كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

خيبة أمل في فيلم الافتتاح..

وودي ألن يعود إلى حبكاته المفضلة والمكررة

أفلام لبنانية تعرض خارج العروض الرسمية

كان: محمد رُضا

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 

عندما انتهى عرض فيلم وودي ألن الجديد «كافيه سوسيتي» بعد ساعة و35 دقيقة في الحفلة الصباحية المخصصة للنقاد، صفّق البعض بفتور والتزمت الغالبية الصمت. حين الاستماع إلى تعليقات بعضهم حال الخروج من القاعة الكبيرة، تتناهى إليك الكلمات التي تعبر عن الشعور بأن الفيلم لم يدخل خانة الإعجاب والكلمات المستخدمة هي من نوع «محبِط»، «مكرَر»، «عادي» و«يريد أن يقول شيئًا لكنه لا يفعل».

في الحقيقة، يريد الفيلم أن يقول شيئًا ويفعل، لكنه ليس شيئًا جديدًا. أي شخص شاهد خمسة أفلام للمخرج ألن سيكتشف أن ما يقوله هنا ما هو إلا ترداد لما قاله في أحد هذه الأفلام الخمسة التي شاهدها سابقًا إن لم يكن كلها.

حكايته، إذا ما نزعت قشورها، تتبلور عن الحيرة المعتادة في أفلامه بين حب وآخر. بطلنا شاب يعرفه الفيلم (صوت وودي ألن) بأنه من عائلة يهودية نيويوركية يصبو لدخول هوليوود من بابها الواسع. إنها حقبة الثلاثينات التي كان كل شيء ممكن الحدوث فيها ولو أن ذلك يعتمد على العلاقات التي يمكن للقادم اللجوء إليها.

في حالة بوبي (جسي وايزنبيرغ) لديه عم اسمه فيليب (ستيف كارِل) من كبار أصحاب وكالات إدارة المواهب. متزوج منذ 25 سنة وناجح في عمله ونافذ في قراراته وثري. شقيقته تتصل به من نيويورك وتقول له أن ابنها في طريقه إليه. لكن فيليب غير متحمس للقائه. ينشغل عنه لثلاثة أسابيع لعل الشاب ييأس ويعود إلى حيث أتى. لكن ابن شقيقته لم ييأس وهو مستعد لأي عمل، كما قال لعمه حين التقاه في نهاية المطاف. فيليب يعيّن امرأة جميلة اسمها ڤوني (كرستن ستيوارت) لتعريف بوبي بالأماكن على أن يدعوه إلى الحفلات الساهرة لعله يتعرّف على أهل السينما. بوبي يقع في غرام ڤوني التي تصده بادئ الأمر على أساس أن لديها صديقًا.

لكن الحقيقة هي أنها على علاقة مع عمه فيليب الذي يخبرها بأنه سيطلق زوجته ليتزوّج منها. حين يفعل بعد تردد يدوم لنصف ساعة، ينتقل بوبي عائدًا إلى نيويورك ليشارك أخيه بن (كوري ستول) إدارة الملهى الليلي. هناك يتعرف بعد فترة طويلة على ڤيرونيكا (كَلي روباك) ويتزوّج منها. فجأة ها هي ڤوني تعود إلى حياته من جديد عندما جاءت بصحبة زوجها. بوبي يخون زوجته معها لكن ڤوني ستفضل العودة إلى زوجها والحياة التي تعودت عليها في هوليوود.

هناك، عند نهاية الفيلم، مشهدين يعبّران عن فراغ كل منهما وبحجم واحد (لقطة قريبة متوسطة). الأولى لجيسي وهو ينظر بعيدًا كمن يسترجع حياته، والثانية لڤوني، وهي تفعل الشيء ذاته لكنها تغمض عينيها كما لو أن الصور تتراءى لها إذا ما فعلت. هناك شيء عالق في سماء النهاية في هذا الفيلم لا يريد المخرج تحديده لكن المحتمل أيضًا أنه لا يعرف ما هو.

التكرار الأعم هو في انتقال شخصيات الفيلم الأساسية في عواطفها غير المستقرة. فيليب يريد ترك زوجته. يتراجع. ڤوني حينها تفتح قلبها لبوبي. فيليب يغير رأيه ويطلق زوجته. ڤوني تختاره هو. بوبي وحيدًا ثم يتعرف على فيرونيكا. ثم كل شيء يعود إلى سابق توهانه عندما يلتقي بوبي بحبيبته السابقة التي تردد له ما قالته له سابقًا: «أنا حائرة». إنه منوال شبه دائم في أفلام ألن، يتحسّن وضعه بعض الأحيان عندما تكون هناك حكاية أكثر إثارة للاهتمام، كما كان الحال، مثلاً، في «رصاص فوق برودواي» و«سكوب» و«فيكي كريستينا برشلونة» ومؤخرًا «بلو جاسمين». أما السمة الغالبة فهي دورانه الدائم حول موضوع الحب كونه ليس نهاية العواطف بل بداية تغييرها.

«كافيه سوسيتي» ثري في صورته. هناك دائمًا حركة تقع تشد الاهتمام، لكن الوقع يبقى فاترًا معظم الوقت. إنه كما لو أن وودي يقدم الحبكة التي يريد والقصة التي ينشد والشخصيات التي يفضل ثم يخفق في إيصال مفاد مثير لها جميعًا. يترك، هذه المرة أكثر من مرات أخرى، جمهوره منتظرًا بلورة حقيقية ما لا تقع.

هناك خطوط جانبية. بن، شقيق بوبي، رجل عصابات يتخلص من أعدائه بقتلهم. ولدي رجال يقومون بذلك على تقاليد عصابات شيكاغو ونيويورك في تلك الحقبة. وألن هو كثير النقد لليهود. بن في النهاية وقد حكم عليه بالإعدام يقرر أن يصبح مسيحيًا لأن الديانة اليهودية لا تؤمن بالآخرة وهو يرفض أن يكون عاش حياته بلا تكملة، كما يقول الفيلم. في مشاهد أخرى يثير التهكم ذاته الذي عمد إليه في «تفكيك هاري» (1997) وهو من الأفلام التي قام ببطولتها. فيه تشكو شقيقته من أنه ليس يهوديًا مؤمنًا. هنا تشكو والدة بوبي من أن والده ليس مؤمنًا.

لكن المنحى المتكرر الآخر يكمن فيما هو أبعد.

من اللقطة الأولى لجيسي وايزنبيرغ تدرك أن الفيلم سيكون من تلك المرّات التي على الممثل الأول أن يتكلم ويتحرك ويتصرف كما كان وودي ألن يفعل عندما كان لا يزال يمثل في الأفلام، إنما بطلاقة وإجادة أفضل. هنا ليس فقط أن وودي يضع في شخصياته (هيو جاكمان في «سكوب»، كولين فارل في «حلم كاساندرا»، أووَن ويلسون في «منتصف الليل في باريس» إلخ…) شخصيته هو ويديرها بالاستناد لمعرفته نفسه. وهي تستجيب. إذا تمنيت أن ترى جيسي أيزنبيرغ على حقيقته عليك أن تبحث عن فيلم آخر.

في ثاني مشاهده مع المرأة التي ستصبح زوجته فيرونيكا، تجد تشابهًا بين ما تقوم به والصورة المجسدة للممثلة دايان كيتون عندما كانت بطلة أفلام ألن في الثمانينات. الحركات ذاتها والطريقة نفسها في التصرف.

كل ذلك كان يمكن القبول به لولا أن الفيلم لا يبتعد بدوره عن ناصية تلك الأعمال المتوقعة للمخرج. ما كان يتوقعه المشاهد من فيلم لألن يدخل فيه غمار الثلاثينات الهوليوودية، يتبلور إلى مناسبة لعرض الحكاية العاطفية ذاتها ومن دون حبكة ضرورية.

هذه هي المرّة الثانية عشرة التي يشترك فيها المخرج في مهرجان كان، ودائمًا خارج المسابقة. لكن المرء له الحق في التساؤل عما لو أن هذا الفيلم اشترك في المسابقة فعلاً، هل كان سيفوز؟ لا أعتقد.

بذا، ينضم فيلم الافتتاح إلى تلك الأفلام التي افتتحت دورات كان سابقة من حيث كونه خيبة أمل غير محسوبة.

كانيّات

·        إلى جانب فيلم «ترامونتين» لمخرجه فاتشي بولغوريان، هناك عدة أفلام لبنانية ستعرض خارج العروض الرسمية تبعًا لاشتراك وزارة السياحة اللبنانية في أعمال كان، كما جرت العادة منذ عام 2005. من بينها «غواصة» لمنيا عقل و«حلم برجوازي مؤسف» لمازن خالد و«وحدة» لصوفي بطرس و«الليل» لصولا سعد.

·        أعلن هنا عن أنه من بين المشاريع الجديدة التي يحوم حولها المنتجون والموزعون فيلم يدور حول محاولة الاغتيال التي خطط لها «جيش الجمهورية الآيرلندية» (IRA) للنيل من رئيسة الوزراء البريطانية أيامها مارغريت ثاتشر. لا يعرف بعد من التي ستقوم بدور ثاتشر، لكن المشروع مساق حاليًا للبيع المسبق في سوق المهرجان.

·        وإلى «كان» وصل المخرجان عادل العربي وبلال فلاح قادمين من بلجيكا حيث يعملان ليعلنا عن أنهما اتفقا مع المخرج الأميركي جون سينلغتون على كتابة سيناريو يدور حول انتشار المخدرات في لوس أنجليس في مطلع الثمانينات. للمخرجين العربيين فيلم عرض في العام الماضي في بروكسل تحت عنوان «بلاك» وتناول عصابات الشوارع البلجيكية.

·        يحتفل «الاتحاد الفيدرالي لنقاد السينما» (فيبرسكي) خلال هذه الدورة بمرور 70 سنة على بدء منح الجوائز الخاصة بهذه الجمعية النقدية في مهرجانات السينما العالمية. وهو شارك بلجنة متواضعة في دورة عام 1946 من هذا المهرجان ثم تمددت نشاطاته ولجانه لتشمل مهرجانات في كل بقاع الأرض.

الشرق الأوسط في

12.05.2016

 
 

وودي ألين يعود إلى 'كان' بقصة حب جديدة

العرب/ أمير العمري

وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، افتتحت مساء الأربعاء الدورة التاسعة والستون من مهرجان كان السينمائي بالفيلم الأميركي “مقهى المجتمع” للمخرج المرموق وودي ألين، وهو فيلمه الثالث الذي يفتتح به المهرجان العريق بعد “نهاية هوليوود” (2002) و”منتصف الليل في باريس” (2011).

مرة أخرى يعود الساحر الكبير وودي ألين الذي لم يعد يظهر كممثل في أفلامه بعد أن تقدم في العمر، بقصة جديدة يضفي عليها هذه المرة الطابع الأدبي، فيبدو الفيلم كما لو كان رواية من تلك الروايات الرومانسية القديمة الساحرة التي كنا نقرأها ونحن أطفال.

يروي ألين بصوته في فيلم افتتاح مهرجان كان السينمائي الـ69 قصة فيلمه “مقهى المجتمع” من خلال ذلك التعليق الصوتي المصاحب الذي يبرز بين آونة وأخرى، وهو تعليق أحيانا يتسم بالموضوعية في رصده الملامح العامة للفترة خاصة في المشاهد الأولى التي يستعرض فيها عالم هوليوود في الثلاثينات، وأحيانا أخرى يتخذ التعليق الصوتي طابع السخرية الخفيفة والتعليق المرح على سلوكيات الشخصيات، بل ومصائرها أيضا.

وودي ألين يهودي ناقم على يهوديته، دائم السخرية منها منذ أفلامه الأولى، متمرد على عائلته وتشبثها الشكلي الذي يراه مضحكا، بالتراث. وهو يعود مجددا ليقدم المزيد من السخرية من عائلته اليهودية وتقاليدها البالية ومعتقداتها الخاصة المرتبطة بمفاهيم دينية لا يؤمن بها ألين، لكنه يلمس تناقضاتها بأسلوبه المحبب الساحر البسيط الذي يتسلل إلى القلب دون أن يكون مفروضا فرضا من الخارج، ودون أن يحمل الفيلم “رسالة” مباشرة جامدة.

الفيلم يروي قصة حب ملتبسة، قد تبدو من القصص التي يصعب تصديقها ربما لافتقادها المنطق المألوف، لكن ألين يقدمها في إطارها الإنساني الذي يجعلنا نراها وكأنها يمكن أن تحدث لنا جميعا أيضا رغم غرابتها.

الزمان هو ثلاثينات القرن الماضي، والمكان في البداية، هوليوود التي يتجه إليها بطلنا اليهودي الشاب بوي دروفمان (جيسي أيزنبرغ).. ابن حي برونكس النيويوركي، حيث يريد أن يجرب حظه ويعثر على عمل له في قلعة صناعة الأحلام، فيقصد خاله فيليب (ستيف كاريل) الذي يدير إحدى شركات هوليوود العملاقة، لكن بوبي يقع في غرام سكرتيرة خاله فوني (كريستين ستيوارت)، وفوني من ناحيتها، لا تصد محاولات بوبي التقرب منها.

