كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

تحدث لـ («الشرق الأوسط») عن دوره الصعب وقال إنه خرج من التصوير «مذهولاً»

ليوناردو ديكابريو: كان علي في «المنبعث» أن أتكلم بالصمت والنظرة والحركة

لندن: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

لابد من دراسة خاصة عن الممثل ليوناردو ديكابريو بعد كل هذه الأدوار المختلفة التي قام بتمثيلها. وإذا ما تمّت هذه الدراسة، فإن أهم ما سيلاحظه المؤلف أو الباحث هو التطوّر الكبير الذي عايشه الممثل (41 سنة) منذ أن وقف أمام الكاميرا لأول مرّة سنة 1991. كيف اعتلى للبطولة بعد سنتين من بدايته عبر فيلم «ما الذي يزعج غيلبرت غريب» (What›s Eating Gilbert Grape) ثم كيف تبلور نجمًا وسيمًا في «الميت والسريع» ثم سحر الممثلة التي شاركته بطولة «روميو + جولييت»، وتلك التي مثلت أمامه في «تايتانك» ومن خلالهما كل الفتيات وأصحاب الأحاسيس العاطفية والرومانسية.

آنذاك (في التسعينات) تردد أنه عبر عن جهله بتاريخ هوليوود بفخر. وبينما بقي ذلك عالقًا في البال، وجدنا أدواره منتقاة، بحيث تتيح له ردم هذا الجهل إذا وُجد ليس بالنسبة لهوليوود فقط، بل بالنسبة لكل أميركا. فعاصر نيويورك القرن التاسع عشر في «غانغز أوف نيويورك» (عصابات نيويورك) (الفيلم الأول بينه وبين المخرج مارتن سكورسيزي) ثم ولج تاريخ هوليوود ذاتها في «ذا إفياتور» (الملاح) لاعبًا شخصية المنتج هوارد هيوز. لاحقًا عاين السياسة الأميركية في «بودي أوف لايز» (كيان من الأكاذيب) وعاد إلى التاريخ المقلق في «شاتر آيلاند» (جزيرة متوارية) وبعده في «ج. إدغار» ومع تمدد أدواره وتكاثرها، أصبح أحد مراجع السينما العصرية اليوم. ليس لأنه من بين الأكثر شهرة ومن بين الأفضل تمثيلاً، بل لأنه بات أيضًا من بين الأكثر دراية، واستخدم هذه الدراية في مشاريع خاصة تتعلق بالحفاظ على البيئة ومحاربة التغير المناخي، وفي مشاريع عامة من خلال قيامه بإنتاج الأفلام حتى تلك التي لا يمثل فيها.
هذه المقابلة تمّت قبل أسابيع قليلة ما بين حصوله على الـ«غولدن غلوبس» وقبل حصوله على الأوسكار بفترة وجيزة. المناسبتان احتفلتا به كأفضل ممثل عن فيلم «المنبعث» الذي يمثل محاولة للخوض في غمار التاريخ الأميركي، كما يقول.

فيما يلي نص الحوار:

·        على الرغم من أن «المنبعث» يستند إلى مفكرة صياد فراء إلا أن ما يقع على الشاشة أقرب إلى الخيال الجانح. هل هذا ما حدث فعلاً؟

- ليس خيالاً بالدرجة التي تتصوّرها. أعتقد أن الفيلم يستند فعليًا على وقائع حدثت، لكن بالطبع كان على المخرج أن يسردها كما يجيد سرد حكاياته، بأسلوبه الخاص. بالنسبة لي فقد عدت إلى تلك المذكرات التي وضعت قبل قرنين من الزمن، لكن يجب علي أن أقول إن التاريخ الأميركي في ذلك الحين وبعده أيضًا غير موثق. بالتالي يصبح من المتاح استيحاء الخيال والواقع على نحو متوازن.

·        بماذا خرجت من الفيلم؟

- خرجت مذهولاً. هناك قوّة إرادة تنتصر على كل التحديات. شخصية هيو غلاس التي أقوم بها، ذلك الصياد الذي قام بغزو المجهول آنذاك عايش ظروفًا بالغة الصعوبة. لقد هاجمه الدب فعلاً، وعاش بعد ذلك الهجوم ثم تُرك ليموت فزحف في تلك البراري القاحلة والباردة وعانى من أجل البقاء حيًا وانتصر. لا يوجد اليوم من يستطيع أن يفعل ذلك. لا أعتقد. أنا مررت بظروف صعبة وتعرضت خلال تصوير أفلام سابقة لمخاطر. لكن لا شيء يشبه ما مثلته هنا، وبالطبع ما قمت به هو تمثيل، لكن ما قام به هيو كان صراعًا طويلاً من أجل البقاء على الحياة.

·        هناك صورة متكاملة في هذا الفيلم نصفها للإخراج ونصفها لك. أقصد أنك وإيناريتو لا بد أنكما جلستما طويلاً تتحدثان في كيف سيتم تقديم هذه الشخصية. أليس كذلك؟

- صحيح. جلسنا طويلاً وتناقشنا في العمل حول كل ما يمكن أن يكون ذلك العالم المعزول عن المدنية في شكلها السابق آنذاك. كانت الفترة التي غزا فيها الإنسان الأبيض أميركا التي كانت لا تزال مجهولة باستثناء المدن والمواقع الشرقية منها. أطاح الرجل الأبيض بالمواطنين الأصليين وأبادهم في سبيل توسعه والحصول على الثروات التي في تلك الأراضي. لقد محا ثقافتهم وشرّدهم من مواطنهم الأصلية في سبيل مصلحته. وأعجبتني الطريقة التي صوّر فيها الشعب الأميركي الأصلي بعيدًا عن «الكاريكاتير» والتنميط. عاملهم على نحو إنساني واعترف باختلافاتهم العرقية والقبائلية. بالنسبة له ليسوا واحدًا.

·        جزء من هذا الموزاييك له علاقة بما يحدث اليوم للشعوب والبيئات المختلفة. العالم يتغير لكن هذه المرّة من دون اللجوء إلى الإبادة الجماعية.

- في الوقت الذي كنت فيه أقوم بالتحضير لهذا الفيلم، كنت أنجز فيلمًا تسجيليًا عن تغيير المناخ وأعتقد أن الموضوعين يلتقيان وعلى النحو الذي عبرت عنه تمامًا. «المنبعث» كان فرصة لإعادة زيارة الماضي وتقديم صورة قاسية عنه، لكنها محذرة أيضًا مما يقع في مجال البيئة والمتغيرات المناخية وتأثيرها علي إنساننا اليوم.

·        هل تعرضت للخطر خلال تصوير مشهد الدب.. حتى عندما لم يكن الدب دبًا حقيقيًا؟

- هناك قدر كبير من الخطر طبعًا. قبل التصوير تم اعتبار كل شيء ودراسة كل احتمال. استمعت إلى عشرات النصائح وحاولت أن أحفظ منها الكثير. لكن عندما تقوم بالتصوير تنسى معظمها. أقول إن الخطر كان محدودًا في نهاية الأمر، لكن الاحتمالات كانت كبيرة.

·        كيف تمثل فيلمًا كهذا؟ ذهنيًا كيف تتصرّف؟

- لم أمثل فيلمًا كهذا من قبل. هذا الفيلم مختلف تمامًا عن أي شيء قمت بها سابقًا. أعتقد أن المخرج ومدير تصويره (إيمانويل لوبيزكي) كانا متفقين على ضرورة رصد تلك الفترة وتفاصيلها. أرادا أن يتم كل شيء بواقعية وأن تبقى الكاميرا قريبة من التجربة الإنسانية لكي تنجح في نقل اللحظات الحميمية المختلفة إلى الشاشة. كانت مهتمة بالرصد الدقيق وفي الوقت ذاته بالانتقال إلى نوعية سينما (المخرج) ديفيد لين قبل العودة لالتقاط أنفاس الشخصية عن قرب. هذا تطلب أشهرًا طويلة من التحضير.

·        هناك الصراع لأجل البقاء كموضوع الفيلم والصراع لأجل البقاء بالنسبة للممثل في الفيلم.

- (يضحك) لكن في نهاية اليوم كان عندنا ساعة ونصف من التصوير فقط كل يوم لأن المخرج يريد التقاط المشهد في تلك اللحظة من النهار. لحظة ساحرة. كل يوم كنا نجلس منتظرين تلك الفترة من اليوم لكي نبدأ التصوير. كان ذلك ممتعًا. لم أمر بتجربة مماثلة كتجربتي في هذا الفيلم.

·        هذا واضح رغم أنك مثلت أدوارًا صعبة من قبل. ما الدور الذي تحلم بأن تقوم به؟

- هناك كثير مما أحب أن أقوم به. أنا لا أشكو بل اعتبر نفسي محظوظًا جدًا. لكن بأمانة أعتقد أن هناك الكثير مما يجب أن نفعله حيال هذه الأرض. شخصيًا أستطيع أن أقول أتمنى هذا وذاك، لكني واقعي وأعلم أنني محظوظ وعلي أن أكون قنوعًا. ما يهمني هو مستقبل الأرض التي نعيش عليها، ومؤتمر باريس الأخير شهد التئام الدول للبحث في كيفية حماية مستقبل هذا الكوكب الذي نعيش فوقه.

·        هل هناك مناطق على الأرض ما زالت ساحرة بالنسبة إليك؟ ربما مجاهل زرتها أو تود زيارتها؟

- هناك مكانان في البال زرتهما وعدت مبهورًا. زرت الأمازون وعشت تلك الحياة الصافية المعزولة تمامًا عن الحاضر، ومؤخرًا زرت أنكور وات في كمبوديا. كمبوديا واحدة من أكثر الأماكن الساحرة في العالم. أنصحك بأن تزورها. الناس طيبون وستجد نفسك حرًا في هذا العالم الخاص في تلك المنطقة. لكن كمبوديا بأسرها جميلة على هذا النحو. واحدة من أجمل المناطق الطبيعية حول العالم.

·        في هذا الجزء من العالم مثلت مؤخرًا أدوارًا كثيرة مختلفة عن بعضها البعض ومختلفة ككل عن أدوارك في البدايات. مثلاً «جزيرة متوارية» (Shutter Island) و«غاتسبي العظيم» و«ج. إدغار» ثم «ذئب وول ستريت».. ما الذي تمنحه تلك الشخصيات المختلفة لك؟

- يعجبني هذا السؤال لأن السائد عادة هو ما الذي يحمله الممثل إلى الشخصية وكيف يعبر عنها. لكن كيف تنتقل الشخصية إليه هو أمر آخر. لا أستطيع أن أقول إن الشخصيات التي أقوم بها تؤثر في على قدر معين، لأنها تختلف بطبيعة الحال. لا أعتقد أن الممثل يمكن أن يتأثر بما يقوم به ويعيش الشخصية أو يغير شخصيته لأجلها. لكن بالطبع يستطيع أن يفكر بها خلال وبعد التصوير.

·        أي شخصية من شخصياتك الأخيرة فكرت بها كثيرًا؟

- شخصية هيو غلاس كثيرًا لكن أيضًا شخصية ج. إدغار والفترة الزمنية التي عاشها وما تخللها من ظروف سياسية. إنه كمن لو كنت تقرأ كتابًا. الفيلم الجيد هو مثل الكتاب يوفر لك وللآخرين جميعًا معلومات وآراء.

·        في «المنبعث» لا تتكلم كثيرًا.

- أعتقد أن هيو غلاس لم يكن يريد أن يتحدث كثيرًا حتى عندما كان مع صحبه. طبعًا المغامرة التي عاشها.. عاشها وحيدًا. لم يكن هناك من مجال لذلك. لكن حتى قبل ذلك كان مقتصر الحديث.

