كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

توقعات الفائزين بجوائز الأوسكار الرئيسية

عمان - محمود الزواوي

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

جوائز الأوسكار هي أهم وأشهر الجوائز السينمائية في العالم. ويحتدم التنافس على جوائز الأوسكار هذا العام، في المقام الأول، بين خمسة من الأفلام الثمانية المرشحة لجائزة أفضل فيلم. ورشح كل من هذه الأفلام الخمسة لست جوائز أو أكثر، وهي كل من فيلم «العائد» المرشح لاثنتي عشرة جائزة وفيلم «ماكس المجنون: طريق الغضب» المرشح لعشر من جوائز الأوسكار، وفيلم «لمريخي» المرشح لسبع جوائز، وكل من فيلم «جسر الجواسيس» وفيلم «سبوتلايت» المرشح كل منهما لست من جوائز الأوسكار. والفيلم المرشح للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم هذا العام هو فيلم «العائد» الذي حصد 56 جائزة سينمائية. وتشتد المنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج هذا العام بين المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليز إيناريتو عن إخراج فيلم «العائد» والمخرج جورج ميلر عن فيلم « ماكس المجنون: طريق الغضب»، إلا أن المخرج المفضل للفوز بالجائزة هو أليخاندرو جونزاليز أيناريتو عن فيلم «العائد». أما جوائز الأوسكار الأربع للممثلين والممثلات، فالمرشح الأقوى للفوز بجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي هو الممثل ليوناردو دبكابريو عن دوره المتميز في فيلم «العائد»، وأقوى المرشحات للفوز بجائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي هي الممثلة بري لارسون عن دورها في فيلم «غرفة». ويتقدم الممثل إدريس إيلبا على الممثلين المتنافسين على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في فيلم «وحوش بلا دولة»، والممثلة أليشيا فيكاندر على الممثلات المتنافسات على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور مساعد عن دورها في فيلم «الفتاة الدانماركية».

ويلاحظ عند استعراض الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار هذا العام الدور المتزايد لأفلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي الضخمة الإنتاج، وذلك مقارنة بالأفلام الدرامية التي هيمنت على جوائز الأوسكار وغيرها من الجوائز السينمائية الأميركية خلال السنوات الأخيرة، وذلك علما بأن أفلام الحركة والمغامرات تهيمن على الإنتاج السينمائي الأميركي الذي بلغ 696 فيلما خلال العام 2015. وتجدر الإشارة إلى أن عدد المرشحين لجوائز الأوسكار الأربع والعشرين هو خمسة مرشحين لكل فئة باستثناء جائزتين هما كل من جائزة أفضل فيلم التي يتنافس عليها هذا العام ثمانية أفلام وجائزة أفضل ماكياج التي يتنافس عليها ثلاثة أفلام فقط. وقد ارتفع عدد الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم من خمسة أفلام في العام 2010 إلى عدد يتراوح بين ثمانية وعشرة أفلام منذ ذلك الوقت. 

وستعلن أسماء الفائزين بجوائز الأوسكار لأهم الإنجازات السينمائية للعام 2016 في حفلة يحضرها الآلاف من أهل الفن ويشاركهم مشاهدتها نحو 1,5 مليار من سكان العالم عبر شاشات التلفزيون مساء الأحد الثامن والعشرين من شهر شباط/ فبراير بتوقيت كاليفورنيا (في ساعة مبكرة جدا من صباح الاثنين بتوقيت العالم العربي). وتحتل هذه الحفلة المركز الأول في عدد مشاهدي التلفزيون، حيث تعرض في أكثر من 200 دولة حول العالم.

والشيء المؤكد هو أن جوائز الأوسكار هذا العام لن تخلو من المفاجآت - شأنها في ذلك شأن كل عام - وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل المعقدة والمتنوعة التي تؤثر في عملية اختيار الفائزين بهذه الجوائز من قبل أعضاء الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما الذين يزيد عددهم حاليا على 6000 عضو ويمثلون 15 فرعا سينمائيا. 

ومما يميز جوائز الأوسكار هذا العام أنها تشتمل لأول مرة على فيلم أردني هو فيلم «ذيب» للمخرج ناجي أبو نوار، وهو أول فيلم أردني يرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وفاز هذا الفيلم حتى الآن بعشر جوائز سينمائية عالمية

تنبؤات جوائز الأوسكار الست الرئيسية

·        جائزة أفضل فيلم: «العائد». 

·        جائزة أفضل مخرج: أليخاندرو جونزاليز إيناريتو عن فيلم «العائد».

·        جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي: ليوناردو ديكابريو عن فيلم «العائد.

·        جائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي: بري لارسون عن فيلم «غرفة». 

·        جائزة أفضل ممثل في دور مساعد: إدريس إيلبا عن فيلم «وحوش بلا دولة».

·        جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد: أليشيا فيكاندر عن فيلم «الفتاة الدانماركية».

أرقام قياسية لجوائز الأوسكار - حقائق وأرقام

• 3,8 إلى 4 ملايين دولار تكلفة الدقيقة الواحدة للإعلانات التلفزيونية في الولايات المتحدة خلال عرض حفلة توزيع جوائز الأوسكار، ويبث خلالها 58 إعلانا طول الواحد منها 30 أو 15 ثانية، وذلك بدخل إجمالي لشبكة أي بي سي التلفزيونية يبلغ أكثر من 100 مليون دولار، ويذهب 70 مليون دولار منها للأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما التي تقدّم جوائز الأوسكار.

• 90 % من الميزانية السنوية للأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما تأتي من إيرادات التغطية التلفزيونية لحفلة توزيع جوائز الأوسكار.

• أكثر من 50 مليون دولار أنفقتها استوديوهات هوليوود هذا العام للترويج لترشيح وفوز أفلامها بالأوسكار.

• أكثر من 500 مليون دولار الإيرادات الإضافية المقدّرة على شباك التذاكر للأفلام المرشحة والفائزة بجوائز الأوسكار.

• 500 دولار تكلفة صنع تمثال الأوسكار.

• تمثال الأوسكار هو أشهر تمثال في العالم. ويبلغ ارتفاعه 34 سنتمترا ويزن أقل من أربعة كيلوغرامات، وهو مصنوع من النحاس والنيكل الفضي ومطلي بالذهب.

الرأي الأردنية في

22.02.2016

 
 

ناهد صلاح تكتب:

ليوناردو نبي الحب والانتقام

You’re here, there’s nothing i fear

And i know that my heart will go on

We’ll stay forever this way

You are safe in my heart

And my heart will go on and on.

(من أغنية My Heart Will Go On في فيلم تيتانيك)

بكل إشارات الغمز واللمز حوصر جاك وروز، ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت في حفل ختام جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون (Pafta)، وكانت كيت التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “ستيف جوبز” إخراج داني بويل، تصعد لاستلام الجائزة وهي تتنفس بصعوبة في لحظة كاملة التكوين وفي طريقها تتلمس أناملها كف ليوناردو الذي حصل على جائزة أفضل عن دوره في فيلم “The Revenant”، وجلس في الصف الأول يحاول أن يتحكم في تقاسيم وجهه، فيما تفلت من عينيه نظرة تمزج بين السعادة والعفوية والغموض، وهو يصفق حين سمع إعلان فوز “كيت”، فيعيد هذا المشهد فيلم تيتانيك وزفرة الرومانسية الجامحة في السينما، ويزداد المتابعون حماسا حين يلمحون نظرة جانبية من كيت فيفسرونها على أنها نظرة لازوردية تجاه ليوناردو، ومع أن الاثنان لم تجمعهما قصة حب ولم نسمع أن كيت انحدرت إلى الهاوية أو أنها مزقت شرايينها لأنها لم ترتبط بحبيب قلبها ليوناردو؛ بل إنها تزوجت ثلاث مرات، لكن التفسيرات والتعليقات التي لم تخل من السخرية جاءت كلسعة نحلة تحافظ على عسلها، أراد الجميع أن يرمموا حكاية لم تحدث من الأساس ليعالجوا اغترابهم الشخصي أو يعوضون كثيرا أو قليلا عن حياة إن نجت من العنف وقعت في حبائل الملل، وجاء هذا التعويض باسترداد ثنائي من ثنائيات الحب والرومانسية كأنهم يجربون الحياة بالذكرى.

ليو” طفل له حكمة الكبار، من هنا تبدأ حكاية الصغير بين الأمس واليوم، حيث تستدرجه خطواته ليصنع إيقاعه الخاص من فيلم إلى آخر، برزخ متموج بالأحلام غير العصية؛ كان الأمر كله واعدا منذ البداية بالنسبة لصبي ولد في بداية السبعينيات واقترب من عالم التمثيل، ولم يستدر للفرار أو الخروج عن المدار، لكنه قرر أن يوسع المدى ولا يفرط في فرصة التقطها دون أن ينشغل رأسه اليافع بتأويلات الصعود، فقد سار اهتداءً بصوت داخلي يحرضه أن يتابع مرة كولد طائش ومرات كمتمرس في تقمص الشخصيات لا يعنيه “شكله الحلو” وجاذبيته الطاغية ووصفه بـ”الفتى الوسيم”، وإنما قدرته على التركيز والتماهي مع الدور ومرونته الجسدية أو “البلاستيكا” كما وصفها المسرحي الروسي الكبير قسطنطين ستانسلافسكي، ربما لم يعرفه حينذاك؛ لكن من حسن حظه أنه حاول من البداية على مهل أن ينحت طريقه كممثل أتاحت له هشاشته أن يدخل التجربة ويتحمل رعدية الإنتاج السينمائي وقسوة شروطه، فلو لم يكن ليوناردو في طريقه إلى السينما منذ البداية؛ كانت السينما ستلتقيه كالبرق أو الصاعقة، فهي نصيبه الذي تسلل تحت جلده ونصه المكتوب وواقعه وخياله وقدره الذي سار إليه اختياريا عبر دهاليز الإعلانات التليفزيونية ثم المسلسلات قبل أن يخطو خطوته السينمائية الأولى في فيلم الخيال العلمي “المخلوقات 3″، ويبدأ انطلاقته الأكبر في فيلم  “This Boy’s Life حياة هذا الفتى” مع روبرت دي نيرو المقتبس عن مذكرات توبياس وولف، ثم فيلم ” What’s Eating Gilbert Grape  ما الذي يضايق جيلبرت جريب؟” لعب فيه دور آرني وهو الأخ الأصغر لجيلبرت الذي قام جوني ديب بدوره وكان عليه الاعتناء بأخيه الأصغر المريض وبوالدته البدينة، والذي وضع ليوناردو على مقربة من جوائز الأوسكار في عام 1993، حيث أهّله للترشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد في التاسعة عشر من عمره، فصار فتى الأوسكار، وإن لم يفز بجائزة الأوسكار حتى الآن، بالرغم من ترشّحه لها أكثر من مرة كممثل وكمنتج، وتوالت أدواره ومنها Romeo + Juliet، المأخوذ عن مسرحية شكسبير الشهيرة وأخرجه باز لورمان، وحي البدايات وبشارتها التي رشحته ليكون فيما بعد نبيا للحب والرومانسية حين جسد جاك دوسون في تيتانيك للمخرج جيمس كاميرون، ومن جاك  المحب العنفواني في تيتانيك إلى إدوارد؛ دوره المثير في” Shutter Island” مع مخرجه مارتن سكورسيزي الذي أشركه في لعبة الاحتمالات التي تفاقمت مع أمستردام فالون في ” Gangs of New York”، فيما مدّ حبل الاحتمالات بشخصية دوم كوب في ” Inception” مع المخرج كريستوفر نولان، واستنزفت كل الاحتمالات فرانك ويليامز أباجنيل الابن في “Catch Me If You Can” للمخرج ستيفن سبيلبرج، ولا يدع مجالا للتفاوض مع هوارد هيوز في ” The Aviator”؛ فيلم آخر مع سكورسيزي يتبادلان فيه كسر التوقعات الجاهزة ويطيل التأمل في فسيفساء حياة متسارعة وربما قد يدفع إلى التساؤل: أفي وسع الذاكرة أن تعيد شحنة من الأمل؟ عله السؤال الذي يكمل الحديث عن الطموح والأوجاع، حتى يدهشنا قليلا من خفة الأشياء في ”  The Great Gatsby”، أو حين يعود مع كيت وينسليت في فيلم “Revolutionary Road”، أخرجه سام ميندز عن رواية بنفس الاسم صدرت عام 1961 للمؤلف ريتشارد ياتس، وينتقل إلى مساحة أخرى مع شخصية مختلفة هي ويليام كوستيجان في” The Departed”، سكورسيزي أيضاً في فيلم يدور في عالم الجريمة والإثارة الذي يلوح أيضاً مع شخصيته داني آرتشر في Blood” Diamond” من إدوارد زويك ، أو ” J. Edgar” مع كلينت إيستوود، بينما يعود مع سكورسيزي الذي ألبسه شخصية جوردان بيلفورت في ” The Wolf of Wall Street” رجل الأعمال الأمريكي الذي يغوي هواجسنا في عالم متوحش؛ فيكتظ خيالك بأشباح تسرع وتبطيء ونقص في الهواء حين تشاهد تفاصيل مجهولة في عالم البورصة والمال والأمن والمباحث الفيدرالية، وتمضي ذاكرتك تفسح مكانا لأدوار متباينة ليس بهدف الرصد؛ فالقائمة تضم أدوارا وأفلاما أخرى، وصورا متنوعة أنجزها ليوناردو على مدار ما يقرب من ربع قرن، وإنما ربما الفكرة هنا قد تنبئك أن الكون يكون فسيحا للأحلام ويكون الفخ إن اكتفيت.

