كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

'موت في سراييفو' أهم أفلام مهرجان برلين السينمائي

العرب/ أمير العمري

مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والستون

   
 
 
 
 

من أفضل ما عرض من أفلام في الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائي (البرليناله) الذي اختتم مؤخرا، فيلم “الموت في سراييفو” للمخرج البوسني دانيس تانوفيتش، الذي يوجه انتقادات شديدة من خلال أسلوب فني رفيع، إلى السياسة الأوروبية.

لم يسبق أن تناول فيلم سينمائي، بكـل هـذه البراعة، قضية البوسنة والهرسك، وتاريخ تلك المنطقة من العالم؛ مأساتها الكامنة في القتل والقتل المتبادل، الصراع على السيطرة منذ مئة عام، تحت غطـاء عرقي أو ديني، كما فعل المخرج البوسني المبدع دانيش تانوفيتش في فيلمه الجـديد “الموت في سراييفو” (على غرار فيلم “الموت في فينيسيا” لفيسكونتي).

إن تانوفيتش يحفر وينقب ويبحث في جذور العنف الذي تعرض له سكان الإقليم، واستقر في ذاكرة العالم منذ عام 1914، أي منذ حادث اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند على يدي الصربي غافريللو برنسيب.

هذا أحد أفضل ما عرض من أفلام في مسابقة الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائي (من 11 إلى 21 فبراير). ورغم أن سيناريو الفيلم يستند بشكل ما على مسرحية الكاتب الفرنسي برنار هنري- ليفي “فندق أوروبا” إلا أن تانوفيتش الذي كتب السيناريو بنفسه كما يفعل في كل أفلامه، يقلص شخصية ليفي كما في النص الأصلي، وهو المثقف المغرم بالتضخيم من دوره، ويوازن بين الشخصيات المختلفة بل ويناقش أيضـا قضية البوسنة من وجهـات نظر متعددة.

يصل الفيلم في النهاية إلى إدانة العنف والتأكيد على أن الاغتيال اليوم لن يغير شيئا، وأن النظر إلى التاريخ من وجهة نظر أحادية لن تفيد أحدا، بل تظل تساهم في تغذية العنف باستمرار.

توازن بين الشخصيات

من أهم مميزات الفيلم ذلك التوازن الدقيق بين شخصيات مختلفة يضمها المكان الواحد الذي يدور فيه التصوير، وهو الفندق الكبير في سراييفو الذي يستعد لاستقبال نخبة من الزعماء وممثلي الاتحاد الأوروبي لإحياء ذكرى اغتيال الأرشيدوق، واستخلاص الدروس من وراء هذا الحدث. والأحداث تدور كلها في يوم واحد، بينما يستعد الفندق لاستقبال الوفود الأوروبية رفيعة المستوى للمشاركة في إحياء الذكرى المئوية لاغتيال الأرشيدوق في سراييفو.

الوقت ليس في صالح مدير الفندق عمر.. ذلك الرجل البارد من الخارج، الذي يخفي أكثر مما يظهر، وهو يرغب بشتى الطرق في إيقاف الإضراب الذي يعتزم العاملون بالفندق القيام به للفت أنظار العالم إلى قضيتهم أمام الوفود الأجنبية وأجهزة الإعلام، وكيف أنهم لم يتقاضوا أجورهم منذ شهرين بسبب تعثر الفندق ماليا وعدم قيامه بسداد مستحقات القرض الذي حصل عليه عمر من البنك، كما يرفض مدير البنك تمديد أجل القرض، وبالتالي يلجأ عمر إلى مدير الملهى الليلي الذي يقع في الطابق السفلي من الفندق، للاستعانة برجاله لتلقين زعيم الإضراب درسا مهينا.

(الموت في سراييفو) رغم أنه يتضمن الكثير عن صراعات الماضي الدموية، لكنه فيلم عن المستقبل

يعتمد عمر على لمياء، موظفة الاستقبال النشيطة التي تتمتع بالحيوية والكفاءة في ضبط الأمور، ويكلفها بإقناع والدتها التي تعمل في قسم غسيل ملابس النزلاء في الفندق وكيّها، بوقف الإضراب خاصة بعد أن انتخبها العاملون لتتزعم قيادة الإضراب مكان الزعيم الذي اختفى، بعد اعتداء رجال الملهى الليلي عليه. سيتسبب هذا في غضب عمر، وبالتالي طلبه من أوغاد الملهى الليلي “القيام باللازم” تجاه الأم العنيدة التي ترفض نصيحة ابنتها بـ”الابتعاد عن الشر” رافضة ما تردده الأم على مسامعهما عن استغلال الإدارة للعمال.

فشل لمياء في إقناع والدتها بالتخلي عن قيادة الإضراب سيجلب لكل منهما مصيرا سيئا، فالأم ستنال عقابا صارما من الزمرة الشريرة في الأسفل، أما لمياء فستفقد وظيفتها.

يبدأ الفيلم بوصول الكاتب والمفكر الفرنسي جاك، الذي ينعزل في غرفته ليتدرب على الخطبة التي سيلقيها خلال الحفل الكبير في المساء، بينما يراقبه موظف الأمن من خلال كاميرات قام بتركيبها في غرفته بناء على طلب عمر المدير. لكن رئيسه سيثور ويأمره بنزع الكاميرات من الغرفة قبل انكشاف الأمر والتسبب في فضيحة رسمية للرئاسة التي دعت الرجل.

موظف الأمن مدمن على الكوكايين، فاقد للسيطرة على أعصابه خصوصا وأن زوجته تطارده عبر الهاتف، تطلب منه أن يشتري لها أريكة جديدة، في حين يبدي هو انزعاجه منها معتذرا بأنه لم يقبض مرتبه مثل الآخرين.

ومذيعة التلفزيون تقوم فوق سطح الفندق بإجراء سلسلة من المقابلات المصورة، باستضافة عدد من المؤرخين والباحثين الذين يتحدثون عن تاريخ البوسنة وعن حادث الاغتيال ويناقشون تداعياته ونظرة العالم إليه، ولكن من بين هؤلاء الضيوف يأتي باحث من غلاة القوميين من صرب البوسنة، يتخذ لنفسه اسم “غافريللو” (اسم المغتال الذي يعتقد أنه حفيده)، وهو يدافع باستماتة عنه ويبرر فعلته بل ويعتبره بطلا، مما يثير حنق مذيعة التلفزيون التي تواجهه بحجج مضادة لدرجة استفزازه وجعله يواجهها بمسدس يحمله في يده، خاصة بعد أن يكتشف أنها تقوم خفية بتسجيل حواراتهما خارج التصوير، وهو يرى أن اغتيال مجموعة السياسيين وعلية القوم القادمين إلى الحفل ربما يساهم في تغيير تاريخ أوروبا التي يرى أنها تتلاعب بمصير الشعوب ولا تأبه لتحقيق السلام كما تزعم، لكن المذيعة تقول له إنه لا جدوى الآن في الاغتيال لأن العالم لم يعد كما كان في 1914. وسوف يقود سوء الفهم هذا الرجل إلى مصيره عندما يلقى مصرعه على يدي موظف الأمن عندما يفقد أعصابه بعد أن يراه حاملا المسدس.

الفيلم يتميز بوضوح رؤيته السياسية والتاريخية ودقة ما يقدمه على لسان مذيعة التلفزيون ومن تستضيفهم

لدينا عدد من الشخصيات المختلفة التي يجمعها مكان واحد هو الفندق، تقوم بأفعال وتصرفات مختلفة لكن دون أن نفقد أبدا وحدة الموضوع مع وحدتي الزمان والمكان. لكننا لسنا أمام دراما أرسطية تقليدية تنتهي بالتطهير. هذه المواقف والشخصيات تتقاطع معا في نسق دقيق، وبطريقة فنية لا تثير التأفف ولا الشعور بالملل، وكما أن الفيلم عن البشر فهو أيضا فيلم عن المكان؛ عن رمزية المكان، وعن جدلية العلاقة بين الإنسان والمدينة، عن الموت الذي يخيم شبحه فوق المدينة منذ المذابح، التي يشبهها الكاتب في الفيلم بما وقع في الهولوكوست، موجها أقوى إدانة لصمت أوروبا الطويل وتقاعسها عن وقف العنف.

يتميز الفيلم بوضوح رؤيته السياسية والتاريخية ودقة ما يقدمه على لسان مذيعة التلفزيون ومن تستضيفهم من خبراء ومؤرخين من معلومات وتفسيرات شديدة الأهمية، كما يتميز أيضا بدقة السيناريو، ونجاح تانوفيتش في العثور على أسلوب سينمائي يصطبغ بالطابع التسجيلي الذي عرف به في معظم أفلامه وبوجه خاص فيلمه الأسبق “فصل من حياة عامل حديد خردة”، الذي حصل على الدب الذهبي في مهرجان برلين قبل أربع سنوات.

وهو يعتمد مع مصوّره المرموق إيرول زوبشيفتش، على حركة الكاميرا الحرة الطويلة التي لا تكاد تتوقف، والتي تنتقل من مكان إلى آخر في مشاهد كاملة متصلة متغلبا على المشاكل التي تواجه المصور من صعوبة توزيع الإضاءة والتمكن من المتابعة بالكاميرا المحمولة على اليد في الممرات الحقيقية الضيقة الخانقة الموجودة في الطابق تحت الأرضي، وتظل الكاميرا تنتقل من البهو إلى غرفة غسيل الملابس إلى المطبخ في الطابق الأسفل، أو إلى الملهى الليلي، بإضاءته الخافتة وموسيقاه الصاخبة، ثم تعود فتتابع لمياء وهي تقطع الممرات بحثا عن أمها التي اختطفها مساعدو مدير الملهى لمنعها من قيادة الإضراب، وتعود إلى مكتب عمر مدير الفندق، ثم تنتقل إلى حجرة المراقبة عبر الشاشات التي ترصد جاك وهو يتدرّب بلا كلل على إلقاء خطابه. وهذا الانتقال الذي لا ينقطع بين الشخصيات وبكل هذه الدقة لا شك أنه يعتمد أيضا على براعة المونتير زيزدينالد سيميك، الذي يتمكن من خلق الحيوية من خلال الإيقاع اللاهث ودون أن يفقد السيطرة على التوازن بين الشخصيات المختلفة.

عن المستقبل

وإلى جانب التصوير الذي يجعل الفيلم تجربة بصرية ممتعة، والمونتاج الذي يتصاعد كلما اقتربت لحظة بلوغ الدراما ذروتها، يتميز الفيلم بالأداء الجيد من جانب مجموعة الممثلين خاصة الممثلة سنيزانا فيدوفيتش في دور لمياء، بقوة شخصيتها وثقتها في نفسها ودقات كعب حذائها التي لم تتوقف، ولعبت دورا في قيادتنا من مكان لآخر داخل الفندق، أو أداء الممثل عزالدين بيزوفيتش في دور مدير الفندق عمر، بغموضه وحيرته وفي الوقت نفسه بقسوته وشراسته، ولكنه أيضا أجاد التعبير عن مأزقه وهو يواجه الإضراب في نفس الوقت الذي يستعد خلاله الفندق لاستقبال كبار المسؤولين الأوروبيين.

إن “الموت في سراييفو” ليس فيلما عن الماضي رغم أنه يتضمن الكثير عن صراعات الماضي الدموية، لكنه فيلم عن المستقبل، عن مستقبل أوروبا التي يقال إن سراييفو هي قلبها، وكيف أنه إذا تخلت أوروبا عن سراييفو، فقد تخلت عن قلبها، وأصبحت مهددة بفقدان وجودها، على الأقل على الصعيد الأخلاقي.

العرب اللندنية في

23.02.2016

 
 

رغم هزيمة الثورة انتصار عربى فى «برلين»!

