كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

اليوم تُعلن الجوائز:

«نار فى البحر» لايزال فى المقدمة

بقلم: سمير فريد

مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والستون

   
 
 
 
 

تُعلن فى السابعة مساء السبت، بتوقيت برلين، جوائز الدورة ٦٦ من مهرجان ألمانيا الكبير، حيث تم عرض ١٨ فيلماً فى مسابقة الأفلام الطويلة، و٢٥ فيلماً فى مسابقة الأفلام القصيرة، ويتم تخصيص جائزة لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول فى كل أقسام المهرجان داخل وخارج المسابقات، وعددها هذا العام ١٨ فيلماً.

لاتزال هناك أفلام سوف تُعرض بعد موعد كتابة هذه الرسالة، وقد يكون منها ما يستحق الفوز، ولذلك فحديثنا عن أغلب أفلام المسابقة، وليس كل أفلامها.

لايزال الفيلم الإيطالى التسجيلى «نار فى البحر»، إخراج جيان فرانكو روزى، فى المقدمة للفوز بالدب الذهبى (انظر رسالة المهرجان فى «المصرى اليوم» عدد الثلاثاء الماضى)، ولكن هناك فيلماً آخر ينافسه بقوة، وهو الفيلم البريطانى «عبقرية»، إخراج ميشيل جرانداجى، رغم أنه أول فيلم طويل لمخرجه. جاء الفيلم تحفة كلاسيكية وإعلان مولد أستاذ حقيقى، وهو حفيد فنى للمعلم الكبير دافيد لين.

وُلد جرانداجى عام ١٩٦٢، وأتى إلى السينما من عالم المسرح، حيث يعتبر من أهم مخرجى المسرح فى لندن ونيويورك، ومن عالم الأوبرا، وأحدثها إخراج «دون جيوفانى» فى متروبوليتان نيويورك. وها هو يثرى السينما كما أثرى المسرح والأوبرا.

تدور أحداث الفيلم فى نيويورك عام ١٩٢٩ عن العلاقة بين ماكس بيركينز، المحرر الأدبى لدار نشر «سكربينر وأولاده»، والروائى توماس وولف، والمعروف أن هذه الدار تميزت بنشر أعمال كبار الأدباء مثل فيتزجيرالد وهيمنجواى. وعنوان الفيلم مستمد من عنوان سيرة بيركينز التى كتبها «أ. سكوت بيرج» بعنوان «ماكس بيركينز: محرر العباقرة»، والتى كتب عنها جون لوجان السيناريو.

يذهب جرانداجى بعيداً فى التعبير عن التشابك بين الإبداع والواقع الاجتماعى والحياة الخاصة، وبين الأديب والمحرر الأدبى، ويثير التأمل حول كنه الموهبة، وماهية الفن. ويذهب عميقاً فى التعبير عن الالتباس بين الحب والغيرة، والنجاح والفشل، والعلاقات الإنسانية المركبة. ويطول الحديث عن هذا الفيلم الذى سيكون على الأرجح من أفلام الأوسكار عام ٢٠١٧. وليس هناك منافس لكل من كولين فيرث فى دور ماكس، وجود لاو فى دور توماس للفوز بجائزة أحسن ممثل فى برلين اليوم، لأيهما أو كليهما.

أما جائزة أحسن ممثلة فتتنافس عليها إيما تومبسون فى الفيلم الألمانى «وحيداً فى برلين»، إخراج فنسنت بيريز، وهو أفضل الأفلام الألمانية الثلاثة التى عُرضت فى المسابقة، وإيزابيل هوبير فى الفيلم الفرنسى «أشياء قادمة»، إخراج ميا هانسن- لاف، وهو أحسن الأفلام الفرنسية الثلاثة، وكريستين دونست فى الفيلم الأمريكى «خاص بمنتصف الليل»، إخراج جيف نيكولز، وترينى درهولم فى الفيلم السويدى «الحياة الجماعية» إخراج توماس فينتربيرج.

«ذيب» فى كل القارات

من أهم الأخبار التى أُعلنت فى سوق الفيلم الأوروبية التى تقام أثناء مهرجان برلين، والتى بدأت أوروبياً وأصبحت دولية، وإن احتفظت باسمها الأصلى، خبر بيع حقوق الفيلم الأردنى «ذيب»، إخراج ناجى أبونوار، إلى أسواق الولايات المتحدة والبرازيل وأستراليا ونيوزيلندا والصين وكوريا الجنوبية وفرنسا وبريطانيا والنرويج وبلجيكا وهولندا.

وبالطبع، فإن هذه المبيعات التى أعلنت عنها شركة «فورتيسيمو» التى تُوزع الفيلم فى العالم، جاءت بعد أن رُشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبى الشهر الماضى. وجدير بالذكر أن جوائز الأوسكار هى الجوائز الوحيدة التى تنعكس على السوق بقوة، سواء عند إعلان الترشيحات أم إعلان الفائزين.

«الدوحة» تواصل النجاح

صناديق الخليج لدعم مشروعات الأفلام فى أبوظبى ودبى والدوحة أصبحت حاضرة فى المهرجانات الدولية بالأفلام التى دعمتها، ولكن بينما يدعم صندوقا الإمارات المشروعات العربية، يدعم صندوق الدوحة المشروعات من كل دول العالم.

لم يعلن صندوقا الإمارات عن أفلامهما فى برلين فى نشرات المهرجان، ولكن مؤسسة الدوحة للفيلم التى تأسست عام ٢٠١٠ أعلنت عن ستة أفلام تُعرض فى مسابقتين وقسمى «البانوراما» و«الملتقى»، كما أعلنت المؤسسة عن ورشة عمل لمناقشة ٢٣ فيلماً طويلاً و١١ فيلماً قصيراً فى مراحل مختلفة من الإنتاج تنعقد من ٤ إلى ٩ مارس المقبل، ويشترك فى مناقشة هذه المشروعات خمسة من كبار السينمائيين فى العالم، وهم الروسى ألكسندر سوكوروف، والأمريكى جيمس شاموس، والتركى نورى بلجى سيلان، واليابانية ناعومى كواسى، وفنان السينما التسجيلية الأمريكى جوشوا أوبنهايمر، والمرشح للفوز بجائزة أوسكار أحسن فيلم تسجيلى طويل هذا العام عن فيلمه «نظرة الصمت».

«نار في البحر» يفوز بالدب الذهبي في الدورة 66 لـ«برلين السينمائي»

كتب: إفي |

فاز فيلم «نار في البحر » للمخرج الإيطالي جانفرانكو روسي، السبت، بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي .

ويتناول الفيلم مأساة اللاجئين الذين يصلون سواء أمواتا أو على قيد الحياة لجزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

واختتمت، السبت، فعاليات النسخة الـ66 من الـ«برلينالي» الذي تترأس لجنة تحكيمه الممثلة الأمريكية المخضرمة ميريل ستريب بإعلان الأسماء الفائزة. 

التونسي مجد مستورة يحصد جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل بـ«برلين السينمائي»

كتب: إفي |

فاز الممثل التونسي مجد مستورة ، السبت، بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل بمهرجان برلين السينمائي، عن دوره في فيلم «نحبك هادي»، حول التحول السياسي والاجتماعي في البلاد بعد الربيع العربي.

وتوزع، السبت، جوائز النسخة الـ66 من الـ«برلينالي» الذي تترأس الممثلة الأمريكية المخضرمة ميريل ستريب لجنة تحكيمه. 

الدنماركية ترين ديرهولم أفضل ممثلة بـ«برلين السينمائي»

كتب: إفي |

فازت الممثلة الدنماركية ترين ديرهولم ، السبت، بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «Kolleltivet| الكوميونة»، من إخراج الدنماركي توماس فينتربرج.

وتوزع جوائز النسخة الـ66 من الـ«برلينالي» الذي تترأس الممثلة الأمريكية المخضرمة ميريل ستريب لجنة تحكيمه، السبت.

المصري اليوم في

20.02.2016

 
 

فيلم إيطالي عن اللاجئين ينال "الدب الذهبي" في مهرجان برلين

أمير العمري- برلين

حصل الفيلم الايطالي التسجيلي- الروائي "نار في البحر"" للمخرج جيانفرانكو روزي على الجائزة الكبرى لمهرجان برلين (الدب الذهبي) في الدورة السادسة والستين التي اختتمت مساء السبت 20 فبراير.