لا مفاجأة في  “The Revenant” أو العائد حسب عنوانه التجاري عربياً، سوى أنه لو لم يصيبك خلل في الشرايين وارتفاع في ضغط الدم ويصبح وجهك أصفر مثل الليمونة وأنت تشاهده، فعلى الأقل سيحالفك الحظ بضحك هيستيري من فرط المبالغة، يصاحبه بعض التشنج في عضلات البطن وتيبس في يدك التي تتشبث بمقعدك أو بذراع من يجاورك؛ إن لم تقم أصلا بعَضِها، وأنت تنجر من مشهد لآخر يتوغّل في مزيد من العنف والدم وتتوه معه في تشعبات مفتوحة على ألف سؤال والتباس، وعيناك مدهوشة بالارتباك والألم، وذاكرتك أصبحت مخضّبة باللون الأحمر الذي يُسرف في تلوين فيلم بلغت تفاصيل الدم النازف واللحم الممزق حدّاً لا يُحتمل في صنيع بصري قدمه المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إناريتو، صاحب فيلمي بابل (2006) وبيردمان (2014)، وكأنه هنا ينشد حقيقة مؤلمة وهي أن الآدميين (غزاة) والحيوانات (وحوش) وحتى الطبيعة (ترسل نيازكها)؛ “كلنا همجيون” كما كتبها الفرنسيون في لافتة علقوها في رقبة الهندي المنقذ لصائد الدببة “هيو جلاس” الذي يبعث من جديد بعد ما كان على شفا الموت إثر صراعه مع دبة هاجمته عندما رأته يوجه فوهة بندقيته تجاه صغارها، يبعث جلاس بروح الدب المنتقم ويأكل نخاع الدب ويرتدي فروته ثم يطارد فيتزجرالد الذي قتل ابنه “هوك” الهجين؛ نصف الهندي ويسحب معه صديق الابن ليتركاه وحده بجراحه القاتلة دون رحمة، يتمتم هيو غلاس لابنه الميت وهو يحتضنه: “لا تخف يا بني. أنا هنا، سأكون دائماً إلى جانبك. لا تستسلم. هل تسمعني؟ ما دمتَ تتنفّس.. قاتِلْ”، قبل أن يقرر الانتقام هو خلاصه المرتجى ويصوّب نفسه تجاهه خطوة خطوة ونزفاً نزفاً ولما يصل إلى ضالته بعد رحلة طويلة يرتجل فيها ذكرياته في فلاش باك يتقاطع مع أوجاعه وظهور لزوجته الهندية الجميلة التي قتلها جنود الغرب وهم يسرقون أرض السكان الأصليين، وظهور آخر لكنيسة مهجورة يحتضن فيها شبح ابنه المقتول، تشظيات في الصورة والموضوع حتى يجد غريمه ويشرع في انتقامه ثم يتركه في النهاية لمصيره “العقاب بيد الخالق”، فيقطع الهنود رأسه ليكافئون “جلاس” الذي أنقذ ابنتهم من خاطفيها البيض واستردها أهلها، لا مزاح مع الانتقام ولا نجاة من القتل والجميع يمتثلون لإيقاع العنف، ولا يبقى سوى أن الفيلم الذي لا يمكن اعتباره أفضل أفلام ليوناردو ينتظر أن يحالفه الحظ ويفوز بأوسكار التمثيل ضمن جوائز الأوسكار التي ستعلن بعد أيام وتعوضه عن خمس ترشيحات للأوسكار لم ينلها من قبل، وإن حدث وحصل عليها هذه المرة؛ فهو حظ العابرين لا أكثر ولا أقل.

موقع زائد 18 المصري في

22.02.2016

 
 

غياب البشرة السمراء عن «الأوسكار» يفضح «هوليوود»

أحمد عاصم

مع اقتراب موعد حفل توزيع الجوائز، تواجه لجنة توزيع جوائز الأوسكار، المقرر إقامته يوم 28 فبراير الجاري، حملة شرسة تصفها بالعنصرية، بعدما أثبتت كل الأرقام أن ذوي البشرة البيضاء لا يزالون يسيطرون على الجوائز.

وأعلن عدد من النجوم مقاطعتهم الحفل المرتقب بسبب العنصرية، على رأسهم المخرج الأمريكي، سبايك لي، صاحب البشرة السوداء، والممثلة جيدا بينكيت سميث، صاحبة الأصول الإفريقية؛ بسبب نقص التنوع العرقي بين أسماء المرشحين.

للسنة الثانية على التوالي، وجهت عدة انتقادات للأكاديمية في اختياراتها لأسماء المرشحين، الذين ينتمي معظمهم إلى العرق الأبيض.

وكتب «سبايك لي» عبر حسابه على انستجرام: «مع كل الاحترام، لا يمكننا دعم هذا الحفل، فكيف يمكن لجميع المرشحين ضمن فئة التمثيل أن يكونوا من الممثلين البيض؟»، مضيفا: «المعركة الحقيقية حول العنصرية ليست مع الأكاديمية، لكنها مع استوديوهات هوليوود وشبكات التليفزيون».

وعلى حسابها بفيسبوك، نشرت الممثلة جيدا بينكيت سميث، مقطع فيديو تحدثت فيه عن نقص تواجد الممثلين من أعراق أخرى ضمن قائمة المرشحين، قائلة: «ألم يحن الوقت بعد ليدرك الناس كمية القوة والسلطة والتأثير الذي نملكه، والذي لا ننتظر من خلاله أي دعوة من أحد؟».

ويوجد أكثر من حالة أثبتت فيها «هوليوود» أنها بالفعل عنصرية، منها فيلمPRINCE OF PERSIA: THE SANDS OF TIME، حيث ظهر بطل الفيلم الذي يفترض أنه فارسي بشكل مختلف تماما عن شكل الفرس، إذ قرّر صنّاع العمل اختيار الممثل الأميركي الأبيض، جايك غيلنهال ليكون البطل، في اختيار غير موفّق أدى، بحسب النقاد، إلى الفشل الذريع للفيلم في شباك التذاكر، ورغم أن الممثل الشهير «داوني جونيور» حصل على ترشيح للأوسكار عن دوره في فيلم TROPIC THUNDER، حيث أدى دور رجل يتنكّر على شكل رجل أسود، ثم يخضع لعملية ليغيّر لون بشرته، إلا أن الفيلم اعتبر مهينا لذوي الأصول الإفريقية.

البديل المصرية في

23.02.2016

 
 

توقعات نتائج الأوسكار ٢٠١٦

حاتم منصور

ساعات قليلة تفصلنا عن حفل الأوسكار ٢٠١٦. سؤال المليون حاليا: من الأقرب في الفوز في كل فرع ولماذا؟

التوقعات والتفضيلات هنا بناء على اجمالي مشاهداتي، بالاضافة إلى محصلة استنتاجات وتوقعات بناء على طريقة التفضيلات واتخاذ القرارات للمصوتين. وأخيرا الفائزين في الجوائز الأخرى، التي يمكن اعتبارها مؤشر نسبيا لنتائج الأوسكار.

لنبدأ اذا لعبة التوقعات السنوية.

١) أفضل فيلم رسوم متحركة

١) Inside Out

٢) Anomalisa

٣) Shaun the Sheep

٤) Boy & the World

٥) When Marnie Was There

Anomalisa خارج السرب المعتاد، باعتباره فيلم كارتوني لكن موجه للكبار. شارلي كوفمان مؤلفه ومخرجه يمتاز دوما بالأفكار الغريبة، لدرجة تجعل تلخيص فكرة أفلامه أو كتابة نبذة عنها، مهمة صعبة نسبيا!

على كل شاء حظه أن يبدع هذا الفيلم المتميز في عام محسوم فيه السباق. وأعني بالطبع تحفة بيكسار Inside Out. احتمالات الخسارة صفر. باقي المرشحين ضيوف شرف ليس الا.

الأقرب للفوز:Inside Out

ربماسباق محسوم

تفضيلي الشخصي:Inside Out

٢) أفضل فيلم كارتوني قصير

١) Bear Story 

٢) We Can't Live Without Cosmos

٣) Prologue 

٤) World Of Tomorrow

٥) Sanjay's Super Team

على عكس العام السابق الذي شهد تنافس ساخن في هذا الفرع وأعمال متميزة، على رأسها الفيلم الفائز Feast لا يوجد ضمن قائمة هذا العام عمل مميز للدرجة. نظرا لهذا يصبح الفيلم الأكثر انتشارا ومشاهدة، الأقرب للفوز. وهو وصف ينطبق على فيلم بيكسار Sanjay's Super Team الذي تم عرضه في الصالات مع فيلمها الأخير The Good Dinosaur.

٧ دقائق عن طفل هندي يندمج في أجواء اسطورية. رغم الابهار البصري لا يصل الفيلم نهائيا الى مستوى العواطف المعتاد من بيكسار، لكن تزداد قوته التصويتية نسبيا بالنظر لارتباطه بالتراث الهندي. أو بمعنى أخر يمثل فرصة لتكريم الثقافات الأخرى

World of Tomorrow منافس مهم. ١٧ دقيقة لا تخلو من لمسة خيال علمي عن طفلة تندمج في رؤية عن المستقبل. Bear Story فيلم لم أشاهده، لكن حصل مؤخرا على اشادة واسعة. اجمالا لا أعتقد أن كلاهما فرصته عالية لهزيمة فيلم بيكسار

على صعيد أخر وبالنظر لفوز بيكسار الأخر المضمون عن Inside Out قد يري بعض المصوتون أن هذة الجائزة يجب أن تذهب لفريق أخر. وهو ما يمنح الباقين فرصة حقيقية في هذة الحالة

الأقرب للفوز:Sanjay's Super Team

ربما:World of Tomorrow

تفضيلي الشخصي:World of Tomorrow

٣) أفضل فيلم بلغة أجنبية (غير أمريكي)

١) A War (الدنمارك)

٢) Embrace of the Serpent (كولومبيا)

٣) Theeb (الأردن)

٤) Mustang (فرنسا)

٥) Son of Saul (المجر)

ابن شأول Son of Saul فيلم جيد جدا عن محارق الهولوكست، وفاز بالعديد من الجوائز عالميا هذا العام، وبكل تأكيد الأقرب للفوز.

المنافس الجدي الوحيد قد يكون Mustang. خصوصا أن أحداثه عن حياة مجموعة من البنات في أسرة تركية، وبالتالي نتحدث عن عمل يلمس وتر أنثوي، ويخاطب بقوة أنصار (الفيمنست). عناصر تكفل له بالتأكيد نسبة تصويتية لا بأس بها.

الأقرب للفوز:Son of Saul

ربما:Mustang

تفضيلي الشخصي:Son of Saul

٤) أفضل فيلم تسجيلي

١) Amy

٢) Cartel Land

٣) The Look of Silence

٤) ?What Happened, Miss Simone

٥) Winter on Fire

فيلم Cartel Land عن تهريب المخدرات من الحدود المكسكية، ويمكن اعتباره التوأم التسجيلي لفيلم Sicario الذي حقق شهرة مؤخرا. أنصح جدا بمشاهدته.

المخرج جوشوا أوبنهايمر عاد بتجربة أكثر خصوصية في The Look of Silence عن الجرائم في أندونسيا بعد أن قدم سابقا The Act of Killing (٢٠١٢). الفيلمان يكملان بعضهما بشكل ما

لكن يظل الأفضل والأقرب للفوز، بالنظر لكل الجوائز التي يمكن اعتبارها مؤشر جيد هو Amy. عمل مؤثر عن نجمة الغناء الراحلة آمي واينهاوس التي حققت شهرة في وقت قصير، يتعرض لمشاكل الإدمان، وتأثير هذا العالم على المراهقين بالأخص

الأقرب للفوز:Amy

ربما:The Look of Silence

تفضيلي الشخصي:Amy

٥) أفضل فيلم تسجيلي قصير

١) Body Team 12

٢) War Within the Walls

٣) Claude Lanzmann: Spectres of the Shoah

٤) A Girl in the River: The Price of Forgiveness

٥) Last Day of Freedom

أحد الفروع التي لا تلقى اهتمام كافي أو كم مشاهدات عالي من المصوتين، وتعتمد معادلة الفوز فيها بشكل أقوى على شهرة صناع الفيلم، أو ثقل موضوعه.

فيلم Body Team 12 عن المهمة الصعبة التي يقوم بها البعض، للتعامل مع جثث ضحايا فيروس الإيبولا. بالاضافة لجودة الفيلم تكفل له النقطة السابقة ثقل تصويتي اضافي، لارتباطه بقلق عالمي متزايد حديثا من الأوبئة.

فيلم Claude Lanzmann: Spectres of the Shoah متعلق بذكريات وتجربة مخرجه أثناء تنفيذه لفيلم Shoah 1985 المصنف كأحد الكلاسيكيات التسجيلية عن محارق الهولوكست. ارتباطه بصناعة السينما يكفل له تلقائيا ثقل تصويتي أيضا مقارنة بالباقين.

