كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

حرب الأوسكار المحسومة

بقلممشير عبدالله

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

منذ أن بدأ الامريكان فى التأسيس لجائزة الاوسكار عام 1927 وجعلها من أهم الاحداث السينمائية فى العالم حتى ان اوروبا صاحبة اكبر مهرجانين فى العالم (كان) و(برلين) وهما مهرجانان مفتوحان على العالم بعكس الاوسكار المغلق على السينما الامريكية نفسها الا ان اوروبا تسعى للاشتراك فيه كأحسن فيلم أجنبى وبالنظر للمسمى (اجنبي) عن البلد نفسها او الاوسكار نفسه!

والأفلام المشتركة هذا العام فى دورته الـ88 التى سوف تعلن نتيجته فى التاسع والعشرين من فبراير الجارى تحمل الكثير من علامات الاستفهام من ناحية اختيار الافلام وقوتها والممثلين المرشحين لنيل هذه الجائزة من ناحية أخرى فهى تعتبر من اضعف الاعمال المشتركة على مدى تاريخ هذه المسابقة وليس هذا فحسب بل لاول مرة فى تاريخ الاوسكار تظهر العنصرية الامريكية فى اقوى صورها ليست فقط للامريكان بل للعالم كله نظراً لشهرة هذه المسابقة فلم يتم اختيار اى ممثل من اصل افريقى هذا العام رغم الاستثناءات الواضحة، كما حدث فى اختيار جينفر لورانس عن فيلم (جوي) والذى بدأ عرضه ليلة الحادى والثلاثين من ديسمبر لكى يدخل فى ترشيحات الاوسكار للأفلام التى عرضت عام 2015، فالفرق مجرد ساعات وإلا لن يكون له حق الترشح للعالم وهو بالمناسبة لن يحصل على اى جوائز حيث ان لورانس امامها العديد من الممثلات التى اداؤهن افضل منها.

فبعد مشاهدة جميع الافلام المرشحة للأوسكار والأفلام اللائى كان يجب ان يترشح فيها اشخاص اخرى وافلام تم اغفلها عن عمد نستطيع ان نحلل هذه المعركة المحسومة سلفاً اولاً عن الترشيحات.

براين كارنستون فى اول ترشح له للاوسكار عن فيلم (تيرمبو) والذى يحكى عن المؤلف الكبير دالتون تيرمبو الذى اضطر الى تأليف اهم الافلام التى حصدت العديد من الاوسكار تحت اسماء مستعارة من اهمها الطفل الشجاع وسبرتاكوس حيث تم وضع اسمه فى القائمة السوداء للشيوعيين عام 1940 مثل شارلى شابلن واخرين حتى أنه اعلن مؤخرا ان هذه الافلام من تأليفه وبراين من اقرب الابطال للحصول على الاوسكار رغم الاسماء الكبيرة الاخرى التى امامه.

مات ديمون مرشح للحصول على الاوسكار كأحسن ممثل عن شخصية مارك ويتنى فى (المريخى) وهى شخصية مكثت فى المريخ بعد ان اعتقد خطأ انه مات فى رحلة استكشافية وهذا هو الترشح الرابع له بعد ان حصل عليه مرة كمؤلف عام 1997 عن فيلم Good will hunting والفيلم مرشح ايضاً لست جوائز اوسكار تصوير ومؤثرات بصرية ومونتاج صوت وميكساج صوت وتصميم انتاجى واحسن سيناريو ادبى بجانب احسن ممثل لديمون الذى اعلن هو شخصيا انه لا يستحق الاوسكار عن هذا الفيلم

ليوناردو دى كابريو فى شخصية هيو جلاس عن فيلم العائد التى تدور احداثه فى القرن التاسع عشر وهو عن دوجلاس الذى يطارد قاتل ابنه هاردى وتدور الاحداث فى ساعتين وسبعة واربعين دقيقة والتى تعد فصلا من كتاب ولم يكن دى كابريو فى هذا الفيلم فى افضل حالاته التى يترشح فيها كما كان فى فيلم (الملاح) او حتي (ذئب وال ستريت) فعلى الرغم من ترشح فيلم The Revenat لـ13 جائزة اوسكار منهما احسن ممثل واحسن ممثل مساعد لتوم هاردى واحسن فيلم واحسن مخرج ومونتاج وملابس ومؤثرات بصرية وصوت وانتاج ومكياج وشعر ومونتاج صوت والترشيحات الكثيرة لفيلم واحد نادرة فى التاريخ، أكثر من عشرة ترشيحات، لم يصل اليها سوى افلام ذهب مع الريح تيتانيك بن هور والمريض الانجليزي ومملكة الخواتم ولكنه لن يحصد منها الكثير، فعلى الرغم من فوز دى كابريو بالاوسكار اصبح مطلبا جماهيريا الا انه ليس على مسافة قريبة من الحصول عليه، فالأقرب اليه توم هاردى والذى لعب الدور امامه وايضاً المكياج فقط من اصل ثلاثة عشرة ترشحا

مايكل فسبندر عن فيلم ستيف جوبز وهى ليست المرة الاولى لعمل فيلم عن جوبر ولكن القصة هنا تحاول انصافه وهو الترشح الثانى لفسبندر للاوسكار بعد فيلم اثنتى عشرة سنة فى العبودية وهو الاقرب للفوز بالجائزة من دى كابريو ومعه كيت وينسلت ايضاً مرشحة للحصول على الجائزة احسن ممثلة مساعدة وهذه سابع ترشح لها بعد ان حصلت عليه عام 2008 عن (القارئ) وهى قريبة للفوز به عن هذا الدور، لكنها اعلنت انه لن تتسلمها حال فوزها إذا لم يفز به دى كابريو!

ايدى ريد ميانى فى دور لى لى فى فيلم الفتاة الدانمركية دور مركب فى ثانى ترشح له للاوسكار بعد حصوله عليه عن فيلم The Theory of everything ولكنه بعيد عن الفوز بالاوسكار هذا العام ومعه مرشحة للفوز بالاوسكار اليشافيكاندير وهى قريبة للفوز برغم المنافسة مع وينسلت ولكنها قريبة ومرشح الفيلم ايضاً لأحسن انتاج وتصميم ملابس

أما عن ترشيحات احسن ممثلة فهناك كيت بلانشت فى سابع ترشح لها بعد ان فازت به مرة عام 2013عن فيلم Blue jasmen وهى مرشحة عن فيلم (كارول) التى تقدم فية شخصية كارول الزوجة التى تقع فى حب امرأة أخري. بلانشت فى هذا الفيلم لم تقوم بالدور التى تستحق عنه الاوسكار، رغم ترشحها واعتبرها من الممثلات الكبار ولكن نعتقد انها بعيدة عن الجائزة، الا اذا كانت اللجنة ترى ان الموضوع يستحق رغم ان رونى مارا والتى تقم بالدور امام بلانشت فى ثانى ترشح لها بعد دورها فيلم (الفتاة ذات وشم التنين) 2011 وهنا فى فيلم كارول فرصتها اكبر من بلانشت لـحصد الاوسكار

كما أن (بيرى لارسون) مرشحة لاحسن ممثلة عن دورها فى فيلم (الغرفة) فى أول ترشح لها والفيلم يحكى عن فتاة تم اختطفها واحتجازها لمدة سبعة اعوام فى غرفة وأنجابها لطفل فى هذه المدة بيرى لارسون رغم قوة القصة إلا أنها بعيدة عن الفوز بالاوسكار والفيلم مرشح لاحسن اخراج واحسن سيناريو عن قصة أدبية

جينفر لورانس ايضاً مرشحة لاحسن ممثلة بعد ترشحها ثلاث مرات سابقة وفوزها عام 2012 عن فيلم SilverLining playbook وترشحها هنا عن فيلم (جوي) التى تقوم فيه بشخصية جوى الام المطلقة التى تحلم بحياة آخرى وتغامر للوصول لحلمها

رغم افلامها السابقة والتى ادت فيها ادوارا جيده، الا انها هنا فرصتها ضعيفة للفوز رغم عرض الفيلم اخر يوم فى ديسمبر للدخول فى الترشيحات، الا ان أداءها كان ضعيفاً!

ساوايرسى رونان المرشحة عن شخصية اليس فى فيلم (بروكلين) والذى تدور احداثه حول الشابة اليس التى تحلم بالهجرة لامريكا وترك ايرلندا حيث الحياة الافضل ولكن تضطرها الظروف للرجوع لايرلندا مرة اخري الا انها تصطدم بالواقع الذى اجبرها اول مرة للهجرة رغم ان الدور كان به الكثير من المشاهد القوية للاداء الا انها تعتبر بعيدة عن الجائزة رغم انها بالنسبة للمرشحات تعتبر جيدة! وقد رشحت من قبل للاوسكار عن فيلم (التعويض) عام 2007 ولكنها لم تحصد الجائزة.

شارلوت رامبيلنج فى اول ترشح لها رغم كبر سنها وهى الممثلة الوحيدة التى دافعت عن اللجنة بخصوص الممثلين من اصل افريقى بل اعتبرتهم عنصريين حيث صنفوا البيض بانهم عنصريون لانهم لم يختاروا اى ممثل من اصل افريقى للترشح للاوسكار هذا العام وانهم لم يكونوا باعمالهم لهم الحق فى الوجود هذا العام حيث ان اعمالهم لم ترتق للترشح لذلك هم ليسوا مرشحين فهل هذا من احد الاسباب للفوز بالجائزة ربما!؟ رغم ان اداءها فى الفيلم كان عاديا بل إن البطل امامها هو من كان يجب الترشح للجائزة وليس هي.

أما عن ترشيحات احسن ممثل مساعد كريستيان بيل فى شخصية مايكل بيرى الذى تنبأ بحدوث النقص العقارى قبل ميعاده بثلاث سنوات وهذا ثالث ترشح لـبيل بعد فوزه مره عن دوره فى فيلم الملاكم عام 2010 وهنا فى فيلم النقص الكبير وتدور احداثه عن مشكلة الرهن العقارى الذى ضرب الاقتصادى الامريكى عام 2008 وهو من اقرب المرشحين للفوز بهذه الجائزة مع توم هاردي. وفيلم (النقص الكبير) Big Short مرشح لاحسن فيلم ومخرج ومونتاج وسيناريو عن رواية ادبية وسوف يحصد العديد من الجوائز.

(توم هاردي) فى اول ترشح له للاوسكار عن فيلم (العائد) فى شخصية جون فيتزجيرالد يعتبر هو الشخصية الشريرة فى الأحداث وأن اداءة كان اقوى من دى كابريو والفيلم مرشح للعديد من الجوائز مما يؤثر بالسلب على فرص فوز هاردى بالاوسكار

ومارك رافلو فى ثالث ترشح له عن فيلم (بقعة ضوء) Spootlight ويقوم فيه بدور الصحفى المحقق مايك ريزندز، لانعلم لماذا تم ترشحه للاوسكار عن دور عادي! والفيلم مرشح ايضاً لاحسن ممثلة مساعدة لر يتشل ماك ادامز وهى ايضاً دورها عادى لا يرتقى للاوسكار! كما رشح لاوسكار احسن اخراج ومونتاج واحسن سيناريو.

ومرشح ايضاً لاوسكار احسن ممثل مساعد مارك رايلانس عن دور رالف ابيل فيلم (جسر الجواسيس) فى اول ترشح له وهو ايضا قريب من الفوز به وفيلم (جسر الجواسيس) لسبيلبرج مرشح لخمس جوائز اخرى وهى احسن فيلم وموسيقى وانتاج وميكساج صوت واحسن سيناريو كتب خصيصاً للسينما ولكن كان يجب ترشح توم هانكس لادائه الرائع فى الفيلم ومرشح لثالث مرة سليفستر استالون بعد مرتين عن سلسلة افلامه روكى مرة كممثل والاخرى كمؤلف وهو يجسد نفس الشخصية بعد تقدمه فى العمر سليفستر يعتبر من الممثلين الاسطورة ويعتبر هذا الترشح فرصة لاعطائه الاوسكار رغم ان الدور عادى ولكنه استالوني.

اما عن احسن ممثلة مساعدة فجينفر جاسون لى هى اقرب المرشحات عن دورها فى فيلم ترنتينو (الأوغاد الثمانية) فى اول ترشح لها في شخصية الاخت ديسى ديميرجو والتى تدور حولها الاحداث كما رشحت رونى مارا كما ذكرنا من قبل ان فرصتها تعتبر كبيرة فى الفوز به عن فيلم (كارول) والمرشحة الثانية رايتشل ماك ادام ليست لديها حظ فى الحصول عليه عن دورها فى فيلم Spootlight ايضا مرشحة للحصول على الاوسكار فيكاندير عن فيلم (الفتاة الدنماركية) تعتبر قريبة من الاوسكار فى اول ترشح لها عن شخصية الرسامة جيردا زوجة لى لي.

كيت وينسلت ايضاً قريبة من الأوسكار فى دور جوانا هوفمان التى تحب جوبز فى صمت وتحتمله فى سابع ترشح للاوسكار بعد فوزها به مرة. والافلام المرشحة لاحسن فيلم النقص الكبير. جسر الجواسيس. بروكلين. ماكس المجنون. المريخي. الغرفة. العائد. بقعة ضوء.اكثر فليمين اقرب للاوسكار العائد. والنقص الكبير وهناك العديد من الجوائز غير المتوقعة للافلام الكبيرة مثل حرب النجوم وماكس المجنون الذى يجب ان يفوز بجائزة المؤثرات البصرية واحسن تصميم ازياء بقى ان نعرف ان اللجنة التى تختار الافلام المرشحة مكونة من ستة الاف شخص والمسئولين عن التصويت 5816 عضوا أما عن مشكلة اختيار ممثلين من اصل افريقى كان يجب ترشح ويل سميث عن دوره فى فيلم (الارتجاج الرجعي) وهناك ايضا ادريس البا. والسؤال هل الجوائز هذا العام محسومة؟

الأهرام اليومي في

24.02.2016

 
 

صالات السينما العربية تستقبل «ذيب» قبل الأوسكار

بعد انتهائه من جولته الطويلة، التي حط خلالها في العديد من مهرجانات السينما الدولية والعربية، يعود الفيلم الأردني ذيب للمخرج ناجي أبو نوار، ليحط مجدداً في دور السينما العربية، قبيل الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز الأوسكار التي تنظمها سنوياً أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية.

حيث سيبدأ عرض الفيلم المرشح للأوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي، في عدد من صالات السينما في العديد من البلاد العربية ومن بينها الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة... إعادة عرض الفيلم في دور السينما العربية ، جاء بعد قرار شركة ماد سيليوشن الاحتفاء به، وإتاحة الفرصة أمام الجمهور العربي لخوض تجربة مشاهدته، حيث أعلنت الشركة عن نيتها عرضه في سينما متروبوليس في لبنان بتاريخ 7 فبراير الحالي، ولمدة 10 أيام، بينما تنطلق عروضه في الدوحة في 13 الجاري، بسينما كتارا لمدة يوم واحد.