ويصور الفيلم البديع مأساة اللاجئين القادمين من افريقيا وهم من جنسيات مختلفة، بواسطة القوارب الى جزيرة لامبيدوزا، مازجا بينها وبين حياة أسرة من الصيادين في الجزيرة بأسلوب فني شاعري مرهف.

وحصل الفيلم البوسني "الموت في سراييفو" للمخرج الكبير دانيس تانوفيتش على جائزة لجنة التحكيم الكبرى (الدب الفضي).

ومنحت جائزة خاصة تحمل اسم الفريد باور مؤسس المهرجان، إلى الفيلم الفلبيني "أنشودة اللغز الحزينة" للمخرج دياز لاف.

ونال الفيلم الفرنسي "الأشياء التي ستأتي" للمخرجة ماريان هانسن لوف على جائزة الدب الفضي لأحسن اخراج.

وذهبت جائزة أحسن ممثلة الى الدنماركية ترين ديرهولم عن دورها في فيلم "الكوميونة" لتوماس فتنبرج.

وحصل الفيلم البولندي "ولايات الحب المتحدة" على جائزة أحسن سيناريو.

أما جائزة أحسن تصوير فنالها الفيلم الصيني "عكس التيار".

أما جائزة أحسن ممثل فنالها الممثل التونسي مجيد مستوره عن دوره في الفيلم التونسي "نحبك هادي" للمخرج محمد بن عطية.

وحصل "نحبك هادي" على جائزة الدب الفضي لأحسن عمل أول.

وفاز بجائزة الجمهور (من خلال اقتراع سري) الفيلم الاسرائيلي البديع "مفرق 48" للمخرج أودي ألوني، وهو أول فيلم عن موسيقى الراب الفلسطينية، وذلك بالمشاركة مع الفيلم الاسرائيلي "من الذي سيحبني الآن" للأخوين تومر وباراك هايمان، الذي يصور مشكلة شاب مصاب بمرض الإيدز.

وهكذا أسدل الستار على دورة من أضعف ما شهد المهرجان خلال سنواته الأخيرة، خلت مسابقته تماما من أي فيلم يمكن اعتباره "تحفة فنية" وتراوحت مستوى أفلامه بين الجيد والمتميز والضعيف، وتناقص عدد افلامها الى 18 فيلما، وامتلأت بافلام لم تكن لتشارك في مسابقة أي مهرجان متوسط المستوى مثل الفيلم المكسيكي "اسمي نيرو" والفيلم الفرنسي "أن تكون في السابعة عشرة"، والفيلم الكندي "باتريس بدون بياتريس". كما أدخل مدير المهرجان- في سابقة نادرة في مسابقات المهرجانات الدولية السينمائية- الى المسابقة الفيلم الفلبيني "أنشودة اللغز الحزينة" الذي يبلغ زمن عرضه ثماني ساعات!

وربما يكون أهم فيلمين في المسابقة هما اللذان فازا فعلا بالجائزتين الرئيسيتين وهما الفيلم الايطالي والفيلم البوسني.

ورغم تميز الممثلة الدنماركية في فيلم المخرج توماس فتنبرج الا أن الجائزة كان أجدر أن تذهب الى الممثلة الألمانية جوليا جنتش.

وعموما يعتبر فوز الفيلم التونسي المتوسط المستوى بجائزتين أكبر نجاح لفيلم من العالم العربي في مهرجان برلين منذ حصول فيلم "اسكندريه ليه" على جائزة لجنة التحكيم الكبرى- الدب الفضي عام 1979.

عرض نادر لفيلم سعودي في مهرجان برلين

من النادر أن يعرض فيلم سعودي في مهرجان سينمائي كبير لكن فيلم "بركة يقابل بركة" لمخرجه محمود صباغ قدّم لمهرجان برلين السينمائي الدولي إطلالة طريفة على التحديات التي تواجه العلاقات العاطفية في المملكة.

وعُرض الفيلم خارج المنافسة الرسمية لمهرجان برلين وهو أول أعمال مخرجه الذي لا يميل لوصفه بأنه فيلم عاطفي كوميدي.

وقال صباغ في مقابلة "أحب أن أطلق على فيلمي أنه قصة بلوغ سن الرشد.

"استخدمت في فيلمي أساليب كثيرة لأني قلت إننا نضع تعريفا لمفهوم السينما.. فلا توجد سوابق بالنسبة لنا."

وحُظر عرض الأعمال السينمائية في السعودية في ثمانينات القرن الماضي حين تبنت المؤسسة الدينية واسعة النفوذ موقفا ضد السينما.

لكن صباغ قال إن الطلب على الأفلام في السعودية يدفعه للثقة في أن غالبية السعوديين سيشاهدون عمله.

وقال "الناس في السعودية يشاهدون ويتعاملون مع الكثير من الفنون لذا فهذه هي فرصتنا لإنتاج فن.. وفيلمي يتناول المناخ العام.. يتناول حرية الفرد."

ويروي الفيلم قصة الشاب بركة الذي يؤدي دوره الممثل هشام فقيه وهو موظف حكومي من جدة شاءت الأقدار أن يلتقي مع فتاة اسمها بيبي وهي ابنة بالتبني لزوجين ثريين تؤدي دورها الممثلة فاطمة البنوي.

ورغم اختلاف النشأة فإن الاثنين يسعيان للقاء وهو أمر ليس بالسهل في بلد تخضع أنشطة النساء فيه لقيود صارمة.

ويأمل فقيه وهو ممثل بخلفية كوميدية أن يساعد الفيلم على فهم الحياة في السعودية.

وقال "مدينة مثل جدة تقدم صورة حديثة عن الطريقة التي ينبغي النظر بها للسعودية وهي رؤية أمينة للغاية."

وبعد عرض الفيلم تحدثت فاطمة لنساء سعوديات من الجمهور وبدت سعيدة لتقبلهن للفيلم.

وقالت "إذا كانت الفتيات في السعودية يشعرن بأن بوسعهن الارتباط والسخرية من التجارب التي مرت بها بيبي ومن معاناتها.. فستكون هذه على وجه التحديد النقطة المهمة في الفيلم.

عين على السينما في

20.02.2016

 
 

مهرجان برلين السينمائى. حضور عربى مشرف وسخط عام على المسابقة

بقلماحمد شوقى - برلين:

تُعلن مساء اليوم أسماء الفائزين بجوائز الدب الذهبى من مهرجان برلين السينمائى الدولى السادس والستين "برليناله"، والذى تختتم فعالياته مساء الغد، بعد دورة كان عنوانها هو قضية اللاجئين التى تشغل الجميع فى ألمانيا، خاصة مع توافد ما يزيد عن 80 ألف لاجئ عربى تقابلهم طيلة الوقت خلال التجول فى شوارع المدينة ومواصلاتها العامة. مدير المهرجان ديتر كوسليك خصص ألفى بطاقة مجانية للاجئين، الكثير من الأفلام تتعلق بقضيتهم، وربما نشهد فى المساء تتويجاً يتعلق بنفس الشأن، فى ظل توقعات سائدة بحصول فيلم "نار فى بحر Fire at Sea" للإيطالى جيافرانكو روزى على الدب الذهبى أكبر جوائز المهرجان.

- "أبرز المرشحين"

فيلم روزى التسجيلى لا يمكن اعتباره عملاً عظيماً، لكنه بالتأكيد واحد من أفضل أفلام المسابقة التى تجمع الآراء أن مستوى أفلامها هذا العام أقل بكثير من المتوقع من مهرجان بحجم برليناله. أضف إلى ذلك موضوعه المتعلق بجزيرة ليمبادوسا الإيطالية، المحطة الأولى لآلاف اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين الآتين من المتوسط، والتى تحوّل شاطئها إلى مرفأ للموت يستقبل آلاف الجثث الغارقة سنوياً، ليكون الفيلم خياراً مناسباً على المستويين الفنى والسياسى، اللهم إلا كان للجنة التحكيم برئاسة النجمة ميريل ستريب رأى آخر.

