كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

خمس مراحل تحكم مسار «أوسكار أفضل فيلم أجنبي»

بحريني وأفغاني وصيني لم تدخل السباق المنتظر

لندن: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

لم يعد ممكنًا التنبؤ بمن يخرج بأوسكارات كل عام كما كان من الممكن سابقًا. تكاثرت الأفلام وتكاثرت الشخصيات وتداخلت الشروط الجديدة مع تلك القديمة بحيث أصبح من الصعب تحديد وجهة في أي من مسابقات الأوسكار المتعددة. ومع تعدد ضروب الإنتاج وتنوّع مصادره ازدادت كذلك المشكلات المتعلقة بتحديد الأولوية في هذا الخصوص.

في الوقت ذاته، كانت الأكاديمية ذاتها، تقوم بما يمكن تسميته بإصلاحات داخلية طوال السنوات القريبة الماضية، من توسيع رقعة الأفلام المرشّحة للأوسكار الرئيسي نفسه، إلى تحديد معالم الفيلم القصير على نحو أكثر تحديدًا إلى إدخال أذرع عمل إضافية من شأنها تسهيل المهمّة الشاسعة الملقاة على عاتق الأعضاء المنتخِبين.

مسابقة الأفلام الأجنبية (أي تلك الناطقة باللغة غير الإنجليزية على نحو كامل أو غالب) داخلتها ترميمات جديدة بدورها. من بينها قيام رئيس هذه المسابقة، مارك جونسون، بتخفيض عدد الأفلام التي على الأعضاء مشاهدتها. كذلك تم انتقاء أعضاء دون الخمسين سنة من العمر، بعدما كان الغالب أن يكون الأعضاء فوق ذلك السن، وذلك تجاوبًا مع الطروحات الجديدة والعناصر الإبداعية الأكثر تنوعًا في المواضيع والأساليب حاليًا.

جيل كبير وجيل صغير

ما كان سائدًا حتى عهد قريب، هو قيام فريق من أعضاء الأكاديمية (التي يشارف عددها على 6000 عضو) بالإعلان عن رغبتهم في الانضمام إلى الفريق الذي سيشاهد ويعاين الأفلام المرسلة من قِبل دولها ومؤسساتها الوطنية. كان السائد هو كبر عمر أعضاء هذا القسم وتمتّع معظمهم بشغف نحو الأفلام التاريخية وأفلام الحروب العالمية وتبعاتها، والأفلام المسرودة على نحو كلاسيكي يعكس قربًا من مفاهيم سائدة في هذا الشأن.

في هذا الصدد لا عجب أن الأفلام التسعة التي تم ترشيحها رسميًا للمخرج السويدي إنغمار برغمن من عام 1960 إلى عام 1984 لم يحظ منها أي فيلم بأوسكار أفضل فيلم. تجاوز المصوِّتون عن «فريز برّي» Wild Strawberry و«صرخات وهمسات» و«وجه لوجه» و«سوناتا الخريف» والأوسكار الوحيد الذي ناله برغمن هو أوسكار أفضل إخراج عن «فاني وألكسندرا» (1982) الأسهل سردًا وقبولاً من معظم أعماله الأخرى.

الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني كان حظّه من ترشيحات الأوسكار فيلمًا واحدًا دخل القائمة الرئيسية، كونه ناطقًا باللغة الإنجليزية، وهو فيلم «انفجار» (1966) في حين لم يتم انتخاب أي من أعماله «الأسلوبية» الصعبة ضمن الأفلام الأجنبية ومنها «الصحراء الحمراء» و«المغامرة» و«الليل» و«الخسوف».

الجيل الأصغر يعرف أكثر في السينما الأجنبية ويقدّر الأوضاع الإنتاجية المحددة في كل بلد ناشئ أو تلك الإنتاجات التي يتم تحقيقها نشازًا عن السائد التجاري ويتعامل معها على نحو أفضل.

في العام الماضي، على سبيل المثال، نلحظ أنه على الرغم من تبوؤ ثلاثة أفلام أوروبية الترشيحات في مسابقة الفيلم الأجنبي، وهي الدنمارك وإيطاليا وبلجيكا، كان هناك مجال لدولتين صغيرتي القدرات تقعان خارج منظومة الإنتاجات المتعددة والسائدة هما كمبوديا التي مثلها فيلم «الصورة المفقودة» وفلسطين التي مثلها فيلم «عمر» لهاني أبو أسعد.

في مطلع هذا العام، تعدد وجود دول أوروبية (ثلاث أيضًا هي روسيا وإستونيا وبولندا، التي خرجت بأوسكار أفضل فيلم أجنبي عن «آيدا») لكن التحق بالترشيحات الرسمية الفيلم الموريتاني «تمبكتو» والأرجنتيني «حكايات خارق».

التجربة البحرينية

منذ سنوات قريبة باتت الخطوات المؤدية إلى إعلان ترشيحات الفيلم الأجنبي الرسمية أوضح من ذي قبل. فهي تنقسم إلى أربع مراحل:

الأولى هي تقدّم الدول بالأفلام التي تمثلها. الثانية: هي قيام نحو 400 عضو بمشاهدة ما تم تقديمه (نحو 70 فيلمًا في المتوسط).

الثالثة: هي تأليف القائمة الرسمية التي تتضمن خمسة أفلام فقط.

المرحلة الرابعة هي قيام كل أعضاء الأكاديمية بانتخاب الفيلم الرابح من بين الخمسة المرشّحة.

المطلوب من كل عضو في هذا النطاق مشاهدة ما لا يقل عن 16 فيلمًا ثم وضع إشارات استحسانه (من سبع درجات وما فوق حتى العشر درجات). ويقوم مارك جونسون وفريقه الصغير بإحصاء الأرقام الأعلى التي حصل عليها كل فيلم وبالتالي يتم الاختيار من بينها.

هذا يؤدي إلى انتخاب تسعة أفلام رسمية والإعلان عنها قبل الوصول إلى مرحلة خامسة لاحقة وهي التصويت على الأفلام التسعة لاختيار الخمسة في القائمة الرئيسية.

وتجدر الإشارة إلى أنه، وفي الأساس، لا يمكن قبول الأفلام المرسلة على هنّاتها، وهناك ما يخفق في دخول المرحلة الثانية منذ البداية. وفي بعض الأحوال لا يتضح السبب مطلقًا، كما حدث هذا العام مع الفيلم البحريني «الشجرة النائمة» للمخرج الشاب محمد راشد بوعلي: دراما اجتماعية حول عائلة من ثلاثة أشخاص تمر بمحنة بسبب ولادة غير صحية لولدها الوحيد نتج عنها نشأته مقعدًا.

الفيلم جيد في الفكرة والجوهر، مع متاعب في السرد والانتقال (غير الضروري) بين الأزمنة، وتم إرساله، حسب كاتبه وفيق رمضان ومخرجه بوعلي ممثلاً البحرين (للمرّة الأولى) في سباق أفضل فيلم أجنبي، لكن قائمة الأفلام التي أعلن عنها قبل أكثر من شهر، وتضم تلك التي تمثل دولها لم تنطوِ على الفيلم البحريني، والغالب أنه وصل متأخرا عن نهاية موعد القبول.

وقبل أيام استبعدت اللجنة الأكاديمية الفيلم الأفغانستاني «المدينة الفاضلة» (Utopia) لمخرجه حسن ناظر من قائمة المسابقة الأولى بسبب خرقه أحد الشروط الرئيسية، وهو أن تكون النسبة الغالبة من الفيلم، تعليقًا أو حوارًا، بلغة غير إنجليزية، في حين أن «المدينة الفاضلة» يستخدم اللغة الإنجليزية بنسبة كبيرة.

هذا أثار حفيظة جوانشير حيدري، رئيس اتحاد المخرجين الأفغانيين، الذي بعث على الفور بإيضاح للأكاديمية يقول فيه إن الفيلم يحتوي على 48 دقيقة ناطقة بالأردية والهندية و37 دقيقة فقط باللغة الإنجليزية.

وقبل ذلك، قامت الأكاديمية برد فيلم «الذئب الوثن» (The Wolf Totem)، بعدما لاحظت أن عددًا كبيرًا من الفنيين العاملين فيه، بينهم المخرج جان - جاك أنو، هم من الفرنسيين وليس من الصينيين. وعليه تم استبعاد الفيلم. لكن الوقت كان لا يزال متاحًا أمام الصينيين للاستبدال بحصانهم المرفوض حصانًا آخر فتم إرسال «ابتعد أيها السرطان»، الذي لم يداخله عنصر أجنبي على الإطلاق، والذي كان نال نجاحًا كبيرًا داخل الصين حين عرضه في أواسط هذه السنة.

هذا لم يتسنَّ للفيلم الأفغاني، إذ ورد الرفض من بعد انتهاء مهلة القبول، وذكر رئيس اتحاد المخرجين حيدري في رسالته أنه يأمل في أن تعيد الأكاديمية النظر في قرارها وقبول الفيلم.

الحال كما هو عليه الآن ومع وجود نخبة كبيرة من الأفلام الجيدة هذه السنة عليه أن ينتظر حتى صدور القائمة بالتسعة الناجحة في الانتقال من المرحلة الثانية إلى الثالثة. لكن المنتظر أن تكون الغالبية أوروبية كما الحال دائمًا.

الشرق الأوسط في

20.11.2015

 
 

Steve Jobs - بورتريه سينمائي عظيم عن عبقري

حاتم منصور

وزنياك بغضب: أجهزتك أفضل منك بمراحل.

ستيف جوبز بثقة: وهذا تحديدا هو المُراد.

من حوار في الفيلم.

النشاط الرئيسي الأول الذي يفعله العشرات فورا ما إن تبدأ عرض عناوين النهاية لأي فيلم، هو تصفح الموبايل. اللحظة التي تبدأ فيها مرحلة انفصالك عما شاهدته للتو، عائدا إلى اهتماماتك الأخرى. حياتك.. معارفك.. اتصالاتك.. حسابك على الفيس بوك.. الخ.

عندما بدأ العشرات في تصفح الموبايل عقب نهاية فيلم Steve Jobs في قاعة السينما، لم أنفصل عن الفيلم بل تضاعف معدل الارتباط والإعجاب مع هذه الملاحظة. ما شاهدناه للتو فيلم عظيم ومميز جدا، عن شخص ترك أثرا عظيما ومميزا على مسار الحضارة البشرية المعاصرة

أيا كانت الأداة التي تقرأ منها سطوري حاليا (كمبيوتر - موبيل - تابليت)، سواء كانت من إنتاج شركة Apple أو غيرها، فالحقيقة الثابتة أن ستيف جوبز له دور كبير جدا - إن لم يكن الدور الأعظم - في تدشين شكلها ووظائفها المعاصرة الحالية

على عكس ملاحظة تترات النهاية، تنقلنا تترات البداية في الفيلم إلى مرحلة أخرى معاكسة 180 درجة، عن عصر الكمبيوتر الصديق الموجود في جيوب أغلبنا حاليا. مع مقطع خاطف ومهم جدا من أوائل السبعينات، من برنامج تليفزيوني يتحدث فيه الروائي العظيم الراحل آرثر سي كلارك، عن شكل ودور الكمبيوتر المُتوقع في العقود التالية

كلارك هو صاحب سيناريو فيلم الخيال العلمي الشهير 2001: أوديسا الفضاءبالتعاون مع المخرج ستانلي كوبريك عام 1968. الفيلم الذي صاغ الكمبيوتر ليصبح عدو للإنسان، في عصر كان فيه الكمبيوتر أداة ضخمة لها رهبة يستخدمها المحترفون، ويراها البشر في صور المعامل فقط. جوبز وجيله هم أول من غيّر هذا الانطباع جماهيريا عن الكمبيوتر

سيناريو أرون سوركين لا يحاول صياغة حياة جوبز كلها، ولا يمكن اعتباره سيرة ذاتية بالمعنى المتعارف عليه. سوركين صرح بأن أغلب مواقف وحوارات الفيلم تم تأليفها بالكامل، وأن غرضه تقديم بورتريه يطرح وجهة نظره الشخصية عن جوبز، وليس صورة فوتوغرافية للراحل.

ما فعله سوركين ببساطة وبراعة هو هضم لكتاب ستيف جوبز لـ والتر إيزاكسون، الذي يضم عشرات المحاورات والمعلومات عن مسيرة جوبز المهنية والشخصية من جوبز نفسه، ومن أكثر شخصيات تعاملتْ معه، ثم إعادة بناء عمل درامي متشابك ومترابط مبني على هذه المعلومات، عبر 3 محطات رئيسية فقط.

في كل محطة نشاهد علاقة جوبز (مايكل فاسبندر) بـ 6 شخصيات بالأساس. جوانا هوفمان (كيت وينسلت)، ذراعه اليمنى ومشرفة التسويق في Apple وقت بدايتها. ستيف وزنياك (سيث روجان)، صديقه منذ المراهقة، وشريكه الأول في تأسيس Apple الذي أشرف على عشرات التصميمات. جون سكالي (جيف دانيالز) رئيس مجلس إدارة الشركة. آندي هيترزفيلد (مايكل ستولبيرج)، مهندس في الشركة.

والأهم من كل ما سبق علاقته الشخصية المعقدة البعيدة عن الشركة، مع كريسان برينان (كاثرين ووترستون). صديقته السابقة التي تدعي أنها أنجبت منه ابنة هو ينكرها. وليزا (الابنة التي يقوم بدورها ممثلة مختلفة في كل محطة مع تغير عمرها من الطفولة للمراهقة). 

الـ 3 محطات تدور في كواليس استعداده لتقديم منتج ما للجمهور على المسرح. المحطة الأولى عام 1984 وقت إعلان أول موديلات آبل ماكنتوش. الثانية عام 1988 أثناء استعداده لتقديم أول أجهزة شركته الجديدة نكست Next. والثالثة عام 1998 بعد عودته لإدارة الشركة التي أسسها، أثناء استعداده لتقديم أول كمبيوتر iMac.

في أحد المشاهد المهمة التي يمكن اعتبارها نسبيا كسرا للحائط الرابع، يُدشن سوركين ملاحظة ساخرة عن السيناريو الذي كتبه، على لسان جوبز نفسه: المسألة وكأن كل شخص يتناول الخمر قبل بدء التقديم بدقائق، ويأتي إلى وقتها فقط، ليخبرني برأيه صراحة في وجهي

سوركين كسيناريست يضع بصمة على أعماله، تجعلها في النهاية بطابع مسرحي، وتخصه أكثر مما تخص مخرجها. هنا لا يكسر القاعدة. إذا كنت شاهدت أفلامه السابقة وأشهرها بضع رجال طيبين A Few Good Men 1992 مع المخرج روب راينر، والشبكة الاجتماعية The Social Network 2010 مع المخرج ديفيد فينشر، يمكنك تخمين الطباع المهيمنة للفيلم.

