كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

لقاء مع تامر السعيد وخالد عبدالله في برلين:

"آخر أيام المدينة" محاولة للبقاء أميناً للتجربة واللحظة

برلين - هوفيك حبشيان

مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والستون

   
 
 
 
 

كشف المخرج تامر السعيد مساء الأحد الماضي عن باكورته الروائية الطويلة، "آخر أيام المدينة"، في مهرجان برلين السينمائي السادس والستين(قسم "فوروم")، بعد عقد كامل من البحث المتواصل عن نصّ مثالي يعكس علاقته بمدينته القاهرة بكل أطيافها. طوال عشر سنين، أبصر عدد غير قليل من النسخ النور، لكن أياً منها لم تسد جوع السعيد وتوقه الى رسم صورة مغايرة للسينما المصرية، فظلّ يحاول إلى أن اكتملت الرؤيا الشاملة.

ينم "آخر أيام المدينة" عن حسّ في الاختبار والتيه المتعمد في متاهات التعبير، نتلسمه من خلال شخصية خالد (خالد عبدالله)، وهو مخرج يحاول صنع فيلم يأتيه بأجوبة شافية عن أسئلة ترافقه منذ فترة وتوقظ في داخله أشياء يخالها المرء ماتت الى الأبد. خالد هذا يعاني مشكلات عدة، يبحث عن شقة، أمه ترقد في المستشفى، ومَن يَحب لا يستطيع إقامة علاقة سوية معها. في حين يغلي الشارع القاهري غلياناً، والأجواء ضاغطة، والحال الاجتماعية في ذروتها. الفيلم عن الثابت والمتحول، الدال والمدلول، عن الانجذاب والنفور في علاقتنا بأماكن عيشنا. نجد أنفسنا في بقعة مرّت فيها ثورة - منذ تصوير السعيد -، الا انها لم تغيّر شيئاً. يتجوّل الفيلم في ضمائر ومدن وفي خواطر شلّة من الشباب يتصدون لرتابة الواقع، فيخرج النصّ عن اطاره القاهري، في اطلالة على وحدة الحال العربية من بيروت الى بغداد، وهذا كان ممكناً الاستغناء عنه. بيد ان العمل الطموح الذي يحمل في داخله قدراً من الصدق، يغوي حتى بنقاط ضعفه التي هي هنات الفيلم الأول المتعطش الى جمع كلّ شيء كأنه الفيلم الأخير. ملفات عدة ينشغل بها "آخر أيام المدينة": المرأة والحبّ والأمومة ومظاهر التدين المنتشرة، وأخيراً وليس آخراً السينما، داخلاً اليها من باب النقاشات المرتجلة بين المخرجين العرب الذين ينقلون الفيلم الى أمكنة أخرى لا تختلف كثيراً عن مكانه الأصلي.

·        ¶ تعمل على هذا الفيلم منذ وقت طويل، لماذا تطلّب منكَ هذه المدّة كلها؟

- تامر السعيد: تعترض صناعة الفيلم صعوبات كثيرة. لم يكن سهلاً أن أحظى بالأشخاص المناسبين للعمل وإياهم. التعاون مع الآخرين يطلب منك أن تلتقي معهم على رؤية مشتركة، وهذا يستدعي عدم التسرّع. في مصر، صناعة سينما عملاقة، وهناك بنية تحتية تسمح للتيار السائد بالعمل بفاعلية. لكنك لن تحظى بتلك البنية التحتية اذا قررتَ إنجاز فيلم خارج ذلك الاطار. نواجه صعوبات أثناء إنجاز الفيلم قد لا يصادفها مخرجون في لبنان أو المغرب مثلاً. عدم وجود صناعة قوية في لبنان مثلاً يسمح للمخرج بأن يتمتع بحرية أوسع، اذ ليس هناك تيار قوي يعمل ضده. جزء من الفكرة كيف نخلق بنية تحتية تتيح إنجاز الفيلم. صرفتُ الكثير من الجهد والوقت لتوفير هذه البنية. ثم هناك دائماً هاجس أن تفشل أقلّ وتتنازل أقل. الأفلام تحتاج فريقاً كاملاً يكمن خلفها، ماكينة كبيرة. اكتشف هذا الآن هنا في برلين. من دونها لا نصل. لذا، اضطررنا أن نكون نحن الماكينة. اشتغلتُ في كل شيء في الفيلم، وكذلك الشباب. أتى الفيلم في لحظة حاول فيها أن يمسك الشعور الذي ساد بين 2009 و2010 ومفاده أنّ حدثاً مصيرياً لا بدّ أن يقع.

·        ¶ قد يُقرأ الفيلم اليوم بطريقة مختلفة. أجدكَ تعود إلى أصل الموضوع، إلى ما قبل "فشل الثورة"...

ت. س.: لا أدري إن كنتُ سأوافق على تعبير "فشل الثورة". الأمر برمّته عبارة عن تحوّل. كان ثمة محطتان: قبل اللحظة وبعدها. أحياناً، قد نرى الأشياء من منظار شخصي. وقد يتطلّب الأمر وقتاً لاستيعاب لحظة التحوّل الكبرى. يسرّني أن تحظى مشاهدته بأكثر من تأويل. الشيء الوحيد الذي أودّ تأكيده أنني لم أرد فيلماً مرتبطاً بحدث سياسي. كنت أخشى أنّ يفقد صداه مع زوال الحدث.

·        ¶ أجدكَ شاهداً على ما يجري من حولك. استوقفني مشهد المرأة التي تتلقّى الضرب، ولمحت فيك اختزالاً لمعضلة تقديم المساعدة إليها أو تصوير المشهد. كيف تلقيت الشخصية التي تؤديها؟

خالد عبدالله: يختزل المشهد صعوبة يواجهها المرء في عمله حين يعجز المحيط عن المساعدة. شخصية خالد غيرت حياتي. لم أعد أعلم أين ينتهي خالد في الفيلم وأين أبدأ أنا. لستُ أدري أكان هو على الشاشة أم هذا الخليط المتجانس من العلاقة بيننا كفريق. إنّها محاولة الإنتاج الجماعية التي جعلت كلّ تلك الأشياء تتحقّق. في الجانب الشخصي، لا ينفكّ خالد يحاول الإمساك بأشياء لا تكفّ عن الإفلات من يده. كالمدينة والشعور والحاجات المتبادلة مع الأصدقاء. مشهد ضرب المرأة لا يختلف كثيراً عن مشهد طبيب يعمل في مستشفى قذر، ويُشتَم حين يحاول تحقيق أي شيء صح. إنّها محاولة إمساك الخيط في شكل أو آخر. المحاولة صعبة. هذه من الأشياء التي جعلت الفيلم رناناً أكثر ممّا كنّا نتصوره. البحث عن الشيء المستحيل كان مهماً لنا. أتفق مع ما قاله تامر حول الصعوبات التي حالت دون إنجاز الفيلم بأسرع وقت. وأضيف إليها أنّ الفيلم أمانة. الموسيقى، تفاصيل العمل، العلاقة الروحية بيننا كأفراد، عناصر جعلته بمنزلة الأمانة. جاء هذا كله في لحظة تغيير رهيبة، ليس في مصر فحسب، بل في المنطقة، والفيلم برمته محاولة ليبقى المرء فينا أميناً للتجربة واللحظة.

·        ¶ لنعد قليلاً الى الخلف: اخبِرني كيف تمّ التصوير والمونتاج. وفي أي سنة؟

- ت. س.: بدأتُ أفكّر بالفيلم منذ 2006. حينها توفى والدي وشبّ حريق مسرح بني سويف. غمرني إحساسٌ ملحٌّ بضرورة عمل شيء. كنت أريد اخراج ما في داخلي. في أواخر 2005، جرت ما سُميت أوّل انتخابات رئاسية أدّت إلى فوز حسني مبارك. آنذاك، شهدت مصر تظاهرات حاشدة ولاح شعورٌ بأنّ النهاية قريبة. في الآن عينه، تملّكتني رغبةٌ في تصوير القاهرة من زاوية مختلفة. أراها مدينة "فوتوجينية"، تختلط فيها الدهشة والسحر والتلقائية بكثير من القسوة، ولكن ما إن نضعها على الشاشة حتى تزول تلك الخلطة. ثم، عملتُ سنة مع رشا سلطي (تشاركا كتابة السيناريو)، أمضيناها ونحن نأخد قصص الأصدقاء. لم تكن هناك حبكة. أردتُ خوض مغامرة السرد. وحين انطلقت رحلة التنفيذ، بدأتُ أواجه الواقع. كان الأمر صعباً: فيلم في القاهرة من دون إمكانات وموازنة، وهو الأول لي وللكثير من العاملين فيه. أي أنني أُصنَّف ممن لا يملكون خبرة، ومن المعرَّضين لارتكاب الأخطاء. أحدٌ لا يثق بك، وهذا يعني أنّك لن تحصل على المال.

