كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان برلين ينطلق اليوم في دورته الـ66 بمشاركة 400 فيلم

فيلم الافتتاح للأخوين كووَن

وتدور أحداثه في رحى هوليوود الخمسينات

برلين: محمد رُضا

مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والستون

   
 
 
 
 

يستطيع الواحد منا سريعًا وصف مهرجان «كان» بأنه يشبه منارة عالية، ومهرجان «فنيسيا» يماثل حفلة ساهرة على الشاطئ، لكن كيف يمكن للمرء اختيار كلمة واحدة لوصف مهرجان بحجم برلين؟.

الدورة الـ66 من أكبر المهرجانات وتنطلق في الحادي عشر من هذا الشهر وتستمر حتى الحادي والعشرين منه، وقوامها نحو 400 فيلم يعرضها ليل نهار على مدى أيامه، مستقبلاً ألوف الضيوف والمقيمين من مختلف أنحاء العالم ومشارب العمل السينمائي.

إنه حفل كبير يُقام تحت بصمات إدارية عملاقة يتوخى الاحتفاء الكبير بكل ما هو سينما: ثقافة وفن وتاريخ ومخرجين وممثلين ونقاد. أفلام حديثة وأفلام كلاسيكية قديمة. مسابقات وتظاهرات عدّة تساويه أهمية. أقسام كل منها يمكن له أن يتبلور لمهرجان منفصل. بعضها، مثل قسمي «بانوراما» و«الفورام» يُـشاد بميزانية مهرجان كبير في بعض الدول الأخرى. إداريًا هو مهرجان المحترفين الذين - تبعًا للتقليد الألماني - لا يمكن لهم الإقدام على شيء غير متكامل.

* حضور أميركي

في زمن تتوسع فيه ظاهرة المهرجانات «نحو 4000 حول العالم»، حيث الكثير منها ليس أكثر من مناسبات وتظاهرات، يحرص مهرجان برلين على إحساس المشتركين فيه بأنه مهرجان فعلي وليس فقط «غرافيتي» سينمائي على جدار الزمن. بات من المكرر القول إنه أحد أهم ثلاثة مهرجانات حول العالم. مهرجان كان في الربيع وفينيسيا في الخريف وبرلين في الشتاء. فصول السنة لا تعرف الراحة. كل مهرجان يكشف عن أوراقه مثل نباتات الموسم الخضراء. بعضها يعيش في فصل معين أفضل من بعضها الآخر. وكل مهرجان يكتنز من الأعمال الأولى ما يجعل المعروض في معظم مهرجانات العالم ينتمي إلى ثلاث حالات: إما أفلام كانت عجزت عن الوصول إلى أحد من هذه المهرجانات الثلاثة، وإما أفلام محلية أو إقليمية الصنع لا تستطيع الخروج إلا لمهرجانات صغيرة خارج حدودها، أو أفلام تم جمعها من المهرجانات الكبرى لتشكل النسبة الكبيرة تعرضه المهرجانات الأصغر.

مسابقة الدورة الجديدة تضم 23 فيلما، أكثر مما ضمّت مسابقتي «كان» و«فنيسيا»، كل على حدة. وأفلامها انتخبت بعناية من يريد التأكيد على أن حال السينما، فنًا وصناعة، ما زال بخير وبل ربما أفضل من المتوقع في ظل كل الظروف التي تشمل العالم على مستويات الصناعة والاقتصاد وتعدد وسائل الإنتاج ومشاهدة الأفلام.

فيلم الافتتاح اختير ليكون «مرحى، قيصر»، آخر إنتاجات الآلة الإبداعية للأخوين إيتان وجووَل كووَن: كوميديا ساخرة (كعادة كوميديات الأخوين) تدور في رحى هوليوود الخمسينات وتتوزع مهام أحداثها على منتج (جوش برولين) وممثل (جورج كلوني) وصحافية سينمائية (سكارلت جوهانسن)، مع شخصيات تدور في فلك نظام الاستوديوهات في تلك الفترة وتناقضاته.

على عكس «جاذبية» الذي افتتح مهرجان فنيسيا قبل عامين وكان من بطولة كلوني أيضًا، فإن هذا الفيلم ليس مشاركًا في المسابقة التي تضم أعمالاً كلها «وورلد برميير» (العرض العالمي الأول).

هناك ثلاثة أفلام أميركية في المسابقة، لكن النسبة الغالبة هي للأفلام الفرنسية إذ يعرض المهرجان خمسة أعمال، هي إما فرنسية بالمطلق أو فرنسية مشتركة مع دول أخرى. فيلم المخرج البوسني دانيش تانوفيتش «موت في سراييفو» وهو مثل فيلم الأخوين كووَن، كوميديا ساخرة لكنه قد يكون أكثر تعاملاً مع مسائل اجتماعية لا يمكن لتانوفيتش، المعروف بجدّيته، التغاضي عنها، فالموضوع يكمن في أن دبلوماسيين أوروبيين سيزورون المدينة وسيحطون الرحال في أفضل فنادقها، لكن ما لا يعرفه هؤلاء أن عمال الفندق وموظفيه قرروا القيام بإضراب في الفترة ذاتها، لأنهم لم يقبضوا رواتبهم منذ شهور.

الأفلام الفرنسية الأخرى هي «سانت أمور» لغوستان كرفرن وبطولة جيرارد ديبارديو، و«أن تكون في السادسة عشر عمرًا» لأندريه تاشينيه، و«أخبار من كوكب المريخ» لدومينيك مول، و«أشياء مقبلة» لمايا هنسن لوف، وهو إنتاج مشترك مع ألمانيا ومن بطولة إليزابث أوبير.

* هجمة عربية

في المسابقة أيضًا ثلاثة أفلام ألمانية (وألمانية مشتركة) ثم فيلم واحد من كل دولة أخرى وهي كندا والبرتغال وتونس والصين وبريطانيا وإيطاليا والفلبين وإيران والدنمارك ونيوزيلندا وبولندا.

الفيلم التونسي «نحبك هادي» للمخرج الشاب محمد بن عطية. إنه الاشتراك التونسي الأول في التاريخ الطويل لمسابقة المهرجان على الأرجح وأحد الاشتراكات العربية القليلة التي اختارتها إدارات المهرجان المتعاقبة لتدخل السباق صوب الدب الذهبي.

لكن هذا، على أهميّته الكبيرة، ليس الفيلم العربي الوحيد ولا حتى من بين حفنة أفلام عربية موزّعة في جوانب المهرجان الألماني كالعادة، هذا العام، عنوة عن أي عام سابق، أكثر من خمسة عشر فيلمًا عربيًا جاءت من دول مختلفة تعرض في أقسام المهرجان المختلفة، من بينها فيلم تونسي آخر عنوانه «ثورتي» لرمزي بن سليمان.

ومن الجزائر هناك فيلم للمخرج المعروف رشيد بوشارب بعنوان «الطريق إلى إسطنبول». بوشارب هو فرنسي الإقامة والعمل ولو أن بعض أفلامه السابقة تم تقديمها باسم الجزائر، وهو حال هذا الفيلم أيضًا.

من المغرب فيلم «جوّع كلبك» لهشام لعسري وهو فيلمه الرابع، ويتناول موضوعًا سياسيا أيضًا (كحال معظم الأفلام العربية المشاركة).

هناك فيلم فلسطيني بعنوان «عودة إنسان» لمهدي فليفل، واحد من الذين احتفت بهم المنابر السينمائية قبل أعوام قليلة عندما قدّم «عالم ليس لنا». وهناك من السعودية فيلم عنوانه «بركة يقابل بركة» لمحمود صباغ، وفيلم واحد من مصر هو «آخر أيام المدينة» لتامر السعيد. إلى كل ذلك مجموعة من الأفلام القصيرة من لبنان ومصر.

هذا الحشد من الأفلام العربية لا يثير الغرابة، إذ إن هناك آلية إنتاج منتشرة حاليًا لم تكن موجودة، بهذا الحجم وهذا الشأن، قبل عشر سنوات. زاد من انتشارها ثلاثة عوامل متوالية ومهمة.

من ناحية هناك الثورات العربية التي اندلعت في تونس ومصر وسوريا وليبيا، وأثمرت، في ثلاث من هذه الدول عن إنتاجات متكاثرة تتعرض للأحداث وما تبعها إلى اليوم. تنضم إلى هذه الأفلام، وعلى نحو تلقائي، تلك التي تتعامل وظروف الحرب في الوقت الذي ما زالت فيه بعض الإنتاجات العربية (كاللبنانية مثلاً) تتعرض لتبعات حروب سابقة.

من ناحية ثانية، هناك عامل المهرجانات العربية التي، سعيًا لكسب وقود جيّد لبرامجها، ساعدت الكثير من السينمائيين العرب، ما أدّى لارتفاع عدد المنتج تلقائيًا.

الناحية الثالثة، هي أن كاميرات الدجيتال تقدّمت كثيرًا خلال السنوات العشر الأخيرة، بحيث لم يعد من السهل تصوير الأفلام باستخدام كاميرات صغيرة وخفيفة، بل تطوّرت تقنيات هذه الكاميرات، بحيث باتت تمنح المخرجين نتائج أفضل، خصوصًا إذا ما كان المصوّر يملك ذوقًا فنيًا جيدًا.

وهناك ناحية رابعة مرتبطة بالنواحي التقنية المذكورة، وهي أن التصوير بالديجيتال أرخص كلفة ما ساعد على إنجاز أفلام أكثر بأوقات أقصر.

* رحلات في الزمن

بالعودة إلى برنامج المسابقة نجد خليطًا من الدول الأخرى المشتركة لجانب تلك المذكورة أعلاه، ليس فقط بالنسبة للدول التي تمثلها، لكن أيضًا بالنسبة لمضامين تلك الأفلام وتنويعاتها الشكلية والأسلوبية.

سيكون من المثير انتظار فيلم ميغويل نونز «رسائل من الحرب» المأخوذ عن رسائل بعث بها طبيب برتغالي وجد نفسه في رحى الحرب الأنغولية خلال عام 1971، بدوره يمضي الفيلم البريطاني «عبقري» إلى زمن أبعد. فيلم مايكل غراندايج يتعامل والعشرينات من خلال حكاية ناشر كتب يكتشف كاتبًا عبقريًا غير معروف ويتبناه.

وينتقل «ماهانا» إلى الستينات ليتحدث عن نزاع بين عائلتين من المزارعين ومالكي الأغنام. هذا الفيلم للمخرج النيوزيلندي لي تاماهوري الذي كان انطلق من بلاده محققًا أعمالاً لافتة في الثمانينات. نزح إلى هوليوود بمساعدة شهرته وحقق أفلامًا لا بأس بمستواها العام لكنها بلا تميّز وسط الكثير من أمثالها (منها «مولهولاند درايف» و«الحافة»، كما فيلم جيمس بوند «مت في يوم آخر»). هذا الفيلم هو أقرب إلى إعلان عودته إلى بلاده بعد سنوات الغربة وعقب خمس سنوات على آخر فيلم حققه.

لا هذه الأفلام ولا سواها كافية لتعني أن الشغل الشاغل للمهرجان هو استعادة الماضي، بل هناك ما يكفي من الأعمال التي تقع أحداثها في عصرنا الحالي. أحدها هو للمخرج رافي بيتس، وهو إيراني مهاجر إلى ألمانيا هربًا من جور النظام منذ عقود، سبق له أن حقق أفلامًا لافتة شارك بها، لكن فيلمه الجديد «سوي نيرو» يختلف في أنه يربط حال بطله المكسيكي وحلمه بالهجرة إلى أميركا ببعض حروب الشرق الأوسط، إذ يجد الفرصة متاحة لحمل هوية أميركية إذا ما تطوّع للقتال في بعض الحروب الدائرة هناك.

