كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

فيلم «ذيب».. مغامرة طفل في اكتشاف الحياة

رانية ع. حدّاد*

(أوسكار 2016)

الفيلم الأردني «ذيب»

   
 
 
 
 

حسين يدرب شقيقه الصغير ذيب (جاسر عيد) على حمل البندقية والتصويب، بينما ذيب الذي لم يتجاوز الأعوام العشرة لا يتجاسر على إطلاق النار في المشهد الأول من الفيلم الأردني الذي حمل إسمه «ذيب»، كما لن يتجاسر بعدها لا على ذبح الشاه لإطعام الضيوف، ولا على قتل قاطع الطريق حين شكل تهديداً على حياته، ولكنه فقط في المشهد الأخير يتجاسر على قتله، فبين بداية الفيلم ونهايته ثمة رحلة قد قطعها بطل الفيلم  ذيب، رحلة نقلته من عتبة البراءة والطفولة إلى عتبة النضج وإدراك الواقع، رحلة أدارها المخرج ناجي ابو نوار في أول أفلامه الروائية الطويلة والذي أنتج عام 2014، ونال عنه على جائزة أحسن مخرج  في قسم (آفاق جديدة) في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي.

ثيمة الطفل الذي يخوض مغامرة المعرفة ليست جديدة في السينما، إنما ما يميزها في هذا الفيلم أنها وليدة بيئة ذات خصوصية من النادر تناولها في السينما العربية بشكل عام، وفي الأفلام الأردنية بشكل خاص، كما أنها عكست هوية البيئة الصحراوية وتضاريسها جنوب الأردن والثقافة البدوية السائدة هناك، وجاءت كل من الأحداث والشخصيات متسقة مع هذه البيئة، قابلة للتصديق، غير متكلفة وغير مقحمة عليها، وربما المدة الزمنية – سنة تقريباً- التي أمضاها المخرج  في وادي رم مع أهالي المنطقة جعلته يهضم جيداً البيئة التي صّور فيها الأحداث، وهنا يحسب للمخرج ادارته الجيدة لممثليه غير المحترفين الذين شاركوا في الفيلم - وعلى رأسهم الطفل جاسر عيد- والذين هم بالأصل من أبناء المنطقة مشبعين بثقافتها ولهجتها وقسماتهم تحمل سمات المكان التي تجري فيه الأحداث.

إذن تدور أحداث الفيلم في وداي رم مطلع القرن الماضي؛ إبّان الثورة العربية الكبرى، والصراع على المنطقة بين الوجود العثماني المتهالك والأطماع البريطانية الإستعمارية المتنامية،  فشكلت هذه المعطيات السياسية خلفية الحدث في الفيلم، ومنحته تنوعاً أثرى مغامرة الصبي، وساهمت في تفتح وعيه، فحين يحضر بدوي بصحبة عسكري إنجليزي إلى خيمة أهل ذيب، ليطلب من شقيقه -الذي يعمل كدليل للحجاج- كي يدلهم على بعض الطرق، يدفع الفضول بالصبي ذيب إلى تعقبهم في رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، فيتعرضون لقطّاع طرق يقتل الجميع بعد منوارات، عدا الصبي الذي نجا بصعوبة بعد سقوطه في البئر، فيضطر لمواجهة الحياة وحده بين تلك الجبال التي تنتصب في الصحراء، وهذه التجربة تعلمه الكثير.

في «ذيب» هناك مزيج من الغموض بما يمليه دافع الشخصية الرئيسة الأساس ألا وهو الفضول وحب المعرفة، وهناك (الأكشن) والتشويق بما يتلاءم مع طبيعة الصراعات التي تحكمها الأحداث، وهناك أيضاً لحظات صمت وتأمل بما يتناسب مع الخبرة التي من المفترض أن الصبي ذيب سيكتسبها.

