كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

سمير فريد يكتب: رسالة مهرجان «برلين»

«آخر أيام المدينة» نقطة تحول فى السينما المصرية

مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والستون

   
 
 
 
 

جاء الفيلم المصرى «آخر أيام المدينة» إخراج تامر السعيد، الذى عرض فى قسم «الملتقى» فى مهرجان برلين ٢٠١٦، حدثا سينمائيا كبيرا، ونقطة تحول فى تاريخ السينما المصرية.

ومن الغريب، وكم فى المهرجانات من غرائب، ألا يعرض الفيلم فى مسابقة الأفلام الطويلة وفيها العديد من الأفلام التى لا تثبت لمجرد المقارنة مع فيلم تامر السعيد، وهو أول أفلامه الروائية الطويلة. وسيكون من الغريب أيضاً ألا يفوز بجائزة أحسن فيلم طويل أول لمخرجه يوم السبت القادم.

وعلى أية حال، فالخاسر مسابقة المهرجان، والخاسر سيكون لجنة تحكيم جائزة الفيلم الأول. وسيظل عرض أى فيلم فى مسابقة أى مهرجان معيارا من المعايير، وليس المعيار الوحيد، وكذلك الأمر بالنسبة للجوائز.

ولنتذكر دائماً أن إيزنشتين وغيره من الرواد الذين أسسوا فن السينما اشتركوا فى مسابقات مهرجان فينسيا، ولم يفوزوا بأى جائزة، وأن كيوبريك رفض عرض أى من روائعه فى أى مهرجان.

فى «آخر أيام المدينة» تدخل السينما المصرية عالم ما بعد الحداثة لأول مرة، فالتسجيلى والروائى فى وحدة درامية عضوية كاملة، والممثل المحترف يلتحم مع الناس العاديين فى الشوارع والأماكن، ولا تستطيع أن تفرق بينهم. والفيلم الذى تدور أحداثه فى وسط القاهرة عام ٢٠٠٩، شهادة عن واقع مصر الذى أدى إلى الثورة عام ٢٠١١ من خلال رؤية شاملة، ومن دون انحيازات أيديولوجية، وإن كان منحازاً مع الثورة ضد الفساد والديكتاتورية بكل أشكالها، ويدافع عن الحرية.

يأخذ «آخر أيام المدينة» شكل الفيلم داخل الفيلم، فموضوعه عن مخرج يصنع فيلماً. وهو شكل معروف فى السينما، ولكن الجديد هنا أن الفيلم تم، بينما الفيلم داخل الفيلم لا يتم. كل شىء فى الفيلم لا يتم. كل شىء معلق بين السماء والأرض، وبما فى ذلك الحب والثورة. هذا أجمل فيلم أنتج عن وسط القاهرة. إنه وثيقة وقصيدة شعر سينمائية فى آن واحد عن قلب القاهرة الخديوية. إنه مرثية للمدينة التى ضاعت: القاهرة والإسكندرية، وبيروت وبغداد أيضاً. إنه أول فيلم يربط بين مصائر المدن العربية. وما هذه الكلمات إلا تحية إلى تامر السعيد، ورشا سلطى التى اشتركت معه فى كتابة السيناريو، وخالد عبدالله الذى مثل دور المخرج، وباسم فياض الذى صوره واشترك فى تمثيله مع حنان يوسف وليلى سامى وحيدر حلو وصناع الفيلم أمام وخلف الكاميرا. وموعدنا مع التحليل المفصل عندما يعرض فى مصر، ويشاهده القراء من جمهور السينما.

رسائل من حرب

شهدت مسابقة الأفلام الطويلة عرض الفيلم البرتغالى «رسائل من حرب» إخراج إيفو م. فيريرا، الذى يعتبر من الأعمال الفنية المميزة التى تستحق الفوز بإحدى جوائز المهرجان.

هذا هو الفيلم الروائى الطويل الثالث لمخرجه الذى ولد فى لشبونة عام ١٩٧٥ ودرس فيها وفى لندن وبودابست، وأخرج عشرة أفلام تسجيلية وقصيرة منذ عام ١٩٩٧، ومنها عدة أفلام أنثروبولوجية صورت فى أنجولا.

كتب فيريرا سيناريو الفيلم مع إدجار ميدينا، وصوره بالأبيض والأسود جوا ريبيرو، وقام بالمونتاج ساندرو أجيولار، وبمكساج الصوت تياجو ماتوس، واستطاع كل منهم أن يثبت براعته فى فنه بحيث جاء الفيلم قصيدة من الشعر السينمائى، وذلك رغم أن أحداثه تدور عام ١٩٧١ فى أنجولا أثناء حرب الاستقلال ضد الاحتلال البرتغالى، والتى استمرت من عام ١٩٦١ إلى عام ١٩٧٤، ولكنه يتجاوز موضوعه إلى آفاق إنسانية رحبة وتأملات فكرية خصبة.

السيناريو عن كتاب صدر عام ٢٠٠٥ يتضمن الرسائل المتبادلة بين الكاتب البرتغالى الكبير أنطونيو لبو أنتيونيس وزوجته عندما كان يخدم فى الجيش البرتغالى كطبيب، وكان عليه أن يذهب إلى أنجولا وهو فى الثامنة والعشرين من عمره من عام ١٩٧١ إلى عام ١٩٧٣.

لا نرى فى الفيلم المعارك بين الطرفين، وإنما أهوال الحرب كما تتجلى فى لقطات مستشفى الميدان الذى يعمل فيه الطبيب أنطونيو (ميجيل نونيس)، وفى أصوات الألغام التى تنفجر فى شوارع القرى التى يعيش فيها أهل البلد. ولا يوجد تحليل سياسى للموقف أثناء الحرب، وإنما إدانة كاملة ومطلقة للاحتلال الذى يبدو عبثياً، فماذا تفعل البرتغال فى أنجولا. وفى إحدى الرسائل يقول أنطونيو لزوجته «الآن فهمت جيفارا»، ويعبر عن حبه وتعاطفه مع الأنجوليين ورفضه للنظرة العنصرية إليهم، واعتبار نسائهم خادمات وعاهرات.

ولا توجد قصة فى الفيلم، ولا أحداث درامية، وإنما نصوص أدبية على شريط الصوت بصوت أنطونيو وصوت زوجته ماريا- جوزيه (مارجريتا فيلا- نوفا) تعبر عن الحب الجارف الذى يربط الزوجين، فالرسائل تجمع بينهما رغم البعد.

ولا يخرج الفيلم عن الزمن الحاضر إلا فى لقطات قصيرة للزوجة فى لشبونة وهى حامل. وفى هذه اللقطات لا نراها تقرأ الرسائل، وإنما تنظر من النافذة، أو تتحرك فى المنزل مثل الطيف. وربما يبدو أن هناك تناقضاً بين اعتماد الفيلم على نصوص أدبية على شريط الصوت واعتباره قصيدة من الشعر. ولكن السينما الخالصة لا تعنى استبعاد دور الكلمة الأدبية.

وتبدو براعة الإخراج فى تجريد المجسد من أول لقطة للطبيب فى السفينة الحربية التى تقله من البرتغال، وحتى آخر لقطة لشروق الشمس فى أنجولا. ويتحقق التجريد من خلال زوايا التصوير التى تحول الواقع إلى خيال، والتناقضات بين الأبيض والأسود، واستخدام درجاتهما المتعددة على نحو تعبيرى، والاكتفاء بموسيقى اللغة الأدبية، فلا مكان للموسيقى فى واقع الفيلم.

المصري اليوم في

17.02.2016

 
 

«فارايتى» تبرز المشاركة المصرية فى مهرجان برلين

برلين ــ خالد محمود:

وصناع الافلام: مسئولون عن تمثيل أنفسنا.. ونخشى من نظرة الغرب السياسية لأعمالنا

اهتمت مجلة فارايتى الأمريكية المعنية بالأحداث السينمائية بالأعمال المصرية المشاركة فى مهرجان برلين السينمائى الدولى هذا العام، حيث قامت بنشر تقرير مطول عن تلك المشاركة ومخرجى الأعمال تحت عنوان «صناع السينما المصرية» وقد ارتكز التقرير على عدد الأفلام، حيث تشهد هذه الدورة اكبر تواجد مصرى من حيث عدد الأفلام ستة أفلام.

وألمحت المجلة إلى ان المهرجانات هى البداية الحقيقة للنظر فى الأفلام القادمة من بلاد مثل مصر لم يحظ وضعها السياسى باهتمام فى وسائل الإعلام، لتكون فرصة حقيقية لمعرفة أوضاع مجتمعاتها.