حوارات حادة ومتصاعدة.. أجواء غاضبة ومشحونة.. شخصان يضغطان ويحاول كل منهما انتزاع اعتراف أو موافقة ما من الآخر. باختصار أفلامه ومشاهده سلسلة رحلات مُرهقة وموترة تعتمد على الحوار بالأساس، ويمكن اعتبارها مباريات ملاكمة لسانية بين طرفين، لا يمانعان الضرب تحت الحزام

هنا وجد ضالته المثالية في قصة ومسيرة شخص، مشهور فعلا بحدة الطباع. القلب النابض للقصة والدراما هو علاقته المُحيرة جدا بابنته ليزا. والشىء الجيد أن الفيلم لا يحاول رسم صورة محددة عن بطله المثير للجدل. بل ويتجاوز أيضا تقديم معلومات وتغييرات أساسية أخرى في حياته بين المحطات الثلاثة.

أيا كان تصنيفك لـ جوبز.. عبقري.. وغد أناني.. مصاب بجنون العظمة.. مريض نفسيا.. مدير استثنائي.. شخص صاحب رؤيا.. دجال لا يجيد إلا اللعب على الاعلام.. دكتاتور يرى المحيطين مجرد عبيد.. ستجد في الفيلم ما يدعم تصنيفك. سوركين لا يعنيه حل طلاسم الشخصية وتقديم إجابات، بقدر ما يجعل قصة جوبز مصدرا لإنارتنا بأسئلة عن الحياة والعمل والإنجاز

رغم طابع سوركين الحواري المهيمن الواضح، فاز الفيلم بمخرج مميز من أباطرة التعقيد والتكثيف البصري. البريطاني داني بويل صاحب أفلام Trainspotting - 28 Days Later - Slumdog Millionaire - 127 Hours.

بويل مميز جدا بقدرته على نقل الإحساس بالزمن للمتفرج (1). يمكنه دوما صياغة صورة مثيرة وموترة من مواقع وأجواء فقيرة نظريا على المستوى السينمائي، بفضل اختياره لزوايا ضيقة أو غريبة، تناسب تماما الأثر الدرامي المطلوب (2). ستجد العنصرين في 127 Hours بالأخص. طوال الفيلم نشاهد بطلا محبوسا داخل كهف بسبب حادثة.

اختياراته البصرية تُبروز كل محطة من الثلاثة هنا بشكل مختلف. الأولى 1984 صورها بخام نيجاتيف 16 ملم (مخصص للهواة عادة). النتيجة صورة باهتة بطابع رملي، يعكس عصر ميلاد الكمبيوتر الغير واضح المعالم، وعلاقات جوبز المضطربة غير المفهومة التي نتابعها لأول مرة. يصاحب ذلك أحيانا أصوات طبول ومقطوعات بدائية منخفضة التكثيف والدرجة في شريط الصوت.

الثانية 1988 صورها بخام 35 نيجاتيف 35 ملم (النموذج المعياري السائد في تاريخ السينما). النتيجة صورة بطابع سينمائي كلاسيكي، يعكس الشخصية التي عرفناها وفهمنا علاقاتها ودوافعها نسبيا، في عصر لم يعد فيه الكمبيوتر المنزلي اختراع غير واضح المعالم، بل أصبح مجالا يشهد تنافسات حادة، ومُنتج معروف له مواصفات قياسية مطلوبة في السوق. يصاحب ذلك موسيقى أوركسترالية متوسطة التكثيف والدرجة، في شريط الصوت أغلب الوقت.

الثالثة 1998 صورها بكاميرات الديجيتال المعاصرة (المعيار الحداثي المعاصر في أغلب أفلام هوليوود السنوات الأخيرة). النتيجة صورة بطابع معاصر، يعكس الشخصية التي يريد أن ينهي بها فيلمه، في عصر اكتسح فيه الديجيتال حياتنا، وأصبح فيه الكمبيوتر المكتبي نفسه منتجا كلاسيكيا، ونواة لصناعة منتجات أخرى سنحملها. ستلاحظ عند مشاهدة الفيلم أنها المرحلة الوحيدة التي واجه فيها جوبز نفسه. يصاحب ذلك موسيقى الكترونية عنيفة وعالية التكثيف والدرجة في شريط الصوت.  

باختصار رحلة جوبز، ورحلة الكمبيوتر المنزلي وتدرجاتها، تم صياغتها تقنيا وبصريا وصوتيا بشكل متسلسل مكثف جدا، يرقى من حيث التعقيد لعالم تصميم الكمبيوتر الذي يرتبط به الفيلم. ستلاحظ أيضا عشرات التفاصيل البسيطة المهمة في الصورة. كلمة Exit أو (مَخرج) الموجودة على الأبواب مثلا، لا تظهر أبدا هباء أو صدفة في أى لقطة.  

بويل استبدل طاقمه المعتاد هنا (مدير التصوير - المونتير - الموسيقار.. وغيرهم). ويبدو أنه أراد أن تحمل التجربة الجديدة المختلفة، عناصر ولمسات وخبرات طازجة

على مدار مدة الفيلم التي تبلغ ساعتين، تساءلت عشرات المرات عن الطريقة التي كان سيصنع بها المخرج ديفيد فينشر نفس الفيلم والسيناريو. هل نسخته أعظم أم تلك التي شاهدناها مع بويل؟.. لمن يسأل عن سبب المقارنة، فينشر وافق على المشروع قبل أن يتركه بسبب خلافات مادية وفنية مع الشركة. اختياره الأول لدور جوبز كان كريستان بيل.

فاسبندر لا يشبه شكلا ستيف جوبز مقارنة بـ بيل. وفي الحقيقة لم يحاول صناع الفيلم صياغة هذا الشبه بمكياج معقد أو خلافه. وهي نقطة منسجمة إلى حد كبير مع فيلم أقرب لبورتريه منه إلى صورة فوتوغرافية لـ جوبز.

ما يملكه فاسبندر هو حضور مغناطيسي يوائم تماما الشخصية. ورغم تألق الطاقم التمثيلي كله أمامه - وبالأخص كيت وينسلت الوارد جدا أن يتم ترشيحها للأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة - يسيطر فاسبندر على كل لقطة، ويسحبنا طوال ساعتين في أداء ممتاز، أراه الأفضل في تاريخه كممثل.

كيت وينسلت اسم له تاريخ في التمثيل والجوائز. المفاجأة الأكبر هنا مع سيث روجان، الذي يثبت أن تصنيفه ككوميديان فقط، لا يخلو من سطحية وتسرع. الفيلم ككل سيشارك غالبا في ترشيحات الأوسكار الرئيسية هذا الموسم، وبالتأكيد ضمن أفضل ما شاهدت في 2015.

باختصار:
سيناريو إعجازي من سوركين يصيغ مسيرة شخص وصناعة وتطور تكنولوجي عبر 3 محطات فقط، وإخراج دقيق من بويل يصيغ كل محطة بشكل مختلف وفعال، مع أداء تمثيلي يبلور كل ما سبق ويصل به للقمة. الفيلم بالتأكيد ضمن الصدارة في منافسات الأوسكار، وسنحتاج إلى معجزة تمثيلية حقيقية الشهور القادمة لنسمع خطبة الفوز من ممثل آخر غير مايكل فاسبندر

دوت مصر المصرية في

22.11.2015

 
 

الأفلام العربية المرشحة لجائزة الأوسكار

أحمد عاصم

تمكنت 7 أفلام عربية من دخول القائمة الأولية للحصول على جائزة الأوسكار الـ 88 عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية في الحفل الذي سيقام نهاية شهر فبراير من العام المقبل 2016، وضمن قائمة الأعمال المختارة الفيلم الأردني “ذيب” للمخرج ناجي أبو نوار، والفيلم الفلسطيني “المطلوبون الـ 18″ من إخراج عامر الشوملي وبول كوان، والفيلم العراقي “الأوديسا العراقية”، والذي تم ترشيحه من قبل المكتب الفيدرالي الثقافي السويسري ليكون ممثلاً عن سويسرا. وفيلم “وينن” من لبنان، و”عايدة” من المغرب، و”ذكريات منقوشة على حجر” من العراق، و”غروب الظلال” من الجزائر.

الفيلم الأردني “ذيب”، الذي يتناول قصة من البادية عن الإخوة والخيانة وتجري أحداثها في وادي رم عام 1916، عرض تجارياً لمدة 6 أسابيع في العاصمة الأردنية عمّان، كما كانت للفيلم عروض تجارية في أكثر من عشرين بلداً. كما شارك في حوالى خمسين مهرجاناً سينمائياً دولياً.

ونال نجاح العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في 2014، استحساناً واسعاً من مختلف الجماهير والنقاد السينمائيين حول العالم، كما حاز 13 جائزة سينمائية مرموقة، من ضمنها: جائزة أفضل مخرج في مسابقة “آفاق جديدة” في مهرجان البندقية السينمائي، وجائزة “آفاق جديدة” لأفضل فيلم من العالم العربي، وجائزة “FIPRESCI” لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أبوظبي السينمائي، بالإضافة إلى جائزة أفضل مخرج لأول مرة في مهرجان “Camerimage” السينمائي الدولي.

واختارت لجنة مُؤلفة من فنانين وحرفيين أردنيين معنيين بالمشهد الفني المحليّ، فيلم “ذيب” للمنافسة في الدورة المقبلة للمسابقة، التي نظّمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام سير العملية، بصفتها الجهة الرسمية في الأردن لتقديم الأفلام للترشُح في جوائز الأوسكار. وترأس اللجنة عدنان عواملة – مُؤسّس مجموعة المركز العربي الإعلامية – فيما شملت المخرج محمد عزيزية والممثلة نادرة عمران والممثل الكوميدي نبيل صوالحة، ومنير نصّار (وزير سياحة أسبق، وعضو في المجلس التنفيذي للجمعية الأردنية للسياحة الوافدة)، والصحافي والناقد السينمائي ناجح حسن، ولارا عطاالله (ممثلة ومديرة تجارب أداء)، وسمر دودين (المديرة الإقليمية ورئيسة البرامج في مؤسسة “روّاد التنمية”).

كذلك سجل فيلم “المطلوبون الـ 18″ ظهوره العالمي الأول في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وحضر العرض المخرج الشهير مايكل مور الذي أشاد بمستوى الفيلم وأثنى عليه.

وكانت أول جائزة ينالها الفيلم تلك التي حققها في مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2014 بتتويجه كأفضل فيلم وثائقي عربي بين العروض المشاركة في المهرجان. وقد أشاد العديد من النقاد بمستوى فيلم المخرج عامر الشوملي، ولا سيما الكتّاب في مطبوعات عالمية شهيرة كمجلة فارايتي، وصحيفتي لوس أنجلوس تايمز ونيويورك تايمز.

وشهد مهرجان تورونتو السينمائي الدولي عام 2014 أيضاً العرض العالمي الأول لفيلم “الأوديسا العراقية”، ونال الفيلم في العام ذاته جائزة “نتباك” عن أفضل فيلم آسيوي في مهرجان أبوظبي السينمائي، وكذلك جائزة الجمهور ضمن قسم البانوراما في مهرجان برلين السينمائي. وتم الكشف عن النسخة الإنجليزية للفيلم خلال مهرجان “تايبكاست” في نيويورك ولوس أنجلوس في 27 نوفمبر من العام الماضي، وسيتم إطلاقها في جميع أنحاء العالم في عام 2016.

البديل المصرية في

23.11.2015

 
 

Bridge of Spies - جسر سبيلبرج السياسي لربط الماضي بالحاضر

حاتم منصور

أوائل يونيو وقت ظهور أول إعلان لـ جسر الجواسيس Bridge of Spies، كان سبب اهتمامي الرئيسي بالفيلم، ومحور أول تغطية كتبتها وقتها، هو مخرجه ستيفن سبيلبرج، ونجمه توم هانكسالثنائي الذي أمتعنا بـ 3 أفلام مشتركة سابقا، أشهرها وأفضلها إنقاذ الجندي ريان Saving Private Ryan 1998، وأمتعنا أيضا بعشرات الأفلام غير المشتركة.

الآن بعد المشاهدة، من الإنصاف قبل أي شىء، أن أذكر أن السبب الرئيسي الذي يجعل الفيلم جديرا بالمشاهدة أكثر وأكثر، هو الممثل البريطاني مارك ريلانسصاحب التاريخ المسرحي الطويل، والسينمائي القليل. أداؤه لشخصية الجاسوس السوفيتي آبيل، سيضعه غالبا ضمن الـ 5 مرشحين لأوسكار أفضل ممثل مساعد هذا الموسم.

لا يهدر سبيلبرج أي ثانية في افتتاحية فيلمه المقتبس من قصة حقيقية، وتأتي مكثفة بصريا، ومُحملة بخبرات ثقيلة الوزن، من اسم استثنائي في عالم الإخراج، يخوض تجربته رقم 27.

بدون موسيقى نهائيا وبتركيز تام، نتابع عام 1957 رجل يستلم بسرية وبهدوء شىء ما قبل أن يتوجه لمنزله، ويبدأ فك ما استلمه. درجة السكون والتركيز الصوتي، بالإضافة لأداء مارك ريلانس ونظراته، في لقطة بارعة يظهر فيها بـ 3 طرق مختلفة (وجهه الحقيقي - انعكاس في مرآة - بورتريه مرسوم باليد)، تخبرنا في ثوان كل ما نحتاج أن نعرفه عن الشخصية مبدئيا.

هذا رجل معزول ووحيد، يعيش بشخصيات وهويات مزيفة أمام المجتمع، ويمارس عمله السري بتركيز وولاء تام. رجل صلب لا يفقد أعصابه أو ينسى أولوياته، حتى عندما تقتحم السلطات الأمريكية المكان، وتُلقي القبض عليه.   

التوقيت مرعب في أواخر الخمسينات والحرب الباردة على أشدها. الفزع من المواجهة النووية المُحتملة بين أمريكا وروسيا، لم يعد مجرد نقاش سائد سياسيا، بل أصبح محور حصص مدرسية يخوضها الأطفال. اصطياد جاسوس في هذه الأجواء، فرصة جيدة من وجهة نظر الحكومة الأمريكية لتقديم صورة حضارية إعلاميا، عن أمريكا التي تعامل أعداءها بنزاهة وإنصاف قانونيا

لإخراج الصورة المطلوبة بأفضل شكل ممكن، توكل الحكومة مهمة الدفاع عن الجاسوس، لمحامي التأمينات جيمس دونوفان (توم هانكس). الرجل الذي شارك سابقا في محاكمات نورنبيرج ضد النازيين في الأربعينات، ويحمل الآن وجها بعيدا عن السياسة، كمحامي تأمينات كبير.

