كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان برلين يبحث عن ماضيه في حاضر اللاجئين

برلين - هوفيك حبشيان

مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والستون

   
 
 
 
 

مهرجان برلين، أو الـ"برليناله" (11 - 21 الجاري)، يدخل هذه السنة دورته السادسة والستين في ظروف أقل ما يقال فيها انها استثنائية ومربكة للجميع. مديره ديتر كوسليك، لا يخفي مواقفه من قضية الهجرة التي صار تجاهلها غير ممكن في ألمانيا التي باتت تؤوي أكثر من مليون لاجئ.

قال كوسليك ذلك بصراحة قبل فترة، في واحد من أغرب التصريحات: "نريد أن نكون سعداء، تحق لنا السعادة، يحق لنا الحبّ، يحق لنا أن نختار الحياة التي نريدها!". من دون أن نعلم فعلاً ماذا يعني هذا البحث المفاجئ عن السعادة، وليس في أي فصل، بل في فصل الثلوج والصقيع! تصريح يشبه طباع الرجل الفكاهي صاحب الروح المرحة، الذي لا يتوقف عن اطلاق الدعابات. فالشعار الضخم المرفوع هذه السنة هو صون اللاجئين وتأمين حقوقهم وحفظ كرامتهم وتلميع صورتهم أمام العالم، هذا كله من خلال إعطائهم مساحة داخل المهرجان. هذه الخطوة لا يلتزمها الـ"برليناله" فحسب، انما الدولة برمتها، والصحافة أيضاً، وعدد من الهيئات الرسمية الحكومية.

اللافت ان الموقف الرسمي للمهرجان لم يتغير بعد حوادث التحرش والاغتصاب في كولونيا ليلة رأس السنة، بل تم اصدار بيان يوضح ان كل شيء باق على حاله. أما كيف تتحقق هذه الأحلام والطوباويات ميدانياً، فهذا بحثٌ آخر خارج مجال إهتمامنا هنا كنقّاد سينما. كلّ ما نأمله الا يتحوّل المهرجان ملعباً للسياسة، وإن من باب التحجج بصحوة الضمير أو الحرص الانساني، علماً ان الـ"برليناله" لم يخف يوماً ميوله هذه، وتجلى هذا الجانب من شخصيته في خياراته على مدار العقود الماضية. أحياناً، أفضى التسييس الى فوز مخرج مثل جعفر بناهي بـ"الدبّ الذهب" (العام الماضي عن "تاكسي")، وهذا الجانب الايجابي في الموضوع، خلافاً للمرات التي بدا فيها التسييس تدليساً باهتاً. في المقابل، يجب ألا ننسى شيئاً مهماً. فهذا المهرجان المولود في زمن الحرب الباردة الذي اضطلع بدور محوري في لمّ شمل الألمانيتين، كان طموحه دائماً أكبر من حجمه. "أحد المبادئ التأسيسية للمهرجان"، يقول كوسليك، "المساهمة في تعزيز تواصل أفضل بين الأمم والثقافات".

الطريقة الأكثر سهولة للتعبير عن هذا الخطّ التحريري في المهرجان، هي ضمّ مجموعة أفلام تتحدث عن الاندماج الثقافي والعبور بين العالمين وكلّ هذه الأمور التي تعطي أفضل الأفلام وأسوئها. التشكيلة الرسمية حافلة هذه السنة، على ما تبدى لنا من نظرة سريعة ألقيناها على الأسماء المشاركة، بهذه النوعية من الأفلام. هناك في مقدمها جديد جيانفرنكو روزي، المخرج الايطالي الذي سبق أن فاز بـ"أسد" البندقية. في "نار في البحر"، نصب كاميراه طوال سبعة أشهر في جزيرة لامبيدوزا الايطالية التي تحولت الى موطئ قدم للهاربين من الحروب والصراعات في أفريقيا. يقول الملف الصحافي للفيلم ان لامبيدوزا هي الحدود الأوروبية الأكثر رمزية.

الفرنسية ألين فيشر تواكب في "شارع ميتيور" رحلة فتى في الثامنة عشرة، يهاجر من لبنان الى ألمانيا هرباً من الحرب، الا ان منفاه الجديد لن يكون في حجم توقعاته. بدأت فيشر تصوير الفيلم عام 2012، قبل حلول الأزمة، لكن الفيلم بالنسبة لها ليس عن الأزمة بقدر ما هو حكاية عن القيم العالمية. الى هذا، هناك أيضاً فيلمان عربيان (من بين عدد كبير من الأفلام العربية المعروضة في الـ"برليناله" يصل مجموعها الى عشرين بين طويل وقصير)، يطرحان الأزمة، كلٌّ منهما بطريقته: "منازل بلا أبواب" للسوري آفو كابرئليان الذي يحملنا الى أحد أحياء الجالية الأرمنية في حلب. أما المصري تامر السعيد، فيطل أخيراً بفيلمه المنتظر منذ فترة طويلة، وعنوانه "آخر أيام المدينة"، الذي عمل عليه منذ ما يقارب السنين العشر. كلّ هذه الأفلام، وغيرها الكثير، على صلة عميقة بما يدور في منطقتنا وبانعكاسه على الغرب، وفي المقدمة ألمانيا. باستثناء فيلم روزي، كل الأفلام المذكورة تُعرض في أقسام موازية خارج المسابقة الرسمية.

في الحقيقة، ما يسعى اليه المهرجان، هو البحث عن ماضيه في حاضر الآخرين، وهذا ما يؤكده كلام الادارة: "عندما انطلق المهرجان عام 1951، كان هناك ملايين اللاجئين الألمان والمتشردين في كلّ أنحاء أوروبا. لذا، نريد من الـ"برليناله" أن يروّج للتسامح وقبول الآخر". وفي هذا الاطار، شجّعت الادارة المشاركين في المهرجان على الاتصال بالجمعيات التي تُعنى بشؤون اللاجئين، بهدف دعوة بعضهم لحضور العروض والاندماج في الحال الثقافية للبلاد، الأمر الذي من شأنه أن يكرّس فكرة الترحيب التي ينتصر اليها المهرجان. هذا ليس كلّ شيء: هناك أيضاً ألف بطاقة ستوزع مجاناً على من يريد!

رئاسة لجنة التحكيم تتولاها الممثلة الكبيرة ميريل ستريب، الفائزة بثلاث جوائز "أوسكار" وعدد لا يُحصى من الجوائز الأخرى، منها ثلاث جوائز من الـ"برليناله"، آخرها كان "دبّ" تكريمي عام 2012. من بين 430 فيلماً طويلاً وقصيراً ستُعرض خلال 11يوماً، فقط 18 تتسابق على "الدبّ الذهب"، جائزة المهرجان الكبرى. الافتتاح اسند الى الأخوين كووين وجديدهما "تحية، قيصر!" الذي يصوّر موظفاً في هوليوود الخمسينات يتولى حلّ مشكلات نجوم السينما. مع توزيع الأدوار البديع الذي يقوم عليه الفيلم، قد يتكرر خلال الافتتاح المشهد الذي رأيناه قبل عامين مع "فندق بودابست". يشارك في "تحية، قيصر!" كلّ من جورج كلوني وتيلدا سوينتون وسكارليت يوهانسون وشانينغ تاتوم وكريستوف لامبير ورالف فاينز. فيلم الأخوين يُعرض خارج المسابقة.

لا أسماء عريقة ومخضرمة في المسابقة، باستثناء الفرنسي أندره تيشينه الذي يعود مع "عندما نكون في السابعة عشرة". البرنامج يتألف من سينمائيين شباب أو في منتصف عمرهم، بعضهم ظهر أو أثبت موهبته في السنين العشر الأخيرة. هناك الدانماركي توماس فينتربرغ، والبوسني دانيس تانوفيتش (اقرأ الاطار) والايراني رفيع بيتس الذي سبق أن أدهشنا بفيلم "الصياد". يضاف اليهم الكندي دوني كوته والفيليبيني لاف دياز الذي يقدّم ملحمة من 485 دقيقة (في المسابقة الرسمية!)، أي ان مشاهدته تتطلب البقاء يوماً كاملاً داخل الصالة. وليس أقل موهبة من هؤلاء، الفرنسية ميا هانسن لاف، التي ستعرض فيلمها "المستقبل" من بطولة ايزابيل أوبير. خارج المسابقة، أفلام لكلّ من الياباني كيوشي كوروساوا وسوزان بيير، وأيضاً وخصوصاً مايكل مور، هذا المشاكس الذي يأتينا بكوميديا سياسية جديدة عنوانها "أين سنجتاح في المرة المقبلة"، في إشارة واضحة الى الحروب الأميركية التي سبق أن خصص لها مور فيلماً.