وتساءلت «فارايتى» عن المعايير التى يتم على اساسها اختيار هذه الأفلام؟، وهل يعود الاختيار لقيمتها الفنية، أو أنها تصبح وسيلة للمبرمجين لتسليط الضوء على الثقافات المختلفة؟، وبعض صناع الأفلام المصرية والعربية ومن شمال افريقيا تتخذ من المهرجانات وسيلة لعرض انتماءاتهم السياسية؟، والتى ربما تختلف مع سياسة اوطانهم وبخاصة المهرجانات الأوروبية والأمريكية، بغض النظر عن مسألة الانتماء لأوطانهم للتخفيف من عبء المسئولية، ومن المعروف ان بعض المخرجين يسعون بمفردهم لعرض تلك الأعمال بعيدا عن أى مسئولية وطنية.

«فى نهاية المطاف أنا لست مسئولا عما يمثل 300 مليون شخص، وأنا المسئول عن تمثيل نفسى»، هكذا صرح المخرج تامر السعيد، الذى يعرض المهرجان العرض العالمى الأول فيلمه «اخر ايام المدينة»، فى قسم منتدى برلين، واضاف: «بالطبع أنا جزء من مصر، أنا جزء من المنطقة العربية، أنا جزء من هذه الثقافة، ولكن أيضا أنا جزء من العالم، ولدى الحق فى التعبير عن نفسى كجزء من العالم».

إنها المشاعر التى رددها صناع الأفلام المصرية الآخرين فى برلين هذا العام، وأعرب العديد منهم عن القلق من توقعات المبرمجين التى ترى فى موضوعات الأفلام حقل ألغام ربما يجعل توزيعها محدودا.

«بالتأكيد المهرجانات الأوروبية تسعى لإظهار القضايا السياسية فى الوطن عبر الأفلام المصرية»، هكذا قالت هبة أمين، مخرجة فيلم «كما تحلق الطيور»، الذى يعرض فى المنتدى الموسع.

وقالت فارايتى ربما ان العمل امتداد للسرد الذى تقدمه وسائل الإعلام من قضايا، ولكنه يقدم نظرة متناقضة من الخارج، وانه ليس عملا سياسيا بحتا.

ويعود تامر السعيد ليقول: «كل شىء متعلق بالسياسة، ولكنى لا أصنع أفلاما لأن لدى رسالة سياسية، فأنا أصنع أفلاما لأننى أشعر أن هناك أشياء أريد أن أشارك بها، والجانب السياسى يأتى من الداخل، وهذا شىء لا أستطيع السيطرة عليه». ويضيف السعيد عليك ان تنظر فى العمل الخاص بك ومحاولة لمعرفة إلى أى مدى كل ما تفعله يضعك فى خطر، يمكنك أن تصبح مجنونا، وتسأل نفسك، «هل أنا اتخذت هذا القرار لأننى خائف من العواقب، أو لأنه جيد للفيلم»؟

اسلام كمال مخرج فيلم «منتهى الصلاحية» والذى يعرض ايضا فى منتدى المهرجان الموسع اعرب عن مخاوفه تجاه نظرة الغرب لسينما الشرق الأوسط كنظرة قاصرة على السياسة.

وقال: «عندما تمر الجماهير الأوروبية من خلال الكلمات الرئيسية مثل «الشرق الأوسط»، فبالقطع سيعتقدون انهم سيشاهدون فيلما ذا بعد سياسى والواقع اننا فقط نقدم رؤيتنا ولا ينبغى لأحد ان يوجهنا فى تلك الرؤية.

بينما قال المخرج ماجد نادر الذى يقدم فيلم «فتحى لا تعيش هنا بعد الآن» فى المنتدى الموسع: «كل شخص لديه توقعات من جنسية الفيلم، ولكن المشكلة هى تلك التوقعات التى هى فى معظمها تتحدث عن المحتوى أكثر من الأسلوب الفنى أو الجماليات وهذا ما يحمل الأفلام ضغطا كبيرا بالسياسية، وخاصة فى هذه اللحظة فى تاريخنا، وعلى رأس هذه الضغوط التحدى المتمثل فى صناعة أفلام بدولة ربما تكون منخرطة فى حرب.

وقال منتج «منتهى الصلاحية» مارك لطفى: يأمل صناع السينما المصرية ألا يرضخوا للشعور بالهزيمة بسبب عدم وجود التشجيع الإبداعى، فمن المهم لنا ألا نقع ضحايا للإحباط.

«نار فى البحر».. مشاهد مأساوية للفارين من جحيم سوريا وليبيا

برلين ـ خالد محمود:

فيلم إيطالى يحذر العالم من كارثة إنسانية عبر قوارب الموت

قصص متشابكة للاجئين بلغة سرد غير تقليدية

عاما بعد عام، يؤكد مهرجان برلين السينمائى، أنه أصبح منصة مهمة لإطلاق رسائل سينمائية تلفت انتباه العالم إلى قضايا شائكة، وصراعات تنهش فى كيان شعوب باتت فى أمس الحاجة لنظرة مختلفة وحقيقية لها

وقد جاء الفيلم الوثائقى الإيطالى الفرنسى المشترك «نار فى البحر» والذى عرض فى المسابقة الرسمية منافسا بقوة على الدب الذهبى، اسم على مسمى بصورته السينمائية المبهرة بفنياتها، وفى الوقت نفسه مقلقة ومؤرقة لما تتركه بداخلك من آثار موت يومى بعرض البحر لمجموعة من البشر الفارين من لهيب حياة يعيشونها بأفريقيا والعالم العربى، بحثا عن لجوء أمن فى دول أوروبا، ومحطة العبور تكون دائما فى جزيرة سامبدوريا الإيطالية، حيث يرسون عليها

الفيلم الذى يقدمه المخرج جيانفرانكو روسى، يقدم لنا مأساة قصة هؤلاء اللاجئين بلغة سرد غير تقليدى، حيث يسير السيناريو فى عدة خطوط إنسانية تصب كلها فى الهدف الحقيقى، وربما مشاركته فى كتابة السيناريو والحوار، جعلت شخصياته أو أبطاله يعبرون عن أنفسهم بصدق، وهم يجسدون قصصهم.

قدم المخرج الفيلم من خلال صبى يدعى صامويل «١٢ عاما» يعيش بمنزل على جزيرة فى البحر الأبيض المتوسط، مثل كل الأولاد من عمره لا يتمتع دائما بالذهاب إلى المدرسة، ويفضل تسلق الصخور بالشاطئ، واللعب مع صديقه بال بصيد العصافير تلك الجزيرة كانت لسنوات المقصد من الرجال والنساء والأطفال، فى محاولة للعبور من أفريقيا فى القوارب الصغيرة والمكدسة بالبشر.

وقد أطلق على الجزيرة اسم «لامبيدوزا» والتى أصبحت كناية عن هروب مئات الآلاف من اللاجئين والحالمين إلى أوروبا من خلالها مع مصير مجهول ينتظرهم فى رحلة بحثهم عن حياة والسلام والحرية والسعادة، وفى كثير من الأحيان لا يتم سحب جثثهم من الماء، وهكذا، كل يوم تشهد لامبيدوزا أكبر مأساة إنسانية فى عصرنا.

تلك الحياة اليومية تقربنا إلى هذا المكان الذى هو حقيقى بقدر ما هو رمزى، وللعالم العاطفى لبعض سكانها الذين يتعرضون لحالة طوارئ دائمة، عبر إعلان الإذاعة عن العثور على مركب غارق يحتاج للإنقاذ.

قضى روسى عدة أشهر مع الذين يعيشون فى الجزيرة المتوسطية، يترقب معهم وصول مئات المهاجرين أسبوعيا، ثم تناول وضع المهاجرين الخطير من وجهة نظر سكان الجزيرة، بما فى ذلك الصبى صامويل، وأبيه الصياد، وبيترو بارتولو، الطبيب الوحيد فى لامبيدوزا.

وقال روسى، خلال المؤتمر الصحفى، إن الفيلم يمكن أن تقرأه سياسيا، باعتباره شاهدا على مأساة ما يحدث أمام أعيننا، وأعتقد أننا جميعا مسئولين عن هذه المأساة الكبرى ربما بعد المحرقة، وهى واحدة من أكبر المآسى التى شهدها العالم على الإطلاق.