وتستضيف مصر عرضه يوم 14 الجاري، بسينما زاوية في القاهرة لمدة يوم واحد، ثم سلطنة عُمان التي ستشهد عرضه في 25 الجاري، في سيتي سينما في مسقط غراند مول، ولمدة أسبوع، على أن يتم الإعلان لاحقاً عن مواعيد إعادة عرضه في بقية الدول العربية.

وتأتي عودة فيلم ذيب إلى دور العرض بعد جولة من العروض الناجحة للفيلم في 11 دولة عربية خلال العام الماضي، وهي جولة غير معتادة لفيلم عربي غير مصري، وأعلنت شركة ماد سليوشن الموزعة للفيلم عن نيتها تكرار إطلاق الفيلم في دور العرض العربية حتى موعد الإعلان عن الأفلام الفائزة بالأوسكار.

يذكر أن ذيب يعد أولى تجارب الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، وتدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

يذكر أن المخرج أبو نوار قد نال عن هذا الفيلم جائزة أفضل مخرج في قسم (آفاق جديدة) في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2014، وحصل فيلم ذيب على منحة صندوق (سند) لدعم الأفلام في أبوظبي، كما رشح الفيلم لجائزتين من جوائز بافتا، التي تقدمها الجمعية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون. ينافس ذيب الأردني على جائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، 4 أفلام أخرى هي: الكولومبي (إمبريس أوف ذا سيربنت)، والفرنسي (موستانغ) والمجري (صن أوف سول)، والدانماركي (إيه وور)..

النهار الكويتية في

24.02.2016

 
 

بالصور.."اليوم السابع" تشهد "فرش" السجادة الحمراء لحفل توزيع جوائز الأوسكار

هوليوود - شيماء عبد المنعم

أقيم مساء أمس الأربعاء مراسم "فرش" السجادة الحمراء لحفل توزيع جوائز الاوسكار فى دورته الـ88، وتم ذلك وسط تواجد عدد من الصحفيين والمصورين بمسرح دولبى الذى يقام فيه الحفل. ويعتبر هذا الحدث من أهم الأحداث التحضيرية لحفل الأوسكار فهذا يدل أن التحضيرات النهائية لحفل الجوائز الأضخم قد بدأت حيث من المقرر أن يقام الحفل الأحد المقبل، ويقدم اليوم السابع تغطية شاملة من قلب الحدث كما سيقوم بنشر أهم كواليس الحفل وتصريحات خاصة من النجوم الفائزين باعتباره أول جريدة مصرية تغطى حفل توزيع جوائز الأوسكار من لوس أنجلوس

شارك بتوقعاتك.. من يفوز بجوائز أوسكار 2016

لوس أنجلوس: شيماء عبد المنعم

يتيح "اليوم السابع" الفرصة لقرائه ومتابعيه للمشاركة فى توقعات الجمهور المصرى والعربى للفائزين بجوائز الأوسكار 2016 الـ88 من المرشحين لها حيث يتنافس على جوائز الأوسكار هذا العام عدد كبير من النجوم. ويتنافس على جائزة أفضل ممثل كل من براين كرانستون وليوناردو دى كابريو ومات دامون ومايكل فاسبندر وإيدى ريدمان، بينما تنافس كل من برى لاريسون وكيت بلانشيت وجنيفر لورانس وشارلوت رامبلينج وسيرشا رونان على جائزة أفضل ممثلة. وفى فئة جائزة أفضل ممثل مساعد فيتنافس كل من كريستيان بيل وتوم هاردى ومارك روفالو وسيلفستر ستالون ومارك رايلانس، وعلى جائزة الأوسكار أفضل ممثلة مساعدة تتنافس كل من جنيفر لورانس ورونى مارار وراشيل ماك أدمز وكيت وينسلت وأليسيا فيكاندير. وعلى فئة أفضل إنجاز فنى تتنافس أفلام "Carol" و"The Hateful Eight" و"Mad Max: Fury Road" و"The Revenant" و"Sicario"، أما جائزة أفضل تصميم أزياء فيتنافس عليها الأفلام "Carol" و"Cinderella" و"The Danish Girl" و"Mad Max: Fury Road" و"The Revenant". بينما يتنافس على جائزة الأوسكار أفضل مخرج كل من توم ماركتنى وجورج ميللر وأدم ماكاى ولينى أبراهامسون وأليخاندرو جونزاليز إيناريتو، وفى فئة أفضل فيلم أجنبى يتنافس عليها Embrace of the Serpent" و"Mustang" و"Son of Saul" والفيلم الأردنى ذيب "Theeb" و"A War". أما جائزة أفضل فيلم فيتنافس عليها الأفلام "The Big Short" و"Bridge of Spies" و"Brooklyn" و"Mad Max: Fury Road" و"The Martian" و"The Revenant" و"Room" و"Spotlight". 

اليوم السابع المصرية في

25.02.2016

 
 

أصعب دورة أوسكار:

محاولات لاحتواء ثورة غضب أصحاب البشرة السمراء

سعيد عبدالعني

مهرجان الأوسكار فى دورته رقم 88 - والتى ستقام يوم الأحد المقبل يحاول جاهدا مواجهة أزمة أصحاب البشرة السمراء الذين أعلنوا غضبهم لعدم ترشيح أى نجم من بينهم لجوائز الأوسكار منذ عامين، وفى العام الثالث فى دورته القادمة، وأعلنوا أنهم لن يحضروا فعاليات دورة الأوسكار التى تبدأ الاحد المقبل ويحاول المهرجان منذ إعلان أصحاب البشرة السمراء عدم حضور حفل إعلان جوائز الأوسكار! وتسب هذا الموقف فى ارتباك إدارة المهرجان وأعلن أن كثيرا من الترشيحات قدمها المهرجان فى دوراته السابقة وأن منهم من حصل على جوائز الأوسكار، والمسألة بعيدة كل البعد عن أن يكون الأمر مقصودا ويصل إلى درجة العنصرية.

وأعلن الأوسكار إنه قام باختياراته من خلال الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما ومن أعضائها انتخبوا أمريكية صاحبة بشرة سمراء لترأس مجلس إدارتها وهى شيريل بون ايزاكس وهى التى أعلنت قيامها بكل حرية بمشروع اختيار أعضاء جدد فى لجان التحكيم التى ستشهد المزيد من التنوع بين المصوتين وذلك بعد أن أدخلت الكثير من التعديلات على قواعد العضوية والتصويت والتى تم عليها الاتفاق بالإجماع. وسيتم إطلاق حملة لضم أعضاء جدد أكثر تنوعا إلى جانب العضوية التقليدية بهدف مضاعفة عدد أعضائها أكثر تنوعا إلى جانب العضوية التقليدية بهدف مضاعفة عدد أعضائها الإناث وغير البيض. ويستغرق الأمر وقتا زمنيا وصولا إلى حل المشاكل التى تواجه مهرجان. الأوسكار

كما أعلن منتجا حفل لافتتاح أنهما قاما باختيار الممثل والكاتب المخرج المنتج النجم كونيس روك صاحب البشرة السمراء وقدم الجوائز أكثر من مرة وحاز أسلوبه الإعجاب فى السنوات الماضية، وانه سيقوم بتسليم جوائز الأوسكار للنجوم الفائزين بالجوائز هذه الدورة.

أما عن الأفلام المرشحة للفوز بجائزة الأوسكار فمنها الفيلم الفلسطينى السلام عليك يا مريم المرشح لجائزة الأفلام القصيرة وهو إخراج المخرج الفلسطينى باسل خليل وبطولة هدى الإمام وتم تصويره فى مدينة حيفا وأريحا بفلسطين وتم تصويره فى أربعة أيام، وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار، وتدور أحداثه حول القضية الفلسطينية بشكل جيد وبتعمق وفى نفس الوقت ببساطة شديدة.

والفيلم الثانى ذيب الأدرنى للمخرج ناجى أبونوار ومرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى مع أربعة أفلام أخرى هى الكولومبى إمبريسى أف سبرينت والفرنسى موستانج والمجرى صن أوف سول والدانمركى إيه دور وتدور أحداث فيلم ذيب الصبى البدوى وشقيقه حسين خلال أحداثه فى صحراء الأردن خلال الحرب العالمية الأولى.

وهناك فى ترشيحات جوائز الأوسكار لنجوم ونجمات السينما يصل عددهم إلى عشرين نجما، وجميعهم من أصحاب البشرة البيضاء منهم الفيلم الشهير الذى رشح لإحدى عشرة جائزة، لأفضل مخرج وهو المخرج اليخاندرو جونز اليس وأفضل ممثل بطل الفيلم ليوناردو دى كابريو، الذى أعلن أنه أنا الأوسكار لدوره المرعب والإبداع الأدائى فى فيلم الضجة العائد أو بالإنجليزية the revenant وأفضل ممثل مساعد النجم سيلفسترستالونى فى فيلم العقيدة - وينافسه سبع نجوم حصولا على الأوسكار من خلال أفلامهم وجائزة أفضل ممثلة للنجمة كيت بلانشيت فى فيلمها كارول وتنافسها سبع نجمات بأفلامهن وجائزة أفضل ممثلة مساعدة للنجمة كيت وينسلت عن دورها فى فيلم ستيف جونز إلى جانب خمس جوائز لخمسة أفلام وثائقية لأفلام إيمى نظرة صمت كارتل لاند إلى أين الغزو الثانى أفضل من الأعداء.

وبعد هذا المشوار السريع والمتعب، ومشاكله التى تم ذكرها هل تنتهى الأزمة التى يعانيها الأوسكار من غضب أصحاب البشرة السمراء وإعلان عدم حضورهم المهرجان وكل ما قدمه مهرجان الأوسكار من حلول هذه الأزمة فهل يقدم فى النهاية دورته القادمة بهدوء، وبحضور الغاضبين، أم سيستمر الغضب الثائر من أصحاب البشرة السمراء ونحن فى انتظار دورة مهرجان الأوسكار بعد ثلاثة أيام ومتابعة هذه الدورة وأحداثها بالتفصيل، وبمتابعة 225 قناة لأحداث الدورة 88 على الهواء لنعرف هل حلت المشاكل أم هناك أمر آخر؟!

وإلى لقاء.

الأهرام المسائي في

25.02.2016

 
 

"ذيب"، فيلم الوسترن البدوي الذي رشح للاوسكار

فنسنت داود - مراسل الشؤون الفنية - بي بي سي

قليل من صناع الافلام من يتمكن من الحصول على ترشيح لجوائز الأوسكار من خلال الظهور الأول، غير أن المخرج ناجي ابو نوار والمنتج روبرت لويد حققا نجاحا من خلال فيلم دراما الفترة "ذيب".

فهو واحد من خمسة أفلام مرشحة للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

ربما يبدو هذا نجاحا سريعا لكنه جاء بعد نحو ثلاثين عاما من الصداقة بين الرجلين.

حينما فاز المخرج ناجي ابو نوار والمنتج روبرت لويد بجائزة البافتا في لندن هذا الشهر عن ظهورهما الأول المتميز، قال نوار على المسرح إنهما عملا معا منذ كانا في الخامسة من العمر.

وحينما وصلا إلى منتصف الثلاثينات من العمر يستعد الثنائي للتوجه إلى هوليوود باول فيلم طويل واقتناص ترشيح لجائزة الاكاديمية (الاوسكار).

يقول نوار الذي يحمل الجنسية الأردنية إنهما حين كانا في مدرسة جراي كوتس في أوكسفورد خلال ثمانينات القرن الماضي لم يعملا من أجل انتاج فيلم، مضيفا " لكن حبنا للسينما بدا واضحا بسرعة كبيرة. عدت للأردن حين كنت في العاشرة لكنني كلما ذهبت لأوكسفورد كنا نتردد على دور السينما. ذيب هو ذروة عملية طويلة: أنتجنا فيلمنا القصير الأول عام 2009 بعنوان وفاة ملاكم".

فيلم "ذيب" ناطق باللغة العربية مع قليل من المشاهد بالإنجليزية، ويعد أول فيلم من الأردن يرشح لجائزة الاوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وتدور احداثه في الحرب العالمية الاولى.

يصبح بطل الفيلم البالغ من العمر 12 عاما متورطا في محاولة بريطانية لتفجير خط سكك حديدية مدته الامبراطورية العثمانية في الصحراء، وتدور أحداث الفيلم في منطقة الحجاز وصور الفيلم في وادي رم بالأردن.

المناظر الطبيعية الخلابة من مميزات الفيلم الرئيسية

وقد جاءت التعليقات تشيد بمستوى تأثير الفيلم على الشاشة، الامر الذي كان واضحا بالنظر إلى أن ميزانيته لم تصل إلى 500 ألف جنيه استرليني. وقد تولى لويد مسؤولية إعداد الميزانية.

يقول لويد "في البداية حصلنا على تمويل مبدئي من صندوق سند الظبياني الذي يدعم التنمية. لم يكن ضخما لكنه مكننا من الإقامة في الصحراء لمدة عام، حيث نظمنا ورش عمل وتعلمنا الكثير عن الحياة البدوية والتي تمثل جزءا كبيرا من القصة".

" لكن فيما يتعلق بتمويل الإنتاج توجهنا لممولين من القطاع الخاص في الأردن بالأخص وكذلك في الخليج وجزء بسيط من المملكة المتحدة".

ورغم صلاته القوية ببريطانيا، جاء ترشيح ذيب للأوسكار من خلال الأردن، وهو ما وصفه روبرت بأنه شرف عظيم. " كما أن الصعود من بين ثمانين فيلما إلى القائمة النهائية التي تضم خمسة أفلام كانت لحظة لا تصدق".

وبينما تولى لويد مسؤولية توفير التمويل، كان نوار يعكف على تطوير النص. يقول نوار "كان لدينا في البداية تصورنا الخاص ثم سيناريو فيلم قصير كتبه باسل خندور. لكن ما جعل الحياة تدب في الفيلم حقا هو الجلوس مع البدو في وادي رم والاستماع إلى حكاياتهم".

"تحدث البدو كثيرا عن الكارثة التي حلت بثقافتهم خلال الحرب العالمية الأولى. جزء منها يرتبط بدخول السكك الحديدية التي غيرت شكل حياتهم لكنهم أيضا وجدوا أنفسهم محاصرين في خضم صراع بين القوى العظمى بشكل أعم وترسيم حدود وطنية جديدة. فقد كان الحلفاء ومن بينهم بريطانيا يسعون للتحريض على قيام ثورة عربية لتقويض الإمبراطورية العثمانية".

صورت احداث الفيلم في وادي رم بالاردن

ويضيف نوار"الكثير من هذا مازال يرتبط بالسياسة اليوم، لكننا تعمدنا عدم الإشارة في أول الفيلم إلى مكان وزمان الأحداث بالتحديد، لأن ذيب قبل كل شيء فيلم مغامرة".

