

محمد عبد الرحمن

أكد المخرج المصري عمرو سلامة أن فيلم "اشتباك" المشارك في مهرجان "كان" إنجاز للسينما المصرية والعربية، ويوازي الوصول لتصفيات كأس العالم في كرة القدم.

وكتب سلامة، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: " فيلم اشتباك بعد عرضه في افتتاح مسابقة "نظرة خاصة" في مهرجان كان السينمائي الدولي، أهم مهرجان سينمائي عالمي، حقق ردود فعل نادرا مما تحدث لفيلم في المهرجان بهذه القوة".

وأضاف: "كل الصحف العالمية تشيد بالفيلم بشكل مبهر، ومنهم من قال إنه فيلم يصنع التاريخ قبل حدوثه، ومنهم من قال إن الفيلم جوهرة المهرجان هذا العام".

وزاد: "أقولها مرة اخرى، هذا إنجاز للسينما المصرية والعربية، ربما يوازي أن مصر تدخل تصفيات كأس العالم في كرة القدم وتنافس بشراسة، أقل ما يجب فعله أن يتم الاحتفاء بهذا الإنجاز إعلاميا، ليس لكونه فقط مجرد فخر البلد، ولكن لأنه أمر ملهم لكل فنان وإنسان مصري".

وهنأ المخرج المصري الشهير صناع فيلم "اشتباك" قائلا: "مبروك للمرة الألف لصناع الفيلم على هذا النجاح العالمي الباهر".

وتدور أحداث فيلم "اشتباك" حول أحداث 25 يناير وتبعاتها، ويشارك في بطولته نيللي كريم وهاني عادل وطارق عبدالعزيز وأحمد مالك، وإنتاج محمد حفظي، وتأليف محمد دياب وخالد دياب، وإخراج محمد دياب.

بوابة العين الإماراتية في

14.05.2016

 
 

احتفال بفيلم "اشتباك" بعد عرضه في مهرجان "كان" السينمائي

كتبه  صلة

بمجرد عرضه الأول في مهرجان "كان" السينمائي يوم الخميس الماضي، ضمن افتتاح قسم "نظرة ما"، خلق فيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب حالة من الاحتفاء والإشادة بالفيلم، جاءت من قبل مجموعة كبيرة من السينمائيين والشخصيات العامة حرصوا على توجيه التحية لصُناع الفيلم الذين أعادوا السينما المصرية للمشهد السينمائي العالمي.

المخرج الكبير محمد خان قال عبر حسابه على "فايسبوك": "أتابع حدث فيلم اشتباك في مهرجان كان بسعادة بالغة من منطلق احترام متأخر من المهرجان للسينما المصرية في العموم باختيار الفيلم ليفتتح قسم نظرة ما، ومن بوادر قرءاتي النقدية الأولية للفيلم أجد أن اختياره يدل عن حق مُكتسب لأصحابه بحُسن اختيار الموضوع ومهارة تنفيذه وأتمنى للفيلم المزيد من التقدير والنجاحات".   

بدوره، ذكر المخرج الشاب عمرو سلامة عبر "فايسبوك" معاصرته لعملية صناعة الفيلم منذ البداية، مشيراً إلى التعب والمجهود الذي بذله محمد دياب على مدار ثلاث سنوات حتى يرى الفيلم النور، "لهذا يجب أن يكون هذا النجاح ملهماً لكل مخرج مصري ورسالة من أهم مهرجان سينمائي في العالم، مفادها أنك ستصل إن بذلت المجهود المناسب"، أضاف سلامة.

فيما أثنى أيضاً كل من الفنانة الكبيرة سلوى محمد علي، الفنان صبري فواز والمخرجة الشابة مافي ماهر على الفيلم، باختياره لافتتاح قسم "نظرة ما" في المهرجان، وباعتبار ذلك تكريماً للسينما المصرية.

من جهته، قال الداعية الديني معز مسعود الذي يشارك في إنتاج الفيلم "اشتباك إنتاج مشترك بيني وبين عدة منتجين عالميين، وهو امتداد لتعاوني الفني مع محمد وخالد دياب، بعد أول جزئين من خطوات الشيطان، وأنا سعيد بنجاحه في مهرجان كان".

ومعلّقاً على الإشادات بفيلمه، كتب المخرج محمد دياب عبر حسابه على فيسبوك أيضاً "التصفيق الذي ناله الفيلم بعد عرضه مرتين، وما كُتب عنه في الصحافة المحلية والعالمية تقدير كبير للمجهود الذي بذلناه في الفيلم".  

"اشتباك" يتناول حالة الاضطراب السياسي التي تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو من تأليف خالد ومحمد دياب مخرج الفيلم، وإنتاج مشترك بين فرنسا، مصر، ألمانيا والإمارات العربية المتحدة.

وتدور أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظّة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، وتم تصوير مشاهد الفيلم في مساحة لا تزيد مساحتها بالحقيقة عن 8 أمتار، حيث يتفاعل عدد كبير من الشخصيات ضمن دراما تتضمن لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضاً.

فريق التمثيل بالفيلم يضم النجمة نيللي كريم، طارق عبد العزيز، هاني عادل، أحمد مالك، أشرف حمدي، محمد عبد العظيم، جميل برسوم وآخرين.

فيلم اشتباك هو ثمرة تعاون إنتاجي بين شركات عربية من العالم العربي وأوروبا: فيلم كلينك (مصر) بالاشتراك مع Sampek Productions (فرنسا)، EMC Pictures  (الإمارات)، بالتعاون مع Niko Film (ألمانيا)،  وفورتريس فيلم كلينك (الإمارات)، Pyramide International (فرنسا)، وتعاون فيه المنتجون معز مسعود، محمد حفظي، إيريك لاجيس، مع المنتج المشارك نيكول غيرهاردس، والمنتجين المنفذين جمال الدبوس ودانيل زيسكيند، بالإضافة إلى سارة جوهر زوجة دياب في دور المنتج الفني، وسوف تقوم بتوزيع الفيلم في العالم العربي شركة الماسة، بينما تتولى شركة Pyramide Internationalتوزيع الفيلم في فرنسا وباقي دول العالم.

موقع صله المصري في

14.05.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)