كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

سينما "ماكبث" الجديدة متكافئة ومناجاة النفس الشكسيبيرية

رائد الرافعي

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

أعظم ما في مسرحية وليم شكسبير "ماكبث" هي مقاطع مناجاة النفس، حين تغوص شخصية الملك "الملعون" في أعماق ودهاليز مشاعر الذنب والندم الداكنة، لتنقل حالات الهلوسة والجنون المتأتية عن ذلك عبر مونولوغ داخلي محاك بشاعرية وإتقان. المخرج الأسترالي، جوستين كورزيل، غير المعروف نسبياً، نجح في نقل تلك المقاطع ببراعة إلى الشاشة الفضية في فيلم يحمل عنوان المسرحية نفسه ويبقى مخلصاً إلى نص الحوارات الأصلي بكلاسيكيته وإلى الأجواء والديكورات الضبابية التي تميّز هضاب اسكتلندا حيث تدور أحداث القصة.

اختار كورزيل اللقطات القريبة من وجوه شخصياته، ماكبث وزوجته الليدي ماكبث، ليركّز الفيلم على الحالات النفسية المتأزّمة التي تمرّ بها. وحتى أنّه اقتطع بعض الأجزاء من المسرحية الأساسية والتي اعتبرها ربما هامشية ليبقى أقرب من سواد الشخصيات الأساسية. وطبعاً من أهم عوامل نجاح الفيلم، الذي عُرض في مهرجان "كان" 2015، في نقل قسوة وقوة الدراما الشيكسبيرية، يكمن في الممثلين الرئيسيين، أي مايكل فاسبندر وماريون كوتييار. وقد بدا أداء الممثلين قويّاً ينبع من الصميم لكنه متوازن في الوقت نفسه، ما يذكّر بأسلوب ستانسلافسكي في التمثيل الذي يتّبعه آل باتشينو وجاك نيكلسون

خيار فاسبندر للدور الرئيسي صائب تماماً ومن غير المستغرب أن يبرع الممثل الألماني-الإيرلندي في تجسيد شخصية تعيش حالات نفسية متطرفة تصل إلى حدود المشاعر الإنسانية. وقد سبق لفاسبندر أن أدّى دوراً مؤثراً جداً في فيلم "جوع" (2008) لستيف ماكوين حول سجين سياسي إيرلندي يضرب عن الطعام إحتجاجاً على اعتقاله وعلى الممارسات الإنكليزية في حقّ المناضلين الإيرلنديين. أما كوتيار، الممثلة الفرنسية، فقد اشتهرت في أداء دور المغنيّة الأسطورية إديت بياف ونقل اضطراباتها النفسية، رغم صغر سنها نسبياً عند تمثيلها للدور.

وبعد أهمية كوتيار وفاسبندر في الدورين الرئيسيين، ما يجعل الفيلم ملفتاً، هو أن المخرج كورزيل، لديه في أرشيفه السابق فيلم طويل واحد يعرفه نسبياً الجمهور الشغوف بالسينما "البديلة". الفيلم واسمه "سنوتاون" (أو بلدة الثلج 2011) يشرّح أيضاً فيه كورزيل سيكولوجية سفّاح.  

"ماكبث" هي قصة قائد عسكري تتنبأ له ساحرات ثلاث بأنّه سيعتلي العرش يوماً. تلك النبوءة تدفعه إلى قتل الملك دانكن، بتشجيع وتخطيط من زوجته الليدي ماكبث التي يعشقها بجنون. لكنه بعد أن يصبح ملكاً، يدخل في حالات من الندم والهلوسة تدفعه إلى ممارسات دموية، خاصةً وأنّه بلا وريث للعرش. ويجعله خوفه من فقدان السلطة أسير الإحساس الدائم بأنّ المؤامرات تحاك من حوله. وعندما ترى الليدي ماكبث زوجها يأمر بحرق زوجة وأطفال أحد خصومه، اللورد ماكدوف، يدفعها الندم، وفقدان السيطرة على جنون زوجها، إلى الموت.

 

في الفيلم، تعود الليدي ماكبث في آخر لقطات لها قبل موتها إلى كنيسة في بلدتها المهجورة لتؤدي مشهد مناجاة النفس الشهير حيث تستذكر مشاهد دموية من ماضيها. وهنا نلمس تحوّل كوتيار من كونها المرأة العاجية الواثقة من نفسها والقاسية التي فقدت أي إحساس بدفء مشاعر الأمومة، لتصبح شخصية هشّة تقترب بأسى وتقبّل مرير من النهاية. ولعلّ الجديد الذي أدخله كورزيل على هذا المشهد هو أنّ الليدي ماكبث تؤديه بحالة من اليقظة التّامة من دون أن يقاطعها أحد من خدمها. وفي المسرحية، المعروف أنّ الليدي ماكبث تكون في حالة من السمنابوليا أي أنها تمشي وهي نائمة. وفي نهاية صامتة للمشهد، تظهر الليدي ماكبث وكأنّها تتحدث إلى شبح ابنها المتوفي. وبحسب بعض النقّاد، هذا الإقتراح الضمني بأنّ المناجاة موجّهة إلى طرف ثانٍ حلّ بذكاء معضلة كيفية ترجمة مقاطع المناجاة في مسرحيات شكسبير سينمائياً.

التحديث الآخر في الفيلم، رغم إخلاصه للمسرحية، هو أنّه يبدأ بطقوس عملية دفن ابن ماكبث الطفل، ليصبح أسير تلك التراجيديا الأولى منذ البداية. شبح الطفولة نراه أيضاً من خلال طيف فتىً يُقتل في المعارك الأولى ويُلاحِق ماكبث طوال الفيلم. والتركيز منذ البداية على مشاهد قتال عنيفة صُوّرت بـ"سلو موشن" يلصق بماكبث طوال الفيلم صفة الجندي العائد من الحرب والذي تسكنه الصدمات المتأتّية عن المعارك والأشباح التي تولّدها. وهذا ربما ما يعطي، بحسب البعض، بُعداً حديثاً للقصّة كون قضية الجندي الذي يعود من الحرب بجراح نفسية عميقة تمنعه من عيش حياة متوازنة هو موضوع يتمّ دائماً تداوله في السينما خصوصاً منذ غزو العراق.

خوض تجربة نقل "ماكبث" إلى السينما من جديد يُعتبر تحدياً كبيراً، إذ أنّ أهم المخرجين قاموا سابقاً بذلك وحتّى أنّ بعضهم فشل. والقصة هي مادة لعدد كبير من الأفلام منذ أوائل القرن العشرين وبدايات السينما الصامتة. وفي نهاية الأربعينيات، قام المخرج الأميركي، أورسون ويلس، بإخراج ماكبث، ولعب الدور الرئيس في الفيلم الذي تعرّض إلى إنتقادات عديدة. وفي الخمسينيات، اقتبس المخرج الياباني أكيرا كوروساوا، شخصية ماكبث ونقلها إلي الأزمنة الإقطاعية في اليابان. وفي العام 1971، اخرج رومان بولانسكي ماكبث رغم صعوبة إيجاد إنتاج للفيلم. وقد تميّزت نسخته للقصة بأنّ مقاطع مناجاة النفس جاءت كتعليق صوتي (أو ڤويس أوڤر) ما سمح له بالتركيز على الحالات النفسية الصامتة لممثليه. ولعلّ ما ميّز فيلم بولانسكي بقساوته ودراماتيكيته، هو أنّه كان أوّل فيلم يخرجه بعد مقتل زوجته وأصحابه في شقتهم في كاليفورنيا على يدّ عصابة بينما كان هو خارج البلاد. وكأنّ بولانسكي حينها أراد ترجمة مشاعر الأسى التي أحسّها إثر تلك الخسارة عبر قصّة عنيفة نفسياً كقصة ماكبث.

المدن الإلكترونية في

22.12.2015

 
 

Mad Max: Fury Road الأول لعام 2015!

كتب الخبرمارك أولسن

يصعب أن نشاهد نشرات الأخبار أخيراً من دون أن نشعر بخليط من الإحباط والاشمئزاز ويسهل أن نستنتج أن العالم بدأ يخرج عن السيطرة بوتيرة متسارعة ويتجه إلى المجهول. عكست الأفلام في عام 2015 هذه الفكرة وعرضت مشاهد متلاحقة من هذا العالم الغارق في الأزمات.
لكن برزت أيضاً جوانب ضمنية تعكس مشاعر المسامحة والمصالحة والتطور والأمل، في أعمال السينما على الأقل. يبدو أن الأفلام تخبرنا بأن المستقبل أمامنا: ما يحصل الآن يتوقف علينا جميعاً.
لهذا السبب، يبدو فيلم Mad Max: Fury Road مميزاً أكثر من أي فيلم آخر هذه السنة، فهو يعكس تياراً نادراً ومبهراً من الواقع المحتدم، لذا يمكن اعتباره أفضل فيلم لهذا العام. يجسد الفيلم بطريقة مميزة مظاهر الفوضى والصداقة والعنف والكراهية والتصميم والقدرة على تجاوز الخوف عبر قوة التحمل والتفاهم

تولى جورج ميلر إخراج فيلم Mad Max: Fury Road وشارك في كتابته. ينجح في طرح مواضيع كثيرة دفعةً واحدة: النزعة الذكورية ونظرية المساواة مع المرأة، التشتت والتركيز، الوحشية والحنان. إنه فيلم حركة مدهش يعكس بكل براعة معنى السلطة. قرر ميلر بشكل أساسي أن يعطي الشخصية التي تحمل اسم فيلمه، وهو متجول يلعب دوره للمرة الأولى توم هاردي، دوراً مساعداً ويفسح المجال أمام ظهور قائدة جديدة: إنها المحاربة {فوريوزا} وتؤدي دورها تشارليز ثيرون.

يستعمل فيلم آخر هذا الأسلوب لتعميق طريقة تجسيد العالم: إنه فيلم Chi-Raq للمخرج سبايك لي، يعرض حكاية جامحة وذكية بطريقة منظمة وسط احتدام موضوع العنف المسلح في شيكاغو راهناً. يخصص الفيلم مساحة حرة كي يكشف عن جرأته وقد يبالغ أحياناً في طرحه لكن من دون أن يخسر رؤيته عن الموضوع المؤلم الذي يرتكز عليه. يستند هذا الأسلوب إلى إخراج سينمائي بلا ضوابط ويتعزز نجاح فيلم Chi-Raq بشكل خاص لأن سبايك لي كان يُعتبر مخرجاً عظيماً في السابق ولكنه يتخبط في أفلامه الحديثة. لا شك في أنّ عودته إلى القمة بهذه القوة ستكون مصدر إلهام لافت.

أداء صادم

يقدم سامويل جاكسون أداءً صادماً في فيلم Chi-Raq، ويؤدي هذا الممثل أيضاً دوراً محورياً في مسار الأحداث في فيلم The Hateful Eight للمخرج كوينتن تارانتينو: إنه فيلم درامي يدور بشكل أساسي في كوخ جبلي بعيد بعد الحرب الأهلية مباشرةً. يخصص وقتاً طويلاً قبل أن يكشف عن مواجهة مباشرة للعنف الموروث والكراهية العنصرية. سرعان ما يتحول الفيلم إلى نقد ذاتي ضمني ويتحدى في أجزائه الأخيرة المتعة التي اتسم بها في أجزائة الأولى.

