كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

سنة بائسة للأوسكار..

وهل هناك جائزة لأحسن ممثل أسود؟!

بقلم: سمير فريد

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

المهرجانات والمسابقات ضرورية فى كل المجالات لأن أحداً فى السينما مثلاً لا يمكنه مشاهدة كل أفلام العالم ليعرف الأحسن منها كل سنة، ولكن ليس صحيحاً أن الجوائز هى المعيار للجودة بألف لام التعريف، وإنما معيار من المعايير، وإن كان من الممكن تحديد المعيار بألف لام التعريف، فهو بقاء تأثير العمل الفنى مع مرور الزمن، مثل بقاء تأثير مسرحيات شكسبير الذى يحتفل العالم هذا العام بمرور أربعة قرون على وفاته، أو بقاء تأثير موسيقى سيد درويش بعد مائة سنة على إبداعها.

ومسابقة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية هى الأعرق فى العالم «٨٨ سنة هذا العام»، والأشهر بحكم أن السينما الأمريكية والناطقة بالإنجليزية أهم سينما فى العالم وأكثرها انتشاراً. وتصنيفات الأوسكار للأفلام وفنون السينما تعبّر عن مفاهيم علمية دقيقة يلتزم بها أغلب النقاد، ولكنى من الذين لا يفصلون بين جائزة أحسن فيلم وجائزة أحسن إخراج، وأرى أن تكون جائزة أحسن فيلم للمخرج وشركة الإنتاج من دون الفصل بينهما، لأن من المستحيل وجود إخراج جيد فى فيلم غير جيد، أو فيلم جيد من دون إخراج جيد، وكان من المثير للسخرية دائماً فوز فيلم من دون فوز مخرجه!

وقد كانت ترشيحات أحسن فيلم لمدة عقود طويلة خمسة أفلام مثل أغلب الترشيحات، ولكن أصبح من الممكن أن تصل إلى عشرة مع بقاء ترشيحات أحسن إخراج خمسة فقط! وفى هذا العام هناك ثمانية أفلام مرشحة لأحسن فيلم، ويتصدرها «المنتقم» الذى يعرض حالياً فى مصر بحصوله على العدد الأكبر من الترشيحات «١٢ ترشيحاً».

وفى كل المسابقات يفوز الفيلم الأفضل من وجهة نظر لجنة التحكيم، وفى حال الأوسكار يفوز من يحصل على أعلى عدد من الأصوات، لأنها انتخابات يشترك فيها كل أعضاء الأكاديمية، ولكن الفيلم الفائز ليس بالضرورة من روائع السينما، وليس هناك بين الأفلام الثمانية المرشحة لأوسكار ٢٠١٦ ما يمكن اعتباره من الروائع، وإنما أفضل الموجود أو بالأحرى أفضل الترشيحات، هناك جهد كبير فى «المنتقم»، ولكنه بدنى أكثر منه إبداعى، وهناك تفوق حرفى، ولكن من دون عمق فكرى.

إنها سنة بائسة للأوسكار فيما يتعلق بالأفلام الروائية الطويلة، وازداد البؤس مع «القضية» المثارة الآن على نطاق واسع حول عدم وجود مرشحين سود فى جوائز التمثيل، وكأن هناك أوسكار ناقصاً لأحسن ممثل أسود أو أوسكار ناقصاً لأحسن ممثلة سوداء، وهذا بؤس البؤس، وكم كانت الممثلة الفنانة شاردوت رامبلينج، والمرشحة لأحسن ممثلة عن دورها الفذّ فى فيلم «٤٥ عاماً» على حق عندما قالت إن المسألة ببساطة أن أداء الممثلين السود لم يلفت نظر أعضاء الأكاديمية هذا العام.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

04.02.2016

 
 

«ذا بيغ شورت» و«99 منزلاً».. الأزمة الاقتصادية ما زالت تنتج أفلامها

الفيلم الثاني أفضل إخراجا وتمثيلا.. ولكنه لم يفز بأي ترشيحات

لوس أنجليس: محمد رُضا

سواء أكانت التوقعات التي تتحدث اليوم عن انهيار وشيك للاقتصاد الأميركي، ومن ثم العالمي، على غرار ما حدث سنة 2008 مجرد بالونات هوائية، أو تحذيرات تماثل في جديتها تلك التي أطلقت قبل أزمة العام المذكور، فإن هوليوود لا تفتأ التعامل مع الموضوع على أساس أنه من تلك التي تثير اهتمام قطاع كبير من الأميركيين، خصوصًا أنه يشمل جوانب مختلفة ويكشف، في كل فيلم جديد حول الموضوع، عن وجوه متعددة كانت تقف وراء الأزمة أو قطاعات أصيبت مباشرة بها.

في سباق الأوسكار الحالي، وبين مواضيع تتوزع ما بين الخيال العلمي («المريخي») والوسترن («المنبعث») وما بين الأكشن الصافي («ماد ماكس») والأحداث المأخوذة عن الواقع («سبوتلايت») هناك فيلم يتعامل والوضع الاقتصادي للولايات المتحدة في الفترة السابقة مباشرة لانهيار 2008 وهو «ذا بيغ شورت».

وخارج التداول بالنسبة للأوسكار، فيلم آخر عن الفترة ذاتها والموضوع العريض نفسه هو «99 منزلاً». وقبلهما عدّة أفلام تدحرجت من حكايات الواقع المؤلم (ثمانية ملايين أميركي خسروا أشغالهم اليومية، و6 ملايين خسروا بيوتهم، اقتنوها) إلى أفلام منسوجة استنادًا إليه مع قدر كبير من الرغبة في نقد الوضع وتوجيه أصابع الاتهام لمن تسبب به.

«ذا بيغ شورت» لديه اسم جاذب. في اللغة الاقتصادية فإن كلمة «Short» تعني تقليص الاستثمار في جانب معيّن من الأعمال. بالتالي فإن العنوان تركيبة تناقض بين كلمتي «كبير» و«تقليص» (وليس كبيرًا وقصيرًا). في الفيلم يكتشف عدد من رجال وول ستريت ما يرونه احتمالاً كبيرًا لانهيار سوق العقارات، الأمر الذي لم يكن واردًا في بال معظم المستثمرين ورجال الأعمال والمصرفيين كون هذا القطاع عُرف بأنه الأكثر أمانة لدرجة أنه دائمًا ما أغرى رجال الأعمال بالاستثمار فيه. لكن أذكياء المهنة نظروا إلى المسألة من زوايا مختلفة وتوقعوا حدوث انهيار اقتصادي شامل سيكون القطاع العقاري أهم ضحاياه. فقاموا بالمضاربة ضد صكوك التأمين التي تقوم بها المصارف والمؤسسات الاقتصادية حيال هذا القطاع حتى إذا ما حدث الانهيار خرج هؤلاء وقد جنوا مئات ملايين الدولارات من عملياتهم.

* سمكة قرش

مثل «ذئب وول ستريت»، فيلم مارتن سكورسيزي الأمتن صنعًا قبل أربعة أعوام، لا يبدي «التقليص الكبير» أي موقف سلبي حيال شخصياته الرئيسية. في فيلم سكورسيزي قدر ملحوظ من الاحتفاء برجل ارتكب كل المعاصي غير الإنسانية ليبني ثروته على ضحايا الأزمة الاقتصادية. هنا نجد الشخصيات الثلاث تتحرك بمنأى عن أي رادع أخلاقي أو إحساس بالمسؤولية باستثناء الشخصية التي يؤديها براد بت (كرجل أعمال سابق كاد يشترك في العمليات الحالية) والشخصية التي يؤديها ستيف كاريل الذي يتوقف، قبل نهاية الفيلم، مترددًا في الاستمرار في عملية نصب يدرك أنها ستنسف آمال الملايين العريضة، لكنه بعد دقيقة من التردد يمضي كون الثروة التي سيجنيها هي أكبر من أن يستطيع إغفالها.

كل ذلك يتم بأسلوب مزركش بالخفة والاستعراضات السريعة التي تقرن الكوميديا بالسخرية من دون أي نصيب يذكر من السوداوية. يستبدل المخرج أدام ماكاي رغبة المشاهدين في استيعاب ما يحدث على الشاشة برغبته في توفير قدر من الترفيه حول ذلك الوضع المتأزم. صحيح أنه يوفر بعض الأرقام والإحصاءات ولديه شخصيّتان تقومان بخطابات تدور حول ما يحدث، إلا أن الشخصية الأولى (تلك التي يؤديها كرستيان بايل) لا تتبدّى كأهل للثقة، والثانية (رايان غوزلينغ) تبقى مكروهة.

الفيلم الذي لم يُقدر له الاشتراك في سباق الجوائز الأساسية هو «99 منزلاً»، وهو أفضل بكثير رغم بعض الإسهاب في منطقة ما بعد الوسط. أخرجه رامين بحراني حول طرد أصحاب المنازل من بيوتهم عندما يعجزون عن الاستمرار في دفع مستحقاتهم الشهرية للمصارف، وهو ما يسبب إصدار قرارات من القضاة لمصادرة الممتلكات. يتسلح بالقرار المضارب الشرس ريك (مايكل شانون) ويقصد المنازل المعنية، بصحبة شرطيين ليطرد من فيها، ويستولي على المكان فورًا. مع مطلع الفيلم نرى ريك وهو يتوجه إلى منزل دنيس (أندرو غارفيلد) طالبًا منه إخلاء المنزل، بعدما عجز عن سداد فاتورته الشهرية. دنيس يعيش مع أمّه (لورا درين) وابنه كونور (نواه لوماكس) وهؤلاء يفجعون، إذ يجدون أنفسهم خارج البيت بعد عشر دقائق من مطالبتهم بإخلائه. ينتقلون إلى فندق وضيع منضمين، على الأرجح، إلى عائلات أخرى خسرت منازلها على النحو ذاته.

لكن مهارة الكتابة هنا هي أن دنيس، في بحثه عن عمل، يرضى بالعمل عند ريك، وبالتدرج السريع يتحوّل من ضحية إلى سمكة قرش في الآلة الرأسمالية التي كان يشكو منها. الآن، وقد بدأ يرى المال يملأ جيبه، وأخذ يفهم السوق ويعرف كيف يستفيد من أزمة 2008 التي حجبت قدرة الدفع عن الملايين، لم يعد قادرًا على التخلّي عن هذه المكتسبات إلى أن يشهد حادثة كادت تتحوّل إلى مأساة عنيفة بسبب ما يقوم به.

* من دون وجل

رامين بحراني، مخرج «99 منزلاً»، حقق للآن 13 فيلمًا انتقل فيها من الحديث عن شخصيات لاجئة لأميركا (كحالته) لشخصيات من صميم أميركا كما الحال في هذا الفيلم وفيلمه السابق «بأي ثمن»، حيث تناول مزارعًا مشتركًا في فرض المسؤولين عن القطاع الزراعي استخدام بذور المحاصيل المصنوعة كيمائيًا عوض تلك الطبيعية رغم معارضة أصحاب الأراضي. كلاهما عن كيف ينسج ابن البيئة الكادحة طريقًا مختلفًا حال يرى مكمن مصلحته المادية.