·        المثير في تأديتك الدور غياب التعليق وغياب الشخصيات الآدمية لمعظم مشاهد الفيلم مما يجعل المشاهد ممعنًا بحركة الممثل، أنت، لكي يفهم ما يدور.

- تمامًا. بغياب التعليق والحوار فإن الباقي هو الحركة والتعبير بالنظر مثلاً. القصّة عليها أن تُسرد من دون كلمات ودورك كممثل أن تتكلم بالنظرة والحركة البسيطة. بأن تظهر الخوف والتصميم وباقي الانفعالات من دون أن تتحدث عنها. إنه نوع من التواصل الصامت مع المشاهدين. لقد مثلت أفلاما كثيرة كان علي فيها الكلام طويلاً، لهذا فإن هذه التجربة مختلفة.

·        السينما وُلدت صامتة وبنجاح كبير.

- هذا صحيح.

·        تنتج الكثير من الأفلام ولك حجم كبير من الأهمية ليس بسبب الجوائز التي تنالها من «غولدن غلوبس» أو سواها، بل لأنك اشتغلت كثيرًا على نفسك للوصول إلى ما أنت عليه الآن. هل تفكر في أنك تريد تغيير السينما السائدة اليوم ربما لمزيد من الأفلام ذات النوعية؟

- «المنبعث» هو خطوة في الاتجاه الصحيح في رأيي. إيناريتو يريد إحداث هذا التغيير أيضًا. هو جاء من المكسيك ومارتن سكورسيزي جاء من نيويورك وأنا عملت معهما وكلاهما فنانان جاءا في الأساس من خارج هوليوود وغايتهما واحدة وهي تقديم أعمال فنية كبيرة. لكن هذا ليس هين الحدوث. التغيير النوعي الذي تتحدث عنه صعب.

·        لماذا؟

- هناك عدة أسباب. انظر إلى التلفزيون. الآن بات التلفزيون ينتج أعمالاً نوعية مهمة على عكس الماضي. كيف يؤثر ذلك على السينما؟ الحديث لا يتوقف في هذا المجال. ما هو مستقبل السينما؟ كيف يمكن تغيير وجهته؟ «المنبعث» و«جزيرة متوارية» والأفلام الجيدة الأخرى التي تصنعها هوليوود ذات قدرة محدودة في نهاية الأمر لتغيير النمط السائد. خذ «المنبعث» مثلاً. هو مثال للسينما كما نحب أن نعيشها كمغامرة كبيرة وكعناصر إنتاج مختلفة وساحرة. لكن لا يمكن لنا تحقيق أفلام كهذه دائمًا. كم فيلمًا مثل هذا الفيلم تستطيع الاستوديوهات أن تنتجه؟ ما أستطيع أن آمله هو أن ندفع البعض لمواصلة مساندة هذه الأعمال على نحو مستمر.

·        سؤال أخير… هل أكلت فعلاً لحم الحصان في ذلك المشهد؟

- (يضحك) كلا.. كان لحم ثور بافالو.

الشرق الأوسط في

03.03.2016

 
 

«السلام عليك يا مريم» لباسل خليل..

مواجهة دينَيْن على سيارة قديمة

نديم جرجوره

يحصل على ترشيحٍ لـ «أوسكار» أفضل فيلم قصير، لكنّه لا ينال الجائزة. يمتلك ركيزة سينمائية تؤهّله لأن يكون فيلماً يستحقّ بلوغ المرتبة هذه، لكنه يخرج من الحفلة الـ88 لـ «أكاديمية فنون السينما وعلومها» ـ المُقامة في «مسرح دولبي» في لوس أنجلوس مساء الأحد 28 شباط 2016 ـ من دون تمثال ذهبيّ. الترشيح، بحدّ ذاته، مهمّ للصنيع البصري. مخرج الصنيع يُصبح أكثر حضوراً في المشهد السينمائي الدولي، في مجالات التمويل والإنتاج والتوزيع تحديداً، بفضل الترشيح هذا. المسار المهني مع الترشيح يختلف، ولو قليلاً، عن مسارٍ من دونه. الفوز بـ «تمثال ذهبي» أفضل في المجال المهنيّ طبعاً. أما الـ «إبداع» و «براعة» الاشتغال وحُسن التنفيذ، فلا علاقة لها البتّة بالجوائز، على الرغم من أهميتها، بل بما يصنعه المتخيَّل من إنجازاتٍ فنيّة وجمالية.

رحمة

«السلام عليك يا مريم» للفلسطيني باسل خليل (مواليد الناصرة، 1982) يُنافس 4 أفلام أخرى في فئة «أفضل فيلم قصير». الترشيح خطوة لم تكتمل بالفوز (يحصل الفيلم الإيرلنديّ Stutterer لسيرينا أرميتاج وبنجامن كليري على الجائزة). الأهمّ كامنٌ في جمالياته السينمائية، وفي الكمّ البديع للسخرية والإضحاك المعقودين على حساسية إنسانية ـ سينمائية، وفي العمق الدرامي لصراعٍ قائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يتمثّل بلقاء غير متوقَّع بين عائلة يهودية متشدّدة دينياً وراهبات مسيحيات يُنذرن الصمت، مقيمات في دير «راهبات الرحمة» (ليس الاسم عبثياً) في بقعة «شبه نائية» في فلسطين المحتلّة.

الصنيع الفني متين البنية الدرامية. يرتكز على حبكة قصصية عادية، ويغوص في لبّ مشكلة تاريخية مزمنة بين متناقضات المكوَّن الاجتماعي في بلدٍ محتلّ. لا يقترب الفيلم القصير (14 د.) من السياسيّ والأمني العنفيّين بين احتلالٍ وأبناء البلد المحتلّ. لا يُساجل في حقّ تاريخي في الجغرافيا، ولا بنواة إيديولوجية مؤدّية إلى حروب لا تنتهي بين الطرفين. المسألة مغايرة تماماً لهذا كلّه، وإن يكن «هذا كلّه» مبطّناً في ثنايا مخبّأة في نسيج الفيلم وفضاءاته المفتوحة على تساؤلات معلّقة، من دون أن يحتلّ «المباشر» و «غير المباشر» ـ في السياسي والتاريخي والثقافي والإيديولوجي ـ واجهة المشهد.

والواجهة هذه، إذْ تسرد وقائع لقاء غير متوقَّع بتاتاً وغير مُحبَّب إطلاقاً بين الطرفين هذين، تكشف عيوباً في البنيان الثقافي والإنساني والأخلاقي لكلّ طرف منهما، باستخدام حوارات قليلة وصمت أكثر، وبتحويل المواجهة بينهما إلى مسار تصاعدي يسخر من واقع، ومن كيان متماسك ومتزمّت ومشدود لكلّ طرف منهما، هو كيان ديني ممتزج بالثقافي والحياتي والاجتماعيّ. والمشهد، إذْ يُدلّ متابعُه على سياقاتٍ مفتوحة على إشكاليات مختلفة في النهج الحياتي لكلِّ طرفٍ منهما، يخرج من الإطار الصداميّ إلى ما هو إنسانيّ قابل لأن يكون مدخلاً إلى حلّ ما، أو أداةً تكشف وتقول وتبوح، من دون تصنّع أو تشاوفٍ أو «حسّ أخلاقي مدّع».

في حين أن «السلام عليك يا مريم» يهتمّ، أولاً وأخيراً وأساساً، باللغة السينمائية المتماسكة، المستخدمة في سرد حكاية عادية، غير آبه أبداً لا بطرح مشكلة، ولا بوضع حلولٍ لها.

أما الحكاية العادية، فتضع المُشاهد أمام احتمالات شتّى في كلّ لحظة من لحظات السرد السينمائي. كأن تشويقاً ما يُراد له أن يبرز من السرد هذا، كي يجعل المتابعة أكثر تنبّهاً لوقائع معروفة، لكن مساراتها وآليات سردها لا يُمكن توقّعها سريعاً.

اصطدام

ذلك أن داخل الدير عالمٌ صامت تريده «راهبات الرحمة» أسلوب عيش وتواصل من أجل مزيدٍ من التأمّل الهادئ والعميق، لتفعيل معنى أجمل وأهمّ وأصدق للصلاة. وخارج الدير عوالم عاصفة وإنْ يكن الدير مُقاماً في منطقة هادئة. في حين أن العائلة اليهودية المتشدّدة دينياً تتألّف من زوج وامرأته ووالدته العجوز، وتصطدم سيارتهم بتمثال للسيّدة العذراء عند مدخل الدير.

الاصطدام مدخلٌ للقاء. لكن المآزق تتوالد شيئاً فشيئاً، وإنْ بتسرّع بصريّ أحياناً يتطلّبه قِصَر مدّة الفيلم. الصمت التزام متكامل تعتنقه الراهبات. التشدّد الديني أساسيّ في البناء العائلي للثلاثيّ المتزمّت (دينياً واجتماعياً وأخلاقياً)، الذي لن يقف «الإيمان» عائقاً دون وقوع اشتباكاتٍ معهودة بين الزوجة (التي تبدو متمرّدةً على العالم المنغلق للعائلة) والحماة. نوعان من الالتزام الديني يتواجهان بأسلوب راقٍ وغير متعمَّد، إذ إن العائلة اليهودية محتاجة إلى عونٍ لن تحصل عليه إلاّ بمساعدة الراهبات «الصامتات» (اللواتي يكسرن الصمت قليلاً لضرورة اللحظة، أو.. الرحمة). والزوج اليهوديّ المتشدّد دينياً ـ والضعيف جداً أمام امرأتين يرتبط بهما، والحامل مسدّساً كعادة المستوطنين، لكنه يظهر مرتبكاً وغير مُدركٍ كيفية التصرّف في مواقف كهذه ـ يلتزم طقوساً صارمة تمنعه من التواصل مع الآخرين، خصوصاً أن اليوم سبت، والسبت مقدّس عنده كيهوديّ مؤمن ومتشدّد.

التفاصيل اللاحقة متنوّعة: كيفية التواصل، وقدرة الراهبات على منح العائلة احتياجات بسيطة، كشرب المياه أو استخدام الهاتف وإنْ يكن اليوم سبتاً. لكن المدخل إلى «خلاصِ» كلّ طرفٍ من الآخر حاضرٌ في سيارة قديمة متوقّفة منذ «أزمنة سحيقة» في قبو الدير. كلامٌ قليل بين الزوج والراهبات (على نقيض كثرته وحدّته وصداميته بين الزوجة والحماة) يؤدّي في النهاية إلى تصليح السيارة واستعارتها للخروج بها من المآزق التي يقع فيها هؤلاء جميعهم في لحظة غير مُنتظرة. بينما تمثال السيّدة العذراء يبقى مكسوراً، والرأس منفصلة عن الجسد.

«السلام عليك يا مريم» يمتلك شرطه السينمائيّ، ويضع مخرجه في مواجهة تحدّيات المقبل من الأعمال.

بطاقة الفيلم

«السلام عليك يا مريم» (فرنسا ألمانيا فلسطين، 2015) لباسل خليل. إنتاج: إيريك دوبون. سيناريو: خليل ودانيال يانيز. تصوير: إيريك مزراحي. مونتاج: خليل. موسيقى: جيمي سيرافي. تمثيل: هدى الإمام وماريا زريق وشادي سرور وروث فرحي ومايا كورين.

جائزة أفضل سيناريو في الدورة الـ38 (7 ـ 12 تموز 2015) لـ «مهرجان الفيلم القصير في الهواء الطلق في غرونوبل» (فرنسا)، وجائزة أفضل فيلم قصير في الدورة الـ12 (9 ـ 16 كانون الأول 2015) لـ «مهرجان دبي السينمائيّ الدولي».