الأقرب للفوز:Body Team 12

ربما:Claude Lanzmann: Spectres of the Shoah

تفضيلي الشخصي: Body Team 12

٦) أفضل فيلم قصير

١) السلام عليك يا مريم Ave Maria

٢) Day One

٣) Everything Will Be Okay

٤) Shok

٥) Stutterer

فرع أخر لا يحظى في الحقيقة بعدد مشاهدات عالي من المصوتين في الأوسكار، ويصبح فيه الفيلم صاحب الفرصة الأكبر في الفوز، هو الفيلم القادر على فرض نفسه بسبب أهمية موضوعه، أو شهرة صُناعه

"السلام عليك يا مريم" انتاج فلسطيني، ويلمس وتر انساني لحياة أفضل تربط كل الديانات في هذة البقعة المشتعلة. الأحداث عن أسرة يهودية تحتاج الى مساعدة من راهبات في دير. طابع الفيلم يكفل له ثقل تصويتي أعلى نسبيا.

Shok منافس شرس بسبب ميزة مقاربة. الفيلم عن صداقة بين شابين تصل لمحطة النهاية، عندما يتورط كلاهما في حرب كوسوفو فترة التسعينات. ويقال أن Stutterer الأجود سينمائيا لكن لا أعتقد أن موضوعه سينال نفس الإهتمام.

الأقرب للفوزالسلام عليك يا مريم Ave Maria

ربما: Shok

تفضيلي الشخصيغير متوفر لتواضع عدد المشاهدات

٧) أفضل أغنية

١) Earned It من فيلم Fifty Shades of Grey

٢) Till It Happens to You من The Hunting Ground

٣) Simple Song من Youth

٤) Writing's on the Wall من Spectre

٥) Manta Ray من Racing Extinction

عام غير مميز نهائيا في الأغاني. والأكثر أهمية أن كل الأفلام المرشحة هنا، لم تنل ترشيحات في أى فرع أخر. بمعنى أخر الأغاني مرتبطة بأفلام لم يتم تصنيفها ضمن أهم أعمال العام.

التنافس محصور من وجهة نظري بين Till It Happens to You لـ ليدي جاجا، وأغنية Writing's on the Wall التي قدمها سام سميث في فيلم بوند الأخير.

الأغنية الأولى مرتبطة بتجربة الاغتصاب الصعبة، وتم تقديمها في فيلم تسجيلي. هذا البعد الاجتماعي والأنثوي يضمن لها بالتأكيد مساحة اهتمام عالية وثقل تصويتي. بالاضافة طبعا لشهرة المطربة.

أغنية فيلم Spectre بالمقارنة تعاني بشدة من المقارنة الحتمية مع تحفة آديل السابقة Skyfall. رغم هذا لا يمكن تصنيف فرصتها بالفوز كمهمة مستحيلة

الأقرب للفوز:Till It Happens to You

ربما:Writing's on the Wall

تفضيلي الشخصي:Earned It

٨) أفضل موسيقى تصويرية

١) Carol

٢) Sicario

٣) The Hateful Eight

٤) Bridge of Spies

٥) Star Wars: The Force Awakens

العملاق جون ويليامز يظهر هنا بالترشيح رقم ٥٠ في تاريخه. رغم هذا لا أعتقد أن الأكاديمية ستميل لتكريمه. موسيقى الجزء الجديد من Star Wars هى ببساطة امتداد لنفس نغمات الفيلم الأصلي (١٩٧٧) مع اضافة توزيعات على نفس الألحان القديمة.

إنيو موريكوني عاد في فيلم تارنتينو The Hateful Eight بعد غياب حوالي ٤٠ عاما عن أفلام الويسترن. المفاجأة أنه لم يعد لتكرار ما قدمه سابقا مع المخرج الراحل سرجيوليوني. موسيقى الفيلم مختلفة تماما، وأقرب لموسيقى أفلام الرعب والتوجس والبارانويا، وهو ما يجعلها أقرب فعلا لروح الفيلم.

موريكوني تم ترشيحه سابقا للأوسكار ٥ مرات دون فوز واحد. لاحقا نال تكريم عن مجمل أعماله عام ٢٠٠٧. يمكن القول أن روائعه القديمة لم تلقى ما تستحقه من تكريم. أعتقد أن الأكاديمية ستنتهز الفرصة هذا العام لتكريمه. اذا تجاوزنا اسمه وتاريخه، الموسيقى بالفعل هى الأروع من وجهة نظر عديدين.

الأقرب للفوزإنيو موريكوني عن The Hateful Eight

ربماجون ويليامز عن Star Wars: The Force Awakens

تفضيلي الشخصيإنيو موريكوني

موقع في الفن المصري في

23.02.2016

 
 

"العائد" و"المجنون" يتنافسان على الأوسكار

الجزيرة الوثائقية - الدوحة

تتجّه أنظار عشاق السينما خلال أيام إلى هوليوود حيث تُعلن جوائز الأوسكار لعام 2016 مساء الثامن والعشرين من فبراير الجاري وسط  تنافس فيلميّ "العائد" The Revenant ( المرشّح لـ 12 جائزة) و Mad Max (المرشّح لـ 10 جوائز) على حصد أكبر قدر من الجوائز هذا العام.

وفي الوقت الذي لا يمكن فيه التكهّن بالأفلام التي ستحصل على الأوسكار لهذا العام، نظرا لخروج النتائج كل عام عن التوقعات، فللجنة التحكيم دوما مقاييس أخرى لا يمكننا الوقوف عليها بوضوح، فإننا نكتفي بعرض أهم الأفلام المرشحّة هذا العام والتي أثارت نقاشا حولها أو فازت بجوائز هامة أخرى خلال الفترة الماضية كالـ"جولدن جلوب" و "البافتا" وغيرها.

نبدأ مع فيلم "العائد" The Revenant والذي حصد مخرجه أربعا من أهم جوائز الأوسكار العام الماضي (أفضل إخراج – أفضل تصوير – أفضل سيناريو – أفضل إنتاج لـBest Motion Pictures ) عن فيلمه البديع الرجل الطائر "Bird Man" .. ليترشّح فيلمه هذا العام لـ 12 جائزة من أهم جوائز السينما في العالم.

وتتطلّع جماهير الفنان المحبوب "ليوناردو ديكابريو" للحظة تتويج جهوده الطويلة في السينما بحصده لجائزة الأوسكار هذا العام لأول مرة عن دوره في فيلم "العائد". 

ومن اللافت ترشّح المصوّر العبقري "إيمانويل لوبيزكي" Emmanuel Lubezki للعام الثالث على التوالي لأوسكار أفضل تصوير، وذلك بعد فوزه العامين الماضيين بالجائزة عن فيلمي  "الرجل الطائر"2015  Bird Man وفيلم "الجاذبية" Gravity 2014.

بالإضافة للفيلمين السابق ذكرهما Mad Max – The Revenant والحائزين على أعلى نسب الترشُّح للجائزة، نستعرض معكم سريعا أهم الأفلام الأخرى المرشحّة لجوائز الأوسكار هذا العام:

فيلم The Big Short  من إخراج آدم مكاي والمُرشّح لـ 5 جوائز، يحكي عن أربعة متخصصين في عالم الاقتصاد والأعمال يتصرفون بذكاء قبل حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية لاستغلالها في تحقيق مكاسبهم الشخصية.

فيلم "جسر الجواسيس" Bridge of Spies من إخراج "ستيفن سبيلبرج" والمُرشّح لـ 6 جوائز، تدور أحداثه خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، حين تُسنِد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى مُدعِّي النيابة جيمس دونفان (يقوم بدوره توم هانكس) مهمة التفاوض مع الروس حول إطلاق سراح قائد طائرة التجسس التي تم قصفها فسقطت على أراضٍ سوفيتية عام 1962.

فيلم بروكلين Brooklyn والمُرشّح لـ 3 جوائز، تدور أحداثه في خمسينيات القرن العشرين بين (أيرلندا) و(نيويورك)، حيث (إليس لاسي) تعيش في بلدة صغيرة بـ(أيرلندا) أملا في وظيفة مناسبة، ولكن يتم إقناعها أن الحضر يحمل حياة أفضل لها، فترحل إلى (بروكلين) في (نيويورك)، حيث تتأقلم سريعا على الوضع هناك، وتقع في حب (توم)، ثم تحدث مأساة تعيدها مرة أخرى إلى بيتها حيث تبدأ في رؤية حياتها القديمة كلها من منظور جديد.

فيلم The Martian المُرشّح لـ 7 جوائز، ويحكي عن رائد الفضاء (مارك واتني) الذي يتم اعتباره في عداد الموتى بعد فشل إحدى المهام الفضائية التي كان يتولّاها، لكن (واتني) ينجو ليجد نفسه وحيدًا على كوكب لا يصلح للحياة، ما يدفعه للاعتماد على خبرته وذكائه في محاولة للبقاء على قيد الحياة.

فيلم "غرفة" Room والمرشّح لـ 4 جوائز، قصته مستوحاة من أحداث حقيقية لامرأة حُبست في غرفة حديقة خلفية عدة سنوات وأنجبت ولدا عاش معها هناك دون أن يخرجا يوما منها، وذلك حتى تمكنّت من عمل خطة خطيرة ومحكمة نجحت من خلالها في التحرّر من الغرفة ليبدأ "جاك" ابنها الصغير في اكتشاف العالم الخارجي الذي لم يظن يوما بوجوده.

فيلم Spotlight والمرشّح لـ 6 جوائز، يحكي الفيلم عن فريق "سبوت لايت" من صحيفة بوسطن جلوب والذي يقوم بعمل تحقيق واسع حول الاعتداءات الجنسية تجاه الأطفال والتي ارتكبها قساوسة في أبرشية بوسطن، ما أدّى لاستقالة "برنارد لوو كاردينال" بوسطن في 2002.

كما أن الفيلم العربي "ذيب" Theeb  مُرشّح لجائزة أفضل فيلم أجنبي، وفيلم Inside Out مّرشح لجائزتي أفضل فيلم رسوم متحركة بالإضافة لجائزة أفضل سيناريو أصلي.

أما عن الأفلام الوثائقية المرشحّة للأوسكار هذا العام، فتتنافس خمسة أفلام لعلّ أبرزها: فيلم Amy الذي يروي السيرة الذاتية للمغنية آيمي واين هاوس، يليه فيلم "ماذا حدث لكِ، نينا سيمون؟ What Happened, Miss Simone? والذي يحكي أيضا سيرة المغنية العظيمة نينا سيمون، وفيلم "نظرة الصمت The Look of Silence  لمخرجه المبدع "جوشوا أوبنهايمر" الذي حاز فيلمه فعل القتل" The Act of Killing 2014  على تنويه خاص في حفل الأوسكار العام الماضي.

**
تابعونا في تغطية خاصة عبر موقعنا الإلكتروني ومنصاتنا الرقمية للعُرس السينمائي العالمي الأبرز.. كونوا معنا على الموعد.

الجزيرة الوثائقية في

24.02.2016

 
 

توقعات نتائج الأوسكار ٢٠١٦: سباق التمثيل

حاتم منصور

ناقشنا سابقا فرص الفوز في فروع أوسكار عديدة، ونستكمل هنا لعبة التوقعات في أحد أكثر الفروع جماهيرية (التمثيل).

١) أفضل ممثلة

١) كيت بلانشيت عن Carol

٢) بري لارسون عن Room

٣) جينيفر لورانس عن Joy

٤) سيرشا رونان عن Brooklyn

٥) شارلوت رامبرلنج عن 45 Years

كيت بلانشيت فازت بالجائزة بالفعل مرتين سابقا. الفوز الثالث مسألة تحتاج إلى ابداع في دور استثنائي جدا، أو إلى فارق زمني كبير بين الفوز الثاني والثالث. هذا ما تم مثلا مع أسماء مثل جاك نيكلسون وميريل ستريب. الشرطين غير متوفرين في دور بلانشيت هذا العام.

جينيفر لورانس فازت أيضا سابقا، ورغم اعجابي بأداءها في Joy يصعب تصنيفه كأفضل المتواجدين هنا.

سيرشا رونان قدمت أداء ممتاز بالفعل، وأتخيل أنها ستنال ثاني أعلى أصوات. القديرة شارلوت رامبرلنج لفتت الأنظار أيضا. لكن تظل بري لارسون الأقرب للفوز وسط هذا الجمع، بأداء فريد لشخصية صعبة، وتظل أيضا صاحبة الفيلم الأقوى في القائمة ككل. نتائج الجوائز الأخرى السابقة تضعها أيضا في مركز أقرب للفوز

الأقرب للفوزبري لارسون عن Room

ربماسيرشا رونان عن Brooklyn

تفضيلي الشخصيبري لارسون

٢)أفضل ممثلة مساعدة

١) أليسيا فيكاندير عن The Danish Girl

٢) كيت ونسلت عن Steve Jobs

٣) ريتشيل مكآدامز عن Spotlight

٤) روني مارا عن Carol

٥) جينيفر جيسون لي عن The Hateful Eight

لفترة ما ظلت روني مارا محور الاهتمام في هذا الفرع، خصوصا أن هذا ترشيحها الثاني خلال ٤ سنوات بعد The Girl with the Dragon Tattoo (٢٠١١). اذا أضفنا لما سبق ثقل فيلم "كارول" بسبب ارتباطه بقضايا الحريات الجنسية، يمكن القول نظريا أنها تملك بالفعل مزايا تصويتية وسط القائمة.