ختاماً، مهرجان برلين يحيي هذه السنة ثلاثة من الذين رحلوا الشهر الماضي: المخرج الايطالي ايتوريه سكولا، والمغني البريطاني ديفيد بووي والممثل الانكليزي ألن ريكمان. هناك أيضاً تكريم خاص لمدير التصوير الكبير ميشائيل بالهاوس، الذي صوّر عدداً كبيراً من أفلام فاسبيندر، وثم بعد رحيله إلتقط مَشاهد بعض من أهم أفلام سكورسزي، مثل "التجربة الأخيرة للمسيح" و"عصابات نيويورك".

روتردام: جولة في أروقة صرح السينما المستقلة!

روتردام - هـ. ح

مع أكثر من 200 فيلم طويل عرضها مهرجان روتردام السينمائي في دورته الـ45 خلال 12 يوماً، يمكن القول ان الداخل الى هذا الصرح المخصص للسينما المستقلة مفقودٌ والخارج منه مولود. حتى الناقد الصحافي الذي يكرّس معظم وقته متنقلاً من صالة الى أخرى، يحتاج الى الكثير من الجهد ليضع يده على الأفلام القيمة.

منذ وصولنا الى مقر "دو دولن" (في ثالث يوم لانطلاق العروض) حيث صخب المهرجان وضيوفه، وانخراطنا السريع في أجواء التظاهرة السينمائية الأبرز في هولندا، بدا واضحاً ان انتشال الجواهر النادرة أشبه بالبحث عن ابرة في كومة قش. فهناك عدد كبير من العناوين ذات الاتجاهات المتنوعة، وهذا العدد يورّط المرء في ساعات طويلة من المُشاهدة تكون أحياناً بلا جدوى - أو لنقل بلا متعة، ذلك ان ما نراه على الشاشة يمنح الانطباع بأنه لم يُغربل. أياً يكن، فالمُشاهدة هي الفعل الوحيد الذي يمكن اتمامه في مدينة تنخفض فيها درجات الحرارة لتقارب الصفر في هذه الفترة من السنة. داخل الصالات، الخيارات كثيرة ولا يعرف الواحد منا علام يستند للركون الى هذا الفيلم بدلاً من ذاك. تتعقب الأجندة الشخصية الحدس، إن لم تكن الأهواء أو معلومة وردت الى الأذن. الخيار يصيب أو يخيب.

تسلم مدير جديد، بيرو بيير، المهرجان، اضفى عليه لمسة جديدة أراد الرجل وضعها في أماكن عدة شملت حتى "الليفتينغ" الذي خضع له "النمر"، رمز "روتردام". الرجل متحمس جداً للأفلام واللقاءات، تلتقيه في كلّ مكان، يشارك في الندوات ويقدّم بعض الأفلام بنفسه. يتحدث عنها بشغف لا مثيل له، وإن كان بعضها لا يستحق كلّ هذا التورط جسداً ولفظاً. لكن بيير يشعر بتلك الحاجة الى صون المولود الذي دفعه الى هنا، هو وفريقه، على أن تنتهي مهمته فور وضعه في حضن المتفرجين.

نتوقف قليلاً عند الفيلم الفائز بالجائزة الاولى، جائزة "هيفوس تايغر" التي تبلغ قيمتها 40 ألف دولار. انه "أحلام الراديو" لباباك جلالي، المخرج ايراني الأصل والفيلم أميركي الهوية، تجري حوادثه هناك خلف الأطلسي، وعرض في روتردام للمرة الأولى عالمياً. كوميديا خفيفة (مملة بعض الشيء)، عن ايراني يطمح الى جمع فريقي "ميتاليكا" وفرقة روك أفغانية تمتلك شهرة معينة في بلادها. هذا ثاني فيلم يخرجه جلالي بعد فيلم أول اكتشفناه في مهرجان لوكارنو. تجري الحوادث على مدار يوم كامل داخل جدران محطة اذاعية ناطقة باللغة الايرانية في سان فرانسيسكو. يستغل المخرج موضوع الموسيقى ليتطرق الى قضايا أخرى، كالهجرة والثقافة والاندماج. هناك "نهفات" عديدة في الفيلم. يجول النص بين الشخصيات الكثيرة التي تُطرح على بساط البحث، إحداها كاتب أغانٍ شهير يدعى محسن ممجو، الملقب بـ"بوب ديلان الايراني"، ويضطلع هنا بدور مدير البرامج الذي يناضل من أجل اعلاء شأن المحطة. الفيلم ينطوي على الكثير من المواقف المتكررة، ينقذه في الأخير ظهور لارس أولريش من فرقة "ميتاليكا"، وهو يزور المحطة المذكورة.

بعيداً من المسابقة الرسمية، أتاح المهرجان الذي استقطب هذه السنة 305 آلاف من المشاهدين، فرصة العودة الى أفلام فاتتنا مشاهدتها في أماكن أخرى، أو فرصة اعادة مشاهدتها. هكذا، في احدى الليالي الهولندية الباردة، حلّت احدى الصالات ملاذاً لآخر أعمال المخرج الفرنسي فيليب غاريل، "ظل امرأة"، الذي سبق أن شاهدناه في مهرجان كانّ في ظروف كانّ الاعتيادية المعروفة. هذا فيلم يتمسّك بنبرة السينما الفرنسية المنبثقة من رحم "الموجة الجديدة"، التي يُعتبر غاريل آخر المتابعين لإرثها. مرة اخرى، نحن أمام حكاية حبّ وإنفصال وتجاذب وغيرة وشوق، وكلّ الأشياء التي يمكن صنع آلاف الأفلام عنها. ولكن كلّ تلك التفاصيل يعرف غاريل كيف يوظفها في اطار سينما الحميميات، سينما الغرفة المطلة على شارع صغير.

تدور الحوادث على بيار ومانون. هو مخرج وهي تساعده وتؤمن بحلمه على رغم فشله وعدم قدرته على صناعة الأفلام. في أحد الأيام، يتعرف بيار إلى اليزابيت، يقيم معها علاقة جسدية، فتتعمق العلاقة بينهما. لكن اليزابيت ليست سوى "دمية" يحركها بيار لإشباع رغباته الجنسية وأهوائه الذكورية. في الفترة ذاتها، يكتشف مخرجنا البائس أن لدى مانون عشيقاً. تتأزم الأمور بينهما لتؤدي الى الانفصال. ولكن لا شيء يدوم في الأفلام الفرنسية، لا الحبّ نهائي ولا مشاعر العداء. الممثلة كلوتيلد كورو التي اضطلعت بدور مانون حضرت النقاش بعد العرض، وأخبرت الجمهور بكلمات واضحة وصريحة علاقتها بالمخرج، فعلمنا من جملة ما علمناه أن غاريل لا يكرر اللقطة، يصوّر مرة واحدة يتيمة. يتأتى هذا النمط في العمل من ايمانه العميق بأن السحر الذي يبحث عنه لا يمكن الفوز به الا في المرة الاولى الذي يقف فيها الممثل أمام الكاميرا. طبعاً، هذا يتطلب قدراً عالياً من التركيز سواء من الممثلين أو طاقم التصوير. وكشفت كورو في هذا السياق ان غاريل يستثمر ثمانية أشهر من التمارين مع الممثلين قبل البدء في التقاط المَشاهد.

في خطوة نادرة، عرض المهرجان حلقتين من مسلسل "بارون أسود" الفرنسي. شخصياً، لستُ من هواة المسلسلات وما كنت لأذهب لمشاهدته لولا انه يحمل توقيع المخرج اللبناني زياد دويري الذي اختاره المنتجون بعدما شاهدوا له "الهجوم" (2013)، فتكرس لديهم اعتقاد مفاده أنه إذا كان يفهم تعقيدات الصراع العربي - الاسرائيلي، فهذا يخوّله فهم خبايا السياسة الفرنسية التي يحرص المسلسل على تفكيك بعض جوانبها من خلال اقتحام الكواليس حيث تُصنع القرارات. بدأ عرض المسلسل مساء أمس على القناة الفرنسية المشفّرة، "كانال بلوس". أسماء لامعة في طاقم التمثيل: كاد ميراد، نيلز أرستروب، آنّا موغلاليس.