وعي ينأى بعيداً عن السياق التاريخي

الفيلم يُقدم من وجهة نظر الطفل ذيب، لذلك حافظ المخرج على زاوية الكاميرا التي تُمثلها بين حين وآخر عند مفاصل معينة بشكل موفق، بالإضافة إلى توظيف لقطات رد الفعل التي تعبر عن فضوله ودهشته وترقبه تماماً كما هو الحال عندما ذهب أخيه في العتمة ليستطلع مصدر الصوت، وترك المخرج المشاهد يخوض الأحداث ويكتشف مع الطفل المخاطر والصراعات من حوله شيئاً فشيئاً، في نهاية الفيلم يكتشف ذيب أن الشخص الذي قتل شقيقه والذي اضطر هو أن يرافقه ليتمكن من الخروج من تيه الصحراء ليس سوى قاطع طريق لا يتحلى بقيمٍ كالصدق ولا يمكن الوثوق به، هذه المعرفة غيرته وجعلته قادراً على إطلاق النار على قاطع الطريق وقتله، لكن الملفت هنا أن المخرج إبتعد –بقصد أو غير قصد-  عن جعل نقطة التحول في هذه الشخصية الرئيسة مرتبطة بوعيها إزاء مقاومة الاحتلال العثماني أو مواجهة الأطماع الإستعمارية الإنجليزية التي أدت الى تقسيم المنطقة وفق اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور، وبدلاً من ذلك جعل تحول شخصية الطفل ذيب مرتبط بقيم أخلاقية عامة (غياب المصداقية، الغدر، السرقة، قتل أخيه...) وهي أمور يمكن معها لأحداث الفيلم أن تجري في أي فترة زمني أخرى وفي أي مكان آخر، وإلا فما الداعي وما الأهمية لتموضع أحداث الفيلم في هذا السياق التاريخي الحاسم الذي شكل نقطة إنعطاف في مسار المنطقة، إن لم تلعب خصوصية هذه الأحداث والسياق دوراً ينعكس على تشُكل وعي الطفل القومي والوطني -بالإضافة إلى القيمي- وعلى تحديد خياراته.

* ناقدة سينمائية من الأردن

الدستور الأردنية في

19.06.2015

 
 

«ذيب» ينطلق في دور العرض بالعراق

الفيلم الفائز بالجوائز يستكمل جولته في العالم العربي

بغداد ـ وداد إبراهيم:

استمراراً في جولته الناجحة في دور العرض بالعالم العربي وبعد عرضه تجارياً في 9 دول وحصوله على الجوائز من المهرجانات السينمائية التي شارك فيها، تطلق شركة MAD Solutions الفيلم الأردني ذيب للمخرج ناجي أبو نوار في دور العرض بالعراق يوم الخميس 27 آب الجاري، ليحظى الجمهور العراقي بفرصة مشاهدة فيلم المغامرة الصحراوية الذي عده عدد من نقاد السينما حول العالم كأحد أفضل الأفلام العربية التي تم إنتاجها في 2014.

وبينما يحظى الفيلم حالياً بعروض في الأردن تنظمها وزارة الثقافة، سوف ينطلق ذيب في دور العرض بهولندا والمملكة المتحدة ودول أخرى، كما أنه من المخطط أن يُعرض الفيلم بالولايات المتحدة الأميركية في وقت لاحق هذا العام.

ومنذ عرضه الأول في أيلول 2014، يتلقى ذيب إعجاب الجمهور والنقاد في كل أنحاء العالم، إذ فاز الفيلم بـ13 جائزة من مهرجانات سينمائية مرموقة، كما سبق أن اختارت مجلة فارايتي مخرج الفيلم ناجي أبو نوَّار كأفضل صانع أفلام عربي لعام 2014، وقد انطلق ذيب تجارياً في 9 دول: الإمارات، ولبنان، والأردن، والكويت، وسلطنة عُمان، وقطر، وفلسطين، ومصر، وسويسرا.

قصة الفيلم

فيلم ذيب هو مغامرة صحراوية مدتها 100 دقيقة تم تصويرها في صحراء جنوب الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمعات البدوية التي تم التصوير بالقرب منها، وشارك في التمثيل بالفيلم أفراد من العشائر البدوية التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر. ويعد أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، وتدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. إذ تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وقام الطفل جاسر عيد بدور شخصية ذيب في الفيلم، وشارك في التمثيل حسين سلامة، حسن مطلق ومرجي عودة، فضلا عن الممثل جاك فوكس. ويُعرض في دور العرض بالعراق: السينما العراقية في مول المنصور ببغداد وإمباير سينما بإربيل.

الشركات المنتجة

الفيلم من إنتاج شركة بيت الشوارب التي أسسها الأردني باسل غندور، بالتعاون مع نور بيكتشرز من خلال المنتج البريطاني روبرت لويد، وشركة الخلود للإنتاج الفني، وقد شارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوقان بدور المنتج المنفذ، بينما تتولى شركة MAD Solutions مسؤولية توزيع الفيلم في العالم العربي فضلا عن القيام بمهام الدعاية والتسويق.

