كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حيوية عربية مدعاة للتفعيل ...

 وأفلام عن خيبات الأحلام!

برلين - قيس قاسم

مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والستون

   
 
 
 
 

على الوجود العربي في برلين يمكن التأسيس... فكرة ترددت كثيراً وبأشكال مختلفة أثناء الحوارات العفوية التي كانت تجري في أروقة مهرجان برلين السينمائي بين ضيوفه من نقاد وصحافيين، منتجين وغيرهم. فلأول مرة يكون للسينما العربية هذا الحضور ليس على مستوى عدد الأفلام المشاركة فحسب، بل على مستوى الفعاليات المصاحبة لها؛ مشاركات في السوق، عقد لقاءات مع منتجين عالميين وعرب، وتنظيم دعوات للحضور. بحيث بدا للحضور بأن كل هذا يمكن أن يؤسس نواة «لوبي» سينمائي يوفره «البرليناله»، ولابد من استثماره وعدم تضييع الفرصة فليس كل يوم يفتح مهرجان عالمي أبوابه أمامنا بهذا الاتساع. وعليه كانت الحوارات تفضي في النهاية للسؤال عن نوع «البضاعة» المعروضة، فهي من يرسخ في ذهن المشاهد لهذه السينما أو تلك. وفي هذا العام ثمة مؤشرات جيدة إلى مشاركات تحاول قول شيء بلغة سينمائية صرفة ربما الفيلم التونسي «نحبك هادي» حاول توصيلها بوضوح.

الثورة في المشهد الخلفي

عدا عن عبارات سريعة ترد على لسان بطله «هادي» يصف فيها الإحساس الغريب الذي شعر به أثناء «الربيع» التونسي والروح التضامنية والسماحة التي سادت وقتها ولم يألفها من قبل، ظلت حكاية الفيلم في اطارها الفردي، الشخصاني وعليها اشتغل محمد بن عطية متجاوزاً اغواء الدخول المباشر في الثورة ومآلاتها. أراد نقل لحظة شغف بطله بامرأة تعرّف عليها وأقام معها علاقة عابرة ما كان لها أن تستمر طويلاً لتعقيد في داخله ولتشابك علاقات أسرية لم تتوافر له الطاقة على تجاوزها والمضي في مشواره الرومنسي حتى نهايته.

جاءت خطواته الجريئة والمفاجئة بفعل قوة الحب لا التعود على سلوك تمردي مغذى طويلاً، لهذا وجد نفسه أمام أسئلة صعبة سرعان ما شدته نحو بيئته الحاضنة المؤثرة بقوة في تكوينه النفسي. على قرار هادي برفض زواجه من شابة خطبتها له والدته، بنى محمد بن عطية معمار نصه السينمائي وعبره أبرز ملامح الشخصيات ذات الصلة المباشرة في قراره. فسلوك الأم يعبر عن سلطوية «انثوية» مزعزعة بحكم التكوين الاجتماعي الـ «الذكوري» السائد هي التي تريد لهذا تقوية مركزها بقوة نفوذ «المصاهرة» الجديدة. وتريد أيضاً بها ترميم بناء عائلتها المفكك بسببها وبسبب عوامل خارجية مثل الهجرة حيث ابنها الأكبر يعيش في فرنسا، وعليها من دون ان تعلن ذلك التوافق وبسرعة مع السياق الاجتماعي السائد بإخضاع ابنها «اللامبالي» كلياً لها، وتمتين ركن نفسي هي بأشد الحاجة اليه بعد خسارتها «العملية» لابنها الأكبر المقرب اليها.

تشكلت شخصيات «نحبك هادي» عبر مسار هادئ فيه ديناميكية داخلية جعلت من علاقة «هادي» بـ «ريم» صورة لعلاقات موجودة يحرص الجميع على ابقائها في اطارها العابر السريع المرضى عنه شرط عدم المضي بها نحو نهايات تتعارض مع مصالح كل الأطراف وهذا ما عقد من وضع الشاب حين بدا أنه يريد وضع نهاية لكل «التقاليد» والتحكم السلطوي «بثورة» فردية غير أنه تراجع عنها في اللحظة الحاسمة وعاد عن قراره في الذهاب مع الفتاة التي أحبها ووجد فيها سوية وتوافقاً لطالما انحرم منه وعاش في كنف علاقات أسرية كاذبة. هل يفسر هذا وبطريقة ما سلوك «الثورة» التي توقفت عند اللحظة التي كان عليها المضي في مسارها النهائي؟ ربما يمكن إسقاط هذا التحليل كما يمكن في الوقت نفسه استبعاده، وهنا تكمن حلاوة نص بن عطية فهو مفتوح على تأويلات متعددة ويسمح بقراءات مختلفة ويقبل في النهاية على التعامل معه ببساطة تقول؛ ان الحكاية برمتها عبارة عن حتوتة حول هادي وريم! شخصيتين توافقتا في ظل علاقات اجتماعية لا تسمح بجعلهما نموذجاً عادياً، يمكن لهما العيش بسوية فكل ما يحيط بهما متوتر، غير مستقر مفتوح على احتمالات دراماتيكية تضع مصير الأفراد جانباً فتغدو الحلول في النهاية «منفعية» وفي الأعم محبطة ومخيبة للآمال مثل تجربة هادي وزواجه الذي توقف وربما لن يتم لأن والد الخطيبة قد أعتقل لقربه من النظام السابق وهذا قد يدفع الأم لرسم خطة جديدة تضع مصلحتها فيها قبل كل المصالح وقبل كل ثورة، فيما سيضخع فيها ولدها «الصغير» لقوانين الحياة واستثناءاتها القليلة مثل علاقته العاطفية والجسدية العاصفة مع ريم ابنة البلد المتردد في خياراته بين انفتاح اجتماعي وبين انشداد لقيم مجتمعية تقليدية ربما هي أكثر رجعية من تلك التي انطلقت الثورة بسببها وأرادت التخلص منها، كما شاهدناها في تجربة بوسنية مختلفة الجغرافيا اشتركت مع التونسي في خيبة الآمال المرتجاة من التغيير.

موت في سراييفو

نص رائع للبوسني دانيس تانوفيتش يقرأ فيه تاريخ الصراع القومي في يوغسلافيا السابقة عبر حكاية حصرها في فندق «أوربا» الذي جعل منه ساحة تتفاعل فيها المواقف والأفكار حول ما جناه البوسنيون منذ استقلالهم وخيبات آمالهم في بناء دولة نموذجية يعيشون فيها بعيداً عن قريناتها الفاسدة من دول البلقان.

في النهاية أراد القول إن كل أمراض التجربة اليوغسلافية انتقلت اليهم؛ الفساد واستغلال السلطة والتحكم التعسفي بمصائر الأفراد. وليجسدها على الشاشة لجأ الى أسلوب مختلف تماماً عن ذلك الذي اختاره لفيلمه السابق «فصل من حياة جامع خردة». اختار الروح الفكاهية السوداوية أسلوباً سردياً لنقل صراع تاريخي أمتد لقرون بين قوميات البلقان وليظهر النظرات المتباينة والمتعارضة من أبطاله، اقترح مجموعة مشاهد تنقل حوارات تجريها صحافية تلفزيونية بوسنية مع عدد من مؤرخين ومنظرين من جهات مختلفة المواقف والرؤى وعلى مقربة منها ترك «ضيف الدولة» برنار - هنري ليفي يحفظ نصه الذي جاء لإلقائه في محاضرة دعته الى تقديمها الحكومة البوسنية. سخر ليفي من الجانبين: من الإعلام وانحيازاته الفاقعة ومن المواقف الرنانة الدعائية لمفكرين تعاملوا مع التاريخ والصراع الدموي عن بعد وعاينوا المسألة بنظرة متعالية لا صلة لها بهواجس الشعب الحقيقية وغير معنية بما يعانيه من مشاكل اقتصادية سببها جشع المنتفعين من «الرأسمالية الوطنية».

وعن هذا الجانب يعبر بوضوح الإضراب الذي كان يعد له عمال الفندق بعد أن أوقفت ادارته دفع رواتبهم منذ شهور. تصوير الفندق وطوابقه ككناية عن طبقية مجتمعية ناشئة في البوسنة، والتي لا تختلف عن طبيعة تلك التي كانت تمارسها السلطة اليوغسلافية بمسميات «أشتراكية» والمتعارضة في نفس الوقت مع الشعارات التي رفعها القوميون البوسنيون وتعكزوا عليها في انفصالهم عن «الأم اليوغسلافية» والتي في النهاية عززت انقساماً مجتمعياً حاداً تمثل في الشرخ الحاصل بين الصحافية التلفزيونية وحبيبها المبتعد عنها، الضيف الصربي، حامل السلاح الجاهز للـ «دفاع» عن نفسه من غدر خونة أمته اليوغسلافية. كل هذا التعقيد التاريخي والسياسي قدمه «موت في سراييفو» بتلاعب ذكي اشتغل عليه تانوفيتش بحذاقة ليظهر موت بلاده سريرياً وعرض حالها اليوم بروح ساخرة وصلت بكل تجلياتها على الشاشة.

فجاء عمله مزيجاً من رؤية نقدية لتاريخ المنطقة المفككة وصوراً رائعة لفندق فكك داخله وأظهر مقدار الزيف الذي فيه؛ فمن جهة ظهر بناءً حديثاً في حين كان داخله قديماً كل قسم فيه يعبر عن علاقات أجتماعية اقتصادية. فالقبو ظل ماخوراً لرجال المخابرات، في حين بقي قسم غسل الملابس ساحة عمالية، فيما خصصت قاعاته الواسعة وغرفه الفارهة لمديريه ولمنافعهم الخاصة. فندق حوّله يانوفيتش الى بوسنة اليوم، المخيبة لآمال سكانها بعد طول صراع مع جيرانها قدموا فيه تضحيات جساماً وخسروا فيه الكثير وبعد كل هذا جاء كالعادة السياسيون وأصحاب المشاريع الكبيرة واستحوذوا على خيراته ثم تركوهم خائفين لا يأتمنون على أرزاقهم ولا على مستقبل بلادهم التي ما كانوا يريدونها أن تكون مثل تلك التي انفصلوا عنها ولا عن تلك التي طالما استنكفوا من قساوة استغلال أغنيائها لفقرائها. صورة ملتبسة لبلد مر بظروف جد معقدة، واليوم يقوم مخرج لامع بقراءة فصول من تاريخه الحديث.

وحاول المخرج الفرنسي - الجزائري، رشيد بوشارب قراءة ظاهرة «داعش» وامتداتها الأوروبية لكن ويا للخيبة! لم يفلح كثيراً فجاء «الطريق الى اسطنبول» مبتسراً يشكو قلة التمحيص العميق في الحقائق والبحث في أسباب بروز ظاهرة العنف «الديني» والركون بدلاً من ذلك الى العجالة في انجاز نص سينمائي يقبله السوق. خيبة أمل قريبة من تلك التي أصابتنا حين شاهدنا سابقاً، وفي نفس المهرجان، فيلمه السابق، «رجلان في المدينة». في النهاية، يمكن القول ان بوشارب قد قطع ثلث المسافة بين بروكسيل وإسطنبول لا أكثر وكان عليه ليكمل مشواره ان يشتغل أكثر على نص فيه امكانية كبيرة ليأتي عملاً سينمائياً قوياً وعميقاً، مثل الكثير من عروض الدورة الحالية التي تشي الأيام الأولى منها بقوة استثنائية قد تجعل منها واحدة من أفضل دورات «البرليناله».