كيت ونسلت قدمت دور ممتاز، ونالت هنا ترشيحها السابع. رقم كفيل بالتأكيد لاقناع عديدين باستحقاقها للفوز بالأوسكار الثاني، بعد فوزها السابق عام ٢٠٠٩ عن فيلم The Reader. فيلمها Steve Jobs لم يتم ترشيحه الا لجائزتين، وبالتالي قد يشعر البعض بضرورة تكريمه هنا في فرصته الوحيدة القوية.

أداء ريتشيل مكآدامز في Spotlight جيد أيضا، لكن يصعب تصنيفه كمنافس قوي وسط هذة القائمة. جينيفر جيسون لي في المقابل قدمت دور غريب ومغري مع تارنتينو في The Hateful Eight لكن من الصعب أن ينال دور صادم من هذا النوع، أصوات من ذوي الميول المحافظة.

أليسيا فيكاندير قد تكون الأقرب والأجود فعليا أيضا. أداءها الحساس في The Danish Girl أنقذ الفيلم من رتابته. حصدت أيضا على بعض نقاط (الاستحقاق) الاضافية الغير عادلة، اذا أضفنا لما سبق أنها قدمت خلال نفس العام، دور أخر ممتاز في فيلم الخيال العلمي Ex Machina. نتائج الجوائز الأخرى تحصر السباق بينها وبين كيت ونسلت، وهى نتيجة أتفق معها باعتبارهما الأفضل فعلا.

الأقرب للفوزأليسيا فيكاندير عن The Danish Girl

ربماكيت ونسلت عن Steve Jobs

تفضيلي الشخصيأليسيا فيكاندير

٣)أفضل ممثل

١) ليوناردو دي كابريو عن The Revenant

2) مايكل فاسبندر عن Steve Jobs

3) براين كرانستون عن Trumbo

٤) مات ديمون عن The Martian 

٥) إيدي ريدمن عن The Danish Girl

كتفضيل شخصي أرى مايكل فاسبندر الأفضل هنا، بدور عظيم على كل المستويات في فيلم لم ينل التقدير المستحق للأسف، سواء في شباك التذاكر أو في ترشيحات الأوسكار. وعلى النقيض منه أرى مات ديمون كأضعف اختيار في القائمة.

براين كرانستون اختيار جدير بالاعتبار. أما إيدي ريدمن فرغم أدائه الجيد جدا لا يملك فرصة حقيقية، لأن الحصول على أوسكار (أفضل ممثل) لعامين متتاليين، مسألة تحتاج إلى دور استثنائي في فيلم ثقيل يصعب رفضه. مرتين فقط في التاريخ حدث فيهما هذا. الأخيرة عندما فاز توم هانكس بالأوسكار الثانية عن "فورست جامب".

دي كابريو غالبا على موعد مع المجد. جدل كبير يدور حاليا حول الفوز والدور نفسه، وأتوقع أن يستمر هذا الجدل بشكل أكبر مستقبلا اذا فاز. ناقشنا هذا بالتفصيل في مقال منفصل:

الأقرب للفوزليوناردو دي كابريو عن The Revenant

ربمامايكل فاسبندر عن Steve Jobs

تفضيلي الشخصيمايكل فاسبندر

٤) أفضل ممثل مساعد

١) سلفستر ستالون عن Creed

٢) توم هاردي عن The Revenant

٣) مارك ريلانس عن Bridge of Spies

٤) كريستان بيل عن The Big Short

٥) مارك روفاللو عن Spotlight

توم هاردي يشارك بالفيلم الأثقل من حيث عدد الترشيحات (١٢ ترشيحا). يسانده أيضا سمعة جيدة مؤخرا كأحد أبرز الوجوه الصاعدين. أدائه ممتاز لكن لا أعتقد أن كل ما سبق يكفي نهائيا لاعتباره منافس جدي وسط هذا الجمع. فوز الفيلم المؤكد بجوائز أخرى عائق أخر مع بعض المصوتين، عملا بنظرية (هذا الفيلم نال ما يكفي من أصواتي في فئات أخرى). 

أصنف أداء مارك ريلانس في فيلم سبيلبرج "جسر الجواسيس" Bridge of Spies كأفضل أداء في القائمة. وبالنظر لكون الفيلم مرشح لـ 5 جوائز أخرى، لا يملك فيها فرص قوية، قد يميل كثيرون لتكريم ريلانس والفيلم بهذة الجائزة. خصوصا أن أوسكار أفضل مثل مساعد جائزة تجنح عادة لكبار السن.

كريستان بيل منافس أخر شرس هنا، بدور أكثر من ممتاز. فيلمه The Big Short نال بالفعل جوائز عديدة، تثبت أنه منافس شرس على أوسكار أفضل فيلم. عادة يميل كل مصوت لمنح الفيلم الذي يراه أفضل ما في العام، صوته في فروع أخرى. ونظرا لهذا يملك كريستان بيل مزايا تصويتية اضافية.

الفقرة السابقة تنطبق بدرجة أقل على مارك روفاللو، رغم أن فيلمه Spotlight لا يقل شراسة في المنافسة. ربما لأن الشخصية نفسها غير خاطفة للتركيز للدرجة.

لكن كل ما سبق يتضاءل أمام فرصة سلفستر ستالون، في حصد هذة الجائزة عن فيلمه Creed الذي عاد فيه لأداء شخصية روكي التي جعلت منه نجم. هذة المرة قدمها في اطار مختلف تماما عن الأفلام السابقة، التي ظلت فيها الشخصية في نفس اطارها الأول. اطار الملاكم الطموح لتحقيق انجاز صعب في مباراة، على عكس توقعات كل من حوله.

ستالون نال ترشيح أوسكار واحد سابقا في التمثيل، عن روكي عام ١٩٧٦ في أول أفلام السلسلة. الأن وبعد غياب دام ما يقرب من ٤٠ عاما، يعود للترشح عن نفس الشخصية. سيسعد البعض تكريمه باعتبارها قصة هوليوودية رائعة عن البطل العجوز، الذي عاد لحلمه القديم وحقق المجد بعد غياب ٤٠ سنة.

روكي جزء من الثقافة والروح الأمريكية. التصويت لستالون اعادة بعث لهذة الروح. والرجل فعلا قدم أداء يرقى للمنافسة.

الأقرب للفوزسلفستر ستالون عن Creed

ربماكريستان بيل عن The Big Short

تفضيلي الشخصيمارك ريلانس عن Bridge of Spies

أي من التوقعات السابقة غير منطقي نهائيا من وجهة نظركم؟.. ومن هو المرشح البديل الذي تتوقعون فوزه فيها؟

ماذا سيخسر ليوناردو دي كابريو اذا ربح الأوسكار؟

حاتم منصور

وسط كل المرشحين للأوسكار عام ٢٠١٦ وربما في العقد الحالي كله، يحظى ترشيح ليوناردو دي كابريو حاليا، كأفضل ممثل عن فيلمه الأخير "العائد من الموت" The Revenant بأعلى اهتمام اعلامي وجماهيري. في الحقيقة هذة النقطة وحدها ستكفل لحفل هذا العام عدد مشاهدين ضخم!.. أتوقع أن يتفوق هذا الحفل على سابقه بحجم متابعة أعلى بفارق غير بسيط.
لا عجب في هذا الاهتمام. دي كابريو أشهر ممثل في جيله تقريبا. رصيده السينمائي يتضمن عدد كبير من الأعمال التي لاقت اعجاب عالمي، وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم. بالاضافة لحقيقة تعامله مع صفوة مخرجي هولييود حاليا: باز لورمان - جيمس كاميرون - داني بويل - ستيفن سبيلبرج - وودي آلان - ريدلي سكوت - كلينت استوود - كريستوفر نولان - كوينتن تارنتينو - سام منديز - ادوارد زويك - أليخاندرو إناريتو.. والأهم مارتن سكورسيزي الذي تعامل معه حتى الآن ٥ مرات.

اذا أضفنا لما سبق حقيقة ترشحه للجائزة سابقا ٤ مرات في التمثيل، بداية من ترشيحه كأفضل ممثل مساعد عن فيلم What's Eating Gilbert Grape (١٩٩٣) الذي قدمه قبل أن يعرف الشهرة، وصولا لآخر اخفاقاته في الفوز كأفضل ممثل عن The Wolf of Wall Street (٢٠١٣) يصبح أمامنا فعلا سجل حافل يستحق التقدير.

الفوز بالجائزة له مميزاته. طبقا لتقديرات آخر ١٠ سنوات يحظى الممثل الفائز فورا في المتوسط، بزيادة في الأجر تتراوح بين (٣-٥ مليون دولار)، بالاضافة للمجد الأدبي والشهرة والعروض الأكثر في الأدوار. وبالطبع يكفل الفوز للفيلم نفسه مبيعات أعلى، سواء في شباك التذاكر أو مبيعات وسائط المشاهدة المنزلية.

بكل الحسابات العادية - ولأى نجم آخر - يبدو الفوز اذا مكسب. لكن دي كابريو ليس مثل الأخرين. وفي رأيي لن يفيده الفوز بقدر ما سيضره!

كنجم شباك ثقيل الوزن حاليا، لا يحتاج دي كابريو لدفعة أوسكار بخصوص أجره. هذا يسقط تماما الميزة الأولى. وبالتأكيد لدية من الرصيد الجماهيري والاشادة النقدية عالميا ما يكفيه. أما عن مكاسب فوزه تجاريا للفيلم نفسه، فهى بالتأكيد مصدر سعادة للمنتجين أكثر من غيرهم

دي كابريو حاليا بدون أوسكار في وضع أفضل!.. خسارته المستمرة للجائزة، أفضل دعاية اعلامية منتظمة ومستديمة في سمعته كممثل، وأقوى وقود لمساندة وتعاطف ملايين معه

على العكس من نجوم سابقين عاندهم الحظ لعقود في الأوسكار، وعلى رأسهم آل باتشينو الذي فاز بها في التسعينات بعد تألق وترشيحات على مدار ٢٠ عاما، شاء حظ دي كابريو أن يتواجد في زمن مختلف. زمن أفضل. زمن الانترنت والسوشيال ميديا. زمن اندماج الناس العادية بالاعلام ومساهمتهم فيه. زمن الكوميكس الساخر والصور الـ GIF. زمن يكفل لأى قضية أو نكتة، فرصة كى تتحول لتريند اعلامي ينتشر بين ملايين أو مليارات.

قواعد هذا العصر وهذا العالم، لا تبحث عن الانجاز أو الفوز، بقدر ما تبحث عن المشكلة أو المعضلة. الفوز لن ينال في السوشيال ميديا الا أيام أو أسابيع معدودة من الاحتفال. أما الخسارة؟!.. حدث ولا حرج. ألاف الكوميكس.. ألاف النكات.. آلاف الفيديوهات. دي كابريو (المظلوم) أفضل بكثير وأكثر انتشارا، من دي كابريو (الفائز)!

الخسارة شهادة ضمان وتجديد لاستمرار معضلة دي كابريو مع الأوسكار. والمعضلة تعني المزيد والمزيد من الاهتمام والمتابعة الجماهيرية، في انتظار الحل في سنوات ومواسم أخرى قادمة.. الانتظار يعني متابعة أقوى ومبيعات تذاكر أكثر ربما لأفلامه التالية.. تعني متابعة أقوى للحظة اعلان قائمة ترشيحات.. متابعة أعلى لحفل أوسكار قادم.. الخسارة باختصار وقود يجعل دي كابريو أنجح وأشهر وأكثر جماهيرية!

الفوز نقطة الحسم. تماما مثل صفارة النهاية في المباريات. نهاية سعيدة بالتأكيد له ولجمهوره (وأنا منهم). لكن صفارة النهاية تعني ببساطة أن المتابعة انتهت!.. أن دي كابريو صار مثل الباقين. نجم أخر حاصل على الأوسكار. اسم آن الأوان أن نحذفه من قائمة دعابات السوشيال ميديا، لأن محور الدعابة انتهى.

لهذة الأسباب لا أرى في الفوز المنتظر - والمؤكد من وجهة نظري - مكسب لدي كابريو بقدر ما هو فرحة مؤقتة، وسحب لأهم نقطة وصفة ارتبط بها خلال مشواره (النجم الذي نعشقه ونحترمه ولم ينل بعد التقدير الأوسكاري).

الفوز سيرتبط بفيلم مختلف عن السائد. على عكس عديدين أرى The Revenant فيلم متميز لأقصى درجة (سنناقش هذا بالتفصيل في مراجعة الفيلم لاحقا). وأرى أداء دي كابريو أيضا كأداء أكثر من ممتاز بالفعل. لكن طبيعة الدور التي لا تعتمد على الحوار، بقدر الاعتماد على الحضور الجسدي ونظرات العين، لن تترك غالبا نفس الرصيد الذي تركته أدوار أخرى مع ملايين المشاهدين، وعلى رأسهم الدورين الأفضل في تاريخه بعد وصوله للشهرة (Aviator - The Wolf of Wall Street).

باستثناء أداء مايكل فاسبندر في فيلم "ستيف جوبز" Steve Jobs لا أري في المرشحين الأخرين من هو أفضل من دي كابريو. الفوز عادل اذا نظرا لاختلاف الأراء. المقارنة أيضا مع أدواره السابقة فكرة خطأ، لأن الجائزة في النهاية تخص منافسات عام واحد. لا يوجد أى منطق في سؤال: كيف يفوز هذا العام ويخسر في عام The Wolf of Wall Street الذي قدم فيه دور أفضل؟.. بغض النظر عن قناعتي أن دوره في الأخير كان أفضل بالفعل.