وفي المقابل، فوني مرتبطة في الوقت نفسه بعلاقة عاطفية مع خاله الذي يريد أن يترك زوجته بعد 25 عاما من الزواج، ويتزوجها، لكنه متردد في إنهاء علاقته بزوجته التي يحبها أيضا ولكن بشكل مختلف، وهي الحيرة الوجودية التي تشغل بال وودي ألين منذ سنوات ويعكسها في الكثير من أفلامه بأشكال مختلفة.

ما الحياة "سوى قصة كوميدية كتبها كاتب كوميدي سادي"، حيث يمكن للمرء فعل الشيء ونقيضه

تعقيدات وتشابكات

هذه القصة التي تبدو بسيطة تصبح تدريجيا أكثر تعقيدا بعد أن يعلم الخال فيليب أن ابن شقيقته بوبي واقع في غرام حبيبته فوني، وأنه اتفق معها على الزواج والعودة إلى نيويورك. مشكلة فيليب أنه يحب زوجته، لكنه أيضا يحب فوني ويصبح على استعداد لأن يقطع معها الطريق حتى نهايته مهما كلف الأمر، وحتى لو كان معنى ذلك هدم مؤسسة الزواج وهو ما سيصل إليه في النهاية.

ومشكلة فوني أنها تحب الاثنين: فيليب وبوبي، وبينما تبدو في البداية على استعداد للاستسلام لمشاعرها تجاه بوبي والقبول بالزواج منه وهجر الحياة في هوليوود التي تراها سطحية وزائفة، إلاّ أنها تميل أيضا إلى فيليب رغم فارق السن الكبير بينها وبينه، فهو يمنحها إمكانية تحقيق الحلم الذي تفتقده.

أما بوبي فيفشل في الحصول على فوني، كما كان يأمل بعد أن يحسم فيليب أمره ويصارح زوجته بالحقيقة وينفصل عنها، ثم يعرض الزواج على فوني فتوافق وتتخلى بالتالي عن بوبي الذي يعود إلى نيويورك بعد فشله المزدوج في هوليوود، ليقع في غرام فيرونيكا (بليك لايفلي)، وهي مطلقة حسناء، ويتزوجها وينجب منها، ثم يدير الملهى الليلي الذي أسسه شقيقه بن وهو مجرم عتيد في الإجرام، يتخلص من خصومه بالقتل لأقل سبب، ويصبح بوبي بمرور الوقت الرجل الأول في الملهى الليلي، وهناك يتعرف على الكثير من المشاهير.

معنى الحياة

تمر السنون، ويلتقي بوبي وفوني مجددا ليستعيدا ذكريات الحب الذي كان في ما مضى، لكن دون أن يقطعا علاقتهما بمؤسسة الزواج، أليست هذه هي الحياة؟ سلسلة من الأحلام التي يقول الفيلم حرفيا إنها تظل “مجرد أحلام”، وأن الحياة ما هي “سوى قصة كوميدية كتبها كاتب كوميدي سادي”، وأننا يمكن أن نفعل الشيء ونقيضه، تماما كما فعلت فوني التي تختار العيش في كنف المنتج السينمائي الذي يبلغ عمره ضعف عمرها، وتعيش معه حياة صاخبة وسط مشاهير النجوم، في قصر من القصور، تركب طائرة خاصة وتنتقل بين بلدان العالم، وهو نمط الحياة الذي سبق أن أعربت بوضوح في حديثها لبوبي، عن رفضها التام له.

الفيلم يروي قصة حب ملتبسة، قد تبدو من القصص التي يصعب تصديقها ربما لافتقادها المنطق المألوف

يقطع وودي ألين بحرفيته وأسلوبه الخلاب السلس مسار قصة الحب ليعود تارة إلى أسرة بوبي اليهودية في نيويورك، إلى مشاجرات الأم والأب، ومشاحنات الشقيقة وزوجها، ثم إلى بن الشقيق المجرم الضالع في المافيا اليهودية، وكيف تلجأ إليه شقيقته للشكوى من جارهم حارس الأمن الذي يسكر ويعربد ويرفض أن يخفض صوت المذياع، فما يكون من بن سوى أن يقوم بخطف الرجل بمساعدة رجاله، ثم يقتلونه ويدفنون جثته داخل قالب من الأسمنت على طريقة المافيا.

في الثلث الأخير من الفيلم يتركز اهتمام ألين بتصوير عالم الملهى الليلي الذي يجتمع فيه كل ليلة مشاهير المجتمع من السياسيين ونجوم السينما وكبار المجرمين أيضا، ونرى كيف يزدهر نشاطه في تلك الفترة بعد رفع الحظر الذي كان مفروضا في أميركا على القمار، ثم كيف ينتهي بن إلى الكرسي الكهربائي بعد القبض عليه وإدانته في كل ما كان منسوبا إليه من جرائم، وعجز الأسرة عن أن تفعل شيئا رغم استعانتها بكبار المحامين. ومع ذلك، وحتى وهو يصور أكثر المشاهد التي يمكن أن يتوقع المتفرج أن تتسم بالكآبة وهو مشهد ما قبل الإعدام، يحيل وودي ألين المشهد إلى تعليق ساخر على اليهودي الذي يتخلى عن يهوديته ويعتنق المسيحية قبل أن يلقى حتفه، لكي يضمن الحياة الأخرى، بدعوى أن اليهودية لا تعترف – حسب ما يقوله ألين في الفيلم – بالحياة بعد الموت، وهو ما يجعل الأم تعلق في حنق ومرارة على هذا السلوك الذي يتخذه ابنها قائلة “إنه ربما كان أفضل لليهود في هذه الحالة، أن يؤمنوا بالحياة الأخرى لكي يزيد هذا من فرص إقبال الآخرين على اعتناق اليهودية!”.

مغزى العنوان

قد لا يبدو عنوان الفيلم “مقهى المجتمع”، دقيقا بالنسبة إلى المشاهدين، فنحن لسنا بصدد “مقهى” بل ملهى ليلي، وبالتالي يصبح المعنى أقرب إلى “ملهى المشاهير” أو النخبة، وكان مُسمّى “مقهى المجتمع” شائعا في أميركا في تلك الفترة للتعبير عما نقصده، أي نوادي المشاهير والصفوة، وبالتالي لم تكن للأمر علاقة بالمقاهي.

يستخدم وودي ألين موسيقى الجاز التي يحبها، بآلة الساكسفون التي يجيد العزف عليها، والتي بدأ حياته عازفا لها في أحد الأندية الليلية في مانهاتن، كما هو معروف، كما يستخدم نغمات البيانو الرومانسية، في المشاهد التي يصطحب خلالها بوبي حبيبته فوني بعد لقائهما المتجدد إلى عدد من النوادي الليلية في مانهاتن، وهي موسيقى مرتبطة بتلك الفترة التي يقدمها بملامحها الرومانسية، كما لو كان يستعيد ماضيا شخصيا ولى ولن يعود.

ومن أفضل النواحي الفنية في الفيلم تصوير المصور الإيطالي الكبير فيتوريو ستورارو (مصور أفلام برتولوتشي الشهيرة)، وهو يهتم كثيرا بإضفاء اللون الذهبي مع تدرجات من الأخضر والأصفر لإضفاء ملامح أفلام هوليوود الرومانسية القديمة على الفيلم، كما يترك وودي ألين نهاية الفيلم مفتوحة، فنحن لا نعرف ما إذا كان بوبي سيستعيد علاقته بفوني، أم أن كليهما سيواصل حياته كما هي، مكتفيا بالماضي من الذكريات.

حيرة وودي ألين الوجودية تنعكس على فيلمه

فلسفة وودي ألين المألوفة تتلخص في أن المرء لا يمكنه التنبؤ بحقيقة مشاعره، كما أننا لا نختار دائما مسار حياتنا بموجب قرارات صحيحة، بل كثيرا ما نخطئ، وأن هناك دائما ضوءًا وسط العتمة، فربما ينبثق النجاح من الفشل، كما أن مصائرنا محكومة بالأقدار التي يمكن أن تعبث بها.

إيقاع الفيلم هادئ رصين، تتعاقب المشاهد في سلاسة، مع انتقالات دقيقة ومحسوبة بين الشخصيات والأحداث، كما هي عادة وودي ألين في أفلامه، ويمتلئ حوار الفيلم بالسخرية والتعليقات التي تعكس حالة العصاب الجماعي التي تجعل الشخصيات تتحرك وكأنها تعاني من تقلصات داخلية، فهي في حالة معاناة مع النفس، ممزقة بين رغباتها وبين ما تفعله في حياتها.

يبدو الممثل جيسي أيزنبرغ في دور بوبي في أفضل حالاته، متماثلا تماما مع شخصية ذلك الفتى الحالم المتمرد الحساس الذي يعاني من العجز عن التحقق، والتوتر الناتج بالضرورة عن هذا، كما يبدو بوضوح في المشهد المبكر في الفيلم الذي يستعين فيه بفتاة من بائعات الهوى يطلب منها أن تأتي إليه في غرفته بالفندق، لكنها تخطئ في رقم الغرفة، فيدلها رجل من النزلاء على غرفة صاحبنا الذي يشعر بالخجل من افتضاح أمره، ثم يؤدي توتره إلى شعوره بالافتقاد للرغبة فيصر على أن يمنحها مبلغا من المال دون أن يمارس معها الجنس رغم إلحاحها، بل وبكائها استعطافا، فاليوم يصادف أيضا أول يوم عمل لها في هذه المهنة.

إن بوبي هنا هو المعادل لشخصية وودي ألين نفسه الذي لم يعد يمكنه القيام بهذا النوع من الشخصيات بعد أن تقدم به العمر وتجاوز الثمانين من عمره، وفي أحيان كثيرة يبدو الممثل وكأنه يتحدث بلسان وودي ألين نفسه، بل ويستخدم أيضا طريقته في التعبير بالكلمات وإيقاعه في الحركة، منتقلا من حالة إلى أخرى خلال ثوان معدودات.

لا شك أن “مقهى المجتمع” عودة جيدة لوودي ألين تثبت أن هذا المخرج مازال قادرا على الخلق والإبداع والتجديد وابتكار الكثير من الأفكار، والقدرة على التعامل بمهارة عالية مع الممثلين.

ربما تبدو كريستين ستيوارت في دور فوني هنا أقل مما كان متوقعا، وربما كان من الأفضل أن تقوم الممثلة بليك لايفلي التي أدت دور فيرونيكا، بدور فوني، ولكن اختيار ألين لكريستين ستيوارت لا شك أنه جاء لأسباب تجارية لها علاقة بشهرة تلك الممثلة التي لا أراها تتمتع بالموهبة الكبيرة التي تجعلها تضارع عمالقة التمثيل في عصرنا، ولا أراها حتى على هذه الدرجة من الجاذبية والجمال، حيث يصبح كل هذا الولع بها في الفيلم مبررا.

على هامش المهرجان:

كان ينعقد في ظل إجراءات أمنية مشددة

العرب/  مهرجان كان يمنح جائزة السعفة الذهبية (الشرفية) للممثل الفرنسي جون بيير ليو الذي بدأ حياته الفنية مع المخرج الراحل فرنسوا تريفو.

تشهد الدورة الحالية إجراءات أمنية مشددة تحسبا لوقوع عمل إرهابي، وذلك في ظل حالة الطوارئ المفروضة في فرنسا منذ تفجيرات باريس في نوفمبر الماضي، وتنشر الشرطة أعدادا كبيرة من رجال الأمن، وذكرت مصادر من بلدية كان أن الشرطة استعانت بخبير إسرائيلي في مكافحة الإرهاب للإشراف على تلك العملية، ويجري تفتيش دقيق للحقائب عند كل مداخل المهرجان، كما أعلنت إدارة المهرجان أنها وضعت نحو 600 رجل أمن خاص لتفتيش المترددين على المهرجان. وجدير بالذكر أن الشرطة أعلنت أنها ستختار عينات عشوائية من الأشخاص وتخضعهم للتفتيش الإجباري في شوارع المدينة.

يحضر المهرجان عدد كبير من نجوم السينما من بينهم وودي ألين وجوليا روبرتس وجورج كلوني وجودي فوستر وتشارليز ثيرون وكريستين ستيوارت وجيرار ديبارديو ومارك ريلانس وستيفن سبيلبرغ وكثيرون غيرهم.

يمنح مهرجان كان هذا العام جائزة السعفة الذهبية (الشرفية) للممثل الفرنسي الكبير جون بيير ليو الذي بدأ حياته الفنية مع المخرج الفرنسي الراحل فرنسوا تريفو في فيلمه الأول “أربع مئة ضربة” عام 1959، والذي يعتبر البداية الحقيقية لحركة الموجة الجديدة الفرنسية، ثم ظهر في الفيلمين التاليين اللذين استكمل فيهما تريفو ثلاثيته الشهيرة، كما عمل في ما بعد مع جون لوك غودار وبيير باولو بازوليني وبرناردو برتولوتشي وجاك ريفيت وأكي كوريسماكي.

