كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

مؤسس «أبل» السورى مرشح لجائزة الأوسكار

لوس أنجلوس: جميل يوسف

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

أداء رائع وغير تقليدى للنجم الأيرلندى مايكل فاسبندر فى فيلم «ستيف جوبز» الذى يروى حياة ورؤية العبقرى الأمريكى الراحل ستيف جوبز، يؤهله بجدارة لجائزتى أفضل ممثل للأوسكار والجولدن جلوب.

أداء فاسبندر أكد من جديد الرأى السائد أن الراحل المؤسس المشارك لشركة «أبل» كان خليطا من البصيرة والعبقرية والإبداع والوحشية والديكتاتورية والقسوة مع رفاقه فى هذا الحقل الذى أخذ كل عقله وقلبه، أبدع فى سرد السيرة الذاتية لستيف جوبز الكاتب آرون سوركين، والمخرج دانى بويل والنجم مايكل فاسبندر من خلال هذه الرائعة على مدار ساعتين للعرض، نجح المخرج فى تقديم صورة مدهشة عن ستيف جوبز المجنون والمبتكر والمبدع والمخيف فى تضخيم الذات الذى يستحقه، بعيدا عن الشكل التقليدى المألوف الذى اعتدنا عليه فى سرد القصص والسير الذاتية على الشاشة

برع المخرج فى إعطاء صورة صادقة عن مهازل وبراعة وديكتاتورية، وعنف فانتازيا المبتكر «ستيف جوبز» من وراء الكواليس، وهو يقوم بتسديد كم هائل وبسرعة صاروخية متلاحقة من الصراخ والشتائم والغضب وانتقاد الأفكار، وقسوة بلا سبب على كل من هم حوله

مزيج غريب من العبقرية والجنون لاستيف جوبز يجعلك تتساءل طوال الفيلم: ترى ما هى مشكلة أو عقدة هذا الرجل المختال حيلة والمتضخم الأنا فى الحياة التى جعلته بهذه القسوة، مجردا من المشاعر والأحاسيس حتى على ابنته الوحيدة؟ والتى جسدها المخرج فى حوار مع ابنته فى آخر مشاهد الفيلم بقوله لها: لقد نشأت فقيرا ومحروما من المشاعر والأحاسيس، ولم أعرف يوما طعما للحب والعاطفة.

وعلى الرغم من الأعمال السينمائية التى انتشرت مؤخرا حول حياة وإرث «ستيف جوبز» بما فى ذلك الفيلم الوثائقى الجيد لأليكس جيبنى «ستيف جوبز: الرجل فى آلة»، فإن شركة يونيفرسال العالمية، لم تواجه أى  صعوبة فى أن تذكر فى إعلاناتها قبل العرض الأول للفيلم فى 9 أكتوبر، بأنه الفيلم الوحيد الذى يحكى بصدق مسيرة ستيف جوبز الذى انطلق بالبشرية نحو تفوق تكنولوجى غير مسبوق فى تاريخ العالم.

فمن وحي سيرة ستيف جوبز لوالتر آيزاكسون، قد أتقن سيناريو «سوركين» فن نقل جوهر شخصية ستيف جوبز- وليس من خلال تقديم صورة وحساب أشمل لحياته، وتجنبه لرحلة ستيف جوبز فى شركة بيكسار، وزيروكس وصراعه مع السرطان، هو مجرد عدد قليل من الموضوعات التى لا تهمه، والتى فضل عدم التحدث عنها فى الفيلم، ولكنه نظرا لضيق الوقت وحرص المخرج على عرض الفيلم فى ساعتين فقط، لجأ إلى ضغط المعلومات، وتطرق للأحداث الأكثر أهمية فى إطار مسيرة المبدع، أو بالأحري، من خلال عرض ثلاثة محاور زمنية كبيرة ومهمة فى حياة ستيف جوبز، كل واحدة تدور حول انطلاقة جديدة من شأنها أن تغير مجرى حياته، وبالتالى مسار التكنولوجيا العالمية

وفى أحد المشاهد المؤلمة والمؤئرة من الفيلم فى عام 1984 فى كلية «دى عنزة» فى كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، حيث جوبز على وشك كشف النقاب عن أول اختراع كمبيوتر «ماكنتوش»، الذى ينتظر إعلانه من خلال إعلان تليفزيونى للسوبربول للكرة الأمريكية. قرر ستيف جوبز فى آخر لحظة تفجير أزمة مع مسئول البرمجيات المطورة آندى هيرتفيلد (مايكل ستيلبرج)، لإجباره فى محاولة ومهمة يائسة للحصول على جهاز الكمبيوتر ليقول «مرحبا» للجمهور، وهو أمر يصر عليه ستيف بعناد شديد. ويبدو فى منتهى الغضب بعد أن خسر صورته على غلاف مجلة تايم الذى وعد بها، وربما يعود ذلك إلى فضيحة بثت ونشرت مؤخرا تنطوى على علاقته الغريبة بصديقته السابقة كريسن برينان (كاثرين وترستون).

وابنتها البالغة من العمر 5 سنوات، ليزا (مكينزى موس)، الذى كان قد نفى علنا أبوتها

ومما يزيد الأمور سوءا، تظهر كريسن مع ليزا قبل العرض الخاص وتطالب ستيف جوبز بإعطائها مبالغ كبيرة من المال، وهى تقول  كيف تشعر وأنت ثروتك تبلغ قيمتها 441 مليون دولار فى حين أنا وابنتك نعيش على منح الرعاية الاجتماعية الحكومية.

وإذا كان ستيف جوبز هو سيد الثلاث حلقات للأحداث، فإن صاحبة معاناته الطويلة، والوسيط جوانا هوفمان (كيت وينسلت)، صديقته الأكثر ثقة والقرين، التى تحاول فى ترويضه وإدارة مزاجه وتطالبه على مدار الفيلم، وتحثه على حسن معالمة واحترام مشاعر المحيطين به، خاصة ابنته ليزا، وصديق مشواره فى البحث والاختراع وزنياك (سيث روجن)، الذى يحبه ويحترمه، ومعاناته الطويلة مع شركة أبل من قبل المؤسس المشارك والمبرمج العبقرى ستيف جوبز الذى يعرف أنه يستحق المزيد من الائتمان لنجاحه لما أعطاه  للشركة على مر السنين (ويشمل الفيلم لقطات لذكريات الماضى للرجلين خلال رحلة بناء إمبراطوريتها المستقبلية فى جراج بيت جوبز). ولكن هذا الاعتبار ليس وشيكا من ستيف جوبز، الذى رفض طلب وزنياك بأن يعترف علنا بفريق العمل وراء تقديم كمبيوتر أبل 2  الذى لايزال أكبر تجارة رابحة للشركة، واحدا من أهم المشاهد التى تظهر جوبز أنه لا يكلف نفسه عناء إخفاء كراهيته واحترام مشاعر وحقوق الآخرين، مما يدفع بوزنياك بالانفجار فيه أمام فريق العمل قائلا: أيصعب عليك أنك تكون مبدعا ولطيفا وإنسانا فى نفس الوقت!

فى هذا الفيلم، وخلال المشاهد الأولى وحدها، يحدد السيناريست الجوانب الأساسية فى هويات جوبز الشخصية والمهنية التى من شأنها أن تلعب دورا كبيرا أكثر تقدما، وتنميقا وإبداعا فى المشاهد التالية

نشهد مباشرة طلبه وتطلعه للكمال المستحيل، ورفضه أن يأخذ أى إجابة، وانتقاده اللاذع المستمر لزملائه والعاملين معه، وكل ذلك باسم انتزاع أفضل عمل وابتكار وإنجاز منهم؛ مما يبعث على السخرية من شخصيته الفذة، بالمقارنة مع غرور النفس لسترافينسكى وقيصر.

 أيضا إصراره على أن أجهزة الكمبيوتر من ابتكاره تعكس إحساسه بالتصميم الرائع وتبقى بلا منافسة أو مقارنة مع منتجات غير شركة أبل

هذه التصرفات نمت فيه منذ الطفولة، وخوفه من عن عدم قدرته على السيطرة على مصيره. وتجلت بوضوح وقبل كل شيء، فى القسوة المذهلة له تجاه ابنته التى بدأ فى مصالحتها فقط، والاعتراف بها عندما اكتشف فيها ومضات من القدرات الإبداعية العقلية لوالدها.

 وتتغيرالأمور إلى حد كبير فى عام 1988: بعد فشل ماكنتوش، وطرد ستيف جوبز من أبل، وأنه يستعد الآن لمرحلة العودة من جديد عبر شركته الجديدة، «نيكست»، وهى عبارة عن إطلاق نموذج تصميم جديد للكمبيوتر «المكعب الأسود» بسعر 6500 دولارا للتجزئة

المشهد فى دار الأوبرا سان فرانسيسكو، والموسيقى دانيال بيمبرتون يبدع فى التوزيعات الموسيقية الكلاسيكية - ولكن بالتأكيد ستيف جوبز كل ما يشغله أنه ليس موسيقيا متواضعا، ولكن مبتكر فز غير الكون، بعد أن طرد من إمبراطوريته أبل، ويبدو فى المشهد أنه يشعر بقوة ونشوة فى السيطرة على كل من هو من حوله، وبين الحين والآخر يذهب فى جولات أخرى من النقاش الحاد مع صديقه وزنياك وجوانا ليناقش المستقبل المجهول لشركتى نيكست وآبل، ويقضى بعض الوقت متحدثا مع ابنته ليزا 9 سنوات، التى يتبرأ منها، بينما الطفلة الصغيرة تظهر كل الحب والتقدير لعبقرية والدها. ولعل أكثر المشاهد المؤلمة للمشاهد عندما تجرى الطفلة لتحتضنه، بينما هو لا يبالى ويتحدث بنفس القسوة معها ومع الآخرين بالحجرة.

وأحد المشاهد المهمة فى الفيلم تظهر مدير وشريك جوبز جون سكولى (جيف دانيالز)، والرئيس التنفيذى لشركة أبل، الذى طرد قبل ثلاث سنوات ستيف جوبز فى ظروف غامضة، نشاهد فى الفلاش باك مجلس الإدارة عندما يقرر طرد ستيف جوبز. وجوبز يصيح بجنون أنا المبتكر هنا، أنا شركة آبل، أنا الجميع هنا.

ويدور بين الاثنين حوار ساخن جدا سريع كطلقات النار، حول الطريقة التى خرج بها ستيف من شركة أبل، وكيف تعثرت الشركة فى غياب جوبز، وهنا جوبز يجد الفرصة فى التشفى والانتقام، ويظهر قناعته بأن الرؤية الشخصية تسود دائما على التفكير الجماعي: «المبتكرون يقودون»، ويزمجر بانفجار «والمأجورون يطالبون برفع الأيدى لأخذ التصويت».