وروى أحد الشهود الحقيقيين وهو بارتولو كيف أن المأساة تقشعر لها الأبدان، حيث كان مقيما فى الجزيرة على مدى ٢٥ عاما الماضية، وقال: «رأيت الكثير منذ عام 1991 عندما سقطت القوارب الأولى، ورأيت بعض الأشياء الجميلة ولكن قبل كل شىء رأيت أشياء مروعة حقا، الكثير من الأطفال القتلى، الكثير من النساء ميتة، العديد من النساء تعرضت للاغتصاب، إنه أمر فظيع حقا أن ننظر إلى هذا، هذه هى الكوابيس التى تطاردنى فى كثير من الأحيان».

وأضاف «تحدثت عن الأمر مع معظم وسائل الاعلام التى تأتى إلى الجزيرة، وفى الفيلم أوصلنا الرسالة من أجل توعية الجميع الذين يمكن أن يفعلوا شيئا أكثر منا».

وقال: «لا أعتقد أن جدارا أو أسلاكا شائكة كافية لوقف هؤلاء الناس النازحين، علينا أن نتصرف بشكل مختلف.. فنحن بحاجة إلى خلق أوضاع إيجابية فى بلدانهم.. لا يوجد شخص واحد فى العالم كله يريد أن يترك وطنه إلا أنهم أجبروا على القيام بذلك».

وقال روسى كانت الفكرة الأولية هى تقديم فيلم قصير عن أزمة المهاجرين فى لامبيدوزا، ولكن بعد وصوله إلى الجزيرة، أدرك أن الفيلم القصير لن يكون كافيا، وكان من المستحيل تقريبا سرد مثل هذا الواقع المعقد فى فيلم قصير».

كان طقس الصورة طوال الفيلم ملىء بالغيوم والضوء الخافت للغاية، وهو العالم الذى لجأ إليه المخرج وهو يقدم لوحته السينمائية، لتبدو أكثر مواءمة للحدث، مستخدما كاميرا صغيرة وخفيفة للقبض على اللحظة الدرامية فى رصده لكيف تهتز الحياة على جزيرة لامبيدوسا الإيطالية من خلال موجات من المهاجرين، واضعا الوحدة والقيم الأوروبية بشدة على المحك، أمام كتلة النار البشرية فى البحر، وجاءت مشاهد رجال البحرية والساحل على الشاطئ، لإنقاذ ما يستطيعون من الناجين عظيمة فى ألمها للمتلقى، وعمليات الإنقاذ فى كثير من الأحيان تأتى مثيرة مع الحياة الهادئة للصيادين وأسرهم الذين يقطنون الجزيرة، وكشف الفيلم الأفضل فى المهرجان حتى الآن من وجهة نظرى، أن معظم الضحايا من الأفارقة والسوريين والليبيين، وقد ترك أسئلة كثيرة بلا إجابة، حيث مات الكثيرون من العطش والإرهاق والبرد.

روسى يلتقط بسلاسة وهو مدير التصوير أيضا جو العالم القديم لامبيدوسا ليس فقط فى صورة الوعرة وشواطئها الصخرية، ولكن من خلال مقتطفات سخية من الإيقاعات الموسيقية لأغنيات مثل «ليتل حمار» و«الحب وسائق العربة»، كنوع من الدراما الإنسانية.

الشروق المصرية في

17.02.2016

 
 

اللاجئون "ضيف خاص" بمهرجان برلين السينمائي

أمير العمري-برلين

فرضت مشكلة اللاجئين إلى أوروبا نفسها على كثير من الأفلام التي عرضت حتى الآن في الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، ومن أبرزها الفيلم الإيطالي "نار في البحر" للمخرج جيانفرانكو روزي، وهو أحد الأفلام الـ18 التي تتنافس في المسابقة الرسمية على جائزة الدب الذهبي.

يصور الفيلم -الذي يمزج بين الأسلوبين الروائي والتسجيلي من خلال تفاصيل غير مسبوقة من قبل في أي فيلم سينمائي- مأساة اللاجئين الأفارقة والسوريين والعراقيين الذين يعبرون البحر المتوسط هربا من الحروب الأهلية والصراعات العرقية والدينية في بلادهم، ويغرق معظمهم في مياه البحر، بينما تتمكن البحرية ودوريات السواحل الإيطالية من إنقاذ أعداد قليلة منهم.

وتدور مشاهد فيلم "نار في البحر" قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أو في الجزيرة نفسها، وتصور المأساة المستمرة التي يتعرض لها اللاجئون، وكيف يتم انتشال بعضهم من عرض البحر، وكيف تتعامل معهم السلطات الإيطالية، والمشاكل التي يواجهونها في حياتهم الجديدة داخل المعسكرات المغلقة التي تضعهم فيها السلطات.

ويتناول الفيلم أيضا حياة الصيادين في الجزيرة، ويركز بوجه خاص على تفتح وعي طفل يدعى صامويل، في علاقته بأسرته وأصدقائه وطموحاته المستقبلية، كما يكشف الكثير من التفاصيل المجهولة عن معاناة اللاجئين من خلال ما يسجله من شهادات مباشرة وعفوية سواء من خلال التداعيات الصوتية أو الأغاني التي ينشدونها.

حنين للوطن

ويتطرق الفيلم المصري "آخر أيام المدينة" -أول أفلام المخرج تامر السعيد- لقضية الهجرة إلى أوروبا من خلال شاب عراقي يعيش في برلين لكنه يلتقي الآن بأصدقائه من لبنان  والعراق  ومصر في القاهرة في إطار ندوة ثقافية ثم يشتبك الجميع معا في حوارات ساخنة تتضمن مقارنات بين حال المدن العربية مثلبغداد ودمشق وبيروت والقاهرة، وبين الحياة في برلين، وشعور كل منهم تجاه بلده.

وبينما يعبر معظمهم عن رغبة في الهجرة، يتمسك شاب عراقي قادم من بغداد بالبقاء في مدينته رغم كل شيء، إلا أننا سنعرف في النهاية أنه فقد حياته في أحد الانفجارات اليومية التي تستهدف المدنيين هناك.

وفي الفيلم التونسي "نحبك هادي" للمخرج محمد بن عطية، نرى شخصية شقيق البطل، وهو مهندس هاجر إلى فرنسا وتزوج من فرنسية واستقر هناك، وهو يعود إلى تونس لحضور حفل زواج شقيقه، ولكن دون أن تأتي معه زوجته الفرنسية وابنته منها، بسبب رفض والدته قبولها وسط الأسرة، وهي مشكلة تسبب الكثير من المعاناة للرجل المتمزق بين ولائه لأسرته وانتمائه للبلد الذي هاجر إليه وأتاح له فرصة العمل الكريم.

قصف ونزوح

وفي فيلم "الطريق إلى إسطنبول" للمخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب نشاهد في مشاهد مكثفة، فرار الكثير من اللاجئين السوريين من بلادهم عبر الحدود التركية، وكيف تتعامل معهم السلطات على الجانب الآخر من الحدود، بينما تحلق المروحيات الحربية فوق رؤوسهم، كما نشاهد قصف ودمار القرى السورية القريبة من الحدود.

ورغم أن الفيلم يصور بحث امرأة بلجيكية عن ابنتها التي ذهبت مع صديقها وعبرت لكي تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية، فإن مشاهد اللاجئين الذين تنضم إليهم السيدة البلجيكية خلال سعيها للوصول إلى طريقة لاختراق الحدود والوصول إلى ابنتها في مدينة الرقة بسوريا، تظل من أكثر مشاهد الفيلم التي تبقى في الذاكرة.

وكان مدير مهرجان برلين ديتر كوسليك وجه الدعوة إلى ألف شخص من اللاجئين السوريين في برلين لحضور عروض المهرجان والمشاركة في المناقشات التي تعقب عرض الأفلام، معلنا تضامن المهرجان معهم، كما يعرض بالمهرجان فيلم سوري بعنوان "منازل بلا أبواب" للمخرج السوري الأرمني الأصل كابريليان صوره في حلب وسط أجواء النزوح الجماعي للفارين من الحرب.