وجدتُ صعوبة في إدراج فيلم The Big Short على لائحة أفضل عشرة أعمال لهذه السنة، فهو يحاول بدوره أن يفهم هذا العالم المتقلب. ابتكر المخرج آدم ماكاي الذي نسف ثقة النفس الأميركية في أفلام مثل Anchorman وTalladega Nights عملاً مختلفاً بالكامل: إنه فيلم ساخر عن الانهيار المالي في أواخر العقد الأول من القرن الواحد والعشرين من وجهة نظر عاملين داخل القطاع المالي. هم لم يتوقعوا ذلك الانهيار فحسب، بل كسبوا المال منه. تقول الشخصية التي يجسدها براد بيت: «أنت تراهن بكل بساطة ضد الاقتصاد الأميركي».

نشأت علاقات معقدة ومتضاربة في أفلام متلاحقة. في فيلم The Assassin الذي أخرجه هوي هسياو هسين وتدور حوادثه في الصين الإقطاعية، تتداخل المكائد السياسية مع الدراما الشخصية وتصل إلى نهايات مميزة ومؤثرة. وفي فيلم Sicario للمخرج دينيس فيلنوف، تتزعزع الحدود بين الخطأ والصواب وبين المشروع وغير المشروع.

خصائص البشر

يتعمق فيلم Ex Machina للمخرج ألكس غارلاند بخصائص البشر عبر طرح مثلث حب غير متوقع والتشديد على حيل ومحاولات الصمود بين البشر والآلات الجميلة.

شقّ بعض الأفلام طريقه بصعوبة وأثبت قوته وحكمته. في فيلمَي The Diary of a Teenage Girl للمخرجة مارييل هيلر وTangerine للمخرج شون بايكر، تمر الشخصيات الرئيسة بصراعات وصدمات ولكنها تجد بصيص أمل في الصداقة والعائلة والحب. ويسهل التعاطف مع فيلم Results للمخرج أندرو بوجالسكي لأنه يسمح للشخصيات بأن تكون فوضوية وشائبة وصعبة، أي على طبيعتها، ولكنها تبقى منفتحة على التغيير. يمكن أن نفاجئ الآخرين دوماً لكنّ الأهم أننا نستطيع أن نفاجئ نفسنا أيضاً!

عواطف عميقة

يرتكز فيلم Carol للمخرج تود هاينز على عواطف عميقة، لكنها تتضح بشكل أساسي في مظاهر الصمت والنظرات، وتؤدي كايت بلانشيت وروني مارا دور امرأتين تناضلان ضد ضوابط المجتمع خلال الخمسينات لعيش قصة رومانسية. تبدو كل نظرة أو لمسة عابرة مشحونة بتوق حسي وخطر داهم. أما فيلم While We’re Young للمخرج نواه بوماش، فهو عمل كوميدي عن القلق من التغيير الاجتماعي بين الأجيال، أي الشعور بالعزلة والوحدة. لكن تعكس حوادث القصة أهمية المصالحة والتفاهم، بمعنى أنّ العمر ليس عائقاً لخوض مغامرات جديدة.

مثلما يتراجع دور {ماد ماكس} للتركيز على شخصية أخرى في فيلم Fury Road، تؤدي شخصية {روكي بالبوا} في فيلم Creed دوراً مساعداً كي يشق شاب طريقه في العالم. أعاد الكاتب والمخرج راين كوغلر تركيب شخصية {روكي}: لا يزال دوره مهماً (يقدم سيلفستر ستالون أداءً سلساً) وأكثر ما يميزه هو سخاء الروح وحب العطاء.

كانت هذه السنة قاتمة في العالم وفي مجال الأفلام، لكن يمكن المضي قدماً طبعاً. في فيلم Creed، يتضح مغزى القصة في الوقت المناسب بالنسبة إلى الشخصية وبالنسبة إلى المشاهدين أيضاً: حتى لو كنت محبطاً، يمكنك النهوض دوماً!

الجريدة الكويتية في

22.12.2015

 
 

«أم المخترعات» و«العائد» مع «الحاقدون الثمانية».. تودع سينما 2015

القاهرة - بوابة الوفد - حنان أبوالضياء

العالم يودع العام الحالى بثلاثة أفلام ذات نكهة سينمائية خاصة، اثنان منها عن سيرة حياة مثيرة للجدل بكل ما بها من تحديات وفى نفس الوقت عانت تلك الافلام من صعوبات عدة قبل وصولها للشاشة، كادت تطيح بأحلام مبدعيها فى أن ترى النور.. الفيلم الاول سيرة ذاتية جديد يتصدى لها المخرج للمخرج «ديفيد أوراسل» صاحب أفلام ثلاثة ملوك 1999، المقاتل 2010، المعالجة بالسعادة 2012؛ والحاصل على 24 جائزة في المهرجانات السينمائية المختلفة؛ وفيلم «جوى» Joy والذي يعيد فيه للمرة الثالثة التعاون الناجح بينه وبين النجمة «جينيفر لورانس» هو فيلم مستوحى من أحداث حقيقية حول سيدة الأعمال جوي مانجانو، تلك الأم المكافحة التي عملت في البداية في 3 وظائف مختلفة لتعول أبناءها الثلاثة قبل أن تأتيها فكرة تصميم جديد وفريد لممسحة أرضيات بها الكثير من المميزات وتختلف عن أي من أقرانها، وبالفعل نجحت فكرة مانجانو واستطاعت توقيع اتفاقية شركة HSN للتسويق المنزلي وتمكنت من عرض منتجها عن طريق تلك الشركة وبيع الملايين من تلك الممسحة العجيبة في وقت قياسي. استطاعت بعدها مانجانو ابتكار العديد من الاختراعات المنزلية البسيطة من أشهرها حاليا شماعات الملابس بأشكالها المبتكرة، ليطلق عليها اسم «أم المخترعات» في الولايات المتحدة، كما تم اختيارها كواحدة من أفضل 100 مبدع في مجال إدارة الأعمال ومن أفضل 10 سيدات أعمال مبدعات ويعد الفيلم بمثابة التجربة الفنية الرابعة التى تشترك فيها لورانس مع برادلى كوبر بعد silver linings playbook، وamerican hustle، وserena، الذى عرض فى 2014. ويعد أيضا التعاون بين النجمة «لورانس» والمخرج «أوراسل» مليء بالانجازات حيث فازت «لورانس» بجائزة الأوسكار في أول أفلامها مع أوراسل Silver Linings Playbook قبل أن تترشح للأوسكار مرة أخرى في فيلمها الثاني معه «المقاتل» كما ترشح «أوراسل» نفسه لأربع جوائز أوسكار في فئة أفضل نص سينمائي وأفضل إخراج عن كلا الفيلمين..الطريف أن المخرج ديفيد أوراسل داعب النجمة جينيفر لورانس فى العرض الأول الذى اقيم فى لندن، بتعمده الوقوف أمامها ليخطف أنظار عدسات المصورين. وغاب برادلى كوبر.. والفيلم من الأعمال المرشحة للأوسكار.

أما فيلم The Revenant «العائد» سيرة ذاتية وإثارة وويسترن أمريكي قادم من إخراج أليخاندرو جونزاليز إيناريتو الحائز على الأوسكار العام الماضى عن فيلم «الرجل الطائر» وسيناريو وحوار مارك إل سميث وإيناريتو. الفيلم مقتبس من رواية بنفس الاسم لمايكل بنك، المستوحاة من حياة الصياد ساكن الحدود هيو جلاس. وبطولة ليوناردو دي كابريو وتوم هاردي وويل بولتر ودومينال جليسون. والأحداث وقعت في مطلع القرن التاسع متناولا رحلة هيو جلاس المحفوفة بالمخاطر لأحد الأراضي الأمريكية غير المكتشفة على ضفاف نهر ميزوري حيث تركه رفاقه للموت ولكنه وكما لم يتوقع أحد استطاع النجاة بحياته ثم بدأ رحلته للانتقام ممن خانوه.الفيلم تضمن معارك مع السكان الأصليين (الهنود الحمر) ومواجه شبه مميتة مع دب بري. أليخاندرو صاحب الـ51 عاماً، اختار تصوير فيلم The Revenant باستخدام الضوء الطبيعي فقط، بينما كانت الخطة تقضي بتصوير الفيلم كلياً في كندا، لكن الطقس لم يسمح، لذلك اتجه تصويره إلى مكان في أقصى الأرجنتين به ثلج. ويعد هذا التعاون الثانى بين «دي كابريو» والنجم «توم هاردي» بعد أن عمل الاثنتان معاً في الفيلم الرائع Inception.الطريف أن افرادا من طاقم العمل على الفيلم قالوا أن الفيلم قد يصبح ملحميا ويستحق الأوسكار لكنهم قالوا أيضاً إن صناعة الفيلم كانت أسوأ تجربة في مسيرتهم.. أحدهم حتى وصفها بالـ«الجحيم», وأنهم شهدوا تحولات كبيرة في الإنتاج، حيث طرد البعض واستقال البعض، وقالوا إن الأحداث خلف الكواليس أدت بالمخرج أليخاندرو إلى طرد المنتج جميس سكوتشدوبل من موقع التصوير؛ ورغم أن الفيلم أنتج في سبتمبر 2014 وكان يفترض أن ينتهي في مارس 2015. لكن تصوير فيلم The Revenant  استمر الى أغسطس التالي حيث الميزانية تعدت حاجز 95 مليون دولار أمريكي الذى كان مفروضا لها. على الرغم من أن الطقس كان عائقا كبيرا، العديد من طاقم العمل قالوا المشكلة الرئيسية كانت الفشل في فهم كم سيكلف تصوير فيلم تاريخي بهذا الحجم في العراء. بسبب استعمالهم الضوء الطبيعي فقط كان هناك وقت قصير للتصوير كل يوم.