وعبر النقاد عن استغرابهم لأن فيلما يصور الحياة في الشرق الأوسط قبل قرن مضى يستحضر الشعور بأفلام رعاة البقر في هوليوود.

ويقول نوار إن الأمر لم يكن مصادفة. مضيفا "روبرت وأنا قررنا منذ عام 2003 أننا نريد انتاج فيلم رعاة بقر بدوي مثلما فعل أكيرا كوروساوا في أفلام الساموراي عندما استلهم روعة أفلام رعاة البقر لجون فورد. أحب أعمال كوروساوا".

عبر النقاد عن استغرابهم لأن فيلما يصور الحياة في الشرق الأوسط قبل قرن مضى يستحضر الشعور بأفلام رعاة البقر في هوليوود

يرى البعض ان الفيلم المجرى "ابن شاول" الذي يتناول الهولوكوست هو الأوفر حظا للفوز بالأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. لكن سواء فاز نوار ولويد أو لم يفوزا فإن ذيب يمثل خطوة كبيرة. يقول لويد إن الوصول إلى القائمة القصيرة للأفلام المرشحة للأوسكار هي اللحظة المهمة.

ويضيف لويد "إن هذا يساهم كثيرا في تحقيق مكاسب أكبر في مناطق جديدة، لكن المهم أيضا هي تلك اللحظة التي يعرف فيها الناس فجأه من أنت ويهتمون بالحديث إليك. وقد غير الفوز بجائزة البافتا حياتنا كثيرا ايضا".

ويقول نوار إنه مستعد للعمل في مشروع جديد "أحب ذيب جدا لكن مهما حدث في لوس أنجلوس سيكون علينا التحرك للأمام. روبرت وأنا نعمل في مشروعات باللغة الانجليزية ولدينا فكرة اخرى للأردن أيضا. نريد أن نعود لقصة ذيب ولكن بعد عشرة أعوام".

"نسعي للعمل مع شركاء جدد وشركات جديدة وهذا مثير للغاية. لكن شيئا واحدا أعرفه هو أنني لن أصنع فيلما بدون روبرت".

الـ BBC العربية في

25.02.2016

 
 

«ذيب» و«3000 ليلة» و«المجلس» في أيام الفيلم الأردني في الجزائر

الجزائر – «القدس العربي»:

يشارك الفيلم المرشح للأوسكار «ذيب» في فعاليات الدورة الخامسة من أيام الفيلم الأردني في الجزائر (من 24 إلى 26 فبراير/ شباط)، كما يشارك أيضاً الفيلم الفلسطيني 3000 ليلة للمخرجة مي مصري والوثائقي المجلس للمخرج يحيى العبد الله، وتعد هذه الأفلام ذات إنتاج أردني أو شارك الأردن في إنتاجها.

وتشكل هذه الأفلام الثلاثة برنامج عروض المهرجان الذي ينتهي اليـوم وتنظمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي (التابعة لـوزارة الثقافة الجزائرية) بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
فيلم «3000 ليلة» يروي قصة مُدرّسة فلسطينية تضع مولودها الأول في سجن إسرائيلي، فتواجه أصعب التحدّيات من أجل حماية ابنها والحفاظ على بصيص من الأمل.

أما الفيلم الوثائقي المجلس للمخرج يحيى العبد الله يوثق في 93 دقيقة رحلة 3 أطفال فلسطينيين يترشحون لمجلس الطلبة في مدرسة للاجئين في الأردن منذ إعلان الإنتخابات وحتى نهاية العام الدراسي.

فيلم «ذيب» هو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار، الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، وتدور أحداثه في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين، اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

القدس العربي اللندنية في

25.02.2016

 
 

حكاية البادية العربية التي سحرت "الأوسكار"

عواء "ذيب" أردني في وجه السينمائيين العرب

الجزائر: محمد علال

أن تنتج فيلماً جيدا قادرًا على خطف كل الجوائز التي تقف أمامك، أن تصل في النهاية إلى تأمل خطواتك نحو الظفر بالأوسكار، لا يحتاج الأمر إلى بناء ديكور بـ100 مليون سنتيم، ولا حتى إلى استقدام المخرجين من استوديوهات هوليود، أو توسيع دائرة الكاستينغ لتشمل ديكابريو أو جورج كلوني، قبل أن تكتشف في النهاية أنك صرفت 150 مليار سنتيم في مشروع “وهمي”. قال الفيلم الأردني “ذيب” كلمته، وهو يستعد بعد غد للوقوف، ربما، متوجا بجائزة الأوسكار. وقد كان الفيلم منذ البداية عميق المعنى بسيط الأداء، قليل التكلفة وعالي الطموحات، حيث أبهرتنا ملابس الفقراء التي طالما أثارت الشفقة، وقرعت أبوابَ مشاعرنا القصصُ المقتبسة من الواقع، بعيدا عن نجوم الصف الأول.

للوهلة الأولى وأنت تتابع تفاصيل المشاهد التي قدمها فيلم “ذيب” للمخرج ناجي أبو نوار، يخيل إليك بأنه أنجز في طبيعة الجنوب الجزائري، ربما في تمنراست أو تاغيت أو بني عباس، وكلها واحات عذراء غنية بالمشاهد، اختارتها مصممة الديكور البريطانية آنا لافيل من واحات الأردن لتكون روح فيلم “ذيب” الأردني.

وللحظة ثانية وأنت تتأمل طبيعة القصة القادمة من زمن القرن 19 وتنقل ملامح البدوي الأردني الهائم في وادي رم عام 1916، بكل ما فيه من سمرة وتعب، وبكل ما يحمله من ملابس رثة رخيصة الثمن، تدرك بأن السينمائية والمواضيع التي تبحث عنها الجوائز العالمية عليها أيضا أن لا تهمل كنوز صحرائنا الجميلة..

ومع الهمسة الثالثة وأنت تتابع تفاصيل اللهجة النبطية صعبة الاقتناص حتى على العرب، تدرك أيضا أن ما يطرحه البعض عندنا في الجزائر تحديدا من عجز بعنوان “عذرا لم تعرض أفلامنا خارج الجزائر لأن اللهجة غير مفهومة”، ما هو إلا مجرد “تخاريف فاشلة” عجزت عن إماطة اللثام عن العصر الذهبي للسينما الجزائرية.

جاء عواء “ذيب” من الأردن في وجه السينما العالمية وفي وجه السينما العربية والجزائرية أيضا، ليقول “ها أنا موجود قادر على المنافسة”، فلم يرسم فيلم “ذيب” فقط البسمة على محيا الدولة العربية التي شاركت في إنتاجه من دولة قطر بالإمارات والأردن ومصر، بل منح العرب نشوة الافتخار في خضم الأنين والمآسي والعزلة عن كل شيء جميل وعالمي، خرج المخرج والسيناريست الأردني ناجي أبو نوّار، رفقة مدير التصوير النمساوي وولفغانغ تالر، والملحن البريطاني جيري لين، بعنوان “ذيب” أطلقه على طفل بدوي لا يزيد عمره عن 11 سنة، ليجعل من أشبال العرب رجالا أقوياء بالعزيمة، كما تشير القواميس العربية، وأوردت قصص الأدباء العرب مثل قصص ابن المقفع في كليلة ودمنة التي شبهت الرجل الشهم القوي بالذئب.

جعلنا المخرج نتابع الحكاية لمدة ساعة وأربعين دقيقة بعيون البطل، الفتى “ذئب” الذي جسد دوره الممثل الطفل جاسر عيد، وقف أمام الكاميرا لأول مرة وتحرك بطبيعته ببراعة في أداء الدور الرئيسي، وبدا كأنه شارك في أكثر من فيلم عالمي قبل أن يختاره المخرج للبطولة، لكن ناجي أبو نوار كان يدرك منذ البداية بأن قصة البدوي لن ينجح في تجسيدها إلا أهل البادية، لهذا عزز الكاستينغ ببدوي حقيقي ينتمي لإحدى العشائر التي تعيش في المنطقة، كما اختار باقي طاقم التمثيل من نفس العشيرة، منهم الممثلان حسين سلامة ومرجي عودة اللذان ظهرا في الفيلم بأدوارهم الحقيقية في الحياة، وحتى بأسمائهم الحقيقية، وقد راهن المخرج على الصمت والهدوء، ولم يغرق في الحوار الطويل، فكانت التذكرة بين الصورة والموسيقى والملامح أقوى وأشد تعبيرا.

8 أشهر من التدريب لعدد محدود جدا من الممثلين الهواة، والوقوف أمام الكاميرا، كانت كافية لتقود العمل إلى مئات قاعات العروض (حقق 378 ألف دولار وخطف عدة جوائز)، من خلال حكاية البدوي وبعض الحقائق التاريخية عن واقع الحياة في الأردن وبلاد الحجاز، كانت الكاميرا تتحرك بعيون البطل “ذيب” وتدفع المشاهد لاستيعاب الأشياء بمستوى إدراك الطفل، فلم يرهقنا بالحقائق التاريخية، ولكن عرف الفيلم كيف يختزل القرن 16 وكل ما فيه من استيطان بريطاني للأردن وصراع مع الأتراك الذي تجسد أمامنا شبه كامل

عندما يتعلق الأمر بترشيح الأفلام العربية، فالعطش فلسطيني.. “عطش” فيلم فلسطيني للمخرج توفيق أبو وائل، رُشح للأوسكار عام 2012، شأنه شأن فيلم “عمر” للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد الذي رشح للأوسكار، وتجربة موريتانيا التي شاركت في الأوسكار لأول مرة في 2014 عن فلم “تمبكتو” للمخرج عبد الرحمان سيسايكو. وفي المجمل تؤكد الأفلام العربية التي تقترب من الأوسكار، حتى وإن لم تتوج بها، بأن المعنى الحقيقي هو البسيط العميق، السهل الممتنع الذي لا يبحث عن تقليد الآخر، ويقدم الأصل في شكله ولونه وديكوره، ويتحدى تصريحات القائمين على قطاع السينما الذين يشيرون إلى صعوبة العمل وقلة الإنتاج، إذ يمكن أن نتذكر تصريحات مسؤولة قطاع السينما الأردنية ندى دومنجي، عندما جاءت لأول مرة إلى الجزائر بحقيبة أفلام الأردن، عرضت فيها أفلاما بقاعة “سينماتيك” الجزائر، وكان منها الكابتن عصام والفيلم القصير عمر، وهاهي تعرض هذه السنة فيلم “ذيب”، ولم تكن السينما الأردنية هي الوحيدة الحاضرة في القوائم النهائية للأوسكار هذا العام، إذ تمكن الفيلم الفلسطيني القصير “السلام عليك يا مريم” لمخرجه باسل خليل هو الآخر من دخول القائمة القصيرة للأوسكار.

الخبر الجزائرية في

25.02.2016

 
 

Room من سجن الى سجن

جوزفين حبشي

بعد نيله جائزة اختيار الجمهور في "مهرجان تورنتو السينمائي"، يفتتح الشريط الدرامي المؤثر Room عروضه في الصالات اللبنانية. شريط يخلو تماما من المؤثرات الخاصة ومن النجوم، لكن اسم بطلته بري لارسون بدأ يلمع في سماء النجومية بعد فوزها بالغولدن غلوب كافضل ممثلة في فيلم درامي وترشحها لأوسكار أفضل ممثلة.

شريط مفعم بحب لامحدود بين أم وطفلها الذي لا يعرف من العالم سوى غرفة واحدة ولد وترعرع فيها، بعدما اختطف رجل والدته وسجنها واغتصبها طوال سبعة اعوام. الشريط من اخراج الايرلندي ليني ابرهامسون عن سيناريو لكاتبة القصة ايما دونوف التي استوحت حبكته من ثلاث قصص حقيقية لثلاث نساء خطفن واحتجزن لسنوات طويلة وانجبن من خاطفيهن.

بأسلوب شفاف ومؤثر فيه دهشة توازي الدهشة المرسومة دائما في عيني الصغير جاك (الكندي جاكوب ترامبلي)، يحتجزنا الشريط داخل غرفة هي العالم كله بالنسبة الى ذلك الطفل الذي ولد وترعرع فيها، مع امه (بري لارسون) التي انجبته فيها، وعلمته ان يرى العالم من خلالها، وجعلته يفرح ويلعب كأن لا شيء ينقصه، وأخفته في خزانتها كلما زارها خاطفها ومغتصبها، ومن بين جدرانها الاربعة حاولت اخراجه بالحيلة. حيلة نجحت فتحرر الصغير وعاد لينقذ امه، ليخرجا معا الى عالم من الاضطرابات النفسية والتوترات الشخصية والعائلية مع الأهل (جوان ألين وويليام مايسي) وخصوصا مع صعوبة التأقلم مع كل ما عانياه سابقاً...

مؤثر ومزلزل هذا الشريط اللافت باخراجه المتقن والمضبوط (رغم بعض التطويل والتكرار في قسمه الاخير) ومناخه الحميمي البعيد عن الاستعراض، وتصويره البارع وخصوصا في قسمه الاول المصور كله داخل غرفة ضيقة، ورغم ذلك جعلتنا الكاميرا نرى المكان بشكل مختلف اكثر الاحيان، من خلال عيني الفتى الذي لا يراه محدودا بل شاسع ومليء بالتفاصيل. ايضا يتميّز الفيلم بقصته الغنية التي تسير على خطين متوازيين. أوّلاً الثريلر النفسي الحافل بالغموض حيث نتساءل من هم هؤلاء الاشخاص، ولماذا هم داخل الغرفة ومنذ متى؟ ايضا التشويق متوافر عندما تخدع الام خاطفها وتخطط لتهريب ابنها. هذا القسم الاول هو الاجمل والاقوى وينتهي حيث تنتهي الافلام الاخرى عادة، مع خروج الام وابنها من الغرفة.

لكن شريطRoom ليس كغيره، وهو يتابع القصة من خلال قسم ثان اقل قوة واكثر تطويلا لكنه مهم لأنه يركز على الدراما الانسانية العميقة والغنية بالانفعالات المتنوعة ويعالج صعوبة التعايش مع العالم الخارجي بعد أعوام من الاحتجاز، وضرورة اعتماد الام وابنها على بعضهما من أجل تخطي الازمة والحفاظ على سلامتهما النفسية.

شريط يهزنا من الداخل بأداء بطليه الرئيسيين، الأم بري لارسون في اداء مقنع ومجبول بالعزم والتشبث بالقوة التي يمنحها حب الاولاد رغم صعوبة الأمر، وخصوصا الصغير جاكوب ترامبلي المذهل بأداء عفوي وبريء ومؤثر لشخصية مركبة وصعبة تعاني صدمات عديدة. اداء يستحق عنه وعن جدارة جائزة اوسكار، فهو يجعلنا نندهش ونتساءل من دون ان نتوقع اجابة، كيف يمكنه التفاعل بوعي كبير مع قصة كهذه رغم صغر سنه.