وبالطبع لا يمكن نهائيا نفى تأثير فكرة (الاستحقاق) كعامل حاسم في تصويت الأوسكار في كل الفروع. في عام خسارته الأخير ٢٠١٣ كان رهاني مع أحد الأصدقاء، أن دي كابريو سيربح الجائزة في أوسكار ٢٠١٨ على الأكثر. لماذا؟.. لأنه ببساطة بعد خسارته الأخيرة وصل لهرم (الاستحقاق). وبالتالي كل ما يحتاجه غالبا ترشيح أخر، ليحصد الجائزة

المثال الذي يستحق الذكر هنا، قد يكون أستاذه مارتن سكورسيزي. المخرج والمنتج والسيناريست الذي عرف طريقه لترشيحات الأوسكار عام ١٩٨٠ مع فيلم Raging Bull واستمر كمشارك منتظم فيها، ليربح أخيرا عام ٢٠٠٧ بفضل فيلم The Departed.

في البداية مع اعلان الفوز كانت النغمة الاعلامية والنقدية عالميا، هى الحفاوة بفوزه الذي تأخر كثيرا. لاحقا بعد انتهاء الاحتفالية وتأثيرها، أصبح القول السائد (سكورسيزي يستحق الجائزة عن أفلام أخرى). هل استفاد سكورسيزي من الفوز؟.. هل يتوقف تاريخ مخرج استثنائي مثله فعلا على أوسكار؟.. اجابتي لا. سكورسيزي نال مكانته فعلا قبلها بكثير. وان كانت ربما اجابة لا تطابق رأيه.

غالبا وصلنا لنفس المحطة بخصوص دي كابريو في ٢٠١٦. أراه الفائز بنسبة لا تقل عن ٩٩٪، وأتوقع أن يحظى هذا الفوز لاحقا بعلامات تشكيك مشابهة. بالاضافة طبعا للنقاط السابقة الذكر. لو كنت مكانه لفضلت (الخسارة) بسعادة تامة!.. دي كابريو أول نجم أعرفه، يزداد ثقله اعلاميا وجماهيريا من (الخسارة المستمرة)!

على صعيد أخر هو أيضا أول نجم أنتظر معه لحظة اعلان أسماء الفائزين، بسعادة مؤكدة في الحالتين!.. بأوسكار أو بدون، أصنف دي كابريو كأحد أفضل ممثلي جيله. وبالنظر لاختياراته الممتازة باستمرار، سيظل غالبا محتفظ بهذة التصنيف.

موقع في الفن المصري في

24.02.2016

 
 

في "بروكلين"..

براءة الخمسينيات في رحلة فتاة من أيرلندا إلي أرض الأحلام

حسام حافظ

جوائز "البافتا" البريطانية أعادت الاعتبار لفن الرواية بعد أن منحت فيلم "بروكلين" جائزة خاصة باعتباره أفضل فيلم بريطاني انتجته السينما خلال 2015 الفيلم مأخوذ عن رواية شهيرة صدرت عام 2009 للكاتب كولم توبيين وتقدم قصة عاطفية بسيطة حدثت في خمسينيات القرن العشرين والصحافة البريطانية تصف الافلام المأخوذة عن روايات بانها تقدم "ثقافة الترفيه" وهي الثقافة التي تصل للانسان عن طريق وسائل التسلية مثل السينما وقد ترشح الفيلم ل 3 جوائز أوسكار هذا العام. 

كتب سيناريو الفيلم نك هوريني واخرجه جون كرولي الذي نجح باقتدار في العودة إلي الخمسينيات بالصوت والصورة والمشاعر الدافئة بدأ الفيلم بالفتاة أليس "ساويرس رونان" الايرلندية الطموحة التي عملت بائعة في محل بقالة ولكنها كانت تحلم دائماً بما هو أفضل ويساعدها القس ويحصل لها علي تأشيرة للولايات المتحدة وتسافر بالباخرة وهناك تعمل بائعة ايضا ولكن في متجر لملابس السيدات وتدرس إدارة الحسابات في الفترة المسائية وتتعرف علي الشاب الايطالي توني "ايموري كوهين" وتتزوجه ليلة واحدة ثم تعلم بموت شقيقتها روز في إيرلندا وتعود لمواساة الأم. 

كما ذكرت فإن الفيلم يقدم ثقافة الترفيه واولها صورة واقعية لحياة المهاجرين الايرلنديين في منطقة بروكلين في نيويورك. الشباب يعملون في اقل المهن والعجائز يعيشون علي المعونات وحفلات التكريم لتقديم المساعدات إليهم كذلك نتعرف علي حياة أسرة ايطالية بسيطة يعمل أفرادها في مهنة السباكة بما فيهم العريس توني ولكن استطاعوا ان يشتروا قطعة أرض ويبنون منزلا كبيراً يعيش فيه ابناء تلك العائلة المترابطة. 

عندما تعود إليس إلي موطنها الاصلي في ايرلندا تحظي باحترام وأهمية وتصعد اجتماعيا وتصبح في وضع أفضل وتعمل في مكتب للمحاسبة وتفكر في البقاء إلي جانب امها وتتعرف علي الشاب جيم "دومنال جليسون" الذي يمتلك والده حانة ويري انه مثل السجين قد لا يخرج من ايرلندا ليري العالم من حوله وهنا ينجح الفيلم في اشراك المشاهد في التردد بين الخيارين امام البطلة اما ان تستمر في وطنها أو تعود إلي نيويورك. 

ورغم ان الرواية تتحدث عن مشاعر فتاة مترددة بين حياتين إلا ان هذا التردد ينسحب علي مقارنة الوطن الاصلي ايرلندا وأرض الاحلام في الولايات المتحدة. لقد اظهر الفيلم ايرلندا بانها وطن بلا طموح خلال تلك الفترة التاريخية غرق في مشاكل المجتمعات البدائية حيث الجهل والنميمة واعادة انتاج حياة الاجداد والآباء بدون اضافات وهذا بعكس شخصية أليس تماماً. 

حافظ الفيلم علي براءة الخمسينيات كما اظهرتها الرواية براءة تمثلت في شخصية البطلة أليس وابداع النجمة الشابة ساويرس رونان في تقديم دورها وهي التي تألقت قبل عامين في فيلم "فندق بودابست" وعن طريق البراءة وتماسك شخصيتها استطاعت أليس ان تعرف المزيد من حقائق الحياة ولم تتعرض لصدمات أو نكبات تهز كيانها لذلك كانت الرواية رحيمة بالبطلة وحبيبها وقدمت الشخصيات بصورة مثالية رقيقة بدون مفاجأت درامية حزينة لاسيما الرحيل المفاجئ لشقيقتها "روز" غير ذلك كل الحياة بسيطة كأنه لا توجد دراما وكأن الرواية والفيلم يتحدثون عن اناس عاديين ليسوا علي شاشة السينما. 

نادي السينما يكتبه هذا الأسبوع: مدحت محفوظ*

الأوسكار.. فقد بريقه

تشارلوت رامبيلينج النجمة المرشحة هذه السنة تقول ان مقاطعة حفل الأوسكار بسبب عدم ترشيح أي ممثل أو مخرج أسود هي تعصب بشع ضد البيض..جيرالد مولين منتج حديقة الديناصورات وقائمة شندلر وغيرهما من أفلام ستيفين سيليبرج سخر من اتهام العرقية الموجه لهوليوود وهي إحدي أكبر بؤر اليسار في العالم قائلا انه يوحي كما لو انها تصوت للجمهوريين..كلينت ايستوود قال ان الاولي بالبكاء هم أولئك الآلاف ممن لم يفوزوا بالأوسكار ابداً في تلميح خاص لغريمه التقليدي مدلل الاوسكار مايكل موور حتي رئيس وزراء كندا هاجم ليوناردو ديكابريو مرشح الاوسكار الأول حاليا لأن يساريته فاقت كل الحدود. 

والسؤال الآن: ألا يكفي السود أن أساسا منحتهم هوليوود تلك الأدوار بينما افلامهم تفشل. لماذا لا يؤسسون مدينة سينما خاصة بهم ينتجون فيها ما حلا لهم من أفلام. وأكاديمية تمنحهم الجوائز كيفما شاءوا؟ حتي السوداء هووبي جولدبيرج وربما كانت ناجحة نسبياً في الشباك وتعرف ان الجمهور هو صاحب الكلمة العليا دائما أبداً شنت عاصفة شعواء بهذا المعني علي نفاق زملائها قائلة لماذا تقاطعون الاوسكار ولا تقاطعون الاستوديوهات نفسها بل وعلي نفاق الجمهور الاسود نفسه الذي تقول الارقام انهم الفئة الأكثر ادماناً علي مشاهدة الافلام فيما اغلبها بنجوم ونجمات بيض.. بل وصلت هذه النتائج العكسية لحد أن وسط كل لهيب الحرب هذا صبت سكاي البريطانية اطنانا من الزيت علي النار باسناد دور مايكل جاكسون نجم الغناء الاسود الذي كان يكره لونه إلي النجم الابيض جوزيف فيينيس. 

السؤال الأبعد: عن أية جدارة يتحدثون بعد قرار الاكاديمية بمضاعفة عدد عضوية السود والنساء بحلول 2020 أي ان اصبحت الجوائز تحدد صراحة بالصوت الاعلي وبالقدرة علي الابتزاز؟ الواقع ان الكارثة الحقيقية ليست في كل هذا انما هي اعمق واقدم بكثير وتكمن في رؤية اعضاء الاكاديمية للسينما نفسها هم لا يرونها أكثر من سلاح في نضالهم المتصل لهدم أمريكا الذين جاءت شهرتهم وثرواتهم هم انفسهم بفضلها.. ببساطة ومنذ عقود الاوسكار جائزة لا علاقة لها بالسينما اصلا. 

في 1995 اصبح الفيلم الفاشل امريكيا "القلب الشجاع" أسوأ فيلم حائز علي جائزة اوسكار احسن فيلم علي انه لم ينعم باللقب طويلا إذ ازاحه عنه "المريض الانجليزي" في السنة التالية. بعدها في 1997 كان من شبه المستحيل تجاهل "تايتنيك" بينما اعضاء الاكاديمية يرون الهوس الجنوني للبشرية كلها به إلا انهم في نفس الوقت عقدوا العزم علي ان تكون هذه آخر سنة يمنحون فيها الجائزة لفيلم جيد. 

في 2012 فضح "صحوة فارس الظلام" وبعمق واضح آليات هلوسة اليسار الاعظم المسماة الثورة مع اسقاطات قوية علي 25 يناير في مصر.. هذا الفيلم ذو بليون الايرادات عوقب عقابا منقطع النظير بمنع اسمه من النطق نهائيا في الحفل. ولو حتي بترشيح للموسيقي المذهلة الأدهي ان العقاب ليس بالضرورة للرأي السياسي انما هم يعاقبون النجاح في حد ذاته.. جيمس كاميرون وهو ابعد ما يكون عن اليمين. حين كرس نفسه لمدة 14 عاما لتنمية تقنيات جديدة مثل فتحا كبيرا لصناعة السينما أداروا ظهورهم لأفاتار وقد فاق تيتانيك في نجاحه ومنحوا الأوسكار لفيلم عن حرب العراق لم يشاهده أحد إلا قله لأن أحدا لم يفهم منه شيئاً.. ببساطة إذا لم تكافئ مثل تلك المجهودات المضنية جبارة التفاني وباهظة المخاطرة مادياً فلماذا خلقت الجوائز أصلا؟ ونفس الشيء تكرر مع النجاح الهائل للجزء الجديد من فيلم "حرب النجوم".. الحقيقة المؤكدة ان جائزة الأوسكار الأمريكية فقدت بريقها ولم تعد مثلما كانت في الماضي. 

*ناقد سينمائي ومترجم ومؤلف موسوعة "دليل الأفلام"

الجمهورية المصرية في

24.02.2016

 
 

عين اسرائيل على نجوم الأوسكار

 زينب حاوي

على أعتاب أيام قليلة من حفل توزيع جوائز «الأوسكار» المزمع إقامته يوم الأحد المقبل في نسخته الثامنة والثمانين، يضع الكيان العبري نصب عينيه المرشحين للجوائز الخمس الرئيسة لهذا العام، من ضمنهم ليوناردو دي كابريو، جنيفر لورانس، مات دايمون، وأيضاً الممثلين/ات المرشحين لأدوار ثانوية أمثال سيلفستر ستالون، وكايت وينسلت.

ينوي الكيان العبري استخدام هؤلاء لتبييض صورته، وتعمية ممارساته الوحشية والإستيطانية ضد الفلسطينيين. هذا الترويج يتمثل في نيته تقديم رزمة من الهدايا والخدمات تصل قيمتها الى نحو 55 الف دولار، من ضمنها رحلة سياحية الى الأراضي الفلسطينية، بقيمة 200 ألف دولار، تتولاها شركة أميركية، متخصصة في التسويق.