وعلى النقيض، سيوفر فيلم توماس فيتزبيرغ الدنماركي «وحدة» نظرة على ما قد يحدث إذا ما قام أحد بتأليف وحدة اجتماعية تشمل مجموعة كبيرة من المعارف والأصدقاء لكي تعيش معًا في بيت كبير ورثه. فيتزبيرغ هو من بين المخرجين الذين يفضلون عرض أفلامهم في رحى المهرجان الألماني ويثبتون، في كل مرّة، صواب القرار.

الشرق الأوسط في

11.02.2016

 
 

«يحيا قيصر» يفتتح مساء غد فعاليات «برلين السينمائي الـ66»

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

تنطلق فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي، مساء غد الخميس 11 فبراير 2016، ويستمر لمدة 10 أيام حتى 21 فبراير في العاصمة الألمانية، حيث يعرض مجموعة من الأفلام الدولية المشاركة في المهرجان طوال فترة استمراره، وقد شارك في دورة هذا العام أكثر من 400 فيلما من 128 دولة.

وعلى العكس من العام الماضي حيث افتتح المهرجان دورته بفيلم الدراما الاسباني Nobody Wants the Night، فقد اختارت إدارة المهرجان فيلم «يحيا القيصر ـ Hail, Caesar» الأمريكي ليكون فيلم الافتتاح لدورة عام 2016، وهو فيلم «درامي – كوميدي – غنائي»، وهو من تأليف وانتاج وإخراج الإخوين كوين، وبطولة كل من جوش برولين وجورج كلوني وألدي إيهرينريتش ورالف فينيس وجونا هيل وسكارليت جوهانسون وفرانسيس ماكدورماند، ويتناول الحديث عن هوليوود في عصرها الذهبي حيث يتحرك كل شيء بحساب. ويلعب كلوني في الفيلم دور ممثل يقدم شخصية القيصر في روما القديمة، وخلال التصوير يتم اختطافه من قبل خلية شيوعية تطلق على نفسها اسم المستقبل، وتطالب بفدية تبلغ 100 ألف دولار. وبعد أن اعتقلت الشرطة هذه الخلية، كان كلونى الذي يؤدى شخصية تدعى بيرد وايت لوك فأنه يعتنق الأفكار الشيوعية.

ويؤكد اختيار مهرجان برلين لفيلم افتتاح هذا العام أن المهرجانات الأوروبية عادت مرة أخرى لهوليوود كي يكون لها الجانب الأكبر من السيطرة على اتجاه المهرجان.

وتشير صحيفة الجارديان البريطانية إلي أن برلين ليس أول مهرجان أوروبي يختار فيلم أمريكي ليكون فيلمه الرئيسي في الافتتاح، فقد قام مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي باختيار فيلم «إيفرست» ليكون فيلم افتتاحه هو الآخر، كما تم اختيار الممثلة الأمريكية الشهيرة ميريل ستريب صاحبة الـ 19 ترشيح لجائزة الأوسكار لتكون رئيسة لجنة تحكيم مهرجان برلين في دورته الـ 66.

ومن المتوقع ان تكون المنافسات قوية خاصة في المسابقة الرئيسية للمهرجان والتى تشهد تنافسا شرسا بين الأفلام لاقتناص الدب الذهبى، والفضى على وجه الخصوص.. فمن ألمانيا يشارك في المسابقة الرسمية فيلم «24 أسبوع» والفيلم الصينى «تيار معاكس» والفيلم الأميريكى «راية تشى» والفيلم الفرنسى البلجيكى «اطباق من كوكب المريخ» والفيلم التونسى البلجيكى الفرنسى «سادى» والفيلم النيوزيلاندى «البطريرك» والفرنسى البلجيكى «قديس الحب» والألمانى الفرنسى المكسيكى «انا نيرو» والفيلم الكندى «بوريس من دونبترشيا» والفيلم الإيرانى «وصول التنيين» والفيلم الإيطالى الفرنسى «نار فى البحر» والفيلم السنغافورى الفلبينى «السر الحزين» والفيلم الدانماركى السويدى الهولندى «كومونة» والفيلم الألمانى الفرنسى «أشياء تأتى» والفيلم الفرنسى البوسنى «الموت فى سراييفو» ومن بولندا والسويد يتنافس أيضا فيلم «حب فى الولايات المتحدة». 

محمد رُضــا رئيس لجنة تحكيم الفبرسكي في «برلين السينمائي»

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

تم تعيين الناقد السينمائي العربي محمد رُضــا «مستشار التحرير السينمائي في مجلة سينماتوغراف»، رئيسا للجنة تحكيم الفبرسكي لأفلام المسابقة الرسمية لمهرجان برلين للدورة 66.

ومحمد رُضــا ناقد سينمائي لبناني ولد في بيروت وحكم في العديد من المهرجانات العربية وألف سلسلة «كتاب السينما»، وقدّم أول برنامج سينمائي تلفزيوني لمحطة أم بي سي. درس السيناريو وساهم في كتابة أول فيلمين روائيين في تاريخ المملكة السعودية من بينها «كيف الحال» الا أنه يزعم أن فكرة الفيلم تم تحريفها وينفي مسؤوليته عن النتائج. مارس النقد السينمائي لأكثر من 30 عاما ويكتب حاليا في جريدة الشرق الأوسط والخليج الإماراتية.

وتقدم «سينماتوغراف» التهنئة للزميل العزيز والساحة النقدية السينمائية في عالمنا العربي. 

قصص مثيرة عن «يحيا قيصر» قبل عرضه الليلة في «برلين السينمائي»

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

يبدأ اليوم الخميس مهرجان برلين السينمائي فعاليته الـ66 بعرض فيلم «يحيا قيصر ـ  Hail, Caesar» حول العصر الذهبي لهوليوود من إخراج الأخوين «جويل وإيثان كوين»، ويعتبر أحدث أفلام الأخوين كوين بعد فيلم «داخل لوين ديفيس»، والذي صدر في 2013، والطريف أن تصوير هذا الفيلم له قصة مثيرة للغاية، حيث بدأ الشقيقان جويل وإيثان كوين العمل على هذا المشروع قبل أكثر من عشر سنوات، تحديدا عام 2004، واضطرا لتأجيله لأسباب خاصة بهما، وبعد عقد كامل أعلنا استئناف المشروع، وعلى غرار جميع أعمالهما السابقة، يتميز هذا الفيلم بحبكة قوية، لا تخلو من عناصر الإثارة والتشويق، مع لمحة كوميديا تم تضفيرها بعناية في نسيج العمل، حيث تدور أحداثه في السنوات الأخيرة من الفترة التي عرفت بحقبة هوليوود الذهبية، والتي تتزامن مع أواخر الخمسينيات. يلعب بطولة الفيلم السمسار «إيدي مانيكس»، يجسد شخصيته النجم جوش برولين، وهي شخصية كانت وظيفتها تسوية الأمور القذرة المتعلقة باستوديهات هوليوود بعيدا عن القانون.

ويتولى مانيكس مهمة البحث عن جورج كلوني، والذي يجسد شخصية ممثل شهير«بيرد وايتلوك»، كان يلعب بطولة فيلم عن الرومان، وتعرض للاختطاف على يد عصابة تطلق على نفسها اسم «المستقبل»، وتطالب بفدية قدرها 100 ألف دولار للإفراج عنه.

وتتشابه هذه الحبكة كثيرا مع فيلم «لبيوفيسكي الكبير» من إخراج الأخوين كوين أيضا. كما تضمن فيلمهما «فارجو» أيضا وقائع اختطاف. وتبدو الكثير من تفاصيل أفلام الأخوين كوين مكررة، كما يعمدان للتعاون مع نجوم بعينهم في أكثر من عمل، مثل جوش برولين، الذي لعب بطولة «لا وطن للعجائز» وكلوني الذي شارك في «فارجو»، «يا أخي أين أنت»، و«قسوة لا تغتفر»، بالإضافة إلى فرانسيس ماكدورماند، التي حازت الأوسكار عن دورها في فارجو.

ويضم فريق العمل أيضا كوكبة من النجوم مثل الشقراء سكارليت يوهانسن، وتشاننج تاتم، تيلدا سوينتنو، رالف فينيس، يوناه هيل وكريستوفر لامبرت.

ويُذكر أن، الأخوين كوين حاصلين سويًا على 4 جوائز أوسكار على مدار تاريخهما سويًا، حيث أنهما يكتبان ويخرجان كل فيلم بالتساوي بينهما.

ويتبقى الانتظار بعد افتتاح «برلين السينمائي» الليلة لنعرف إن كان «يحيا القيصر» سينجح في استكمال مسيرة المخرجين الناجحين، واقناع الجمهور والنقاد والصحفيين، بتأكيد موقعهما المستحق عن جدارة ضمن سينما المؤلف التي تحظى بتقدير كبير هذه الأيام، خاصة مع موسم الجوائز. 

«روبرت بوش شتيفتونغ» تعرض 3 أفلام قصيرة في برلين

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

مع انطلاق فعاليات برلينال للمواهب التي تُقام في إطار الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائي الدولي (من 11 إلى 21 فبراير الجاري)، وقبل ثلاثة أيام على الكشف عن الأفلام الفائزة بجوائزها، تقدم مؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ عروضاً خاصة لثلاثة أفلام قصيرة بالجوائز في مكتب ممثليها ببرلين يوم الخميس 11 فبراير، وهي الفيلم الفلسطيني المرشح لـجائزة أوسكار 2016 أفضل فيلم روائي قصير السلام عليكِ يا مريم للمخرج باسل خليل، والفيلمين الفائزين بجوائز روبرت بوش شتيفتونغ في 2014، حار جاف صيفاً للمخرج شريف البنداري وZeus للمخرج بافل فيسناكوف.

وسوف يكون حضور عروض الأفلام بدعوات خاصة، بحضور صُناع هذه الأفلام وضيوف شرف متمثلين في كارلو تشاتريان المدير الفني لـمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، كريستيان جون مدير قسم الأفلام ونائب المندوب العام في مهرجان كان السينمائي، شيفاني بانديا المدير الإداري لـمهرجان دبي السينمائي الدولي.

ويتبع عروض الأفلام حلقة نقاشية سوف يديرها كونستانتين شرايبر الصحافي بقناة n-tv، بحضور المخرجين باسل خليل وشريف البنداري، مع الكاتب الصحافي أبو بكر الجامعي.

وقد كشفت مؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ عن مشروعات الأفلام المرشحة لجوائزها التي تمنحها لثلاثة مشروعات أفلام في فئات الروائي القصير، التسجيلي والتحريك يتعاون في صناعتها منتجون ومخرجون من ألمانيا ودول العالم العربي، حيث سيتم توزيع الجوائز على المشروعات الفائزة يوم الأحد 14 فبراير في حفل يُقام ضمن فعاليات برلينال للمواهب.

سينماتوغراف في

11.02.2016

 
 

قبل انطلاقه بساعات.. تعرف على تاريخ مهرجان برلين

ياسمين منصور

تنطلق، مساء اليوم الخميس، فعاليات الدورة السادسة والستون لمهرجان برلين السينمائي الدولي، والذي تقام فعالياته بمدينة برلين بألمانيا، وسط حضور عدد كبير من النجوم والمشاهير.

ويذكر أن أولى دورات مهرجان برلين كانت في عام 1951م، ليبدأ بعد ذلك في الاحتفال السنوي لدوراته في الحادي عشر من فبراير منذ عام 1978م، وهو نفس العام الذي فرض نفسه فيه على قائمة أشهر المهرجانات الدولية.