النهار اللبنانية في

26.02.2016

 
 

سيُعرض بقاعة ابن خلدون ابتداء من أول مارس

"ديكابريو" يتجه نحو التتويج بالأوسكار في "العائد"

الجزائر: حميد عبد القادر

تعلن أكاديمية فنون السينما وعلومها بهوليوود، سهرة اليوم، عن قائمة الفائزين بجوائز “الأوسكار” 2016. ويتنافس على الجائزة عدة أفلام، منها فيلم “ذا ريفينانت” (العائد) الذي يعرف أول عرض له في الجزائر من 1 إلى 19 مارس بقاعة سينما “ابن خلدون”.

ضمت قائمة الأفلام المرشحة لنيل أكبر وأهم الجوائز السينمائية الأمريكية، إلى جانب “العائد”، فيلم “ذا بيغ شورت” و”بريدج أوف سبايس” (جسر الجواسيس) و”بروكلين” و”ماد ماكس.. طريق الغضب” و”ذا مارشان” (وحيد في المريخ) وفيلم “روم” و”سبوتلايت” على جائزة أفضل فيلم، بينما يتنافس الممثلون “مات دامون” و”ليوناردو ديكابريو” على أوسكار أحسن ممثل، في حين رُشح الفيلم الأردني “ذيب” للحصول على أوسكار أحسن فيلم أجنبي. وسيقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في 28 فيفري الجاري.

يتصدر فيلم “العائد” للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو قائمة الترشيحات لجائزة أوسكار 2016، حيث رشح لنيل 12 جائزة من بينها أوسكار أفضل فيلم. “العائد” عبارة عن فيلم ويسترن وإثارة، تدور أحداثه في عام 1823، وهي مستوحاة من حياة صياد الفراء ساكن الحدود هيو غلاس. النص من كتابة مارك إل سميث وإيناريتو، ومقتبس جزئيا من رواية بنفس الاسم للروائي “مايكل بنك”. تلقى الفيلم مراجعات إيجابية من النقاد، وبالأخص أداء ديكابريو وهاردي وإخراج إيناريتو وتصوير لوبزكي.

أما فيلم “ذا بيغ شورت” للمخرج أدام ماك كاي، وبطولة براد بيت وكريستيان بايل، فتدور أحداثه حول ما عرف بانفجار الفقاعة العقارية التي أدت إلى ركود 2007. الفيلم مبني على رواية للكاتب مايكل لويس بنفس الاسم. كما يتنافس على الجائزة فيلم “بريدج أوف سبايس” (جسر الجواسيس) من إخراج ستيفن سبيلبرغ وبطولة توم هانكس، الذي نال 9 ترشيحات، من بينها أفضل إخراج وأفضل فيلم مقتبس. كما ضمت القائمة فيلم “ماد ماكس: فاري رود” للمخرج جورج ميلر. الفيلم هو الجزء الرابع من سلسلة أفلام “ماد ماكس” التي توقفت عام 1985

فيلم “ذا مارشن” (وحيد في المريخ) للمخرج الشهير ريدلي سكوت، سبق له أن تصدر قائمة إيرادات السينما بأمريكا الشمالية خلال شهر أكتوبر الفارط، محققا حينها أكثر من 50 مليون دولار، فهو مقتبس من رواية للكاتب الأمريكي آندي وير. من جهته، يتوقف فيلم “بروكلين” مقتبس من رواية بروكلين للكتاب الآيرلندي كولم تويبين التي صدرت سنة 2009، عند مواضيع الغربة والخوف والوطن والوطن البديل. وتدور أحداثه حول فتاة آيرلندية تدعى “أيليس” تترك حياتها وعائلتها لتهاجر إلى الولايات المتحدة في خمسينات القرن العشرين بعد أن جذبها الحلم الأمريكي، وهناك تخوض غمار حياتها الجديدة في بروكلين وتقع في حب شاب من أصول إيطالية، وعلى أيليس أن تختار بين بلدين والحياة الموجودة فيهما.

كما جاء ضمن قائمة الترشيحات لجائزة الأوسكار فيلم “سبوتلايت” للمخرج توماس مكارثي وبطولة مارك روفالو وستانلي توتشي، ويحدثنا عن فريق “سبوتلايت” من صحيفة بوسطن غلوب الذي ينجز تحقيقا حول الاعتداءات الجنسية المرتكبة من قبل قساوسة في أبرشية بوسطن بحق أطفال، وأدى ذلك لاستقالة برنارد لو كاردينال بوسطن في 2002. أما فيلم “روم” الذي تضمنته القائمة، فهو من إخراج ليني أبراهامسون. الفيلم عبارة عن دراما إنسانية من إنتاج كندي يسرد في حوالي ساعتين قصة أم وابنها “جاك”، وتدور أحداثه حول الطفل جاك الذي تتمحور كل حياته في إطار والدته، حتى يحتجزهما رجل كان قد اختطفهما قبل 7 سنوات، وتصبح الغرفة المحتجز بها جاك مع والدته هي كل عالمه، ليسرد العمل تفاصيل علاقة الأم بابنها وكيف تحاول أن تجعله سعيدا، حتى يقررا الهرب يوما وتتغير حياتهما.

أما عن الأفلام المرشحة لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، فهناك فيلم “ذيب” الذي تدور أحداثه عام 1916 ضمن ما كان يعرف بالحجاز، حيث يقوم فريق من الرجال الأردنيين ومعهم جندي إنجليزي بمطالبة الشاب البدوي حسين بأن يكون دليلهم في الصحراء، فيصطحب معه أخاه الصغير ذيب، لكن مجموعة مسلحة تهاجم الفريق وتقتل معظم عناصره. ذيب يجد نفسه وحيدا بعد فقدان أخيه، فيضطر لتدبر أمره لوحده وفقا لما تعلمه من مبادئ البدو. أما قائمة أوسكار أحسن مخرج سينمائي فتضمنت كلا من “آدم ماكاي” عن فيلم “النقص الكبير” و”جورج ميلر” عن فيلم “ماد ماكس.. طريق الغضب” و”أليخاندرو غونزاليس إيناريتو” عن فيلم “العائد” و”ليني أبراهامسون” عن فيلم “غرفة” و”توماس ماكارثي” عن فيلم “سبوتلايت”. أما في فئة أفضل ممثل رئيسي، فقد تم ترشيح ليوناردو ديكابريو عن فيلم “العائد” وبرايان كرانستون عن فيلم “ترمبو” و”مات ديمون” عن فيلم “ذا مارشان” ومايكل فاسبندر عن فيلم “ستيف جوبز” وايدي ريدمين عن فيلم “الفتاة الدنماركية”. ويبدو أن ديكابريو هو أكثر المؤهلين للفوز في هذه الفئة بعد فوزه بكل الجوائز الرئيسية الأخرى، منها جائزة “الغولدن غلوب” التي عادة ما تمهد للفوز بهذه الجائزة. وفي فئة أفضل ممثلة رئيسية، تم ترشيح كيت بلانشيت عن فيلم “كارول” وبري لارسون عن فيلم “غرفة” وجينيفر لورنس عن فيلم “جوي” وشارلوت رامبلينج عن فيلم “45 سنة” وسيرشا رونان عن فيلم “بروكلين”.

الخبر الجزائرية في

26.02.2016

 
 

اختتام أسبوع الفيلم الأردني بقاعة “السينماتيك

فيلم "ذيب".. من البادية إلى الأوسكار

الجزائر: لامية أورتيلان

اختتمت سهرة أول أمس، بقاعة السينماتيك، فعاليات الطبعة الخامسة لأيام الفيلم الأردني بالجزائر، بعرض فيلم “ذيب” المرشح لجائزة أوسكار لأحسن فيلم الأجنبي، لمخرجه الأردني ناجي أبو نوار، بحضور جمهور غفير

تدور أحداث الفيلم الذي أمتع جمهور قاعة السينيماتيك التي امتلأت عن آخرها بواحات الأردن، حيث سافر المخرج بالجمهور لمدة ساعة و40 دقيقة بين ربوع الصحراء الشاسعة من مناظر جميلة اختلطت فيها الرمال بالدماء، وامتزجت رائحة الهواء والطبيعة برائحة الموت ورصاص البندقية التقليدية، وخيّم على جمهور القاعة السكوت للاستمتاع بالعرض وقوفا.

يعود الفيلم إلى حقبة الحرب العالمية الأولى وبالضبط سنة 1916، أين كان النزاع بين الدولة العثمانية والإنجليز ما يزال محتدما بصحراء الأردن، بطل الفيلم فتى بدوي صغير لا يتعدى سنه 11 سنة، يدعى ذيب، وهو في الحقيقة اسم على مسمى، فهو ذكي وفضولي ومغامر في الوقت نفسه، كانت قبيلته تنعم بالسلام، لكن الأمور تغيرت بعد أن حل عليهم أعرابي رفقة رجل من العسكر الإنجليز، وطلبا مرشدا لهم لاجتياز الطرق الصحراوية الوعرة والالتحاق بالسكة الحديدية، لم يكن أهل القبيلة على علم بنوايا الإنجليزي الذي كان يحمل صندوقا كبيرا من الحطب، فكان حسن أخ ذيب هو المرافق، لكن ذيب لم يشأ البقاء وقرّر اللحاق بأخيه، وهنا تبدأ متاعب الأخوين في رحلة محفوفة بالمخاطر والموت في كهوف ورمال الصحراء الشاسعة، كان ذيب كثير السؤال والفضول حول هوية الإنجليزي وما يحمله الصندوق، الشيء الذي أثار حفيظة الإنجليزي في كل مرة. تتواصل رحلة الأخوين بربوع الصحراء، لكن قطّاع الطرق يهاجمونهم ويموت حسن والإنجليزي ومرافقه ويبقى ذيب الذي نجا بأعجوبة بعد سقوطه داخل البئر، لحظات مؤلمة يعيشها الفتى الذي تأثر لموت أخيه وتاه في الصحراء، حيث لا يرى سوى كثبان الرمال والجبال الصخرية، ولا يسمع فيها إلا أصوات الذئاب ليلا. لم تكن الصحراء أبدا فارغة، كما كان يظن، ففي لحظات اليأس التي بدأت تراود ذيب، يلمح جملا قادما من بعيد، يقترب إليه بخطى سريعة ومرتجفة من شدة الخوف والجوع والعطش، وإذا به جمل يحمل رجل مصاب فقد وعيه، هنا يبدأ الجزء الأخير والمثير في الفيلم، تكون علاقة ذيب بالغريب علاقة حذرة في البداية، لكن سرعان ما تتلاشى، بعد حديث ونقاش بينهما، اتضح أن الرجل هو من قتل رفقاء ذيب، لكن الغريب تحجّج بأنه هاجمهم بحجة وجود الإنجليزي، ذيب المعروف بفضوله فتش كل محمولات الغريب ووجد الصندوق الذي كان للإنجليزي، لكنه استعصى عليه فتحه، ويبقى الصندوق اللغز المحيّر لذيب الذي اضطر إلى مرافقة الغريب حتى وصولهم إلى ممر السكة الحديدة، وهنا بدأ يتلاشى الغموض على فكر ذيب، واتضحت له الأمور بعد أن اكتشف  فحوى الصندوق وهدفه وحقيقة الرجل الغريب. كانت ردة فعل جمهور القاعة تقريبا نفسها كون الجميع خرج معجبا بقصة الفيلم، منهم سيدة متقاعدة قالت إن قصة الفيلم التاريخية ذكّرتها بفترة الثورة التحريرية الجزائرية، مؤكدة أنها معجبة وفخورة بالإنتاجات العربية التي وصلت للعالمية، وحسب السيدة فهذا يعتبر تقدّم كبير تعرفه السينما العربية مقارنة بالسنوات الماضية، وهو مؤشر لتقدم الإنتاج السينمائي.

مديرة قسم الإعلام والثقافة بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام ندى دوماني

قالت مديرة قسم الإعلام والثقافة بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام ندى دوماني، في أعقاب نهاية الفيلم، إن ذيب هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج ناجي أبو نوار، الذي اختار أن تكون مجرياته بمنطقة “وادي رام” أثناء الثورة العربية الكبرى، نظرا للصراع الكبير الذي عاشته تلك البيئة الصحراوية بين الأتراك المتحكمين في زمام المنطقة والجيش الإنجليزي الدخيل، وهو فيلم، تضيف ندى، يعكس واقعا معيّنا لقبائل الصحراء وطريقة تعاملها مع المستعمر، أكدت دوماني أن ترشح الفيلم لنيل جائزة الأوسكار من ضمن الخمسة أفلام الأجنبية العالمية المرشحة للجائزة كانت مفاجئة سارة، خاصة وأن الفيلم حاز على 20 جائزة من عدة مهرجانات دولية.

الناقد السينمائي أحمد بجاوي 

الفيلم إنجاز رائع للمخرج الأردني ناجي أبو نوار، وهو عمل جيد صوتا وصورة بتصميم وديكور رائعين، شخصيات جسّدت الأدوار كما ينبغي، للأسف لم يتوّج في مهرجان وهران للفيلم العربي بأية جائزة، أتمنى أن تتحرى الجهات المعنية في الموضوع، خاصة وأن الفيلم مرشّح لنيل جائزة الأوسكار، مما يؤكد أنه فيلم كبير يستحق التتويج في مهرجان عربي مثل مهرجان وهران، كيف لفيلم يرشح لجوائز الأوسكار العالمية ولا يتوّج في مهرجان عربي؟”.    

الخبر الجزائرية في

27.02.2016

 
 

الأوسكار في دورته الـ 88 بدأ العد العكسي

(ملف خاص)

خلال ساعات، يُكشف النقاب عن الرابحين في الحدث السينمائي الأبرز الذي تنظمة «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة». سبق الاحتفال هذه السنة جدل كبير حول افتقار الترشيحات إلى التعدّدية والتنوّع، فيما تميل الترجيحات نحو فوز «العائد» (إخراج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو) وبطله ليوناردو دي كابريو بحصة الأسد

دليلك إلى ترشيحات 2016

علي وجيه

كأنّه الأمس إذ كنّا نهلل لفوز «بيردمان» (2014) إيناريتو بأربعة أوسكارات، في ختام النسخة 87 من جوائز «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» (تأسّست عام 1927). اليوم، نحن على بعد ساعات من الاحتفال الثامن والثمانين الذي يبدأ في الثالثة والنصف من فجر بعد غدٍ الاثنين 29 شباط (فبراير) بتوقيت بيروت (28 شباط (فبراير) بتوقيت لوس أنجليس، وهو الموعد الرسمي). يوم فريد (سنة كبيسة) يليق بحدث كهذا.