طارق الشناوي

تونس أشعلت ثورة الربيع العربى، وتونس أيضا حصدت، لأول مرة، فى مهرجان برلين جائزة أحسن ممثل (الدب الفضى) لمجد مستورة عن (نحبك هادى). سبق للسينما العربية أن حصلت على الدب الفضى للمخرج يوسف شاهين 1979 (إسكندرية ليه).. ولكننا ظللنا بعيدين حتى عن المشاركة فى التسابق الرسمى على مدى عشرين عاما.

تونس تستحق التحية مرتين، أولاً لأننا تواجدنا رسمياً، والثانى أننا لم نكتف بالتمثيل المشرف، بل كان نصيبنا جائزة مستحقة عن جدارة، رغم صعوبة المنافسة.

جيلنا يعرف معنى الفرحة العربية، حيث تتجاوز حدودك الإقليمية لتشعر بأن نجاح أو اقتناص فنان عربى جائزة هو نجاح لك، وأن ومضة السعادة وصلت إليك. هكذا، مثلًا، كنا نشجع الفريق الكروى العربى فى كأس العالم، عوضا عن الفريق المصرى إذا لم يكمل المسيرة، وكل انتصار له نشاطره تبعاته، كما أن الهزيمة لنا فيها نصيب، انسَ تماماً الشرخ الذى صنعه حسنى مبارك وعائلته عندما زرعوا فى القلوب بنظرة قاصرة كراهية الفريق الجزائرى، فصار هناك من ينتظر هزيمته، وكأنه ثأر لهزيمتنا، رغم أنها تعنى فى حقيقتها هزيمة مضاعفة. وهكذا كان الجميع سعداء بجائزة (مستورة) المستحقة، وأغلب الجوائز لم تخرج عن المتوقع.

الأسبوع الماضى، كتبت فى هذه المساحة أن فيلم (نار فى البحر) للإيطالى جيان فرانكو روزى سيحصل على (الدب الذهبى)، نعم شعار المهرجان هذه الدورة مناصرة اللاجئين والمشردين بحس إنسانى راقٍ، وهكذا مثلا التقت المستشارة أنجبلا ميركل بجورج كلونى، سفير النوايا الحسنة لشؤون اللاجئين، والذى كان عنوان المهرجان هذه الدورة بفيلمه (يحيا القيصر) الذى افتتح به الدورة، إنه مزج دقيق بين السياسى والثقافى ولكن علينا الحذر، فلا مجال للخلط.

المهرجان المتهم دوما بأنه يحقق، من خلال الأفلام، رسالة سياسية- لا أعتقد، بالمناسبة، أن هناك توجها تتبعه لجان التحكيم، من أجل تنفيذ إرادة منظمى المهرجان، فهل يتصور أحد مثلا أنهم اختاروا النجمة الاستثنائية ميريل ستريب لتنفيذ هذا المخطط، من الممكن أن أتفهم مثلا أن المهرجان هذه الدورة يساند اللائجين والمهاجرين، وعلى هذا الأساس، فيتم اختيار بين الفعاليات أفلام تحمل هذا التوجه وتلك الرؤية أو أنه يقدم قسطا وافرا للسينما العربية، ولأول مرة نقرأ فى (لوجو) المهرجان اعترافا باللغة العربية، حيث تُكتب كلمة «المهرجان يقدم» بلغات سبعة، بينها العربية، وهى حفاوة لم يفعلها أى مهرجان عالمى كبير آخر.

كانت اللغة العربية واحدة من اللغات الرئيسة فى الأفلام المعروضة، حتى إن لإسرائيل فيلمين ناطقين بالعربية- أقصد اللهجة الفلسطينية بالطبع.

كانت المجلات العالمية المصاحبة للمهرجان تمنح الفيلم الإيطالى (نار فى البحر) تقديرات وضعته فى المرتبة الأولى، فهل المجلات العالمية حريصة على تنفيذ سياسة المهرجان التى من الممكن أن تجد فيها ظلاً لتوجه الدولة، أم هو رهان أولاً على الجمال الفنى الذى يتوج الرؤية الفكرية؟ لكنه أبدا لا يُصبح بديلا عنها.

(نار فى البحر) حصل على الجائزة لأنه نقل- ليس فقط بكل دقة- ما يجرى، لأنه من الممكن أن يأتى من هو أكثر دقة، ولكنه التقط بإحساس سينمائى ما يجرى فى (لمبيدوسا) تلك الجزيرة التى هى المقصد الأول لمن يحلمون من أفريقيا بالحلم الأوروبى، حيث تلتهم أكثر من 70% منهم أسماك أعماق البحار، قبل أن يصلوا لما يعتقدون أنه الجنة الموعودة.

لدينا عشرات، بل مئات من الأفلام الروائية والتسجيلية التى قدمت هذه الأحلام التى أحالت البحر إلى نار تحرق، بينما المخرج الإيطالى مزج برهافة رؤية درامية مقننة لا تجرح أبدا الإحساس التسجيلى والذى يشكل بناء الفيلم، فهو ينسجها داخل السيناريو، حيث كان ينبغى أن نعيش تفاصيل هذه الجزيرة بعيون طفل وصديقه يتخيلان مواقف مشابهة، وهما بعيون الطفل يوجهان ضربات (النبلة) إليها، ويصعد فى الفيلم بالتوازى الإحساس بالمسؤولية عن الآخر، نجد فى اللقطات الدرامية أنها تُشبه دور المعلق بالصورة على علاقة أهل تلك الجزيرة بهؤلاء المهاجرين، وهم، فى العادة، يأتون من الجنوب إلى الحدود الليبية على شاطئ المتوسط، ونكتشف أن الطبقية تسود وتفرض قانونها على الجميع، حيث لدينا ثلاث طبقات، كلما ارتفعت لأعلى، زاد السعر، ولكن تعددت الطوابق، والموت فى النهاية واحد!

وتبقى فرحتنا الكُبرى بالفيلم التونسى الذى قدمه محمد بن عطية فى أول تجربة روائية له، وهو يضع ثورة الياسمين فى الخلفية، الثورة لم تصل بعد لشاطئ الأمان، حيث ارتبطت بأحلام، بل شطآن، ولكن بعد إبعاد الطغاة اصدمت فى كل الدول العربية بمحددات على أرض الواقع، وبمعادلات تريد العودة لما قبل الثورة، بل تحيلها إلى مؤامرة، يبدو المخرج التونسى وكأنه يقدم قطعة من الحياة فى طريقة السرد الدرامى، والتعبير السينمائى، الفيلم يبدو دفقة واحدة، وهناك هارمونية ضبطها المخرج فى توجيه ممثليه، وهى ألا يمثلوا، وهكذا جاءت الجائزة لمجد مستورة عن جدارة، وتعنينا كعرب، نعم، الفرحة تخصنى، وتخصك، وتسعد كل عربى.

«خارج النص»:

الفيلم الفلبينى (تعويذة اللغز الحزين) 8 ساعات ودقيقتان، شاهدناه على دفعتين، بينهما ساعة استراحة، لالتقاط الأنفاس- حصل على جائزة أفضل فيلم يحمل وجهات نظر جديدة، بالمناسبة ليس الطول هو وجهة النظر الجديدة، لأن فى التاريخ السينمائى أفلاما تعدت 14 ساعة، فلا مجال لتفوق رقمى هنا، ولكن لأن المخرج لاف دياز قدم رؤية سينمائية عميقة، كانت تستحق هذا الزمن، قد يرى البعض أن هذا الزمن يليق بالتليفزيون، إلا أن ما شاهدناه هو سينما، ولا أتصور أن هذا الفيلم من الممكن أن تتجاهله مهرجاناتنا العربية لتضعه فى يوم كامل، فهل تتحمل، عزيزى القارئ، 8 ساعات ودقيقتين بالتمام والكمال.

الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله أهم إعلامى فى تاريخنا، لعب دورا تنويريا فى نشر الثقافة السينمائية العالمية، واكب يوسف بدايات التليفزيون المصرى من خلال برنامجى (نادى السينما) تقديم درية شرف الدين و(الأوسكار) تقديم سناء منصور، كما كان، ولا يزال يقدم إطلالة فى أكثر من قناة عن السينما العالمية، برغم أنه لم يكن فى كامل لياقته الصحية، إلا أنه حرص على أن يقف بجوار التليفزيون المصرى، ويقدم حفل افتتاح برلين مع جاسمين طه زكى وإخراج مهاب زنون، ولظرف صحى طارئ لم يستطع تقديم الختام، ولكنه تماثل للشفاء ويعود اليوم سالما معافى إلى مصر.

يوسف يعيش الفيلم بكل تفاصيله، كان يشاهد بجوارى قبل أيام هو والسيدة زوجته ميرفت الإبيارى فيلم (عبقرى)، وفى المشهد الأخير بعد رحيل البطل، ارتفع صوت بكائه تأثرا، هذا هو يوسف شريف رزق الله عاشق السينما حتى الثمالة.. ألف سلامة.

أنغام وأصالة فى حفل واحد، وقبلهما منير ودياب فى أغنية مشتركة، تغيرت قواعد اللعب تماما، لم يعد هذا التناحر الأهوج بين القمم التى تتواجد فى نفس التوقيت، أم كلثوم وعبدالوهاب أو عبدالحليم وفريد أو وردة وفايزة، هناك قانون جديد تغيرت فيه الدنيا مع تعدد الفضائيات، لم يعد عنوان الصراع هو أنا أم أنت، ولكن أصبح من الممكن أن ننجح أنا وأنت (عدوك ابن كارك) لم تعد صالحة لهذا الزمن، ولكن تقول لمين؟!

نعم هناك غضب عام أراد البعض أن يستثمره، ولكن هذا لا ينفى أن وزارة الداخلية تحتاج قبل معاقبة المخطئ إلى تغيير المنهج، الشرطة لا تزال تسير على خطى حبيب العادلى (الشرطة فوق الشعب)، هل يتذكرون وزير الداخلية الذى أحبه المصريون أحمد رشدى، ومبدؤه (الشرطة فى خدمة الشعب)!

معركة مرتقبة بين الشيوخ، لو لم يتم حسمها، ستشغل مقدمة الكادر. الشيخ خالد الجندى يتهكم غمزاً ولمزاً فى أحد برامجه على الشيخ على جمعة دون أن يذكر اسمه، لا أتصور سوى أن هذا هو الفصل الأول من الحكاية، إلا إذا!

محمد سعد صار عاشقا، بل مدمنا للفشل، من فيلم إلى مسلسل، إلى برنامج.. ولا يزال العرض والفشل مستمرين.. الغريب فى الأمر ليس الهزيمة التى تنال دائما من سعد، ولكن اللغز أن هناك من يدفع مقابلًا ماديًّا بالملايين!.. هل لديكم حل للغز؟!

المصري اليوم في

23.02.2016

 
 

«بركة يقابل بركة» و«بسطة» يحصدان جوائز سينمائية دولية

الوكالات ـ«سينماتوغراف»

بجائزتين دوليتين من مهرجاني برلين ورأس الخيمة السينمائيين، حقق الفيلم السعودي «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود صباغ جائزة «Ecumenical Prize» الخاصة بقسم «فوروم» ضمن فعاليات الدورة السادسة والستين من مهرجان برلين السينمائي، وفاز الفيلم الوثائقي السعودي «بسطة» للمخرج محمد الحمادي بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية.

وكان فيلم «بركة يقابل بركة» عرض أربع مرات في الدورة الحالية لمهرجان برلين السينمائي، في قسم «فوروم» المخصص للتجارب السينمائية الجديدة، وهو أول أعمال مخرجه محمود صباغ الذي لا يميل لوصفه بأنه فيلم عاطفي كوميدي.

وقال صباغ «استخدمت في فيلمي أساليب كثيرة لأني قلت إننا نضع تعريفاً لمفهوم السينما.. فلا توجد سوابق بالنسبة لنا».

ويحكي الفيلم قصة الشاب بركة الذي يؤدي دوره الممثل هشام فقيه وهو موظف حكومي من جدة شاءت الأقدار أن يلتقي مع فتاة اسمها بيبي وهي ابنة بالتبني لزوجين ثريين تؤدي دورها الممثلة فاطمة البنوي.