«99 منزلاً» أفضل من فيلم أدام ماكاي «التقليص الكبير» وممثليه يؤديان دورين خليقين بالترشيحات، لكن في حين كريستيان بايل مرشّح عن دوره في الفيلم الآخر، يخرج مايكل شانون بلا حسبان، وهو كان رشح لهذه الجائزة سنة 2008 عن دوره في «رفوليوشناري رود» وحظي ببضعة جوائز نقدية أخيرًا عن دوره في هذا الفيلم الجديد له.

بطبيعة الحال، عالجت السينما أزمة 2008 أكثر من مرّة. بل تنبأت بها في الكثير من المرّات عبر أفلام تتحدث عن هوان المؤسسة المالية مثل ذلك الفيلم الذي أخرجه بيتر إلكيند وبيتاني مكلين عن مؤسسة إنرون سنة 2005 (عنوانه «إنرون: أذكي ناس في المهنة»).

من عام 2009، بوشر الاهتمام بما حط على الاقتصاد الأميركي من خسائر بسبب شره المؤسسات الاقتصادية الكبرى هناك، فأخرج مايكل مور «الرأسمالية: حكاية حب» وقام مايكل سامويلز بتحقيق فيلمه التقريري «آخر أيام الأخوين ليمان» (صاحبا مؤسسة اقتصادية كبيرة أخرى). بعد ذلك شاهدنا فيلمين هما من أفضل ما تم إطلاقه من أعمال سينمائية حول هذا الموضوع وهما «نداء هامشي» للمخرج ج. س. شاندور و«رجال الشركة» لجون وَلز. كلاهما في عام 2010، وكلاهما رصد الواقع من دون وجل ولا محاولة لتخفيف العبء أو لتسلية الجمهور بمأساة ليس فيها ما يدعو لتناولها بأقل مما هي عليه من وجوم.

لاحقًا أخفق أوليفر ستون في تقديم أي إضافة مفيدة عبر «المال لا ينام» (2012) الذي كان عن الجشع المفيد في نهاية مطافه أكثر مما كان عن سلبياته، أفضل منه كان فيلم مارتن سكورسيزي «ذئب وول ستريت» (2013) لكنه لم يتقدّم كثيرًا على صعيد الإدانة تاركًا مفادات الفيلم «فالتة» على هذا الصعيد.

الشرق الأوسط في

04.02.2016

 
 

"العائد من الموت".. جمال الطبيعة وعنف من يعيش عليها

كاظم مرشد السلوم

لعل ابرز ما يميز فيلم "العائد" للمخرج  أليخاندرو جونزاليس إيناريتو ، هو جمال المشاهد واللقطات التي صورت سحر الطبيعة وقسوتها في ذات الوقت ، وبالتأكيد هي التي ستبقى في ذاكرة من يشاهد الفيلم ، دون الاحداث التي يمر بها بطله ، حيث رسمت الكاميرا لوحات فنية غاية في الروعة . اما الحكاية فلم تكن سوى حكاية عادية ، مستلة من حكايات الصراع بين الهنود الحمر ومغتصبي اراضيهم البيض ، وان كانت هي في الاصل حكاية حقيقية لأحد الذين عاشوا تلك الفترة وتعرض الى ذات الاحداث التي تظهر في الفيلم ، مع بعض التعديل الذي طرأ عليها ، لضرورات السينما . ، كون قصته مأخوذة من رواية مايكل بونكي التي صدرت عام 2002، والتي تعتمد بدورها على شخصية حقيقية.

الفيلم يحاول ، ومنذ اللقطة الاولى ومن خلال صوت بطله هيو غلاس ، ان يؤكد على مبدأ المقاومة ، مقاومة كل الصعاب حتى النفس الاخير ، وبالتالي هي ثيمة الفيلم الاساسية التي بنيت الحبكة الرئيسة عليها  ،اذ يوصي ابنه  "" هون عليك يابني ، أعلم انك تريد لهذا ان ينتهي ، انا هنا بقربك ، سأكون هنا ، لكن إياك ان تستسلم ، هل تسمعني ، طالما بإمكانك ان تتنفس ، فيجب عليك ان تقاوم ، تنفس واصل التنفس "" .

لكن هيو يفقد ابنه ليتخذ من وصيته طريقا ومبدأ ودافعا له لينتقم من قاتل ابنه ، فيتزجيرالد ، الشرير الذي لا يهمه سوى الحصول على المال

الحكاية 

مجموعة من الصيادين الذين يعملون لدى احدى شركات الفراء ، يتعرضون لهجوم عنيف من قبل سكان المنطقة الاصليين "الهنود الحمر" من بينهم هيو غلاس وابنه من زوجته الهندية التي قتلت في هجوم للجيش على قريتها الهندية ، ينتهي الهجوم بمقتل العديد من الصيادين ، يبتعد هيو غلاس عن المعسكر قليلا ، فيتعرض لهجوم دب كبير ، يتسبب بأذى كبير له وفي جميع إجزاء جسده ، حد عدم استطاعته الحركة ، قبل ان يتمكن اخيرا من قتل الدب بسكين كانت لديه .

يصبح هيو عبئا على ما تبقى من مجموعة الصيادين وهم في طريق عودتهم الى الديار ، مع وعورة المكان وكمية الجليد الذي يغطي الطرقات يطلب الصياد فيتز جيرالد من رئيس المجموعة الكابتن بريدجر ، ان ينهي حياة هيو رأفة به وتخليصه من معاناته وألمه وحتى تسهل عليهم متابعة رحلة عودتهم بدونه ، لكن الكابتن وإن يوافق اولا لكنه لا يستطيع التنفيذ ، فيعلن عن مكافأة لمن يبقى مع هيو ويوصله الى الديار أو ان يدفنه بشكل لائق في حالة وفاته ، يبقى مع هيو ابنه وفتى يافع اخر ، وفيتزجيرالد ، الذي يقوم بقتل الابن ، ودفن هيو وهو حي ، ويتركه في وسط الغابة التي تملأها الثلوج والوحوش ، وخطر الهنود

لتبدأ رحلة هيو ، وهي رحلة الخلاص والانتقام ، حيث يمر بالعديد من الصعاب لكنه يتجاوزها جميعا ليصل في الاخر الى قاتل ابنه وقاتله ، لينتقم منه في الاخير ، فينحره امام حشد من الهنود الذين وجدوا اخيرا ابنتهم التي اختطفت واغتصبت لكن هيو ساعدها في الهروب

جماليات النص المرئي 

يقدم المخرج أليخاندرو جونزاليس إيناريتو ، دهشة بصرية جمالية ، من خلال تصويره الطبيعة دون إضاءة بل الاعتماد على الاضاءة الطبيعية التي انتظرها المصور البارع ايمانويل لوبزكي ، ليدهشنا بسحر هذه الطبيعة وقسوتها في نفس الوقت ، حيث ثنائية الجمال والقسوة ، تساهم بشكل كبير في مجرى الاحداث .

يحرك ايمانويل لوبزكي كاميرته بالطريقة التي تجعلك تندهش لسحر الطبيعة ، حتى تفقدك احيانا تعاطفك مع هيو ومعاناته ، واعتقد ان جمال التدفق الصوري ، هو الأهم في فيلم اليخاندور العائد من الموت

تأويل النص المرئي 

ما يقوله هيو في بداية الفيلم كوصية لابنه ، يؤكد على موضوعة الصبر والمقاومة ، لكن الفيلم ينسحب الى جانب الانتقام ، الانتقام الذي لا بد منه ، كما اراد صانعو الفيلم ، لكن السؤال هو لماذا لم يطرح الفيلم مأساة الهنود الحمر ، الا في بعض المشاهد حيث يمر فيتزجيرالد والفتى الذي معه بإحدى قرية الهنود التي احرقت وقتل من فيها باستثناء امرأة واحدة ، وكأن الفيلم يريد ان يقول ان ما حصل للهنود هو نتيجة طبيعية لمقاومتهم من استولى على ارضهم

ان ما يمر به البطل يفوق حدود القدرة الانسانية ، لكن يبدو ان الاصرار على البطل الامريكي الذي لا يقهر يبقى حاضرا في معظم الافلام الامريكية ، كما هو مطروح في فيلم "افاتار" لجميس كاميرون ، حيث جندي البحرية هو من يقود في نهاية الفيلم سكان كوكب اخر ، رغم حضاراتهم وما يمتلكون من قدرات

الاداء 

يبدو ان الممثل  ليوناردو دي كابريو مصرّ هذه المرة على الحصول الاوسكار التي ما زال ينتظرها حيث لم يحصل عليها رغم انه كان بطلا للفيلم الكبير" تايتينك "  والحاصل على عدة جوائز اوسكار ، فكان اداؤه مميزا بدليل عدم قبوله بأن يكون له بديل في المشاهد الخطرة ، وتحمله جميع المصاعب التي تطلبها التصوير . ولكن السؤال ، هل هذا كافٍ لكي يحصل اي ممثل على جائزة الاوسكار ، باعتبار ان التمثيل يتطلب ايصال الحس الدرامي الى المشاهد وجعله يتماهى مع الممثل  ، واعتقد ان هذا لم يحصل مع دي كابريو ، بسبب طول المشاهد التي تظهر معاناته في رحلة العودة من الموت والذهاب الى الانتقام ، الامر الذي قد يكون سببا في تراجع التعاطف الذي يبديه المشاهد في الربع او النصف الاول من الفيلم ، واعتقد انه كان بالإمكان اختزال وقت الفيلم  - ساعتان وست وثلاثون دقيقة - ، الى ساعتين لكي يبقى المشاهد في فورمة الفيلم ، فالإطالة حسب رأيي قد اثرت على مستوى الفيلم

من خلال استطاعته ان يكسب كره المشاهد له كونه شخصية شريرة غادرة لا يهمها سوى المال، استطاع الممثل توم هاردي ان يؤدي دوره بشكل جيد ، وكان المعادل الحاضر في الخط الدرامي امام البطل دي كابريو

خاتمة 

الترشيحات الكثيرة لفيلم "العائد" للحصول على الاوسكار ، أفضل ممثل ، أفضل ممثل مساعد  ،أفضل تصوير سينمائي ،أفضل تصميم أزياء، أفضل مونتاج صوتي ، أفضل خلط أصوات ،أفضل مونتاج ،أفضل تأثيرات بصرية، أفضل مكياج وتصفيف شعر ، افضل مؤثرات بصرية لم تأتِ اعتباطا خصوصا في حقل الاخراج والتصوير ، ومن الممكن ان يحصل على بعضها بالتأكيد ، خصوصا التصوير والاخراج ، وكذلك التمثيل التي ستمنح  لكابريو ، مع الضغط الإعلامي الكبير الذي رافق الترشيح.