بخلاف "نار فى بحر" يمكن اعتبار النجمة الفرنسية إيزابيل أوبير أبرز المرشحين لجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى "المستقبل Things to Come" للمخرجة ميا هانسن لوف، والذى تجسد فيه أستاذة فلسفة المخضرمة يقرر زوجها أن يتركها فجأة بعد زواج دام عقوداً. أوبير أجادت فى تجسد الرحلة النفسية والعاطفية التى تخوضها البطلة لتعيد ترتيب كل ما يتعلق بحياتها، لتنال ثناء الجميع حتى أصحاب الآراء السلبية فى الفيلم. بينما لا يبدو هناك أسم بارز بنفس القدر مرشحاً لجائزة التمثيل للرجال، ولعل المفاجأة تحدث وينالها التونسى مجد مستورة بطل فيلم "نحبك هادي"، فيلم المخرج محمد بن عطية الذى عاد بالسينما التونسية والعربية لمسابقة برليناله بعد غياب دام عقدين.

فيلم بن عطية فى سياق آخر كان ليكتفى بشرف المشاركة فى مسابقة ثان أكبر مهرجان فى العالم، لكن فى ظل المستوى العام لأفلام المسابقة وكونه من العناوين القليلة التى حافظت على سمعة جيدة منذ عرضه فى ثانى أيام المهرجان ربما ينتهى اليوم بذهاب إحدى الجوائز للسينما التونسية.

- "مسابقة محبطة"

بعيداً عن الأفلام المذكورة، وربما عنوانين أو ثلاثة على الأكثر من أصل 18 فيلماً تتنافس على الدب، يبقى الإحباط مسيطراً خاصة على أفلام كبار المخرجين. الدنماركى توماس فنتربيرج صاحب "الصيد" يعود بدراما اجتماعية تدور فى السبعينيات بعنوان "التعاونية The Commune"، عن مذيعة وزوجها يرثان منزلاً كبيراً فيحولاه إلى سكناً جماعياً مقابل المشاركة فى المصاريف، وبمشاركة الآخرين لحياتهم يتحطم الرباط بينهم ويدخل الزوج علاقة تدفع الزوجة لحافة الجنون. الفيلم متوتر المنطق، يتأرجح بين الميلودراما والكوميديا الآتية فى غير وقتها، مع شعور عام بأن عليك التواطؤ والاقتناع بقرارات غير منطقية تأخذها الشخصيات لأنها السبيل الوحيد لأن يستمر الفيلم فى مساره.

البوسنى دانيس تانوفيتش العائد لبرليناله بعدما توّج فى آخر مشاركة له عام 2013 بجائزة لجنة التحكيم عن "حلقة فى حياة جامع خردة" يعود بفيلم قائم بالكامل على السيناريو عنوانه "موت فى سراييفو Death in Sarajevo". حكاية تدور فى يوم واحد داخل فندق فى العاصمة البوسنية، عندما تتصادم إرادات تكشف عن الشرح الاجتماعى الذى لا زالت دول البلقان تعانى منه. السيناريو محكم وإن كان أقرب للأفلام التجارية منه لأصالة أعمال تانوفيش السابقة، شعور زاده تقليدية المعالجة البصرية التى جعلت معظم المقالات الغربية تستقبله بفتور.

الإيرانى رافى دافيز يقدم فيلماً ملفقاً عن التحاق المهاجرين المكسيكيين بالجيش الأمريكى من أجل الحصول على إقامة شرعية. فيلم تلمس بوضوح أنه الموضوع لا يهم المخرج من قريب أو بعيد، يعانى من وجود تتابع زمنه نحو نصف ساعة لو تم حذفه بالكامل لن يؤثر إطلاقاً على الفيلم بل ربما يجعله أفضل. أما أضحوكة المسابقة فكان فيلم "وحيد فى برلين Alone in Berlin" إخراج الممثل السويسرى فينسنت بيريز، والذى اختاره المهرجان فى ظل تقليد سنوى بضرورة وجود فيلم يسب فى النازية. فيلم فى ألمانيا النازية يتحدث فيه الأبطال بالانجليزية لأنهم يعلمون أن الفيلم يحتاج لرضا الموزّع الأمريكى، إخراج وتمثيل تقليدى يصلح للعرض فى فترة الظهيرة بإحدى المحطات التلفزيونية على الأكثر.

- "تواجد عربى مشرف"

"نحبك هادي" لم يكن العنوان الوحيد للسينما العربية فى المهرجان، بل تواجد هذا العام عدد كبير من الأفلام الطويلة والقصيرة (حوالى 20 فيلماً) معظمها جيد المستوى. الحضور الأقوى كان للفيلم المصرى "آخر أيام المدينة" لتامر السعيد، والى لفت الأنظار فى قسم المنتدى بسرده المغاير الذى يختلط فيه الروائى بالتسجيلى، وصنعته المحكمة لاسيما فى تصميم شريط صوت بالغ الذكاء، يمزجه السعيد بالصورة ليقدم مرثيته الخاصة لقاهرة عامى 2009 و2010، التى كانت تعيش فى وجهة نظر الفيلم حالة موات شكلت أيامها الأخيرة على تلك الصورة قبل حدوث تغييرات راديكالية منذ مطلع 2011.

مفاجأة أتت من السعودية تتمثل فى فيلم "بركة يقابل بركة" للمخرج محمود صبّاغ، كوميديا بالغة الجرأة تم تصويرها بممثلين وممثلات سعوديين وداخل مدينة جدة، عن معاناة شاب يريد أن يجد فرصة للقاء حبيبته فى مدينة تمنع الاختلاط، مع الكثير من النكات ذات الطابع الجنسى، التى تسخر بذكاء من منظومة اجتماعية خارج إطار الزمن، وتلقى بسهام النقد نحو التطرف الدينى والقوانين التى تطبق على الفقراء فقط بينما يخالفها أبناء العائلات الكبرى بسهولة بالغة.

المغربى هشام العسرى تواجد فى البانوراما للعام الثانى على التوالى، هذه المرة بفيلم "جوّع كلبك" الذى شاهدناه خلال مهرجان دبى قبل شهرين، معالجة على طريقة العسرى الحداثية الصادمة بصرياً لفكرة خيالية هى قيام إدريس البصرى، وزير الداخلية المغربى الأسبق والمعروف بقسوته الشديدة بالاعتراف فى برنامج تلفزيونى بما قام به خلال فترة عمله.

أما أبرز الأفلام القصيرة فكانا فيلمين من الفورم، الأول اللبنانى "وضعية تسلسل" لمروان حمدان، عن شاب سورى ولد فى لبنان بشكل غير شرعى فعاش حياته كلها بلا أوراق هوية، والذى نشط فى الحزب الشيوعى وتنقل بين الستالينية والتروتسكية، قبل أن ييأس فيترك السياسة ويتفرغ لمتابعة كرة القدم وتشجيع فريقه المفضل يوفنتوس. الفيلم الثانى هو "منتهى الصلاحية" للمصرى إسلام كمال، الذى أعاد خلق نسخاً ساخرة تجريدية من أشهر مشاهد التحقيق فى تاريخ السينما المصرية، ليلقى الضوء بشكل لاذع على علاقة السلطة بالمواطن.

- "وفى النهاية"

قبل إسدال الستار على برليناله 66 بساعات، قد لا تكون الدورة هى الأفضل على مستوى الخيارات فى ظل غياب الفيلم التحفة الذى يجمع عليه المتابعون، لكنها تبقى دورة زاخرة فيما يتعلق بالمشاركة العربية الكبيرة، وبالاهتمام بقضية تشغل المنطقة العربية كلها.

الأهرام المسائي في

20.02.2016

 
 

مهرجان برلين السينمائي:

نحبك هادي يتحصل على جائزة أحسن اوّل فيلم (صور)

أرابسك تونس :

تحصّل الفيلم الفيلم التونسي 'نحبّك هادي' على جائزة  افضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي و الفيلم هو  للمخرج التونسي الشاب محمد بن عطيّة شارك في الدورة 66 من مهرجان برلين السينمائي، وهو عمل من بطولة الممثلين مجد مستورة وريم بن مسعود.

وتمّ اختيار الفيلم من بين الأعمال المتنافسة الـ18 ليفتتح المنافسة الرسميّة لنيل جائزة الدب الذهبي أمام لجنة تحكيم ترأسها الممثلة الأميركية ميريل ستريب.

وتدور أحداث 'نحبّك هادي' حول شابّ أمّه تقوم بتسطير حياته وتختار له العروس وقبل أسبوع من زفافه يتعرف على امرأة أخرى تغيّر له حياته وتساعده على اكتشاف شخصيته.