فيما عبر المخرج الحمادي، عن سعادته بفوز فيلمه «بسطة» في مهرجان رأس الخيمة، بعد فوزه بالنخلة البرونزية في مهرجان أفلام السعودية العام الماضي، مشيراً إلى أن «الفيلم هو الأول بالنسبة لي لكني حين قمت بصناعته راهنت على أن يكون مختلفاً». وأكد الحمادي أن مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية يعتبر اليوم مهرجاناً مهماً على مستوى العالم فقد كانت هناك مشاركات وأفلام دولية والعديد من الأفلام العربية.

ويتناول فيلم «البسطة» حياة البائعين على الطرقات ويدخل معهم في العمق الذي لا يشاهده المارّون عادة، وتتجول الكاميرا حرّة منطلقة ترصد يوميات البائعين وحياتهم المليئة بالمواقف، كما يركز الفيلم على الجانب المشرق لدى هؤلاء حيث يرسم إيجابيتهم وقناعتهم الذاتية بهذه المهنة وسعادتهم بها.

سينماتوغراف في

23.02.2016

 
 

هذا الفيلم.. وهذا الجمهور

العرب/ أمير العمري

الفيلم هو أول أفلام المخرجة الإسرائيلية إليت زكسر، وكان يمكن أن تروى أحداثه في 20 أو 25 دقيقة لا أكثر، لكنه يمتد لساعة ونصف.

منذ زمن بعيد وأنا مشغول بمحاولة فهم “جمهور السينما”.. ما هو بالضبط هذا الجمهور؟ وممن يتكون؟ وما الذي يعجبه من أفلام؟ وكيف يستقبل الأفلام؟ وهل لدى هذا الجمهور أجهزة استقبال ذهنية تختلف عما لدى الناقد المخضرم المحترف الذي قضى عمره في المشاهدة الدقيقة والقراءة والتعلم؟ وعلى أي أساس يرفض جمهور ما فيلما ما؟ ويقبل بغيره ويرحب به ويرفعه إلى مصاف الأعمال العظيمة؟ بينما يمكن أن يكون هذا الفيلم عملا بدائيا ضعيفـا حسب المقاييس الفنيـة والجمالية؟

هذه التساؤلات وغيرها وردت على ذهني بعد مشاهدة الفيلم الإسرائيلي “عاصفة رملية” في مهرجان برلين السينمائي.

قصة الفيلم تدور في بيئة بدوية في صحراء النقب، أبطالها امرأة تدعى جليلة وزوجها سليمان الذي يبدأ الفيلم بحفل زواجه من امرأة ثانية هي عفاف، أكثر شبابا ونضارة من جليلة العابسة المتجهمة.

ومع ذلك، فجليلة هي التي تدير الأمور، ترعى بناتها الأربع من سليمان، وكبرى أولئك البنات هي ليلى ابنة الثمانية عشر ربيعا التي تحب شابا في مثل عمرها هو منير زميل دراستها، فهي تتمتع بهامش كبير من الحرية التي أتاحها لها والدها، رغم أنه ينتمي لقبيلة من البدو.. فهي رغم أنها محجبة، تقود السيارة وتستخدم الهاتف المحمول. ووالدها سليمان يرتدي الملابس الأوروبية، يدخن السجائر الأميركية، ويمتلك الهاتف المحمول والسيارة.

ولكي لا أطيل في وصف تفاصيل عمل تقليدي ربما يكون مألوفا تماما لمشاهدي الأفلام المصرية القديمة (البدوية) التي كانت تقوم ببطولتها كوكا، أكتفي بالقول إن الأم ترفض علاقة ابنتها بالشاب منير، وتخشى العواقب، والابنة تصرّ على اطلاع الأب على رغبة منير في الزواج منها، بل يذهب منير نفسه للأب لكي يخطبها منه، ويظل الأب يردد على مسامع ابنته أنه شاب جيد وسيكون زوجا جيدا بالتأكيد، لكننا نفاجأ في النهاية بأنه يفرض عليها الزواج من رجل لا تعرفه.

الفيلم هو أول أفلام المخرجة الإسرائيلية إليت زكسر، وكان يمكن أن تروى أحداثه في 20 أو 25 دقيقة لا أكثر لكنه يمتد لساعة ونصف دون أن نرى فيه شيئا متميزا، فحواره مفكك، وأخطاؤه كثيرة ومشاهده طويلة وفكرته سطحية.

ربما يكون هناك تميز في أداء الممثلين الفلسطينيين الذين ساهموا فيه، لكنه رغم نقده لفكرة السيطرة الذكورية على المرأة في المجتمع البدوي، لا يتجاوز “الحدوتة” الميلودرامية المألوفة.

إنها صورة نمطية مستهكلة في بناء مهلهل وحوار مفتعل وسخيف، لكن القاعة التي امتلأت عن آخرها بالجمهور الألماني، انفجرت في النهاية في عاصفة من التصفيق خاصة بعد أن صعدت المخرجة على المسرح وهي ترتدي سروال الجينز ضيقة، تتلوى وهي تلوك الكلمات بلكنة أميركية مصرة على تقديم كل العاملين بالفيلم من الإسرائيليين.

والأكثر مدعاة للدهشة أن ينهض شخص وراء آخر، يغالي كثيرا في الإشادة بالفيلم والتغزل بمستواه الفني، بل إن أحدهم وصفه بأنه “قصيدة شعر”، وهو ما دفعني إلى التفكير: كيف كان هذا الجمهور نفسه يمكن أن يستقبل فيلما مثل “غرام بثينة” أو “رابحة” أو “وهيبة ملكة الغجر” أو “وداد”؟ وكلها أفلام بدوية تناقش مواضيع مشابهة وبأسلوب أكثر حرفية من أسلوب هذه المخرجة التي لا تعرف أصلا كلمة واحدة من اللغة العربية التي تستخدمها في فيلمها، بل ولا يعنيها أمر الفلسطينيين أو البدو في شيء، بدليل أن فيلمها يبدو وكأنه يدور في كوكب آخر.

فلا ذكر للسلطة الإسرائيلية ومسؤوليتها عن غياب التنمية في تلك المناطق البدوية وتهميش هذه الفئة ومصادرة أراضيها وهدم منازلها.

وفي المقابـل، فالمهم أن يظهـر الفيلـم أمام العالم باعتباره معبرا عن رؤية نسائية تتضامن مع المرأة أينما كانت، وهو ما أجده نوعا من “الغش التجاري”.

ناقد سينمائي مصري مقيم في لندن

العرب اللندنية في

24.02.2016

 
 

«يحيا القيصر» يستعيد هوليوود الخمسينيات

المصدر دبي ـ البيان

إن لم تكن عاشقاً للسينما، فلا تجهد نفسك بمشاهدة «يحيا القيصر» للأخوين جويل وايثان كوين، لما يحمله من تعقيد في مشاهده، لدرجة تشعر معها أنك تشاهد 5 أفلام على الأقل، ضمن فيلم واحد يحاول فيه الأخوان كوين استعادة هوليوود في فترة الخمسينيات، حيث شهدت هيمنة الاستوديوهات على مقاليد صناعة السينما، وتحكمها في المخرجين والمؤلفين والنجوم على حد سواء.

للوهلة الأولى قد تشعر أن سيناريو الفيلم بسيط ومتشعب الحبكات وأحداثه مفككة، في ظل جمعه لمشاهد من أفلام الويسترن والتاريخي والدرامي والغنائي، لكل واحد منها قصته وجنوده المجهولون، وهيمنة شخصية «ايدي مانيكس» (الممثل جوش برولين) مدير استوديو كابيتال، على المشهد العام للعمل.

فهو لا يتورع عن ارتكاب أي شيء يكفل له بقاء عجلة العمل مستمرة، من دون أن يشعره ذلك بأي ندم، حيث يعتبر ذلك منطقياً، في حين نجده يذهب للكنيسة للاعتراف بأمور يعتقد أنها «خطيرة»، من قبيل نكوثه لوعد قطعه لزوجته بترك التدخين، ليتحرك السيناريو بخفة ظل، نحو شخصية «بيرد ويتلوك» (جورج كلوني) الذي يجسد دور نجم لا يجيد التمثيل.

ولكنه يحتفظ بشهرة واسعة، يلعب دور البطولة في فيلم يحمل عنوان (يحيا قيصر!) تدور أحداثه وقت ظهور السيد المسيح وتعامل القيصر الروماني معه، يتعرض لعملية اختطاف من قبل جماعة «شيوعية» قبل أن ينتهي من تصوير مشاهده في الفيلم، لتطالب الاستوديو بدفع فديه قدرها 100 ألف دولار.

ليعود «بيرد» إلى الاستوديو مجدداً بعد أن يكون قد تأثر بأفكارها، بصورة جعلت مدير الاستوديو اندي يتعامل معه بطريقة قاسية بأن صفعه على وجهه، طالباً منه عدم إضاعة وقته في مناقشات بلا معنى، وأن يخرج من الباب لأن يكون نجماً، في مشهد بدا واضحاً فيه أن الشيوعية لم تنجُ من «نيران» الأخوين كوين، حيث يعرضا مشاهد يكاد أن يكون الحوار فيها ضبابياً وغير مفهوم، لكثرة المصطلحات التي يتعاملون فيها.

كما تطل في الفيلم أيضاً «دي آنا موران» (الممثلة سكارليت جوهانسون) التي تلعب دور ممثلة إغراء، تحتاجها الاستوديوهات لرفع إيرادات أفلامها، ويطل إيضاً تشانينج تاتوم الذي يسعى للتخلص من صورته الذهنية القديمة، عبر الظهور كممثل وراقص محترف يمتلك ميولاً سياسية سرية تختلف تماماً عما يبدو عليه، ويحاول جاهداً تمرير أفكاره من خلال الحوارات التي يلقيها في الأفلام التي يلعب بطولتها.

بطاقة

بطولة: جورج كلوني، سكارليت جوهانسون،جوش برولين

البيان الإماراتية في

24.02.2016

 
 

قضايا الإنسانية تختطف كبرى جوائز الدورة 66 لمهرجان برلين السينمائى

بقلممصطفى فهمى - برلين:

أفلام البعد الإنسانى نالت نصيب الأسد فى اقتناص كبرى جوائز الدورة السادسة والستين لمهرجان برلين سينمائى الدولى، الذى أقيمت فعالياته فى الفترة من 11 إلى 21 فبراير الحالى، وشهدت تنافسا قويا بين أفلام تميزت بالقوة والأصالة فى رؤيتها، وطرحها لمواضيعها فى الأقسام المختلفة للمهرجان، خاصة أن هذه الدورة شهدت حضورا قويا لأفلام الواقع الإجتماعى، والإنسانى بحق عن جدارة.

لذلك لم يكن غريبا أن تأتى قرارات لجنة التحكيم برئاسة النجمة العالمية ميريل ستريب لصالح الأفلام ذات التوجه لقضايا وموضوعات تهم الإنسانية، ليكون إعلان اللجنة للأفلام الفائزة صاحبة هذا البعد متفقا مع رؤية المهرجان، وفلسفته لدورة هذا العام التى انتهت مساء الأحد الماضى بالعاصمة الألمانية برلين.

ففوز الفيلم الإيطالى نار فى البحر للمخرج جينفرانكو روزى، استحق عن جدارة فوزه بجائزة الدب الذهبى كأحسن فيلم، وذلك لتناوله قضية اللاجئين والهجرة فى البحر، وتصويره وضع كل من سكان الجزيرة، والمهاجرين اللاجئين بتكنيك يصبغ على الفيلم صبغة التوثيق أكثر من كونه روائيا.

ولعل استخدام روزى المزج بين إبراز التفاصيل لتوصيل المعلومة بشكل سينمائى يعتمد على حاسة البصر لا السمع مع مراعاة البعد الجمالى، جعل من الفيلم لحنا معزوفا بروح الأسى، والتضحية سواء للمهاجرين، أو سكان الجزيرة.