يشهد المهرجان منافسة شديدة بين عدد من ألمع الممثلات مثل إيزابيل أوبير التي يعرض لها في المسابقة فيلم “إيل” لبول فيرهوفن الهولندي، وماريون كوتيار التي تقوم ببطولة الفيلم الكندي “اليوم الأخير في العالم” لاكزافييه دولان، كما تقوم ببطولة الفيلم الفرنسي “من أرض القمر” للمخرجة كلير دينيس، وتحضر بقوة الممثلة الإيرانية جولفيته فرحاني في فيلم المخرج الأميركي جيم جارموش “باتيرسون”. أما خارج المسابقة فتأتي الممثلة الفرنسية من أصل أرجنتيني، برنيس بيجو التي سبق أن تألقت في فيلم “الماضي” للإيراني أصغر فرهادي المشارك بفيلمه الجديد “البائع” في المسابقة الرسمية، ولكن من بطولة الممثلة الإيرانية ترانا ليدوستي.

ضمن أفلام اليوم الذي أطلق عليه منظمو المهرجان “يوم أفلام التحريك” يُعرض فيلم “بلال” الذي كتب له السيناريو وأخرجه وأنتجه السعودي أيمن جمال، وهو ناطق بالإنكليزية وصور بتقنية الصورة ثلاثية الأبعاد، ويَعرض الفيلم من خلال الرسوم والتحريك حياة بلال مؤذن الرسول، ويمثل الفيلم دولة الإمارات العربية المتحدة.

العرب اللندنية في

12.05.2016

 
 

بعد عرضه الأول في كان:

«اشتباك» أسئلة إنسانية حول واقع مصر اليوم

كان ـ بقلم:  هدى ابراهيم

قدم فيلم «اشتباك» للمخرج المصري محمد دياب في افتتاح تظاهرة «نظرة ما» في عرضه الصحفي صباحا بمهرجان «كان» بينما يقدم عرضه الاحتفالي بحضور فريق الفيلم مساء اليوم، لتكون هذه المرة الاولى التي تفتتح فيها مسابقة «نظرة ما» والتي تلي المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم عربي من مصر، وقد انطلقت هذه التظاهرة عام 1974 ثم تحولت إلي مسابقة قبل سنوات، ويتسم الفيلم المصري بالخصوصية في طريقة تصويره وصنعه كما يطرح تساؤلات إنسانية حول واقع مصر اليوم.

وصور الفيلم في مساحة اقتصرت على ثماني أمتار مربعة خلال 26 يوما، لكن الممثلين جميعا ادوا ادوارهم وتدربوا عليها داخل عربة خشبية وضعت في شقة في القاهرة حتى يسهل التصوير لاحقا وحتى يتمكنوا من أدوارهم وشخصياتهم التي اضافوا عليها تفاصيل من وحي الواقع.

أحداث فيلم «اشتباك» تدور كلها داخل شاحنة أمن مخصصة لنقل المعتقلين ولا تبارح الكاميرا هذا المكان لكنها تصور الخارج أيضا من داخل هذه الشاحنة – المعتقل، وكما تراها عيون المعتقلين.

أما المعتقلون فعددهم عشرون أكثريتهم من الإسلاميين والسلفيين لكن الآخرين الذين ينتمون الى كافة فئات المجتمع المصري، مسلمين ومسيحيين، او اشخاصا عاديين وشبانا غير مسيسين، او أفرادا من الطبقة الوسطى أو من المسحوقين، هؤلاء. في الشاحنة ايضا احد رجال الشرطة الذي التجأ للشاحنة هربا من قذف الحجارة وعلق فيها.

ويصور المخرج مرحلة الاعتقالات وتظاهرات الشارع التي اعقبت رحيل الرئيس محمد مرسي، عم 2013  لكن ذلك يشبه ما يجري في مصر اليوم أيضا حيث استمرت لذلك تبدو الاحداث شديدة الراهنية وشديدة الواقعية.

وقد نجح المخرج الذي تعاون في كتابة السيناريو مع أخيه خالد في خوض تحدي التصوير في المكان المقفل من داخل شاحنة الأمن وهو شكل يفرض شروطه على طبيعة التصوير وحركة الكاميرا، كما نجح في جعل المشاهد تتناسل من بعضها ليظل التوتر مسيطرا على حبكة الفيلم حيث يسود العنف الكل بينما تضيع المصائر.

شيئا فشيئا تتحول الحافلة الى نوع من مركب غارقة وهي مكان شديد الرمزية يخص الوطن الذي على الجميع التعايش فيه مهما اختلفت آراؤه السياسية أو الفكرية، والمخرج يقف على مسافة واحدة من الجميع ولا يحاكم احدا إلا العنف الذي يعصف بالبلاد، أو عبر تكرار الشعارات التي يرفعها الاخوان المسلمون والتي تنادي بحمل البنادق وباستخدام العنف.

وتمت كتابة سيناريو الفيلم ثلاثة عشر مرة بحسب ما كشف عنه المخرج بسبب تلاحق الاحداث وتغيرها ما يجعل كل فكرة لفيلم متجاوزة: «بعد فيلم «678» حاولنا العمل على مجموعة من المواضيع، لكن التغيرات المتسارعة خلال السنوات الاخيرة كانت تجعل كل موضوع عن الثورة متجاوزا بسرعة. الموضوع الوحيد الذي وجدناه عن الثورة هو فشلها. هذا بحد ذاته مدعاة للسخرية ».

ويقول المخرج في الملف الصحفي الخاص بالفيلم «اريد للناس ان تشاهد فيلمي من دون ان تسأل الى اي جهة انتمي ويجب الانتباه كثيرا للكلمات في مصر فمن يستخدم كلمة «انقلاب» يحسب على الاسلاميين، ومن يستخدم كلمة «ثورة» يحسب على العسكر».

داخل الحافلة حيث يعادي الكل الكل، حتى الصديق صديقه، تتناسل الاحداث من بعضها، ولا يجد احد حلا لاي امر الا باستخدام العنف، وبين المعتقلين ممثلون في طليعتهم نيللي كريم التي تؤدي دور ممرضة معتقلة، وهاني عادل، الذي يؤدي دور صحفي يكون مع المصر الخاص به اول من اعتقل وادخل الحافلة.

ويقول المخرج انه ارتكز في معالجته لقضية الصحفي ومصوره على قصص حقيقية من الواقع لصحفيين سجنوا مثل المصور المصري الكندي الذي كان يعمل مع قناة الجزيرة وهو الصحفي محمد فهمي الذي امضى سنة ونصف السنة في السجن، اما شخصية المصور الصحفي فهي تستند الى قصة الصحفي محمد ابو زيد الملقب بشوكان الذي كان يصور التظاهرات والمعتقل في السجن منذ اكثر من ثلاث سنوات.

يقول المخرج «الصحفيون يعتبرون خونة من كل الاطراف، خاصة في ظل نظرية المؤامرة المتنامية في مصر». الصحفي والمصور يمثلاني، لاني اعمل في مجال الصورة.

اما لجهة الاخوان المسلمين فيكشف المخرج عن صراع قائم داخل الاخوان المسلمين بين الجيل الشاب وبين الجيل القديم، كما يكشف عن اختلافات بين الملتزمين، وبين المؤيدين ولا يضعهم كلهم في سلة ولحدة، كما لا يضع السلفيين معهم.

بل ان الفيلم يقيم علاقة ما بين بعض اعضاء الاخوان المسلمين والسلفيين وبين تنظيم «الدولة الاسلامية» حيث يعلن بعضهم نيته الذهاب للقتال في سوريا مع توسع حركة العنف في مصر ومقتل ابيه في المعتقل.

حلقة العنف المفرغة لا تلبث ان تتنامى في المكان المقفل كما في الوطن، هذا العنف الذي لا يقود الا الى مزيد من الفوضى والانقسام وهو ما يلمح اليه الفيلم الذي يكشف عن كم العبث الشامل في مصر.

ويحاول الفيلم، فيما يشبه الرسالة غير المباشرة، ان يتمسك بالجانب الانساني لكل شخصية من الشخصيات مهما كانت طبيعة تفكيرها او توجهها السياسي «حتى وان كنت ضد ايديولجية الاخوان المسلمين فانا احاول ان اظهرهم كبشر» لا يمكن ان تفهم احدا ان لم تعامله معاملة انسانية.

ويعتبر محمد دياب من الجيل الشاب في السينما المصرية، عكف من البداية على التقاط أمراض المجتمع المصري و«اشتباك» هو فيلمه الثاني بعد فيلم «678» الذي التفت فيه سينمائيا الى ظاهرة التحرش بالسيدات في مصر وقد لاقى هذا العمل نجاحا كبيرا في شباك التذاكر المصري.

52 فيلما وكوكبة من نجوم العالم في كان 2016

«كان» ـ  سينماتوغراف: مها عبد الفتاح

أعلنت الممثلة الأمريكية جيسيكا تشاستاين والممثل الفرنسي فينسان ليندون مساء الأربعاء افتتاح مهرجان كان السينمائي في دورته 69. ويشارك في المسابقة الرسمية 21 فيلما من 14 بلدا. ويرأس لجنة التحكيم المخرج الأسترالي جورج ميلر. وتنظم هذه التظاهرة تحت إجراءات أمنية مشددة.

انطلقت الدورة التاسعة والستون من مهرجان كان السينمائي مساء الأربعاء وسط تدابير أمنية مشددة مع عرض آخر أفلام وودي آلن «كافيه سوساييتي» خارج إطار المسابقة الرسمية.

وتولى الممثل الفرنسي لوران لافيت تقديم حفل الافتتاح.

وقدم أعضاء لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الأسترالي جورج ميلر، صاحب سلسلة أفلام «ماد ماكس» الشهيرة. ويعاونه في المهمة الممثلة كيرستن دانست والمغنية والممثلة فانيسا بارادي، والممثل دونالد ساذرلاند، والمخرج آرنو ديبليشان، والممثلة والمخرجة الإيطالية فاليريا غولينو، والمخرج المجري لاسلو نيميش، والممثل الدنماركي ماس ميكيلسن، والمنتجة الإيرانية كتايون شهابي.

وقد عرض بعد ذلك فيلم الافتتاح «كافييه سوساييتي» وهو السادس والأربعون لوودي آلن. وهي المرة الثالثة التي يختار فيها أحد أعمال السينمائي الأميركي البالغ من العمر 80 عاما لافتتاح هذا المهرجان الدولي للسينما، بعد «هوليوود إندينغ» سنة 2002 و«ميدنايت إن باريس» سنة 2001.

وقبل الافتتاح الرسمي مر النجوم على السجادة الحمراء وصعدوا سلم قصر المهرجانات، حيث يقام المهرجان ومن بينهم ممثلو وممثلات «كافيه سوساييتي».

ويتوقع حضور كوكبة من النجوم خلال أيام المهرجان الـ12، من جورج كلوني إلى ليا سيدو، مرورا بجولييت بينوش وماريون كوتييار وراسل كروو وشارليز ثيرون.

وهذا أول فيلم من تمويل عملاق التوزيع على الإنترنت «أمازون» الذي يقع عليه الخيار لافتتاح المهرجان السينمائي. ويروي «كافيه سوساييتي» قصة حب رومنسية تدور أحداثها في هوليوود ونيويورك في الثلاثينات. وتشمل القصة في طياتها نجوم سينما وأفراد عصابات ونساء طموحات وأصحاب مليارات.

وتنطلق المسابقة الرسمية الخميس بفيلمين «ريستيه فيرتيكال» للفرنسي آلن غيرودي، و«سييرا نيفادا» للروماني كريستي بويو، المنضمين حديثا إلى المنافسة على السعفة الذهبية.

وتمنح اللجنة السعفة الذهبية وجوائز المهرجان الأخرى في الثاني والعشرين من أيار/مايو إثر المسابقة الرسمية التي يشارك فيها هذه السنة 21 فيلما من 14 بلدا.

وفي المجموع، تعرض الدورة التاسعة والستون من مهرجان كان السينمائي 52 فيلما من 30 دولة اختارتها من بين 1869 عملا عرض على اللجان المعنية باختيار الأفلام.

«كافيه سوسايتي».. فيلم يشبه الحياة مع تأملات وودي آلن

«كان» ـ  سينماتوغراف: صفاء الصالح

في انتاجه الغزير «فهو يصور فيلما صيف كل عام تقريبا»، يبدو وودي آلن وكأنه يصنع فيلما واحدا مستمرا، يقتطع مشاهد مختلفة من الحياة في جريانها المستمر ويقدمها عبر وجهة نظر شخصية ساخرة وينثر بينها بعض تأملاته في معنى الحياة أو الموت أو عبثيتها.

وهكذا يواصل فيلم «كافيه سوسايتي» ترديد أصداء من أفلام وودي آلن الأخرى، وتأملاته في الحياة والموت، الواقع السينمائي والواقع الحقيقي، الحب والرغبة، البراءة والزيف، الشعور بالذنب، التفسيرات الدينية التي يغلفها بحس من السخرية، العودة أو الحنين إلى زمن مضى وغيرها.

ويتحرك آلن في فيلمه الجديد بين نيويورك «مكانه المفضل الذي ولد وترعرع فيه وصور فيه معظم أفلامه» وهوليود التي مر عليها في عدد من أفلامه، كما هي الحال في  «نهاية هوليودية» و«ذكريات ستاردست»، وعندما يقدم مشاهد مدينته نيويورك تأتي هذه المرة بلمسة تحد من المصور البارع ستورارو لأحد أغنى افلام ألن بصريا، فيلم “منهاتن”.

