كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

حصاد العام

«حرب النجوم وسبوت لايت»..

أفضل الأفلام الأجنبي في 2015

سمر على

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

في كل عام تظهر الكثير من الأفلام العربية والأجنبية التي يستطيع عدد قليل منها فقط الصمود بقوة حتى النهاية ليحتل قائمة الأفلام الأفضل في العام، ونشر موقع مجلة "تايم" الأمريكية ترشيحاتها للأفلام الأفضل هذا العام، والتي جاءت كالتالي:

10- Ex Machina

نوع الفيلم: خيال علمي

إخراج: أليكس جارلاند

بطولة: دومنال جليسون، أليسيا فيكاندر، سونويا ميزونو، أوسكار إسحاق

جنسية الفيلم: بريطاني

قصة الفيلم: يحكي الفيلم قصة المبرمج الشاب "كاليب"، والذي يبلغ من العمر 24 عامًا، ويعمل بإحدى شركات الإنترنت الكبرى والفائز بالعديد من جوائز البرمجة حول العالم، ويتم اختياره للعمل في تجربة غريبة هدفها نقل الصفات البشرية إلى الإنسان الآلي ذو الذكاء الإصطناعي، والذي يتمثل في جسد مصنوع على هيئة امرأة فاتنة وجذابة تدعى "آفا".

9- The Man from U.N.C.L.E

نوع الفيلم: فيلم كوميدي عن التجسس

إخراج: جاي ريتشي

بطولة: هنري كافيل، أرمي هامر، أليسيا فيكاندر، إليزابيث ديبيكي، جاريد هاريس، هيو جرانت

جنسية الفيلم: بريطاني أمريكي

قصة الفيلم: تدور أحداث الفيلم في إطار من المغامرات والكوميديا والحركة حول "نابليون سولو"، عميل المخابرات المركزية الأمريكية، والذي يجتمع مع "إيليا كورياكين"، عميل المخابرات السوفيتية في منظمة تُدعى "يو.إن.سي.إل .إي"، وذلك من أجل تنفيذ مهمة ضخمة لمناهضة إحدى منظمات الشر في العالم.

8- Creed

نوع الفيلم: درامي رياضي

إخراج: ريان كوجلر

بطولة: مايكل بي جوردان، سيلفستر ستالون، تيسا تومبسون، فيليشيا رشاد، توني بيلو

جنسية الفيلم: أمريكي

قصة الفيلم: تدور أحداث الفيلم في عام 1998، حيث يقضي بطل الفيلم أدونيس "دوني" جونسون، والذي يشغل وظيفة في شركة للأوراق المالية ثم يصبح ملاكمًا محترفًا، ولكن والدته تعارضه بشدة بسبب مقتل زوجها قبل 30 عامًا بسبب هذه اللعبة، ويسافر "دوني" إلى فيلادلفيا لتحقيق حلمه، ويقع في عدة مشاكل تتعلق بنسبه وإصابته بمشاكل صحية.

7- It Follows

نوع الفيلم: رعب

إخراج: ديفيد روبرت ميتشل

بطولة: مايكا مونرو، كير جيلكريست، دانيال زوفاتو، جيك ويري، ليلى سيبي

جنسية الفيلم: أمريكي

قصة الفيلم: بطلة الفيلم "جي" تقع في حب أحد الشباب، وتجد نفسها مطاردة من كيان غريب ورؤى غريبة وتشعر بإحساس لا يمكنها التخلص منه، حيث تشعر بشخصًا ما أو شيئًا ما يتعقبها باستمرار، ويجب على "جي" وأصدقائها الهروب من هذا الرعب الذي يبدو دائمًا كما لو كان خلفهم بخطوات معدودة.

6- The Big Short

نوع الفيلم: كوميدي

إخراج: آدم مكاي

بطولة: كريستيان بايل، ستيف كاريل، ريان غوسلينج، براد بيت

جنسية الفيلم: أمريكي

قصة الفيلم: يحكي قصة حقيقية مأخوذة عن رواية The Blind Side للكاتب مايكل لويس، والتي ترصد الجانب المظلم من الأزمة المالية التي ضربت الأسواق العالمية في العام 2008، وذلك من خلال رصد الحياة اليومية لـ4 أشخاص عاشوا ما تجاهله الإعلام والبنوك والحكومات، فيما يتعلق بالفساد وكشوف التداول المزورة في المؤسسات المالية، واستثمر هؤلاء الـ4 بجرأة في عالم البورصة التي قادتهم إلى دهاليز التعامل المالي، وسطوة رجال المال والأعمال الذين تاجروا بأموال المودعين، فلا ثقة بكلام أحد أو وعوده، بينما يدّعي الجميع أن كافة الأمور تحت السيطرة.

5- Carol

نوع الفيلم: رومانسي

إخراج: تود هاينز

بطولة:كيت بلانشيت، روني مارا، سارة بولسون، كايل تشاندلر

جنسية الفيلم: أمريكي - بريطاني

قصة الفيلم: تدور أحداث الفيلم خلال حقبة الخمسينيات في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحلم "رونى مارا"، والتي تعمل موظفة في أحد المحال الكبرى بحياة أفضل، وتقوم بإغواءها امرأة أخرى تقوم بدورها "كيت بلانشيت"، وتتطور العلاقة بينهما أكثر فأكثر، وهو ما يوتر العلاقة بين كارول وزوجها.

4- Inside Out

نوع الفيلم: كوميدي رسوم متحركة

إخراج: بيت دوكتر

بطولة: آيمي بولر، بيل هادر، لويس بلاك، فيليس سميث، ميندي كالينج

جنسية الفيلم: أمريكي

قصة الفيلم: تعيش العواطف في مقر مركز التحكم داخل عقل "رايلي"، وتساعدها على تقديم المشورة لها خلال الحياة اليومية، حيث أن "رايلي" ومشاعرها يكافحان بصعوبة عبر التكيف مع الحياة الجديدة في سان فرانسيسكو، حيث الاضطراب يسود في القيادة العامة، وعلى الرغم من أن الفرح هو العاطفة الرئيسية، وأن الأهم عند "رايلي" هو محاولة إبقاء الأمور إيجابية، فإن العواطف تكافح من أجل أفضل السبل للتكيف مع الانتقال لمدينة وبيت ومدرسة جدد.

3- Room

نوع الفيلم: درامي

إخراج: ليني أبراهامسون

بطولة: بري لارسون، يعقوب تريمبلاى، ويليام مايسي، جوان ألين، شون بريدجيرز

جنسية الفيلم: كندي - أيرلندي

قصة الفيلم: يروي الفيلم حكاية فتى في الخامسة من عمره يدعى جاك، يعيش في سعادة مع والدته، إلا أن سعادتهما لا تلبث أن تنقضي عندما يحتجزهما رجل كان قد اختطف الأم منذ سبع سنوات مضت، ولم يعد في عالم (جاك) إلا الغرفة المحتجزان فيها، ويستمر الحال على ما هو، إلى أن يأتي يوم يخططان فيه للهرب، ويتغير عالمهما من جديد.

2- Sicario

نوع الفيلم: أكشن

إخراج: دينيس فيلنوف

بطولة: إيميلي بلانت،ينيشيو ديل تورو،جوش برولين،فيكتور جاربر

جنسية الفيلم: أمريكي

قصة الفيلم: تدور أحداث الفيلم في إطار من الجريمة والحركة حول "كيت مايسي"، العميلة في المباحث الفيدرالية الأمريكية، والتي تسافر عبر الحدود الفاصلة بين الولايات المتحدة والمكسيك بصحبة مجموعة من المرتزقة بهدف القبض على تاجر مخدرات خطير.

1- Spotlight

نوع الفيلم: درامي

إخراج: توم مكارثي

بطولة: مارك روفالو، مايكل كيتون،راشيل ماك ادمز، ليف شرايبر، جون سلاتري، ستانلي توتشى

جنسية الفيلم: أمريكي

قصة الفيلم: تدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية تكشف خفايا إدعاءات الاعتداء الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية، التي تدور حول مجموعة من الصحفيين يخوضون سلسلة من التحقيقات حول إدعاءات بإعتداء جنسي في الإبرشية الكاثوليكية لمدة عام كامل، ويكشف التحقيق معلومات خطيرة تم إخفائها لسنين طويلة فيما يتعلق بهيكلة المؤسسات في مدينة بوسطن.

إضافة: حرب النجوم Star Wars

نوع الفيلم: علمي

إخراج: جيه جيه أبرامز

بطولة: هاريسون فورد، مارك هاميل، كاري فيشر، آدم درايفر، ديزي ريدلي، أندي سركيس، انطوني دانييلز، بيتر مايهيو

جنسية الفيلم: أمريكي

قصة الفيلم: تبدأ أحداث الفيلم بعد 30 عامًا على نهاية أحداث الجزء الأخير من السلسلة Return of the Jedi الذي شهد هزيمة إمبراطورية المجرة، ليواجه هان سولو وحلفاؤه خطرًا جديدًا وهو الشرير كايلو رين وجيشه من جنود ستورم.

التحرير المصرية في

30.12.2015

 
 

وبدأ طموحات الفوز بجوائز الجولدن جلوب. والأوسكار

بعد أن أعلن النجم ليونار دى كابريو. جملته الواثقة بحصوله على جائزة الأوسكار فى دورته هذا العام. قال معلنا. أنا الأوسكار. سأحصل عليه فى دورة مهرجان الأوسكار القادمة فى فبراير العام القادم ولأنه لم يحصل على جائزة الأوسكار على الرغم من ترشيحه للحصول عليها خمس مرات ولكن كان يحصل عليها نجم آخر، فى عدد ترشيحاته للحصول هو على جائزة الأوسكار!

وبدأ دى كابريو يطمئن على حصوله على جائزة الأوسكار وجائزة الجولدن جلوب، التى ترشح لها وتعتبر الجولدن جلوب تمهيدا لجائزة الأوسكار، يشعر بقوة أنها ستكون من نصيبه. من خلال فيلمه الذى أشرنا إليه فى العدد الماضى فى سينما حول العام. وهو الفيلم الذى قدم فيه مجهودا كبيرا.

The revenant الذى تم تصويره طوال 9 أشهر فى كندا. والأرجنتين. وتدور أحداثه فى القرن التاسع عشر حول صائد دببة أمريكى تعرض للسرقة وهرب منه صديقه. وترك وحيدا فى الغابة. وتعرض لاعتداء شرس من أحد الدببة. واقترب من الموت. ولكنه يتعافى بعد مواجهة الجوع. تحت رحمة أنهار مثلجة. ونام بين جثث الحيوانات. وتناول أكل كبدها. وتغير شكله تماما وأعلن أن هناك نحو 40 مشهدا من أصعب ما صورتها فى حياتى. وتم اهتمام النقاد والعاملين فى الفيلم وشهادة الجماهير التى شاهدته فى دور العرض وهو يعرض فى نيويورك منذ يوم 25 ديسمبر حتى الآن! وطبعا تم ترشيحه للحصول على جائزة الجولدن جلوب بين عدد كبير من النجمات. والنجوم الذين تم ترشيحهم للحصول على الجائزة وبدأ القلق يسود على كثير من النجوم الذين رشحوا لجائزة الجولدن جلوب، منهم النجم الأسمر ويل سميث الذى تم ترشيحه للفوز بجائزة الجولدن وهو يقدم شخصية مهمة فى فيلم مهم أيضا. هو فيلم "سكتة دماغية". ويقدم فيه شخصية طبيب يواجه ظاهرة مرض ينتشر بين بعض الأشخاص بسبب سكتة دماغية. وبدأ القلق على النجم دى كابريو. خوفا من أن تعود حكاية عدم حصوله على جائزة الجولدن. وجائزة أنا الأوسكار كمرة أخرى. وإن كان قد أعلن أن عدم حصوله على الجوائز على الرغم من ترشيحه خمس مرات للحصول عليها. فيحصل عليها نجم آخر! والنتيجة ستظهر يوم العاشر من يناير القادم. وهى نتيجة الجولدن جلوب. ويأتى بعدها نتيجة ترشيحه للأوسكار فى فبراير العام القادم أيضا!.

وإلى لقاء. مع النتائج من المهرجانين. الجولدن جلوب. والأوسكار!.

الأهرام المسائي في

31.12.2015

 
 

The Big Short.. فيلم جنى عليه الذكاء

مجيد الخطيب

لعلّ The Big Short يواجه بعض العثرات في أن يكون جماهيريّاً ومثيراً لانتباه فئات متنوّعة من عشّاق الشاشة الكبيرة، على الرغم من الموضوع الحسّاس الذي يتصدّى له آدم ماكاي كمخرج وسيناريست، مع «نجوم صفّ أول»، أمثال كريستيان بايل وبراد بيت وراين غوزلينغ وستيف كارل، الذي خرج على النّمط الكوميدي بفيلم كان من أهمّ ما شاهدناه العام المنصرم، وهو بعنوان Foxcatcher لبينيت ميلر، عائداً هنا إلى أداء خياليّ أثبت عبره قدرة فذّة على التنوّع. لكنّ ذكاء الفيلم واضحٌ منذ الدقائق الأولى، على الرغم من بعض النقاط التي تشكّل «مكابحاً» مع انطلاقه.

تجري أحداث الفيلم من منظور «أذكياء» في عالم الأموال والبورصة، استطاعوا رؤية غيوم تعكّر صفو آفاق الاقتصاد الأميركي قبل بضعة أعوام على أزمة العام 2008، التي زلزلت السوق العالمية. بناء على ما رآه هؤلاء ومَن تبعهم، فإن الـ «أذكياء» راهنوا رهانات أربحتهم أموالاً طائلة. بعضهم حاول لفت النظر والتحذير مع استشعار الأزمة، وبعضهم الآخر عمل بصمت قدر الإمكان، فجنى أرباحاً أكبر، مُدركاً أن جشع المصارف الأميركية والعمى الذي أصاب منظومات التمويل والإسكان الأميركيين قدر محتوم لا يمكن تغييره. لكن، إذا بدا الأمر كذلك، فما الذي يمنع خطوات استباقيّة جشعة ومنسجمة مع طبيعة النظام الذي يعيشون فيه ومنه؟ خطوات تمثّل رهاناً ضد الاقتصاد الوطنيّ. كارثة على مستوى الشخصيات الرئيسية إذا فشل، وكارثة أكبر على مستوى محيطهم إذا نجح.

مثقلٌ الفيلم (130 د.) بحوارات تشكّل عبئاً قليلاً بسبب كثرة المصطلحات الاقتصادية التي يستخدمها أهل الـ «كار» حصراً، ما جعل مواكبة كثافة الأفكار المطروحة عسيراً بعض الشيء. هذه مشكلة لم أواجهها في فيلم «الشبكة الاجتماعية» (2010) لديفيد فينشر مثلاً. فعلى الرغم من كلّ المطلحات التقنية التي وردت حينها لضرورات السرد ومصداقيته، إلاّ أني لم أواجه عثرات بهذا الحجم. شروحات مطوّلة عن طبيعة عمل السوق الأميركية ودوران رأس المال فيه، نستنتج خلالها أن الأزمة الماليّة نتيجة جشع الشركات المقرضة، المتورّمة بمغريات وفرص يُقدّمها العوام وغباؤهم في أميركا. حالة استمرّت، مسبّبةً غلياناً بطيئاً أدّى إلى انفجار أذهل كثيرين وأطاح بهم، عندما شارفت شركات الإقراض والإسكان على الإفلاس، وأفراد الشعب لا يملكون ما يلزم لتسديد الديون.

تلخيص سريع لهذه الحلقة: طبقة متوسطة أغرقت نفسها في ديون لم تستطع تسديدها، من أجل ملكيّة أو رفاهيّة لا تحتاج إليهما.