لم يبتعد المخرج البوسنى دينيس تانفوك فى فيلمه الموت فى سراييفو الفائز بجائزة الدب الفضى عن سابقه فى إبراز الملامح بشكل إنسانى، ولكن برؤية اعتمدت على البساطة، والعمق تلك السمة المميزة لسينما شرق أوروبا.

يتضح العمق الممزوج بالفلسفة فى رؤية المخرجة الفرنسية ميا هانسن الفائزة بجائزة أحسن مخرج عن فيلمها أشياء تأتى ، الذى وضحت من خلاله كيف أن الفلسفة مؤثرة فى حياتنا من خلال مدرسة هذا العلم وعلاقتها بأسرتها، وتمكنت هانسن من كشف علاقات الأسرة ومبادئ كل منها بشكل اتسم بالسلاسة رغم عمق الفكر الفلسفى وتشعبه.

تتأكد البساطة ورفيقها العمق فى أداء مجد مستورة فى الفيلم التونسى هادى حيث لعب دور الشاب العربى الذى يراعى والدته والأسرة مع تحقيقه رغباته، لنرى أن ماجد من خلال علاقاته بالأسرة يكشف لنا عن طبيعة الأسرة العربية، والشاب العربى الطموح بكل تفاصيلهم.

وبذلك اختتمت البرلينالة فعالياتها التى استمرت عشرة أيام، كانت رغم زخمها، ومحاولات اللحاق بكل الأحداث، ومتابعة أكبر عدد من الأفلام، بمنزلة وجبة سينمائية دسمة نبدأ بها عام 2016، ولعل ما أدخل السرور الوجود المصرى فى العديد من المسابقات، هذا الوجود الذى نتمنى أن يصل للتنافس على الجوائز الكبرى، خاصة الدب الذهبى، والفضى.

مخرج إسرائيلى يصف بلاده بالدولة الإرهابية

إنها دولة إرهابية هكذا وصف المخرج السينمائى الإسرائيلى أودى ألونى بلاده وهاجم حكومتها، لأنها تمنح الديمقراطية لذوى البشرة البيضاء فقط حسب تعبيره فى كلمته التى ألقاها عقب فوز فيلمه مفرق 48 بجائزة الجمهور بمهرجان برلين السينمائى، وهو الفيلم الذى يبرز المعاناة التى يعيشها العرب فى الدولة العبرية ويكشف زيف الديمقراطية الإسرائيلية ويعتبر إسرائيل دولة إرهابية تميز بين العرب واليهود، وتمارس عنصرية بين الأقليات.

ووصف ألونى ديمقراطية إسرائيل بأنها ديمقراطية قائمة على العنصرية، وتحظى بدعم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى كثيرًا ما تذكر الاحتلال الإسرائيلي، وتبيع فى الوقت نفسه الغواصات المتقدمة لحكومة نيتايناهو لكى يمكنها أن تستمر فى هذا الاحتلال، مشيرًا إلى أن ألمانيا تدعم نظامًا فاشيًّا لا مثيل له.

ويقول ألونى إن فيلمه الذى أخرجه يتناول قصة حب بين شاب وفتاة عربيين فى داخل إسرائيل، ويظهر حجم الاضطهاد الخارجى الذى يمارسه المجتمع الإسرائيلى اليهودى على العرب داخل إسرائيل، معتبرًا أن نيتانياهو يبث قيم الكراهية، فى حين أن الفيلم الذى عرضه يتناول قيم المحبة.

فيلم مفرق 48 عرض باللغة العربية وأدى معظم أدواره ممثلون فلسطينيون، قصة نجم غنائى فلسطينى لموسيقى الراب وحبيبته فى مدينة اللد التى يقطنها يهود وفلسطينيون قرب تل أبيب.

الأهرام اليومي في

24.02.2016

 
 

سينما -لاف دياز ظاهرة مهرجان برلين 66: لطالما نمتُ في السينما ولا أزعل اذا نام أحدهم في فيلمي

برلين - هوفيك حبشيان

أحدثت مشاركة "انشودة اللغز الحزين" للمخرج الفيليبيني لاف دياز في مهرجان برلين (11 - 21 الجاري) عاصفة اعلامية. هذه الملحمة السينمائية التي تعيدنا الى صفحة سوداء من تاريخ الفيليبين لفتت الأنظار بطولها الذي يبلغ ثماني ساعات، فأصبحت حديث الكلّ، قبل أن تنال جائزة ألفرد باور (دبّ فضي) من لجنة تحكيم ترأستها ميريل ستريب. عرف مدير الـ"برليناله" ديتر كوسليك كيف يخطط لبرمجة هذا الفيلم في المسابقة الرسمية وإقناع بقية أعضاء لجنة الاختيار بالمضي معه في قراره. في مقابلة مع "النهار"، شرح لنا انه يعتبر هذا الفيلم تحفة فنية لكنه جعل صواب خياره رهناً بعدد المشاهدين الذين سيبقون في الصالة مع نهاية العرض.

في الختام كان هناك عدد كاف من الناس ليصفقوا لدياز ويحتفوا بمنجزه الاستثنائي على الأصعدة كافة. كانت هذه واحدة من اللحظات القوية في مهرجان قيل انه باهت بعض الشيء. استطاع دياز أن يصنع التاريخ، على الشاشة وأمامها. ففيلمه قفز فوق عادات البرمجة المعمول بها، ليصبج أول عمل من ثماني ساعات يُعرض في المسابقة الرسمية لبرلين. أتاح "برلين" هذه السنة الولادة الرسمية لرمز جديد من رموز السينما المستقلة، الحرّة، غير الخاضعة لثنائية العرض والطلب. في إحدى مقابلاته، يقول دياز: "المخرج يجب ألا يتعذب وحده. أريد من المُشاهد أن يناضل الى جانبي. أفهم حاجات الجسد. تريد أن تدخل الحمّام؟ أنت حرّ. يمكنك حتى العودة الى المنزل ومضاجعة زوجتك. عندما تعود، الفيلم سيبقى مستمراً، مثل الحياة". في الآتي، الحوار الذي أجرته "النهار" معه في برلين، عشية فوزه بـ"دبّ فضي".

·        ¶ ما الذي جاء بك الى السينما؟

- كبرتُ وأنا أشاهد الأفلام. لم أكن أعرف آنذاك انني أريد ان أكون مخرجاً. مشاهدة الأفلام كانت لي المدرسة الأهم. أتذكّر عندما طلب استاذ الأدب الينا أن نشاهد فيلم لينو بروكا، "مانيلا". كنا آنذك في المرحلة الأكثر سواداً من تاريخنا ولا نزال تحت تأثير خطة مارشال. فذهبنا مع بعض الطلاب لمشاهدته وصُعقنا. كان واحداً من أكثر الأفلام التزاماً في تلك الفترة، فصحتُ "يا الهي!". منذ ذلك اليوم، اكتشفتُ قدرة السينما على نقل الواقع السياسي والاجتماعي بطريقة غير مباشرة. تولّدت عندي رغبة في صناعة الأفلام، ولكن لم أكن أعلم انه سيحصل فعلاً.

·        ¶ هل نستطيع أن نقول ان لينو بروكا دفعك الى السينما؟

- هو أحد أبطالي السينمائيين. ثم، بعد اكتشافه، شاركتُ في ورش عديدة لسينمائيين ألمان جاؤوا الى الفيليبين. وهكذا شُرّعت أمامنا طريق مشاهدة الأفلام الأوروبية.

·        ¶ مقاربتك في "انشودة اللغز الحزين" ليست واقعية بل تنطوي على الزيف... نشعر إننا في السينما، لا في الحياة. هل لديك منهج معين للعمل؟

- بلورتُ طريقة عمل معينة عبر السنوات. بدأتُ في السينما التجارية، بالأحرى لم تكن تجارية كلياً. أتممتُ 4 أفلام قبل انكبابي على سينما ذات "فورما" طويلة. في الواقع، أحبّ المساحات، ويروقني احتمال أن أكون حراً. أهم شيء في السينما عندي هو ما تتيحه لي من خلط بين الوسائط الفنية المختلفة، من مسرح وفنّ تشكيلي وموسيقى.

·        ¶ هل تستند الى سيناريو عندما تصوّر فيلماً؟

- يوجد سيناريو. سيناريو أكتبه تباعاً خلال التصوير، وبعض فصوله أكتبه قبل التصوير.

·        ¶ هل تغير كثيراً ما كتبته في السيناريو خلال التقاط المَشاهد؟

- بالتأكيد. عندما أشعر ان هناك ما يستحق التصوير، أضيفه مباشرة الى السيناريو وأصوّره. ولكن المهم جداً عندي أن يستفزني شيء ما، أن يشدنّي فألحق به.

·        ¶ ما الذي جعلك تعود الى تاريخ الفيليبين...؟

- أعمل على هذا الفيلم منذ 17 عاماً. كتبتُ السيناريو في العام 1998، وكان من المفترض أن نصوّره في العام التالي، لكن المنتجين ألغوا المشروع. ثم بدأت رحلة البحث عن تمويل. فتلقينا دعماً صغيراً من هوبرت بولز، ومن أطراف فيليبينيين وسنغافوريين. النتيجة: لم نستطع البدء بالتصوير الا العام الماضي.

·        ¶ 17 سنة وقت طويل جداً، لكنك أنجزتَ أعمالاً اخرى خلال هذه الفترة...

- نعم. لديّ مشاريع كثيرة. هناك ثلاثة أفلام تنتظر أن أنهيها.

·        ¶ تعمل كثيراً وبسرعة...

- ما إن أنتهي من مرحلة التحضير، أمضي في التصوير الذي غالباً ما يكون سريع الانجاز.

·        ¶ الـ"فورما" الطويلة راجت في فترة السبعينات، ثم اختفت. كيف أقنعتَ المنتجين لتمويل فيلم بهذا الطول؟

- الطريقة الوحيدة لإقناعهم هي عبر تحقيق ما في بالك. أفلامي الستة الأولى أنتجتها بنفسي. كنت أستخدم كاميرات رخيصة وأكون بمفردي في موقع التصوير. هكذا بدأ كلّ شيء. ثم، لحق بعضهم بي، بعدما آمنوا بما أفعله. السوق السينمائية تفرض علينا "فورما" معينة وهي الساعتان؛ أنا أرى الأشياء من منظار مختلف.

·        ¶ هل تعيد كثيراً خلال التصوير؟

- اذا نجحتْ من المرة الأولى، لا أعيد اللقطة. يعتمد على الممثلين. عادةً، أكتفي بمرة واحدة، وربما مرتين فقط لأسباب وقائية.

·        ¶ هل تجري تمارين مع الممثلين قبل التصوير؟

- طبعاً، هذا جد ضروري عندي. عليك أن تمنحهم التعليمات المتعلقة بحركاتهم الجسمانية. معظم الوقت، أطلب اليهم النظر في الاطار.

·        ¶ لماذا اخترتَ الأسود والأبيض بدلاً من الألوان في "انشودة اللغز الحزين"؟

- فتحتُ عينيّ على الأفلام بالأسود والأبيض. كنت أشاهد ثمانية أفلام يومياً عندما عشتُ في جنوب الفيليبين. ثمانية أفلام بالأسود والأبيض اسبوعياً، هذا شيء يبقى صامداً في داخلك (ضحك). الأسود والأبيض هما عالمٌ سينمائي بديل. هذا الفيلم هو تحيتي الى السينما القديمة، التعبيرية الألمانية تحديداً. استخدمتُ الإضاءة ذات الكونتراست العالي. لهذه القصة، اعتمدتُ هذه الإضاءة مع انه كان يمكنني أن أفعل غير ذلك. استلهمتُ من التعبيرية الألمانية وأيضاً من القصص المتسلسلة القديمة.