ونال مشروع فيلم ذيب منحةً مقدمة من صندوق سند في أبوظبي، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرق السويسري.

فيلم ذيب هو ثاني أفلام ناجي أبو نوّار، بعد أن كتب وأخرج فيلمه القصير الأول وفاة ملاكم في عام 2009، الذي عُرِض بعدد من مهرجانات الأفلام العالمية، منها مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة، مهرجان ميامي للأفلام القصيرة، مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان الفرانكو- عرب السينمائي. وقد بدأ أبو نوّار مسيرته المهنية في عام 2005، عندما كان في الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل راوي لمؤلفي السيناريو في الأردن التي تُنظّم من خلال الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالاشتراك مع معهد ساندانس السينمائي.

جوائز ومشاركات فيلم ذيب في المهرجانات السينمائية حول العالم:

جائزة أفضل مخرج لناجي أبو نوار ضمن مسابقة آفاق جديدة بعد العرض العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

مجلة فارايتي تختار ناجي أبو نوَّار كأفضل صانع أفلام عربي في عام 2014.

تنويه خاص في مهرجان لندن السينمائي التابع لمعهد السينما البريطاني.

جائزة أفضل فيلم من العالم العربي في مسابقة آفاق جديدة وجائزة فيبريسكي لأفضل فيلم روائي في العرض الأول في العالم العربي للفيلم بـمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي.

شهادة تقدير خاصة في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عرضه الأول بإفريقيا.

تنويه خاص من لجنة تحكيم الشباب لجاسر عيد في مهرجان أيام قرطاج السينمائية.

جائزة أفضل عمل إخراجي أول من المهرجان السينمائي الدولي لفن التصوير السينمائي (كاميريميج) في بولندا ضمن مسابقة الأعمال الروائية الأولى للمخرجين.

الجائزة الأولى وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان بلغراد السينمائي الدولي.

جائزة أفضل سيناريو في مهرجان ميامي السينمائي الدولي.

جائزة الجمهور في مهرجان لاس بالمس السينمائي الدولي.

جائزة أفضل عمل إخراجي أول في مهرجان بكين السينمائي الدولي.

العرض الأول في أميركا الشمالية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

العرض الآسيوي الأول في مهرجان مومباي السينمائي.

الصباح العراقية في

11.08.2015

 
 

«ذيب» ناجي أبو نوّار.. وسترن بدوي

نديم جرجوره

منذ عرضه الدولي الأول في برنامج «آفاق»، في الدورة الـ71 (27 آب ـ 6 أيلول 2014) لـ «مهرجان البندقية السينمائيّ»، يؤكّد «ذيب» ـ الروائيّ الطويل الأول للمخرج الأردني المولود في لندن ناجي أبو نوّار (1981)، والفائز بجائزة «آفاق» في فئة أفضل إخراج في البرنامج نفسه ـ مكانته الفنية في صناعة صورة، ويجعل من التقنيات المستخدمة بحرفية واضحة غلافاً شفّافاً لمعالجة درامية متعلّقة بحكاية إنسانية، تجري وقائعها إبّان الحرب العالمية الأولى، في العام 1916 تحديداً. حيوية الفيلم معقودةٌ على شكل متماسك في بنائه الدرامي ـ الجمالي، وعلى مادة يُمكن اعتبارها عادية للغاية، لكنها مُوَظَّفة بشكل سليم (سيناريو الفيلم لأبي نوّار وباسل غندور). النقاش حوله نابعٌ من هذا كلّه أولاً، ومن سؤال «صناعة فيلمية أردنية» ثانياً، ومن مدى قدرة صانعيه على وضعه في إطار العلاقة القائمة بين السينما والتاريخ والاجتماع ثالثاً.

العودة إلى «ذيب» حالياً كامنةٌ في استمراره في جذب انتباه صحافي سينمائيّ لغاية الآن. عروضه الناجحة في مدن عربية (في مهرجانات سينمائية أو في عروض تجارية متفرّقة) دعوةٌ إلى متابعة حكايته مع التوزيع. الشركة المصرية MAD Solutions معنية بدعم أفلام عربية بوسائل شتّى. تقول، في بيان لها، إن موعداً جديداً لإطلاق عرض تجاريّ عربي للفيلم مُحدّدٌ بـ27 آب 2015، في صالات عرض عراقية متفرّقة. تُضيف أن «ذيب» يُعرض حالياً في الأردن، وأن عروضاً تجارية أخرى له ستبدأ قريباً في هولندا والمملكة المتحدّة، بالإضافة إلى تحضيرات ـ لا تزال في بداياتها الأولى ـ لإطلاق عروض تجارية له في الولايات المتحدّة الأميركية.