أما فيلم The Hateful Eight الحاقدون الثمانية للمخرج المبدع الحائز على الأوسكار «كوينتين تارانتينو» الذى قام بكتابة السيناريو. من بطولة صامويل جاكسون وكورت راسل وجينيفر جيسون لي وتيم روث ومايكل مادسن. وتقع أحداث قصة فيلم الويسترن القادم في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية وتتمحور حول صائد جوائز يسافر هو وسجينه بواسطة عربة خيول إلى مدينة تدعى ريد روك، لكن عاصفة ثلجية تمنعة من مواصلة مسيرته وتجبره على اللجوء إلى مكان مغلق بحثا عن الحماية، وهناك يقابل مجموعة أخرى من المسافرين يحتمون من العاصفة، وبينما هم ينتظرون مرور العاصفة تنكشف نوايا كل شخص ويتحول الأصدقاء إلى أعداء ويتورطون في مؤامرة مليئة بالخيانات. من المعروف أن المخرج والكاتب كوينتن تارنتينو قام بكتابة نسخة ثانية ذات نهاية مختلفة لفيلمه وذلك بعد المشكلة التي حدثت بتسريب النسخة الأولى من الفيلم. مشيراً إلى أنه «حذف شخصيتين رئيسيتين، وغير النهاية، ولكن القصة الأساسية ظلت كما هى». ففي يناير 2014، سرب موقع جوكر (Gawker) نسخة من نص فيلم تارانتينو القادم «الحاقدون الثمانية». بعد انتشار النص على مواقع الإنترنت، قرر تارانتينو إلغاء المشروع برمته واستخدام القصة كرواية بدلا من فيلم.ولم ينته الجدال عند هذا الحد؛ رفع تارانتينو دعوى حقوق الطبع والنشر ضد غوكر، حيث صَرح في الدعوى، «أقامت جوكر مشروعا تجاريًا من وراء التلصص باسم الصحافة، منتهكين حقوق الناس بكسب بعض الارباح»، وطالبت الدعوى بمليون دولار كتعويضات أسقط تارانتينو الدعوى لاحقا، لكن ذُكر في مذكرة الإسقاط، «تم هذا الإسقاط دون تحيز، ويحق للمدعي التقدم بإجراءات وإعادة رفع الدعوى لاحقا بعد إجراء المزيد من التحقيقات من اجل التأكد من وجود منتهكين إضافيين». لم يَقُم تارانتينو برفع الدعوى مجددا لكنه يحتفظ بالحق القانوني لفعل ذلك في المستقبل.وفي مؤتمر سان دييجو كومك-كون الدولي 2014، أكد تارانتينو نبأ الفيلم، حيث ذَكر بأنه يَعمل على مسودة ثالثة من الفيلم، من المحتمل أن يصدر في 2015 و المخرج والكاتب كوينتن تارنتينو حصل على أوسكار أفضل سيناريو مرتين؛ شَكلت جميع أفلام تارانتينو نجاحا كبيرا على الصعيدين النقدي والتجاري. وحاز ايضا على العشرات من الجوائز، منها جائزتي أوسكار، جائزتي جولدن جلوب، جائزتي بافتا وجائزة السعفة الذهبية، وترشح أيضا لجائزة جرامي وجائزة إيمي. اعتبرته مجلة Time أحد أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2005،ج ووصفه صانع الأفلام والمؤرخ بيتر بوجدانوفيتش بـ «المخرج الأكثر تأثيرا في جيله».

الوفد المصرية في

22.12.2015

 
 

Creed: أعظم إحياء للسلسلة الرياضية الأكبر "روكي"

أحمد خالد

هو واحد من أكثر الأفلام التى حازت على اهتمام الجماهير قبل عرضه، وامتد هذا الاهتمام بعد العرض الأول، ليعتبره البعض مفاجأة 2015.. فيلم Creed هو فيلم دراما رياضي، ويعتبر السابع ضمن سلسلة أفلام "روكي"، ومن بطولة مايكل بي جوردان، وسيلفستر ستالون.

القصةيولد أدونيس جونسون الابن غير الشرعي للملاكم "أبوللو كريد" بعد وفاة والده، وتتعرض والدته للاغتيال، ليتم وضعه في دار رعاية، قبل أن تقرر "ماري كريد" اصطحابه من الدار وتربيته ورعايته، وسط محاولات منها بألا يتبع خطوات والده، والاتجاه للملاكمة، ولكنها تبوء بالفشل، وينطلق أدونيس في رحلة لاكتشاف نفسه، وإثبات مهاراته كملاكم، عن طريق الاستعانة بخبرات صديق والده القديم "روكي بالبوا".

طغت الدراما في الفيلم على الجانب الرياضي، وجاءت بشكل مميز غير مُقحم أو مبتذل كما حدث في الجزء الرابع من السلسلة على سبيل المثال، بل أن الفيلم استمد قوته من فيلم Rocky Balboa الذي عُرض في 2006، وحاول أن يمسك بخيط شخصية "روكي" في هذا الجزء، ويبني عليها الأحداث المتعلقة بهذه الشخصية، مع التحام الخط الدرامي لـ "أدونيس" الجديد في السلسلة، والذي خلا من أي إكليشيه، في خطوه مميزة تُحسب لصناع الفيلم، فصراعات أدونيس النفسية الداخلية ومع والده الذي لم يراه كانت معقدة للغاية، ولكنها وصلت للمشاهد بشكل بسيط وفي الأوقات المناسبة، من خلال السيناريو المتماسك والمكتوب بعناية، والأداء التمثيلي المميز لمايكل بي جوردن وسيلفستر ستالون.

* التمثيل- مايكل بي جوردان: يستكمل جوردن نجاحه الذي بناه في فيلم Fruitvale Station، ويصل في Creed إلى مستوى مميز يضعه بين أفضل الممثلين الذين قاموا بدور الملاكم في تاريخ السينما، وجوردان ممثل يعرف كيف يعكس للمشاهد الرسائل بتعابير وجهه بشكل محكم.

وأظهر مشهد جوردان مع سيلفستر ستالون في قسم الشرطة إمكانيات تمثيلية عبقرية له، الذي استطاع في دقيقة أن يعكس مشاعره كشخص يريد الخروج من عباءة والده، بالإضافة إلى غضبه من الشخص الوحيد الذي يعتبره جزء من عائلته، وكان على جوردان الذي يقدم دور شخصية "أدونيس" القوية المحاربة أن يعكس صراع نفسي بين رغبته في أن يبقى قويا، وبين حقيقته في تلك اللحظة بأنه ضعيف ولا حيلة له، وعكس في دقيقة واحدة لحظات نحتاج إلى سطور عديدة لشرحها.

- سيلفستر ستالون: قدم أداء عبقري في الجزء الأول لـ "روكي الشاب"، وكان مذهلا في الجزء الثاني لـ "روكي المحارب"، ومتواضعا في الجزء الثالث والرابع بسبب تواضع الفيلمين، ومتوسط في الجزء الخامس، أما في Creed فقدم أداء لا يمكن وصفه، فستالون يجعلك تضحك وتبكي طوال أحداث الفيلم بكل بساطة، ويجعلك تشعر بالمسؤولية والاهتمام نحو "روكي"، وسيشعر محبو السلسلة بتواجد روح "ميكي" – مدرب روكي – في الفيلم، من خلال الأداء التمثيلي العبقري لستالون وتوجيهات متقنة من المخرج.

التأليفالفيلم من تأليف آرون كوفينجتون وريان كوجلر الذي قام بإخراج الفيلم، وقدم كوجلر أول أفلامه Fruitvale Station منذ عامين، وأثبت نفسه كمخرج مميز وواعد، ولكنه كمؤلف لم يكن بنفس القوة، وكانت هناك مشاكل عديدة في السيناريو، الذي خرج وكأنه فيلم وثائقي، ولكن يبدو أنه في Creed تعلم من أخطائه، واختار شخصا جيد ليعاونه في الكتابة، والشخصيات في الفيلم مكتوبة بشكل ممتاز يجعلني أتمنى لو أنه كوجلر كان موجودا منذ أكثر من ثلاثين عاما ليشارك في كتابة أفلام سلسلة "روكي".

وحافظ آرون كوفينجتون وريان كوجلر على بيئة الفيلم وأجواءه، وأيضا أجادا بشدة في المشاهد التي تشير إلى أحداث تمت في الأجزاء السابقة، فمنحو المشاهدين جرعة من "نوستالجيا" مناسبة، الحوارات في الفيلم رائعة وعاطفية، وسيناريو ممتاز من إثنين من المؤلفين عكسا للمشاهد حبهما الكبير للسلسلة وتأثيرها عليهما

الإخراجنجح ريان كوجلر في إخراج فيلم Creed بلا شك، وخرج التمثيل بشكل أفضل من المنتظر والمطلوب في هذه النوعيه من الأفلام، والأداء التمثيلي للممثلين كفيل بأن يحصدوا العديد من الجوائز، كل هذا بفضل موهبتهم وبفضل مخرج يدرك كيفية توجيه الممثل وإخراج أفضل أداء له.

مباريات الملاكمة كانت عبارة عن استعراض عضلات ليس للممثلين، ولكن لكوجلر الذي صوّر النزال الأول كلقطة واحدة، ونجح في أن يجعل المشاهد جزء من المباراة، أما المشاهد الدرامية فلا نقاش على كوجلر الذي هو من الأساس مخرج درامي ماهر، وإذا استطاع كوجلر أن يطوّر من نفسه في السيناريو ويتعاون مع مؤلفين مناسبين، مثلما حدث في تجربة Creed، فمن الممكن أن نراه قريبا يحمل التمثال الذهبي للأوسكار.

التقييمفيلم Creed تجربة عظيمة لا يمكن أن تفوتها، ويمكنك أن تشاهده دون أن تشاهد الأجزاء السابقة لسلسلة "روكي"، ولكنك ستفقد أكتر من 50% من متعة الفيلم، سيناريو ممتاز، وأداء تمثيلي مذهل، وإخراج رائع، والنتيجة واحد من أفضل أفلام 2015.

موقع في الفن المصري في

22.12.2015

 
 

أفلام «جولدن جلوب» العشرة أول مؤشرات أوسكار 2015

سمير فريد

أعلنت جوائز جمعية الصحفيين الأجانب فى هوليوود، المعروفة باسم «جولدن جلوب» لأحسن الأفلام والسينمائيين فى فنون السينما المختلفة عام 2014، والتى تعتبر من أهم مؤشرات ترشيحات مسابقة الأوسكار 87 التى تعلن يوم 15 يناير، وبعد أكثر من شهر تعلن الجوائز يوم 22 فبراير.

«جولدن جلوب» مثل الأوسكار تختار الأفلام المرشحة، ثم الفيلم الفائز بالتصويت، ولكن بينما ترشيحات الأوسكار بحد أقصى عشرة أفلام من كل أنواع وأجناس الأفلام الطويلة، تنقسم ترشيحات الصحفيين الأجانب إلى خمسة أفلام درامية وخمسة أفلام كوميدية وموسيقية، وهو أمر غريب، لأن الكوميديا أيضاً دراما، ويذكرنا بالمصريين والعرب الذين أصبحوا يسمون مسلسلات التليفزيون فقط الدراما، بينما الدراما فى كل الفنون.

الأفلام الدرامية الخمسة هى «زمن الصب» إخراج ريتشارد لينكلاتى الذى عُرض فى مهرجان برلين وفاز بجائزة أحسن إخراج، وهو تجربة مثيرة صورت فى أكثر من عشر سنوات من 2002 إلى 2013، و«صائد الثعالب» إخراج بينت ميللر الذى عُرض فى مهرجان كان، و«لعبة المحاكاة» إخراج مورتين تليدوم الذى عُرض فى مهرجان تيليرويد، و«نظرية كل شىء» إخراج جيمس مارش الذى عرض فى مهرجان تورونتو، كما عرض فى افتتاح مهرجان مراكش ومهرجان دبى، و«سيلما» إخراج آفا دوفيرناى الذى عرض فى مهرجان أمريكان فيلم انستيتيوت، وسيلما هى المدينة الأمريكية التى بدأت منها مسيرة مارتين لوثر كينج للمطالبة بالمساواة بين السود والبيض فى أمريكا الستينيات، ودفع حياته ثمناً لمطلبه الإنسانى النبيل عندما تم اغتياله فى وضح النهار.