·        ¶ أحياناً في الفيلم، كنا نشعر ان الغابة اصطناعية...

- (ضحك) إنها غابة حقيقية. لم أصوّر داخل ستوديو قطّ. وهكذا في كلّ أفلامي. أعمل جاهداً للعثور على أماكن تصوير جيدة.

·        ¶ من أين جئت بالممثلين؟ ما خلفيتهم؟

- أكثرهم من المسرح. يوجد أيضاً بين الممثلين وجوه معروفة في الفيليبين، وهذا يساعدني للقاء الجمهور العريض. لمَ لا.

·        ¶ ألديك طاقمك الخاص؟ هل يعمل أعضاؤه معك فقط؟

- يعملون معي في معظم الأحيان، ولكن لحاجتهم الى المال يقومون بأدوار تلفزيونية أيضاً. هذه حال كثيرين في الفيليبين، اذا لا يوجد مردود مالي سوى في التلفزيون.

·        ¶ أي نظرة تحظى بها أفلامك في الفيليبين؟

- أفلامي ليست جماهيرية في الفيليبين. الناس يسمعون عني ويقرأون أخباري في الصحف، ولكن لا يشاهدون أفلامي. السينما التجارية هي المنتشرة. منذ فترة بدأت الأمور تتحرك. التغيير آت!

·        ¶ هل تتعاون مع سينمائيين فيليبينيين آخرين؟ أتوجد شلة تضمّ المستقلين؟

- نعم، نحن كعائلة. أحدنا يدعم الآخر. في فريقي هناك كافن دو لاكروز ورايا مارتين. بريانتي مندوزا صديق مقرّب مني أيضاً.

·        ¶ حدثني عن مقاربتك للتاريخ. لمَ اخترت هذه الشخصيات تحديداً، ولمَ أدرجتها في حكاية تظهر إنسانيتها قبل أن تنقلب عليها في الأخير وتعيدها الى الاسطورة؟

- الأفلام التاريخية تعجّ بالأبطال. هذه أعمال سطحية لا تتعامل مع الانسان داخل البطل. كان في ودي أن أظهر الازدواجية والتناقض في الحياة التي نعيشها.

·        ¶ لماذا اخترتَ هذه الفترة من تاريخ الفيليبين؟ أتعتقد ان الفيليبينيين يتجاهلون أهميتها؟

- هذه فترة نعرف انها حصلت، ولكن للأسف، لم نتعمقّ فيها بشكل كافٍ. نعاني من نسيان كبير على الصعيد الجماعي. نحتاج الى انعاش للذاكرة. لدينا بطل قومي اسمه خوسيه ريزال، لكن الناس لا يقرأون ما كتبه. لدينا أندرس بونيفاسيو، أبو الثورة الفيليبينية، ولكن لا نعرف كثيراً عن خلفيته. هناك الكثير من الحركات التصحيحية الآن في الفيليبين. مهمة هذا الفيلم هي تصحيح مغالطات تاريخنا وأيضاً خلق الوعي في شأنها. ولكن، هذا ليس من نوع الأفلام التي تفرض نفسها. يجب تقبلها كعمل فني. لم أنجز بروباغندا.

·        ¶ ماذا عن التاريخ الاستعماري للفيليبين؟ كيف يتم التعامل معه اليوم في الواقع الفيليبيني؟

- الخطاب البوست كولونيالي لا يزال حاضراً في الفيليبين. استعمرت اسبانيا الفيليبين قرابة 400 عام. بعد ذلك، جاءتنا أميركا لمئة عام. ليس جائزاً تجاهل قضايا الاستعمار والامبريالية عندما تتحدث عن الفيليبين. الأشياء لا تتبدّل كثيراً عندنا. هل تعتقد ان الانسانية تتقدّم؟ التقنيات والعلوم، بلى تتقدّم! أما الانسان فلا يزال بربرياً. انظر ماذا يحدث الآن. علينا أن نبحث في السبب الذي يجعلنا على النحو الذي نحن عليه. يجب امتحان الماضي ومواجهته.

·        ¶ هل تعتبر نفسك مخرجاً ملتزماً؟

- نعم. أميل الى السينما التي تناضل من أجل التغيير. أحب أن أستفز الأسئلة النائمة في تاريخنا. بهذا المعنى أنا ملتزم.

·        ¶ تعمل دائماً مع الشباب. هل أنت نوع من "قائد" روحي بالنسبة اليهم؟

- (ضحك). هذا جزء من العملية التربوية. كثر منهم عندما باشروا العمل معي لم يكونوا على علم بشيء من القصص التي أرويها.

·        ¶ الفيليبين بلد الايمان. هل أنت مؤمن؟

- 80 في المئة من الشعب كاثوليك و15 في المئة مسلمون. أنا لستُ متديناً. تربيتُ في بيئة متدينة، أمي كانت كاثوليكية متطرفة تمارس كلّ الطقوس الدينية. والدي كان اشتراكياً. أنا مزيج من هذا وذاك.

·        ¶ مرجعياتك الثقافية هل هي غربية أكثر أم شرقية؟

- الاثنتان. ليس ممكناً الهرب من تأثير الغرب علينا بسبب الاستعمارين الاسباني والأميركي. لكني أحاول دائماً التنقيب عن شيء من ماضينا، ماضي عرق المالاي، وهو منتشر في الفيليبين واندونيسيا. كنا أبناء حضارة قبل أن يغزونا الاسلام ثم الاسبان...

·        ¶ هل تتوفر خطة لتوزيع "انشودة اللحن الحزين" في الصالات؟

- لدينا موزع في الفيليبين. لو عادت المسألة إليَّ، لما قسمتُ الفيلم اثنين. لكن بعض المبرمجين يقولون ان من الضروري ان تكون هناك استراحة في منتصف الفيلم.

·        ¶ ما رأيك بالطريقة التي عُرض فيها الفيلم هنا في برلين؟

- الاستراحة (ساعة) كانت طويلة. خطورتها تكمن في إخراج الناس من جوّ الفيلم. ولكن لا أستطيع شيئاً حيال ذلك.

·        ¶ هل استشارك المهرجان قبل اتخاذ هذا القرار؟

- نعم، وقلتُ لهم انه لو توقف الأمر عليّ، لعرضته كاملاً بلا استراحة. لكني اضطررتُ للتنازل كي يتماشى مع خطّ المهرجان.

·        ¶ قلتَ لصحافي ان المُشاهد يمكنه أن يتصرّف بحرية مطلقة مع الفيلم ويتعاطى معه كقطعة من الحياة...

- نعم، هذا صحيح. لا إكراه. يمكنه أن يغادر الصالة، ثم يعود، لا مشكلة عندي. ليشاهد ساعة فقط اذا أراد. لا أكترث. السينما جزء من الحياة. لطالما نمتُ في الأفلام. أول ساعة كنت أنام دائماً. لا أزعل اذا نام أحدهم في فيلمي. انه شيء عادي جداً.

·        ¶ هل من مشكلات في الفيليبين ترغب في الحديث عنها مستقبلاً؟

- المشكلة الكبرى في الفيليبين هي الفساد. النظام الحاكم منتهى الفساد. هناك أيضاً الجهل والأمية وهما عدوان يجب القضاء عليهما.

·        ¶ هل تهتم الدولة بالفنون والثقافة؟

- الأمور تتحسن ببطء. أحاول أن أكون متفائلاً حيال ذلك. أعتقد ان مشكلة الفيليبين باتت مشخصة: انها الجهل. معظم الناس لا يعرف ماذا يحصل. وهذا كله بسبب الفقر. النظام التعليمي يجب أن يتغيّر.

·        ¶ هل تتوقع جائزة غداً؟

- لا. مشاركتي في المهرجان تكفيني. طبعاً، الجائزة تهمّني ولكن مجرد أن أكون هنا يسعدني.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

مايكل مور ونصف الحقيقة!

هـ.ح.

عاد المخرج والناشط الأميركي مايكل مور إلى الواجهة من خلال مهرجان برلين السينمائي السادس والستين (11 - 21 الجاري) الذي ألغى مشاركته فيه في اللحظة الأخيرة. بعد غياب ستّ سنوات، يقدّم مور فيلماً مستفزاً سمّاه "أين الاجتياح التالي." (مع نقطة في آخر العنوان)، في إشارة إلى الغزوات والحروب الأميركية من فيتنام الى العراق فأفغانستان وأماكن كثيرة أخرى كرّست غطرسة الدولة العظمى على شعوب الأرض. الفيلم، كعادة مور، ينطوي على كمية هائلة من التهريج، خلاصة النظرة التبسيطية السطحية الساذجة التي يلقيها على أوروبا وناسها وقوانينها ونمط العيش فيها. يصوّر مور كمَن يذهب في رحلة سياحية، الشنطة على ظهره والكاميرا في جيبه، غزوة أوروبا لاستلهام أفكار جديدة تجعل حياة الأميركيين أفضل. ليس جديداً عليه معالجة القضايا الداخلية لبلده بهذه الطريقة الضحلة، واضعاً نفسه في وسطها، علماً أنّ من الصعب فهم ما يشدّنا إليه في كلّ مرة. مثلما يصعب فهم نوعية الجمهور الذي يتوجه إليه هذا المشاكس. لكن الفائز بـ"السعفة الذهب" عن "فاهرنهايت 9/11"، يذهب هذه المرة أبعد من المرات الماضية، فيقدّم واحداً من أكثر أفلام المهرجان سطحية، أثار عرضه للصحافة أطناناً من الضحك، من ذلك الضحك الذي لا يكون دائماً بسبب الطرافة.

ينطلق مور في "مهمة" تحمله من الولايات المتحدة، الدولة التي كشف الكثير من عورتها، إلى أوروبا. وما أدراك ما أوروبا بالنسبة للأميركي المتوسط الذي يضطلع مور بدوره تقريباً، متظاهراً بأنّه يجهل الكثير عن قارة "كلّ شيء فيها على ما يرام"، بحسب الفيلم. يصل أولاً إلى إيطاليا فيصوّرها بديلاً للجنة، حيث الكلّ مرح كأنه "مارس الجنس الآن".

كلّ شيء "ملعوب" في الفيلم ليبدو هزلياً، وهو في كل حال لا صلة له بالوثائقي. يكتشف مور، يا للمفاجأة، أنّ بعض القوانين التي يطبّقها الأوروبيون في بلدانهم، أميركية الأصل. فيغرس العلم المرصّع بالنجوم ساخراً من فكرة الاحتلال ورغبة منه في تصدير القانون المنشود الى أميركا. ثم يمضي. وهكذا مرّات ومرّات. المحطة الثانية ستكون في فرنسا، حيث يركز صديقنا على الوجبات التي تقدّمها مدرسة فرنسية للتلامذة، فيُجري مقارنة بينها وبين ما يأكله رفاقهم في أميركا. طبعاً، يأخد مور أسوأ ما في أميركا ليقارنها مع أفضل ما في أوروبا. هذا كله ليؤكد عقيدته التي تقول إنّ أميركا دولة عظمى، فلمَ لا تكون في حال أفضل؟ ماذا لو كان مور وطنياً أكثر مما نعتقد؟

النهار اللبنانية في

25.02.2016

 
 

الفيلم الفائز بـ "الدبّ الذهب" في الـ "برلينالة الـ66"

"حريقٌ في عرض البحر" للإيطالي جيانفرانكو روزي.. التهام العابرين

برلين - زياد الخزاعي

عالمان متوازيان ومُتغايران صاغا خطوط عَورَة إنسانية، تتعاظم جناياتها في ضميرنا يومياً، قاربها جديد المخرج الوثائقي الإيطالي جيانفرانكو روزي "حريق في عرض البحر" (فوكوماري) ـ الفائز بجائزة "الدبّ الذهب" في الدورة الـ66 (11 ـ 21 شباط 2016) لـ "مهرجان برلين السينمائيّ الدوليّ (برلينالة)" ـ بجلال سينمائي، واتّهام ومسبّة. حتوف بحرية ومجانيّة تُرتكب عند شواطئ ليبيا الأفريقية، تارةً بتواطؤ حكومات مغرقة بفسادها وحروبها وديكتاتورييها، وتارة أخرى بإغواءات مهرّبي "قوارب موت" وعصاباتهم ومنافعهم الميسّرة، لتسريب مئات آلافٍ من مهاجرين ابتغوا الوصول إلى حواف أوروبا البحرية، وأقرب نقاطها جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية، ذات الـ20 كيلومتراً مساحةً، والـ6 آلاف شخص سكاناً، قبل تحايلهم على قوانين تتعقّد بتسرّع قياسيّ لاختراق حلم رفاهية موعودة.