ومثل المخرج نفسه، يبدو بطل الفيلم بوبي «أجاد أداء دوره الممثل جيسي ايزنبرغ» نيويوركيا من عائلة يهودية من حي برونكس لا يحب العمل مع والده «كين ستوت» فتتوسط امه له لدى اخيها فيل «أدى دوره بتميز الممثل ستيف كارل» والذي يعمل وكيلا شهيرا للفنانين في هوليود، ويبدو شخصية مواربة ومبالغة وغير مستقرة وطريفة في الوقت نفسه.

ويجد الخال فيل لابن اخته عملا هامشيا الى جانبه، ويطلب من سكرتيرته فوني «فيرونيكا ـ الممثلة كرستين ستيوارت» العناية به وتعريفه على المكان، لكن بوبي الشاب الرومانتيكي الذي ما زال يحتفظ بالكثير من سمات براءته يقع في حبها، ربما لم تعد فوني السكرتيرة تحتفظ بالكثير منها فهي قد سبقته الى عالم فيل «بكل فيه من رياء وزيف».

ويكتشف بوبي لاحقا أنها على علاقة غير مستقرة مع خاله، فنراه يقترب اليها بقوة ثم يطلب منها الابتعاد عنه لأنه لا يستطيع ترك زوجته، لكنه يعود اليها بقوة حين يكتشف علاقتها مع ابن اخته. وتصبح هذه العلاقة الثنائية مصدر مفارقة وسخرية في الفيلم.

وبعد أن يحصل بوبي على فرصة عمل في ناد ليلي في نيويورك بتوسط من خاله، يقرر العودة الى مدينته ويطلب من فوني أن تتزوجه لكنها تختار الزواج من خاله الذي عاد اليها.

ومع الانتقال إلى نيويورك يتخذ السرد بعدا آخر في متابعة حياة بوبي ونجاحه في عمله وانتقاله من مرحلة الشاب الحالم البريء الى الرجل العملي الذي يتقدم في عمله بنجاح.

كما نتابع أحوال مجمل عائلته الكبيرة، لاسيما حياة أخيه بن «كوري ستول» الذي اختار أن يكون رجل عصابات قاس يقتل ضحاياه بسهولة ويدفنهم في الخرسانة اثناء صبها، ونراه لاحقا يحكم بالاعدام ويستغل آلن كعادته هذا الخيط السردي ليقدم تأملات ساخرة من عالم ما بعد الموت مع اقناع قس لبن بالتحول الى المسيحية قبل اعدامه، ليضمن حياة افضل ما بعد الموت حسب تعبيره! واختياره لاحقا حرق جثته وذر رماده في الحديقة قرب النادي.

وبعد أن يتزوج بوبي من امراة تحمل اسم حبيبته نفسه وينجبا طفلا، يظهر خاله يوما مع زوجته في النادي، فينهض في داخله من جديد حبه لها، ويلتقيان في أكثر مرة معا وسط انشغالات خاله في نيويورك، وينهي آلن فيلمه بنهاية مفتوحة بنظرة حالمة ممتلئة بالحنين من بوبي وفوني رغم أن كل واحد منهما وسط عائلته في مكان مختلف.

في بنائه السردي حرص آلن على أن يستخدم صوت الراوي العليم لرواية أحداثه، والتعليق الساخر في الغالب عليها، وقد أداه بصوته طوال الفيلم. إذ حرص، كما اشار في مقابلة مع مجلة هوليود ريبورتر، على أن يترسم شكل الرواية في سيناريو فيلمه «أردت أن اقدم نوعا من الرواية في الفيلم عن عائلة وعن العلاقات بين أفرادها بعضهم مع بعض، وعلاقة الحب التي يعيشها البطل. أردتها أن تمتلك بنية الرواية، كي أتمكن من الحركة حول الشخصيات والتمعن في مختلف أعضاء العائلة. لذا رويت الاحداث بنفسي لأنني كنت ها نوعا من كاتب الرواية التي ستخبرها عندما ترى الفيلم».

وكعادته أيضا ظل الن ينثر تعليقاته الساخرة على امتداد الأحداث كما ينثر اشارات غلى شخصيات فنية شهيرة في هوليود وأماكنها.

وآلن مخرج ممثلٍ بامتياز ينجح في قيادة ممثليه في الغالب لتقديم أفضل ما لديهم في تقمص شخصياتهم. وقد نجح هذه المرة في استخلاص أداء رائع من الممثل جيسي ايزنبرغ «يتذكر البعض اداءه لدور مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك، الذي ترشح عنه للبافتا وللاوسكار» في دور بوبي، حيث عكس ذلك الانتقال من صورة الشاب الحالم والمتمتع بقدر من البراءة إلى صورة الشخص العملي مع ظلال من تلك الحلمية والبراءة.

وحاولت ستيورات أن تعكس سلبية شخصية فوني، وتوزعها بين طموحاتها للوصول في عالم هوليود المزخرف وبقايا براءتها وحلميتها.

وهذا هو الفيلم الثاني لها في المهرجان الى جانب فيلم المخرج الفرنسي أسايس «بيرسنال شوبر»، وكانت قد حصلت عن فيلمه «غيوم سيلس ماريا»، الذي وقفت فيه الى جانب النجمة جوليت بينوش، على جائزة سيزار افضل ممثلة مساعدة. وكانت قد اشتهرت بادائها في سلسلة افلام مصاصي الدماء «شفق» Twilight.

وبدا تعاون آلن مع ستورارو العنصر الأبرز في هذا الفيلم، إذ صبغ الاخير المشاهد بصبغته ولمسته الفنية المميزة، فوجدنا غلبة اللون الجوزي وتدرجاته، الذي يوحي بالعتق ويعكس بنظر سترارو حقبة الثلاثينيات، على معظم مشاهد الفيلم لا سيما تلك التي يظهر فيها بوبي، وانسحب ذلك على الملابس اذ لم يظهر بوبي طوال الفيلم الا بملابس من هذا اللون.

وفي المقابل نجد غلبة اللون الازرق وتدرجاته على المشاهد التي يظهر فيها الخال في هوليود، كما هي الحال مع مشهد الافتتاح الرائع للحفلة في هوليود وقت الغروب على حافة زرقة مياه المسبح التي طغت على كل شئ، او في مشهد الحفلة في النهاية الذي تخللته الى جانب اللون الازرق ألوان حارة من الاحمر والاسود في هارموني حاد.

وبرع ستورارو في توزيع مساقط الضوء في مشاهده على شخصياته او تفاصيل المكان فبدت أشبه بلوحات، كما ينثر في ديكور هذه المشاهد الكثير من اللوحات الشهيرة التي فيها ايضا إحالات مرجعية في تصوير العمل، كما هي الحال مع لوحة الفنان الايطالي من عصر النهضة غيسيبي ارسيمبولدو الذي اعتاد رسم بورتريهات غريبة بشخصياته بالخضر والفاكهة ، واللوحات التي زينت مكتب فيل.

وصور ستورارو، الحاصل على الأوسكار اكثر من مرة عن أفلام «القيامة الان» 1979 و«ريد» 1981 و «الامبراطور الأخير» 1987، فيلم «كافية سوسايتي» بكاميرا رقمية من نوع سوني «CineAlta F65» التي تعطي مواصفات للصورة اشبه بتلك المصورة بكاميرا 35 ملم، وهذا الفيلم يعد أول انتقالة لوودي آلن من الفيلم السينمائي إلى عالم السينما الرقمية.

يفتتح اليوم «نظرة ما»:

«اشتباك».. يظهر أسوأ وأفضل ما في المصريين

«سينماتوغراف» ـ سيد محمود

كشف المنتج محمد حفظى عن تفاصيل فيلم «اشتباك» الذي يعرض اليوم في افتتاح قسم «نظرة ما» خلال الدورة الـ69 لمهرجان كان السينمائي، بحضور غالبية طاقم صانعي الفيلم الذي يتناول بشكل عام حالة الاضطراب السياسي التي تلت عزل محمد مرسي، وهو من تأليف خالد دياب ومحمد دياب مخرج الفيلم، وإنتاج مشترك بين فرنسا، مصر، ألمانيا والإمارات.

وتدور أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، وتم تصوير مشاهده جميعها في مساحة لا تزيد عن 8 أمتار، وهو الفيلم الأول من نوعه الذى يصور فى مكان محدود جدًا بعد فيلم المخرج الكبير صلاح أبو سيف «حياة أو موت» الذى دارت أحداثه داخل مصعد.

وفى الفيلم الجديد «اشتباك» الذي يعرض للمرة الأولى عالميا في «كان»، يتفاعل عدد كبير من الشخصيات وتدور دراما تتضمن لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضاً، وهو ما فرض صعوبات إنتاجية على فريق العمل بالكامل «العمل في الفيلم تطلب شهوراً من الاستعداد والتدريب والبروفات، وأتحدى أن يكون أي فريق تمثيل لأي فيلم مصري تعرض لمثل هذه الصعوبات والتحديات التي واجهها فريق عمل اشتباك في ظروف تصوير وتحمل شهور البروفات والاستعداد».

فريق التمثيل بالفيلم يضم النجمة نيللي كريم، مع طارق عبد العزيز، هاني عادل، أحمد مالك، محمود فارس، محمد عبد العظيم، جميل برسوم وآخرين، وهو فريق تمثيل يصفه حفظي قائلاً «أهم صفات ممثلي الفيلم هي القدرة على العمل كفريق وعدم الشعور بنجومية الفرد على حساب العمل».

وبجوار دراما سيارة الترحيلات الضيقة، يتضمن الفيلم العديد من مشاهد الاشتباكات العنيفة «بجانب التصوير في مساحة ضيقة، الاشتباكات كانت أكبر تحدي على مستوى الإنتاج والإخراج. كان من الضروري أن تخرج الاشتباكات بشكل واقعي حتى تشعر أنك بين هؤلاء المسجونين بداخل السيارة والمسألة ليست فقط ميزانية ضخمة، بل مخرج واعي وفريق مؤثرات جيد حتى يخرج بهذا الشكل وبدون إصابات لأي من فريق العمل» قال حفظي الذي أشار أيضاً لمشهد الاشتباكات الذي تم تصويره تحت الطريق الدائري بجوار ترعة المريوطية «إنه مشهد الاشتباك الكبير بين متظاهري الإخوان والشرطة، وهناك أيضاً مشهد آخر مهم تم تصويره تحت الماء».

وقال المخرج والمؤلف محمد دياب أن «اشتباك ينقل وضعاً حقيقياً، ويكشف عن أفضل وأسوأ ما في الإنسان المصري، حيث مجموعتين من البشر في منتهى العداء لبعضهما، ولا يوجد معهم شيء سوى هاتف محمول تم تهريبه، شفرة حلاقة ومبولة بدائية».

وبأعمال سابقة له «678، الجزيرة، الجزيرة 2»، يتضح سعي محمد دياب كمؤلف لتناول أصول العنف المجتمعي، وليس مجرد إبرازه، وهو ما يعّلق عليه حفظي قائلاً «بالطبع الموقف الذي تتعرض له الشخصيات كفيل بأن يوّلد العنف داخل السيارة. لكن السؤال هنا هو كيف نتجاوز العنف الناتج عن غريزة البقاء على الحياة، خاصة إذا واكب هذا شعورا بالكراهية تجاه الآخر، وأن يتحول كل ذلك إلى تعاون بين أعداء من أحل البقاء أحياء».

يوميات «كان»: اكتشاف الشباب سر نجاح المهرجان

كان ـ عبد الستار ناجي

وصلت يوم أمس الاول الى مدينة كان جنوب فرنسا، حيث تتزين تلك المدينة الجميلة لاستقبال عرسها السينمائي الأهم المتمثل بمهرجان كان السينمائي الدولي الذي يحتفل هذا العام بدورته التاسعة والستين، ورغم اعوامه الطويلة، الا انه يبدو اكثر شبابا وحيوية وكأنه يرفض أن يشيخ.. أو يكبر.

ان منهجية المحافظة على عمر المهرجان ولياقته منهجية واستراتيجية، تحرك عليها العديد من قيادات المهرجان، وآخرهم هو المدير الفني للمهرجان تيري فيريمو، الذي خلف المدير الفني ورئيس المهرجان السابق جيل جاكوب، وكلاهما كان يراهن على التجديد.. والشباب والاكتشاف ووفق تلك المنهجية، كانت المسابقة الرسمية في كل عام تحتفل بأكثر من اسم يمثل اكتشافا جديدا، عبر فيلمه الأول، وهكذا الامر في بقية المسابقات والتظاهرة.

هذه الاختبارات المتحددة، كانت تسير وبخط متواز مع حضور جيل الكبار والمبدعين والرموز، ما خلق حالة من «المجايلة» الجميلة، والتي أسهمت في اثراء المهرجان ومنحه الحيوية والتجديد.

اليوم فيما نتأمل المسابقة الرسمية وغيرها من التظاهرات، نلاحظ حضور اكثر من اسم لمخرج شاب، من بينهم المصري محمد دياب والفلسطينية مها الحاج وكلاهما يقدم أعماله في تظاهرة، نظرة ما – التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، بعد المسابقة الرسمية.

مهرجان كان السينمائي.. يرفض أن يشيخ.. يظل رمزا للشباب.. والحيوية.. والتجديد.. وقبل كل هذا وذاك.. الاكتشاف.