يتعقب المسلسل المؤلف من ثماني حلقات التطورات السياسية التي تطرأ على حياة فيليب ريكفارت (ميراد)، نائب في البرلمان الفرنسي وعمدة دنكرك. اشتراكي يتحدر من أصول عمّالية متواضعة، بيد انه ينتهج أساليب فعّالة ولكن مشكوكاً في "نظافتها". بإختصار، الغاية عنده تبرر الوسيلة. بعد دعمه المرشّح فرنسيس لوجييه (أرستروب) وفوز الأخير في انتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية، يتخلص منه لوجييه ويرميه كورقة "كلينيكس" مستعملة، خوفاً على مسيرته السياسية. لكن ريكفارت ينجح في الولادة من رماده، ويخطط للعودة الى الحياة السياسة مهما كلف الأمر، ولو تطلب منه أن يتخلى عن مبادئه ليتحول شخصاً انتهازياً لا يقيم وزناً للصداقات والتحالفات.

دانيس تانوفيتش في "النهار"

"لم أنجز افلاماً كثيرة الى الآن. أخيراً، تسارعت وتيرة عملي، لكن هناك فترة لم أفعل فيها الكثير. أحب حياتي في الحقيقة. لديَّ حياة لطيفة. السعادة تأتي من داخل الانسان وليس من خارجه. الحياة لا معنى لها، لذا مهمتنا اعطاؤها معاني. يعني لي الكثير انني من الذين بقوا أحياء بعد انتهاء الحرب في يوغوسلافيا سابقاً. صار لاحتساء القهوة صباحاً مع مَن أحبهم قيمة أكبر. عندما يعود أطفالي الى البيت وأحضّر لهم الطعام، هي من اللحظات التي تشعرني بالاكتفاء من الداخل. تسلقتُ الى اعلى الجبل وملأت رئتي بهوائه ثم هبطتُ الى الأرض مجدداً. ما يهمني اليوم هو حياتي مع الآخرين. مَن عاش تجربة الحرب لا يمكن أن يخرج منها. يتعايش معها لكن لا يمكن أن ينساها. الأهم ان تعرف ماذا تفعل بتلك التجربة: أتتركها تتغلب عليك أم تستفيد منها لتكون أكثر قوة وعزماً؟".

النهار اللبنانية في

11.02.2016

 
 

أزمنة انتقالية

زياد الخزاعي (برلين)

هناك زحمة نشاطات في الدورة الـ 66 (11ـ 21 شباط 2016) لـ «مهرجان برلين السينمائي الدولي (برلينالة)». كأنّ «قيصره» ديتير كوسليك وأعضاء فريقه لا يرتهنون إلى ثبات بيت ثالث أكبر مهرجان دوليّ، بل راموا استقطابه أفكاراً مستحدثة، بدءاً من مسابقة رسمية، تتزعم الأميركية ميريل ستريب لجنة تحكيمها الأوروبية الأعضاء. مسابقة تمتاز بمشاركة فيلمين إيرانيين دفعة واحدة، بالإضافة إلى أطول شريط في الدورة: «تهويدة السرّ الحزين» للفيليبيني لاف دياز، الذي يستمرّ عرضه 8 ساعات و5 دقائق، مروراً باحتفاء «صندوق دعم سينما العالم» بأكبر منصة بحثية شعارها «يوم أفريقيا»، تناقش سينما القارة ورهاناتها الإبداعية.

لاجئون وعرب

للاّجئين نصيبهم، إذ أصدر المهرجان بياناً بشأنهم حثّ فيه ضيوفه وجمهوره على «التبرّع لأشخاصٍ تعرّضوا لصدمات نفسية جرّاء التعذيب والحرب والهجرة والاضطهاد». كما وزّع صناديق لتلقّي هِبَات (هناك عنوان إلكتروني مواز لها) ضمن محيط مقرّه القائمٌ في حيّ «بودسدامر»، تهدف إلى دعم «مبادرات لمساعدة اللاجئين على الاندماج، كتعلّم اللغة الألمانية، أو توفير مترجمين للعلاج وجلسات المشورة الاجتماعية، أو تغطية احتياجات يومية، كإيجاد سكن لآجالٍ قصيرة أو طويلة، وغيرها». بالإضافة إلى هذا، قرّرت الـ «برلينالة»، إثر انضمامها إلى «مركز دعم اللاجئين الشباب والمهاجرين»، اختيار من 10 إلى 20 لاجئاً، لتمضية فترة محدّدة في مكاتب المهرجان وكواليسه، بغية التعرف على قياداته وأساليب تسييره.

للعرب حصّتهم أيضاً. ذلك أنّ التونسي محمد بن عطية ضمن، بباكورته «هادي» (88 د.)، مكاناً له في عروض المسابقة: شاب يؤمن أن حياته بلا مفاجآت. أسير إرادة آخرين، من بينهم والدته. يتقاطع مصيره مع ريم، في زيارته مدينة «المهدية» الساحلية، قبل أن تُطلِق الشابة عنان حريته. وصف كاتالوغ المهرجان الشريط بأنه «قصّة تبدو، ظاهرياً، شخصية، لكنها سرعان ما تتحوّل إلى نظرة موسّعة لمجتمع في حالة انقلاب». يُضيف الوصف: «حكاية رمزية عن كسر التقاليد والسعادة ومخاضات الحرية». إليه، يحضر الجزائري رشيد بوشارب بفيلمه «السبيل إلى اسطنبول» (خانة «بانوراما»)، ملاحقاً فيه ضنك سيّدة بلجيكية في بحثها عن ابنة التحقت بتنظيم متطرّف في سوريا. ويرصد المصري تامر السعيد، في «آخر أيام المدينة» (خانة «فوروم»)، تحوّلات قيم، عبر حكاية سينمائي شاب يسعى إلى ربط مصائر مضطربة لغرباء بعثوا إليه بأفلامهم. يعرض السعودي محمود صباغ باكورته «بركة يقابل بركة»، عن لقاء بين موظّف شاب وشابة تعمل مع والدتها في متجر ملابس في جدة، فيختبران معاً يوميات التحايل على قوانين شرطة دينية تمنع اختلاطهما. من العناوين الأخرى، هناك «جوّع كلبك» (94 دقيقة)، جديد المغربي هشام لعسري، و «مخدومين» (وثائقي،67 دقيقة) للّبناني ماهر أبي سمرا، و «مواد سحرية تطفو في داخلي» (وثائقي، 68 دقيقة) للفلسطينية جومانة مناع، و «منازل بلا أبواب» (وثائقي، 90 دقيقة) للسوري أفو كابرئليان.

حكايات
في المسابقة التي شعّت بعناوين ذهبيّة، سيدور السجال والرهبة حول الفيلم الفيليبّيني «تهويدة السرّ الحزين» وعبئه، ليس بسبب زمن عرضه (485 دقيقة)، بل لأن مخرجه، المعروف بتريّثه، يخاطر بكلّ شيء، ولا يخشى مُشاهداً جزوعاً. هنا، يحاكم أسطورة أندريس بونيفاسيو دي كاسترو، الأب الروحي للبلاد، الذي واجه الاستعمار الإسباني أواخر القرن الـ 19، جاعلاً من بحث زوجته عن رميمه مسرداً شعرياً متشابكاً حول دور الفرد في التاريخ. تتجلّى هذه المسؤولية بنَفَس سحريّ في شريط الصيني يانغ تشاو «تيار معاكس»، عبر دأب قبطان سفينة شاب للوصول إلى طرائق إيمانية لعَتْق روح والده المتوفى أخيراً.

من ناحية أخرى، يقتبس الدنماركي توماس فينتربرغ جزءاً من حياته في «الكومونة»، سارداً دعوة عائلية في قصر منيف، تتحوّل إلى لمّة طبقية صغيرة، تمدح حريات مطلقة. بينما يجعل البوسني دانيش تانوفيتش، في «موت في سراييفو»، من إضراب عمّال أشهر فندق في المدينة، اختباراً عصيّاً لقناعات أوروبا الجديدة. أما الإيراني الموهوب رفيع بيتس فيُساجل، في «أنا نيرو»، معضلة الهويات والحدود، عبر حكاية شاب يسعى إلى الوصول إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكنه يواجه ابتزاز التجنّس في مقابل الانخراط كمرتزق للقتال في حروب الشرق الأوسط. هذا الأخير، سيكون مركز استقصاء وثائقي للأميركي أليكس غيبني في «أيام الصفر»، حول الفيروس الإلكتروني «ستكسنت»، الذي يستعمله الأميركيون والإسرائيليون سلاحاً لاختراق الكمبيوترات الإيرانية الخاصة ببرنامجها النووي. الفرنسي المخضرم أندره تيشينيه يعود إلى الـ «برلينالة» بجديده «أن تبلغ سنّ الـ 17»، ليمتحن مفهوم الألفة الجماعية بين يافعين، داميان الفرنسي القحّ، وتوماس ذي الأصول الشمال أفريقية. اليتم وتوابعه أساس مسارد البرتغالي أيفو م. فيريرا في «رسائل حربية»، التي ترد ضمن بريد يبعثه طبيب شاب إلى زوجته الحامل ببكرهما، ويتضمّن رواياته عن أهوال عايشها، وتبنّيه فتاة تيتّمت بسبب معاركها.