«آخر أيام المدينة» رثاء حزين للقاهرة

أمل الجمل

«كيف لك أن تستمع إلى الصمت في ضجيج القاهرة»، جملة قالها مؤلف موسيقى الفيلم التسجيلي الذي يحققه المخرج الشاب خالد ضمن أحداث الشريط الروائي الطويل الأول للمخرج المصري تامر السعيد «آخر أيام المدينة» الذي ينتمي الى السينما المستقلة. والفيلم من إنتاج مصر وبريطانيا والإمارات، إذ نال الدعم من صناديق عدة، كما ساهم في إنتاجه عدد من أفراد فريق العمل، وانطلق عرضه العالمي الأول خلال مهرجان برلين الـ 66 بقسم المنتدى الذي يهتم بعرض تجارب تحمل عادةً طموحاً سينمائياً مغايراً.

في الفيلم يُجسد خالد دور مخرج في الثلاثين من عمره يحاول صناعة وثائقي عن والده الشاعر الراحل ويستعين بكثيرين ممن عملوا معه ومنهم «أبلة فضيلة» صاحبة البرنامج الإذاعي الشهير للأطفال «غنوة وحدوتة». المشكلة ان أبلة فضيلة تخذله نافية انها تتذكر الأب الذي كتب لها الكثير من كلمات الأغاني لبرنامجها. كذلك يستعين الابن بوالدته التي ترفض الظهور من غير حجاب على رأسها بينما تحتضر على ما يبدو بسبب مرض السرطان والتي يمكن اعتبارها استعارة رمزية لاحتضار مدينة القاهرة التي ضربها سرطان الفساد والاضمحلال والتلوث والقمع.

ولعل عبارة الموسيقي التي افتتحنا بها هذا الكلام، تنطبق على شريط السعيد إذ يمكن اعتباره محاولة لاكتشاف تلك المساحة من الصمت التي تمنحه السكينة أو ربما تعيد تشكيل علاقته بتلك المدينة فيتمكن من التعايش مع التناقضات والعنف والتطرف المتصاعد في مدينته الساحرة التي يكرهها ويحبها في آن واحد مثلما نفهم من بطله خالد الذي يُمثل الأنا البديل لمخرج «آخر أيام المدينة».

مجرد خيط

ظاهرياً يبدو أن خالد عبدالله هو صاحب الدور الأول في شريط تامر السعيد لكن الحقيقة أنه مجرد خيط يربط الخيوط الأخرى معاً، فهو عين ترصد لنرى من خلالها القاهرة التي تعتبر البطل الرئيسي في الفيلم الذي يُوثق بدقة لكثير من أحوالها في مرحلة ما من حياتها - وتحديداً كما يذكر الفيلم 2009 - لكن التأريخ هنا يكتسب أهميته فقط من كونه يلفت النظر إلى أن الأحداث هنا تمت قبل الثورة، وأن مجتمعاً في وضعية مثل هذه، كان لابد أن تقوم فيه ثورة. لكن من جانب آخر، كان يمكن لهذه الأحداث أن يتم تصويرها بدءاً من الألفية الثانية فالوضع لم يتغير كثيراً باستثناء بعض التفاصيل.

في الفيلم كل شيء: ذاكرة خائنة مرصعة بالثقوب، جسد يحتضر وروح تعاني الفقدان والألم، عشاق خائبون، بيوت عتيقة يتم تهديمها، سماسرة عقارات كذابون، تيار جديد يتدثر بعباءة الدين يتزايد وينتشر كالوباء في أرجاء المدينة، شحاذون ومشردون متناثرون - في شكل غير فج، بل طبيعي جداً وتلقائي - بين البشر المتزاحمين في شوارع وسط المدينة، سياسيون فاسدون ورجال يسيطرون على الحكم ويسعون لإلهاء الشعب بنشاطات ومبارايات كرة القدم التي كان يُشجعها ويرعاها الرئيس مبارك ونجله بنفسيهما، حريق مسرح بني سويف الذي التهم أرواح مجموعة من المبدعين، تظاهرات احتجاجية تعبيراً عن حالة التمرد ضد حكم مبارك وضد التوريث، وضد الفساد الذي صار يعشّش في المدينة وينخر في بنيتها حتى بدت وكأنها تعيش آخر أيامها.

الفيلم الذي كتب له السيناريو المخرج بنفسه بمشاركة رشا سلطي ينتمي الى تلك النوعية التي تمزج الوثائقي بالروائي من دون أن تضع حداً فاصلاً أو حاسماً بين ما هو وثائقي وما هو روائي، بحيث ان الأمر يلتبس أحياناً على المتلقي، لكن هذا لن يكون عائقاً. يظهر مدير التصوير اللبناني باسم فياض بشخصيته الحقيقية، مثلما يظهر كثير من الشخصيات كأنها تُعيد تمثيل أدوارها الحقيقية - مثل الممثلة حنان يوسف، ومريم، أو السمسار - ربما باستثناء عدد قليل جداً من الشخصيات منها خالد عبدالله وليلى سامي، تقوم بتمثيل شخصيات روائية.

اختار تامر السعيد أن يستهل بدايته الروائية الطويلة بعنوان متشائم، «آخر أيام المدينة». وهذا على رغم كل محاولات التبرير وادعاء التفاؤل في عبارات من نوع أن الحياة تولد من الموت والهدم يتبعه البناء، لأنه ليس بالضرورة كل موت وهدم يتبعهما ميلاد أو بناء، إذ ربما يتبعهما الفناء أو التشويه. لكن ما يُحسب للفيلم أنه يحمل خيطاً شفافاً رفيعاً من المقاومة ومن عدم فقدان الأمل تمثله تلك الطيور التي لاتزال قادرة على التحليق على رغم كل الغبار والتلوث والانهيار. وعلى رغم أن محتوى الفيلم بأكمله يُعد قصيدة رثاء مشحونة بخليط شجي من الحب والكراهية، قصيدة تم تصويرها برقة وقسوة، بكوادر تفضح قبحها المتفشي مثلما تكشف جمال القاهرة وسحرها الخفي ولياليها الساهرة ومقاهيها التي تجمع الأصحاب. وقد حاول السعيد أن يقول إن الأمر لا يقتصر على القاهرة وحدها بإضافة كل من بغداد وبيروت بصحبة مجموعة من أصدقائه من تلك المدن ليمنحهم فرصة أن يحكوا كيف يواجه صناع الأفلام هذه المحنة وهذا الألم في ظل تلك المدن التي تسحق أرواحهم؟ ومنهم باسم فياض من بيروت، حسن (حيدر الحلو) من بغداد، وطارق (باسم حجر) وهو أيضاً من بغداد لكنه هجرها إلى برلين. مع ذلك لم يكن هذا الجزء - عن بيروت وبغداد - موفقاً وبدا وكأنه زائد لأن للقاهرة خصوصية يصعب أن تشاركها فيها مدينة أخرى بكل ما لها وما عليها.

الفائض المعتاد

وإلى جانب هذا كان يمكن اختزال عدد من مشاهد الفيلم يتراوح زمنها ما بين 15-20 دقيقة من دون أدنى خلل، فعلى رغم قدرة المخرج على ضبط الزمن النفسي لكثير من شخصياته، فإن التكرار جعل الإيقاع أطول من اللازم في بعض المناطق. يعيب الفيلم أيضاً - حتى لو كانت هناك تكأة ومبرر درامي ضعيف -، أنه يتحدث في أشياء كثيرة جداً فيجعل المخرج خالد يحاول صناعة فيلم عن والده لكنه يذهب للحديث مع مريم التي توفي والدها في محرقة بني سويف، وحنان يوسف لتحكي عن ذكرياتها بالإسكندرية، ويجعل الكاميرا تقترب منها زيادة عن اللزوم في شكل بدا اعتباطياً أحياناً، وحتى لو كان مقصوداً، فقد بدا هذا الدنو غير ملائم للفيلم ولم يُضف جديداً ولم تنجح حنان أن تقدم فيه تعبيراً إضافياً بعينيها على رغم كونها ممثلة قديرة في فن الأداء.

يعيب الفيلم أيضاً أن السعيد اكتفى بمجرد الرصد، كان يشاهد ويتأمل المدينة في لحظات ما من حياتها، والرصد لا يعتبر سلبياً في بعض الأحيان، لكنه يصبح كذلك حينما يقدم كثيراً من الصور من دون أن يضرب بقوة ليعمقها أكثر ليخلق دلالات وأبعاداً أخرى. هنا كاد الإكثار من الصور ينسي بعضها بعضاً، خصوصاً إنه لم تكن هناك علاقة قوية بين أجزائها ومفاصلها مثلما حدث في ما يتعلق بواقعة حريق مسرح بني سويف والذي يمكن أن يصنع من حوله فيلم كامل يكون في ذات الوقت بورتريه لمصر المنهارة.

وعلى رغم أن المخرج قدم لقطة بدت تلقائية وعابرة - على رغم كونها أدائية - كاشفة لوضعية المرأة المهانة في المجتمع المصري والتي تضرب بقسوة، فإنه لم ينجح في رسم علاقة خالد بحبيبته ليلى ويكشف سر مأزقهما، فجعلها غامضة ملتبسة للمتلقي، وكأنهما حبيبان انفصلا ولازال أحدهما أو كلٌ منهما مغرماً بالآخر، لكنه لم يمنح المتلقي أي تفاصيل أو إشارات باستثناء لمحات تكشف الحب حيناً والإعراض حيناً آخر، من دون أن ندري لماذا، وكيف. فعلاقة الحب هذه كان يمكن أن تكون إضافة حقيقية وجوهرية للعمل في علاقته بالقاهرة، وكان يمكن أن تضيف عمقاً لفكرة الفيلم لو تم الاشتغال عليها أكثر بصبر وتأنٍ وإخلاص. ولكن على رغم هذا، يمكن اعتبار «آخر أيام المدينة» تجربة مميزة ومختلفة وتحمل خصوصية مخرجها، من دون أن ننسى الإشارة إلى أهمية شريط الصوت بالفيلم، فمن خلاله كان تامر السعيد يرسم بورتريه لحالة مصر والمنطقة العربية. ربما بدا الصوت عبئاً في بعض الأحيان لكنه أتى موفقاً في كثير منها. أما الموسيقى التي ظهرت في مقاطع قليلة فكانت ملائمة للعمل، وساهمت في تكثيف هذا الشجن وتلك الروح الحزينة المسيطرة على أجواء الفيلم.