وعلى المحبة نلتقي

قبل افتتاح «كان».. 210 ملايين فرنسي دخلوا صالات السينما

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

حقق رواد السينما الفرنسية رقما قياسيا للعام الرابع على التوالي وقبل افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي فى دورته التاسعة والستين، حيث بلغ عدد الذين دخلوا دور العرض السينمائي 210 ملايين.

وذكر تقرير المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة أن هناك فرنسيين من ثلاثة ذهبوا ولو مره واحده إلى دور العرض السينمائي خلال عام 2015، حيث بلغ عددهم 39.1 مليون شخص فكل مشاهد دخل فى المتوسط 5.3 مره السينما ورواد السينما الفرنسية خلال الفترة من 2006 حتى 2015 ارتفعوا بنسبة 12.3% بزيادة 4.5 مليون مشاهد.

كما عرض خلال العام الماضي 7 ألاف و377 فيلما مختلفا كما تم افتتاح 23 دور عرض جديدة بشاشة واحده فى المناطق الريفية والتجمعات الصغيرة.

يذكر أن عدد الشباب من سن 6 سنوات إلى 14 عاما بلغوا 6.1 مليون وهذا رقم تاريخي بالنسبة للشباب مقابل 432.4 % للأقل من 25 عاما.

«ذكريات»: يوسف وهبي أول عربي في تحكيم «كان»

«كان» ـ  سينماتوغراف

وقع الاختيار على عميد المسرح العربى يوسف وهبى للمشاركة فى لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائى فى عام 1946، كأول مصرى وعربي يشارك فى هذه اللجان وبوصفه أشهر فنان وممثل فى تلك الحقبة، وكان له الفضل فى النهوض بالسينما المصرية، حيث أسس عام 1923 فرقة مسرح رمسيس، التى تخرج فيها نجوم ونجمات السينما الذين نهضوا بالسينما طوال القرن الماضى.

«نيويورك تايمز»:

السعفة الذهبية تغازل الشرق الأوسط و«اشتباك» مرشح لجوائز

«كان» الوكالات ـ  سينماتوغراف

تشهد نسخة هذا العام من مهرجان «كان» السينمائي الدولي حضوراً كبيراً لأفلام الشرق الأوسط، فمن المنتظر أن ينافس فيلم «االبائع» أحدث أفلام المخرج الإيراني الفائز بجائزة أوسكار أصغر فرهادي، على جائزة «السعفة الذهبية» لهذا العام.

كما ينافس الفيلم المصري «اشتباك» لمخرجه محمد دياب على جائزة «نظرة ما» والذي يصور خلاله انتصار الثورة المصرية وانكسارها، حيث تُمنح هذه الجائزة للأعمال الأكثر تحدياً، وتشارك فيها أيضاً أفلام من إيران وإسرائيل بحسب تقرير نشرته صحيفة New York Times الآميركية.

وفي تصريحات لمجلة «سلايت» الفرنسية، قال ناقد الأفلام والمحرر السابق في مجلة Cahiers du Cinéma جون ميشيل فوردون، «إن حضور أفلام الشرق الأوسط والأفلام العربية كان ضعيفاً خلال الأعوام الأخيرة، وهذا العام يعد من أهم الأعوام بالنسبة لها».

«البائع» الإيراني مرشح للتألق

ويعد الفيلم الإيراني «البائع» أحد الأفلام التي ينتظرها الجميع هذا العام، ويحكي الفيلم قصة زوجين صغيرين من طهران، وهما ممثلان هاويان يلعبان دورين في مسرحية «موت بائع متجول» للكاتب آرثر ميلر.

وكما سبق أن فعل فرهادي في فيلمه «انفصال» الذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في العام 2012، يعود اليوم ليمارس أسلوبه بالضرب على أوتار مختلفة، ليبرز فيلمه بأسلوب سهل وعالمي في ذات الوقت.

يقول المنتج الفرنسي اليكساندر ماليت غاي الذي شارك فرهادي في إنتاج فيلمه الأخير، «ثمة جانب رمزي وآخر أخلاقي، لكن أيضاً ثمة بعدٌ اجتماعي وطبقة اجتماعية وبعد ديني. لم يسبق له أن عارض النظام علانية، ولكنه يفعل ذلك بين السطور، وهذا هو نوع السينما الذي يتبنى نموذجه».

وتدور أحداث فيلم «البائع» حول شخصيتي عماد (شاهاب حسيني) ورنا (ترانه عليدوستي)، حيث انقلبت حياتهما رأساً على عقب بعد أن اضطرا لمغادرة منزلهما بسبب أعمال البناء، بينما يشاركان في التمثيل بمسحرية آرثر ميلر.

وكان على فرهادي أن يعرض قصة الفيلم على الحكومة الإيرانية قبل أن يحصل على التصريح اللازم للتصوير في طهران، لكنه لم يواجه أي عقبات، وذلك وفقاً لما قال ماليت غاي.

وأضيف الفيلم لقائمة الأفلام المتنافسة على جائزة السعفة الذهبية في وقت متأخر عن باقي الأفلام، وذلك بسبب تأخر فرهادي عن الانتهاء من تصوير فيلمه حتى أواخر فبراير/شباط.

ويقول ماليت غاي إنه سجل فيلمه لدى مدير المهرجان تييري فريمو بعد الإعلان مباشرة عن القائمة المبدأية المشاركة في مهرجان كان في منتصف أبريل/نيسان، ويضيف قائلاً إن فيلم «البائع» سيُعرض في 21 مايو/أيار، أي في الأيام الختامية للمهرجان، بيد أنه جذب اهتمام كثير من الشركات في الولايات المتحدة.

Inversion.. فارس إيران الثاني

كما يشارك الفيلم الإيراني Inversion من إخراج بهنام بهزادي للمنافسة على جائزة «نظرة ما». وتدور أحداثه خلال الجو الضبابي المعاصر لطهران، حول قصة نيلوفار (سحر دولت شاهي) وهي امرأة عزباء تبلغ من العمر 30 عاماً تمكث في المدينة وحدها بدلاً من المغادرة مع أمها المريضة التي يخبرها الأطباء أن عليها مغادرة المدنية للحفاظ على سلامة جهازها التنفسي.

وقد كتب بهزادي في إحدى الصحف، «مدينة طهران تعد من أكثر المدن تلوثاً حول العالم، حيث تصل نسبة التلوث إلى ذروتها خلال الأيام التي يحدث خلالها انقلاب حراري. لم يكن لدى نيلوفار الحق أو الفرصة لأن تختار، وقد اعتادت على ألا تمتلك ذلك الأمر. والآن هي في حاجة إلى انقلاب Inversion لكي تذكر نفسها والآخرين أن يحترموا حريتها في الاختيار».

تنافس عربي إسرائيلي محموم

كما يشارك في قسم جائزة «نظرة ما» لهذا العام الفيلم الإسرائيلي «ما وراء الجبال والتلال» قصة وإخراج عيران كوليرين، وتدور أحداثه حول شخص يعاني من أجل العودة إلى حياة المدنية بعد أن قضى 27 عاماً في الجيش.

ويشتهر كوليرين بفيلمه الكوميدي «زيارة الفرقة الموسيقية» من إنتاج العام 2007، والذي فاز بعديد من الجوائز، حيث تدور أحداثه حول فرقة مصرية تقدم حفلاً بأحد المراكز الثقافية العربية في إسرائيل.

أما الفيلم الفلسطيني «أمور شخصية» من إخراج مها الحاج، فيحكي قصة زوجين من فلسطينيّ الداخل يعيشان في مدينة الناصرة، ويشعران بالقلق على حياة ابنهم البكر، الذي يعيش قرب الحدود مع مدينة رام الله.

«اشتباك» يرفع راية المصريين

ويأخذ المخرج المصري محمد دياب، من خلال فيلمه «اشتباك»، المشاهدين في جولة تحكي عن تاريخ مصر الحديث. وقد استوحى الفيلم من تجربته في ميدان التحرير خلال الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك في العام 2011. لكن الوعود التي انتظرها الثوار تبددت مع بدء حكم الرئيس المنتخب السابق محمد مرسي – بحسب مخرج الفيلم -، حيث يقول دياب إنه بكى في اليوم الذي انتُخب فيه محمد مرسي.

وتدور أحداث فيلم «اشتباك» حول لحظات الفوضى التي امتلأ بها في العام 2013 بعد المظاهرات التي أطاحت بمحمد مرسي، وذلك قبل أن يطيح به النظام العسكري الذي يحكم إلى الآن. ويحكي الفيلم قصة 25 مصرياً من كل الأطياف الثورية، بدءاً من الديمقراطيين وحتى الإسلاميين، كلهم اعتقلوا على يد رجال الأمن بعد تلك المظاهرات.

وقال دياب البالغ من العمر 38 عاماً في مقابلة تليفونية «أردت أن أصنع فيلماً عن الثورة، إلا أنني في كل مرة أمتلك الفكرة تتبدد مني الأشياء”. ففي العام 2013 توصل أخوه خالد إلى فكرة أن تدور الأحداث حول مجموعة من المعتقلين الذين يكتبون الفيلم معاً».

وأضاف دياب «بدأنا في محاولة العمل على فيلم يحكي عن صعود الثورة، لكن الحال انتهى بنا بفيلم تدور أحداثه حول انكسار الثورة. حاولنا نقل التجربة الإنسانية لكل شخصية في الفيلم، حتى الشرطة». يوضح دياب الفكرة قائلاً «كل شخص في دائرتي، وكل شخص قابلته في حياتي نصحني بألا أعمل على هذا الفيلم لأنّه سيزعج الجميع».

وكانت أول الأعمال التي أخرجها دياب هو فيلم «678» وتدور أحداثه حول 3 نساء يحيين في القاهرة ويواجهن التحرش الجنسي، وقد بدأ عرضه في السينمات في أعقاب الثورة حيث اُعتبر نبوءة لما حدث. وساعد نجاح الفيلم في مصر أن يجعل من دياب شخصية تلفزيونية خلال الثورة، كما ساعده نجاح الفيلم على تمويل فيلمه الآخير «اشتباك».

ويعد الفيلم إنتاجاً مشتركا بين فرنسا ومصر بالإضافة إلى التمويل القادم من ألمانيا والإمارات، التي ساعد تنامي علاقتها بشبكة المهرجانات على ظهور الأفلام القادمة من العالم العربي. ولا يزال دياب غير متأكد مما إذا كان فيلمه سيُعرض في مصر أم لا، حيث يقول هو والنقاد الآخرون إن الحكومة الحالية في مصر تضيق على حرية التعبير أكثر من عهد الرئيس مبارك، وكثير من المصريين صارو ا أكثر حذراً وخوفاً عند محاولتهم للتظاهر.

يقول دياب «كل الأشخاص خائفون من أن نصير نموذجاً آخر من سوريا أو اليمن، لذا لا يفعل أي شخص أي شيء حيال الأمر».

ضم مخرج فيلم «اشتباك» للجنة الاستشارية لـ«القاهرة السينمائي»

«كان» ـ  سينماتوغراف

اتخذت الدكتورة ماجدة واصف، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفني للمهرجان، قرارا يقضي بانضمام كاتب السيناريو والمخرج محمد دياب إلى عضوية اللجنة الاستشارية للمهرجان، التي تضم «النجمة يسرا، المحامية منى ذو الفقار، كاتب السيناريو والمنتج محمد حفظي، كاتبة السيناريو مريم نعوم، المخرج دكتور محمد القليوبي، والناقد السينمائي طارق الشناوي، إلى جانب رئيس المهرجان ومديره».

ومحمد دياب هو المخرج الذي حقق إنجازا فنيا كبيرا للسينما المصرية والعربية، بعد إعلان إدارة الدورة الـ69 لمهرجان «كان» السينمائي عن اختيار فيلمه «اشتباك»؛ ليكون فيلم افتتاح مسابقة «نظرة ما» للأفلام الطويلة، وبناء على هذا الاختيار يعد الفيلم المصري الثالث الذي يعرض في هذه المسابقة بعد فيلمي «الآخر» 1999، و«إسكندرية.. نيويورك» 2004 للمخرج الكبير يوسف شاهين.

ودياب هو كاتب ومخرج فيلم «678»، الذي عرض ظاهرة التحرش في الشارع المصري، وهو مؤلف عدد من الأفلام الناجحة مثل «ديكور» مع شقيقته شيرين، «الجزيرة 1 و2»، «1000 مبروك» مع شقيقه خالد دياب، «بدل فاقد» و«أحلام حقيقية».

مؤسسة الشاشة في بيروت تشارك في «كان» بـ 3 أفلام

«كان» ـ  سينماتوغراف

أعلنت مؤسسة الشاشة في بيروت عن مشاركة 3 مشروعات تدعمها المؤسسة ضمن برامج مختلفة موازية لفعاليات الدورة الـ 69 من مهرجان كان السينمائي، حيث سيكون فيلم أمل للمخرج المصري محمد صيام أحد 10 مشروعات أفلام طويلة تشارك في فعاليات فابريكة سينما العالم بـمهرجان كان السينمائي 2016.