 

«هايل، سيزار!» للأخوين كُوِن.. أدغال هوليوود

نديم جرجوره

يفتتح «هايل، سيزار» للأخوين الأميركيين جويل وإيثان كُوِن الدورة الـ 66 لـ «مهرجان برلين السينمائيّ الدوليّ (برليناله)» مساء اليوم الخميس، 11 شباط 2016. فيلمٌ ساخر، يتناول وقائع الحياة المهنية واليومية لنجوم هوليوود، داخل كواليس الاستديوهات وأمام كاميرات التصوير.

تُقدِّم الـ «برليناله»، في 10 أيام تنتهي في 21 شباط 2016، عناوين مُنتَجة حديثاً، تُعرض للمرة الأولى دولياً في المسابقة الرسمية، وفي برامج مختلفة، بالإضافة إلى نشاطات السوق السينمائية، التي تُعتبر أبرز الأسواق السينمائية في المهرجانات الدولية وأهمّها.
منذ العام 1951، يتبوّأ المهرجان منصباً سينمائياً أساسيّاً في المشهد الدولي، إلى جانب «كانّ» والبندقية (أيلول)، يراد له أن يكون أحد منافذ الأفلام حديثة الإنتاج إلى العالم.

يروي «هايل، سيزار!» للأخوين الأميركيين جويل (1954) وإيثان (1957) كُوِن حكاية إدي مانيكس (جوش برولن)، الذي يعمل كـ «مُتدخِّل»، في أروقة صناعة السينما الهوليوودية. لكن، ماذا تعني هذه الوظيفة؟ الاستديوهات تستعين به كي يعثر على حلولٍ لمشاكل النجوم، المهنية والحياتية والعاطفية. إنه الوسيط الأساسيّ بين العاملين جميعهم في الاستديوهات أو شركات الإنتاج: ممثلة تُصبح حاملاً في شهرها الثالث، ما يعني أن مأزقاً إنتاجياً يقع، وأن صورة الاستديو تهتزّ. مخرج محتاج إلى ممثل لتأدية دور في فيلم درامي، فإذا بمانيكس يعثر عليه (بناء على طلب مدير شركة الإنتاج)، مع أنه غير بارع إلاّ في أدوار رعاة البقر. سيناريو فيلم يتناول لقاءً بين قيصر روماني والسيّد المسيح يتطلّب ما يُشبه الموافقة الـ «دينية»، الموزّعة على طوائف مسيحية ويهودية مختلفة... إلخ.

يحدث هذا في خمسينيات القرن الـ 20. مهمّات كثيرة يتحمّل إدي مانيكس مسؤولياتها. مثلٌ أول: الصحافة الشعبية تريد مواضيع تثير حشرية القرّاء. نوعٌ من الثرثرة الفضائحية. مانيكس نفسه يُصبح «حاجزاً» بين كتبة مقالات وخفايا المهنة. مثلٌ ثانٍ: يختفي الممثل بيرد ويتلوك (جورج كلوني) فجأة، أثناء تصوير فيلم القيصر الروماني. لن يكون البحث عنه سهلاً. هناك فدية مطلوبة (100 ألف دولار أميركي). يحاول جاهداً معرفة «هوية» طالبي الفدية. لكن المسألة مختلفة: كتاب سيناريوهات يشعرون بأنهم منبوذون من قِبَل الاستديوهات، التي تجمع أموالاً طائلة كإيرادات وأرباح، من دون أن يحصلوا على أكثر من أجورهم العادية جداً. يُصبح النقاش هنا اقتصادياً ـ اجتماعياً ـ ثقافياً: الشيوعية والاشتراكية في مواجهة رأسمالية الاستديوهات... إلخ.

3 مشاهد بديعة للغاية تُشكّل ركائز أساسية لـ «هايل، سيزار!»: لقاء إدي مانيكس بـ 4 رجال دين مسيحيين ويهود لمناقشة كيفية تقديم المسيح في السيناريو الرومانيّ. النقاش الدائر بين كتّاب السيناريوهات الاشتراكيين ـ الشيوعيين والممثل «المخطوف» بيرد ويتلوك. تصوير لقطة أساسية للفيلم الرومانيّ نفسه، الخاصّ بلقاء القيصر بالناصريّ. فبالإضافة إلى جمالية الحوارات وعمقها الانتقادي الساخر، وبراعة الأداء في كشف النوايا الحقيقية للشخصيات وأفكارها؛ تتحوّل المشاهد إلى إعادة قراءة مبطّنة لأحوال الذات الفردية وعلاقاتها بالجماعة، ولحالات متداخلة بين إيمان وشكّ، أو بين وقائع وأوهام، أو بين تناقضات العيش والسلوك.

لا شكّ في أن المشهد الافتتاحيّ عميقٌ في إيحاءاته المفتوحة على سؤال الإيمان ومتطلباته، وأحوال العيش اليومي التي تأخذ المرء إلى نقيض المتطلبات الإيمانية. مشهد يختزل سيرة إدي مانيكس، ويضع الأسئلة في مواقعها المختلفة. فالرجل يجلس على كرسيّ الاعتراف داخل كنيسة، ويُخبر الكاهن، بعد أن يطلب منه المغفرة على خطاياه، أنه لم «يعترف» منذ ساعات قليلة فقط. إنه مُعذَّبٌ. وعذابه نابعٌ من كذبه أمام زوجته حيال مسألة التدخين (تطالبه بالتوقّف عن التدخين، فيوافق معها، لكنه يستمرّ في التدخين خفية عنها). لقطةٌ تقول، إلى جانب الكمّ الهائل من السخرية المبطّنة، أشياء كثيرة تُكتَشف لاحقاً، عن الكذب والاحتيال، وعن الإيمان والمآزق التي يولّدها في ذات الفرد، وعن أسلوب العيش والمهنة.

هذا كلّه يبقى ناقصاً أمام متعة المُشاهدة. «هايل، سيزار!» يمتلك جماليات منسحبة على التصوير والتوليف والإضاءة، كما على الأداء والمسارات الدرامية والمعالجة، انطلاقاً من نصّ يكتبه الأخوان كُوِن اللذان يتكفّلان بالمونتاج والمشاركة في الإنتاج أيضاً.

* يُحقِّق «هايل، سيزار!» إيرادات داخل الولايات المتحدّة الأميركية، بين 5 و8 شباط 2016، تبلغ 12 مليوناً و241 ألفاً و690 دولارا أميركيا، في مقابل 22 مليون دولار أميركي كميزانية، علماً أن عروضه الدولية تبدأ في 17 شباط 2016.

«برلينالة»
بعد 6 أعوام على انتهاء الحرب العالمية الثانية، يتأسّس «مهرجان برلين السينمائيّ الدولي». الحاجة ملحّة للنهوض بألمانيا الغربية من ركام الحرب والموت والخراب، ومن قسوة الانشقاق و«الاحتلال الجديد»، المتمثّل غرباً بالحلفاء الـ 3: الولايات المتحدّة الأميركية والمملكة المتحدّة وفرنسا. يريد هؤلاء للمهرجان أن يكون «واجهة العالم الحرّ»، في مقابل المعسكر الاشتراكيّ بزعامة الاتحاد السوفياتي السابق. بعد سقوط جدار برلين (9 تشرين الثاني 1989)، تختار إدارة الـ «برليناله» مقرّاً جديداً لها في «بوتسدامر»، بالقرب من آثاره. يجتهد مؤسّسوه لجعله عنواناً للتلاقي الثقافي ـ السينمائيّ، كما للاشتغال الاقتصادي ـ الصناعي ـ التجاريّ للفن السابع، من خلال «السوق السينمائية»، الأشهر والأهمّ دولياً.