في حوار منشور في الصحيفة اليومية السعودية «الشرق الأوسط» (12 أيلول 2014)، يقول ناجي أبو نوّار: «أحببتُ الفترة هذه (1916) لكون الثورة العربية ضد العثمانيين تمنح الفيلم تبرير البحث عن ملامح مشتركة مع أفلام الـ «وسترن» الأميركية، كأفلام جون فورد وسام بكنباه». يُجمع نقادٌ عربٌ على ذلك. يتردّد في تعليقات مختلفة أن «ذيب» فيلم «بدويّ» متأثّر بالـ «وسترن» الأميركي، أو بأفلام الإيطالي سيرجيو ليوني وواقعيته الشديدة، «بفضل ارتباطه العميق بحقائق ووقائع». هذا حسنٌ. لكن الأهمية الأساسية كامنةٌ في كونه فيلماً سينمائياً مترابطاً في سياقه الدرامي، ومتماسكاً في شكله الفني، وإن تتغلّب براعة الصورة ونقائها الإبداعي على المعالجة الدرامية العادية لحكاية صبيّ يُدعى ذيب (جاسر عيد)، يكتشف العالم خارج حدود القبيلة البدوية المنتمي إليها، بعد عيشه في كنف شقيقه الأكبر حسين (حسين سلامة) إثر وفاة الأبّ. النواة الدرامية معقودة على رحلة ـ جغرافية وروحية ونفسية وثقافية وحياتية وإنسانية ـ يقوم بها ذيب (وشقيقه) في لحظة تاريخية مفصلية في مسار المنطقة العربية، وإن تتشعّب عناوينها الأخرى، كاشفة أحوال بيئة وناس، ومتوقّفة عند منعطفات زمن وحقبات («السفير»، 29 كانون الثاني 2015).

يُذكر أن «ذيب» إنتاج أردني قطري إماراتي إنكليزي مشترك، تمّ تصويره في صحراء جنوب الأردن. يتعاون صانعوه مع القبائل البدوية المقيمة هناك، ويُشارك أفرادٌ عديدون منها في التمثيل، بعد إشراكهم في ورش عمل تمثيلية / أدائية لـ8 أشهر. يحصل على جوائز متفرّقة في مهرجانات عربية ودولية، منها جائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة «آفاق جديدة» في الدورة الـ8 (23 تشرين الأول ـ 1 تشرين الثاني 2014) لـ «مهرجان أبوظبي السينمائيّ»، علماً أن الفيلم حائز على منحة دعم من «صندوق سند»، التابع للمهرجان نفسه.

السفير اللبنانية في

24.08.2015

 
 

"ذيب" يمثّل الأردن في جوائز الأوسكار 2016

عمان- الغد

اختير الفيلم الروائي الأردني "ذيب"، الحائز عدة جوائز من اخراج  ناجي أبو نوّار، لتمثيل الأردن رسميّاً في جوائز الأوسكار الـ88 عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية.

ويأتي هذا الاختيار من قبل لجنة مُؤلفة من فنانين وحرفيين أردنيين معنيين بالمشهد الفني المحليّ. وقد نظّمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام سير العملية بصفتها الجهة الرسمية في البلاد لتقديم الأفلام للترشُح في جوائز الأوسكار.

وقد ترأس اللجنة عدنان عواملة – مُؤسّس مجموعة المركز العربي الإعلامية – فيما شملت الأعضاء التالية أسماؤهم: محمد عزيزية (مخرج) ونادرة عمران (ممثلة) ونبيل صوالحة (ممثل كوميدي) ومنير نصّار (وزير سياحة أسبق وعضو في المجلس التنفيذي للجمعية الأردنية للسياحة الوافدة) وناجح حسن (صحافي وناقد سينمائي) ولارا عطاالله (ممثلة ومديرة تجارب أداء) وسمر دودين (المديرة الإقليمية ورئيسة البرامج في مؤسسة "روّاد التنمية").

يُطابق فيلم "ذيب"، الذي يحكي قصة من البادية عن الإخوّة والخيانة وتجري أحداثها في وادي رم عام 1916، شروط التأهل الخاصة للتنافس على جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية. وقد عُرض الفيلم تجارياً لمدة ستة أسابيع في عمّان كان له عروض تجارية في أكثر من عشرين بلداً. كما شارك في حوالي خمسين مهرجاناً سينمائياً دولياً.