الحياة اللندنية في

19.02.2016

 
 

«فنسنت بيرتز» الأقرب للفوز بالدب الذهبي في «برلين السينمائي» مع رائعة هانز فالادا «وحيدًا في برلين»

القاهرة-بوابة الوفد - حنان أبو الضياء

«فنسنت بيرتز» الممثل الفرنسى السويسرى المعروف والعشيق السابق لزوجة الرئيس الفرنسى السابق كارلا ساركوزي من الفنانين المبدعين فهو مخرج وممثل ومصور.. ويشارك فى مهرجان برلين بفيلم «وحيداً في برلين» الفيلم المقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب الألماني هانز فالادا؛ الرواية تتحدث عن مقاومة زوجين من مدينة برلين لطغيان النازي تم تصويرها للسينما عام 1957 في فيلم أخرجه ألفريد فورر وقام ببطولته كل من هيلديجارد كنيف وكارل راداتس. ويحكي في هذه الرواية قصة واقعية عن زوجين طاعنين في السن بدءا في مقاومة هتلر بعد موت ابنهما الوحيد في الحرب.لم تظهر الرواية في صيغتها الأصلية غير منقوصة إلا عام 2011، حيث دخلت في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إلى قائمة أفضل الكتب مبيعا.. ويعد الفيلم من أكثر الأفلام المرتقبة في المهرجان، وهو الفيلم الروائي الطويل الثالث كعمل اخراجى لفينست بيرتز... والرواية بدأت فى مايو 1940، في اللحظة التي تحتفل ألمانيا فيها بالاستيلاء على العاصمة الفرنسية، باريس، حيث تلقى آل كانجل، آنا وأوتو، العاملان المتواضعان، المقتصدان والحذران، وهما في الخمسينات من عمريهما، خبر وفاة ابنهما الوحيد من أجل الوطن. في هذه اللحظة، تنطق الأم المكلومة بهذه الجملة التي تصدم زوجها كثيراً: «هو ذا ما فعلتماه، أنت وفوهررك بحربكما القذرة!».يتمثل أحد أهم العناصر الوثيقة الصلة بالموضوع في أن قبل وفاة ابنهما آل كانجل، من مناصري الحزب الوطني الاشتراكي، النازي، منح النجار العاطل عن العمل وامرأته صوتيهما في عام 1933 لهتلر، وقد تمنيا أن يجد أوتو وظيفة كرئيس عمال في أحد مصانع الأثاث، بفضل سياسة التصنيع التي انتهجها الديكتاتور النازي، بيد أن موت الابن وجملة أنا: «أنت وفوهررك» التي ترن في رأس أوتو سوف يغيران كل شيء. هذا الرجل البسيط ومتواضع الموهبة يقرر بمشاركة زوجه أن يحررا كل أسبوع بطاقة أو بطاقتين، ويضعها بمفرده في صناديق خطابات البنايات البرلينية. في البطاقة الأولى، كتبا بكلمات كبيرة: «أيتها الأم! لقد اغتال الفوهرر ابني! الفوهرر سوف يغتال أبناءك، لن يتوقف، حتى إن جلب الحداد إلى كل بيت على هذه الأرض». كانا يعرفان أنهما يخاطران بحياتهما ولكنهما أملا في أن يكونا نموذجين لمعارضين آخرين يقبعون في الظل، ويتخيلان أن كل بطاقة يرسلانها تنتقل من يد إلى أخرى... ولكن الحقيقة شيء آخر... ومن أهم أعماله «فنسنت بيرتز»  كممثل «فضل الليل على النهار» للمخرج الفرنسي وبُنِيَ على رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة الجزائرية ياسمينة خضرا... وصورت أحداث هذا الفيلم السينمائي تحت حراسة أمنية مشددة من قبل الجيش التونسي، خوفا من أي طارئ قد يحدث لطاقم العمل بتونس، وتجاوزت ميزانيته 17 مليون يورو، ورواية ياسمينة خضرا حالة إنسانية استثنائية؛ تعيد النظر في إرث العلاقات التاريخية بين الجزائر وفرنسا، ذلك التاريخ المليء بالصدام»، والفيلم عرض في سنة 2012، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ50 لاستقلال الجزائر، هو إنتاج مشترك بين فرنسا والجزائر، وسلط الضوء على حقبة الثلاثينات من القرن العشرين، الفترة التي عرفت احتفال فرنسا الكبير بمناسبة الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر سنة 1930، كما شهدت بروز الحركة الوطنية الجزائرية وأثمرت ميلاد جبهة وجيش التحرير الوطني الجزائري الذي قاد ثورة الاستقلال بداية من الفاتح من نوفمبر سنة 1954. السيناريست دانيال سانت أمور، هو من أشرف على كتابة سيناريو الفيلم وحواراته، وهو سيناريست وكاتب فرنسي من مواليد مدينة معسكر... وفى فيلمه استنشق Inhale وتم إنتاجه في سنة 2010 من إخراج بالتاسار كورماكور وبطولة ديرموت مولروني وديان كروجر وسام شيبارد, و يتكلم عن شخصين متزوجين ولديهما إبنة تعاني في رئتها وتحتاج إلى عملية نقل رئة..ولعب «فنسنت بيرتز» دور جليبير فى فيلم «رن- فارس المعبد (Arn – The Knight Templar) هو فيلم ملحمي مبني على ثلاثية الكاتب يان جيو حول قصة آرن ماجنوسون من فرسان الهيكل الخيالية السويدية.. بلغت الميزانية الإجمالية للفيلم نحو 210 ملايين كرونة سويدية (حوالي 30 مليون دولار أمريكي). وقائع الفيلم تدور في منتصف القرن الثاني عشر، حيث يرسل شاب يدعى آرن إلى دير ليتعلم الرماية، والمبارزة والفروسية، من قبل فارس معبد سابق, جيلبير، الذي يقيم في الدير. وفي أحد الأيام في حين كان يتجول في الغابة واجه ثلاثة رجال يحاولون إجبار فتاة صغيرة على الزواج. عندما كانت فتاة تتوسل آرن لمساعدتها يقوم اثنين من الرجال بمهاجمة آرن، ويقتلهما دفاعا عن النفس. على الرغم من أن الرهبان قال: انه لم يرتكب أي خطأ، جاءت الأوامر لـ(جيلبير) بتدريب آرن كمحارب. لكن جيلبير قال ان آرن ليس مقدراً أن يكون راهباً ولكن مقدراً ليكون جنديا من جنود الله. عندما ترك آرن الدير وعاد إلى عائلته، سرعان ماتم سحبه في صراع بين العائلات القوية، جميعها تقاتل من أجل عرش فاسترا جوتالاند. ساعد آرن صديقه (كنوت اريكسون) لقتل الملك السابق (كارل سفركرسون). ويقع في حب فتاة تدعى (سيسيليا)، لكن العادات والقوانين السائدة آنذاك تفرق بين الحبيبين، ويجبرون على التكفير عن الذنب لعشرين عاما، أرسلت سيسيليا إلى دير, وآرن كفارس معبد في الأراضي المقدسة للقتال ضد المسلمين.. وبتداخل بين كوميديا ساخرة ورومانسية حالمة يقدم «فنسنت بيرتز» مع المخرج الفرنسي جيرارد كراوسيك الخطوط العريضة لفيلمه «فان فان زهرة التوليب». وشارك أيضا فى فيلم الرعب «ملكة الملعونين» حيث يستيقظ مصاص الدماء «ليستات» بعد عدة قرون على موسيقى إحدى فرق الروك ويسير من أبرز نجوم الأغنية بالعالم، الأمر الذي يسير غضب مصاصي الدماء الذين يحذروه، لكنه لا ينصت لهم ويقيم حفلة ضخمة يحضرها العديد منهم إلى جانب الكثير من البشر، وكذلك ملكة مصاصي الدماء التي تم إحياؤها على صوت ليستات في وقت سابق لتبدأ المواجهة بينهم جميعا في ذلك الحفل.. وله فيلم (حلمت بإفريقيا) ليروي قصة كوكي جالمان الناشطة في الحفاظ على البيئة وزوجها باولو ويقوم بدوريهما كيم باسنجر وفنسنت بيريز اللذين جعلا من مراعي أبقار تبلغ مساحتها 100 ألف هكتار وطناً لهما في كينيا. تصارع جالمان للحفاظ على البراري الإفريقية، وهي التي سجلت أحداث حياتها هناك في سيرة ذاتية بعنوان (حلمت بإفريقيا)، ولكن البطولة الحقيقية في الفيلم هي للصورة البصرية، فالكاميرا تعشق إفريقيا. وفى فيلمه «ما وراء الغيوم» Beyond the Clouds للمخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني مع المخرج الألماني فيم فيندرز، يتكلم عن لغز السعادة الإنسانية، ونظر ةالرجل للمرأة، وقصة الحب الجسدي وما طبيعة هذا الحب ومكنونه وجوهره... وله أيضا فيلم «إندوشينا» وتعني «الهند الصينية»، وهو فيلم فرنسي من نوع دراما الحرب، أنتج الفيلم سنة 1992، ويتحدث الفيلم عن فرنسية تملك مزرعة في جنوب غرب آسيا في فيتنام، وعلاقتها بابنتها الفيتنامية بالتبني خلال الفترة من الثلاثينات إلى الخمسينات من القرن العشرين.

الوفد المصرية في

19.02.2016

 
 

مايكل مور سائحٌ محتل في الجنّة الأوروبية!

المصدر: "النهار" - برلين - هوفيك حبشيان

يعود المخرج والناشط الأميركي مايكل مور إلى الواجهة من خلال مهرجان برلين السينمائي السادس والستين (١١ - ٢١ الجاري) الذي ألغى مشاركته فيه في اللحظة الأخيرة. بعد غياب ستّ سنوات، يقدّم مور فيلماً مستفزاً سماه "أين الاجتياح التالي." (مع نقطة في آخر العنوان)، في إشارة إلى الغزوات والحروب الأميركية من فيتنام الى العراق فأفغانستان وأماكن كثيرة أخرى كرّست غطرسة الدولة العظمى على شعوب الأرض. الفيلم، كعادة مور، ينطوي على كمية هائلة من التهريج، خلاصة النظرة التبسيطية السطحية الساذجة التي يلقيها على أوروبا وناسها وقوانينها ونمط العيش فيها. يصوّر مور كمَن يذهب في رحلة سياحية، الشنطة على ظهره والكاميرا في جيبه، غزوة أوروبا لاستلهام أفكار جديدة تجعل حياة الأميركيين أفضل. ليس جديداً عليه معالجة القضايا الداخلية لبلده بهذه الطريقة الضحلة، واضعاً نفسه في وسطها، علماً أنّه من الصعب فهم ما يشدّنا إليه في كلّ مرة. مثلما يصعب فهم نوعية الجمهور الذي يتوجه إليه هذا المشاكس. لكن، الفائز بـ"السعفة الذهب" عن "فاهرنهايت ٩/١١"، يذهب هذه المرة أبعد من المرات الماضية، فيقدّم واحداً من أكثر أفلام المهرجان سطحية، أثار عرضه للصحافة أطناناً من الضحك، من ذلك الضحك الذي لا يكون دائماً بسبب الطرافة.