إلى جانب المسابقة الرسمية، التي تعرض أفلاماً منتجة حديثاً «للمرّة الأولى دولياً»، هناك استعادات وتكريمات وكلاسيكيات وبرامج مختلفة، موزّعة على أنماط عديدة: أفلام الشباب، أفلام قصيرة، نافذة على العالم، إلخ. هذا كلّه يتابعه بشكل مباشر على مدى 10 أيام 20 ألف مهنيّ من 120 دولة تقريباً، بينهم 4200 صحافيّ. هناك نحو 230 ألف مُشاهد يدفعون ثمن بطاقات الدخول لمشاهدة الأفلام، علماً أن الرقم قابلٌ للارتفاع، إذ يتردّد أن هناك نحو 430 ألف مُشاهد في دورات سابقة.

السفير اللبنانية في

11.02.2016

 
 

اليوم.. نجوم العالم على السجادة الحمراء فى "برلين"

تقرير– بوابة الوفد : حنان أبوالضياء

اليوم تسير على السجادة الحمراء لمهرجان برلين مجموعة كبيرة من النجوم على رأسهم نيكول كيدمان جورج كلونى وكولين فيرث وإيما تومسون وجود لو وكيرستن دانست وجيرار دوبارديو. وفى الدورة السادسة والستين من مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) لهذا العام. التى تبدأ اليوم إلى 21 فبراير المقبل. هناك فيلم ألماني واحد مشارك فى المسابقة وهو «24 أسبوعاً» للمخرجة أنا تسورا بيراخد سيشارك في المسابقة الرسمية بالمهرجان وتقوم بدور البطولة في الفيلم يوليا ينتش التي تلعب دور عاملة في ملهى ليلي في الشهر السادس من حملها،

وقد فكرت المرأة وزوجها في إجراء عملية إجهاض بعد معرفتهما أن الجنين مصاب بخلل خطير في القلب ومتلازمة داون. ويشارك فى هذا العام 18 فيلماً بالمسابقة الرسمية بينها أفلام من الصين والولايات المتحدة وإيران وفرنسا وتونس والدانمارك وبريطانيا وقد شاركت ألمانيا في إنتاج بعض من هذه الأفلام.. ويؤكد ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين أن «أرقام مبيعات بطاقات المهرجان تظهر رغبة كبيرة لرؤية الأفلام في صالة سينما برفقة أشخاص». لذلك بيعت أو وزعت نصف مليون بطاقة في إطار مهرجان برلين العام الماضي وهو المهرجان الرئيسي الوحيد الذي يتيح للجمهور حضور كل العروض. ويرى كوسليك أن مستقبل المهرجانات لا يزال مضموناً طالما أن عشاق السينما بحاجة إلى أجواء الأناقة والتألق لنجوم الفن السابع على السجاد الأحمر.

ويفتتح مهرجان برلين دورته هذه السنة بآخر أفلام الشقيقين كوين «يحيا القيصر» والفيلم للأخوين ديفيد كوين وإيثان كوين، ويجمع كوكبة كبيرة من النجوم والنجمات، منهم النجم جورج كلوني الذي يجسد دور ممثل يقوم بتجسيد شخصية قيصر روما، ولكنه ينسى الحوار وهو التعاون الثامن الذى يجمعهما معاً. يدور الفيلم فى خمسينيات القرن الماضي حول قصة حياة أيدي مانيكس الذي كان يعمل فى استوديوهات هوليوود، ويعتبر نفسه «حلَّال المشاكل» ويهدد سمعة نجوم هوليوود، كما يتطرق العمل إلى كواليس صناعة السينما.. وتترأس لجنة تحكيم المهرجان النجمة العالمية، ميريل ستريب الحائزة على الأوسكار 3 مرات والمرشحة لها 20 مرة، الأولى جائزة أفضل ممثلة ثانوية عام 1979 عن دورها في فيلم كرامر ضد كرامر والثانية جائزة أفضل ممثلة رئيسية عام 1982 عن دورها في فيلم اختيار صوفي والثالثة جائزة أفضل ممثلة رئيسية عام 2012 عن دورها في فيلم المرأة الحديدية، كما ترشحت لخمسة عشرين جائزة جولدن جلوب فازت بثماني منها، وبهذا تعتبر الأولى بعدد الترشيحات لهاتين الجائزتين، وجاءت ميريل ستريب ضيفة على المهرجان مرات عدة ومنحت جائزة الدب الذهبي الفخرية عن مجمل مسيرتها العام 2012، وقالت لي إنها ترغب في أن تمضي وقتاً أطول في برلين.. تعتبر ميريل ستريب واحدة من أفضل الممثلات على قيد الحياة حالياً، تعرف بقدرتها العجيبة على إتقان جميع اللهجات وإن كانت تكرر دائماً أنها تقوم بذلك بفضل مساعدة مدربين اللغات الذين تتعامل معهم. تميزها في العديد من الأدوار جعلها تستحق لقب الأسطورة الحية.. وتضم لجنة المسابقة بين أعضائها الممثل اﻹنجليزي كليف أوين (ممثل بريطاني، حاصل على جائزة الجولدن جلوب 2005 لأفضل ممثل في دور مساند عن دوره في فيلم كلوزر، وحصل بنفس الدور على جائزة أفضل ممثل في دور مساند من الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتليفزيون، كما حصل على جائزة نقابة ممثلي الشاشة 2001 لأفضل فريق ممثلين عن دورهم في فيلم جوسفورد بارك.

كما رشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عام 2005 عن دوره في فيلم (Closer).. وتشارك فى اللجنة المخرجة البولندية مالجورزاتا زموسكا التى حصلت العام الماضى على الدب الفضى عن فيلمها Body. والممثلة اﻹيطالية ألبا روراتشر (وهى ممثلة إيطالية، ولدت في عام 1979 في فلورنسا بتوسكانا، وهي ابنة لأب ألماني وأم إيطالية. درست التمثيل في روما، ومثلت للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم L'amore ritrovato في عام 2004، وحازت على جائزة دافيد دي دوناتيللو في عامي 2008 و2009، كما حازت على جائزة أفضل ممثلة صاعدة في عام 2009 من مهرجان برلين السينمائي الدولي)، وتشارك فى اللجنة المصورة الفرنسية بريجيت لاكومب والناقد السينمائي اﻹنجليزي نيك جيمس والممثل اﻷلماني لارس إيدينجير.

وقررت إدارة المهرجان هذا العام تكريم عدد من اﻷسماء الراحلة، وإحياء ذكراهم من خلال تخصيص ثلاثة عروض خاصة ﻷفلامهم، حيث تقرر عرض فيلم “The Man Who Fell to Earth” إنتاج 1976، تكريمًا لذكرى المغني والممثل الإنجليزي الراحل ديفيد باوي ومغني روك بريطاني، حائز على جائزتي غرامي وجائزتي بريت، متزوج من عارضة الأزياء الأمريكية إيمان، توفي في يوم 10 يناير 2016 بعد معاناته من مرض السرطان).. وعرض فيلم “Sense and Sensibility” إنتاج 1995 تكريمًا لذكرى الممثل الكبير آلان ريكمان الذى توفي يناير الماضى عن 69 عاماً إثر إصابته بمرض السرطان.

واشتهر ريكمان بتأدية دور البروفيسور سنيب في سلسلة أفلام هاري بوتر، كما قدم أدوار شر شهيرة في أفلام هوليوود. وحظي ريكمان بفرصته الكبرى الأولى للظهور في برودواي من خلال مسرحية «ليه ليازون دينجروز» (العلاقات الخطيرة) في منتصف الثمانينيات، قبل تقديمه أول دور كبير في السينما بفيلم «داي هارد» من بطولة النجم بروس ويليس بعد ذلك بقليل. وكان هذا بداية عدة أدوار شر اشتهر بتقديمها، من بينها رئيس شرطة نوثنغهام في فيلم «روبن هود: برنس أوف ذا ثيفز» (روبن هود: أمير السرّاق). شارك ريكمان في أفلام سويني تود: الحلاق الشيطاني لشارع فليت و(صدقاً، جنوناً وفي الأعماق والحب في الواقع).. ويعرض فيلم “Le Bal” إنتاج 1983 تكريمًا لذكرى المخرج اﻹيطالي الكبير إيتوري سكولا (كاتب سيناريو ومخرج إيطالي. بدأ في عالم السينما من خلال كتابة السيناريوهات في عام 1953، وأخرج أول فيلم «لنتحدث عن النساء»، في عام 1964، بعد عشر سنوات في عام 1974، انضم سكولا لقائمة المخرجين الإيطاليين العالميين، من خلال فيلمه «أوه كم نحب بعضنا بعض». في عام 1976 فاز بجائزة مهرجان «كان» عن فيلمه الرائع «قبيح، قذر، وسيئ».