الجزيرة نت في

17.02.2016

 
 

حصاد ثُلثي الطريق: أبرز الأفلام في مسابقة برليناله

برلين ـ أحمد شوقي

أقتربت أفلام مسابقة برليناله من الاكتمال، 13 فيلماً عُرضت من أصل 18 تتنافس على جائزة الدب الذهبي، ويتبقى خمسة أفلام أبرزها فيلم توماس فينتربيرج «البلدية The Commune»، وأغربها الفيلم الفلبيني «تهويدة للغز المحزن A Lullaby to The Sorrowful Mystery» الذي يمتد عرضه لأكثر من ثماني ساعات. فيما يلي ملخص عن أبرز الأفلام التي تم عرضها، مع ملاحظة أن كاتب السطور لم يتمكن من مشاهدة فيلم جيافرانكو روزي «نار في بحر Fire at Sea»، الذي يراه الكثيرون أفضل ما تم عرضه والمرشح الأبرز للدب الذهبي حتى الآن. الأفلام مرتبة حسب توقيت عرضها الأول في المهرجان.

نحبك هادي Hedi (تونس ـ بلجيكا ـ فرنسا)

لا يزال فيلم التونسي محمد بن عطية يحتل المرتبة الثانية (بالتساوي مع فيلمين آخرين) في تقييم مجلة «سكرين» لأفلام المسابقة منذ كان أول فيلم يعرض في المسابقة حتى الآن. قصة حب مفاجئ يدفع شاب للتمرد على حياة تم تخطيطها بالكامل من قبل الآخرين كي يقضيها هو دون نقاش. عمل بسيط العناصر مرتفع القيمة، يطرح فكرة الخروج من رحم السلطة الأبوية ـ والسياسية بالقياس ـ بشكل هادئ ودون صراخ، مع أداء تمثيلي ممتاز من الممثلين الرئيسيين، وعلى رأسهم البطل مجد مستورة والأم صباح بوزويته. قد لا يكون مرشحاً حقيقياً للجوائز، لكن الأهم أنه عمل قادر على التواصل مع قطاع كبير من المشاهدين الشباب خاصة في المنطقة العربية، ممن سيجدون تماساً واضحاً مع ما يخوضه هادي.

المستقبل Things to Come (فرنسا ـ ألمانيا)

من لحظة عرضه وحتى الآن صارت النجمة إيزابيل أوبير مرشحة وحيدة للتتويج بجائزة أحسن ممثلة. فيلم ميا هانسن لوف فرنسي جداً: رحلة نفسية وعاطفية ووجودية تخوضها أستاذة الفلسفة المخضرمة عندما يقرر زوجها أن يتركها فجأة بعد زواج دام عقوداً. هذا سيناريو كُتب لتلعبه ممثلة بحجم أوبير، كل ما فيه يتمحور حول هذه المرأة الإصلاحية التي يبدأ الفيلم برفضها لمظاهرات الطلبة لأنها تعطل مسار الدراسة التي تعتبرها واجباً مقدساً، قبل أن تجد نفسها مضطرة لاتخاذ قرارات جذرية تتعلق بكل شيء في حياتها. سخرية لاذعة من كل التيارات والأفكار تمر بشكل حاذق على مدار الفيلم، ووقائع متتابعة قد لا يجد ما يجمعها بشكل محكم في حبكة، لكنك لا تستطيع أن تخرج من فكاك متابعتها والاستمتاع بها.

24 أسبوعاً 24 Weeks (ألمانيا)

فيلم آن زهرة بيراشد يمكن بسهولة اعتباره فيلماً تلفزيونياً، على مستوى الموضوع والمعالجة والطابع البصري: ميلودراما عن نجمة كوميديا تكتشف أن الطفل الذي تحمله داخلها مصابة بمتلازمة داوني، فتقرر مع حبيبها أن يحتفظا به رغم كل شيء، قبل أن يصدمهما اكتشاف جديد بأنه سيولد مصاباً بعيب خلقي في القلب، لكنه اكتشاف يأتي بعد 24 أسبوعاً من الحمل، وبعد أن يصير الأمر أكبر من مجرد إجهاض، ببساطة بعد أن يتحول إلى قتل جنين حيّ كفيل بتقويض علاقة الحبيبين. لكن رغم مما سبق، تظل كفاءة السيناريو وقدرة المخرجة على نقل مشاعر الشخصيات بإيقاع لا يفلت أبداً، عناصر جعلت الفيلم يمتلك تأثيراً أكبر بكثير من كفاءة عناصره المجردة.

موت في سراييفو Death in Sarajevo (البوسنة ـ فرنسا)

بالنسبة لمراجعات معظم النقاد الغربيين جاء فيلم دانيس تانوفيتش محبطاً، لكن بشكل شخصي أراه عملاً نموذجياً في كيفية صياغة سيناريو متعدد الحبكات لطرح قضية ما، عبر حكايات متباينة الأسلوب والطابع، يبدو بعضها لوهلة غير ذي صلة بالموضوع قبل أن تظهر أهميته لاحقاً. الأحداث تدور خلال عدة ساعات في فندق كبير بالعاصمة البوسنية سراييفو، يستعد لاستقبال قمة الاتحاد الأوروبي، بينما يستعد موظفوه الذين لم يتقاضون رواتبهم منذ شهرين لاستغلال الحدث بالتظاهر أمام الإعلام العالمي. محاولات المدير لحل أزمة العمال، برنامج تلفزيوني يواكب الحدث يتم تصويره فوق سطح الفندق، طاه يحاول إثبات حبه لأهم موظفة في الفندق، ورجل مهم يستعد لخطبة سيلقيها مساءً، أحداث تدور بالتوازي وبإيقاع سريع وخفة ظل واضحة، تنتهي باستنتاج مخيف أن النار في سراييفو لا تزال تحت الرماد، وأن المصالحة الوطنية والتعايش بعد حرب التسعينيات الأهلية، كلها صورة برّاقة لواقع لم يحل مشكلاته بعد.

سينماتوغراف في

17.02.2016

 
 

هادي التونسي يخطف الأنظار ويلقي استحسانا جماهيريا

بقلمد. مصطفي فهمي

برلين بعد حفل افتتاح اتسم بالبساطة مثل كل عام، جاءت فعاليات الدورة السادسة والستين للمهرجان متسمة بالقوة مع أول الأيام وأوسطها. فعلي مستوي الأفلام المعروضة كانت أفلام المسابقة الرسمية بين القوية صاحبة اللغة السينمائية المميزة، والأخرى التقليدية ذات البعيدة عن التميز والأصالة.

ولعل من أفلام النوع الأول التي عرضت، الفيلم الألماني أشياء تأتي للمخرجة ميا هانسين التي تناولت فيه حياة مدرسة فلسفة وعائلتها، وكيف تؤثر الفلسفة علي حياتنا، ومدي تقبل الآخرين المحيطين بنا لها. أما الفيلم الكندي بوريس دون باتريشيا فدارت أحداثه حول المكالمة التي تلقاها بوريس من شخص يطلب مقابلته في الغابة، مما جعل حياته تتغير، ويأخذ مسارات وطرقا جديدة، لتكون الرسالة أن هناك أمورا بسيطة تجعلنا نتجه نحو مناحي أخري في الحياة.

ما لفت الأنظار، ولاقي استحسانا من النقاد، والجمهور علي وجه الخصوص، هو الحضور الجيد والقوي للفيلم التونسي هادي إخراج محمد بن عطية وألقي من خلاله الضوء علي الأسرة العربية من خلال علاقة هادي، وأمه، ولعل هذه العلاقة وتصوير بن عطية لها بشكل احترافي سلس، أوضح من خلاله كل التفاصيل لعلاقة أفراد الأسرة العربية ببعضها، جعل الجمهور يصفق بحرارة بعد انتهاء الفيلم.

ألقي الواقع الاجتماعي أيضا بظلاله علي مسابقة البانوراما التي دائما ما تكون صاحبة أفلام العرض الأول العالمي للأفلام التي يكون مخرجوها دائما من الشباب، وكان من أبرز المشاركات الفيلم الإيراني لانتوري إخراج ريز دور مايشيان، الذي تناول قضية منتشرة في المجتمع الإيراني بشدة وهي انتقام الشباب من الفتيات اللاتي يرفضن الزواج منهم بسكب مادة حمضية علي وجههم مما يسبب لهن تشوهات شديدة، ورغم ما تبذله السلطات المحلية هناك من تشديد العقوبة إلا ان هذا الفعل منتشر وبشدة، ما ركز عليه ريز أيضا هو اتجاه الشباب لامتهان السرقة، والبلطجة نظرا لعدم توفير الحكومة لمصدر دخل ملائم لهم، وإن كانت هذه النقطة التي أراد المخرج التركيز عليها وإبراز عدم اهتمام الحكومة بها، فكان الفيلم مزجا بين الواقعية الشديدة، والإنسانية التي تصل لحد الاندماج مع البطلة لتنشئ حالة من الرومانسية.