يشارك في المهرجان في كل عام نحو أربعمائة فيلم في مختلف أقسام المهرجان، بينما يتنافس من بينهم نحو عشرون فيلمًا على جائزتي الدب الذهبي والدب الفضي.

كانت جائزة الدب الذهبي هي الأقدم بالمهرجان، ويتم منحها لأفضل فيلم روائي طويل مشارك بالهرجان، لتقرر إدارة المهرجان فيما بعد، وتحديدًا في عام 1956 منحها أيضًا لأفضل فيلم قصير بالمهرجان، وهو نفس العام الذي قررت فيه إدارة المهرجان، وجود ما يسمى بجائزة «الدب الفضي»، والتي تمنح للأفراد وليس للعمل كاملًا.

بالأسماء.. أفلام حازت على جائزة "الدب الذهبى" فى مهرجان برلين

ياسمين منصور

ينتظر المهتمين بالفن والسينما انطلاق فعاليات الدورة السادسة والستون لمهرجان برلين السينمائي الدولى، والتى من المقرر أن تنطلق مساء اليوم بمدينة برلين بألمانيا وتستمر حتى الثاني والعشرون من الشهر الجاري.

وتفتتح الدورة فعالياتها بعرض فيلم "Hail،Caiser" للنجم الأمريكي جورج كلوني والفيلم من إخراج الأخوين كوين، والذى يتناسب مع شعار المهرجان لهذا العام وهو الاهتمام بـ"الهجرة واللاجئين" وتتولى رئاسة لجنة تحكيم المهرجان النجمة الأمريكية ميريل سريب.

الجدير بالذكر أن المهرجان حقق نجاحا ساحقا من خلال الدورات الماضية والتى نجحت فيها أفلام غير أمريكية فى أن تحصد جائزة "الدب الذهبي"..

فحصد الفيلم الإيرانى "Taxi" للمخرج جعفر بناهى جائزة "الدب الذهبي" ضمن فعاليات الدورة الخامسة والستون لمهرجان برلين، وأيضا عرض الفيلم فى حفل ختام المهرجان، حيث يذكر أن المهرجان افتتح فعالياته فى الخامس من فبراير برئاسة المخرج الأمريكي "دارين ارنوفسكى" وبحضور نحو 80 ألف مشاهد، حيث جاء الافتتاح بعرض الفيلم الأسباني الفرنسي البرتغالي "Nobody Wants The Night".

أما الفيلم الصيني "Black Coal،Thin Ice" فقد حصد جائزة "الدب الذهبي" ضمن فعاليات الدورة الرابعة والستون لمهرجان برلين السينمائي الدولي، وأيضا عرض فى حفل ختام المهرجان، حيث يذكر أن المهرجان افتتح فعالياته فى السادس من فبراير برئاسة المخرج والكاتب الأمريكي "جيمى شاموس" وبمشاركة نحو 365 فيلم، حيث جاء الافتتاح بعرض الفيلم الأمريكي "The Grand Budapest Hotel".

صوت الأمة في

11.02.2016

 
 

افتتاح مهرجان "برلين السينمائي" بفيلم لجورج كلوني

رويترز

يصل الممثل الأمريكي جورج كلوني إلى العاصمة الألمانية برلين اليوم، الخميس، فيما يفتتح فيلمه "هيل سيزر" مهرجان برلين السينمائي السنوي الذي سترأس الممثلة الأمريكية ميريل ستريب لجنة التحكيم فيه.

لكن المهرجان يأمل في اجتذاب اللاجئين وعشاق السينما على حد سواء هذا العام.

ويبذل المهرجان - الذي بدأ عام 1951 عندما كانت ألمانيا وأوروبا تتعافيان من الحرب العالمية الثانية التي شردت ملايين الأشخاص - جهودا إضافية للترحيب بأحدث موجة من اللاجئين الذين هربوا من الحرب في سوريا والعراق ومناطق أخرى.

وقال المهرجان في بيان إنه سيتاح للاجئين التجول في كواليس المهرجان بعضهم بصحبة عاملين في منظمات غير حكومية يساعدونهم على التكيف مع الحياة في ألمانيا، كما ستكون هناك شاحنة طعام يعمل فيها لاجئون تقدم طعام البحر المتوسط بمساعدة أحد الطهاة المشهورين.

وقال ديتر كوسليك، مدير المهرجان، إن برنامج المهرجان هذا العام سيركز في جانب منه على تسليط الضوء على الأسباب التي تحول الناس إلى لاجئين، لكن المهرجان لن يغفل هدفه الرئيسي وهو تقديم أفضل الأعمال السينمائية في العالم.

وأضاف كوسليك: "عندما تفقد وطنك الأم فإنك لا تفقده لأنك تريد أن تترك منزلك وحديقتك وورودك وأسرتك.. أنت تريد أن تكون سعيدا وترحل عندما لا تكون سعيدا".

واستقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ على مدى العام المنصرم، وهو أعلى رقم يصل أي بلد أوروبي.

ومن بين الأفلام التي ستنافس في المسابقة الرسمية، يتناول الفيلم الوثائقي "فوكواماري/فاير أت سي" للمخرج جيانفرانكو روسي قصة لاجئين تكدسوا في جزيرة لامبيدوسا بجنوب إيطاليا.

أما في برنامج بانوراما، وهو أحد البرامج الفرعية للمهرجان، فسيعرض فيلم "لا رو دي اسطنبول/ذا رود تو اسطنبول"، وهو فيلم روائي درامي عن أم تحاول أن تنقذ ابنتها من متشددي تنظيم "داعش" في سوريا.

اليوم .. جورج كلوني يفتتح مهرجان برلين السينمائي الدولي بـ"يحيا القيصر"

آلاء عثمان

تنطلق اليوم الخميس الدورة السادسة والستون من مهرجان برلين السينمائى الدولى، ويشارك هذا العام ١٨ فيلما فى المسابقة الرسمية، بينها أفلام من الصين، والولايات المتحدة، وإيران، وفرنسا، وتونس، والدنمارك، وبريطانيا، كما شاركت ألمانيا فى إنتاج بعض من هذه الأفلام.

وتنافس ألمانيا خلال المهرجان بفيلم واحد فقط داخل المسابقة الرسمية بعنوان "٢٤ أسبوع"، بطولة يوليا ينتش، التى تلعب دور عاملة فى ملهى ليلى فى الشهر السادس من حملها، وقد فكرت المرأة وزوجها فى إجراء عملية إجهاض بعد معرفتهما أن الجنين مصاب بخلل خطير فى القلب و"متلازمة داون". 

وشهدت منافذ بيع تذاكر مهرجان برلين إقبالا كبيرا من قبل عشاق السينما والمعنيين بها، حيث أكد ديتر كوسليك، مدير المهرجان، أن أرقام مبيعات بطاقات المهرجان تظهر رغبة كبيرة لرؤية الأفلام فى صالة سينما، لذلك بيعت نصف مليون بطاقة فى إطار مهرجان برلين العام الماضى.

ويفتتح مهرجان برلين دورته هذه السنة، بآخر أفلام الشقيقين كوين "يحيا القيصر" والفيلم للأخوين ديفيد كوين وإيثان كوين، ويجمع كوكبة كبيرة من النجوم والنجمات، منهم النجم جورج كلونى الذى يجسد دور ممثل يقوم بتجسيد شخصية قيصر روما، لكنه ينسى الحوار وهو التعاون الثامن الذى يجمعهما معا.

وتترأس لجنة تحكيم المهرجان النجمة العالمية، ميريل ستريب، وتضم لجنة المسابقة بين أعضائها الممثل الإنجليزى كليف أوين، والمخرجة البولندية مالجورزاتا زموسكا، والمصورة الفرنسية بريجيت لاكومب، والناقد السينمائى الإنجليزى نيك جيمس، والممثل الألمانى لارس إيدينجير.

الفجر الفني المصرية في

11.02.2016

 
 

افتتاح مهرجان «برلين السينمائي» بفيلم لـ«جورج كلوني»

كتب: رويترز |

يصل الممثل الأمريكي جورج كلوني إلى العاصمة الألمانية برلين، اليوم الخميس، فيما يفتتح فيلمه «هيل سيزر»، مهرجان برلين السينمائي السنوي الذي سترأس الممثلة الأمريكية ميريل ستريب لجنة التحكيم فيه.

ويأمل المهرجان يأمل في اجتذاب اللاجئين وعشاق السينما على حد سواء هذا العام. ويبذل المهرجان، الذي بدأ عام 1951 عندما كانت ألمانيا وأوروبا تتعافيان من الحرب العالمية الثانية التي شردت ملايين الأشخاص، جهودا إضافية للترحيب بأحدث موجة من اللاجئين الذين هربوا من الحرب في سوريا والعراق ومناطق أخرى.

وقال المهرجان في بيان إنه سيتاح للاجئين التجول في كواليس المهرجان بعضهم بصحبة عاملين في منظمات غير حكومية يساعدونهم على التكيف مع الحياة في ألمانيا، كما ستكون هناك شاحنة طعام يعمل فيها لاجئون تقدم طعام البحر المتوسط بمساعدة أحد الطهاة المشهورين.

المصري اليوم في

11.02.2016

 
 

بالصور.. مهرجان برلين السينمائى يعمل على استقطاب الجمهور..

استهدف عشاق السينما والمعنيين بها.. يغازل اللاجئين والمهاجرين ويتيح لهم الفرصة لحضور العروض.. وكلونى وستريب اليوم على السجادة الحمراء

كتبت رانيا علوى

يغازل القائمون على مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ66 اللاجئين والمهاجرين حيث يتيح لهم فرصة مشاهدة العروض السينمائية وذلك بحسب موقع artsbeat. ويعرض هذا العام فيلم "Fuocoamare" من تأليف وإخراج الإيطالى جيانفرانكو روسى، وهو فيلم وثائقى عن اللاجئين، كما يعرض فيلم "La route d'Istanbul" رشيد بوشارب وهو فيلم درامى عن الأم التى تحاول إنقاذ ابنتها بعد معاناة فى سوريا. وأعلنت إدارة المهرجان عن طلب متطوعين لاصطحاب بعض اللاجئين للعروض وهو الأمر الذى يعمل بشكل مباشر على تعزيز وتبادل الثقافات. يذكر أنه من المقرر أن تكون أول الحضور اليوم نجمة الأوسكار ميريل ستريب رئيسة لجنة تحكيم المهرجان، كذلك نجم هوليوود جورج كلونى، ومن المقرر أن يعرض بفعاليات مهرجان برلين السينمائى أكثر من 400 عمل، وذلك إلى جانب عدد كبير من الاحتفالات على هامش المهرجان، ويعرض اليوم الخميس فى الافتتاح فيلم "Hail, Caesar" للنجم العالمى جورج كلونى والذى يعد واحدًا من أهم ضيوف المهرجان، وهو العمل الذى تدور أحداثه العمل فى خمسينيات القرن الماضى حول إيدى مانيكس الذى كان يعمل فى استوديوهات هوليوود، ويتطرق العمل إلى كواليس صناعة السينما

اليوم السابع المصرية في

11.02.2016

 
 

بالصور.. نجوم الفيلم التونسى "Hedi" فى مهرجان برلين السينمائى

كتب على الكشوطى

حضر نجوم الفيلم التونسى "Hedi" مهرجان برلين السينمائى، حيث رصدت كاميرا وكالة الأنباء AFP لحظة وصولهم، والتقاطهم عدد من الصور التذكارية. الفيلم من تأليف وإخراج محمد بن عطية، ومن بطولة ماجد ماستورا، وريم بن مسعود، وصباح بوزويتا وأمنية بن غالى وحكيم بيمسودى، والعمل من المفترض أن يعرض فى ألمانيا يوم 16 فبراير الجارى. يذكر أن فعاليات مهرجان برلين السينمائى انطلقت أمس الخميس فى دورته الـ66، والتى تستمر حتى 21 فبراير الجارى، وحرص السوبر ستار جورج كلونى على حضور الحفل كونه أهم ضيوف المهرجان، ويعرض فيلمه "Hail, Caesar! " بالافتتاح، وكان بصحبته زوجته المحامية الحقوقية آمل علم الدين

اليوم السابع  المصرية في

12.02.2016

 
 

«الليالي العربية» لميغيل غوميز: السحر الأسود

زياد الخزاعي (لندن)

«فيلمٌ خارج التقاليد». بهذا، يُمكن اختزال «الليالي العربية» (2015) بأجزائها الـ3 للبرتغالي ميغيل غوميز بعنوان. يستوحيها من «ألف ليلة وليلة». يقول: «لي مع الكتاب علاقة تعود إلى مراهقتي. إنه، لي، «توراة الخيال». لا أقول فيه إن الاستمرار في الحياة يجب أن ينتج من الاستمرار في سرد الحكايات، بل أقترح مجموعة واسعة من القصص». يقول أيضاً: «الخيال يُقيم علاقة بين من يروي القصص ومن يُصغي إليها». لهذا، يستخدم وسائل عديدة للسرد.