- خ. ع.: يهمني أن أقول اننا لم نقم بشيء اعتبرناه صحيحاً، وهذا أعظم ما أنجزناه! الاصرار أساسي في الفيلم، وثمة هذا الجمال الذي يُقال له شرارة الإبداع. عموماً، أروع لحظات التمثيل هي التي تحدث بالخطأ. اللحظة العفوية المرتجلة. والفيلم محاولة بحث عن اللحظات المرتجلة هذه في كلّ شيء، وليس على الشاشة فحسب.

- ت. س.: باسم فياض وحيدر حلو صديقاي منذ سنوات. أردتُ أن يشكّلا وخالد صداقة حقيقية تتيح إمكان التواطؤ. عملنا معاً لسنة تقريباً، وكانوا جزءاً من حياة بعضهم البعض. جمعتهم الصداقة والمغامرة.

- خ. ع.: أصبحنا أصدقاء "معركة الفيلم"، لكنّ ما يجمعنا يفوق الصداقة الموقتة. استطعتُ استرجاع المنطقة العربية من خلال خالد. أنا المولود في اسكتلندا، الناشئ في لندن. أوشكتُ قبل الفيلم على فقدان المنطقة العربية. كان الأمر مؤلماً. مصر كانت جزءاً مني ومن أهلي، إلا أنني في النهاية لم أعثر فيها على صديق أو فرصة عمل. أتاح لي الفيلم اللقاء بناس هم أهلي في السينما. لم أكن أعرف أصدقاء الفيلم ولا "شلّة السينما المستقلة" في العالم العربي. كنتُ بعيداً. عموماً، حدثت نقلة لافتة في السنين العشر الأخيرة بما يخصّ السينما العربية. الفيلم من وجهة نظري، يمسك هذه اللحظة واللحظة التي نعيش فيها الآن. انظر مثلاً في مشوار كلّ هؤلاء الذين بدأوا أمس، أين أصبحوا اليوم!

·        ¶ هناك في الفيلم خطابٌ خفي يتعلّق بالسينما وما ينبغي أن يُصوَّر. كيف دخل هذا الخطاب الى الفيلم؟ هل كان مقرراً في السيناريو؟

- ت. س.: لم نصوّر مشهداً واحداً بعد الثورة. المشهد الارتجالي بين الأربعة مثلاً، حدث في ميدان التحرير قبل الثورة بسنة. لم نكن نعرف أنّ شيئاً كبيراً سيحدث في هذا الميدان، وأنظار العالم بأسره ستحطّ عليه. كنتُ أعلم أنّ ما أفكّر فيه موجود، ولا أملك السبيل للوصول إليه. أنا ممتن جداً للناس الذين واففوا على خوض مشروع مبهم معي. لم نكن نعرف عن الدرب شيئاً. بَدَونا كمن نمشي ونمشي ونمشي والعالم من حولنا ظلمة. في كلّ مرة كان السؤال: "أنتَ متأكّد من أننا نسير على الطريق الصحّ؟"، فتضطر إلى الكذب!

·        ¶ شعرتُ بجوّ حاد من الضغط والتوتّر. كأننا في آلة ضغط تكاد تنفجر في كل لحظة. يا للمفارقة أنّ الانفجار وقع بعد الفيلم وأنتَ لم تصوّره!

- ت. س.: الفيلم عن اللحظة التي تسبق الثورة وليس عن الثورة نفسها. صوّرتُ نصف يوم بعد الثورة ولم أزجّ بالمَشاهد في الفيلم. أو بشكل أدق، صوّرتُ بضع لقطات في برلين بعد الثورة، وحصل هذا لأسباب لوجستية، ذلك انني لم استطع الحصول على تأشيرة للتصوير فيها قبل الثورة. لم أرد فيلماً يخفت وهجه فور انتهاء الحدث. أتعامل مع الفيلم على أنّه لا يُفترض أن يتضمن رسائل سياسية مباشرة. أمقت البروباغندا في السينما، حتى لو خدمت التيار الذي أنتمي إليه. في الحالين، أراها إهانة للسينما. مسؤولية الفيلم الوحيدة أن يبقى فيلماً، هذه مسؤوليته الوحيدة. وهذا يعني ان عليه ان يستعمل الصورة والصوت بطريقة خلّاقة للتعبير عن لحظة أو موقف من العالم.

·        ¶ الأفلام التي مثّلتَ فيها بدت مكتوبة في شكل لا تستطيع أحياناً الخروج منه. ألم تلمس فارقاً وأنت تمثّل في هذا الفيلم. وكيف تعاملتَ مع الوضع؟

- خ. ع.: أنجزتُ الكثير من الأدوار المرتجلة، منها دوري في "يونايتد 93" و"المنطقة الخضراء". كانت هناك قاعدة، لكننا ارتجلنا المواقف. معدل اللقطة بين 15 و36 دقيقة. على العكس، بتُّ أشتاق إلى التزام السكريبت (ضحك). "عدّاء الطيارة الورقية" كان الوحيد الذي يستند الى سيناريو.

- ت. س.: يجب القول أيضاً ان ثمة فارقا كبيرا بين أن ترتجل وأنتَ تملك الإمكانات والمال، وأن ترتجل وأنتَ لا تملك شيئاً حتى الخبرة.

·        ¶ ولكن، هل يمكن القول إنك أعدت كتابة الفيلم خلال المونتاج؟

ت. س.: كان للفيلم نسخات عدّة وُصفت بالمقبولة في المهرجانات الدولية، وإنما لم أشعر بالاكتفاء. كان ثمة شيء ناقص، وفي لحظة وقعتُ على هذه النسخة، قلت: "هوَ ده"!

·        ¶ أخبرني قليلاً عن القاهرة. أجدها شخصية أساسية في الفيلم، صوّرتها من زاوية لم تستهلكها السينما. استوقفني مشهد القاهرة عند الفجر، حيث السيارة تسلك طرق المدينة النائمة.

ت. س.: أرى القاهرة مزيجاً من العنف المكتوم والسحر الخفيّ. وجود باسم فياض في الفيلم كان حاجة أساسية لي. تجمعنا ذائقة مشتركة ودرجة عالية من التفاهم، إضافة إلى كونه يمتلك عيناً ماهرة تقتنص التفاصيل. كان المهم أن نحافظ في طريقة عملنا على درجة من "الطزاجة"، بحيث تتلاقى علاقة خالد المزدوجة مع القاهرة باللقطة المصوّرة. أعود إلى مشهد السطوح مثلاً (مشهد ضرب المرأة). بينما كنت أمنتج، انطرح السؤال: إلى أي حدّ يمتلك خالد الحقّ في أن يصوّر؟ ليس في ذلك دفاعٌ عن هذا الآخر، بل حاجة إلى إثارة تساؤلات تتعلّق باستعمال الكاميرا في شكل عام والمكان المناسب لالتقاط الصورة. هذا انسحب عليّ أيضاً وعلى كيفية تصويري القاهرة. كلّ ما أردته أن تتداعى الأفكار عند المُشاهد ويشعر بأنّه في قلب التجربة المتعلّقة بالمدينة.

·        ¶ ماذا عن إشكالية الدين، الصلاة، الأذان، وكل هذه الصورة المتدينة للقاهرة وناسها...؟

- ت. س.: مشهد اطلاق صوت الدعاء في المصعد، على سبيل المثل، حصل معي شخصياً وأنا أبحث عن شقة. للآخرين مطلق الحرية في الإيمان والتديّن. المشكلة في التديّن الظاهري الذي لا يعكس سوى مستوى التفكير السطحي. ازدواجية السلطتين الديكتاتورية والدينية تلغي كل بديل، في مقابل التركيز على تقديم الهوية سواء الدينية أو القومية. الأمران وجهان لعملة واحدة. في الأخير، كلّ ما أريده هو أن أكون مواطناً وتتوافر لي ظروف التعايش مع المجتمع.

·        ¶ شعرتُ أن خالداً شخصية تعاني غربة المكان. حتى عملية البحث عن منزل، لها رمزيتها. كأنّ لا مكان له. لا مكان مثالياً يشبهه.

- ت. س.: أنت شخصياً، ألا تشعر انك غريبٌ في بيروت؟ (ضحك). ثمة في تجارب المدن خصوصية، ولا سيما حين تكون صاخبة ومجنونة مثل القاهرة. هذه تجربة قاسية. من المَشاهد التي أتأثر فيها، مشهد خالد وهو يقابل ليلى قرب السيارة. شعرتُ كم أنّ الشارع عامل ضغط، لا يتيح لهما فرصة اللقاء. خالد شخصية سينمائية خالصة، أراه عالقاً، يعاني العجز في إيجاد مَخرج. حتى الوقت يقف ضدّه ويحول دون انطلاقته.

- خ. ع.: جزء من صعوبة الدور أن تترك المُشاهد يتعاطف معك أو أقلّه لا ينفر منك. الجمهور عموماً يتعاطف مع البطل الخيّر او الشرير، ولكن من الصعب جداً استدراجه بشخصية لا تتحرك، ولا تحبّ نفسها ولا تتصدى لمشكلاتها. هذا كان صعباً من ناحية التمثيل والمونتاج. توجد نسخ عدّة، في إحداها تودّ لو تضرب البطل وتصرخ في وجهه: "افعل شيئا ما!". كان على كلّ هذه الخيوط في الفيلم أن تُمسَك.