دُرَّة سينمائية

فيلم جيانفرانكو روزي دُرّة سينمائية استقرائية ثقيلة بمعاييرها الدرامية، ليس بسبب آنيّتها وجسارتها العاطفية تجاه ظاهرة هجرة حديثة، بل في بأسها المدهش على تفادي تنميط عرقي لغرباء، دفع المقت الأوروبي إلى إشاعة حصانات أمام تواجدهم الفيسيولوجي، وشراكاتهم لأرضه ورغد حياته، مثلما وصف حيّزهم الإنساني بأنه معتد، وكاسر قوانين، ومهدّد لتوافقات ديموغرافية؛ فيما ضخّت وسائل إعلامه النافذة رهاباً جماعياً ضدهم. وعى روزي، الذي استقرّ في الجزيرة على مدى عام ونيف، أن نظرة "منظومة بروكسل" لفواجع يومية عايشها أهل الجزيرة النائية من دون مساعدات حكومية حتى وقت متأخّر، شابها خلط وتشويه وتسويف. فبقدر ما آمن ورثة صيادي بحر الجزيرة بأن أجدادهم رضوا بحقّ مجيد عماده أن ما يجود به بحرهم إرادةٌ طبيعيةٌ لا يمكن الاعتراض عليها، سواء كانت ثمار أعماقه، أو بشراً قَدِموا فوق قوارب أمواجه، فإن غدر السياسي الفاسد والمرتعب، جعلهم يتعاملون لوحدهم مع حالات عصيبة لجثث غرقى تناثرت حول جروفهم.

وجد جيانفرانكو روزي أن مشروعه الأول بتصوير 10 دقائق حول الأزمة غير منصف ومشين، ليستقرّ على دورة إنتاج سينمائية ذات صبغة هجومية وديناميكية ودرامية أكثر توظيباً. ما أُنجز مذهلٌ بجماليات مدروسة، ومقاربة مسيّسة متأنية تفادت أحكاماً مسبقة، ورفضت الوقوع في مطب تصنّعات تقنية وبهرجة. انتصر فيلم روزي إلى واقع جارح، تدور الحياة فيه ببطء شديد، حيث أوادمهما ـ كما الريح والمطر والأمواج والآفاق والبروق والنبت البحري وطيورها ـ عناصر دنيا ذات أمجاد ربانية. صوَّر روزي فيلمه بنفسه. حمل كاميرته من نوع "أريفلكس أميرة"، الفائقة الجودة، متفرّساً بوقائع مغرقة باعتيادية تفاصيلها، وموثّقاً يوميات بشر يعيشون بتكافل نادر وسكينة فاتنة، وسائراً على خطاه في نصّه السابق "ساكرو غرا" ـ الفائز بجائزة "الأسد الذهب" في الدورة الـ70 (28 آب ـ 7 أيلول 2013) لـ "مهرجان البندقية السينمائي الدولي (لا موسترا)" ـ الممتاز بحشد كبير من شخصيات تساكن طريقاً دائرياً يحيط بالعاصمة روما؛ وأيضاً في عمله الصدامي "تحت مستوى سطح البحر" (2008)، حول تهديدات ديموغرافية جدّية يتعرّض لها سكان بلدة في صحراء كاليفورنيا الأميركية.

من بين قوم "لامبيدوزا"، هناك اليافع سمويلي (12 عاماً)، المفعم بالحيوية والتشاطر، والمقيم مع جدّيه. يذهب إلى مدرسته. بيد أن حماسته الحقيقية هي صيد الطيور، والتسكّع مع رفيقه، وتقليد العساكر. لا مكان للبحر في اهتماماته مع معاناته من دواره الذي جعله كسيراً. يعاني "كسلاً" في إحدى عينيه، ما وجب عليه وضع واقٍ مطاطيٍّ على الأخرى الصحية. ما يفعله هو المضي في حياة خاملة ذات أحلام قليلة وهشة.

كيانات

الشيء الحاسم كامنٌ في أن سمويلي وعالمه لا يعرفان شيئاً، ولا يملكان أدنى اهتمام بشأن جحافل مهاجري القوارب. مثله، هناك المشرف على الإذاعة المحلية، الذي لا يتلقّى سوى طلبات الجدّة ماريا لإسماعها أغاني صقلية محلية، موجّهة إلى ذاكرة زوجها، منها الأغنية الشهيرة التي حمل فيلم جيانفرانكو روزي عنوانها. هناك الصياد الوحيد الذي يغوص قبالة الصخور بحثاً عن قنافذ بحر، غير ملتفتٍ إلى ما تحمله الأمواج فوقه، وأيضاً الطبيب الوحيد في الجزيرة الدكتور بيترو بارتولو، عرّاب الفيلم، الذي يتواجد مع أولى موجات المهاجرين لإسعافهم، والمعروف بـ "خشيتي إلى حد الموت من تشريح أيّ جثة".

هؤلاء كيانات محصّنة عن خبايا البحر، لأن السلطات الإيطالية أبعدت حدود الجزيرة أميالاً إضافية إلى عمقه، ليتسنّى لجنودها "اصطياد" الغرباء قبل تهديدهم الساحل. على سطح طرّاد عسكري، صنع جيانفرانكو روزي ملامح عالمٍ موازٍ لعمليات إنقاذ وفحص وفرز وتحديد هويّات وتسجيل أوصاف وعلامات فارقة. إنه عالم مقنّن ورسميّ وحيادي، شخوصه بلا عواطف أو صدقات. واجبهم حراسة فردوس أوروبي من أجانب يسعون إلى اختراقه، لكن من دون انتقاص حقّهم في لعب كرة قدم، والتنافس على أهدافها، أو الغناء بمواطنهم وأجدادهم ومللهم، وتمازحهم حول هدايات رحلاتهم.

لم يجبن جيانفرانكو روزي (مواليد أسمرة، أريتريا ـ 1964) من أن يرينا بشاعة جثث ورعب ميتاتها السهلة، إثر اختناق عشرات الأطفال والنساء والفتية في قعر مراكب بدائية الصنع ومكتظّة. كما لم يخف من إسماعنا صوت استغاثات نساء ملهوفات، يطلبن إنقاذ أطفالهنّ من الغرق عبر هواتف نقّالة.

يتعاظم رعب "حريق في عرض البحر" (108 د.)، الذي لا يحتوي على تعليقات صوتية أو موسيقى أو شروحات أو مقابلات فاضية، عندما نعرف أن نهاية المطاف لم تحسم بعد. صحيح أن هناك 400 ألف مهاجر مرّوا بـ "لامبيدوزا"، بمعدّل 150 ألفاً في كلّ عام. لكن أكثر من 15 ألفاً لقوا حتفهم، والعدد لا يزال يرتفع، لأن النفاق السياسي الغربي يخشى وضع خطط فاعلة تُنهي رزايا أنظمة متعفّنة تنهب خيرات قارة، وتحوّل شبابها إلى طرائد حدود.

لن يطرح فيلم جيانفرانكو روزي بدائل، أو ينظّر بشأن ما يتوجب عمله. فعالماه المتناقضان كفيلان ـ ضمن دراميتهما المتباسطة ونصاعة إرادة المخرج وفطنة اختياراته لبشرٍ حقيقيين لا يملكون سوى تعايشهم الإنساني وشجاعاته ـ في إعلان حقيقة مريرة عمادها أن نيران البؤس تدفع الشقاة إلى حتوف بحرية مجانية، فيما كانت رحلات بحّارة الجزيرة وغياباتهم الطويلة تشعل سعير الشوق في قلوب أحبّتهم.

تُرى، مَنْ سيبكي جثثاً يلفظها بحر مثل أعشاب ضارّة؟

(برلين)

السفير اللبنانية في

25.02.2016

 
 

أفلام صندوق دعم الأفلام «سند» تحصد جوائز مهرجان برلين السينمائي

رانيا يوسف - القاهرة – «القدس العربي»:

تمكنت 3 أفلام مدعومة من صندوق «سند» لدعم الأفلام في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج من الفوز بجوائز الدورة الـ 66 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، التي أقيمت في الفترة ما بين 11-21 فبراير/شباط الجاري.

فقد حاز الفيلم التونسي «نحبك هدي» للمخرج محمد بن عطية، والذي تلقى دعماً من «سند» في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، على جائزة أفضل عمل روائي أول، والتي وصلت قيمتها إلى 50 ألف يورو، فيما حاز الممثل التونسي مجد مستور على جائزة على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل عن دوره في الفيلم ذاته.

وحصل الفيلم المصري «آخر أيام المدينة»، للمخرج تامر السعيد على جائزة «كاليجاري» معززة بغلاف مالي قيمته 5 آلاف يورو، فيما حصل اللبناني ماهر أبي سمرا على «جائزة السلام»، مع 5 آلاف يورو أيضاً، عن فيلمه «مخدومين»، وكلا الفيلمين تلقيا دعماً من صندوق «سند» في مراحل مختلفة من إنتاجهما. 

ومن جهة أخرى حصل المخرج الفلسطيني مهدي فليفل، الذي سبق أن استفاد فيلمه المميز «العالم ليس لنا» من منح «سند» عام 2012، على جائزة الدب الفضي للجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه القصير «رجل يعود».

وتعليقاً على هذا الإنجاز، قال علي الجابري مدير صندوق «سند» إن الصندوق يُعتبر بمثابة وسيلة لتصنيف ودعم المشاريع السينمائية المميزة، التي نثق بأن صانعيها سيتمكنون من إنجاز أفلام متمكنة ذات قيمة فنية عالية من شأنها أن تضمن تمثيلاً أكبر للسينما العربية في المحافل الدولية. وأكد أن الجوائز التي حصدتها أفلام «سند» في برلين تعدّ أكبر حافز للسينما العربية ومخرجيها ودليلا على الرغبة العالمية المتزايدة لمشاهدة أحدث الإنتاجات السينمائية في المنطقة.

وقد حظي فيلم «نحبك هدي» بإشادة النقّاد ولجنة تحكيم «مهرجان برلين السينمائي»، التي أجمعت على منح مجد مستور جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل، بسبب حرفيته في تأدية هذا الدور الذي وصفته اللجنة بالطراوة والصعوبة، حيث أبدع من خلاله في تجسيد شخصية الشاب الخجول الذي يكبح مشاعره ولا يظهرها، واستطاع إقناع المشاهد بفضل قدرته الكبيرة على التحكم بالأحاسيس والعواطف وتقلباتها.

يذكر أن الأفلام المدعومة من «سند» تسجل حضورها بشكل دائم في أبرز المهرجانات السينمائية العالمية مثل «كان» و»برلين» و»البندقية»، حيث يحظى بعضها بالإشادة والتقدير، وينال البعض الآخر جوائز وأوسمة، فيما يجد صنّاعها فرصاً مهمة لعقد شراكات إنتاجية مثمرة. ولا يقتصر دعم الصندوق لمشاريع الأفلام على جانب التمويل فحسب، بل إنه يساندها في مراحل الإنتاج المختلفة، وصولاً إلى إطلاق الفيلم رسمياً وتوزيعه في الأسواق المختلفة.