لم يختلف كثيرا الفيلم الكوري الجنوبي سيدة البوشيس عن سابقه من حيث الواقعية، والإنسانية، وإن كانت في هذا الفيلم نجدها في نموذج ربما الكثيرون يرفضوه، وهو العاهرة، التي ظهرت في هذا الفيلم صاحبة مبدأ، وتعمل علي إسعاد أصدقائها.

يبدو أن المخرجين خاصة الشباب جاءوا محملين في هذه الدورة بقضايا بلدانهم الاجتماعية، وإبراز تفاصيل مجتمعهم، ولمس القضايا المهمة به. لتكون الدورة السادسة والستين مزيجا بين الواقعية الشديدة، والإنسانية الممزوجة بالرومانسية.

علي الهامش: شهد المهرجان حالة من الإقبال الجماهيري الكبير، وصلت إلي أن الكثير من الأفلام تم حجزها قبل عرضها بيومين، وجعل الكثيرين من الجماهير تقف أمام أماكن حجز التذاكر ربما يود أحد استرجاع قيمة تذكرته فيشتروه منه، وهذا ما كان يحدث كثيرا.

الندوة الخاصة بالنجمة ميريل ستريب رئيس لجنة التحكيم لدورة العام الحالي شهدت إقبالا كبيرا جدا، جعلت التذاكر تباع بسرعة، لم يتمكن الكثيرون من محبيها شراءها.

الأهرام اليومي في

17.02.2016

 
 

شباب السينما المصرية فى منتدى مهرجان برلين السينمائى الدولى

بقلممنى شديد

يعرض فى الثانية عصر اليوم بتوقيت برلين فى قاعة كوبيكس 7 فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج المصرى تامر السعيد فى المنتدى الدولى للسينما الجديدة فى إطار فعاليات الدورة 66 لمهرجان برلين السينمائى الدولى المقامة حاليا ويعتبر هذا العرض الثالث للفيلم فى المهرجان ومن المقرر أن يقام له أيضا عرض رابع فى قاعة زوو بلاست 2 الأحد المقبل

"آخر أيام المدينة" تأليف رشا سلطي وتامر السعيد وإنتاج تامر السعيد وخالد عبدالله، بالاشتراك مع هنا البياتي وميشيل بالاجيه ومارشين مالاشتاك وكات فيليرز وبطولة خالد عبدالله وليلى سامي وحنان يوسف ومريم سعد وعلي صبحي بالإضافة إلى حيدر حلو وباسم حجار من العراق وباسم فياض من لبنان وتتولى توزيعه فى مصر شركة زاوية للتوزيع السينمائي وتصميم مناظر صلاح مرعى وتصوير باسم فياض ومونتاج محمد عبدالجواد وفارتان افاكيان وباربارا بوسويه وتصميم شريط الصوت لفيكتور بريص وتصميم الملابس زينة كيوان

كما يضم قسم "Forum Expanded" أو"المنتدى الموسع" المتفرع من منتدى السينما الجديدة عددا من الأفلام التجريبية لمخرجين مصريين منهم إسلام كمال الذى يشارك بفيلم قصير بعنوان "منتهى الصلاحية"، المقرر عرضه فى المهرجان للمرة الثانية فى الثانية عشرة ظهر اليوم بتوقيت برلين وعرض لأول مرة الأحد الماضى، وتشارك المخرجة هبة أمين بفيلم "كما تحلق الطيور" الذى عرض الأحد والاثنين الماضيين.

ويعرض اليوم أيضا فيلم "الحديقة المعلقة للنوم" للمخرج هيثم الوردانى، بينما يعرض اليوم وغدا فيلم لمايا زياد بعنوان "ذكريات عباد الشمس" ويعرض للمخرج ماجد نادر فيلم "فتحى لا يعيش هنا بعد الآن" مساء الخميس والجمعة فى المنتدى الموسع، كما تشارك الناقدة الشابة رشا حسنى فى "Talent Press" فى ملتقى المواهب الخاص بمهرجان برلين.

ومن جانب آخر حازت ثلاثة أفلام عربية من سوريا ولبنان على جوائز دعم الإنتاج فى برنامج برلينال للمواهب التى تقدمها مؤسسة روبرت بوش شتيفتونج على هامش مهرجان برلين السينمائى الدولى.

وحصل على جائزة دعم الفيلم الروائى القصير مشروع فيلم "تشويش" للمخرجة اللبنانية فيروز سرحال والمنتج شتيفان غيان وحاز مشروع فيلم "حرب ميجيل" للمخرجة اللبنانية إليان راهب والمنتجتين ليسي موسكال ومارغو هايبوك على جائزة دعم الفيلم الوثائقي وفاز مشروع "4 مشاهد من أجل سوريا" للمخرجين وارف أبوقُبع وكِفورك مراد والمنتجة إيفا إلمار بـجائزة فيلم التحريك.

وضمت لجنة تحكيم مسابقة برلينال للمواهب المنتجة المصرية ماريان خوري مدير شركة أفلام مصر العالمية وجورج ديفيد مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ويوهانس إيبرت السكرتير العام بـمعهد غوته والأديبة والصحفية دوريس هيب مدير تحرير شركة ZDF - Arte والمنتج رومان بول مؤسس شركة Razor Film Production ببرلين وهانيا مروّه مؤسِسة ومديرة جمعية متروبوليس السينمائية ببيروت وفلوريان ويغون مدير البرامج فى برلينال للمواهب.

الأهرام المسائي في

17.02.2016

 
 

مشروع فيلم «حرب ميغيل» للمخرجة اللبنانية إليان راهب يفوز بمنحة «روبرت بوش» ضمن فعاليات مهرجان برلين

برلين – «القدس العربي»:

كشفت مؤسسة «روبرت بوش شتيفتونغ» عن المشروعات السينمائية الفائزة بالجوائز التي تمنحها المؤسسة ضمن فعاليات برلينال للمواهب المقام ضمن الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائي الدولي. حيث فاز بجائزة الفيلم الوثائقي مشروع فيلم «حرب ميغيل» للمخرجة اللبنانية إليان راهب والمنتجتين ليسي موسكال ومارغو هايبوك، وفاز بجائزة الفيلم الروائي القصير مشروع «تشويش» للمخرجة اللبنانية فيروز سرحال والمنتج شتيفان غيان، بينما فاز مشروع «4 مشاهد من أجل سوريا» للمخرجين وارف أبوقُبع وكِفورك مراد والمنتجة إيفا إلمار بجائزة فيلم التحريك. 

وتكونت لجنة التحكيم الدولية للمسابقة من جورج ديفيد مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، يوهانس إيبرت السكرتير العام بمعهد «غوته»، الأديبة والصحافية دوريس هيب، والمنتج رومان بول، وهانيا مروّه مؤسِسة ومديرة جمعية «متروبوليس السينمائية» في بيروت، المخرجة ماريان خوري مدير شركة «أفلام مصر العالمية»، وفلوريان ويغون مدير البرامج في برلينال للمواهب. 

وقبل فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي، اجتمع أعضاء لجنة تحكيم الجائزة لمدة يومين في مكتب ممثلي «روبرت بوش شتيفتونغ» للاطلاع على المشاريع التي يتعاون في صناعتها منتجون ومخرجون من ألمانيا ودول العالم العربي، حيث عرض كل فريق فكرة مشروعه على اللجنة، وقد تم تحضير الفرق المرشحة لهذا العرض بواسطة خبراء ضمن منتدى المرشحين الذي عُقد في شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر / كانون الأول الماضيين. 

وقد بدأت النسخة الأولى من جوائز مؤسسة «روبرت بوش شتيفتونغ» في عام 2013، وهي تستهدف في المقام الأول الإنتاج الدولي المشترك بين ألمانيا وصناع الأفلام العرب، وتركز في اختيارها للمشروع الفائز بالجائزة على التبادل الثقافي، ويبدأ الاشتراك في المسابقة سنوياً في شهر مايو/ أيار وينتهي في يوليو/ تموز، ويمكن الاستفادة من قيمة الجائزة في تمويل الفيلم بالكامل.