تجربة سينمائية ناضجة ومبتكرة في التنفيذ، بمستويات عديدة: أسلوب التصوير الذي يُعَدّ نصف درامي ـ نصف وثائقي. شخصيات حقيقية تُفْهَم القصّة من خلالها، وعن طريق مصداقيّة تجاربها. فواصل فكاهيّة ـ لاقت قبولاً لدى الجمهور ـ تظهر مع مصطلح اقتصادي مركّب، تُسمَع على لسان إحدى الشخصيات الرئيسية، التي تواجه الكاميرا لتخاطب الجمهور مباشرة: ممثلة في حوض استحمام مع كأس شامبانيا، أو طبّاخ أثناء عمله، أو مجموعة لاعبي «بلاك جاك» حول طاولة. هؤلاء جميعهم يشرحون المصطلحات المستعصية.

The Big Short مجازفة فنية لافتة للانتباه، تفنِّد مجازفة مالية مدمّرة، يتنبّأ البعض بتوأمها عمّا قريب.

السفير اللبنانية في

31.12.2015

 
 

فيلم "العائد".. ليو لا يستحق الأوسكار هذه المرة

محمد سيد عبد الرحيم

في فيلم ليو الجديد تبرز قيمة العائلة كوحدة أساسية في المجتمع، يقاتل الرجال من أجل الحفاظ عليها.

مع كل فيلم جديد للممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو يكرر عشاقه نفس السؤال: هل سيحصل ليو على جائزة الأوسكار أفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم؟ ومع فيلمه الجديد "العائد The Revenant" الذي أخرجه أليخاندرو جونزاليز إيناريتو نستطيع أن نقول إن دي كابريو لا يستحق الجائزة إلا أن تصاريف لجنة الأوسكار قد تأتي بما يشتهيه عشاقه.

بالتأكيد ليو ممثل ممتاز وقد استحق عن جدارة الفوز بالجائزة عن عدة أفلام ومنها دوره الصغير في فيلم "ما الذي يضايق جلبرت جريب What's Eating Gilbert Grape" وأيضا "الطيار The Aviator" على الرغم من عدم نيله الجائزة على أي منهما. ولكن أداءه في فيلمه الجديد معتاد ومكرر حتى للشخصيات التي أداها هو نفسه من قبل؛ ففي أحد مشاهد فيلمه الجديد نراه يخرج من قبر بعد أن تم دفنه حيا ويزحف ويتأوه لنشهد نفس تعبيرات الوجه وخلجات الجسد التي شهدناها منه في فيلمه السابق"ذئب وول ستريت The Wolf of Wall Street" الذي أخرجه المخضرم مارتين سكورسيزي.

في المشهد السابق ذكره يجر فيتز (توم هاردي) جلاس (ليوناردو دي كابريو) إلى حفرة ويرميه فيها ثم يهيل عليه التراب ليدفنه حيا. إلا أن جلاس لا يموت (للمرة الثانية بعدما لم يمت أثناء صراعه مع دب) فيستيقظ بعد فترة ويبدأ في الخروج من القبر بصعوبة واضحة نظرا إلى ضعفه بسبب معركته مع الدب والجروح الكثيرة والعميقة التي أصابته. وبعد أن يتأكد جلاس من مقتل ابنه (فورت جودلاك) على يد فيتز يبدأ جلاس في الزحف ثم الحبو وكأنه طفل خرج للتو من رحم أمه، وهي هنا الأرض/ الطبيعة. ثم يحاول المشي فيفشل ويحاول في اليوم التالي استخدام عكاز فيفشل. وأخيرا وخلال هربه من الهنود الحمر يسقط جلاس في النهر وحينما يخرج منه يستطيع أن يمشي بسهولة على الأرض فلقد تم تعميده بماء الطبيعة التي تحميه دائما عبر غاباتها وأنهارها وشلالاتها من الأخطار المختلفة التي تحيق به طوال مدة الفيلم التي تقترب من الثلاث ساعات.

غدر الصحاب أمر من غدر الدببة

فيلم "العائد" أو الترجمة الأفضل هي "البعث" ينتمي إلى أفلام الانتقام حيث يتُرك هيو جلاس وحيدا بعدما افترسه دب وبعد أن يتم قتل ابنه يقرر الانتقام من الرجل الذي قتله وحرض رفقاءه على تركه فريسة لوحشة الجبال والجليد والهنود الحمر. الفيلم ملحمة سردية وبصرية تأثر صناعه بمجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما العالمية مثل "اقتل بيل Kill Bill" لكوينتن تارانتينو و"المصارع Gladiator" لريدلي سكوت وبالتأكيد الأفلام المستندة على رواية "الكونت دي مونت كريستو The Count of Monte Cristo" لألكسندر دوماس بالإضافة إلى التأثر الجلي - من الناحية الإخراجية والتصويرية – بأفلام مثل "Stalker" لأندريا تاركوفسكي و"McCabe & Mrs. Miller" لروبرت ألتمان و"الرقص مع الذئاب Dances with Wolves" لكيفن كوستنر و"رجل صغير كبير Little Big Man" لأرثر بن و"Dersu Uzala" لأكيرا كوروساوا.

في فيلم ليو الجديد تبرز قيمة العائلة كوحدة أساسية في المجتمع، يقاتل الرجال من أجل الحفاظ عليها. فالبطل ينتقم لمقتل ابنه بينما البطل الضد الذي يقتل ابن جلاس نعرف عنه أنه أطلق النار على أبيه نفسه. في هذا السياق نجد تصنيفين لشخصيات الفيلم. أولها: من يحفظون العائلة، وثانيها: من لا يحفظونها. ينتمي جلاس وقائده أندرو هنري (دومهنال جليسون) والدب – كشخصية محورية في الفيلم - وعدة شخصيات هندية إلى الفئة الأولى بينما ينتمي فيتز وبعض الأمريكيين والفرنسيين ذوي البشرة البيضاء إلى الفئة الثانية. وبذلك يطرح صناع الفيلم تعريفا جديدا للتحضر والهمجية. فالتحضر في هذا الفيلم يعني حفظ العهد والعائلة، بينما الهمجية تعني نقض العهد ونبذ العائلة. بل ونجد اعترافا صريحا يعزز هذه الفكرة حينما يكتب الفرنسيون على صدر رجل هندي أراد أن ينتقم منهم لقتلهم عائلته "كلنا همجيون"!

بعد أن يخرج من القبر يأكل جلاس نخاع الدب ويتلفع بفروته ويتقلد بمخالبه ويبدأ في مطاردة من قتل ابنه لينتقم منه بروح الدب.

وفي زمان ومكان يغيب عنه القانون تصبح الغابة هي مسرح الأحداث وقانونها هو الواجب. وقانون الغابة هو قانون الحيوانات، وهو قانون الدب في هذا الفيلم، لذلك يتحول جلاس إلى دب بعد مشهد هجوم الدب عليه (والدب هاجم جلاس فقط حينما شعر أنه يهدد أبنائه الدياسم وبذلك فالدب أكثر تحضرا من أغلبية الشخصيات الإنسية في الفيلم، التي تقتل لأسباب تتعلق بالطمع والامتلاك). ويعتبر مشهد قتل الدب هو اللحظة التي انتقلت فيها روحه إلى جلاس ليولد من جديد كدب متحضر لا كأنسي همجي متوحش. فبعد أن يخرج من القبر يأكل جلاس نخاع الدب ويتلفع بفروته ويتقلد بمخالبه ويبدأ في مطاردة من قتل ابنه لينتقم منه بروح الدب. ويقوم المصور بأخذ لقطات مقارنة بزاوية منخفضة للدب وجلاس فيظهر الدب دائما ككائن ضخم وعيونه ممتلئة بالتصميم وفي نفس الوقت الحنو، وهو ما نشهده في العديد من اللقطات لجلاس خلال رحلة الانتقام، بل أننا نرى الدب وهو يتنفس في العدسة فيجعلها مضببة، ونرى نفس اللقطة مع جلاس حينما يجد ابنه الميت كرمز لمدى سيطرة رغبة الانتقام (وهو هنا قصاص عادل) على النفس.

إذن، من يستحق الأوسكار؟

من يستحق الأوسكار عن جدارة عن هذا الفيلم هما المخرج إيناريتو ومدير التصوير ايمانويل لوبزكي، المكسيكيان الأصل، واللذين حصلا بالفعل على جائزتي أفضل إخراج وتصوير عن فيلمهما "الرجل الطائر أو الفضيلة غير المتوقعة للجهل Birdman or The Unexpected Virtue of Ignorance" العام الماضي. والجدير بالذكر أن إيناريتو هو ثاني مكسيكي يحصل على جائزة الأوسكار أفضل إخراج بعد المخرج ألفونسو كوارون عن فيلمه "الجاذبية Gravity" والذي قام بتصويره أيضا لوبزكي وحصل به أيضا على جائزة أفضل تصوير. وفي "العائد" قام لوبزكي بكل شيء يمكن للكاميرا أن تقوم به، بل وأبدع على غير مثال سابق في حركة الكاميرا فزحفت وطارت وقفزت فوق حصان وهو يجري ونزلت منه وسارت فوق المياه وفوق الشلالات وبين أشجار الغابة وتسلقت جبال بل وقفزت من فوق جبل شاهق سقوطا حرا.

بالفعل استطاع الثنائي إيناريتو ولوبزكي في فيلمهما الجديد إبهارنا عبر القصة/ الملحمة وإيقاع الفيلم والتصوير والكادرات المتنوعة والمختلفة وزوايا الكاميرا الغنية والمتقنة والمعبرة وتكنيكات التصوير المعقدة، بالإضافة إلى الصورة التأملية للطبيعة، والمناظر التي تم إتقان عرضها عبر الديكور والممثلين والأزياء والمكياج، وأيضا المشاهد التي تمت معالجتها بالكمبيوتر حتى تخرج إلينا بالشكل الذي أراده صناع الفيلم بدون أن يشعر المشاهد بمثل هذه المعالجة الاصطناعية.

موقع المنصة المصري في

31.12.2015

 
 

إبن شاؤول: بكارة الجماليات الفنّيَّة

بقلممحمد هاشم عبد السلام

أعتقد جازمًا أنَّ الكثير من المخرجين والكتَّاب سيفكرون مليًّا، بعد مشاهدتهم للتُّحفة السّينمائيَّة “إبن شاؤول” (Son of Saul) للمخرج المجريّ الشَّاب “لازلو نيمِش”، قبل إقدامهم على التَّصدي لإخراج أو كتابة ما هو أكثر بشاعة ورعبًا وصدقًا عن غرف الغاز، وما حدث في معسكر أوشفيتز بيركيناو، ودور “السوندركوماندورز” في ذلك المعسكر. لقد نجح لازلو بفيلمه البديع والصَّادم معًا في أن ينزع عن المحرقة دعائيتها، ويردَّها فقط إلى ما هو إنساني.

بالرَّغم من كثرة الأفلام والكتب الَّتي صنعت وسُطِّرَت عن المحرقة النَّازيَّة وأرقام الأرواح الَّتي أزهقت بها، فقد سقط أغلبها بالفعل في فخّ المبالغة والزَّيف، ناهيك عن تضخيم الفظائع وتهويلها بغية تحقيق أكبر قدر ممكن من التَّعاطف والإقناع، لدرجة يمكن وصفها في كثير من الأحياء بالابتزاز الصَّريح واللَّعب على وتر استنزاف المشاعر وإيلام العواطف وتضخيم عقدة الشُّعور بالذَّنب. لم يقع فيلم المخرج لازلو نيمِش في هذه الأفخاخ على الإطلاق، وتلك واحدة من مزايا فنيَّة عدَّة تحسب لتلك التُّحفة الرَّائعة، الَّتي فازت بالجائزة الكبرى في مهرجان “كان” السّينمائيّ هذا العام، وأيضًا جائزة الاتّحاد الدُّوليّ لنقَّاد السّينما كأحسن أفلام المسابقة، وجائزة اللَّجنة العليا الفرنسيَّة للتَّقنية السّينمائيَّة عن شريط الصَّوت الَّذي أعدَّه “تاماش لازني”، إضافة إلى التَّرشح مؤخَّرًا لجوائز الجولدن جلوب والأوسكار أحسن فيلم أجنبيّ.

ليس ثمَّة مبالغة على الإطلاق في قولنا إنَّ فيلم “ابن شاؤول” يعيد كتابة ما شاهدناه من قبل عن المحرقة على جميع المستويات، بداية من القصَّة ومرورًا بالتَّمثيل وليس انتهاء بجماليات وفنيَّات الإخراج. وذلك للبكارة الخالصة الَّتي نلمسها دون شكّ في كلّ تلك الجوانب. فمن المثير في الأمر، على سبيل المثال، أنَّ فيلمًا يتناول مثل هذا الموضوع، أفران الغاز وما دار فيها أو داخلها، لم تكن الأفران هي شغله الشَّاغل بالمرَّة، بل ولم تظهر بوضوح لدقائق إلاَّ مع بداية افتتاحيَّة الفيلم ليخبرنا أنَّها لن تكون المغزى وعلينا أن ننساها. وبالفعل، لم نرها ثانية إلاَّ لمرَّة أو مرتين عرضًا، ومغايرة للبداية وذلك لضرورة فنيَّة فحسب. ومن المثير أيضًا، أنَّنا لم نر وجوه الضُّبَّاط الألمان إلاَّ لمامًا، ولا نعرف رتبهم أو أسمائهم، ولا حتَّى شاهدنا ولو لمرَّة لقطة عامَّة واحدة للمعسكر بالكامل. إنَّ انحيازات لازلو الفنّيَّة والجماليَّة بداية من اختياره للموضوع، وطريقة التَّناول أو الطَّرح أو المعالجة، إضافة للجهد الواضح المبذول في كتابة السّيناريو، وأسلوب التَّصوير وشريط الصَّوت واختيار العدسات والمونتاج، تخبرنا أنَّنا أمام مولد مخرج عبقريّ، يقوم في فيلمه الأوَّل، إن لم يكن بتسطير تاريخ السّينما من جديد، فعلى الأقلّ بتخليد اسمه ضمن بانثيون آلهة السّينما العظام.

القصَّة

إنَّ قصَّة الفيلم، الَّتي تختزل الكثير من الكتب والمجلّدات الَّتي سُطِّرَت على مدى عقود طويلة في مقدار زمنيّ من المتعة الخالصة بلغ ساعتين تقريبًا، تتمحور فقط حول أحد أفراد المعسكر، وهو المجريُّ “شاؤول أوسلاندر”، وشاؤول في العهد القديم هو أوَّل ملوك بني إسرائيل وأوسلاندر بالألمانيَّة تعني الأجنبيَّ أو الغريب، الَّذي يقوم مع قلَّة من رفاقه بوظيفة “سوندركوماندو”، وهم مجموعة من السُّجناء اليهود الَّذين تمَّ اختيارهم كيفما اتَّفق دونًا عن بقية المعسكر كي يعملوا، مضطرين، على مساعدة الألمان في التّخلص من رفقائهم اليهود بالمعسكر، والإشراف على نزع ملابسهم وتفتيشها وتجريدهم من كلّ شيء، ثمَّ دفعهم لغرف الغاز ثمَّ سحب الجثث لحرقها وتنظيف الأرضيات، وذلك مقابل بعض الطَّعام الزَّائد وإبقائهم على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة حتَّى يحين دورهم.