ويذكر أنّ السينما العربية غابت طيلة 20 عاما عن مهرجان برلين السينمائي الدولي، لتعود هذا العام من خلال هذا العمل، وهو الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية لهذه الدورة التي انطلقت يوم 11 فيفري إلى غاية يوم 21 فيفري

أرابيسك في

20.02.2016

 
 

شاهد: فيلم جزائري يناقش أسباب انضمام شباب أوروبا لـ«داعش»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

يشارك المخرج الجزائري رشيد بوشارب في مهرجان برلين السينمائي بفيلم «الطريق إلى إسطنبول»، والذي يناقش بشكل عميق مشكلة العائلات الأوروبية التي استطاع أبناؤها الهرب والانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

وتناول موقع The Hollywood Reporter في تقرير مفصل عن العمل فكرته الإنسانية العميقة، حيث تلعب الممثلة البلجيكية استريد وينتال دور أم عزباء تعيش في الريف البلجيكي مع ابنتها الوحيد البالغة من العمر 18 عاماً، وتلعب دورها الممثلة بولين برليت، حيث تنقلب حياة الأم رأساً على عقب عندما تختفي ابنتها فجأة

تكتشف الأم فيما بعد أن الابنة انضمت مع صديقها إلى «داعش»، فيقودها البحث عنها إلى اسطنبول التركية، آخر مكان شوهدت فيه الفتاة وصديقها قبل اختفائهما تماماً.

ووصف تقرير للموقع الفيلم بأنه شديد الإنسانية، تظهر الابنة في أحد مشاهده بوجه شاحب وعينين تائهتين وهي تتواصل عبر الانترنت مع مجهول، تشرح له بقصاصات ورقية مكتوبة بالفرنسية، عن سبب اعتناقها الإسلام؛ «لقد أحسست بحاجتي لله في حياتي.. أمي هي الوحيدة في حياتي.. لقد شربت الخمر ومارست الجنس وأصبحت إنسانة سيئة.. أريد أن أتغير».

وفي مشهد آخر، تظهر الأم وهي تكاد تصاب بالشلل، وهي تنتظر رسالة من ابنتها على هاتفها، في إشارة إلى العجز الكامل لأوروبا، التي وصل عدد أبنائها الهاربين إلى أحضان “داعش” إلى الآلاف دون أن تفعل شيئاً.

وهو تماماً ما قاله بوشارب في تصريحاته حسب The Guardian على هامش عرض الفيلم، إذ انتقد موقف علماء الاجتماع في أوروبا بأسرها «لعجزهم عن فهم الظاهرة والتصرف حيالها»، حسب تعبيره.

وصرّح بوشارب شارحاً وجهة نظره عن القصة بأنه تعمّد أن تكون الأسرة التي يعالجها الفيلم من خلفية غير إسلامية، «فلم أختر أحداً أصوله أو ثقافته إسلامية. اخترت شخصية ليست لها صلة بالعالم أو الثقافة الإسلامية أو العربية؛ لأن ما أثار اهتمامي كيف يمكن أن تعتنق فتاة بلجيكية تبلغ من العمر 18 عاماً الإسلام وتسافر إلى سوريا».

وأضاف:«لهذا السبب أردت إخراج هذا الفيلم، منذ نحو عامين كان أقارب هؤلاء الناس محرومين تماماً ولا يساعدهم أو يستمع إليهم أحد. حاولوا تنظيم مؤتمرات صحفية وحاولوا تجميع أنفسهم حتى يتم الاستماع لهم، ولهذا قلت لنفسي أقوم بهذا الفيلم حتى أفعل شيئاً لهؤلاء الأمهات والآباء الذين يبحثون عن أبنائهم».

الليلة ختام مهرجان برلين، فهل يتم تتويج السينما العربية بالدب الذهبي؟

برلين: خاص ـ «سينماتوغراف»

يقام الليلة حفل توزيع مهرجان برلين فى دورته 66، وستقوم لجنة من سبعة أعضاء برئاسة الحاصلة على جائزة أوسكار ثلاث مرات، ميريل ستريب، بتوزيع جوائز المهرجان المرموقة خلال الحفل.. وتميز المهرجان بعرض مجموعة من الأفلام فى مختلف أفرع المسابقة، منها 18 فيلماً فى المسابقة الرسمية، تتنافس على جائزة الدب الذهبي التي تعد من أهم الجوائز العالمية التي يحلم بها صناع السينما عبر العالم، خصوصاً أن مهرجان برلين رد الاعتبار للسينما «كإبداع كوني» في الكثير من البلدان، حتى تلك التي لا تتوفر بها صناعة سينمائية حقيقية. ويمكننا ملاحظة ذلك من خلال آخر ثلاثة أفلام حاصلة على الدب الذهبي.

كان آخر الفائزين الفيلم الإيراني «تاكسي» لمخرجه «جعفر بناهي»، وهو يصور المجتمع الإيراني من خلال التجوال اليومي لسائق سيارة أجرة، لكنه ممنوع من العرض في إيران، كما أن مخرجه ممنوع من مغادرة البلاد وتصوير الأفلام.

إلا أن الفيلم تمكن من كسر حاجز الحظر وعرض في 20 بلداً أوروبياً و العديد من الدول الأسيوية بفضل الشركة الموزعة «سيليلويد دريمز»، كما بيع إلى شركة توزيع في الشرق الأوسط.

أما عام 2014 فكانت من نصيب السينما الصينية بفيلم «باي ريان هو» (أي الفحم الأسود و الجليد الرقيق)، كما حصل بطله «لياو فان» على الدب الفضي كأفضل ممثل. والفيلم يدور حول محقق بدين يطارد مجرما قتل عددا من الأشخاص.

وفي عام 2013 منح مهرجان «برلين» جائزته الكبرى للفيلم الروماني «الطفل بوز»، وهو يتمحور حول أم ذات سلطة ونفوذ في المجتمع تحاول الحيلولة دون دخول ابنها للسجن رغم أنه تسبب في موت طفل صغير في حادثة سير.

ويتبارى هذا العام على «الدب الذهبي» أفلام من دول مختلفة، من بينها التونسي «نحبك يا هادي»، فهل يمكن أن ننتظر أول تتويج للسينما العربية في هذه الدورة؟.

«آخر أيام المدينة» يفوز بجائزة كاليجاري في «برلين السينمائي»

برلين: خاص ـ«سينماتوغراف»

فاز الفيلم المصري «آخر أيام المدينة» لتامر السعيد بجائزة كاليجاري في مهرجان برلين السينمائي، وتدور أحداثه داخل مدينة القاهرة العريقة حول حياة خالد الذى يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة ليظهر روحها فى الوقت الذى يعانى فيه من احتمالية أن يطرد من شقته، ويواجه مشكلات مع المرأة التى يحبها والتى تريد أن تهجره، متذكرًا طفولته حينما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا. ويشارك فى بطولة الفيلم حنان يوسف ومريم صالح وخالد عبد الله وعلى صبحى، ومن إنتاج تامر السعيد وخالد عبد الله وهناء البياتى ومن تأليف رشا السلطى.

سينماتوغراف في

20.02.2016

 
 

ثورة السينما السعودية تبدأ من برلين

برلين ـ خالد محمود:

• «بركة يقابل بركة» فيلم يتحدث لغة المشاعر بأسلوب كوميدى بسيط

قصة حب تجمع شابًا وفتاة اللقاء بينهما مستحيل

«بركة يقابل بركة ».. عنوان الفيلم السعودى الذى عرضه مهرجان برلين السينمائى الـ٦٦ فى قسم المنتدى، يعد بمثابة القنبلة التى تفجر اعراف وسياسات يعيشها المواطن السعودى كأمر واقع، فهو يمهد بحق لثورة قادمة فى المملكة، ليست فقط سينمائية، بكسره كل التابوهات، ولكن واجتماعية ايضا، وقد كشف العمل بأدواته الدوافع والأسباب التى تجعل التمرد على عادات وتقاليد ومقدرات وسياسات بات امرا حتميا.