القدس العربي اللندنية في

25.02.2016

 
 

الأخوان كوين: سخرية من آلة صناعة الفنّ

محمد جابر

في عام 1984، كانت بداية الأخوين إيثان وجويل كوين السينمائية، حيث عملا على فيلم بسيط من الناحية الإنتاجية يسمى Blood Simple. ولكن من ناحية القيمة، كان عملاً فنيّاً عملاقاً، وهو فيلم جريمة (New-Noir) محكمٌ تماماً، كلّ شيء محسوب بدقة، اللقطات والألوان والتكوين، حتى التوتر الذي سيشعر به المشاهد، كان محسوباً. 

بعدها بثلاثة أعوام، كان العمل الثاني للأخوين، حيث أصدرا فيلماً كوميديًا صريحاً يدعى Raising Arizona. من الصعب التصور، أن صانعي الفيلم الأول هم أنفسهم صانعو الفيلم الثاني. 

الدهشة وصلت إلى قمّتها مع الفيلمين الثالث والرابع. Miller’s Crossing عام 1990، والذي يقدّمانه كفيلم عصابات عن العمليات المنظمة والرجال الخطرين والتورط في حروبهم ومفاهيمهم الخاصة عن الولاء والخيانة والأصدقاء. بعد ذلك جاء فيلم Barton Fink عام 1991، وهو فيلم أقرب للسريالية، ويتناولان فيه الكتابة والسينما وهجاء هوليوود والأزمات الإبداعية في قالب ما بعد حداثي، ويقومان فيه بتكسير السرد، والتلاعب بالحبكة السينمائية. 

تنقل بين مدارس سينمائية 

في أربعة أفلام فقط، تنقّل "الكوينز" بين أكثر القوالب الفنية تعارضاً. وفي كلّ مرة، كانا يقدمان عملاً مهماً في سياقه التصنيفي، بمعنى أن Raising Arizona، هو واحد من أهم الأفلام الكوميدية. وصار الأخوان اللذان يكتبان ويخرجان معاً، من أهم صناع السينما في العالم، خصوصاً بعد فوزهما بالسعفة الذهبية، وجائزة أفضل مخرج من مهرجان "كان" السينمائي عن Barton Fink في 1991. 

وخلال الـ 25 عاماً التي تلت ذلك، لم يتوقّفَ الأخوان عن التجريب واللعب، إذْ لا يوجد قالبٌ يحكم أفلامهما، إلا فكرة دائمة عن العبث، عبث الجريمة وعبث الحياة المتلاعبة، ذلك هو الشيء الوحيد الذي يؤمِنان به، ولكن دون قالب سينمائي، أو تصنيف فيلمي محدد. فهما يتحرَّكان بين كل القوالب وأشكال الكلام، ويتعاملان مع السينما كلعبةٍ، أو، في أحسن الأحوال، كساحة مُتَّسعة ومفتوحة للتجريب. لذلك، فقد استمرّا في التنقّل والترحال، من الكوميديا الفانتازية في The Hudsucker Proxy عام 1994، إلى فيلمهما العظيم Fargo عام 1996 كجريمة في المدن الصغيرة، ثم الـNoir الصريح، بالأبيض والأسود، في The Man Who Wasn't There عام 2001. قبل الانقلاب العنيف مرّة أخرى نحو الجريمة والإثارة شبه الصامتة في قالب دموي مع No Country for Old Men عام 2007، والذي فازا به بأوسكار أفضل إخراج وسيناريو وفيلم. لذلك، فبعد الدراما الهادئة والحزينة في Inside Llewyn Davis عام 2013، التي تتحدَّث عن إحباطات مغنّ صغير في أميركا مطلع الستينيات، يأتي فيلمهما الجديد Hail, Caesar!، الذي افُتتِح به مهرجان برلين السينمائي الذي يقام حالياً، كفيلم كوميدي وغرائبي، ويحمل هجاءاً صريحاً لهوليوود، وسخرية حتى من أيامها الجميلة في الخمسينيات. 

فيلم "Hail, Ceasar!": في هجاء الهوليوود 

طوال مسيرتهما التي تجاوزت الثلاثة عقود حتى الآن، دائماً ما سخر الأخوان إيثان وجويل كوين، من آلية الصناعة الضخمة للفن. تلك فكرةٌ حاضرةٌ في أكثر من عمل، أبرزها بالطبع Barton Fink عام 1991، والذي يدور حول كاتب سيناريو يحاول إنهاء عمل لصالح استوديو الإنتاج في هوليوود. وفي سياق ذلك، يشن "الكوينز" هجاءً مبطناً على آلة الصناعة، التي ليس فقط لا تخدم الفن، ولكنها تعمل ضده أيضاً، بتسطيحه ووضعه في خدمة السوق. 

فيلم Barton Fink، يصلح كثيراً كمدخل للحديث عن فيلمهما الجديد Hail, Ceasar، الذي افتتح الدورة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائي الدولي الشهير. الفيلم الجديد يدور في يوم واحد ممتلئ بالأحداث داخل استوديو سينمائي في هوليوود. "الكوينز" يكرهون آلة هوليوود الصناعية، كما هو واضح ومعروف. وفي هذا الإطار يمكن فهم دافعهما في هذا الفيلم، الذي هو سخرية من أكثر العصور إشراقاً في ذاكرة هوليوود، ومن الوقت الذي أطلق عليه اسم: "العصر الذهبي للسينما". يتناول "الكوينز" في فيلمهما، هذا العصر بالكثير من السخرية، ويستعرضان رؤيتهما الخاصة لما كان يحدث آنذاك، كأن يُفرَض ممثّل على مخرج كبير ومهم، فقط لأنّه ناجح في مهارات الفروسيّة!. أو أن يتم صناعة نجمة سينمائيّة، فقط لأنها شقراء. كما ألقيا الضوء على مجموعة من الكتّاب الذين أنشؤوا تجمّعاً معاديًا لهوليوود. ويسخر الفيلم، أيضًا، من الصحافة الفنيّة التي كانت شائعة آنذاك، والتي تدّعي الجديّة النقديّة والفنيّة السينمائيّة، ولكنّها أبعد ما تكون عن ذلك. 

سخرية غير مترابطة 

تسير حكاية الفيلم بخفَّةٍ، المشاهد مكتوبة كالعادة كحوار عبثي تكمن فيه كلّ السخرية. ولكن هناك مشكلة لـ "الكوينز" في هذا العمل، أعاقته بشدة، ومنعَته من أن يكون واحدا من أعمالهما الكبرى، وهي أن خيوط الفيلم غير مترابطة، وفيها شيء من الفوضى، للدرجة التي تجعلك قادراً على حذف شخصيات كاملة، مثل شخصية سكارليت جوهانسون مثلاً، دون أن يتأثر شيء في بناء السيناريو، الأمر الذي جعل الشخصيات أقرب لـ "اسكتشات". نتحرَّك أحياناً دون رابط بين أماكن التصوير في الاستوديو، فقط لأن هنالك شيئاً قابلاً لأن يُسْخَر منه، مما يجعلنا غير قابلين للتورط، أو متابعة حكاية واحدة أو شخصية محددة. ولاحقاً، سنفقد اهتمامنا أحياناً ببعض مما يحدث، لأن الهدف الساخر سيكون مسيطرًا على كل شيء. فيبدو الفيلم، على عكس عادة الكوينز، وكأنه غير مترابط تماماً.

 قد لا يكون Hail Ceasar فيلماً للجميع، وسيستمتع به أكثر محبي "الكوينز" وسيلتقطون حس السخرية اللاذع الموجود في كل مشهد، ولكنهم، على الأغلب، لن يعدّوه أبداً ضمن صفوة أفلامهما. 

العربي الجديد اللندنية في

25.02.2016

 
 

"مفرق 48" .. جائزة الجمهور بمهرجان برلين

أمير العمري

في حدث نادر، وفي نفس يوم زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى العاصمة الألمانية برلين، وقف المخرج الإسرائيلي- الأمريكي "أودي ألوني" على المسرح لتقديم فيلمه الجديد "مفرق 48" Junction 48 في قسم "بانوراما" بمهرجان برلين السينمائي، أمام جمهور كبير ملأ القاعة عن آخرها، وشن هجوما عنيفا على نتنياهو قائلا إن نتانياهو يبث الكراهية، بينما يدعو هو من خلال أفلامه إلى  التقارب والسلام. ومضى ألوني فيما بعد، فطالب المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة والغواصات.

"أودي ألوني" ينتمي إلى فصيل صغير داخل إسرائيل من دعاة السلام ومناهضي السياسة الرسمية الإسرائيلية، ومنح الفلسطينيين دولتهم المستقلة، ويقول الشعار الذي وضعه على موقعه على شبكة الانترنت "من النهر إلى البحر.. الحرية للجميع".

في فيلم "مفرق 48"- لا يعبر ألوني فقط عن آرائه السياسية النقدية اللاذعة ضد السياسة العنصرية الإسرائيلية، ولكنه يُجسِّد من خلاله أسلوبا سينمائيا طموحا يمزج بين التسجيلي والروائي، وبين الموسيقي والدرامي، الرسالة السياسية وتقاليد الفيلم الغنائي الاستعراضي الحديث، الميلودراما والرومانسية والإثارة البوليسية، مع اتجاه واضح لتقريب الموضوع من جمهور السينما الشعبية من خلال قصة بسيطة لا تسقط في منزلقات الإغواء الشكلي والتعرّجات، وهو بهذا المعنى ينتمي بلاشك لسينما ما بعد الحداثة.

تلقّى الفيلم دعما ماليا من داخل شركات سينمائية بالولايات المتحدة وكذلك من مؤسسات عدّة داخل إسرائيل من ضمنها صندوق دعم السنيما التابع لوزارة الثقافة، لكن الفيلم جاء في محتواه الفني مناهضا تماما للسياسة الرسمية تجاه الفلسطينيين. وقد دفعت تصريحات ألوني الهجومية التي تزامنت مع زيارة نتانياهو الرسمية إلى برلين، وزيرة الثقافة الإسرائيلية "ميري ريجيف" إلى التلويح بحرمان ألوني من الحصول على أي تمويل لأفلامه في المستقبل، وقالت إن "الفنانين الذين يقومون بتقويض الدولة وتشويهها والتشكيك في شرعيتها، لا يجب أن يحصلوا على دعم من أموال دافعي الضرائب".

الكشف عن المواهب

ويمكن القول إن الفيلم الذي عمل فيه نحو أربعين من الفنيين والتقنيين اليهود من معسكر السلام داخل إسرائيل، هو أول فيلم "فلسطيني" يستخدم موسيقى وأغاني "الراب" المعروفة الفلسطينية، للتعليق على الوضع السياسي وحالة الاغتراب التي يعيشها فلسطينيو الداخل فيما وراء ما يسمى بـ "الخط الأخضر". وفيه تبرز مواهب عدد كبير من الفنانين والممثلين الفلسطينيين. وقد اشترك في كتابة السيناريو وكان وراء فكرة الفيلم من البداية، فنان الراب الفلسطيني تامر نافر الذي يقوم ببطولة الفيلم أمام الوجه الجديد سمر قبطي، ومعهما طاقم محترف كبير يضم سلوى نقاره وإياد فاضل وسامح زقوط وسعيد دسوقي وأديب صفدي، كما تظهر ميساء عبد الهادي (التي تألقت في فيلم مي مصري "3000 ليلة") في مشهد واحد في دور المحامية الفلسطينية التي تدافع عن مالك المنزل الفلسطيني القديم الذي تريد السلطات إزالته.

تقع الأحداث في "اللدّ" التي القريبة من تل أبيب، وهي البلدة التي عرفت تلك المذبحة الشهيرة في عام 1948. ويروي الفيلم بالتعليق الصوتي في البداية قصة هذه البلدة التي كانت فلسطينية تماما لكن أرغموا اليهود سكانها بالترويع والمذابح على مغادرتها بعد قصفها من الجو ثم اقتحامها وقتل نحو 250 فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال في المذبحة الشهيرة.