وفي حين يخطّط رفاق شاؤول من السوندركوماندو للقيام بما يشبه الإضراب أو الاحتجاج ومن ثمَّ الهروب، وهذا مثبت تاريخيًا أنََّّه حدث في أكتوبر عام 1944، نجد شاؤول قد انشغل كليَّة في أمر مغاير تمامًا. فقد وقعت عيناه ذات يوم، من بين مئات الجثث الَّتي يراها يوميًّا، على جثَّة صبيّ استوقفته طويلا، فيحملها على غير العادة ويخبأها كي لا تتعرَّض للتَّشريح والحرق كبقيَّة الجثث. تلك الجثَّة، الَّتي جعلته يغامر من أجلها تلك المغامرة الَّتي سنلهث فيها خلفه طوال الفيلم، إذ يرغب على نحو مستحيل في أن يدفنها على نحو ملائم ووفقًا للطريقة اليهوديَّة، ولذا يبحث على نحو محموم عن راهب يهوديّ وسط الجموع ليقوم بمهمَّة الصَّلاة قبل الدَّفن، يزعم أنَّها جثَّة ابنه. وطوال تلك المهمَّة نظلُّ على تأرجحنا بين الشَّكّ واليقين من أنَّ تلك الجثَّة لابنه فعلا، فهو من ناحية لن يخوض كلّ تلك المغامرة المُهلكة من أجل جثَّة مجهولة. في حين أنَّه حتَّى عندما صارحه أحد رفاقه المدبّرين للهروب بأنَّه لم ينجب من الأساس والتزم شاؤول الصَّمت التَّام، ظلَّ الباب مفتوحًا لأن يكون الطّفل ثمرة علاقة سابقة على الزَّواج أو من امرأة أخرى غير زوجته.

وبترك تلك النُّقطة الجوهريَّة المفتوحة على جميع الاحتمالات، تتبدَّى لنا إحدى جماليات لازلو الفنّيَّة في كتابة سيناريو وحوار الفيلم بالاشتراك مع كاتبة السيناريو “كلارا روير”، فقصَّة الابن، سواء إن كان بالتَّبنّي أو حقيقي أو مجرَّد رمز بالنّسبة لشاؤول، ترمز لإحالات كثيرة، وتثير الكثير من التَّساؤلات، لماذا تلك الجثَّة على وجه التَّحديد؟ ولِمَ هذا الصَّبي؟ لماذا كلّ هذا الإصرار البالغ، والمناشدات والتَّهديدات والابتزاز والرَّشوة من جانب شاؤول كي يتمَّ دفن الجثَّة، ووفقًا للمراسم اليهوديَّة، في حين أنَّ الموت المجانيٌّ يضرب المكان كلَّه ولا منجاة منه؟ والمثير في الأمر أنَّه ليس متعلّقًا بإنقاذ حياة، وإنَّما بدفن جسد فارقته الحياة، تلك الظَّاهرة الفريدة الَّتي صاحبت الإنسان منذ أن وطأت قدميه الأرض، وإحدى أهمّ السّمات أو الخصائص المميّزة له. هل لأنَّ الدَّفن هنا، بعكس الشَّائع والمعتاد، ليس تكريمًا للجسد المتوفَّى بقدر ما هو احتفاء رمزيٌ بالحياة؟

جماليات إخراجيَّة

يجيء لازلو بفيلمه وطريقته في التَّصوير والإخراج ليجعلنا نعيد اكتشاف السّينما من جديد على نحو لم نألفه من قبل أبدًا. ويجلعنا نقف حائرين متأمّلين فيما سبق من تاريخ الصُّورة السّينمائيَّة والطَّريقة الَّتي قدّمت بها إلينا وتلقيناها بها، فإذا بنا أمام من يكشف لنا أنَّنا لم نكن من قبل قطُّ بحاجة للكثير ممَّا هو خارج إطار الكاميرا، ولا اللَّقطات البانوراميَّة الطَّموحة، ولا حتَّى حجم الكادر السّينمائيّ العاديّ، بل إنَّ حتَّى مجرَّد بؤرته المركزيَّة فحسب كافية وأكثر من كافية لإيصال كلّ ما يطمح أيّ كادر بانوراميّ في أن ينقله.

إنَّ الحديث عن تقنيات حركة الكاميرا في “ابن شاؤول” لا يستقيم من دون التَّحدُّث أيضًا عن شريط الصَّوت الخاصّ بالفيلم، الَّذي يتكامل مع الصُّورة ويشكّل جناحها الثَّاني الَّذي يحلّق به الفيلم. إنَّ شريط الصَّوت المُرعب، الَّذي يجعلك بالكاد تنعم بقسط من الهدوء اللَّحظيّ من هول الإفراط في المصادر المتنوّعة له، أصوات صراخ وفزع وبكاء وتوسُّل وأنين، ولغات ألمانيَّة وبولنديَّة ومجريَّة ويديشيَّة، واحتكاك الفرش بالبلاط لتنظيف الأرضيات، وإطلاق رصاص، وحركات أقدام مُهتاجة، وغيرها من الأصوات الَّتي لا نعرف كنهها على وجه التَّحديد، شكّلت جميعها فسيسفاء صوتيَّة لا مثيل لها. وهي، من ناحية أخرى، من الإلحاح والطبيعيَّة لدرجة تعجز عن تناسيها كليَّة، ولو لدقائق قليلة. لكن لماذا أغلب هذه الأصوات نستطيع فقط التَّكهن بها وبمصدرها على نحو غير يقينيّ، ولِمَ ظلَّت حاضرة على هذا النَّحو؟ مرد ذلك لأنَّها قادمة بالأساس من خارج مجال الرُّؤية على الشَّاشة، فهي تحدُثُ في الخلفيَّة وعلى نحو مُصاحب لذلك الوجه الأيقونيّ لبطل الفيلم، الَّذي لم تكد تفارقه الكاميرا منذ أوَّل دقيقة بالفيلم إلاَّ للحظات نادرة.

لكن لماذا اختار لازلو تلك الطَّريقة على وجه التَّحديد دون غيرها؟ ربَّما، وهذا جائز بطبيعة الحال لكنَّه يظلُّ افتراضًا من جانب، أنَّ لازلو قد وعى أحد أهمّ الدُّروس السّينمائيَّة الَّتي ذكرها أحد عباقرة الفنّ السّينمائيّ قبل عدَّة عقود، وهو الفرنسيُّ القدير “روبير بريسون”، حيث أجاب في حوار له عن السَّبب الَّذي دفعه للاعتماد على الصَّوت فقط بأحد المشاهد في فيلمه المتميّز “هروب رجل”، والمعروف أنَّ بريسون، للمفارقة، كان سجين الألمان لبعض الوقت، “سمعت مرَّة عبر باب الزّنزانة صراخ شخص مَّا يُساط، ثمَّ سمعت جسدًا يسقط. كان هذا أسوأ عشر مرَّات ممَّا لو كنت قد رأيت عمليَّة الجَلد. عندما ترى ”فونتين“ بوجهه الملطَّخ بالدّماء وهو يعاد إلى زنزانته، تُجبر على تخيُّل فظاعة وهول الضَّرب، الَّذي يجعله هذا التَّخيّل قويًّا جدًا”.

هذا الدَّرس المهمُّ نُرجِّح استفادة لازلو منه، فتقنياته مُطبَّقة بحذافيرها في فيلمه، وعليه فقد تحقَّق له التَّأثير الهائل النَّاجم عن التَّخيّل، إضافة إلى عدم تشتت الجمهور وصرف انتباهه فيما لا طائل تحته. وهذا قرار بالغ الصُّعوبة إلى حدّ هائل، لا سيّما بالنّسبة لمخرج لا يزال شابًّا يافعًا يقدّم أوَّل أفلامه. لكن لأنَّه مخرج كبير بحقّ فقد آثر عدم الالتفات والتَّخلص من كلّ ما هو زائد عن الحاجة. وهذا بالطَّبع، ليس تمجيدًا ولا تفخيمًا من جانبًا في المخرج بقدر ما هو ثناء على روعة اختياره، وجسارة تنفيذ قراره، الَّذي ترتَّب عليه بطبيعة الحال، تكلفة ضخمة إلى حدّ كبير، تمثَّلت في صنع ديكورات وحشد مجاميع هائلة كانت كافية لخلق مشاهد ملحميَّة غاية في الرَّوعة والإبداع فقط لو فُتِحَت عدسة الكاميرا أو تمَّ التقاطتها من زوايا أكبر وأبعد، لكنَّه كما أسلفنا آثر التَّضحية بكلّ ذلك الجهد المبذول، مكتفيًا منه، على نحو شديد التَّقشُّف، بأقلّ القليل. وقد كانت النَّتيجة في صالح ذلك الاختيار الفنّيّ المُوظَّف على نحو رائع.

اختيار فنّيٌّ آخر آثره المخرج بجسارة، إلى جانب اللُّجوء طوال الفيلم للقطات المقربة والطَّويلة أو المفرطة الطُّول زمنيًّا بغية تحقيق المزيد من الذُّعر والاضطراب المتواصلين، وهو تجنُّب عرض أيّ مشهد من مشاهد القتل والرُّعب وسفك الدّماء والخنق والحرق، وذلك بجعلها بعيدة بعض الشَّيء عن الشَّاشة أو في الهامش منها، إضافة إلى استخدام أنواع معيَّنة من العدسات تجعل جوانب الصُّورة وخلفيتها غارقة في الضَّبابيَّة والغبش والتَّشويه، بحيث بالكاد نتبيَّن كنهها، وبهذا أطلق لازلو خيال المُشاهد إلى الآفاق الرَّحبة ولم يقصره على الحدود المُقيَّدة للكادر السّينمائي. إلى جانب كلّ هذا، إنحاز المخرج لجماليات الألوان الأساسيَّة في معظم الفيلم، ولذا جاءت أغلب الكادرات بألوان لافتة يغلب عليها الأزرق والأصفر والأخضر. وفوق استمتاع المُشاهد بتلك الوجبة الدَّسمة من التَّقنيات المحشودة عن قصد فنّيّ، فإنَّه يمسك أنفساسه أيضًا لفرط عظمة الأداء من جانب تلك الموهبة الخارقة الَّتي قامت بدور شاؤول، وهو بطل الفيلم “جيزا روريج”.

لم يركن “جيزا روريج”، ربَّما لأنَّه ليس محترفًا بالأساس، إلى المعتاد من إظهار الخوف أو العذاب أو الألم أو التَّوتر وغيرها من المشاعر على وجهه، وإنَّما عَبَّرَ بجسده وحركاته المختلفة، عن كلّ هذا دون أدنى افتعال أو حتَّى مجهود تستشعره من جانبه، ناهيك عن تحكُّمه في الصَّوت بنبراته المختلفة وصرامة نظراته وجمود قسمات الوجه. إنَّ جيزا بوجهه الصَّخريّ طوال الفيلم، نقل إلينا بدوره كمًّا هائلاً من الرُّعب فاق بنظرنا ما كان يطمح إليه المخرج وحتَّى هو نفسه كممثّل، ناهيك عن كوننا في حالة رعب وترقُّب دائم لأنَّنا غير مطَّلعين كفاية على عمق مجال الرُّؤية، وليست هناك لقطات تأسيسيَّة للأماكن، وبالتَّالي فلم نُلِمَ بأبعاد المكان المحيط بشاؤول أو المتواجد فيه طوال الفيلم، ومن ثمَّ، لسنا على دراية كافية بأيّ خطر محدق قد يحفه في أيَّة لحظة، وبهذا كان الخطر يتعاظم مع كلّ خطوة ودقيقة من الفيلم.

إنَّ تعبيرات وجهه شاؤول الغريبة كلّ الغرابة تُعرِبُ، بمفردها، عن التَّركيز الشَّديد والعنفوان والحيوية والتَّفاعل مع كلّ ما يدور من حولها لأجل الهدف الَّذي تروم إنجازه. لكنَّها في سياق قراءة الوجه برمَّته فإنَّها تنمُّ عن وجوم وشرود وموات، لكأنَّها نُحِتَت من زجاج، فلا ترى ولا تتأثَّر بأيّ شيء يدور حولها أو يقع تحتها. والغريب أنَّ هذا الوجه اللاَّإنسانيّ اكتسى، قرب النّهاية، بقسمات مغايرة كليَّة لما كان عليه طوال الفيلم، لتدبَّ فيه بعض الإنسانيَّة. إنَّ أداء “جيزا روريج”، والَّذي لم نره منذ فترة طويلة على ممثّل يضطلع بدور رئيسيّ فيلم لم تفارقه فيه الكاميرا، من دون أدنى مواربة أو مجاملة، أداء فذّ حقًّا لم تشبه شائبة ولم يفقد إيقاعه ولا قدرته على الإقناع طوال الفيلم، وهو ما ينسحب أيضًا على أداء مدير التَّصوير “ماتياس أردلي”، والمونتير “ماثيو تابونير”.

موقع الأوان في

01.01.2016

 
 

إعلان ترشيحات الكرة الذهبية لعام 2015

«كارول» و«المنتقم» و«بيج شورت».. على القمة

أعلنت رابطة الصحافة الأجنبية بهوليود عن ترشيحاتها لأفضل الأفلام لعام 2015 والمعروفة باسم جوائز الكرة الذهبية وهي الدورة رقم 73 في قائمة أحسن فيلم درامي. حصل فيلم كارول على 5 ترشيحات وهي: أحسن فيلم وأحسن إخراج لتود هاينز وأحسن ممثلة لبطلتي الفيلم كيت بلانشيت وروني مارا وأحسن موسيقي تصويرية

وحصل فيلم المنتقم للمخرج اليخاندرو جونزاليس على 4 ترشيحات هي: أحسن فيلم وأحسن ممثل ليوناردو دي كابريو وأحسن إخراج وأحسن موسيقي وحصل فيلم غرفة على 3 ترشيحات: أحسن فيلم وأحسن ممثلة بري لارسون وأحسن سيناريو ايما دونجو. وحصل فيلم بقعة الضوء على 3 ترشيحات أيضا: أحسن فيلم وأحسن إخراج توم ماكارثي وأحسن سيناريو توم ماكارثي وجوش سنجر وحصل فيلم ماكس المجنون على ترشيحين أحسن فيلم وأحسن إخراج لجورج ميللر

وفي قائمة أفضل الأفلام الكوميدية أو الموسيقية حصل فيلم الشورت الكبير على 4 ترشيحات هي: أحسن فيلم وأحسن سيناريو وأحسن ممثل لبطلي الفيلم كريستيان بال وستيف كاريل وحصل فيلم رجل المريخ على 3 ترشيحات: أحسن فيلم وأحسن إخراج ريدلي سكوت وأحسن ممثل مات ديمون وحصل فيلم فرحة على ترشيحين أحسن فيلم وأحسن ممثلة لجنيفر لورانس وكذلك حصل فيلم جاسوس على ترشيحين أحسن فيلم وأحسن ممثلة ميليسا ماكارثي وحصل فيلم حطام القطار على ترشيحين أحسن فيلم وأحسن ممثلة آمي شومر

كما حصل فيلم الفتاة الدانماركية على 3 ترشيحات أحسن ممثلة اليسيا فيكاندر وأحسن ممثل ايدي ريد ماين الحاصل على الأوسكار العام الماضي وأحسن موسيقي تصويرية وترشحت الممثلة ساديرس رونان لأحسن ممثلة عن دورها في فيلم بروكلين وويل سميث أحسن ممثل عن دوره في فيلم ارتباك ومايكل فاسبندر عن دوره في فيلم ستيف جويز وبرايان كرانسون عن دوره في فيلم ترمبو ولي لي توملين عن دورها في فيلم الجدة وماجي سميث عن دورها في فيلم السيدة في السيارة الفان

وترشح الممثل الكبير آل باتشينو كأحسن ممثل كوميدي عن دوره في فيلم داني كولينز ومارك روفالو عن دوره في فيلم الدب روفال

وترشحت كات وينسلر كأحسن ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم ستيف جوبز وجنيفر جاسون عن دورها في فيلم ساعة الكراهية الثامنة للمخرج كوانتن تارانتينو وترشحت هيلين مايرن عن دورها في فيلم تريمبو وجين فوندا كأحسن ممثلة مساعدة في فيلم شباب للمخرج الإيطالي باولو سورنتينو وحصلت اليسيا فيكاندر على ترشيح ثاني كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم الماكينة السابقة

كما ترشح الممثل مايكو شانون عن دوره في فيلم الرعب المنزل 99 وكذلك ادريس البا عن دوره في فيلم وحوش بلا هوية ومارك ريلانس عن دوره في فيلم جسر الجواسيس وبول دانو عن دوره في فيلم الحب والرحمة وكذلك حصل سيلفستر ستالوني على الترشح كأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم كريد

وترشح لجائزة أحسن سيناريو آرون سوركيه عن سيناريو فيلو ستيف جوبز وكوانتن تارانتينو عن سيناريو فيلو ساعة الكراهية الثامنة وتشارلز راندولف وآدم ماكاي عن سيناريو الشورت الكبير إلي جانب إيما دونجو عن غرفة وتوم ماكارثي وجوش سنجر عن بقعة الضوء

وترشح 5 أفلام من الرسوم المتحركة لأفضل فيلم تحريك وهي: داخل خارج والخروف شوان والديناصور الطيب وأنوماليزا وفيلم حبات البندق

وأخيرا رشحت رابطة الصحافة الأجنبية 5 من الأفلام غير الناطقة بالانكليزية إلي جائزة الكرة الذهبية كأحسن أفلام أجنبية هي: ماستانج فرنسا. وابن شول المجر والنادي شيلي والفرع الجديد بلجيكا وفينسر فنلندا ألمانيا استونيا

كما رشحت الرابطة 5 أغنيات للكرة الذهبية: حبني كما تفعل من فيلم 50 ظلا لجراي وأراك مرة أخرى من سريع غاضب ونوع واحد من الحب من فيلم الحب والرحمة واكتب على الحائط من فلم سبيكتر جيمس بوند وأغنية بسيطة رقم 3 من فيلم شباب.