أما الأفلام الكوميدية أو الموسيقية فهى «الرجل الطائر» إخراج إليخاندرو جونزاليس إنياريتيو الذى عُرض فى افتتاح مهرجان فينسيا، و«فندق بودابست الكبير» إخراج ويس أندرسون الذى عرض فى افتتاح مهرجان برلين، و«سان فينسنت» إخراج تيودور ميلفى الذى عرض فى مهرجان تورونتو، و«كبرياء» إخراج ماثيو وارشوس الذى عرض فى برنامج «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان كان، و«فى الغابة» إخراج روب مارشال، وهو الوحيد بين الأفلام العشرة الذى لم يكن عرضه الأول فى مهرجان، وكان عرضه العربى الأول فى ختام مهرجان دبى، وكل الأفلام العشرة أمريكية ماعدا «نظرية كل شىء» و«كبرياء» فهما من الإنتاج البريطانى.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

23.12.2015

 
 

«في قلب البحر» مشاهد تفيض بالتوتر

دبي ـ غسان خروب

هذه ليست المرة الأولى التي يطل فيها المخرج رون هوارد بفيلم قادر على الاستيطان في العقل، فهو صاحب «شيفرة دافينشي» (2006)، وله تحفة «فوريست/‏‏‏ نيكسون» (2008) و«العقل الجميل» (2001)، وها هو يطل مجدداً بفيلمه الجديد «في قلب البحر» (in the Heart of the Sea) الذي يدخلنا فيه بقلق نحو أعماق البحر، لنشهد غضب الحيتان وصراعها مع الإنسان وقدرتها على محاصرته، ليقدمها لنا بمشاهد جميلة، تبرز قدرته على إصابة المتفرج بالتوتر طيلة الفيلم، الذي سحب حتى الآن نحو 3 ملايين درهم من جيوب جمهور دور العرض المحلية.

يأخذنا هوارد في فيلمه إلى 1820، ليروي حكاية مجموعة بحارة، يقودهم القبطان جورج بولارد، يمخرون بسفينتهم عباب البحر برحلة لاصطياد الحيتان. تنجح المجموعة في اصطياد حوتها الأول على يد نائب القبطان «تشاس»، لتبدأ مواجهاتها مع حيتان أخرى، فيوجه الكابتن بولارد حربته نحو حوت العنبر الضخم، ليدخلنا بمغامرة جديدة، تقودهم ونحن، الجمهور، نحو المجهول، نشهد فيه دمار السفينة التي يضربها الحوت، ضارباً حصاره على ربانها ومجموعته، موقعاً فيهم خسارة فادحة، ليتيهوا بعرض البحر لفترة طويلة، لنشهد جنوحهم نحو ارتكاب فظائع بحق أنفسهم، اتقاءً لخطر الموت.

بداية هادئة

يبدأ هوارد بهدوء فيلمه، الذي اعتمد فيه على رواية الكاتب ناثانيال فيلبريك الصادرة في 2000، مستعيناً في مشاهده بطريقة السرد الروائي، بدءاً من لحظة وداع البحارة، ومروراً بالتعريف بالشخصيات ووصولاً للمواجهة مع الحيتان، لينجح خلالها بتنفيذ مشاهد قادره على إبقاء المشاهد متوتراً ومتيقظاً طيلة فترة الساعتين، التي حشاها المخرج بمشاهد تخلو من الملل واللقطات الصادمة التي عوضها بالتلميح، مراعياً فيها طريقة السرد، وغير غافل للراوي، وهو أصغر أفراد الطاقم، الذي كان يروي تفاصيل الرحلة لمؤلف رواية «موبي ديك».

استخدام هوارد طريقة السرد الروائي منحته المجال للتحكم بمَشاهِد الفيلم، واعطاء فرصة للجمهور لالتقاط أنفاسه بين كل مواجهة وأخرى، وهو ما أعطاه القدرة على تقديم مشاهد تكاد تفيض قلقاً وتوتراً، خاصة تلك التي تتعلق بمطاردة الحيتان واصطيادها، ومشهد تدمير السفينة، وأيضاً مشاهد التوهان بالبحر رغم إهماله بعضاً من تفاصيلها، ليعيد لذاكرتنا مشاهد من أفلام «تايتنك» لجيمس كاميرون، و«كل شيء ضائع» لجي. سي شاندور، و«لايف أوف باي» لانج لي.

 في الفيلم، حافظ هوارد على خطوط واضحة للشخصيات التي أبدعها كل من اكريس هيمسوارث بدور «تشاس»، وسيليان مورفي بدور «جوي»، واللذان استحواذا على بطولة الفيلم، ليتفوقا على شخصية «القبطان جورج بولارد» التي جسدها بنجامين والكر، التي تفوق عليها أيضاً توم هولاند (شخصية توماس نيكرسون)، ليتمكن من فرض نفسه على المشاهد لاعباً فيها دوراً محورياً، عبر تجسيده حالتي الخوف والفرح.

اوسكار

كما شقت السفينة طريقها في عرض البحر، يشق هذا الفيلم طريقه نحو جائزة الأوسكار، حيث رشح لفئة أفضل فيلم، ليظل السؤال قائماً، هل سيتمكن من اقتناص الجائزة والتفوق على أفلام قوية مثل «جسر الجواسيس» و«مارشن» و«رووم»، أم أنه سيكتفي فقط بلقب «مرشح للاوسكار» كما حدث مع «انبروكن» و«كل شيء ضائع»؟.

«الحاقدون الثمانية» يعيد تارانتينو إلى الواجهة

دبي ـ البيان

ثلاث سنوات مرت على تقديم المخرج الأميركي كوينتين تارانتينو لفيلمه «جانغو بلا قيود» والذي نافس فيه آنذاك على جائزة اوسكار التي خرج منها محملاً بجائزتي أفضل سيناريو وأفضل ممثل مساعد، وها هو يعود مجدداً إلى الواجهة بفيلم «الحاقدون الثمانية» الذي يعرض محلياً في 14 يناير المقبل، ليأخذنا نحو سينما السبعينيات. أحداث الفيلم تجري بعد 10 سنوات من الحرب الأهلية الأميركية، حينما يضطر جون روث (الممثل كيرت راسل) صائد المطلوبين للعدالة إلى التوقف في أحد البيوت ومعه امرأة قاتلة محكومة بالإعدام ديزي (الممثلة جينيفر جيسون) ليصادف وجود 6 شخصيات أوقفتهم عاصفة ثلجية في ذلك البيت لنكتشف أي نوع من الحقد والكراهية تحمله تلك الشخصيات الثمانية لبعضها رغم الصقيع والبرودة التي تحيط بهم.

«أنا لا أنجز فيلماً كل عام، والفيلم المقبل قد يكون بعد ثماني سنوات»، بهذا التعبير علق المخرج كوينتين تارانتينو على فيلمه «الحاقدون الثمانية»، مضيفاً: «آنذاك سنرى كيف ستصبح صناعة الترفيه، فالأمر بلا شك لا يشبه العيش وحدك في بيت، فعلى الأرجح سأكتب روايات مسرحية وأخرج مسرحيات». وتابع: «لا أحب فكرة مواصلة القيام بالشيء ذاته، لأن هذا كل ما أعرفه، وبالتالي فأسعى للمحافظة عليه وكأني لا أستطيع فعل شي آخر غيره، أنا أحب فكرة البحث المستمر».

في مناطق باردة جداً بولاية كولورادو الأميركية، قام تارانتينو بتصوير فيلمه الذي ضم فيه كلا من كيرت راسل وصموئيل جاكسون وجنيفر جيسون، وبحسب النقاد، فالفيلم يكاد يفيض بما فيه من كميات من العنف الانساني الذي يتحرك من منظور الحقد بكل مفرداته ومضامينه النفسية والمادية والاجتماعية والطبقية، الأمر الذي يشير أننا سنكون أمام فيلم قادر على اثارة الجدل، واشغال عقولنا بكل احداثياته وشخوصه، كما احدثه تارانتينو قبلاً في فيلمه «ديجانغو بلا قيود».

فيلم الحاقدون الثمانية، كان كفيلاً بإعادة بطله كيرت راسل إلى عام 1982، عندما صور فيلم الشيء، حيث قال: خلال عملنا في هذا الفيلم، كنا في ولاية كولورادو، وكان البرد شديدا حتى في الداخل ولم نكن نستطيع فعل أي شيء. كان يجب أن نمثل وكأننا في الشاطئ، وتابع: «لقد ذكرني هذا الفيلم عندما أخذنا جون كاربنتر في عام 1982 إلى أماكن تصل فيها درجة الحرارة إلى ثلاثين درجة تحت الصفر، لتصوير فيلم الشيء، آنذاك كنت مضطراً لارتداء معطفي طوال الوقت».

البيان الإماراتية في

23.12.2015

 
 