مضمون الفيلم المدهش والجرىء يحتوى كل ذلك وأكثر، رغم أن احداثه تدور فى إطار كوميديا رومانسية، حيث يدين طوال الأحداث قوانين عدة، بل ويثبت ان رشوة الموظف العام مبدأ قائم، وان احتلال الشيوخ منابر الفضائيات حقيقة وليست أوهاما، وأن هناك تزمتا كبيرا تجاه وجود الفنون، وحق الشباب فى الحب، وحرية المرأة.

قدم المخرج والمنتج محمود صباغ فى فيلمه الروائى الطويل الأول قصته للمواطن المحلى وقال عبر حبكة درامية ثرية بسخريتها واداء أبطالها ما يريد الجيل الجديد من الشباب ان يقوله، وان كانت القيمة الفنية والإنسانية طغت على الإبهار التقنى.

الفيلم صور بالكامل فى جدة، وهو صناعة شبه محلية بالكامل، ويتناول قصة جيل الشباب بكل تحولاته ومظاهره العفوية، من خلال قصة حب غير تقليدية، طرفها بركة «هشام الفقيه» وهو موظف البلدية الذى يعمل على ضبط المخالفين من الباعة والمقاولين، وهى مهمة تتناقض مع طيبته ونقاء سريرته وعشقه للحياة البسيطة، إذ لا يمكنه إيذاء أى أحد حتى لو كان ذلك بموجب القانون، هو يعيش فى حى متواضع تحكمه قوانينه ويهوى التمثيل المسرحى، والطرف الثانى فى قصة الحب «بيبى» فاطمة النبوى، الفتاة الأكثر شهرة فى عالم الانستجرام، التى تعيش مع عائلة ثرية بالتبنى، تتمنى أمها أن تنجب الولد، بعد زواج 20 عاما وتستغل الأم جمال جسدها فى عمل اعلانات للبوتيك الذى تملكه عبر مدونة الفيديو، فى البداية يلتقى «بركة» «وبيبى» بالصدفة، عندما يصله بلاغ بوجود فريق فنى على أحد الشواطئ لتصوير نجمة انستجرام مشهورة لإعلانات تجارية، وهو أمر يخالف عادات وتقاليد المجتمع، ولكنه يتغاضى عن بعض الخروقات ليستمر التصوير، إلا أن قلبه يلتقط الإشارات الأولى أو ربما ولد الحب من أول نظرة، لكنهما لا يعرفان فيما بعد كيف يلتقيان أو يأخذان فرصتهما كى تنمو المشاعر، فكل شىء ممنوع، حتى مجرد الحلم بفتاة الأحلام، فمحاولات اللقاء تنتهى غالبا فى محل بقالة، أو فى جولة سريعة فى السيارة، فاللقاء فى مطعم من المستحيل، أو امام البحر يعتبر مغامرة مع الشرطة الدينية، مع أن بركة طوال الوقت يؤكد «البحر بحر ربنا، وهو للجميع»، ونذكر فى أحد المشاهد عندما تقابلا قالت بيبى لبركة «خلى مسافة بينا»، وفى مشهد آخر عندما التقيا فى معرض تشكيلى يأتى من يخبرهما بصراخ هامس، بضرورة تهريب النساء من الموقع، لأن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الطريق، وفى لقاء ثالث ومفاجأة لإذاعة اخرى اعترفت بيبى ان اسمها الحقيقى بركة، لكنها كانت تخجل منه فهى كانت مكبوتة بسبب الزيف والكذب والازدواجية التى عاشتها، خاصة بعدما اكتشفت انها ليست ابنة مدام «ميادة»، بل فقط الموديل الأول فى بوتيكها الشهير «كراكوزة»، وأنها يتيمة، تم التقاطها وتأهيلها لتصبح دمية شقراء فى بيت بلا مشاعر، ولا علاقات دافئة، وكل ما فيه مصنوع، وأن مدام التى لم ترزق بطفل تفكر فى الاحتفاظ بها كديكور منزلى.

أجاد مؤلف ومخرج الفيلم الربط بين عالمين، الأول يخص شخصية بركة «الرجل»، حيث نراه مستسلما بشكل يومى لنصائح «الدادا سعدية» التى تقرب الحبيب، وتعالج العقيم، وجاره «دعاش»، تلك الشخصية الواقعة تحت تأثير القهر المعنوى، والشرب، والتمرد، وطوال الوقت تجد حواره ومواقفه تشكل رؤية لاذعة للواقع ولزوجته سعدية تفجر معها ضحكات المشاهدين، بل ومنذ اللحظة الأولى من الفيلم بدأت الضحكات فى القاعة توحد جميع الجنسيات الحاضرة وقد أجاد فى أدائها بحق الممثل سامى حفنى، كما يبرز التناقض الشديد بين حالة المجتمع السعودى فى عهود سابقة والآن، حيث كان زمان أكثر ليبرالية فى تعامله مع الثقافة والفن وتعاطى الحياة العامة خاصة فى الفترة من عام ١٩٦٠ أى ١٩٧٠، وتوصل العمل أن الحياة سابقا كانت أكثر جمالا وانفتاحا، كان المسرح فيه جمهورا من الجنسين، وكانت الإذاعة تبث أحلى الأغنيات، وكانت الناس تغمى قبل محاولات تكفيرية بتهديد هذا الصفو، وتحريم حتى صوت أم كلثوم. فى رحلة التناقض هذه نجد بركة يتعاون مع فرقة هواة مسرحية، ليجسد دور اوفيليا حبيبة هاملت، لأنه لا يجوز للمرأة ان تمثل، وكان مشهدا ساخرا، حيث امسك فيه بركة بحمالة الصدر ليوحى باختراق ألغام قادمة، وقد شاهدنا كاميرا المصور فيكتور كريدى وهى تجوب شوارع واماكن عادية فى جدة وهو ما لم يكن متاحا قبل ذلك، وقد رسمت العدسة سيناريوهات المحرمات الاجتماعية المحلوم بها والمتعذرة فى آن.

بطلا الفيلم أرادا من حكاية حبهما أن ينقلا معنى أن يكون الفرد حالما فى ظل الإرهاب الفكرى والفعلى الذى يتعرض له العالم، فهو فيلم عن الحب بكل معانيه المرتبطة بالحى، بالجار، بالعائلة، والوطن، وعن أى شخص يريد دائما أن يعرف فقط ماذا يجرى فى المملكة العربية السعودية وفى مجتمعها المحافظ، فقد أصبح هناك جيل جديد يريد أن يحب ويعشق، ويمارس أبسط حقوقه فى التعبير عن هذه المشاعر، حتى وان جاءت النهاية ضعيفة وأقل من روح القصة، لكن ظهور مثل هذه القصص ستعمل على تغيير شكل السينما والمجتمع، فقد خيبت النهاية أفق المشاهد بكونها ليست سعيدة ولا تراجيدية، حيث جلسا على كرسى مشترك تفصلهما مسافة سنتيمترات، وهى المساحة التى تعبر عن الفجوة الكبيرة، فلا ابنة الطبقة المرفهة تخلت عن قيم طبقتها، ولا ابن الحى الشعبى صعد إلى عالمها وهكذا افترقا وظلت الرغبات ممنوعة.

بدون شك فإن محمود صباغ رسم شخصياته بالأفكار والعواطف والمعتقدات والأوهام ليبنيها بمقتضى حاجة الفيلم، وذلك بمزيج من الحس الرومانسى والكوميدى بصيغته الرثائية الساخرة للواقع، وهو ما يعود الفضل فيه ايضا للأداء اللافت للمثل والعفوى لهشام فقيه بشخصية بركة وباقى شخصياته بيبى، ودعاش، وسعدية، وميادة عرابى، بحوار مكتوب بحرفية عالية كمكون بنائى للشخصيات، اراد صباغ أن يقول إن وجودهم الأنطوقى هو مرآة حضورهم الحياتى، أو مجتمعهم الضيق الذى يشبه السجن.

فى النهاية أرى ان سر روح الفيلم فى بساطته، حيث استطاع أن يوصل الرسالة ببساطة، وهى أن الحب يحتاج إلى مكان يحتويه، وقد راهن صباغ على تحقيق حضور متميز فى المهرجان، لأن الجميع كان يريد ان يرى ما تطرحه آتية من بلد لا يعرف أى مظاهر للسينما رسميا منذ عام ١٩٧٩ وهو ما تحقق بالفعل ليؤكد ان السينما السعودية المستقلة اصبحت جاهزة للخروج للعالم.