عقب نجاح العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في 2014، نال الفيلم استحساناً واسعاً من مختلف الجماهير والنقاد السينمائيين حول العالم. كما حاز 13 جائزة سينمائية مرموقة من ضمنها: جائزة أفضل مخرج في مسابقة "آفاق جديدة" في مهرجان البندقية السينمائي وجائزة "آفاق جديدة" لأفضل فيلم من العالم العربي وجائزة "FIPRESCI" لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أبوظبي السينمائي، بالإضافة إلى جائزة أفضل مخرج لأول مرة في مهرجان "”Camerimage السينمائي الدولي.

وفي معرض تعليقه على ترشيح الفيلم، قال عواملة: "يحتوي فيلم "ذيب" على عناصر استثنائية، سواء كانت القصة أو التصوير السينمائي أو الإخراج. ومستواه العالي ينقل السينما الأردنية إلى العالمية. من جهتنا، نتمنى للفيلم كلّ النجاح الذي يستحقه". 

ومن الجدير ذكره أن الأردن كان قد قدّم في سنوات سابقة فيلم "كابتن أبو رائد" لأمين مطالقة وفيلم "الشراكسة" لمحي الدين قندور للترشح في الفئة ذاتها. كما تأهل الفيلم الأردني القصير "بهيّة ومحمود" لمخرجه زيد أبو حمدان في 2012.

الغد الأردنية في

08.09.2015

 
 

"ذيب".. ثالث فيلم أردني في جوائز الأوسكار

عمان - العربي الجديد

طابق الفيلم الأردني "ذيب"، الذي يتناول قصة من البادية عن الإخوة والخيانة وتجري أحداثها في وادي رم عام 1916، شروط التأهل الخاصة للتنافس على جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في جوائزالأوسكار الدولية في دورتها الثامنة والثمانين، التي ستجري في شهر فبراير/شباط 2016. وقد عُرض الفيلم تجارياً لمدة ستة أسابيع في العاصمة الأردنية عمّان، كما كانت للفيلم عروض تجارية في أكثر من عشرين بلداً. كما شارك في حوالى خمسين مهرجاناً سينمائياً دولياً.

ونال نجاح العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في 2014، استحساناً واسعاً من مختلف الجماهير والنقاد السينمائيين حول العالم. كما حاز 13 جائزة سينمائية مرموقة، من ضمنها: جائزة أفضل مخرج في مسابقة "آفاق جديدة" في مهرجان البندقية السينمائي، وجائزة "آفاق جديدة" لأفضل فيلم من العالم العربي، وجائزة "FIPRESCI" لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أبوظبي السينمائي، بالإضافة إلى جائزة أفضل مخرج لأول مرة في مهرجان "Camerimage" السينمائي الدولي.

"اختارت لجنة مُؤلفة من فنانين وحرفيين أردنيين معنيين بالمشهد الفني المحليّ، فيلم "ذيب" للمنافسة في الدورة المقبلة لجوائز الأوسكار"

واختارت لجنة مُؤلفة من فنانين وحرفيين أردنيين معنيين بالمشهد الفني المحليّ، فيلم "ذيب" للمنافسة في الدورة المقبلة للمسابقة، التي نظّمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام سير العملية، بصفتها الجهة الرسمية في الأردن لتقديم الأفلام للترشُح في جوائز الأوسكار. وترأس اللجنة عدنان عواملة - مُؤسّس مجموعة المركز العربي الإعلامية - فيما شملت المخرج محمد عزيزية والممثلة نادرة عمران والممثل الكوميدي نبيل صوالحة، ومنير نصّار (وزير سياحة أسبق، وعضو في المجلس التنفيذي للجمعية الأردنية للسياحة الوافدة)، والصحافي والناقد السينمائي ناجح حسن، ولارا عطاالله (ممثلة ومديرة تجارب أداء)، وسمر دودين (المديرة الإقليمية ورئيسة البرامج في مؤسسة "روّاد التنمية").

وفي معرض تعليقه على ترشيح الفيلم، قال عواملة: "يحتوي فيلم "ذيب" على عناصر استثنائية، سواء كانت القصة أو التصوير السينمائي أو الإخراج، ومستواه العالي ينقل السينما الأردنية إلى العالمية. من جهتنا، نتمنى للفيلم كلّ النجاح الذي يستحقه".