المشهد الثالث فى حياة ستيف جوبز، عام 1998 فى قاعة «ديفيز السيمفونية» بسان فرانسيسكو، حيث تم استعادة ستيف جوبز لمنصبه، ومجده الكامل فى شركة أبل

فى الواقع، رغم أن عددا كبيرا من النقاد والمشاهدين قد يأخذون هذه الصورة التى يمكن قراءتها على مستوى واحد كشكل من الأشكال الراقية لاغتيال الشخصية، وأخرى كرسم كاريكاتورى حي. فإنه إنجاز رفيع لصناع الفيلم ولشخصية «ستيف جوبز» فليس من السهل، وليس مطلوبا أن تعجب به عندما يكون من المستحيل تقريبا أن تجد نموذجا آخر مثله فى التاريخ.

على الرغم من حدة وقسوة الواقعية والدرامية والجمالية التى «تستخدم فى صناعة الفيلم، وفى سياق خيالى مطلق دون خجل»، تمكن النجم «مايكل فاسبندر» من التغلب على عقبة واضحة (أنه لا يشبه جوبز، الذى ينتمى إلى أصل ونسب عربي- أمريكى لأم أمريكية وأب سورى رفض الاعتراف به)، لكنه قدم لنا أداء آسراً مدهشاً بتحفظ شديد على السيرة الذاتية لستيف جوبز

إن أداءه الساحر على الشاشة فى كل دقيقة يجعل من المستحيل أن تقدر أن تأخذ عينيك أو أذنيك بعيدا منه،  هذا هو الممثل الذى يعرف تماما كيفية أداء حوار ومشاهد صعبة وبسرعة مذهلة، مؤكدا الإيقاع والنبرة على الصوت، بينما تجسد الثقة والسلطة فى شخصيته كل ذرة

إنه الأداء الذى يمهد له طريق المجد، والترشح لجائزة أفضل ممثل هذا العام فى جميع المسابقات والمهرجانات السينمائية العالمية وعلى رأسها الأوسكار والجولدن جلوب

«سيث روجن» قدم أفضل أدواره على الإطلاق بطلته اللطيفة المحبوبة، وأدار باقتدار مواجهات صعبة مع ستيف جوبز حافلة بالألغام الحوارية السريعة، وتحلت أحيانا بنبرات من الحكمة الساخرة.

أما امرأة جوبز ومساعدته، كيت وينسلت، وقد تمكنت بقوة من اللهجة البولندية، قدمت من خلال أدائها الملتزم والجاد، والرومانسى أحيانا لامرأة صاحبة عقل وشخصية وأنوثة، شريان الحياة الأساسى والوحيد فى حياة ستيف جوبز للسبب والتعقل، وتغليب الحب والاحترام على الغضب والقسوة والتسلط والغرور.  

فيلم ستيف جوبز من إنتاج وتوزيع استوديوهات يونيفرسال العالمية، يعرض الآن بنجاح كبير فى الولايات المتحدة وكندا ومعظم الدول الأوروبية، وبعض دول العالم وأيضا سبق عرضه لأول مرة فى مهرجان تيلوريد السينمائي، 5 سبتمبر 2015. (فى مهرجان نيويورك السينمائي)، مدة العرض 121  دقيقة.

الفيلم من بطولة مايكل فاسبندر، كيت وينسلت، سيث روجن، جيف دانيالز، مايكل ستيلبرج، كاترين وترستون، جون أورتيز، سارة سنوك، آدم شابيرو، مكينزى موس، ريبلى سوبو، وبيرلا هاني-جاردين.

ومن إخراج دانى بويل. سيناريو، آرون سوركين، استنادا إلى كتاب «ستيف جوبز» لوولتر آيزاكسون

من هو ستيف جوبز

ولد ستيف جوبز فى 24 فبراير 1955 فى سان فرانسيسكو لأب يدعى «عبدالفتاح الجندلي» سورى الأصل من مدينة حمص وأم أمريكية «جوان كارول شيبل» ذات الأصول الألمانية السويسرية. وسط هذا الحزن كله بقى والد جوبز البيولوجى صامتا بدون تعليق.

وعندما رحل ستيف جوبز فى 5 أكتوبر2011، ونعى العالم وفاة العبقرى ذى الأصول العربية امتنع عبدالفتاح جندلى الأب البيولوجى لستيف عن التعليق على وفاة ابنه الذى لم تكن له علاقة به.

أنجب عبدالفتاح الجندلى ابنه ستيف سنة 1955 فى ظروف صعبة على حد قوله دفعته للتخلى عن ابنه وعرضه للتبني، حيث قام زوجان أمريكيان هما بول وكارلا جوبز باحتضانه بعد عشرة أشهر على الحادثة، قرر الجندلى - طالب آنذاك - الزواج من كارول شبيل لينجبا بعد ذالك الروائية «مونا سيمبسون» التى كانت تربطها علاقات حسنة مع شقيقها البيولوجى ستيف جوبز منذ أن التقيا لأول مرة وعمر ستيف يناهز السابعة والعشرين.

هذا وقد أجرى الجندلى قبل رحيل ستيف جوبز بأيام قليلة مقابلة مع جريدة «الصان» البريطانية الذى أعرب خلالها عن أمله فى لقاء ابنه قبل فوات الأوان قائلا: «إن تناول فنجان قهوة ولو مرة واحدة معه سيجعلنى سعيدا جدا».

وتعجب العالم من أمر هذا الرجل السورى ذى القلب الحجرى الذى لم يتذكر ابنه العبقرى طوال كل هذه السنين ورفض التعليق عقب وفاته، وأتعجب أكثر من حال وسائل الإعلام العربية  المسموعة والمرئية والمقروءة التى راحت تتباهى بأصل «ستيف جوبز» السورى العربى وتأكيد البعض منها بأن «ستيف جوبز» مات مسلما.

هل عرفتم الآن سر الجوانب الغامضة فى شخصية العبقرى ستيف جوبز من حزن، وغضب وقسوة وكراهية وقمع وجنون، وسر عدم قدرته على الحب والشوق والفرح، وانغماسه الدائم فى التركيز على الترقب والابتكار، وصناعة المجد الشخصى فقط.

روز اليوسف اليومية في

17.10.2015

 
 

بعد إعلان القائمة الطويلة..

العراق ولبنان وفلسطين والمغرب والأردن فى الأوسكار ومصر "باى باى"

كتبت شيماء عبد المنعم

أعلنت أكاديمية الفنون والعلوم عن القائمة الطويلة للدول التى ستنافس أفلامها على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، وتضم القائمة 5 دول عربية وهى العراق ولبنان وفلسطين والمغرب والأردن، فى حين تتغيب مصر بعدما تأخرت لجنة اختيار الفيلم"بتوقيت القاهرة" فى موعد إرسال الفيلم إلى الأكاديمية فتم استبعاد الفيلم المصرى . ويشارك من العراق فيلم "ذكريات منقوشة على حجر" للمخرج السينمائى الكردى شوكت أمين كوركى، ويروى الفيلم قصة مجموعة سينمائيين أكراد يصورون فيلما عن عملية الأنفال التى تعرض لها الشعب الكردى فى إقليم كردستان على يد نظام صدام حسين. و من لبنان فيلم "وينن void" والذى يقوم ببطولته كارمن لبس، ندى أبو فرحات، لطيفة ملتقى، ديامان أبو عبود، تقلا شمعون، كارول عبود، والفيلم يتناول قصة ست نساء لبنانيات من مختلف الأعمار ينتظرن عودة أبنائهن وأشقائهن وأزواجهن أوعشاقهن الذين تم اعتبارهم فى عداد المفقودين منذ الحرب الأهلية اللبنانية. و من فلسطين يشارك فيلم "المطلوبون الـ 18" ويحكى الفيلم تجربة العصيان المدنى لأهالى مدينة بيت ساحور الفلسطينية أثناء الانتفاضة الأولى (1987-1993)، حين قرر الأهالى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ورفضوا دفع الضرائب للاحتلال وشكلوا لجانا شعبية مهمتها إقامة البدائل الاقتصادية والتعليمية. أما المغرب فتنافس بفيلم "عايدة" ويحكى الفيلم الذى تلعب بطولته الممثلة نفيسة بنشهيدة دراما إنسانية وعاطفية تجسدها معاناة “عايدة الكوهن” مغربية الجذور فرنسية الإقامة التى تتخذ قرارا بالعودة الى المغرب كى تعيش أيامها الأخيرة مع المرض الخبيث وتعيد اكتشاف ذاكرتها وهويتها المتعددة. وأخيرا الأردن بفيلم "ذيب" ويسرد الفيلم قصة الفتى البدوى "ذيب" وشقيقه "حسين" اللذين يتركان مضارب قبيلتهما فى رحلة محفوفة بالمخاطر فى مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة "ذيب" من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة

اليوم السابع المصرية في

18.10.2015

 
 

توم هانكس يجتاز {جسر الجواسيس} في برلين

الكوميديا تتطلب الفردية وتنجح عندما يكون الكوميدي على درجة عالية من الشعور بالوحدة

لوس أنجليس: محمد رُضـا

في صباح العاشر من فبراير (شباط) سنة 1962 مشى جيمس ب. دونوفان من مطلع الجسر الغربي الذي يربط برلين الغربية بالشرقية. لم يكن يتنزه بل كان وراء مهمّـة وهي تسليم الجاسوس السوفياتي رودولف إفانوفيتش أبل إلى الضباط المنتظرين المتقدمين من الناحية الشرقية ومعهم الطيار الأميركي فرنسيس غاري باورز الذي كانت طائرته التجسسية (من نوع U - 2) أسقطت، بنيران روسية، لكن قائدها باورز نجا من الموت ليقع أسير السجن إلى أن تمت مبادلته بالجاسوس أبل في ذلك اليوم.

الجسر بين مدينتي برلين، يعرف بـ«جسر الجواسيس». اسمه الحقيقي «غلينيك» لكن سمي بجسر الجواسيس نظرًا لاستخدامه المتكرر خلال الستينات، لتبادل الأسرى والجواسيس. والآن «جسر الجواسيس» هو فيلم ستيفن سبيلبرغ الذي يحكي تجربة الجاسوس جيمس ب. دونوفان (رب أسرة وأميركي مثالي يطمح للعب دور في السياسة في الوقت ذاته).

* توم وستيفن

إنها المرّة الرابعة التي يؤدي فيها توم هانكس بطولة فيلم من إخراج سبيلبرغ (عدا عن تعاونهما في أفلام ومسلسلات تلفزيونية). الأولى كانت عبر فيلم حربي ضد النازية عنوانه «إنقاذ المجند رايان» (1996) الذي يبدأ بفصل من المعارك الدامية على ساحل النورماندي يخوضها الكابتن ميلر (هانكس) ثم ينفصل عن الجميع مع زمرة من المحاربين باحثين عن مجند أميركي اسمه رايان (مات دامون) ليعيدوه سالمًا إلى أمه التي لم يعد لديها سواه كونه خسر شقيقه.

من هذا الفيلم انتقل هانكس وسبيلبرغ إلى تعاونهما الثاني: «اقبض علي إن كنت تستطيع» (2002) مع ليوناردو ديكابريو في دور اللص الماهر وهانكس في دور رجل القانون الذي يطارده.