ينفتح على راهنٍ برتغالي بأزماته المنسحبة على أنماط العيش والعلاقات والأحلام والتفاصيل اليومية. يخرج على مألوف السرد التقليدي، ليصوغ مشهدية مبعثرة بين الخيالي والواقعي، وبين الأسطوري والآني.

فيلم صادم باشتغالاتٍ سينمائية متماسكة ومؤثّرة.

ليس تفاخره بمدّة عرضه الماراثونية (6 ساعات و22 دقيقة)، وتعدّد وحدات حكاياته، فهذه ظاهرته. ليست إيحاءاته باقتباس كتاب «ألف ليلة وليلة» لإغواء عشّاق مسامراتها، فهذه خدعته. ليست أشرطته الـ3 التي تيّهت نقّادها في ترتيبها، فإنها عنوان مداهنات تصنيفه.

فيلم «الليالي العربية» للبرتغالي ميغيل غوميز (1972) «برج بابل» سينمائي مارد. حَوَت طبقاته مصائر متداخلة ومتصارعة، يرتفع صخب معاركها اليومية وهزائم بشرها ووضاعة متنافسيها إلى سماوات من قهرٍ طبقيّ، وفساد حكومي، ومظالم عوز، ولعنات سرقة جهد، وفتك أعمار؛ فيما يكون قعره مليئاً بأحجار مرصوفة ومهيَّأة لأهل حضيضه، كي يقذفوها احتجاجاً على أوزار مصارف ومؤسّسات مال وشركات استثمار وتدوير ديون، و «حرامية» صناديق تقاعد، ومضاربي يانصيب مالي لا يربحه أحد من المعوزين.

سيرة مَلْحميّة

هذا عملٌ ضخم برؤيته السياسية. تهكميّ وتركيبيّ ولاذع بشتائمه. نصّ لا يشبهه صنو فيلميّ، ولا نظير له، لأنه يؤسّس كرونولوجيا سينمائية خلاّقة لمجتمع بأكمله، يخلط «التاريخي»، الذي يعجز عن الاحتفاظ ببطولاته، بـ «الآنيّ»، الذي يكون مُلكاً لهُواة سياسة، ومهرّجي أحزاب، ومتعصّبي أقاليم.

سيرة ملحمية مصنوعة بكينونة ناقد ومؤلف «نصوص نظرية» عن السينما، التي درسها في «المدرسة العليا للمسرح والسينما» في لشبونة. لذا، فهو معني إلى حدّ كبير في رهانات فيلم مختلف بصنعته وعقليته وقوله وتركيبته. لا يمكن اعتبار ميغيل غوميز من نسل الراحل إيمانويل دي أولفييرا (1908 ـ 2015)، الذي تعمّد غوميز إهداء عمله إلى ذكراه عند عرضه العالمي الأول في خانة «نصف شهر المخرجين»، في الدورة الـ68 (13 ـ 24 أيار 2015) لمهرجان «كان» السينمائيّ الدوليّ. خطوطه المؤسَّسة على كلاسيكيّة مرموقة أقرب إلى الأدب المؤفلم، كـ «الكوميديا الإلهية» (1991) و «وادي إبراهام» (1993)، و «غابو والظل» (2012). هو لا يمتّ بصلة إلى أجواء المعلّم النخبوي بيدرو كوستا (1959)، واشتغالاته الفريدة المسايرة لسينما الإيطالي مايكل أنجلو أنتونيوني (1912 ـ 2007)، ونعواته المتعدّدة للأوروبي الملعون بحداثاته الملتبسة، وعزلاته المدينيّة، وإقصاءاته الاجتماعيّة، ومنافيه الذاتيّة، كما في «دم» (1989) و «رميم» (1997).

يُكرِّس ميغيل غوميز، مع عمله «تابو» (2012)، منهجية تكديس قصصه المرفَقة بعناوين دالّة، يعتمد فيها تفكيكاً مدروساً لأزمنة كوابيسه، وتعداداً معقّداً لأصواتها. عليه، يُقسِّم «تابو» ـ المتحرِّش بـ «حُرمة» صفاء النُّطفة الإمبريالية التي تُدنّسها ابنة فاتح برتغالي شرس، إثر علاقة آثمة بموسيقيّ شابٍ، وهما يرافقان عصابات الأب في أفريقيا، منجبةً منه سفّاحاً قبل موت المستعمرات، إلى مقاطع لتواريخ بائدة، مُسقِطاً إياها على حاضر البطلة العجوز «أرورا» اليوم، المعترفة بآثامها في مجمع تجاريّ باذخ. تجد هذه الأسلوبية روحاً نارية، وجسداً لا يخشى تشظّيه في «لياليه العربية»، ممارساً فيها أعظم قدر من التجريب وهجاناته، ومورداً فيها 16 عنواناً، أطولها مُكوَّنٌ من 15 كلمة، بالإضافة الى عشرات نثرها على طول الـ382 دقيقة، يُرافقه فيها مدير التصوير التايلندي الموهوب سايومبو موكديبروم (1970)، المعروف بإنجازه أفلام مواطنه الذائع الصيت أبيشاتبونغ هوراساثاكول (1970) منذ باكورته «شيء غامض على القمر» (2000)، الذي تُصبح كاميرته، في شريط غوميز، آلة لا تصوّر وحسب، بل تقود مشاهدها نحو عوالم متنافرة بجمالياتها وجغرافيتها وأسطوريتها.

ما يؤلّفه ميغيل غوميز من حكايات ـ مع إصراره على أنها ليست اقتباساً للكتاب العربي و «إن تُحافظ على بنائه»، أيّ على تمسّكه ببطولة الحكواتية الخاصّة به شهرزاد (كريستا ألفايات)، وترتيب مساردها على شاشته ـ هو بناء توليفيّ غير نهائي. إذ يُمكن لمُشاهده أن يُفكِّك المقاطع ويعيد تسلسلها كما يرغب، أو يكثّف بعضها، أو يوسّع بعضها الآخر، الذي يراه أكثر حساسية للنقاش أو الفضح. هذه ديناميكية مستحدثة، تُلغي جداراً رابعاً على طريقة الألماني برتولد بريشت (1898 ـ 1956)، وتقضي على أوهامه.

توثيق ودراما

ذلك أن فيض الحكي والشخصيات والأماكن والمغامرات والنكات والاعترافات، هو (الفيض) توازنات درامية لا ترتبط ببعدٍ نظري أو تأويليّ فارغ أو متكلّف، بقدر انتصارها لوتيرة ممسرحة ومقنَّنة لمحاججات شعبيّة بشأن أسباب خراب البرتغال، إثر انضمامها إلى «المجموعة الأوروبية»، واستهدافه أهلها بغدرٍ اقتصادي وعطالة جماعية، تصفهما شهرزاد بقولها: «علمتُ أيها الملك السعيد أن هناك بلداً حزيناً يحلم فيه الناس بالنساء والحيتان، وتتفشّى فيه البطالة. الخراب في كلّ مكان، والرعيّة جوعى».

يوثّق ميغيل غوميز شهادات مواطنين عاديين وحقيقيين. يجعل أقوالهم وتعليقاتهم وأفعالهم معايير مسيَّسة، مفعمة بروح فُكاهة وتوريات وهجاء مرّ، يعتبرها المخرج بمثابة «مَصفى نحتاجه». هناك سيدة تضع شارة اقتراعها في خانات المرشّحين جميعهم، مبرِّرة ذلك بقولها: «انتخبت الجميع كي لا يزعل أيّ واحد منهم». تقول فتاة ترتدي طلّة الـ «بانك» الفوضوية لزوّارها: «في سوق العمل، أنا نادلة مقهى. بحسب الظروف العادية، أنا عاطلة من العمل». شاب يتدرّب على أداء أغنية تقول: «أنا وحيد. منعزل في غرفتي أفكّر بمستقبلي. بلا عمل، أبحث عن سبيل للرعاية. في الثامنة عشرة. أدخن وأدمن الخمر (...). هذا ليس ما حلمتُ به». في مشهد آخر، يتجادل عجوزٌ معلّق بشباك صيد طيور مع رجل عابر لإنقاذه. يطلب الأخير قيمة «مليون يورو» (جائزة اليانصيب المعروفة) جزاء تخليصه من ورطته. في بداية الشريط الأول مثلاً، يفرّ المخرج ميغيل غوميز، بعد شعوره بورطته في إتمام شريطه. يطارده مساعدوه، قبل أن «يدفنوه» في رمل شاطئ، ويجبروه على قصّ سيناريو العمل، الذي يعتبرونه أملهم المتيسّر لدفع العطالة عنهم. إلى ذلك، هناك «موتيفات» سينمائية ترتبط مغازيها بأيديولوجية الفيلم ودفاعاته عن سورياليات غير مفهومة، توريةً عن غرابات لحظة برتغالية، على شاكلة حوت عملاق يجنح عند شاطئ سياحي، ينفجر لاحقاً بسبب الكَمّ الهائل من شكاوى أحفاد فاسكو دي غاما (1460 أو 1469 ـ 1524) المُعذِّبة لـ «ضميره». قربه، حورية شابة تنازع الحياة من دون مغيث في بلد الأنانيين. 4 صبايا يتشمّسن عاريات تماماً فوق سطوح لشبونة، غير عابئات بمصائب تحدث «تحت»، في شوارعها. عمّال ميناء يضربون ويهاجمون مبانيَ حكومية، فيما آخرون يصفّقون وهم يرحّبون بقوّات مكافحة الشغب. جمهرة كبيرة من العاطلين من العمل وعائلاتهم يشاركون في حفلة غطس في مياه المحيط، تحت سماء مكفهرة، تحمل شعاراً زائفاً ومنافقاً هو «مسبح العظماء»، محتفلين بأعياد الميلاد.