إنجلينا جولى وبراد بيت وترافولتا وديكابريو نجوم رأس السنة

كتبت - آية رفعت

تحمل اعياد الكريسماس هذا العام وجبة سينمائية دسمة لجمهور الافلام الامريكية حيث ستعرض السينمات المصرية فى شهر واحد من منتصف ديسمبر إلى منتصف يناير اكثر من 8 افلام لألمع نجوم هوليوود على رأسهم انجلينا جولى وبراد بيت اللذان قدما عرض فيلمهما الخاص «by the sea» يوم الاثنين الماضى وبدأ عرضه بمصر بدءا من الاربعاء الماضى ليستمر عرضه والمنافسة على شباك التذاكر حتى بداية العام الجديد. وتدور احداث الفيلم حول المشاكل الزوجية التى تواجه راقصة وزوجها الكاتب والتى تتضح اثناء تواجدهما فى اجازة بفينيسيا. ويعتبر هذا الفيلم هو اول عمل اخراجى لجولى كما انه من انتاجها بمشاركة زوجها بيت.
بينما بدأ عرض فيلم «ال 33» للفنان انطونيو بانداريس وجولييت بينوش وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأشخاص العاملين فى منجم، ومع تجاهل مالك المنجم للتحذيرات من احتمالية انهيار المنجم وخطورته على العمال بداخله، ينهار أحد أجزاء المنجم ويسد طريق الخروج الوحيد أمامهم، ينجح العمال الثلاثة وثلاثون فى الوصول إلى غرفة الإنقاذ الموجودة بالمنجم، لكن يزداد الوضع صعوبة مع قلة الموارد المتاحة بالأسفل من طعام وشراب ودواء. وقد تم عرضه بالولايات المتحدة فى 13 نوفمبر وتوزيعه للشرق الاوسط لكى يكون بموسم رأس السنة.
أما سلسلة «حرب النجوم» الشهيرة تعود من جديد بالجزء السابع والذى يحمل عنوان «صحوة القوة» وتدور احداثه بعد 30 عاما من هزيمة الإمبراطورية وموت (دارث فيدر) القائد النافذ فى الإمبراطورية الكائنة فى المجرة، وتتبّع القصة شخصيات ثلاثة قادة جدد يبرزون على الساحة بالإضافة إلى الشخصيات المعهودة من الأجزاء السابقة. ويشارك ببطولة الجزء السابع كل من ماكس فون سيدو وسايمون بيج وجويندولين كريستي.  وبعد تحقيقه إيرادات كبيرة منذ عرضه بالولايات المتحدة منذ 10 ايام سيتم عرض فيلم «انشطة اجرامية» أو «
Criminal Activities « للنجم جون ترافولتا والذى تدور احداثه حول أربعة أصدقاء سابقين يلتقون مجددًا خلال إحدى الجنازات، أحدهم يخبرهم بوجود عملية مضمونة وموثوق فيها لسرقة مجموعة من الأسهم لهروبهم من حياتهم البائسة ماديا، ولكن لسوء الحظ يرتبط واحد منهم بعصابة حيث يقترض من عضو بها قدر كبير من المال على أمل إعادته له بعد العملية المتفق عليها. ويشارك ببطولته كل من جاكى ايرل هالى ومايكل بيت وكريستوفر أبوت ودان ستيفنز واخراج جاكى ايرل هالى.
أما النجم سلفستر ستالونى فيطل من خلال فيلم «العقيدة» او «
creed» بدور مدرب لأحد اشهر المدربين حيث يتناول الفيلم قصة حياة بطل العالم السابق فى ملاكمة الوزن الثقيل روكى بالبوا الذى يبدأ فى العمل كمدرب وملهم للملاكم أدونيس كريد، ابن صديقه القديم ومنافسه السابق. ويشارك ببطولة الفيلم مايكل بى جوردون وأبوللو كريد وسيتم طرحه بدور العرض المصرية يوم الاربعاء المقبل. بينما هناك لقاء اجتماعى على اعياد الميلاد المجيد بفيلم «Daddy´s Home» او «منزل ابيط والذى يدور فى اطار اجتماعى حول رجل يحاول العودة لأسرته بعدما طلق زوجته وترك اطفاله وذلك بعدما شعر بالغيرة من دخول شخص آخر لحياتهم احتوى على قلب زوجته واطفاله ووجدوا فيه ما لم يجدوه بأبيهم مما جعله يقرر العودة واستعادة اسرته مرة اخرى.. ويشارك ببطولة الفيلم ويل فارل ومارك ويلبرج وليندا كارديلينى ومن اخراج شين أندريز. ومن الافلام الكوميدية يطل فيلم «Mr. Right» وهو فيلم عن فتاة تبحث عن حبيب بعد علاقة فاشلة وعندما تقع فى حب احدهم تكتشف انه كان فى الماضى قاتلا مأجورا وتقع معه بمطاردة ماضية بشكل كوميدي. وسيتم عرض الفيلم بالسينمات يوم 30 ديسمبر الحالى ويشارك ببطولته انا كيندريك وتيم روث وسام روكويل.. أما فيلم «Belle & Sebastian: The Adventure Continues» تدور أحداث القصة حول فترة ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث يحتفل الجميع بنهاية الحرب ولكن (سيباستيان) و(بيلي) فى انتظار قدوم (أنجلينا) إلى بلدتهم (سانت مارتن) دون فائدة، حيث تواترت الأنباء عن تحطم طائرتها وهى فى طريق العودة، يتقبل أهل البلدة جميعًا نبأ وفاتها ويحزنون عليها، إلا جد سيباستيان يرفض قبول وفاتها ويلجأ إلى شخص يمكنه مساعدتهم فى العثور على أنجلينا وإعادتها مرة أخرى. والفيلم بطولة تشيكى كاريو وفليكس بوسيت. أما جمهور الانيمين فلديه موعد مع فيلمين احدهما يعرض برأس السنة وهو «The Peanuts Movie» أو «فيلم الفول السوداني» وهو ضمن سلسلة الكلب الشهير سنوبى والذى يأخذ صديقه شارلى فى مهمة عظيمة هو وأصدقاؤه (لوسي)، و(لينوس)، وباقى عصابة (الفول السوداني)، حيث تأخذهم هذه الرحلة إلى السماء والسُحب فى تعقبهم لمنافسهم (البارون الأحمر)، بينما يبدأ صديقهم العزيز (تشارلي) فى البحث عن طريق للعودة إلى الوطن... والفيلم الآخر سيتم عرضه منتصف يناير المقبل وهو «Norm of the North» حيث يعيش الدب القطبى والذى يُدعى (نورم) مع ثلاثة من أصدقائه من حيوانات اللاموس، والذى انتهى بهم الحال فى (نيويورك) حيث أصبحوا جالبى الحظ لإحدى الشركات، ولكن (نورم) سوف يتعلم قريبًا بأن مصيره مرتبط بشكل وثيق مع موطنه الأصلى.
أما آخر افلام الشهر فتتمثل فى الفيلم المنتظر والمرشح لأكبر عدد من جوائز الاوسكار وهو «العائد» او «
The Revenant» والذى يراهن عليه النجم ليناردو ديكابريو.. وسيتم اطلاق الفيلم بالولايات المتحدة فى 8 يناير بينما من المقرر ان يتم عرضه بمصر بعد اسبوع تقريبا من عرضه العالمى الاول.. وتدور احداث العمل فى حقبة العشرينات من القرن التاسع عشر، حيث يتوجه المستكشف هيو جلاس فى بعثة لاسكتشاف المناطق البرية المجهولة، ولكنه يتعرض لهجوم ضار من إحدى الدببة، ويُترك للموت بعد خيانة رفيقه جون فيتزجيرالد له والذى قام بدفنه حيًا، ومع الجروح البالغة التى يعانى منها وقسوة موسم الشتاء وموت ابنه غدرًا، يحاول هيو جلاس أن يصمد فى وجه هذه الظروف الصعبة محاولًا البحث عن الخلاص. ويشارك ببطولته توم هاردى ودومنال جليسون واخراج أليخاندرو جونزاليس إناريتو.

روز اليوسف اليومية في

23.12.2015

 
 

By The Sea.. زواج أنجلينا جولي وبراد بيت يغرق في البحر

حاتم منصور

عندما يقرر أي زوجين من المشاهير صناعة فيلم يقومان فيه بدور زوجين، يخلق هذا تلقائيا لدى المتفرج درجة من الاستعداد والتأهب، للربط بين ثنائي الحياة الحقيقية، وثنائي الشخصيات التي يراها في الفيلم

وعندما يقرر أشهر وأغنى زوجين في هوليوود، يتوقع لهما الملايين محطة طلاق في يوم ما، بناء على سجل زواج المشاهير، صناعة فيلم يقومان فيه بدور زوجين ثريين، في علاقة مضطربة، يصبح هذا الربط إجباريا في وعي المتفرج، وغالبا -إن لم يكن مؤكدا- ربط متعمد من صناع الفيلم.

"بجوار البحر" أو By The Sea فيلم عن زواج مضطرب، من بطولة أنجلينا جولي وبراد بيت، وهو ما يجعله جدير بمقطع (غالبا) المذكور في آخر فقرة، اذا أضفنا للمعادلة حقيقة أن الفيلم من تأليف وإخراج أنجلينا، يصبح هذا الربط متعمد بشكل مؤكد

كيف يمكن اذا توظيف أشهر زواج في العالم، في فيلم عن الإحباط والمشاكل الزوجية؟

على العكس مما قد يتوقع البعض، لا تحاول هنا أنجلينا سرد قصة عن ثنائي عادي من العامة، أو تقديم عمل بإسقاط (نحن في النهاية نعيش مثلكم تماما مهما تخيلتم العكس)، وهى نقطة جيدة لأن تأثير حياة النجمين على وعى المتفرج، لن يسمح بهذا، نقطة قررت أنجلينا نفيها عن قصتها مبكرا خلال اللقطات الافتتاحية والعناوين

الزوجان الأنيقان في سيارة مكشوفة تعكس ثراءهما، مع أغنية فرنسية شهيرة عذبة، عناصر ازداد رونقها بفضل لقطات تعكس جمال الطبيعة في الطريق، في بداية تحمل ملامح واضحة من السينما الفرنسية، وهو ما سيتأكد أكثر وأكثر باقي الفيلم

الأحداث في السبعينات، الزوجان الأمريكيان في إجازة هادئة لفرنسا، ويقيمان في فندق داخل بلدة صغيرة بجوار البحر. الإطار العام بهذه الطريقة يجعل معدل الخصوصية في أعلى درجة، لا وجود للموبايل والإنترنت بعد من حيث الزمان، ولا احتمالات عالية للاختلاط بمئات البشر من حيث المكان، إطار مثالي لفيلم حميمي عن شخصيتين بالأساس.

سنعرف بعد ذلك أن الزوج كاتب حقق نجاحات سابقا، لكن لم ينجز شىء منذ مدة، وأن الزوجة راقصة سابقة معتزلة. والأهم من كل ما سبق أن الزواج نفسه يمر بمرحلة من الفتور

هذا الفتور يتحول لتوتر عندما يختلط الإثنان بزوجين فرنسيين (ميلاني لوران وميلفيل بوبو)، يقضيان شهر عسل ساخن، ويقيمان في الغرفة المجاورة. ليصبح أشهر ثنائي مشاهير في العالم، يميل العامة لمعرفة تفاصيل حياته السرية بدرجة من الحسد، خصوصا على المستوى الجنسي، هو نفسه الثنائي المهووس بمتابعة تفاصيل حياة الزوجين المجاورين، بأعلى درجات الحسد، خصوصا في جزئية ممارسة الجنس

الفكرة تبدو واعدة نسبيا هنا دراميا من حيث الوصف. ماذا لو كان زوجان بهذا الجمال والثراء والشهرة، مجرد ثنائي أخر يمر بنفس الفتور الزوجي؟.. ماذا لو كانت احباطات الزواج والروتين قاعدة ثابتة؟.. ماذا لو كانت متعة الجنس معادلة غير قابلة للاستمرار؟.. لكن للأسف لا ترقى المعالجة لنفس درجة اثارة الفكرة.

اصرار أنجلينا على خلق شخصية الزوجة كامرأة لا تعرف تحديدا ما هى مشكلتها، عنصر جيد. ويعكس درجة صراحة وواقعية، يندر أن تعترف بها السيدات!.. لكن تكرار السرد عشرات المرات لهذة المعلومة، بتكرار مشاهد تتضمن الزوجة الملولة في غرفة الفندق أو شوارع البلدة، والزوج المحبَط الجالس للتدخين بشراهة، أو تكرار الحوارات التي لا تضيف جديد، خلق درجة من الملل لدى المتفرج نفسه.