بعد فيلم قام هانكس ببطولته وسبيلبرغ بإنتاجه والأخوان جووِل وإيتان كووَن بإخراجه تحت عنوان «قتلة السيدة» (2004)، لعب هانكس لثالث مرّة تحت إدارة سبيلبرغ في فيلم مأخوذ عن واقعة حقيقية عنوانه «ذا ترمينال».

هذه المرّة الرابعة تأتي بعد إحدى عشرة سنة زاخرة بالمنجزات المختلفة. هانكس لا يزال بعد كل هذه السنين التي مرّت عليه ممثلاً (35 عامًا) أحد أفضل ممثلي السينما الأميركية. وهناك أدوار كثيرة تؤكد ذلك من بينها «الميل الأخضر» (1999) و«معزول» (2000) و«حرب تشارلي ولسون» (2007) و«كابتن فيليبس» (2013) لجانب أدواره مع سبيلبرغ.

آخر مقابلة بيننا تمّـت في برلين سنة 2013 عندما كان يروّج لفيلم من إخراجه بعنوان «لاري كراون». المقابلة الحالية، في رحاب أحد فنادق لوس أنجليس مسبقًا لعرض «جسر الجواسيس» الذي قد يعيد ترشيحه إلى الأوسكار للمرّة السادسة وهو الذي نالها مرّتين إلى الآن، الأولى عن دوره البارع في «فيلادلفيا» (1993) والثانية عن دوره الذي لا يقل براعة في «فورست غمب» (1994).

·        *هل نبدأ بالأسئلة الصعبة؟ أخشى أن تكون كل الأسئلة صعبة.

- سأرد قدر معرفتي.

·        *صباح اليوم قرأت مقالة «ذ فيلم كومنت» التي تقول إن شخصية دونوفان التي تقوم بتمثيلها في «جسر الجواسيس» لم تكن تمامًا على هذا النحو.

- من دون أن أقرأ ما قرأته أنت أقول هذا ممكن تمامًا. محتمل جدًّا لأنه لا يمكن تقديم شخصية ما تقديمًا كاملاً. لا بد من التفاوت. بعض هذا التفاوت قد يكون جسديًا وبعضه قد يكون سلوكيًا. بل حتى يتم تقديم أحداث لم تقع على النحو الذي وقعت عليه بالفعل. كما تعلم هذا كله من ضرورات العمل السينمائي.

·        *منذ متى بدأت العمل مع سبيلبرغ على هذا المشروع؟

- منذ عامين تقريبًا في مطلع 2014 اتصل بي ستيفن (سبيلبرغ) وأخبرني عن المشروع وبعد ذلك بعث بالسيناريو. دخل المشروع الإنتاج بعد ذلك، وبدأنا التصوير في سبتمبر (أيلول) من العام ذاته.

·        *ما هي طبيعة العلاقة بينك وبين ستيفن سبيلبرغ؟ أقصد العلاقة المهنية لأنها هذه هي المرّة الرابعة التي تعملان فيها سوية.

- أكثر من الرابعة.

·        *أقصد كممثل ومخرج فقط، لأنك اشتغلت معه على إنتاجات غير سينمائية أو إنتاجات سينمائية أخرجها آخرون.

- العلاقة كما ذكرت أنت مهنية وفيها فهم كبير لدور كل منا حيال العمل. أنا كممثل أعمل له. هو «الرئيس» (The Boss) يطلب مني أن أقوم بعمل معيّـن بالطريقة التي يعتقد أنها تناسب الفيلم. مسؤوليتي هي تأمين ذلك. إذا كانت لدي وجهة نظر مختلفة، فمكانها قبل التصوير.

·        *هل كان لديك وجهة نظر مختلفة حيال «جسر الجواسيس»؟

- نعم. كانت لدي ملاحظات من بينها ما يتعلق بالواقعية التاريخية. بعضها وافق عليه وبعضها الآخر لم يوافق عليها لأن المسألة تتحمل اختلاف الفيلم عن الواقع أو عن التاريخ. وكما قلت قبل قليل، الفيلم له شروطه وهو ليس إعادة سرد للتاريخ.

* لا للتفضيل

·        *أقبل توم هانكس في البداية على توفير نفسه في أدوار كوميدية سريعة وبنجاح. في العام 1984 قام بلعب أول بطولة في فيلم عنوانه «رذاذ» Splash والنجاح الكبير الذي حققه دفعه للمضي في هذا الاتجاه حتى مطلع التسعينات فظهر في «الرجل ذو فردة الحذاء الحمراء» و«متطوّعون» ثم Big و«تيرنر وهوتش» وسواها. كل ذلك قبل أن يجرب حظّـه في الدراما بنجاح بطيء. في العام 1990 قام ببطولة «جو ضد البركان» و«شعلة الكبرياء» ثم «فريق خاص بهن» قبل أن يهوي إلى رحاب الفيلم العاطفي مرتين متواليتين في العام 1993 الأولى في «بلا نوم في سياتل» والثانية في «فيلادلفيا»:

- بالطبع «فيلادلفيا» كان عملاً أردت تمثيله بكل ما عندك من إصرار. بعض الأدوار تنقض عليك لأنها مكتوبة بحرفية عالية وبإيمان قوي بمضمونها وهذا الفيلم كان من بينها. أيضًا «فورست غمب» وفيما بعد «معزول» (Castaway).

·        *هل شعرت أنك ولدت لتأدية هذه الأدوار؟

- لا. هذا لن يكون واقعيًا. لا أستطيع كممثل أن أطلب من نفسي أن أفضل فيلما على آخر. أتحدث عن مرحلة العمل ذاتها. لاحقًا إذا ما وجدت أن بعض الأفلام لم تكن جيّـدة كما رغبت ربما… هذا شيء آخر، لكن مرحلة العمل ذاتها ليست اختيارية. لا تستطيع أن تطلب من نفسك أن تهب هذا الدور كل ما لديك لأنك لا تعطي نصف ما لديك لعمل آخر. دائمًا تعطي كل ما لديك بصرف النظر عن الفيلم.

·        *لماذا نجحت أولاً ككوميدي؟ هل كانت لديك مهارة خاصّة أو موهبة مناسبة للأدوار الكوميدية؟

- لا أدري. في الحقيقة لا أعتقد أن مهارتي كانت خاصّـة أو أنني كنت أحب الكوميديا أكثر من التمثيل ذاته. الكوميديا تتطلب الفردية. تنجح عندما يكون الكوميدي على درجة عالية من الشعور بالوحدة… غريب أليس كذلك؟ أقصد أن الشخصية منفصلة عن الشخصيات الأخرى. لكن للإجابة على سؤالك كاملاً، عندما كنت صغيرًا كنت أحب أن أمثل لأصدقائي حركات كوميدية. وجدت نفسي في ذلك الاتجاه.

·        *ما حققته في هذه الأفلام التي ذكرت: «فورست غمب» و«معزول» و«فيلادلفيا» وما حققته في «كابتن فيليبس» مثير جدًا للإعجاب. هل هي مهنة الناقد وحده أن يفضل دورًا على دور؟

- نعم. أعتقد ذلك. حين يخرج الفيلم تجلس أنت وتراقبه وتخرج برأيك الخاص. إذا كنت ناقدًا جيدًا تحلل هذا الرأي أيضًا وليس الفيلم. الأفلام التي ذكرتها كانت كلها مشتركة في موضوع واحد: الشخصية التي لعبتها في أزمة حادّة ما يعني أنني ربما أنا ناجح في ترجمة مثل هذه الأزمات. ربما لدي طريقة في بلورتها.

·        *في «جسر الجواسيس» لديك وجهان: وجه عائلي ووجه الرجل الذي يعمل لصالح المخابرات الأميركية. هل تجد أنك في عملك كممثل مضطر لأن تكون الزوج والممثل معًا طوال الوقت؟ هل تخفق في تحقيق توازن بين الأمرين؟

- نعم والأمر كان أصعب في البداية عندما كانت أسرتي حديثة وعندما كان أولادي ما زالوا صغارًا. كان علي أن أهتم بأسرتي بينما كنت أمثل، لكنهم كانوا المستفيدين من ذلك… رحلاتهم معي كانت مجانية (يضحك). الآن كبر الأولاد ويستطيعون شق طريقهم بأنفسهم وعلى درجة كبيرة من الاستقلال. وبالمناسبة ما تذكره هنا ينطبق على الجميع. أقصد أنك إذا سألت سائق شاحنة سيقول لك إن عليه أن يتأكد من هذا التوازن ويمارسه وإلا فهو زوج فاشل.

* اختلافات

أفلام توم هانكس السابقة تحت إدارة ستيفن سبيلبرغ تباعدت في مواضيعها لكن الملاحظ أن كل من «ذا ترمينال» و«جسر الجواسيس» مأخوذ عن حكاية واقعية. الأول اقتبس عن مأساة رجل عاش في مطار أورلي الفرنسي نحو سنة بلا جواز سفر يؤهله العودة إلى بلاده ولا دخول البلاد الجديدة. الثاني هو عن ذلك الأميركي الذي عليه أن يخدم بلاده في ظرف عصيب خلال الحرب الباردة.

·        *باقي أفلامك غالبًا خيالية. أستثني «كابتن فيليبس» الذي أخرجه بول غرينغراس.

- صحيح ما يؤكد أن العمل الصحيح هو الذي عليك أن تشترك به. لم يحدث أنني اخترت تمثيل فيلم لأن حكايته واقعية أو لأن حكايته خيالية. هذا لا يحدث معي ولا أعتقد أنه يحدث مع آخرين.

·        *لكنك شققت طريقك كوميديًا. ألم يكن ذلك اختيارًا؟

- ليس عن خطة. النجاح ولّـد توالي أفلامي الكوميدية الأولى. لو مثلت دراما ونجحت لكانت أفلامي اللاحقة من هذا النوع ولبضع سنوات أيضًا.

·        *متى كانت أول مرّة اكتشفت أنك تريد أن تصبح ممثلاً؟

- تعني في السينما؟

·        *نعم.

- كنت دائمًا أشاهد الأفلام وكنت دائمًا أحب أن أراقب الممثلين الذين يقومون بالأداء بصرف النظر عن نوع الفيلم.

·        *هل شعرت بالرهبة عندما وقفت بالتمثيل لأول مرّة؟

- (يضحك) شعرت بالرهبة بعد سنوات كثيرة من وقوفي أمام الكاميرا لأول مرّة. أعتقد أن العمل مع بعض المخرجين ومنهم ستيفن سبيلبرغ يتضمن ذلك الشعور بأنك مسؤول أمامهم عن كل ما تقوم به. عندما مثلت معه لأول مرة في «إنقاذ المجند رايان» فوجئت بسبيلبرغ وهو يعتبرني من صانعي القرار… ليس بالشكل المباشر. لم يأت إلي في كل مرّة ليسألني… لكن الشعور الذي شملنا جميعًا، نحن الممثلين، بأننا أمام مخرج يهتم بكيف نعمل وماذا نقدّم. رغم هذا حذرني ذات مرّة وقال لي: «نحن أصدقاء، لكن ربما لن نبقى أصدقاء بعد هذا الفيلم» (يضحك).