بيري لارسون:

«رووم» تجربة سينمائية عامرة بالبعد الإنساني

يدهشنا المخرج ليني ابراهامسون عبر دراما ثقيلة الوزن في فيلم رووم الذي عرض في حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي ومكنه من توظيف الدراما النفسية المثيرة، استند فيه الى رواية واقعية تحمل الاسم ذاته للكاتبة ايما دونوغو

الفيلم يدور حول الصبي جاك البالغ من العمر 5 أعوام، ويعيش في كنف والدته المخلصة ما (الممثلة بيري لارسون) في وضع يكاد يكون أبعد عن المنطق، حيث الاثنان محاصران في مكان صغير أشبه بغرفة كما اعتادت والدة جاك أن تسميه، وداخلها استطاعت أن تخلق عالماً كاملاً يوازي ما هو موجود خارج أسوار الغرفة، الا أن الفضول ظل ينمو داخل جاك حول وضعهما، لتضع والدته خطة محفوفة بالمخاطر من أجل الفرار وولدها من الغرفة، ليأتي الفيلم خليطاً من الاثارة النفسية وقصص الحب

فيلم يمكن رؤيته من زوايا عدة، بهذا التعبير حاولت الممثلة بيري لارسون وصف الفيلم، ووصفت، في حوار معها، بان الفيلم تجربة انسانية مثيرة، معتبرةً أنها تعبّر عن طريقه مثلى للعثور على الحب. تمكنت بيري لارسون من لعب دور مثير في هذا الفيلم، وصف أجمع عليه النقاد للتعبير عن قدرة بيري لارسون على لفت انتباه الجمهور الى موهبتها ودورها في فيلم رووم، وفي حديثها أبدت لارسون اعجابها بردة فعل الجمهور حيال الفيلم. وقالت: أعتقد أن ذلك دليل على ما أحدثه الفيلم في نفوس من شاهدوه، فالفيلم يتميز بتعدد الزوايا التي يمكن من خلالها رؤيته.

وأضافت: في تقديري، الفيلم يدور حول كيف نحن البشر، وهنا تكمن جماليته، فالبعض رأى فيه قصة حب من خلال العلاقة الحميمية والروابط التي جمعت الأم بابنها، وبالتالي فالحب هو المنتصر في النهاية، في حين أن هناك من فوجئ بالنتائج التي يمكن أن نصل اليها في حالة الصدام بين الوالدين، وهناك من وجد في الفيلم مساحة للتأمل، وآخرون نظروا اليه من ناحية الصداقة، وغيرها، ولذلك أعتقد أن أي نظرة للفيلم تتوقف على طبيعة الخلفية التي يأتي منها مشاهد الفيلم، وما يبحث عنه، وهنا تكمن قوة القصة في قدرتها على لمس دواخل البشر بطرائق مختلفة. لأجل هذا الدور، أكدت لارسون أنها اضطرت الى التواصل مع مجموعة من المختصين في هذه المجالات، للتعرف الى كيفية التعامل في مثل هذه الحالات.

وقالت: كان علي التواصل مع مختصين ومع آخرين لديهم تجربة العزل لفترات طويلة، واضطررت الى البحث الكترونياً عن أبحاث تدور في هذا الجانب، كما تواصلت مع اختصاصي صدمات نفسية، على مدى أيام عدة، وحاولت خلالها أن أفهم طبيعة التأثيرات النفسية والعقلية التي يمكن أن تحدث لأي شخص يعيش حالة انعزال تام عن العالم. وأضافت: واجهني الكثير من التحديات خلال عملي في هذا الفيلم، لعل أهمها تجسيد حالة الخوف والاثارة في الوقت نفسه، ما جعلني أشعر أحياناً بأنني عضو في لعبة الاستغماء، وأن عليّ البحث عن هذا الشعور بين الفترة والأخرى. وبرغم الأبحاث التي أجرتها وتواصلها مع المختصين، فان لارسون حاولت تخيل تجربة الانعزال بشكل حقيقي.

النهار الكويتية في

01.01.2016

 
 

«أمازون» تعلن التخطيط للحصول على «أوسكار»

كتب: أ.ش.أ |

يطمح «جيف بوزوس»، مدير شركة التجارة الأمريكية عبر الإنترنت «أمازون »، الذي انطلق في إنتاج الأفلام بواسطة موقع «نتفليكس»، في الحصول على أكبر الجوائز الفنية السينمائية «أوسكار ».

وقال في حديث مع الصحيفة الألمانية اليومية «داى فيلت»، إنه يرغب في إنتاج 16 فيلما سنويا في المستقبل القريب مقابل 12 فيلما حاليا.

وشركة «نتفليكس»، الأمريكية لخدمة البث الحي لإنترنت الفيديو حسب الطلب وهى متاحة للمشاهدة في أمريكا الشمالية والجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي والدنمارك وفنلندا وهولندا والنرويج والسويد وإيطاليا وبريطانيا عن طريق إرسال أقراص الفيديو الرقمية وعدد مشتركيها في الولايات المتحدة 33.1 مليون مشترك.

المصري اليوم في

01.01.2016

 
 

«الركود الكبير».. أمريكا تعيد تصدير أزمة 2008 سينمائيا

خالد محمود

• 4 نجوم يكشفون تحايل المؤسسات المالية لعملية فقاعة العقارات والعمل ينتصر لأحلام المواطن المشروعة

• «كريستيان بيل» و«ستيف كارل» و«مكاى» يقتربون من التتويج بالجولدن جلوب والأوسكار و«براد بيت» يمول السينما الكبيرة

هذا فيلم يحتاج إلى تركيز شديد وأنت تشاهده، ليس فقط لرصده جذور مشكلة مالية مر بها العالم ولم يفهمها كثيرون، وتناوله لأحداث متداخلة بين ماض وحاضر هزت دنيا الاقتصاد فى الولايات المتحدة والعالم. لكن أيضا لسرعة إيقاعه، واسلوب سرده، وحواره الدسم الملىء بالأرقام التى أراد المخرج أن يدخلنا فيها من اللحظة الأولى.

فيلم (The Big Short) أو «الركود الكبير» يدور حول ما عرف بـ«انفجار الفقاعة العقارية» التى أدت إلى ركود 2008، وحاولت به هوليوود أن تنفض غبار الأزمة فى وجه الجميع، برؤية يغلب عليها طابع الكوميديا السوداء، وهو ما منح العمل مذاقا خاصا.

يروى العمل الذى عرض فى ختام مهرجان دبى السينمائى قصة حقيقية مأخوذة عن رواية The Big Short: Inside the DoomsdayMachine النقص الكبير: داخل آلة يوم القيامة للكاتب مايكل لويس، والتى ترصد الجانب المظلم من الأزمة المالية، التى ضربت الأسواق العالمية عام 2008، وذلك من خلال رصد تفاصيل الحياة اليومية لأربعة أشخاص من الكوادر الاقتصادية عانوا كثيرا من الغبن والتهميش ليصبحوا من اللاعبين الأساسيين، الذين يحركون مجريات الأحداث متوقعين لحظة الانهيار، منتقدين جشع الشركات والبنوك الكبرى، وهم مايكل بيرى (الممثل كريستيان بيل)، الذى يتعرض لنبذ أفكاره الجريئة فى عالم الاقتصاد، كونه اعتاد الإشارة إلى حالة الفوضى والخلل، التى ستجتاح سوق العقار فى أمريكا.

وفى الاتجاه ذاته، يقف معه الثنائى «مارك بوم» ستيف كاريل وجاريد فينيت الذى لعب دوره ريان جوسلينج، وكذلك المستشار المتقاعد بين ريكارت الذى يلعب دوره الممثل براد بيت المشارك فى الإنتاج أيضا، والذين يكتشفون أنهم أمام حالة تشبه الدومينو ما إن يسقط الأول حتى يأتى الانهيار، وقد عاشوا ما تجاهلته فى البداية وسائل الإعلام ومسئولو البنوك الكبرى والحكومات خاصة فيما يتعلق بالفساد وكشوف التداول المزورة فى المؤسسات المالية، حيث استثمر هؤلاء الأربعة بجرأة فى عالم البورصة التى قادتهم إلى دهاليز التعامل المالى، وسطوة رجال مال وأعمال تاجروا بأموال المودعين، فلا ثقة بكلام أحد أو وعوده بين المواطنين، بينما يدعى الجميع أن جميع الأمور تحت السيطرة.

ويكشف العمل أن ما يحصل من قفزة كبرى لارتفاع أسعار العقارات وهجمة القروض هو عبارة عن «فقاعة» سيكون مآلها الكارثة والأزمة الاقتصادية، التى ستضطر الكثيرين إلى بيع عقاراتهم لتسديد فوائد قروضهم، التى أخذت تتضخم مقابل الانخفاض الحاد فى أسعار العقارات، التى عاشتها الولايات المتحدة من عام 2007، حتى 2010، بسبب تراكم ديون قروض الإسكان والائتمان، وبلغة سينمائية يغلب عليها اللمسة الساخرة يسلط الفيلم الضوء على السبب الحقيقى للأزمة الخانقة، والذى يعود إلى التحايل وتقديم البنوك بيانات زائفة حول أرباحها من أجل جذب عملاء، واحتفاظ بآخرين، وكانت النتيجة المؤلمة أن الطبقة المتوسطة من الناس الخاسر الأكبر من تداعيات تلك الأزمة.

أجمل ما فى الفيلم أنه رغم نقد سياسات المؤسسات المالية لم يلجأ للحكم على أخلاقيات هؤلاء الناس، وهم يسعون لتأمين الحياة بالسعى وراء قروض بضمانات شبه حقيقية، فأمتلاك منزل وسيارة وحساب فى أحد البنوك هو حلم فى النهاية، بل وربما استفاد المشاهد من وجهات النظر المتعددة بين الأبطال حول سبل تكوين المال.

يذهب المخرج آدم مكاى والذى شارك فى كتابة السيناريو مع شاريز راندولف، بأسلوبه الذى حول حوار الارقام إلى مواقف انسانية فى هذا الفيلم إلى منطقة جديدة من العرض والتحليل للأزمة الاقتصادية الشهيرة، كما يحاول فيه ــ برؤية درامية بدت معقدة فى البداية لكن ذلك تلاشى بمرور الوقت ــ الكشف عن الأسباب ومواجهة ما حدث بجمع كل أطراف وأبطال اللعبة، ليخرج العمل مختلفا فى صيغته وتناوله للأزمة مقارنة مع الأفلام الأخرى التى سبق لها التطرق لهذه الأزمة ومن بينها فيلم «99» الذى عرض فى دورة مهرجان كان الماضية، وكذلك فيلم too big to fill، وأفلام وثائية مثل سقوط ليمان برازرز، وداخل الانهيار.

دون شك كان لتميز أداء نجوم الفيلم الكبار براد بيت الذى مثل الذكاء وكريستسان بيل الذى شكل العبقرية، وجوسلنج ذو الطقوس الخاصة، وستيف كارل الماهر، ومعهم ماريسا تومى فى دور سنسيا بوم، وميليسيا ليو، التى جسدت شخصية جورجيا هيل، ورافى سبال، وتألقهم فضل فى خروج هذا العمل الصعب وجعله مألوفا لمشاهديه رغم خصوصية فكرته وموضوعة، وقد ساهم فى ذلك أيضا موسيقاه، التى قدمها نيكولاس بريتل وكانت تشكل فاصلاً من حين لأخر عبر استعراضات ساخنة ليست بعيدة عن الشهادة على الحدث، وكذلك منطق تسلسل احداثه، وعلو نبرة الدراما الأنيقة بها، وكاميرا المصور بارى إكرويد التى ادخلتنا بتصوير الشخصيات وعالمهم الناضج بالتوتر، فى دائرة لا يتوقف دورانها أمام عيوننا داخل قاعة العرض، ولا فى مخيلتنا عقب مغادرة القاعة. وهو ما يجعل العمل يستحق ترشحه لعدد من جوائز الجولدن جلوب، وبالتالى الأوسكار فى فئات أفضل فيلم وافضل تمثيل لبطليه كريستيان بيل، وستيف كاريل، كما يستحق جائزة أفضل سيناريو.

بينما نجد براد بيت الذى ظهر فى مشاهد قليلة، نموذجا للنجم الذى يؤمن بقيمة الإنتاج ليخرج بعمل يستحق، ويتحمس له، هذا النجم الذى وصل لدرجة التصوف عشقا للسينما، التى تطرح قضايا جادة مثلما أنتج من قبل فيلم «٢٢ عاما من العبودية».

أول مخرج مكسيسكى يرشح للأوسكار: لا تصفوا فيلم «العائد» بالعنيف

إعداد ــ رشا عبدالحميد:

جونزاليز ايناريتو: احتملنا أمطارًا وبرودة لتصوير 90 دقيقة فقط يوميًا

يعد المخرج المكسيكى اليخاندرو جونزاليز ايناريتو أحد أكثر المخرجين طموحا وابتكارا فى السينما العالمية، فهو أول مخرج مكسيكى يرشح لجائزة الأوسكار أفضل مخرج وأول مخرج مكسيكى المولد يفوز بجائزة أفضل إخراج فى مهرجان كان السينمائى.

وبعد نجاح فيلمه «الرجل الطائر» العام الماضى، وحصوله على العديد من الجوائز، عاد اليخاندرو منذ أيام قليلة إلى شاشة السينما بفيلم «العائد» أو «the revenant» المستوحى من أحداث حقيقية، حيث يدور حول صائد دببة يدعى هيو جلاس يتعرض لهجوم من قبل دب أثناء رحلة صيد، فيقوم رفاقه بنهبه وقتل ابنه وتركه ليموت فى الغابة.

ولكنه ينجو ويقرر الانتقام من الرجال الذين خانوه، وتخلوا عنه، فيصور هذا الفيلم القوة غير العادية للروح الإنسانية من خلال مغامرة ملحمية لرجل واحد من أجل البقاء على قيد الحياة، وفى ظل احتماله لأحزان لا يمكن تصورها، إلى جانب خيانة المقربين منه، والفيلم بطولة النجمين ليوناردو دى كابريو وتوم هاردى.

وقال المخرج اليخاندرو، فى حوار خاص لموقع نيويورك تايمز: «إن تصوير هذا الفيلم تم فى ظروف صعبة منها درجات الحرارة المنخفضة، والتى كانت تحت الصفر فى كالحالى، البرتا، إلى جانب الأمطار الغزيرة فى كولومبيا البريطانية، وغيرها من العوامل المناخية، التى زادت من صعوبة العمل، هذا إلى جانب إصراره على أن يتم التصوير فى الضوء الطبيعى مما حد بشدة من الجدول الزمنى للتصوير إلى إقل من 90 دقيقة يوميا، وكان هذا كله مع غيره من الأسباب كافيا لإثارة بعض المشكلات أثناء التصوير وغضب عدد من أفراد طاقم العمل الذين إما استقالوا أو تم الاستغناء عنهم».