ولا يعد فيلم "ذيب" أول فيلم أردني يترشح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، حيث قدم الأردن، في سنوات سابقة، فيلم "كابتن أبو رائد" لأمين مطالقة، وفيلم "الشراكسة" لمحيي الدين قندور، للترشح في الفئة ذاتها. كما تأهل الفيلم الأردني القصير "بهيّة ومحمود" لمخرجه زيد أبو حمدان في 2012.

العربي الجديد اللندنية في

09.09.2015

 
 

فيلم «ذيب» .. خطوة واسعة للسينما الأردنية

محمود عبدالشكور

يمكن أن نعتبر الفيلم الأردنى «ذيب» الذى أخرجه واشترك فى كتابته ناجى أبو نوار، خطوة واسعة فى تاريخ السينما الأردنية، الفيلم الذى حصد 7 جوائز عالمية وعربية ( منها على سبيل المثال جائزة أفضل مخرج فى قسم آفاق بمهرجان فينسيا وجائزة أفضل فيلم عربى فى مهرجان أبو ظبى وجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان القاهرة السينمائى)، يقدم حدثا واحدا بسيطا وعميقا فى نفس الوقت، رحلة مكانية ومغامرة مثيرة لطفل صغير، ولكنها فى الحقيقة رحلة زمانية أيضا، لأنها ستقدم تجارب هامة تجعل من هذا الطفل رجلا، سيتعرف الطفل الذى يحمل اسم «ذيب» أى «ذئب»، على الطبيعة الإنسانية فى تعقيداتها وانقلاباتها، سيكتشف مفهومى الصداقة والخيانة، وسيعرف ( وهذا أوضح ما فى التجربة) أنه لابد أن تكون له أنياب حتى يستطيع أن يعيش ويستمر، الحياة من الأصل تعادل الصحراء الجرداء المليئة بالمخاطر والمخاوف، توجد القبيلة، ويوجد الأصدقاء، ولكن الفرد يواجه فقدان كل ذلك فجأة، عليه فى هذه الحالة أن ينتصر على العقبات والمصاعب، الأهم من كل ذلك هو أن فيلم «ذيب» لايكتفى بتقديم سيناريو معقول ومتماسك، ولكن ناجى أبو نوار يقدم عملا سينمائيا ناضجا، تلعب فيه الصورة بكل عناصرها دورا هاما، كما يستخدم شريط الصوت ببراعة، هناك أيضا نفس ملحمى يمجد سعى الإنسان (حتى فى طفولته) لمواجهة واقعه الخشن، كما أن هناك استيحاء رائعا للتراث البدوى بكل تفصيلاته، مع الاعتماد على ممثلين غير محترفين من قلب البيئة الصحراوية بعد تدريبهم فى ورشة للتمثيل، بشكل عام كانت التجربة جيدة للغاية، بالذات مع تميز الطفل الذى لعب دور «ذيب»، ومع الاستعانة بطاقم احترافى أجنبى، بالذات فى العناصر الأساسية مثل التصوير والموسيقى والمونتاج وشريط الصوت.

يبدأ الفيلم بلقطة مكبرة لوجه ذيب الطفل الذى يعيش وسط قبيلته، ويرتبط بعلاقة خاصة مع شقيقه الأكبر حسين الذى يدربه على التصويب بالبندقية، يبدو الأخ الأكبر كما لو كان بديلا عن والده، شيخ القبيلة الراحل، هناك أخ ثالث أكبر من الاثنين ذيب وحسين، نحن الآن فى العام 1916، فى وسط أجواء الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك، وبمساعدة الإنجليز، يحضر ضابط إنجليزى يريد أن يصل إلى بئر معين على طريق الحج القديم، يقوم حسين بدور الدليل، ويصحبه ذيب، فى هذه الرحلة سيموت حسين والضابط ومرافق ثالث بنيران قطاع الطرق، وسيواجه ذيب قاتل أخيه فى مغامرة طويلة من أجل البقاء، سنعرف أن القاتل كان أصلا دليلا للحجاج، ولكنه أصبح بلا عمل بعد أن جاء خط السكك الحديدية، فى لحظة اختيار حاسمة، سيكون على ذيب أن يحدد موقفه من هذا الرجل، سيأتى معه إلى الأتراك لبيع ما غنمه الرجل من الرجل الإنجليزى، ولكن ذيب سينتقم فى آخر لحظة، وسيعود وحيدا إلى قبيلته.