يتمّ تصويره في دير مهجورٍ بالقرب من أريحا (الضفة الغربية) في 3 أيام فقط، في حين أن عمليات المونتاج وميكساج الصوت والموسيقى التصويرية مُنفَّذة في شهرين اثنين.

المخرج
يولد باسل خليل وينشأ في الناصرة من أبٍ فلسطيني وأمٍ بريطانية قبل 34 عاماً. يدرس في «الأكاديمية السينمائية الاسكتلندية» في أدنبره، ويحصل منها على درجة ماجيستر. ينتقل لاحقاً إلى لندن للعمل في شركات إنتاج عديدة. في العام 2011، تُدرجه المجلة السينمائية البريطانية «سكرين أنترناشيونال» في قائمة «أفضل 10 مخرجين عرب يمكن ترقّبهم». يعمل حالياً على تطوير مشروع فيلمه الروائي الطويل الأول. يقول إنه راغبٌ في أن يُشاهد العرب فيلمه القصير هذا، مضيفاً أن شركة «ماد سوليوشنس» (القاهرة) تتولّى توزيعه عربياً، على أن تبدأ عروضه التجارية العربية تلك قريباً: «ستُطلق عروض أخرى له أيضاً عبر قنوات تلفزيونية، وعلى متن طائرات عديدة تابعة لشركات مختلفة. بعد أشهر قليلة، سيكون متاحاً عبر منصّات «العرض وفق الطلب»، ليتمكّن الجمهور في أنحاء العالم من مشاهدته».

السفير اللبنانية في

03.03.2016

 
 

الاوسكار 2016..

الخروج التأريخي عن المألوف وعودة الى عالم الأدب

عباس الحسيني

جاءت مفاجآت الأوسكار لهذا العام، بعدة أمور اخرجت تقاليد الجائزة عن المألوف السائد، ومنها توزيع الجوائــز على جملة افلام، ضمن نطاق الإبداع كما في الجوائز الساحقة لفلم التقنيات الصعب مـــاد مـــاكس Mad Max الذي حصد جوائز بضمنها، المكياج والتأثير الصوتي والأزياء، دون تحقيق جوائز في الاخراج والتمثيل. في حين سجل المخرج المكسيكي الذكي والمثقف أليخانــدرو سابقة تأريخية ، وذلك لظفره بجائزة افضل مخرج للسنة الثانية على التوالي، حيث نالها العام الماضي عن فلم الرجل الطائر The Bird man، ويتشارد كيتون، ليعود ويحصل عليها هذا العام عن فلمه "العائد The Reverent " وهو انجاز تأريخي في مشوار هذه المسابقة الأهم في اميركا والعالم، والأحدث الأجمل، هو حصول وسيم السينما الاميركية ذو الاصول الايطالية دي كابريو، ولكن بعد 6 ترشيحات، ضمن مراحل حياته الفنية، وان كانت التوقعات ان ينالها عن فلمه السابق "إلق  القبض علي ان استطعت "Catch me  if you can   لكنه ظفر بها هذا العام عن استحقاق، في مزيج من الاداء المسرحي السيمي، عبر بوابة الطبيعة والذهول لعالمي الغابة والثلوج، وهو جهد المخرج المكسيكي اليخاندرو، الذي طرق ابواب هوليوود، محملا بالفكر الماركسي، وعالم الرواية، لينتهي به الابداع الى واحد من المع مخرجي المؤثرات.

 يُعد أليخاندرو ثاني مخرج مكسيكي يحصل على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج بعد ألفونسو كوارون في 2014. وهو أيضاً أول مخرج مكسيكي المولد يفوز بجائزة أفضل إخراج في مهرجان كان السينمائي، عن فيلم بابل في 2006. وكانت افلامه الستة، على الترتيب: أموريس بيروس (2000) و21 غرام (2003) وبابل (2006) وبيوتفل (2010) والرجل الطائر (2014) والعائد (2015) حَصلت على مديح كبير من النقاد وترشحت جميعها لجوائز الأوسكار. في عام 2015، حصل أليخاندرو على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج وأفضل نص أصلي وأفضل فيلم عن الرجل الطائر. اليخاندرو المؤلف الموسيقي المذهل، والذي ما زلت احتفظ بتراجيع موسيقاه التي استمعت اليها خريف 2006 في فرجينيا، وهو يقدم مقطوعات ترقى الى مصاف سمفونيات، ويعيد كتابة الروايات ، كما لوانها كتبت الآن. جاء تتــويج اليخاندرو باستحقاق عال ، يمثل مرحلة العودة الى السينما العالمية عبر بوابة هوليوود، لكن الصورة والفلم الافضل ذهبا الى الفلم الرائع نقطة ضوء Spot light  وهو من اهم انجازات السينما الاميركية، على الاطلاق، ويذكر بالعودة الى متخيل الثمانيني، حيث التمرد على الواقع البيروقراطي للكنيسة وعمل الصحفيين الدؤوب في الكشف عن 80 حالة تحرش جنسي لاطفال ذكور، من قبل قــس، وهي مهمة شاقة بسبب الغطاء الديني لرجل الدين، وذلك السيناريو الكوني الذي يجعل من الصحفي قاضيا كونيا، عبر الجملة التي وضعها كل من:  Mark Ruffalo, Michael Keaton مارك رافالو ومايكل كيتون، في تساؤل تحقيقي اذلالي: ان كنت تقول كلا ، لم افعلها ، فهل ستقول للرب كلا لم افعلها ؟

يعطي الانجاز الادبي طفقا كبيرا لجوائز 2016 فالفلم الكبير العودة، جاء عن رواية للروائي الاميركي العملاق Michael Punke مايكل بانك ، وهي الرواية التي حملها المخرج اليخاندرو في حقيبته الشخصية منذ صوردها عام 2002 ، ويمضي النسق الادبي في الحوار الذي يتبناه الروائي باللغتين الإنكليزية، للروائي، وبالحوار بين البطل وابنه القتيل من ام هندية حمراء ، وباللغة الهندية لقبائل الجيروكي، والرواية اعادة اكتشاف كما ضمن الفائز الممثل ديكابريو ذلك، في خطابه امام الاكاديمية، لعالم الطبيعة الاولى، حيث الانجماد في ذلك العالم، وشحة الموارد الطبيعية، لمكتشفين، همهم الانثروبولوجي اكتشاف الجانب الاخطر من القارة.

المدى العراقية في

03.03.2016

 
 

رحلة مع مفاجآت مهرجان الأوسكار هذا العام

بقلمسعيد عبدالغنى

إستطاع مهرجان الأوسكار أن تقدم دورته هذا العام رقم - 88 - بهدوء ملىء بالحركة والاحتفالات والدعاية الإعلانية فى قنوات التليفزيونات التى اعلنت أن أكثر من مليار مشاهد سوف يتابعون تمثال الأوسكار جائزة النجوم والنجمات، واستطاع مسئولو الأوسكار أن يتغلبوا على كل المشاكل التى تم إعلانها من أصحاب البشرة السمراء وكأنهم موجودون فى حفل افتتاح المهرجان ويسيرون على الشريط الأحمر المحاط بأعداد من تماثيل الأوسكار على جانبى الشريط الأحمر ويحضرون لمشاهدة نجوم السينما فى العالم وهم يتسلمون جوائزهم من صاحب البشرة السمراء كريس روكى مقدم جوائز الأوسكار للنجوم ومقدم برنامج الحفل بأسلوبه المرح الذى نجح فى تقديمه فى دورات المهرجان فى أعوام سابقة بنجاح كبير وإقبال جماهيرى أكبر لحضوره المطلوب!.

- كيف واجه أزماته وأحداثه فى دورته الصعبة؟! - حكايات جوائزه وتفاصيلها الغريبة!.

- تفاصيل نوعية الأفلام التى حصلت على الأوسكار وأبطالها.

فى بداية حفل المهرجان الذى اقيم الأحد الماضى أعلن مقدم حفل توزيع الجوائز الممثل الأمريكى - كريس روك رسالة سياسية ودعا إلى ضرورة حصول الممثلين من أصول إفريقية على فرص متكافئة مثل نظرائهم البيض - وأن الأمر لا يتعلق بالمقاطعة بل إن الممثلين أصحاب البشرة السمراء يريدون نفس الفرص التى يحصل عليها الممثلون البيض وليس لمرة واحدة فقط وأنه فكر فى الاعتذار قبل أن يقرر بقاءه فى تقديم الحفل لأنه سيكون له أثر كبير كمقدم للحفل وقدم عدة مونولوجات ساخرة توضح كيف تم إغفال تمثيل الأمريكيين السود من جانب أكاديمية الفنون مالا يقل عن - 71 - مرة طوال تاريخ الأكاديمية منذ - 88 - عاما ولم يحتجوا فى الدورات السابقة فى الخمسينيات والستينيات للمطالبة بالتنوع لأنهم كانوا مشغولين بأمور حقيقية وتعرضهم للإعدام وللاغتصاب وبدون محاكمات قانونية أكثر من عدم الحصول على جوائز الأوسكار - وأعلنت شيريل بوون إيساك رئيسة الأكاديمية السمراء المسئولة عن توزيع الجوائز الخاصة بالأوسكار، إن الأكاديمية ستتخذ المبادرة لمعالجة غياب التنوع فى صناعة السينما الأمريكية وأن الأمر يتطلب تغييرات حاسمة فى هذه الصناعة! وهذا ما حدث من كلمات مهمة تخص مهرجان الأوسكار خلال حفل الافتتاح الذى إستمر ثلاث ساعات ونصف! ونأتى الآن إلى جوائز مهرجان الأوسكار هذا العام!. بعد مرور - 22 - عاما على ترشيحه الأول لجوائز الأوسكار تمكن النجم الأمريكى ليوناردو دى كابريو من الفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره فى فيلم - العائد the revenan وأعلن عن تفاصيل هذا الفيلم الذى تم تصويره طوال - 9 - أشهر فى كندا والأرجنتين وتدور أحداثه فى القرن التاسع عشر حول صائد دببة تعرض للسرقة وهرب منه صديقه وأصبح وحيدا فى الغابة وتعرض لاعتداء شرس من أحد الدببة واقترب من الموت ولكنه تعافى بعد مواجهة الجوع تحت رحمة أنهار مثلجة، ونام بين جثث الحيوانات وتناول أكل كبدها وتغير شكله تماما وأعلن أن هناك - 40 - مشهدا من أصحب ما صورتها فى حياتى - وتم ترشيح الفيلم للفوز بعدد - 12 - جائزة من جوائز الأوسكار منها أفضل فيلم - أفضل مخرج - لأليخاندرو وجونز اليس وأفضل ممثل ليوناردو دى كابريو - وأفضل ممثل مساعد - توم هاردى - أفضل تصوير سينمائى - أفضل مونتاج صوتى - وأفضل تأثيرات بصرية - أفضل ماكياج وتصفيف شعر - وأفضل إنتاج - وبلغت ميزانية إنتاج الفيلم - 135 - مليون دولار - وأعلن ليوناردو دى مابريو أنه هو الجولدن جلوب وسيكون الأوسكار فى مهرجان الأوسكار. وقد أصبح كما تصور تماما فى المهرجانين!