ينطلق مور في "مهمة" تحمله من الولايات المتحدة، الدولة التي كشف الكثير من عورتها، إلى أوروبا. وما أدراك ما أوروبا بالنسبة للأميركي المتوسط الذي يضطلع مور بدوره تقريباً، متظاهراً بأنّه يجهل الكثير عن قارة "كلّ شيء فيها على ما يرام"، بحسب الفيلم. يصل أولاً إلى إيطاليا فيصوّرها بديلاً للجنة، حيث الكلّ مرح كأنه "مارس الجنس الآن". يلتقي بشاب وحبيبته ويناقش معهما عدد أيام العطل المدفوعة التي تحقّ لهما طوال السنة، ويمنتج كلامهما هذا مع صورهما على شاطئ البحر. يتلون وجههه بكلّ ألوان قوس القزح حين يخبرانه عن قانون العمل في إيطاليا الذي يتيح للعمّال الذهاب الى البيت لتناول الغداء طوال ساعتين. ثم، نراه يزور معملاً للملابس فمصنعاً للدراجات النارية، ويبحث معهما شروط العمل والتوظيف المثاليَيْن، واضعاً أمام كاميراته شخصيات محض إيطالية، لا شيء فيها يوحي بأنها تربّت على مبادئ ماركس. المهم أنّ هؤلاء يعتبرون راحة العامل ضرورية لطاقته الانتاجية.

كلّ شيء "ملعوب" في الفيلم ليبدو هزلياً، وهو في أي حال لا صلة له بالوثائقي. يكتشف مور، يا للمفاجأة، أنّ بعض القوانين التي يطبّقها الأوروبيون في بلدانهم، أميركية الأصل. فيغرس العلم المرصّع بالنجوم ساخراً من فكرة الاحتلال ورغبة منه في تصدير القانون المنشود الى أميركا. ثم يمضي. وهكذا مرّات ومرّات. المحطة الثانية ستكون في فرنسا، حيث يركز صديقنا على الوجبات التي تقدّمها مدرسة فرنسية للتلامذة، فيُجري مقارنة بينها وبين ما يأكلونه رفاقهم في أميركا. طبعاً، يأخد مور أسوأ ما في أميركا ليقارنها مع أفضل ما في أوروبا. هذا كله ليؤكد عقيدته التي تقول إنّ أميركا دولة عظمى، فلمَ لا تكون في حال أفضل؟ ماذا لو كان مور وطنياً أكثر مما نعتقد؟

في غزواته، تتصدّر وجه مور تلك السخرية جراء ردود أفعاله وهو يكتشف معلومات يتظاهر قبالة الكاميرا أنّه يسمعها للمرة الأولى. لا أعرف الى أي درجة يستند إلى الأرقام والدراسات، لكنّ شيئاً قليلاً منها يظهر على الشاشة، البقية في سرّه على ما يبدو. كلّ شيء يُرمى في وجه المُشاهد بطريقة عفوية، الهدف منها إضحاكه وليس حضّه على التفكير. ويتابع مور رحلته الامبريالية ليصل إلى سلوفينيا حيث التعليم الجامعي المجاني. هناك في الجامعة، يقابل طلبة مواطنين له، هربوا من "الجحيم" الأميركي حيث التعليم أصبح تجارة. حتى إنّه يقابل الرئيس السلوفيني، ولكن لا يُسمح له بالتصوير.

ينبغي التوضيح أنّ النقد الموجّه إلى مايكل مور - الذي بلغ حداً لا يُطاق من الاعتباطية هنا - لا يعني تشكيكاً في نزاهته ولا برغبته الصادقة في إصلاح شؤون بلاده، بل في طريقة تقديم هذا كلّه للمُشاهد، وهي طريقة تضع الفيلم في منتصف الطريق بين الريبورتاج التلفزيوني ونوع هجين من السينما. في فنلندا، يطرح مور قضية النظام التعليمي، يقابل طلاباً وأساتذة، يبحث معهم في النحو الذي تتناقل فيه المعرفة من الكبير الى الصغير، ويكتشف أنّهم لا يقومون بفروضهم المدرسية عندما يعودون إلى بيوتهم. وكم ستكون مفاجأته كبيرة عندما يخبره أستاذ الرياضيات أنّه مهتم بنشر السعادة! من هذا التضاد بين النفعية الأميركية و"شاعرية" وعدالة أوروبا الاجتماعية، يتولد فيلم مشوّه مشغول بعجل، يقول نصف الحقائق.

بيد أنّ الذروة هي الفصل المتعلق بألمانيا، حيث نرى حياة الرفاهية التي يعيشها الألمان، بدءاً من العمل المريح لموظفي مصنع أقلام. في ألمانيا، الطلاب يدرسون تاريخهم كما هو، بما فيه الهولوكوست، ويتحمّلون آثام أجدادهم خلافاً للأميركيين الذين يلقون اللوم على الجيل الذي سبقهم ويختبئون خلف إصبعهم. نعرّج أيضاً إلى النرويج حيث سجونٌ في الهواء الطلاق، مع عشب أمام باب السجين، يتجول فيه كما يشاء، هذا للقول إنّ تأهيل السجين أفضل من معاداته. لكن، يمنح مور الانطباع أنّه يبحث عن كلّ شيء وأي شيء كي يصفّي به حساباته مع أميركا الشريرة وسياستها الخارجية التي أدت الى نتائج كارثية على المستوى الدولي، إلا أنّه يفعلها على طريقته الصبيانة التي قد تؤدي إلى مفعول عكسي. فلا أميركا أرض الأشرار ولا أوروبا جنة. بيد أنّ الطامة الكبرى هي في زيارته تونس ومقابلته راشد الغنوشي الذي يتظاهر بأنّه المدافع الأول عن الحريات الشخصية. هناك، في تونس، يقارن مور وضع المرأة بوضع المرأة الأميركية. يا للهول، حينها يحطّم الفيلم كلّ الأرقام القياسية في غياب الجدية، والعلة أنّ خطابه عن "المرأة التونسية الحرة التي تنزل الى الشارع لتطالب بحقوقها"، مصحوبٌ بصور محجبات يملأن الشوارع!

النهار اللبنانية في

19.02.2016

 
 

فيلم «موقف 48»:

الراب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال

برلين: من إدريس الجاي

يرصد فيلم «موقف 48»، للمخرج الإسرائيلي أودي ألوني ، الذي عرض ضمن برنامج «بانوراما» لمهرجان برلين الدولي، صورا دقيقة، عن الضياع، التعسف، العنصرية، العداء، وعن الحب والعنف والقمع الممارس بكل أشكاله على المجتمع الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، عبر مواقع اختيار الكاميرا للمشاهد الداخلية أو الخارجية، وأيضاً لناحية لغته السينمائية غير المستترة. 

الفيلم يسرد قصة حياة كريم الشخصية (تامر نفار، كاتب قصة الفيلم مع أورن موفرمان، والمغني اللامع في أول فرقة فلسطينية لموسيقي الراب DAM داخل الأرض المحتلة.

تنفرج لقطات الفيلم الأولى عن هذا الشاب الفلسطيني، الذي يعيش في بلدة اللد الفقيرة، الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من شرق تل أبيب. إذ يقضي يومياته يتجول بلا هدف محدد وهو ينتقل بين وظيفة عابرة في مكتب الاتصالات الهاتفية وتسكعه مع زملائه، المتاجرين في المخدرات. في هذا المسعى اليومي تتجول بنا العين السينمائية الصامتة عبر شوارع اللد، هذه البلدة، التي تحتوي على مجموعة مختلطة من عرب ويهود. ندخل عبر أزقة كلها ضياع إنساني صارخ، صخب، انقاض، قدرات، برك ماء آسنة، أحياء سكنية لا تملك أدنى شروط مقومات الحياة. مقابل غياب يعكسه كريم الغارق في عالم سماعته، مغمضا عينيه عن هذا العالم القاتم من حوله.

عبر الصور الافتتاحية للفيلم نشعر بتوتر يسود الأجواء العامة لهذه البلدة. كريم ينتمي إلى أسرة يسارية ذات إرث موسيقي، فالأب عازف قانون والأم مغنية والاخ الأصغر حسام (عايد فضل) موسيقي هو الآخر. أثناء عودة الأبوين من إحدى الأمسيات الموسيقية، التي أحيياها في ناد شيوعي، تحصل لهما حادثة سير تقضي على حياة الاب وتحصر نشاط الأم (سلوى نقارا) في كرسي متحرك. هذا الحدث يحدث تغييرا جذريا في حياة الأسرة بكاملها. كريم يجد ملجأ في عالم الهيب هوب والأم تتحول من قناعات شيوعية إلى طقوس خرافية وشعوذة شعبية. بعد مجهود عسير تمنح الفرقة أخيرا فرصة إقامة حفل موسيقي في أحد الأندية الليلية، حيث تحرض صديقة كريم منار (سمر قبطي) بكلماتها هجمة من مغني الراب اليهود، العنصريين، الذين يرفعون شعارات معادية ومحرضة وقتها تتحول الأمسية الى معركة.

هنا تتكشف خطوط قصة حب تجمع بين منار، ذات التوجهات اليسارية وكريم ذي التوجهات العبثية غير المحددة. حب تقف أمامه حواجز من الأعراف والسلطة الأبوية، باسم الشرف، الذي يمارس على هذه العلاقة من خلال ابناء عمومة منار، الرافضين لفكرة وقوفها فوق الخشبة وغنائها إلى جانب كريم مهددين بإنهاء حياة الحبيبين. 

على الجانب الآخر، يسلط الفيلم الضوء على التعسف، الذي تمارسه السلطة الإسرائيلية من هدم المباني وتشريد العائلات. ففي الحي الذي يسكنه كريم، تهدد الحكومة بهدم منزل أحد الجيران الأصدقاء بدعوى بناء متحف للتعايش. لهذا يقرر كريم ومنار استخدام أغانيهما كمقاومة فنية لمحاربة الظلم الإسرائيلي وكذلك العنف الاجتماعي ويحولان أنقاض البيت المهدوم إلى خشبة يصدح من خلالها صوتاهما المناهض. «أنا لست مسيسا»

شهد الفيلم حضور جمهور كثيف، سواء الألماني أو اليهودي الألماني، الذي وقف مصفقا وبحرارة لطاقم الفيلم مخرجا وممثلين، ولجرأة طرح قضايا الواقع الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، ولدقة تناول هذا الواقع مستعملا لغة واقعية مريرة خلفيتها الموسيقى كتعبير عن جملة من الإشكالات الراهنة، التي يعاني منها ليس الشباب الفلسطيني فحسب، بل كل الأجيال الفلسطينية والشرائح الاجتماعية.

القدس العربي اللندنية في

19.02.2016

 
 

مقاومة اثنين من الألمان لنازية هتلر في "وحيدا في برلين"

نيكولاس باربر

من الغريب جداً حضور ’مهرجان برلين السينمائي الدولي‘ لمشاهدة فيلم تدور أحداثه في برلين، ويحتوي اسمه على كلمة برلين، لتجد أن جميع الممثلين يتحدثون باللغة الانجليزية. وما يجعل فيلم "وحيداً في برلين" أكثر غرابة هو أن أحداثه تدور حول كتابة بطاقات بريدية، وتظهر لقطات تباعا لهذه البطاقات التي تحمل كتابة ألمانية منمّقة.

ولسبب ما، يذكّرنا الفيلم باستمرار أن شخصياته تكتب وتتحدث بلغات مختلفة. أعلم أن ذلك عرف متبع في أفلام الحرب، لكنه ليس ما تتوقعه اليوم عند مشاهدة دراما واقعية عن مواطنين ألمان عاديين.