ذاكرة العامل في النقد السينمائي تربط الأحداث بفيلم أو مهرجان أو حتى مقال. تغدو السينما هي الروزنامة والأجندة والراسمة للعلامات الفارقة عبر السنين. في منطقة جحيميّة كهذه، تصير المواعيد الكبرى منفذ هروب لائق. الزمن فيلمي صرف بين أوسكارين أو نسختين من مهرجان برلين. إذا كان الانفصال عن الواقع يساعد على البقاء بعد يوم القيامة، فليكن حبل النجاة فيلماً أو حتى مشهداً كبيراً. لغايات كهذه وجدت السينما أصلاً. بين الأوسكارين، باتت أسئلة الوجود أكثر إلحاحاً وشراسةً. مفاهيم الهويّة والانتماء وغايات الفرد والكون معلّقة في الهواء.

عواصف التكفير والإبادة والقمع تكاد تطيح ما راكمته حضارة الإنسان منذ نشأتها. صورة واحدة لطفل سوريّ غريق وضعت التجربة البشريّة برمّتها على المحك. السينمائيون يراقبون بحساسية مغايرة. يعملون بدأب لمواكبة كلّ ذلك تجاوزاً وإحالات. هذه بعض تداعيات الختام الفعلي لموسم سينمائي حافل.

منذ فوز «أجنحة» (1927) لوليام أ. ويلمان بالأوسكار الأوّل عام 1929، تمّ منح 2947 تمثالاً ذهبياً حتى اللحظة. المزيد على وشك تشريف الفائزين الجدد عن 24 فئة. هذا العام، يعتلي الكوميدي الأميركي الشهير كريس روك مسرح «دولبي»، لتقديم الاحتفال ثانيةً بعد الدورة 77 عام 2005. تساعده في الترحيب بالرابحين أسماء مثل مورغان فريمان، وكايت بلانشيت، وراسل كرو، وبينيثو ديل تورو، وريس ويذرسبون...

كالعادة، يكشف صاحب أوسكار أفضل ممثل العام الفائت إيدي ريدماين عن الفائزة الجديدة. وبالعكس، تعلن أحدث مالكة لأوسكار أفضل ممثلة جوليان مور اسم «الفارس» الجديد. الأوسكارات التكريميّة من نصيب كل من المخرج سبايك لي والممثلة جينا رولاندز، بينما تُمنح جائزة جان هيرشولت الإنسانية للممثلة والناشطة في حماية الإرث السينمائي ديبي رينولدز. الإنتاج لديفيد هيل ورينالد هادلن، فيما يتولّى الإخراج غلين ويس.

في المنطقة العربيّة، الحدث منقول حصرياً على شبكة OSN المشفّرة للعام الثاني على التوالي. غير أنّ محبّي كلمات النصر الطويلة لن يحصلوا عليها هذه المرّة. الأكاديمية يئست من التزام الرابحين بمهلة الـ 45 ثانية خلف المايكروفون. قوائم الشكر ستمرّ على الشاشة أثناء حصول الفائز على تمثاله. إذاً، لا خطب عصماء بعد اليوم.

ثمانية أفلام تتنافس على أوسكار أفضل فيلم. يلتقي نصفها في رحلة العودة إلى الحياة بعد الفناء أو ما يقاربه: «العائد» لأليخاندرو غونزاليس إيناريتو (12 ترشيحاً)، و«ماكس المجنون: طريق الغضب» لجورج ميلر (10 ترشيحات)، و«المرّيخي» لريدلي سكوت (7 ترشيحات)، و«غرفة» لليني أبراهامسون (4 ترشيحات).

النصف الآخر يضع الفرد أمام خيارات أخلاقيّة صعبة، سواء على المستوى الشخصي أو العام: «سبوتلايت» لتوم ماكارثي (6 ترشيحات)، و«جسر الجواسيس» لستيفن سبيلبرغ (6 ترشيحات)، و«النقص الكبير» لآدم ماكاي (5 ترشيحات)، و«بروكلين» لجون كراولي (3 ترشيحات). مؤشرات التوقع السابقة للأوسكار غير قاطعة. «النقص الكبير» حقق جائزة «نقابة ممثلي الشاشة». «سبوتلايت» نال جائزة «نقابة المنتجين الأميركية». «العائد» فتك بالـ«بافتا» والـ«غولدن غلوب» وجائزة «نقابة المخرجين الأميركية».

تاريخياً، من يظفر بهذه الأخيرة وقت الحيرة، يعود بالأوسكار إلى بيته. إذاً، تميل الكفّة إلى «العائد» من دون تأكيد حاسم. عموماً، يمكن الاطّلاع على قائمة الترشيحات الكاملة من هنا (http://oscar.go.com/nominees).

في الإخراج، ينحصر الصراع بين المكسيكي إيناريتو عن «العائد»، والأوسترالي جورج ميلر عن «ماكس المجنون: طريق الغضب». الأوّل يذهب بعيداً في الخيال والمعايير والهوس بالكمال. «شطحة» من الجنون، تعيد الاعتبار إلى «جنر» الويسترن وأنماط الدرجة الثانية B-Movie عموماً. يبجّل السينما التقليدية لتحقيق فيلم من طراز «لورانس العرب» (1962) لديفيد لين في الصناعة، ومن روح تاركوفسكي، وكوروساوا، وإيريش فون ستروهايم، وكوبولا، وهيرتزوغ، وكيمينو، وجيلان في تلك «الشعرية الخشنة» والدأب العجيب. ميلر مذهل في «ماكس المجنون: طريق الغضب». ينفض الغبار عن سلسلته الأثيرة بثورة تقنيّة وأسلوبيّة، لصنع ويسترن هستيري ما بعد حداثوي. يدير مسرح الرعب، مولّفاً اللون والملابس والتكوين والمؤثرات في مغامرة «ماكس» الرابعة.

بالنسبة إلى ممثّلي الأدوار الرئيسية، يبدو أنّه أوان «العائد» ليوناردو دي كابريو. ترشيحه الخامس كممثّل (هناك ترشيح كمنتج عن «ذئب وول ستريت») سيصل إلى نهاية سعيدة أخيراً، بعد الظفر بالـ«بافتا» والـ«غولدن غلوب». النجم الهوليودي مثال على التكيّف الجسدي والنفسي مع متطلبات الدور. تحمّل البرد، ومدّ لسانه تحت المطر. سخّر إصابته بالأنفلونزا لخدمة الشخصية. ابتلع كبد ثور أميركي، رغم أنّه نباتي. درس لغتين أصليتين (باوني وآريكارا)، وتعلّم بعض أساليب الاستشفاء الطبيعي. لا شكّ أنّ «ليو» قدّم أداءً لافتاً و«سباق تحمّل» مدهشاً، ولكن هل «هيو غلاس» أهم أدواره حقاً؟ المؤكّد أنّه كان أكثر توهجاً في كل من «الطيّار» (2004) و«ذئب وول ستريت» (2013) لمارتن سكورسيزي. مثل هذا الأخير، قد يخطف الأوسكار عن شريط لا يعدّ أفضل أعماله. في الفئة نفسها، يبرز برايان كرانستون بأداء خلّاب لشخصية السيناريست الشيوعي «دالتون ترومبو». ممثّل نضج تدريجاً بأدوار صغيرة، ليبهر تلفزيونياً في Breaking Bad، قبل أن يلمع على الشاشة الكبيرة. بطبيعة الحال، سيكون لكرانستون شأن كبير في العناوين التالية.

عند الممثلات، يسير التيار لمصلحة بري لارسون عن «غرفة»، في دور أمّ مغتَصَبة تفعل المستحيل لإنقاذ طفلها. الأسطورة شارلوت رامبلنغ منافس شرس في «45 عاماً» لأندور هاي، بالأداء الأكثر نضجاً وتمكّناً. الممثّلة الأفضل في «برليناله» 2015 تستحق الذهب من وجهة نظرنا. في الأدوار المساعدة، تبدو الأمور شبه محسومة لكايت وينسلت عن «ستيف جوبز» لداني بويل، ولسلفستر ستالون عن Creed لريان كوغلر. لا يمكن وصف «سلاي» بالممثّل اللامع، لكنّه برهن على أنّه لا يعرف الفشل عندما يتعلّق الأمر بـ«روكي بالبوا». دور الملاكم الشهير يعيده إلى الواجهة مجدداً، بعدما جلب له ترشيحين أوسكاريين منذ أربعين عاماً. كذلك، لا بدّ من الإشادة بكل من مارك رايلانس في «جسر الجواسيس» (الممثّل المسرحي الكبير ابتلع توم هانكس حقيقةً)، وكريستيان بايل في «النقص الكبير»، وروني مارا في «كارول» (أفضل ممثّلة في مهرجان كان الأخير، مناصفةً مع إيمانويل بيركو)، وجنيفر جايسون لي الساحرة في «البغيضون الثمانية». منافسات الفيلم الأجنبي تحمل اختراقاً تاريخياً للسينما العربيّة. «ذيب» للأردني ناجي أبو نوّار يسابق على التمثال الحلم مع أربعة عناوين: الكولومبي «احتضان الثعبان» لسيرو غيرا، والفرنسي «موستانغ» للمخرجة دنيز غامزي إرغوفن، والمجري «ابن شاؤول» للازلو نيميس، والدنماركي «حرب» لتوبياس لندهولم. «ذيب» أبرز فيلم عربي خلال السنوات الأخيرة. «ويسترن سباغيتي» في صحراء «رم»، أيام الثورة العربيّة الكبرى. أبو نوّار يتلاعب بـ«الجنر» السينمائي، متأثّراً بسينما جون فورد وسام بكنباه، ومقتفياً بعض آثار دافيد لين ليخرج بـ«ويسترن بدوي». ليس خيالاً علمياً: سهرة الغد، قد تشهد تتويج أوّل فيلم عربي بأشهر جائزة على الكوكب. بدوره، لا يمزح نيميس في «ابن شاؤول» المدجّج بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان «كان»، و«غولدن غلوب» أفضل فيلم أجنبي. جحيم مقيم على هيئة تحفة عن محرقة أوشفيتز الرهيبة. في «موستانغ»، تبدي إرغوفن حساسيةً عاليةً تجاه واقع المرأة التركيّة، من خلال خمس شقيقات يعشن في الريف.

حضور عربي آخر في الروائي القصير، من خلال «السلام عليكِ يا مريم» للفلسطيني باسل خليل. كوميديا تلعب على الفهم الضيّق للدين، من خلال اجتماع يهود وراهبات مسيحيّات إثر حادث سيّارة. في الوثائقي، تذهب الحظوظ الأكبر لـ«آيمي» لآصف كاباديا. بيوغرافيا مؤثّرة عن ساحرة السول الراحلة آيمي واينهاوس.

كيوبريك وهيتشكوك والآخرون:

هل قلت جائزة منصفة؟

المكرّم سبايك لي أحد مقاطعي الاحتفال الكبير، إضافةً إلى أسماء مثل مايكل مور وويل سميث وزوجته جادا بينكت سميث. السبب معروف: اقتصار مرشّحي جوائز التمثيل العشرين على أصحاب البشرة البيضاء، للعام الثاني على التوالي. إعلان الترشيحات خلق الكثير من الجلبة حول «افتقارها إلى التنوّع».

جورج كلوني وفيولا دافيس وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما أثاروا المسألة. في المقابل، علت أصوات مدافعة عن الأكاديمية، على اعتبار أنّ الترشيح يُستحق على أساس الأداء والجدارة، لا بسبب الأصل ولون البشرة. مايكل كاين، وشارلوت رامبلنغ، وهيلين ميرين، وآيس كيوب من أبرز أسماء هذا «المعسكر». في المحصلة، أعلنت رئيسة الأكاديمية شيريل بون إيزاك عن تغييرات كبيرة في تركيبة الإدارة والأعضاء وحقوق التصويت، بما يضمن مشاركةً أكبر للنساء والأقليّات، وتنوّع الأعراق، والتوجّه الجنسي. بحلول 2020، ستصبح الأكاديمية «تشكيلةً» ترضي جميع الأذواق.

لكن مهلاً، متى كان الأوسكار عادلاً مع الجميع؟ من الصاعق أنّ التمثال لم يبتسم لعظماء مثل ستانلي كيوبريك، وألفريد هيتشكوك، وإنغمار بيرغمان، وأكيرا كوروساوا. شارلي شابلن عبقري لم يلمسه سوى تكريم. مارتن سكورسيزي انتظر ثلاثين عاماً ليظفر به عن «الراحلون» (2006)، في حين أنّه ليس أفضل أفلامه.

كذلك، يغيب فيلم السعفة «ديبان» للفرنسي جاك أوديار عن ترشيحات الفيلم الأجنبي، كما حصل مع «سبات شتوي» للمعلّم التركي نوري بيلغي جيلان العام الفائت. ما مبرّر هذا التجاهل المتكرّر لتحف الكروازيت في الاصطفاء الأوسكاري؟ الاعتبارات الدولية بين المحفلين معروفة تاريخياً.

«البغيضون الثمانية» لكوينتن تارانتينو أفضل من عناوين عدّة في مختلف الفئات الرئيسية. رغم ذلك، لم ينل سوى 3 ترشيحات: أفضل ممثّلة دور مساعد لجنيفر جاسون لي، وأفضل موسيقى للأسطورة الإيطالي إنيو موريكوني، وأفضل سينماتوغرافيا لروبرت ريتشاردسون. نعم، الأوسكار ليس مجرّد احتفال توزيع جوائز. لطالما شكّل فرصة مثالية لتسويق قضايا وسياسات، حتى لو اقتضى الأمر ترجيح أفلام على أساسها. قائمة طويلة تبدأ بحقوق المرأة والأقليّات والأعراق والمثليّين، ولا تنتهي بالاشتباك مع إيران، رجوعاً إلى الحرب الباردة وحقبة المكارثية المناهضة للشيوعيين. لا ضير من توقّع هوس روسيّ متجدد في الأوسكار القادم.

سهرة المفاجآت: والفائز هو...

علي وجيه

«العائد»

إخراج: أليخاندرو غونزاليس إيناريتو.

سيناريو: مارك ل. سميث، أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، عن رواية لمايكل بانك.

دراما منحوتة في الثلج، ينتزعها السينمائي المكسيكي من البارود المشتعل والوحوش الجائعة، ليجلبها على طبق من اللحم النيء. رحلة صاعقة تجعلنا نتساءل في كل لحظة: إيناريتو، كيف فعلتَ كل هذا؟ نحن في الثلوج الشمالية الغربيّة لأميركا عام 1823. «هيو غلاس» (ليوناردو دي كابريو) صيّاد وتاجر فراء خبير بجغرافيا ولايات وايومينغ ومونتانا ونبراسكا وداكوتا.