منذ ذلك الحين وإيتوري سكولا، يخرج العشرات من الأفلام الرائعة، خصوصاً فيلم «يوم خاص» (1977)، «ليلة في فارين» (1982)، «كم الوقت الآن؟» (1989)، و«رحلة القائد فراكاسا» (1990). إيتوري أخرج قرابة الأربعين فيلماً في 40 عاماً، وما زال ينتج).. وتعرض في إطار المهرجان مجموعة من الأفلام الوثائقية ويقدم تنوعاً كبيراً في اللغات والثقافات مع أفلام صينية وبلجيكية وفرنسية ونيوزيلندية وأمريكية وتونسية.

تتكون أفلام المسابقة الرسمية من 18 فيلماً من بينها فيلمان هما أول ما يقدمه مخرجاهما (العمل الأول)، وفيلمان من إخراج مخرجتين، و16 فيلماً لمخرجين من الرجال، كما يوجد فيلمان من الأفلام التسجيلية الطويلة.

ويشارك فى المهرجان من المخرجين الكبار دينيس تانوفيتش البوسني ونال تانوفيتش تعليمه السينمائي في أكاديمية الفنون والسينما في سراييفو قبل أن يقوم بتصوير العديد من الأفلام الوثائقية القصيرة التي حازت أغلبها على جوائز رفيعة في أكثر من مهرجان عالمي، هذا كله قبل أن يتمكن تحقيق فيلمه الروائي الطويل المعنون «أرض لا أحد» الذي أنجزه العام 2002، ويشارك توماس فتنبرج (الدانماركي)، الذى قدم للسينما من قبل عدة أفلام أولها عام ٣٩٩١ وهو (الدائرة الأخيرة) وآخرها (سابمرينو) في ٠١٠٢.. في فيلم الصيد يروي توماس حكاية (لوكاس) من خلال حادثة حقيقية وقعت في إحدي المدن الصغيرة بالدانمارك عن مدرس شاب (لوكاس) شاب وجد نفسه يهجر كل شيء ليبدأ حياة جديدة بعد أن هجرته زوجته وطلبت الطلاق.. ومن المخرجين الجدد في برلين من بريطانيا وإيران وتونس.. وتضم المسابقة أفلام «وحيداً في برلين» وهو من إخراج المخرج والممثل والمصور السويسرى فنسنت بيرتز (إنتاج مشترك ألماني فرنسي وبريطاني)، و«بوريس دون بياتريس» لدينيس كوتيه (كندا)، و«رسائل من الحرب» لإيفو م. فيريرا (البرتغال)، و«التنين يصل» لماني حجيجي (إيران)، و«نار في البحر» لجيانفرانكو روزي (إيطاليا) وهو فيلم تسجيلي، و«عبقري» لمايكل غرانداج (بريطانيا- الولايات المتحدة) وهو العمل الأول لمخرجه، و«أغنية اللغز الحزينة» للاف دياز (الفلبين، سنغافورة). وتتضمن المسابقة الرسمية أيضا فيلم «الكوميونة» لتوماس فتنبرج (إنتاج مشترك دانماركي، سويدي وهولندي)، و«الأشياء القادمة» لميا هانسن- لوف (فرنسا، ألمانيا)، و«خاص منتصف الليل» لجيف نيكولز (الولايات المتحدة)، و«في الـ17» لأندريه تشينيه (فرنسا)، و«الموت في سراييفو» لدينيس تانوفيتش (البوسنة والهرسك)، و«أيام الصفر» لألكس غيبني (الولايات المتحدة) وهو أيضاً من النوع التسجيلي، و«ولايات الحب المتحدة» لتوماس وايسلوسكي (بولندا، السويد)، و«24 أسبوعاً» لآن زهره براشد (ألمانيا)، و«عكس التيار» ليانغ شاو (الصين)، و«أحبك يا هادي» لمحمد بن عطية (تونس) وهو عمله الأول، وأخيرا فيلم «صوي نيرو» لرافي بيتس (ألمانيا، فرنسا، المكسيك). أما مسابقة الأفلام القصيرة فتشمل 26 فيلماً، وتتكون لجنة التحكيم من 3 أعضـاء هم: الشيخة حور القاسمي مسـئولة بينالي الشارقة، والمخرج الإسرائيلي التقـدمي أفـي مغربي، والكاتبة اليونانيـة كاترينـا جريغـوس. في قسم (المنتدى الممتد) يعرض 32 فيلماً من الأفلام مختلفة الطول من السينمات الأوروبية وسينما العالم الثالث.

ويعرض خارج المسابقة، كل «تحية يا قيصر» للأخوين كوين (الولايات المتحدة) وهو فيلم الافتتاح 11 فبراير الجاري، و«شي- راك»، لسبايك لي (الولايات المتحدة)، الذي يقتطع الجزء الأول من كلمة «شيكاجو» وأيضاً الجزء الثاني من كلمة «عراق»، وفق تلك المعطيات، حيث تقع مدينة «شي راك» جنوب شيكاجو التي تعرف بعنفها المجنون الذي دعا أهلها إلى تسميتها بهذا الاسم.

الفيلم يذهب إلى عمق التاريخ والزمن ليقتبس مسرحية «ليسستراتا»، وهي إحدى مسرحيات الكاتب الإغريقي أريستوفانيس والتي قدمها عام 411 قبل الميلاد، وتعتمد على موقف جريء للنساء بعد أن فشل الرجال في إيقاف الحرب التي نشبت وأخذت فلذات أكبادهم وأشقاءهم.

الفيلم كتب له السيناريو كيفن ويلموت بالتعاون مع المخرج سبايك لي، اعتماداً على النص الأصلي. وحينما تمت الإشارة إلى عنوان الفيلم جاءت ردود الأفعال من قبل سكان مدينة «شي راك» لأنهم يريدون تجاوز صفة العنف التي ظلت تطارد مدينتهم. الفيلم من بطولة تينوها باريس بدور «ليسستراتا»، بينما جسد دور «شي راك» نيك كانون. كما شارك أيضاً جون كوزاك وصموئيل لي جاكسون بدور الراوي وأنجلينا باسيت ويسلي سنابس وأكبر عدد من النجوم السمر في هوليوو ويشارك خارج المسابقة أيضا «أنباء من كوكب المريخ» لدومنيك مول (فرنسا، بلجيكا)، و«البطريرك» للي تاماهوري (نيوزيلندا)، وأخيرا فيلم «القديس حب» لبينوا ديلفين وجوستاف كيفرين (فرنسا، بلجيكا). وفى «برلين- عروض خاصة هناك 8 أفلام منها الفيلم الوثائقي «الغزو القادم» للمخرج الأمريكي المثير للجدل مايكل مور. المخرج مايكل مور الحائز على جائزة الأوسكار، يعرف عنه جرأة تصريحاته، كما أن له مواقف وآراء سياسية بارزة في العديد من القضايا المهمة، ومن أشهر أفلامه الوثائقية السياسية المثيرة للجدل فيلم «فهرنهايت 9/11» و«الرأسمالية: قصة حب».

من أقواله الشهيرة، عندما أعرب عن خيبة أمله في الرئيس أوباما،: «عندما يُكتبُ تاريخ هذه الحقبة، هكذا سوف يتم تذكرك: كان أول رئيس أسود». في أعماله التي تتصف بالسخرية الاجتماعية والسياسية الحادة، مور ينتقد الرأسمالية، الليبرالية الجديدة والعولمة والشركات والسياسيين الأمريكيين. في عام 2003، حصل على جائزة عن فيلمه «بولينغ لكولومباين»، في 2004 على جائزة «السعفة الذهبية» في مهرجان «كان» السينمائي عن فيلمه — «فهرنهايت 9/11».. وتعرض فى برلين ايضا ثلاثة أفلام أمريكية أخرى إلى جانب فيلم مور، هي: «غرباء الموسيقى» لمورجان نيفيل (وثائقي)، و«أمامنا مسافة أميال» لدون شيدل و«الطائر الوطني» لسونيا كينبيك (وثائقي). والفيلم البريطاني الوثائقي «4 بوتريهات لجون بيرجر» الذي اشترك في إخراجه ثلاثة مخرجين من بينهم الممثلة تيلدا سوينتون. والفيلم الياباني «خبيث» لكيوشي كوروساوا، والفيلم البريطاني الجديد «عاطفة هادئة» للمخرج الشهير تيرانس ديفيز، والفيلم السويدي الجديد «لعبة خطرة» لبرنيلا أوغست.