هذه عوالم حداثة برتغالية تهزّها أزمتها المالية، وردود أفعال أناسٍ إزاءها. وكما هي طبقات مجتمع، كانت امبرياليته ذات مجدٍ قبل أن يدوسها الزمن، فإن ما تبقى لدى ميغيل غوميز كامنٌ في خيار واحد: الانتصار لعامة مسحوقة ومهمَّشة، يسلبها أوغاد مال. عليه، فـ «الليالي العربية» لن، ويجب ألاّ تكون فيلماً واحداً. هي حيوات وتواريخ ومصائر وقيم ونوازل عديدة، يتم إعادة تدويرها بأشكال السينما كلّها. فالتدوير يكون تارةً أولى وثائقياً بحتاً، كما حالة الشخصية الحقيقية العجوز سيماو (تشيكو تشاباس)، الذي تطارده الشرطة، بيد أن حلمه «المجيد» هو أن يضاجع أكبر عدد من الغانيات، وعندما يتحقّق له ذلك في برّيته، لا نسمع منه آهات مجونه، لأنه ـ في الواقع ـ طريدة هائمة؛ وتارة ثانية درامياً، كفصل «الرجال منتصبو القضيب» في الفيلم الأول، المعنون بـ «القلِق»، والصارخ بهجائيته لغيلان بنك دولي وسياسيّيه، المقتحمين بلاد ماجلان (1480 ـ 1521) على ظهور الجمال. يهادن هؤلاء النشّالون رئيس الوزراء وفريقه: «نحن هنا لتقديم يد العون»، قبل أن يتحيّنوا فرصة نهب صناديق تقاعد «الشعب الطيب»، والحصول على ضرائبهم كي يدفعوا «جزياتهم» المالية لساحر أفريقي (باسيرو ديالو)، طمعاً في «امتلاك» فحولة جنسية سرمدية، تجعل أحاليلهم قضباناً خرافية لا تنام، وتعوِّضهم بمحنٍ أخرى، يطاردون فيها حِساناً بدلاً من منحوسين.

متواليات

يُحافظ فيلم «المتون الثلاثة» على هذه المتواليات السردية القصيرة. فغاية ميغيل غوميز إبقاؤها وفيّة لكوميديتها السوداء، من دون أن يخشى سحرية شخصياتها. في النصّ الثاني «البائس»، وهو أفضلها حبكة وصنعة، يتحامل ـ في فصلٍ بعنوان «دموع القاضية التي أقرضت صوتها إلى حساب الغابة الساخنة» ـ على غرابات القانون، ضمن مشهدية مستعارة بالكامل من المسخرات الإغريقية وأجوائها، نتابع فيها مرافعة حاسمة من قاضية وسط مسرح مفتوح لسارق أبقار ومستعبد نساء صينيات. من شدّة أساها، إثر سماع محن الأبقار الناطقة والشابات الآسيويات، تشرع سيدة القانون بنحيبٍ نادر، وتنسى إصدار أحكامها. يحتار الجميع: «هل دمعة أغلى من حقّ؟». في زاوية أخرى لرصد البؤس، تُصبح وقائع فصل «صاحبا ديكسي» الأشد وطأة، إذ تسود أجواء حتف مكتوم داخل شقة حكومية بائسة لزوجين عاطلين مع كلبتهما «ديكسي». الإثنان شرهان في التدخين. لا نشاط حياتياً لهما سوى جلب العلب من المقهى المجاور، وعبّ الدخان في سريرهما. ما يعزمان عليه متوقفٌ على مستقبل الحيوان البريء. يسوق القدر لهما حبيبين شابين. تدعوهما الزوجة لويزا (تريزا مادروغا) إلى تناول غداء، يطلب الزوجان منهما بعده أن يُروِّضا الكلبة. في غيابهما، ينتحران. ما يبقى في هذا القبر السكنيّ روح «ديكسي» الباحثة عن رعاتها الأصليين. يمسّ غوميز هنا، وبعتابٍ قاسٍ، عزلة شائعة هي وجه أسود لغربة عيش في «متروبوليس» أوروبي مكتظٍ ومغترب وأناني.

هذه الأخيرة تصبح روح الشريط الثالث المعنون بـ «المسحور»، المتجسّد بشخصيات ختامية عدّة. تكتشف شهرزاد أن خزنة قصصها باتت فارغة. قبل أن ينال سيف شهريار من رقبتها، تهرب من قصره، وتلتقي شباناً فاتنين، تقع في حبّ أحدهم، الذي يكشف لها عن أسرار رجال يعلّمون الطيور الغناء. هؤلاء لا يتواجدون في فراديس سماوية، بل في أحياء برتغالية هامشية. يجتمع رجالها على مباريات غريبة، حيث يجلبون طيورهم المغرِّدة في أقفاص مغطّاة، ويتبارون بدفعها إلى الغناء حتى الموت.

كما يبدأ صاحب «الوجه الذي تستحقه» (2004) و«أغسطس، شهرنا المحبوب» (2008) ثلاثيته هذه ببلدٍ حزين، فإنه يختتمها بمواقع كئيبة، وبشر مهووسين في انتظار أنبياء خاسرين لن يفكّوا طلاسم عولمتهم المتعثرة. تلتقي الحكواتية أباها عند عجلة دوّارة عملاقة، يقف عند قاعدتها ميغيل غوميز مرتدياً زيًّا عربياً، لتخبر بطلة «ألف ليلة وليلة» خالقها، أصل رواياتها الأثيرة: «إنها نابعة من أمنيات الإنسان ومخاوفه». «ما غرضها؟»، يسأل الرجل ذو العمامة العظيمة، فتردّ عليه قائلةً «إنها تساعدنا على البقاء. إنها تربط زمن موتانا مع زمن أحيائنا الآتين».

السفير اللبنانية في

12.02.2016

 
 

المهاجرون في «البرلينالة» والسينما العربية في أوسع مشاركاتها

برلين - قيس قاسم

المهاجرون والسينما العربية عنوانان بارزان في الدورة الـ66 لمهرجان برلين السينمائي، التي افتتحت أمس عروضها في حفل صاخب. وربما تكون الهجرة بسبب الحروب والصراعات الدموية من بين أكثر ثيمات هذه الدورة مدعاة للمعاينة لصلتهما المباشرة بأحداث ما زالت تهز عالمنا اليوم بقوة. وهذا ما نوّه إليه رئيس المهرجان ديتر كوسليك حين كرس جزءاً كبيراً من مقابلاته الصحافية للحديث عن موجات الهجرة ومبادرته بمنح ألف بطاقة مجانية للقادمين الجدد إلى برلين وربط ذلك بسياسة المهرجان، الذي ومنذ نشأته راعى هذا الجانب، «فبرلين كانت على الدوام مقصداً لموجات بشرية ومكاناً تتفاعل فيه ثقافات مختلفة من المنطقي أن تجد انعكاساتها على برامجه وتوجهاته بوصفه الأكثر شعبية بين كل المهرجانات العالمية». ولهذا يسعى «البرليناله» اليوم كما يضيف «إلى جمع نجوم هوليوود والمهاجرين على أرضه ويأمل في منح الوافدين الجدد استراحة قصيرة يخففوا خلالها من أحزانهم وآلامهم والأهم أن يشعروا بأنهم جزء من المدينة ويتفاعلون مع حدث ثقافي مهم يجري بين ظهرانيهم».

العرب بدءاً من فوق

قد يتوافق مع هذا السياق تماماً اختيار الفيلم التونسي «هدي» وعنوانه العربي «نحبك هدي» ليتنافس مع سبعة عشر شريطاً لنيل جوائز «الدب الذهب والفضة» ضمن المسابقة الرسمية. الفيلم عمل روائي أول طويل لمحمد بن عطية وإنتاج درة بوشوشة وتلامس قصته جوانب إنسانية وعاطفية محورها شاب بسيط صموت غير مبال بما يجري حوله، يترك حتى أمر زواجه لوالدته المتسلطة. ولكنه يقع فجأة في حب الفتاة ريم أثناء وصوله إلى مدينة المهدية السياحية في رحلة عمل. فتنقلب حياته رأساً على عقب ويجد نفسه في مواجهة بين ميله إلى الفتاة التي أحبها وبين خديجة التي تريد أمه تزويجه لها.

ومن بين أفلام المسابقة أيضاً فيلم «كومونة» ويلعب فيه الممثل السويدي من أصل لبناني فارس فارس دوراً رئيساً. العمل من إخراج الدنماركي توماس فينتربري صاحب أول أفلام حركة «دوغما 95»؛ «الحفل» ورائعته التالية «الصيد» وسبق له أن دخل المسابقة عام 2010 بفيلمه «سوبمارينو». يعود فينتربيري بـ«كومونة» إلى دنمارك السبعينات وانتشار الأفكار التجديدية خلالها بين أوساط اجتماعية حلمت بعالم خالٍ من الفوارق وسكانه يعيشون سوية في كومونات «طوباوية»!. فيما يحضر المهاجرون إلى القارة الأوروبية من خلال نص وثائقي اقترحه الإيطالي جيانفرانكو روسي بعنوان «نار على البحر» عن جزيرة لامبيدوزا عبر ملاحقته لصبي من سكانها يتجول في طرقاتها ويعاين حالة التغيير التي أحدثتها موجات المهاجرين إليها. ومن المعروف أن هذه الجزيرة حظيت باهتمام صناع الوثائقي خلال السنتين الماضيتين فأنجزوا عنها الكثير من الأفلام من بينها السويدي «عودة إلى لامبيدوزا» لخصوصيات فيها من بينها قربها الشديد من السواحل الأفريقية المقابلة لها ولكرم وحسن تعامل أهلها مع القادمين إليها على رغم شح مواردها.

واللافت ضم المزيد من الأفلام الوثائقية وأكثر من المعتاد إلى المسابقة هذا العام، فهناك «صفر من الأيام» للأميركي أليكس جيبني إلى جانب عناوين أخرى ضمن برنامج «خاص البرليناله» من بينها «أين الغزو التالي؟» لمايكل مور ما يشير إلى بوادر تغير في موقف المهرجات الكبيرة من الوثائقي. وعلى عادته، وتساوقاً مع ثيمة الحرب التي اعتاد المهرجان إدراجها ضمن مسعاه الدائم لقراءة نقدية في التاريخ البشري والألماني بخاصة، يأتي فيلم «وحيداً في برلين» المأخوذ عن قصة حقيقية كتبها روائياً هانز فالادا ثم أعيدت سينمائياً على يد المخرج الفريد فورر عام 1975 بعنوان «كل شخص يموت وحيداً»، وقبل عامين راجعها وثائقياً الفرنسي ميكائيل غوميز بعنوان «وحيدون ضد هتلر» عن الزوجين الألمانيين أوتو وأليزا هامبيل اللذين قررا مقاومة النازية عبر كتابة وتوزيع قصاصات ومعايدات بريدية تهاجم هتلر وسياسته وتدعو إلى الوقوف ضده وقاما بتوزيعها بنفسيهما سراً على البيوت وأغلب شوارع وحارات برلين خلال الحرب العالمية الثانية، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول نوع المعالجة الجديدة التي يقترحها فينست بيريز وما الإضافة المهمة التي تستدعي ضمه إلى المسابقة الرسمية؟. أما البوسني دانيس تانوفيتش صاحب «فصل من حياة جامع خُردَة»، فيعود ثانية إلى المسابقة بفيلم مأخوذ عن مسرحية للنجم الإعلامي الفرنسي المثير للجدل، برنار ـ هنري ليفي عنوانها «موت في سراييفو».

والحال أن تنوع اتجاهات الأفلام المختارة واختلاف مدارسها وكثرتها (23 فيلماً خمسة منها خارج المسابقة و19 في عرضها الدولي الأول) سيُصعّب من دون شك ومثل كل مرة مهمة لجنة التحكيم التي ترأسها هذا العام الممثلة ميريل ستريب.