- ت. س.: يرتبط الأمر أيضاً بنوع الرجال في الفيلم. نتكلّم على مجتمعات طافحة بالذكورية، فكان أساسياً البحث عن نموذج الرجل المتفلّت من ويلات الذكورة والبطريركية. اقصد الرجل المتصالح مع ضعفه. إنّه أيضاً تحدي التوجّه إلى الجمهور.

- خ. ع.: من الصعب تقديم شخصية لا يريد المتفرج التمثل بها. لا أعرف اذا هناك أحد يريد أن يكون مثل خالد، ذلك ان كلّ شخص يخاف أن يكون فعلياً مثله، وانه فاشل رغم المحاولات.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

18.02.2016

 
 

ديتر كوسليك لـ"النهار":

نعم، نحن أكثر تسييساً من المهرجانات الأخرى!

المصدر: "النهار" - برلين - هوفيك حبشيان

لا وقت لدى ديتر كوسليك خلال مهرجان برلين السينمائي للتكلّم عن حدث يعمل من أجله ١٢ شهراً في السنة. فالسينيفيلي ذو القبعة السوداء والشال الأحمر الذي يدير واحدة من أهم التظاهرات السينمائية في العالم منذ ١٥ سنة، يقفز من مكان الى آخر من الصباح إلى المساء، ولا يزال يهتمّ بكل التفاصيل، من استقبال كبار النجوم على السجادة الحمراء، إلى متابعة أصداء الأفلام المختارة في الصحافة. بابتسامة فطرية تتولد على وجه تلقائياً، يردّ الستيني صاحب الروح المرحة على أسئلة "النهار" التي تتعلق بقضية الهجرة والسياسة و... لاف دياز!

·        كيف يتشكّل برنامج الـ"برليناله" في أقسامه المختلفة؟

نعمل دائماً بالطريقة عينها. تلقينا لهذه الدورة أكثر من ستة آلاف فيلم. ثمة أناس متفرغون لمشاهدة هذه الأفلام التي تكون في مراحل اكتمال عدة. أنا، شخصياً، شاهدتُ قرابة ٢٥٠ فيلماً. المرحلة التالية تتجسّد في مشاهدتها مع لجنة متخصّصة، بغية اختصارها إلى عشرة في المئة من العدد الذي تم اختياره في البداية.

·        هل التركيز على قضية اللاجئين فكرة المهرجان، أم أنّه جزء من السياسة العامة للدولة الألمانية؟

حسناً، منذ بضع سنوات ونحن نعيش في أزمة لا يمكن تجاهلها. ولكن، في الأشهر القليلة الماضية، تفاقمت الأزمة على نحو كان تأثيرها كبيراً علينا. فقط في برلين، لدينا ٨٠ ألف لاجئ. كان لا بدّ من أن نتفاعل مع هذا. ولكن، في المقابل، نحن مهرجان سينما، فكان علينا على الأقل أن نجد الأفلام المناسبة التي تُظهر مآسي المهاجرين. أردنا أن نقول: "أهلاً بكم" في بلادنا، ففكّرنا في تخصيص ٢٠٠٠ بطاقة مجانية لهم.

·        هل جاؤوا؟

نعم، ولكن لم يأتوا لوحدهم، بل وضعنا في تصرّفهم أشخاصاً يهتمون بهم، ولولا هذا، لا أعرف ماذا نفعل هنا. الأرجح أنّه في المرة المقبلة سيشاركون في المهرجان بمفردهم. إذاً، هذا كله يدخل في خطة مساندتنا اللاجئين والقول إنّنا نرحّب بهم في ألمانيا، فنحن نفهم جيداً الظروف المرعبة التي مرّوا فيها، ونمدّ إليهم يد العون.

·        يتم وصف المهرجان دائماً في اعتباره مهرجاناً مسيّساً. إلى أيّ مدى هذا التوصيف دقيق؟

هذا التوصيف دقيق وليس دقيقاً. تأسّس المهرجان خلال الحرب الباردة العام ١٩٥١، وهذا الادعاء بأنه مهرجان سياسي يتأتى من كون برلين كانت دائماً عاصمة للسياسة، خصوصاً في كلّ ما يختصّ بالعلاقات بين الغرب والشرق. أحد المبادئ التأسيسية لهذا المهرجان هو خلق تفاهم بين البشر. قبول الآخر والتسامح ركيزتان هنا. يا للأسف، هذا الكلام اليوم يُصنَّف في إطار السياسة. ما إن تنطق بإحدى تلك المفردات، تُتهَّم بالتدليس السياسي. هذه أمور يجب أن تكون طبيعية في عالمنا، ولكن عالمنا ليس في وضع جيد. بهذا المعنى، نعم، نحن مهرجان أكثر ميلاً للسياسة مما هي حال المهرجانات الأخرى.

·        لفتني ما قلته عن ضرورة أن نكون سعداء...

لم أرد مهرجاناً تطغى عليه تيمات اللجوء وكلّ ما شابه. تحدثتُ عن السعادة من منطلق أنّ هؤلاء الناس جميعهم الذين يأتون إلينا يبحثون عن حظّ سعيد وفرص جيدة. إنّهم توّاقون إلى بيت يؤويهم وسعادة ترسم بسمة على وجوههم ومدرسة يستطيعون إرسال أولادهم إليها. يريدون ما يريده سائر البشر. لذلك، شعارنا كان "الحقّ في أن نكون سعداء"، وهذا يعكس البُعد الحميمي لمسألة اللجوء، خصوصاً أننا كمهرجان لدينا الكثير من الأفلام عن شخصيات تبحث عن السعادة. إنّها تيمتنا هذه السنة.

·        أريد أن أسألكَ عن فيلم المخرج الفيليبيني لاف دياز الذي خرجتُ من فصله الأول للتو. خطوة جريئة من جانب المهرجان إدراج فيلم من ثماني ساعات داخل المسابقة الرسمية...

سنرى هذا المساء مدى الجرأة التي تحلينا بها. أحببنا هذا الفيلم ونعتبره تحفة سينمائية. طبعاً، الخطوة جريئة ولها دلالات، لأنه ليس من السهل مشاهدة فيلم من ثماني ساعات في صالة سينما. ولكن دياز سينمائي كبير، ونحن فعلنا ما علينا فعله، ولنكتشف معاً النتيجة! إذا غادر الجميع الصالة في نهاية العرض، فهذا يعني أننا كنّا على خطأ. في المقابل، أرى أنّ الناس يمضون ساعات أمام المسلسلات التلفزيونية، فلمَ لا يحصل هذا داخل السينما؟

·        هل هذه المرة الأولى يعرض المهرجان فيلماً من ٨ ساعات في المسابقة الرسمية؟

نعم. سبق أن عرضنا فيلماً من ١٤ ساعة لبيتر واتكينز، خارج المسابقة. هذه المرة الأولى أيضاً نفرش فيها سجادة حمراء للضيوف في الساعة التاسعة والنصف صباحاً.

·        ماذا عن السينما الناطقة باللغات العربية المختلفة؟ لِمَ ازداد اهتمامكم بها فجأة بعد الثورة؟

في الحقيقة، اهتممنا دائماً بهذه الأفلام، ولكن عددها زاد بعد الثورة، لأنّ الاهتمام الدولي بها ازداد. عاماً بعد عام، باتت الأنظار تتوجه الى البلدان العربية وما يحصل داخلها. هذا جعلنا نهتمّ بها أيضاً. فلدينا هذه السنة أفلامٌ من السعودية وتونس وقطر وسوريا والمغرب. نحن لسنا على منأى مما يحصل في العالم.

·        هل هذا يعني أنّ المهرجان يجاري التوجه العام؟

إنّه أكثر من توجه، إنه الواقع. ولكن، يا للأسف، واقعٌ كهذا أصبح توجهاً!

الطقس جيد هذه السنة عموماً. البرد إحدى مشكلات برلين...

انظر خلفك، الشمس مشرقة ودرجة الحرارة ما دون الصفر. ربما الذين يأتون من دول "حارة"، يشعرون بالبرد، ولكن، بالنسبة إلينا، هذا طقس جيد. في السابق، عُقد المهرجان في الصيف، ولكن ليس لدينا أي خطة لتغيير موعده بسبب كانّ والبندقية.

·        أي لحظة هي المفضّلة لديك خلال المهرجان؟

عندما تذهب جائزة "الدبّ الذهب" إلى فيلم على الناس مشاهدته.

النهار اللبنانية في

18.02.2016

 
 

العرب ببرلين السينمائي.. حضور فني بطعم سياسي

أمير العمري-برلين

تشهد الدورة الحالية من مهرجان برلين السينمائي (11-21 فبراير) حضورا عربيا غير مسبوق، سواء من ناحية عدد الأفلام التي تشارك في الفعاليات المختلفة للمهرجان، أو الإعلاميين ونقاد السينما والسينمائيين والمؤسسات السينمائية العربية.

يعرض المهرجان هذا العام 20 فيلماً عربياً أو من إخراج مخرجين عرب، وهو أكبر عدد من الأفلام العربية أو المحسوبة على السينما العربية ربما في تاريخ المهرجان كله المعروف باهتمامه التقليدي بالأفلام الإسرائيلية.