فارق كبير بين سينما تدشن حالة الملل لدى الشخصيات في ذهن المتفرج، وسينما تدشن حالة ملل للمتفرج نفسه. ويبدو أن أنجلينا أصيبت بهذة العدوى، من السينما التي تحاول هنا ملاحقتها (الفرنسية). السينما المختصة بالكثير والكثير من الحوار والمشاهد الجنسية، والقليل والقليل من الفاعلية والإيجاز في السرد.

اجمالا تتعثر القصة في خلق درجة التعاطف المطلوبة من المتفرج ناحية الأبطال. وتأتي النهاية بتغيير مفاجىء ومؤثر في الأحداث، لكن غير كفيل وحده بانتشال الفيلم ككل

التعاسة والحزن كتأثير عناصر لا يمكن تدشينها بمجرد تنفيذ مشاهد متكررة لوجة حزين وعيون دامعة. والجنس لا يكفي بالضرورة وحده، لقبول المتفرج بالتكرار دون جدوى أو هدف. ورغم تركيز القصة على شخصية البطلة، لم يصل الفيلم نهائيا بها الى مرحلة المركز المؤثر.

في المقابل تفهم أنجلينا جيدا كمخرجة الطريقة التي يرغب بها المتفرج عادة في مشاهدتها، وتظهر أغلب الوقت في لقطات مقربة أو متوسطة، تعكس جمالها وفتنتها. وهو ما يزداد تأثيره بفضل اختيار السبعينات. الفترة الثرية جدا من حيث الملابس النسائية والألوان والتصميمات والماكياج.

نفس الشيء يمكن قوله عن صورة الفيلم ككل، ومشاهد الطبيعة والبحر وخلافه. هنا في تجربتها الاخراجية الثالثة تتعامل أنجلينا من جديد، مع مدير تصوير يعرف عمله. النمساوي كريستيان بيرجر صاحب التاريخ الطويل في السينما الأوروبية. بعد أن تعاملت سابقا مع الهوليوودي روجر ديكنز في فيلمها الأخير "غير قابل للكسر" (Unbroken). وفي المرتين لا تكفل الصورة رغم جمالها، بتأثير أو معانى مهمة.

وبالطبع امتد مقص الرقابة المصرية لحذف المشاهد الجنسية، التي لن تشاهدها إلا في نسخ الإنترنت. وهو ما يجعل التجربة التي يطرحها الفيلم، تجربة مشوهة ومنقوصة ومعدومة المغزى أكثر وأكثر في القاعات.

"بجوار البحر" عمل طموح، ومن الظلم تصنيفه كعمل رخيص يحاول صُناعه استثمار زواج مشاهير، بنفس الطريقة التي يمكن بها تصنيف أفلام مثل Gigli (٢٠٠٣) بطولة بن أفليك وجينيفر لوبيز أو Shanghai Surprise (١٩٨٦) بطولة شين بين ومادونا. لكن في النهاية لا الطموح ولا النوايا الجيدة، تصنع وحدها فيلم جيد.

باختصار:التجربة الاخراجية الثالثة لأنجلينا ضمن احباطات العام. داخل الفيلم الممل الفرنسي الطابع الذي تبلغ مدته ١٢٠ دقيقة، فيلم أخر جيد جدا عن ثنائي في زواج مضطرب، لن تزيد مدته عن ٣٠ إلى ٤٠ دقيقة على الأكثر.

موقع في الفن المصري في

23.12.2015

 
 

ومنحه "أوباما" الميدالية الوطنية للفنون والعلوم الإنسانية.. المخرج جورج لوكاس.. 4 جوائز عالمية وتقدر ثروته بـ5 مليارات دولار

كتب على الكشوطى

جورج لوكاس واحد من الأسماء اللامعة فى مجال السينما العالمية فهو مخرج أمريكى وسيناريست ومبتكر سلسلة أفلام Star Wars التى غزت العالم بفكرها وتطورها وخيالها العلمى الباهر قبل هذه الطفرة التكنولوجية الهائلة التى يشهدها العالم وهو ما جعلها واحدة من أنجح سلاسل الأفلام التى حققت أرباحًا خيالية منذ السبعينيات ولا تزال السلسلة تحتفظ برونقها وتألقها ولا تزال قادرة على جذب المشاهدين من جديد رغم مرور سنوات طويلة على فكرتها، فهناك أجيال على مستوى العالم ارتبطت بهذه السلسلة. يعتبر جورج لوكاس الذى بات ينافس النجوم واحدًا من الأغنياء إذ تقدر ثروته طبقًا لمجلة "فوربس" بنحو 5 مليارات دولار أمريكى ورشح لعدد 4 جوائز أوسكار منها ترشيحان عن أفضل نص أصلى عام 1978 عن فيلم Star Wars وأفضل مخرج عام 1978 عن فيلم Star Wars وهو نفس الفيلم الذى رشح عنه لجائزة الجولدن جلوب عام 1978. كما فاز بعدد من الجوائز عن سلسلة الأفلام Star Wars حيث حصل على جائزة Evening Standard British Film Award أفضل فيلم Star Wars 1978، وأفضل مخرج وأفضل سيناريست من جائزة Saturn Award فى نفس العام وجائزة Empire Award أفضل مخرج عن فيلم Star Wars Episode III: Revenge of the Sith عام 2005. نجومية المخرج جورج لوكاس جعلته محط أنظار العالم كله حيث كرمه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مع 4 آخرين وهم كارول كينج وسيجى أوساوا وسيسلى تايسون وريتا مورينو، لإسهامهم فى نشر الثقافة الأمريكية بجميع أنحاء العالم، حيث منحه أوباما الميدالية الوطنية للفنون والعلوم الإنسانية وحضر ذلك التكريم عدد كبير من نجوم هوليوود منهم المخرجان مارتن سكورسيزى وستيفن سبيلبيرج، والمغنيان آشر وميراندا لامبرت والممثلة كيرى واشنطن. شهرة المخرج والسيناريست جورج لوكاس لا تنحصر فقط فى سلسلة أفلام Star Wars فله أيضًا العديد من النجاحات الأخرى والجوائز المختلفة حيث رشح عام 73 لجائزة الأوسكار عن فيلم American Graffiti فى فئتين أفضل مخرج وأفضل سيناريست وترشيح لأفضل مخرج فى نفس العام عن نفس الفيلم فى الجولدن جلوب 

شاهد صورة نادرة..سبنسر تريسى يحقد على جريس كيلى بعد حصولها على الجولدن جلوب

كتبت شيماء عبد المنعم

نشر الموقع الرسمى لجوائز الجولدن جلوب العالمية، صورة نادرة من الذكريات، حيث نشر صورة النجمة الراحلة جريس كيلى أثناء حصولها على جائزة الجولدن جلوب سنة 1954، وكان برفقة كيلى بالصورة النجوم روبرت تايلور، وإليانور باول، وسبنسر تريسى والذى كان ينظر للجائزة بنظرة "عينى فيها". وجريس كيلى ولدت فى 12 نوفمبر 1929 فى شرق فيلادلفيا، بنسيلفانيا، الولايات المتحدة، ورحلت فى 14 سبتمبر 1982 إثر حادث سيارة، والنجمة الراحلة تزوجت من أمير موناكو رينيه الثالث، وقبل زواجها كانت ممثلة أمريكية وسبق لها الفوز بجائزة الأوسكار للأفلام الأمريكية، وكان لها باع سياسى حيث إنها أنقذت إمارة موناكو من الاحتلال الفرنسى أثناء رئاسة الرئيس الفرنسى شارل ديجول

اليوم السابع المصرية في

23.12.2015

 
 

أنجيلينا جولي:

كتبت فيلم By the Sea لتفسير الحزن والخسارة

ظهرت أنجيلينا جولي أمام الصحافيين في الطابق الأخير من فندق فخم في لندن كانت قد أقامت فيه مع زوجها والأولاد طوال شهرين. ثم حضرت لإجراء المقابلة وكانت مبتسمة وبسيطة. من المعروف أن البساطة هي أكثر ما يميزها. نجحت هذه المرأة في بلوغ أعلى درجات ضبط النفس وهي تبدو طبيعية إلى أقصى حد. خلال المقابلة، حافظت على وضعية مستقيمة وراحت تحرك يديها الناعمتين ببطء وهدوء وتهذيب. عاشت أنجيلينا جولي مراهقة مضطربة مثل الكثيرين. يرتبط جمالها بشكل أساسي بخليط من القوة والصرامة. لهذه الممثلة مشاغل كثيرة، فهي مشهورة جداً ولديها عدد غير مألوف من الأولاد لكنها تجيد تنظيم جدولها بدقة. مجلة «إيل» الفرنسية  تحدثت إلى النجمة.

بدا وجه أنجيلينا جولي صافياً وسريالياً. لكنها تخفي حزناً عميقاً وفي داخلها طفلة تريد من المحيطين بها أن يأخذوها على محمل الجد. صادقة ولطيفة ومبدعة وقد واجهت جزءاً كبيراً من مشاكلها بشجاعة هائلة. لا تشتق قوتها من شهرتها أو مالها أو جمالها فحسب بل من فنها أيضاً.
وراء هذه الهالة كلها، لا مفر من التساؤل عن نوع الحياة التي يمكن بناؤها في مكان مماثل وكيفية الوثوق بالآخرين والاستسلام للظروف (يبدو أن الزواج من نجم آخر هو الحل في حالتها!). تتراوح المقاربة التي تطبقها بين الظهور والاختفاء وبين العزلة التامة والإطلالات المدروسة. مع أنجيلينا جولي بيت، نشعر أننا أمام نجمة لامعة وغامضة مع أنها تبقى تحت الأضواء.
تقول جولي إنها كتبت فيلم By the Sea لتفسير معنى الحزن والخسارة: {تساءلتُ في أعماق روحي: كيف تتحملين العيش بلا أمك؟ كيف تتعاملين مع الرعب الذي يصيبك من فكرة حصول مكروه لأولادك؟ وبعد الاحتكاك باللاجئين، هل يمكنك العيش مع هذا الكم من الألم؟}.

أنجيلينا جولي سفيرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. توفيت والدتها بعد معاناة مع السرطان في عام 2007. كانت طفولتها صعبة بسبب طلاق والديها ثم ابتعادها عن والدها الممثل جون فويت. أساء الأخير الكلام عن ابنته فردت عليه بكل هدوء: {العائلة لا ترتبط بِصلة الدم}. تبنّت ثلاثة من أولادها الستة وتُعتبر ابنة هوليوود، فقد شاركت في مجموعة كبيرة من الأفلام ولطالما تمتعت بصفات النجمة. تجمع صورتها العامة بين إليزابيث تايلور في شبابها وجينا رولاندزر. لكنها ليست راضية على مسيرتها التمثيلية: {خسرتُ بعض الأمور في أفلام معينة ولم أعد أجد متعة التجارب واستكشاف الشخصيات التي يعيشها الطلاب اليوم في كليات التمثيل. كنت أتمنى طبعاً أن تنجح الأفلام التي شاركتُ فيها لكني لم أرتبط بها شخصياً. وحين أهتم بالعمل الذي أختاره، لا أركز على الشكل. كل ما أريده هو التمثيل بِحُرية ولم يقدم لي أحد هذه الميزة، حتى في الأفلام الصغيرة. لهذا السبب، قررت إطلاق هذا الفيلم. ستكون لي الكلمة الأخيرة فيه ولن يكلفني المشروع كثيراً: باختصار، سأكون حرة}!