القدس العربي اللندنية في

17.02.2016

 
 

Hail Ceasar: "المخرج ذو الرأسين" يشاغبان من جديد

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

سواء أحببناهما ام لم نستسغ افلامهما، يظل الاخوان كوين أو "المخرج ذو الرأسين" كما يلقبان، مشاغبي السينما المبدعين اللذين نجحا طوال مسيرتهما السينمائية في الحفاظ على استقلاليتهما من تجارية هوليوود وتفاهتها احيانا كثيرة. ولا يمكننا ابدا ان ننكر انهما قدما افلامهما باسلوب مميّز ومختلف، ورؤية خاصة وساخرة لا تخلو من التسلية والاستمتاع والسوريالية والنقد اللاذع. لا يمكننا ابدا ان ننسى انهما لطالما لعبا بالسينما على مزاجهما، متنقلين بسهولة ورشاقة بين افلام الجريمة والعصابات و"الوسترن" وافلام الطريق. بين افلام سوداء مثل Fargo وNo Country For Old Men و Blood Simpleواخرى كوميدية وساخرة وسوريالية مثل The Hudsucker Proxy وThe Big Lebowski وArt Thou? O Brother, Where، وفي الحالين قدما افلاما متفاوتة الاهمية، بعضها يعتبر علامة فارقة في تاريخ السينما مثل Barton Fink الفائز بسعفة افضل فيلم وافضل اخراج وافضل ممثل في مهرجان كانّ عام 1991، وبعضها الاخر يظل افضل بكثير من كثير من انتاجات هوليوود رغم انه ليس في مستوى ابداعاتهما السابقة، مثل احدث انتاجاتهما Hail Ceasar.

يحملنا هذا الفيلم الى لوس انجلس في حقبة الخمسينات، التي تمتلئ بنجوم السينما الفاشلين في التمثيل وبالشيوعيين. مع الاخوين كوين المشاغبين، ندخل كواليس ستوديوات التصوير الضخمة في هوليوود برفقة إدي مانيكس (جوش برولين) احد اكبر الفاعلين في ستوديو كابيتول، وحلال مشكلات النجوم وكاتم اسرارهم، والمايسترو الذي يدير اللعبة بين مختلف بلاتوهات التصوير والممثلين والصحافيين. خلال يوم كامل، نتنقل معه من موقع تصوير فيلم "وسترن" الى بلاتو فيلم موسيقي قبل ان نخوض معه معارك يوليوس قيصر مع جورج كلوني الذي يعشق السخرية من صورته في افلام الاخوين كوين (مثل O Brother). وهل هناك افضل من ادائه دور النجم الغبي والمبالغ في ادائه باريد وايتلوك الذي يؤدي شخصية القيصر في احد الافلام؟ خلال 24 ساعة مانيكس يكون مضطرا لاقناع مجموعة رجال دين حول سيناريو مقتبس من التوراة، وايجاد والد لجنين نجمة احد افلام الميوزيكال (سكارليت جوهانسن)، وفرض نجم وسترن لا يحسن حفظ جملة واحدة على مخرج فيلم درامي. والاهم من هذا كله عليه ان يخفي عن الصحافة (تيلدا سوينتون) اختفاء نجمه القيصر الذي خطف على يد مجموعة من الاشتراكيين قبل انتهاء التصوير.

مع مجموعة من اكبر واهم نجوم هوليوود المستقتلين للعمل مع "المخرج ذو الرأسين" مثل جورج كلوني وسكارليت جوهانسن وجوش برولين وشانينغ تاتوم وفرنسيس ماكدرماند ورالف فينس وتيلدا سوينتون وجونا هيل ودولف لندغرين، نتابع مغامرة كوميدية لاذعة وحافلة بالفنتازيا على طريقة الاخوين كوين. مغامرة تخلو من المؤثرات الخاصة ومصورة لحسن حظنا بكاميرا 35 ملم التي اصبحت شبه نادرة مع هيمنة الديجيتال، مما وفّر للفيلم مناخا تصويريا ملائما لحقبة الخمسينات التي تدور خلالها قصة الفيلم.

صحيح ان الحبكات متعددة وقد تبدو للوهلة الاولى غير مترابطة ومتفاوتة الايقاع وعاملاَ مساعداً على ضياع المشاهدين، لكن ما يجمعها هو هذا العشق والتكريم لعالم السينما في سنوات مجدها، يوم كانت تنتج الافلام التاريخية والموسيقية الضخمة. تكريم السينما مجسد هنا بطريقة الاخوين كوين الساخرة والناقدة، من خلال الاضاءة على دور الستوديوات في حقبة الخمسينات وتحكمها بمصير النجوم وبكل كبيرة وصغيرة في حياتهم. نجوم اليوم يؤدون دور نجوم الأمس ويهزؤون من صورتهم بشكل ممتع. من خلال ادائهم لشخصيات قوية ونافرة ومتفجرة بالجنون، نسترسل باستمتاع مع مجموعة حبكات مصورة بشكل جميل وملوّن، تمتلئ بمحطات مضحكة وذكية (مثل مشهد اجتماع مسؤولي الطوائف الروحية) وتحاكي بسخرية فكاهية لقطات تصوير بعض مشاهد الافلام (مثل مشهد المخرج رالف فينس محاولا ادارة ممثل وسترن واكشن).

النهار اللبنانية في

17.02.2016

17.02.2016

 
 

تذاكر برليناله 66 تتعدى 250000

اسامة بيومى - التلغراف – برلين :

بعد افتتاحية هائلة حضرها الكثير من النجوم العالميين والاعلاميين والنقاد وحشود الجماهير من محبى الفن السابع تواصل اقبالها  الذى يثبت النجاح الكبير لهذه الدورة كما صرح مدير المهرجان ديتر كوسليك ويتجه ايضا سوق الفيلم الاروبى هذه المنصة العملاقة للفيلم لنجاح كبير بزوارها ومشاركيها كما حظى سوق الانتاج المشترك بمشاريع كبيرة وجهات اتصال

ل 1200 جهة وقد تم  منح 3 جوائز نقدية كبيرة لثلاث مشاريع مختارة  .

وتقدم جوائز المهرجان 20 من فبراير بعد مشاهدة لجنة التحكيم لجميع افلام المسابقة الرسمية .

التلغراف المصرية في

17.02.2016

 
 

«فارايتي» تمنح جائزة أفضل صانع أفلام عربي للمخرج الإماراتي ماجد الأنصاري

برلين – «القدس العربي»:

ضمن شراكتها مع «مركز السينما العربية» في فعاليات الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائي الدولي (من 11 إلى 21 فبراير – شباط)، أعلنت مجلة «فارايتي» عن منح جائزة أفضل صانع أفلام عربي في 2015 للمخرج الإماراتي ماجد الأنصاري عن فيلمه الروائي الطويل الأول «زنزانة».

وعقب فوزه بالجائزة قال الأنصاري «يشرفني حقاً حصولي على جائزة فارايتي لمخرج العام، وأريد بشكل خاص أن أوجه شكري لشركة إميج نيشن التي كانت داعمة خلال الإنتاج، أتمنى أن تساعد هذه الجائزة في جذب الاهتمام إلى صناعة السينما في دولة الإمارات، وأن تمهد الطريق لطرق حكي جادة وغير متوقعة».

وقد ساهم المخرج الشاب في صناعة عدد من الأعمال السينمائية العربية من بينها فيلم «ظل البحر» للمخرج نواف الجناحي، وفيلم «من ألف إلى باء» للمخرج علي مصطفى، وقد استطاع من خلال فيلمه القصير الدخيل الفوز بـجائزة السعفة الذهبية في «مهرجان المكسيك السينمائي الدولي»، كما عُرض في عدد من المهرجانات والفعاليات السينمائية الهامة، ويعتبر «زنزانة» هو فيلمه الروائي الطويل الأول.

الفيلم من بطولة صالح بكري، علي سليمان وعهد كامل، ويحكي الفيلم قصة طلال الذي ينتظر معرفة مصيره.

القدس العربي اللندنية في

17.02.2016

 
 

المخرج «سبايك لي»: الضجة بشأن التنوع أدت للتغيير في جوائز الأوسكار

الفيلم الكوميدي السعودي «بَرَكة» يحقق هدفه ويضحك الجميع في برلين

برلين: محمد رُضا

أثار الصحافيون من جديد، خلال المؤتمر الذي انعقد للمخرج سبايك لي في دورة مهرجان برلين الحالية الممتدة حتى يوم الأحد المقبل، الضجة التي دارت حول ترشيحات الأوسكار التي وجدها البعض عنصرية.