ويعرض بأقسام المهرجان المختلفة هذا العام ثمانية أفلام روائية طويلة من إخراج مخرجين من العالم العربي، و11 فيلما قصيرا. وربما يتمثل أهم مظاهر الحضور العربي في المهرجان هذا العام في مشاركة "نحبك هادي"، الفيلم الروائي الأول للمخرج التونسي محمد بن عطية، في المسابقة الرسمية.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، يشارك فيلم "عودة إنسان" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل الذي يعود ليستكمل فيه مشروعه الطويل الخاص بتوثيق التجربة الفلسطينية في المنفى، وهو من إنتاج بريطاني.

وفي قسم "بانوراما" يشارك فيلم "الطريق إلى إسطنبول" للمخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب الذي يطرح موضوعا شديد الصلة بالأحداث الجارية، فهو يصور بحث امرأة بلجيكية عن ابنتها التي ذهبت إلىسوريا حيث انضمت لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ومحاولة إقناعها بالعودة معها إلى بلجيكا.

ومن المغرب يعرض في برنامج "بانوراما" أيضا فيلم "جوّع كلبك" للمخرج هشام العسري المتوج بعدد من الجوائز في مهرجانات المغرب، والفيلم السعودي الروائي الطويل "بركة يقابل بركة" للمخرج محمود صباغ.

وفي قسم "المنتدى" يعرض الفيلم المصري "آخر أيام المدينة"، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج تامر السعيد مع الفيلم التسجيلي الفلسطيني الطويل "مادة سحرية تسري في داخلي" للمخرجة جومانا مناع عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

كما يعرض في القسم نفسه، الفيلم اللبناني "مخدومين" للمخرج ماهر أبو سمرا والذي يتناول موضوع خادمات المنازل والنظرة الطبقية إليهم في المجتمع اللبناني، والفيلم السوري "منازل بلا أبواب" للمخرج أفو كابريليان والذي يصور مأساة الطائفة الأرمينية في مدينة حلب بين الماضي والحاضر. والأفلام الثلاثة الأخيرة من النوع التسجيلي.

وفى "امتداد المنتدى" تعرض عشرة أفلام قصيرة، خمسة من لبنان، هي "الآن: نهاية موسم" إخراج أيمن نهلى، و"وضعية تسلل" إخراج مروان حمدان، و"المرحلة الرابعة" إخراج أحمد غصين، و"أحجار. آلهة. بشر" إخراج جو نامى، و"أبوعمار قادم" إخراج نعيم مهيمن.

وتعرض أيضا أربعة أفلام من مصر هي "منتهي الصلاحية" لإسلام كمال، و"كما تحلق الطيور" لهبة أمين، و"ذاكرة عباد الشمس" لمي زايد، و"فتحي لم يعد يعيش هنا" لماجد نادر. ويعرض فيلم "أكلوا من أفخر أنواع البورسلين" إخراج الفلسطينية لاريسا صنصور وصورين ليند وهو من إنتاج بريطاني، وكذلك فيلم فرنسي الإنتاج هو "ثورتي" للمخرج التونسي رمزي بن سليمان يعرض داخل مسابقة خاصة بأفلام الشباب تحمل عنوان "جيل فوق الـ14".

هذا الحضور الكبير والمتنوع سواء من العالم العربي أو من العرب القادمين من بلدان المهجر في أوروبا والولايات المتحدة، ربما يتفوق أيضا على الحضور العربي والاهتمام الذي كان ملحوظا من جانب المهرجان في عام 2012 أي في ضوء ثورات "الربيع العربي" التي اجتاحت المنطقة العربية بدءا من أوائل 2011 مع اندلاع الثورة التونسية.

ولا يقتصر الحضور العربي على الأفلام فقط، بل يمتد لمؤسسات ثقافية إذ تشارك في المهرجان رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون الشيخة حور القاسمي، كما ينظم المهرجان معرضاً للصور الفوتوغرافية عن صعود الهرم الأكبر للفنانة الأردنية علا يونس.

ولاشك في أن الاهتمام بالسينما العربية ينطلق من الاهتمام السياسي بأوضاع المنطقة وتقلباتها وما تشهده من صراعات وتحولات. ومن هنا يبدو العنصر السياسي طاغيا في معظم الأفلام العربية المشاركة سواء على نحو خافت كما يجسده الفيلم التونسي "نحبك هادي"، أو على نحو مباشر كما هي حال الفيلم المصري الروائي "آخر أيام المدينة"، والفيلم السوري "منازل بلا أبواب".

الجزيرة نت في

18.02.2016

 
 

"مرحى قيصر": افتتاح فاتر لمهرجان برلين

محمد رُضــا

في عملهما الجديد، «مرحى، قيصر»، الذي افتتح الدورة الـ69 لمهرجان برلين، يصوّب الأخوان "كووَن" بندقيّـتهما إلى أهداف عدّة ويُطلقان النار عليها، لكنهما لا يصيبان أيا من هذه الأهداف. فقط أولئك الذين يختمون بالموافقة على كل عمل لمخرج حيوّه سابقاً لا يستطيعون رؤية المشاكل العديدة التي يعاني منها الفيلم في معظم خاناته.

حكاية متعددة الرؤوس محورها رئيس الإنتاج لشركة سينمائية اسمه إدي مانيكس (جوش برولين) تقع أحداثها في مطلع الخمسينيات. مانيكس حلّال مشاكل وهناك العديد منها في يومين:

الممثل بيرد ويتلوك (جورج كلوني) الذي يقود بطولة فيلم ديني- تاريخي تم اختطافه من قِـبل مجموعة من الكتاب الشيوعيين (بينهم دور صغير للممثل ألفرد مولينا، غير مذكور في قائمة الممثلين) الذين يطالبون بفدية  100 ألف دولار للإفراج عنه.

ممثل أفلام الوسترن السريعة هوبي دويل (ألدين إنرنريتش) يُـعيّـن لبطولة فيلم درامي يتطلّـب منه آداءاً لا يقدر عليه. الفيلم من إخراج لورنس لورنتز (راف فاينس) الذي يشكو لمانيكس الذي يرفض تغييره.

إحدى نجمات الشركة واسمها دي آنا (سكارلت جوهانسن) حبلى من مجهول وعلى مانيكس تدبير الأمر ليحمي سمعة الممثلة في زمن ما زال محافظاً.

ممثل آخر لديه يجيد الرقص اسمه بيرت (شانينغ تاتوم) يخطط، بمعاونة الكتّـاب الشيوعيين، للهرب في غواصة روسية من أميركا إلى موسكو مستخدماً الفدية المدفوعة.

هناك صحافيّـتان توأمان (تقوم بدورهما تيلدا سوينتون) تلحّان في نشر ما قد يضرّ بسمعة الشركة وعليه أن يلاعبهما لكي يحمي سمعة الشركة.

إلى ذلك فإن مانيكس يستلم عرضاً من الشركة الصناعية "لوكهيرد" لكي يستقيل من عمله ويلتحق بها مقابل أجر أكبر وراحة في العمل والقرار. زوجة مانيكس (أليسون بيل) تودّ ذلك لكنها تترك الخيار له.

يبدأ الفيلم في غرفة الغفران الكاثوليكية: إدي مانيكس (جوش برولين) في الجزء المخصص للمعترفين في الغرفة يطلب الغفران عن خطيئة. ما هي؟ دخّن السجائر على عكس ما طلبته منه زوجته.

المستفاد في هذا المشهد بسيط: مانيكس يطلب الغفران لشيء لا يستحق أن يُـطلب. في مفهوم الكوميديا الساخرة التي عمد إليها الأخوان طويلاً ويعمدان إليها أيضاً في هذا الفيلم، من المفترض أن يُـثير المشهد السخرية ولو مبطّـنة. لكن كون المشهد جاء في مطلع الفيلم ومباشرة داخل غرفة الغفران تلك يسحب البساط من تحت مثل هذا الهدف. يبدو المشهد معلقاً بين شيء سبقه وآخر قد يلحق به.

ما هو أكثر إشكالاً هو أن شخصية إدي مانيكس مرسومة عن شخصية حقيقية. لا أحد يعرف اليوم إذا ما كان أمّ الكنيسة للاعتراف وعما اعترف به، لكن الرجل كان حقيقياً ولم يكن ملاكاً محبّـاً ومحبوباً كما يصوّره الفيلم، بل كان موظفاً إدارياً في شركة Metro Goldwyn Mayer (وتوفي سنة 1963) عُرف بأنه حلال مشاكل ولو بوسائل مثيرة للريب. أشيع عنه أنه كان على علاقة بالمافيا وأنه وقف وراء قتل بول بيرن، وهو منتج منفذ عمل للاستديو الكبير نفسه وقُتل في ظرف غامض سنة 1932. قبل ذلك كانت زوجته الأولى وُجدت ميتة واتُهم بقتلها لكن الأدلة كانت غائبة. في العام 1959 مات "جورج ريفز" الذي لعب دور سوبرمان في مسلسل تلفزيوني استمرّ من سنة 1952 إلى 1958. قيل أن زوجة مانيكس الثانية لوني لانيير ربما قتلت أو اشتركت مع زوجها في قتل ريفز الذي كان عشيقها بعلم زوجها.