ينجز عمله مع حملة صيد عسكريّة الطابع. يتعرّض لغدر وحشي إثر إصابته بهجوم لأنثى دب خائفة على صغارها، فيعيش بطاقة الانتقام. برد يفتك بالعظام. دببة شرهة للدماء. انهيارات ثلجية ونيازك هابطة وشلالات هادرة. ضوء طبيعي طوال الوقت. الطبيعة شخصية مستقلّة بحدّ ذاتها، تجمع بين القسوة والرحمة، وبين العنف والسكون. سرد كلاسيكي لتيمة «رجل ضد الطبيعة» من ذاكرة شبح. عن الفقد والعائلة والثقة والتشبّث بالحياة، يذهب أليخاندرو بعيداً في الخيال والمعايير والهوس بالكمال. يعيد الاعتبار إلى «جنر» الويسترن وأنماط الدرجة الثانية B-Movie عموماً. يبجّل السينما التقليدية في الصناعة، محققاً شعريةً خشنةً في أكثر بقاع العالم قسوةً.

«جسر الجواسيس»

إخراج: ستيفن سبيلبرغ.

سيناريو: مات شارمان، إيثان كوين وجويل كوين.

بيوغرافيا عن المحامي جايمس ب. دونوفان، الذي يكلّف بالدفاع عن جاسوس سوفياتي في ذروة الحرب الباردة. كالمعتاد، وصفة الثلاثي سبيلبرغ ــ كامينسكي ــ هانكس لا تعرف الفشل. السينمائي الأميركي ماهر في الأفلام الشعبوية، المتقنة الصنعة، ذات الرفعة الكلاسيكية. أميركا أمّة لا تهادن في قيم العدالة والحريّة والعائلة: «كلّ فرد يهم. كلّ شخص يستحق دفاعاً». فلتة الضوء يانوش كامينسكي شريك سينماتوغرافي دائم منذ «قائمة تشاندلر» (1993). توم هانكس يقف أمام عدسة سبيلبرغ للمرّة الرابعة بحضور محبّب. المسرحي البريطاني الكبير مارك رايلانس يتفوّق بأداء سيبقى في الذاكرة.

«سبوتلايت»

إخراج: توم ماكارثي

سيناريو: جوش سينغر وتوم ماكارثي.

شريط يعيد الاعتبار لمعنى الصحافة الحقيقي. نحن بصدد ملابسات تحقيق استقصائي كبير، فجّره فريق «سبوتلايت» في جريدة «بوسطن غلوب» الأميركيّة عام 2001، عن تورّط عدد من الرهبان الكاثوليكيّين في أفعال تحرّش بأطفال. الأدهى أنّ الكنيسة كانت على دراية بذلك ولم تتحرّك، مكتفيةً بنقل بعض «الآثمين» من مكان إلى آخر. الجميع متواطئ في تكريس الصمت والتجاهل: النظام القضائي، والبوليس، ونخب الإدارة، ورموز المجتمع، وحتى بعض أهالي الضحايا. إيقاع هادئ، رزين، يتناسب مع قضيّة لا تحتمل إثارة مجانيّة. المهم هو مخاطبة العقل لتكوين رأي عام، ينبذ السكوت والصمت. هذا الدور الأوّل لمايكل كيتون بعد أوسكار «بيردمان»، وتألّق آخر لمارك روفالو.

«ماكس المجنون: طريق الغضب»

إخراج: جورج ميلر.

سيناريو: جورج ميلر، بريندان ماكارثي ونيك لاثوريس.

بعد 30 عاماً، تعود السلسلة الشهيرة في جزء رابع. ميل غيبسون تفرّج على توم هاردي يقوم بدوره، إلى جانب تشارليز ثيرون. بعد نهاية العالم، يحتدم الصراع على «طريق الغضب» بين ثوّار وطاغية، بين بشر ومسوخ. ويسترن ما بعد حداثوي، يولّف السينماتوغرافيا والإخراج الفني والمؤثرات البصريّة والإيقاع اللاهث، للخروج بشريط مذهل، يليق بأوسترالي كبير مثل ميلر.

«بروكلين»

إخراج: جون كراولي.

سيناريو: نيك هورنبي، عن رواية لكولم تويبن.

شريط كلاسيكي يرافق الإيرلندية «إيليس» التي تهاجر إلى نيويورك بحثاً عن حياة مختلفة. ثمّة اجتهاد أسلوبي محترم، بالاشتغال صورةً ولوناً على ثلاثة أقسام لبنية السرد: إيرلندا قبل السفر ــ بروكلين ــ إيرلندا بعد السفر. سيرشا رونان تثبت نضجاً لافتاً في الأداء. السيناريو المخيّب للآمال في النصف الثاني من الفيلم، لا يضفي الكثير من التفاؤل على حظوظه.

«النقص الكبير»

إخراج: آدم ماكاي.

سيناريو: تشارلز راندولف وآدم ماكاي، عن كتاب لمايكل لويس بعنوان «النقص الكبير: داخل آلة يوم القيامة».

كارثة بفداحة أزمة 2008 المالية التي عصفت بأميركا، لا يمكن أن تمرّ من دون التفات هوليودي. مايكل مور عرض حالات من آثارها في Capitalism: A Love Story (عام2009). جي. سي. شاندور تناولها بالأرقام والتحليل في Margin Call (عام2011)، فيما شبّه مارتن سكورسيزي المسؤولين عنها بالعصابات فيThe Wolf of Wall Street (عام2013). مجموعة من الاقتصاديين الأذكياء، تفطّنوا مبكّراً إلى الهاوية القادمة. هم أمام خيارين أحلاهما مر: تصحّ توقعاتهم فتقع الكارثة القوميّة، أو يفشلون فيخسرون كل شيء. لنكشف عن الوجه القبيح لبروباغندا الحلم الأميركي. هل نحن قلقون على النّاس؟ نعم. هل نطلق جرس الإنذار؟ بالتأكيد، ولكن ليس قبل الاستثمار في ذلك. ضرورة الحوار وعوالم الأبطال تقتضي نطق مصطلحات اقتصاديّة ثقيلة على الشاشة. ماكاي يحاول التغلّب على المعضلة بكاريزما نجومه، فضلاً عن الاستعانة بمشاهير يتولّون شرح المفردات بشخصياتهم الحقيقية، مع ظهور Cameo لحسناوات مثل مارغوت روبي وسيلينا غوميز. خفّة الدم سلاح آخر. تشبيهات حاذقة، وحوار ذكي. كل ذلك لا ينجح دائماً في تقريب المفاهيم المعقّدة إلى المتفرّج العادي. في التصوير، يلجأ ماكاي إلى نفس وثائقي. يتكئ على مهارة هانك كوروين في التوليف المنهك. في النهاية، لا يمكن وصف الشريط بالتحفة والإعجاز، إلا أنّه مفاجأة سارّة من صانع يتوقّع منه المزيد في المستقبل.

«غرفة»

إخراج: ليني أبراهامسون.

سيناريو: إيما دونوهو، عن رواية لها بالاسم نفسه.

دراما دافئة، نعيشها من خلال رؤية الطفل جاك للعالم. الغرفة الصغيرة تعني الكون بالنسبة إليه. تنقلب الأمور رأساً على عقب بعد أن تصارحه أمّه بالحقيقة. تفاصيل صغيرة. عالم نفسي متماسك. مباراة التمثيل السارّة بين بري لارسون، والطفل الفلتة جايكوب تريمبلي. كلّها مكاسب لمصلحة فيلم، يؤخذ عليه بعض الضياع في الثلث الأخير.

«المرّيخي»

إخراج: ريدلي سكوت.

سيناريو: درو غودار، عن كتاب لآندي واير.

مهمّة إنقاذ أخرى لمات ديمون، تتصدّى لها هوليوود بميزانية ضخمة بعد «إنقاذ الجندي ريان» (1998) لسبيلبرغ. يبقى رائد الفضاء «مارك واتني» وحيداً على الكوكب الأحمر، فتستنفر «ناسا» والولايات المتحدة برمّتها لإعادته إلى «حضن الوطن». باستثناء الجوانب التقنيّة، هذا أضعف الترشيحات من دون منازع. بحق السينما، كيف يتم تجاهل «البغيضون الثمانية» لتارانتينو لمصلحة عمل سطحي ساذج كهذا؟

أوسكار 2016:

هوليوود عنصرية بكل المقاييس!

عام 1939، نالت الممثلة هاتي ماكدانيال «جائزة أوسكار» أفضل ممثلة مساعدة، كأول أفريقية أميركية، عن دورها كخادمة منزل في «ذهب مع الريح» (1939). طغت خطوة «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» المثالية حينها، على ما حدث في كواليس الحفلة.

بعد إجراءات متشددة، استطاعت هاتي الدخول إلى القاعة، لكن لم يسمح لها بالجلوس مع فريق العمل وممثليه على الطاولة نفسها. أما الأدوار التمثيلية التي نالتها ماكدانيال بعد منحها الجائزة، فقد كرستها بدور الخادمة عبر حوالي 70 دوراً لتعلق على ذلك قائلةً: «انقلبت الجائزة عليّ».

تختصر هذه الحادثة علاقة الأفارقة الأميركيين مع «الأوسكار». لا بد من العودة إليها مع غياب الترشيحات الأفريقية، العام الماضي والسنة الحالية عن 20 جائزة تمثيلية، فيما لم يتسلم أي أفريقي أو أفريقية جائزة أفضل مخرج منذ تأسيس الأوسكار عام 1927. لذا، ليست الخطوة التي قام بها بعض المخرجين والفنانين السود لمقاطعة حفلة تسلم «جوائز الأوسكار» مساء الأحد 28 الحالي، سوى خطوة منتظرة من قبل كثيرين. Oscarsowhite# انتشر هذا الهاشتاغ سريعاً بعدما أعلن المخرج سبايك لي على صفحته على تويتر أنه سيقاطع «الأوسكار» مع زوجته، فالتحق به ويل سميث وزوجته جادا بينكيت سميث ومايكل مور وغيرهم. لقد استبعد ويل سميث عن دوره في Concussion وصامويل إل جاكسون عن The Hateful Eight، وإدريس إلبا عن Beasts Of no nation. الجلبة التي أحدثها خبر المقاطعة في كواليس الأوسكار، أدت إلى خروج أرقام ووقائع صادمة تظهر غياب التنوع عن الجائزة. فيما يشكل الأفارقة 13% من سكان أميركا، إلا أنهم لم ينالوا إلا 10% من جوائز الأوسكار خلال قرن كامل. رغم الإجحاف الواضح بحقهم، تبدو مشاركة الأفارقة أرحم من اللاتينيين الذين يشكلون 16% من سكان أميركا، ونال ممثلوهم فقط 3% من الجوائز فقط، أو من الآسيويين الذين يشكلون 6% من السكان فيما حصدوا 1% من الجوائز. الإجحاف بحق الأقليات الإثنية والجندرية شكل سمة أساسية تاريخية في الأوسكار. لكن ربما علينا العودة إلى هوليوود أيضاً، كما علق بعض الفنانين المعترضين والمقاطعين بأن غياب التنوع «لا يقتصر على الأوسكار أو القائمين عليه فحسب بل يرتبط بـنظام إنتاج الأفلام في هوليوود». هذا ما أكّدته دراسة أ أنجزتها جامعة «جنوب كاليفورنيا» أجرتها على أكثر من 400 فيلم ومسلسل تلفزيوني من 2014 حتى 2015. نتيجة الدراسة تؤكد أن # HollywoodSoWhite. ركزت الدراسة بشكل أساسي على تهميش هوليوود للأقليات الإثنية والجندرية لتتوصل إلى أنّ «صناعة الأفلام أشبه بنادٍ للذكور البيض والمستقيمين». وقد توصلت إلى أن الإناث قمن بتأدية الأدوار المتحدثة بنسبة 34%، و29% كممثلات، و15% كمخرجات، و29% ككاتبات سيناريو. ولناحية وظائف الإخراج في الأفلام، فقد وصلت نسبة النساء إلى 4% من بينهن امرأتان من أصول أفريقية. أما في ما يخص المثليين والمزدوجين والمتحولين جنسياً، فقد أتت النتائج كارثية، فـ 2% منهم فقط شاركا كشخصيات متحدثة.

الأخبار اللبنانية في

27.02.2016

 
 

بالصور.. نجوم التليفزيون الأمريكى يتألقون فى حفل "Cadillac's Pre-Oscar"

كتب شريف إبراهيم

حرص عدد من نجوم التليفزيون الأمريكى على حضور حفل "Cadillac's Pre-Oscar"، الذى أقيم مساء أمس الخميس بفندق "Chateau Marmont" بولاية لوس أنجلوس الأمريكية، وذلك فى حضور عدد كبير من وسائل الإعلام والمعجبين، وفقا للوكالة الفرنسية. وشهد حفل الـ "Annual Black Women"حضور كل من النجم كايت والش، النجمة أليسون جانى، النجم جوان فروجات، النجم تاى باريل، النجمة كيلى رولاند، النجمة ابيجيل سبينسر، النجم كيم ريفر،النجم كريستوف فالتز، النجمة جيسى تايلر فيرغسون، النجم آرثر ماكس، والنجم كولين ايجليسفيلد

بالصور.. تماثيل الأوسكار البلاستيكية تجتاح متاجر هوليوود

لوس أنجلوس - شيماء عبد المنعم

تنتشر تماثيل الأوسكار البلاستيكية فى متاجر هوليوود وذلك ضمن استعدادات لوس أنجلوس لاستقبال نجوم حفل جائزة الأوسكار التى ينتظرها العالم أجمع، وهى صور التماثيل التى رصدتها كاميرا وكالة afp حيث يتنافس على جائزة أفضل ممثل كل من براين كرانستون وليوناردو دى كابريو ومات دامون ومايكل فاسبندر وإيدى ريدمان، بينما تنافس كل من برى لاريسون وكيت بلانشيت وجنيفر لورانس وشارلوت رامبلينج وسيرشا رونان على جائزة أفضل ممثلة. وفى فئة جائزة أفضل ممثل مساعد فيتنافس كل من كريستيان بيل وتوم هاردى ومارك روفالو وسيلفستر ستالون ومارك رايلانس، وعلى جائزة الأوسكار أفضل ممثلة مساعدة تتنافس كل من جنيفر لورانس ورونى مارار وراشيل ماك أدمز وكيت وينسلت وأليسيا فيكاندير. وعلى فئة أفضل إنجاز فنى تتنافس أفلام "Carol" و"The Hateful Eight" و"Mad Max: Fury Road" و"The Revenant" و"Sicario"، أما جائزة أفضل تصميم أزياء فيتنافس عليها الأفلام "Carol" و"Cinderella" و"The Danish Girl" و"Mad Max: Fury Road" و"The Revenant". بينما يتنافس على جائزة الأوسكار أفضل مخرج كل من توم ماركتنى وجورج ميللر وأدم ماكاى ولينى أبراهامسون وأليخاندرو جونزاليز إيناريتو، وفى فئة أفضل فيلم أجنبى يتنافس عليها Embrace of the Serpent" و"Mustang" و"Son of Saul" والفيلم الأردنى ذيب "Theeb" و"A War". أما جائزة أفضل فيلم فيتنافس عليها الأفلام "The Big Short" و"Bridge of Spies" و"Brooklyn" و"Mad Max: Fury Road" و"The Martian" و"The Revenant" و"Room" و"Spotlight". 