دونوفان يرى الموقف بواقعية بعيدا عن الهستيريا الأمريكية الجماعية. ويعامل موكله ومهمته باحترام، رغم ما يجلبه ذلك من ويلات عليه، باعتباره المحامي الخائن الذي يدافع عن الأعداء.

للوهلة الأولى يبدو كشخص غارق في المثاليات. لكن خبراته كمحامي تأمينات تجعله يرى الجاسوس بالأساس كبوليصة تأمين مهمة، يجب الحفاظ عليها بعيدا عن كرسي الإعدام، من أجل إنقاذ أي جاسوس أمريكي يُحتمل أن يقع في الأسر مستقبلا.

رؤيته تتحقق فعلا خلال أعوام عندما يسقط طيار أمريكي في الأسر على الأراضي الروسية. ومهمته الثانية الجديدة الأصعب هى إجراء مفاوضات سرية مع الجانب السوفيتي في برلين، من أجل تبادل الأسرى

اختار سبيلبرج لفيلمه رغم أجواء الجاسوسية والحرب، إيقاع خفيف لا يخلو من مرح. ولعل ذلك سبب الاستعانة الرئيسي بالأخوين كوين دونا عن غيرهما، لاستكمال السيناريو الأولي الذي كتبه مات شارمان. سيناريوهات وأفلام الأخوين كوين قادرة دوما على شحن أكثر الأجواء والأفكار دراما وجدية، بحوارات ولمسات كوميدية. وفي تاريخهما الطويل قائمة أفلام ممتازة من النوعين.

مع هذا الإيقاع المُستهدف لا يوجد أيضا اختيار أفضل من توم هانكسالممثل القادر دوما على المزج بين الجانبين (المرح - الجدية)، في نفس الجملة ونفس المشهد. راجع أدواره في Big - Forrest Gump - Cast Away - Charlie Wilson's War على سبيل المثال لا الحصر.

هانكس شكلا ومضمونا يبدو أقرب لرجل الشارع العادي. رب الأسرة الأمريكي النزيه الوطني، الذي لم تفسده حالة العداوة وتنتزع منه تعاطفه الإنساني، أو تفرض عليه تفضيلات وأولويات عسكرية. وهي نقطة ضرورية مع شخصية لا تجد فارق أهمية بين طيار أمريكي معتقل، وأي مواطن أمريكي آخر معتقل. الكل سواسية والكل مهم كما يردد دونوفان عدة مرات.

النزعة المثالية الأمريكية من فترة الستينات، والبصمة الكلاسيكية الواضحة في إخراج سبيلبرج، تجعل الفيلم وشخصية دونوفان، أقرب لأفلام وأدوار جيمس ستيوارت وجاري كوبر وجريجوري بيك، من نجوم هذه الفترة.

 الجاسوس السوفيتي أيضا رغم جديته وصرامته، تم شحنه سينمائيا بلمسات خفة ظل بسيطة. وعندما يسأله دونوفان باستمرار عن أسباب عدم قلقه رغم صعوبة الموقف، يُكرر إجابة واحدة، وفي كل مرة يزداد تأثيرها مرح وفاعلية عما قبلها.

سبيلبرج صاحب التاريخ العريق في عالم الإبهار، لا ينسى وضع بصماته السحرية في المقاطع التي تستحقها. ويساعده كالعادة من طاقمه المُفضل، مدير التصوير يانوس كامينسكي، والمونتير مايكل كاهين. لاحظ مثلا بصماته في تنفيذ مشهد المطاردة على الأقدام تحت المطر (مغامرة بسيطة)، أو مشهد اصابة الطائرة (حدث مرعب). 

والأهم مشهد شاهدت فيه لأول مرة، حائط برلين الشهير أثناء عملية بنائه. تلك اللحظة التي قررت فيها تعقيدات السياسة العالمية، فصل مجتمع ومدينة وثقافة واحدة، إلى دولتين مختلفتين إداريا وسياسيا، لدرجة بناء سور فاصل. مشهد ينتزع درجة من الرهبة والدهشة والتعاطف بطريقة فعالة، يصعب أن تراها بنفس التوازن، من مخرج آخر.

مشاهد برلين عامة سواء تلك التي دارت في الشوارع، أو النهائية التي تدور على جسر شهير، اقتبس منه الفيلم اسمه، إعادة تنشيط للذاكرة بخصوص تميز سبيلبرج بصريا. يعاونه هنا للمرة الأولى مصمم الإنتاج أدم ستوكهوزن، الذي أثبت للعام الثاني على التوالي بعد The Grand Budapest Hotel أنه ضمن الصفوة في مجاله.

يغيب عن فريق سبيلبرج هذه المرة الموسيقار العملاق جون ويليامز بسبب ظروفه الصحية، ويتولى المهمة بدلا منه توماس نيومان. ستلمس غالبا محاولة نيومان للتحليق بنفس أدوات وايقاعات ويليامز. النتيجة لا ترقى بالطبع لموسيقى العملاق العجوز، لكن تلمس بالتأكيد الروح الكلاسيكية للمثاليات الوطنية المطلوبة للفيلم

قرب النهاية يشاهد دونوفان عبر نافذة القطار في نيويورك، مجموعة شباب تقفز فوق سور، من أجل عمل ما غير قانوني. المشهد مماثل تماما لمشهد سابق، شاهده وسط برلين. هذه المرة فقط لا يوجد من يطلق عليهم الرصاص دون تفاهم. هذه المرة الحدث على الأراضي الأمريكية.

رسالة سبيلبرج سياسيا أن أمريكا والعالم كله، في حاجة إلى أمثال جيمس دونوفان اليوم أكثر من سابقا. في حاجة الى النزعة التفاوضية والقانونية والمثالية الصبورة، التي لا ترى في العنف الحل الأول. في حاجة إلى مظلة قوانين وأعراف تجمع الكل في اطار عادل، يراه دونوفان موجود في الدستور الأمريكي، الذي جمع مئات الأعراق والثقافات، تحت مظلة دولة واحدة راقية أفضل من غيرها.

إيمان دونوفان بأن الكل مهم، تم ترجمته في سياق سينمائي متقن وممتاز، على مدار أكثر من ساعتين، لدرجة تتجاوز المساواة التي يتحدث عنها، وتُجبر أى متفرج - حتى الأمريكي - على التعاطف والاهتمام بمصير الجاسوس السوفيتي في نهاية الفيلم، أكثر من اهتمامه بمصير الأسير الأمريكي نفسه

الحجج التي ساقها دونوفان في الخمسينات للدفاع عن الجاسوس، لا تزال مُستخدمة حتى اليوم (الدستور - القانون - الحقوق.. الخ). والحجج التي ساقها خصومه وقتها، لا تزال أيضا مُستخدمة حتى اليوم (المخاطر المُحتملة - الأمن القومي - ارهاب العدو بعقوبات صارمة وحاسمة.. الخ).  

اختار سبيلبرج قصة حقيقية بنهاية قد تبرهن صحة وجهة النظر الأولى عمليا، عن جدوى التسامح والصبر. عن جدوى الالتزام بالقانون. عن جدوى الاختيارات والتفضيلات الأخلاقية. السؤال الحقيقي كم ألف قصة أخرى تركها، قد تبرهن على العكس؟!

السؤال مهم جدا في عالم يشهد اليوم اضطرابات دولية معقدة، وتهديدات واسعة، تفوق بمراحل زمن الحرب الباردة. هذا فيلم عن حاضرنا ومستقبلنا، حتى لو دارت أحداثه في الخمسينات والستينات

أراد سبيلبرج صناعة فيلم يدافع عن المثاليات، لكنه في واقع الأمر سقط نسبيا في فخ ادعاء أن أتباع أخلاق الفرسان، كفيل بتحقيق النصر. وكأن ألاعيب الحروب والتجسس والإرهاب، هى رياضات أوليمبية يمارسها رجال محترمون، طبقا لقوانين ومعايير يلتزم بها الكل

على كل أيا كان الخلاف بخصوص رسائل سبيلبرج السياسية والاجتماعية في الفيلم، فالشىء المؤكد أنه صاغها سينمائيا بإتقان وفاعلية كعادته. وباستثناء مقاطع لا داعي لها، ومنها مثلا علاقة ابنة دونوفان الغرامية، التي تم تقديمها ولم يتم استثمارها في أى شىء مؤثر أو مهم لاحقا، يمكن اعتبار السرد كله أكثر تماسكا وإيجازا وسرعة، من أفلامه الأخيرة (Lincoln - War Horse). 

سنظل نتساءل غالبا عما إذا كان تقديم نفس القصة في قالب ميلودرامي حاد، قريب مما قدمه سبيلبرج في ميونج 2005 Munich مثلا أكثر فاعلية أم لا. لكن في النهاية هذه قصة بنهاية غير تراجيدية، وهو ما يجعل القالب هنا اختيارا مقبولا

إجمالا لا يمكن اعتبار الفيلم ضمن الأفضل في تاريخ سبيلبرج، وهو نفس ما يمكن قوله بخصوص توم هانكس. لكن يظل بالمقاييس العامة فيلم متقن وجيد جدا، سنسمع اسمه غالبا ضمن ترشيحات الأوسكار القادمة، في أكثر من فرع

باختصار:
بمعايير آلهة سينما بوزن سبيلبرج وتوم هانكس، هذا فيلم بتقدير (جيد). بمعايير السينما العادية، الفيلم بتقدير (جيد جدا)!.. ويصل فيه أداء مارك ريلانس بالأخص للامتياز. احذف من ذهنك مبكرا أى مقارنات مع التحف السينمائية في مسيرة العملاقين، وستستمع غالبا بالفيلم.   

دوت مصر المصرية في

25.11.2015

 
 

فيديو| دي كابريو: The Revenant أصعب أفلامي

نورهان خالد

 The Revenant | Official Trailer [HD] | 20th Century FOX

وصف ليوناردو دي كابريو فيلمه the revenant، بأنه الفيلم الأكثر صعوبة بالنسبة له، حيث نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن العديد من النقاد توقعوا فوز دي كابيرو هذا العام بجائزة أوسكار أخيرا.

وقال دي كابريو إنه نام داخل جثث حيوانات نافقة وتناول لحم جاموس نيء حتى يعيش في جو الفيلم، المستوحى من قصة حقيقية تدور في القرن التاسع عشر عن رجل يتخلى عنه أصدقائه ويتركونه في البرية ليموت بعد هجوم دب إلا أنه ينجو بأعجوبة.

يخرج الفيلم أليخاندرو جونزاليس أناريتو الذي أخرج فيلم Birdman، والذي حاز على أوسكار أحسن فيلم في 2014، ويعتقد الكثيرون أن دي كابريو لديه فرصة ليكسر حاجز النحس مع جائزة أوسكار والتي ترشح للفوز بها عدة مرات ولكن دون الفوز بأي منها.

ويشارك دي كابريو في بطولة الفيلم النجم الإنجليزي توم هاردي، الذي يلعب دور عدو دي كابريو الذي يسعى للانتقام منه. وتعاون دي كابريو  من قبل مع المخرج مارتن سكورسيزي أكثر من مرة، وهو المعروف بعقدته مع جائزةالأوسكار.

دوت مصر المصرية في

25.11.2015

 
 

موسم الجوائز.. 21 فيلما تتنازع السيادة

عناوين صحافية عريضة وأفلام خيالية تزيّن نهاية العام

لندن: محمد رُضا

هطلت خلال الأيام الماضية مجموعة كبيرة من الأفلام ذات المواضيع المتباينة. هذا أمر متوقع في موسم الجوائز الحالي الذي يفرز 21 فيلما من مختلف التصنيفات والأنواع، من الفيلم التسجيلي إلى الروائي ومن الأفلام التي تأمل أن تظهر في عناوين ترشيحات الجوائز القادمة إلى تلك التجارية المحضة التي لا غنى للسوق عنها على مدار السنة.

لكن المثير للاهتمام أن مواضيع بعض الأفلام تشمل قضايا متعددة ثم تحبك حسب تجاربها بصرف النظر عن أي تلك الأفلام سيحقق الإيرادات العليا وأي منها قد لا يحوز مركزا متقدما. طبعًا لا تزال المنافسة حامية بين تلك الإنتاجات الكبيرة مثل «كريد» و«ألعاب الجوع: موكينجاي 2» و«الليلة السابقة» و«الديناصور الطيّب»، لكن الكم الكبير يشي بفترة خصبة لا تستطيع أفلامها أن تنتظر بحثًا عن وقت تقل فيه المنافسات بغية تسجيل حضورها.

* ديناصور وصبي

الجمهور، كالعادة، ينصرف إلى الفيلم الذي يحكي خيالاً وليس واقعًا. والأسبوع الحالي بدأ بتسلق الجزء الأخير من «ألعاب الجوع» المركز الأول بأكثر من 110 ملايين دولار من الإيرادات. الفيلم هو استكمال لما سبق من أحداث كما خطّته الكاتبة سوزان كولينز وكما نفّذه على نحو يشارف الإجادة من دون ولوجها كاملاً فرنسيس لورنس وقامت ببطولته جنيفر لورنس (لا قرابة) لجانب طاقم الأخيار الذين يحاربون معها (منهم ليام همسوورث وجوش هتشرسون ووودي ألن و - الراحل - فيليب سايمور هوفمن) وطاقم الأشرار (بقيادة دونالد سذرلاند).

الوعد هنا لا يزال على حاله: في عالم مستقبلي شمال أميركي سينقسم العالم إلى قلّة تعيش في مدن محصّنة وغالبية تعيش كالدجاج البرّي في القرى والغابات وسيؤول أمر تحرير الغالبية من جور الأقلية إلى امرأة محاربة تنتقل من معسكر إلى آخر مع عدد متزايد من الثوار.

ليس أن الجمهور الأميركي يتبنّى المضمون أعلاه، بل إن المغامرات الخيالية والعالم المستقبلي من دون غزو للفضاء أو غزو منه ومحاربة أنثى تستطيع القتال ورمي السهام ولديها قلب من ذهب خالص، كلها عناصر دفعت الجزء الأخير (ولجانب إنه الأخير) إلى القمّة في غضون ساعات من العرض. وهذا ما حدث في الأجزاء السابقة التي إذا ما جمعنا إيراداتها كلها لوجدناها تتجاوز مليارين و315 مليون دولار.

«سبكتر» الذي جمع 156 مليون دولار في الولايات المتحدة وحدها حتى الآن، هو أيضًا خيالي ولو أن أحداثه تدور، افتراضا في الزمن الحاضر. كذلك «المريخي» المنتقل ببطله (توم هانكس) وبمجمل إيراداته الأميركية (214 مليون دولار) إلى الفضاء البعيد.