«وزراة السياحة» في الكيان العبري، رأت أن من شأن جولة المشاهير هذه أن تظهر «الصورة الحقيقية لإسرائيل»، فيما كان واضحاً مؤسس موقع «إكسبلور إسرائيل» (إكتشف إسرائيل) سام جي، في وضع هذه الخطوة، ضمن خطة تهدف الى «جذب النافذين» الى «إسرائيل» في هذا الحفل العالمي المنتظر الذي يجذب العديد من المشاهير، ويوازي بضخامته احتفال جوائز «الغرامي» المخصص للموسيقى، ويقدم فيه الكيان 150 هدية للفائزين. وقال جي إنّ «الناس عادة ما يميلون الى تقليد المشاهير، ويحذون حذوهم». وأمل في أن يبادر هؤلاء النجوم، الذين سيقومون بجولات سياحية داخل «إسرائيل»، أن يتشاركوا صورهم على وسائل التواصل الإجتماعي، ويذيلوها بعبارات تعبرّ عن رضاهم وقضائهم «أوقاتاً طيبة». أمر من شأنه كما يقول جي، أن «يرتدّ إيجابياً على إسرائيل ويسلّط الضوء عليها». كلام تطابق مع ما صرّح به المدير العام لوزارة السياحة العبرية أمير هليفي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن «لكل واحد من هؤلاء المشاهير، ملايين المتابعين، وكل مشهور قد يأتي لزيارتنا بإمكانه نشر صورة له من مكان ما عبر الإنترنت ولهذا قيمة هائلة». ولا أحد ينسى زيارة نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، وكانييه ويست، الى فلسطين المحتلة العام الماضي. وقتها، طلب «رئيس بلدية القدس» نير بركات أن يصبحا «سفراء المدينة»، قائلاً «الجميع هنا، مرّحب به في القدس».

هذه الخطوة لاقت جدلاً كبيراً، وإعتراضاً من قبل الفنانين المناهضين لسياسة «إسرائيل»، والداعمين للقضية الفلسطينية، من بينهم مرشحون لنيل جوائز «الأوسكار»، أمثال مارك روفالو، ومارك رايلانس. انتقد الاثنان في الفترة الأخيرة، بشكل صريح، السياسات الصهيونية، خصوصاً بعد حصار قطاع غزة، إلى جانب المخرجين البريطانيين مايك لي، وكين لوتش اللذين وجها نداء الى المرشحين بنيل جوائز «الأوسكار»، بإهدائها الى اللاجئين الفلسطينيين. وقد ظهّر الناشط الفلسطيني عمر البرغوثي، أحد مؤسسي «حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات» (BDS) في حديثه لوكالة «فرنس برس»، المأزق الذي يعيشه الكيان الصهيوني، جراء تداعيات هذه الحركة عليه، فحاول بشتى الطرق ــ كما يشرح البرغوثي ــ دفع الرشى، وتنظيم حملات تهويلية وضاغطة على المشاهير بغية «دعم موقفها».والمعلوم أن الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة أثّرت بشكل كبير على القطاع السياحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر الماضي) وقد ظهر لاعب كرة القدم الشهير كريستيانو رونالدو، أخيراً في إعلان ترويجي لشركة إنترنت «إسرائيلية»، مثيراً انتقادات واسعة على منصات السوشيل ميديا.

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترHawiZeinab@

الأخبار اللبنانية في

25.02.2016

 
 

"السلام عليك يا مريم" .. سلامٌ على فلسطين !

إسلام السّقا

يُنافس فيلم "السلام عليك يا مريم" للمخرج الفلسطيني الشاب باسل خليل، من مواليد مدينة الناصرة لأب فلسطيني وأم بريطانية، على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان توزيع جوائز الأوسكار 2016 يوم 28 فبراير القادم. فاز باسل خليل بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه الذي شارك في فعاليات مهرجان سيرفينيانو السينمائي بإيطاليا، بينما نال الفيلم جائزة المهر القصير في مهرجان دبي 2016، بالإضافة لكونه قد ترشّح لجائزة مهرجان كان السينمائي للفيلم القصير. الفيلم الذي يقوم ببطولته كل من ماريا زريق، هدى الإمام، شادي سرور، روث فرحي ومايا كورين، يحمل معضلة كوميدية بالأساس.

يضطر اليهود الذين يلتزمون دينيا بعدم استخدام الأجهزة الالكترونية في يوم السبت للحصول على مساعدة من الراهبات اللاتي يلتزمن بقسمهن الديني بعدم الكلام. يتعامل الفيلم مع طرفين محددين، المستوطنين اليهود الثلاثة والراهبات المسيحيات الخمس، يضطر كل طرف منهم لكسر التزاماته الدينية من أجل التخلُّص بأسرع وقت ممكن من الطرف الآخر، وإنهاء الأزمة التي بدأت باصطدام سيارة عائلة المستوطنين بتمثال "مريم العذراء" الماثل أمام دير "راهبات الرحمة" المنعزل في منطقة غير مأهولة كما يبدو من الفيلم الذي يمتّد شريطه ليصل 14 دقيقة.

يعتبر فيلم "السلام عليك يا مريم" فيلمًا عن القوانين الصارمة للدين فيحمل تساؤلًا حول أهمية تلك القوانين الدينية في حياة المرء، وإلى أي مدى يجب علينا الالتزام بها، طارحًا هذه النقطة الجدلية للنقاش. عرض المخرج المستوطنين اليهود بوصفهم يهودًا فقط، لا كيهود مستوطنين يؤمنون بالاستيطان والاحتلال، بينما عرض الراهبات المسيحيات بوصفهن راهبات فحسب، فنقطة الخلاف والتعقيد قائمة بالأساس على خلاف حول التعاليم الدينية بين ديانتين، وهو أمر كان من الممكن أن يتم تصويره في أي بقعة في العالم لا علاقة لها بفلسطين.

فما الذي يميز هذا الفيلم فلسطينيا رغم عدم تطرّقه لمسألة الاحتلال لا من قريب ولا من بعيد. ربما يعود السبب لإدراك باسل خليل أن وجود الاحتلال كعنصر مؤثر في الفيلم كان من شأنه أن ينهي الفيلم قبل أن يبدأ. فالمستوطن في الفيلم يحاول الاتصال بأي طرف من الممكن أن يوفِّر المساعدة، يرفض أصدقاؤه تقديم الخدمة، بينما تتعثّر محاولاته الأخرى للحصول على مساعدة من قبل شركات نقل العربات، لكن ماذا لو اتصل المستوطن بجيش الاحتلال؟ فهم في نهاية المطاف في خطر محدق كما نفهم، وسيكون الجيش، بنظرة واقعية بحتة، على استعداد مباشر وفوري لنقلهم.

ترفض الراهبة المسئولة عن الدير أن يدخل المستوطن بسلاحه، فتقوم بسحبه منه وإفراغ رصاصاته وكأنها تعلم جيدًا ما تقوم بفعله وسط اعتراض والدة المستوطن على هذا الفعل، لكنه اعتراض لا يتخلّله خوف أو قلق. وعندما يطلب المستوطن الاتصال بشركة لنقل العربات تقوم الراهبة الصغيرة "ماري" بالاتصال بشركة عربية، فيرفض المستوطن الكلام ويطلب منها الاتصال بأخرى يهودية، فتنفذ الراهبة فورًا ما يطلبه وكأنها طرف آخر محايد، حيث يغيب الفلسطيني العربي من المشهد ومن خاطر المخرج تمامًا، فالأمر هنا محض ورطة بين ديانتين، ليس للأمر علاقة بالاحتلال أو الفلسطينيين.

يُبرِّر باسل خليل عدم عرضه لقضية الاحتلال في فيلمه بأنها قضية يعرفها الجميع "من الذي يريد مشاهدة فيلم عن موضوع يعرفه مسبقا؟" محاولًا بذلك الخروج عن "حالة تصدير العنف الحاصل" كقضية أساسية والبعد عن "الولولة" على حدّ تعبيره، فيما يخص الوضع الفلسطيني الخاص والبحث أكثر عن حالتنا كأفراد نحب الحياة والضحك.

وكأن السينما الفلسطينية قدّمت ما يكفي مما يمكن أن نطلق عليه "بكائيّات" فيما سبق، قبل حتى أن نناقش فكرة التعبير عن مئات القصص التي يبدو من الأجدر تنفيذها ولا تحمل هذا الكم الادعائي من كوميديا الحياة اليومية في فلسطين المحتلة حتى وإن أراد تناولها بقالب كوميدي بحت، فلا يمكن أن يكون الفلسطيني مهمّشًا حتى في أفلامه إلى هذا الحد، فلو كان "السلام عليك يا مريم" ترنيمة للفرح والدعوة للاطمئنان، فلا يمكن إلا أن نقول "السلام عليك يا فلسطين" كترنيمة للحزن والتوجس حول مستقبل السينما فيها.

برع "خليل" في إدارة طاقمه من الممثلين بشكل كبير، كما عزّز ذلك بجمالية الصورة والألوان مرفقًا كل ذلك بسرد سلس للأحداث احتملتها مدة الفيلم القصيرة بكل أريحية. ينتهي الفيلم باجتماع كل شخصياته في غرفة واحدة وهي الغرفة التي تحتوي سيارة قديمة تابعة للدير عاطلة عن العمل، لتقوم الراهبة ماري بمساعدة المستوطن بإعادة تشغيلها وإصلاحها من خلال موقف لم يخلُ من الكوميديا، وأداء بارع من المستوطنة العجوز المقعدة على كرسيها المتحرك.

هذه السيارة التي قام الرب بإلهام مسئولة الدير من أجل منحها للعائلة اليهودية بعد قيامها بالصلاة داخل الكنيسة. إلا أنه يبقى من غير المفهوم حالة الوداع الحميم التي نالها المستوطنون بعد موجة الأحداث المتتابعة والتي حملت في طياتها كرهاً متبادلًا بين الطرفين، فوقفت الراهبات مبتسمات تودِّعن العائلة اليهودية بحماسة كبيرة وهم يستقلّون سيارة الدير التي تحمل فوقها تمثالًا للسيدة مريم، بينما قرّرت الراهبات الذهاب لإكمال صلاتهن، وبقيت سيارة المستوطنين على حالتها الأولى مصطدمة في تمثال "مريم" أمام باب الدير.

يمتلك الفيلم فرصة للفوز، وإن فعلها فسيكون الأول عربياً من ناحية الترشيح والفوز عن فئة الفيلم القصير لجوائز الأوسكار. يعمل باسل الآن على كتابة سيناريو الفيلم الطويل الأول له في مسيرته الفنية، والذي أعلن أنه سيكون فيلمًا كوميديًا. فقط لنأمل أن يكون فيلمًا كوميديًا فلسطينيًا بالدرجة الأولى

الجزيرة الوثائقية في

25.02.2016

 
 

مهمة صعبة تنظر كريس روك في حفل إذاعة جوائز الأوسكار

رويترز: تقديم حفل الأوسكار يمثل قمة المجد بمجال الترفيه التلفزيوني، لكن مهمة المواءمة بين الحس الفكاهي والتنوع السياسي والاحتفاء بالأفلام مساء الأحد، لن تكون سهلة على كريس روك.

واختير روك فنان الإلقاء الكوميدي الفردي “استاند آب كوميدي” والعضو السابق بفريق برنامج “ساترداي نايت لايف” التلفزيوني- للمرة الثانية في أكتوبر لتقديم حفل جوائز الأكاديمية مساء الأحد قبل وقت طويل من إثارة الجدل بشأن غياب التنوع العرقي عن المرشحين للجوائز. وسبق له تقديم الحفل في 2005.

واتفق معظم متابعي جوائز الأوسكار إن اختياره كان هو الأصوب.

وقال تيم جراي من مجلة فارايتي “يجيد تمامًا تقديم العروض بنبرة ساخرة كما يجيد الأمر ذاته في انتقاد العلاقات العرقية بالبلاد.”

وأضاف “أعتقد أن كريس روك سيتناول مسألة التنوع العرقي .. وهو ما يحتاجه الحفل والأكاديمية.”

وحافظ روك (51 عاما) على صمته أثناء الضجة التي أثيرت بشأن غياب أي من ذوي البشرة السمراء عن 20 اسما مرشحا لجوائز الأوسكار.

ورفض الانضمام للخلاف حتى بعد إعلان أكاديمية علوم وفنون السينما -التي يصوت أعضاؤها البالغ عددهم 6200 لاختيار الفائزين- أنها ستضاعف عدد الأقليات والنساء بين أعضائها خلال السنوات الأربع القادمة.

وقال دانيل مونتجومري كبير محرري موقع (جولدربي دوت كوم) الإلكتروني للجوائز “أحسن فعلا بالتزام الصمت والاحتفاظ بما سيقول لحين الصعود إلى مسرح الأوسكار”.

وأسندت الأكاديمية تقديم الحفل في العامين الماضيين إلى المذيعة إيلين ديجينرس والممثل نيل باتريك هاريس لكن اختيار روك هذا العام منح الأكاديمية فرصة جيدة لتحسين صورتها أمام نحو 40 مليون مشاهد للتلفزيون في أمريكا والملايين بأنحاء العالم.

وقال مونتجومري “إطلاق النكات ولو على أنفسهم سيظهر مدى استيعابهم أن هناك مشكلة لكنه لن يمكن الوصول إلى حد الهجوم”.

وسيتعين على روك التحرك طيلة ثلاث ساعات ونصف الساعة خلال العرض الذي يبث على الهواء مباشرة ويقام بحضور كبار مشاهير هوليوود داخل مسرح دولبي ثياتر.