المخرج الكولومبي سيرو غويرا وفيلمه "عناق الأفعى" المرشح لجائزة أوسكار

ترجمة: عادل العامل

حين يفكر المرء بأكثر الأفلام الأميركية اللاتينية تكريماً لفترة العشرين سنة الماضية، فإنها تنحصر بشكل رئيس في ثلاثة بلدان ــ المكسيك، والأرجنتين، والبرازيل. لكن الأمور بدأت تتغير وأخذت كولومبيا تتحدى الوضع الراهن. ويمكن القول إن فيلم سيرو غويرا، "عناق الأفعى The Embrace of the Serpent"، هو أول فيلم كولومبي يتم ترشيحه على الإطلاق لجائزة أوسكار والفيلم الوحيد الذي يمثّل قارة أميركا اللاتينية في فئة أفضل فيلم أجنبي في مسابقة جوائز الأكاديمية في شباط هذا العام، كما يقول جاك ريكو في مقاله هذا.

ويركز الفيلم، المصور بالأسود والأبيض، على كَراماكيت، وهو شامان أمازوني ( والشامان كاهن يستخدم السحر لمعالجة المرضى وكشف الخبايا والسيطرة على الأحداث )، والناجي الأخير من شعبه الذي يعيش في عزلة، وكذلك العالِمين اللذين يقيمان، على مدى أربعين سنة، صداقةً معه. وقد استُلهمت قصة الفيلم من يوميات واقعية لاثنين من المستكشفين كانا يسافران عبر الأمازون الكولومبي خلال القرن الماضي بحثاً عن اليَكرونا Yakruna المقدس الشارح للنفس الذي يصعب العثور عليه، وهو نبات غامض قادر على تعليم الإنسان كيف يحلم ويعالج الأمراض. ويباشر الثلاثة تجوالاً طويلاً سيقودهم إلى معرفة جديدة، وغدر، وتجارب فائقة حاسمة أيضاً.

وقد كانت لنا فرصة للتحدث مع المخرج سيرو غويرا لنفهم بشكل أفضل المغزى التاريخي لترشيح هذا الفيلم للأوسكار. وأخبرنا كذلك عن حديثه مع الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وما إذا كان سيرغب ذات يوم في إخراج فيلم هوليودي:

·        كيف اكتشفتَ أنك مرشح لجائزة أوسكارٍ؟ أين كنت؟ وماذا كان رد فعلك المباشر على الخبر؟

- لقد دعا تلفزيون كاراكول ( في كولومبيا ) فريق الانتاج بكامله لتناول الفطور في ستوديوهاته من أجل الاستماع للترشيحات. وحين أُعلن الترشيح، كان أمراً مثيراً، وراح الحاضرون يتصايحون ويقفزون. وبعدها بدأت المكالمات تأتي من الصحافة وبدا الأمر وكأني مختطف لديهم ( ضحك ).

·        أعرف أن واحدة من المكالمات الأولى التي تلقّيتَها كانت من رئيس كولومبيا، خوان مانويل سانتوس. ما الذي تحدثتما عنه؟

- قال لي إنه مثار وفخور بالإنجاز الذي حصل. وشكرناه كذلك لدعمه السينما الكولومبية، وهو عامل مهم في النجاح الذي لدينا اليوم

·        ما رأيك بهوليود؟ أتود أن تخرج فيلماً هوليودياً في آخر الأمر؟

- إن هوليود ماكينة تلتهم المخرجين، ولهذا أعرف أن من الصعب البروز وسط ذلك كله. لكن ستكون فرصة ممتعة للتعلم هناك إذا توفرت عروض للعمل ... والذي لن أفعله هناك بالتأكيد عمل نفس الأفلام التي أخرجها في كولومبيا. سأكون مهتماً بإمكانية خلق أنواع مختلفة من الأفلام والعمل مع أنواع مختلفة من المواهب. والخيال العلمي، الخيال العلمي البارع، الفنتازيا، هو من الأشياء التي تجتذبني. وهناك جزء مني متأثر كثيراً بالمخرج الياباني هاياو ميازاكي الذي يترك خياله طليقاً لحاله. وأنا أقر بأني لم أستكشف حقاً في كولومبيا وأنه لأمر ممتع أن أفعل هذا

 عنNBCNEWSn

المدى العراقية في

04.04.2016

 
 

The Hateful Eight – داعش الأمريكية

محمد حمدي هاشم

الجنون المُطلق هو الوصف الوحيد الذي يمكن أن نصف به أفلام المخرج الهوليودي «كوينتن تارانتينو»، لكن وسط عوالم أفلامه الملطخة بالدماء والموسيقى المجنونة؛ تبقى روحه السينمائية المجنونة محلقة في آفاق من المتعة التي لا يعرفها سوى مجانين «ترانتينو» حول العالم.

عندما يسألني الناس «هل ذهبت لمعاهد تدريس السينما» أقول لهم لا: ذهبت للسينما نفسها!

عندما يسألني الناس «هل ذهبت لمعاهد تدريس السينما» أقول لهم لا: ذهبت للسينما نفسها!

عاد تارنتينو للإخراج بعد توقف دام ست سنوات بفيلمه الأكثر جنونًا kill bill، بعدما ظن الجميع أن إبداع تارنتينو وخلطته السحرية توقفت ولم تعد قادرة على إخراج المزيد، فخلطة تارنتينو بعد الحداثية التي تعتمد على الشخصيات الكاريكاتورية، والأحداث العبثية والتصوير الغريب غير المتزن ومشاهد العنف الخطيرة التي تعمل معها موسيقى فرحة، والتقليل من أهمية الحوارات بين البشر حتى في الأحداث المصيرية، كل هذه الأمور جعلت، وما زالت تجعل، أمام تارنتينو في كل فيلم تحدي الفشل وعدم القدرة على تقديم أي جديد بنفس الأسلوب.

ولكن بعد kill bill أصبح تارنتينو محببا بشدة لشركات الإنتاج الكبرى، فهو كالدجاجة التي تبيض ذهبً؛ بلا أبطال مشهورين يجلب أرباح طائلة، ما بالك إذا تم تقديم نجم تجاري مع تارنتينو، ستتحول البيضة الذهبية إلى ماسية. 

قدم تارنتينو فيلمه Inglourious Basterds مع النجم براد بيت، ثم Django Unchained مع النجوم ليناردو ديكابريو وجيمي فوكس وكيرا واشنطن، فأصبح تارنتينوا بطريقة أو أخرى خاضعا لمعطيات هيليود، وبالتدريج تُقيد انطلاقته في مقابل انطلاقة هيليود في أفلامه، ففيلم جانجو برغم روعة نصه؛ إلا أنه خرج عن تلاعبات تارنتينو المعتادة في السيناريو، فجانجو هو سيناريو مستقيم ذي طريقة تقليدية في سيره مطعّمًا بلمحات تارنتينو وليس العكس. 

ربما أدرك تارنتينو ذلك وأنه بطريقة ما تُسيطرقواعد هيليود عليه، فقدم فيلم the hateful eight الذي يرجع فيه تارنتينو لقواعده سالمًا، فلا نجوم مشهورين في فيلمه الجديد باستثناء صامويل جاكسون، وهو يعتبر أيقونة تارنتونية، ولا تتواجد أصعب المعدات والتقنيات الهيليودية لتلميع خلطة تارنتينو،the hateful eight على كل المستويات يعتبر تمردًا على القواعد الهيلودية، فيعتبر تطويرًا لفيلم تارنتينو المستقل «كلاب المستودع»، فكلاهما يدور في أماكن قليلة، وكلاهما يمتاز بالحوارات الطويلة جدا، وقلة النجوم. 

القصة 

يتحدث الفيلم عن عاصفة ثلجية سببت موت حصان صائد المجرمين ماركوس وارين «صامويل جاكسون»، مما اضطره للجوء لأول عربة يقابلها في الطريق، والتي كان بها صائد المجرمين الآخر جون روس «كرت راسل» المشهور بعدم قتل المجرمين وتسليمهم لرجل المشنقة بدلا من ذلك والاستمتاع برؤيتهم يُشنقون، وكان معه في العربة المجرمة ديزي دوميرجي «جينفر جيسون لي» التي يجب تسلميها في البلدة المقبلة، وافق جون روس على أخذ ماركوس وارين، فهو برغم كونه أسودًا ولكن له تاريخا قتاليا طويلا بالإضافة لأنه صديق لأبراهام لينكلون ومعه خطاب أرسله لينكلون له. وفي الطريق يقابلون الشريف كريس منكس «والتن جوجنيس» المعين حديثًا، يذهبون ليجدوا منزلًا معدًا لاستقبال الغرباء، وهناك يجدون باقي شخصيات الفيلم، حيث تدور بينهم محادثة طويلة إلى أن يحدث شيء ما يغير من مسار القصة كلها ويكشف عن حكاية أخرى. 

عبثية مُحْكمة

يبدأ الفيلم برمزية تمثال المسيح المصلوب وهو يسيطر على المشهد العاصف، لم يظهر هذا التمثال إلا في ثانية أخرى في النصف الثاني من الفيلم، فكأن تارنتينو يُلمح بالشر والخطايا التي سنراها في الفيلم، خطايا لا نستطيع تكفيرها ولذلك صلب المسيح ليغفرها، رمزية دينية ممتازة مُستغلة من التراث المسيحي في تعبيرها عن رؤية تارنتينو للتركيبة الأمريكية. 

لعل أبرز ما هو مميز في كتابة الفيلم الحوارات، فحوارات تارنتينو كما اعتدنا طويلة جدا ومليئة بالكوميديا، وأضاف إليها هذا العام الجوانب السياسية الأوضح نسبيا من أفلامه السابقة، فماركوس وارين لديه خطاب من لينكلون نكتشف مع مرور الوقت أنه خطاب مزيف من ماركوس، فتبرير ماركوس يبين أن السود برغم أخذهم لحريتهم قانونًا؛ لا يزال المجتمع يضطهدهم «المجتمع الأبيض»، يحتاج كل أسود لوساطة ما ليظل غير مضطهد، يحتاج لتزيف خطاب من لينكلون الذي خطب بقيم الحرية التي لاىزال المجتمع غير مؤمن بها، وما زال يتعامل مع السود كأنهم من الحيوانات. 

كذلك تحدث الفيلم بوضوح عن العدالة ومفهومها وحكم الإعدام، ولعل أفضل ما في هذه الحوارات أنها قُدمت بأسلوب تارنتينو وأحجيته، حيث تحدث موبراي «تيم روث» عن الفرق بين العدالة والهمجية وأن الشغف هو الذي يفرق بين العدالة والهمجية، فهو كمنفذ قانوني للشنق لا يفرق معه من يُشنق، أو هل سيتم العفو عنه أم لا، وهذا ما يصنع مفهوم العدالة، وعن حكم الإعدام قام تارنتينو بواحدة من أعظم أحجياته النصية شديدة التركيب، فعندما اتفق الجميع على وضوح حكم الإعدام قام ماركوس بعمل شديد التعقيد ليضعهم في مأزق شديد حول حكم الإعدام، هذا المشهد الذي جعل الفيلم في أعلى لحظاته المثيرة وتنتظر تفجر الأوضاع بسبب تصرف ماركوس وارين، يباغتك تارنتينو بالاستغناء عن نقطة الإثارة هذه ونقلك لنقطة إثارة أخرى لم تكن تعرفها، تخلى عن لحظته التي صنعها من أجل لحظة أخرى في جيب الساحر تارنتينو. 