المناسبة كانت عرض فيلم سبايك لي الجديد «شي - راك»، الذي يتناول مشكلة حادّة وربما أكثر حدّة من العنصرية القائمة بين متطرفي الشعب الأميركي، وهي مشكلة قيام العصابات السوداء بالتناحر وقتل كل منها للآخر. والإحصاءات الأميركية تقول إن مقتل الأفرو-أميركيين على أيدي أفرو-أميركيين آخرين يبلغ أضعاف عدد قيام البيض بقتل السود عموما. فيلم سبايك لي ينجز جديدا على أكثر من صعيد بما في ذلك إلقاء ضوء مركّز على بؤرة اجتماعية تنضح بالمساوئ اجتماعيا وأخلاقيا، وبحاجة لأن يتم وضعها على الطريق الصحيح لكي تعود اللُحمة إلى ما كانت عليه ذات يوم.

ومن يقدر على ذلك أكثر من المرأة؟ كما فعلت «ليسيستراتا»، بطلة المسرحية الإغريقية لكاتبها أرسطوفانيس عندما دعت نساء اليونان للامتناع عن الاستجابة لمطالب أزواجهن العاطفية والجنسية احتجاجا على حروب بيلوبونسيان (الحرب الإغريقية - الإسبارطية التي امتدت 31 سنة من عام 404 قبل الميلاد). يقوم اقتباس سبايك لي «شي - راك» على إضراب النساء عن معاشرة رجالهن إلى أن تتوقف الحروب العصاباتية بينهم ويتم السلام. تكبر الدائرة فإذا بالأزمة تصل إلى البيت الأبيض وأركان السلطة الرسمية، فتتدخل لتسوية الوضع والضغط على النساء للعودة عن قرارهن، لكنهن يلتزمن بالإضراب حتى النهاية.

في المؤتمر الصحافي الذي عقد إثر الفيلم وجه سبايك لي كلامه في بادئ الأمر إلى الصحافيين متحدثا عن الوضع الأميركي الراهن: «لا بد حين النظر إلى ما يحدث في أميركا مع دخول دونالد ترامب مسرح الانتخابات الرئاسية من طرح السؤال عما يحدث في الواقع».

وتأكيدا على انتشار العنف المسلّح في أميركا اليوم وعلى منحى الفيلم في التصدّي له ذكر أن هناك «53 جريمة قتل وقعت في مدينة شيكاغو وحدها خلال الشهر الماضي فقط. وأضاف «هناك 99 أميركيا يقتلون كل يوم ثلثاهم في حوادث انتحار والباقي جرائم قتل عنيفة».

وهذا الحديث قاد إلى حديث آخر عندما قال ردّا على أحد الأسئلة إن المشكلة «ليست في جوائز الأكاديمية. إنها في الطبقة التي تحرس نفسها عند قمم المؤسسات السينمائية.. هناك على مستوى رؤساء الاستوديوهات والمنتجين المنفّذين والإداريين في السينما والتلفزيون. هؤلاء هم الذين يقررون أي أفلام سيقومون بإنتاجها ومع من. لا يوجد تنوّع (عرقي) هناك، وهذا ما يترك تأثيره على الإنتاجات وهي ما على أعضاء الأكاديمية التصويت عليها».

برلين وأفغانستان

بينما كان «شي - راك» (العنوان مكون من كلمتي «شيكاغو» و«عراق» بما يُقصد به الحديث عن أن شيكاغو باتت أرض حرب) يثير – باستحقاق - إعجاب الإعلام الأوروبي المشارك، ويرى فيه، عن صواب، عودة الروح إلى أفلام المخرج سبايك لي بعد سنوات من الغزل بعيدا عن أفلامه السابقة ذات المضامين الاجتماعية. كانت أفلام المسابقة تحاول أن تشرئب بأعناقها كل يحاول البقاء حيّا حتى وقت التصويت الذي تقوم به لجنة تحكيم ترأسها ميريل ستريب.

لا ريب أن بعض الأفلام كانت جديدة الوقع على الممثلة الأميركية التي لم تمثل فيلما غير ناطق بالإنجليزية في حياتها، ولا شاهدت فيلما يمتد لثماني ساعات وبالأبيض والأسود من قبل. ربما تساءلت عن السبب الذي يحدو بالمهرجان لزرع فيلم بهذا الطول وسط الأعمال الأخرى التي، من حسن الحظ، بقيت ضمن المدّة المنطقية.

والحق معها في هذا التساؤل. فيلم «تهويدة للأحجية المؤسفة» Lullaby to the Sorrowful Mystery فيلم فلبيني حديث اسمه لاف داياز تقع أحداثه في القرن التاسع عشر أيام الاحتلال الإسباني والثورة التي قادها الفلبينيون ضده. لكن هذا ليس كل ما يقصد الفيلم توفيره بل يسعى، حسب ما يقوله المخرج، للبحث عن «دور الفرد في صنع التاريخ». نتمنّى الحظ السعيد لهذا البحث لأن تخصيص 8 ساعات منه في فيلم واحد قد يقضي على ما تبقى من حماس المشاهدين صوب باقي الأفلام المعروضة.

في المسابقة أيضا، تم عرض فيلم ألماني - فرنسي مشترك عنوانه «أنا نيرو» للمخرج الإيراني المهاجر رافي (أو رافع) بيتس، وهو الأول له منذ 2011 عندما أخرج «60 ثانية من الوحدة في العام صفر».

مقسّم عمليا إلى ثلاثة أقسام. الأول عن الشاب اللاتيني نيرو الذي تحقق معه شرطة الحدود الأميركية بعدما تم القبض عليها متسللا. هو يدّعي أنه أميركي لكن بغياب أوراق ثبوتية (لا يملكها) فإن الشرطة تعيده من حيث جاء لكنه يكرر التسلل. ينقله أميركي بسيارته إلى حدود مدينة لوس أنجليس حيث يبدأ القسم الثاني عندما يلتقطه رجال البوليس وهو يقصد بيت أخيه في منطقة «بيفرلي هيلز».

بيت أخيه ليس بيتا عاديا بل أشبه بقصر لأحد كبار الأثرياء. يفرح نيرو بمستوى الحياة لكنه يترك القصر ومن فيه بعدما أدرك أن أخاه لم ينجز الحلم الأميركي المادي إلا عبر صفقات مشبوهة. القسم الثالث يبدأ في أفغانستان. هو الآن جندي أميركي بهدف الحصول على الجنسية حين تنتهي خدمته. يتعرّض وثلة من الجنود لهجوم طالباني وينجو وحده لكن الجيش الأميركي يلتقطه على الطريق ويشتبه به. المفاد هو أن لون بشرته سيحول دوما بينه وبين الحياة الأميركية التي ينشد. الطريق وعر بين كل قسم وآخر، وبعض مطارح الفيلم ساذجة وغير مقنعة (تركه قصر أخيه ليس مبررا فعلا) وبما أن النيّـات لا تصنع فيلما جيّدا بمفردها فإن «اسمي نيرو» يبقى مشروعا أكبر من طاقة مخرجه على تناوله ومعالجته. بعض المشاهد متروكة بلا حل، مثل مشهد الرجل الأبيض الذي يبكي أمام الشرطة من دون سبب.

في برلين ذاتها تدور أحداث «وحيدا في برلين» الذي هو شيء من الأمم المتحدة فإنتاجه ألماني – فرنسي - بريطاني ومخرجه سويسري من أصول لاتينية وممثلوه الأساسيون بريطانيون، وباقي فريق العمل جاءوا من ربوع أوروبية مختلفة، بينما تقع الأحداث في برلين مطلع الأربعينات حول رجل وزوجته فوق الأربعين من العمر خسرا ولدهما الوحيد في الحرب الدائرة فطفق الأب (برندون غليسون) يكتب بطاقات تندد بالحرب وبهتلر والنازية يوزّعها بنفسه عبر وضعها عند أعتاب أبواب المساكن والمكاتب في برلين. زوجته (إيما تومسون) تساعده ولو أنها قلقة من اقتفاء الغاستابو والبوليس النازي واكتشاف أنهما من يقوم بتوزيع هذه البطاقات (وهو ما يحدث لاحقا بالفعل).

بركة سعودية

الفيلم مقتبس عن رواية لهانز فالادا تم وضعها بعد انتهاء الحرب وشهدت رواجا في الخمسينات ثم ماتت في الستينات، وإلى أن تم التنقيب عنها قبل سنوات قريبة. هذا لا يشكل أي أهمية تذكر على ما الذي يقع على الشاشة. الدراما المبثوثة كانت تستحق مخرجا أفضل يمنح العمل عمقا ليس محققا هنا. الشخصيات كارتونية حتى الجيدة منها والإنتاج محدود الميزانية، ولو أن مدير التصوير كريستوف بيوكومب ومصمم الإنتاج جان - فنسنت بوزوز أنجزا أفضل ما يمكن إنجازه في إطار التغلّـب على التفاصيل التاريخية المرئية.