على هذا كله، تكون الصورة المختارة هنا لمانيكس مختلفة كلياً عن تلك الحقيقية. هو هنا شخص يجيد دوره. يحب عمله (يرفض العرض المغري). يساعد الممثلين على تجاوز عثراتهم. يدافع عن الشركة وأصحابها في نيويورك. مخلص لزوجته التي تلتزم البيت وتحرص على زوجها وتحب مصلحته.

تفعيلة غير واقعية

إذ حرص الأخوان كووَن على تقديم صورة مانيكس ناصعة غالباً ومناقضة للواقع، تم دفع الشخصيات الرئيسة الأخرى إلى دروب سلبية الظهور. كل الممثلون داخل الفيلم مطليّين سلبياً: دي آنا/ سكارلت، ممثلة أنانية وعدائية. بيرد/ كلوني ساذج وجبان. بيرت/ تاتوم خائن لبلاده. هوبي/إيرنريتش يفتقر إلى الموهبة وصل إلى التمثيل بالصدفة. الكتّـاب ليسوا أفضل حالاً لكنهم ملتزمون سياسياً، على الأقل، بمبادئهم. وهم يدعمون الممثل الذي يريد التسلّل إلى الغواصة السوفييتية التي تخرج من عمق الماء عند سواحل كاليفورنيا لتنقله. يقفز من مركبهم إلى جانب الغواصة. يرمون إليه بحقيبة المال. ثم ها هو كلبه يقفز وراءه. في لحظة يترك الممثل حقيبة الماء تسقط في البحر لكي يتلقّف كلبه عوض أن يسقط الكلب في البحر.

كون الأحداث تقع في العام 1951 لا يساعد على هضم القول بأن الممثل بيرد كان خارج الرادار فلم يسمع مطلقاً بالمكارثية وبالشيوعيين الذين كانت المكارثية تتعقّبهم ما يجعل من تصويره هنا ساذجاً إلى هذا الحد تفعيلة غير واقعية وغير مجدية.

الباقي هو طلقات طائشة. المشاهد التي يطلب فيها مانيكس الغفران بلا حرارة موقف. والمشهد الذي نرى فيه مانيكس مجتمعاً مع ممثلّي الطوائف المسيحية وحاخام يهودي يكاد ينجح في توزيع سخرية منها جميعاً لولا أن جدّية مانيكس (الدائمة) طغت على ما في ذلك المشهد من فرص ساخرة.

هذا واحد من الفرص الضائعة في الواقع. تضيف إليه ما هو أفدح: الفكرة التي تدور حول خطف ممثل من قِـبل مجموعة كتاب ما زالوا يعملون في الخفاء رغم الحملة المكارثية. بينما كان من الممكن أن تستحوذ هذه الفكرة على نصيب أهم من الحديث، وأن تنتج مشاهد أكثر تصادماً بين أطرافها، تمرّ هنا منزلقة صوب أقلّ قدر من الأهمية. مرّة أخرى كيف تم تقديم وتصوير الممثل بيرد كأبله سبب أساسي كون لا تحديات ولا إفرازات مفيدة يمكن أن تنتج عن هذا الوضع.

ما يبقى للفيلم هو التمثيل إلى حد (تمثيل البلاهة ليس سهلاً) والسرد بلا مشاكل وذلك مرجوعه عائد إلى الأخوين كووَن اللذان يقومان بتوليف أفلامهما تحت اسم رودريك جاينس. تصوير روجر ديكنز أقل مستوى مما حققه لهما من قبل. المشاهد في هذا الإطار غير متساوية، بعضها محكم وموحي ومعظمها يمرّ من دون مزايا يمكن الوقوف عندها.

في مجمله هذا فيلم بلا قدرة على النقد ولا على السخرية. ليس "نوستالجيا" جميلة عن هوليوود وليس هجوماً عليها. بل مجرد أفكار متضاربة بشخصيات يوجهّها المخرجان فتلتزم بما تؤمر به لدرجة ذوبان القدرة على الإبداع.

قتامة
في كل الأحوال، فإن سينما الأخوين كووَن  ليست مؤلفّة من أفلام رائعة فقط بل من عدة أعمال لم تصب الأهداف المناطة بهما

بدآ العمل بنصيب كبير من النجاح عبر فيلم Simple Blood سنة 1984 وتبعاه بفيلم ساخر بعد ثلاث سنوات هو Raising Arizona، ثم عادا للبوليسي المعتم في Miller?'?s Crossing. وتابعا هذا التناوب ما بين البوليسي والكوميدي الأسود حتى العام 1998 عندما حقق The Big Lebowski. بعد ذلك أنجزا معظم أفلامهما في نطاق تلك الكوميديا السوداء بما فيها «أيها الأخ، أين أنت؟» O Brother??,? Where Art Thou? سنة 2000 و«قسوة لا تحتمل» Intolerable Cruelty سنة 2003

عبر هذا الخليط من الأعمال يمكن ملاحظة مسألة هامّـة في أفلام كووَن جميعاً (عددها حتى الآن 17) وهي أن الأفلام التي حققاها بمزاجهما المستقل (آخرها على سبيل المثال «رجل جاد»/ A Serious Man وInside Llewyn Davis تميّـزت بأنها أكثر منطقية وواقعية وإجادة من تلك التي حققاها لحساب أحد الشركات أو الاستديوهات الكبيرة، كما حال فيلمهما الأخير هذا.

مسألة أخرى تجعل الإعجاب المطلق بهما مسألة ظرفية وشخصية: كلما حرصا على السخرية من شخصياتهما وتلوينها باللون القاتم، كلما خرج الفيلم أقل جودة مما يجب. الأخوان كووَن في هذا الفيلم الجديد، كما في أفلام مثل «قسوة لا تحتمل» و«قتلة السيدة» و«إحرق بعد القراءة» يحرصان على أن لا تخرج شخصية من هذه الأعمال إلا وهي مضحوك عليها. ربما تكون ساخرة من الحياة ذاتها، لكن الفيلم يجيّـر هذه السخرية لصالحه وضد شخصياته.

الجزيرة الوثائقية في

18.02.2016

 
 

"نحبك هادي".. السينما التونسية تعود إلى برليناله

أحمد شوقي

بعد ثورات الربيع العربي صارت غالبية الأفلام العربية التي تشق طريقها للمهرجانات الكبرى تتعلق بشكل أو بآخر بالأحداث السياسية. الأمر الذي جعل كثير ممن علموا باختيار الفيلم التونسي "نحبك هادي" للمخرج محمد بن عطية كي يشارك في المسابقة الرسمية لبرليناله ٦٦ يتوقعون أن يكون موضوعه ينطبق عليه ما سبق، حتى جاء عرض الفيلم في اليوم الثاني للمهرجان ليغير هذا التصوّر.

"نحبك هادي" حكاية إنسانية بالمقام الأول، تطرح أسئلة جوهرية عن معنى السعادة وصعوبة الحرية، عبر قصة هادي الشاب التونسي الذي يعيش حياة تعيسة يسيطر فيها الآخرين ـ والدته وشقيقه ومديره وخطيبته ـ على كل القرارات التي يأخذها، بينما يرضى هو باعتبار أن هذا هو الاختيار المتاح ونظراً لكونه بطبيعته يفضل الهدوء والابتعاد عن المشكلات. حتى يقع في الحب بشكل مفاجئ قبل أيام من موعد زفافه، فيجد نفسه لأول مرة يجرب شعور السعادة، وما يرتبط به بالضرورة من قرارات وصدامات.

مفارقة لفظية وأزمة مجتمعية

الصراع الذي يخوضه هادي مع نفسه قبل المجتمع يلخصه عنوان الفيلم العربي بمفارقة لفظية لن يفهمها للأسف الجمهور الغربي الذي يعرف أن الفيلم اسمه "Hedi" فحسب، بينما يحمل عنوان "نحبك هادي" تناقضاً بين كونه الاعتراف الذي تقوله الراقصة ريم التي يقع البطل في حبها فيدفعه للتمرد، وبين كون نفس العبارة تحمل معنى تفضيل الجميع أن يعيش الشاب حياته هادئاً ملتزماً بالمسار المتوقع.

أزمة هادي لا يمكن أن نقصرها على المجتمعات العربية، لكن المجتمع العربي بطبيعته بيئة ملائمة لقتل أحلام الأفراد بالاختلاف، في ظل هيمنة النظام الأسري والاجتماعي وتدخله في أدق تفاصيل حياة الشباب حتى من وصل منهم الخامسة والعشرين مثل بطل الفيلم. لذلك فالفيلم حتى وإن كان مجرد حكاية حب غير متوقعة، فهو أيضا يرتبط بفكرة التغيير والثورة على الأنماط التقليدية للسيطرة على حياة الشباب، وهي في حالتنا منظومات الأسرة والتقاليد والأمان الوظيفي.