اليوم السابع المصرية في

27.02.2016

 
 

«الأوسكار» هل ينصف السينما العربية؟

بقلم : انتصار دردير

48 ساعة فاصلة قبل حفل الأوسكار فى نسخته الـ88 الذى يقام غدا وسط ترقب مثير من نجوم السينما العالمية والجمهور حيث يتابعه على الهواء ملايين المشاهدين فى كل أنحاء العالم، انتظارا لما يسفر عنه هذا السباق  الكبير للحصول على أهم الجوائز السينمائية وأرفعها، والتى تكتسب أهمية خاصة لنا كعرب هذا العام لوصول فيلمين عربيين الى المنافسة على جوائزها، وهما الفيلم الأردنى الطويل «ذيب» للمخرج ناجى أبو نوار، والفيلم الفلسطيني القصير «سلام عليك يامريم» للمخرج باسل خياط، وقد ظللنا على مدى سنوات نترقب وصول فيلم عربى للأوسكار ونحلم بحصول أحد أفلامنا على جائزة أفضل فيلم أجنبى «غير ناطق بالانجليزية»، والتى لم تحظ بها السينما العربية على مدى تاريخ هذه الجوائز العريقة التى تمنحها أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية، وقد أحاطتها منذ انطلاقتها الأولى – مثل كل ماهو أمريكى – بكثير من عناصر الابهار والاثارة، اذ تحرص على إعلانها على المسرح ليلة الحفل «دون أن تتسرب نتائجها كما يحدث عندنا دائما»، ويشهد الختام حضور صناع الأفلام المتنافسة ونجومها، وكل يحلم بأن ينادى اسمه ويفوز بالجائزة التى تظل مصدر فخر لكل من ينالها طيلة حياته.

ويأتى حفل أوسكار هذا العام، بعد رحله طويلة للأفلام العربية من أجل اثبات وجودها عالميا، والحصول على تمثال الأوسكار الشهير، وقد حاولت العديد من الدول العربية الأخرى التي لها شأن في مجال السينما أن تقدم أفلامها للترشح لهذه الجائزة ولكن دون جدوى، فمثلا تقدمت مصر- أقدم وأكبر قطاع للإنتاج السينمائي في الشرق الأوسط- للجائزة في 30 مناسبة ولكن لم تحقق الترشح النهائي  ولا مرة واحدة، وتأتي لبنان في المرتبة الثانية بتقديم تسعة أفلام دون أن تصل للقائمة القصيرة، تليها تونس بثماني محاولات.

وعلى مر السنين تنافست قلة من أفلام عربية فقط ضمن القائمة الأخيرة القصيرة والنهائية للأفلام المترشحة لنيل الأوسكار وهي: فيلم «زد» للمخرج كوستا جافراس عام 1966، و«الحفل الراقص» للمخرج إيتورسكولا 1983، و«غبار الحياة» 1995 و«أيام المجد» 2006، و«خارج القانون» 2010 للجزائري رشيد بوشارب، التي مثلت كلها الجزائر. هذا بالإضافة إلى فيلمي «الجنة الآن»  ثم «عمر» عام 2015 للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد. والفيلم الموريتاني «تمبتكو» للمخرج عبد الرحمن سيساكو، ونال العديد من الجوائز في مهرجان «سيزار» الفرنسي، ولكن في الحقيقة يمكننا القول بأن نصف هذه الأفلام لا تمت بأي علاقة لعالمنا العربي.

وبالتالي للمرة الأولى في تاريخ علاقة العرب بالأوسكار، يصل هذا العام إلى الترشيحات النهائية فيلمان ينتميان بالفعل إلى العالم العربي: الأول فيلم «ذيب» لمخرجه الأردني هاني أبو نوار، والثاني هو الفيلم الفلسطيني القصير «السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل، وهو حدث يثير الاهتمام بلا شك.

واذا كان «برلين السينمائى» أحد أهم المهرجانات الدولية قد احتفى مؤخرا هذا العام بالسينما العربية ومنحها عدة جوائز مهمة للفيلم التونسى «نحبك هادى»، والفلسطينى القصير«عودة إنسان» الى جانب حصول الفيلم المصرى «آخر أيام المدينة» على جائزة كاليجارى، وكذلك فوز فيلم «ذيب» بجائزين من البافتا البريطانية، فهذه الجوائز تجعلنا نتطلع إلى فوز مماثل فى

جوائز الأوسكار وجمهور السينما دائما على خلاف!

«سينماتوغراف» ـ علاء الدين محمد

يبدو أن مزاج القائمين على اختيار الفائزين بجوائز الأوسكار يختلف كثيراً عن مزاج العامة، سواءً في الولايات المتحدة الأميركية أو في مختلف أنحاء العالم.

هذا الأمر يظهر بوضوح من خلال إلقاء نظرة سريعة عى قائمة الأفلام الأعلى دخلاً في تاريخ السينما، فمن بين الأفلام الـ10 الأعلى دخلاً لا يوجد سوى فيلمين وحيدين تمكّنا من حصد جائزة الأوسكار كأفضل فيلم، بينهما فيلم رسوم متحركة، الفيلمان هما «تايتانك Titanic» و«فروزن Frozen».

Titanic وFrozen الأفضل

«تايتانك Titanic» تمكن من حصد جائزة الأوسكار كأفضل فيلم في عام 1998، كما تمكن من حصد 11 جائزة من إجمالي 14 ترشيحاً من ترشيحات الأوسكار لذلك العام. ويحتل «تايتانك Titanic» المرتبة الثانية في ترتيب أعلى الأفلام دخلاً على مستوى العالم بإجمالي دخل قُدر بحوالي 2,19 مليار دولار أميركي، منها 1,53 مليار دولار خارج الولايات المتحدة.

أما فيلم «فروزن Frozen» فاعتبره الكثيرون أحد أفضل إنتاجات الرسوم المتحركة في تاريخ السينما، وتم ترشيحه عام 2014 لحصد جائزتي أفضل فيلم أنيميشن وأفضل أغنية أصلية، ليتمكن من الفوز بالجائزتين بالفعل.

الفيلم جاء في المرتبة التاسعة عالمياً برصيد 1,277 مليار دولار أميركي، بينها 875 مليار دولار خارج حدود الولايات المتحدة.

Avatar

احتل فيلم «أفاتار Avatar» المركز الأول في قائمة الأفلام الأعلى دخلاً على مستوى العالم بإجمالي 2,788 مليار دولار أميركي، منها 2,027 مليار خارج حدود الولايات المتحدة.

الفيلم ترشح لـ9 جوائز أوسكار عام 2010، وتمكن في الفوز بـ3 منها – لم يكن بينها أفضل فيلم – وهي أفضل تصوير وأفضل إخراج فني وأفضل مؤثرات بصرية.

Star Wars: The Force Awakens

أحدث أجزاء سلسلة أفلام «حرب النجوم Star Wars: The Force Awakens»، الذي تم إنتاجه في 2015، احتل المركز الثالث عالمياً في قائمة الأفلام الأعلى دخلاً. الفيلم حقق حتى الآن إجمالي 2,04 مليار دولار أميركي، بينها 1.12 مليار دولار أميركي خارج حدود الولايات المتحدة.

الفيلم مرشح حالياً لـ5 جوائز أوسكار ليس من بينها جائزة أفضل فيلم، وهي أفضل إخراج، وأفضل مؤثرات بصرية، وأفضل صوت، وأفضل تحرير صوتي، وأفضل موسيقى تصويرية.

Jurassic World

فيلم «جوراسيك وورلد Jurassic World» احتل المرتبة الرابعة عالمياً في قائمة الأفلام الأكثر دخلاً بإجمالي 1,67 مليار دولار أميركي، بينها 1,02 مليار دولار خارج حدود الولايات المتحدة. الفيلم لم يرشح لأي جوائز أوسكار من الأساس.

Marvel’s The Avengers

احتل فيلم Marvel’s The Avengers المرتبة الخامسة في قائمة الأفلام الأعلى دخلاً على مستوى العالم بإجمالي 1,52 مليار دولار تقريباً، بينها 896 مليون دولار خارج حدود الولايات المتحدة. الفيلم تم ترشيحه لجائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية في 2013، لكنه لم يتمكن من حصد الجائزة.

Furious 7

الجزء السابع وأحدث أجزاء سلسلة «فاست آند فيوريوس» الشهيرة، Furious 7 احتل المرتبة السادية عالمياً في قائمة الأفلام الأعلى دخلاً بإجمالي 1,51 مليار دولار أميركي، بينها 1,16 مليار دولار خارج حدود الولايات المتحدة. ولم يتم ترشيحه هذا العام لأي من جوائز الأوسكار.

Avengers: Age of Ultron

احتل فيلم «آفينجرز Avengers: Age of Ultron» المرتبة السابعة في قائمة الأفلام الأعلى دخلاً بإجمالي 1,41 مليار دولار أميركي، بينها 946 مليون دولار خارج حدود الولايات المتحدة. ولم يتم ترشيحه أيضا لأي من جوائز الأوسكار لهذا العام.

Harry Potter and the Deathly Hallows Part 2

آخر أجزاء سلسلة أفلام «هاري بوتر Harry Potter and the Deathly Hallows Part 2» احتل المرتبة الثامنة على مستوى العالم بإجمالي 1,34 مليار دولار، بينها 960 مليون خارج حدود الولايات المتحدة. و ترشح لـ3 جوائز أوسكار في 2013، وهي أفضل إخراج فني وأفضل مكياج وأفضل مؤثرات بصرية، لكنه لم يتمكن من حصد أي منها.

Iron Man 3

ثالث أجزاء سلسلة أفلام «آيرون مان Iron Man 3» احتل المرتبة العاشرة برصيد 1,21 مليار دولار، بينها 806 مليون دولار خارج حدود الولايات المتحدة. تم ترشيحه في 2014 لجائزة الأوسكار أفضل مؤثرات بصرية لكنه لم يتمكن من الفوز بالجائزة.

أول فيلم إندونيسي مرشح للأوسكار ينكأ جراحًا قديمة

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

ربما يكون أول فيلم إندونيسي يرشح لجائزة الأوسكار مصدر فخر للبلاد لكنه أيضا قد يكون سببا في الشعور بالخزي.

وتدور قصة الفيلم الوثائقي «ذا لوك أوف سايلنس» حول واحدة من أسوأ المذابح منذ الحرب العالمية الثانية حيث لقي ما لا يقل عن 500 ألف شخص حتفهم في أعمال عنف استعرت بعد أن سيطر الجنرال سوهارتو والجيش على الحكم بعد محاولة انقلاب فاشلة عام 1965.

وسجن مليون شخص أو أكثر للاشتباه في أنهم شيوعيون.

وينافس الفيلم في فئة أفضل فيلم وثائقي في حفل جوائز الأوسكار الذي تنظمه أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة والمنتظر غدا الأحد. وأجبر الفيلم كثيرون على مواجهة واحدة من أحلك الفترات في تاريخ إندونيسيا ولا يزال ممنوعا من العرض في دور العرض التجارية.

وقال محمد نور خويرون وهو عضو في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان «الحكومات المتعاقبة فشلت في التعامل مع أحداث 1965 باعتبارها درسا ينبغي أن تتعلمه الأمة».

وتابع قوله «ينبغي أن يكون هناك على الأقل اعتراف رسمي لكن هذا لم يحدث. لكننا نشعر بالسعادة لأن هذا الفيلم رشح (للأوسكار) حتى يتسنى للعالم أن يرى أن هذه الأحداث باتت أخيرا محل تساؤل».

ولم يرد مسؤولون حكوميون على طلبات متكررة للتعقيب على الفيلم.

ورغم منع عرضه فإن الفيلم الذي شارك في إنتاجه منتج إندونيسي متاح للمشاهدة على الانترنت وأقيمت له مئات العروض الخاصة حول إندونيسيا.

وهذا ثاني ترشيح للمخرج جوشوا أوبنهايمر الذي خسر فيلمه «ذي أكت أوف كيلينج» وتدور قصته حول الموضوع ذاته في فئة الفيلم الوثائقي عام 2013.

وبينما يتناول الفيلم الأول بعض شخصيات القتلة في أحداث عام 1965 التي لا تزال طليقة فإن «ذا لوك أوف سايلنس» يتناول القصة ذاتها لكن من منظور أسرة أحد الضحايا.

وفي الفيلم يواجه رجل يدعى أدي روكون من يعتقد أنهم عذبوا وقتلوا أبناءه الثلاثة.

وقال روكون في مقابلة هاتفية «كان ذلك أصعب شيء قمت به في حياتي. كل ما أردته هو أن أسمع اعترافا لكني لم أر عليهم أي بوادر للندم».

وقال المخرج أوبنهايمر«أتمنى أن يحفز الفيلم التحرك داخل اندونيسيا ضد ثقافة الإفلات من العقاب وضد النظام القائم على الخوف والترهيب».

سينماتوغراف في

27.02.2016

 
 

ليوناردو دي كابريو...

التمثيل سلوك «دموي»

التمثيل ليس مجرد شعور ظاهري، بل إنه سلوك «دموي» يتطلب تشغيل العواطف البدائية (الحب، الكره، الخوف، الشهوة) وتجسيدها في الأداء، ولو بطريقة ضمنية».

يكون أفضل الممثلين أشبه بالصيادين الذين يعرفون أن أعظم الأدوار تنتظر منهم أن يؤدوها ويحولوها على طريقتهم. يبدأ أفضل الممثلين مسيرتهم في مرحلة شابة ويكتسبون المعارف من أخطائهم. يجب أن يمثلوا ويطلقوا العنان لجنونهم.

في الوقت الراهن، يُعتبر ليوناردو دي كابريو ملكاً على عرش السينما، فلا أحد {يصطاد} الأدوار ويبرع في الأداء مثله. تكمن قوته الحقيقية في قدرته على انتقاء الأدوار التي يريد تجسيدها بمكالمة هاتفية بسيطة. إذا أبدى ليوناردو اهتمامه بمشروع معين، سيضمن إنتاج ذلك الفيلم بسهولة. ويمكن أن يؤدي قبوله للدور إلى تخصيص ميزانية ضخمة واختيار ممثلين من الصف الأول لمشاركته العمل. كذلك، تكون موهبته كفيلة بتقوية السيناريوهات الضعيفة، فتحمل كل كلمة يقولها ثقلاً مختلفاً.