ليس من بين هذين الفيلمين من يطلب منا تصديقه، كذلك «الديناصور الطيب»، فيلم أنيميشن يسرد كل ما هو متوقع من قصّة بطلها حيوان واحد وبشر واحد: الحيوان هو ديناصور من نوع أباتوسوروس والفرد هو صبي، والاثنان سيؤولان إلى الجمهور الذي ينشد متابعة ما يمكن تأليفه من مغامرات بينهما.

في الجعبة ذاتها، يتقدم «فيكتور فرانكنستاين» دراما حيّة من بطولة جيمس ماكفوي ودانيال ردكليف وجسيكا فرندلاي مأخوذة بتصرف شديد عن رواية ماري أشلي المعروفة «فرانكنستاين». الفيلم حول العالم ومخلوقه، وكلاها نبيل ويطلب التعاطف، مشغول بكثرة تفاصيله وخال من أي عمق لحمل حكايته إلى مستوى أعلى من الضحالة.

* حدث في بوسطن

إذا ما تركنا هذه الأعمال، ومعها فيلم رديء آخر عنوانه «الليلة المسبقة» The Night Before، وحدها، طالعتنا في صفوف خلفية ولو قريبة ثلة من الأفلام ذات المعاني التي تود أن تدلو بدلوها أمام جمهور المقترعين في جمعيات السينما مثل الغولدن غلوبس وجمعيات المخرجين والممثلين والكتاب وباقي الحرف المهمّة في الصناعة. ثلاثة أفلام منها مقتبسة عن أحداث وقعت وهي «سبوتلايت» و«الـ33» و«الفتاة الدنماركية».

«سبوتلايت»، من إخراج توم ماكارثي وبطولة مارك روفالو وراتشل ماكادامز ومايكل كيتون، يستوحي من أحداث عاشتها صحيفة «ذا بوسطن غلوب» عبر طاقم من محرريها الذين كشفوا اللثام عن ممارسات بعض رهبان الكنيسة الكاثوليكية في المدينة الذين أقدموا على ممارسات شاذة مع الأولاد وذلك في أحداث وقعت فعلاً على رحى سنوات وتم الكشف عنها، من خلال عنوان رئيس في الصفحة الأولى من الجريدة في السادس من يناير (كانون الثاني) سنة 2002.

الدراما التي يسوقها المخرج ماكارثي بعناية تأخذ شكل أفلام جادّة سابقة. في الأجواء العامة هي مثل «كل رجال الرئيس» الذي حاكى أحداث صحيفة «واشنطن بوست» خلال فترة الكشف عن «ووترغيت»، وفي المعالجة التي تأخذ وقتها لبناء تشويقها وللوصول إلى ذروتها وما بعد هي قريبة من فيلم ديفيد فينشر «زودياك». كذلك هو الفيلم الرئيس الأول للمثل مايكل كيتون الذي نفض فيلم «بيردمان» الغبار عنه قبل نحو عام واحد.

أما «الـ33» فهو أكثر مباشرة مع موضوعه. مقتبس عن الساعات الحالكة والأيام الطويلة التي مرّت على 33 رجلاً علقوا تحت الأرض بعد انهيار المنجم الذي كانوا يعملون فيه.

لتسع وستين يومًا عايش هؤلاء أسباب الموت وأسباب الحياة منتقلين بين دفتيهما كلما ارتفعت الآمال أو انخفضت وهم على عمق 2300 قدم تحت سطح الأرض التشيلية كما نقلتها الأنباء في العام 2010 حينما وقعت الحادثة.

الخطر في مثل هذه الأفلام هو معرفتك النتيجة. في الواقع من قرأ التفاصيل في كتاب هكتور توبارDeep Down Dark أو - على الأقل - ما ورد على الإنترنت من أخبار ومقالات، يستطيع تكوين صورة شبه كاملة عما يقوم الفيلم عليه. لكن الإضافة التي يمثّلها الفيلم في هذا المجال إخلاص العاملين، ومنهم الممثلون الجيدون أنطونيو بانديراس وغبريال بيرن ولو دياموند فيليبس وجولييت بينوش (رفضت جنيفر لوبيز الدور الذي قامت به بينوش لاعتقادها أن الدور صغير بالنسبة لها)، للمشروع وقدر ملموس من التفاني في سبيل تقديم شريحة حياة صعبة، وقدرة المخرجة غير المعروفة باتريشا ريغين على التوازن بين الفيلم الواقعي والحس التشويقي العام.

* سخونة وبرودة

أما الفيلم الثالث فهو «الفتاة الدنماركية» الذي شوهد في مهرجان فينسيا السابق وأحداثه تبتعد أكثر صوب الماضي. الممثل الذي وُلد على الشاشة عملاقًا حينما لعب «نظرية كل شيء» مؤديًا الدور الصعب لشخص وحياة العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ، يعود في دور لا يقل صعوبة، لكن عوض صعوبة الأداء البدنية ينحو صوب تأدية صعوبة من نوع آخر مجسدًا شخصية رجل يُصاب بكهرباء خفية عندما يرتدي ملابس زوجته النسائية ويدرك بعد حين إنه يريد أن يصبح مثلها.

ينضم «الفتاة الدنماركية» إلى فيلم آخر يطرح المشكلة الشائكة بدوره هو «كارول»، عن رواية وضعتها المؤلّفة الراحلة باتريشا هايسميث في الخمسينات وحاولت التملّص منها بعد نشرها لأن الحياة آنذاك لم تكن ترغب في استيعاب هذا النمط من الروايات. «كارول» الماثل على الشاشة الآن بإدارة من تود هاينز هو ما زال قصّة حب بين بطلتيه كايت بلانشيت، في دور الثرية المتزوّجة المتبرّمة وروني مارا، الفتاة التي تعمل في محل ملابس. لمعة كهربائية أخرى تقع بينهما لكن ضمن ما يمكن للسينما الأميركية اليوم قبوله وليس على غرار فيلم عبد اللطيف قشيش الشهير «الأزرق هو اللون أكثر دفئًا».

الفيلم معالج بنعومة زائدة عن الحاجة لكن ما سيتأكد حدوثه بعد أن يطوي الفيلم عروضه هو أن مثل هذه المواضيع ربما كانت ساخنة قبل نيل المثليين ما يرونه من حقوق أما الآن فتدخل في أنبوب الأعمال الباردة والمتكررة.

الشرق الأوسط في

25.11.2015

 
 

Bridge of Spies صفحة حارة من الحرب الباردة

"دليل النهار" - جوزفين حبشي

طوم هانكس الرائع ممثلاً، وستيفن سبيلبرغ البارع مخرجاً، والاخوان المشعوطان والاستثنائيان والطريفان جويل وايثان كوين يشاركان مات شارمان في كتابة السيناريو! فهل يعقل ان نتوقع أقل من تحفة سينمائية دافئة تعيدنا الى زمن الجاسوسية خلال الحرب الباردة؟ التحفة جميلة رغم انها ليست استثنائية، وهي تتمحور حول شجاعة مخرج قرر بعدما شن معركة شجاعة الرئيس لنكولن ضد العبودية في شريطه الأخير، أن يخوض معركة شجاعة محام قرر منفردا وبشكل سري، مواجهة حرب باردة تثير الرعب في الاوصال. لخوض معركته هذه، تسلّح سبيلبرغ بقصة حقيقية وبسلاح فتاك، هو القدير طوم هانكس الذي سبق وحقق معه اقوى الانتصارات في ثلاث معارك سابقة: Saving Private Ryan وCatch Me If You Can وThe Terminal. القصة مقتبسة من وقائع حقيقية جرت فعلاً في بداية الحرب الباردة نهاية الخمسينات، عندما طلبت الحكومة الاميركية من المحامي المتخصص بقضايا التأمين جيمس دونافان (البارع دائماً طوم هانكس) ان يتولى الدفاع عن الجاسوس الروسي رودولف آبل (مارك ريلانس)، لاثبات ديموقراطية الولايات المتحدة. جيمس دونافان يوافق رغم تخوفه من ان يصبح المكروه رقم واحد من الشعب الاميركي نظرا الى دفاعه عن عدو اميركي، ويخوض المعركة بنزاهة وبوفاء لمبادئه كمحام. صداقة واحترام متبادل يجمعان الرجلين، مما يدفع دونافان الى المطالبة بعدم اعدامه، بل اعادته الى الروس في مقابل تحرير الطيار الاميركي فرنسيس غراي باورز الذي وقع في الاسر عام 1960، وطالب اميركي اعتقل في المانيا الشرقية. بين الولايات المتحدة والمانيا وبولونيا تم التصوير الذي استعاد بدقة كبيرة تلك المرحلة الزمنية بديكوراتها وازيائها واكسسواراتها ومناخها. بقوة كبيرة ومن دون موسيقى في البدء (باستثناء صدى ضجيج بروكلين الطبيعي) ينطلق الشريط بقوة من خلال مونتاج متقن، وتشويق متصاعد لا يخفت لحظة واحدة طوال هذا الشريط الطويل نسبياً (ساعتان ونصف الساعة تقريباً) الذي يذكرنا بمناخ البارانويا السائد، بكل ما يحصل اليوم من رعب في عالمنا. قسم اول اكثر من جيد، مدعّم باداء ثنائي بارع هما طوم هانكس المقنع دائماً والطبيعي والطريف والبريطاني مارك ريلانس الذي تألق في تقديم شخصية مركّبة ومتحفظة وصامتة تنال اعجابنا واحترامنا. اما القسم الثاني، عندما تتفرع الحبكات وتدخل قصة المفاوضة على الطيار والطالب على الخط، فلا يقنع تماماً رغم ان الاحداث حقيقية. لكن نجوم الفيلم، من مخرج وكتّاب سيناريو وممثلين، نجحوا في تقديم ثريلر درامي انساني في المقام الاول، حافل بالتشويق، ممسوك جيداً، ومضغوط بمناخ التوتر والخوف السائدين خلال ذلك الزمن، من دون ان يخلو من الطرافة اللفظية التي اشتهر بها الاخوان كوين. شريط يطرح موضوعات لها علاقة بقضايانا المعاصرة، ويعيد ايقاظ حقبة غابرة بمنتهى الاتقان والبراعة المشهدية، وخصوصاً المشاهد في المانيا الشرقية والغربية وبناء حائط برلين.

النهار اللبنانية في

25.10.2015

 
 

هل تغرق أحلامه فى التيتانيك؟ ليو يعارك دبـًا ليحصل على الأوسكار

كتب : إسلام القوصى

ينفق الممثلون طوال عامهم كله وقتًا كبيرًا تحت الأضواء، كجزء من أحاديث القيل والقال وداخل استوديوهات البرامج الحوارية، ونشرات الأخبار على مدار 24 ساعة. لكن الأكثر موهبة منهم من يحصلوا على الاعتراف فى كل عام فى حفل توزيع جوائز الأوسكار، حيث الحصول على الاعتراف بتألقهم لهذا العام هو أفضل تتويج على جهودهم الكبيرة.

من أهم جوائز الأوسكار هى تلك التى تمنح لأفضل ممثل وممثلة، والجميع يسعى من كل الأنحاء للتأهل لهذا الشرف، وعدد قليل من النجوم كليوناردو دى كابريو، فلماذا لم يحصل على جائزة الأوسكار؟

المؤكد أنها ليست لنقص موهبته فقد ترشح دى كابريو لجائزة أفضل ممثل أربع مرات وخسر كل عام بطريقة لا تصدق فى اللحظات الأخيرة بطريقة غير عادلة لم تحدث لممثل آخر.

بعيدًا عن هذه الترشيحات الأربعة، قدم طوال حياته قائمة من الأفلام المهمة والواضح فيها رغبته للحصول على جائزة الأوسكار، مما يجعل الإخفاق كل عام مشهدا مؤلما، فأفلامه التى نالت شهرة وأطلقت العنان لإبداعه لا حصر لها.

فى الترتيب الزمنى رشح دى كابريو لنيل الأوسكار عن دوره فى ما أكل جيلبرت (1994)، الطيار (2005)، ماس الدم (2008)، وذئب وول ستريت (2013)، فى كل عام، كان منافسًا بارزًا فى الفوز بالجائزة: فى عام 1994 خسر ليو لحساب تومى لى جونز فى فيلم الهارب 2005، هوى مرة أخرى ليو لحساب راى جيمى فوكس، وفى عام 2008 فورست ويتيكر فى آخر ملوك أسكتلندا فاز بالجائزة على حساب ليو، وعام 2014 حصل عليها ماثيو ماكونهى حصل على اللقب بفيلم نادى دالاس للمشترين.

وفى كل عام كانت هناك عاصفة كبيرة يتركها أحد أفلام دى كابريو من الجدل حول لماذا لم يحصل عليها، وأنه من الصعب القول بأن كل الفائز منهما لم يستحق الجائزة بقدر إن لم يكن أكثر من كل المنافسين الآخرين. لكن الحظ العاثر كان حليفا له كل عام، لكن يبدو أن عام 2014 أعطى له فرصة كبيرة هذه المرة، بدور كبير متميز عن قصة ساكن الحدود الأسطورى هيوجلاس فى فيلم Revenant.

لكن دعوات التعاطف من جمهور ليو بعد عرض الفيلم الذى يجسد فيه دور صياد يصارع «دبا» كانت أشبه بمظاهرة مطالبين الجمهور بمنح ليو هذا العام جائزة الأوسكار عن دوره المتميز، وليس هذا فقط فقد تصدر هاشتاج #oscarforleo القوائم على تويتر والفيس بوك بعد عرضه.

وفى النهاية لا يزال السؤال قائمًا: هل سينال ليو هذا العام جائزته أم سيغرق حلمه ككل عام مع سفينته التيتانيك؟

مجلة روز اليوسف في

28.11.2015

 
 

كيت بلانشيت وروبرت ردفورد يستحقان الأوسكار بجدارة

العرب/ أمير العمري

عشر سنوات تمر على صدور كتاب 'الحقيقة والواجب' ليأتي فيلم ريدفور وبلانشيت مضيفاً حلقة جديدة إلى سلسلة الأفلام الأميركية التي تناولت العلاقة بين السلطة والصحافة.

في لحظة ما في الربع الأخير من فيلم “الحقيقة” عندما نشاهد روبرت ردفورد يقف متأملا في شرفة كبيرة تطلّ على شوارع المدينة التي تمتلئ بناطحات السحاب، ندرك أننا لم نخرج لمدة أكثر من 80 دقيقة خارج المكاتب والقاعات والمنازل التي تدور فيها أحداث هذا الفيلم الجديد المثير للاهتمام من جميع زواياه.