ويعرض في «البانوراما» الفيلم الجديد للمخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب «الطريق إلى إسطنبول» (من الإنتاج المشترك بين الجزائر وفرنسا وبلجيكا). يتناول موضوع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، شارك في كتابة نصه الروائي الجزائري ياسمينة خضرا، رفقة السيناريست الفرنسي أوليفييه لوريل، الذي سبق أن شارك بوشارب في كتابة فيلم «أنديجان»، وقد حاز أوليفييه لوريل جائزة «السيزر» لأفضل كاتب سيناريو أصلي. كما تشارك الكاتبة الفرنسية زو جالورون رشيد بوشارب، للمرة الثانية، في كتابة أحد أفلامه بعد أن كانت لها لمستها الخاصة في كتابة فيلم «لندن ريفير» سنة 2009. بوشارب يراقب خلال عمله الأوضاع التي تعيشها العالم، وهو المخرج العربي الوحيد الذي حقق خلال العشر سنوات الأخيرة أعلى مستوى من الإيرادات عبر فيلم واحد «أنديجان» الذي صدر عام 2006، رشحه إلى جائزة الأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية.

ويعرض فى المهرجان العرض الأول لفيلم «genius» الذى يستعرض السيرة الذاتية للناشر البارز ماكس بيركنز الذى نشر لبعض من أشهر الكتاب الأمريكيين. يشارك فى بطولة الفيلم كولين فيرث وجود لو ونيكول كيدمان، ويتناول الفيلم قصة الناشر الذى فتح الباب أمام إرنست هيمنجواى واف سكوت فيتزجيرالد وتوماس وولف. و«genius» هو الفيلم الروائى الطويل الأول للمخرج البريطانى مايكل جرانداج الذى اشتهر بعمله فى المسرح.

الوفد المصرية في

11.02.2016

 
 

مهرجان برلين ينطلق الليلة بـ400 فيلم تمثل سينما العالم

برلين ـ خالد محمود:

«آخر أيام المدينة» يعرض غدا و5 أفلام مصرية فى قسم «امتداد المنتدى»

• «نحبك هادى» التونسى يمثل العرب فى السباق إلى الدب الذهبى

رشيد بوشارب يشارك بفيلمه «الطريق إلى إسطنبول» بقسم البانوراما

يبدأ اليوم مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ ٦٦، والتى تستمر حتى 21 فبراير الحالى، حيث يعرض «البرلينالى» كما يطلقون عليه نحو 400 فيلم من مختلف أنحاء العالم فى أقسام المهرجان المتعددة، منها المسابقة الرسمية التى يشارك فيها هذا العام 18 فيلما تتنافس على جائزة الدب الزهبى.

الوجبة السينمائية تعكس بحق كيف يفكر سينمائيو العالم فى واقع أصبحت أيامه مليئة بالصراعات السياسية والاجتماعية، وباتت رحلة المواطن فى البحث عن أمل والإحساس بالسعادة شاقة ومؤلمة.

ويجدر هنا ذكر مقول رئيس المهرجان ديتر كوسليك، بأن الحق فى السعادة للناس ولعشاق السينما فى أرجاء العالم هو موضوع مهرجان هذا العام، وهو ما تحمله بالفعل الأعمال المشاركة، والواقع أن الافلام لا تقتصر على معالجة حق الإنسان فى السعادة بل أيضا الحق فى العمل والحب وفى أن يكون لديه وطن.

نظرة رئيس المهرجان لدورة هذا العام ينطلق حلمها منذ ليلة الافتتاح فى قاعة قصر المهرجان ببوتسدامر بلاتز، التى يعرض فيها فيلم «هيل سيزر» التى تدور أحاثة فى إطار كوميدى عن العصر الذهبى لهوليوود وهو للمخرجين الأمريكيين المتميزين جويل وإيثان كوين، وبطولة الفيلم لنجوم من العيار الثقيل هم جورج كلونى وسكارليت جوهانسون وجوش برولين ورالف فينيس وتشانينج تاتيوم، وهو ما اعتبر بمثابة بداية نموذجية لمهرجان برلين 2016، أول المهرجانات الثقيلة فى ٢٠١٦.

ومن المؤكد أن الاخوين كوين سيُسعدان الجمهور بروحيهما المرحة وشخصيتيهما الفريدة ومهارتيهما فى لغة سرد سينمائى تخصهما، وهما يذكراننا بعصر ذهبى.

بينما يشارك الفيلم المصرى «آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد فى قسم «المنتدى» بالمهرجان، حيث تشهد شاشة المهرجان العرض العالمى الأول، غدا، للفيلم والذى يعد أيضا العمل الأول لمخرجه.

الفيلم تم تصوره بين القاهرة وبغداد وبيروت ولبنان وبرلين، وقد بدأت فكرته بين بطله خالد عبدالله ومخرجه عام 2006، وتم الاتفاق على تصويره عام 2008، وتدور أحداثه حول «خالد السعيد»، مخرج شاب يعيش فى وسط القاهرة مع أمه المريضة، توفى أبوه وهو يشعر بخيبة أمل فيه، وتركته صديقته وهاجرت، ويشعر خالد بأن منطقة وسط البلد التى يعشقها تتغير من حوله وجمالها يخفت ويتفتت شيئا فشيئا، وفى وسط هذا يريد أن يخرج فيلم عن مدينة تشهد على فقده كل ما يحب، ليظهر روح تلك المدينة الصاخبة، لكننه لا يستطيع إنهاء هذا الفيلم.

ويمزج العمل بين قصة حياته ومواقف تواجه أصدقاءه حيث يوقظ موت والده ذكريات طفولته حينما كانت القاهرة مكانا أكثر إشراقا، وهناك حكايات أخرى من بيروت وبرلين، حيث يربط الفيلم بين أربعة أصدقاء من ثلاث مدن، كل منهم يتعلق بالمدينة التى يعيش فيها بمشكلاته واحلامه.

الفيلم بطولة خالد عبدالله وليلى سامى وحنان يوسف ومريم سعد وعلى صبحى مع حيدر الحلو وباسم حجار وباسم فياض، وتأليف رشا سلطى وتامر السعيد.

على جانب آخر، كشف مهرجان برلين، عن اختيار 5 أفلام مصرية جديدة ستعرض فى قسم «امتداد المنتدى» للسينما الجديدة هى «اكسبيرد» أو «منتهى الصلاحية» إخراج إسلام كمال، وسيعرضه المهرجان لأول مرة عالميا، وفيلم «فتحى لا يعيش هنا بعد الآن» للمخرج ماجد نادر وهو الفيلم الذى اعتمد فى جزء من تمويله على الجماهير والمتبرعين، سواء كان هذا الدعم ماديا أو معنويا، وتم تصوير الفيلم بالأبيض والأسود وفى أكثر من محافظة.

ثالث الأفلام هو «ذاكرة عباد الشمس» للمخرجة مى زايد والذى سيعرض أيضا لأول مرة فى هذا المهرجان، الموقف نفسه يتكرر مع فيلم «كما تحلق الطيور» للمخرجة هبة أمين، وفيلم «اعتدال» للمخرجة أنجا كيرشنر وهو إنتاج مصرى إنجليزى يونانى.

أما عن المشاركة العربية فى المسابقة الرسمية فنجد الفيلم التونسى «نحبك هادى» للمخرج محمد بن عطية، الذى يعيد التنافس العربى على دب برلين بعد ابتعاد عشرين عاما للسينما التونسية فى المسابقة منذ فيلم «صيف حلق الوادى» للمخرج فريد بو غدير الذى شارك فى المسابقة الرسمية عام ١٩٩٦، وسيعرض يوم 12 فبراير القادم، ويتنافس للحصول على جائزة الدب الذهبى ضمن 17 فيلما من 14 بلدا من بينها ألمانيا والصين وإيران وكندا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال.

يعد الفيلم العمل الروائى الطويل الأول لمخرجه، وهو من بطولة صباح بوزويتة وريم مسعود وحكيم بومسعودى ومجد مستورة وسيعرض يوم 12 فبراير، ويتناول الفيلم بشكل واقعى كيف يمكن لإنسان أن تهتز حياته أو تنقلب إذا دفعه مصيره إلى مفترق طرق وخيارات صعبة، وذلك من خلال قصة الشاب «هادى» الذى يستعد للزواج لكن الظروف تقوده إلى مهمة عمل فى محافظة أخرى، حيث يتعرف على فتاة ثانية ويشعر بألفة كبيرة معها وحينها يقع فى حيرة الاختيار بين الفتاتين.

وقال بن عطية، إن اختيار الفيلم للمشاركة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين العريق أمر رائع. بالتأكيد يدعو للفخر وقد اخترت تناول القصة بشكل واقعى، ومن الجيد أن حكاية تونسية تمس أجانب وتؤثر فيهم.