وكون شخصيات الفيلم تتحدث باللغة الانجليزية ليس خطأ وقع فيه المنتجون، إذ لم يستطيعوا الحصول على تمويل لإنتاج الفيلم باللغة الألمانية. ويوحي الحوار بأن الفيلم متماسك ويؤرخ الأحداث لشاشة التلفزيون، لكنه يخلو من التأصيل، أو الإثارة التي تقبض القلب. وغياب هذه العوامل لم يساعد في وصول الفيلم إلى النجاح العالمي الذي ناله فيلم ’حياة الآخرين‘، الذي تدور أحداثه في برلين ويتناول أفكار القمع والمقاومة.

الفيلم من إخراج الممثل الفرنسي فينسينت بيريز، وهو مأخوذ عن رواية لـ هانز فالادا ترجع لعام 1947، وتدور حول أحداث واقعية.

وبطلا الفيلم هما الزوجان أوتو وآنا كوانغيل، وقام بدورهما بريندان غليسون وإيما تومسون. وعاش الزوجان حياة متواضعة في برلين أثناء الحرب العالمية الثانية. كان أوتو مراقب عمال في مصنع، ومجتهد في عمله. أما آنا، فكانت تجمع التمويل لصالح ’رابطة زوجات النازيين‘. ويقضي الزوجان أماسيهما في شقتهما الضيقة، حيث يتبادلان أحاديثا مقتضبة.

وتستمر هذه الحياة الرتيبة، حتى عندما يعلمان بمقتل ابنهما الوحيد في المعارك الدائرة في فرنسا. وبينما يحتفل الناس في كافة أنحاء المدينة بانتصار ألمانيا المجيد على الفرنسيين، يصل أوتو الى قناعة بأن النظام النازي يقوم على الكراهية والأكاذيب.

وفجأة راودته فكرة بسيطة "لعرقلة آلة الحرب"، وهي كتابة رسائل معارضة على بطاقات بريدية وتركها على درجات السلالم أو أرضيات المباني في أرجاء برلين. وتحمل البطاقات عبارات، مثل "هتلر قتل ابني"، و"الهتلرية ستهدم أوروبا".

وأصرّت آنا على مساعدة أوتو، وأصبح الزوجان متحدين بشكل لم يألفاه منذ سنوات.

وحالما تتعود على سماع غليسون وتومسون وهما يتحدثان الانكليزية بلكنة ألمانية، ستدرك أن أدائهما لدوريهما أقل من قدراتهما. تومسون تؤدي دور مؤثر لزوجة ضعيفة، وإن كانت معتزة بنفسها. أما غليسون، فإنه يكبت غضب أوتو في أعماقه رغم مظهره الفظ. بالنسبة لأوتو، كتابة بطاقات بريدية لا تعتبر أمرا بطوليا، لكنها ببساطة الأمر المنطقي الوحيد الذي يمكن القيام به.

وقد قام بطلا الفيلم بدوريهما على أكمل وجه، لكن شخصية أوتو التي لا تعبر عن الكثير من العواطف وسلوكه الرتيب، هما أحد الأسباب التي تنتقص من الإثارة المطلوبة في الفيلم. وبعبارة أخرى، فإن حبكة الفيلم تسير بدون هدف معين. وليست لدى أوتو خطط للانضمام إلى حركة معارضة ذات نطاق أوسع، أو تصعيد حملته الشخصية. خطته الوحيدة هي الاستمرار في كتابة وتوزيع بطاقاته البريدية. ومع أن نشاطه هذا جدير بالثناء، إلا أنه يصبح مكرراً.

كذلك يخلو فيلم "وحيداً في برلين" من أية أحداث مثيرة. والنهج الوحيد الذي يتبعه الزوجان كوانغيل لكي يتجنبا الاعتقال هو مغادرة أي متجر بسرعة حالما يدخله أحد الضباط النازيين، وهو ما يحدث بشكل متكرر.

كما أن الفيلم لا يتناول إذا ما كان لهذه البطاقات البريدية أي وقع مؤثر على من يقرؤونها، وهو أمر لا ندركه حتى اللحظة التي نصل فيها إلى ذروة الفيلم غير المقنعة، والمثيرة للسخرية.

وتزيد لامبالاة أوتو بالاعتقال من استنزاف حيوية القصة، إذ يشعر بأنه ليس لديه ما يخسره بعد مقتل ابنه، ولذلك لا يعيش صراعا داخليا، أو يغامر بشيء على المحك.

وبذلك، لا ينتظر المشاهد انتصارا ساحقا إذا ما استمرت الحملة، وكذلك لن تكون هناك تضحية مأسوية إذا ما توقفت. ويمكن تفهُم أزمة أوتو، ولكنها بالكاد تجعلك متحمسا لاستكمال مشاهدة الفيلم. وكما هو حال الزوجين كوانغيل، يظل المشاهد مترقباً تلك اللحظة الحتمية التي تقبض فيها السلطات عليهما.

وتوجد شخصية أكثر إثارة للاهتمام، هي شخصية المفتش إيشيغي، الذي يقوم بدوره دانيال بروهل. وهو الوحيد الذي لا يراوده أي شك في مدى أخلاقية تصرفاته، فهو شرطي مخضرم، يؤمن بأن من واجبه تعقّب كاتب البطاقات البريدية المجهول. لكنه مع ذلك يرتعب من شراسة ضابط الوحدة الوقائية "إس إس" الذي يقوم بدوره مايكل بريسبراندت، الذي يضغط عليه دوماً ليعتقل الشخص المطلوب.

المفتش إيشيغي هو حقا من يعاني الوحدة في برلين، أكثر من الزوجين كوانغيل، لكن شخصيته ليست محفزة للذهن هي الأخرى. وعلى مدار الفيلم، يُدرك المفتش أن ضباط الوحدة الوقائية ليسوا أفضل الأناس في العالم، فهل يُفترض بنا حقاً أن نندهش من هذا الأمر؟

الـ BBC العربية في

19.02.2016

 
 

بالصور.. المصور السينمائى مايكل بولهاوس يفوز بجائزة "الدب الذهبى" بمهرجان برلين

كتب شريف إبراهيم

أعلن ديتر كوسليك، رئيس مهرجان برلين السينمائى مساء أمس الخميس، عن منح جائزة "الدب الذهبى" الشرفية، للمصور الألمانى مايكل بولهاوس، نظرا لإنجازاته الكبيرة فى مجال التصوير السينمائى، والتقط مايكل بولهاوس البالغ من العمر 80 عامًا، العديد من الصور بجوار زملائه الذين هنئوه على الجائزة التى جاءت بعد مسيرة ناجحة استمرت لأكثر من خمسة عقود، وفقا للوكالة الفرنسية. ويعد مايكل بولهاوس واحد من أهم السينمائيين المؤثرين فى الصورة فى العالم، قبل أن يقضى 25 عاما من العمل فى المقام الأول فى الولايات المتحدة الأمريكية، أسس سمعته فى ألمانيا حيث كان يعمل راينر فيرنر فاسبيندر؛ حيث كان يساعد شباب السينما الألمانية على فتح أفق جديدة نحو معادلة سينمائية مختلفة تحقيق الحرية فنية جديدة. و قدم بولهاوس نحو 130 فيلما وعملا مسرحيا وتليفزيونيا، بما فى ذلك 15 فيلما مع فاسبيندر وسبعة مع سكورسيزى جنبا إلى جنب مع العديد من اساطير المخرجين، من بينهم بيتر ليلينتال، ولفغانغ بيترسن، فولكر شلوندورف، جون سايلز، روبرت ريدفورد، جيمس بروكس، بول نيومان، مايك نيكولز، وفرانسيس فورد كوبولا. يذكر أن الدورة السادسة والستون من مهرجان برلين السينمائى انطلقت فعالياته مساء الخميس 11 فبراير بحضور كوكبة من نجوم هوليوود، وكان موضوع اللاجئين قد فرض نفسه على الطبعة الحالية من هذا المهرجان العريق، فضمت برمجته أفلاما ونقاشات تبين أسباب اللجوء، ويبذل المهرجان الذى بدأ فى عام 1951 جهودا إضافية للترحيب بأحدث موجة من اللاجئين الذين هربوا من الحرب فى سوريا والعراق ومناطق أخرى

بالصور.. نجوم فيلم "Hele sa Hiwagang Hapis" يتألقون فى مهرجان برلين

كتب على الكشوطى

رصدت كاميرا وكالة الأنباء "ا.ف.ب" نجوم الفيلم الفلبينى "Hele sa Hiwagang Hapis" وهم يتألقون على السجادة الحمراء لمهرجان برلين، حيث حضر نجوم الفيلم للمهرجان للمشاركة فى عرض الفيلم ضمن فاعليات المهرجان، حيث حضر جون لويد كروز ، وبيولو باسكوال، سوزان أفريكا، وبول سوريانو أنخيل أكينو، شيرى جيل والمخرج لاف دياز. يذكر أن فعاليات مهرجان برلين السينمائى انطلقت الخميس 11 فبراير الماضى فى دورته الـ66، تستمر حتى 21 فبراير الجارى، وحرص السوبر ستار جورج كلونى على حضور الحفل كونه أهم ضيوف المهرجان، ويعرض فيلمه "Hail, Caesar! " بالافتتاح، وكان بصحبته زوجته المحامية الحقوقية آمل علم الدين

اليوم السابع المصرية في

19.02.2016

 
 

فيلم 'شي- راق' لمايك لي: خليط من الجنس والنقد والاستعراض

العرب/ أمير العمري

يعدّ مهرجان برلين السينمائي الدولي، ويسمى أيضا برلينالي “Berlinale“، أكثر المهرجانات السينمائية أهمية في العالم. وهو أيضا أكثر المهرجانات السينمائية زوارا، ينعقد كل عام من 9 فبراير إلى غاية 19 من نفس الشهر، منذ تأسيسه في سنة 1951 ببرلين في ألمانيا. وغالبا ما تختار لجنة التحكيم أفلاما مختلفة من جميع أنحاء العالم، أما جوائز المهرجان فهي الدب الذهبي والدب الفضي، والدب هو رمز لمدينة برلين، العاصمة الألمانية.

أثار الفيلم الجديد للمخرج الأميركي الأسود سبايك لي (58 سنة) “شي-راق” Chi-Raq اهتماما كبيرا عند عرضه خارج مسابقة الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائي، بسبب موضوعه الجريء الذي يفتح ملف انتشار العنف بين عصابات من الشباب الأميركيين السود في مدينة شيكاغو، بطريقة سينمائية مبتكرة.

يمكن اعتبار المخرج سبايك لي “الناطق السينمائي باسم الأميركيين السود”، أو ذوي الأصول الأفريقية من منظور راديكالي، وهو يتناول قضايا الأميركيين السود، ولكن في إطار نقد الوضع السياسي والاجتماعي والتركيبة الأميركية بوجه عام، وعادة ما تثير أفلامه الجدل، ومن أشهر هذه الأفلام “افعل الشيء الصواب” و“حمى الغابة” و“مالكولم إكس” و“رجل الداخل” وغيرها، وقد أخرج لي حتى الآن 23 فيلما روائيا طويلا، وعددا كبيرا من الأفلام الوثائقية وأفلام الفيديو القصيرة والحلقات التلفزيونية.