وجاءت مفاجأة الممثلة الشابة - 26 - عاما برى لاريون - لتحصل على جائزة الأوسكار أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم - الغرفة - ROOM - بعد حصولها على جائزة الجولدن جلوب أيضا كأفضل ممثلة - لفيلمها الغرفة - والذى تدور أحداثه حول أم وطفلها يتعرضان للخطف والسجن فى - غرفة - ولا أحد يراهما طوال فترة خطفهما وتعرضت هى وطفلها لظروف صعبة - وتغلبت على المنافسات منهن كيت بلانشيت وضيفر لورانس وشارلوت رافيلينج!. وجائزة أفضل مخرج فاز بها أوسكار المهرجان اليخندور إيناريتو عن فيلم - العائد - ذى ريفتت - ويحصدها هذا المخرج المكسيكى للسنة الثالثة على التوالى - وتغلب على أربعة مخرجين عالميين! وجائزة أفضل فيلم أجنبى فاز بها فيلم - سان أوف شو - المجرى الدرامى جائزة افضل ممثلة فى دور ثانوى الممثلة إليسيا فيكتنر عن دورها فى فيلم ذى داينش جيرل - متغلبة على منافساتها من النجمات منهن النجمة - كايت ويستليت! وجائزة أفضل ممثل دور ثانوى - فاز به الممثل - مارك رايلنس - عن فيلم - بريدج أوف سبايز! وجائزة أفضل تصوير كانت للمكسيكى إيمانويل لوبيسكى عن الفيلم الملحمى الضجة - العائد - وجائزة أفضل رسوم متحركة. كانت عن فيلم - إنسايد أءوت - أوسكار افضل فيلم رسوم متحركة لإستوديوهات ديزنى لاند - للسنة الرابعة!، وبهذا نكون قد قدمنا أحداث مهرجان الأوسكار فى دورته رقم - 88 - تفصليا لكل أحداثه الهامة ومواجهة مشاكل هذه الدورة باسلوب خاص بمهرجان الأوسكار - وكيفية التغلب على مشكلات والأزمات التى واجهها مهرجان الأوسكار فى دورته هذا العام!.

الأهرام المسائي في

03.03.2016

 
 

الهولوكوست… وجائزة الأوسكار:

مرويات المنع والتكريس… تأملات في الخطاب السينمائي الصهيوني

رامي أبو شهاب

ما انفكت الثّقافة الغربية تستعيد أزمنة الهولوكوست في معظم المنصات التعبيرية، ولاسيما الرواية والسينما وغيرها من الفنون، ومما يلاحظ أن الإسهامات الغربية في استعادة وتمثيل الهولوكوست تحضر من مختلف الجغرافيات الأوروبية، كما الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا. 

ثمة إسهامات عميقة لهذا التكوين الخطابي المتمركز حول الهولوكوست، انطلق مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك فإن تناول هذا الموضوع لم ينجز بعد، ولم يتم الانتهاء منه، بل على العكس من ذلك، فهو ما زال في حالة خطابية مستمرة، ومن أجل بيان هذا النسق لا بد من الاستعانة ببعض الأرقام والإحصائيات السينمائية، إذ يلاحظ أن الثقافة الغربية أنتجت منذ عام 1946 إلى يومنا هذا مئات أو ربما آلاف الأفلام حول موضوع الهولوكوست، وعبر تحليل بسيط، يلاحظ أن عدد الأفلام المنتجة ما بين عامي 1960 ـ 1967 وصل إلى أكثر من اثني عشر فيلماً، في حين صدر ما بين عامي 1990- 1999 أكثر من ثلاثين فيلماً، وهكذا تنتج السينما العالمية في كل عقد عشرات الأفلام التي تستند إلى ثيمة الهولوكوست والمحرقة، ومما يلاحظ أن معظم تلك الأفلام تنتج من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، وإيطاليا وألمانيا وكندا، وبولندا ويوغوسلافيا والمجر، وسويسرا وبلجيكا والتشيك، وغيرها.

إن هذا الكم الهائل من الأفلام من دون تتبع باقي المنصات التعبيرية الأخرى، يشي بهول، ومقدار التمركز، كما التمكن الخطابي لموضوع الهولوكوست، فضلاً عن مدى ما يتمتع به هذا المظهر الخطابي من قوة بهدف إحكام القبضة على الوعي الغربي، عبر تزويده بجرعات عالية، ومطّردة من مرويات وسرديات الهولوكوست، كل ما سبق بهدف تكريس الدولة العبرية، ولعل هذا يضعنا أمام تساؤلات حول الآلة الخطابية العربية، واستراتيجيتها، ولاسيما على مستوى الفنون والآداب، حيث تبدو ضئيلة التأثير، في حين أنها تنشط في ساحات الاقتتال الداخلي العربي العربي، واستهلاك السلاح. 

وليس هنالك أدل على الاحتفاء المبالغ فيه باستعادة المدونة والمروية الصهاينة حول الهولوكوست من حدث توزيع جوائز الأوسكار الثامن والثمانين، حيث حصل الفيلم المجري «ابن شاؤول»The son of the soul على جائزة أفضل فيلم أجنبي. 

يستعيد الفيلم قطاعاً إنسانياً من منظومة حكائية لا تنضب، وهي تنهض على استرجاع الفعل النازي والمحرقة، كما نموذج الضحية، وهذا يأتي ضمن قائمة طويلة من قوائم الأفلام التي عالجت الموضوع عينه، وحصلت على جائزة الأوسكار، ومنها الفيلم الأشهر «قائمة شندلر» لستيفن سبيلبيرغ، وغيرها من الأفلام. 

إن هوليوود بل العقل الغربي مسكون بهاجس الهولوكوست، وكأن الصهيونية تحاول أن تستثير الوعي العالمي لتذكيره بالمحرقة اليهودية، وتكريسها بوصفها حدثاً إنسانياً حزيناً لا يمكن أن يمحى، إنها أنظمة الخطاب الصهيوني القائم على أنساق التواتر، وتكريس الحكاية السينمائية في سياقها السيمولوجي، إنها تشكيلة خطابية تسبح في سديم الثقافات الكونية، وكلما بدا أن العالم قد تجاوز إحساس التعاطف، أو تبكيت الضمير، أو النسيان، لا بد أن تُنشّط أنساق الخطاب كي تعيد تمركزها مرة أخرى، وكي تتخذ حيزاً في الوعي الكوني، ولكنها لا تحضر مجردة أو جافة، إنما توضع ضمن سياق جمالي إنساني، مركزه المعاناة اليهودية، لا بوصفها إشكالية عرقية، إنما بوصفها معاناة الإنسان بتكوينه الشمولي الكوني، وهنا تمارس السينما نموذجاً خطابياً ينهض على تقييم المعرفة، ولكن بوعي سينمائي، إنها عاطفة تطفو فوق الحدود والتاريخ، لتتحول إلى سلطة الفن، كما سلطة المعرفة التي ناقشها ميشيل فوكو في كتابيه «إرادة المعرفة»، و»الجنون في العصر الكلاسيكي»، وهذا يحملنا بلا تردد إلى نتيجة قوامها أن الهولوكوست أضحى نموذجا أيقونياً، بل بؤرة خطابية تقود الوعي الغربي برمته، ولكن عبر تقديم الجوانب الإنسانية بهدف رفد الهولوكوست بأكبر قدر من الديمومة، التي تعني استراتيجية خطابية متقدمة، وهذا ما يتجلى عبر الفيلم المجري الذي يتحدث عن رجل يهودي يجبره النازيون على حرق عدد من جثث اليهود، وبينما يلقي الجثث إذ يلمح جثة طفل، ربما كان على قيد الحياة، ولكن الفعل قد انتهى، يصارع الرجل لإنقاذ الطفل، أو جثة الطفل من التشريح، والحرق لدفنها تبعاً للديانة اليهودية، هذا التصور ينضح برفض واضح لمعنى التلاشي للوجود اليهودي، وهنا تبرز عبقرية العمل، حيث تنتج العواطف بالتراصف مع إحساس شعوري ينهض على بعد قوامه الوجود بين الذات والموضوعية، كما يصف أحد النقاد السينمائيين، ولعل هذا النسق من التأسيس السينمائي على ما يبدو جاء موفقاً، ولكن لا بد أن نتريث قليلاً، فماذا لو كان هذا الفعل قد تحقق على يد فلسطيني طلب منه الجنود اليهود إحراق جثث فلسطينيين في مجزرة دير ياسين، لا بد أن المعادلة سوف تختلف، مع عدم الانتقاص من الأثر الفني للفيلم المجري، لا شك أن منظور المصوتين في الأكاديمية السينمائية سوف يتأثر بمنظور تاريخي- ثقافي حيث تقوم المحرقة بحجب الأوسكار عن الفيلم الفلسطيني، وهكذا يبقى الهولوكوست قيمة متعالية، لا يمكن أن تنال منها كافة الخطابات المضادة، لقد أحكم الهولوكوست ومعسكرات الأوشفيتز قبضتها، إذ باتت تمنع كافة المرويات الأخرى. 

إن المناقشة تحضر هنا لمعاينة أثر الموضوع اليهودي، وقدرته على الظهور والبروز، في حين يجب أن تتلاشى كافة مرويات الإبادة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، وغير ذلك من جرائم الإمبراطوريات الاستعمارية السابقة، وأبرزها ما كان في الجزائر، وغيرها، كما أن ثمة محارق أخرى خاضها الغرب مع نفسه، وهنالك جريمة هيروشيما وناغازاكي، غير أن كافة تلك المحارق الكونية لم تحظ بالتقديس الثقافي، كما حظي موضوع الهولوكوست. 

إن الاحتفاء بالفيلم الهنغاري (ربما) لم يتحقق نتيجة الإتقان السينمائي فحسب، الذي ربما يكون حاضرا، أو متعيناً، ولكن ثمة شيئاً آخر يتحدد بالحضور الصهيوني في وعي الغرب. 

فأي حكاية على بساطتها، سوف تتحول إلى أيقونة إنسانية جمالية، ربما تتعالى على أي موضوع آخر، لا لشيء، إلا لكونها تتحدث عن اليهود والهولوكوست، وهنا تتجسد القيم البلاغية للخطابات التي تنتج بفعل مضمرات نفسية وثقافية وغيرها، إنه ذلك الإحساس الذي لا يمكن إلا أن يتشاركه البشر عبر التعاطف مع أي طفل ضائع، تائه، أو حين يتعرض للتعذيب، هذا ما نجحت الصهيونية بتكريسه في النظام الغربي، ووعيه الذي بدأ يتجه إلى أنسنة التاريخ اليهودي، على الرغم من القيم المادية المهيمنة. 

إن أنظمة الخطاب تتجه إلى تبني عدة استراتيجيات، منها أفعال الاستعادة والتكرار، ولكن عبر خلق منافذ للتعبير، لا تقتصر على نموذج واحد، فأوروبا والغرب يتناوبان على حمل الخطاب الصهيوني، والتعبير عن الهولوكوست؛ ولهذا تأتي الأفلام أو المرويات من مختلف القطاعات الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وتتمثل الاستراتيجيات الأخرى بالابتعاد عن تكريس نموذج التضاد الخطابي، أو الهجوم، واللوم، إنما تسعى إلى تبني خطاب الغفران، كما أشار بول ريكور في تحليله لتداعيات الهولوكوست في الدرس الثقافي الغربي، ولهذا لا بد أن تسعى تلك الأعمال إلى التركيز على الضحية، وعذابات الإنسان بتكوينه الفردي في بعض الأحيان، ولعل كلمات العاملين على الفيلم لحظة التتويج، تعكس ذلك من خلال عبارة «في أقسى الظلمات لا بد أن نتميز بوصفنا بشراً». 

إنها اللحظات الإنسانية المفعمة والمغرقة بشاعرية اللغة السينمائية، ولعل الشاعر محمود درويش من الذين أدركوا هذا النهج حين لجأ إلى أنسنة الجلاد والضحية على حد سواء، بحثاً عن ديمومة اللغة، وهنا تبدو الخطابات أسيرة تضمين القيم الجمالية لتحقيق أفعال الانتشار والتأثير، وهنا تتقدم هذه الأعمال، ولكن بوصفها نماذج جمالية لا نماذج خطابية أيديولوجية جافة، أو مناسبات إعلامية عابرة، وهذا ما يعني أن ثمة وعياً بآلية إنتاج الخطابات، وتوزيعها كما استثمارها بهدف خلق مروية ممتدة، عصية على الاقتلاع، ومستمرة، وطبعاً أبدية التأثير، ولا مجال هنا للتوقف والتقاعس، فالصهيونية تعلم أن وجودها أسير الوعي الغربي، ولهذا فهي لا تنفك تحفر عميقا في هذا الوعي، واستثمار كل صغيرة وكبيرة من أجل صون دولة الكيان الصهيوني عبر استثمار خطابات الشتات والهولوكوست، والضحية اليهودية. 