وأوضح اليخاندرو، حول هذا الأمر وأسبابه،: «ليس لدى شىء لإخفائه، فمن بين الثلاثمائة شخص الذين بدأنا معهم كان على أن أطلب من البعض، وهم عشرة الابتعاد عن العمل، لأنه إذا كانت هناك قطعة فى المجموعة ليست مثالية فإنها يمكن أن تفسد كل شىء، ولن أعتذر عن ذلك».

ورد أليخاندرو على ما يثار عن وجود عنف كبير فى الفيلم بالقول: «سمعت الناس يقولون إن الفيلم عنيف، ولكن ليس هناك عنف بلا مبرر، فهؤلاء الرجال كانوا يواجهون حيوانات متوحشة، وكانوا أيضا مهددين بالحوادث والأمراض والقبائل والحروب، فهذا هو العالم الحقيقى بالنسبة لهم، وليس به شىء مبالغ فيه».

أما عن فكرة الفيلم فقال إليخاندرو: «إن هذا الفيلم يتعامل مع موضوعات كنت أفكر بها دائما، وهى البقاء على قيد الحياة، الثقة، العائلة»، مضيفا أن القصة تحكى عن رجل ضد الطبيعة، وضد نفسه، وهى أيضا عن رجل فقد ابنه، ودب يهاجم رجلاً، لأنها تحمى صغارها، فقد أردت أن أصنع فيلما يستكشف كل هذه الموضوعات، وهو ما قمت به هنا».

الشروق المصرية في

02.01.2016

 
 

The Revenant يصدمك ويؤثر فيك

كتب الخبرسورن أندرسون

هل تخطط لمشاهدة The Revenant؟ ارتدِ قفازين، معطفاً كبيراً سميكاً، ويُفضل أن يكون معداً للطقس القارس.

لمشاهدة  The Revenant اختر معطفاً معداً من فرو الدب، يحطم هيوغ غلاس (ليوناردو ديكابريو) في بداية الفيلم ويتركه أطلالاً دموية مرتجفة في برية جميلة، قاسية، وباردة. يتركه على شفير الموت، ثم يتولى رجلان، جون فيتزجيرالد الماكر (توم هاردي) والشاب الساذج جيم بريدجر (ويل بولتر) مهمة الرعاية به حتى مماته. فيدفنانه ويتركانه. ويخلفان وراءهما أيضاً ابن غلاس المقتول نصف الهندي هوك (فورست غودلاك).

وهنا يأتي دور عبارة نيتشيه الشهيرة {ما لا يقتلني يجعلني أقوى}، لأن غلاس قوي لم يمت. وبعد أن يتخليا عنه بهذه الطريقة، يستجمع القوة ليخرج من القبر ويمضي قدماً وهو مصاب وضعيف. فيزحف على بطنه على أرض الغابة واضعاً أمامه عينيه فكرة واحدة: اللحاق بالرجلين اللذين تخليا عنه وقتلهما.

يستند الفيلم إلى رواية لمايكل بانك عن حادثة وقعت فعلاً في القرن التاسع عشر خلال تجارة الفرو الغربية في تلك الفترة. وقد أخرجه أليخاندرو ج. إيناريتو المبدع الحائز جائزة أوسكار (Birdman). يروي The Revenant قصة رجل في حالة الطبيعة {التي تكشر عن أنيابها}، وفق تانيسون.
تشمل المخاطر في غاباتها المتشابكة الهنود العدائيين، خصومه المفترسين في تجارة الفرو، والحيوانات البرية (مثل تلك الدبة التي تدافع عن جرائها أمام ذلك البشري الدخيل). ويجب ألا ننسى الطقس الشديد البرودة.

يبدو أن العالم المثلج يريد أن يقضي على غلاس. لكن الرجل العنيد يأبى أن يموت. فينطلق على بطنه ويعاود النهوض على قدميه. يسقط في أنهر وعن جوف ويتجمد في إعصار ثلجي. إلا أنه يواصل التقدم من دون توقف.

يشكل أداء ديكابريو شهادة مذهلة على مدى التزامه بالدور. غاص حقاً في النهر وترنح شبه عار في البرد القاتل. كذلك نزل إلى الماء البارد ليصطاد السمك ويلتهمه نيئاً.

يخلو الفيلم خلال مقتطفات طويلة منه من الكلام، حين يعبر عن المعاناة من خلال صيحات مدوية، شهيق مختنق، وأنين يخرج من حنجرة ممزقة.

خلال التصوير في زوايا نائية من ألبرتا بكندا، الأرجنتين، ومونتانا في الولايات المتحدة، نجح مدير التصوير إمانويل لوبيزكي في نقل البرية بقساوتها وجمالها بطريقة تثير إعجاب المشاهد وخوفه. فحدود The Revenant (مناطق جبلية تعبرها أنهار سريعة، تغطيها الغابات، صورت باستخدام الضوء الطبيعي فحسب) مكان لا يرحم يثير الذهول ويولد في نفسك نوعاً من الاحترام لما حققه إيناريتو وديكابريو في هذا العمل.

Joy... مرح وسحر

كتب الخبركولين كوفرت

مَن يحتاج إلى حبكة؟ تبين في الآونة الأخيرة أن أفضل الأفلام وأكثرها تميزاً كانت تلك التي تسير في اتجاهات عشوائية غريبة، حتى إن بعضها أعده الكاتب/المخرج ديفيد أو. راسل، الذي قدمت لنا حاسته السادسة بشأن ما قد يحبه الجمهور The Fighter، Silver Linings Playbook، وAmerican Hustle. واللافت أن قصصه المميزة التي تحمل الفكرة ونقيضها قد تتحول في الوقت عينه إلى مسلسل غريب، قصة خرافية بأوجه اجتماعية، وتحية مميزة إلى النسيج الأخلاقي للطبقة الوسطى الأميركية.

يشكل Joy التعاون الثالث بين الكاتب/المخرج ديفيد راسل والفريق الذي يضم جينيفر لورانس، برادلي كوبر، وروبرت دينيرو، ويتألف من الخليط المميز المعتاد من المرح والميلودراما، فضلاً عن كثير من السحر. نتيجة لذلك، يسهل على المشاهد الانجذاب إليه.

نلتقي جوي كتلميذة شابة تطوي الأوراق بطريقة مبتكرة وتصنع منها منازل حيث ستعيش بسعادة إلى الأبد. وتجعلها أحلام المراهقة هذه (من هذه المرحلة فصاعداً تؤدي دورها لورانس المشرقة) تقع في حب مغنٍ لاتيني وسيم (إدغار راميريز). وبعد علاقة متعثرة، ينتقل من زوج إلى زوج سابق يعيش في قبو منزل جور المتداعي في لونغ أيلند ويشاركها في تربية ولدين.

يزيد والدا جوي المطلقان الوضع تعقيداً. فتعيش أمها اللامبالية (فيرجينيا مادسن) معها. تمضي الوقت في سرير قرب المدخل حيث تشاهد المسلسلات التافهة طوال اليوم، كما لو أن مشاكل الحياة حولتها إلى إنسان لا طائل فيه. أما والد جوي الذي يملك مرأباً ولا يكف عن التذمر (دينيرو)، فيلجأ إليها بحثاً عن مسكن، بعد أن تركته زوجته الثانية، وهي في طريقها إلى محكمة الطلاق، عند باب منزل الأسرة كما لو أنه بضاعة تالفة.

تواجه جوي، التي تفتقر إلى المال، رجلين غير ناضجين يقيمان في قبو منزلها، امرأة لا ترفع عينيها عن شاشة التلفزيون، وولدين حقيقيين يحتاجان إلى رعاية. يعالج الفيلم هذه القصة بمرح خفيف، مع أنه لا يخلو من لحظات ألم وحزن قويين.

صحيح أن الفيلم التقليدي من هذا النوع يمضي قدماً مع عثور البطلة على حب جديد متفتح وتسير تطوراته نحو نهاية سعيدة، إلا أن Joy يتفادى الأفكار النمطية. فبدل البحث عن حبيب جديد لينقذها، تتحول بطلتنا إلى فارس بدرع قديمة.

يشمل سعيها المتعثر نحو الحلم الأميركي صعوبات لا نهاية لها، بعضها خطير وبعضها الآخر مضحك. ينجح الفيلم في تصويرها كامرأة عادية ذكية وطموحة، لا كملاك مبجل. نتعرف إلى الجزء الأكبر من قصة جوي من خلال ذكريات ترويها جدتها المخلصة (عودة مميزة إلى الشاشة لديان لاد التي طال غيابها). صحيح أن الآخرين يلومون جوي على المشاكل التي تقع، ولكن الجدة لا تراها شابة عنيدة فاسدة، بل هي الشخص الوحيد القادر على دفع كل جيل محتاج من هذه العائلة قدماً.

فيما نتتبع رحلة جوي المثيرة للاستياء، تنجح لورانس المبدعة في تقديم كل مشهد ببراعة. فتعكس كل شعور يحتوي عليه النص (وأكثر بعد) بذكاء وقوة. فنشاركها في فرحتها عندما تبدأ النجاحات التي طال انتظارها بالتراكم. ونعجب بشجاعتها حين تدفعها ظروف الحياة مجدداً نحو الأسفل. لا يكتفي هذا الفيلم بالتشديد على نجاحها كسيدة أعمال فحسب، بل يعكس لنا بوضوح تطورها وتحولها إلى امرأة مستقلة.

الجريدة الكويتية في

02.01.2016

 
 

الطريق إلى الأوسكار:

هؤلاء أفضل المخرجين والممثلين والممثلات في2015

محمد جابر

لم يكن عاماً كبيراً للسينما في هوليوود، أغلب الأفلام المنتظرة كانت أقل من المتوقع. ورغم ذلك كان هناك بعض المفاجآت أو الإنجازات المبهجة، نستعرضها في هذا التقرير مع وضع احتمالات ترشحها وربما فوزها بجوائز الأوسكار.

أفضل فيلم ومخرج

مبكراً جداً كشف العام عن واحد من أهم وأبرز إنجازاته، فيلم المخرج جورج ميلر Mad Max: Fury Road كان إنجازاً حقيقياً على مستوى الصناعة والإيقاع، يتجاوز أي فيلم حركة آخر تم تقديمه خلال السنوات الأخيرة. ميلر في السبعين من عمره يقدم عملاً شاباً جداً، سيكون في سباق الأوسكار بالتأكيد.. والمخرج أقرب من بقية منافسيه للفوز بالجائزة.

فيلم Carol للمخرج تود هاينز جاء مصحوباً باحتفاء كبير من مهرجان "كان" بعد عرضه في الدورة الأخيرة، يعيد فيه "هاينز" أجواء مقاربة من عمله العظيم Far From Heaven، وبأداءات ملفتة من بطلتيه.

Brooklyn للمخرججون كرولي فيلم مهم جاء من بعيد، ومن خارج الولايات المتحدة الأميركية، فارضاً نفسه كواحد من أبرز إنجازات العام، وThe Revenant للمخرج الحاصل على الأوسكار في العام الماضي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو يجعله مرشحاً للحفاظ على تمثال آخر.

كذلك يمكن وضع أفلام Spotlight عن قصة حقيقية لصحافيين كشفوا فضيحة تحرش جنسي بالأطفال، وSicario عن تجارة المخدرات بالمسكيك، وRoom كفيلم مستقل عن ابن في الخامسة من عمره يبدأ في استكشاف العالم عن طريق علاقته بأمه، وأخيراً The Big Short عن أربعة من رجال الاقتصاد، يجسدهم أربعة من أهم وأفضل ممثلي هوليوود، يتبوأون بأزمة مالية عالمية ويحاولون استغلالها. كلها أفلام مهمة ومنجزات ستكون موجودة ضمن ترشيحات الأوسكار المقبلة.

أفضل ممثل

على الأغلب هناك نمط معيّن للأداءات التي يقدرها الأوسكار، كمقدار تعقيد الدور نفسياً أو كونه عن شخصية حقيقية مثلاً. إيدي ريدماين يبدو هو الاسم الأكثر إنجازاً في هذا السياق هذا العام، فيلمه The Danish Girl مع المخرج توم هوبر هو عن قصة أول رجل يقرر القيام بعملية تحويل جنسي إلى فتاة، وهو أمر ممتلئ بالصدام عند حدوثه في العشرينيات. و"ريدماين"، والذي حصل على الأوسكار في العام الماضي عن دور "ستيفن هوكينغ" في فيلم The Theory of Everything، قد يفوز بالجائزة للمرة الثانية على التوالي.. وبدور يحمل نفس نقاط الجذب لأعضاء الأكاديمية.

مايكل فاسبندرعن دور ستيف جوبز في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم قريب جد من الوصول لترشيح أوسكار. ليوناردو دي كابريو بالتأكيد سيكون هناك بعد أدائه المقدر جدا في فيلم The Revenant، وجوني ديب كذلك سيكون ربما اسماً رابعاً بعد أدائه الكاريزمي جداً في The Black Mass. وأخيراً.. مات ديمون في The Martian.

أفضل ممثلة

واحدة من أقوى سنوات التمثيل النسائي خلال السنوات الأخيرة. كيت بلانشيت في Carol تأتي متوجة بمديح ضخم في مهرجان "كان"، وتشارلوت لورانس تأتي بدب فضي من برلين كأفضل ممثلة بعد أداء عظيم في فيلم 45 Years، ومع ذلك فلسن وحدهن؛ سيرس رونان في Brooklyn وتشارليز ثيرون في Mad Max، وحتى جينفر لورانس في Joy قدمن أداءات مقدرة جداً تجعلهن من إنجازات العام الأدائية. ورغم كل ذلك، فإن بري لارسون في دور الأم التي تسعى لكشف العالم أمام ابنها في Room هي الممثلة الأكثر تقديراً هذا العام، والأقرب من الأخريات للفوز بالتمثال الذهبي.

أفضل فيلم رسوم متحركة

هذا العام أيضاً يعتبر بارزاً جداً بالنسبة لإنجازات الرسوم المتحركة، ولكن مع ذلك يمكن حصر أبرز المتنافسين على الأوسكار في أهم فيلمين: Inside Out وAnomalisa. الأول هو عودة "بيكسار" لقمة النجاح، بفكرة ملهمة وجبارة عن المشاعر البشرية التي تحركنا وتوجيهها في الدماغ، في رحلة ممتعة جداً ومرتبطة بالمغامرة إلى داخلنا.

أما الثاني فهو عودة السيناريست الموهوب جداً تشارلي كوفمان إلى السينما، بعد غياب 7 سنوات، وهو فيلم رسومي للكبار! عن الأزمة الإبداعية والعوالم الغريبة التي تفنن فيها "كوفمان" خلال أفلامه السابقة. فاز الفيلم بجائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان "فينيسيا"، ومن المنتظر أن يكون ضمن المتنافسين على الأوسكار في الفئة الرسومية، حيث اعتبره النقاد من أهم إنجازات تلك الفئة خلال السنوات الأخيرة.

العربي الجديد اللندنية في

02.01.2016

 
 

«امباير» العالمية ترى في فيلم «ذيب»:

ملحمة بدوية بأصداء مدوية

عمان - الرأي - أفردت مجلة (امباير) احدى اشهر الدوريات العالمية التي تعنى بالفن السابع أربع صفحات خصصتها في تناول وتحليل الرؤى الجمالية والدرامية للفيلم الروائي الاردني الطويل (ذيب) للمخرج ناجي ابو نوار مدعمة بالصور.