The hateful eight فيلم يرمز للمجتمع الأمريكي باختلافاته ومكوناته المتنافرة، لعل تارنتينو في أغلب أفلامه ينتقد المجتمع الأمريكي وقيمه المدعية بأسلوبه الساخر والكاريكاتيري، ولكنه في هذا الفيلم كأنه يريد النقد الكامل وليس الجزئي لمجتمع قائم على أفكار زائفة، كاره لبعضه البعض، قليل الثقافة والتحضر، تحكمه قيم زائفة، وعندما تحين الفرصة تنكشف أصول هذا المجتمع. 

كعادة تارنتينو وكخط عريض لم يتخلَّ عنه تارنتينو أبدا كمخرج ما بعد حداثي، يعتمد السيناريو هذه المرة على العبث الكامل، يعيد تارنتينو عبثية pulp fiction الذي كان العبث هو أساس بناء القصة، مرة أخرى في the hateful eight حيث ما تم تدبيره من قِبل أفراد العصابة، دخل عليه عنصر مفاجئ آخر ليتحكم في مصير هذا التدبير، وهذا العنصر المفاجئ دخل بدون إرادته، فالمتحكم الرئيسي هو العاصفة الثلجية التي تحكمت في الأحداث وتصاعدها، لحظة عبثية بامتياز حيث لا يملك أكثر الأشرار والقتلة من أمرهم شيئًا.

تارنتينو وعنف الصورة

نشرت الحياة اللندنية مقالا للكاتب جوناثن نوسيتر يتحدث فيه عن طريقة إخراج داعش المابعد حداثية التي قال عنها الكاتب أنها مطابقة مع طريقة تارنتينو الإخراجية، حيث الإخراج بطريقة أفلام الغرب الأمريكي والخلفية الجميلة للأماكن والموسيقي الفرحة المبهجة، وفي آخر الأمر يكون كل هذا المشهد معدا كمسرح إعدام بطرق مختلفة وبشعة. 

ما قاله الكاتب يحسب لتارنتينو الذي أخلص في فهم العنف البشري، والأعظم في تارنتينو أنه لم يقدم هذه الصورة عن المجتمعات العربية بل المجتمعات المتحضرة، خصوصا في فيلميه الأخيرين ركز على المجتمع الأمريكي، ليس المجتمع الأمريكي الذي يُنشر عنه في الإعلام كقائد للحضارة والحرية، أو حتى أمريكا العصابات والأحياء الفقيرة، بل أمريكا الداعشية التي لا يفرقها عن داعش سوى ورقة زائفة من الحضارة، أعد تارنتينو المسرح العبثي للمجتمع الأمريكي في فيلمه الجديد، حيث ينتشر القتل ما بينهم في صورة قتل بالرصاص والشنق وتفجير الرأس والتقييد بلا طعام حتى الموت.

يعيب فيلم تارنتينو فقط عدم قوة التمثيل كآخر فيلمين له، فاستخدامه لنجوم مجهولين، وطبيعة الشخصيات نفسها التي لا تسمح بمساحات واسعة من الإبداع؛ كالشخصيات التي أداها كرستوفر فالز في فيلميه السابقين أو شخصية ليناردو ديكابريو في جانجو، ومع ذلك أدت الممثلة المجهولة جنيفر جاسن لي شخصيتها بمنتهى الإبداع والكاركتيرية والشر، ولم تخلُ من نظرات أنثوية في لحظات، مزيج مجنون كأغلب شخصيات تارنتينو أدته لي ببراعة استحقت عليه الترشيح لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة. 

في النهاية يمكن القول أن the hateful eight ليس أقوى أعمال تارنتينو ولكنه يتميز عن جانجو و«Inglourious Basterds » بأنه ابن تارنتينو المتحدي لهيليود بشكل خالص، القادر على تقديم السحر بأقل عدد من الأماكن والمشاهد والشخصيات، القادر على تقديم بُعد مابعد حداثي في الصورة والنص سواء اختلفت معه أو اتفقت ولكن يقدمه بإخلاص شديد وبتضاد شديد مع القيم الأمريكية الزائفة، تارنتينو خارج عن الأوهام الأمريكية وهذا ما يميزه، بل ويمتلك نظرة تشاؤمية يجعله يصف هذا المجتمع بأنه مؤهل من أصوله ونشأته وتكوينه للفوضي. أما إذا لم تفهم سينما تارنتينو الفلسفية فبإمكانك الاستمتاع بكمية الجنون المقدمة والموسيقى والشخصيات الكوميدية. 

موقع إضاءات المصري في

04.02.2016

 
 

فيلم «العائد من الموت» للمكسيكي أليخاندرو غونزاليز إيناريتو:

قراءة ما بعد كولونيالية… الانتقام… والتهجين والأشجار

رامي أبو شهاب

على بعد أسابيع قليلة من حفل توزيع جوائز الأوسكار، والإعلان عن أسماء الفائزين، وبوجه خاص في الفئات الأكثر أهمية، كجائزة أفضل فيلم ومخرج وممثل وممثلة، يأتي فيلم « The Revenant (العائد) بوصفه من الأفلام المرشحة لنيل بعض من هذه الجوائز، ومنها جائزة أفضل ممثل، حيث رشح لها باقتدار الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو، الذي استطاع أن يلعب دوراً غير نمطي انطلاقاً من الرؤية التي ينتهجها هذا الممثل بدءاً من فيلمه الأشهر «تيتانك»، حيث سعى لتجسيد أدوار مختلفة في معظم أفلامه، من حيث التوصيف والشكل، ومنها دوره في الفيلم الأخير، ولكن برؤية المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إيناريتو، الذي أخرج ستة أفلام، رشح بعض منها لجوائز الأوسكار. 

يعد فيلم «العائد»، أو بالتحديد «العائد من الموت» من الأفلام التي تتخذ من أزمنة الغرب الأمريكي سياقاً لأحداثها، غير أن هذا الفيلم يبدو مفارقاً للأنساق التي دأبت هوليوود على تجسيدها، وتحديداً من خلال الاتكاء على صورة بطل الغرب الأمريكي الوسيم، والقادر على تحقيق انتصارات، سواء عبر قتال الهنود الحمر، أو عبر القضاء على المنافسين من قطاع الطرق واللصوص. وإذا كانت السينما الأمريكية قد اتخذت من تمثيلات الهنود الحمر وقوداً لأفلامها لعقود خلت، غير أنها في هذا الفيلم حادت بعض الشيء عن منهجها، من خلال عدة انزياحات طالت مستويي الرؤية والتجسيد، خاصة في ما يتعلق بحضور الهندي الأحمر في الوعي السينمائي الأمريكي، حيث بدأ يتضح بعض من ملامح التمثيلات ما بعد الكولونيالية، وهنا يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن أمريكا أحد أبرز منتجات الحقبة الاستعمارية الكولونيالية، حيث شهدت تحولها من دور المستعمَرة إلى دور المستعمِرة. 

ينهض تحليلنا لهذا الفيلم على منظورين، الأول يتعلق بالرؤية الفنية التي استطاعت أن تصوغ وعياً جديداً ضمن ما بات يعرف بفئة أفلام الغرب الأمريكي، حيث نلاحظ شكلاً من الانزياح الواضح عن الطبيعة الجغرافية التي بدت في فيلم «العائد» غير مألوفة، أو كما اعتدنا عليها في أفلام الويسترن التي تنهض على نمط يعكس الحياة الأمريكية التي تتمثل بنماذج رعاة البقر في تكساس، وغير ذلك. ومما يدخل في باب الانحراف عن نمطية الاستهلاك الصورة البصرية، والذهنية للغرب الأمريكي سينمائياً، فأجواء فيلم «العائد»، تنهض على مشاهد شديدة التعبير عن قسوة الطبيعة، ولا رحمتها حيث تدور معظم الأحداث في فصل الشتاء، ومشاهد الثلوج البيضاء، والبرد الشديد، فالطبيعة هنا تمثل تكويناً دلالياً، إذ أذكت مشاعر الاكتئاب والفراغ والقسوة، غير أن هذا جاء ضمن سرد، أو إيقاع بطيء، متوتر، وإلى حد ما كنائي، فتلك المشاهد القائمة على حضور الإنسان في الطبيعة بتكوينها البدائي والخام، وغير المنضبط، كما الألوان الباردة التي نجحت في تكوين حالة تلق خاصة، نظراً لسعة المشاهد البصرية التي ترتكز على مواقع الكاميرا كي توحي، وتنقل للمشاهد الضياع والتلاشي، كما فقدان الأمل، وتحديداً حضور الموت في صورة تحتمل الكثير من التطرف، بالتوازي مع تجسيد قيم التنازع البيئي والعرقي، وذلك بين عناصر عدة، فالصراع في الفيلم يتبدى بأكثر من مستوى، منها الطبيعة والإنسان اللذان يشكلان المنظور الثاني في تحليلنا. 

ولعل تجسيد الموت، وقهره بدافع الانتقام، قد اتكأ على شخصية هوك أحد أعضاء فريق يتكون من المهاجرين البيض الذين يعملون في صيد الحيوانات بهدف الحصول على جلودها، وبيعها لصالح شركة تجارية. هوك الذي يتعرض لمهاجمة دب ضخم، في مشهد مؤثر من ناحية الإتقان، يخرج هوك من هذا الصراع، ولكن على شكل بقايا إنسان حيث قام الدب بتمزيق جسده، وتسبب بجروح خطرة، تقترب بهوك من حافة الموت، مما يتطلب رعاية من فريقه الذي يقوم قائده بخياطة الجسد الممزق، غير أن هنالك من الفريق من يضيق ذرعاً بهوك، وهنا ينقسم الفريق حول قرار التخلي عن الرجل لصعوبة العناية به في ظل مخاطر، تتمثل بالبرد الشديد، والثلوج، علاوة على تهديد قبائل الهنود الحمر. يكلف قائد الفريق رجلين للعناية بهوك واعداً إياهما بجائزة مالية مجزية، أحد هذين الرجلين فيتزجيرالد «العنصري» الذي حاول قتل هوك، غير أنه يفشل نتيجة تدخل ابن «هوك»، بيد أن فيتزجيرالد يقتل الابن الهجين – كونه من أب أبيض «هوك» وأم هندية – وهكذا يشرع هوك في رحلة أسطورية قوامها الانبعاث من الموت، وتجاوز الظروف القاسية من برد، ومخاطر، مدفوعاً برغبة الانتقام التي ينظر لها بوصفها قوة داخلية لتجاوز كافة المصاعب، حيث تخلى الجميع عنه بعد أن تحول إلى عبء. يصل هوك في نهاية المطاف للرجل الذي قتل ابنه، ولكن بعد مطاردة طويلة للانتقام، ولكنه مع ذلك يتخلى عن هذه الرغبة، حيث يترك فيتزجيرالد لمجموعة من الهنود الحمر كي يقوموا بقتله، وتحقيق انتقامهم الكولونيالي جراء جرائم الرجل الأبيض، ومن هنا بالتحديد، يبدأ التعالق الدلالي عبر المستوى الكولونيالي، فالانتقام منوط بالقدر، ولعل هذا ما تعلمه هوك من رجل هندي أحمر ساعد هوك، وعالجه من جروحه. 