أكتوبر المصرية في

27.09.2015

 
 

14 جائزة خلال 397 يوما

"ذيب" يقتنص جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان مالمو للسينما العربية

هشام سعد

عشرات الآلاف من الكيلومترات قطعها فيلم ذيب خلال رحلته بمهرجانات السينما، كانت حصيلتها 13 جائزة ولقب دولي حتى الأمس، حيث أضاف فيلم المخرج ناجي أبو نوّار جائزة جديدة من مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، بعد فوز ذيب بجائزة أفضل فيلم روائي في المسابقة الرسمية بالنسخة الخامسة من المهرجان الذي يهدف لتعزيز التفاهم الثقافي بين السكان الناطقين بالعربية ومجموعات إثنية أخرى تشاركهم العيش بالسويد.

وتسلم الجائزة نيابة عن صناع الفيلم؛ علاء كركوتي رئيس مجلس إدارة شركة MAD Solutions الموزعة للفيلم، ليفتتح ذيب عامه الثاني على شاشات السينما منذ عرضه العالمي الأول في مهرجان فينسيا السينمائي 2014 الذي نال به أبو نوّار جائزة أفضل مخرج في مسابقة آفاق جديدة.

فيلم ذيب هو مغامرة صحراوية مدتها 100 دقيقة تم تصويرها في صحراء جنوب الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمعات البدوية التي تم التصوير بالقرب منها، وشارك في التمثيل بالفيلم أفراد من العشائر البدوية التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر.

ذيب هو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، وتدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وقام الطفل جاسر عيد بدور شخصية ذيب في الفيلم، وشارك في التمثيل حسين سلامة، حسن مطلق ومرجي عودة، بالإضافة إلى الممثل جاك فوكس.

وقد انطلق الفيلم تجارياً في 12 دولة بالعالم العربي وأوروبا، ومن المخطط إطلاقه لاحقاً في دور العرض بالولايات المتحدة الأميركية في وقت لاحق هذا العام.

قناة ART التلفزيونية في

08.10.2015

 
 

طارق الشناوي يكتب:

“مالمو” السويدي يمنح الجائزة الكبرى إلى “ذيب” الأردني !!

إعلام.أورج

أكتب هذه الكلمة قبل الإعلان الرسمي لجوائز مهرجان “مالمو ” للسينما العربية في دورته الخامسة التي عُقدت في تلك المدينة الساحرة بالسويد .

الجوائز بالفعل اذيعت مساء الثلاثاء الماضي بلجنة تحكيم رأسها المخرج محمد خان وعضوية الناقد اللبناني محمد رضا ورئيسة المركز الثقافي للسينما بالجزائر نبيلة روزيق ، المنافسة كانت قوية بين العديد من الأفلام العربية ، ولكني أعتقد أن ” ذيب” أرتفع إلى مكانة خاصة في لغته السينمائية تتيح له أن يستأثر بالجائزة الكبرى أفضل فيلم عربي .

الفيلم الأردني ينتقل في غضون أقل من عام من” أبوظبي” الى “القاهرة “ثم ” الدوحة ” في مهرجان ” أجيال ” لسينما الأطفال ،ومرورا بالعديد من المهرجانات العالمية ليستقر أخيرا في “مالمو “، ويرشح ممثلا للسينما الأردنية في الأوسكار 2016 فهو ينطبق عليه كل الشروط التي تؤهله لكي يحصل على فرصته كأفضل فيلم ناطق باللغة غير الانجليزية .

الشريط لا يمكن اعتباره فيلما للأطفال رغم أن البطولة لطفل وبنفس المقياس لا يمكن اعتبار مثلا أن الافلام التى جمعت بين أنور وجدي وفيروز افلام أطفال برغم أن القوة الضاربة فيها كانت لفيروز، و لا فيلمي “أم العروسة “أو “الحفيد ” للمخرج عاطف سالم برغم الحضور الطاغي للاطفال.

في فيلم الاطفال تجد الدٌمي تلعب دورا و لا يقدم الشريط السينمائي مشاهد عنف ولا دماء ودائما ينتهي الموقف بالانتصار بوسائل طفولية ،النموذج الصحيح وأيضا الأكثر شهرة سلسلة ” وحدي في المنزل” اخراج كريس كولومبوس والبطولة في الاجزاء الأولي لماكولاي كالكين .