وجاء موضوع المقالة التي كتبها الناقد ويليام مولالي تحت عنوان: ذيب: ملحمة بدوية بأصداء مدوية، اشار فيه الى ان (ذيب).. فيلم أردني طموح بدأت رحلته في وادي رم وانتهت بتمثيله للاردن في سباق الاوسكار لافضل فيلم اجنبي، بعد ان ابهر الجمهور والنقاد بقصته التي تدور احداثها بالصحراء الاردنية.

وتوقفت المجلة على العديد من المواقف في الفيلم الذي يجيء في نطاق السينما المستقلة وهي التي تواجه دائما التحديات حيث صعوبة التمويل واسناد الادوار الرئيسة لمجموعة من المواهب الشابة ممن ليس لهم تجارب سابقة في الوقوف امام الكاميرا.

وضمن الناقد مولالي وجهة نظره حول الفيلم بحوار مع المخرج الشاب ابو نوار اجاب فيه على تلك الاسئلة منها صعوبة تصوير مشهد نزول الفتى الى داخل البئر، مثلما اشار ابو نوار الى قضية شائكة واجهته في اخراج الفيلم عن المدة الزمنية المحدودة امام طاقم تصوير الفيلم.

يؤكد ناقد المجلة ان فيلم ذيب لا يختلف عن تلك الافلام الشهيرة التي صورت الحقب التاريخية خاصة وان ابو نوار صور فيلمه على خلفية احداث الحرب العالمية الاولى والثورة العربية الكبرى كاشفا عن تحولات جديدة ستعيشها المنطقة، مضيفا يخطئ من يظن ان المخرج الشاب انشغل بالاطار السياسي للفيلم بل حرص على تقديم الفيلم من وجهة نظر فتى بدوي صغير خلال رحلته مع النضج والمعرفة وتبادل الذكريات ويقع عليه تحمل المسؤولية في طبيعة صعبة داخل الصحراء.

واشار الناقد في مقالته الى ان ابو نوار يرفض المقارنة بين فيلمه (ذيب) والفيلم العالمي (لورنس العرب) للمخرج البريطاني ديفيد لين الذي صورت احداثه في ذات الامكنة التي صورت فيها وقائع ذيب ، حيث يقول ابو نوار ان فيلم (لورنس العرب) لم يكن مصدر الهام لي، ولم يتكئ عليه لدى انجازه لفيلم (ذيب) بل كانت رغبته تجسيد قبس من ثقافة وتاريخ الاردن بلا مبالغة او ابهارات بصرية مثلما سعى من خلال (ذيب) الى تصحيح مفاهيم مغلوطة.

ويواصل الناقد مولالي مقالته عن فيلم (ذيب) بقوله: ما زال الفيلم يحصد الاشادة والاعجاب في جميع انحاء العالم بفضل قصته المحكمة وشخصياته الواقعية وتصويره السينمائي الاخاذ، وتستمر رحلة الفيلم بدور العرض العالمية ويتوقع له الكثيرون اقتناص العديد من الجوائز بعدما اصبح مصدر فخر واعتزاز للبدو والاردنيين والعرب.

يرى المخرج ناجي ابو نوار في المقالة، انه لا يرى نفسه سفيرا ثقافيا او معلقا سياسيا بل مجرد صانع افلام تحرك مشاعر المشاهدين وتلمس قلوبهم، وان فيلم (ذيب) هو مجرد البداية فلا زال يحمل في جعبته الكثير من المفاجآت التي سيعلن عنها قريبا.

الرأي الأردنية في

02.01.2016

 
 

فيلم «الفتاة الدنماركية» للمخرج توم هوبر… عندما يعطينا الحب كل الحرية

باريس- من علا المصياتي:

كوبنهاغن، الدنمارك في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، مدينة هادئة تنبض بالفن التشكيلي، يساندها حضور خاص للطبيعة متوجةً قصة حب وانقلاب جنسي. لوحات من الفن الحديث، ألوان وفساتين، رقة عذوبة ورومانسية مفرطة.

هذا ما تبوح به المشاهد الأولى، إلى جانب ذلك يخبو حضور أنثوي خجول ليطغى تدريجياً على كل شيء، ويفصح بشكل قوي عن سعادة تلك الأنوثة المختبئة خلف الابتسامات الظاهرة على الوجوه البشوشة، فلا شيء يعكر صفو متعة الحب عند المحبين هناك. 

يلعب كل من الممثل إيدي ردماين والممثلة إيليشا فيكاندر دوراً خاصاً في فيلم «الفتاة الدنماركية» للمخرج توم هوبر، الذي وقّع قبل أعوام نسخة سينمائية محدّثة لرواية «البؤساء»، وسبقها فيلم الأوسكار ذائع الصيت «خطاب الملك».

حب وشغف.. أيّنا أكثر أنوثة

«متى أصبحت بالغ الحسن هكذا» تقول المرأة لزوجها، وكيف نحب بهذا الشغف ولا نرى من نحبه أجمل وجه؟ ولكن كيف إذا كان هذا الحُسن كله متخفيا في ابتسامة رجل جميل الطلة. منذ البداية يكشف لك عن سره، فإذا أفسحت مجال خيالك لحساسيته الخجولة ستحبه لا محالة. فالأمر لا يقتصر هنا على إعجاب امرأة بارعة الحسن والجمال فقط، ولكنه يرتبط بشكل أكبر بما يتسم به كل ما في هذا الفيلم، من جاذبية ولمعان. 

على وقع هذه المفردات يبني توم هوبر هذه الدراما. فبين صخب العالم الأنثوي والرغبة في الدخول إليه يقف «ليلي» وبكل حسن ورتابة؛ يتعامل مع جسده بغاية اللطف، هو رجل ذواق بأنامل نضرة وطلة بشوشة، يرى أنه من غير العادل ألا يكون ما يريد، لطالما اقتنع ورغب ووجد من يساعده، فيقدم على عملية تحول جنسي لتكون أول عملية من هذا النوع تحدث في العالم. ولكن بعيداً عن التوثيق والحفظ، فالفيلم يقف عند حساسية ما سيحل بهذا الشخص الشغوف اللبق، وما أجدر من كلمة شغف لتوصيف هذا الفيلم. في خط درامي مقابل لذلك وأكثر حساسية تقف زوجته العطوفة الوفية، التي تشكل تضحيتها جوهر العلاقة بينها وبين زوجها، الذي سيتخذ قراراً يؤدي بهما لفراق جسدي حتمي، فيدفعها حبها له لتقديم هذه المساعدة، فهي أول من رأى جماله وحسنه كامرأة ترتدي الجوارب الشفافة والفساتين الكبيرة.
الحب، التكامل والدعم المعنوي، كل هذا يجعل من تلك العلاقة الزوجية ناجحة، وهذا ما يدفع «إينار» بالضرورة للقيام بهذه العملية أكثر من تردده قبلها، فهناك من سيحتضنك ويحبك أكثر عندما ستكون كما ترغب كما تحب، وعلى هواك. وما الدراما إلا قصة أهواء تتكامل وتتعارض فيظهر هذا الفيلم كأيقونة أنثوية مفرطة في الأناقة. بحسب أحداث الفيلم تبدأ الحكاية عندما تتأخر راقصة باليه عن جلسة رسم مخصصة لها، فيتطوع إينار لمساعدة زوجته عبر ارتداء خُفّي الراقصة وجواربها، والجلوس في الوضيعة المناسبة للرسم بدلاً منها. 

فيستمتع إينار بتلك التجربة ويكررها بحضور حفلة راقصة مع زوجته وهو يرتدي ثياب امرأة، هنا يشعر بسعادة غامرة خاصة في بادئ الأمر، ولكن في الحقيقة فإن ما يفكر به إينار حصل قبل الرغبة بلعب دور العارضة. حيث يضعك المخرج من البداية أمام حساسية ونعومة شخصيته. يسخر إينار وغيردا من لعبة التظاهر التي أدياها. ولكن في نهاية المطاف، يبدو الرجل على استعداد للإقرار بأنه لا يريد فقط أن يبدو كامرأة، بل أنه يرغب نفسياً وبدنياً في أن يصبح كذلك.

وبعد أن يأخذ إينار قراره بالتحول إلى «ليلي»، لا يبدو عليه القلق أو التراجع، فيذهب لمراجعة عدد من الأطباء لإجراء العملية، بعضهم من يتهمه بالجنون والاضطراب النفسي، وبعضهم من يرفض ذلك، ورغم ذلك يستمر بقناعته هذه. فبعيداً عن الصراعات الداخلية التي قد تجتاح المرء قبل الإقدام على أفعال كهذه، يقف إينار بإدراك وفهم عندما يريد، لا تراجع رغم الخسارات، وبعيداً عن فوضوية هذه الأحداث في الحياة الواقعية، فإن إينار يواجهها باتزان بادٍ على ابتسامته ورشاقته حتى بعد تعرضه للضرب والإهانة. 

تحمل «غردا» عبء تسلسل الأحداث، فهي التي أعلنت، بموافقتها واحتضانها لرحلة التحول هذه، بدء هذه المغامرة النفسية. وكما يحدث، في حقيقة الأمر، فلن يكون كل شيء مثاليا، ومن جهة أخرى فالحيوية النفسية والتقبل واضحة على ردة الفعل والتشجيع، فبين العبارات القصيرة والابتسامات الهادئة تسعى مع زوجها نحو ما يريد، ولكن عند الإرهاق والحاجة تجد نفسها خاسرة، وريثما تتعايش بوعي كبير وتدريجي مع حقيقة هذا التحول. فيغدو الأمر محكماً خاليا من التصدعات الانفعالية، وكأن كل من يعمل في هذا الفيلم اتفق على الرتابة والسلاسة. فتواجه كل هذا الزخم الصُوري والاحتياج العاطفي بمشاهد طبيعية يليها حضور جذاب وشيق لرغبات إينار/ ليلي أمام جاذبية غردا في انتظارها.

من واقعية مفرطة إلى تكثيف رمزي

رغم اتساق الطابع الفني لكل شيء، وتعاطفك واستمتاعك بخصوصية الحدث، سيعطيك شعوراً بأن شخصية الزوجة هي الشخصية الوحيدة التي سُمح لها بأن تكون ذات أبعاد بشرية معقدة، حيث عليها التقبل التعب حيناً والاستمرار في كل ذلك أحيان أخرى، في حكاية ربما تقوم على تقديم شخصيات أشبه بالرموز البراقة اللامعة، في إشارة إلى أن «ليلي» أصبحت رمزاً لحركة تحررية في العالم، في عصر التمرد والانفتاح ورغبة التجريب، فتظهر أحياناً كأمر طبيعي لاكتمال المضامين الفكرية، ومرةً أخرى كقصدية مباشرة جبرية. ولكن بكل تأكيد لولا الأسئلة القصدية لما وُجدت إشكاليات رمزية القضايا، فلا أحد ينوب عن أحد بطرح قصته، وعموماً لولا وجود شغف البحث والتجريب لما وجدت الدراما. 

وبعد أن لعب كل من الممثلين دوراً مميزاً في هذا الفيلم خوّلهما الترشح لأوسكار أفضل ممثل، أفضل ممثلة مساعدة؛ تتراوح الآراء بينهما على من يستحق أوسكار هذا العام؟ وكان ردماين قد حصل في العام قبل الماضي على أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم «نظرية عن كل شيء» قصة حياة العالم الشهير ستيفن هوكينغ. وهو اليوم ينافس وبقوة على أوسكار آخر.

القدس العربي اللندنية في

03.01.2016

 
 

شيخ الممثلين خاض كل الأدوار

ماكس فون سيدو: لا أستطيع تصوّر نفسي متوقفاًعن التمثيل

محمد رُضا

حين تشاهد فيلم «حرب النجوم: القوة تستيقظ»، الفيلم السابع في السلسلة، يفاجئك ظهور الممثل ماكس فون سيدو، حتى وإن قرأت اسمه قبل دخولك إلى قاعة السينما. فهذا الممثل الذي يبلغ من العمر 86 سنة، لا يزال يقف على قدميه ويقدّم أداءً يلغي الواقفين أمامه. فالمشاهد التي يمثلها هنا قليلة، لكن بصمته عليها واضحة. تشعر كأنك لا تريد للمشاهد أن تنتهي، لكن الفيلم ليس مصنوعاً لإثارة الإعجاب بمشاهده بل لإثارة الإعجاب بتقنياته.

الممثل السويدي الذي وُلد في عام 1929، عاصر الكثير من التجارب، ولعب في نحو 110 أفلام منذ سنة 1949 حين وقف أمام الكاميرا في العشرين من عمره لأول مرّة، في فيلم «أم فقط»، لمخرج هو الأب الروحي لإنغمار برغمن، اسمه ألف سيوبيرغ. وبرغمن هذا لعب دوراً كبيراً في وقت لاحق من عام 1957، في صقل موهبة فون سيدو، وصياغتها للناس على النحو الذي أثار وما زال مثيراً للإعجاب.

بعد 13 فيلماً مع برغمن، وافق ماكس فون سيدو، على أن يخطو إلى قارعة الفيلم الأمريكي، إذ لعب من منتصف الستينات كل ما يخطر من أدوار درامية على البال، في أدوار الخير، كما في «المهاجرون» و«طارد الأرواح» (شخصية الراهب الذي يواجه الشيطان الذي تلبّس فتاة صغيرة) أو شريراً في أفلام بدأها ب «3 أيام للكوندور» أمام روبرت ردفورد، و«تقرير الأقلية» أمام توم كروز قبل 15 عاماً.

وخلال الأسطر التالية، يحدثنا ماكس فون سيدو، لنتعرف أكثر إلى حياته وأعماله، وكثير من الأسرار..

·        هل صحيح أنك سميت نفسك «ماكس» لأن صحفيي السويد كانوا يطالبوك دوماً بتهجئة اسمك الأصلي؟

نعم، هذا صحيح. جعلت اسمي سهلاً عليكم.

·        ولماذا «ماكس» وليس ألفريد أو جوناثان مثلاً؟

حين خدمت في الجندية كنت شاباً هاوياً للتمثيل، وذات مرّة تقمصت شخصية ذبابة سميتها «ماكس»، وعندما تركت الخدمة وأكملت التمثيل وبدأت أحظى باهتمام الصحافة، وجدت أن اسمي الأصلي، كارل أدولف فون سيدو، طويل وأحياناً ما يرد الاسم الثاني (أدولف) قبل الاسم الأول، أو يُكتب كارل بحرف «K» بينما هو بحرف «C»، فكان ماكس هو الحل.

·        سيكون لك دور في فيلم «حرب النجوم: القوّة تستيقظ»، هل أنت سعيد بهذه التجربة؟

لا أعرف إذا كنت تستطيع تسميتها تجربة. المسألة هي أنني استلمت عرضاً لتقديم دور محدود جداً في هذا الفيلم، لا يتطلب جهداً كبيراً، وهو دور في فيلم يشاهده مئات ملايين الناس حول العالم، وهذا ليس من السهل تجاهله.

·        لكنك، درامياً، لست بحاجة إليه. أقصد إنه لا يضيف لما سبق لك تحقيقه من إنجازات.

هذا يتوقف على كيف تنظر إلى الفيلم وكيف تنظر إلى مهنة الممثل. درامياً، كما تقول، لا يوجد شيء جديد يُضاف إليه. أنت هنا لا تؤدي دور «هاملت» مثلاً. لكن الممثل عليه أن يعمل إذا كان لا يزال قادراً على العمل. وحين تقدّم مني المخرج ج. ج أبرامز لم أتردد في القبول. وطبعاً قرأت السيناريو، ومثل كل دور أقوم به، لا أحاول فقط أن أحتل مكاني أمام الكاميرا، بل أسعى لكي أثبت قدراتي. ليس لأني ما زلت بحاجة إلى ذلك، وأعتقد أنك توافقني على ذلك، بل لأن هذا هو دور الممثل المحترف.