تتضح ملامح الإشكالية الاستيطانية الاستعمارية، بدءاً من ابن هوك الذي قتل كونه نتاج زواج الصياد الأمريكي «هوك» من فتاة هندية، التي تقتل بدورها على أيدي الجيش الأمريكي ضمن سلسلة الجرائم التي ارتكبها المستعمرون البيض للقضاء على الوجود الهندي الأحمر في العالم الجديد. هذا التكوين الهجين للفتى كان معرض إهانة، من قبل أحد أعضاء فريق الصيد، ولا سيما فيتزجيرالد الذي يتلفظ بألفاظ عنصرية، وكراهية واضحة للابن، حيث ينعت بالفتى الهجين، والهمجي، فالابن هو نتاج المستعمرات الجديدة التي أفرزت تكوينات عرقية هجينة، وهي غالباً ما تقع بين تلك المساحة البينية التي ناقشتها الدراسات ما بعد الكولونيالية، وهنا نلحظ ذلك القلق في مستوى التعبير عن هذه القضية، وهو ما ينعكس على مسلك شخصية البطل هوك التي تبدو حائرة في المحافظة على قدر من التوازن بين مرجعيتها البيضاء، ومستقبله الجديد الذي صاغه زواجه من فتاة هندية قتلت على يد ضابط أمريكي أبيض. 

لا شك في أن مستوى التعبير عن بعض العناصر الدلالية للسينما الأمريكية من منظور ما بعد كولونيالي يتضح عبر مستوى الهجنة، حيث ما زال الرجل الأبيض رافضا للاختلاط، وهكذا فلا غرو أن يقتل الفتى على يد الأبيض فيتزجيرالد، كما قتلت زوجة هوك على يد الجيش الأمريكي، وكما قتل الهندي الاحمر الذي ساعد هوك للشفاء من جروحه التي تسبب بها الدب، علاوة على مشهد يعكس بشاعة الجرائم التي ارتكبها البيض بقرية تقطنها بعض القبائل الهندية. 

ينهض الفيلم على رؤى رمزية وشعرية تتمظهر بمشهد الأشجار المصحوب بقصيدة وأغنية ينطويان على عبارات، أهمها ما يتعلق بأن الريح مهما اشتدت وقويت، فإنها لن تتمكن من اقتلاع الأشجار التي تضرب جذورها عميقاً في الأرض، وهنا إحالة أليغورية لارتباط الإنسان بوطنه وأرضه. لا شك في أن هذه الرؤية لا يمكن أن تصدر إلا عن رؤية إخراجية تنتمي إلى منظومة المهمشين، ونعني المخرج المكسيكي الأصل الذي أتقن صوغها عبر مشاهد رمزية تعتمد مشهد الأشجار العالية في أكثر من مشهد، حيث تعبر الكاميرا من أسفل إلى أعلى، وبالعكس، وهذا يأتي تعبيراً عن تقدير العلاقة الرمزية للإنسان مع وطنه، وهنا إحالة لمجتمعات الهنود الحمر، وغيرهم، ممن عانوا من أنساق الاقتلاع والقتل، كما التهميش، واحتلال الأراضي. 

وتتضح إحدى مفردات الخطاب ما بعد الكولونيالي عبر الرؤية الممنهجة لاستثمار واستغلال الأراضي، ومقدراتها، وهي أراض لا تنتمي للرجل الأبيض الذي يقوم بقتل الحيوانات ليبيع جلودها، حيث نجد أن الحملة، وفريق الصيادين كانت تابعة لشركة تجارية كبرى تدير هذه الممارسات من أجل تحقيق مستوى ربحي؛ ولتحقيق ذلك فلا مانع لديهم من قتل السكان الاصليين بهدف تسهيل مهمة التجارة. يتضح مستوى التداخل بين القوى الاستعمارية، والمبدأ الاقتصادي، بل إن هذه الأرض الجديدة ما هي إلا مجال لتنافس حيوي بين قوتين استعماريتين، كما تجلى عبر وجود فريقين يقومان بمهمة الصيد، واستثمار المقدرات الاقتصادية للمستعمرة الجديدة، فبالإضافة إلى الشركة الإنكليزية ثمة شركة أخرى تتمثل بفريق الصيد الفرنسي. وفي مشهد عميق الدلالة نرى بعض الهنود الحمر يقومون بالمقايضة مع فريق صيد فرنسي بهدف الحصول على بعض الخيول والبنادق للدفاع عن أنفسهم، غير أن الفرنسيين يبخسون تلك الجلود، ويتهمون الهنود الحمر بسرقتها، فيكون رد الهندي الأحمر قاسياً، حيث يقول: «وأنتم قد سرقتم الأرض، وكل شيء منذ أن وطأت أقدامكم هذه الأرض». ولعل هذا المشهد من أشد المشاهد تأثيراً على مستوى البنية الايديولوجية للفيلم الذي استطاع أن يحقق مستويات متقدمة من معايير النجاح، سواء على مستوى المقصدية الفكرية، أو الأداء، وبوجه خاص أداء الممثل ليوناردو الذي نجح في أن أن يعكس تمثله لمفاهيم ارتباط الإنسان بالأرض، والطبيعة، والانتقام، ولاسيما تلك المشاهد المعنية بمستوى التكيف الخارق مع البيئة، حيث تمكن من تجاوز آلامه، وجسده الذي خيط معظمه، كما روحه المعطوبة، فهزم الثلوج والبرد وتهديدات الصيادين الآخرين، الذين قاموا بقتل الرجل الهندي الأحمر الذي ساعد هوك على الشفاء من جروحه، فقاموا بشنقه على شجرة، كما علقوا على صدره لافتة كتب عليها «همجي»، وهي الكلمة التي تكررت أكثر من مرة على لسان فيتزجيرالد من قبل، وهكذا نقرأ رسالة تتمثل بأن ثقافة الهندي الأحمر، ومسلكه، كان أقرب إلى نهج الإنسانية، ففي الوقت الذي تخلى الرجل الأبيض عن هوك، وحاول قتله، كان الهندي الأحمر يساعده على البقاء والحياة، وهنا نقرأ أن الطبيعة، وأصحاب الأرض الأصلانيين كانوا أكثر انسجاماً مع التكوين الإنساني من الثقافة البيضاء الطارئة. 

ومن أهم المشاهد المؤثرة على مستوى الأداء التقني الإخراجي تلك الاستدعاءات والتذكرات التي قام بها هوك، وتتعلق باستدعاء ذكرى زوجته الهندية التي تزامن حضورها مع عبارات تتحدث عن الأشجار، وتجذرها في الأرض، أو مشهد القتال مع الدب، أو مشهد شق هوك للحصان، واستخراج أحشائه للنوم بداخله نتيجة البرد الشديد. لقد استطاع ليوناردو دي كابريو أن يجسد الشخصية بنجاح عبر تضافر عدة عوامل، منها رؤية إخراجية متميزة، وسيناريو متقن لغوياً وبصرياً، وأداء مبهر، حيث نلمح أن مشاهد الصمت في الفيلم لعبت دوراً كبيراً، حيث تقدمت الصورة والحدث المتعالق بالتأمل، والترقب في ظل قسوة الطبيعة، ونتائج الحدث، فالملاحظ أن ليوناردو أو هوك لم يتحدث في هذا الفيلم كثيراً، فليس ثمة حوارات مجانية، إنما كان هنالك تراجع واضح لمستوى الحوار بوصفه لازمة سينمائية، فالصمت في هذا الفيلم كان له الحضور الأبرز، حيث أتاح مجالاً للتفكر، كما التأمل البصري، ولاسيما، ونحن نتابع تغضنات وجه هوك متلمسين مقدار الألم الذي يجتاحه، بل إن الحوارات جاء جزء كبير منها بلغة السكان الأصلانيين، لبيان القيمة الخاصة لهذه الحضارة.

ثمة إذن رؤى جديدة استطاع هذا الفيلم أن يطورها، ولاسيما في ما يتعلق بهذه الفئة من الأفلام، ولم يكن هذا ليتحقق لولا رؤية إخراجية أتت من خارج المراكز الحواضرية لعوالم هوليوود التي اتهمت مؤخراً بالعنصرية، نظراً لأن أغلب أعضاء الأكاديمية من البيض، مما يتسبب بإقصاء غير البيض من الترشح، والحصول على جوائز الأوسكار.

كاتب فلسطيني- أردني

القدس العربي اللندنية في

04.02.2016

 
 

«ترامبو» يسرد حكاية كاتب ممنوع ومرحلة هوليوودية خطرة

شبح المكارثية لا يزول

لوس أنجليس: محمد رُضا

هناك وجهتا نظر في الحملة المكارثية التي انطلقت في الأربعينات واستمرت لمعظم سنوات العقد التالي. الأولى تقول إن الولايات المتحدة كانت تدافع عن نفسها بالفعل حيال ارتفاع عدد المنضمين إلى الحزب الشيوعي الأميركي لنحو 75 ألف عضو وسيطرة اليسار على نقابات واتحادات العمّال في الولايات المتحدة، كما انتشاره في الأوساط الثقافية والفنية (المسرحية في نيويورك والسينمائية في هوليوود) ما شكّل خطرًا على النظام الأميركي نفسه.

الثانية تقول إن الخوف لم يكن مبررًا والمواجهة لم تكن ضد الشيوعيين فقط، بل ضد المثقفين عمومًا والليبراليين واليساريين على نحو شامل. بعض أصحاب هذا الرأي يضم اليهود كهدف آخر للمكارثية، لكن الحقيقة هي أن اليهود كانوا أصحاب استوديوهات وشركات كبرى وقفوا من الحملة موقفًا مؤيدًا لها، خصوصًا عندما بدأت المحاكمات الفعلية مع العلم أن الكثير من السينمائيين الذين تمت محاكمتهم كانوا من اليهود أيضًا. وجهة النظر هذه تؤكد أن الطريقة التي أقدم فيها السيناتور جوزف مكارثي والمحققون التابعون لـ«لجنة التحقيق الحكومية للنشاطات غير الأميركية» خرجوا عن الدستور الذي يضمن حرّية المعتقد.