بطل الفيلم هو "كريم" (الذي يقوم بدوره تامر نافر) وهو شاب ينتقل من عمل صغير إلى آخر، يعيش في كنف والديه اللذين ينتميان للطبقة الوسطى الفلسطينية، فهما يبديان اهتماما بالموسيقى والمسرح والفنون عموما، ولكن كريم يميل إلى الشكل الموسيقي الجديد أي "الراب" الشعبي الذي يعتمد على الإيقاعات السريعة والجمل القصيرة التي يستخدمها في التعبير عن شعوره وزملائه من الشباب بالاضطهاد داخل المجتمع الإسرائيلي.

يرتبط كريم بعلاقة ما مع "يوسف" وهو تاجر مخدرات فلسطيني، ونراه يتمكن من الهرب من الشرطة الإسرائيلية في المشاهد الأولى من الفيلم. وهو لا يستقرّ في عمل، مما يؤدي إلى توتر علاقته بوالده الذي يصرّ على ضرورة ابتعاده عن "يوسف"، ثم يودي حادث سيارة بحياة والد كريم، وإصابة والدته إصابة تتركها مقعدة، فيقرر كريم قطع علاقته بصحبة المخدرات، ويبدو منسجما في علاقته العاطفية البريئة مع صديقته "منار" التي يقنعها بالغناء معه ضمن الفرقة الموسيقية التي كونّها من بعض الشباب. ويشترك الاثنان معا في حفل غنائي إلا أن مجموعة من الشباب اليهودي المتعصِّب يحاولون الاعتداء على منار، فتنشب مشاجرة بين الطرفين تؤدي إلى إفساد الحفل.

رمز الهوية

في الوقت نفسه تعتزم السلطات الإسرائيلية هدم منزل "طلال" صديق كريم ومنار، من أجل بناء متحف يطلقون عليه "متحف التعايش" في مفارقة ساخرة بالطبع.. وينظم الفلسطينيون مظاهرات احتجاج ضد هدم المنزل، كما يستخدم كريم أغاني الراب للتعبير عن رفض القمع الإسرائيلي والتمسُّك بالهوية الوطنية، وفي الوقت نفسه التعبير عن الرغبة في التحرّر من أسر التقاليد القديمة البالية التي تحظر مثلا العلاقة بين الجنسين، ويصور الفيلم أجواء التوتر الذي ينشأ بين عائلة "منار" و"كريم"، بعد رفض أقارب الفتاة ظهورها على المسرح مما يدفع بعضهم إلى تهديد كريم باستخدام العنف ضده. إننا إذن أمام شاب فلسطيني ينشد الحرية لكنه مكبل من الناحيتين، فهو يصارع ضد القيم القبلية من جهة، والعنصرية الصهيونية والتهميش من جهة أخرى.

يصور الفيلم هدم المنزل الفلسطيني الذي يعود إلى جد طلال (يؤدي الدور طارق قبطي) الذي يمتلك كل الوثائق التي تثبت توارثه المنزل عبر الأجيال، كما يصور قمع الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين السلميين بوحشية، وهدمهم للمنزل الذي يعتبر جزءا من التاريخ الفلسطيني، ومن ناحية أخرى، يصور الفيلم أيضا الجانب المرح المحب للحياة، الذي يتمثل في التمسك بالأرض والهوية من خلال شريط صوت شديد الثراء والجمال، يمتليء بالموسيقى والأغاني السريعة المعبرة بالعربية والعبرية والإنجليزية، يوظفها المخرج ببراعة وبحيث تتناغم تماما مع مسار الأحداث وتصاعد مجرياتها وسخونتها، في مزيج فني مدهش بإيقاعاته وصوره وتكويناته البديعة.

يبدأ "مفرق 48" بتاريخ "النكبة" أو "المذبحة" التي وقعت في البلدة، وبأحداثه لا يبتعد قط عن البعد السياسي من خلال نسق سينمائي فريد، يحقق المتعة والتأمل معا.

وبينما يغني كريم أغاني "الراب"، تغني منار الغناء العربي الكلاسيكي القريب من أشعار المقاومة. ويتميز الفيلم بإيقاعه السريع، الذي يتناسب مع إيقاعات الراب، وبتكويناته اللونية التي تعكس الطابع الرومانسي الذي يتبدّى في العلاقة بين كريم ومنار، ولكنه لا يخلو أيضا من المواقف الكوميدية، مع تركيز على علاقة مجموعة الشباب الفلسطينيين ببعضهم البعض وارتباطهم الوثيق معا، ومغامراتهم التي تضفي على الفيلم رونقا خاصا من خلال مشاهد تتمتع بالتلقائية في الأداء والسلاسة في الحوار.

رسالة متوازنة

قد يأخذ البعض على الفيلم الذي ينطق بالعربية في غالبية مشاهده، إبرازه لشخصيتي كريم ومنار وانحيازه الواضح لهما، والتصوير السلبي للشخصيات اليهودية، لكن الفيلم قدم نماذج متعددة لشخصيات فلسطينية سلبية منها تاجر المخدرات الذي يلجأ للعنف لتصفية خصومه، وأقارب منار الذين يرفضون ظهور صورة لها على ملصق لحفل أغاني الراب، بل ويرفضون أن تغني أصلا ويهددون كريم، وهنا فالفيلم يعري تلك النزعة البطريركية المتسلطة التي لا تزال قائمة في المجتمع الفلسطيني التقليدي داخل إسرائيل، وهو ما يذكرنا بالفيلم الفلسطيني "عرس الجليل" لميشيل خليفي.

تبرع في الفيلم مجموعة الممثلين الفلسطينيين، الذين يؤدون معا في تناغم وانسجام بحكم معرفتهم بالمكان وبالموضوع، وتماثلهم تلقائيا مع الأدوار التي يؤدونها. ويعد الفيلم اكتشافا لوجه فلسطيني أنثوي معبر هو وجه سمر قبطي التي لاشك أنها ستكتسب خبرة أكثر، وتتألق في أفلام أخرى قادمة

وقد أثبتت الاستجابة الكبير من جانب الجمهور الألماني في مهرجان برلين ونقاشهم الطويل مع مخرجه وبطليه: نافر وقبطي، أن الرسالة قد وصلت، وأن المتعة لا تنفصل عن الرسالة. ولذلك كان طبيعيا أن يفوز الفيلم بالجائزة التي يمنحها الجمهور، كأفضل فيلم روائي طويل في المهرجان.

الجزيرة الوثائقية في

25.02.2016

 
 

أفلام «سند» تحصد جوائز مهمة في «برلين السينمائي»

أبوظبي ـ «سينماتوغراف»

تمكنت 3 أفلام مدعومة من صندوق «سند» لدعم الأفلام في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج والتابع لـ twofour54، من الفوز بجوائز مهمة في الدورة الـ 66 لمهرجان برلين السينمائي الدولي التي أقيمت في الفترة ما بين 11-21 فبراير الجاري.

فقد حاز الفيلم التونسي «نحبك هادي» للمخرج محمد بن عطية والذي تلقى دعماً من «سند» في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، على جائزة أفضل عمل روائي أول، والتي وصلت قيمتها إلى 50 ألف يورو، فيما حاز الممثل التونسي مجد مستور على جائزة على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل عن دوره في الفيلم ذاته.

وحصل الفيلم المصري «آخر أيام المدينة»، للمخرج تامر السعيد على جائزة «كاليجاري» معززة بغلاف مالي قيمته 5 آلاف يورو، فيما حصل اللبناني ماهر أبي سمرا على «جائزة السلام»، مع 5 آلاف يورو أيضاً، عن فيلمه «مخدومين»، وكلا الفيلمين تلقيا دعماً من صندوق «سند» في مراحل مختلفة من إنتاجهما. ومن جهة أخرى حصل المخرج الفلسطيني مهدي فليفل، الذي سبق أن استفاد فيلمه المميز «العالم ليس لنا”» من منح «سند» عام 2012، على جائزة الدب الفضي للجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه القصير «رجل يعود».

وتعليقاً على هذا الإنجاز، قال علي الجابري مدير صندوق «سند»: «إن حصول الأفلام التي يدعمها «سند» على جوائز عالمية يدلّ على المستوى الرفيع لهذه الأعمال، ويظهر بوضوح أهمية الدور الذي تقوم به twofour54 لدعم السينمائيين في المنطقة العربية».

وأشار الجابري إلى أن الصندوق يُعتبر بمثابة وسيلة لتصنيف ودعم المشاريع السينمائية المميزة، التي نثق بأن صانعيها سيتمكنون من إنجاز أفلام متمكنة ذات قيمة فنية عالية من شأنها أن تضمن تمثيلاً أكبر للسينما العربية في المحافل الدولية. وأكد أن الجوائز التي حصدتها أفلام «سند» في برلين يعدّ أكبر حافز للسينما العربية ومخرجيها ودليل على الرغبة العالمية المتزايدة لمشاهدة أحدث الإنتاجات السينمائية في المنطقة.

وقد حظي فيلم «نحبك هادي» بإشادة النقّاد ولجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي التي أجمعت على منح مجد مستور جائزة على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل، بسبب حرفيته في تأدية هذا الدور الذي وصفته اللجنة بالطراوة والصعوبة، حيث أبدع مستور من خلاله في تجسيد شخصية الشاب الخجول الذي يكبح مشاعره ولا يظهرها، واستطاع إقناع المشاهد بفضل قدرته الكبيرة على التحكم بالأحاسيس والعواطف وتقلباتها.

يذكر أن الأفلام المدعومة من «سند» تسجل حضورها بشكل دائم في أبرز المهرجانات السينمائية العالمية مثل كان وبرلين والبندقية، حيث يحظى بعضها بالإشادة والتقدير، وينال البعض الآخر جوائز وأوسمة، فيما يجد صنّاعها فرصاً مهمة لعقد شراكات إنتاجية مثمرة. ولا يقتصر دعم الصندوق لمشاريع الأفلام على جانب التمويل فحسب، بل إنه يساندها في مراحل الإنتاج المختلفة، وصولاً إلى إطلاق الفيلم رسمياً وتوزيعه في الأسواق المختلفة.

سينماتوغراف في

25.02.2016

 
 

3 أسئلة للمخرج رشيــــد بوشارب

"ظاهرة التحاق الأطفال بداعش في حاجة إلى علم الاجتماع"

·        لماذا فيلم عن تنظيم “داعش”؟

هي قصة أم بلجيكية تتعقب ابنتها البالغة من العمر 18 عاما التي قررت الالتحاق بتنظيم داعش واتباع الإسلاميين المتطرفين إلى سوريا عبر تركيا، بعد أن كان تعيش حياة عائلية سعيدة. أعتقد أن علماء الاجتماع بحاجة لدراسة هذا الأمر ومعالجة ما يحدث. فنحن لا نفهم لماذا يريد الشباب أن التوجه إلى الجهاد. إنها فكرة معقدة جدا وغامضة.

·        كيف عملت على التحضير للفيلم؟

في إطار التحضير للفيلم، تحدثت لعدد من الأولياء الذين تم تجنيدهم من قبل “داعش”، ويؤكد الأولياء في كثير من الأحيان أن الخدمات الاجتماعية فشلت في توفير الحماية.. في الواقع لا توجد وقاية في الوقت الحاضر في المجتمع الأوروبي، نحن مجرد تغطية للأحداث يوما بعد يوم.

·        هل للفيلم علاقة بالأحداث الإرهابية التي عاشتها باريس العام الماضي؟

في أعقاب هجمات باريس في نوفمبر من العام الماضي، ساد جو صعب تجاه المهاجرين وأبنائهم، لكن يجب القول إن الإرهاب ليس ذريعة لعامة الناس للشعور بالخوف من المهاجرين وأبنائهم.. أبناء المهاجرين فرنسيون يساهمون في تاريخ هذا البلد، هم فرنسا الغد. ولا يجب الانتقاء بالقول إنهم أحيانا مهاجرون وأحيانا لا.

الخبر الجزائرية في

25.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)