التلغراف المصرية في

25.02.2016

 
 

بالصور.. اللمسات الأخيرة لحفل الأوسكار فى دورته الـ 88

لوس أنجلوس- شيماء عبد المنعم

هووليود - لوس أنجلوس بدأت لوس أنجلوس فى وضع اللمسات الأخيرة لحفل الأوسكار فى دورته الـ 88 والذى يقام مساء الاحد من الشهر الجارى.."فجر الاثنين" بتوقيت القاهرة. وقام العمال بوضع السجادة الحمراء أمام قاعة دولبى التى يقام بها الحفل، وتم ذلك وسط تواجد عدد من الصحفيين والمصورين بالمسرح. ويعتبر هذا الحدث من أهم الأحداث التحضيرية لحفل الأوسكار فهذا يدل أن التحضيرات النهائية لحفل الجوائز الأضخم، ويقدم اليوم السابع تغطية شاملة من قلب الحدث كما سيقوم بنشر أهم كواليس الحفل وتصريحات خاصة من النجوم الفائزين باعتباره أول جريدة مصرية تغطى حفل توزيع جوائز الأوسكار من لوس أنجلوس

اليوم السابع المصرية في

25.02.2016

 
 

بالصور.. هذه هوليوود بعيون "اليوم السابع"

هوليوود – شيماء عبد المنعم

هووليود - لوس أنجلوس أجرت شيماء عبد المنعم محررة اليوم السابع جولة بمنطقة هوليوود، حيث تتواجد الزميلة هناك لتغطية فعاليات حفل توزيع جوائز الأوسكار باعتبارها أول صحفية مصرية تغطى الحدث، وهوليوود من أشهر المناطق بلوس أنجلوس بل الأشهر فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أطلق عليها مدينة صناعة السينما. ونتعرف من خلال الجولة على آخر التحضيرات لحفل توزيع جوائز الأوسكار فى دورته الـ88 التى تقام بمسرح دولبى، كما توضح الصور الزحام الشديد الذى يواجه منطقة هوليوود بسبب قرب إقامة الحفل، وتقوم الزميلة بجولة فى ممشى المشاهير الذى تحمل كل قطعة منه إمضاء أحد نجوم هوليوود، وجولة أخرى بمتحف مدام توسو الذى يعد من أشهر المتاحف بالعالم وبه تماثيل مصنوعة من الشمع لأشهر الشخصيات بالعالم. ومن المقرر أن يقدم اليوم السابع تغطية حصرية وشاملة لحفل توزيع جوائز الأوسكار فى دورته الـ88 والتى تقام الأحد بمسرح دولبى لوس أنجلوس

بالفيديو والصور.. اليوم السابع تنفرد بنشر كواليس تحضيرات الأوسكار

لوس أنجلوس: شيماء عبد المنعم

تنفرد اليوم السابع بنشر كواليس تحضيرات حفل توزيع جوائز الأوسكار فى دورته الـ88، باعتبارها أول جريدة مصرية تغطى الحفل من قلب الحدث، والذى يقام بعد غد الأحد بمسرح دولبى لوس أنجلوس، حيث تواصل أكاديمية علوم وفنون الصورة التحضيرات بمسرح دولبى وما حوله والتى بدأت رسيما أول أمس الأربعاء من خلال مراسم "فرش" السجادة الحمراء، كما تم وضع تماثيل الأوسكار الشهيرة أمس الخميس على جانبى السجادة الحمراء والتى تستقبل نجوم هوليوود يوم الحفل، وعلقت البوسترات الخاصة بالأوسكار والتى تحمل صورة مقدم الحفل النجم الكوميدى كريس روك، كما تم أيضا تجهيز أماكن الصحفيين والمصورين. ويعتبر مسرح دولبى أحد المسارح الهامة فى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية حيث افتتح مسرح "كوداك" دوبلى حاليا، عام2001، بمدينة هوليوود فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، وصمم المسرح المهندس الإنشائى ديفيد روكويل، مع مجموعة من الاستشاريين، بعدما كلفته الشركة الراعية به، ثم دفعت شركة "إيستمان كوداك"، راعى المسرح سابقا، 75 مليون دولار لإنشائه، وفى أوائل عام 2012، تعرضت إيستمان كوداك للإفلاس، وبالتالى انتهت صفقة حقوق تسمية المسرح، وتم تغيير اسم المسرح بشكل مؤقت إلى "مركز هوليوود وهايلاند"، اما فى مايو 2012 أعلن المالك الجديد أن المكان سيتم إعادة تسمية بـ"دولبى". والمسرح يتكون من مجموعة من القاعات، بها قاعة كبيرة تستوعب 3323 شخصا، بجانب مخبأ أرضى يوضع به الكابلات وأدوات الصوت والكاميرات، وتحيط بالمسرح مبانى تجارية وسينمات وقاعات عرض، ويؤجر المسرح لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لمدة أسابيع، وباقى السنة يستضيف المسرح العديد من الحفلات الموسيقية، وحفلات تسليم جوائز، ومن 2002 اعتبر مسرح "دولبى" المقر الدائم لتسليم جوائز الأوسكار المسرح أيضا مركز العديد من البرامج الأمريكية الشهيرة مثل أمريكان آيدول وجوائز الجرامى اللاتينية وجوائز الموسيقى الأمريكية، يتم إقامة حفلات مباشرة للعديد من المغنيين اللأمريكيين والأجانب

بالصور.. متاجر مسرح دولبى تعانى من خسارة مالية فاضحة بسبب الأوسكار

لوس أنجلوس: شيماء عبد المنعم

تعانى المتاجر المحيطة بمسرح دولبى من خسارة مالية بسبب إقامة حفل توزيع جوائز الأوسكار هناك، حيث يتم إغلاق المتاجر من الرابعة عصر اليوم الجمعة لتكون جميع المتاجر مغلقة حتى نهاية اليوم، وتغطى المتاجر والمسرح قبل حفل توزيع الجوائز بالأقمشة الحمراء لإخفاء واجهات المحلات، وتوضع على أعمدة المسرح بوسترات أفضل الأفلام المرشحة، وتترك مساحة فارغة لأفضل فيلم يفوز بعد ذلك، تظل أفضل صورة يتم التقاطها أثناء المهرجان، موضوعة على أكبر عمود فى المسرح، ثم يقوم العاملون بالمتاجر بفتحها مرة أخرى صباح الاثنين، حيث يقام حفل توزيع جوائز الأوسكار بعد غد الأحد. وقال مدير أحد متاجر حقائب السفر الشهيرة لـ"اليوم السابع" إن المتجر يعانى بسبب إغلاقه فى ذلك الوقت من خسارة تقدر بأكثر من 10 آلاف دولار فى اليوم الواحد، حيث يعتبر ذلك التوقيت من العالم من أشهر أوقات التسوق، فى حين أكدت مديرة أحد أكبر متاجر المكياج وأدوات التجميل أنهم يحاولون استعادة هذه الخسارة المالية بعد إعادة فتح المتاجر عند انتهاء حفل توزيع جوائز الأوسكار. ومن المقرر إقامة حفل توزيع جوائز الأوسكار فى دورته الـ88 بعد غد الأحد بمسرح دولبى لوس أنجلوس كاليفورنيا، وتقوم اليوم السابع بتغطة كاملة وحصرية للحفل، باعتبارها أول جريدة مصرية تغطى حفل توزيع جوائز الأوسكار من لوس أنجلوس

اليوم السابع المصرية في

26.02.2016

 
 

«ذيب» و«السلام عليك يا مريم» في فلسطين ليلة الأوسكار

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

قبل ساعات من إعلان أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية عن نتائج جوائزها في 2016، يحظى الجمهور العربي في فلسطين بفرصة مشاهدة الفيلمين العربيين المرشحين لجوائز الأوسكار، حيث تطلق شركة MAD Solutions يوم الأحد 28 فبراير في دور العرض الفلسطينية الفيلم الأردني ذيب للمخرج ناجي أبو نوَّار المرشح لـجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في عرض مشترك مع الفيلم الفلسطيني السلام عليكِ يا مريم للمخرج باسل خليل المرشح لـجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي قصير.

ويُعد إطلاق الفيلمين في عرض مشترك هو الأول من نوعه بالعالم العربي كما سيكون السلام عليكِ يا مريم هو أول فيلم قصير يتم إطلاقه بدور العرض العربية، بينما يعود ذيب لدور العرض العربية بعد جولته الناجحة بها خلال 2015، ومن المقرر أن تتوسع الشركة في عروض الفيلمين بدور العرض تزامناً مع منافستهما على الأوسكار.

ذيب هو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، وتدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وخلال 14 دقيقة، يقدم السلام عليكِ يا مريم قصة نمط الحياة الصامت الذي تعيش به 5 راهبات في دير منعزل بالضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير في بداية يوم السبت الذي يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت.

وينطلق ذيب والسلام عليكِ يا مريم في دور العرض الفلسطينية: سينما برج فلسطين برام الله، مركز يبوس الثقافي بالقدس، سينما جنين بجنين، سينمانا بالناصرة، جمعية الثقافة العربية بحيفا، دار الكلمة ببيت لحم.

سينماتوغراف في

26.02.2016

 
 

أوسكارات كبيرة وحضور عربي ازدوج

إبراهيم العريس

بعد يومين أو ثلاثة أيام أخرى ينتهي الانتظار. فعند فجر الأحد المقبل بتوقيت الشرق الأوسط مساء الأحد بتوقيت الغرب الأميركي، تعلن الأكاديمية الأميركية لفنون السينما عن الكيفية التي قرر بها الآلاف من أعضائها، توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام. وعلى رغم أن عدداً من النجوم والسينمائيين السود الأميركيين وبضعة بيض تضامنوا معهم، أثاروا صخباً قبل أسابيع معلنين مقاطعة الحفل لأن ليس ثمة مرشحون سود في القوائم النهائية، لا ريب أن السينمائيين السود سيكونون حاضرين كالعادة صاخبين كالعادة ومصفقين. ولا شك في أن التصفيق سيكون كالعادة كبيراً، والقفشات كبيرة والأناقة سائدة والابتسامات مدهشة، من دون ان يغيب، كالعادة أيضاً، «النق المعهود» عن مصير السينما ومصير البائسين ومصير كل شيء. كل شيء سيكون كما كان على الأرجح، وعشرات الملايين من متفرجي التلفزة سيتابعون الحفل وكل ما يحدث، على الشاشات الصغيرة التي لن تعدم مع هذا من «يشكو منها» ويطلق قفشاته في حقها. فالأوسكار هو هذا أيضاً...

نتاج عام مميّز

غير أن اللافت منذ الآن، يكمن في مكان أبعد قليلاً من كل هذا. يكمن في الاختيارات التي أُعلنت قبل أسابيع لأسماء الأفلام والفنانين والتقنيين الذين سيفوز «أفضلهم» بالأوسكارات. فالحال أننا إذا استثنينا فيلم «ماد ماكس: طريق الغضب» المرشح لجوائز عديدة أبرزها جائزتان هما أفضل فيلم وأفضل مخرج باعتباره عملاً تجارياً جماهيرياً من الصعب معرفة ما الذي جاء يفعله هنا في أوسكارات بدأت منذ سنوات تتوجه نحو سينما مغايرة تماماً، سنجد أن كل المرشحين الآخرين، مبدعين كانوا أو أفلاماً، ينتمون الى السينما الأكثر ذكاء والأكثر دنواً جدياً من المسائل الشائكة. وكأننا في شكل موارب أمام نوع من الانتصار لمهرجان سان دانس وروحيته، دون حضور سينماه المستقلة. ولنوضح: من «ذا بيغ شورت» لآدم ماكي، الذي يتناول حكاية الوضع الاقتصادي وأزمات المصارف ومودعيها في شكل سينمائي أخاذ، إلى «سبوتلايت» لتوم ماكارتي، الذي يتحدث عن صحيفة «بوسطن غلوب» وقد كشفت في بوسطن فضيحة اعتداءات قساوسة جنسياً على الفتيان من طلاب مدارسهم، مروراً بـ «جسر الجواسيس» لستيفن سبيلبرغ الذي يعود الى فصل من التاريخ الأميركي الحديث يتعلق بتبادل الجواسيس بين الأميركيين والسوفيات أيام الحرب الباردة، و «العائد» للمكسيكي اليخاندرو اينياريتو العائد الى الأوسكار للعام الثاني على التوالي، بعدما شارك العام الفائت بتحفته «بيردمان»، والمطل هذه المرة على فصل من التاريخ الأميركي القاسي والمشين في القرن التاسع عشر... نجدنا في كل هذه الأفلام أمام ما يشبه ان تكون السينما الأميركية تحاكم تاريخها. وتحديداً في سينما كبيرة عرفت أيضاً كيف تخترق الصالات محققة نجاحات مدهشة، وكيف تخترق المحرّمات محققة إمعاناً في الدور الاجتماعي النقدي القاسي للفن السابع.

هنا قد يقول قائل أن هذا الأمر نلحظه منذ سنوات أوسكارية عديدة. صحيح لكن هذا يتضافر هذه المرة مع فتح الباب أكثر وأكثر، أمام غير أميركيين يخوضون لعبة قاسية ضد الحلم الأميركي، كادت تكون في الماضي وقفاً على الأميركيين. فهم هذه المرة من كندا (فيلم «الغرفة» لليني آبراهامسون) ومن استراليا (جورج ميلر و «ماد ماكس») ومن انكلترا (ريدلي سكوت و «المريخي») والمكسيك (اينياريتو) ناهيك بأن فيلم «بروكلين» يعتبر فيلماً ايرلندياً أكثر منه أميركياً على الرغم من عنوانه ومن كون جزء كبير منه صوّر ويدور في نيويورك... ولئن كانت الأفلام المرشحة لأفضل فيلم ثمانية، فإن خمسة فقط من مخرجيها رشحوا لأفضل مخرج: آدم ماكي، جورج ميلر، اليخاندرو اينياريتو، ليني آبراهامسون، وتوم ماكارتي.