لقد صحب حدث توزيع جوائز الأوسكار الأخير العديد من الإشكاليات، بدأ من طغيان العنصرية في الترشيح لبعض الفئات، بموازاة هيمنة من يحق لهم التصويت على الجوائز، ومعظمهم من البيض، مع استثناء الأعراق الأخرى، ولا سيما العناصر السينمائية التي تنتمي عرقياً إلى أفريقيا، حيث غُيبت عن الإسهام في الجوائز تلقيّاً وترشيحاً سنوات طويلة، وهو ما يؤثر بطريقة أو بأخرى على مصداقية هذه المؤسسة، ولكن ما يعنينا في هذا الحفل تحديداً، التمرس في محاولة إقصاء الفيلم الفلسطيني خاصة، والعربي عامة، وجعله لا مرئياً، فقبل سنوات مُنع فيلم المخرج إيليا سليمان «يد إلهية» من الترشح للجائزة لعدم وجود دولة فلسطين لتمثيل هذا الفيلم، وطبعاً ثمة تاريخ طويل من الإقصاء، حيث لم يفز أي فيلم فلسطيني أو عربي بأي جائزة من جوائز الأوسكار، وفي الحفل الذي أقيم مؤخراً، وعلى الرغم من وجود فيلمين عربيين مميزين، ونعني الفيلم الأردني «ذيب» المرشح عن فئة الأفلام الأجنبية، والفيلم الفلسطيني «السلام عليك يا مريم» عن فئة الأفلام القصيرة، وعلى الرغم من نيلهما جوائز عالمية، واستحسان النقاد والسينمائيين، ولكن حساسية الأوسكار ذات طابع مختلف، فثمة بنية عميقة في وعي هوليوود، تقوم على استبعاد أي محاولة عربية سينمائية، أو تحييد أي إسهام خطابي سينمائي مناصر للقضايا العربية، أو ربما تعبر عن منظور عربي خالص، ولو انتهج الصيغة الإنسانية المتعالية والمهادنة، في حين توجد قائمة طويلة من الأفلام التي حصلت على الجوائز لكونها تحدثت عن النازية، والمحرقة خاصة، والموضوع اليهودي عامة بغض النظر عن التقييم الفني، وهنا يلاحظ أن الموضوع، أو الأيديولوجيا هما المعيار، فلا عجب أن تتساءل إحدى الصحف الغربية الكبرى عن سر الرغبة المستمرة من صناع الأفلام لزيارة ثيمة موضوع الهولوكوست، وهذا ربما في ظني يعود لكونها الطريق الأقصر للحصول على جائزة عالمية، ما يعني أن ثمة تنشيطاً خطابياً في هذا المجال، وخلف كل ذلك منظومة مؤسساتية دولية تدعم هذه التوجهات، في حين أن السينما العربية، وكافة المنصات التعبيرية لا تتحقق إلا عبر إبداع أفراد يصنعون المعجزات، غير أنهم دوماً بلا إسناد إعلامي أو مالي أو خطابي مؤسساتي، ومن ذلك السينما الفلسطينية، كما الفيلم الأردني، وهنا تكمن إشكاليتنا الكبرى، فمعظم الإبداع ينتج بعيداً عن المؤسسة الرسمية، والسياقات الاجتماعية، كما الأكاديميات الرسمية، ولهذا لا يمكن أن تحضر خطاباتنا لكونها عديمة التأثير، فهي لا تستند إلى مؤسسة تنتج الخطاب، وتعيد توزيعه، كما يحدث مع الخطابات الصهيونية.

كاتب فلسطيني ـ أردني

القدس العربي اللندنية في

03.03.2016

 
 

"غرفة" ليني أبرهمسون: عالمٌ رحب داخل أربعة جدران

لندن - نسرين علام

أن تخلق عالماً رحباً وسط ما يفترض أنه حيز ضيق خانق ينذر بالخوف، هذا ما يحاول المخرج الايرلندي ليني أبرهمسون إنجازه في "غرفة". ينجح في مهمته هذه إلى حدّ بعيد في النصف الأول من الفيلم، لكن يخذلنا النصف الثاني، الذي لا يضاهي زخم النصف الأول وقوته وتأثيره.

صوت تنفس وكلمات أمّ تهدهد صغيرها قائلة "عدّ ثانية إلى النوم"، أول ما نسمعه في بداية الفيلم وسط ظلام تضيئه ومضات ضوء تكشف لنا جدران الغرفة. نعرف لاحقا أن الغرفة هي سقيفة صغيرة موصدة الباب دوماً، صلتها بالعالم الخارجي كوة في السقف يدخل منها ضوء النهار وذلك الرجل الذي يأتي ليلا حاملا متطلبات الأم والصغير، وتسمّيه الأم الشابة عند الحديث مع ابنها بإسم "العجوز نيك".

"اذا كنت لا تعبئين به، فالأمر لا يعني شيئاً"، هكذا يقول جاك الصغير (جاكوب تريمبلي) لأمه (بري لارسون - فازت بجائزة "أوسكار" أفضل ممثلة عن دورها هذا) عندما تخبره بأن أسنانها تؤلمها ولكنها لا تهتم بالألم كثيراً. يبدو أن هذه العبارة هي مفتاح رؤية جاك الصغير (يبدأ الفيلم في يوم عيد ميلاده الخامس) للعالم الذي لا يعرف منه وعنه شيئاً سوى "غرفة". فهو لا يدري بوجود حياة خارج أسوار "غرفة"، ولا يعنيه وجود هذا العالم الخارجي في شيء.

جاك، هذا الصبي ذو الشعر الطويل المنسدل، الذي يكاد ببشرته الشاحبة وشعره الطويل وملامحه الأنثوية أن يكون نسخة مصغرة من أمه، عالمه "غرفة". هي موطنه ومرتعه وملعبه، وهو يراها على ضيقها رحبةً ممتدة. لا يعلم أن هذه الحجرة الصغيرة هي محبس له ولأمه، ويعيش فيها بحرية وسعادة وانطلاق. هو يشير إليها باسم "غرفة" بدون أداة تعريف لأنها الفريدة الوحيدة من نوعها التي يعرفها، هي كونه الفسيح على صغره.

على الرغم من أن الفيلم يضم أصداء من عدد من قصص الاختطاف والاحتجاز التي حدثت على أرض الواقع، كقصة الصبية النمسوية ناتاشا كامبوش التي احتجزها خاطفها على مدى ثماني سنوات في قبو منزله، إلا أن "غرفة"، الذي كتبت له السيناريو الإيرلندية - الكندية إيما دوناهيو، عن روايتها الواسعة الرواج التي تحمل الاسم نفسه وأشاد بها النقاد، ليس فيلماً عن الجريمة أو الأسر والاختطاف. الفيلم لا يتناول جانب الرعب أو التشويق في قصة الاختطاف، بل يركز على قدرة الإنسان في أن يجد الرحابة النفسية والروحية على الرغم من الأسر والأبواب الموصدة والحيز البالغ الصغر. هو فيلم عن هذا البون الشاسع بين سجن الجسد وحرية الروح. في النصف الأول من الفيلم نلمس التركيز على خلق الإحساس بالدفء المنزلي الذي يشعر به جاك.

"غرفة"، عن تلك العلاقة الخاصة جداً بين الأم وطفلها. هو عن حب الأم لطفلها، ذلك الحب الذي يمدها بالقدرة على أن تحيط ابنها بعالم من الدفء والحنان وأن تدرأ عنه هول ما تشعر به في محبسها على يد ذلك الذي اختطفها وهي لا تزال صبية في السابعة عشرة. هذا الحب ذاته هو ما يمنح هذه الأم الشابة القدرة على التحمل والاستمرار رغم قسوة الأسر. هو قصة أم حبيسة تسعى بكل ما أوتيت من دفء الأنثى ودهائها، حماية صغيرها من عنف الرجل وبطشه.

"غرفة" بالنسبة إلى "ما" (نعرفها طوال النصف الأول من الفيلم بهذا الإسم الذي يناديها جاك به)، هي سجن خانق تتوق للخروج منه. لكننا نشاهد الغرفة في النصف الأول من الفيلم من منظور جاك وليس وفقاً لرؤية أمه. بالنسبة إلى جاك، "غرفة" هي عالم بأسره يمتد "في كل اتجاه حتى النهاية". وبفضل تصوير داني كوين ("الفتاة الدانماركية"، "خطاب الملك") تبدو لنا "غرفة" فسيحة كما يراها جاك، تمتد من المتنزه حيث يمارس التمارين الرياضية مع أمه كل يوم، إلى الغابة الصغيرة حيث تنمو نبتته، إلى المخبأ المريح في خزانة الثياب حين يأتي "نيك العجوز" الذي يجب ألاّ تقع عيناه عليه قط، إلى الكهف البعيد أسفل الفراش حيث يختبئ الثعبان الذي صنعته له أمه من قشور البيض والخيط.

تحوّل "ما" جحيمها في "غرفة" إلى عالم سحري لجاك. تحكي له قصص "أليس في بلاد العجائب" و"كونت مونتي كريستو" وتهدهده بأغاني المهد حتى ينام. تترك شعره طويلاً قائلة له إنه مصدر قوته. العالم السحري كما يراه جاك يتكون من "غرفة، والفضاء الخارجي، وكواكب التلفزيون (حيث الناس مسطحون ومخلوقون من الضوء)، ثم السماء". ولكن بُعيْد عيد ميلاده الخامس، تطلعه أمه على ذلك السر الرهيب الذي لا يكاد يستوعبه أو يصدقه: هناك ذلك العالم خارج أسوار "غرفة"، عالم يعج بالناس والحياة.

لكن وقع الفيلم وإيقاعه يخذلنا في نصفه الثاني، بعد تمكن جوي من الهرب بمساعدة جاك. أثار النصف الأول اهتمامنا لأنه لم يمنحنا المتوقع، بل الحرية والرحابة وسط جحيم الأسر. لكنه في الجزء الثاني جاء متوقعاً لا يحمل جديداً: الضجيج الإعلامي حول الشابة التي عادت، عدم التأقلم مع الحياة خارج أسوار الغرفة، الحياة التي مضت من دون جوي، والأصدقاء السابقون الذين مضوا في طريقهم، وغيرها من الأمور المتوقعة المكرورة.

نحسب أن الفيلم ما كان ليؤثر فينا نفسياً أو عقلانياً من دون أداء جاكوب تريمبلي ذي السبع سنوات لدور جاك. الفيلم يرتكز على هذا الصغير. أما بري لارسون، فقد كانت مقنعة إلى حد كبير.

النهار اللبنانية في

03.03.2016

 
 

نال جائزة أفضل فيلم في الدورة الـ 88 من «الأوسكار»

«سبوت لايت».. انتصار لعذابات جيل من الأميركيين

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

كان من المتوقع حصول فيلم «سبوت لايت»، لكاتبه ومخرجه «توماس مكارثي»، على إحدى جوائز الدورة الـ88 من «الأوسكار»، مع استبعاد حصوله على جائزة أفضل فيلم، بسبب عادة انتصار الصورة في كثير من الأفلام التي حازت هذه الجائزة في أعوام فائتة، لكن «أوسكار» هذا العام جاء ليعيد الأمل في قيمة السيناريو وقيمة القصة التي يجب أن تتوافق مع عرض وإدارة يحترمان شكل تقديم الحكاية، ولذلك فحصول الفيلم على أوسكار أفضل سيناريو أصلي كانت واردة، وبالرغم من أن العادة أن يحصل صاحب أوسكار أفضل مخرج على جائزة أفضل فيلم، إلا أن هذه المعايير اختلفت هذا العام، فحصل أليخاندرو غونزاليس إناريتو، مخرج فيلم «العائد» على أوسكار أفضل مخرج، وحصل «سبوت لايت» على جائزة أفضل فيلم، وانتصر ايضاً لدور الصحافة في كشف أهم القضايا التي تعتبر من الخطوط الحمراء.