شخصيات متعددة

فيلم ترشيحات الأوسكار الحالية «ترامبو» لجاي روتش، المخرج الذي عادة ما يقدم على تحقيق أفلام كوميدية سريعة، ليس الأول بين الأفلام الأميركية التي تعرّضت لهذا الموضوع الشاسع والذي يحتمل، ربما بطريقة مساوية، وجهتي النظر. بل إن «ترامبو» - الفيلم ليس الأول الذي دار حول شخصية كاتب السيناريو دالتون ترامبو (1905 - 1976). قبل هذا الفيلم بثمانية أعوام قام ابنه كريستوفر بكتابة سيناريو لفيلم وثائقي حول والده (سمّاه «ترامبو») أخرجه بيتر أسكين وقام بقراءة مقتطفات منه كل من دونالد سذرلاند ويليام نيسون وبول جياماتي ومايكل دوغلاس (شوهد في مهرجان تورونتو سنة 2007). حتى في ذروة الأزمة تم صنع فيلم حولها حمل اسم «ذا هوليوود تن»، حول السينمائيين العشرة الذين تم سجنهم بقرار حكومي تبعًا لمعارضتهم التحقيقات التي أجريت معهم. أخرج الفيلم جون بيري، وكان سينمائيًا شابًا وطموحًا (وربما معارضًا) وهو جمع مواقف السينمائيين العشرة المحكوم عليهم (من بينهم ترامبو وجون هوارد لوسون وألبرت مولتز ولستر كول وهربرت ج. بايبرمان) وخطبهم خلال التحقيق وجعلها مادة فيلمه ليفاجأ بصدور قرار بالتحقيق معه ما دفعه لحزم حقائبه واللجوء إلى فرنسا.

لم يكن وحيدًا في طلب اللجوء، إذ تسلل المخرج جول داسين إلى فرنسا ثم اليونان، وجوزف لوزاي إلى بريطانيا وحط تشارلي شابلن في سويسرا.

ما لا يذكره الفيلم، نظرًا لأنه كان سيأخذ وقتا طويلاً، هو أن ترامبو، بعد خروجه من سجن دام عشرة أشهر بتهمة «ازدراء المحكمة»، وبعد أن أخذ يقبل على مزاولة مهنته ككاتب سيناريو بأسماء مستعارة، لجأ إلى المكسيك لسنوات قليلة بعيدًا عن الأعين.

من التغييرات الأخرى التي كان لا بد من إجرائها هو خلق شخصية خيالية باسم أرلين هيرد (قام به لويس س. ك) الذي نراه في الفيلم أكثر إمعانًا من ترامبو (كما أداه برايان كرانستون) في مسألة الدفاع عن حقه كأميركي اعتناق المبدأ الذي يريد، وبل أيضًا معارضًا لما رآه تهاون ترامبو في مسألة العمل تحت جناح وتبعًا لمبادئه الشيوعية. شخصية أرلين كانت، في الواقع، حصيلة خمس شخصيات حقيقية ارتأى كاتب السيناريو، جون مكنمارا عن صواب، جمعها في جسد رجل واحد تجنّبًا لكثرة الشخصيات.

أما باقي الشخصيات، ومنها أفراد عائلة ترامبو، وفي مقدّمتها زوجته كليو (الموهوبة دوما دايان لين) كما المنتج فرانك كينغ (قام به جون غودمان) فهي حقيقية. طبعًا هناك زركشة في المواقف كالمشهد الذي يهاجم فيه المنتج فرانك أحد رؤساء الاستوديوهات مهددًا إياه عندما طلب منه ذاك التوقف عن التعامل مع ترامبو حتى باسم مستعار.

معسكرات متوالية

الأفلام التي تناولت تلك الحقبة متعددة.

أساسًا هناك تاريخ طويل من الإنتاجات صاحبت عاصمة السينما هوليوود معبّرة عن علاقة معقدة وأحيانًا ملتوية بينها وبين واشنطن.

قبل وخلال الحرب العالمية الثانية، وإلى حين قررت الولايات المتحدة دخولها لجانب الاتحاد السوفياتي وبريطانيا، كانت هناك أفلام تخفي امتعاض هوليوود من النازية وذلك حتى لا تخسر السوق الألمانية. كان لألمانيا، كما ورد في بضعة كتب في هذا المجال، مكتب في هوليوود مهمته مراقبة أي مشروع يتعرّض لألمانيا. عندما دخلت أميركا الحرب وتم إقفال المكتب تحوّل الموقف إلى الهجوم على النازية والنازيين وتم تقديم الألمان في أميركا على أساس متعاونين وفريق خامس يعمل ضد المصالح الأميركية.

في الوقت ذاته خرجت بعض الأفلام التي تعتبر النظام الشيوعي صديقًا من خلال شخصياتها وأحداثها مثل «خاطئون في الفردوس»، 1938، و«الآنسة V من موسكو»، 1942، و«الرفيق الرقيق»، 1943. لكن الأمر توقف تمامًا بعد أن وضعت الحرب أوزارها وحال وجدت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي نفسيهما على نقيض آيديولوجي كامل.

وإذ حطت الحملة المكارثية بكل ثقلها، خرجت الكثير من الأفلام المناوئة للشيوعية، وكثير منها في أزياء الخيال العلمي حيث الغزاة يريدون تقويض دعائم النظام والإنسان ومبادئه وحريته ويرمزون إلى خطر أحمر قادم عبر الأثير أو سيحط من كوكب قريب طمعًا في تطويع المجتمعات الحرّة وتقويضها. لكن كانت هناك أفلام معارضة للحملة من عام 1950 إلى عام 1960 من بينها «فيفا زاباتا» (1951) و«ظهيرة موقدة» (1952) و«ملك في نيويورك» (1957) التي وإن لم تتعاطى مباشرة مع المكارثية إلا أنها قاومت الصورة التقليدية لليمين الأميركي بوضوح. تلك التي عارضت المكارثية مباشرة كان عليها الانتظار لما بعد مرور السحابة الداكنة. وودي ألن قاد «الواجهة» سنة 1976 (أخرجه المتعاطف مارتن رِت) والمخرج إروين وينكلر حقق «مدان بالشبهة» سنة 1991 (فيلم حذر خفيف الوقع) و«تصبحون على خير وحظ سعيد» الذي أخرجه جورج كلوني سنة 2005 وانتقد فيه المكارثية وجهًا لوجه. حتى كلينت إيستوود (المعروف بانتمائه إلى اليمين) سخر من شخصية أحد أقطاب الفترة اليمينيين وهو إدغار ج. هوفر (رئيس الإف بي آي لعقود) في «ج. إدغار» (2011).

المشهد

مشكلة فوق السبعين

سبق لي أن حضرت عروضًا خاصة بأعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية مانحة الأوسكار. كون هذا الناقد عضوا في «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» أتيح لي قفز الحواجز مرات قليلة ومشاهدة بضعة أفلام معروضة خصيصًا للفريق الأول.

> قبل وفاة الممثل ميكي روني سنة 2014 بثلاثة أعوام شاهدته يدخل الصالة وحيدًا وهرمًا. يختار أقرب كرسي ليجلس عليه. قبله بنحو عام شاهدت الممثل جيمس كوبرن ومعه زوجته يدخلان الصالة ذاتها. كلاهما، ميكي روني وكوبرن، كان من المعمرين.

> في العام الماضي تسللت بصحبة مدير تصوير عضو في الأكاديمية لحضور فيلم «بروكلين» وشاهدت عددًا أكبر من الأعضاء الذين تجاوزوا السبعين من العمر. ما زالوا يحضرون ليشاهدوا الأفلام التي سيصوّتون لها أو عليها. بعضهم بعكازات. بعضهم يجر قدميه أو يستند إلى رفيقة حياته.

> في «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» هناك عدد كبير من الصحافيين العاملين الذين تجاوزوا السبعين بل الثمانين من العمر. معظمهم يداوم حضور العروض الخاصّة واللقاءات مع الممثلين ويلبّون دعوات الغداء ويحضرون اجتماعات الجمعية. هم أيضًا في أعمار متقدّمة وأبدان واهية. يستطيعون البقاء في البيوت ومشاهدة معظم الأفلام على لينكات وأسطوانات، لكن المحرّك واحد: عليهم الحفاظ على المشاركة البدنية ذاتها.

> لكن للمسألة وجه آخر. الدعوة التي أطلقتها الأكاديمية مؤخرًا باعتماد تغيير جديد في هيكلية المصوّتين، يعني الاستغناء عمن لم ينجز عملاً سينمائيًا منذ ثلاثة عقود. إذا كان مخرجًا، لم يقف وراء الكاميرا منذ سنة 1986. وإذا كان ممثلاً لم يقف أمامها منذ ذلك التاريخ، وكذلك إذا كان كاتبًا أو مصوّرًا أو في أي حرفة أخرى، ولم يعمل منذ ذلك الحين فهو خارج عملية التصويت.

> تنوي الأكاديمية إقرار هذا التغيير في قوانينها (لجانب تغييرات أخرى) ردًّا على ما علق بها هذا العام تبعًا للنتائج «البيضاء» التي سادت معظم مسابقاتها، بينما حصدت الأقليات (السود والنساء واللاتينيون) نسبة لا تتجاوز خمسة في المائة من مجمل الترشيحات الرسمية. ما لاحظته الأكاديمية أن نسبة غالبة من الأعضاء تجاوزوا سنوات العمل لكنهم يشكلون نسبة كبيرة، وهؤلاء غالبًا لا يكترثون للأقليات الأخرى. ما زالوا يحكمون ويصوّتون تبعًا لمنوال تقليدي عالق في البال.

> المشكلة هي أنه إذا ما أقرت الأكاديمية هذا التغيير سقطت في معيار أنها تمارس «التفرقة العُمرية» (Age Discrimination) وإذا لم تفعل أبقت «التفرقة العنصرية» محط جدل والوضع على ما هو عليه.

> ما هو مطلوب، وكحل مثالي، هو أن تعمد الصناعة ذاتها إلى نفض العالق من الغبار على قراراتها. الحال كما هو الآن يتمحور حول التالي: إذا كنت نجمًا أسود البشرة ستجد فيلما لك كل عامين أو ثلاثة. إن كان لديك موضوع يخص البنية الاجتماعية للسود ربما حصلت على الضوء الأخضر لصنع الفيلم. عدا ذلك، معظم الأفلام المنتجة هي بيضاء والقرارات بيد الرجال دون النساء ومعظم هؤلاء الكاسح من البيض أيضًا. هؤلاء المنتجون ليسوا عنصريين لكنهم يصنعون الأفلام ذاتها كل عام، ويخشون الفشل لو غيروا منوالهم.

الشرق الأوسط في

05.02.2016

 
 

«الحاقدون الثمانية» للأمريكي كوانتين تارانتينو:

الملحمة بين جدران أربعة وأعداء ثمانية

سليم البيك - باريس – «القدس العربي»:

يبدأ الفيلم بلقطة شبه ثابتة على مجسّم للمسيح مصلوب، وقد تغطّى معظمه بالثّلج، مع خلفيّة بيضاء يمحي فيها الثلج معالم المكان، وموسيقى أوركسترالية تمّ تأليفها خصيصاً للفيلم، ستكون من معالمه. تتابع الكاميرا حركتها ببطء إلى أن ننتبه إلى عربة بستّة أحصنة تقترب. تتوقّف ويبدأ الحوار الأوّل بين أوّل شخصيتين من الثماني شخصيات، في فيلم ممتلئ بالعلامات الفارقة، من بينها سيكون الحوار والشخصيات.