استقبال حافل على السجادة الحمراء

كتب- خالد محمود:

استقبال جمهور المهرجان نجوم الفيلم الأمريكى «Midnight Special» الذى يعرض فى المسابقة الرسمية للمهرجان بحفاوة كبيرة وقد حضر معظم نجوم الفيلم مراسم السجادة الحمراء التى ينتظرها الجمهور ليشاهد نجومه المفضلين أو للفوز بتوقيع منه شخصيا.

وقد شهد نجوم الفيلم معاملة خاصة على سجادة المهرجان حيث تعالت أصوات الجماهير بمجرد وصول النجوم على السجادة وخاصة النجمة الأمريكية الشابة كيرستين دانست حيث ظل الجمهور ينادى باسمها ليحصل على توقيع منها، وقد حاولت قد المستطاع أن تلبى طلب كل عشاقها، وقد رافقها على السجادة الممثل الاسترالى جويل إجيرتون والممثل الأمريكى مايكل شانون والمخرج جيف نيكولز.

والمعروف أن دانست لها شعبية واسعة بين الشاب منذ مشاركتها فى فيلم «الرجل العنكبوت».

أفضل صانع أفلام عربى للمخرج ماجد الأنصارى عن فيلم «زنزانة»

كتب- خالد محمود:

ضمن شراكتها مع مركز السينما العربية فى فعاليات الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائى أعلنت مجلة «فارايتى» عن منح جائزة أفضل صانع أفلام عربى فى 2015 للمخرج الإماراتى ماجد الأنصارى عن فيلمه الروائى الطويل الأول «زنزانة».

وعقب فوزه بالجائزة قال الأنصارى «يشرفنى حقا حصولى على جائزة فارايتى لمخرج العام. وأتمنى أن تساعد هذه الجائزة فى جذب الاهتمام إلى صناعة السينما المزدهرة فى دولة الإمارات، وأن تمهد الطريق لطرق حكى جادة وغير متوقعة».

فيلم «زنزانة» كان تم اختياره للمشاركة رسميا فى مهرجان لندن السينمائى التابع لمعهد السينما البريطانى (BFI)، وهو من بطولة صالح بكرى، على سليمان وعهد كامل، ويحكى الفيلم قصة طلال الذى ينتظر معرفة مصيره فى زنزانة ببلدة نائية حيث تخنقه الوحدة وعذاب الابتعاد عن ابنه وطليقته التى لا يزال متعلقا بها.

الشروق المصرية في

20.02.2016

 
 

اليوم.. ختام مهرجان برلين.. الجوائز تقدمها ميريل ستريب

القاهرة - بوابة الوفد - حنان أبوالضياء

اليوم يقام حفل توزيع مهرجان برلين فى دورته 66، وستقوم لجنة من سبعة أعضاء برئاسة الحاصلة على جائزة أوسكار ثلاث مرات، ميريل ستريب، بتوزيع جوائز المهرجان المرموقة خلال الحفل.. وتميز المهرجان بعرض مجموعة من الأفلام فى مختلف أفرع المسابقة، منها 18 فيلماً فى المسابقة الرسمية، وقد لفتت بعض الأفلام الانتباه لها، وعلى رأسها فيلم نيكول كيدمان «العبقرى»، الذى تعرض لسيرة (ماكس بركينز) الذاتية، وهو محرر أدبي لصالح دار نشر (أبناء تشارلز سكريبنر، نيويورك) بفترة العشرينات، حيث يُعَد من أوائل الذين وقعوا هناك، مع أدباء عظماء مثل (إرنست هيمنجواي، وسكوت فيتزجيرالد)، عندما تقع بالمصادفة بين يديه مخطوطة تصل صفحاتها لألف صفحة، مكتوبة بواسطة مجهول، يقتنع (بيركنز) تمامًا أنه بصدد اكتشاف عبقرية أدبية جديدة.. وهناك فيلم «الطريق إلى إسطنبول» للمخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب، حيث يعرض في مشاهد مكثفة، فرار الكثير من اللاجئين السوريين من بلادهم عبر الحدود التركية، وكيف تتعامل معهم السلطات على الجانب الآخر من الحدود، بينما تحلق المروحيات الحربية فوق رؤوسهم، كما نشاهد قصف ودمار القرى السورية القريبة من الحدود.

وعلى رغم أن الفيلم يصور بحث امرأة بلجيكية عن ابنتها التي ذهبت مع صديقها وعبرت لكي تنضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، فإن مشاهد اللاجئين الذين تنضم إليهم السيدة البلجيكية خلال سعيها للوصول إلى طريقة لاختراق الحدود والوصول إلى ابنتها في مدينة الرقة بسورية، تظل من أكثر مشاهد الفيلم التي تبقى في الذاكرة.

وعرض بالمهرجان فيلم سوري بعنوان «منازل بلا أبواب» للمخرج السوري الأرمني الأصل كابريليان، صوره في حلب وسط أجواء الهجرة الجماعية للفارين من الحرب. وهناك فيلم «فوكوماري» أو (النار في البحر) للمخرج الإيطالي جيانفرانكو روسي، قصة اللاجئين المتمركزين في الجزيرة من خلال الحياة اليومية لصبي (12 عاماً) يدعى صامويل. وغالباً ما تكون جزيرة لامبيدوسا الواقعة بين تونس وصقلية أول ميناء يصل إليه مئات الآلاف من طالبي اللجوء من إفريقيا والشرق الأوسط في طريقهم إلى أوروبا، وفي كثير من الأحيان بعد تحمل رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر في قوارب متهالكة في سعيهم لحياة جديدة. ولفت النظر أيضاً الفيلم الروائي الطويل «وحيد برلين» الذي أنجزه المخرج السويسري فانسون بيريز يُعرَض في مهرجان برلين السينمائي ويحظى باستحسان النقاد مثلما كان متوقَّعًا. «وحيد برلين» هو ثالث الأفلام الروائية الطويلة لفانسون بيريز الذي تؤدي دور البطولة فيه الممثلة إيما تومسون التي قالت عن هذه التجربة الفنية الجديدة في مشوارها: هذا الفيلم المُقتبَس عن رواية ضد الفاشية للكاتب الألماني هانز فالادا أنجزها عام 1947م وتحمل العنوان ذاته يحكي قصة ألماني وزوجته رافضيْن للنازية، مما يعرضهما لمشاكل مع جهاز الاستخبارات الألمانية الجستابو وأحد عملائه المكلَّف بتعقبهما ومراقبة تحركاتهما، وهو الدور الذي أُسنِد للممثل الألماني دانيال بروهلْ الذي علق عن دوره في الفيلم بالقول: «الشخصية التي تقمصتها لا علاقة لها بالشخصيات النمطية. هذه الشخصية مهمة جداً ومتناقضة. الفيلم ليس نمطياً أبداً». «وحيد برلين» عبارة عن «فيلم عن الشجاعة والذين يكافحون دفاعاً عن أفكارهم. المخرج فانسون بيريز يؤكد أنه صوَّر الفيلم باللغة الإنجليزية، لأن مضمون فيلمه مضمون أوروبي على خلفية انتشار التوجهات السياسية الشعبوية اليمينية المتطرفة في القارة العجوز، وهو محقّ فيما فعل». الكتاب المُقتبس منه القصة (Max Perkins: Editor of Genius) فاز بجائزة الكتاب الدولية فور نشره عام 1978.

ويتنافس فيلم المخرج الإيطالي روسي الوثائقي مع 17 فيلماً للفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان برلين السينمائي، بما في ذلك جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم. ويعد فيلم «فوكوماري» جزءاً من سلسلة من الأفلام التي ستعرض في مهرجان برلين السينمائي لهذا العام وتتناول أزمة اللاجئين التي أثارت توترات سياسية في أوروبا ودفعت القادة السياسيين إلى تكثيف جهودهم في محاولة لاحتواء تدفق المهاجرين الجدد.