يدور الفيلم حول فريق تحقيق استقصائي في صحيفة «بوسطن غلوب» يتكون من أربعة صحافيين، استطاعوا بمهنية أن يطيحوا بسمعة الكنيسة الكاثوليكية في بوسطن التي تورطت بتعيينها قساوسة متورطين بالتحرش الجنسي بالأطفال، إضافة الى أن الفضيحة أدت إلى استقالة «برنارد لوو» كاردينال بوسطن سنة 2002. والأهم من ذلك شهادة الضحايا بعد أكثر من 30 عاماً على تلك التحرشات، إضافة الى تورط الأمن وبعض المحامين في طمس كل الحقائق والدلائل على تلك الأفعال، فالحكاية بدأت مع قضية قس واحد لتنتهي بأكثر من 200 قس متورط.

الفيلم الذي أدى دور البطولة فيه مارك رافالو، مايكل كيتون، رايتشل مكادامز، ييف شرايبر، جون سلاتري وستانلي توكسي، لم يسلط الضوء في طريقة التحقيق الصحافي على الكنيسة فحسب، بل تناول فساد الشرطة والهيئة التشريعية وبعض السياسيين في بوسطن.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

03.03.2016

 
 

ليوناردو دي كابريو: الأدوار المستحيلة من نصيبي

باريس – نبيل مسعد

ليوناردو دي كابريو هو أحد أهم نجوم السينما العالمية حالياً، ومن أفضل الممثلين القادرين على التعبير عن موقف ما، مثلما يفعل في فيلمه الأخير «العائد» من إخراج المكسيكي اليخاندرو غونزاليز إينياريتو الذي قدم في الماضي «بابل» و «بيردمان».

حضرت «الحياة» العرض الافتتاحي لفيلم «العائد» في باريس والتقت دي كابريو في هذا الحوار، قبل أيام قليلة من سفره إلى لوس أنجليس لحضور حفلة توزيع جوائز الأوسكار حيث نال جائزة أفضل ممثل.

> أنت معتاد على حضور حفلة جوائز الأوسكار، علماً أنك لم تنلها حتى الآن، على رغم أهمية أفلامك وجودتها، فما الذي يثير فضولك في هذه المناسبة السينمائية؟

- أنا أحضرها فقط إذا كنت أشارك كممثل في أحد الأفلام المرشحة لنيل جائزة أو أكثر، خصوصاً إذا كنت شخصياً مرشحاً للفوز بجائزة أفضل ممثل، مثلما هي الحال هذا العام. صحيح أنني حضرت السهرة مرات عدة ولم أفز حتى الآن بالجائزة، إلا أن هذا الشيء لا يهمني، في الحقيقة، إلى درجة كبيرة، بما أن المهم فعلاً مثلما قال شخص لا أتذكر اسمه، هو المشاركة في المغامرة. ودعني بما أنني في فرنسا أمتدح بعض الشيء مهرجان «كان» الذي أحضره دورياً أيضاً، وفي كل مرة يدهشني الشيء الثابت والمتجدد في آن وهو حب الناس هنا للسينما على أشكالها وأنواعها. وفي كل مرة أرى الجمهور وأهل الإعلام يتحمسون لفيلم ما قد يكون هوليوودياً أو هندياً أو عربياً أو أوروبياً من دون أدنى تمييز. وبما أن الأعمال السينمائية تتجدد، تتجدد بدورها هذه اللهفة تجاهها وأنا لا أعرف أي مهرجان أو مكان في العالم يتجمع فيه هواة السينما كما في «كان». وهذا الأمر يدهشني ويثير فضولي إلى أبعد حد، وصدقني إذا قلت لك إنني عائد إلى «كان».

·        أنت في باريس من أجل الترويج للفيلم المرشح للأوسكار، وهو «العائد» الذي أخرجه أليخاندرو غونزاليز إنياريتو، والذي تتقاسم بطولته مع النجم البريطاني توم هاردي. حدثنا عن «العائد» إذاً؟

- يروي الفيلم مغامرة رجل يعمل مع مجموعة من صائدي الذئاب كمرشد للمستوطنين في منطقة ثلجية ذات مناخ أكثر من صعب وفي ظروف أليمة شبه مستحيلة. وذات يوم يتعرض الرجل لهجوم ضار من ذئب مفترس وينجو من الحادثة بأعجوبة إلا أن زملاءه يتركونه على أساس أنه توفي، وفق أصدقائه، قبل أن يغتال ابن صديقه ويدعي أمام المجموعة أنه تاه في الثلوج ولن يعود.

ويستعيد الرجل قواه على مدار شهور طويلة ويدرك ماذا حدث، فيقرر العثور على عدوه والانتقام لابنه ولنفسه مهما كان الثمن. وتبدأ المطاردة بين الرجلين في وسط العواصف الثلجية وفي ظروف عنيفة الى أبعد حد.

لقد ذكرني تصوير «العائد» بأحد أعمالي السينمائية الأولى، وأقصد «تايتانيك»، حيث كنت قد قضيت فترة طويلة في الماء، ويبدو أن الأدوار المستحيلة أو المستعصية من نصيبي، وأنا أحيي شريكي في بطولة الفيلم، توم هاردي، كونه تحمّل المشقات التي لا أول لها ولا آخر مؤدياً شخصية المجرم الهارب في وسط الثلوج.

·        كثيراً ما يقارنونك بروبرت ريدفورد أحد أكبر نجوم السبعينات من القرن العشرين، وأنت سبق أن مثلت في فيلم «غاتسبي» الهائل الذي هو إعادة لفيلم أدى بطولته أساساً ريدفورد بالتحديد. فهل كنت قد شاهدت الفيلم الأصلي؟

- نعم رأيته لكن منذ سنوات طويلة من دون أن أدري أنني في يوم ما سأمثل دور البطولة في نسخة جديدة منه. ولم أشاهده مرة ثانية حين تم اختياري للمشاركة في الفيلم الجديد، لأنني لم أرغب في التأثر بما قدمه ريدفورد من أداء في الدور نفسه، وفضلت أن أبني الشخصية على طريقتي وطبقاً لرؤية المخرج باز لورمان المختلفة عن نظرة السينمائي جاك كلايتون مخرج الفيلم الأول. أما عن حكاية المقارنة بيني وبين ريدفورد أو غيره فأنا لا أعيرها أهمية لأنني ضد المقارنات وأؤمن بأن لكل فرد شخصيته ولكل فنان هويته، بصرف النظر عن وجود تشابه ما في المظهر الخارجي.

الحكم للجمهور

·        هل تعتقد أنك قدمت عملاً أفضل من ريدفورد؟

- لا، أنا لا أقصد ذلك بالمرة، وأعرف أن ريدفورد من أهم الممثلين في العالم. أنا أديت الدور مثلما ذكرته للتو، على طريقتي الشخصية ومن دون أن أعير أهمية لما فعله في الماضي ريدفورد أو أي شخص آخر. وأترك الحكم النهائي للجمهور بطبيعة الحال.

·        المخرج باز لورمان هو الذي أطلقك في منتصف السبعينات من القرن الفائت بفيلمه «روميو وجولييت»، وها هو يلجأ إليك مرة جديدة من أجل «غاتسبي». فهل يسود الوفاق علاقتكما المهنية؟

- التقينا في مناسبة عملنا المشترك في فيلم «روميو وجولييت» بالتحديد، ونشأت بيننا صداقة قوية مستمرة منذ العام 1995. وبالتالي حين حدثني لورمان عن مشروع فيلم «غاتسبي»، وجدت الفكرة جذابة ووقفت بجانبه من أجل تحويل الفكرة حقيقة سينمائية. وأنا سعيد بكونه منحني دور غاتسبي الذي سبق أن أداه العملاق ريدفورد.

·        أنت تتنقل بين شخصيات مختلفة بمرونة فائقة، فليست هناك أدنى علاقة بين غاتسبي الغامض وبطل «تايتانيك» الرومانسي الشجاع، والشرير في فيلم «دجانغو بلا قيود» الذي أخرجه كوينتين تارانتينو، وثم البطل المنتقم في «العائد»، فما هو السر وراء تقمصك كل هذه الأدوار بمثل هذه الطريقة المبدعة؟

- إنه معهد الدراما أولاً، ثم أخذ الأمور بجدية في كل مرة جديدة وإعارة كل دور مطروح عليّ أهمية مطلقة وكأنه الأول والأخير في حياتي، ثم الانغماس في أبعاد الشخصية ومحاولة تخيل ماضيها وشبابها وكل ما هو غير مدون في السيناريو. وهذا ما أسميه بناء الشخصية على طريقتي.

·        هل تفضل دور الشرير مثلاً على غيره أو على العكس دور البطل الشجاع؟

- أفضل الدور الجيد المكتوب ببراعة في السيناريو والذي يسمح لي بتوليف «طبختي» في شأنه. أما حكاية الخير أو الشر أو الاستعراض أو الرومانسية، فلا معنى حقيقياً لها، فأنا أحب كل الأدوار إذا ناسبتني.

·        وكمتفرج أي لون تحبّذ؟

- أفلام المغامرات عل طريقة أيام زمان، وأقصد رعاة البقر «كاو بوي»، فأنا كثيراً ما أتلذذ بمشاهدة أفلام جون واين مثلاً، ثم ريتشارد ويدمارك المتخصص في أداء شخصية الشرير.

·        ما هي تجاربك المهنية التي تركت بصمات في ذاكرتك؟

- إنها في الواقع تجارب حلوة ومرة في آن واحد، فأنا أمضيت أسابيع طويلة في الماء من أجل إنجاز فيلم «تايتانيك» من إخراج جيمس كاميرون، في صحبة الممثلة الكبيرة كيت وينسليت، وكنا نعاني من البرد والتعب في كل يوم من أيام التصوير. وكم تلقيت كدمات وضربات في أثناء تصوير لقطات المشاجرات في فيلم «عصابات نيويورك» لمارتن سكورسيزي، ثم بطبيعة الحال «العائد» الذي من أجله أمضيت فترة طويلة في عز البرد في منطقة تكسوها الثلوج في كندا. لكن نجاح أفلامي في النهاية يحول ذكرياتي السيئة إلى متعة فنية كبيرة، لأنني أشعر بأني كسبت شيئاً من وراء المجهود الجبار الذي بذلته.

·        ومن هي الممثلة التي تركت بصمات في ذاكرتك بعد العمل معها في فيلم ما؟

- الأخيرة، أي كاري موليغان شريكتي في فيلم «غاتسبي»، بما أنني لا أشارك أي ممثلة بطولة «العائد» وهو فيلم رجالي بحت.