صوّر المخرج الأمريكي كوانتين تارانتينو فيلمه «الحاقدون الثمانية» بعدسة 70mm العريضة وفائقة الوضوح، وكان لذلك أثره من البداية في اللقطات البانوراميّة لمساحات بيضاء واسعة، ولسماء تسودّ. الأحداث تجري ليلاً، وفي مكان واحد، وبثماني شخصيات. ما أن تصل العربة إلى مبنى خشبي على الطّريق، حتى يصير هذا المكان الجامع بين المطعم والمقهى والبيت إلى المسرح الوحيد للأحداث، في فيلم بمدّة ثلاث ساعات، فملأ المكان الخشبي بأثاثه ونزلائه العدسة العريضة، كما ملأ معظم مدّة الفيلم، أو كلّها إن استثنينا 45 دقيقة في العربة على الطريق الثلجي، ملأه كما ملأته الحوارات بين الشخصيات الثماني، وهنا يبرز تارانتينو، إضافة لكونه مخرجاً متميزاً، ككاتب متميّز، يطوّر حكايته بالحوارات مطوّراً شخصيّات فيلمه ممايزاً واحدها عن الآخر.

يُقسّم الفيلم إلى ستة فصول متتابعة زمانياً، باستثناء الفصل ما قبل الأخير حيث يشرح تارانتينو، بصوته ما تمّ عرضه حتى اللحظة، لافتاً النّظر إلى بعض تفاصيل المَشاهد وبعض ما كان غامضاً، راوياً، بعدها، مبرّرات ذلك، كمحاولة القتل الجماعية في المقهى، في أسلوب حكائي هو علامة مميزة أخرى لهذا الفيلم. بعدها نصل إلى الفصل الأخير حيث تنتهي الحكاية.

أي سرد للحكاية هنا لن يكون ذا جدوى من دون المرور على ما يكشفه الفيلم في فصله ما قبل الأخير، وكي لا تكون أسطري هذه مفسدة للفيلم سأكتفي بالتالي:

ماركويز وارن (سامويل إل جاكسون في ما يمكن اعتباره أفضل أدواره) وجون رث (كورت رسل) في عربة بستة أحصنة متوجّهين إلى بلدة ريد روك، يتحادثان في الطريق ويلتقيان بآخر يصعد معهما، ماركويز محمّلاً بجثث يسعى لاستبدالها بالنّقود وجون آسراً دايزي (جينيفر جايزون لاي) المتهمة بارتكاب جريمة قتل ليسلّمها للشرطة وينال عنها نقوداً كذلك. تقف العربة لآخر يقول بأنّه الضابط المسؤول الجديد عن المدينة المتجهين إليها. تجبرهم العاصفة الثلجية على المرور بالمقهى والبقاء هناك ريثما تهدأ ليكملوا طريقهم. هناك، يلتقون بأربعة رجال، كلا على حدة، فنشاهد الحوارات التي تبدأ بالتعارف وتتطوّر إلى القتل، من دون أن ندرك جيداً مَن فعل هذا، إلى أن نصل إلى الفصل ما قبل الأخير، حيث يكشف تارانتينو الأحداث وشخصياتها.

متّخذاً شكل الوسترن، في سنوات ما بعد الحرب الأهلية الأمريكية، جعل تارانتينو لفيلمه حبكة الأدب البوليسي (أغاثا كريستي مثالاً) حيث الغرفة المغلقة، القاتل موجود فيها، كيف دخل وكيف يخرج وكيف لا يترك دليلاً على جريمته ثم كيف يُكتشف، هذا كلّه نشاهده في الفيلم، من دون أن نخرج من المساحة المغلقة.

إن أمكن لملحمة أن تنحصر، من أوّلها حتى آخرها، بين أربعة جدران، سيكون «الحاقدون الثمانية» أفضل مثال على ذلك، من دون أن تخرج الحوارات بمواضيعها إلى ما خلف الجدران، أي من دون أن تكون هنالك إحالات إلى ما هو خارج المكان. المُشاهد هنا أمام ثمانية حاقدين لا فكرة لديه من منهم يتآمر مع من؟ ومن سيقتل من؟ محبوسون في غرفة واحدة، خارجون من حرب أهليه كان بعضهم على طرفيْها، مسلّحون جميعهم، عزلتهم العاصفة الثلجية، عن كل ما هو خارج المكان من حياة آدميّة. حتى الباب الذي لا يُغلق إلا بدقّ خشبتين عليه بالمسامير لتثبيته بالجدار، كان ترميزاً آخر على حبسهم، فكان المكان كالمسرح الروماني، لا يتوقّف القتال فيه إلا بموت أحد المتصارعيْن.

ليس من السهل أن نقول بأنّ تارانتينو يفوق بفيلمه الأخير أفلامه السابقة وقليلة العدد، لسبب واحد هو جودة تلك الأفلام، من Reservoir Dogs» 1992) و Pulp Fiction» 1994 إلى فيلمه ما قبل الأخير Django Unchained» 2012) مروراً بـ «Kill Bill» بجزأيه 2003 و2004 وغيرها، لكنّه فعلها هنا.

وفي «الحاقدون الثمانية» يجمع بين التشويق والكوميديا السوداء وبين التحقيق والويسترن وبين العنف والعنف المفرط، مثبّتاً نفسه ككاتب أفلام ومخرج مستقل صنع باكراً (52 عاماً الآن) اسماً وأسلوباً سينمائيين جعلاه حاضراً دائماً بين الأفضل أمريكياً، من دون أن يكون خاضعاً لشروط الصناعة الهوليوودية للأفلام، بل من دون أن يمتنع عن التّصريح مراراً برفضه لها.

القدس العربي اللندنية في

05.02.2016

 
 

تعرفوا إلى المشاهير العرب الذين فازوا بجائزة "غولدن غلوب"

عمر قصقص

عمل مئات النجوم العرب للوصولإلى عاصمة السينما العالمية هوليوود، ومع مرور حوالي 73 عاما على جوائز "غولدن غلوب" التي ينتظرها الملايين سنويا، حصد العديد من النجوم العرب هذه الجائزة بعد مشاركتهم في أعمال ضخمة الإنتاج مع مخرجين وممثلين لامعين عالمياً. هنا قائمة بأبرز النجوم العرب الذي فازوا بالـ"غولدن غلوب":

عمر الشريف

 عندما نذكر النجوم العرب الذين فازوا بالـ"غولدن غلوب" لا بد من أن نبدأ بالنجم المصري الراحل عمر الشريف الذي كان من أوائل النجوم العرب الذين شاركوا في أعمال هوليوودية ضخمة. ولم يكتف بذلك، هكذا حصل على الـ"غولدن غلوب" مرتين: الأولى عام 1963، كأفضل ممثل مساعد عن فيلم Lawrence of arabia.والثانية عام 1966 كأفضل ممثل درامي عن فيلم  Doctor Zhivago.

جيري ساينفيلد

 تميّز الممثل الاميركي، السوري الاصل، جيري ساينفيلد بأدواره الكوميدية التي أضحكت الملايين من المشاهدين في العالم أجمع. وقد حاز جائزة "غولدن غلوب" كأفضل ممثل عن مسلسل تلفزيوني عام 1994، إضافة إلى ترشّحه وفوزه بالعديد من الجوائز العالمية ما سمح له بترسيخ اسمه في عالم هوليوود بين عمالقة التمثيل الكوميدي.

طوني شلهوب

 بعد أن تمكن الممثل الأميركي من أصل لبناني طوني شلهوب من التميّز بين زملائه في عالم السينما والتلفزيون في هوليوود، فاز عام 2003 بجائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثل عن مسلسل "مونك".

 تيري هاتشر

هذا وتميزت حبيبة "سوبرمان" الممثلة الأميركية من أصل سوري لجهة والدتها، تيري هاتشر بدورها في المسلسل التلفزيوني الأشهر عالميا  Desperate  Housewives  وفازت بجائزة "غولدن غلوب" كأفضل ممثلة في مسلسل درامي سنة 2005.

هاني أبو أسعد 

تمكن المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد من إبراز اسمه في عالم الإخراج عالميا، وفاز بجائزة الـ"غولدن غلوب" كأفضل فيلم أجنبي مع فيلم "الجنة الآن" عام 2006.

سام اسماعيل 

فاز المخرج المصري سام اسماعيل بجائزة "غولدن غلوب" عن أفضل مسلسل درامي Mr. Robot" .

العربي الجديد اللندنية في

05.02.2016

 
 

بالصور.. مراحل صناعة القناع الذهبى لحفل جوائز الـBAFTA قبل انطلاقه بلندن

كتب شريف إبراهيم

التقطت عدسات الكاميرات صورا لعمال مصانع "Pro" للمسابك بغرب لندن مساء أمس الخميس، وهم يقومون بإعداد الأقنعة الجديدة لحفل توزيع جوائز الـ BAFTA "الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون"، الذى من المقرر انطلاقه فى لندن يوم 14 فبراير لعام 2016. وظهر عمال مصانع "برو" للمسابك خلال الصور وهم يقومون بصب المعدن فى قوالب ثم نحته ووضعه داخل فرن بدرجة عالية، ومن ثم يقومون بتبريده ورشه حتى يصبح قناع الـBAFTA جاهزا بشكله المعهود. والمعروف عن الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتليفزيون "BAFTA"، أنها منظمة خيرية فى المملكة المتحدة تقيم جوائز سنوية تكرم فيها الأعمال المبدعة فى مجال السينما والتليفزيون والمهن التليفزيونية وألعاب الفيديو، والرسوم المتحركة، وأنشئت الأكاديمية البريطانية للأفلام خلال عام 1947 من قبل المخرجين الكسندر كوردا، ديفيد لين، روجر مانفيل، لورنس أوليفيه، ايمريك بريسبيرج، مايكل باول، كارول ريد. وتتكون المؤسسة من عضوية 6500 شخص، وتأتى جوائز الأكاديمية فى شكل قناع مسرحى صممها النحات الأمريكى ميتزى كونليف، بتكليف من نقابة المخرجين ومنتجى التليفزيون خلال عام 1955

اليوم السابع المصرية في

05.02.2016

 
 

بالصور.. مات ديمون فى تصريح "صادم":

أنا لا أستحق جائزة الأوسكار

كتبت رانيا علوى

فاجأ نجم هوليوود مات ديمون الجميع بتصريح صادم، حيث أكد أنه لا يستحق نيل جائزة الأوسكار، رغم أنه من أقوى النجوم المنافسين على جائزة الأوسكار أفضل ممثل عن دوره فى " The Martian"، وجاء تصريح النجم الشهير قبل أسابيع قليلة من إقامة حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2016 ، حسبما نقل موقع "اينديان اكسبرس"، ووفقًا لديمون أن هناك أعمالا أخرى تستحق نيل الأوسكار، فمن الممكن أن ينال الجائزة ليوناردو دى كابريو الذى رشح خمسة مرات لنيل الأوسكار. يذكر أن فيلم "The Martian" للمخرج الشهير ريدلى سكوت من بطولة مات دامون وكاتى مارا وجيسيكا شاستين وكريسين ويج وجيف دانيالز ودونالد جلوفار، مدة عرض الفيلم 141 دقيقة. وتدور أحداث الفيلم حول "Watney" الذى تقطعت به السبل على سطح المريخ بعد تعرضه للإصابة، ومع نقص الموارد والأكسجين فإنه يضطر للبحث عن وسيلة البقاء على قيد الحياة 