ثنائي مضطرب

يروي الفيلم قصة ثنائي مضطرب: {رولاند} و}فانيسا} (براد وأنجيلينا). إنه فيلم فخم وله طابع فرنكوفوني. تكون بطلة القصة راقصة سابقة وهي لا تقوم بأي شيء. تحب أنجيلينا هذا الجانب من القصة تحديداً: {ما الذي نفعله حقاً حين لا نفعل شيئاً؟ إنه واحد من أعمق الأسئلة في حياتي وأعتبر الفيلم قوياً لأن هذا الثنائي الجميل واليائس يجسد كل شخص منا}.

أُلغي التصوير في لندن {لأسباب تقنية} لكن اعترفت أنجيلينا بأنها رفضت شخصياً عرض العمل أمام مجموعة من الصحافيين لأنها صورت مشاهد استفزازية ولا يمكن أن يفهمها أصحاب النوايا السيئة. هي محقة لأن النقاد لن يحبوا هذا الفيلم الحسي. ثمة متعة دوماً في مشاهدة الثنائي العبقري أنجيلينا وبراد وهي تدرك ذلك. يتمحور الفيلم أيضاً حول مراقبة حياة الآخرين: يندهش الثنائي الأربعيني بثنائي شاب يقضي شهر العسل في المكان نفسه. هما يسترقان النظر عليهما عبر ثقب بين الغرفتين.

تعكس جولي في فيلمها مشاعر الاضطراب والحسد والنفور والحزن والفراغ. تجيد الاستهزاء بالشخصية التي تجسدها ويتضح ذلك في مظهرها في بعض المشاهد التي تحمل طابعاً كوميدياً. يبرع براد بيت من جهته في أداء دور الكاتب: يبدو متقدماً في السن وله شارب، وغالباً ما يكون ثملاً ودائم الانشغال ويجد صعوبة في التعبير عن حبه لزوجته. تبدو المقاطع التي يتكلم فيها براد بيت باللغة الفرنسية مضحكة فعلاً.

تقول جولي عن التمثيل مع بيت: {في هذا الفيلم، احتجنا نحن الاثنان إلى ابتكار شخصيات مزدوجة. كان يجب أن نختلق علاقة جديدة. اعتدنا أنا وبراد على علاقتنا كممثلَين لكن يختلف الوضع في هذا النوع من الأفلام الدرامية الثقيلة. في علاقتنا الزوجية، لم يشاهدني براد يوماً بعد وقوع خلاف بيننا لأنني أتظاهر بالقوة دوماً وأنهار وأبكي حين يغادر الغرفة. لكنه رأى هذا المشهد في الفيلم. أما أنا، فقد شاهدتُه في لحظاته الخاصة وصوّرتُه واكتشفتُ تعابيره وقد لاحظتُ مدى اهتمامه بالشخصية التي يجسدها. كانت أصعب المشاهد تشمل الخلافات لأن براد معتاد على الاعتناء بي حين يراني أبكي. لكن في هذا الفيلم يجب أن يبقى غاضباً. كان الوضع غريباً ومثيراً للاهتمام!}. يمكن اعتبار الفيلم صورة معاكسة لعلاقتهما الحقيقية وكأن جولي أرادت أن تكتشف مسار حبهما لو أنهما لم ينجبا الأولاد ولم يكونا ناجحين.

ضغط قوي

بدا وجهها مشرقاً حين كانت تتحدث عن شهرَي التصوير: {كان الضغط قوياً مع أن الوقت كان حليفنا. أحب أن أرى الناس سعداء ولا أريد أن يعمل الفريق لأربع عشرة ساعة في اليوم. بما أنني امرأة وأم، أحب بطبيعتي أن أنشئ جواً هادئاً ودافئاً. حضر الأولاد أيضاً إلى موقع التصوير وقد استمتعنا معهم كثيراً. كنا نعمل طوال اليوم لتجسيد شخصيات لا تساند بعضها، لكننا كنا نعود إلى المنزل ونتبادل القصص في موعد النوم. لولا الأولاد، كنا لنغرق في جوانب مظلمة...}.

سبق وخاضت نساء تجربة الإخراج، لكن لا أحد يشبه جولي. هي تؤدي دورها بطريقة مختلفة ومبالغ فيها: {كان يجب أن يكون الفيلم قريباً مني كي لا أبتكر شيئاً من فراغ، لكن تبقى الشخصية التي أجسدها مختلفة جداً عني. بقي السيناريو على مكتبي لثلاث سنوات. أعتبر الكتابة أقوى تجربة أخوضها. يرتكز المخرجون على السيناريو بينما يبدأ الكتّاب من الصفر. كتبتُ هذا السيناريو في البداية من باب التسلية كي أرى مسار تطور الشخصيات. أحب الكتابة في المساء على المكتب في غرفتنا، بعد نوم الأولاد. دقيقة بطبيعتي وقد قصدتُ كل جملة كتبتُها. أردنا أنا وبراد منذ فترة طويلة أن نمثّل في عمل مشترك مجدداً ونتحرر في التمثيل}.

اختارت جولي أن تدور حوادث الفيلم في فترة السبعينيات كي لا تحمل الشخصيات أي هواتف خلوية، ما يعني أنها مضطرة إلى التواصل مباشرةً أو التزام الصمت: {يعرف جيلنا كيف كان الوضع في السابق. فقدنا اليوم القدرة على الصمت وعزل الذات. في فيلمي، تبكي {فانيسا} حين تكون وحدها، لكنها لا تكتفي بذلك. تبدو مشاهدها وهي تتنزه وحدها من أجمل اللقطات في الفيلم. اخترتُ زمن السبعينيات أيضاً لأنه زمن التحرر والتجارب. أردتُ أن أصنع فيلماً للراشدين بإيقاع بطيء. إنه الفيلم الوحيد الذي شاركتُ فيه ولا يتمحور حول الحرب [تضحك]، إلا إذا كان الزواج شكلاً من الحرب... تعلمتُ الكثير عن نفسي من خلال إخراج الفيلم ومشاهدته. هذه هي ميزة الفن. تمكنتُ من تحليل المواضيع على مستويات مختلفة. إنه نوع نقي من التواصل ولم أكن أجيده كممثلة. قال لي أحدهم إن المرأة تبدو منغلقة في الفيلمين اللذين أخرجتهما. في فيلم Unbroken، تكون البطلة مسجونة في معسكر. وفي هذا الفيلم هي مسجونة في غرفة وداخل علاقة زوجية. لا أفهم نفسي أحياناً لكني أتكلم حتماً عن قلة الحرية}.

مع أنجيلينا جولي بيت، كسبنا مخرجة ورؤية مختلفة. إنه نبأ سار جداً!

5 أفلام رسوم متحركة تتنافس على الأوسكار نقاش حول الرؤية والأصوات

كتب الخبرربيكا كيغان

اجتمع خمسة مخرجين حديثاً حول طاولة مستديرة خاصة بأفلام الرسوم المتحركة. في حديث مع صحيفة {لوس أنجلس تايمز}، وتطرق بيت دوكتر ({Inside Out}) ودوك جونسون ({Anomalisa})  وستيف مارتينو ({The Peanuts Movie}) وبيتر سون ({The Good Dinosaur})  وريتشارد ستارزاك ({Shaun the Sheep Movie}) إلى مواضيع مثل تسويق الأفكار، وترك المؤثرات البصرية تسرد القصة، وطريقة العمل مع الممثلين الذين يعطون أصواتهم للشخصيات.
في ما يلي مقتطفات من الحديث:

·        دوك، لجأت إلى موقع {كيك ستارتر} واضطررت إلى إقناع المعجبين والجمهور بأن فكرتك تستحق التنفيذ. كيف كانت تلك التجربة؟

دوك جونسون: كان فيلم Anomalisa في الأصل مسرحية عُرضت خلال ليلتين في عام 2005 في {قاعة رويس} (في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس). حمل العرض حينها اسم {مسرح الأذن الجديدة} وكان أشبه بمسرحية إذاعية، فاكتفى الممثلون بالجلوس على المسرح وقراءة السيناريوهات تزامناً مع تشغيل مؤثرات صوتية. تواصلنا مع تشارلي (كوفمان) وسألناه: {هل يمكننا تنفيذ المشروع؟}. فأجاب: {إذا تمكنت من جمع المال، يمكن تنفيذ المشروع}. لذا اتجهنا إلى بعض شركات الإنتاج. وجدنا من يهتم بمشروعنا لكن أراد بعض المسؤولين أن يطوروه أو يقسّموه إلى ثلاثة أجزاء. لكننا لم نرغب في تغييره. أردنا أن نحافظ على النسخة الأصلية من العمل. لذا جرّبنا موقع {كيك ستارتر} وجمعنا 406 آلاف دولار، وهو مبلغ غير كافٍ لإنتاج فيلم رسوم متحركة باستعمال تقنية إيقاف الحركة. لكن كانت هذه المبادرة كفيلة بإطلاق عملية الإنتاج. صحيح أن الوضع كان صعباً لأننا لم نجمع المال الكافي أو نحصل على دعمٍ من شركة إنتاج، لكننا احتفظنا بحرّيتنا وتمكّنا من تجسيد رؤيتنا الإبداعية بالشكل الذي نريده.

·        ستيف، واجهتَ تحدياً مختلفاً جداً واضطررت إلى إقناع عائلة شولتز بأنك الشخص المناسب لتحريك هذه الشخصيات.

ستيف مارتينو: كلّمني كريغ شولتز (ابن تشارلز) عن فكرة فيلم طويل كان يعمل عليه مع ابنه براين الذي كان كاتب سيناريو. شعر بأن الوقت أصبح مناسباً لتنفيذ مشروع مماثل. يريد أن يحافظ على إرث والده وينشره بين الجيل الجديد وأظن أنه شاهد جزءاً من الأعمال التي قمنا بها. عملتُ في فيلم Horton Hears a Who! المقتبس من أعمال الدكتور سيوس. شعر بأننا كرّمنا ذلك الكتاب المدهش وأعدنا إحياءه على الشاشة بطريقة أمينة للعمل الأصلي. انطلقت محادثتنا من هذه النقطة. لحسن الحظ، أبدى رغبته في العمل معنا وقد أراد أن يعمل معي تحديداً. غادرتُ ذلك الاجتماع وأنا أشعر بالحماسة. وصلتُ إلى المنزل وأخبرتُ أفراد عائلتي وأصدقائي الذين كانوا من المعجبين بأعمالي. فتحمّسوا فوراً وطلبوا مني ألا أفسد هذه الفرصة.