وهناك فيلم «نحبك هادي» لمخرجه محمد بن عطية المولود في تونس، ويتنافس على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم. وتدور أحداث الفيلم في أعقاب الثورة التونسية في عام 2011 حول الشاب هادي الذي يبدو أن حياته تدار من جانب أشخاص آخرين، ومن بينهم رئيسه في العمل ووالدته التي رتبت له الزواج من عروس. لكن هادي يتمكن فجأة من فرصة للسيطرة على عالمه عندما يلتقي امرأة أخرى أثناء رحلة عمل. وقال مخرج العمل «يجد الإنسان نفسه أمام خيارات صعبة ومحيرة عندما يقف في مفترق الطرق». وأضاف «اخترت تناول القصة بشكل واقعي، ومن الجيد أن حكاية تونسية تمس أجانب وتؤثر فيهم».

يذكر أن الفيلم إنتاج تونسي بلجيكي فرنسي مشترك، وسيعرض بالمهرجان في 12 فبراير. وسبق للمخرج بن عطية (39 عاماً) أن أخرج أفلامًا قصيرة عدة، من بينها «سلمى» وقانون «76» و«كيف الآخرين». وكان آخر فيلم تونسي نافس على جائزة الدب الذهبي في 1996 هو «صيف حلق الوادي» للمخرج فريد بوغديرو من بين الأفلام المختارة في المنافسة أفلام من دول مختلفة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والبوسنة والهرسك وبريطانيا والصين وفيتنام.

الوفد المصرية في

20.02.2016

 
 

مخرج إسرائيلي: أناضل من أجل فلسطين لأني أحب ديني اليهودي

أجرى الحوار: نادر الصراص

فاز فيلم "مفرق 48" بجائزة الجمهور في مهرجان برلين هذا العام، وهو أحد الأفلام القليلة التي تتناول معاناة "فلسطينيي 48" من منظور فلسطيني.DW عربية التقت مخرج الفيلم أودي ألوني، فتحدث عن فكرة الفيلم وصناعته.

عُرِضَ فيلم "مفرق 48" للمخرج الأمريكي الإسرائيلي أودي ألوني في مهرجان برلين السينمائي "البرليناله" لهذا العام (2016). ويحكي قصة الشاب الفلسطيني كريم من مدينة اللد، ويمثل دورَه مغني الراب الفلسطيني تامر النفار. يطمح كريم إلى أن يصبح مغني راب وأن يكون باستطاعته إقامة الحفلات في الملاهي الإسرائيلية. لكنه يصطدم بالتمييز العنصري، الذي يتعرض له لكونه فلسطينيا داخل إسرائيل. ومن خلال شخصية كريم وعائلته وأصدقائه، يسرد الفيلم واقع حياة "فلسطينيي 1948" وما يتعرضون له من تهميش وقمع وظلم. ولكنه في نفس الوقت يتناول المشاكل، التي يعانون منها داخل مجتمعهم، كالمخدرات والبطالة والعنف وترسخ السلطة الذكورية.ولكنه يعرض أيضاً قصة حب رقيقة بين كريم والشابة الجامعية منار. DWعربية التقت مخرج الفيلم أودي ألوني وأجرت معه الحوار التالي:

·        DWعربية:كيف نشأت فكرة هذا الفيلم الذي يتناول وضع فلسطينيي 1948 بالتعاون مع تامر النفار؟

أودي ألوني:لقاؤنا الأول كان قبل أربعة عشر عاماً. آنذاك نشأت صداقة رائعة بيننا وعملنا معاً في عدة مشاريع فنية، كان منها مشروع في مسرح الحرية بمخيم جنين. حاولنا من خلال هذه المشاريع الفنية أن نكسر الحاجز الاصطناعي، وأن نعيد الصلة بين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفلسطينيي 1948. هؤلاء شعب واحد، ولكن الحدود الفاصلة بينهم جعلتهم يطورون ثقافات مختلفة، وحتى لغات مختلفة. كنا نريد من خلال مشاريعنا الفنية أن نكسر هذه الحواجز. وكل مرة كنا نعمل فيها معاً كنا نقترب من بعضنا البعض، وذات يوم قررنا أن نبدأ في مشروع هذا الفيلم.

·        لماذا اخترتم بالذات مدينة اللد كمسرح لأحداث الفيلم؟

كان من المهم بالنسبة لي أن يُظهر الفيلم كيف تشتت الشعب الفلسطيني وتقسم بعد 1948، حيث ذهب جزء منه ليعيش في مخيمات اللاجئين في غزة وغيرها من المناطق، وجزء آخر بقوا في أرضهم، التي أصبحت إسرائيل. صحيح أن هؤلاء لهم حقوق أكثر من غيرهم من الفلسطينيين، لكنهم لا زالو نوعاً ما لاجئين في أرضهم، وبالأخص في اللد. فمعظم السكان الفلسطينيين هناك من الذين هُجروا من مدن أخرى مثل يافا ونزحوا إلى اللد. كانت هناك موجات نزوح في الداخل. وهذا ما أردنا أن نظهره في الفيلم من خلال اللهجات التي يتكلمها الأشخاص، وكيف يتصرفون ويتحركون.. إلخ.

·        اخترت في فيلمك أن توظف موسيقى الراب وأن تعمل مع مغني الراب الفلسطيني تامر النفار. لماذا؟

أنا فنان وما يهمني في الدرجة الأولى هو الفن، الذي أحبه، والذي أعتبره أداة للمقاومة. هناك عدة ضروب من الفن، وليس هناك فرق بين غناء الراب أو عرض مسرحية "بانتظار غودو"، المهم هو إتقان هذا الفن. ليس هناك فن راقٍ وفن شوارع. صديقي جوليانو مير خميس، الذي أُغتيل قبل بضعة أعوام أمام مسرح الحرية في جنين، كان يقول "رقي الفن هو المقاومة". وتامر النفار له حضور قوي كمغني راب، لذا قررنا أن نعمل هذا الفيلم الذي يمكن للمشاهد خارج البلاد أيضاً أن يفهمه. فمثلاً إذا شاهد السود في أمريكا كيف تفتش الشرطة الإسرائيلية الشباب العرب في الفيلم فقط لأنهم عرب، فإنهم (أي السود) سيتفهمون هذا الشعور، لأنهم يتعرضون لهذا التمييز العنصري في بلدانهم أيضاً. وهذا ليس شيئاً جديداً بالنسبة لهم. ليس الهدف أن نستخدم الثقافة الغربية في أعمالنا الفنية فقط، بل أن نستخدم الثقافة الغربية وأن نضيف عليها العنصر المحلي، ثم نعرضها على العالم مجدداً ليستفيد منها ويتعلم.

·        في الفيلم لا نرى شخصيات إسرائيلية طيبة. فالإسرائيليون في الفيلم يعاملون الفلسطينيين بعنصرية وعنف. هل تعمدت هذا في "مفرق 48"؟

هذا وصف خاطئ للفيلم. الفيلم لا يكترث بالشخصيات الإسرائيلية. فهو يركز على شخصيات الفلسطينيين الذين هم مواطنون إسرائيليون. اليهود الإسرائيليون ليسوا مهمين في الفيلم، فهو لا يحاول أن يفهم نفسيتهم. في الحقيقة يظهر الفيلم أيضاً شخصيات فلسطينية كتاجر المخدرات العربي، الذي يقتل أعز أصدقائه، أو العائلة التي تقيد حرية ابنتها وتهددها. صناعة الأفلام في هوليوود مُتَعَوّدة أن تظهر اليهودي الإسرائيلي على أنه هو الشخص الرئيسي، الذي يعاني، حتى ولو كان شريراًـ وأنا أتكلم هنا فقط عن اليهودي الإسرائيلي في مضمون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وليس بشكل عام. الأفلام التي يصنعها غربيون ليبراليون تصور الإسرائيلي اليهودي كشخص له مشاعر، بينما يُصوَر الفلسطيني على أنه شيء ما تُسقط عليه هذه المشاعر. على العكس من ذلك، يتعامل فيلمي مع القضايا داخل المجتمع الفلسطيني على اختلافها وتنوعها. هناك نرى شخصيات تسعى إلى حياة عادية، ونرى أيضاً عصابات مخدرات، ونرى شخصية الأم الرائعة، التي كانت ماركسية، ثم أصبحت حكيمة تشفي المرضى بتلاوة آيات القرآن. في هذا الفيلم نحن ملتزمون فقط بالحقيقة، ولا نحاول أن نظهر المجتمع الفلسطيني على أنه سيء أو جيد، بل نصف الوضع كما هو.