كبار لجوائز «صغيرة»

هي إذاً ثمانية أفلام لا شك في أن النقاد والمهرجانات سبقوا أهل الأوسكار في اكتشاف أهميتـــها وجدّتها السينمائية والفكرية، وكونها أفـــلاماً تقول ليس فقط أن السينما في خير بل هـــي أيضاً المساهم الرئيس في استشعار نبض العالم ومجتمعاته. وفي هذا الإطار، سيكون من العدل الإشارة الى أن أفلاماً أخرى رائعة كانت قد اكتشفت في المهرجانات بخاصة، طوال العام، عرفت طريقاً الى الترشيحات ولو ليس في خانة أفضل فيلم. فـ «كارول» تيد هاينس حاضر هنا من خلال ترشيح – وترجيح – بطلته كيت بلانشيت لأوسكار أفضل ممثلة، وكذلك حال «45 سنة» وبطلته شارلوت رامبلنغ في الفئة نفسها حيث على هاتين المخضرمتين الرائعتين أن تنافسا ثلاث صبايا لا يقلّنّ روعة عنهما: بري لارسون في «الغرفة» وجنيفر لورنس في «جوي» وسوارسي رونين الاستثنائية في «بروكلين».

بالنسبة الى زملائهن الممثلين، هناك خمسة ايضاً: ثلاثة منهم من بين الأكثر شهرة اليوم في هوليوود (مات ديمون «المريخي»، ومايكل فاسبندر «ستيف جوبز»، وطبعاً ليوناردو ديكابريو المتجاوز الجميع في «العائد») الى جانب براين كرانستون (فلتة الشوط في «ترامبو») وإيدي ردماين الذي أثار إعجاباً عاماً قلقاً لدوره في «الفتاة الدنماركية».

طبعاً ليست هذه كل الجوائز فهناك عدد كبير آخر منها، لعل ما يهمنا التوقف عنده هنا في شكل خاص هو حضور فيلمين عربيين أحدهما أردني هو «ذيب» لهاني ابو نوار، في فئة أفضل فيلم أجنبي، حيث ينافس أفلاماً من كولومبيا وتركيا (موستانغ) وهنغاريا -القوي والمثير للجدال «ابن شاوول» الذي يرجح أن ينال هو هذه الأوسكار-، و «الدنماركي «حرب». أما العربي الثاني فهو الفلسطيني «السلام عليك يا مريم» لباسيل خليل وإريك دوبون. ولنفتح هلالين هنا لنذكر أن عدداً من صالات الفلسطينَيْن – فلسطين الضفة، وفلسطين «48» – سيشهد منذ بعد غد عروضاً لهذين الفيلمين العربيين المؤسكرين... فإلى الصالات!

بقية ما تبقى من جوائز تتعلق بأفضل ممثل وممثلة في دور ثانوي – حيث لدينا كبيرات من أمثال جنيفر جاسون لي وروني مارا وريتشيل ماكآدمز وبخاصة كيت وينسليت-، كما لدينا كبار من كريستشن بال الى سيلفستر ستالون (!)، ومن مارك رافالو الى توم هاردي وصولاً الى مارك رايلنس ذي الحظ الأكبر بالفوز عن دوره المدهش في «جسر الجواسيس».

أسماء كل هؤلاء المبدعين كما أسماء هذه الأفلام وأسماء أعمال مميزة وأقل تمييزاً أخرى تتردد في اللوائح لبقية الجوائز، من أفضل سيناريو أصلي ومقتبس، الى أفضل موسيقى وتحريك وأعمال وثائقية وتصوير وتوليف وغيره... وبشيء من الاختصار لا بد أخيراً من أن نشير على سبيل المعلومات إلى أن العدد الأكبر من الترشيحات ذهب – كما هو متوقع على اية حال – الى «العائد» الذي يبدو لنا انه سينال ما لا يقل عن سبع جوائز، يليه «ماد ماكس» (10 ترشيحات) الذي سيقطف بعض الجوائز التقنية، ثم «المريخي» (سبعة ترشيحات)، فستة ترشيحات لكل من «جسر الجـواسيس» و«كارول» و«سبوتلايت»، ثم خمسة لكل من «بيغ شورت» و«حرب النجوم»، فأربعة لـ «الفتاة الدنماركية» و«الغرفة»، وثلاثة لكل من «بروكلين» و«الثمانية الكريهون» و«سيكاريو».

الحياة اللندنية في

26.02.2016

 
 

فيلم "العائد": السينما ومساءلة الوحشية الإنسانية

محمد اشويكة

ترى ما الذي يدفع مخرجا سينمائيا إلى حمل عتاده والذهاب بعيدا عن المدينة لتصوير فيلمه؟ بل ما سبب اختياره لتحمل عناء ومشاق ومخاطر التصوير في الأماكن الوعرة عوضا عن رفاهية الاستوديوهات والأماكن المنتقاة؟ أعتقد أن أول ما يتبادر إلى ذهن المُشَاهِد المتأمل هو ذلك البحث عن جمال الطبيعة الضامر في تلك الأماكن، وقدرة تكنولوجيا السينما الراهنة على القبض على جمال الطبيعة واستئساده.

وللبحث عن ذلك الجمال الصعب يرحل بنا المخرج المكسيكي - الأمريكي أليخاندرو غونزاليس إينياريتو في فيلمه المغاير "العائد" ليكشف مكامن قوة الطبيعة والإنسان معا مقارنة مع ما يمكن أن يصيب الكائن البشري من وهن وعنف وحيوانية.

يوظف المخرج في فيلمه أسلوبا بصريا يقوم في أساسه على الهروب إلى الطبيعة، لا باعتبارها فضاء ينتفي فيه الصراع القائم في المدن التي خلقتها الحضارات الإنسانية الراهنة، وإنما بالعودة إلى مناقشة فكرة الصراع البدائي الذي يضمر بأن الحياة لا تقوم في عمقها على الإفناء: إفناء شخص لآخر، وحضارة لأخرى؛ وتلك فكرة يروج لها المحافظون الجدد؛ إذ نجد صداها النظري، وعدتها المفاهيمية في كتاب "صراع الحضارات" لصمويل هنتنغتون. ولشرح ذلك أكثر، نلاحظ أن حكاية الفيلم تنبني على الصراع الذي قام بين البيض الذين اكتسحوا أمريكا، وسكانها الأصليين، وهو صدام قائم على أساس إفناء البيض للهنود الحمر في واحدة من أكبر الجرائم التي عرفتها الإنسانية.

حرب عرقية

أظهر الفيلم أن الحرب كانت دائرة حول الأرض وخيراتها الطبيعية (الجلود)، وبالتالي فهي حرب اقتصادية من حيث ما هو واضح وجلي، بل هي عرقية، هوياتية، تطهيرية في مضمرها إلا أن إضفاء طابع الصراع عليها بتلك الصورة التي تحولها إلى مقاومة من جهة، ودفاع عن الذات من جهة أخرى، يُشَرْعِنُهَا ويقدمها كدفاع عن النفس قصد حفظها من الموت المحدق بها، ويبرر أي عنف مضاد، وهو ما نلاحظه اليوم من ذرائع تسوقها أمريكا لتفسير الحروب التي تقودها في مناطق عدة من العَالَم، والتي تُمَاهِي فيها بين الحقوقي والإنساني وإخفاء أبعادها الاقتصادية والحضارية والإثنية والعقدية التي تنبني عليه أساطير النزعة الغربية عموما: ادعاء التفوق والتحضر وما إلى ذلك.

يركز الفيلم على عنف الصراع ودمويته في فضاء طبيعي بكر، إلا أنه بالرغم من عدم التكافؤ الحاصل بين طرفيه، فالهنود الحمر كثر، والبيض قلة لكن نوعية العَتَاد، فإن قوة التحمل، والذكاء الماكر الذي يتصف به الطرف الثاني تقوده إلى قهر كل شيء بما في ذلك الطبيعة. وتضمر بعض اللقطات والمشَاهِد عدة كليشيهات وصور نمطية اعتدنا مشاهدتها في أفلام جملة من أفلام الويستيرن وغيرها، والتي تطرح أكثر من سؤال بالنظر إلى عودة هوليود إلى استعادة تلك الفترة عبر بعض رموزها الكبار كالمخرج "كونتين تارنتينو" و"ستيڤ ماكوين" مثلا.

إذا ما عدنا إلى فكرة الصراع التي يتكئ عليها الفيلم فسوف تستوقفنا تلك الوحشية المضمرة فينا، والتي تطل علينا من حين لآخر، فالإنسان لم تُخَلِّصْهُ قرونٌ مديدةٌ من التراكم الثقافي والحضاري من نكوصٍ قد يرمي به في غياهب التوحش والبربرية. يستند البناء الدرامي للفيلم على استدعاء العودة إلى حِقَبٍ ظننا أننا لن نعود إليها أبدا كاقتيات النباتات وبقايا الجيفة التي تتركها الحيوانات المفترسة ومضاعفة الإحساس بالخوف واليتم والضياع تجاه شساعة الكون وقساوة الطبيعة. وهنا تكمن جاذبية الفيلم، إنه يسائل ادعاءاتنا الراهنة التي تدعي التفوق وتطويع الطبيعة والقطيعة مع الأزمنة البدائية التي تذكرنا بما قبل اكتشاف النار والملح.. فهل أنهت التقنية مخاوفنا مما تخبئه لنا الطبيعة؟ وهل استطاعت الثقافة أن تصد ذلك الوحش الثاوي فينا؟

كائن مركب

تدل المعاناة المضاعفة لبطل الفيلم (هيغ گلاس) "رونالدو دي كابريو" على أن الإنسان كائن مركب، يتحمل وينهار، يتطور ويتراجع، يحنو ويقسو، يحب ويكره، يتآلف ويتنافر، يسمو ويندحر، يعشق ويقتل، يقاوم وينهزم، يتسامح وينتقم، يعفو ويتراجع.. ولكنه يخلق لنفسه لحظات من الحمق والحب تكاد تكون متساوية في حدتها وشدتها. فما يضمره البطل من مشاعر تجاه ابنه، وما يقابله به هذا الأخير من حنان، وما يزوده به حب زوجته المقتولة، وبحثه عن ابنه بعد أن تخلى زملاءه عنه إثر تعرضه لهجومِ دُبٍّ مفترس، وما يحمله ذلك الهندي الأحمر الطاعن في السن من مشاعر تتراوح بين البحث عن فلذة كبده وإصراره على البحث عن أثرها وملاحقة من اختطفها لَوَقَائِعٌ دافعة للقول بأن ما يجعلنا نحب هو ما يقودنا نحو الانتقام، وأن الإنسان يختزن عواطف متناقضة تدفعه للميل إلى الأقرب من جهة الرابطة الدموية ثم الاجتماعية وهكذا.

قبل أن ينجز أليخاندرو غونزاليس إينياريتو هذا الفيلم فقد انشغل مخرجون آخرون قبله بالمشروع ومن بينهم الكوري الجنوبي "بارك شان ووك" والأسترالي "جون هيلكوت" والفرنسي "جون فرانسوا ريشي" لكنه استطاع أن يقدم رؤية بصرية تجمع بين التشويق والإتقان والإبداع والمغامرة، وأن يعمق بحثه الجمالي المعتمد على المَشَاهِدِ المتواصلة وخاصة "اللقطة - المشهد" الافتتاحي الذي يحيلنا على أسلوبه الإخراجي في فيلمه "الرجل الطائر" [2014]. فبالرغم من طاقة التحمل ذات النفحة المسيحية التي قام بها البطل، فإن الفيلم يظل مغرقا في الشكل على حساب الموضوع لأن الحكاية الرئيسية عادية مقارنة مع التخمة الحاصلة لدى المتلقي جراء ما شاهده من أفلام العنف والمغامرة.

الضوء الطبيعي

ينضم المخرج إلى لائحة بعض مخرجي الأفلام الروائية الكبار الذين عادوا إلى تصوير أفلامهم كليا في الطبيعة للتركيز على جمالها وجلالها، بل إن ثلة منهم قد كرست مجهودا كبيرا لها دون مفاضلة بين تسجيل المَشَاهِد واللقطات الدرامية والطبيعية، وأقصد بالخصوص الأمريكي "تيرانس مالك" والروسي "أندري زڤياگينتسيڤ" أو كما فَضَّلَ مخرجون آخرون الانحياز إلى أن تكون فضاءاتها ومناظرها ديكورات طبيعة لأفلامهم كالبرازيلي "گلوبير روشا " والأرجنتيني "أليخاندرو ألونسو".

يتميز الفيلم باعتماده بطريقة شبه كلية على الضوء الطبيعي وما قام به مدير التصوير المكسيكي "إيمانويل ليبيزكي" من مجهود كبير لعرض ذلك الجمال الأخَّاذ والمذهل للطبيعة في كافة عذريتها ووحشيتها، وتصوير البياض كلون عاكس للضوء مع الإشارة إلى تطويع التقنيات الرقمية لصالح الجماليات السينمائية القادرة على خلق المتعة وتجديدها.

عين على السينما في

26.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)