·        مثلت الكثير من الأفلام الأمريكية، كيف ترى الآن تجربتك في هوليوود؟

غالباً مثيرة وجديرة، وفي العديد من المرّات وجدت مهنتي في صعود. لنكن واقعيين، أي فيلم من العالم بأسره يمكن أن يمنحك الظهور في كل أنحاء العالم غير الفيلم الأمريكي؟ الممثل يرغب دوماً في أن يرتبط بالجمهور، فهو شيء مهم إليه جداً، والعلاقة بينهما أكثر حرارة من العلاقة بين المخرج والجمهور، فهي مباشرة أكثر. والجمهور يسمع عن المخرج لكنه يشاهد الممثل.

·        هل هذه العلاقة مستمدة من المسرح؟

تستطيع أن تقول ذلك، لكنها أيضاً رغبة طبيعية من عند الممثل حتى لو لم يكن خريجاً مسرحياً، فالدافع الأكبر لدى أغلبية الممثلين هو إتقان ما يقومون به. بالعودة إلى سؤالك، أريد أن أخبرك شيئاً ذكرته مرات قليلة من قبل، لم أذكره منذ سنوات، نشأت في أفلام سويدية طبعاً، وإنغمار برغمن له تأثير كبير عليّ. مثلت له في 13 فيلماً، بما فيها فيلم «الختم السابع» سنة 1957 أو نحو ذلك، وكان دوري فيه يعكس شخصية رجل من خارج الأرض، ربما ملاك من السماء وفي الوقت ذاته يبدو كرجل من الأرض. لم أعرف كيف يمكن لي أن أؤدي هذا الدور. سألت برغمن أن يعطيني نصيحة، فقال: «مثّل نفسك، المهم هو الشخص الماثل أمام المشاهد. أما رمزه فهو سيوحى به تلقائياً». لاحقاً، كان أول دور لي في فيلم أمريكي في فيلم «أعظم قصّة رُويت» (The Greatest Story Ever Told) لكن طريقتي في أداء «الختم السابع» تلك التي أوصاني بها برغمن، لم تكن ملائمة، كما قال لي المخرج جورج ستيفنز حينها. طلب مني أداءً جامداً لا حياة فيه. كان لا بد أن أقبل وإلا خسرت الدور.

·        لماذا، في اعتقادك، جرى اختيارك أنت دون سواك، في فيلم «أعظم قصّة رُويت»؟

لا أدري. أعتقد أن له علاقة بما بجعبتي في أفلام برغمن، على الرغم من أن دوري فيه لا علاقة له بأي تمثيل اختبرته سابقاً. اتصل بي المخرج جورج ستيفنز وقدّم لي عرضاً سنة 1964، وبما أنني لم أكن مثّلت في كثير من الأفلام خارج السويد آنذاك فإن ذلك أثار تعجّبي. تمنّعت كثيراً واختلقت الأعذار، لكن ستيفنز ووكيل أعمالي كانا مصرّين، ثم استلمت دعوة من المخرج لزيارته في هوليوود حيث أطلعني على معالجته وسرد عليّ خطابات في الطريقة التي سأقدّم بها الدور، وذلك أغراني.

·        هل ما زلت، بعد كل هذه السنوات، تحب التمثيل؟

نعم، ما زلت أحبه ولا أستطيع أن أتصوّر نفسي متوقفاً عنه أو مكتفياً بما حققته. لا تستطيع أن تكمل مشواراً طويلاً كالذي أسير فيه، إذا لم تكن تحب التمثيل، وعلى الرغم من أنني لم أقف على خشبة المسرح منذ أعوام كثيرة، فأنا أحب التمثيل المسرحي جداً.

·        أول فيلم أمريكي شاهدته لك لم يكن «أفضل قصة رُويت» هذا شاهدته لاحقاً، بل «3 أيام من الكوندور»، في دور قاتل.

(يضحك) دور بعيد جدّاً عن طبيعتي، لكنه فيلم جيّد. أحببت دوري فيه وأحببت الفيلم حين شاهدته بعد ذلك لأوّل مرّة. أعتقد أنه استحق الاستحسان الذي حققه، والآن هو فيلم كلاسيكي.

·        أذكر أن سؤالي الأول لنفسي كان: هل يعقل أن يمثل فان سيدو دور قاتل في فيلم أمريكي بعد كل أفلامه مع برغمن؟

أعتقد أنه سؤال وجيه وطرحته على نفسي أيضاً (يضحك).

·        هل تغيّر شيء كثيراً على صعيد التمثيل بالنسبة إليك في مدة الخمسينات والستينات، واليوم؟

نعم، قدر كبير من الاختلافات. الآن بات على الممثل أن يبحث بجهد أكبر عن الدور الصحيح. لم يعد هناك ذلك النوع من المثابرة التي كان فيها المخرج يتعاون مع ممثلين معينين في كل مرّة. برغمن كان يعمل معي ومع ليف أولمن وبيبي أندرسون وآخرين طوال الوقت. دائماً يستخرج منا أشياء جميلة يضعها أمام المشاهدين. ولاحظت أنه مع تقدمي في السن، أنه أصبح من الصعب إيجاد الأدوار التي أحبها فعلاً. أنا كثيراً ما ألعب اليوم نصف دور. في مكان ما من السيناريو ينتهي دوري وأغيب.

·        تركت أثراً كبيراً في من خلال أعمالك مع إنغمار برغمن، وأفلامك الأمريكية. إلام تعزو نجاح علاقتك المهنية مع برغمن؟

إلى حقيقة أنه كان مخرجاً يعرف الكثير عن المسرح والتمثيل معاً. كان فنّاناً يحسن معالجة المواضيع ويمنح التمثيل دائماً حضوراً خاصّاً فيها. كلّنا آنذاك، اشتغلنا معه مدركين أننا نمثّل في أفلام بطريقة التمثيل للمسرح أحياناً. كان ذلك مهمّاً لنا جميعاً. والحقيقة أنه لا يوجد تمثيل خاص بالسينما وآخر خاص بالمسرح، لكن برغمن أنجز أفلامه وأدار ممثليه كما لو كان ينجز أعمالاً مسرحية.

·        أي دور حديث استمتعت به أكثر من سواه؟ في أي فيلم؟

ربما دوري في «تقرير الأقلية»، كل شيء كان مناسباً ومتاحاً. سيناريو جيد وموضوع رائع وإخراج ستيفن سبيلبرغ وممثل موهوب اسمه توم كروز.

·        ماذا جذبك إلى التمثيل هذه الأيام؟وماذا تحققه المهنة إليك؟

أعتقد أن سؤالك يهدف لأن يبحث في علاقتي الحالية أيضاً وليس التاريخية فقط، وما أنا واثق منه أن حبي للتمثيل لم ينته، ولم يتوقّف في أي وقت. ما زلت أستمتع بمراحله، من قراءة الشخصيات، ومقابلة المخرجين، وتصوّري لما سأقوم به، كل ذلك.

الخليج الإماراتية في

03.01.2016

 
 

«جنيفر لورانس» ابتكرت «ممسحة» درَّت عليها أرباحاً طائلة..

طفل «الغرفة» رائع.. وكذلك شاروخان الهندي.. لكن «ويليس» كارثة...

بقلم محمد حجازي

خمسة أفلام فاتنا الكتابة عنها مع إنشغالنا بالجردة السنوية التي نرصد فيها أبرز ما عرفته السنة المنصرمة من أحداث.

الأشرطة تنويعة لافتة ما بين الإجتماعي في أربعة منها، وخامس من نوع «الأكشن» لكن في أسوأ صورة عن هذا المناخ.

{ (Joy):

إنه إسم جنيفر لورانس النجمة الأجمل حالياً على الشاشات الهوليوودية في شخصية جوي مانغانو إبنة رودي (روبرت دو نيرو) التي تربّت في مناخ عائلي صناعي إستطاعت معه أن تعثر لنفسها على طريق خاص فبدأت ترسم وتعبّر عن خيالها الخاص وهي شابة صغيرة، ثم عندما كبرت إبتكرت ممسحة عملية حملتها إلى محطة تلفزيون تعمل على ترويج السلع، وبعدما فشل أحد المروّجين في إيصال السلعة إلى نساء البيوت، أقنعت المشرف على المحطة نايل (برادلي كوبر) أن تتولّى هي المهمة، وفعلاً جاءت النتيجة مدهشة.

الممسحة عرفت رواجاً، وصنّع فريق جوي منها 50 ألف حصة، لكن الذين يؤمّنون المواد الخام في كاليفورنيا طمعوا ورفعوا سعر الخام لكي ترفع هي سعر البيع. رفضت وقصدت مقر الشركة، وفوجئت بأنها تتصرف على أساس أن حق التصنيع معطى للشركة، وخاضت معركة حاسمة كسبت فيها حقها وفرضت وجودها في السوق وقبضت ثمن ذلك.

دور «دو نيرو» عادي، كوبر جيد في كل «ديو» له مع لورانس، حضور مفاجئ لـ ايزابيلا روسيلليني التي تبدو وقد غاب عنها الشباب.

{ (Room):

بإجماع على أن هذا الفيلم هو الأجمل من بين أشرطة الـ 2015 مع الطفل المعجزة جايكوب ترامبلي (جاك) والممثلة بري لارسون (الأم)، اللذين يختطفان إلى بيت صناعي مكوّن من غرفة واحدة يحتجزهما فيها خاطف غير معروف الأهداف، لكن الأم تجهز جاك لكي يؤمّن خروجهما، فتدّعي مرضه، لكن الخاطف لا يؤمّن له مستشفى للعلاج، فتعلن موته وتلفّه داخل حصيرة وتطلب من الخاطف أن يرميه في أي مكان لأنها لا تستطيع العيش مع جثة، وتكون أعدّت جاك لكي يخرج من الحصيرة عند أول إشارة حمراء في الشارع ويقفز من الشاحنة الصغيرة ويطلب النجدة من أي عابر سبيل.

دورية للبوليس تأخذه فيدلّها على مكان والدته، ينقلان إلى مكان آمن وتتوفر فيه مقومات النظافة والخدمات، ثم ينتقلان إلى بيت والدي الأم: (جوان آلن وويليام اش. مارسي)، هناك ينسجم جاك، وتنتاب الأم نوبات نفسية حادّة تدفعها مرّة لمحاولة الإنتحار.

الإيرلندي ليني أبراهامسون (48 عاماً) أخرج الشريط بكثير من المشاعر الرقيقة.

{ (Dilwale):

فيلم هندي ضخم في بيروت، بطله شاروخان الوافد من دبي حيث تمّ تكريمه كنجم له حضور قوي في بلده، يمثل، يغني، يلحن ويقاتل ودائماً مع الحق. وهو منتج للفيلم الذي أخرجه وأنتجه روهيت شيتي وفريقه، وهو فنان في الـ 41 من عمره عن سيناريو لـ يونس ساجاوال، حوار فارهاد وساجد.

أعادنا الفيلم إلى ذكريات سابقة عن الأفلام الهندية التي عرفناها من خلال صالتين: بيغال (وسط البلد) والخيام (الحمراء).

صخب لم يتوقف على مدى 158 دقيقة، مع الرباعي شاروخان (راج)، فارون دهوان (فير)، كما الشقيقتين إيشيتا (كريتي سانون) وميرا (كاجويل) إبنتي رجل العصابات مالك.

الحب حاضر، المواجهات والصدامات أيضاً. وأخيراً ينتصر الدم.

{ (Love the Coopers):

أميركا سبقتنا إلى عرضه في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. صوّر في بتسبرغ - بنسلفانيا بميزانية 17 مليون دولار، وحصيلة إيراداته أقل بقليل من 25 مليون دولار، ويتضمن أسماء جيدة: ديان كيتون، جون غودمان، أيد هيلمز، آماندا سيفريد، آلان أركين، ماريسا تومي.

كثيرة هي الحكايات والأخبار والمناكفات من دون جاذب قوي إليها.

{ (Extraction):

سقطة فنية كبيرة لـ بروس ويليس. ولا ندري ما الذي دفعه للقبول بدور ثانوي على حساب الترويج لـ كيلان لوتز في دور هاري إبن ليونارد تورنر (ويليس). فيلم بليد وسطحي لا مجال معه لأي قبول، مع المخرج ستيفن س. ميلر، في 83 دقيقة كانت متعبة

اللواء اللبنانية في

04.01.2016

 
 

بالفيديو- كريس روك يروّج لتقديمه لحفل الأوسكار 2016 بـ "زمارة"

خالد طه

طرحت القناة الرسمية لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة أخيرا عبر قناتها الرسمية على YouTube أول إعلان ترويجي رسمي لحفلها السنوي لتوزيع جوائز الأوسكار.

ويظهر في الإعلان القصير البالغ مدته 15 ثانية فقط مقدم حفل 2016 النجم الأمريكي الكوميدي كريس روك، والذي يقول فيه بأسلوبه الساخر واللاذع: "أنا كريس روك وسأقدم حفل جوائز الأوسكار، والذي مثله مثل ليلة رأس السنة سيضم العديد من الناس المخمورين واليائسين الذي يقطعون عهدا على أنفسهم بأنهم سيبلون بلاء حسنا في العام الجديد".

وفي نهاية الإعلان، يخرج كريس روك "زمارة" من جيبه ويقوم بالنفخ فيها، كنوع من الاحتفال بأبرز حدث سينمائي عالمي طوال العام.

وسيُذاع حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 88 يوم الأحد 28 من شهر فبراير المقبل عبر شبكة abc الأمريكية.

وكان كريس روك أعلن عن تقديمه لفقرات حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 88 في 21 أكتوبر الماضي، بعد أن سبق وأن قدمه للمرة الأولى في سنة 2005.

ورغم أن حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي قدم كريس روك فقراته في 2005 حقق نسبة مشاهدة عالية، بلغت نحو 42 مليون مشاهدة، إلا أنه لم يخلو من بعض اللحظات المثيرة للجدل بسببه، ومن أبرزها عندما سخر من موهبة النجم البريطاني جود لو، ما جعل الأخير يغضب منه.

كما أن من أكثر اللحظات المميزة لكريس روك أثناء تقديمه لحفل الأوسكار في 2005 عندما ألقى خطابه الافتتاحي، والذي اعتبره النقاد وقتها بأنه كان موضوعيا، ومحدد، ولم يخلو من إثارة الجدل، بسبب طبيعة روك الساخرة بصورة لاذعة في عروضه "الستاند أب كوميدي".

وتجدر الإشارة أن من قدم فقرات حفل الأوسكار في 2015 الممثل الكوميدي نيل باتريك هاريس، والذي قوبل بانتقادات واسعة، بسبب "إفيهاته" غير المضحكة وغير المناسبة.

موقع في الفن المصري في

04.01.2016

 
 

كريس روك يستعد لتقديم حفل الأوسكار بـ«زمارة وفريرة» (صور وفيديو)

كتب: ريهام جودة

وجه الممثل الكوميدي كريس روك تحية لجمهور السينما، في أول كليب دعائي لحفل الأوسكار المزمع عقده في 28 فبراير المقبل، وسيكون روك مقدمه الرئيسي.

ونشر روك- 50 عاما- الكليب الدعائي على صفحته الرسمية بموقع تويتر، كما نشر صورا وهو يحمل ألعاب أطفال «زمارة وفريرة» كنوع من الدعابة في الاحتفال باقتراب موعد الحفل، وعبر عن سعادته بالعودة لتقديم حفل الأوسكار للمرة الثالثة في مشواره.

كما وضع روك صورة مركبة للممثل ليوناردو دي كابريو الذي يعد أقوى المرشحين هذا العام، وهو يصارع دبا في لقطة من فيلمه The Revant وفي صورة أخرى يحمل الدب جائزة الأوسكار، كسخرية من دي كابريو وأن الدب سيتفوق عليه ،و ربما لن يفوز دي كابريو بالجائزة التي رشح لها من قبل ولم يتمكن من نيلها.