·        كيف تتوقع أن يتلقى الجمهور الإسرائيلي اليهودي فيلمك؟

إذا كنت متفائلاً من هذه الناحية، فإنني أعتقد أن كثيرين سيأتون لحضور الفيلم. أعتقد أن السياسة في إسرائيل أيديولوجيّة جداً، واليمين المتطرف فاشي النزعة، ولكن أعتقد أن كثيرين من الجيل الجديد يبحثون عن شيء ما، وكثيرون منهم يحترمون تامر، حتى بعض مغني الراب اليهود المناصرين لليمين الإسرائيلي. فربما سيثير الفيلم عندهم نوعاً من الفضول ويأتون لمشاهدته وربما سيحبونه.

·        الفريق المنتج للفيلم كان فيه فلسطينيون وإسرائيليون يهود. كيف كانت تجربتكم؟

عملية إنتاج هذا الفيلم كانت بحد ذاتها شيئاً رائعاً. فقد جمعنا أحسن العاملين في مجال صناعة السينما من الإسرائيليين ومن فلسطينيي الداخل، وعملنا هذا الفيلم من منظور فلسطيني. أي أننا لم نعمل فيلماً آخر يسرد قصة الفلسطينيين من منظور اليهود الإسرائيليين الليبراليين اليساريين. ومع أن نهاية الفيلم متشائمة، لكن ما حدث خلف الكواليس هو نوع من "اليوتوبيا"، بعيداً عن خطاب الكراهية والتطرف والعنف، وهو أن يعمل فريق من اليهود مع فريق من الفلسطينيين معاً على إنتاج هذا الفيلم. وهذا ما جعلني أصبح متفائلاً بعض الشيء. وليس من السهل أن يكون المرء متفائلاً في هذه الأيام.

·        أنت إسرائيلي يهودي، ولكن مواقفك السياسية هي ضد سياسية الحكومة الإسرائيلية. فكيف توفق بين كونك يهوديا وبين كفاحك من أجل حقوق الفلسطينيين؟

أنا ولدت كيهودي إسرائيلي، ويهوديتي مهمة جداً بالنسبة لي، مع أنني إنسان يحترم القيم الإنسانية العالمية. ولكنني أدركت أن الإمكانية الوحيدة لي من أجل البقاء في إسرائيل لن تتحقق إلا إذا تضامنت كلياً مع فلسطين. لن يكون لي كيان إلا عندما يصبح الفلسطينيون متساوين معي. من خلال فيلمي هذا ومن خلال هذا الشيء الجديد، أخلق إمكانية جديدة لوجودي.

·        بما أنك تكافح من أجل حقوق الفلسطينيين وتعارض حكومة بنيامين نتنياهو بشكل جذري، هل تتعرض لاتهامات بأنك معادٍ للسامية؟

أنا أعلم أن هناك معاداة للسامية في أوروبا، ولا أريد أن أكون ضد شعبي. ولكنني أشعر أنني عندما أناضل من أجل فلسطين، فإنني أناضل في نفس الوقت من أجل مصلحة اليهود. الطرفان موجودان على نفس الجهة، وليسا متضادين. أنا أنتقد إسرائيل لأنني أحب فلسطين/ إسرائيل، أحب هذا المكان، وأحب الشعبين. وأنتقد إسرائيل لأني أحب ديني اليهودي، ولا أرضى أن يسكتني اليمينيون، كما أني لا أنخدع بادعاءاتهم.

·        من الواضح أن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصلت إلى طريق مسدود. فكيف يمكنك متابعة كفاحك كفنان وناشط في ظل هذا الوضع؟

بالإضافة إلى مشاركتي في الاحتجاجات ضد مصادرة الأراضي الفلسطينية، هناك طريقة أخرى، وهي أن أساهم في جعل أولاد شريكي في الفيلم تامر النفار وابنتي ينظرون إلى آبائهم ويدركون أن هناك طرقاً أخرى للتعايش، وليس فقط التفرقة العنصرية. وربما سنكون نحن قدوة للجيل الجديد. فنظام التفرقة العنصرية سيزول، لأنه لا بد أن تـَكبّر وحماقة هذا النظام سيدمرانه يوماً ما. عندئذ نريد أن نكون هناك، وأن نعرض بديلاً، لغة بديلة ـ لغة تعلمناها من محمود درويش وإدوارد سعيد وأمي شولاميت ألوني. ما نعمله هو شيء متواضع، لكنه كافٍ من أجل جعلنا متفائلين قليلاً.

دويتشه فيله في

20.02.2016

 
 

وحدى ببرلين “سحر الصورة وشاعرية التناول

اسامة بيومى - التلغراف – برلين :

ضمن فاعليات مهرجان برلين السينمائى الدولى 66 عرض الفيلم الالمانى “وحدى ببرلين” والذى يتناول الفترة النازية بشاعرية اسرة ، عبر قصة اسرة تفقد ابنها الوحيد فى الحرب البشعة الغير مبررة الا بحب السيطرة وجنون العظمة لهتلر .

الرجل يعمل مكانيكيا باحد المصانع بوسط برلين يبدا فى مهاجمة النظام بكتابة كروت بريدية ووضعها فى الاماكن العامة ليقرائها الناس ، نوع من الانتقاد والتوعية وحث الشعب على الثورة ضد النظام النازى مما يصيب اجهزة النظام بالجنون ويشرعوا فى البحث عنة .

برع صناع العمل فى خلق عمل فنى رائع يحمل شاعرية معبرة ومؤثرة جدا عبر استخدام الصورة البديعة لمدينة برلين مبانيها وشوارعها وشعبها ، الخلفيات الموسيقة التى تزيد وتعمق المشاعر، اللقطات الصامتة البليغة جدا التى تحمل الكثير من المعانى ، وتحرك المشاعر، اداء مبهر للممثلين البطل الذى كان  بنظرات عينية وحركات وجهه وجسده قادر ان يدخلك عالمة بقوة .

استطاعوا ان يرسموا قسوة النظام وغطرسته عبر الكثير من المشاهد التى نرى فيها عسكريا يضرب مفتش الشرطة لالتزامه بالاجراءات القانونية مما دفعة للانتحار فى النهاية ، رعب الشعب فقط لرؤية العسكر اقتحامهم للمنازل وتعذيبهم للجميع سيطرتهم التامة على المدينة.

الفيلم  اخراج  فانسنت براوز بطولة ايما تمسون براندن جلسون دانيل برول .

التلغراف المصرية في

20.02.2016

 
 

سينما اللاجئين .. تفوز بجوائز مهرجان برلين السينمائى الدولى 66

اسامة بيومى - التلغراف – برلين :

فى حفل اكثر من رائع حضره وزير الخارجية الالمانى ونخبة من نحوم هوليود واروبا والعالم وحشود من الجماهير النقاد والاعلاميين وعشاق السينما تم توزيع الجوائز وحصل الفيلم الايطالى “فوكومارى نار البحر” للمخرج فريدريكو روسسى  والذى يتناول قضية اللاجئين على الدب الذهبى  .

كما حصل الممثل التونسي مجد مستورة على جائزة افضل ممثل في مهرجان برلين السينمائي ليشرف السينما العربية فى حضورها الاول بعد غياب عشرين عام عن دوره فى  فيلم ” بنحبك هادى ” .

وحصلت المخرجة ياهنس لف على الدب الفضى احسن اخراج عن فيلمها “اشياء لتاتى ” .

اما الدب الفضى لاحسن ممثلة فحصلت علية الممثلة تريادورهام عن فيلم ” المجتمع ” .

اما المفاجاة فالسيناريست البولندى الشاب والذى قال انه لم يعتبر نفسه ابدا سيناريست ولكنه سيبدا يعترف بذلك بعد حصولة على الدب الفضى لاحسن سيناريو عن فيلمه ” الولايات المتحدة للحب ” .

اما الدب الفضى لاحسن صورة فحصل علية المصور الصينى مارك لى عن فيلم “عكس التيار. جائزة لجنة التحكيم فحصل عليها فيلم ” موت فى سرايفو” لدانيس تونفيك .

وحصل على جائزة الابداع فيلم ” تعويذة الحزن الغامض ” للمخرج لف دياز .

يذكر ان الفيلم المصرى ” اخر ايام المدينة ” حصل على جائزة كاليجارى للابداع امس ضمن جوائز الموهوبين والمنتدى .

التلغراف المصرية في

21.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)