الحياة اللندنية في

04.03.2016

 
 

فائزون وخاسرون في أوسكار 2016

بقلم : انتصار دردير

هناك دائما فائزون وخاسرون، وهناك دائما حكايات وراء الكواليس في بعضها مايثير الفرح وأخرى تثير الحزن، لكن مفارقات توزيع جوائز أوسكار 2016 تظل أقرب إلى الفيلم الذي تشاهده مشدودا بقوة منذ البداية لتتعرف على النهاية والتي قد تكون مفاجأة مدهشة، ورغم التعليقات والانتقادات وما يثار من ردود أفعال، لكن الجميع في احتراف بالغ سواء أكانوا ممثلين أو مخرجين أو عاملين في مجالات السينما المختلفة، يعودون إلي أماكن عملهم وتصوير أفلامهم، وعيونهم على أوسكار العام التالي، في شغف نفتقده ونتعامل معه في عالمنا العربي بسذاجه، يقف أمامها البعض وكأنها نهاية كل شيء.

ربما كانت أكثر المفارقات وأسعدها، طبعا لصاحبها، هي فوز ليوناردو دي كابريو بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «ذا ريفينانت»، وكان دي كابريو، البالغ من العمر 41 عاما، قد ترشح 4 مرات لجائزة الأوسكار قبل أن يفوز بها أخيرا، بعد رحلة انتظار دامت أكثر من 25 عاما، ولم تخلو لحظات السعاده والفوز لديه من بعض مرارة الخسارة، بدأت بفقدان الفيلم للجائزة الأهم وهي أفضل فيلم، وانتهت بشائعة سرقة تمثال الأوسكار الذي حصل عليه، ليردد البعض «المنحوس منحوس»، لكن ذلك لم يحرمه من نشوة الفرح، خصوصا مع فوز مخرج الفيلم أليخاندرو إيناريتو بجائزة أفضل مخرج في عامين متتاليين، وحصد الفيلم لجائزة أوسكار أفضل تصوير سينمائي.  

بالطبع خسارة «ذا ريفينانت» لجائزة أوسكار أفضل فيلم، تفتح المجال لتساؤل كيف يحدث ذلك، خصوصا مع حصول مخرجه على جائزة الإخراج، لكنها الاختيارات التي تثير الإنتقادات وترسم البهجة على وجوه صانعي فيلم «سبوت لايت» الذي فاز واقتنص تلك الجائزة التي يستحقها، بالإضافة إلي جائزة أفضل سيناريو أصلي.

والغريب فعلا، أن تكون أحيانا الخسارة كبيرة، لكن أصحابها لا يتوقفون أمامها، ويستمرون في العطاء، من دون أي ملل أو كلل، ومثال ذلك فيلم «ذا مارشان» الذي ترشح لسبع جوائز أوسكار، ومن بينها جائزة أفضل ممثل لمات ديمون، الذي قام ببطولته، ولم ينل أي جائزة، وهو حال فيلم «كارول» الذي ترشح لست جوائز ولم ينل أيضا أي جائزة، وفي المقابل يأتي أحيانا الفوز أكثر من المتوقع، فتعلو صيحات الانتصار، ودليل هذا ذهاب أكبر عدد من جوائز الأوسكار إلى فيلم «ماد ماكس: فيوري رود»، الذي حصل على 6 جوائز أوسكار من أصل 10 ترشيحات، من بينها جوائز أفضل أزياء وتصميم الإنتاج والمكياج والمؤثرات الصوتية.

مفارقة أخرى يجب أن نتوقف أمامها ونتأملها، وهي خسارة الفيلم الأردني «ذيب» والفيلم الفلسطيني القصير «السلام عليك يامريم» وعدم حصولهما على أي جائزة، لكن ذلك ليس نهاية كل شيء للسينما العربية، بل الفوز الحقيقي هو وصلهما إلي الترشيحات النهائية للقائمة القصيرة، والأهم هو الاستمرار في الدفع بأعمال سينمائية جديدة إلي الأوسكار، حتى تحين لحظة الفوز بعيدا عن شعار «التمثيل المشرف».

ومابين كل هذا وذاك، تأتي خسارة سيلفستر ستالون الموجعه، والتي كانت كل الاحتمالات ترجح فوزه بجائزة أفضل ممثل مساعد، ليقتنصها منه مارك رايلانس عن فيلم «جسر الجواسيس»، ورغم كل ما قيل عن أن ستالون وصل الي الـ 70 من عمره ومن الصعب أن ينال فرصة أخرى، تبقى رحلة فوز «دي كابريو» مؤشرا واضحا لكل من ينشد النجاح، وجملته في فيلم «ذا ريفينانت» محفزا قويا للجميع بلا استثناء: «طالما ما زلت تتنفس، واصل القتال».

سينماتوغراف في

04.03.2016

 
 

تينا فاي: حفل الأوسكار «ممل» وخطابات النجوم عقيمة

يمنى طارق

عبرت النجمة تينا فاي عن استياءها الشديد من الخطابات التي تناولت مواضيع الاغتصاب، العنصرية وغيرها من المواضيع المهمة خلال هذا الحدث الفني.

وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أكدت الكوميدية فاي إنها لم ترى جدوى لأي من تلك الخطابات التي ألقاها الحاضرون بل وجدتها بلا معنى ومضيعة لوقتها في الحفل.

يذكر أن كل من جو بيدن، ليوناردو ديكابريو، ليدي جاجا وكريس روك أثاروا عدد كبير من القضايا المهمة خلال حفل الأوسكار، ورغم مناهضة تينا لتلك الفكرة إلا إنها لم تتمكن إلا من إظهار دعمها لليوناردو داكبريو.

فبحسب الصحيفة، وصفت فاي خطاب ليوناردو بالمصاغ بشكل جيد حيث استغل الكلمات بطريقة مميزة ليعبر عن قضيته ويدمجها بهذا الحدث المميز في حياته الفنية ألا وهو فوزه بالأوسكار لأول مرة.

جورنال مصر في

04.03.2016

 
 

16 معلومة عن «أول صحفي مصري يغطي الأوسكار»: يلتقي‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏بأكثر‏ ‏من‏ 350 ‏نجمًا عالميًا

أحمد مجاهد

يعتبر محفوظ دوس، أحد العلامات المصرية التي لم تسمع عنها بعض الأجيال المعاصرة، رغم كونه أول مصري يقوم بتغطية حفل الأوسكار، منذ ثمانينات القرن الماضي، وكانت الصحف والقنوات التلفزيونية تستعين به أثناء الفعاليات ليقدم تغطية شاملة، بالإضافة إلى استضافة عدد من نجوم ونجمات هوليود، وإجراء حوارات معهم، نشرت أغلبها في صحيفة «وطني»، والتي كان يعمل مندوبا لها من لوس أنجلوس.

وفي هذا التقرير، يستعرض معكم «المصري لايت» 16 معلومة عن محفوظ دوس، بحسب حوار أجراه سابقا عام 2011، مع الجريدة التي كان يعمل بها منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي «وطني»، تكريمًا له، بجانب مقالات نشرت له عن «حفل الأوسكار» في موقع «أرثوذكس نيوز».

16. ‏ولد‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏بورسعيد‏ ‏عام‏ 1925، و‏حصل‏ ‏على‏ ‏شهادتي‏ ‏الثقافة‏ ‏والتوجيهي‏ ‏من‏ ‏مدارس‏ ‏فرنسية‏.

15. حدث‏ ‏له‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏التردد‏ ‏في‏ ‏الدراسة‏ ‏الجامعية‏، ‏فدرس‏ ‏لفترة‏ ‏في‏ ‏الحقوق‏، ‏ثم‏ ‏الطب‏، ‏ثم‏ ‏سافر‏ ‏إلى‏ ‏مدينة‏ «‏تولوز‏» ‏حيث‏ ‏تخرج‏ ‏كمهندس‏ ‏كيميائي.

14. عاد بعدها ‏إلى‏ ‏مصر‏ ‏حيث‏ ‏أقام‏ ‏أول‏ ‏مصنع‏ ‏لإنتاج‏ ‏النفتالين‏ ‏في‏ ‏مسطرد‏ ‏عام‏ 1952. ‏

13. ‏‏التقى‏ ‏بالرئيس‏ ‏جمال‏ ‏عبدالناصر‏ ‏مصادفة‏ ‏في‏ ‏فندق‏ ‏سميراميس‏، ‏ودعاه‏ ‏لافتتاح‏ ‏المصنع‏، ‏فأعطاه ‏رقم‏ ‏تليفونه‏ ‏ولكن‏ ‏لم‏ يدعوه‏, ‏لأن‏ ‏المصنع‏ ‏كان‏ ‏صغيرا‏ ‏وبعد‏ ‏مرور‏ 3 ‏سنوات‏ ‏على ‏هذا‏ ‏اللقاء‏ ‏التقى‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏حفل‏ ‏زفاف‏ ‏بالأوبرج‏،‏ ‏فتذكره‏ ‏بالاسم‏، ‏وسأله ‏على‏ ‏المصنع‏. ‏

12. بعد‏ ‏التأميم‏، ‏هاجر ‏إلى‏ ‏لوس‏ ‏أنجلوس‏، ‏وعمل ‏في‏ ‏إحدى ‏الشركات‏ ‏المتخصصة‏ ‏في‏ ‏إنتاج‏ ‏المواد‏ ‏الكيمائية‏ ‏للمباني،‏ ‏وكان‏ ‏يلقي‏ ‏محاضرات‏ ‏حول‏ ‏هذه‏ ‏المواد‏ ‏في‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏دول‏ ‏العالم‏. ‏

11. بعد‏ 16 ‏عاما‏ ‏من‏ ‏العمل‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الشركة‏ ‏تركها‏ ‏وأقام‏ ‏شركة‏ ‏خاصة‏ ‏به‏.‏

10. ‏كان ‏طول‏ ‏النهار‏ ‏يعمل‏ ‏في‏ ‏مجال‏ ‏المعمار‏، ‏‏وكانت‏ ‏أفضل‏ ‏راحة‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يشاهد‏ ‏الأفلام‏ ‏ويكتب‏ ‏عن‏ ‏السينما.

9. ‏في‏ ‏عام‏ 1959 ‏أرسل‏ ‏له‏ ‏أنطون‏ ‏سيدهم،‏ ‏خطابًا‏ ‏يبلغه ‏بأنه ‏مندوب‏ ‏وطني‏ ‏في‏ ‏لوس‏ ‏أنجلوس‏، ‏وبالفعل‏ ‏بدأ ‏بإرسال‏ ‏المقالات‏.

8. كانت‏ ‏أول‏ ‏مقالة‏ ‏نشرت‏ ‏له‏ ‏عن‏ ‏وندرلاند،‏ ‏وقرأها‏ ‏والت‏ ‏ديزني،‏ ‏فطلبه‏ ‏وعزمه‏ ‏على‏ ‏العشاء،‏ ‏ولكنه ‏رفض ‏لكي‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏مديونًا‏ ‏له‏ ‏بشيء.

‏‏7‏أما‏ ‏أول‏ ‏مقابلة‏ ‏صحفية‏ ‏أجراها‏ ‏فكانت‏ ‏مع‏ ‏الممثل‏ ‏بيتر‏ ‏يستونف،‏ ‏وكان‏ ‏مشاركًا‏ ‏في‏ ‏فيلم‏ «‏كوفاديس‏».‏

6. كان ‏يلتقي‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏بأكثر‏ ‏من‏ 350 ‏ممثلا‏ً ‏وممثلة‏، ‏و‏يحتوي‏ ألبومه الخاص ‏على‏ ‏نحو‏ ‏عشرة‏ ‏آلاف‏ ‏صورة‏ ‏مع‏ ‏نجوم‏ ‏العالم‏.

5. ‏بعد‏ ‏نشر‏ ‏عدة‏ ‏مقالات‏ ‏له في جريدة «وطني»، ‏تقدم ‏بها‏ ‏إلى‏ ‏جمعية‏ ‏الصحفيين‏ ‏الأجانب‏ ‏في‏ ‏هوليوود‏، ‏وحصلت ‏على‏ ‏عضويتها‏. ‏وهي‏ ‏الجمعية‏ ‏التي‏ ‏تنظم‏ ‏مسابقة‏ ‏الجولدن‏ ‏جلوب‏ ‏منذ‏ 65 ‏عامًا‏، ‏وشاركه‏ ‏من‏ ‏المصريين‏ ‏فيها‏ ‏أخيه‏ ‏جورج‏ ‏دوس‏، ‏و‏سعاد‏ ‏تكلا‏.