بوشارب ورفاقه

من بين أبرز الأسماء العربية المشاركة في الدورة الـ66؛ الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب الذي سبق له قبل عامين أن تنافس على جوائز المسابقة بفيلم «رجلان في المدينة» بطولة فورست ويتكر، واليوم تتجه الأنظار إلى فيلمه الجديد «الطريق إلى إسطنبول» المدرج ضمن قسم «بانوراما» لأهمية منجزه السينمائي السابق، مثل؛ «غبار الحياة» (1995) و«بلديون» (2006) و«الخارجون عن القانون» (2010)، وأيضاً لحيوية موضوعه الشديد الصلة بظاهرة «داعش» الإرهابية»، عبر حكاية نقلها للسينما الفرنسيان أوليفييه لوريل وزو غالورون عن رواية للكاتب ياسمينة خضرا، وتدور حول أم بلجيكية تذهب في رحلة شاقة إلى سورية عبر الحدود التركية لاستعادة ابنتها من براثن التنظيم.

وسيكمل في برلين المغربي هشام العسري ثلاثيته بـ»»جوّع كلبك». فيما تتركز غالبية المشاركات العربية في قسمي «فوروم» و«فورم الممتد» المنفتحين على محاولات وتجارب سينمائية تتداخل مع فنون بصرية وتشكيلية أحياناً وتحتفظان لنفسيهما على الدوام بعروض تتفوق في كثير من الأحيان على تلك المعروضة في المسابقة أو في خانات مهمة أخرى. من بين تلك الأفلام التي سيقدمها «الفوروم» للجمهور البرليني «آخر أيام المدينة» للمصري تامر سعيد الذي يبحث فيه تحولات المدن وأرواحها، عبر تجربة أربعة أصدقاء تتوزع إقاماتهم بين القاهرة، بيروت، بغداد وبرلين. وعن ذات الروح، روح المدن يجسد شريط أفو كابرليان «منازل بلا أبواب» التغيرات التي طرأت على حياة عائلة أرمنية كانت تعيش في حي الميدان الواقع على خطوط التماس في مدينة حلب السورية حتى لحظة وصولها إلى بيروت، وكيف أعيدت خلالها صياغة مفهوم الهجرة في ذات المكان الذي كان يوماً ما مأوى للأرمن المبعدين من أراضيهم قسراً قبل عشرات العقود، وبات اليوم يستقبل موجات من النازحين السوريين. صُور الفيلم بكاميرا صغيرة من على شرفة منزل سجلت عدستها من هناك تفاصيل الحياة وانقلاباتها في زمن الحرب السورية المدمرة. هناك أيضاً «المرحلة الرابعة» للّبناني أحمد غصين عن الساحر شيكو في مدينة النبطية، الجوال الغائب في القرى والضيع الصغيرة. و«بركة يقابل بركة» للسعودي محمود صباغ، و«مخدومين» الذي يعالج فيه ماهر أبي سمرا ظاهرة العمالة الأجنبية في لبنان وما يتعرض له الخدم من أذى وسوء معاملة. في حين يكتظ «الفوروم الممتد» بأفلام عربية غالبيتها قصيرة من بينها فيلم «فتحي لا يعيش هنا بعد الآن» لماجد نادر والفلسطيني القصير «في المستقبل، أكلوا من أفخر أنواع البروسلين» الذي سبق عرضه في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي ويجمع بين الخيال العلمي والسياسة وعلم الآثار. استحضرت مخرجتاه الفلسطينية لاريسا صنصور والدنماركية سورين لند، كما ورد في موجز الفيلم «قصة مجموعة ترفض التاريخ المكتوب، وتعمل على دفن أوانٍ من الخزف (البورسلين)، على أنها تعود إلى حضارة متخيلة، بهدف التأثير على التاريخ، ودعم مطالبها المستقبلية بحقوقها في أراضيهم قبل أن تتلاشى». وإلى جواره سيعرض «الآن، نهاية الموسم» لأيمن نحلة» واللبناني «تسلل» لمروان حمدان وعمل، مي زياد الأخير «ذاكرة عباد الشمس» وشريط مواطنتها هبة أمين «كما تحلق الطيور». فيما تتشارك التشكيلية الفلسطينية جمانة مناع زملاءها بعمل يحمل عنوان «مادة ساحرة تجري داخلي» تستعيد خلاله حياة عالم الاجتماع الإنساني روبرت لخمان (1892-1939) الذي عمل خلال فترة الانتداب البريطاني في فلسطين كباحث في الموسيقى الشرقية.

وعلى مستوى «الأفلام القصيرة» هناك «رجل عائد» للفلـــسطيني المقيم في الدنمــارك مـــهدي فليفل فيما سترأس لجنة تحكيمها الإماراتية حور القاسمي رئيسة «مؤســـــسة الشارقة للفنون». وغير الحضور العربي اللافت على أية حال، يبقى هناك الكثير ما يستحق المشاهدة والمتابعة خلال أيام الدورة التي اُفتتحت يوم أمس بفيلم الأخوين كوين «ليعش القيصر» وتستمر حتى الحـــادي والعــشرين من الشهر الجاري.

الحياة اللندنية في

12.02.2016

 
 

افتتاح مهرجان برلين السينمائي بالتفاتة للاجئين

المصدر : وكالات

افتتح مهرجان برلين السينمائي دورته الـ66 مساء أمس الخميس بالتفاتة خاصة إلى اللاجئين على خلفية موجات اللجوء الواسعة من بلدان الشرق الأوسط نحو عدد من البلدان الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا، لكن الملتقى لم يحد عن هدفه الرئيسي المتمثل في تقديم أفضل الأعمال السينمائية في العالم.

وقال المهرجان في بيان إنه يتيح للاجئين التجول في كواليس المهرجان، بعضهم بصحبة عاملين في منظمات غير حكومية يساعدونهم على التكيف مع الحياة في ألمانيا، كما ستكون هناك شاحنة طعام يعمل فيها لاجئون تقدم طعام البحر المتوسط بمساعدة أحد الطهاة المشهورين.

وقال مدير المهرجان ديتر كوسليك لرويترز في مقابلة إن برنامج المهرجان -الذي بدأ عام 1951 عندما كانت ألمانيا وأوروبا تتعافيان من الحرب العالمية الثانية التي شردت ملايين الأشخاص- هذا العام سيركز في جانب منه على تسليط الضوء على الأسباب التي تحول الناس إلى لاجئين.

وإلى جانب تلك الالتفاتة الإنسانية لم يغفل المهرجان هدفه الرئيسي وهو تقديم أفضل الأعمال السينمائية في العالم، حيث افتتح فعالياته بعرض فيلم "هيل سيزر" (يحيا قيصر) الذي يلعب فيه دور البطولة الممثل الأميركي جورج كلوني الذي كان حاضرا أمس الخميس.

وسوف يتعين على هيئة التحكيم -التي ترأسها الممثلة الأميركية ميريل ستريب- الاختيار من بين 18 فيلما سوف يتم عرضها ضمن المنافسة الرسمية بالمهرجان. وخارج المسابقة الرسمية سيتم عرض مئات الأفلام ضمن فعاليات المهرجان الذي يستمر 11 يوما أحد أبرز المهرجانات السينمائية في العالم.

وينعكس الاهتمام باللاجئين في المهرجان عبر عرض أفلام تتناول ظاهرة اللجوء، ومن بين الأفلام التي ستنافس في المسابقة الرسمية يتناول الفيلم الوثائقي "نار في البحر" للمخرج جيانفرانكو روسي قصة لاجئين تكدسوا في جزيرة لامبيدوزا بجنوب إيطاليا.

أما في برنامج بانوراما -وهو أحد البرامج الفرعية للمهرجان- فسيعرض فيلم "الطريق إلى إسطنبول" وهو فيلم روائي درامي عن أم تحاول أن تنقذ ابنتها من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. 

فيلم تونسي يفتتح مهرجان برلين السينمائي

المصدر : الألمانية

انطلقت المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي اليوم الجمعة بعرض الفيلم الكوميدي الرومانسي التونسي "نحبك هادي" الذي تدور أحداثه حول قصة أم متسلطة تجبر ابنها على الزواج المرتب له مسبقا.

ويعد فيلم "نحبك هادي" لمخرجه محمد بن عطية المولود في تونس، واحدا من 18 فيلما يتنافسون على الجوائز الكبرى لمهرجان برلين السينمائي في دورته الـ66، بما في ذلك جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم.

وتدور أحداث الفيلم في أعقاب الثورة التونسية في عام 2011 حول الشاب هادي الذي يبدو أن حياته تدار من جانب أشخاص آخرين، ومن بينهم رئيسه في العمل ووالدته التي رتبت له الزواج من عروس. لكن هادي يتمكن فجأة من فرصة للسيطرة على عالمه عندما يلتقي بامرأة أخرى أثناء رحلة عمل.

ومن بين الأفلام المختارة في المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين، هناك 15 فيلما عالميا يتم عرضها للمرة الأولى من دول مختلفة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والبوسنة والهرسك وبريطانيا والصين وفيتنام.

وستقوم لجنة من سبعة أعضاء برئاسة الحاصلة على جائزة أوسكار ثلاث مرات ميريل ستريب بتوزيع جوائز المهرجان المرموقة خلال حفل يوم السبت الموافق 20 فبراير/شباط الجاري.

الجزيرة نت في

12.02.2016

 
 

فيلم سعودي جديد.. ونشاط لمؤسسة ومهرجان

3 نشاطات عربية لافتة

يذكر أحد الصحافيين العرب حادثة وقعت له قبل نحو عشرين سنة عندما حضر مهرجانًا أوروبيًا وسنحت له فرصة لقاء مديره لإجراء مقابلة.

واحد من أكثر الأسئلة التي كانت تلح على بال الكثيرين في عالم السينما العربية هو التالي: لماذا لا تتحمس المهرجانات العالمية لعرض أفلام عربية؟ ومع أن السؤال يحتاج إلى عرض مستفيض نصفه، على الأقل، يكمن في ظروفنا ومفاهيمنا وكيف نطبّـقها ونخوض في ركاب السينما، إلا أن الصحافي حاول التخفيف من قوّة السؤال فطرحه على مدير المهرجان على هذا النحو: «لماذا لا يعرض المهرجان الكثير من الأفلام العربية؟».

يقول لي: «وجدته ينظر إليّ ويرفع حاجبيه ويقول بلهجة ساخرة: أفلام عربية؟». وأضاف الصديق: «لا أدري إذا ما كان جاهلاً وجودها أو كان يسخر منها».

من حسن الحظ أو سوئه، أن الحال تبدّل كثيرًا عما كان عليه. الآن الجميع يسمع بالسينما العربية، والكثير من المهرجانات تعرض الأفلام العربية وهناك جمهور مهرجانات يحتشد لمشاهدتها. للأسف الظروف السياسية والأمنية وتصاعد الإرهاب باسم الإسلام هو أحد الأسباب الأكثر أهمية وراء هذا الشيوع. السبب الثاني هو أن البعض فهم اللعبة المفترض بالسينما العربية أن تلعبها لكي تقترب من الحياة السينمائية خارج دنيا العرب. كيف تشترك بالأسواق التجارية؟ كيف تعتمد على الشركات والوكالات المتخصصة بالإعلام وكيف تتبنّـى وترعى الأفلام البديلة وإن كان هناك الكثير مما يجب عليها أن تفعله في هذا المضمار.