·        *لكنكما بقيتما صديقين

- طبعًا. لكن أريد أن أقول شيئا هنا. الممثل لا يأخذ أي صداقة بخفة. عليه أن يبقى واعيًا لمسؤوليته حيال العمل ككل. لا يستطيع أن يحتمي بالصداقة لأن مصلحة الفيلم تأتي أولاً. أنت تعرف ذلك.

·        *لم تلتحق بأفلام من المسلسلات المتوالية التي تستعيد الشخصيات ذاتها… طريقة «سوبرمان» أو «باتمان» أو سواها… لماذا؟

- هذا أفضل ما نجحت فيه. لا أريد أن أكون جزءًا من تلك الأفلام. هي جيّـدة لمن يقوم بها، أنا واثق. لكنها ليست جيدة بالنسبة لي. أحب أن أمثل فيلمي وأنصرف عنه بكل ذكرياتي فيه. العودة إلى جزء لاحق مشكلة بالنسبة لي. لا أستطيع أن أقبل أنني أعاود تمثيل الدور ذاته في حكاية جديدة.

·        *هوليوود تختلف اليوم ليس عن الأمس البعيد بل عن الأمس القريب… المسلسلات السينمائية هي التي تشهد النجاح الأعلى بين المشاهدين. هل يضايقك ذلك؟

- ربما في داخلي أتمنى لو أن الأفلام التي تدور حول مسائل واقعية أو اقتباسات لأحداث حقيقية مثل «جسر الجواسيس» كان لها حظ أوفر في هذه الأوقات. لكن ليس لدي شكوى. هذا هو الواقع بلا ريب. علي أن أقبل به والخبر الجيد أن أفلامًا كالتي أقوم بتمثيلها أو يقوم غيري بتمثيلها لا تزال ممكنة.

الشرق الأوسط في

18.10.2015

 
 

6 أفلام عربية في طريق "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي

عمر عامر

منذ ما قبل 9 أكتوبر /تشرين الأوّل 2015، تبدأ "فضائح" عديدة بالظهور علناً، إزاء مسألة اختيار دول عربية أفلاماً عربية لـ "تمثيلها" في السباق إلى اللائحة الأخيرة، الخاصّة بالترشيحات الرسمية لـ "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي، الممنوحة سنوياً من قِبَل "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية" في لوس أنجلوس. في التاريخ المذكور، تُعلن الأكاديمية مُشاركة 81 فيلماً في التصفيات الأولى. لكن، كما قبل 9 أكتوبر، كذلك بعده: "فضائح" مختلفة تُرافق سلوك وزارات ثقافية عربية أو مؤسّسات سينمائية عربية مكلَّفة، من قِبَل أكاديمية هوليوود تلك، لاختيار فيلم واحد فقط لتمثيل البلد المعنيّ في المسار الطويل المؤدّي إلى الحصول على صفة "مرشَّح"، قبل إعلان نتائج الجوائز. 

سلوك مشبوه

الفضائح العربية في المجال السينمائي كثيرةٌ، ودائمة الظهور. السلوك المعتمَد في التعاطي الرسمي، كوزارة ثقافة أو كمؤسّسات سينمائية (نقابة، مركز قومي، اتّحاد، تجمّع... إلخ.)، يكشف فداحة الفوضى والفساد والعفن، المعشِّشة كلّها في مراكز النفوذ. قبل 9 أكتوبر/ تشرين الأول بأسابيع قليلة، تُعلن لجنة مُكلَّفة من قِبَل وزارة الثقافة اللبنانية اختيار فيلم "وينن؟" ـ فيلم طالبي جماعي معروضٌ تجارياً لأسابيع قليلة من دون إيرادات تجارية كبيرة ـ لتمثيل لبنان لدى الأكاديمية الهوليوودية. الفضيحة هذه موزّعة على أكثر من صعيد: من أصل 9 أعضاء، هناك 5 لديهم ارتباط مباشر بصناعة الفيلم، أو بالجامعة التي تتولّى إنتاجه. هذا يؤدّي إلى تغييب فيلم سينمائيّ آخر بعنوان "الوادي" لغسان سلهب، يمتلك الشروط الفنية والتقنية والدرامية والجمالية كلّها، التي تؤهّله لأن يكون فيلماً سينمائياً متكاملاً، وقابلاً لنقاش نقدي متنوّع وعميق وذي فائدة. الحجّة المعتمدة في الاختيار مرتكزة على ملاحظات عديدة: معالجة "وينن؟" موضوعاً إنسانياً مهمّاً (المفقودون والمخطوفون في الحرب الأهلية اللبنانية، الذين لا يُعرف عنهم شيء إلى اليوم)، ومشاركته في مهرجانات سينمائية دولية (عند البحث عنها، يتبيّن أنها منتمية إلى الفئة العاشرة من المهرجانات العادية، أو مرتبطة بأسابيع سينمائية لبنانية)، و"نجاحه" التجاريّ في عروضه اللبنانية (علماً أن إيراداته لا تتجاوز الـ 10 آلاف بطاقة مباعة). هناك أيضاً تلك الخديعة التي لم تعد تنطلي على أحد: ضرورة تشجيع الشباب، وضرورة تشجيع "السينما اللبنانية". كأن "الوادي" لا يُعالج موضوعاً إنسانياً مهمّاً (فقدان ذاكرة فردية في مواجهة راهن معقّد، على خلفية حروب أهلية لبنانية)، ولا يُشارك في مهرجانات دولية (بعضها منتمٍ إلى الفئات الأولى الأساسية دولياً وعربياً، كتورنتو ودبي ولوكارنو وغيرها). كأن "الوادي" ليس فيلماً لبنانياً، أو كأن مخرجه طاعن في السنّ، أو كأن مقاييس الاختيار حكر على مظاهر وأشكال، على حساب الفنّ والجماليات. 

"الفضائح العربية في المجال السينمائي كثيرةٌ، ودائمة الظهور. السلوك المعتمَد في التعاطي الرسمي، كوزارة ثقافة أو كمؤسّسات سينمائية، يكشف فداحة الفوضى والفساد والعفن، المعشِّشة كلّها في مراكز النفوذ. "

فضيحة ثانية متعلّقة بغياب فيلم مصري عن لائحة الأفلام العربية الـ 6 الواردة عناوينها في لائحة الـ 81 فيلماً. يُفترض بكل بلد في العالم تقديم فيلم واحد باسمه إلى "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية" قبل الأول من أكتوبر. نقابة المهن السينمائية المصرية تُدرك هذا. تتشكّل لجنة، قوامها نقاد ومخرجون وتقنيون. النقيب مسعد فودة لم يلتزم الموعد المحدَّد. أعضاء في اللجنة يظنّون أن الوقت لا يزال متاحاً. الصحيفة اليومية المصرية "اليوم السابع" تُعلن (10 أكتوبر) أن اللجنة تُخطر رسمياً شركة "إيمدج" للإنتاج اختيارها "بتوقيت القاهرة" لأمير رمسيس لتمثيل مصر (تنشر نسخة من الكتاب الرسمي باسم النقابة). 

تساؤلات

بعد أيام قليلة، يُعلن الناقد طارق الشناوي (عضو اللجنة) أن نقيب السينمائيين مسؤول عمّا يجري، لأنه لم يلتزم الموعد المحدّد (تم إرسال نسخة من الفيلم مترجمة إلى اللغة الإنجليزية في 10 أكتوبر)، وأنه يجب إخضاعه للتحقيق. يُضيف أن هذا التصرّف "إهمال جسيم لا يُغتفر". رمسيس يقول إن "إهمال النقابة سبب لرفض الفيلم"، مشيراً إلى وجود "محاولات ودية" مع الأكاديمية لقبول الفيلم. 

في 9 أكتوبر، يتوجّه الناقد السينمائي اللبناني محمد رضا، عبر صفحته الخاصة بـ "فيسبوك"، بسؤال عن سبب غياب فيلم مصري: "هل لم يتفق أهل السينما على فيلم، أو لم يتمّ ترشيح فيلم في الوقت الصحيح، أو لم يكن هناك فيلم صالح أساساً"؟ الإجابة كامنة في تصرّف نقابة السينمائيين، التي يطرح الناقد السينمائي المصري مجدي الطيب، عبر صفحته الخاصّة بـ "فيسبوك" أيضاً، سؤالاً حول تشكيلها لجنة الاختيار أصلاً: بالنسبة إليه، إذا كان لا بدّ من أن تتولّى النقابة تشكيل اللجنة، فلماذا لا تسند المهمة إلى سينمائيين شباب "منفتحين على التكنولوجيا العالمية"، بدلاً من الدوران في فلك أسماء "لا تستطيع فكّ الخطّ في الكمبيوتر"؟ (هذا يطرح سؤالاً آخر متعلّقاً بالمحسوبيات والعلاقات العامة، التي تتحكّم بغالبية أنماط العمل الرسمي وغير الرسمي في العالم العربي). 

إلى ذلك، يروي رضا نفسه قصّة متعلقة بفيلم بحريني. يقول إن المنتج والسيناريست البحريني فريد رمضان يسأله مساعدةً لإرسال "الشجرة النائمة" لمحمد راشد بو علي إلى الأكاديمية. المساعدة تحصل، والفيلم يُرسل، بعد التزام الشروط المطلوبة من الأكاديمية الهوليوودية (ملء الاستمارة، إرسال نسخ من الفيلم مترجمة إلى الإنجليزية قبل الأول من أكتوبر... إلخ). يضيف رضا أنه لم يقرأ اسم البحرين في لائحة الـ 81. السبب غير معلوم. المعطيات المتوفرة تقول إن كل شيء يسير على الطريق الصحيحة، ضمن المهلة المحدّدة. لكن النتيجة كامنة في غياب الفيلم البحريني عن اللائحة.

حروب وذكريات

أياً يكن، فإن الأفلام العربية الـ 6 هي، بالإضافة إلى الفيلم اللبناني: "غروب الظلال" للجزائري محمد لخضر حامينا (الفائز بـ "السعفة الذهبية" في مهرجان "كانّ" السينمائي الدولي عام 1975، عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر")، و"ذكريات منقوشة على الحجر" (العراق) للكرديّ شوكت أمين كوركي، و"عايدة" للمغربي دْرِيس مريني، و"المطلوبون الـ 18" (فلسطين) للثنائي الفلسطيني عامر شوملي والكندي بول كوان، و"ذيب" للأردني ناجي أبو نوّار.