لكننا نتابع الأحداث التي تدور في الداخل دون أن نشعر للحظة واحدة بالتململ، بسبب نجاح مخرج هذا الفيلم في استخدام كل إمكانيات الأماكن، مع حركة الكاميرا التي تستغل كل زاوية وركن، كما يتلاعب بالمنظور أحيانا عندما يجعل شاشة التلفزيون حاضرة في الكثير من المشاهد سواء في الخلفية أو في المقدمة، أو يجعل الشخصيات تتحرك وتتحدث بينما يعرض التلفزيون تقارير تتقاطع مع الزمن: تقرير عن معتقل أبو غريب في العراق، الرئيس بوش الابن أثناء حملته الانتخابية الثانية، مقابلة مع بوش بعد فوزه في الانتخابات، مقابلات مع أناس عاديين في الشوارع بعد فضيحة التقرير الذي بثته قناة سي بي إس حول الرئيس بوش.. إلخ.

هذا فيلم من نوع الدراما التسجيلية عن أحداث حقيقية، وهو في الوقت نفسه، بورتريه لشخصية الصحفية “ماري”، منتجة البرامج السياسية المثيرة للجدل في قناة سي بي إس، وأشهرها برنامج “60 دقيقة”، والمأزق الذي قادها إليه طموحها للعثور على الحقيقة.

إننا نشاهدها في بداية الفيلم وهي تجلس أمام محام قصدته لكي يساعدها في مواجهة المأزق الذي وقعت فيه بعد بث الحلقة التي توجّه فيها أصابع الاتهام الى الرئيس جورج دبليو بوش، بالتمتع بمعاملة خاصة أثناء فترة تجنيده في أوائل السبعينات. ماري تسأل المحامي بعد أن تشرح له الأمر: هل تصدقني؟ يجيبها المحامي المحنك “ليس مهمّا أن أصدقك أنا.. المهم أن يصدّقوك هم”. وقرب النهاية، بعد أن تخوض ماري معركتها ضد “المؤسسة” بكل قوة وصمود، حتى لو فقدت وظيفتها، رافضة الالتزام بما نصحها به المحامي بضرورة تجنب المواجهة مع أعضاء لجنة التحقيق التي شكلتها سي بي إس ومعظمهم من المحافظين، يصافحها المحامي بتقدير كبير لدفاعها الحار عن قضيتها أمام اللجنة، ثم يقول لها: إنني أصدقك!

ربما يكون أداء كيت بلانشيت وروبرت ريدفورد هنا الأفضل على الإطلاق منذ بدء مسيرتهما في عالم السينما

هذه اللحظة هي ذروة هذا الفيلم الذي يعد الأول الذي يخرجه كاتب السيناريو الأميركي البارع جيمس فاندربيلت. وبين البداية التي تجعل المحامي متشككا في قدرة موكلته على النجاة من المأزق، إلى النهاية بعد أن أصبح موقنا بأنها ستربح القضية لكنها ستخسر الوظيفة، نتابع أحداث الفيلم الذي يناقش للمرة الأولى بكل هذا العمق ووضوح الرؤية والقوة موضوع العلاقة بين الصحفي والمؤسسة، ليس فقط جهة العمل بل المؤسسة السياسية المهيمنة بأفكارها بشكل عام، وسطوة جمهور الطبقة الوسطى الذي أقنعته “المؤسسة” السائدة بأهمية التمسك بالصدق والابتعاد عن التزييف و”الفبركة” بينما تظل الحقيقة غائبة، فكما تقول ماري أمام لجنة التحقيق: يصبح الحديث عن المصادر وعن التلاعب وعن الأفكار السياسية للصحفي وعن حياته الخاصة وكثير من التفاصيل الأخرى الصغيرة في مقدمة الاهتمام المعلن، بينما تختفي النقطة الأساسية التي كانت مثارة من الأساس والتي لم يعد أحد يتساءل بشأنها.

في 2004، كانت الصحفية ماري مابس (كيت بلانشيت) مسؤولة الإنتاج في محطة سي بي إس، قد أصبحت ملء السمع والبصر بعد أن نجحت في الكشف عن فضيحة معتقل أبو غريب في العراق والممارسات البشعة التي وقعت بحق المعتقلين العراقيين. وقد اتجهت بعد ذلك للبحث بمعاونة فريق متكامل في قسم الأخبار في سي بي إس، في السجل العسكري للرئيس بوش الابن، فحصلت على وثائق تثبت أنه استطاع التهرب من الخدمة في فيتنام نتيجة علاقات والده بدوائر السلطة، فألحق أولا بالحرس الوطني بولاية تكساس لكنه لم يخدم يوما واحدا في وحدته العسكرية، ثم تقدم بطلب لإعفائه فخرج مبكرا بعد 9 أشهر فقط!

الوثائق التي حصلت عليها ماري من ضابط سابق تم التحقق من صحتها عن طريق بعض خبراء الخطوط لمضاهاة التوقيعات المختلفة لعدد من الضباط الذين كانوا مسؤولين في تلك الفترة، لكن لم يتم تماما التحقق من مصدرها أي من الجهة التي حصل منها الضابط السابق على تلك الوثائق التي هي في الحقيقة صور وليست أصولا. لكن ما يحدث أن ماري تقرر المضي قدما في بث التحقيق ضمن برنامج “60 دقيقة”، ويتولى تقديمه دان راثر أشهر مذيعي القناة وأكبرهم وأكثرهم خبرة وتجربة وشهرة (يقوم بدوره في الفيلم روبرت ريدفورد).

وبعد بث البرنامج تقوم القيامة، وينبري البعض عبر شبكة الإنترنت، في التشكيك في صحة تلك الوثائق والادعاء بأنها كتبت على برنامج “مايكروسوفت وورد” وباستخدام أحرف لم يكن لها وجود في ذلك الوقت على أيّ من الآلات الكاتبة المتوفرة في أوائل السبعينات. هنا تصبح الكرة في ملعب المحطة التليفزيونية وماري وزملائها، فقد أصبح يتعين عليهم الآن إثبات صحة موقفهم، فينجحون في إثبات وجود تلك الأحرف التي تعود لبرنامج كتابة النصوص من الثلاثينات، ثم تنجح في إقناع المصدر الأصلي بأن يتحدث أمام الكاميرا مع دان راثر، لكنه يتعثر ويتناقض في إجاباته.

ترتبط ماري بعلاقة تشبه علاقة الابنة بأبيها مع دان راثر (ريدفورد)، فهو عندها بمثابة الأب البديل، فوالدها الحقيقي رجل فظ، لا يتورع عن إدانتها علانية في أجهزة الإعلام مصرحا بأنها تخفي أجندة نسائية راديكالية، وأنها كانت منذ انتخاب الرئيس بوش ضده، تسعى للتشهير به، أي أنها تفتقد الحياد الذي يجب أن يتحلى به الإعلاميون. يتحول الأمر إلى فضيحة كبرى تهز أميركا، تواجهها سي بي إس بتشكيل لجنة تحقيق (مستقلة) من شخصيات عامة، تستجوب أعضاء فريق البرنامج وعلى رأسهم دان وماري.

وينتهي الأمر بأن تقرر اللجنة عدم وجود دافع سياسي في حالة ماري لتشويه بوش، لكن سي بي إس تعفي ماري من وظيفتها، بعد أن تكون قد استغنت عن خدمات دان راثر الذي يعلن على الهواء وقوفه مع حرية التعبير ومع حق الصحفي في البحث عن الحقيقة.

الحقيقة والواجب

يستند الفيلم إلى كتاب “الحقيقة والواجب: الصحافة الرئيس وامتياز السلطة” الذي تروي فيه “ماري مابس” قصتها، والآن بعد عشر سنوات من صدور الكتاب يأتي الفيلم ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الأفلام الأميركية الشهيرة التي تناولت العلاقة بين الصحافة والسلطة، وربما يكون أشهرها فيلم “كل رجال الرئيس” الذي يتناول دور الصحافة الأميركية في كشف فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس نيكسون. وفيه يقوم روبرت ريدفورد بدور بوب وود وارد الصحفي في صحيفة “واشنطن بوست” الذي كان مع زميله كارل برنشتاين وراء التحقيقات الصحفية التي أزاحت الستار عن الحقيقة.

على العكس من “كل رجال الرئيس” الذي عرض عام 1976، وكان يحتفي بدور الصحافة الليبرالية الأميركية في البحث عن الحقيقة مهما كانت العواقب، يصور فيلم “الحقيقة” هزيمة الصحافة وكيف أصبحت مصداقية البرامج التلفزيونية الإخبارية على المحك بسبب عدم تحرّي الدقة والوقوع في الأخطاء والتقديرات المتسرعة، وخصوصا أن المصدر الرئيسي للوثائق التي اعتمدت عليها ماري وابس، قام بتغيير شهادته أكثر من مرة، مما أدى إلى فقدان الموضوع للمصداقية، لكن الفيلم يشير إلى أن ماري، التي نشاهد الأحداث في معظمها من وجهة نظرها، كانت مدفوعة أساسا بالرغبة في الوصول إلى الحقيقة، كما أن هناك ملابسات كثيرة ليست في حاجة إلى إثباتات، تشير إلى أن بوش الابن، تلقّى معاملة خاصة أثناء فترة تجنيده الإجباري، كفلت له عدم الذهاب إلى فيتنام.

في أحد أهم مشاهد الفيلم، عندما تنتهي لجنة التحقيق المستقلة من استجواب “ماري”، ينهض أعضاء اللجنة، يرفعون أوراقهم، ويتأهبون للانصراف، لكن ماري تطلب منهم الانتظار متسائلة في تحد واضح: ألا ترغبون في توجيه أسئلة لي بخصوص قناعاتي السياسية؟ لقد وجّهتم أسئلة بهذا الخصوص إلى كل زملائي فلم لا تسألوني وأنا الآن أمامكم؟

يقول لها رئيس اللجنة ببساطة إنهم كانوا يحاولون التأكد أنها لم تمارس ضغوطا على مساعديها، وأنها لم تكن مدفوعة بخدمة فكر سياسي معين، فيقول لها أحد أعضاء اللجنة إنها فشلت في إثبات صحة الوثائق التي اعتمدت عليها، والتي من الواضح أنه تمّ تزويرها من قبل شخص معروف بعدائه لجورج بوش الابن.

هنا تنبري هي في رد رفيع مكتوب ببراعة شديدة مع أداء كيت بلانشيت التي لا شك أنه يترك تأثيرا كبيرا على المشاهدين، فتتساءل إن هذا الشخص المزعوم، لا بد أنه قد بحث ونقب ونظر في عشرات الوثائق والمخابرات والتقارير والمدونات الخاصة التي تتعلق بسجل جورج بوش القديم خلال خدمته العسكرية، وعاد سنوات بعيدة إلى الوراء، ولا شك أنه دقق في كل حرف وكلمة وكيف كانت مكتوبة وقتها، فهل يعقل أن رجلا يبذل كل هذا الجهد طيلة سنوات، يأتي بعد ذلك ليقوم بتزوير وثيقة على برنامج مايكروسوفت وورد؟!

ثلاثة عوامل

لا شك أن من أسباب نجاح الفيلم فنيّا العوامل الثلاثة الرئيسية التي تكفل نجاح أيّ فيلم أولا: السيناريو المحكم الذي لا يترك شيئا دون أن يتابعه، ولا يهمل أيّا من التفاصيل، يهتم بتجسيد ملامح الشخصيات وأولها بالطبع شخصية ماري: كأمّ وزوجة محبة لزوجها، وصحفية مجتهدة تتعامل بجدية مع عملها، كما يهتم بتصوير تلك العلاقة الخاصة بينها وبين دان، ويجعلها العلاقة البديلة للعلاقة المفقودة بوالدها.

وفي الوقت نفسه لا يخلق السيناريو أبطالا أو شهداء، كما لا يرغم المتفرج على تبنّي وجهة نظر محددة، بل يهتم أكثر بالكشف ببراعة من خلال نسج الأحداث، عن الآلية التي يعمل من خلالها النظام الأميركي: العلاقة بين أصحاب المصالح السياسية والقائمين على القنوات التلفزيونية مثلا، وكيف يتقرر مثلا تأجيل بث البرنامج إلى حين الانتهاء من الانتخابات (لكي لا تؤثر على الرأي العام بشأن بوش الابن الذي ينجح بالفعل للمرة الثانية)، كما يوازن الفيلم بين الطرفين: الصحافة أو بالأحرى ماري وفريقها الباحث عن الحقيقة من ناحية، وضحايا تلك الرغبة المحمومة في إنقاذ سمعة القناة بكل الوسائل ولو بالضغط على مصدر المعلومات وإرغامه على تكرار القول إنه كذب عليهم، إلى أن يوشك الرجل وهو مريض محتبس الأنفاس، على الانهيار. وعندما تواجه زوجته ماري وفريقها ونائبة مدير القناة، تكشف لهم كم هم أنانيون لا يهتمون سوى بإنقاذ رقابهم.

العامل الثاني في نجاح الفيلم هو الإخراج الذي ينجح في تقديم صورة واقعية دقيقة لكل تفاصيل العمل داخل محطة كبرى من محطات التلفزيون، مع تحقيق قدر كبير من التوازن في الانتقال بين الشخصيات المتعددة من فريق العاملين، وتجسيد مواقفهم المختلفة، مع الاستخدام الموحي للضوء وحركة الكاميرا، فهو يستخدم مثلا الكاميرا الحرة المهتزة في مشهد من مشاهد الذروة في الفيلم عندما تختطف ماري سماعة الهاتف من يد زوجها لتحادث والدها وترجوه أن يتوقف عن الإساءة إليها في وسائل الإعلام، قبل أن تنهار في نوبة من البكاء.

العامل الثالث هو التمثيل. فلا شك أولا في براعة ودقة اختيار الممثلين، كما أن الممثلين جميعا ينجحون في التعايش مع الشخصيات التي يؤديها كل منهم، خاصة وأنها شخصيات حقيقية مازالت موجودة في الواقع، هنا يصبح مطلوبا من الممثل التعبير عن مغزى الشخصية في الدراما، عن قوّتها وضعفها، عن علاقتها بالموضوع وبغيرها من الشخصيات، من خلال أداء مقنع لا يجنح إلى المغالاة في التعبير عن المشاعر. وربما يكون أداء كيت بلانشيت وروبرت ريدفورد هنا الأفضل على الإطلاق منذ بدء مسيرتهما في عالم السينما.

العرب اللندنية في

29.11.2015

 
 

الفلسطينى «السلام عليك يا مريم» ينافس على الأوسكار

كتبت_ آية رفعت

خطوة أخرى نحو الأوسكار قطعها الفيلم الفلسطينى السلام عليكِ يا مريم، بعد إعلان أكاديمية علوم وفنون السينما عن وصول فيلم المخرج باسل خليل إلى قائمة العشرة أفلام المرشحة لـجائزة أوسكار أفضل روائى قصير 2016، وخلال ديسمبر المقبل سوف تُقام عروض للأفلام العشرة فى 4 مدن أمريكية لأعضاء قسم الأفلام القصيرة وأفلام التحريك الطويلة بالأكاديمية، حيث سيتم اختيار القائمة النهائية للأفلام المرشحة للجائزة، والتى ستضم 5 أفلام فقط، تمهيداً للإعلان عن الفيلم الفائز فى حفل توزيع جوائز الأوسكار يوم 28 فبراير.