مؤخرًا، وردت الكثير من الأخبار ناقلة نشاطات متعددة تعكس ما سبق من تطوّر ومعرفة، كما تعكس أيضًا حقيقة أن عددًا لا بأس به من المخرجين والسينمائيين العرب باتوا في عداد الحركة العالمية السائدة. ففيلم «ذيب» للمخرج الأردني ناجي أبو نوار أبرز الأفلام المرشّـحة لأوسكار أفضل فيلم أجنبي ولا ينافسه فعليًا أحد من الأفلام الأربعة الأخرى إلا فيلم «ابن شاوول» المجري الذي تراجعت نبضات الاهتمام الإعلامي به بعض الشيء في الأسابيع القليلة الأخيرة. ومهرجان دبي ساق للعلن عددًا كبيرًا من الأفلام العربية المهمّـة وساعد على وضع بعضها على الطريق صوب انتشار أوسع.

حاليًا هناك ثلاثة أحداث مهمّـة ولافتة، من بين عدّة، تستدعي الانتباه وتعبر عن هذه المرحلة الجديدة.
1:
فيلم سعودي يعرض في برلين

«بركة يقابل بركة» فيلم لمخرج سعودي جديد اسمه محمود الصباغ انتمى بنجاح إلى كيان مهرجان برلين الذي يعرضه في قسم «فورام» المتخصص بالاكتشافات الجديدة. قصّـة حب بين فتاة اسمها بيبي (تقوم بها الممثلة فاطمة البناوي) تعيش في رعاية عائلة ميسورة كانت تبنّـتها وهي صغيرة وبين شاب اسمه بركة (هشام فقيه) يعمل موظفًا في البلدية ويعيش حياة متواضعة ولو أن هذا سوف لن يمنعه من الوقوع في حب بيبي عندما يلتقيها صدفة.

أعين الألمان والمشاهدين الغربيين هناك للتعرف على قصّـة حب تم صنعها في المملكة لتناقض المفاهيم الخاطئة أو تتصدّى لها. والمخرج ذو الخلفية التلفزيونية أمام عالم جديد لا بد سيشكل لديه بداية حوافز كبيرة لم تكن مطروقة.

هذه ستكون المرّة الثانية في التاريخ القريب الذي يجد فيلم سعودي روائي طويل طريقه إلى المهرجانات الدولية. سبقه إلى ذلك فيلم «وجدة» لهيفاء المنصور الذي تلقفه الغرب كونه، فوق كل شيء، فيلما سعوديا وفيلما سعوديا من إخراج امرأة.

حينها انطلق هذا الفيلم من برلين كون الشركة التي موّلت الفاتورة هي ألمانية ولو أن عرضه الأول تم في مهرجان فينسيا. أما «بركة يقابل بركة» فهو من تمويل مخرجه محمود الصباغ.

2: مالمو في برلين

النجاح الذي حققه مهرجان مالمو (السويد) في العام الماضي عندما عقد دورته الخامسة عكس جدية الرغبة في أن يلعب المهرجان دورًا إيجابيًا كبيرًا لصالح السينما العربية. مهرجانات عربية في دول الغرب سبقته إلى هذا الدرب لكنها ترنحت إما لعدم جديّـة القائمين عليها أو لتغيّـر لمس قلب بعض المسؤولين عنها فعزفوا عن استكمالها. مالمو هو أفضل ما سبق ومن أفضل ما بقي وتحت إدارة رئيسه ومؤسسه محمد قبلاوي هناك إصرار على إبقائه ناجحًا ورصينًا وجادًا.

المهرجان السويدي مشترك في مهرجان برلين عبر شراكته مع «مركز السينما العربية»، وهي الشركة التي تم تأسيسها قبل سنوات لا تتجاوز الثلاث وباتت اليوم محطة نشطة لكل ما هو مماثل في رصانته وجديّـته وهدفه من أعمال سينمائية. حوله تلتقي الخامات والمواهب ومن خلاله يتم توزيع الأفلام والنشاطات وتمثيل السينما العربية في بعض أهم مهرجانات العالم.

3: افلام عربية قصيرة في برلين

نشاط مهم آخر يقع في الحاضر البرليني يكمن في قيام مؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ بعرض ثلاثة أفلام عربية قصيرة فازت قبل أيام بجوائز المؤسسة التي ترعى منذ سنوات الأعمال العربية المختلفة بدعم من لجنة تحكيم واختيار تتألف من السكرتير العام لمعهد غوته، يوهانيس إيبرت ومن مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام كما من هانيا مروّة مؤسسة «جمعية متروبوليس السينمائية» في بيروت والمخرجة - المنتجة ماريان خوري مديرة شركة «أفلام مصر العالمية». الأفلام الثلاثة الفائزة هي «حار جاف صيفًا» للمخرج شريف البنداري و«السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل و«زيوس» للمخرج بافل فيسناكوف.

فيلم افتتاح مهرجان برلين يصوب ولا يصيب

• Hail، Caesar  (**)

إخراج: إيتان وجووَل كووَن

كوميديا | الولايات المتحدة (2016)

«مرحى، قيصر»، كما كتبه مخرجاه، الأخوان إيتان وجووَل كووَن، ينتمي إليهما ولا ينتمي. من ناحية يدخل في سياق أعمال ساخرة أخرى حققاها حول كل شيء أقدما عليه: من هوليوود القديمة كما في «بارتون فينك» (1991) ومن عالم المؤسسات الصناعية («رئيس هدساكر»، 1991) ومن الجريمة («فارغو»، 1996) ومن الغرب الأميركي («لا بلد للمسنين» و«جرأة حقيقية»، 2007 و2010 على التوالي).

لا ينتمي، من ناحية أخرى، لكون كل الأفلام المذكورة وسواها تمتّـعت بما هو ذاتي وخاص، وهو أمر يكاد يكون مختلفًا للغاية هنا. ليس أن الفيلم يخلو من نسبة ذاتية ومن أسلوب الأخوين الخاص في عرض ما يحققاه، لكنها نسبة قليلة. في الواقع، أي كاتب محترف آخر كان يستطيع أن يضع سيناريو أكثر حرارة وأي مخرج محترف آخر كان يمكن أن يصنع فيلمًا أفضل من هذا الماثل على الشاشة.

ربما هو النسيج الكبير من الأحداث التي أراد الأخوين كووَن التعرّض لها في سياق عمل واحد. وربما حقيقة أنه كلما حاولا تحقيق فيلم لصالح استوديو كبير (مثل يونيفرسال) حاولا التخلّص مما هو ذاتي وشخصي إلى أبعد حد ممكن. لهذا السبب فإن «ليبوفسكي الكبير» (1989) أفضل من «قتلة السيدة» (2004) الذي حققاه لصالح ديزني و«فارغو» ألذ من «قسوة غير محتملة» (يونيفرسال، 2003)، أما «دم بسيط» و«عبور كروسينغ» في الماضي و«رجل جاد» و«داخل ليووين ديفيز» في السنوات القريبة أفضل من معظم ما حققاه من أعمال أخرى.

هناك حكاية، تقع أحداثها في منتصف التسعينات، مدير شركة إنتاج اسمها كابيتول هو مانيكس (جوش برولين) الذي يحاول حل بضع قضايا تأتي ضمن مهامه: ممثلة حبلى من دون زواج (سكارلت جوهانسن) على الاستوديو أن يدبّـر طريقة للفلفة الموضوع أمام الرأي العام المحافظ في ذلك الحين. وهناك النجم الراقص (شانينغ تاتوم) الذي خطط للهرب من الولايات المتحدة إلى موسكو عبر غواصة روسية. كما هناك ممثل أفلام الوسترن التقليدية هوبي (ألدن إرنريتش) الذي يزجه الاستوديو لبطولة فيلم بلا حصان ولا حبل معقود وبكثير من الحوار فيسقط في التجربة. فوق ذلك، هناك الممثل بيرد (جورج كلوني) الذي يتم اختطافه من قِـبل مجموعة شيوعية أميركية لمقايضته بمائة ألف دولار خدمة للقضية.

هذه الخطوط وقضاياها تخلق قدرًا كبيرًا من الاختلال طوال الوقت. أكثر من أي وقت مضى يحتاج فيلم للأخوين كووَن لما يبلور منهجهما النقدي للأمور. صحيح أنه يتطرق للدين (كون الفيلم الذي يؤديه بيرد عندما تم اختطافه يدور حول المسيح) ويتطرق للخلاف بين الرأسمالية والشيوعية (تسقط الفدية في البحر بين المنهجين) ويتناول نوعًا كيف كانت هوليوود تنتج الأفلام حينها، إلا أنه لا يتحلى لا بالعمق ولا بالنقد ولا بما يكفي من إثارة الاهتمام إلا لمامًا.

لا يستحق | (*) : وسط| (**) : جيد | (***) : ممتاز | (****) : تحفة (*****)

أفلام بأكياس الرز

بكل سهولة تستطيع أن تشاهد الفيلم العربي الذي كنت تتمنى أن تشاهده معروضًا على إحدى القنوات الكثيرة المتخصصة اليوم بعرض ما يُـسمّـى بـ«الكلاسيكيات العربية». لا تعرف تمامًا ما الذي ستشاهده يوم غد أو بعده أو حتى بعد ساعات، فالأمور ليست منظمة وليست هناك مجلة تلفزيونية شاملة، شبيهة - لنقل - بمجلة «تي في تايمز» البريطانية أو «تي في غايد» الأميركية.

> في الواقع ليس هناك شيء يذكر بالنسبة لمسألة عرض هذه الأفلام. تمر تباعًا كما لو أنها جدول من المياه المختلطة التي تعيش على سطح الأرض لمسافة قصيرة قبل أن تعود إلى باطنها.

> وسواء أكان الفيلم هو «حرام» بركات أو «أرض» شاهين أو «حماتي عاوزة تتجوز» لمن لا اسم له، فإن العروض متشابهة. بعد فاصل قصير بين الفيلم المنتهي والفيلم الذي سيعرض، ينطلق الفيلم بموسيقاه الأصلية وأنت وحظك: قد يكون من كبار الأعمال الفنية أو من أكثر أفلام المقاولات سوءًا.

> قبل سنوات كثيرة تسابقت المحطات التلفزيونية العربية شراء الأفلام العربية القديمة (من الأربعينات والخمسينات إلى نهاية القرن الماضي) بما يشبه شراء شوال من الرز أو صندوق من المسامير. تم التعاقد وجلب الأفلام وهذا هو كل الجهد الذي بذله الطرف البائع والطرف الشاري. الأول ملأ جيوبه بالمال والثاني مخزنه بالأفلام - أين الضرر؟

> إلى جانب أن العملية تمت على أساس بيع النيغاتيف لمئات الأفلام، فإن خروج الأفلام الجيدة من دون توقيت، من دون اكتراث لتقديمها (أليس هذا أقل وأبسط الواجبات؟) ومن دون أي شكل من الاحتفاء بها، يحشرها في الأنبوب الغليظ ذاته الذي يشمل غالبية من الأفلام التي لا قيمة لها. بذلك لا ترتفع قيمة الأعمال الجيدة أساسًا التي حققها كمال الشيخ أو سعد عرفة أو صلاح أبو سيف أو عاطف الطيب أو سواهم، بل تغرق تمامًا كما يلقي أحدنا عقدًا ثمينًا في كومة من زبالة الشارع.

> إلى ذلك، ساعد ذلك على تخلّي العرب عن إقامة عروض خاصة يسترجعون فيها بعض أهم الأفلام، كما هو الحال في غالبية الدول حول العالم. تمر المناسبة الفضية على هذا الفيلم والذهبية على ذاك. تمر مناسبة وفاة مخرج كبير أول لا تمر… لا أحد هناك يكترث. كما لو أن الفيلم توقيع على ورقة بلا كلمات.