التمثيل هو البطل

على مستوى الصنعة ينتهج المخرج محمد بن عطية البساطة، الكاميرا تتحرك بحرية وترصد انفعالات هادي أغلب الوقت، الإضاءة غير متكلفة ومن المصادر الطبيعية غالباً، والاعتماد الأساسي على التوجيه الدقيق للممثلين الذين يشكلون الورقة الرابحة لبن عطية، وعلى رأسهم بطله مجد مستورة، ومعه صباح بوزويته في دور الأم وريم بن مسعود في دور الحبيبة. خيار الارتكان على التمثيل يعكس فهماً واسعاً من المخرج لطبيعة حكايته التي تتصاعد عبر انفعالات يحاول هادي طيلة الوقت أن يبقيها داخله.

"نحبك هادي" يعود بالسينما لتونسية لمسابقة برلين بعد غياب عشرين عاماً، وبالتحديد منذ مشاركة المخرج فريد بوغدير بفيلمه الشهير "صيف حلق الواد" عام ١٩٩٦.

حقوق النشر: معهد جوته القاهرة - فبراير ٢٠١٦ 

معهد جوتة بالقاهرة في

18.02.2016

 
 

عرض الفيلم المصرى "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد للمرة الرابعة بمهرجان برلين

كتبت شيماء عبد المنعم

يعرض مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ66 التى تقام فى الفترة من 11 حتى 21 من شهر فبراير الجارى الفيلم المصرى "آخر أيام المدينة " للمخرج تامر السعيد للمرة الرابعة الأحد المقبل، فيما يعرض اليوم الخميس أيضًا الفيلم الألمانى "1 Berlin-Harlem " للمخرج لوثر لامبرت وفيلم "24"Weeks وفيلم Alone in Berlin" للمخرج فينسينت بيريز وفيلم "Aloys" وفيلم Ants on a Shrim، فيلم One Breath وفيلم Baden Baden وفيلم Between Fences . الفيلم تدور أحداثه داخل مدينة القاهرة العريقة حول حياة خالد الذى يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة ليظهر روحها فى الوقت الذى يعانى فيه من احتمالية أن يطرد من شقته، ويواجه مشكلات مع المرأة التى يحبها والتى تريد أن تهجره، متذكرًا طفولته حينما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا. ويشارك فى بطولة الفيلم حنان يوسف ومريم صالح وخالد عبد الله وعلى صبحى، ومن إنتاج تامر السعيد وخالد عبد الله وهناء البياتى ومن تأليف رشا السلطى

اليوم السابع المصرية في

18.02.2016

 
 

«الطريق إلى اسطنبول».. فيلم يحذر من انضمام شباب أوروبي لـ«داعش»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

يأمل المخرج الجزائري رشيد بوشارب أن يرفع فيلمه الجديد «الطريق إلى اسطنبول» (Road to Istanbul) من درجة الوعي لما يحدث للآباء عندما يرحل أبناؤهم للانضمام لتنظيم «داعش» في سوريا.

وقال بوشارب (62 عاما) إنه تعمد أن تكون الأسرة التي تظهر في الفيلم من خلفية غير إسلامية.

ويعرض الفيلم في جزء البانوراما بـ«مهرجان برلين السينمائي الدولي».

وقال بوشارب: إنه تأثر جداً بالآباء والأمهات الذين أدركوا فجأة أن أبناءهم سافروا إلى سوريا أو العراق، وأبدى اهتماماً بالبعد البشري لأب أو أم اكتشف فجأة أمراً لم يكن يتخيله على الإطلاق.

وتلعب الممثلة البلجيكية أستريد ويتنال دور أم عزباء تعيش في الريف البلجيكي مع ابنتها إلودي (18 عاما) التي تقوم بدورها الممثلة بولين برليت.

وتنقلب حياة الأم إليزابيث عندما تختفي ابنتها، وتكتشف بعد ذلك أنها سافرت مع صديقها للانضمام لـ«داعش» في سوريا.

وقال بوشارب: «ما أثار اهتمامي كيف يمكن أن تعتنق فتاة بلجيكية تبلغ من العمر 18 عاماً الإسلام وتسافر إلى سوريا».

وقالت ويتنال إنها بتجسيدها شخصية إليزابيث أرادت أن تشعر بمخاوف كل الآباء الذين يجدون أنفسهم في مثل هذا الموقف، وأضافت: «من المفيد معرفة كيف تشعر هذه الأمهات وتقدير مشاعرهن».

وفي الفيلم يقول مسؤولون لإليزابيث لأن ابنتها بالغة لا يمكنها مساعدتها في إعادتها للوطن، ومن ثم تقرر إليزابيث العثور على ابنتها بنفسها.

سينماتوغراف في

18.02.2016

 
 

مخرج فيلم "نحبك هادي":

نحاول اكتشاف أنفسنا بعد ثورة الياسمين

الكاتب بشير عمرون

"نحبك هادي" لمخرجه التونسي محمد بن عطية هو أول فيلم عربي يشارك في المسابقة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي منذ عشرين عاما. DW عربية التقت المخرج التونسي على هامش "البرليناله" وحاورته حول الفيلم.

تدور أحداث "نحبك هادي" في تونس ما بعد الثورة، وتحكي قصة هادي، الذي يعيش تحت الهيمنة المطلقة لوالدته المتسلطة: فهي من تختار له الوظيفة والسكن والزوجة وتتحكم في كافة شؤون حياته. لكن تَعَرُّف هادي على الشابة القوية ريم، أثناء رحلة عمل إلى مدينة أخرى، قبيل حفل زفافه؛ يجعله يدرك أن الحياة أكبر من مخططات والدته له وأن أحلامه تستحق أن يكافح من أجلها. الفيلم مرشح للفوز بجائرة الدب الذهبي، أكبر جائزة في مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله". و فيما يلي نص الحوار مع مخرجه محمد بن عطية:

·        DW عربية: فيلم "نحبك هادي" هو أول فيلم طويل تنجزه بعد عدد من الأفلام القصيرة. كيف عشت التجربة؟

محمد بن عطيةحقيقة وحتى نخفف الضغط علينا، قمنا بتقسيم التصوير إلى أربعة أشرطة قصيرة. وبعد الانتهاء من كل شريط كنا ننتقل إلى التالي. ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار الفيلم سلسلة من الأشرطة القصيرة. الفارق الحقيقي مقارنة بالأفلام القصيرة يكمن في الضغط النفسي والتعب الجسدي طيلة أسابيع متتالية من التصوير وما تلاه من توزيع. فيما يخصني شخصيا اهتممت أكثر مما فعلت في تجاربي السابقة بقصة الفيلم وحبكته السينمائية.

·        بما أنك ذكرت قصة الفيلم. ما هو جوهر "نحبك هادي"؟

الفيلم في قراءة أولية عبارة عن قصة حب بين هادي وريم. لكن القراءة التي تهمني أكثر هي قصة هادي، الذي يمر بمرحلة يتعرف فيها على نفسه، تماما مثلما نقوم نحن التونسيين بالتعرف على أنفسنا بعد الثورة التونسية. هادي يخوض تجربة جديدة تضعه أمام خيارين: إما الحرية وتحقيق أحلامه وإما الامتثال لمطالب أسرته والرضوخ للمعايير الاجتماعية.

·        الفيلم يتحدث في لقطة قصيرة جدا عن الثورة التونسية، عندما يسأل هادي ريم في بداية علاقتهما عما إذا شاركت في الاحتجاجات. وعدا ذلك بقيت الثورة وتداعياتها على تونس غائبة تماما. ما علاقة "نحبك هادي" بثورة الياسمين؟

فعلا، اللقطة الوحيدة، التي يتطرق فيها الفيلم للثورة مباشرة هي التي ذكرتها. لكن في الحقيقة، على الأقل حسبما أردناه، فالثورة حاضرة من بداية الفيلم إلى نهايته. هناك تواز بين الثورة التونسية وبين الثورة الحاصلة في داخل هادي وتمرده على وصاية والدته. النضج الذي يصل إليه هادي عبر القرار الذي يتخذه في نهاية الفيلم هو أيضا انعكاس لما يحصل على الصعيد المجتمعي في تونس. الثورة إذن حاضرة جدا في الفيلم، ولكن على مستوى باطني.

·        هل تغيرت صناعة الأفلام في تونس مع الثورة؟

هناك غطاء انفتح مع الثورة. أصبح في إمكاننا الحديث عن الكثير من الأشياء، التي تهمنا فعلا بصدق أكبر وبدون حدود أو رقابة. وأظن أن هذا لديه أثر على جودة الصناعة أيضا.

·        ماذا يعني لك أنك أول من يمثل تونس في المسابقة منذ عشرين عاما؟

هو بالتأكيد مفخرة، ولكني غير ذلك لا أهتم بالجنسيات. شخصيا لا أريد أن يحصر فيلمي في خانة الفيلم التونسي أو الفيلم العربي. ما يهمني هو أن أصل إلى الناس وأن أحرك فيهم شيئا، وليس أن أحقق رقما قياسيا.