الفيلم الجديد يحمل عنوان “شي-راق”، وينطقه الممثلون السود في الفيلم “شايراك” وهو تعبير عامي يشير إلى مدينة شيكاغو التي أصبحت كما يقول لنا المخرج من خلال الكلمات التي تظهر على الشاشة في بداية الفيلم، أقرب إلى العراق لما يدور هناك من أعمال عنف وقتل وصراعات مسلحة بين العصابات.

والعنوان مركّب من الحرفين الأولين لكلمة شيكاغو والأخيرين من كلمة عراق. وتقول الكلمات التي تظهر على الشاشة في بداية الفيلم إن عدد الذين قتلوا جرّاء أعمال العنف في شيكاغو خلال السنوات العشر الأخيرة، يبلغ ثلاثة أضعاف عدد الأميركيين الذين قتلوا في العراق.

تعليق ساخر

فيلم “شي-راق” تعليق ساخر يتضمن الكثير من المبالغات لإضفاء الكوميديا على موضوع شديد الجدية في جوهره، مع تصميم الكثير من مشاهده بطريقة المسرح، وجعل الممثلين يتحدثون أحيانا للجمهور مباشرة بغرض كسر الإيهام بالواقع، حسب تقاليد مسرح بريخت، لكن الفيلم يتجه في النصف الثاني منه ليصبح أقرب إلى الفيلم الاستعراضي الغنائي، خاصة وأن الحوار مكتوب بلغة يطغى عليها السجع، وتتضمن كلمات شديدة العامية وتمتلئ بالألفاظ والإشارات الجنسية المباشرة الفجة والتعبيرات الشعبية.

يقتبس سبايك لي الهيكل الدرامي لمسرحية “ليسستراتا” للكاتب الإغريقي أرسطوفانيس (كتبها سنة 411 قبل الميلاد) التي تدور أحداثها في أجواء الحرب بين أثينا وإسبرطة، وفيها تنجح الشخصية الرئيسية ليسستراتا في إقناع النساء من الجانبين على الامتناع عن معاشرة أزواجهن، إلى أن يقبل الرجال وقف النزاع المسلح في ما بينهم وإنهاء الحرب.

سبايك لي يكشف الكثير من العنف بين السود، ويوجه إدانة مباشرة إلى الحكومة الأميركية التي أهملت كثيرا أحياء السود

وليست هذه المرة الأولى التي تقتبس مسرحية “ليسستراتا” في السينما، فأقرب الأفلام الذي اقتبس المسرحية إلى الذاكرة، هو الفيلم الفرنسي “عين النسا” للمخرج رادو ميهائيلو، والذي صوّر في المغرب.

في “شي-راق” تتصارع عصابتان من الأشقياء السود للسيطرة على تجارة المخدرات في شيكاغو، ويدور بينهما كثير من العنف والقتل وسفك الدماء، حتى يصل الأمر بهما إلى إطلاق النار في الشوارع عشوائيا، مما يتسبب في وقوع الكثير من الضحايا.

ويقوم سايكلوبس زعيم عصابة الطرواديين بحرق شقة غريمه ديمتريوس زعيم عصابة الإسبرطيين، وهو أيضا مغني راب شهير، يطلقون عليه اسم “شي-راق”. وديمتريوس هو صديق ليسستراتا التي تقيم معه. وهي تضطر للانتقال للعيش في مسكن الآنسة هيلين المثقفة المولعة بقراءة الكتب. وعندما تُقتل ذات يوم طفلة في السابعة من عمرها، تغضب ليسستراتا وتبادر بالدعوة إلى اجتماع يضمّ النساء من الطرفين، وتقنعهن بالإضراب عن ممارسة الجنس مع أزواجهن أو أصدقائهن إلى أن يقبلوا جميعا وقف العنف وإلقاء السلاح.

وسرعان ما تنجح الفكرة في إذلال الرجال ولكنهم يقاومون الرضوخ لما هو مطلوب منهم، وتنتقل الفكرة إلى بلدان كثيرة في العالم، ونرى مشاهد لمظاهرات النساء في الدنمارك وأستراليا والبرازيل والهند وإيران وباكستان وغيرها، فسبايك لي يرى أن المرأة هي الأكثر قدرة على إحداث التغيير، وأن التغيير يجب أن يكون على مستوى العالم.

غير أن هذه الفكرة الجدية تُختزل في ما بعد ضمن مجموعة من المبالغات الهزلية عندما يجعل سبايك لي ليسستراتا تقوم بإغواء قائد المنشأة العسكرية في المدينة الذي يطلقون عليه الجنرال كنغ كونغ، وتجعله يتجرد من ثيابه ويركب فوق مدفع تذكاري قديم من أيام الحرب الأهلية، يتخذونه رمزا لانتصار الشمال على الجنوب (العنصري)، ويتخذ هنا رمزا للانتصاب الجنسي، وتوثق يديه وتغطي عينيه بالعلم الأميركي (الاتحادي)، ثم تستدعي باقي النساء لمشاهدة هذا المنظر الفاضح. وتنجح النساء بالتالي في الاستيلاء على القاعدة العسكرية (في مسرحية أرسطوفانيس تحتل النساء قلعة المدينة في الأكروبوليس). وسرعان ما يلفت الأمر أنظار السلطات السياسية فيستنجد عمدة المدينة برئيس الشرطة، ويشكو له في مشهد هزلي كيف اتصل به الرئيس الأميركي ووبخه (باستخدام ألفاظ قذرة). لكن الشرطة تعجز وكذلك الجيش، عن إقناع النساء بمغادرة المكان، وتهرع قنوات التلفزيون لتغطية الحدث المثير، ثم يقع كثير من الكر والفر، مع كثير من المشاهد الغنائية الراقصة التي يشارك فيها عدد كبير من الراقصين والراقصات، مع مزيج من أغاني الراب. وبين حين وآخر، يظهر الراوية/ المعلق (بديل الكورس اليوناني الشهير) الذي يؤدّي دوره الممثل الأسود صامويل جاكسون، يخاطبنا بعباراته المسجوعة معلقا على الأحداث بأسلوبه الفكاهي الساخر.

فيلم "شي-راق" تعليق ساخر يتضمن الكثير من المبالغات لإضفاء الكوميديا على موضوع شديد الجدية في جوهره

الجانب الوعظي

وإذا كان كل من الجنرال وعمدة المدينة من البيض الأشرار، ينالان الكثير من السخرية في الفيلم، فالشخصية الإيجابية الوحيدة لرجل أبيض هي شخصية القس مايكل راعي كنيسة الحي الذي يقطنه السود. وهي كنيسة مزينة بأيقونة لمسيح أسود. ويمثل الأب مايكل (الذي يقوم بدوره ببراعة جون كوزاك) الجانب الروحاني، وهو يتضامن مع النساء ولكن من منظور أخلاقي، ففي حين تستخدم النساء سلاح الجنس، يستخدم هو سلاح الدين، ويدعو إلى ضرورة ترجيح الخير على الشر، واستدعاء النوازع الطيبة في الإنسان، وتحفيز الناس على الفعل الإيجابي ووقف تيار العنف المتفاقم والقتل المتبادل. ويلقي القس خطبة وعظية طويلة في حشد من المصلين السود، تصبح هي النقطة الفاصلة في الفيلم. ولكن سبايك لي لا يكتفي بذلك، بل يواصل تكرار الفكرة بل وتكرار الكلمات والأفكار نفسها مرارا وتكرارا، ثم يضع على الشاشة كل ما يمكن أن يكون مثيرا للمشاهدين: الراقصات المثيرات، أغاني الراب التي تعلق على الوضع الاجتماعي بشكل انتقادي لاذع ومباشر، إقحام مشاهد الجنس في فيلم محوره الرئيسي إضراب النساء عن ممارسة الجنس.

في مقطع طويل زائد عن حاجة الفيلم، ومن خلال مشاهد استرجاعية، فلاش باك، يقصّ ديمتريوس على صديقته ليسستراتا، بعد أن يمارس معها الجنس وتمتدح قدراته، قصة طفولته البائسة، وكيف كانت أمه تعاشر الرجال أمام عينيه، وكيف أن عشيق أمه هو الذي قام بتعليمه الجنس.. وهو مشهد يهبط كثيرا بإيقاع الفيلم.

يواصل لي ابتكاراته في المشهد الذي نرى فيه عمدة المدينة وغيره من المسؤولين ينظمون منافسة بين الرجال والنساء في القاعة الرئيسية للمنشأة العسكرية: فيصبح مطلوبا أن تتقدم امرأة لتضاجع رفيقها بعد طول حرمان، ومن يصل منهما إلى ذروة اللذة أي “الأورغازم” أولا يخسر قضيته. تتطوّع ليسستراتا بممارسة الجنس مع ديمتريوس أمام الجميع، في فراش أحضر خصيصا للمناسبة. لكن المسألة تنتهي بالتعادل.

صحيح أن سبايك لي يكشف الكثير من العنف بين السود، وصحيح أنه يوجه إدانة مباشرة إلى الحكومة الأميركية التي أهملت كثيرا أحياء السود، ويعزو انتشار الجريمة إلى ارتفاع نسبة الفقر والبطالة بين السود، لكنه يسوق هذه الأفكار كلها بشكل يصل إلى المباشرة الفجة، ومن خلال دروس مباشرة وخطب وتعليقات، وتلاعب بالألفاظ يفتقر للقدرة على الإضحاك، كما يوحي في نهاية الفيلم بأن الحل قد تحقق بعد أن يظهر عمدة المدينة وهو يستعرض أمام الجميع، خطط إنشاء مستشفى ومساكن جديدة في المنطقة، ويعد بخلق فرص عمل أمام السود. وهكذا يتحقق الحل السعيد أخيرا.. ولكن على الشاشة بالطبع.

'الطريق إلى إسطنبول'

فيلم جزائري يحذر من انضمام الأبناء إلى داعش

منذ ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، اختار العديد من المخرجين السينمائيين منعرج الأوضاع الأمنية والإرهاب والتطرف من أجل طرق أبواب كبريات المهرجانات العالمية. ومن بين الأفلام التي تناولت هذه المواضيع فيلم “الطريق إلى اسطنبول”، للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، الذي يهدف من خلاله إلى تسليط الضوء على حنان الأم، مستغلا مشاعرها من أجل تعرية وحشية الإرهاب العالمي، تماما كما تحكي القصة التي تسرد حكاية أم وابنتها التي تقرّر الانضمام إلى تنظيم داعش بمجرد بلوغها السن القانونية.

العرب/ برلين – يأمل المخرج الجزائري رشيد بوشارب أن يرفع فيلمه الجديد الموسوم بـ“الطريق إلى اسطنبول” من درجة الوعي لما يحدث للآباء عندما يرحل أبناؤهم للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ويعرض الفيلم في قسم البانوراما بمهرجان برلين السينمائي الدولي.