بالصور.. مخرج فيلم ليوناردو دى كابريو يفوز بجائزة "DGA Awards"

كتبت شيماء عبد المنعم

أقيم أمس حفل توزيع جوائز جائزة نقابة المخرجين الأمريكيين، بفندق Century Plaza بمدينة لوس انجلوس، وكان أول الحاضرين النجم العالمى ليوناردو دى كابريو رغم عدم ترشحه للجائزة لأنها مخصصة للمخرجين فقط، لكنه كان متواجدا ليساند مخرج فيلمه الجديد المخرج أليخاندرو ايناريتو على حصل على جائزة أفضل مخرج لفيلم روائى طويل عن فيلم The Revenant، كما فاز المخرج أليكس جارلاند بجائزة أفضل مخرج لفيلم روائى عن فيلم Ex Machina، كما فاز المخرج ماثيو هينمان بجائزة أفضل مخرج لفيلم وثائقى عن فيلم Cartel Land. ونال المخرج ديفيد نوتر جائزة أفضل مخرج تلفزيونى عن مسلسله Game of Thrones (Mother's Mercy)، وحصل المخرج كريس أديسون جائزة أفضل مخرج كوميدى عن مسلسل Veep (Election Night)، وفازت المخرجة دى ريس بجائزة أفضل مخرج لفيلم تلفزيونى عن الفيلم التليفزيونى Bessie. وجائزة نقابة المخرجين الأمريكيين هى جائزة سنوية تقدم بواسطة نقابة المخرجين الأمريكيين انطلقت فى سنة 1938. تشمل الجائزة الأفلام الطويلة، الأفلام الوثائقية، برامج الأطفال، المسلسلات الكوميدية، الإعلانات التجارية والمسلسلات الدرامية وغيرها

اليوم السابع المصرية في

07.02.2016

 
 

هل يستحق فيلم The Revenant جائزة الأوسكار؟

محمد حمدي

صارع دبًا وحشيًا، واختبأ في جثة حصان، التهم كبدًا نيئًا، وصور فيلمه الجديد في ظروف جوية شديدة البرودة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ها هنا؛ هل يستحق ليوناردو ديكابريو –على كل ما فعله- جائزة الأوسكار؟! هذا ما نحاول الإجابة عنه في تحليلنا لفيلم «العائد» أو The Revenant ودور ليوناردو ديكابريو فيه.

قصة الفيلم وقصة (هيو جلاس)

من إخراج أليخاندرو جونزاليس إناريتو وبطولة ليوناردو ديكابريو وتوم هاردي نشاهد فيلمًا مقتبسًا من أحداث حقيقية، عن قصة صمود صائد الفراء الأمريكي «هيو جلاس» ضد ظروف الطبيعة القاسية، بعد أن هاجمه دب متوحش وكاد يقضي على حياته، يحاول «هيو» البقاء على قيد الحياة لينتقم من الرجل الذي قتل ابنه وتركه عرضه للموت في غابة تغطيها الثلوج. يقولتقرير أمريكي عرضناه سابقًا أن قصة قتل ابن «هيو» مفبركة بالكامل لخلق الحبكة الرئيسية للأحداث، ونعتقد أن لولا تيمة الانتقام التي يبرزها الفيلم لما إستمرت مشاهدتنا له بعد واقعة هجوم الدب.

في سبيل البقاء على قيد الحياة بعد هجوم الدب، يفعل «هيو» المستحيل، بداية من الزحف لمسافات طويلة بجسد مصاب، ونهاية بالتهام الأسماك والكبد نيئا، ونهاية بالنوم داخل جثة حصان ميت بعد أن يفرغ أحشاءه بيديه، كلها مشاهد مقززة كادت تجبر بعض المشاهدين على مغادرة قاعة العرض، بينما انبهر باقي المشاهدين وهم يشاهدون «دي كابريو» الفتى الرقيق في فيلم «تيتانك» وهو يكاد يقتل نفسه قتلًا أمام الكاميرا ليلفت انتباه القائمين على جوائز الأوسكار!

التصوير والمونتاج

على الرغم من الحبكة العادية والمباشرة للفيلم، إلا أنه يجب الاعتراف بأن أسلوب التصوير الذي تم اتباعه لتصوير الأحداث كان أسلوبًا متميزًا، وترك تأثيرًا قويًا في عقول ونفوس المشاهدين، ولعل أول ملامح الأسلوب غير التقليدي في التصوير، هو تصوير مشهد هجوم الهنود على الأمريكان في بداية الفيلم، والذي عزفت فيه آلات التصوير سيمفونية من الإبداع شارك فيها المونتاج الذكي والذي حاول تصوير مشاهد طويلة بدون قطع، والاعتماد في المقام الأول على متابعة حركة الممثلين على الشاشة من البداية للنهاية بشكل بانورامي، أربك أعين المشاهدين وجذبهم للمتابعة بانتباه شديد منذ بداية المشهد وحتى النهاية. حينها فقط بدأنا في التقاط أنفاسنا وتأمل الحال الذي وضعنا فيه المخرج «إناريتو».

الخدع السينمائية

أفضل الخدع السينمائية هي تلك التي لا تلتقطها أعين المشاهدين بسهولة، ومشهد هجوم الدب وسقوط الحصان براكبه من أعلى قمة جبل وغيرها من المشاهد، كانت الكاميرا تقدمها بتلقائية وعفوية، لكننا نعلم جميعًا حجم المجهود المبذول في إخراجها للشاشة بشكل لائق ومناسب، ولا يسبب التوتر لعين المشاهد ويمر على عقله مرور الكرام فلا يستطيع تخمين متى بدأت الخدعة ومتى انتهت.

يُنسب هنا الفضل كاملًا للمخرج «إناريتو» الذي استطاع توظيف عامل الخدع بذكاء شديد، ودون غرور أو تعالٍ على المشاهد، الأمر الذي أدى لاعتبار مشاهد الخدع في الفيلم واحدة من أفضل مشاهد الخدع وأكثرها إقناعًا، وغني عن الذكر معرفة أن «ليوناردو ديكابريو» ساهم في تقليل حجم الخدع السينمائية للحد الأقصى باهتمامه بتصوير العديد من المشاهد الخطرة بنفسه، بمكياج استغرق ما يزيد عن الساعات الخمس في المرة الواحدة!

سيناريو الأحداث وفخ الملل

لن يمنعنا المستوى الفني المتميز للفيلم من الاعتراف بأننا شعرنا بالملل مع تدفق أحداث الفيلم من العرض على الشاشة، وعلى الرغم من المعاناة الشديدة التي مر بها «هيو جلاس» الحقيقي و «ديكابريو» الذي يلعب دوره على الشاشة، إلا أن المُشاهِد عند مرحلة محددة من المعاناة يشعر بالملل من تكرار الأزمات التي لعب عليها السيناريو حتى أجهد المشاهد بها، وتم تأجيل تيمة الانتقام للمَشاهِد النهائية للفيلم، ما أدى لزيادة ترقب تلك المشاهد وإعطائها أكبر من حجمها بكثير، الأمر الذي أدى في النهاية لشعور بعض المشاهدين بخيبة الأمل مع بداية الربع الأخير من الفيلم، تفاقم هذا الشعور مع نهاية الأحداث، ومع موجة الدعاية الإيجابية التي حظى بها الفيلم وأخبار منافسته على صدارة الأوسكار، بدأت الكثير من الأسئلة في التعالي؛ هل يستحق الفيلم أرفع جائزة سينمائية في العالم؟ وهل يكفي أن يقتل «ديكابريو» نفسه قتلًا على الشاشة لنرفع له القبعة ونعطيه الجائزة دون نقاش؟ هذا هو السؤال الأكثر سيطرة على المجالس السينمائية اليوم.

الفيلم والصراع على الأوسكار

انقسمت الآراء في الوسط السينمائي ما بين مرجح ومعترض على نيل الفيلم للأوسكار، البعض يرى أن الفيلم بُذل فيه من المجهود الفني ما يجعله يستحق نيل الجائزة، ويكفي أنه قادر على اللعب على تيمة واضحة ومُستهلكة كالانتقام وإعادة تقديمها للمجهور في قالب سينمائي مدهش بُذل فيه مجهود متميز.

يري البعض الآخر أن النوايا الطيبة والمجهود العنيف وحدهما لا يكفيان للحصول على الأوسكار، فعلى الرغم من المستوى الفني المتميز للفيلم، والتقنيات الحديثة التي استُعملت لإخراجه؛ إلا أن الحبكة السينمائية لا تزال تحتاج المزيد من العمل، ولا تُبنى الأفلام على مجهودات أبطالها فحسب، بل كان الفيلم يحتاج المزيد من المجهود لتطوير الحبكة وتقديم ما يبعد المشاهد عن الشعور بالملل وانتظار نهاية الأحداث.

على كل الأحوال لا يمكن تقديم توقع صائب بنسبة 100% حول مصير الفيلم من جوائز الأوسكار، لكن يمكن القول أن النتيجة النهائية والحاسمة سنعلمها جميعًا في واحدة من أقوي وأسخن جولات الأوسكار في التاريخ السينمائي، فحتى ذلك الموعد يمكن اعتبار التعليقات على هذا الموضوع حلبة للنقاش السينمائي حول الفيلم ومدى استحقاقه للجائزة.

موقع إضاءات المصري في

07.02.2016

 
 

صورة: ما دخل ليوناردو دي كابريو بقرار إدارة الأوسكار بمنع التدخين فيه؟

قررت إدارة حفل توزيع جوائز "الأوسكار" بمنع التدخين في مسرح "دولبي" والذي سيقام فيه الحفل، وشمل القرار جميع أنواع السجائر بما فيها الإلكترونية. 

وقد أكّدت إدارة الحفل بأنه لن يكون هناك أي استثناءات بشأن تطبيق القرار وأنه على الجميع أن يلتزم به. 

ويذكر أنه قد جاء هذا القرار بسبب الصورة التي تم نشرها للمثل ليوناردو دي كابريو وهو في حفل توزيع جوائز "ساج SAG" لهذا العام، وهو يدخن سيجارة إلكترونية في مسرح "شراين أودوتوريوم" في ولاية "لوس أنجلوس" الأمريكية، والذي أُقيم فيه الحفل. 

وقد أغضبت الصورة التي تم نشرها لدي كابريو "جمعية الرئة الأمريكية" والتي قامت بإصدار بيان توبّخ ليوناردو دي كابريو فيها، ليأتي على خلفيته قرار إدارة حفل توزيع جوائز "الأوسكار" والذي سيكون يوم 28 فبراير الجاري. 

الشروق المصرية في

07.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)