وضمن فعاليات سوق الفيلم في كان، سوف يُعرض 20 دقيقة من فيلم الأسماك تُقتل مرتين للمخرج المصري أحمد فوزي صالح (إنتاج كريم أيتونا وتوماس ميكوليه) والذي لا يزال في مرحلة الإنتاج، يوم الاثنين 16 مايو – أيار، في الفترة من الرابعة وحتى السادسة مساءً في قاعة J.L.Bory – Palais K. العرض ينظمه سوق دبي السينمائي لعدد محدود من الموزعين وممثلي المهرجانات.

كما سيُعرض أيضاً 20 دقيقة من فيلم غرفة لرجل للمخرج اللبناني أنطوني شدياق (إنتاج كارول عبود) الذي لا يزال في مرحلة الإنتاج ضمن فعاليات سوق الفيلم في كان يوم الاثنين 16 مايو – أيار، في الفترة من الثانية وحتى الرابعة عصراً في  Palais 1. تنظم العرض مؤسسة سينما لبنان لعدد محدود من الموزعين وممثلي المهرجانات.

«فوتوكول» جورج كلوني وجوليا روبرتس لفيلم «وحش المال»

«كان» ـ  سينماتوغراف

حضر نجما هوليوود، الممثلان الأمريكيان جورج كلوني، وجوليا روبرتس، اليوم الخميس، جلسة «فوتوكول»، التي سبقت عرض فيلمهما الجديد «وحش المال Money Monster» للمخرجة والنجمة جودي فوستر، ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائي.

يعرض الفيلم خارج المسابقة، وغير مرشح لأي من جوائز المهرجان، والتي تشمل السعفة الذهبية لأفضل فيلم، وتدور أحداثه حول مقدم برنامج تليفزيوني لتحليل الأسواق المالية، الذي يلعب دوره «كلوني»، يحتجزه مستثمر غاضب، في حين تلعب جوليا دور منتجة البرنامج التي تحاول الإفراج عن كلوني على الهواء.

الجناح الإماراتي في «كان» منصة مثالية للترويج وجذب الأفلام

«كان» ـ سينماتوغراف

توجّه وفد من المؤسسات الإعلامية في الإمارات إلى مهرجان كان السينمائي، للمشاركة في دورته ال 69، التي تستمر حتى 22 الجاري، بهدف الترويج إلي صناعة السينما الاماراتية المزدهرة وتسليط الضوء على المواهب المحلية واستعراضها أمام المجتمع العالمي، وتكوّن هذا الوفد من لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ومدينة دبي للاستوديوهات ومهرجان دبي السينمائي الدولي، ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل.

ويشارك الوفد في هذه الفعالية العالمية من خلال الجناح الإماراتي الذي يقع في القرية الدولية للمهرجان، ويعتبر منصة متميزة لتبادل المعلومات ونشر الوعي بشأن صناعة السينما الإماراتية، ودعم المواهب في المنطقة، واستعراض الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية المحلية والعربية والعالمية التي تم تصويرها عبر أنحاء الإمارات في العام الماضي.

وشهدت الإمارات زيادة ملحوظة في عدد الأفلام العالمية الشهيرة التي صورت وأنتجت داخلها، بما في ذلك فيلم «ستار تريك بيوند» من هوليوود، و«كونغ فو يوغا» للفنان جاكي شان، و«هابي نيو يير» للنجم شارو خان. ويرجع هذا النمو إلى المزايا المتعددة التي تتمتع بها دولة الإمارات من مرافق عالمية المستوى واستوديوهات الإنتاج الإعلامي المتطورة في مدينة دبي للاستوديوهات، وبنية تحتية قوية ومواقع تصوير متنوعة، ومواهب محلية يوفرون الدعم اللازم لضمان تسهيل عملية التصوير وتوفير تجربة متميزة.

ويستضيف الجناح الإماراتي عدداً من الفعاليات المعنية بتعزيز التواصل بين مختلف الأطراف، كما يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي بالشراكة مع «مارشيه دو فيلم» 4 أفلام عربية في مرحلة ما بعد الإنتاج ضمن الأعمال المتوقع عرضها قريباً، وذلك لجمهور من موزعي الأفلام والوكلاء والقائمين على المهرجانات السينمائية.

وتعرض 7 أفلام من الأعمال التي حظيت بدعم من قبل برنامج «إنجاز» المبادرة التابعة لسوق دبي السينمائي، ضمن فئة الأفلام القصيرة المشاركة في المهرجان، بالإضافة إلى عرض الفيلم الفائز في مسابقة «سامسونج للأفلام القصيرة» التي أُطلقت في العام 2014 بهدف دعم المواهب الشابة، تحت إشراف المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة.

وأكدت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، مديرة «فن» ، مديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، أهمية المشاركات الخارجية للمؤسسات الإماراتية المعنية بالسينما، للتعريف بالتقدم المتواصل الذي تحققه تلك الصناعة في الدولة، وتبادل الخبرات مع العاملين فيها حول العالم، من أجل تطوير هذا القطاع الحيوي، وإثراء المشهد السينمائي المحلي والإقليمي والدولي.

وتعليقاً على مشاركة الإمارات في المهرجان، قال جمال الشريف، رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي والمدير العام لمدينة دبي للاستوديوهات: «تمكنت الإمارات من تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة لصناع الأفلام المبدعين من هوليوود وبوليوود. ويرجع ذلك النجاح ليس فقط لما تتمتع به من مواقع المتميزة ولكن أيضاً بفضل استوديوهات الإنتاج الإعلامي العالمية المستوى، والتقنيات المتطورة المتوافرة لدينا ما يضمن سهولة عملية التصوير».

وأضاف: «تعتبر مشاركتنا في كان، فرصة متميزة لتوطيد علاقتنا مع اللاعبين المؤثرين في صناعة السينما العالمية. كما نتطلع إلى تعزيز وتطوير صناعة السينما في الدولة من خلال استعراض النجاحات والإنجازات التي حققناها في هذا الحدث المرموق».

وقال عبد الحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي: «نتشرف برفع علم الإمارات في المهرجان، ونواصل بذل كل الجهود لدعم المواهب الإماراتية والعربية، والأخذ بالإنتاجات والإبداعات السينمائية العربية إلى منصات عالمية. ومهرجان كان يعد منصة مثالية لعرض ما يمكن للدولة توفيره لصناع السينما في العالم، واستقطاب المزيد من المواهب والإنتاجات، فضلاً عن كوننا مهرجاناً سينمائياً أصبح سفيراً للسينما الإماراتية والعربية في العالم».

هواء «كان» يحاصر الفرنسية إنديا هير على طريقة «مارلين مونرو»

«كان» ـ   سينماتوغراف

حضر أبطال الفيلم الفرنسي Rester Vertical للمخرج آلان جيرودي أول أفلام المسابقة الرسمية الذي يجري عرضه اليوم الخميس إلى جلسة التصوير التي تسبق عرض الفيلم، وتعرضت بطلته إنديا هير لموقف طريف بسبب شدة الهواء في مواجهتها أمام المصورين، والذي تسبب في رفع فستانها، حيث حاولت مقاومة الهواء والإمساك بطرف فستانها على طريقة مارلين مونرو الشهيرة.

سينماتوغراف في

12.05.2016

 
 

خاص في الفن - رسالة كان (1):

"كافيه سوسايتي".. وودي آلان يفتتح المهرجان بفيلم اعتيادي ومتقن

كان ـ أحمد شوقي

على مدار 12 يوماً ستكون أنظار كل محبي ومتابعي السينما في العالم مصوّبة نحو كان، تلك المدينة الصغيرة في جنوب فرنسا، والتي منحها المهرجان شهرتها وحوّلها قبلة سنوية للفن السابع

وللمرة الثالثة في تاريخ المهرجان يقع الاختيار على المخرج الأمريكي الكبير وودي آلان ليفتتح المهرجان بفيلمه الجديد "كافيه سوسايتي Cafe Society"، بعدما كان صاحب فيلم الافتتاح عام 2002 بفيلم "نهاية هوليوودية Hollywood Ending" وعام 2011 بـ "منتصف ليل في باريس Midnight in Paris".

الاهتمام الضخم بفيلم وودي آلان دفع المهرجان لتنظيم أربعة عروض للفيلم، على رأسها عرض حفل الافتتاح، بالإضافة إلى عرضين صحفيين متتاليين قبيل الحفل، شاهدنا الفيلم في أحدهما.

آلان العجوز الذي تجاوز الثمانين بشهور لا يزال طفلاً لعبته هي السينما، لا يتوقف عن ممارستها مهما كانت الظروف والموانع، ويكفي الرقم الذي ذكرناه في التقرير السابق من استمراره في تقديم فيلم روائي طويل واحد على الأقل كل عام منذ 1982، حتى في الأعوام التي شهدت مشكلات شخصية وفضائح يعلمها الجميع، لم يجدها وودي أبداً سبباً يكفي لتعطيله عن العمل.

انقلاب يستحق الرصد

ما يستحق الرصد في مسيرة وودي آلان، وبعيداً عن استمراره المثير للإعجاب، هو هذا التحوّل الجذري الذي شهدته شكل سينماه مع تقدمه في العمر

فالرجل الذي كان أحد أوائل من وظفوا أفكار ما بعد الحداثة في أعمالهم خلال السبعينيات ومطلع الثمانينيات ـ ويكفي أن عمله التاريخي "آني هول Annie Hall" هو النموذج الأهم لسينما ما بعد الحداثة ـ أخذ منذ أعوام منحى كلاسيكي واضح على الأقل في شكل أفلامه على مستوى الصورة والسرد.

في "كافيه سوسايتي" يواصل آلان صورته النوستالجية، التي يعود بها هذه المرة إلى ثلاثينيات القرن العشرين، عبر حكاية الشاب بوبي دورفمان (جيس إيزنبيرج) الذي ينتقل من نيويورك إلى لوس أنجلوس أملاً في أن يساعده خاله وكيل الأعمال الهوليوودي الشهير (ستيف كاريل) في إيجاد عمل بالسينما، لكن التغيير الأهم في حياته يأتي عندما يعود لمسقط رأسه وينشئ مطعم ونادي "كافيه سوسايتي" الذي يجعله من المشاهير، وإن لم تساعد الشهرة والثراء كثيراً في معاناته العاطفية خاصة تجاه حبيبته فوني (كرستين ستيورات) التي تتركه وتفضل أن تتزوج من خاله.

الصورة كما قلنا ذات جماليات كلاسيكية، يتعاون فيها آلان للمرة الأولى مع مدير التصوير الإيطالي العالمي فيتوريو ستورارو، الذي يبدو هنا وكأنه الأداة المثالية ليواصل بها المخرج المخضرم رحلته في التلاعب بالماضي، ومحاولة العيش ولو بالسينما في أزمان وأماكن يوقن كل من يشاهد أفلامه الأخيرة أنه أراد أن يعيش فيها. يضاف إلى الصورة الحكي الخطي الخالِ من أي تلاعب، لنضع يدنا بوضوح على هذا الاتجاه.

أطياف من سينما آلان

هذا لا يعني أن العمل كلاسيكي بحت، فهناك بالطبع بعض التفاصيل التي يستخدمها آلان بذكاء ليعطي الفيلم طابعه الشخصي. بداية من الراوي الذي يروي الحكاية ملحقة ببعض الرأي والسخرية، دون أن نعرف هويته أو علاقته بمن في الفيلم، مما يعطي إيحاءً بأن المتحدث هو آلان نفسه يسرد لنا الحكاية بطريقته.

لديك أيضاً بناء شخصية البطل بوبي دورفمان الاجتماعي والحركي، فهو شاب يهودي من برونكس (نفس الجذور التي يعرفها الجميع عن المخرج)، طريقه حركته وحديثه قريبة جداً من الشخصية التي دأب وودي آلان على لعبها في أفلامه القديمة، وبالتأكيد المبالغة في السخرية من العلاقات داخل الأسرة اليهودية ممثلة في والدي البطل وأشقاءه، وهو مجدداً عنصر منتم قلباً وقالباً لسينما آلان، يجعل المخضرمين من جمهوره يشعرون بأن الفيلم هو ابن مخرجهم المفضل، حتى وإن لم يحمل أي مفاجأة أو تغيير لما يمكن أن يتوقعه كل من شاهد أفلام صانعه الأخيرة.

العنصر الأكثر أصالةإما لو كان هناك عنصر أصيل وحيد في الفيلم بخلاف جودته التقنية التي لا تعد إنجازاً مع مخرج صنع قرابة الخمسين فيلماً، فسيكون تلك النظرة العبثية التي ينظر بها الفيلم للعلاقات العاطفية. "الحياة مسرحية كوميدية، كتبها مؤلف سادي" هكذا يقول بطل الفيلم في وصف علاقته المركبة بحبيبته التي صارت زوجة خاله، والتي لا يزال الحب في قلوبهما مع تسليم كل منهما بسعادته في حياته الزوجية (فهو أيضاً تزوج امرأة يحبها)، وبعدم قدرته على ترك زواجه من أجل نشوة حب قديم.