بعيداً عن الفضائح ـ المعروفة وغير المعروفة ـ في "الآلية الرسمية" للاختيار، وبانتظار 14 يناير/كانون الثاني 2016، موعد الإعلان الرسمي النهائي للأفلام كلّها التي اختيرت لتكون "مرشّحة رسمياً" للمنافسة على الجوائز، يُمكن التوقف عند أبرز النقاط الأساسية في الأفلام هذه، المتمثّلة بمواضيعها وأساليب اشتغالاتها ومساراتها الفنية. فباستثناء "عايدة"، تعود الأفلام إلى حقبات مليئة بعنف الحروب والنزاعات المستمرة حول حقوق جوهرية لشعوبٍ تسعى إلى البقاء في أراضيها وبلادها. حروب ناشبة بين محتلّ وأبناء البلد، ونزاعات ناتجة من الحروب تلك، ومستمرّة في تشكيل يوميات الصراع من أجل البقاء، ومن أجل شرعية الحياة. الفيلم اللبناني يروي وجهة نظر أهالي المفقودين، الغارقين في ارتباك حياتهم وقلقهم إزاء انعدام وجود أي معلومة تؤكّد مصير الغائبين. الفيلم الجزائري يستعيد فصولاً من الحرب الطويلة بين المستعمِر والجزائريّ، من خلال شخصيات شبابية موزعة بين فرنسا والبلد الأم، تحاول إيجاد طريقها إلى خلاص ما من وطأة الخراب. الفيلم العراقي الكرديّ ينطلق ـ في قراءةِ راهنٍ أليم وموجع ـ من لحظة تأمّل في أحوال أفراد مقيمين في ذاكرة العنف والإبادة التي ينفذ صدام حسين ونظامه الإجرامي فصولاً عديدة منها بحق الأكراد، كي يروي بعضاً من معاناة أناس يبحثون عن أمل معلّق. الفيلم الفلسطيني يُمعن تفكيكاً جمالياً في بُنى العلاقة الصِدَامية بين الفلسطيني والمحتل الإسرائيلي، ويذهب بعيداً في سخريته الرائعة، مُصوِّراً جمال السلوك الفلسطيني اللاعنفيّ إزاء المحتل والغاصِب. أما الفيلم الأردني، فيعود إلى الحرب العالمية الأولى كي يرسم ملامح بيئة بدوية في ظلّ نزاعات قوى دولية، وكي يروي شيئاً من معنى اكتشاف العالم المضطرب بعينيّ مراهق يبحث عن مساره في الحياة.

من جهته، يغوص الفيلم المغربي "عايدة" في تفاصيل ذاتٍ فرديةٍ تعاني إصابة سرطانية في مرحلة متقدّمة من المرض. المرأة اليهودية المغربية عايدة (نفيسة بنشهيدة) أستاذة موسيقى في جامعة "سوربون" (باريس)، يُشكّل اكتشاف إصابتها بالمرض السرطانيّ بداية تأمّل في أحوالها وحكاياتها ومساراتها، ولحظة تحوّل جديد تدفعها إلى العودة إلى بلدها، واستعادة مناخات طفولتها ومراهقتها في بيئة تحتضنها أعواماً عديدة قبل هجرتها.

اشتغالات

ينفرد "المطلوبون الـ 18" عن الأفلام الأخرى باعتماده تقنية التحريك، المُضافة إلى نهج وثائقي في استعادة حراك مدني سلميّ تشهده بلدة "بيت ساحور" في عام 1987، في ظلّ الانتفاضة الفلسطينية الأولى. التحريك جزء من السرد الحكائيّ المتخيّل، المستلّ من واقعة قيام أهالي البلدة بشراء "18 بقرة إسرائيلية" لتأمين غذاءٍ لأهاليها المحاصرين، قبل أن تبدأ السلطات العسكرية المحتلَّة حملة عليهم بحجّة أن الأبقار "تهدّد الأمن القومي الإسرائيلي". 

الفيلم اللبناني "وينن" موغل في بكائيات تضع المفقود في دائرة الندب، وتروي الحكاية من بين دموع وآهات وحسرات وارتباكات وقلق. لكنه يفقد حساسيته الإنسانية لشدّة بهتان اشتغالاته الفنية والدرامية والإنسانية، على النقيض التام من التجربة الروائية الطويلة الأولى لناجي أبو نوّار، الذي يُحوّل "ذيب" إلى بناء بصري متماسك نصّاً ومعالجة وسرداً ومناخات واشتغالات تقنية وفنية. الفيلم اللبناني، بالخلل الموجود في بنيته، يُشبه "ذكريات منقوشة على الحجر": قوّة الموضوع وإنسانيته الكبيرة تسقطان في معالجة سينمائية عادية، تبقى في الفيلم العراقيّ الكرديّ ـ على الرغم من هذا ـ متقدّمة جمالياً على بهتان "وينن؟".

الفيلمان المغربيّ والجزائريّ يسردان حكايات فردية، تنقيباً في البؤر المخبّأة داخل أحوال أناس مقيمين في اللحظة الحرجة، التي تنبثق منها مسارات أخرى في الحياة والموت. 

(كاتب لبناني)

العربي الجديد اللندنية في

19.10.2015

 
 

ماجدة خير الله تكتب:

كل شيء موجود ومتاح على سطح المريخ.. فلماذا تقلق على البطل؟

في عام 1719 قدم ” دانيال ديفو” روايته الأشهر روبينسون كروز، التي ذاع صيتها في كافه البلاد لعدة أجيال، ولا تزال تحتل مكانة مميزة في الأدب الإنجليزي، واصبحت تلك الرواية ملهمة لكثير من الفنانين في مجالات مختلفة.. بطل الرواية أرستقراطي إنجليزي يتمرد على أسرته،  ويخرج في رحلة بحرية أشبه بالمغامرة، وتتعرض سفينته إلى اعتداء من القراصنة، الذين يقتلون من عليها، لكنه ينجح في الهرب من المذبحة، ويسبح عدة أيام حتى يصل أخيرا إلى جزيرة منعزلة، يبدأ من خلالها اكتشاف ذاته، ويحاول أن يعيد سيرة الإنسان الأول في معرفة سبل النجاة، والمواد التي وهبتها له الطبيعة، كي يستطيع التأقلم والحفاظ على حياته، وإذا كانت العناصر الأولية التي تعين على استمرار الحياة هي النار والماء والتراب، والأكسجين، فقد حاول روبينسون كروزو أن يبحث على وسيلة لتخليق النار، الذي ساعده كما ساعد الإنسان الأول في التعامل مع الطبيعه، فقام بزراعه الذرة، وبعض الأعشاب والثمار.

تلك الأحداث من المفترض وقوعها في القرن السابع عشر، لكن بعد قرنين من الزمان أصبحت تلك الروايه ملهمه لصناع السينما، وتم تقديم عدة معالجات  وتنويعات لقصة روبينسون كروزو، بأشكال مختلفه، أهمها طبعا وأقربها إلى الذهن فيلم CAST AWAY  الذي أخرجه روبرت زيميكس، ولعب بطولته توم هانكس، حيث تسقط طائرة تابعة لشركة فيديكس لتوصيل الطرود، في مياه المحيط، ولا ينجو من ركابها إلا شخص واحد، يحاول أن يتعايش على الجزيرة، مستخدما كل الحيل التي تمكنه من الاستمرار في الحياة حتى تأتيه النجدة، التي لا تصل طبعا إلا في الجزء الأخير من الفيلم.

عزلة الإنسان عن مجتمعه، بإرادته أو خارج إرادته، وصراعه مع الطبيعة، أو محاولة ترويضها موضوع ثري وشهي ومثير للخيال، وسواء كانت العزلة على سطح جزيرة، تحيطها المياه من كل جانب، أو في صحراء قاحله، فإن احتمالات الإنقاذ واردة، لكن ماذا لو كان الإنسان قد انقطع بمفرده وانفصل ليس فقط عن مجتمعه، لكن عن الكرة الأرضية كلها، واصبح معلقا في الفضاء وعلى كوكب المريخ؟ فإن احتمالات نجاته قد تصل إلى ما تحت الصفر، لكن فيلم THE MARTIAN للمخرج ريدلي سكوت، يؤكد أن كل شىء جائز وممكن، وأن إرادة الإنسان وغريزة البقاء يمكن أن تدفعه لإيجاد حلول تمكنه من البقاء حيا على سطح المريخ!

الفيلم بطوله مات ديمون، جيسيكا داستان، تشيوتيل ايجوفور، شين بين، وقصته ماخوذة عن رواية قدمها إندي وير بنفس الاسم، في عام 2011ولم تصادف نجاحا، إلا بعد إعادة طباعتها بعد ذلك بعامين، وإضافه فصول جديدة، أدت إلى نجاح الرواية، وبالتالي إلى لفت نظر المخرج ريدلي سكوت الذي شارك في انتاج الفيلم الذي تقع أحداثه في 144 دقيقة، وتدور حول سفينة فضاء تحمل مجموعة من رواد الفضاء في رحلة استكشافية إلى المريخ، وبعد عاصفة عاتية تهب على الكوكب، يضطر طاقم السفينة للعودة للأرض تاركين خلفهم زميلهم “مارك واتني” معتقدين في وفاته بعد إصابته، لكن طبعا بطل الفيلم لا يمكن أن يموت، في الثلاث دقائق الأولى من الفيلم، وبعد أن يسترد وعيه، ويحاول معالجة جروحه، يكتشف “مارك واتني” أو مات ديمون أنه اصبح وحيدا منعزلا على هذا الكوكب، وبينه وبين الأرض آلاف الأميال، وأن الرحلة القادمة للمريخ لن تكون قبل أربع سنوات، عليه أن يدبر حاله فيها، ويحافظ على حياته رغم استحاله ذلك في كوكب لا توجد عليه أي آثار للحياة، ومع ذلك فاعتقد أن السيناريو جعل الأمر شديد السهولة على البطل، فلديه من الطعام الذي تركه رفاقه الستة، ما يكفيه للحياة فترة من الوقت، استطاع خلالها أن يستخدم مخلفاته في تسميد قطعه من الأرض، وزراعتها بالبطاطس، ثم أن معظم مشاكله محلولة تقريبا، لديه مكان للمبيت، وبدله فضاء مجهزه تحميه من غدر الطبيعة، وأكسجين، وجهاز لتشغيل الموسيقى تركته زميلته، وكافة شىء..لا يوجد ما يعكر صفوه إلا الوحدة، والفراغ، حتى وجد ما يشغله، فأخذ يصور يومياته صوتا وصورة، ويحاول الاتصال عن طريق لاب توب بالأرض، حتى تم التقاط رسائله، لتقوم الدنيا ولا تقعد، ويعرف من في ناسا أن مارك ويتني لا يزال على قيد الحياة، وتبدأ محاولات لإعادته، للأرض!

الصراع الدرامي في الفيلم يكاد يكون منعدما، فكل المشكلات والمصاعب محلولة، ولا توجد نقطة ذروة، خاصة وأنك تتوقع ما يمكن أن يحدث، حتى ماكينة الحلاقة الكهربائية يجدها مارك، فيلحق ذقنه، قبل أن يواجه الكاميرا التي تنقل صورته للعلماء في ناسا!