Chris Rock Oscars Commercial: New Year's Eve

https://www.youtube.com/watch?v=TqVcreW7_Fo

المصري اليوم في

04.01.2016

 
 

أسامة عبد الفتاح يكتب:

"جسر الجواسيس".. مفاجأة سبيلبرج الجديدة لجمهوره

** يضفي الفيلم لمسة إنسانية على قالب جاف ويمتلك شجاعة انتقاد الذات وفضح وهم العدالة الأمريكية

** يتجنب العمل التلميع الهوليوودي التقليدي للبطل الأمريكي ويمجد بدلا منه المواطن العادي

في فيلمه الجديد "جسر الجواسيس"، المعروض حاليا في مصر، يواصل المخرج الأمريكي الكبير ستيفن سبيلبرج مفاجأة جمهوره بما يحرص عليه دائما من تنوع في مسيرته، فمن الخيال العلمي إلى الكوارث، ومن الأعمال التاريخية إلى القصص الإنسانية، ومن السير الذاتية إلى الإثارة والتشويق.

هذه المرة يقتحم سبيلبرج عالم أفلام الجاسوسية، وتحديدا خلال فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، وهي - من فرط ما قُدمت على الشاشة الكبيرة في أمريكا وخارجها - تكاد أن تكون نوعا قائما بذاته، وتعاني أفلامه النمطية والتكرار.. لكنه، كما يحرص على التنوع، يسعى أيضا لأن يقدم في كل نوع الجديد الذي لم يره الجمهور من قبل، أو الـ"جاميه فو" بلغة السينما.

والجديد في هذا الفيلم، القائم على قصة حقيقية، إضفاء لمسة إنسانية على قالب معروف بأنه جامد وجاف، وتجنب التمجيد الهوليوودي التقليدي للبطل الأمريكي الذي يقهر "الأشرار السوفيت" وحده، حيث يمجد بدلا منه المواطن الأمريكي العادي الذي يحرص على أداء عمله والقيام بواجبه مهما كانت الصعوبات.. والأهم: امتلاك شجاعة انتقاد الذات وفضح الشوفينية والمكارثية الأمريكية خلال فترة استقطاب مخيفة كانت ترفع شعار "من ليس معنا فهو ضدنا".

يفضح "جسر الجواسيس" وهم العدالة الأمريكية، حين يسقط جاسوس سوفيتي بين يدي الاستخبارات المركزية، ويكون تعيين محام للدفاع عنه مجرد مسرحية هزلية من إخراج سلطات واشنطن وبطولة أحد القضاة لاستكمال أركان المحاكمة.. كما يفضح وهم الحلم الأمريكي بالحرية حين ينتفض الحاضرون في المحكمة مطالبين بإعدام الجاسوس فور سماعهم الحكم بسجنه مدى الحياة "فقط".

وفي نفس الوقت، يسقط قائد طائرة تجسس أمريكية فوق الاتحاد السوفيتي، ويخضع لمحاكمة تبدو أكثر عدالة، ويهلّل الحاضرون ترحيبا بالحكم، رغم أن القاضي اكتفى بسجنه عشر سنوات.

ورغم أن عملية تبادل الجاسوسين بين الجانبين هي الموضوع الرئيسي للفيلم، إلا أن صناع العمل يركزون بشكل واضح على العلاقة بين المحامي "جيمس دونوفان" (توم هانكس) والجاسوس السوفيتي "رودولف إيبل" (مارك رايلنس)، ويقدم سبيلبرج من خلالها جديدا آخر، وهو نشوء ما يشبه الصداقة - أو على الأقل الاحترام المتبادل - بين الرجلين اللذيْن من المفترض أنهما عدويْن.. فرجل القانون الغربي يقدّر في موكله وطنيته، ورفضه العمل مع الاستخبارات الأمريكية مقابل العفو عنه، ورفضه الإدلاء بأي معلومات عن النشاط الذي كان يقوم به، وابن الكتلة الشرقية يحترم في محاميه التعامل مع القضية بجدية، ورفضه الاشتراك في المسرحية القضائية المعدة سلفا. ويصل التقدير إلى حد أن الجاسوس السوفيتي، الذي يجيد الرسم ويمارسه طول الوقت، يرسم "بورتريه" لمحاميه ويتركه له قبل أن يعبر الجسر الواصل بين الكتلتين المتعاديتين ليتمم عملية التبادل.

يحمل الفيلم - بشكل أو بآخر - توقيع ثلاثة مخرجين، فبالإضافة لإمساك سبيلبرج عصا القيادة، اشترك المخرجان والكاتبان الكبيران، الأخوان إيثان وجويل كوين، الفائزان بالعديد من جوائز الأوسكار وبسعفة "كان" الذهبية، في كتابة السيناريو مع مات شارمان عن وقائع حقيقية دارت عام 1960 خلال الحرب الباردة، ومن بينها إسقاط طائرة تجسس أمريكية من طراز "يو تو" فوق أراضي الاتحاد السوفيتي السابق.

بالإضافة للسيناريو الجيد المتماسك، يتميز العمل بتفوق واضح للغاية في التعبير عن فترة الستينيات التي تدور خلالها الأحداث، إلى درجة إعادة بناء شوارع - بل ومدن - بالكامل، مع الاهتمام بأدق التفاصيل في الملابس والاكسسوارات وغيرها. ومع اقتراب حفل توزيع جوائز الأوسكار، يملك "جسر الجواسيس" فرصا كبيرة للفوز بجائزتي السيناريو والديكور وتنسيق المناظر.

كما أتوقع فوز الممثل البريطاني مارك رايلنس بأوسكار أفضل ممثل في دور مساعد عن أدائه الهادئ والمذهل دور الجاسوس السوفيتي، ولا شك أن وقوفه أمام الكبير توم هانكس ساعده على الظهور بهذا المستوى الرائع.

إلى جانب ترحيب النقاد حول العالم به، حقق الفيلم نجاحا تجاريا كبيرا، حيث وصلت إيراداته - حتى كتابة هذه السطور - إلى نحو 70 مليون دولار في أمريكا الشمالية، و61 مليونا خارجها، بإجمالي 131 مليونا، مقابل ميزانية لا تتجاوز 40 مليون دولار.

جريدة القاهرة في

05.01.2016

 
 

اختيار «ميل جيبسون» لتقديم حفل «جولدن جلوب» الأحد

كتب: الألمانية د.ب.أ

ذكرت تقارير اليوم الثلاثاء، أنه تم اختيار الممثل المثير للجدل ميل جيبسون ، لتقديم حفل «جولدن جلوب »، في لوس انجليس، الأحد المقبل.

وقالت صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية إن رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، التي تقيم الحفل السنوي، الذي يكرم أفلام ومسلسلات، كشفت عن أن «جيبسون»، سيقدم الحفل عبر صفحتها على موقع «تويتر»، للتواصل الاجتماعي.

وقوبلت هذه الأنباء، بغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب أحد مستخدمي تويتر:«ميل جيسبون.. هل أنتم مصابون باليأس لهذه الدرجة؟». وقالت «ديلي ميل»، إن تقديم «جيبسون» للحفل الأحد المقبل، يمكن أن يمثل بداية محاولة لـ«جيبسون» لتحسين صورته، عقب أن اتهم بالقيادة تحت تأثير الكحول، عام 2006، وأدلى بتعليقات معادية لليهود.

المصري اليوم في

05.01.2016

 
 

الخوف والحذر ينتاب لجنة الأوسكار 2016 مع بداية التصويت

القاهرة – بوابة الوفد – ولاء جمال جـبـة

تنتاب حالة من الترقب والحذر أعضاء لجنة الأوسكار خوفاً من تكرار ما حدث في عام 2015 من اختيار جميع الفائزين من ذوات البشرة البيضاء وهو ما وُصف بأنه "عنصرية" ترتب عليها انتشار هاشتاج "OscarsSoWhite".

شهد عام 2015 فوز 20 فنانا وفنانة من ذوات البشرة البيضاء بترشيحات الأوسكار فى فئاته المختلفة مما أدى إلى انتقادات واسعة النطاق طالت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي تقدم الأوسكار سنوياً متهمةً إياها بأنها أكثر الدورات عنصرية أكثر من أي وقت مضى.

مع بدأ أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، هذا الأسبوع، فى الإدلاء بأصواتهم حيال الترشيحات لنيل الأوسكار، باتت المشكلة الرئيسية بالنسبة لعدد كبير من الناخبين هي تنوع الفائزين في الفئات التمثيلية المختلفة، وفقاً لما ذكرته صحيفة "لوس أنجليس" الأمريكية.

من أبرز الفائزين فى جوائز الأوسكار 2015 كانوا إيدى ريدماين عن دوره في فيلم "The Theory of Everything" وجوليان مور عن دورها فى فيلم "Still Alice" فى الأدوار الرئيسية للتمثيل كأفضل ممثل وأفضل ممثلة، بينما فازت في فئات أفضل ممثلة مساعدة الفنانة باتريشيا أركيت، وفاز الفنان جي كي سيمونز كأفضل ممثل مساعد.

الوفد المصرية في

05.01.2016

 
 

الخوف والحذر ينتاب لجنة الأوسكار 2016 مع بداية التصويت

القاهرة – بوابة الوفد – ولاء جمال جـبـة

تنتاب حالة من الترقب والحذر أعضاء لجنة الأوسكار خوفاً من تكرار ما حدث في عام 2015 من اختيار جميع الفائزين من ذوات البشرة البيضاء وهو ما وُصف بأنه "عنصرية" ترتب عليها انتشار هاشتاج "OscarsSoWhite".

شهد عام 2015 فوز 20 فنانا وفنانة من ذوات البشرة البيضاء بترشيحات الأوسكار فى فئاته المختلفة مما أدى إلى انتقادات واسعة النطاق طالت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي تقدم الأوسكار سنوياً متهمةً إياها بأنها أكثر الدورات عنصرية أكثر من أي وقت مضى.

مع بدأ أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، هذا الأسبوع، فى الإدلاء بأصواتهم حيال الترشيحات لنيل الأوسكار، باتت المشكلة الرئيسية بالنسبة لعدد كبير من الناخبين هي تنوع الفائزين في الفئات التمثيلية المختلفة، وفقاً لما ذكرته صحيفة "لوس أنجليس" الأمريكية.

من أبرز الفائزين فى جوائز الأوسكار 2015 كانوا إيدى ريدماين عن دوره في فيلم "The Theory of Everything" وجوليان مور عن دورها فى فيلم "Still Alice" فى الأدوار الرئيسية للتمثيل كأفضل ممثل وأفضل ممثلة، بينما فازت في فئات أفضل ممثلة مساعدة الفنانة باتريشيا أركيت، وفاز الفنان جي كي سيمونز كأفضل ممثل مساعد.

الوفد المصرية في

05.01.2016

 
 

حرب النجوم. صحوة القوة

بقلممشير عبدالله

بدأ فى أواخر العام الماضى الحدث الأكبر فى السينما وهو انطلاق عرض فيلم (حرب النجوم) الذى حقق فى أول يوم عرض 59 مليون دولار متخطياً فيلم هارى بوتر الجزء الثانى والذى يعد أكبر فيلم تحقيقاً للايردات فى أول يوم عرض عام 2011 محققاً 39 مليون دولار.

وقد حقق فيلم (حرب النجوم) بعد اسبوعين من عرضه 740 مليونا لفيلم تكلفة ميزانيته 200 مليون دولار وهو يعتبر الحلقة السابعة من السلسلة التى ابدعها جورج لوكاس بداية من عام 1977 الذى بدأ من الحلقة الرابعة ثم تبعه الجزء الخامس عام 1980 والسادس عام 1983 ثم بدأ بعد 16 عاما الجزء الاول عام 1999 ثم الجزء الثانى عام 2002 وفى عام 2005على يد جورج لوكاست كان اكتمال السادسية بعرض الجزء الثالث والتى كتبت جميعها فى بداية السبعينيات. حتى اشترت ديزنى حق الشخصيات ليكتب الجزء السابع ( حرب النجوم صحوة القوة) بعيداً عن الأب الشرعى جورج لوكاس والذى حقق هذا النجاح المستمد من الاجزاء الستة السابقة ويحكى فيلم حرب النجوم (صحوة القوة) بعد الجزء السادس تاريخياً (عودة الجيداى) والذى عرض عام 1983 مستغلاً الكاتب وهو المخرج وجود أبطال هذا الجزء على قيد الحياة بعد 32 عاما وهم هاريسون فورد وكارى فيشر ومارك هاميل وتستمر الاحداث بلقاء الاب ( هان سولو) مع الابن (كولى رين) بطلب من الأم ( الاميرة ليا) والصراع بين الخير والشر القصة كتبها جى جى ابرامز بالاشتراك مع لورانس كاسدان الذى رشح للاوسكار اربع مرات ومعهم مايكل ارندت الذى حصل على الأوسكار عن فيلم ميس صنشاين من ترشحين احدهما عن فيلم قصة لعبة وقد قام باخراج الفيلم جى جى ابرامز الذى اخرج من قبل فيلم المهمة المستحيلة لتوم كروز الجزء الثالث وفيلم ستار تريك داخل الظلام وهو فى الاصل منتج العديد من الافلام وهنا فى (فيلم حرب النجوم صحوة القوة) يظهر الفرق بين الكبير جورج لوكاس وبين ابرامز من حيث السرد حيث لجأ لوكاس للعديد من الوحدة فى المونتاج للاجزاء الستة من حيث الانتقال من مشهد لآخر عن طريق المسح وهو يقارب قلب الصفحة فى القصة المقروءة وهو ما استخدمه ابرامز مرة أو مرتين فقط فى الجزء السابع، ايضاً اختيار الممثلين الانجليز العاملين فى التليفزيون لم يكن فى خدمة الدراماً خصوصاً جون بويجا فى دور (فين) كما ان اعتماده على بدء سلسة جديدة من هذا الجزء جعل السيناريو به ضعيفا فلم يكن فى قوة الاجزاء السابقة التى أبدعها جورج لوكاس حيث ان لوكاس حينما كتب الثلاثية كان يستشف المستقبل وما سوف يحدث فيه من تطور تكنولوجى فرفض تصويره متسلسلاً كما كتبه حيث رأى ان الاجزاء الاولى فى الاحداث لابد لها من تكنولوجيا متطوره فى التصوير، فلجأ لتصوير النصف الثانى من الاحداث بدءا من الجزء الرابع ليبدأ الاول بعد 22 سنة ليصبح تصوير الجزء الثالث بعد 28 سنة حتى تصل التكنولوجيا لما فى رأس جورج لوكاس وحتى انه كانت تصنع له كاميرات خاصة لتصوير حرب النجوم. فى التمثيل هاريسون فورد حاول أن يتقمص شخصيته التى أداها عام 1977 هان سولو فكان ظهورا مهما لاعطاء فيلم حرب النجوم روحه. كارى فيشر فى شخصية الاميرة ليا التى كانت تدور حولها الاحداث وهى بعيدة عن التمثيل فى السينمات منذ زمن وتعمل فقط فى التليفزيون ولكن وجودها مهم فى السلسة الجديدة لحرب النجوم الذى يتم الآن تصوير الجزء الثامن منه ديسى ريدلى فى شخصية راى من الشخصيات المؤثرة فى الاحداث واختيارها كان خدمة الدراما التصوير دانيال منديل له العديد من افلام الاكشن مثل المهمة المستحيلة وستار تريك وسوبر مان وهو هنا استطاع اعطاء الجو العام لحرب النجوم بتقنية 3 D كما فى الاجزاء السابقة والمونتاج مريان برندون ومعها مارى جو ماركى وهما لهما العديد من افلام الاكشن معا وقد استطاعا المحافظة على الايقاع الذى أعطى الاحداث المكتوبة من يفيدها. الموسيقى جون ويليامز وهى نفس الموسيقى منذ السبعنيات نفس الروح ونفس التوزيع. فيلم حرب النجوم صحوة القوة حقق كل هذا النجاح وهذه الايرادات لأنه فى الأساس من إبداع جورج لوكاس.

الأهرام اليومي في

06.01.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)