وفى الشهر المقبل، يشارك السلام عليكِ يا مريم فى الدورة الـ12 من مهرجان دبى السينمائى الدولى (9 - 16 ديسمبر)، حيث تم اختيار السلام عليك يا مريم للمنافسة رسمياً فى مسابقة المهر القصير، وهو العرض الأول للفيلم فى العالم العربي. ويلى هذا عرض الفيلم من خلال 10 مهرجانات أخرى فى كرواتيا، بلجيكا، تركيا، إيطاليا، إسبانيا، تايلاند، فرنسا وكندا.

وخلال الأسابيع الأخيرة، حصد السلام عليكِ يا مريم 3 جوائز متتالية،حيث فاز بـالمركز الثانى فى مسابقة المواجهات بالدورة الـ31 من مهرجان السينما القصيرة الدولى فى برلين، وقبلها نال جائزة  S.O.S الخضراء من مهرجان كاوشيونغ السينمائى فى تايوان، وجائزة الجمهور من مهرجان مونبلييه لسينما البحر المتوسط (سينيميد).

كما  فاز بـجائزة أفضل سيناريو فى مهرجان غرونوبل للأفلام القصيرة فى فرنسا، والذى يعتبر أقدم المهرجانات الفرنسية المخصصة للأفلام القصيرة، كما حصل الفيلم على تنويه خاص من مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة، وهو أهم مهرجانات الأفلام القصيرة فى أمريكا الشمالية، وكذلك فاز الفيلم بـالمركز الأول ضمن جوائز HP لإزالة الحدود التى يقدمها موقع Cinema Without Borders.  وفاز المخرج باسل خليل بـجائزة أفضل مخرج فى فعاليات مهرجان سيرفينيانو السينمائى بإيطاليا.

يقدم الفيلم قصة نمط الحياة الصامت الذى تعيش به 5 راهبات فى دير منعزل بالضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير فى بداية يوم السبت الذى يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت. والفيلم بطولة  ماريا زريق، هدى الإمام، شادى سرور، روث فرحى ومايا كورين. وقد شارك باسل خليل فى تأليف الفيلم بالتعاون مع دانيل يانيز، وهو من إنتاج شركةIncognito Films  الباريسية، بالتعاون مع Flying Moon film Produktion، وبدعم من صندوق مؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ الألمانية.

روز اليوسف اليومية في

30.11.2015

 
 

بالصور.. توقعات النجوم والأعمال المرشحة لأوسكار 2016..

بلامشيت ورونان ولورانس وكارى لـ"أفضل ممثلة".. دامون وفاسبندر وكاريل "أفضل ممثل".. "Carol" و"Creed" و"Bridge of Spies" و"The Martian" أفضل فيلم

كتبت رانيا علوى

رغم أن جوائز الأوسكار سيعلن عنها يناير 2016 بينما سيتم توزيع الجوائز فى فبراير، إلا أن صناع وعشاق السينما بدأوا من الآن الإعلان والتنبؤ بالأفلام التى ستنافس وبقوة هذا العام على الجوائز ليس بالإيرادات التى حققها الفيلم حول العالم فقط، بل اعتمد اختيارهم على الآداء وإشادات النقاد والمشاهدين أيضا. أعلن موقع "إيندى واير" أن أول الأسماء المتوقع ترشيحها للمنافسة على أوسكار أفضل ممثل ليوناردو دى كابريو عن دوره فى "The Revenant" وينافس أيضا على الجائزة مايكل فاسبندر عن دوره فى فيلم "Steve Jobs" ومات دامون عن "The Martian" وإيدى ريدمان عن دوره بـ "The Danish Girl" وجونى ديب عن دوره فى فيلم "Black Mass" ومايكل جوردان عن "Creed" ومايكل كين عن دوره فى "Youth" والنجم توم هانكس عن دوره فى "Bridge of Spies" وإيان ماكلين عن "Mr. Holmes" و براين كرانستون عن "Trumbo" وستيف كاريل عن "The Big Short" . بينما جاءت التكهنات لجائزة أفضل ممثلة بترشيح، برى لاريسون عن فيلم "Room" وجنيفر لورانس عن "joy" وتدخل المنافسة كيت بلانشيت بـ Carol كذلك من المتوقع أن تنافس النجمة شارلوت رابيلينج على الأوسكار بدورها فى "45 Years" وسيرشا رونان عن دورها فى فيلم "Brooklyn"، كذلك لى لى توملين عن "Grandma" و كارى وليجان عن دورها فى "Suffragette" وشارليز ثيرون عن دورها فى "Mad Max: Fury Road" . وعن جائزة أوسكار أفضل إخراج من المتوقع أن ينافس عليها توم مكارتى بفيلم "Spotlight" والمخرج أليخاندرو جونزاليز إيناريتو عن فيلم "The Revenant" وريدلى سكوت عن "The Martian" و رايان كوجلار عن "Creed" وديفيد أو راسيل عن إخراج فيلم "Joy" و جورج ميللر عن فيلمه "Mad Max: Fury Road" و تود هاينز عن "Carol" وستيفن سبيلبيرج عن "Bridge of Spies" . وللمنافسة على جائزة الأوسكار أفضل ممثل مساعد لعام 2016 من المتوقع أن ينافس عليها سيلفستر ستالونى ومايكل كيتون ومارك ريلونس ومارك روفالو وتوم هاردى وبول دانو و إدريس البا، بينما وضع موقع "إيندى واير" اسم كل من رونى مارار وجين فوندا وجنيفر جيسون ليج وكيت وينسليت وراشيل وايز وجولى ولتارز وإليزابيث بانكس وأليسيا فيكاندير ضمن التوقعات عن الأسماء التى ستوضع بين الترشيحات لجائزة أفضل ممثلة مساعدة. وعن توقعات الخاصة بالترشيحات الخاصة بجائزة الأوسكار Best Original Song من المتوقع ان تكون المنافسة بين "One Kind of Love" و "Til It Happens To You" و "Simple Song #3" و "See You Again" و "Love Me Like You Do" و "Cold One" و "Writing's On The Wall"و " Flashligh" . و من المتوقع أن يتم ترشيح "Sicario" و"The Revenant" و "Mad Max: Fury Road" و"Bridge of Spies" و"The Martian" لجائزة الأوسكار افضل تصوير سينمائى . ولجائزة أوسكار "Best Picture" من المتوقع أن تكون الأفلام الآتية ضمن الترشيحات وهى، "Spotlight" و"The Revenant" و"Inside Out" و"Carol" و"Creed" و"Bridge of Spies" و"The Martian" و"Brooklyn"و" Room" و"JOY" . 

اليوم السابع المصرية في

30.11.2015

 
 

ماكجيفر ورسالة حب من هوليوود للعلوم في The Martian

حاتم منصور

ريدلي سكوت كمخرج ضمن مثلث الرواد الذين أعادوا صياغة أفلام الخيال العلمي خلال أواخر السبعينات والثمانينات وتركوا أثرا هائلا على الأجيال التالية، بجوار ستيفن سبيلبرج وجيمس كاميرون. والغريب أنه ترك كل هذا الأثر بفيلمين فقط لا غير، ترتيبهما (2-3) في قائمة أعماله:

Alien 1979

Blade Runner 1982

الفيلمان بطابع كابوسي متشائم، وطموح بصري هائل. نفس التركيبة التي حاول تكرارها بعد 30 سنة عندما عاد للخيال العلمي، ولنفس أجواء Alien في Prometheus 2012 دون أن يحقق نفس النجاح.

في فيلمه الـ23 والمحاولة الـ4 مع الخيال العلمي "المريخي" The Martian يبتعد سكوت عن نمط التشاؤم والدستوبيا، لكن لا يبتعد كثيرا عن نفس درجة الطموح البصري التي ميزت تقريبا كل أعماله.

الفيلم المقتبس من رواية بنفس الاسم لـ آندي وير، يمكن اعتبارها (روبنسون كروزو على المريخ). رائد الفضاء مارك واتني (مات ديمون) تركه زملاؤه وحيدا على المريخ، بعد أن افترضوا وفاته أثناء عاصفة، وعليه الآن أن يتكيف للحياة مع كوكب يخالف كل قواعد عالمه، باستخدام المعدات والموارد التي تبقت من رحلة الطاقم. على أمل التواصل مع وكالة ناسا من جديد لإرسال نجدة.

ما يجعل السرد هنا مختلف عن عشرات الأفلام الأخرى، هو طريقة تعامل البطل مع أزماته. التفكير العلمي والمنطقي مع كل عائق، بناء على مُعطيات علمية وحسابية.  نموذج أقرب لـ ماكجيفر على المريخ. قدر من التداخل المنتظم اللطيف لعشرات المعلومات الفيزيائية والفلكية والطبية مع الأحداث، دون تصنع أو افتعال. 

طبيعة الشخصية والرحلات الفضائية، مهدت للنص مبكرا قواعد تسمح بتوظيف أكثر الطرق مباشرة في الشرح، مع بطل يُسجل للكاميرات باستمرار ما يشبه يوميات عن الأزمة، يوضح فيها المُستجدات. وهي نقطة خلقت تحديات بصرية أقل مقارنة بأفلام أخرى عن فكرة (أزمة شخص وحيد). في فيلم المخرج جى. سى. شاندور All Is Lost 2013 مثلا، بطل وحيد في البحر، لا ينطق بحرف تقريبا طوال الفيلم، لكن نعرف بفضل الصورة فقط، ماذا يفعل ولماذا. 

فكرة (التدوين اليومي) هنا كمبرر لاستخدام الحوار، رغم أساسها المنطقي المتين، لم تخلق أغلب الوقت تفاعلا عاطفي بنفس القوة. للمقارنة لاحظ مثلا كيف خلق سيناريو فيلم Castaway للمخرج روبرت زيميكيس من كرة، مبرر ذكي للسماح للبطل الوحيد المعزول بالحديث، ونقطة انطلاق لتفاعلات درامية قوية، خصوصا مع ممثل بوزن توم هانكس. 

مات ديمون بملامحه الصبيانية البريئة التي لا تخلو من وقار، ونبرة صوته المُهذبة، اختيار جيد للدور. ممثل يفتقد إلى الحضور الذكوري الشرس والطابع العنيد المعتاد لنجوم آخرين، وبالتالي يسهل أن تتعاطف معه في مأساته. ويسهل أيضا أن تتقبل كونه خبير علوم. أداؤه جيد وفاز في آخر الفيلم بالأخص بمشهد درامي سريع ومؤثر، من النوع الذي سيضعف أمامه غالبا أعضاء أكاديمية الأوسكار.

طبيعة السيناريو رغم هذا تحقن الشخصية بمعالم سخرية وخفة ظل يفتقدها. وهى نقطة ازدادت وضوحا بسبب الإصرار على تكرار بعض النكات (عن أغاني الديسكو مثلا). مع ممثل آخر بخفة ظل وكاريزما أعلى، ستصبح النتائج أفضل.

أداء باقي الممثلين وعلى رأسهم (جيسيكا تشاستين - شين بين) جيد أيضا. لكن كثرة الشخصيات خصوصا في مشاهد مركز إدارة ناسا غير مبررة أو مؤثرة. الجانب الآخر من القصة عموما أو (ما يحدث خارج المريخ) يستغرق الكثير من زمن الفيلم الكُلي (140 دقيقة)، دون تشويق يُقارن بما يحدث في المريخ. 

إجمالا يمكن اعتبار الفيلم أقوى وأوضح بروباجندا هوليوودية لوكالة ناسا منذ The Right Stuff 1983 للمخرج فيليب كوفمان. شاركت الوكالة رسميا بالفعل في دعم الفيلم علميا ودعائيا وتخطيطيا منذ البداية. شىء جيد بالطبع أن يندمج الطرفان لصناعة فيلم مفيد لكليهما، لكن على المستوى الدرامي هنا، دفع الفيلم تقريبا ضريبة المشاركة. ستلمح أيضا لمسة غزل مفتعلة للصين (السوق السينمائية التجارية الثانية بعد الولايات المتحدة مباشرة).

اقرأ أيضا: كينجزمان وترمينتور وأعاجيب شباك التذاكر الآسيوي

رغم هذه السلبيات، والإطار العام المتوقع للخط الرئيسي للأحداث، تم إنقاذ الفيلم بفضل مقاطع سطح المريخ بالأخص، ومهارات ريدلي سكوت على المستوى البصري. بعض المشاهد تم تصويرها في وادي رم بالأردن، وبعضها داخل ستوديوهات على خلفيات خضراء لإضافة الجرافيك. وكلها تقريبا كنتيجة نهائية خلقت فعلا إطارا لونيا وبصريا جذابا ومُقنعا لكوكب آخر. بغض النظر عن ضعف توظيف تقنية الـ 3d المعتاد.

جدير بالذكر هنا أن مدير التصوير داريوس وولسكي هو نفسه مدير التصوير في The  Walk المعروض حاليا. أحد أفضل أفلام العام، وأفضل تجارب الـ 3d. معدل تطوره في آخر 3 أعوام جبار، وسنسمع غالبا اسمه هذا الموسم في ترشيحات الأوسكار لأول مرة عن فيلم منهما.

درجة الإتقان عامة في التفاصيل التقنية على أعلى مستوى. على ضوء ما شاهدناه حتى الآن في 2015، سيكتسح المريخي غالبا ترشيحات الأوسكار بما لا يقل عن 5 ترشيحات (مؤثرات بصرية - مزج صوتي - مونتاج صوتي - إدارة  إنتاج - تصوير). 

بالإضافة إلى جودتها المستحقة، ستتكفل غالبا رسالة الفيلم المتفائلة، وطابعه الذي لا يخلو من فخر ولعب على وتر المشاعر القومية، بإثارة إعجاب واحترام الجمهور الأمريكي (الأرقام في شباك التذاكر دليل)، ومعهم أعضاء الأوسكار. وإذا نجح في الوصول إلى فئات أهم (فيلم - مخرج - سيناريو - ممثل) وهو ما أرجحه أيضا، سينتهي برقم مرتفع.

رغم هذا لا أعتقد أن الفيلم سيصمد في الذاكرة كأفلام ريدلي سكوت الأولى في الخيال العلمي، أو باقي أفلامه المهمة مثل Gladiator. أو كعمل يملك تميزا دراميا وبصريا، يمكن مقارنته بأفلام Gravity - Interstellar وكلاهما بالتأكيد الأقرب لذاكرة ملايين المتفرجين من أفلام الفضاء، بحكم العرض في 2013 - 2014.