يشير بوشارب (62 عاما) إلى أنه تعمد أن تكون الأسرة التي تظهر في الفيلم من خلفية غير إسلامية، وإلى أنه تأثر جدا بالآباء والأمهات الذين أدركوا فجأة أن أبناءهم سافروا إلى سوريا أو العراق، كما أبدى اهتماما بالبعد البشري لأب أو أم اكتشف كلاهما فجأة أمرا لم يكن يتخيله على الإطلاق.

وتلعب الممثلة البلجيكية أستريد ويتنال دور أم عزباء تعيش في الريف البلجيكي مع ابنتها إلودي (18 عاما) التي تقوم بدورها الممثلة بولين برليت. القصة تبدأ عندما تتلقى الأم اتصالا هاتفيا من رجال الشرطة يبلغونها بأن ابنتها الوحيدة إلودي، قرّرت الانضمام إلى تنظيم ما يسمى بـ“الدولة الإسلامية”، ليصل بها الخبر إلى حالة من الصدمة عجزت إثرها أن تجد تفسيرا لقرار ابنتها الخطير.

تعيش الأم إليزابيث حياة متقلبة بعدما تختفي ابنتها، وتكتشف بعد ذلك أنها سافرت مع صديقها للانضمام إلى الدولة الإسلامية في سوريا، حينئذ تعزم على السفر إلى سوريا، للبحث عن ابنتها وإقناعها بالعودة إلى بلجيكا. يقول بوشارب “لم أختر أحدا من أصول أو ثقافة إسلامية. لقد اخترت شخصية ليست لها صلة بالعالم أو الثقافة الإسلامية أو العربية.

ويتابع “ما أثار اهتمامي كيف يكمن أن تعتنق فتاة بلجيكية تبلغ من العمر 18 عاما الإسلام وتسافر إلى سوريا”.

فيلم ينقل مشاعر الآباء والأمهات الذين أدركوا فجأة أن أبناءهم سافروا إلى سوريا أو العراق للانضمام إلى داعش

وتقول أستريد ويتنال إنها بتجسيدها شخصية إليزابيث أرادت أن تشعر بمخاوف كل الآباء الذين يجدون أنفسهم في مثل هذا الموقف مضيفة “من المفيد معرفة كيف تشعر هذه الأمهات وتقدير مشاعرهن”. وفي الفيلم يقول مسؤولون لإليزابيث “لأن ابنتها بالغة فإنه لا يمكنها مساعدتها وإعادتها إلى الوطن”.

ومن ثمّ تقرّر إليزابيث العثور على ابنتها بنفسها، لأن المرأة الأم والتي تعيش وحدها لا تستسلم حتى تسترجع ابنتها، إنها امرأة مطلقة وقد تخلت عنها السلطات رغم الألم الذي ألمّ بها، لكنها لا تيأس وتحاول إقناع ابنتها بالعودة إليها. ويستمر الفيلم في طرح سؤال واحد “هل يتحقق الحلم وتعود إلودي؟”.

ويضيف بوشارب “لهذا السبب أردت إخراج هذا الفيلم. فمنذ نحو عامين كان أقارب هؤلاء الناس محرومين تماما، ولا يساعدهم أو يستمع إليهم أحد. لقد حاولوا تنظيم مؤتمرات صحافية، وحاولوا تجميع أنفسهم حتى يتم الاستماع لهم. ولهذا قلت لنفسي أقوم بهذا الفيلم حتى أفعل شيئا لهؤلاء الأمهات والآباء الذين يبحثون عن أبنائهم”.

العرب اللندنية في

19.02.2016

 
 

«الطريق إلى إسطنبول» محنة آباء أوروبيين ينضم أبناؤهم لـ«داعش»

المخرج الجزائري رشيد بوشارب يأمل أن يرفع فيلمه من درجة الوعي بالمشكلة

برلين - لندن: «الشرق الأوسط»

يأمل المخرج الجزائري رشيد بوشارب أن يرفع فيلمه الجديد الطريق إلى إسطنبول «رود تو إسطنبول» من درجة الوعي لما يحدث للآباء عندما يرحل أبناؤهم للانضمام لتنظيم داعش في سوريا. وقال بوشارب (62 عامًا)، إنه تعمد أن تكون الأسرة التي تظهر في الفيلم من خلفية غير إسلامية. ويعرض الفيلم في جزء البانوراما بمهرجان برلين السينمائي الدولي.

وقال بوشارب في مقابلة مع «رويترز» إنه تأثر جدًا بالآباء والأمهات الذين أدركوا فجأة أن أبناءهم سافروا إلى سوريا أو العراق، وأبدى اهتمامًا بالبعد الإنساني لأب أو أم اكتشفت فجأة أمرًا لم تكن تتخيله على الإطلاق.

وتلعب الممثلة البلجيكية استريد ويتنال دور أم عزباء تعيش في الريف البلجيكي مع ابنتها الودي (18 عامًا) التي تقوم بدورها الممثلة بولين برليت.

وتنقلب حياة الأم إليزابيث عندما تختفي ابنتها، وتكتشف بعد ذلك أنها سافرت مع صديقها للانضمام لـ«داعش» في سوريا.

وقال بوشارب: «لم أختر أحدًا أصوله أو ثقافته إسلامية. اخترت شخصية ليست لها صلة بالعالم أو الثقافة الإسلامية أو العربية. ما أثار اهتمامي كيف يكن أن تعتنق فتاة بلجيكية تبلغ من العمر 18 عامًا الإسلام وتسافر إلى سوريا».

وقالت ويتنال إنها بتجسيدها شخصية إليزابيث أرادت أن تشعر بمخاوف كل الآباء الذين يجدون أنفسهم في مثل هذا الموقف، مضيفًا: «من المفيد معرفة كيف تشعر هذه الأمهات وتقدير مشاعرهن».

وفي الفيلم يقول مسؤولون لإليزابيث إنه «لأن ابنتها بالغة لا يمكنها مساعدتها في إعادتها للوطن، فمن ثم تقرر إليزابيث العثور على ابنتها بنفسها».

وقال بوشارب: «لهذا السبب أردت إخراج هذا الفيلم.. منذ نحو عامين كان أقارب هؤلاء الناس محرومين تمامًا ولا يساعدهم أو يستمع إليهم أحد. حاولوا تنظيم مؤتمرات صحافية وحاولوا تجميع أنفسهم حتى يتم الاستماع لهم. ولهذا قلت لنفسي: أقوم بهذا الفيلم حتى أفعل شيئا لهؤلاء الأمهات والآباء الذين يبحثون عن أبنائهم».

الشرق الأوسط في

19.02.2016

 
 

أفلام من المتوقع أن تحصد جوائز مهرجان برلين

حكايات وهموم العالم على شريط سينمائي

المصدر: عُلا الشيخ ــ برلين

أن تكون في مهرجان برلين السينمائي هي فرصة لمشاهدة حكايات من العالم عبر شريط سينمائي، يتم عرضها في أقسام مختلفة، بين أفلام المسابقة الرسمية، وأفلام البانوراما والفورم، هذه الحكايات التي تعرف الثقافات المختلفة على بعضها بعضاً، ما هي إلا نتاج تاريخ وحاضر تلك البلدان الآتية عبر فيلم يريد أن يحظى بمشاهدة على أقل تقدير وعلى دب ذهبي على أكثر تقدير، الأفلام القوية في الثلث الأول من العروض السينمائية معدودة، على الرغم من تجاوزها الـ10 أفلام مقابل 18 فيلماً تنافس على الدب الذهبي، وليس من المبالغ أن نقر أن الفيلم التونسي «نحبك هادي»، للمخرج محمد بن عطية، يعتبر من المنافسين الأشداء، ومن المتوقع حصوله على جائزة واحدة على الأقل، فمستوى الأفلام حسب متابعين من نقاد وصحافيين لم يكن على القدر المتوقع لمهرجان عريق، ناهيك عن أن العودة إلى العام الفائت، وحصول الفيلم الإيراني «تاكسي»، لجعفر بناهي، على جائزة الدب الذهبي، جعل التفكير في أن منحى الجوائز يمر عبر اعتبارات ليست فنية فحسب، بل سياسية أيضاً.

العنوان امرأة

من الأفلام التي من المتوقع حصولها على جوائز في فئة المسابقة الرسمية، سواء من ناحية التمثيل أو كأفضل فيلم هو فيلم «المستقبل»، الذي من المتوقع حصول بطلته ايزابيل أوبير على جائزة أحسن ممثلة، في غياب واضح لممثلات في أفلام مختلفة في ترك أثرهن على الجمهور مثل ما فعلت أوبير، الفيلم الفرنسي وهو من إخراج ميا هانسن لوف.

في المقابل، يظهر الفيلم البرتغالي «رسائل من الحرب»، للمخرج ايفو م. فيرارا، الذي من المتوقع له أيضاً الحصول على إحدى الجوائز. الفيلم المصور كاملاً بالأبيض والأسود، تدور أحداثه عام 1971، أثناء حرب الاستقلال في انغولا ضد الاحتلال البرتغالي، التي انتهت عام 1974، لكن الفيلم لم يركز على الحرب ودمويتها، بقدر تركيزه على رسائل الضابط الطبيب في الميدان، انطونيو، إلى زوجته التي لم يذكر اسمها طوال الفيلم، بل كانت تحمل جميع الألقاب والصفات.

السياسة والجوائز

أما من ناحية التصنيف سياسياً، فمن المتوقع حصول الفيلم البوسني «موت في سراييفو» على إحدى الجوائز أيضاً، وهو للمخرج دانيس تاتوفيتش، فهو يتناول الحرب الأهلية التي من الممكن إشعالها إذا ما تعارضت مصالح أصحاب رؤوس الأموال والساسة في سراييفو، من خلال فندق كبير يستعد لاستقبال قمة الاتحاد الأوروبي، التي تجعل مدير الفندق «عمر» متربصاً لكل تفاصيل الفندق، من مراقبة الضيوف في غرفهم إلى مراقبة الموظفين في المطبخ، هذا التوتر كان بادياً منذ اللحظة الأولى في الفيلم مع ظهور شخصيات متعددة من خلال برنامج وطني يتناول هذه القمة المرتقبة، من خلال لقاءات متعددة من عدم تسلمهم رواتبهم، وتكون في النهاية المخرج واضحاً، كي لا يخسر الفندق سمعته، وفي الوقت نفسه لفت الانتباه له ولرؤوس الأموال فيه الموجودة في الطابق السفلي، وهي عملية هجوم وهمية، لكنها تصبح الحدث الأبرز في عناوين الأخبار، وتذهب معها مطالبات العمال بحقوقهم، ويذهب ضحيتها أحد ضيوف البرنامج الوطني الذي يصبح هو المخطط للعملية.

وفي الوقت الذي يركز موضوع المهرجان هذا العام على لفت انتباه العالم نحو قضية اللاجئين، قدم المخرج جيانفرانكو روسي، من خلال الفيلم الوثائقي «فوكماري»، قضية اللاجئين الأفارقة وغيرهم، الذين توفوا بالعشرات اختناقاً، بعد خمس ساعات من الإبحار في البحر المتوسط، وهذا الفيلم حظوظه كبيرة في الحصول على جائزة الدب الذهبي، وليس فقط إحدى جوائز المهرجان، لأنه تناول مادة حدثية، تعتبر أوروبا هي البطلة فيه، حيث المقصد للهاربين من الموت بسبب الدكتاتورية والتطرف إلى أراضيها أملاً في حياة عادلة. الفيلم يحكي حياة من يسكن الجزر التي يقصدها اللاجئون، ومحاولاتهم التي تعنون بالموت بنسبة عالية، ضمن مشاهد غاية في الصعوبة والألم، على أمل أن يدرك من خلالها المشاهد مسؤوليته الإنسانية تجاه من يريد الحياة، واختار الموت الذي يناسبه بعيداً عن الرصاص والصواريخ وقطع الرقاب.