رغم براعة ليوناردو التمثيلية على الشاشة الكبيرة، تبقى شخصيته الحقيقية غامضة. مثل شخصية {غاتسبي} التي أداها، يحرص الممثل على الاحتفاظ بحقيقته لنفسه. بدأ ليوناردو التمثيل منذ مرحلة المراهقة لكن لا تزال هويته مبهمة. لا يعني ذلك أنه يسعى إلى عيش حياة طبيعية بعيداً عن مهنته السينمائية، لكنه رجل أعزب ولم ينجب الأولاد بعد ويعيش على صدى الأصوات التي تهمس باسمه. ربما يكمن سحره الحقيقي في هذا الجانب من حياته الشخصية. لا يبرع ليوناردو في نقل المشاعر فحسب بل إنه يتولى الآن إنقاذ العالم أيضاً!

في 11 نوفمبر 2015، احتفل الممثل والناشط البيئي ليوناردو دي كابريو بعيده الواحد والأربعين. اختفى الفتى الظريف والمحبوب الذي عرفناه منذ 25 سنة وشارك في 28 فيلماً ليحلّ مكانه رجل لديه لحية وندوب على وجهه ويحمل نظرة ثاقبة. يُعتبر هذا التحول إيجابياً، لا بالنسبة إلى المعجبين بوسامة هذا الممثل، بل بالنسبة إلى محبي دي كابريو الممثل والإنسان. فهو يحاول منذ عام 1993 أن يثبت براعته ويتجاوز وسامته الخارجية.

استعمل دي كابريو ميزاته بطريقة ممتازة. بعد أن أثبت مهاراته التمثيلية كمراهق في فيلمWhat’s Eating Gilbert Grape (ماالذي يضايق جلبرت غريب)، كسب قلوب المشاهدين في فيلمَي Romeo and Juliet وTitanic خلال التسعينيات. وبعد عام 2000، سحر النقاد في فيلمَي Catch Me If You Can (أمسكني لو استطعت) وAviator (الطيار). ثم نجح في إثبات مصداقيته كممثل في فيلم Gangs of New York (عصابات نيويورك) لمارتن سكورسيزي وThe Departed (الراحل) وShutter Island (الجزيرة المقفلة) قبل أن ينضج أداؤه في فيلم Inception (الاستهلال) لكريستوفر نولان وDjango Unchained (جانغو المتحرر من القيود) لكوينتن تارانتينو.

يبلغ هذا المسار التطوري مستويات جديدة في أحدث فيلم له وأصعب عمل شارك فيه كما يقول. اقتُبس The Revenant (العائد) من رواية مايكل بانك التي صدرت في عام 2002. يروي الفيلم قصة وحشية مدتها 156 دقيقة ويعكس ملحمة عن الصمود وقوة التحمل للمخرج أليخاندرو إيناريتو الذي أخرج Birdman (الرجل الطائر) الفائز بجائزة أوسكار في السنة الماضية.

يؤدي دي كابريو دور المقاتل {هيو غلاس} فينصب له تجار استغلاليون كميناً ويهاجمه دب ويبقى وحده لمواجهة مصيره في غابة مخيفة من أميركا الشمالية في عام 1823. يقول دي كابريو عن هذا الدور: {إنه رجل غريب عن محيطه وتكون زوجته وابنه من السكان الأصليين الذين اعتادوا على عالم الطبيعة. يتدفق عدد كبير من الناس إلى هذا المكان لمحاولة استخراج الموارد الطبيعية. تدور الأحداث قبل فورة الذهب وال نفط. يكون الفرو المورد الطبيعي الذي يتم استخراجه لشحنه إلى أوروبا. يتعرض السكان الأصليون للذبح وتُقطَع الأشجار. فيظهر هذا الرجل الذي يعيش بسلام وتناغم مع العالم ويبدأ أول جولة من الصراع}.

في العادة، لا يحب دي كابريو التحدث مع الصحافة، لكنه يحب التكلّم عن فيلم The Revenant لحسن الحظ. ينجح بتقمص الشخصية بصوته الأميركي العميق وعضلاته القوية وبنيته الصلبة وشجاعته الواضحة. يعتبر دوره في الفيلم شخصية تاريخية محورية و{رمزاً لروح الصمود الأميركية} ويحرص على مراعاة جميع جوانب القصة ومن المعروف أنه يبرع في تجسيد الأدوار التاريخية.

بحسب رأيه، يُعتبر مجال صناعة الأفلام {أعظم شكل من الفنون في العالم وأكثره تأثيراً ولا يمكن أن يضاهيه أي مجال آخر. عند إنتاج فيلم بإتقان، لن يوازيه أي عمل آخر}. يعتبر فيلم The Revenant أكبر تحدٍ له حتى الآن وسيكون أعظم انتصار له إذا نجح.

كانت حياة دي كابريو هادئة بشكل عام، باستثناء تجربتين كادتا توديان بحياته: لم يفتح حبل مظلة الباراشوت في إحدى المرات فهبط بسرعة إلى أن تدخّل مدرّبه على علو 5 آلاف قدم، وانفجر محرك الطائرة حين كان يسافر من نيويورك إلى موسكو لحضور مؤتمر من تنظيم فلاديمير بوتين لإنقاذ النمر السيبيري. عدا هذه اللحظات الصعبة، تمكن من تجاوز تحديات الحياة المعاصرة بسهولة.

دي كابريو ابن هوليوود مع أنه يروي دوماً عن نشوئه في شوارع لوس أنجليس القاسية: {كنا أنا وأمي نعيش في منطقة تكثر فيها تجارة المخدرات والدعارة. كان الجو مرعباً هناك. كنت أتعرض للضرب في مناسبات كثيرة وأشاهد الناس يمارسون الجنس في الأزقة}. لكن منذ أن بدأ حياته على الشاشة في عمر الخامسة عشرة، يعيش ليوناردو في قفص ذهبي ساطع.

الخروج من {فقاعة} هوليوود

كان تصوير فيلم The Revenant فرصة للخروج من {فقاعة} هوليوود واختبار معدنه كإنسان: {حين تقرر تصوير فيلم في أقسى المناطق الشتوية وفي غابات بعيدة عن مظاهر الحضارة، لا مفر من أن يعكس الفيلم حياة مختلفة بحد ذاتها. أراد أليخاندرو أن يخوض تجربة غامرة وأظن أنه حقق هذا الهدف. يبدو العمل أقرب ما يكون إلى الفيلم الوثائقي ويجسد رحلة وجودية حقيقية. قد تكون القصة بسيطة ومباشرة، لكنها اتخذت بعداً أكثر تطرفاً وعمقاً مما كنا نظن من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة}.

يطرح هذا العمل القوي تحديات كثيرة. تظهر لحظات من الحنان بين الإنسان والطبيعة من جهة مقابل مشاهد عنيفة على نحو مريع من جهة أخرى، لا سيما المشهد الذي يتعرض فيه دي كابريو لهجوم وحشي من دب رمادي: {تعرض لقطات أليخاندرو مساحات الطبيعة الشاسعة وتركز في الوقت نفسه على خصائص الشخصيات. يمكن إنشاء رابط حميم مع العنف في هذا الفيلم بطريقة غير مسبوقة، وكأن مشاعر مختلفة تتملك المشاهدين وتوقظ جميع حواسهم. يمكن أن نشعر بإيقاع تنفّسهم}.

تولى إيمانويل لوبيزكي الموهوب التصوير السينمائي. صُوّرت المشاهد في جبال الأرجنتين وكولومبيا البريطانية وألبيرتا وقد وجد دي كابريو نفسه في مكانٍ حرارته ثلاثين درجة تحت الصفر. إنها مغامرة جنونية ومؤثرة لكنها كانت ضرورية لطرح هذا الفيلم القيّم على مدار ساعة ونصف. كان دي كابريو يستعد لهذا المشروع وكأنه ملتزم بأداء مسرحي يومي، فيتدرب بجدية على المشاهد الخطيرة ويحضّر وجهه الذي بات يفتقر إلى معالم الوسامة التي عُرف بها. سنكون أمام نسخة شرسة وحيوية من هذا الممثل ويشبّهها مارتن سكورسيزي بالطاقة التي اكتشفها في روبرت دينيرو خلال السبعينات: {يعطيني ليوناردو العواطف في لحظات غير متوقعة... وهو يستطيع فعل ذلك على مر المشاهد المتلاحقة}.

يظهر دي كابريو في تسعة أعشار الفيلم علماً أنه لا يتفوه بعبارات كثيرة ويقول معظمها حين يكون مصاباً لكنه يقدم أداءً مدهشاً، إذ يبدو كل تعبير على وجهه مدروساً (عينان جاحظتان، حاجبان عابسان، شفاه متورمة، رغوة في فمه...) وينجح في تغيير ملامحه الجميلة للتعبير عن الحزن والألم واليأس والرغبة في الانتقام.

يتساءل دي كابريو: {كيف يمكن أن نعبّر عن العواطف ونجعل المشاهدين يفهمون صراع الإنسان أو رحلته من دون كلام؟ كان يجب أن نقوم بتخطيط جدي يرتكز على الأبحاث وقراءة الكتب لتعلم طريقة العيش على الجبال وكيفية نزع فرو الدببة وصنع السكاكين. وحين تفرض الطبيعة سيطرتها، يجب أن نتفاعل مع محيطنا تزامناً مع سرد قصة هذه الشخصية من دون استعمال الكلام. لقد تبنّيتُ هذه المقاربة وسررتُ لأنني لم أضطر إلى حفظ خمس صفحات من الحوار يومياً. استمتعتُ أيضاً بالوحدة في تلك الأجواء. كيف نتصرف حين لا يراقبنا أحد؟}. إنه سؤال وجيه بالنسبة إلى شخصٍ أمضى ثلاثين سنة من أصل أربعين وهو يمثل أمام الناس.

نشاطات بيئية

فيما يبلغ دي كابريو ذروة نجاحه، ربما يتعلق أهم إرث سيتركه بنشاطاته البيئية وراء الكاميرا. تزامناً مع تصوير فيلم The Revenant، كان دي كابريو الراوي في فيلم Carbon الذي يقتصر على تسع دقائق ويتناول التغير المناخي وفي أول فيلم وثائقي مصغر من أصل أربعة ضمن سلسلة Green World Rising (نشوء العالم الأخضر). يقول في فيلم Carbon: {إذا لم تتحرك الحكومات الوطنية، يمكن أن يتحرك مجتمعك. ويمكن أن ننقل اقتصادنا في جميع البلدات والولايات إلى الطاقة المتجددة ونضمن مستقبلاً مستداماً}.

لهذا الممثل تاريخ طويل في مجال دعم القضايا البيئية عبر مؤسسته غير الربحية. وقد وضع صوته على الفيلم الوثائقي The 11th Hour (الساعة الحادية عشرة) وأنتجه في عام 2007 وتعهد بتقديم 9.5 ملايين دولار للحفاظ على المحيطات في يونيو 2014. يقول دي كابريو: {كل من لا يصدق حقيقة التغير المناخي هو ديناصور حقيقي. يؤكد %99.99 من العلماء على حصوله. إذا كنتم لا تصدقون العلم، قد تكون الأرض مسطحة والجاذبية كذبة إذاً! أستغرب من استمرار هذا الجدل. يكفي أن ننظر إلى الأرقام. لا مجال للتشكيك}.

هذه السنة، انضم دي كابريو إلى ألفَي شخص ثري و400 مؤسسة تستثمر في شركات الفحم والنفط والغاز. حصل ذلك بعد خطابه في قمة التغير المناخي في الأمم المتحدة في سبتمبر 2014. فقال أمام الوفود في ذلك اليوم: {لدينا كوكب واحد. لا بد من محاسبة البشر بسبب إمعانهم في تدمير منزلنا المشترك. تتوقف حماية مستقبلنا في هذا الكوكب على تطور الوعي لدى جنسنا البشري. نعيش أخطر اللحظات ويجب أن نوجه الرسائل بشكل عاجل. أدعو قادة العالم كي يحموا حياتنا لكنهم لا يتحركون. حان الوقت لمواجهة أكبر تحدٍّ لوجودنا على هذا الكوكب}.

The Revenant وThe Crowded Room

لا شك في أن دي كابريو ترك بصمته في فيلم The Revenant. هل يمكن أن يمنحه هذا الأداء أخيراً جائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثل ويرسخ مكانته بين الممثلين الوسيمين الذين يجيدون التمثيل؟ بعد أن ترشح للجائزة أربع مرات من دون أن يفوز، تشير أحدث التقديرات إلى تفوقه على إيدي ريدمان وجوني ديب وتوم هانكس ومايكل فاسبندر ومات ديمون.

يقول دي كابريو بكل تواضع: {إذا نظرنا إلى مسيرة أي ممثل، لا مفر من اختيار بعض الأفلام العظيمة التي تطبع مسيرته وتستحق أن يشاهدها أولادنا وأحفادنا. كان فيلم The Revenant مختلفاً بالكامل عن جميع الأعمال التي شاركت فيها سابقاً. لكني أبلغ 41 عاماً فقط وما زلت في بداياتي}.

سرت إشاعات هذه السنة مفادها أن دي كابريو بدأ يعزز روابطه مع أستراليا بعد أن كسب 17 مليون دولار (مبلغ ضئيل إذا كانت قيمته الحقيقية تصل إلى 300 مليون) للتعاون مع رفيقَيه القديمين سكورسيزي ودينيرو في {فيلم} من إنتاج {ستوديو سيتي} لصاحبه جيمس باركر. يتولى جويل شوماخر إخراج فيلمThe Crowded Room (الغرفة المزدحمة) حيث يؤدي دي كابريو دور بيلي ميليغان، أول شخص نجح في استعمال حجة الإصابة باضطراب الشخصية المتعدد في المحكمة. كانت إحدى شخصيات ميليغان الأربع وعشرين أسترالية، لذا يمكن أن نسمع اللكنة الأسترالية من دي كابريو. بعد فترة قصيرة، سيتعاون مجدداً مع سكورسيزي لأداء دور البطولة في فيلم The Devil in the White City (الشيطان في المدينة البيضاء) المقتبس من قصة إيريك لارسون الحقيقية عن مجنون يطارد معرض شيكاغو العالمي في عام 1893.

يوضح دي كابريو: {لا أشارك في أي فيلم لمجرد أن أجرّب شخصية مختلفة. يمكن أن أمثل في عشرة أفلام متلاحقة عن أثرياء مجانين إذا كان المخرج بارعاً والسيناريو مميزاً. كانت شخصياتي في أفلام Aviator وGatsby و The Wolf of Wall Street (ذئب وول ستريت) مختلفة جداً لكنها تعبّر عن القيم نفسها. جئت من خلفية متواضعة وتقبّلني العالم منذ مرحلة مبكرة وتسنى لي أن أتعرف إلى مظاهر الترف في حياة الأثرياء. فهمتُ سريعاً حقيقة الوضع داخل هذا العالم وخارجه. لذا لا أهتم اليوم إلا بإيجاد عمل فني عظيم كي أشارك فيه في الفترة المقبلة. الأمر المؤكد أن البارع في مجاله يصل إلى القمة}. ينطبق هذا المبدأ على ليوناردو طبعاً!

الجريدة الكويتية في

27.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)