شكل العلاقة بين الشخصيات الأربعة في الفيلم بعيد عن الحزمة المعتادة من الأخلاق والمشاعر التي تقدمها الأفلام الهولييودية باعتبارها هي المقبولة بغض النظر عن شرعيتها، والخروج من حيز هذه الأحكام المسبقة هو ما يجهل "كافية سوسايتي" فيلماً جيداً إجمالاً، وحتى لو كان يشبه أفلام آلان الأخيرة، فعلى الأقل ينتهي على استنتاج أكثر حكمة ونضجاً من مجرد حس النوستالجيا.

المسابقة تنطلق بفيلم جيد

بعيداً عن فيلم الافتتاح، كان أول فيلم يعرض من أفلام المسابقة الرسمية هو الروماني "سيرانيفادا Sieranevada" للمخرج كريستي بويو، أحد مؤسسي الموجة الجديدة في السينما الرومانية بفيلمه السابق الشهير "موت السيد لازاريسكو The Death of Mr. Lazarescu" الذي فاز بجائزة نظرة ما في كان 2005

"سيرانيفادا" أقيم له عرض صحفي خاص قبل عرضه الرسمي في ثاني أيام المهرجان. وبالرغم من طول الفيلم الشديد البالغ ثلاث ساعات، فقد قابله الصحفيون بحفاوة وصفقوا في نهايته بسبب قدرة المخرج على صياغة عمل ذكي وخفيفي الظل، تدور أحداثه في مساحة زمنية ومكانية محدودة هي حفل تأبين، لكنها تكشف الكثير عن المجتمع الروماني وتأثير السياسة على شخصياته، السمة التي يمكن رصدها دائماً ضمن أفلام مخرجي هذه الموجة، وعلى رأسهم كرستيان مانجيو الذي ننتظر عرض فيلمه الجديد في المسابقة خلال أيام.

موقع في الفن المصري في

12.05.2016

 
 

المهرجان يختار الحب، الكوميديا والذكريات للافتتاح

فلسفة وودي آلان تحت سماء "كان"

فرنسا: مبعوث “الخبر” إلى “كان” محمد علال

الوقت يمضى، الحياة تستمر، الناس تتغير” هكذا اختارت روز (جسدت دورها الممثلة جيني برلين) أن تختزل حالتها العاطفية، ورغبتها في المضي قدما نحو رحلة عاطفة باتجاه عشق آخر غير ذلك الذي كان يأمله حبيبها بودي دروفمان (جسد دوره الممثل جيسي إيزنبارك) المسافر إلى عالم هوليوود في فيلم “كوفي سوسايتي” للمخرج الأمريكي والسيناريست وودي آلان، جاء الفيلم كتعويذة سينمائية ساخرة من الحب والخيانة وبفلسفة وودي آلان الخاصة.

يمنحنا وودي آلان (80 سنة) تأشيرة للسفر إلى تاريخ السينما الأمريكية وتحديدا إلى هوليوود، فهو من يعرف تفاصيلها وعاش ملامحها ولا يجد صعوبة في تفسير الحكاية، وقد اختار حكاية رجل المال والأعمال فيل (جسد دوره الممثل ستيف كارل) الذي تحول في الفيلم إلى وكيل أعمال العديد من النجوم، وبوابة لكل من يريد العمل في السينما ويدخل تاريخ هوليوود، لتلتقي القصة بحكاية شاب يصل إلى هوليوود خلال ثلاثينيات القرن الماضي، حاملا معه أحلام دخول هذا العالم، هذا الشاب بودي دورفمان يحاول الاستفادة من علاقة القرابة التي تجمعه برجل الأعمال فيل من أجل تحقيق طموحاته.

بعيدا بعض الشيء عن رؤيته العميقة التي قدمها في عشرات الأفلام الهامة، بدءا من “آني هلال” المميز (1977) بطولة ديان كيتون وتوني روبرتس، و “آلس” (1990)، ووصولا إلى فيلمه ما قبل الأخير “الرجال” (2015)، حين كانت أفلامه تحمل فلسفة أعمق، وتغوص في علم النفس وقصص الأدب العالمي والتاريخ، منح المخرج وودي آلان في فيلمه الجديد “كوفي سوسايتي”، الذي اختير لافتتح فعاليات مهرجان كان السينمائي الذي عُرض تحت سماء مهرجان كان المغيمة، منح الجمهور بصيصا من أمل لاستيعاب الفيلم، ولكن في قالب واحد يحمل فلسفة الحب، الانتماء، والهوية، خصوصا اليهودية، ويواصل الوفاء لمدينة نيويورك التي جعل منها عنوانا لكل أفلامه السينمائية.

كوفيه سوسايتي” هو فيلم مشحون بالألوان، يمنح نيويورك في ثلاثينات القرن الماضي الألوانَ الزاهية وموسيقى الجاز وتفاصيل السهر المترنح بين ثنايا قصص الحب والجنس وأحلام الحياة الأفضل، إنها الألوان التي اختارتها المخرج وودي آلان مفتاح الفترة الزمنية للحكايات المتعاقدة في قصة فيلم “كوفي سوسايتي”، لكنه يبتعد عن فلسفة وودي آلان بخطوات قليلة، جاء الفيلم مهووسا بالألوان والذكريات، فالمخرج وودي آلان الذي قدم روائع للسينما العالمية، منها “حب وموت” (1975) بطولة ديان كيتون وجورج أديت، منح التفاصيلَ في فيلمه الجديد نكهة خاصة، وجعلها مفتاح الفيلم، وعلاقة الحب بين بودي دورفمان وروز تبدو باهتة رغم اللقاءات، لكنها في النهاية ضحية “سر” بدا لروز بسيطا ولكنه مهم كتفصيل غير مجرى الحكاية، ورهن العشق، لكن للمخرج رأي أخرى في الخيانة، فبالنسبة له هي بوابة لعشق جديد وليس رحلة ضعف، لهذا مضى بودي دورفمان نحو حب آخر وتزوج وأنجب طفلا، بينما تحولت الحبيبة السابقة روز إلى مجرد زائر في حياته، تبدو في كثير من اللقاءات أقرب من الصديقة والأخت، ومع التكريز قليلا في حكاية الحب منذ البداية، تبدو كأنها علاقة ضعيفة، فالحب حسب وودي آلان في “كوفي سوسايتي” هو رحلة للبحث عن التغيير والتجدد، للحب قدرة على إضعافنا وله أيضا قدرة على منحنا القوة والنسيان والخيانة أيضا، لهذا تتقاطع الأحلام بقصة الحب، وتغفوا طموحات أحلام بودي دروفمان في دخول عالم هوليوود تارة، وتستيقظ تارة أخرى، وقد وقعت رهن التفاصيل، بينما لحظات الحب والمجد عابرة، مملة ومقلقة في حياة أبطال الفيلم جميعا، نملس من خلالها كيف أن الخيانة فنون، وأن الزمن عصر المادة والثروة هي المنتصر.

ظل المخرج والكاتب وودي آلان وفيا لهواجس الهوية اليهودية، ومنحها حضورا خاصا في الفيلم، فهي نكهة النكتة في الفيلم، ترسم الابتسامة بين الحين والآخر، لا يعطي ملمحا إيجابيا ولا سلبيا مطلقا، ولكنه يجعلها مادة لطرح الأسئلة حول أهمية الأديان في حياتنا، حيث اقتنص وودي آلان تلك القواعد الدينية التي تجعل الإنسان يعيش عزلة الحياة السعيدة، بل تنوِّع تفاصيل أيامه وتمنحه بطاقة المرور إلى عوالم لا تستوعبها طاقة البشرية وانتصارها للمادة على حسب القيم وانكسارها.

الخبر الجزائرية في

12.05.2016

 
 

افتتاح مهرجان «كان» بقصة اغتصاب «وودى آلن» لابنته

كتبت - حنان أبو الضياء:

بداية مثيرة للغاية، حظى بها مهرجان كان فى دورته 69 ،فبعيدا عن العدد الهائل من النجوم الذين جاءوا للمشاركة فى الافلام، كان لقصة وودى آلن وابنته الحظ الأكبر من الاثارة ولفت الأنظار، ويبدو أن تلك القصة لن تغلق فصولها حتى الآن، فلم تكتمل سعادة المخرج وودي آلن بعرض فيلمه «Café Society» في افتتاح مهرجان كان، حيث تعرض لهجوم شرس خلال تلك الليلة بسبب الشائعات التي دارت حول اغتصابه ابنته المتبناة ديلن. فلقد فوجئ بدعابة شديدة الاحراج  من مقدم حفل الافتتاح  «المزيد عن لورين» لورين لافيت ،مثيرا ذكرى قضية الاغتصاب مرة أخرى اخرى قائلا:«إنه لأمر جيد أن تنفذ أفلاما في  بريطانيا، رغم أنه لم يتم إدانتك بعد بتهمة الاغتصاب في «أمريكا». وتابع المقدم دعابته ثقيلة الظل قائلا: «نحن سعداء باستضافتك رغم دفعك أجورًا سيئة للغاية للنجوم الفرنسيين والذين لحسن الحظ يحتفظون بها في وطننا».... ومن المعروف أن ابنة المخرج والممثل العالمي الشهير «وودي آلن» بالتبني «ديلان فارو» أكدت مزاعم اعتدائه عليها جنسيا، وذلك في رسالة نشرت على موقع صحيفة نيويورك تايمز، كما شككت بالمكانة التي يتمتع بها في هوليوود. واختارت «ديلان فارو» توجيه هذا الاتهام لوالدها قبل يوم واحد من حفل توزيع جوائز أوسكار 2014، وبعد ترشيح «الوالد» المخرج (78 عاما) لجائزة أفضل سيناريو كتب خصيصا للسينما عن فيلمه «الياسمين الأزرق» بطولة النجمة كيت بلانشيت. والقضية أثيرت منذ عشرات السنين ولكن لم يتم إلقاء القبض على آلن أو محاكمته أبدًا في القضية التي أثيرت بعد أن أجرت الشرطة تحقيقا في كونيتيكت المدينة التي كانت «ميا فارو» شريكة آلن السابقة وأطفالها يعيشون فيها. وكانت «ميا فارو» صديقة آلن لفترة طويلة قد انفصلت عن المخرج الشهير في العام 1992 وسط شائعات تقول إن آلن أقام علاقة مع ابنة «ميا فارو» المتبناة والتي كانت تبلغ من العمر حينها 22 عاماً. واتهمت «ميا فارو» « آلن» بممارسة انتهاكات جنسية بحق «ديلان فارو» التي تبناها المخرج، وتمثل الرسالة التي بعثتها «ديلان فارو» إلى مدونة الصحفي تايمز نيكولاس كريستوف التصريح العلني الأول عن هذه المزاعم. وكتبت «فارو» وهي تبلغ الآن 28 من العمر في الرسالة المنشورة على مدونة كريستوف، أن والدها «وودي آلن» ذات يوم وهي في السابعة من عمرها اصطحبها إلى الطابق العلوي من منزل العائلة، و«طلب مني أن استلقي على بطني وألعب بالقطار الكهربائي الخاص بأخي، ثم اعتدى عليّ جنسيا» حسب ما جاء في رسالتها المنشورة. وتساءلت «ديلان فارو» في الرسالة التي نشرها كريستوف عن مشاركة كبار الممثلين في أفلام آلن وترشيحه للأوسكار وكتبت عن معاناتها قائلة «أسكتني القبول الذي يتمتع به آلن لفترة طويلة... شعرت بأنها إهانة شخصية لي وكأن الجوائز والتكريمات كانت طريقة للطلب إلي بالتزام الصمت والاختفاء بعيدا» وكان صاحب المدونة كريستوف كتب سابقًا عمودًا عن القضية قال فيه إن المتهم برىء حتى تثبت إدانته لكن «الوقت حان ليستمع العالم إلى حكاية ديلان بكلماتها».

ونفى المخرج الشهير، وودي آلان ، الاتهامات الأخيرة لابنته المتبناة بأنه تحرش بها عندما كانت تبلغ من العمر سبع سنوات وأصر في خطاب مفتوح الجمعة على أن أمها الممثلة ميا فارو التي اشتبك معها لاحقا في معركة وصاية هي التي اختلقت الادعاءات.

ودافعت النجمة كريستين ستيوارت عن قرار عملها مع المخرج وودي آلن في فيلم «Café Society»، النادى الاجتماعى،  وأكدت أنها عند تلقيها الدور تحدثت مع  الممثل جيسي إيزنبرج حول الأمر وكونها لا تعرف أيًا من فريق العمل إلا إنهما قررا في النهاية خوض المغامرة.

وأوضحت  ستيوارت أنها لا تهتم بالشائعات التي تطال حياة آلن الشخصية، فهي قد وضعت نفسها في مكانه وفكرت أن حياتها المهنية كانت لتنتهي إن اضطهدها الآخرون بسبب كل شائعة أثيرت حولها، ولقد خطفت النجمة كريستين دانست الانظار أثناء  حضورها  العرض الأول لفيلم وودي آلن «Café Society» من خلال افتتاح فعاليات  مهرجان كان السينمائي في دورته الـ69، متألقة بفستان وردي ناعم من بيت  أزياء جوتشي بأكمام، طويل ومزين بنقوشات الزهور. يذكر أن دانست ظهرت سابقا على السجادة الحمراء بفستان أصفر فرنسي خلال جلسة تصوير ضمن فعاليات المهرجان، برفقة النجمة   فانيسا باراديس وجورج ميلر، ولقد عرض بعد ذلك فيلم الافتتاح وهو السادس والأربعون لوودي آلن. وهي المرة الثالثة التي يختار فيها أحد أعمال السينمائي الأمريكي البالغ من العمر 80 عاما لافتتاح هذا المهرجان الدولي للسينما، بعد «هوليوود إندينغ» سنة 2002 و«ميدنايت إن باريس» سنة 2001. وقبل الافتتاح الرسمي مر النجوم على السجادة الحمراء وصعدوا سلم قصر المهرجانات، حيث يقام المهرجان ومن بينهم ممثلو وممثلات «كافيه سوسايتي».