·        ريتشارد، كان فيلم Shaun the Sheep مسلسلاً قبل أن تقترح تحويله إلى فيلم طويل. كيف عرفت أنه يشمل قصة كافية لتحويله إلى فيلم؟

ريتشارد ستارزاك: عرفتُ ذلك منذ مرحلة مبكرة جداً لأنني طورتُ المسلسل بنفسي. تدخلتُ وحاولتُ أن أعزز نجاح قصة Shaun the Sheep. كان المشروع قيد التطوير لكنه لم يكن معدّاً للنجاح لأنهم صوروا شخصية {شون} كبطل لديه حبيبة ويستطيع استعمال بطاقات {كاش بوينت} والذهاب إلى السينما مع حبيبته التي كانت نعجة زهرية اللون. لم يكن هذا الجو منطقياً بنظري لأن هذه القصة لا تحتمل الإطالة. لذا اكتفيتُ بفكرة أن يكون خروفاً وأن يعمل ويأكل العشب. أظن أنه يشبه الرسوم المتحركة التي كان ينفذها تيكس أفيري حيث يتجول خروف وذئب في الحقول ويعملان معاً. تفاجأتُ حين لاحظتُ أن هذه الرؤية مناسبة أكثر من سابقتها، لذا تبنّينا هذا المسار. قررتُ أيضاً ألا أستعمل أي حوار لأنني كنت معجباً بالكوميديا الصامتة وفكرتُ، بكل أنانية، أنها فرصتي للقيام بمشروع أحبه. اعتبرتُ أن هذا العمل سيكون أفضل من الناحية الاقتصادية ويمكن أن نزيد التركيز على القصة بدل كتابة الحوار. لكن كان سرد القصة بطريقة سينمائية من دون حوار أصعب مما ظننتُ.

·        بيتر، لا يستعمل فيلمك أيضاً حوارات كثيرة. لماذا اتخذتم هذا القرار؟

بيتر سون: يعرض جزء من هذا الفيلم قصة صمود وكيفية إطلاق ديناصور في البرية. تمر لحظات كثيرة يضطر فيها إلى تحديد ما يجب فعله بنفسه ولا حاجة إلى حوارات كثيرة لفهم هذا المغزى. كان العمل الأصلي يتناول العلاقة بين صبي وكلب، لكن انقلبت الأدوار هنا وأصبح الديناصور بدل {الصبي} التقليدي، والصبي البشري الصغير بدل {الكلب}. ثم التزمنا بهذه الأدوار التي تفرض أن يجيد الديناصور لغة معينة بينما لا يستعمل الحيوان الصغير، أو الصبي البشري، أي لغة. في هذا النوع من العلاقات، يمكن أن يقع سوء تفاهم متكرر. يبقى الحوار موجوداً في فيلمنا، لكننا نتكل في بعض اللحظات على ذلك النوع من الكوميديا الصامتة التي نحبها جميعاً.

بيت دوكتر: أظن أن هذه النزعة بدأت على الأرجح مع فيلم Wall-E الذي لم يشمل بدوره حواراً طويلاً. بدأنا نركز على مسار القصص ونتساءل: هل سنتمكن من فهم الحوادث رغم غياب الحوار؟ في فيلم Up، قمنا بمونتاج صغير في البداية وحذفنا الحوار بوتيرة تدريجية واكتشفنا أن هذه المقاربة أفضل من غيرها. لذا أظن أن هذه الأفلام تصبح منطقية من الناحية البصرية لدرجة أن نتمكّن من فهمها رغم غياب الحوار.

·        لنتحدث عن اختيار الممثلين الذين يعطون أصواتهم للشخصيات. بيت، هل اخترت الشخصيات قبل الأصوات؟

دوكتر: نعم. كان هذا العامل أساسياً بالنسبة إلي. إنه مفهوم مثير للاهتمام لأنه يسمح لنا بالتلاعب بهذه الشخصيات المبهمة وأشعر بأن الرسوم المتحركة تتقن هذه العملية. أعتبر لويس بلاك مثلاً خير مثال على المتعة التي نعيشها عند اختيار الممثلين، لذا فكرتُ باختياره منذ البداية. لكن يمكن اختيار ممثلين آخرين بعد بناء الشخصيات بفترة طويلة وهذا ما حصل مع إيمي بولر. في بعض المشاهد، بدأنا العمل قبل أن نفهم أخيراً حقيقة الشخصية النهائية، لكنها ساعدتنا كثيراً. نحن نسجل قبل تحريك الرسوم. لذا من الطبيعي أن نجلب الممثل وننظر إلى السيناريو وقد نضطر إلى تغيير الحوار كله لأن هذا الممثل يستعمل كلمات مختلفة ويتحدث بإيقاع معين. لذا أضطر في النهاية إلى إعادة صياغة الكلام كله تقريباً بعد سماع الممثلين. يصبحون جزءاً أساسياً من تلك الشخصيات لدرجة أن مصممي الرسوم المتحركة يصغون إليهم حين يبتكرون التعابير والأداء التمثيلي.

·        دوك، كيف كان مسار فيلمك؟

جونسون: كنا نحتاج إلى ثلاثة أصوات واخترنا الممثلين ديفيد ثويليس وجينفر جايسون لاي وتوم نونان. إنهم الممثلون الأصليون الذين أدوا الأدوار نفسها على المسرح في عام 2005. كتب تشارلي السيناريو للمسرحية ثم شارك في التدريبات مع أولئك الممثلين طوال أسبوع وعدّل السيناريو بحسب إيقاعهم وإضافاتهم. حين جاؤوا للمشاركة في الفيلم، بدأنا بتسجيل أصوات الممثلين قبل تصميم الشخصيات وقبل التناقش حول المظهر أو التطوير الإبداعي. وقد حرصنا على تسجيل الأصوات بحضورهم جميعاً في الوقت نفسه وكأنهم يمثلون معاً على المسرح. كان الجو ودياً جداً. لكننا أردنا أن يتفاعلوا في ما بينهم ويقاطعوا بعضهم لأنه عامل مهم جداً بالنسبة إلينا. لذا سجلنا الفيلم أولاً وانعكس الأثر العاطفي الذي تركه فينا على مسار العمل في المرحلة اللاحقة. اشتقّت العناصر الجمالية والتصاميم من تلك التجربة.

·        ستيف، لنتحدث عن اختيار هؤلاء الأولاد كلهم. من المعروف أن أصوات الأولاد تتغير حتى لو لم يمروا بمرحلة البلوغ بعد. كيف تعاملتَ مع هذه المشكلة؟

مارتينو: غالباً ما نستعمل المقاربة نفسها عند تطوير القصة: يسجل أشخاص أصواتهم في الاستوديو فيما نعمل على تطوير مسار القصة. لكني جرّبتُ هذه الطريقة في إحدى المرات ولم أشعر بأنها صائبة: من الغريب أن نسمع صوت شخص راشد بدور {تشارلي براون} أو {لينوس} مثلاً. لذا بدأنا نختار المشاركين في مرحلة أبكر من أي أفلام أخرى. بالنسبة إلي، تعبّر الحلقات الخاصة بعيد الميلاد والهالووين عن الشخصيات الأصلية. طُبِعت تلك الأصوات في عقلي ورحتُ أفكر: {إذا ابتكرتُ فيلماً ولم يكن الصوت مشابهاً للصوت المحفور في ذاكرتي، سأقول مثل جميع المعجبين: هذا ليس {تشارلي براون}! هذا ليس {لينوس}!}. لذا كان التحدي يتعلق بإيجاد نوعية الصوت المناسبة وكان يجب أن يبدو الأولاد صادقين لأن أفضل المشاهد والعروض التمثيلية تحصل في اللقطات التي تخلو من الأصوات. كنت أشعر بقلق شديد من ألا أجد {لينوس} الذي أبحث عنه لأن {لينوس} الأصلي كان يتكلم مع لثغة جميلة. تصورتُ نفسي وأنا في استوديو التسجيل مع طفل يحاول تقليد تلك اللثغة. سيبدو الأمر مزيفاً ولن تنجح الشخصية. لكننا وجدنا ألكس غارفين، ذلك الولد المدهش الذي يتكلم بلثغة طبيعية. بعد إنهاء العمل، جاء غارفين إلى استوديوهات {بلو سكاي} لمشاهدة الفيلم كله. حين كان يتجول في أنحاء الاستوديو، راح مصممو الرسوم المتحركة يطلبون منه التفوه بأي كلام أو قول اسم {تشارلي براون} بكل بساطة! وكانوا يندهشون حين يسمعونه فيهتفون بذهول: {صوته يشبه صوت لينوس فعلاً}!

·        دوك، يبدو فيلمك فريداً من نوعه مقارنةً بالأعمال الأخرى لأنه يستهدف الراشدين على وجه التحديد ويستعمل لغتهم. ما رأيك باستعمال الرسوم المتحركة التي يربطها الناس في هذا البلد بالأفلام العائلية؟

جونسون: ما زلنا نواجه تحديات كبرى بسبب هذه الفكرة التي كانت وما زالت تعتبر الرسوم المتحركة خاصة بالأولاد. قلنا سابقاً إن الرسوم المتحركة وسيلة وليست نوعاً سينمائياً. يمكن أن نرسم بوسائل متنوعة ويمكن أن نسرد القصص بأساليب مختلفة. ما الذي تقدمه هذه الوسيلة للقصة وكيف يتماشى الشكل مع المضمون؟ شعرنا بأن هذه الوسيلة تضيف عمقاً روحياً وجواً حالماً إلى هذه القصة، وقد سمحت لنا أيضاً بتحليل التجربة الإنسانية والتفاعل البشري بطريقة فريدة من نوعها. عند مشاهدة الرسوم المتحركة، يدرك المشاهد، بشكل واعٍ أو لاواعٍ، أنّ كل شيء يُبنى على الاختيار. تعكس كل حركة أو ميزة قراراً اتخذه شخص معين. تسمح هذه الطريقة بالتركيز على القصة بأسلوب مختلف وهي تشدد على أهمية التفاصيل التي يمكن أن تكون باهتة في أفلام الرسوم المتحركة.

·        ريتشارد، ما هي المصاعب التي واجهتها مع تقنية إيقاف الحركة؟

ستارزاك: نضطر دوماً إلى حلّ مشاكل كثيرة لكن قد تكون هذه المهمة شائكة. في مشهدٍ يدور في مطعم، أردتُ أن أعرض مظاهر الحياة خارج النوافذ، فطلبتُ أن يمر بعض السيارات والناس. يجب أن يبدو الموقع أشبه بمدينة فعلية. فقال مدير الإنتاج: {نفدت الدمى والسيارات لأننا استعملناها كلها}. انهمك الجميع في موقع التصوير لذا حاولتُ إيجاد حل كي يبدو الموقع الخارجي مزدحماً. ثم قام أحد مصممي الرسوم المتحركة، وهو راكب دراجة نارية، برمي خوذته من النافذة وقال: {تبدو شبيهة بسيارة {هوندا سيفيك}!}. فقررنا تصوير المشهد بعد جلب خوذات مماثلة وجعلنا الخوذات تمر في الخارج. لا تبدو اللقطة ضخمة لكن لا مفر من أن نضحك حين ننهي المشهد وننجو بفعلتنا!

الجريدة الكويتية في

24.12.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)