4. تضم الجمعية 90 ‏عضوا‏، ‏ولا‏ ‏تقبل‏ ‏أعضاء‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ 5 ‏في‏ ‏السنة،‏ ‏بشرط‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏العضو‏ ‏مقيمًا‏ ‏في‏ ‏لوس‏ ‏أنجلوس.‏

3. ‏من‏ ‏المواقف‏ ‏الطريفة،‏ ‏لقاء‏ ‏مع‏ ‏الممثلة‏ ‏شارلي‏ ‏ماكلين‏، ‏والتي‏ ‏تؤمن‏ ‏بتناسخ‏ ‏الأرواح‏، ‏وعندما‏ ‏عرفت‏ ‏بأنه‏ ‏مصري‏، ‏قالت‏ ‏له ‏إنها‏ ‏تقابلت‏ ‏مع‏ ‏روجي‏ ‏منذ‏ 5 ‏آلاف‏ ‏سنة‏ ‏على ‏سفح‏ ‏الهرم،‏ ‏فقال ‏لها‏: ‏وأين‏ ‏سنلتقي‏ ‏بعد‏ 5 ‏آلاف‏ ‏سنة؟‏ ‏قالت‏ ‏على‏ ‏سفح‏ ‏الهرم‏ ‏أيضًا‏.‏

2. محفوظ دوس حاليًا رئيس جمعية المراسلين الأجانب في لوس انجلوس المانحة لجائزة الجولدن جلوب، والتي تعد المنافسة الأقوى لجائزة الأوسكار، كما أنه أول صحفي قام بتغطية حفل الأوسكار منذ الثمانينات.

1. يكتب مقالات في موقع «أرثوذكس نيوز»، من بينها كتابات عن تغطياته لأجواء حفل الأوسكار، أحدها مقال بعنوان «جوائز حفل الأوسكار» عن الحفل في دورته السابقة 87.

المصري اليوم لايت في

04.03.2016

 
 

مايكل عادل يكتب:

خمس فُرَص صحفيّة غير مُهدرة أمام “ليوناردو” و”أليخاندرو

فقط خمسة أسئلة، خمس فرص صحفيّة لخمسة صحفيين في مجال الفَنّ على مستوى العالَم، ليتم من خلالهم محاورة نجوم اليوم.

والمختلف في هذا اليوم هو حصول النجم العالمي “ليوناردو دي كابريو” على أول جائزة أوسكار كأحسن ممثل في تاريخه، بعد ستّة ترشيحات لم يحصل خلالهم على الجائزة، بالإضافة إلى حصول مخرج فيلمه “العائد”، المخرج المكسيكي “أليخاندرو جونزاليز إناريتو” على جائزة أوسكار كأفضل مخرج للعام الثاني على التوالي بعد حصوله عليها عام 2015.

لم يكن مطلوبا من أي صحفي جاء بشكل رسمي للتغطية سوى تسجيل اسمه في الحضور ليدخل الغرفة الإعلامية والمشاركة في المؤتمر الصحفي، وبعدها سيتم اختيار فقط خمسة صحفيين بخمسة أسئلة يتلقاها كلا النجمين للإجابة عليها منهما.

حفلٌ واحدٌ في العام، وفرصة واحدة لصحفيّ ربما لا تتكرر مرّة أخرى، ينتهز خلالها فرصة مثول الفنّان أمامه ليطرح عليه سؤاله الأهم بين ما يدور في ذهنه من أسئلة يتحيّن تلك الفرصة ليجد لها جواباً، أو بشكل أكثر احترافيّة هو سؤاله الأهم الذي سيُبرز من خلاله جانباً من شخصية الفنان يريد أن يختبر وجوده، ومن ثَمّ تراه الجماهير.

وفي المؤتمر الصحفي للفائز بأوسكار أفضل ممثل لعام 2016 “ليوناردو دي كابريو”، والفائز بأوسكار أفضل مخرج للعام ذاته، تم إعطاء الاستثناء لسؤالٍ سادسٍ، أي فرصة سادسة لا تسنح دائماً لأحدهم، ولكن كان لدينا خمس فرص صحفيّة فقط غير مُهدرة تم من خلالها فتح مجال الشرح والسرد من قِبَل كلا النجمين أكثر من مرّة.

في السؤال الأول، قام الصحفيّ بطرح سؤاله على “أليخاندرو” عن ما يمثّله له فوزه للعام الثاني على التوالي بجائزة أوسكار كأفضل مخرج، وأضاف في مزحة مع “دي كابريو” متسائلا عن ما إذا كان سبق له الفوز بالجائزة ليجيبه “ليو” ضاحكاً “لم يحدث ذلك، آسف!”، ثم تقدّم “أليخاندرو” ليجيب قائلاً بإنه في هذا العام يشعر بسعادة أكبر، فكُل فيلم له هو بمثابة ابن وابنه لهذا العام هو تلك التجربة والمشروع الفني الذي شاركه فيه “ليو” وفازا معاً بالجائزة، وكذلك فاز أيضاً “إيمانويل لوبزكي” بجائزة أوسكار كأفضل تصوير سينمائي عن الفيلم نفسه، بالإضافة لترشّح عدد كبير من فريق العمل للجائزة، والذي وصفه “إيناريتو” بأنه فريق مميّز وقد سعد بالعمل معهم وسعد أكثر بالاحتفال معهم اليوم.

أما السؤال الثاني فقد وجّهت الصحفية كلامها لهما على حد سواء متسائلة عن ما يجده الفنّان ويحبّه في أن يكون راوٍ وحكّاء للقصة الدرامية. وهنا بدا الإعجاب على وجه ليو، وبدأ بالفعل في سرد جزء من تفاصيل نشأته في شرق لوس أنجلوس وكم كان قريباً لاستوديوهات هوليوود وكم كان ينفصل تماماً عن حياته بأكملها ويهيم في متابعة صناعة الفن والدراما، وكم كان محظوظاً حيث كان والداه يشجعانه ليكون جزءا من تلك الصناعة، ويذهبون به بعد المدرسة للمشاركة في تجارب الأداء مع الأطفال، وأضاف “ليو” أن ذلك كان حلمه منذ أن كان في الرابعة من عمره، فتلك هي حياته، وفيلم “العائد” بالنسبة له كان خطوة هامة في ذلك الطريق خاصة ما تداوله مع المخرج وفريق العمل خلف الكاميرات من نقاشات حول القصة وكيفية تقديمها، والتي تم ترجمتها سينمائيّاً إلى ما شاهده الناس على الشاشة، وختم إجابته بأن ذلك الفيلم كان قَصّاً لقصّة حقيقيّة، وأنه كان رحلة ممتعة وخبرة هامّة أنتجت عملاً سيعيش لسنوات طويلة.

وأضاف “أليخاندرو” بأن صناعة القصّة وسردها بذلك الشكل هو أمر ممتع جدا بحيث أنك كمبدع تمتلك إمكانيّة التخليق والتحكّم في تفاصيل حياتيّة تنتقل خلالها بين مشاعر متباينة من حب وخوف وشجاعة وغضب، وكل ذلك دون خوف من مفاجآت الحياة الواقعيّة، واسترسل في الشرح قائلاً بأنك هنا كأنك تمتلك كبسولاً من الأكسجين تدب الحياة من خلاله في القصة وتفاصيلها.

وفي السؤال الثالث أرادت الصحفيّة أن تقدّم سؤالها بصيغة تحمل بعض المزاح، حيث أرادت أن تستفهم عن مدى أهميّة الجائزة بالنسبة لـ “ليوناردو” من خلال سؤالها عن أين سيحتفظ بجائزته الأولى. وهنا ضحك “ليو” وأضاف لسؤالها قائلاً بأن عليها أن تسأل “أليخاندرو” عن أين سيضع جائزته الثانية ليقوم “إيناريتو” هنا بوضح التمثال الذهبي على رأسه ضاحكاً، ثم يبدأ “دي كابريو” في الحديث قائلا بأنه من المدهش أن اثنين من الأجانب وهم المُخرج ومدير التصوير أصحاب الجنسية المكسيكيّة أن يحصل أحدهما على جائزتيّ أوسكار والآخر على ثلاث جوائز، ويكون البطل الأميركي للفيلم هو من يحصل للمرة الأولى على الجائزة حين يتعاون معهما، وأضاف بأنه فخور بالعمل مع هذين الرجلان، لأنهما يمثلان أجمل وأفضل ما في تلك الصناعة من مبادئ ومنجزات، ليلتفت إلى “أليخاندرو” ويهنئه بالفوز.

أمّا السؤال الرابع وقد طرحه اثنان من الصحفيين، أحدهما قام بتوجيهه إلى “أليخاندرو” والأخرى إلى “ليوناردو”، وقد كان عن ما قاله كل منهما أثناء تسلّمه للجائزة. وقد تحدّث “أليخاندرو” عن ما قال من رفضه للكلام بشأن السود والبيض ومكانهما من الجائزة، حيث شرح بأن الإنسانية قد تجاوزت كل تلك التصنيفات التي تجعل الإنسان يرى الأمور بزاوية أقل عمقا وأكثر ضحالة، فبدلا من أن نتجاوز تصنيف بعضنا البعض لأبيض وأسود وشرق أسيوي ولاتيني وقوقازي، فعلينا أن ندرك من زاوية أخرى كم نحظى بذلك التنوّع الثقافي والعرقي واختلاف الرؤى الفنيّة والإنسانيّة لكل شيء.

وفي هذا الشأن تحدث “ليو” عن أنه قرر استغلال مشاهدة مئات الملايين من البشر له في تلك اللحظة ليتحدث عن شيء حقيقي، يحدث بالفعل ويهدد الجميع وهو ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيّر المناخي، فهناك في الصين والهند وأوروبا وأفريقيا شعوب بأكملها مهددة وتعاني بالفعل من تلك الظاهرة، وأنه يدعو الجميع بأن يتركوا صراعاتهم السياسية والعرقيّة ويلتفتوا إلى ما يتربّص بالجنس البشري من مخاطر حقيقية قد لاحظها ولمسها بنفسه حينما اضطروا كفريق عمل إلى الذهاب إلى أقصى الشمال، أو على نحو تعبيره، إلى أقصى أطراف كوكب الأرض ليجدو الجليد الذي يحتاجونه في تصوير الفيلم.

السؤال الخامس كان في عجالة عن إذا ما كان يرى “ليو” كمّ هو يحظى بالمساندة من محبّيه ومن زملائه في العمل، وهنا أجاب بأنه من المنطقي ألّا يصل إلى هذا المكان إلا بتلك المساندة لأنه حتّى بمنتهى العقلانيّة ليس لأحد أن يصل إلى تلك المكانة دون ذلك الدعم، وتدخل “أليخاندرو” في الحديث ليقول بلهجة مستنكرة بأن الأمر ليس بمن يساعد فيما يخص فريق العمل، بقدر ما يعني الأمر حالة التعاون والتحرّك ككيان واحد حتّى في الفوز والتكريم، ففوز أحد صناع العمل معناه فوز العمل ككُل وأنهم هنا سيحتفلون جميعاً كفريق عمل الفيلم بأن مشروعهم قد حصل على جائزة الأوسكار في الإخراج والتمثيل والتصوير، مما يعني نجاح سائر الفريق في تقديم ما استحق تلك الجوائز.

لمشاهدة المؤتمر الصحفي كاملا.. اضغط هنا

موقع زائد 18 المصري في

04.03.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)