وفى مفاجأة جديدة، يشارك الفيلم السعودى «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود صباغ فى مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ66، حيث اختارته إدارة المهرجان ليعرض فى قسم الفورم «المنتدى» ضمن 16 فيلما عالميا فى عرضه العالمى الاول، وهى الخطوة التى تؤكد أن السينمائيين السعوديين بدأوا الدخول فى مرحلة جديدة، يسعون خلالها إلى التواجد على شاشة المهرجانات العالمية بجانب التواجد المحلى.

فيلم «بركة يقابل بركة» يقوم ببطولة هشام فقيه وفاطمة البنوى وهو إنتاج مخرجه أيضا وتم تصويره فى جدة.

وتعتبر هذه التجربة الأولى لمحمود كفيلم طويل مستقل لا يتبع أى جهات تجارية، حيث قدم من قبل مسلسلات تليفزيونية وأفلاما وثائقية، واعرب الصباغ عن أمنياته بأن يكون الفيلم سببا فى صعود سينما سعودية مستقلة تحظى بالإعجاب والتواجد المشرف.

بينما يشارك هذا العام المخرج الجزائرى رشيد بوشارب بفيلمه الجديد «الطريق إلى إسطنبول» ضمن بانوراما المهرجان التى تعرض على هامش المهرجان، بعد أن شارك فى المسابقة الرسمية بالدورة الـ ٦٤ بفيلمه «طريق العدو» ويتنافس فى المسابقة الرسمية هذا العامومن بين الأفلام المتنافسة Genius أو «عبقرى» أول عمل روائى طويل للمخرج البريطانى مايكل جرانداج، وتقوم ببطولته نيكول كيدمان أمام جود لو وجاى بيرس.

وفى مسابقة الافلام الطويلة فيلم «٢٤ أسبوع» والذى ينافس على الدب الذهبى بجانب ١٧ فيلما آخرين، الفيلم إخراج وتأليف أنى زورا بيراشيد فى ثانى افلامها الروائية الطويلة بعد «اثنين من الأمهات»، وبطولة يوليا ينتش التى تلعب شخصية استريد عاملة فى ملهى وهى حامل فى الشهر السادس، وقد فكرت المرأة وزوجها ماركوس فى إجراء عملية إجهاض، بعدما تبين أن الجنين مصاب بخلل خطير فى القلب ومتلازمة داون.

وفيلم «وحدى فى برلين» إخراج فينسينت بيريز، وهو إنتاج مشترك مع فرنسا وبريطانيا وبطولة بريندان جليسون وايما تومبسون ورانيل بيريل، وفيلم soy nearo، إخراج رافى بيتس وفيلم «أشياء قادمة» إخراج ميا هانس لاف وهو مشترك مع فرنسا، الفيلم الوثائقى الإيطالى الفرنسى «نار فى البحر» للمخرج الإيطالى جيانفرانكو روسى، صاحب تجارب «القاتل المأجور» و«غرفة 164»، بينما تدخل الولايات المتحدة المنافسة بفيلمين الأول الوثائقى «الأيام صفر» للمخرج الأمريكى أليكس جيبنى الحائز على جائزة الأوسكار سنة 2008، وهو مخرج الفيلم الجديد «ستيف جوبز».

وسيعرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان برلين فى عرض عالمى، ويعرض أيضا الفيلم الأمريكى الجديد «خاص منتصف الليل» Midnight Special فى عرض عالمى أول، وهو من إخراج جيف نيكولز وبطولة كريستين دانسيت ومايكل شانون وآدم درايفر، ويصور الفيلم الذى ينتمى لنوع الخيال العلمى البحث الشاق فى عموم الولايات المتحدة عن أب وابنه لديهما قدرات خارقة.

الشروق المصرية في

11.02.2016

 
 

بالصور.. جورج كلونى وآمال يتناولان "العشاء" قبل حضورهما افتتاح "برلين"

كتبت رانيا علوى

التقطت عدسات مصورى "البابارتزى" عدة صور للنجم العالمى جورج كلونى برفقة زوجته المحامية الحقوقية آمال علم الدين، أثناء خروجها من أحد المطاعم فى برلين، وذلك بعد تناولهما وجبة عشاء رومانسى. وظهر الثنائى آمال وكلونى محاطين بعدد من الحراس الشخصيين فى حين كان فى انتظارهما عدد كبير من المعجبين الذين أتوا من أجل تحية الزوجين، ولفتت آمال الأنظار بارتدائها سروالا فضفاضا. ويتواجد حاليا جورج كلونى فى برلين لكى يحضر اليوم انطلاق فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ66، حيث يعرضه فيلمه "Hail, Caesar" بالافتتاح، وهو العمل الذى تدور أحداثه فى خمسينيات القرن الماضى حول إيدى مانيكس الذى كان يعمل فى استوديوهات هوليوود، ويتطرق العمل إلى كواليس صناعة السينما 

بالصور.. استعدادات "برلين" لاستقبال النجوم بافتتاح مهرجانها.. اليوم

كتبت رانيا علوى

تنطلق اليوم الخميس فعاليات الدورة الـ66 لمهرجان برلين السينمائى الدولى، حيث استعد القائمون على المهرجان لحفل الافتتاح، وتم ضع مجسم "الدب" والذى يعبر عن جائزة المهرجان فى عدد من شوارع البلد، اضافة إلى "البنرات" التى تزين الشوارع. وتم إعداد السجادة الحمراء لاستقبال النجوم العالميين الذين يحضرون حفل الافتتاح، أبرزهم جورج كلونى ونجمة الأوسكار الشهيرة ميريل ستريب وكلايف أوين، وغيرهم. يذكر أن فعاليات مهرجان برلين السينمائى تستمر حتى 21 فبراير الجارى، وسيتم خلالها عرض أكثر من 400 عمل، بجانب عدد كبير من الاحتفاليات على هامش المهرجان، ولأن ألمانيا تمتلك حبا خاصا لهوليوود ومن المقرر أن يعرض فى الافتتاح فيلم "Hail, Caesar" للنجم الشهير جورج كلونى والذى يعد واحدًا من أهم ضيوف المهرجان، وتدور أحداثه العمل فى خمسينيات القرن الماضى حول إيدى مانيكس الذى كان يعمل فى استوديوهات هوليوود، ويتطرق العمل إلى كواليس صناعة السينما 

شاهد.. مقعد جورج كلونى فى الصف الأول فى افتتاح "برلين السينمائى"

كتبت رانيا علوى

أقيمت أمس الأربعاء، بروفة، لحفل افتتاح مهرجان برلين السينمائى الـ66، والذى ينطلق اليوم الخميس، وذلك للوقوف على أدق التفاصيل الخاصة بالمهرجان، والتقطت صورة لمقعد النجم جورج كلونى والتى وضعت صورته على المقعد الخاص به فى الصف الأول. يذكر أنه يعرض بفعاليات مهرجان برلين السينمائى أكثر من 400 عمل، وذلك إلى جانب عدد كبير من الاحتفالات على هامش المهرجان، ويعرض فى الافتتاح فيلم "Hail, Caesar" للنجم الشهير جورج كلونى والذى يعد واحدا من أهم ضيوف المهرجان، وهو العمل الذى تدور أحداثه العمل فى خمسينيات القرن الماضى حول إيدى مانيكس الذى كان يعمل فى أستوديوهات هوليوود، ويتطرق العمل إلى كواليس صناعة السينما 

بالصور.. أعضاء لجنة تحكيم مهرجان برلين فى مؤتمر صحفى قبل الافتتاح

كتبت رانيا علوى

اجتمع أمس الأربعاء، أعضاء لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ66 والتى تترأسها نجمة الأوسكار الشهيرة ميريل ستريب "66 سنة"، وذلك خلال مؤتمر صحفى قبل افتتاح مهرجان برلين السينمائى الدولى. يذكر أنه يعرض بفعاليات مهرجان برلين السينمائى أكثر من 400 عمل، وذلك إلى جانب عدد كبير من الاحتفالات على هامش المهرجان، ويعرض فى الافتتاح فيلم "Hail, Caesar" للنجم الشهير جورج كلونى والذى يعد واحدا من أهم ضيوف المهرجان، وهو العمل الذى تدور أحداثه العمل فى خمسينيات القرن الماضى حول إيدى مانيكس الذى كان يعمل فى استوديوهات هوليوود، ويتطرق العمل إلى كواليس صناعة السينما

اليوم السابع المصرية في

11.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)