> هذا يحدث لأننا لا نحترم لا هذا الفن ولا الفنون والثقافات الصادرة عنا. حتى كلمة مثل «صانعي الفيلم» تحوّلت إلى «صناع الأفلام» في دمج ثقيل الوطأة حوّل الكاتب والمخرج إلى فريق محشور لجانب باقي العاملين. نتكلم كثيرًا عن تاريخ السينما المصرية ومستقبل السينما الخليجية أو كنوز السينما العربية (أينما كانت) وليس هناك ما يوازي كل ذلك على صعيد العروض التجارية في صالات السينما أو على شاشة التلفزيون.

الشرق الأوسط في

12.02.2016

 
 

«يحيا قيصر! ».. بداية ساخرة لبرليناله 66

برلين ـ أحمد شوقي

عندما يختار مهرجان فيلماً ليعرضه في افتتاحه، تكون الاختيارات دائماً محصورة بين اختيار فيلم لمخرج كبير يترقب المتابعون جديده، فيلم لنجم شهير يجذب الأضواء للمهرجان، أو فيلم مهم يكسب المهرجان حق عرضه العالمي الأول. حسن الحظ والاختيار يجتمعان عندما يمتلك المهرجان فيلماً يحقق العناصر الثلاثة، وهو ما فعله مهرجان برلين السينمائي في دورته السادسة والستين باختيار فيلم «يحيا قيصر! Hail Caesar! » للأخوين جويل وإيثان كوين.

المخرجان بالطبع يمتلكان سجلاً فائق النجاح  بأربع جوائز أوسكار وعشر ترشيحات أخرى عن أفلامهما الشهيرة مثل «Fargo» و«No Country for Old Men» و«True Grit»، وفيلمهما الجديد يضم قائمة هائلة من نجوم هوليوود: جورج كلوني وجوش برولين وسكارليت يوهانسن وتيلدا سوينتن ويوناه هيل وتشانينج تاتوم ورالف فاينس، ثم جاء مستوى الفيلم ليكمل أسباب الاختيار ليكون فيلم افتتاح برليناله.

ماض ساخر وأبعاد ثلاثة

أحداث الفيلم تدور في هوليوود الخمسينيات، عصر هيمنة الاستوديوهات على مقاليد الصناعة وتحكمها في المخرجين والمؤلفين وبالطبع النجوم. البطل الرئيسي هو إيدي مانيكس (جوش برولين) مدير استوديو كابيتول، الذي لا يتورع عن ارتكاب أي شيء يكفل لعجلة العمل الاستمرار، دون الشعور بذرة ندم تجاه ما يعتبره أمور منطقية للمهنة، بينما يذهب إلى الكنيسة ليعترف بأشياء يراها أخطر مثل القيام بتدخين سيجارة بعدما وعد زوجته بالامتناع عن التدخين!

في تناقض تصرفات مانيكس سخرية واضحة من الماضي، تتبلور في صورة محاكاة كوميدية «بارودي» لأفلام الخمسينيات بأنواعها، الويسترن والغنائي والدرامي والتاريخي، والأخير هو نوع الفيلم الذي يلعب بطولته النجم بيرد ويتلوك (جورج كلوني)، صاحب الشعبية الطاغية والعقل الخاوي والانبطاح الكامل أمام الاستوديو ومديره. المدير الذي تتفاقم أزماته عندما يتم اختطاف بطله (ويتلوك) من قبل مجموعة غامضة قبل أن يتم تصوير دوره.

السيناريو كالعادة هو العنصر الأهم في أفلام الأخوين كوين، والحكاية التي قد تصنع فيلماً كوميدياً خفيفاً تتشعب في الكثير من الحبكات الفرعية لتمتلك ثلاثة أبعاد متوازية: المحاكاة الساخرة لنظام الاستوديو والأفلام الكلاسيكية، اختطاف النجم وهوية خاطفيه ومطالبهم، بالإضافة إلى أزمة مدير الاستوديو الشخصية بعدما يُعرض عليه وظيفة مغرية براتب ضخم ومتاعب شبه معدومة، لكنها ببساطة بعيدة عن عالم السينما.

بين الأمور الثلاثة يتحرك السيناريو بذكاء وخفة ظل، يدعمها أداء كاريكاتوري من الطبيعي أن يكون السمة العامة لفيلم كهذا. جورج كلوني هو نجم لا يجيد التمثيل، سكارليت يوهانسن نجمة إغراء قاسية، تيلدا سوينتون تلعب شخصيتي صحفيتين توأم متنافستين، فرانسيس مكدورماند هي مونتيرة تدخن بشراهة ولا تغادر غرفة الموفيولا، والمفاجأة تتمثل في تشانينج تاتوم الذي يواصل التخلص من صورته الذهنية القديمة، ويظهر كممثل وراقص محترف (يؤدي بالفعل رقصة على طريقة الخمسينيات في مشهد نوستالجي ممتع من لقطة واحدة) يمتلك ميولاً سياسية سرية تختلف تماماً عما يبدو عليه.

الدين تحت النيران.. والشيوعية أيضاً

سخرية الأخوين كوين لم تقتصر على السينما وعالمها، بل امتدت أيضاً لرجال الدين الذي يحضرهم مانيكس كي يناقشهم في سيناريو فيلمه التاريخي «يحيا قيصر! »   الذي تدور أحداثه وقت ظهور المسيح وتعامل القيصر الروماني معه، رغبة منه في تفادي الفيلم إثارة أي خلاف مع المؤسسات الدينية، ليلقي مشهد كوميدي واحد أضواء كثيرة على ردود أفعال رجال الدين عندما يمنحهم أحد الفرصة لتقييم الفن وإبداء رأيهم فيه.

الشيوعية هي الأخرى لا تنجو من نيران القيصر، متمثلة في أغرب مجموعة إجرامية يمكن مشاهدتها، والتي قامت باختطاف الممثل الشهير لسبب سيعرفه من يشاهد الفيلم، وأثرت أفكارهم على عقله السطحي بصورة جعلت مدير الاستوديو يتعامل معه بطريقته المُثلي لمعاملة التافه عندما يريد أن ينتهج فكراً: صفعة على وجهه! فلا وقت لدى إيدي مانيكس يضيعه في مناقشات بلا معنى، فقط هو يحل المشكلات ويصنع أفلاماً تمتع الجمهور.

بداية مبشرة لمهرجان كبير

«يحيا قيصر!» فيلم ممتع على بساطته، يبدو أشبه بلعبة يخوضها المخرجان الكبيران ومعهما فريق التمثيل من نجوم الصف الأول، لعبة تحمل بالتساوي السخرية اللاذعة من الماضي والاحترام الوافر له، وتعيد خلق مشاهد على طريقة الخمسينيات فتثير الضحك والحنين معاً، وهو بالتأكيد بداية مبشرة لمهرجان نتمنى أن يكون حافلاً بالتجارب المهمة والممتعة.

شاهد: لقطات من افتتاح النسخة 66 لـ «برلين السينمائي»

الوكالات ـ  برلين: «سينماتوغراف»

انطلقت النسخة السادسة والستون من مهرجان برلين السينمائي بحضور كوكبة من ألمع نجوم الفن السابع أبرزهم الممثل الأمريكي جورج كلوني الذي حضرت معه زوجته أمل علم الدين كلوني، إضافة إلى جوش برولين وشانينغ تاتوم والممثلة تيلدا سوينتون.

وقد افتتحت نسخة هذا العام بالفيلم الكوميدي «يحيا قيصر» وهو العمل السابع عشر للشقيقين الأمريكيين جويل وإيثان كوين وبطولة جورج كلوني وسكارلت يوهانسون.

وعند سؤال جورج كلوني على سجادة برلين الحمراء: «سؤال واحد للمزح، ما الذي يتطلبه الأمر من أجل إضحاك الناس، نكت، ماهو السر؟».

أجاب الممثل الأمريكي: «أعتقد أنك بحاجة فقط لكتابة مع إدارة جيدة، أليس كذلك؟ عادة ما تكون أفضل وسيلة، ثم يمكنك البقاء على قيد الحياة».

وتنشر «سينماتوغراف»، لقطات مختلفة على السجادة الحمراء لنجوم فيلم الافتتاح وأعضاء لجنة تحكيم مهرجان برلين والتي تترأسها ميريل ستريب، وتضم بين أعضائها الممثل البريطاني كلايف أوين ومصورة الموضة الفرنسية بريجيت لاكومب والناقد السينمائي نيك جيمس.

سينماتوغراف في

12.02.2016

 
 

 “نحبك هادي” – فيلم تونسي يفتتح فعاليات البرليناله

عن دويتش فيلة

تنطلق اليوم الجمعة المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي بعرض الفيلم التونسي “نحبك هادي” للمخرج محمد بن عطية. ويعد هذا العمل أحد المتنافسين على الجائزة الرئيسية للبرليناله “الدب الذهبي”.

تنطلق المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي اليوم الجمعة (12 فبراير/شباط 2016) بعرض الفيلم الكوميدي الرومانسي التونسي “نحبك هادي” الذي تدور أحداثه عن قصة أم متسلطة تجبر ابنها على الزواج المرتب له.

ويعد فيلم “نحبك هادي”، للمخرج التونسي محمد بن عطية، واحدا من 18 فيلما يتنافسون على الجوائز الكبرى لمهرجان برلين السينمائي، بما في ذلك جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم.

وتدور أحداث الفيلم في أعقاب الثورة التونسية في عام 2011 حول الشاب هادي الذي يبدو أن حياته تدار من جانب أشخاص آخرين، ومن بينهم رئيسه في العمل ووالدته التي رتبت له الزواج من عروس. لكن هادي يتمكن فجأة من فرصة للسيطرة على عالمه عندما يلتقي بامرأة أخرى أثناء رحلة عمل.

ومن بين الأفلام المختارة في المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين هناك 15 فيلما عالميا يتم عرضها للمرة الأولى من دول مختلفة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والبوسنة والهرسك وبريطانيا والصين وفيتنام. وتقوم لجنة من سبعة أعضاء برئاسة ميريل ستريب الحاصلة على جائزة أوسكار ثلاث مرات بتوزيع جوائز المهرجان المرموقة خلال حفل يوم السبت الموافق 20 شباط/فبراير.

موقع "قل" في

12.02.2016

 
 

اسامة بيومى يغطى مهرجان برلين الدولي للأفلام السينمائية

اسامة بيومى

افتتح في برلين يوم 11 فبراير الدورة الـ 66 لمهرجان برلين الدولي للأفلام السينمائية.

وترأست الممثلة ميريل ستريب، الحائزة ثلاث مرات على جائزة الأوسكار، في هذه الدورة لجنة التحكيم المتكونة من ألبارورفاهر ولارس ايدنغر وكلايف اون والمصور بريجيت لاكومب والناقد السينمائي نيك جيمس والمخرج مالغوجات شوموفسكي.

افتتح المهرجان بفيلم “يعيش القيصر” من اخراج الأخوين كوين وبطولة جورج كلوني وسكارلت يوهانسون وآخرين.

ويشارك في مهرجان برلين في هذه الدورة 18 فيلما لمخرجين مشهورين أمثال دينيس كوت وجيف نيكولز وغيرهم.

ويشارك في مهرجان برلين في هذه الدورة 18 فيلما لمخرجين مشهورين أمثال دينيس كوت وجيف نيكولز وغيرهم.

ويغطى الزميل اسامة بيومى الناقد السينمائى مندوبا عن ” التلغراف ” فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى مباشرة من برلين .

وقد ارسل الزميل عدة صور تظهر روعة برلين .

وسيتابع بيومى فعاليات المهرجان لحظة بلحظة .

التلغراف المصرية في

12.02.2016

 
 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)