خارج المسابقة، وفي قسم «فورام»، عرض المخرج السعودي محمود الصبّاغ فيلمه الكوميدي «بركة يقابل بركة» وضجّت القاعة الألمانية بالضحك طوال الوقت. وجد المخرج الخيط الصحيح (الذي تطلّب ترجمة ذكية للغة العربية لتوصيل الهدف والنكتة) لتحقيق عمله الروائي الطويل الأول.

إنها حكاية تقع في جدّة اليوم وتدور حول موظف البلدية الشاب بركة (هشام فقيه) الذي يلتقي في أحد الأيام بالمرأة التي يشعر معها بحب الارتباط (فاطمة البنوي). لكنه من طبقة غير ميسورة على عكسها فهي قادمة من عائلة توارثت المال والنجاح وتبنتها عندما كانت طفلة بعدما أخفق الزوجان في الإنجاب. اسمها أيضا بركة ولو أنها كانت تخفي اسمها هذا وتستبدله باسم «بيبي» الذي عرفت فيه. تعمل مع أمها في محل أزياء بينما يمضي بعض الوقت في التحضير لمسرحية «هاملت» التي، كما نرى في مشهد لاحق، سوف تلقى أمام صالة فارغة من الحضور.

مهارة المخرج هي في توفير كوميديا لا تبتعد عن غرض الترفيه لكنها تعلو به إلى الحد الكافي لعدم تغريبه عن واقعه أيضا. في غمار ذلك يرسل سهاما اجتماعية يريد عبرها الإشارة إلى أن التقدّم الاجتماعي لن يتم بمواصلة العمل بكل المتوارث من السلوكيات والعادات الاجتماعية، بل عليه أن يخرج قليلا، وعلى مستوى نوعي، من عقاله وقيوده.

عرض الفيلم، على عكس المسرحية التي فيه، جاء أمام قاعة كاملة العدد، والتصفيق في النهاية كان حارا وتكرر عندما اعتلى المخرج السعودي المنصّة للحديث إلى الجمهور بعض العرض والإجابة عن أسئلته.

الشرق الأوسط في

18.02.2016

 
 

«الطريق إلى إستنبول» ..

لماذا ينضم شباب من أوروبا إلى «داعش»!

رسالة مهرجان «برلين» - سمير فريد

عرض فى «بانوراما» مهرجان برلين ٢٠١٦ الفيلم الفرنسى «الطريق إلى إستنبول»، إخراج رشيد بوشارب الجزائرى الأصل الذى ولد فى باريس عام ١٩٥٣، ولكنه لم ينس أصله أبداً، وأصبح من كبار مخرجى العالم الذين ينتظر نقاد وصناع السينما أفلامهم الجديدة.

وقد رشحت ثلاثة من أفلام بوشارب الروائية الطويلة العشرة التى أخرجها فى ثلاثة عقود من ١٩٨٥ إلى ٢٠١٥ لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبى، واشترك فى مسابقات مهرجان كان، ومهرجان برلين عدة مرات وفازت أفلامه بعدة جوائز، ولذلك كان من اللافت أن يعرض فيلمه العاشر فى قسم «بانوراما»، وليس فى مسابقة الأفلام الطويلة.

فى هذا الفيلم يعبر الفنان، الذى كتب السيناريو مع أوليفييه لوريللى وزوى جاليرون، والكاتب الروائى الجزائرى ياسمين خضرا (وهو اسم مستعار) عن قضية «شائكة» كما فى أغلب أفلامه، وهى قضية الشباب الأوروبيين الذين يغيرون ديانتهم من المسيحية إلى الإسلام، وينضمون إلى «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» المعروفة باسم «داعش» الحروف الأولى من اسمها بالعربية، والتى تتعمد الإيغال فى الوحشية فتحرق من تعتبرهم أعداء الإسلام وهم أحياء، أو تغرقهم فى الماء، أو تقطع رؤوسهم بالسكاكين، وتنشر هذه الصور فى العالم.

يبدأ الفيلم بمشهد للفتاة البلجيكية إيلودى (بولين بورليت) التى تناهز العشرين من عمرها على «فيس بوك» تعرض شرائط عليها كتابات باللغة الفرنسية بخط يدها تقول فيها: لقد وجدت طريقى عندما اعتنقت الإسلام، لم أعد أدخن، ولا أمارس الجنس، ولا أشرب الخمر. وهى بداية قوية من الناحية الدرامية، وتدخل فى قلب الموضوع مباشرة.

تعيش الطالبة إيلودى مع أمها إليزابيث (أستريد وينتال)، والتى تعمل ممرضة حرة، فى بيت صغير مستقل يطل على بحيرة وبالقرب من غابة كبيرة. وتبدو حياة الأم والابنة مريحة تماماً وتتوفر فيها كل متطلبات الحياة الضرورية بل ودرجة من درجات الرفاهية.

بناء الفيلم (٩٣ دقيقة) من مقدمة وفصلين وخاتمة على نحو كلاسيكى. فى الفصل الأول تختفى إيلودى، وتبلغ الأم الشرطة، ونعرف أن الفتاة سبق أن اختفت لمدة ثلاثة أيام وهى فى الرابعة عشرة، وأن والدها لم يرها منذ كانت فى السادسة، ويعيش فى «غينيا الفرنسية». وتخبر الشرطة الأم بأن ابنتها ذهبت للقتال مع «داعش» فى سوريا عبر تركيا. وفى الفصل الثانى تذهب الأم إلى إستنبول فى تركيا ثم إلى منطقة الحدود مع سوريا، وتحاول عبور الحدود إلى سوريا والوصول إلى محافظة «الرقة» التى تستولى عليها «داعش»، ولكنها تفشل فتعود إلى إستنبول.

وفى الخاتمة تقوم القنصلية البلجيكية فى إستنبول بإبلاغ الأم بأن ابنتها جريحة فى المستشفى، وهناك ترى أنها فقدت إحدى قدميها فى إحدى المعارك، وتطلب منها العودة إلى المنزل لاستكمال علاجها، وبدء حياة جديدة، ولكن إيلودى ترفض، وتقول لأمها إنها تفضل الحياة مع «الإخوة» و«الأخوات».

واللقطة الأخيرة للأم وهى تبكى وحدها فى زاوية من زوايا الدرج فى المستشفى تجعلها محشورة فى زاوية قائمة.

التفسير والتبرير

يؤكد الفيلم أن الفقر ليس سبب انضمام شباب من أوروبا إلى «داعش»، وإنما التفكك الأسرى وحرية المراهقين فى ممارسة الجنس وشرب الخمر وفعل كل ما يريدونه من دون قيود ولا حدود. ولكن من قال إن هذا التفكك الأسرى وذلك المفهوم للحرية فى المجتمعات الأوروبية فقط. وفى معالجة هذه القضية الشائكة هناك خيط رفيع بين التفسير والتبرير لم يتمكن بوشارب من السير عليه.

وعلى خيط رفيع أيضاً الفرق بين حقيقة أن «الدواعش» مسلمون لهم تفسيرهم الخاص للإسلام، والذى يتعارض مع جوهر هذا الدين، وبين اعتبار الإسلام هو «داعش» و«داعش هو الإسلام». أو بعبارة أخرى هل اعتنقت إيلودى الإسلام قبل أن تنضم إلى «داعش»، أم أن «داعش» كان طريقها إلى الإسلام. ثم إن العلاقة بين الأم والابنة وثيقة للغاية، ويعيشان وحدهما، فكيف تفاجأ الأم بأن ابنتها غيرت دينها، وكيف تفاجأ بانضمامها إلى «داعش»، وكيف تواجه الابنة حب أمها الجارف بهذه القسوة الشديدة.

«الطريق إلى إستنبول» يأتى فى وقته من حيث تناوله لقضية جماعات الإسلام السياسى التى تمارس العنف من «بوكو حرام» فى نيجيريا إلى الجماعات المشابهة فى إندونيسيا والفلبين. ولكن معالجة الفيلم تفتقد إلى الإقناع، سواء من الناحية الدرامية أم من الناحية الفكرية. إنه فيلم عن الأمومة أكثر منه عن الابنة التى قررت القتال مع «داعش».

المصري اليوم في

18.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)