·        كيف كان وقع ترشيح الفيلم لجائزة الدب الذهبي عليك وعلى الفريق؟

(يضحك بن عطية) نحن ما زلنا لا نستطيع تصديق ما حصل. فمجرد ما انتهينا من المونتاج تسارعت الأحداث ووجدنا أنفسنا في برلين. أعتقد أننا لن نستوعب ما حصل لنا إلا بعد أن نعود إلى تونس. نحن حاليا نعيش الحلم ونحاول الاستمتاع به قدر الإمكان.

·        ليس لديك إذن أي طموح للعودة بجائزة إلى تونس؟

حقيقة لا. ليس لدي أي طموح، بالرغم من أني أدرك تماما أن على المرء أن يكون لديه طموح.

·        ولو حصل وفزت بالدب الذهبي أو دعنا نقول الدب الفضي على الأقل؟

سيكون شيئا رائعا بكل المعايير، وأنا لا أنكر أن ذلك سيسعدني كثيرا. يسرني أيضا أن الفيلم عُرِض هنا أمام جمهور عالمي. لكن ما يهمني فعلا هو أن يعرض الفيلم في تونس؛ لأن الفيلم تونسي كليا ويحكي قصة تونسية. وأنا كتبت الفيلم وأنجزته حتى نرى نحن التونسيين أنفسنا ونفهم أنفسنا. هذا أهم شيء بالنسبة لي. أنا متشوق جدا لأن يرى التونسيون الفيلم ولدي فضول كبير حول رد فعلهم.

دويتشه فيله في

18.02.2016

 
 

محنة الاباء عند تحول الابناء الى ارهابيين في "الطريق إلى اسطنبول"

برلين - يأمل المخرج الجزائري رشيد بوشارب أن يرفع فيلمه الجديد "الطريق إلى اسطنبول" من درجة الوعي لما يحدث للآباء عندما يرحل أبناؤهم للانضمام لتنظيم داعش  في سوريا.

وقال بوشارب (62 عاما) إنه تعمد أن تكون الأسرة التي تظهر في الفيلم من خلفية غير إسلامية.

ويعرض الفيلم في جزء البانوراما بمهرجان برلين السينمائي الدولي.

وقال بوشارب في مقابلة مع رويترز إنه تأثر جدا بالآباء والأمهات الذين أدركوا فجأة أن أبناءهم سافروا إلى سوريا أو العراق وأبدى اهتماما بالبعد البشري لأب أو أم اكتشف فجأة أمرا لم يكن يتخيله على الإطلاق.

وتلعب الممثلة البلجيكية أستريد ويتنال دور أم عزباء تعيش في الريف البلجيكي مع ابنتها إلودي (18 عاما) التي تقوم بدورها الممثلة بولين برليت.

وتنقلب حياة الأم إليزابيث عندما تختفي ابنتها وتكتشف بعد ذلك أنها سافرت مع صديقها للانضمام لداعش  في سوريا.

وقال بوشارب "لم أختر أحدا أصوله أو ثقافته إسلامية. اخترت شخصية ليست لها صلة بالعالم أو الثقافة الإسلامية أو العربية".

واضاف "ما أثار اهتمامي كيف يمكن أن تعتنق فتاة بلجيكية تبلغ من العمر 18 عاما الإسلام وتسافر إلى سوريا".

وقالت ويتنال إنها بتجسيدها شخصية إليزابيث أرادت أن تشعر بمخاوف كل الآباء الذين يجدون أنفسهم في مثل هذا الموقف مضيفا "من المفيد معرفة كيف تشعر هذه الأمهات وتقدير مشاعرهن".

وفي الفيلم يقول مسؤولون لإليزابيث إنه لأن ابنتها بالغة لا يمكنها مساعدتها في إعادتها للوطن ومن ثم تقرر إليزابيث العثور على ابنتها بنفسها.    

اهم ما اكتسبته الام من هذه الحلقة، انه ينبغي استعادة اي نوع من التواصل مع الفتاة، علما ان إلودي لم تعد معنية بالحديث عبر سكايب سوى مع الارهابيين "الاخوة المجاهدين والاخوات المجاهدات".

وفي احد الاتصالات، تقول إلودي المكتسية بالسواد لامها "لا تقلقي، ان الله معي"، وتقطع الاتصال.

عند ذلك، قررت الام ان تركب المخاطر وتنطلق في رحلة البحث عن ابنتها سواء في تركيا او في سوريا.

وقال بوشارب "لهذا السبب أردت إخراج هذا الفيلم... منذ نحو عامين كان أقارب هؤلاء الناس محرومين تماما ولا يساعدهم أو يستمع إليهم أحد. حاولوا تنظيم مؤتمرات صحفية وحاولوا تجميع أنفسهم حتى يتم الاستماع لهم.

"ولهذا قلت لنفسي أقوم بهذا الفيلم حتى أفعل شيئا لهؤلاء الأمهات والآباء الذين يبحثون عن أبنائهم".

الرأي الأردنية في

18.02.2016

 
 

«الطريق إلى اسطنبول» فيلم يتناول محنة آباء أوروبيين ينضم أبناؤهم للدولة الإسلامية

برلين – رويترز:

يأمل المخرج الجزائري رشيد بوشارب أن يرفع فيلمه الجديد «الطريق إلى اسطنبول» من درجة الوعي لما يحدث للآباء عندما يرحل أبناؤهم للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال بوشارب (62 عاما) إنه تعمد أن تكون الأسرة التي تظهر في الفيلم من خلفية غير إسلامية.
ويعرض الفيلم في جزء البانوراما في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وقال إنه تأثر جدا بالآباء والأمهات الذين أدركوا فجأة أن أبناءهم سافروا إلى سوريا أو العراق وأبدى اهتماما بالبعد البشري لأب أو أم اكتشف فجأة أمرا لم يكن يتخيله على الإطلاق.

وتلعب الممثلة البلجيكية أستريد ويتنال دور أم عزباء تعيش في الريف البلجيكي مع ابنتها إلودي (18 عاما) التي تقوم بدورها الممثلة بولين برليت.

وتنقلب حياة الأم إليزابيث عندما تختفي ابنتها وتكتشف بعد ذلك أنها سافرت مع صديقها للانضمام للدولة الإسلامية في سوريا. وقـال المخـرج «لم أختر أحدا أصوله أو ثقافته إسلامية. اخترت شخصية ليست لها صلة بالعالم أو الثقافة الإسلامية أو العربية: «ما أثار اهتمامي كيف يمكن أن تعتنق فتاة بلجيكية تبلغ من العمر 18 عاما الإسلام وتسافر إلى سوريا.»

وقالت ويتنال إنها بتجسيدها شخصية إليزابيث أرادت أن تشعر بمخاوف كل الآباء الذين يجدون أنفسهم في مثل هذا الموقف مضيفا «من المفيد معرفة كيف تشعر هذه الأمهات وتقدير مشاعرهن.»

وفي الفيلم يقول مسؤولون لإليزابيث إنه لأن ابنتها بالغة لا يمكنها مساعدتها في إعادتها للوطن ومن ثم تقرر إليزابيث العثور على ابنتها بنفسها.

وقال بوشارب «لهذا السبب أردت إخراج هذا الفيلم… منذ نحو عامين كان أقارب هؤلاء الناس محرومين تماما ولا يساعدهم أو يستمع إليهم أحد. حاولوا تنظيم مؤتمرات صحافية وحاولوا تجميع أنفسهم حتى يتم الاستماع لهم.

«ولهذا قلت لنفسي أقوم بهذا الفيلم حتى أفعل شيئا لهؤلاء الأمهات والآباء الذين يبحثون عن أبنائهم».

القدس العربي اللندنية في

18.02.2016

 
 

خمس أفلام مصرية في البرليناله – الدعم يعزز الحرية

عن دويتش فيلة

السينما المصرية حاضرة هذه السنة بخمسة أفلام في الدورة السادسة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي – البرليناله. جميع الأفلام المشاركة من إنتاج مستقل، فكيف يتعاطى صناع السينما مع التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية؟

تشارك السينما المصرية هذا العام بخمسة أفلام بين قصير وطويل، منها الروائي والوثائقي أو التجريبي. والأفلام المشاركة هي فيلم “آخر أيام المدينة” للمخرج تامر السعيد والممثل خالد عبد الله، وفيلم “فتحي لا يعيش هنا بعد الآن” للمخرج ماجد نادر والفيلم القصير “EXPIRED“ للمخرج إسلام كمال، وفيلم “ذاكرة عباد الشمس” للمخرجة الشابة مي زايد، بالإضافة إلى مشاركة الفنانة البصرية هبة أمين بفيلم قصير بعنوان “كما تحلق الطيور”.

وما يلفت الانتباه هو أن معظم الأفلام المشاركة هي إنتاج مستقل، حيث ابتعدت شركات الإنتاج الضخمة وكذلك مؤسسات الدولة عن إنتاج الأفلام، التي تصل إلى المهرجانات العالمية.