طبعا لو قارنت حالة الشخصية المحورية، في فيلم ريدلي سكوت، بشخصية رائدة الفضاء”ساندرا بولاك” المسجونة داخل مكوك فضائي شارد في الفراغ، في فيلم جرافيتي، فسوف تدرك معنى الصراع الدرامي، فكل لحظة تمر عليها تهددها بالفناء، ومن خلال محاولتها المضنية للاستغاثة تتعرف على تاريخها الإنسانى، فتتفاعل معها وتصبح أمنيتك أن تضع قدميها على كوكب الأرض.. إن وجود الإنسان في عزلة سواء على الأرض أو في الفضاء موضوع شيق يمكن أن ينتج دراما مثيرة، إلا أن فيلم المريخ، قد نزع التشويق والمصاعب من حكاية مارك ويتني، فأصاب المشاهد بحالة من الاسترخاء وعدم الاكتراث، وهي أسباب كافيه لعدم التجاوب معه.

موقع زائد 18 المصري في

20.10.2015

 
 

منتج «بتوقيت القاهرة» تقدم بشكوى لرئاسة الجمهورية ضد لجنة الأوسكار

كتبت - آية رفعت

أكدت إيمان خليل المشرف العام على الإنتاج بالشركة المنتجة لفيلم «بتوقيت القاهرة» أنها تقدمت لشكوى لمكتب رئيس الجمهورية ضد لجنة اختيار الفيلم المصرى المشارك بالأوسكار لتأخرهم عن إبلاغهم بموعد أرسال فيلمهم «بتوقيت القاهرة» لأكاديمية الأوسكار، حيث قالت إن اللجنة كانت تعمل على الأفلام التى أنتجت خلال العام الحالى، وكان يوجد بجانب «بتوقيت القاهرة» عدة أفلام لاختيار فيما بينهما «ديكور» لأحمد عبد الله و«الفيل الأزرق» لمروان حامد، وجاء اختيار فيلمها بأغلبية آراء اللجنة ليترشح للأوسكار.

وأضافت قائلة: «النقابة أخطرتنا بقرارها بخطاب رسمى بتاريخ 10 أكتوبر، وأرسلت فى نفس التاريخ خطابا لأكاديمية علوم وفنون السينما.. وأرسلنا للأكاديمية نستفسر عن موعد وكيفية إرسال نسخة الفيلم وكان ردهم أنهم لا يستطيعون قبوله لأنه تم إغلاق باب التقديم وأنه الموعد الأخير للتقديم كان يوم 1 أكتوبر.. وعندما تحدثنا مع مسعد فودة نقيب السينمائيين قال لنا إن آخر موعد تم تحديده لهم هو 30 أكتوبر وليس أوله كما تقول الأكاديمية، بينما عندما قمنا بمراجعة البنود وجدنا أنهم بالفعل آخر موعد للأفلام الروائية الأجنبية، وهى المسابقة التى من المفترض مشاركتنا بها، كان أول أكتوبر بينما التاريخ الذى ذكره النقيب يخص أعمال الانيميشن وأفلام التحريك وليس الروائية. وبذلك أصبحت مصر خارج مسابقة الأوسكار تماما». واستنكرت خليل عدم رد النقابة عليهم عندما قاموا بالاستفهام عما حدث أو حتى إرسالهم لاعتذار رسمى لما حدث من خطأ. لذلك قدموا شكوى للمكتب الإعلامى لرئيس الجمهورية ضدهم، كما قام منتج الفيلم سامح العجمى بالتواصل مع وزير الثقافة حلمى النمنم للتوصل لحل لهذه الأزمة. ومن جانب آخر قالت إيمان إن الشركة أرسلت التماسا للاكاديمية فى محاولة منها لقبول الفيلم وشرح ما حدث من خطأ ولكنهم لم يردوا عليهم حتى الآن. مؤكدة أن الألتماس يجب أن يخرج رسميا من نقابة السينمائيين بما أنها المفوضة الأولى أمامهم لإرسال الأعمال واختيارها، وقالت إنها طالبت الناقد طارق الشناوى كأحد أعضاء اللجنة بتوصيل رسالتها بضرورة تقديم التماس لفودة بما أن تليفونه مغلق ولا يستطيع أحد التواصل معه. كما عرضت عليهم ان تقوم بترجمة الالتماس للإنجليزية وإرساله لهما وما يكون عليهم سوى اعادة إرساله للاكاديمية ولكن لم تحصل على اجابة حتى الآن.

روز اليوسف اليومية في

21.10.2015

 
 

حنان شومان تكتب:

كيف تصنع الشرطة المجرمين: «Black Mass»

«القصة الحقيقية للعلاقة غير المشروعة بين الإف بى آى، المباحث الفيدرالية، وبين المجرم العتيد وايتى بلجر»، هو عنوان الكتاب الذى استقى منه كاتبا السيناريو مارك مالوك وجيز باتروورث، أحداث فيلم بلاك ماس للمخرج سكوت كوبر، وهو أحدث أفلام النجم جونى ديب، ويتم عرضه فى نفس الوقت عالميا وفى مصر. وطوال مشاهدتى للفيلم كان يزن فى عقلى خاطر ماذا لو قرر مجموعة فنانين مصريين صنع فيلم ما، جميل، متماسك، عن جرائم بعض رجال الشرطة مبنيا على قصص حقيقية، تُرى ماذا سيكون مصيرهم غالبا سيتم جرجرتهم فى المحاكم أولاً، ثم سيتم اتهامهم بالخيانة العظمى للبلاد والعباد؟! يتساءل الكثيرون لماذا لا نستطيع التحليق بأفلامنا كما تفعل هوليوود؟ والإجابة حين تتخلص عقولنا وعقول فنانينا من الخوف يومها فقط ربما نستطيع التحليق حتى لو بجناح واحد. ودعنا نعد لبلاك ماس الذى يحكى قصة حقيقية بدأت فى السبعينيات من القرن الماضى حول عائلة بلجر التى قدمت لأمريكا شخصين شهيرين، أحدهما سياسى بارز، وسيناتور شهير، وأخيه وايتى أحد أشهر نجوم الجريمة المنظمة فى أمريكا، ثم كيف أقامت المباحث الفيدرالية علاقة غير مشروعة بين مجرم صغير وبينها، ليتحول إلى مجرم كبير بحماية البوليس، ويشير الفيلم إلى الفساد الذى يستشرى فى جهاز الشرطة الذى يعمل بعض أعضائه فى خدمة العصابات المنظمة، وينتهى الفيلم بالقبض على كل الأشرار، واستقالة السيناتور وكلها أحداث حقيقية. قد يكون جزء من قيمة هذا الفيلم بالتأكيد هو بطله ديب بقدرته على تغيير شكله وأدائه من شخصية لأخرى، وقد تزيد قيمته بمخرجه الذى استطاع أن يحرك ممثليه ويمنح أحداثه صدقاً وواقعية وحتى قسوة ورقة متناقضة كحياة بطله، ولكن القيمة الحقيقية تأتى من الحكاية نفسها السيناريو والرواية المأخوذ منها الفيلم، فهو ككثير من الأفلام التى تتحدث عن الجريمة المنظمة فى أمريكا وتشير بأصابع الاتهام وهى تدين المجرمين، للطرف الآخر من الجريمة، البوليس المنوط به محاربة الجريمة فإذا به جزء من فساد المجتمع، بل لعله فى هذا الفيلم هو المسؤول عن توحش الجريمة وأبطالها، ورغم هذا فلم أسمع أو أقرأ بيانات شجب من وزارة الداخلية الأمريكية ولا من أجهزة الشرطة، اعتراضاً على الفيلم، كما لم أسمع أو أقرأ عن محامٍ أمريكى رفع قضية ضد جونى ديب أو مخرج الفيلم أو منتجيه، لأنهم أساءوا لجهاز الشرطة الذى يحمى البلاد من الداخل. الخير والشر فى البشر تلك هى القاعدة التى سنها رب العزة خالق البشر، وبالتالى ففى أى مهنة هناك الصالح والطالح، ومن حق فن السينما أن يضىء الاثنين معا بحرية

اليوم السابع المصرية في

22.10.2015

 
 

هل يتشاءم ليوناردو دى كابريو من كريس روك فى الأوسكار؟

كتب محمود ترك

يبدو أن القدر سيجمع مرة أخرى النجمين ليوناردو دى كابريو وكريس روك فى حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 2016، وذلك بعد الإعلان عن أن كريس بروك سيقدم الحفل للمرة الثانية له فى تاريخه بعدما سبق أن قدمه منذ 10 سنوات، كما أن هناك مؤشرات قوية تؤكد أن "ليو" سيتم ترشيحه لنيل جائزة أفضل ممثل عن فيلمه The Revenant. لكن النجم السينمائى الشهير دى كابريو يحمل ذكرى غير طيبة للقائهما الأول بالأوسكار حيث كان مرشحا بقوة لنيل جائزة أفضل ممثل عام 2005 عن فيلمه The Aviator والذى قدمه أيضا كريس روك لكن الجائزة ذهبت إلى النجم جيمى فوكس عن فيلمه RAY.. فهل يتشاءم دى كابريو من بروك. وفى الإطار ذاته عبر النجم نيل باتريك هاريس الذى كان قدم الحفل نفسه العام الماضى عن سعادته باختيار الأكاديمية الامريكية لفنون السينما لـ كريس روك من أجل تقديم الحفل المقبل، وكتب تغريدة على موقع تويتر قال فيها: كريس روك سيقدم الأوسكار.. اختيار رائع.. سيكون مدهشا بالتأكيد. يشار إلى أن دى كابريو يعتبر فيلم THE REVENANT واحدا من أفضل التجارب السينمائية التى خاضها طوال مشواره السينمائى، رغم المجهود الكبير الذى بذله فى الفيلم والمشاهد الصعبة التى تم تصويرها، ويؤكد أن الجمهور سيشعر بنتيجة ذلك المجهود على الشاشة

اليوم السابع المصرية في

23.10.2015

 
 

فيلم تركي لتمثيل فرنسا في الأوسكار

باريس - ندى الأزهري

كان استغراباً كبيراً ذاك الذي أثاره إعلان الفيلم الذي سيمثل فرنسا للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار الأميركية المقبلة. استغراب ليس مردّه مستوى الفيلم، فعديد من الأفلام يُرشّح من دون أن يكون الأفضل سواء لدى النقاد أو الجمهور، وإنما جنسية الفيلم. فترشيح فيلم تركي ليمثل بلداً هو الثاني عالمياً في تصدير الأفلام لا يمكن إلا ان يكون مصدر دهشة وتساؤل.

خمسة أفلام كانت أمام لجنة الاختيار الفرنسية لتمثيل فرنسا في فئة الفيلم الأجنبي في الأكاديمية الأميركية.