أفلام على الهامش

من الأفلام التي من الصعب التنبؤ بحصولها على جوائز، لكن أثرها كان جميلاً على المشاهدين، هو فيلم «وحيد في برلين»، للمخرج السويسري فانسون بيريز، الذي أدت فيه الممثلة ايما طومسون دور البطولة، أهمية الفيلم تكمن أن خرج من عباءة الأفلام التي تتناول النازية واختصارها بمحرقة اليهود، ليحكي من خلال أحداث معاناة أناس عاديين ألمانيين تحت الحكم النازي، هذا الفيلم المُقتبَس عن رواية ضد الفاشية للكاتب الألماني هانز فالادا أنجزها عام 1947م أما فيلم «عبقري» الذي يعتبر أول الأعمال السينمائية للمخرج المسرحي مايكل غرانداغ، وبطولة توماس وولف وكولن فيرث، ونيكول كيدمان، مبني على قصة حقيقية، تتناول فيه أعمال الكاتب الأميركي سكوت فيتزجيرالد، من خلال محرر في مطبعة للكتب اسمه ماكسويل بيركنز.

الإمارات اليوم في

19.02.2016

 
 

بالصور.. نجوم "الولايات المتحدة للحب" فى المؤتمر الصحفى للفيلم بمهرجان برلين

كتب شريف إبراهيم

حضر نجوم الفيلم الدرامى البولندى الولايات المتحدة للحب "Zjednoczone Stany Miłosci" المؤتمر الصحفى وجلسة الـ"Photocall" الخاصة بالفيلم، الذى أقيم صباح أمس الجمعة على هامش الدورة السادسة والستين من مهرجان برلين السينمائى، الذى انطلقت فعالياته مساء الخميس 11 فبراير، بحضور عدد كبير من وسائل الإعلام والمعجبين. وشهد المؤتمر الصحفى لفيلم (United States of Love) حضور كل من النجوم البولنديين مارتا نيرادكيفيتش، جوليا كيجوسكا، دوروتا كولاك، إلى جانب المخرج والسيناريست توماس وازيليسكى. وصنف القائمون على مهرجان برلين فيلم "Zjednoczone Stany Miłosci" بأنه العمل الوحيد الذى يمكن اعتباره بولندياً مائة بالمائة، وقد استطاع الفيلم أن ينتزع إعجاب وتقدير الجمهور، الذين أشادوا به سواء من حيث الإخراج أو السيناريو

الفرنسى ديباردو يهاجم

فيلم "The Revenant" وجورج كلونى فى مهرجان برلين

(رويترز) هاجم الممثل الفرنسى المخضرم جيرارد ديباردو صناعة السينما فى هوليوود لأنها تلعب دوما فى مساحة الأمان، وانتقد الممثل جورج كلونى لانخراطه فى شئون السياسة فيما ظهر الممثل فى مهرجان برلين السينمائى للترويج لفيلمه الجديد. وأشار ديباردو الذى كان يتحدث فى مؤتمر صحفى أعقب عرض فيلمه (سينت أمور) الذى يلعب فيه دور مزارع إلى أن كلونى التقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى برلين الأسبوع الماضى لمناقشة أزمة اللاجئين. وقال "رأيت أن السيد كلونى أراد أن يقابل السيدة ميركل. أشعر بالقلق من أن يكون اللقاء مضى بشكل سىء. إنه لأمر جيد الآن أن تكون ممثلا وعالما بيئيا وسياسيا. يمكنك القيام بكل شىء." وانتقد ديباردو أيضا فيلم (The Revenant) الذى يقوم ببطولته الممثل الأمريكى ليوناردو دى كابريو ويلعب فيه دور صياد ينجو من هجوم دب عليه ويقوم برحلة مذهلة وسط الغابات والثلوج لينتقم لمقتل ابنه. والفيلم من أهم المنافسين فى ترشيحات جوائز الأوسكار وقد يحمل لبطله أول جائزة أوسكار أفضل ممثل. وقال ديباردو فى إشارة إلى المشاهد العنيفة فى الفيلم والتقارير عن أن الممثلين اضطروا للعمل فى ظروف شاقة "الأمر مختلف بعض شىء عما هو عليه فى السينما بوجه عام فى الوقت الراهن". وتابع قوله "بالنظر إلى الأوسكار فإن فيلم (The Revenant) وطاقم الإنتاج المسئول عنه والتدفئة فى مواقع التصوير وكل هذه الضجة بشأن (تغطية أنفسهم بالقاذورات)... أنا واثق أن القاذورات كانت معطرة وأنت مغطى بوحل معطر وتم تدفئته." 

بالفيديو.. الرسالة السابعة لمهرجان برلين السينمائى الدولى على "نايل سينما"

كتب خالد إبراهيم

قدمت أمس قناة نايل سينما والقناة الثانية بالتليفزيون المصرى الرسالة السابعة لمهرجان "برلين" السينمائى الدولى فى دورته الـ66، حيث قدمت الرسالة المذيعة جاسمين طه ذكى من برلين. وسلطت جاسمين الضوء على قسم "الملتقى" فى المهرجان، والذى يشارك به الفيلم المصرى "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد، والذى يعرض غدًا الأحد، وتدور أحداثه داخل مدينة القاهرة العريقة حول حياة خالد الذى يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة ليظهر روحها فى الوقت الذى يعانى فيه من احتمالية أن يطرد من شقته، ويواجه مشكلات مع المرأة التى يحبها والتى تريد أن تهجره، متذكرًا طفولته حينما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا. ويشارك فى بطولة الفيلم حنان يوسف ومريم صالح وخالد عبد الله وعلى صبحى، ومن إنتاج تامر السعيد وخالد عبد الله وهناء البياتى ومن تأليف رشا السلطى. وأجرت جاسمين حوار مع الناقد الفنى طارق الشناوى والذى قال أن الملتقى دائما ما يهتم بالتجارب المختلفة والجديدة، حيث تتواجد تلك الميزة فى فيلم "آخر أيام المدينة"، فأحداثه تدور قبل ثورة يناير ولكنه يوثق لفترة مهمة وحتمية قيامها، كذلك أجرت جاسمين حوارًا مع عدد من أبطال الفيلم

بالصور..جيرفيرن ودوبارديو ولاكوست فى عرض "Saint Amour" بمهرجان برلين

كتبت رانيا علوى

حضر العرض الأول لفيلم "Saint Amour" ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ66 المخرج الفرنسى جوستاف جيرفيرن، والممثل جيرارد دوبارديو وفانسون لاكوست حيث كان الثلاثى محك اهتمام وتركيز عدسات المصورين الموجودين بالعرض. فيلم " Saint Amour " تدور أحداثه فى سياق كوميدى حول برونو الذى ينتظر إقامة عرض خاص للزراعة، وهو ما سيمكنه من تذوق مختلف أنواع النبيذ القادمة من مختلف أنحاء فرنسا وفى نفس الوقت يشعر برونو بالملل الشديد من العمل فى الزراعة ويرغب فى ترك عمله

Fire at Sea يفوز بجائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين السينمائى

كتبت رانيا علوى

فاز بجائزة "الدب الذهبى" بفعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ66 فيلم "Fire at Sea"، والفيلم هو من تأليف وإخراج الإيطالى جيانفرانكو روسى، وهو فيلم عن اللاجئين، وبطولة ماريا كوستا وماتياش كوتسينا، وغيرهم

بالصور ..فوز "Les premiers les derniers" بجائزتين فى مهرجان برلين السينمائى

كتبت رانيا علوى

فاز فيلم "Les premiers les derniers" بجائزتين فى مهرجان برلين السينمائى الدولى لعام 2016 والأولى هى "EUROPA CINEMAS LABEL" كأفضل فيلم عرض فى قسم بانوراما مهرجان برلين وجائزة "ECUMENICAL PRIZE"، وذلك حسب موقع "لو سوار". فيلم "Les premiers les derniers" من بطولة وتأليف واخراج بولى لينر، وموسيقى تصوريرية بسكال هومبيرت وشارك فى بطولة الفيلم سوزان كليمون وديفيد مورجيا والبير دوبونتال، مدة عرض الفيلم 98 دقيقة. ومن المقرر أن يجد الفيلم دعمًا ماليًا لمساعدة ترويج وتوزيع الفيلم عبر شبكة يوروبا سينما التى تدير 977 دور السينما فى 42 دولة أوروبية

القائمة الكاملة للفائزين فى مهرجان برلين السينمائى الـ66..

اللاجئون يدفعون "Fire at Sea" للفوز بجائزة الدب الذهبى.. الفيلم التونسى "نحبك هادى" يحصد جائزتين.. وأفضل إخراج من نصيب ميا هانسن

كتبت رانيا علوى

أعلنت منذ قليل جوائز مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ66 والتى بدأت فعالياته 11 فبراير الماضى، حيث فاز بجائزة "الدب الذهبى" فيلم "Fire at Sea"، والفيلم هو من تأليف وإخراج الإيطالى جيانفرانكو روسى، وهو فيلم عن قضية اللاجئين التى تشغل العالم بأكمله، وبطولة ماريا كوستا وماتياش كوتسينا، وغيرهم. وفاز بجائزة الدب الفضى الكبرى للجنة التحكيم فيلم "Death In Sarajevo" من اخراج دانيس تانوفيك، فى حين كانت جائزة الدب الفضى ألفريد باور من نصيب فيلم "A Lullaby To The Sorrowful Mystery" من إخراج لاف دياز وبطولة بيولو باسكوال وهازل اورنسيو وغيرهم. ونال جائزة الدب الفضى لأفضل مخرج ميا هانسن لاف عن فيلم Things To Come، فى حين فازت بجائزة الدب الفضى لأفضل ممثلة ترين ديرهولم عن دورها فى "The Commune". وفاز بجائزة الدب الفضى لأفضل ممثل النجم التونسى مجد ماستورا عن دوره فى فيلم "نحبك هادى" وهو الفيلم الذى أثار الكثير من الجدل بمشاهده الجريئة، كما فاز الفيلم بجائزة "BEST FIRST FEATURE AWARD" والتى وصلت جائزتها إلى 50 ألف يورو. وكانت جائزة الدب الفضى لأفضل سيناريو فى مهرجان برلين هذا العام توماسز واسيلوسكى عن فيلم "United States Of Love". فى حين كانت جائزة الدب الذهبى لأفضل فيلم قصير من نصيب الفيلم البرتغالى "Batrachian’s Ballad"، وكانت جائزة "AUDI SHORT FILM AWARD" والتى وصلت قيمة جائزتها إلى 20 الف يورو من نصيب الفيلم التايوانى "Jin zhi xia mao". 

اليوم السابع المصرية في

20.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)