The Martian نموذج للفيلم صاحب المزايا العديدة، ونقاط الإتقان التي تستحق فعلا جوائز وإشادة، لكن دون فاعلية في التأثير العاطفي، وهى النقطة الرئيسية التي تكفل لأي فيلم خلوده. الملاحظة يؤسفني جدا كتابتها عن فيلم يمثل رسالة (حب) الى الـ Science والتفكير المنطقي.   

باختصار:
جزء على المريخ بطابع علمي مُسلي، ومعدل إبهار وإتقان بصري على أعلى مستوى. في مقابل أجزاء وأحداث وشخصيات لا تخلو من بطء وحشو خارجه. على عكس الجملة الدعائية للفيلم (أعيدوه للوطن
Bring Him Home)، ربما كان الأفضل لـ ريدلي سكوت أن يتركه ويتركنا مدة أطول هناك!

دوت مصر المصرية في

30.11.2015

 
 

Creed روكي يودع سلسلة ليستقبل أخرى

"دليل النهار" - جوزفين حبشي

روكي عاد ليرحل. روكي عاد لينسحب، مسلماً عرش الملاكمة لخليفته وتلميذه وابن صديقه الملاكم الاسطوري ابولو كريد. روكي عاد ليودع السلسلة الاشهر في تاريخ السينما منذ انطلاقها قبل 30 عاماً وتحقيقها ست جولات سينمائية انتهت كلها بالضربة القاضية التي حطمت شبابيك التذاكر وحققت الارباح. روكي عاد ليودع السلسلة التي رُشح شريطها الاول لعدد كبير من جوائز الاوسكار من ضمنها افضل اخراج لجون افيلدسن وأفضل ممثل في دور رئيسي وافضل كاتب سيناريو لسيلفستر ستالون. روكي عاد ليودع السلسلة القديمة، معلناً بذلك انطلاق سلسلة جديدة تعد بكثير من النجاح، بطلها الممثل مايكل ب.جوردن. روكي عاد مدرباً لا ملاكماً، وسيلفستر ستالون عاد ممثلاً ومنتجاً لا مخرجاً كما في الأجزاء الثاني والثالث والرابع والسادس، ولا كاتب سيناريو كما في الاجزاء الستة السابقة كلها. نعم روكي عاد يا عشاق السلسلة الشهيرة، عاد بعدما تمكّن مخرج شريط Fruitvale Station راين كوغلر بإقناعه بالعودة التي كان يرفضها تماماً بعد تقديمه الجزء السادس والاخير عام 2006. ستالون اقتنع بالعودة لأنه وجد بين يديه سيناريو كتبه كوغلر بنفسه بمشاركة هارون كوفينغتون، نحج في تحفيزه على استعادة الشخصية الشهيرة، وخصوصاً أنه يحتوي كمية كبيرة من الاثارة والانسانية والحنان ويحترم تاريخ السلسلة ويكرّم تقاليدها، ويمهّد لانطلاق جيل جديد ومسيرة نجاح متوقعة.

شريط سابع يندرج في خانة السلسلة الشهيرة، لكن للمرة الاولى اسم Rocky يغيب عن العنوان وعن الملاكمة، واسم ستالون يغيب عن كتابة السيناريو. انه شريط Creed، والاسم يعود الى البطل الاول للفيلم مايكل بي جوردن الذي يجسّد شخصية ادونيس كريد، ابن الملاكم الاسطوري الراحل ابولو كريد الذي صارع روكي في الجزءين الاولين من السلسلة، ودرّبه في الجزء الثالث، وتوفي بضربة من الملاكم دارغو في الجزء الرابع. ادونيس لم يعرف والده في حياته فهو ابن غير شرعي وولد بعد وفاته. لكنه ابن ابيه وحب الملاكمة يجري في دمه، وهذا ما يدفعه للانتقال الى فيلادلفيا والاتصال بصديق والده روكي الذي تجرأ على مواجهة بطل الملاكمة ابولو يوم كان مبتدئاً. ادونيس ينجح في اقناع روكي المعتزل والمبتعد عن الحلبة، بالعودة اليها كمدرب له. عندما يلاحظ روكي جدية ادونيس ومميزاته التي تذكره بوالده، يوافق على خوض المعركة معه.

النهار اللبنانية في

30.11.2015

 
 

جوليان مور تتألق على السجادة الحمراء لحفل جوائز جوثام

القاهرة – بوابة الوفد – ولاء جمال جـبـة

تألقت الفنانة العالمية جوليان مور على السجادة الحمراء فى الحفل السنوى لتوزيع جوائز جوثام الذى أقيم، مساء أمس، فى مدينة نيويورك الأمريكية.

ركزت صحيفة "الديلى ميل" البريطانية على إطلالة "مور"، 54 عامًا، المتميزة والمختلفة كليًا عما كانت عليه فى شوارع مانهاتن صبيحة اليوم نفسه إذ كانت ترتدى جاكيت أسود جلد وبنطلون جينز بدون مكياج.

لم تكن جوليان مور الفنانة الوحيدة التى حرصت على حضور حفل توزيع جوائز جوثام الذى يقام سنويًا تكريمًا لصنّاع الأفلام المُستقبلة والذى انطلق منذ عام 1991، حيث حضور لفيفًا من النجوم والنجمات في هوليوود مثل هيلين ميرين ومايكل كيتون وييف شرايبر وإيمي روسوم.

تعتزم الفنانة جوليان مور العمل مع المخرج والمؤلف تود هينز فى فيلمه المُقبل المُقرر أن يحمل عنوان "Wonderstruck"، وفازت بجائزة الأوسكار أفضل فنانة عن دورها فى فيلم "Still Alice".

الوفد المصرية في

01.12.2015

 
 

جسر الجواسيس رياح الحرب الباردة تهبّ من جديد

د. رياض عصمت

رياح الحرب الباردة تهب من جديد، والسينما جسّدتها في العام 2015 عبر سلسلة أفلام، منها «جاسوسة»، «سبكتر»، «أنكل»، و«مهمة مستحيلة: أمة الخداع»، لكن فيلم المخرج الشهير ستيفن سبيلبرغ «جسر الجواسيس» BRIDGE OF SPIES يتبوأ بلا شك مكانة مُتقدّمة بينها جميعاً بجديّته وإتقانه. إنه فيلم سبيلبرغ الروائي رقم 27، وهو التعاون الرابع بينه وبين النجم توم هانكس - حائز الأوسكار لمرتين متعاقبتين عن «فيلادلفيا» و«فورست غامب» - رغم أن عشر سنوات انقضت على آخر تعاون بينهما، إذ سبق أن مثَّل هانكس في «إنقاذ العريف رايان»، «أمسكني إذا استطعت»، و«المطار» من إخراج سبيلبرغ. 

يلعب توم هانكس في «جسر الجواسيس» (2015) دور محامي تأمين ورب أسرة مثالي يكلَّف في عام 1957 بالدفاع شكلياً عن جاسوس سوفياتي أُلقي القبض عليه، فإذا به يتبنى المهمة بإخلاص ويسعى جاهداً لإنقاذه من حكم الإعدام بإقناع السلطات أنهم لابد سيحتاجونه حياً ذات يوم لمبادلته بأي مواطن أميركي يُعتقل في الاتحاد السوفياتي بتهمة التجسس. يتعرّض المحامي دونافان وأسرته إلى اضطهاد وتهديد لسلامتهم، لكنه يصمّم على الاستمرار في مهمته التي يشعر أنها تجسّد روح الدستور الأميركي ومبادئ العدالة التي يستحقها كل إنسان. إنه يجد موكله الجاسوس رودلف إيبل (لعب دوره باقتدار هائل مارك ريلانس)، رسّاماً جديراً بأن يدافع عنه، وموظفاً يقوم بواجبه بإخلاص، رافضاً كل العروض المغرية لخيانة ذلك الواجب. يتمكّن المحامي السابح عكس التيار من إقناع القاضي أن يحكم المتهم بالسجن ثلاثين سنة بدل إعدامه. في الواقع، يُذكِّر النصف الأوّل من فيلم «جسر الجواسيس» بأفلام المحاكمات الشهيرة، وذروتها فيلم «12 رجل غاضب» للمخرج سيدني لوميت، لكن «جسر الجواسيس» لا يتابع هذا المنحى إلى النهاية، بل ينعطف نحو اتجاه آخر كليّاً عندما تتداخل حبكته مع حبكة إرسال طيار شاب بطائرة تجسُّس تحلّق عالياً لالتقاط صور لمواقع سوفياتية. تسقط تلك الطائرة ويعتقل الطيار الشاب، ويصبح هَمّ المخابرات المركزية الأميركية مبادلته بالجاسوس السوفياتي العجوز. هنا، يضطرون إلى اللجوء إلى المحامي دونافان من جديد، لأنه مفاوض بارع في الإقناع لا يرتبط بمنصب رسمي. في تلك الأثناء أيضاً، يتم اعتقال طالب أميركي في برلين الشرقية يكتب أطروحة عن الاقتصاد الشيوعي، ويُتّهم بالتجسُّس، فيحمّل جيمس دونافان مسؤولية مضاعفة للتفاوض من أجل إقناع السوفيات والألمان الشرقيين بإطلاق سراح الأسيرين مقابل الإفراج عن الجاسوس السوفياتي. وسط مصاعب وعقبات وإحباطات ومخاطر، يحصد جيمس دونافان ثمار إصراره، ويتم الاتفاق على تسليم الأسيرين الأميركيين مقابل الجاسوس السوفياتي. في لحظة حاسمة، عندما يتأخر تسليم الطالب المعتقل، يرفض الجاسوس السوفياتي تسليم نفسه للروس قبل أن يفرج عن الأسير الأميركي الثاني، وذلك امتناناً منه لنزاهة محاميه تجاهه. هكذا، يحقّق دونافان حلمه ويعود بالشابين الأميركيين إلى وطنهما. خلال رحلة العودة، يفتح دونافان الهدية التي تركها له موكله، فإذا بها لوحة بورتريه زيتية رائعة لشخصه. تظهر كتابات في نهاية الفيلم الممتد زهاء ساعتين وثلث الساعة لتعلمنا بمصائر أبطاله، وأكثر ما يهم أن المحامي جيمس دونافان كُلِّفَ بعد ذلك بالتفاوض لإطلاق سراح الرهائن الأميركان بعد فشل عملية «خليج الخنازير» في كوبا إبان عهد الرئيس جون كينيدي، فنجح في تخليص حوالي 7.900 شخص من الأسر.

ليست فكرة إنتاج فيلم عن المحامي جيمس دونافان جديدة، فقد راودت فكرة تجسيد الدور في عام 1965 النجم غريغوري بيك، على أن يسند دور الجاسوس السوفياتي إلى الممثل الكبير إلك غينيس. لكن الشركة أحجمت عن الإنتاج تجنباً للخوض آنذاك في موضوع الحرب الباردة، فظلّت الفكرة نائمة إلى أن جاء ستيفن سبيلبرغ وأحياها عبر سيناريو محكم وبارع كتبه مات شارمان مع الأخوين إيثان وجويل كوين. يحافظ ستيفن سبيلبرغ هنا بميزات أفلامه الجادة، مثل «اللون البنفسجي»، «إمبرطورية الشمس»، «قائمة شيندلر»، «إنقاذ العريف رايان»، «ميونيخ»، «المطار» و«لينكولن». إنه يجعل من إنسان عادي بطلاً، وينمي صورته الدرامية عضوياً من الداخل. في البداية، نرى جيمس دونافان شخصية عادية، لكنه سرعان ما يتسامى ويتحمّل الاضطهاد دفاعاً عن مبادئه من أجل إحقاق جوهر العدل، وليس صورته الشكلية فحسب. ثم، نراه يتطوّر فيقبل خوض مغامرة جديرة بأبطال المغامرات عبر الذهاب إلى برلين الشرقية، ومخالفته بعناد قرار مرافقيه المراقبين من المخابرات المركزية الأميركية كي يحقق هدفه المأمول في الإفراج عن أسيرين أميركيين مقابل الإفراج عن الجاسوس السوفياتي. لكن الشخصية التي أداها توم هانكس بثقة واقتدار ليست شخصية مغامرة على الإطلاق، إذ نجده يتخلّى ببساطة عن معطفه في عِزّ الشتاء لزعران ألمان اعترضوا طريقه، ونراه يفاوض وأنفه يسيل من زكام تعرّض له بسبب البرد، كما أنه رجل بعيد كل البعد عن المغامرات العاطفية التي تلائم جيمس بوند. 

إن النقيصة الوحيدة الكبرى في فيلم «جسر الجواسيس» لا تكمن في مصداقيته، ولا في واقعيته، ولا في إقناعه الدرامي، بل في تفادي سبيلبرغ المقصود زيادة جرعة التشويق فيه. تتيح القصة تلقائياً أرضاً خصبة لمحصول إثارة أكبر بكثير، ولمفاجآت سبق أن اشتهر بها سبيلبرغ نفسه في أفلامه ذات المنحى الجماهيري الناجح، مثل سلسلة «إنديانا جونز»، «هوك»، و«تن تن». المشهد شبه الوحيد في إثارته هو مشهد المحامي دونافان حين يشعر وهو يسير تحت المطر حاملاً مظلته أن ثمّة مَنْ يلاحقه، فيخاف ويختبئ، ثم يكتشف أن ملاحقه ليس سوى عنصر من المخابرات المركزية الأميركية يريد الانفراد به في مقهى ليطلب منه نقل ما يبوح به موكله من أسرار، فيرفض ذلك حفاظاً على شرف المهنة. في الواقع، كانت هناك فرص كثيرة متاحة في برلين لمشاهد بالغة الإثارة، خاصّةً مع وجود مشاهد عابرة لإطلاق النار على مَنْ يحاولون اجتياز جدار برلين بشكل غير قانوني ولرهبة حواجز التفتيش، لكن سبيلبرغ أشاح بظهره عن معظمها ليقصر جهده على تقديم فيلم واقعي رصين ومتوازن، مبتعداً عن النزعة التجارية. 

الجدير بالذكر، أن جميع مشاهد الفيلم تَمّ تصويرها خلال 12 أسبوعاً من قِبَلِ المصوّر يانوس كامينسكي في نيويورك وألمانيا وبولندا، واُختيرت مدينة فروتسواف البولندية بديلاً عن برلين. قام بالمونتاج مايكل كاهن، وألّف الموسيقى التصويرية توماس نيومان. نال الفيلم علامة 8.3 في أسبوع عرضه الأوّل، وهو تقدير مستحق بجدارة.

مجلة الدوحة القطرية في

01.12.2015

 
 

Bridge of Spies: متى يعود سبيلبرغ؟

محمد جابر

أكثر من ثلاثة عقود كان اسم المخرج ستيفن سبيلبرغ مرتبطاً دوماً بالمغامرة والتجارب السينمائية المختلفة عن أي شيء آخر. بنى أسطورته على نجاحات جماهيرية وفنية كبرى مثل Jaws أو E.T أو Schindler’s List وغيرها، وفي كل منها امتلك شيئاً أصيلاً جداً بشأن السينما ليحكيه، وفتح باباً كان مغلقاً قبله.