«ديبان» لجاك أوديار الذي حصد إضافة للسعفة الذهبية في مهرجان «كان» الأخير هجوماً لاذعاً من بعض النقاد, و»قانون السوق» لستيفان بريزيه الذي نال فنسان لندون عن دوره فيه جائزة أفضل ممثل أيضاً في «كان»، و» مرغريت» لكزافييه جيانولي الذي لقي حفاوة وإقبالاً من الجمهور في فرنسا، و» الفصل الجميل» لكاترين كورسيني. والغريب ان كل هذه الأفلام الفرنسية تُركت جانبا واختير بدلاً منها فيلم تركي! قد يكون استبعاد «ديبان» ناجم عن ترشيح سابق لأوديار لجائزة الأوسكار عام 2010 عن فيلم» النبي»، ولكن ماذا عن الأفلام الأخرى؟

الخيول البرية

إذاً سيمثل فيلم «الخيول البرية» للتركية الفرنسية دنيز غامزه ايرغيفين الذي عرض ضمن «أسبوعا المخرجين» في «كان»، فرنسا في الأوسكار. والمخرجة التي درست السينما في فرنسا وتعيش حالياً بين وطنها التركي الأم ووطنها الفرنسي بالتبني، كتبت سيناريو «ماستنغ» أو «الخيول البرية» بمساعدة الفرنسية أليس وينوكور. والفيلم إنتاج مشترك بين فرنسا وتركيا وألمانيا، صور في تركيا ناطقاً باللغة التركية مع ممثلين أتراك وقصص تعبر عن المجتمع التركي.

وقد شبه أول الأمر حين عرض في كان ومن ثم لدى العروض التجارية في فرنسا بفيلم صوفيا كوبولا الأول «انتحار العذارى» لكن هذا التشبيه سرعان ما نُسي ثم لم يعد أحد يشير إليه أمام سيناريو جاذب يبدي القمع الذي تتعرض له المرأة الشرقية.

السيناريو حكاية خمس شقيقات جميلات، بين سن الطفولة والمراهقة يقعن تحت حكم الجدة والعم بعد موت الوالدين في حادث. المكان هو قرية معزولة ( لم تبدُ هكذا في الفيلم) والمجتمع محافظ لدرجة التشدد الأحمق ( منع الفتيات حتى من الذهاب للمدرسة)، لكن أولئك الحوريات مسكونات بهاجس الحرية ويجهدن بكل الوسائل لتحطيم القيود الجائرة التي فرضت عليهن، والنتيجة انتحار إحداهن وزواج اثنتين وهروب الباقيتين. كل هذه الأحداث المكثّفة أتت في جوّ من تشويق لم يسلم من ضجر أحياناً. ضجر، يبدو على رغم إيقاع الفيلم السريع وحيوية الفتيات، عائداً إلى تململ من مبالغة في حشد كل المصائب التي تقع على الفتيات في عالمنا المشرقي، في فيلم واحد من دون أن تكون مبرراتها مقنعة. كما أن أجواء المكان والشخصيات لا تتناسب مع هكذا أحداث، فالفتيات بأسلوبهن وثيابهن لا يبدون منتميات إلى قرية محافظة معزولة. وحرمانهن من المدرسة ومن بعض الترفيه، كحضور مباراة مثلاً ذهب إليها كل فتيات الضيعة، لم يكن مبرراً درامياً، بدا وكأن السيناريو يريد أن يبين كل المآسي الممكنة، التي لم تُغفل زنا المحارم بالطبع، ليثير تعاطفاً ومشاركة مع صغيراته يذهب أثرها مباشرة بعد انتهاء الفيلم. ما يعني ان لدينا هنا كل ما يمكن أن يعجب جمهوراً غربياً يتهافت للتعاطف مع المرأة الشرقية المسكينة. فهل لهذا اختير الفيلم لتمثيل فرنسا؟

إعجاب فرنسي ... إعجاب تركي

وفق جريدة « لوموند» الباريسية فإن الفيلم الروائي الأول لمخرجته التركية الفرنسية مع» بطلاته المغريات، صورته المنعّمة، إيقاعه المحموم، وقصته التي تجعل خمس فتيات جريئات يواجهن القوى الرجعية البطريركية التركية...» من المؤكد لديه كل ما يعجب جمهور غربي.

في البداية حاول منتجه الفرنسي مع تركيا كي ترشح هذا الفيلم للمشاركة في الأوسكار، مع تخمينه أن رسالة الفيلم قد تزعج السلطات التي ستراها غير مقبولة بسبب ايحاءاتها للأحوال السياسية التركية. لكن في الواقع لم تكن السلطات فحسب من انزعج ( إنما من دون التعبير صراحة بل فقط عبر رفض ترشيح الفيلم), بل كذلك الوسط الثقافي والفني التركي والحركات النسائية الناشطة والمستقلة التي لم تبخل بانتقاداتها اللاذعة للفيلم. ولم تخف إحدى المسؤولات في حركة نسائية «عدم الارتياح» الذي سببه لها الفيلم مصرحة وفق «لوموند» بما معناه أن «الفيلم خال من اي أصالة وهو يستغل برؤية انتهازية أوضاعاً شرقية».

وهكذا حين سمّت تركيا فيلم «سيفاس» لكان موجديسي الذي نال جائزة خاصة من مهرجان البندقية، حسم المنتج أمره وقرر التوجه نحو فرنسا. قدم «تبريرات سياسية» للجنة اختيار الأفلام المرشحة للأوسكار، وكان خطابه متمحوراً حول «القيم التي تسعى فرنسا إلى ايصالها كأرض مفتوحة لحرية التعبير»، وأن اللغة التركية المستخدمة في الفيلم ليست إلا «حجة إضافية تصبّ في مصلحة اشعاع السينما الفرنسية». كانت تلك الضربة القاضية التي أوقعت لجنة مؤلفة من الأمين العام لمهرجان كان ومدير المؤسسة المسؤولة عن التطوير العالمي للفيلم الفرنسي «Uni France» ورئيس أكاديمية السيزار ومخرج وممثلتين ناتالي باي إحداهما.

ثمة اجماع غربي على الفيلم ودعاية طنانة له وباعتراف الموزع فإن للفيلم حظوظاً قوية للفوز بالأوسكار فهو يربح الجوائز ولديه موزع أميركي ممتاز كما أنه محاط بأفضل الملحقين الصحافيين والمخرجة تتجاذبها شركات الإنتاج الأميركية... كل ما لا يحلم به مخرج شاب حقق أول فيلم له.

الفيلم وإن كان إخراجاً وتقطيعاً وأداء على وجه الخصوص لا بأس به، إلا أنه لا يمكن التغاضي عن هنات لا تغتفر في السيناريو. لكن الأمر هنا لا يتعلق بمناقشة الفيلم فنياً بل يتعلق بمدى صلاحيته لتمثيل فرنسا. ثمة من اندهش فقط وثمة من أعرب عن عدم تأييده لهذا الاختيار فليس في الفيلم ما يعبر عن الثقافة الفرنسية. أين فرنسا من كل هذا؟!

التميز الفرنسي في المجال الثقافي يتجلى في قيمة العمل الفني وليس في انصياع هذا لإيديولوجية سائدة تجعل اللحاق بها يُنسي كل ما عداها. ايديولوجية استخدمها المنتج أحسن اســتخدام أمام لجنة لا تقل عنه انصياعاً لها.

الحياة اللندنية في

23.10.2015

 
 

الأوسكار.. كمان وكمان!

بقلماحمد يوسف

من البديهى تماما أن أولى خطوات العلاج هى الاعتراف بالمرض، ثم يأتى التشخيص وبالتالى العلاج المقترح، لكن أن يستمر إنكار أن المريض يعانى مرضا عضالا، وأن صحته "زى الفل"، فذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا: أننا نتركه بإرادتنا يذهب حتما إلى حتفه، بينما نحن لاهون فى إقامة احتفالات باسمه! هذا هو حال السينما المصرية الآن، وليست عودتنا إلى الحديث عن موضوع التقدم للأوسكار سوى محاولة للكشف عن طريقتنا فى التفكير وتناول الأمور، والكذب على النفس وعلى الآخرين

بدأت الحكاية بقرار صادر من الجهة الخطأ (نقابة السينمائيين بينما المفترض غرفة صناعة السينما، إن كنا نعرف حقا الفرق بين الجهتين)، فى موعد خطأ (قبل آخر فرصة للتقدم للأوسكار بعشرة أيام)، باختيار فيلم من بين توصيف خطأ للأفلام (الأفلام التى تم إنتاجها، بينما الصحيح هو التى تم عرضها)، تقوم لجنة لا ندرى قواعد اختيار أعضائها، بتحديد فيلم من بينها للتقدم به إلى مسابقة أفضل فيلم أجنبى فى الأوسكار

كانت شكوانا من أن تلك الفترة القصيرة (جدا) لا تكفى لقيام اللجنة بعملها، خاصة أنها قررت تأجيل الاجتماع إلى ما بعد عيد الأضحى، أى قبل آخر موعد للتقدم للأوسكار بثلاثة أيام، فإذا ببعض أعضاء اللجنة يرغون ويزبدون، قائلين إن هذه الأيام تكفى، لأن الأعضاء شاهدوا الأفلام على انفراد، وأنه يكفيهم اجتماع واحد لاتخاذ القرار. ومر الموعد المفترض، ولم تصدر عن اللجنة كلمة واحدة، لا بالسلب ولا بالإيجاب، وأخيرا أعلنوا اختيار فيلم "بتوقيت القاهرة" ليمثل مصر، أما عن مسألة تجاوز الموعد المقرر، فقد قال لنا بعضهم إنه قد تم الاتصال بمنظمة الأوسكار، وأنها سوف تمنحنا فرصة للتقدم بعد هذا التاريخ

لا أدرى إن كان القائمون على الاختيار، بمثل هذه التصريحات، يفترضون فينا حسن النية المفرط الذى قد يصل إلى درجة البلاهة، حتى أننا قد نصدق أننا سوف نتعامل مع "الموظف" المسئول فى الأوسكار، ونضع له فى درجه المفتوح عشرة جنيهات، فيمنحنا هذا الاستثناء! ولو كان أعضاء اللجنة قد قرأوا الشروط المطلوبة للتقدم، فى الصفحة السابعة عشرة من المذكرة الخاصة بذلك، لأدركوا أن هناك موعدا محددا تماما (الخامسة بعد ظهر الخميس أول أكتوبر) لإغلاق باب التقدم، وأن من المطلوب تقديم نسخة من الفيلم مترجمة إلى الإنجليزية تصل إلى المكتب قبل هذا الموعد، ناهيك عن متطلبات أخرى قد تكون متاحة، لكنها جميعا يجب أن تقدم قبل الموعد النهائى المحدد