ومن ناحية أخرى، شهد الحفل تقديم الفنان الفرنسي ماثيو  شديد أغنية  المطر البنفسجى«Purple Rain» في تحية خاصة للنجم الراحل برنس أحد أهم موسيقيي البوب في جيله ومن أشهر أغانيه «بوربل رين» و«كريم» و«وبنات وأولاد» و«قبلة» التي أثارت حماس العالم للرقص بمزيجها من الجيتار الكهربائي وإيقاعات الفانك.

الوفد المصرية في

12.05.2016

 
 

محمد دياب في "كان":

الكوابيس أصابت معظم المشاركين في فيلمي

هشام لاشين

أجري الموقع الرسمي لمهرجان كان السينمائي حوارا مع المخرج المصري محمد دياب حول فيلمه (اشتباك) الذي يفتتح العروض المتنافسة في قسم "نظرة ما"، وهو الفيلم الذي يلعب بطولته نيللى كريم وهانى عادل وطارق عبد العزيز وأحمد مالك وكتب له السيناريو والحوار خالد دياب ومحمد دياب، وهو ثاني تجاربه الإخراجية بعد فيلمه "678" وجاء الحوار على النحو التالي:

·        ما الذي دفعك لبدء العمل في هذا الفيلم؟

بعد عرض فيلمي الأول 678 أردت أن أصنع فيلما عن الثورة، لكن الأحداث كانت تتسارع بشكل يجعل كل فكرة تصبح بالية قبل أن أتمكن من الانتهاء منها، حتى جاء أخي خالد دياب والذي كنت قد عملت معه من قبل، وجاء بفكرة تصوير مجموعة من الناس عالقين في شاحنة للشرطة في أحد الأيام المشتعلة بالثورة، فشعرت أنها التعبير المثالي عن الوضع المعقد في مصر، وأعدنا كتابة الفليم 13 مرة على مدار 3 سنوات، والطريف أننا بدأنا بكتابة فيلم حول صعود الثورة، لكننا انتهينا لفيلم آخر عن سقوطها.

·        صف لنا المناخ الذي تم فيه تصوير الفيلم ومدي حماس من عملوا معك.

كان بداخلنا صراع لإعادة تصوير الأحداث الحقيقية التي عاشها كل مصري خلال الثورة، وكان هدفي الرئيسي كمخرج القبض على الواقع، وكان مطلوبا مني خلال 27 يوما الانتهاء من فيلم يحتاج إلى 60  يوما من التصوير، وكان أفضل شيء فعلته للحصول على الممثلين المناسبين اختيار من كانوا متعاطفين مع موضوع الفيلم مثلي، وقد لجأت خلال التصوير لترك الكاميرا تدور طول الوقت مع استخدام مكبر للصوت لتوجيه تعليماتي وتركت تسلسل العمل يدور بشكل واقعي، مستفيدا من منسقة حيل ممتازة كانت معي لمساعدتي في التوجيهات لبعض الأشخاص غير المدربين حتى حصلت على ما أريد في عمل حقيقي ومباشر لا يهدف لمجرد الترفيه، وأظن أن جميع من عملوا معي كانوا متأكدين أن هذا هو أصعب شيء فعلوه في حياتهم المهنية.

·        كيف أقنعت الممثلين؟

حدثتهم عن مفهوم الفيلم وأن القصة تدور حول مأساة تجري في شاحنة للشرطة لمدة يوم كامل، لكنهم لا بد أن يصوروا داخل الشاحنة لمدة 27 يوما، وفي الأسبوع الأخير من التصوير، انتاب معظمهم نوبات ذعر وكوابيس.

·        كيف ترى صناعة السينما الآن في مصر؟

حتى عام1960 كانت السينما المصرية تنتج حوالي 25٪ من الناتج المحلي الإجمالي لدينا، وقد تراجع الإنتاج في السنوات التالية، ومنذ الثورة وهناك المزيد والمزيد من الناس يريدون التعبير عن أنفسهم دون أن يتعرضوا للتنكيل من النظام، فالمشاكل الحقيقية لدينا الآن هي الرقابة حيث تتسع المدونة الخاصة بالأخلاق مع مجموعة جديدة من الخطوط الحمراء، ويحاول مسؤولو النظام الجديد إثبات أنهم أكثر تحفظا من أسلافهم، وحتى الآن لدينا روائي في السجن بتهمة التجديف؛ كما سجن صحفي ومذيع تليفزيوني لانتقاده الإسلام، وغني عن القول أننا كفنانين لا نشعر بالأمان.

بوابة العين الإماراتية في

12.05.2016

 
 

محمد دياب عن مشاركة «اشتباك» في «كان السينمائي»: «أب بنته بتتجوز»

كتب: علوي أبو العلا

قال المخرج محمد دياب إنه سيتم عرض فيلم «اشتباك » في مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان، مشيرًا إلى أن لديه مشاعر مختلطة مابين رعب وفرحة وترقب.

وأضاف «دياب» عبر صفحته بـ«فيس بوك»: «انهارده هيتعرض فيلم (اشتباك) في مهرجان كان، في افتتاح قسم نظره ما عندي مشاعر مختلطه زي ما اب بيجوز بنته، فرحه ورعب وترقب، مش هزهق اني اقول اني بشكر الناس اللي خلت الفيلم ده ممكن يتعمل وهما فعلا كل واحد اشتغل فيه والناس اللي تحمستله كمنتجين، والله عاوز اكتب اسم كل واحد بميه الدهب بس خايف انسي حد».

وتابع: «يمكن الناس تستغرب لما اقول ان مفيش واحد اشتغل في الفيلم إلا وقولتله ان هدفنا مهرجان كان وكان هدفي اني اسخنهم عشان اعرف اطلب منهم يعملوا اضعاف اضعاف المجهود العادي، ربنا مخذلش المجهود الرهيب اللي اتعمل واللي خلي كل اللي اشتغلوا فيه يقولوا عليه أصعب حاجه عملوها في حياتهم».

وواصل: «ادعولنا انهارده، لأن كل نجاح لفيلم مصري أو عربي بيفتح باب لأفلام تانيه ومخرجين تانيين، وبشكر المخرجين اللي شرفونا قبل كده واللي فتحولي شخصياً ابواب كتير وراهم».

وأختتم: التسقيف في الحفلتين اللي اتلعب فيهم والكلام اللي اتكتب من الناس اللي شافت الفيلم من الصحافه المحليه والعالميه مسح تعب الفيلم، الحمد لله«.

المصري اليوم في

12.05.2016

 
 

3 مواقف صعبة تعرض لها فريق فيلم "اشتباك" خلال رحلتهم لمهرجان كان السينمائي

شيماء الشاهينى

روى المخرج خالد دياب، مخرج فيلم "اشتباك" 3 مواقف صعبة تعرض لها صناع العمل خلال سفرهم من القاهرة إلى فرنسا، لحضور فاعليات مهرجان كان السينمائي، حيث يشارك الفيلم الخاص بهم فى مسابقة "نظرة"، ومن بين تلك المواقف هو تعرض والدة الفنانة مي الغيطى لأزمة مرضية، وسرقة بدل صناع العمل، واختفاء صاحبة الشقة التي سيسكنون بها.

وأوضح "دياب" ذلك عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث قال: "وصلت مدينة كان الساعة ٢ فجرا والسيدة التى استأجرت منها الشقة لم ترد على تليفونى وكانت الأجواء ممطرة وعاصفة أيضا وكان بصحبتى زوجتى وبسبب ذلك ظللنا فى الشارع وكنا مرهقين للغاية، خاصة أن الرحلة استغرقت 8 ساعات وبعد فترة عدت الى الشقة مرة أخرى وتم حل الموقف".

وأضاف دياب : "الممثلون كل بدلهم ضاعت أثناء الرحلة وجار حاليا احتواء الموقف مع شركة الطيران لإيجاد البدل".

وتابع: "والدة الممثلة مي الغيطى أحست بالتعب في طيارة تانية بها عدد كبير من فريق فيلم "اشتباك" في طريقهم لكان ونزلوا بالطيارة فى ايطاليا بدل فرنسا وتم اسعافها وتأخر الفريق حيث كان من المقرر حضورهم افتتاح "كان".

وختم رسالته قائلا: "ربنا يستر ويعود فريق العمل ككل بصحة جيدة ويبعد عنهم العين".

هيئة تنشيط السياحة المصرية تشارك في مهرجان كان السينمائي

فاتن غلاب

تشارك هيئة تنشيط السياحة في الدورة 69 لمهرجان "كان" السينمائي 2016  بمدينة كان بفرنسا والمزمع انعقاده خلال الفترة من 11 حتي 22 مايو الجارى، مؤكدين علي أهمية التواجد السياحي المصري في هذا المحفل العالمي لما سيكون لها أهمية بالغة وتأثير إيجابي لترويج المنتج السياحي المصري خاصة وأنه سيحظى بتغطية إعلامية ونسبة مشاهدة عالمية كبيرة، وحضور أكثر من 35 الف سينمائي من العالم و 4000 صحفى من مختلف البلدان.

 يضم المهرجان سوقا للفيلم يعد اليوم أول سوق في العالم ب 1500 عرضاً وهذا السوق يعزز اللقاءات والطبيعية المزدوجة للسينما التي تكمن في أنها ثقافية واقتصادية في آن واحد وتشارك معظم الدول العربية بأجنحة في السوق ومنها المغرب وتونس والجزائر ولبنان والأردن وقطر والأمارات العربية المتحدة .

عرض فيلم "اشتباك" بمهرجان كان السينمائي اليوم

احمد مصطفى

يعرض فيلم "اشتباكاليوم الخميس، بمهرجان "كان" السينمائي في دورته الـ69 بحضور أبطال العمل وتترأسهم الفنانة نيللي كريم، بطلة العمل، ومن المقرر أن يتم عرضه مرتين صباحا ومساء.

وتدور أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، يمثلون مجموعة متباينة من الشخصيات التي تعبر التيارات السياسية المختلفة.

"مهرج كان" يعرض "اشتباك" اليوم

محمد محمود

يعرض الفيلم المصرى "اشتباكفى الثامنة إلا ربع من مساء اليوم الخميس، ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ69، وذلك بحضور مخرج الفيلم محمد دياب، وأبطاله على رأسهم الفنانة نيللى كريم، وهو الفيلم الذى يفتتح به قسم نظره ما بالمهرجان.

وتدور أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، متضمنة لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضًا، وعارضة لجزء كبير مما يحدث فى مصر الآن بعد ثورة يناير 2011، ويقوم ببطولته الفنانون نيللى كريم، وطارق عبد العزيز، وهانى عادل، وأحمد مالك، وعدد كبير من الوجوه الشابة.

نجل نيللي كريم وشقيقها يحضران عرض "اشتباك" بـ "مهرجان كان" (صور)

مؤمن ياقوت

عرض فيلم "اشتباك"، منذ قليل، بمهرجان "كان" بحضور النجمة نيللي كريم، وابنها وشقيقها وأبطال العمل والإعلامية بوسي شلبي.

ونشرت بوسي شلبي خلال حسابها على "انستجرامصور لها قبل العرض مع شقيق وابن نيللي كريم والمنتج محمد حيفظي ومخرج العمل دياب.

"هوليوود ريبورتر":

فيلم "اشتباك" جوهرة مختبئة

وصفت مجلة "هوليوود ريبورتر" الفيلم المصري "اشتباك" المشارك ضمن فعاليات الدورة الـ69 من مهرجان "كان" السينمائي الدولي في مسابقة " نظرة خاصة" بأنه الجوهرة المختبئة.

وأبرزت المجلة الأمريكية تصريحات مخرج الفيلم محمد دياب الذي وجه في بداية حواره التحية لفيلم "18 يوم" الذي سبق وقدم احداث عن ثورة 25 يناير،وعرض في "كان" من قبل بعد 3 أشهر من ثورة 25 يناير.

وقال "دياب" إن الفيلم يتناول مدى الانقسام الذي حدث بين المصريين اثناء فترة حكم الاخوان حيث تدور أحداث الفيلم حول عربية "تريحلات" تضم مجموعة من المصريين منقسمين سياسياً.

وأكد دياب على أن الاسرة المصرية تعرضت لانقسام فكري بعد الثورة وخاصة فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي،مشيراً إلى اصبح لكل فرد في عائلة رايه المتشبث به وهذا ما يقدمه فيلم اشتباك.

وشدد "دياب" على انه سيدفع المشاهد لتعاطف مع شخصيات الفيلم في بعض الاحيان، لأنه تعلم من 5 سنوات الماضية بسبب الاحداث السياسية بأنه لا يحكم على أحد.  

الفجر الفني المصرية في

12.05.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)