تجربة في حب المدن

في طابور الانتظار الطويل للحصول على تذكرة يظهر تحت اسم الفيلم على الشاشة “كامل العدد” لأول أيام العرض. لم يكن هذا غريبا، فمن الواضح أن كثيرين يودون مشاهدة الفيلم الذي استغرق إنتاجه تسع سنوات كانت بينها 5 سنوات من الثورة المصرية.

في سرد متنام إلى نوستالجيا متحققة يتناول “آخر أيام المدينة” قصصا واقعية لشخصيات يعيشون في وسط البلد بالقاهرة، حيث تتقاطع قصة البطل “خالد عبد الله” مع أصدقاء له مخرجين يعيشون بمدن أخرى هي بغداد وبيروت وبرلين.

يقدم الفيلم في خطوط متوازية متقاطعة قصصا لحب المدن بالرغم من قساوتها وضجيجها في بعض الأحيان. الفيلم تجربة ذاتية لمخرجه تامر السعيد ويقوم بدوره خالد عبد الله، فيما يظهر باقي أبطال الفيلم بشخصياتهم الحقيقية ليمزج الفيلم ما بين الرواية والواقعية. عبد الله، الذي شارك في أفلام هولودية قبل أن يعود ليعيش في مصر يقول في لقائه مع DW “الفيلم أعاد لي مصر التي كنت على وشك فقدانها”، وعن وسط القاهرة “أحبها وتخنقني أحيانا كما في الفيلم”.

الحواجز موجودة لتخطيها

خالد عبد الله له تجربة مميزة أيضا العام الماضي حيث ترشح فيلم “الميدان”، الذي شارك فيه للأوسكار. وعن حرية الإبداع في ظل الظروف الحالية بمصر تحدثت DW معه فقال “الحواجز موجودة لنتخطاها، فروح المحاولة هي تحد يواجه جيلنا في منطقتنا، والتجريب هو إنجاز في حد ذاته”.وبينما يؤكد السعيد أنالأفلام ليست بيانات سياسية، يقول “بالتأكيد تتأثر السينما بالأوضاع في مصر فهي جزء من المجتمع وتسير في نفس الاتجاه الذي تسير فيه كل القطاعات في مصر. ولكن الفن يأخذ مساحته بطريقته ولا يوجد من يملك أن يمنح الفن مساحات جديدة”.

وعن تجربتهما في إنتاج هذا الفيلم يوضح السعيد في لـ DW “لقد احتجنا إلى حرية لإنتاج فيلم في قالب جديد، فاضطررنا للإنتاج بأنفسنا”. ويكمل تامر أنه اضطر أن ينتج فيلمه بالتعاون مع خالد عبد الله. ويرجع السبب إلى أنه أراد أن يضمن حرية اختياراته الفنية وأن الخيارات التي كانت متاحة لإنتاج الفيلم محدودة. ويضيف عبد الله “بدأنا التصوير بأقل من 15% من الميزانية، وتوقعنا مشكلات ودفعنا ثمن ذلك” ويكمل حديثه مع DW ”صعوبة الأوضاع في مصر تجعل أحلامنا أكبر حتى نستطيع أن نواجه المشكلات”.

وحين سأله أحد مشاهدي العرض متى انتهيتم تماما من الفيلم؟ أجاب عبد الله “منذ أربعة أيام فقط”، وهو ما يفسره السعيد بأنه لم تكن هناك معوقات بالفيلم الذي انتهى من تصويره عام 2010 إلا أنه أخذ وقتا ليصبح على الشكل الذي يرضى عنه.

تجمعات للمستقلين وبحث عن دعم

بعيداعن الأمور السياسية التي يختلف حولها الفنانون كونها عائقاً لإنتاجهم الفني، يتفق معظمهم أن العائق الأكبر هم الدعم المالي.

تجربة عبد الله والسعيد في الإنتاج وفي إنشاء مشروع معني بدعم الأفلام المستقلة “سيماتك” بالقاهرة ليست الوحيدة . فقد أصبح اتجاها عاما أن يجتمع صناع السينما الشباب في تجمعات صغيرة ليتعاونوا على إنتاج الأفلام.

مي زايد المخرجة الشابة التي يشارك فيلمها “ذاكرة عباد الشمس” في الفورم اكسباندد FOURM EXPANDED في مهرجان برلين. وقد أسست مع خمسة مخرجين شركة “روفيز” والتي يعتمدون فيها على أدوات بسيطة ويتعاونون لإنتاج أفلامهم. وعن ذلك تقول مي: “نشأت روفيز مع إنتاج فيلمنا الأول سويا والآن نحاول التعاون ومساعدة آخرين بإمكاناتنا البسيطة”.

وعن تأثرها كمخرجة شابة بما يحدث بالشارع المصري تقول “أتأثر بالطبع كإنسانة قبل أن أكون مخرجة”. وتضيف: “أعمل بلا تصاريح لأنها مكلفة ولأنني أخطط دائما للعمل بمعدات بسيطة لتلافي أية مشكلات قد تواجهني”.

من نفس المحافظة المنتج مارك لطفي أحد مؤسسي شركة “فيج ليف للإنتاج والتي تعتمد على حوالي 20 فنانا لتشكل التجمع الأكبر لصناع السينما الشباب بالإسكندرية”. وقد أنتج لطفي بالتعاون مع المخرج إسلام كمال الفيلم القصير EXPIRED، وعن الفيلم يقول “لقد أنتجناه بتكلفة ألف دولار وفي ثلاثة أسابيع فقط”.

وعن الرقابة على الأعمال يقول “هناك بعض المخرجين يفرضون رقابة ذاتية على أنفسهم” ويستطرد مارك “الثورة صنعت نوعاً من الارتباك واضطر الفنانون أن يقدموا أنفسهم كجزء من الحراك الثوري كما أثرت الثورة على الخطاب الفني”.

ويجتمع زايد ولطفي في رأيهما بأن التحدي الحقيقي الذي يواجه السينما المصرية هو الدعم المالي. لطفي يقول “الفنون المستقلة لا تدر دخلا ومعظمنا يعمل في أعمال أخرى مثل الإعلانات التجارية لتغطية تكاليف الأعمال الفنية، أما زايد فتقول “تقدمت هذا العام بفيلمين إلى جائزة روبرت بوش التي تدعم مشروعات إنتاج الأفلام لأنه لا يوجد دعم للأفلام في مصر وخاصة القصيرة”.

موقع "قل" في

19.02.2016

 
 

بالصور..النجم الفرنسى جيرارد ديبارديو يروج لفيلم Saint Amour"" بمهرجان برلين

كتب شريف إبراهيم

حضر النجم الفرنسى الكبير جيرارد ديبارديو بصحبة نجوم الفيلم الكوميدى الفرنسى Saint Amour"" المؤتمر الصحفى وجلسة الـ"Photocall" الخاصة بالفيلم، الذى أقيم صباح اليوم الجمعة على هامش الدورة السادسة والستين من مهرجان برلين السينمائى الذى انطلقت فعالياته مساء الخميس 11 فبراير، بحضور عدد كبير من وسائل الإعلام والمعجبين. وشهد المؤتمر الصحفى لفيلم الحب المقدس Saint Amour"" حضور كل من الممثل الفرنسى جيرارد ديبارديو، والممثل الفرنسى فنسنت لاكوست، المخرج الفرنسى جوستاف كيرفرن، المخرج الفرنسى بيونيه ديليباين وتدور أحداث الفيلم حول برونو الذى ينتظر بفارغ الصبر إقامة عرض خاص للزراعة، وهو ما سيمكنه من تذوق مختلف أنواع النبيذ القادمة من مختلف أنحاء فرنسا، وفى الوقت نفسه يشعر برونو بالسأم من العمل فى الزراعة ويرغب فى ترك العمل مع عائلته، ويحاول والده أن يشجعه بأن يأخذه فى جولة حقيقية لتذوق النبيذ فى فرنسا. وفيلم Saint Amour"" بطولة كل من جيرار دوبارديو، سيلين ساليت، بينوت بوليفوردى، فنسنت لاكوست، ومن إخراج جوستاف كيرفرن وبيونيه ديليباين

بالصور..دون شيدل وايماياتزى كورنالدى يروجان لفيلم "Miles Ahead" بمهرجان برلين

كتب شريف إبراهيم

حضر النجم دون شيدل والنجمة ايماياتزى كورنالدى نجوم فيلم الدراما الموسيقى "Miles Ahead" العرض الخاص وجلسة الـ"Photocall" الخاصة بالفيلم، الذى أقيمت مساء أمس الخميس على هامش الدورة السادسة والستين من مهرجان برلين السينمائى، الذى انطلقت فعالياته مساء الخميس 11 فبراير بحضور عدد كبير من وسائل الإعلام والمعجبين. وتدور أحداث فيلم "Miles Ahead" حول حياة الموسيقار الأمريكي الراحل (مايلز دايفس) ونشأته وحياته المهنية والعائلية وموسيقاه الشهيرة، وهو من بطولة كل من دون شيدل، ايوان ماكجريجور، مايكل ستولبيرج، ايماياتزى كورنالدى، كيث ستانفيلد، اوستن ليون، كريس هان، مورجان ووك، وإخراج دون شيدل وتأليف ستيف بايجلمان

اليوم السابع المصرية في

19.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)