هل نظل ندافع عن تصرفاتنا الخاطئة، فلا نملك سوى تكرارها؟ فى أحد سطور حوار مسرحية بيرتولت بريخت "الإنسان الطيب من سيتشوان"، تصرخ البطلة: "هناك شىء ما فى عالمكم غلط"، ونحن نتساءل: "ما هو الشىء الصح فى عالمنا؟". والقضية ليست هذا العام فقط، لكنها مستمرة منذ فترة ليست بالقصيرة، فمنذ عام 1958 وحتى عام 1976 كانت مصر تتقدم بترشيح أحد أفلامها للأوسكار بشكل شبه سنوى، وإن لم تنجح فى الوصول إلى القائمة القصيرة للترشيحات قط، لكنها منذ هذا التاريخ كانت تنسى فى الأغلب هذا الأمر. والغريب أن فترة الثمانينيات وربما حتى منتصف التسعينيات شهدت بعضا من أهم أفلام السينما المصرية ومخرجيها، لكن السينما والثقافة بشكل عام أصبحت نسيا منسيا، وسط أسلوب حياة استهلاكى، فى كل شىء حتى السياسة، لا يزال للأسف مستمرا حتى اليوم

أرجو أن تقارن ذلك بحال السينما فى دول أخرى لتدرك الفرق، بين من يتعامل مع الحياة والعالم بشكل جاد، وبين من أصبح شعاره "قل يا باسط"! إن البرازيل، التى كانت تعانى أزمة فقر طاحنة فى أغلب فتراتها، ظلت منذ عام 1960 تتقدم سنويا للأوسكار، ووصلت إلى القائمة القصيرة أربع مرات. والأرجنتين التى أعلنت إفلاسها بالمعنى الحقيقى للكلمة فى بداية القرن الحادى والعشرين، ظلت تتقدم للأوسكار كل عام منذ 1961، ووصلت إلى القائمة القصيرة ست مرات، فازت من بينها مرتين بجائزة أفضل فيلم أجنبى. وإيران التى تعانى أشد أنواع الرقابة الرسمية والشعبية تشددا، ظلت تتقدم للأوسكار منذ عام 1994، ووصلت إلى القائمة القصيرة مرتين، فازت فى إحداهما بالجائزة

إن ذلك يشير إلى أن الفنانين والمثقفين بشكل عام يجب ألا يعتذروا بسوء الأحوال العامة، فهم إذا كانوا سوف يفعلون ذلك، ويركنون لتقديم الأعذار لأنفسهم قبل أن يقدموها لنا، فقل على مستقبلنا السلام. وإذا كان فيلم "بتوقيت القاهرة" هو أفضل فيلم مصرى طوال عام كامل، فهذا دليل على تدهور صناعتنا السينمائية. فرغم طموح مؤلفه ومخرجه أمير رمسيس، فإن الفيلم يعانى ضعفا بنائيا جوهريا، وخلطا فى الأساليب، ينبئ عن أننا فقدنا بديهيات الفن الأولى، وأن ما يتعلمه السينمائيون الجدد فى أثناء الدراسة، أو من أفلام الجيل الأقدم، ليس إلا فكرة بالغة البدائية عن السينما

ينظر المرء إلى ما يحدث فى العالم من تطور بأسى. وحتى ذلك الكيان المصطنع المسمى إسرائيل له قصته التى يجب أن تروى مع السينما بشكل عام، والأوسكار بشكل خاص، لكن ذلك حديث آخر قد نتطرق له لاحقا. أما وقد كتب أحد أعضاء لجنتنا الكبار، أن "السينما المصرية بكل خير" (!)، فاعلم بأن المريض ليس وحده الذى يحتاج إلى علاج، بل الطبيب أيضا.

الأهرام اليومي في

24.10.2015

 
 

تأهل فيلم إماراتي عن «الحجاب» لأوسكار هذا العام

أبوظبي ـ «سينماتوغراف»

تأهل الفيلم الوثائقي الإماراتي «حجاب» لجائزة أفضل فيلم وثائقي في جوائز الأوسكار الدورة 88.

وقالت مؤسسة أناسي للإعلام المنتجة للفيلم إن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة «الأوسكار» أصدرت قائمة المؤهلين لجائزة الأفلام الوثائقية، وسيتم الإعلان عن القائمة النهائية المؤلفة من 15 فيلما في شهر ديسمبر المقبل .

وأضافت في بيان أن الفيلم أثار اهتمام مشاهديه من النقاد الأمريكيين بعد عرضه مؤخرا في صالات سينما في لوس أنجلوس لمدة أسبوع.

وشاركت مؤسسة أناسي بالفيلم في مهرجان كارمل السينمائي الدولي في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية والذي انطلقت دورته السابعة يوم الأربعاء الماضي.

الفيلم من إنتاج الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، وشارك في إخراجه ثلاثة مخرجين هم السوري مازن الخيرات والإماراتية نهلة الفهد والبريطاني أوفيديو سالازار.

وقال سالازار: «يسعدنا أن يعرض الفيلم في لندن وأمريكا، وأن يصل لترشيح الأوسكار، لأن هذه المشاركات توفر للجمهور فرصة مهمة للتعرف عن قرب على تلك المسائل المعقدة التي تثار حول موضوع الحجاب.

وفي كثير من الحالات نجد أن الناس تخطئ في فهمها لهذا الموضوع، وخاصة أننا نعيش اليوم حالة من الإسلاموفوبيا في عالم اليوم الحافل بالأخبار التي تبثها مختلف وسائل الإعلام عن الإسلام والبلدان الإسلامية».

وأضاف : «نأمل أن يكون الفيلم قد أسهم في توفير مادة طيبة تكون بمثابة غذاء فكري للمتلقي في مختلف أرجاء العالم بحيث يمكن الخروج بصورة أكثر مصداقية عن الأحداث وأن ندرك أن الإسلام ليس قالباً نمطياً واحداً كما يصور للناس».

ومن جهته قال المخرج مازن الخيرات: «أُنتج حجاب لردم الهوة بين الثقافة الغربية والشرقية من خلال دراسات معمقة تاريخية ودينية وسياسية وإعلامية عن موضوع لطالما تصدر عناوين الصحف العالمية، هو غطاء رأس المرأة وما يحمله من رمزية لدى بعض المجتمعات أو الديانات، وما يعطيه من انطباعات قد تتعارض مع مبادئ الحرية لدى الشارع الغربي وبعض النخب».

وأضاف أن وصول الفيلم لشريحة كبيرة من الجمهور العالمي وتناول موضوعه على طاولة النقد والتحليل في الصحف الأمريكية يعد إنجازًا كبيرًا، وقد بدأ الفيلم بتحقيق الهدف الأكبر من إنتاجه، وهو فتح باب لنقاش جدي حول قضية اجتماعية محل خلاف والبحث عن نقاط التقاء من خلال إعطاء معلومات أكاديمية وعرض تجارب فردية لنساء ارتدين الحجاب أو قررن التخلي عنه.

سينماتوغراف في

25.10.2015

 
 

'حجاب' الإماراتي يشق طريقه نحو الأوسكار

ميدل ايست أونلاين/ أبوظبي

أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة ترشح فيلما وثائقيا حول غطاء رأس المرأة ضمن 15 عملا لنيل جائزتها السنوية.

تأهل الفيلم الوثائقي الإماراتي "حجاب" لجائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة 88 لجوائز الأوسكار.

وأصدرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة "الأوسكار" قائمة المؤهلين لجائزة الأفلام الوثائقية وسيتم الإعلان عن القائمة النهائية المؤلفة من 15 فيلما في شهر كانون أول/ديسمبر المقبل.

واثار اهتمام مشاهديه من النقاد الاميركيين بعد عرضه مؤخرا في صالات السينما في لوس أنجلوس لمدة اسبوع، بحضور عبدالله السبوسي القنصل العام للإمارات.

وشاركت مؤسسة أناسي بالفيلم في مهرجان كارمل السينمائي الدولي في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية والذي انطلقت دورته السابعة الاربعاء الماضي.

والفيلم من إنتاج الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، وشارك في إخراجه ثلاثة مخرجين هم السوري مازن الخيرات والإماراتية نهلة الفهد والبريطاني أوفيديو سالازار.

وقال سالازار "يسعدنا أن يعرض الفيلم في لندن وأميركا وأن يصل لترشيح الأوسكار لأن هذه المشاركات توفر للجمهور فرصة مهمة للتعرف عن قرب على تلك المسائل المعقدة التي تثار حول موضوع الحجاب. وفي كثير من الحالات نجد أن الناس تخطئ في فهمها لهذا الموضوع، وخاصة أننا نعيش اليوم حالة من الإسلاموفوبيا في عالم اليوم الحافل بالأخبار التي تبثها مختلف وسائل الإعلام عن الإسلام والبلدان الإسلامية".

وأضاف "نأمل أن يكون الفيلم قد اسهم في توفير مادة طيبة تكون بمثابة غذاء فكري للمتلقي في مختلف أرجاء العالم بحيث يمكن الخروج بصورة أكثر مصداقية عن الأحداث وأن ندرك أن الإسلام ليس قالباً نمطياً واحداً كما يصور للناس".

ومن جهته قال المخرج مازن الخيرات "أُنتج حجاب لردم الهوة بين الثقافة الغربية والشرقية من خلال دراسات معمقة تاريخية ودينية وسياسية وإعلامية عن موضوع لطالما تصدر عناوين الصحف العالمية، هو غطاء رأس المرأة وما يحمله من رمزية لدى بعض المجتمعات أو الديانات، وما يعطيه من انطباعات قد تتعارض مع مبادئ الحرية لدى الشارع الغربي وبعض النخب".

وأضاف أن وصول الفيلم لشريحة كبيرة من الجمهور العالمي وتناول موضوعه على طاولة النقد والتحليل في الصحف الأميركية يعد إنجازاً كبيراً، وقد بدأ الفيلم بتحقيق الهدف الأكبر من إنتاجه، وهو فتح باب لنقاش جدي حول قضية اجتماعية محل خلاف والبحث عن نقاط التقاء من خلال إعطاء معلومات أكاديمية وعرض تجارب فردية لنساء ارتدين الحجاب أو قررن التخلي عنه.

وخصصت جريدتا لوس أنجلوس تايمز ولوس أنجلوس الأسبوعية صفحتين للحديث عن الفيلم، حيث قالت الناقدة الأميركية ديانا كلارك إن الفيلم يعتبر عملاً توثيقياً مستقلاً.

وأشارت إلى أنه يتميز بالمحادثات الطويلة والنطاق الجغرافي الواسع والمتنوع لمن شاركوا بحميمية في هذه المحادثات عن الحجاب من طلاب وأساتذة جامعات ومسؤولين حكوميين وقادة دينيين وأناس من عائلات عادية.

وكتب الناقد مارتن تسي في صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن موضوع الفيلم يقدم جدالاً قوياً وأنه اكتسب أقوى درجات الواقع، حينما قدم امرأتين تعيشان بالطريقة الغربية مع ثلاث نساء يرتدين الحجاب في جدال صريح عن مواقف العامة من اختياراتهن الشخصية، إلا أن الفيلم يعود من وجهة نظره ويخسر بعضاً من واقعه، حينما يقدم علماء الدين في لهجة خطابية، خصوصاً أولئك الرجال الذين لا يتعين عليهم المعاناة من تبعات ما يحدث.

ميدل إيست أونلاين في

26.10.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)