في السنوات العشر الأخيرة، أصاب سبيلبرغ العجز، لم يعد بنفس الشغف والبحث، أكثر ما يمكن أن توصف به أفلامه، هو التقليدية، الخيال المعتاد للفضائيين المهاجمين للأرض في War of the Worlds، الجزء الرابع من "إنديانا جونز" ظهر بطيئاً ومتعثراً تماماً كما بطله الذي صار في السبعين، ميلودراما مستدرة للعواطف عن الحرب العالمية الأولى في War Horse، وفيلم سيرة ذاتية شديد التقليدية عن Lincoln. كل شيء متوقع ويشبه أفلاماً سبق أن قدمت من قبل.

فيلم سبيلبرغ الجديد Bridge of Spies بدا عند الإعلان عنه مغامرة تستحق الحماس، وعودة محتملة لمخرج كبير فعلاً، ربما تحديداً لأن من يقف وراء كتابة السيناريو فيه، هما الأخوان إيثان وجويل كوين، أحد أهم صناع السينما في أميركا، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، والذين تتصف أعمالهم على الأغلب بالدهشة والاختلاف.

يحكي الفيلم عن قصة حقيقية حدثت أثناء الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفييتي في ستينيات القرن الماضي، حيث تنتدب وكالة المخابرات المركزية المحامي "جيمس دونفان" من أجل الترافع عن جاسوس سوفييتي قُبض عليه في أميركا، جهود "دونفان" تنجح في تخفيض الحكم عليه من الإعدام إلى السجن المؤبد، قبل أن يذهب في مهمة أبعد في ألمانيا.. هدفها استبدال للجاسوس مع قائد طائرة التجسس الأميركية التي سقطت فوق الأراضي السوفييتية.

في نصف الساعة الأولى من الفيلم، تبرز مشكلتان واضحتان، الأولى تتعلق بالدافع، دافع شخصية "دونفان"، المحامي الذي يعمل أصلاً في التأمين، لأن يأخذ تلك القضية الشائكة، المخابرات طلبت منه ذلك.. ولكنه لا يملك دافعاً شخصياً حقيقياً، أو لم يتم العمل في سيناريو الفيلم على تقوية هذا الدافع، سواء في كونه نموذجاً (للأميركي المثالي) الذي يؤمن بالقانون والدستور أو في علاقته بـ"آيبل" الجاسوس، بل إن مشاعره تتحول من (القبول على مضض) إلى (الحماس) ومواجهة المجتمع وتعريض حياته وحياة أسرته للخطر من أجل عدو لا يعرفه من الأصل، ولم يعطِ الفيلم لعلاقتهم المساحة الكافية لخلق (تورط) من المشاهد، أو تقوية دافع المحامي في قضية كتلك.

المشكلة الثانية، هي نفس مشكلة سبيلبرغ، وهي (التقليدية). الفيلم منذ البداية يصنع ثنائية (الفرد الصائب في مواجهة المجتمع الهيستيري)، ومنذ البداية تكون واضحة تلك المراحل التي ستمر بها الحكاية، رفض "دونفان" واحتقاره، تقبله والتفكير بجهوده، وصولاً لتقديره ومعاملته كـ"بطل" في نهاية الفيلم. النبرة الأميركية جداً في الفيلم مزعجة، وتوقع كل ما يحدث، منذ البداية، أكثر إزعاجاً.

في المقابل لا يخلو الفيلم من مميزات، أولها وأهمها هو أداء الممثل، مارك ريلانس، الرائع جداً لشخصية الجاسوس السوفييتي، والكيمياء الواضحة بينه وبين توم هانكس، لقد أعطيا عمقاً غير موجود أصلاً على الورق. كذلك الفيلم متقن على المستوى السينمائي، يانوش كامينيسي – مصور "سبيلبرغ" المفضل ــ يتألق هنا في عدد من المشاهد التي يستفيد فيها جداً من النور والظل.

كيف عالجت السينما الأميركية الحرب الباردة؟

في أحد مشاهد Bridge of Spies، والذي يعرض حالياً في دور السينما، يخبر الابن والده أنه يجب أن يملأوا حوض الاستحمام بالمياه لأن الحرب النووية حين تبدأ سيتم قطع الكهرباء والمياه من البداية، لقد أخبروا الطفل بذلك في المدرسة، والمشهد كان أكثر لحظات الفيلم التقاطاً لرعب وهوس الحرب الباردة في المخيلة الأميركية.

هل كانت الحرب الباردة حقيقة أم أنها خدعة سياسية وتضخيم إعلامي من أجل استفادة الحكومة الأميركية من وجود (العدو)؟ أيّاً كانت الإجابة.. المؤكد أن السينما ساهمت في خلق صورة (الشيطان السوفييتي) في الأفلام، باستثناء فيلم واحد شديد العدمية رأى الأمر كله ليس أكثر من مجرد لهو يمكن أن ينتهي عنده العالم. يمكن النظر إلى بعض الأفلام المهمة في مراحل مختلفة التي تناولت الحرب الباردة بجدية كتجسيد للصورة الرسمية، جيمس بوند، بالطبع، جزء أساسي من ذلك، في الأجزاء الأولى من أفلامه، وعلى رأسها From Russia with Love عام 1963، هناك تكرار دائم للعدو السوفييتي الذي يهدف لتدمير العالم، في مقابل (البطل) والجاسوس الشعبي الذي ينقذ الجميع.

تلك الصورة يمكن متابعتها في صورة أوضح في الجزء الرابع من سلسلة أفلام الملاكمة Rocky، الفيلم الذي صدر عام 1985، يلتقط الحس الأميركي الشعبوي جداً في فكرة (الحرب الباردة)، حيث يشعر "روكي" بالرغبة بالثأر من الملاكم السوفييتي لذا سيواجهه، قبل أن ينتصر في النهاية متلفحاً بالعلم الأميركي في لحظة انتصار مفترضة للأمة.

فيلم The Hunt for Red October عام 1990، يحاول صنع مغامرة عن غواصة نووية سوفييتية تستهدف أميركا، كما أن فيلم Tinker Tailor Soldier Spy عام 2011، يتعامل بشكل جاد مع عوالم الجاسوسية أثناء الحرب الباردة، ضمن مبالغات جيمس بوند أو التصور الذي خلقه عن عمل المخابرات الممتلئ بالرصاص والمطاردات.

في مقابل تلك الأفلام، المتنوعة والمختلفة، التي تتعامل مع الحرب الباردة برؤية رسمية، هناك فيلمان مهمان جداً لا يهتمان بكل ذلك، واحد منهما هو Good Night, and Good Luck من إخراج جورج كلوني، وبطولته مع ديفيد ستراثان عام 2005. أما الفيلم الأهم، والأكثر تأثيراً وكلاسيكية، ويعتبر أهم عمل تناول الحرب الباردة، فهو فيلم Dr. Strangelove للمخرج ستانلي كوبريك عام 1964، الكوميدية الكابوسية السوداء يسخر فيها من هوس الجانبين نحو امتلاك القوة النووية، وأن الأمر لا يتجاوز مجرد "الخبل" واللهو الذي يمكن له أن يدمر العالم.

العربي الجديد اللندنية في

02.12.2015

 
 

«المريخي» لريدلي سكوت.. جماليات سينما الفضاء

محمد بنعزيز

مع «المريخي» (2014)، يعمل ريدلي سكوت في حقل صعب، لأن هناك سوابق فضائية، وأخرى مقبلة. لا يمكنه تجاهل الأمثلة السابقة لأفلام الفضاء. لذا، عليه تجنّب اللقطات التي شوهدت قبلاً. عليه «الإبداع»، أي «الخلق على غير مثال» (تعبير لبينيدتو كروتشه). في ذاكرة المتفرّجين، أفلام راسخة: «أوديسا الفضاء» (1968) لستانلي كوبريك، و «مهمّة في المرّيخ» (2000) لبراين دي بالما، و «غرافيتي» (2013) لألفونسو كوارون، وغيرها.

يحضر هذا التراث السينمائي عن الفضاء في ذهن المخرج والمتفرّج والناقد. تساعد هذه المقارنة على تجنّب ضباب الانطباعية لدى الناقد، الذي يشعر بعبء ستانلي كوبريك على أفلام الفضاء، خاصة أن أحداثاً كثيرة في «المريخي» تجري على الأرض، عبر سرد كرونولوجي ومونتاج تزامني لما يقع في المرّيخ، وما يقع في مقرّ الـ «ناسا»، التي تبدو مؤسّسة مقدّسة في الفيلم. عملياً، تظهر الرحلة الفضائية بعد 90 دقيقة. تفنّن سكوت في تصوير وجوه النساء بحبّ كبير، وبإضاءة تكسرها الظلال التي تجعل جزءاً من الوجه متوارياً. صوّر فيلمه في الصحراء، وحمّر اللقطات في الـ «إيتالوناج» لتناسب المرّيخ. استخدم كاميرا محمولة لتقليل الضجر من حركة المريخي في ديكور متشابه.

يتّضح من المقارنة أن تكنولوجيا التصوير تقدّمت كثيراً منذ فيلم كوبريك. لكن مفهوم العبقرية لم يتغيّر كثيرًا. للتغيير، يريد ريدلي سكوت غزو المريخ، لأن غزو القمر لم يعد مشوّقاً منذ أن وطأته قدما نل أرمسترونغ. يوحّد غياب الجاذبية بين الكوكبين، فكيف يؤثر غياب الجاذبية على الإخراج؟

لا زحام ولا إرهاب ولا نفايات في الفضاء. لذا، ينساب الفرد بسلاسة من دون أن تقلقه الحواجز التي توجد على الأرض. بما أن الصُوَر تقليدية والأحداث باردة، لجأ المخرج إلى اصطناع التوتر في الحوار. هناك مونولوغ طويل لتقديم المعلومات التي لا تقدِّمها الصورة. عوّض سكوت فقر الصورة بجهد كبير في الحوار، حتى أن هناك تحاذقاً للتسلية والسخرية.

نرى المرّيخي المهدَّد بالجوع يفحص وسائله والغبار الأحمر يتهدّد استقلاليته. يفكّر باستمرار في موارده. يعالج آلته البيولوجية. يقوم بعملية جراحية بنفسه، ويظهر جرحه على الشاشة أكبر من حجمه ألف مرة. يفحص وضعه، فإذا بالجوع عدوّه الأول. لا استقلالية من دون موارد، لذا يريد مضاعفة موارده في محيط غير متعاون.

لا يرتبط نجاح الفيلم وتأثيره بابتكار الصُوَر، بل بتماهي المتفرّج مع البطل المهووس باستقلاليته ليستمرّ حيّاً في محيط غير متعاون. الاستقلالية قيمة عليا، والاختبار الأول استقلال المعدة. يتحمّل الوحدة إلى حين الشبع. يتوقّف شعوره بالوحدة فور اكتشافه آلة التواصل. هذه حال الإنسان اليوم. وحيدٌ، ويتواصل عن بعد. لذا، يستحق جائزة نوبل في تحمّل الوحدة. لا يحتاج امرأة في حياته. يظهر هذا مدى فهم السيناريست لهوية الإنسان الذي يكتب عنه. إنسان مستقلٌّ لأنه يملك المعارف الضرورية للتكيّف. الجاهلون لا يتكيّفون، ويكونون عنيدين غالباً.

بطل ريدلي سكوت سوبرمان مكتفٍ بذاته. سلاحه المادة الرمادية، وهو جاهز لكلّ الاحتمالات. هذا هو إنسان المستقبل الذي يستخدم المعرفة للنجاة من قسوة الطبيعة. هنا، من خلال دروس في الكيمياء والفيزياء للجمهور، يكشف سكوت حجم العلم على الحياة المعاصرة. يشرح المخرج الفيزياء للعامة، وهذه من وظائف السينما، التي تفتح أعقد العلوم للجمهور الواسع. يتردّد المعجم الفيزيائي في الحوار: مستوى الأوكسيجين مقلق، ضغط مستقر، خذ وقتك لامتصاص الصدمة، حساب دقيق وهامش خطأ طفيف، إنسان دينامي.

(كاتب وسينمائي من المغرب)

السفير اللبنانية في

02.12.2015

 
 

الإعلان عن الـ15 فيلما وثائقيا المنافسة على الأوسكار 88..

قصة حياة إيمى واينهاوس ضمنهم..والناشطة الحقوقية ملالا يوسف الأبرز بالترشيحات

.."Listen to Me Marlon" و"The Look of Silence" و"Meru"  تدخل القائمة

كتبت رانيا علوى

أعلن القائمون على جوائز الأوسكار الـ88، عن الـ15 فيلما الوثائقية التى تم اختيارها من بين 142 فيلمًا للمنافسة على جائزة الأوسكار أفضل فيلم وثائقى. وضمت القائمة فيلم "Amy" الذى يعرض قصة حياة النجمة إيمى واينهاوس، والتى كانت محط تركيز من قبل وسائل الاعلام الفنية حول العالم بمجرد وفاتها، التى صدمت عددا هائلا من محبيها ومعجبيها حول العالم، وهو الفيلم الذى شارك فى عدد هائل من المهرجانات العالمية الشهيرة. كذلك فيلم "Best of Enemies" تأليف وإخراج روبيرت جوردون ومورجان نيفيل وهو من بطولة جور فيدال وديك كافيت، ودخل القائمة فيلم "Cartel Land" للمخرج ماثيو هينمان. كما دخل فيلم "Going Clear: Scientology and the Prison of Belief" للقائمة، وهو من تأليف وإخراج وبطولة اليكس جيبنى، وفيلم "He Named Me Malala" بمشاركة ملالا يوسف ناشطة حقوق إنسان من باكستان، وهى أصغر شخص يفوز بجائزة نوبل منذ إنشائها، حيث بلغ عمرها 17 سنة فقط. وضمت القائمة أيضا فيلم "Heart of a Dog" تأليف وإخراج لورى اندرسون، وفيلم "The Hunting Ground" وهو بطولة وتأليف وإخراج كيربى ديك، و"Listen to Me Marlon" وهو الفيلم الذى سجله النجم مارلون براندو بصوته لساعات طويلة طوال حياته، والفيلم من تأليف وإخراج ستيفان ريلى، و"The Look of Silence" و"Meru". أيضا ينافس على جائزة الأوسكار أفضل فيلم وثائفى فيلم "3½ Minutes, Ten Bullets" وفيلم "We Come as Friends" و"What Happened, Miss Simone" و"Where to Invade Next" وWinter on Fire: Ukraine’s ight for Freedom". 

اليوم السابع المصرية في

02.12.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)