وفي مهرجان “مالمو ” أطل علينا الفيلم الأردني ” ذيب” لناجي أبو نوار والفيلم ينتقل بقوة من مهرجان الى أخر ودائما تنتظره الجائزة حتى لو فاتته بعضها مثلما حدث في مهرجان ” القاهرة” الدورة الماضية لأسباب متعلقة بقناعة لجنة التحكيم ، التي لم تكن موفقة تماما في استبعادها لفيلم ” ذيب” بينما كان لي حظ المشاركة في العام الماضي في لجنة تحكيم النقاد العالميين ” الفيبرسكي” في مهرجان أبوظبي ومنحنا الفيلم جائزة أفضل فيلم روائي عربي وكنا أول لجنة تحكيم تمنح الفيلم الجائزة.

الفيلم يؤكد على ان المملكة الاردنية تسير بخطي واثقة لتأكيد قدرتها على صناعة أفلام سينمائية تنتمي الى البلد وتحمل جنسيتها وتملك روحا إبداعية لا يمكن سوى أن نلحظ وجودها على الساحتين العربية والدولية . ” ذيب” يلعب في مساحة مختلفة حيث أن لديه البيئة البدوية والصحراء الشاسعة فهى المقدمة وهي عمق الكادر أيضا .

هذه المرة نعيش الصحراء والمقاومة والاتجار بكل شي ء حتى الإيمان ، والتضحية في سبيل المبدأ بكل شيء حتى الروح ، الفيلم يشعل الشاشة بنار ووهج الابداع.

المخرج الأردني ناجي أبو نوار يقدم في أول أفلامه الروائية وبمشاركة من باسل غندور في كتابة السيناريو تلك الرؤية التى تُقدم لنا عالم الصحراء في الحرب العالمية الأولى، الاحداث تجري عام 1916 بعد اندلاع الحرب بعامين وكيف نواجة الامبراطورية العثمانية التى تفرض هيمنتها على العالم العربي ، نحن أمام ثلاث قوي ،الأولى هي أهل الصحراء أصحاب الأرض وهم يعملون في مهنة الدليل الذي ينقل الحجيج من تلك البقعة للحج الى بيت الله الحرام ،وهي مهنة متوارثة في تلك العائلة ، والثاني قُطاع الطرق الذين لا يعنيهم سوي الاستحواذ على المال و الخيل والجِمال تحت تهديد السلاح ،ثم الغزاة الذين يريدون السيطرة على مقدرات الوطن ، نحن نتابع هذا الشريط من خلال رؤية تحمل قدرا يفيض بالطزاجة الابداعية حيث أن البطل هو الطفل الذي أدي دوره جاسر عيد لم يصل بعد الى مرحلة المراهقة وكان عليه وهو في بكارة العمر أن يعيش تفاصيل يتعرف عليها للوهلة الاولي ليكتشف معني الوطن والشرف والنضال والقتل والتضحية والحيلة والصراع من أجل البقاء.

صُندوق القنبلة الخشبي الذي يحوي ألة تفجير تُصبح حافزا قويا ومؤثرا ومباشرا يزيد من جرعة الترقب فهو يظل يهددك كمتفرج بالانفجار وليس فقط الابطال على الشاشة انه يبدو للوهلة الاولى سلاح من أجل تحقيق مزيد من التشويق ، و كلما اقترب أحد وخاصة الطفل من هذا الصندوق تزداد درجة الخوف ولكن في الحقيقة هو يتجاوز ذلك بكثير حيث يصبح رمزا لكشف غموض الحياة التى ربما في لحظات تبدو هي أيضا قنبلة على وشك الانفجار في وجه من يقترب منها ،الحالة التى عليها الشاشة حتى في الصمت كانت تعبر عن عين تلتقط الصورة برؤية مزدوجة بقدر ما هي كشفيه فإنها أيضا درامية وجمالية ، الصحراء من خلال عين المخرج تشع حضورا وإبداعا وتتحدي الفقر الظاهر والمباشر الذي يبدو للوهلة الأولى في الصورة المتكررة بالضرورة قبل أن تنضح بكل تفاصيل الجمال .

كل العناصر الابداعية تفوقت خاصة الموسيقي فهي تلعب دور البطولة كما أن هناك احساسا شاعريا يغلف الصورة برغم قسوة المكان وتوحشه وفقره الظاهر ، ويبقي فن قيادة الممثل وهو ما برع ناجي أبو نوار في تحقيقه من خلال قيادته للطفل حيث حافظ المخرج تماما على درجة تلقائيته أمام الكاميرا وهي بقدر ما تبدو مهمة سهلة بقدر ما تكمن صعوبتها .

أنه الفيلم الذي تترقبه وهو ينتقل من مهرجان الى أخر بألق وإبداع ولن يخلو الامر في النهاية من أكثر من جائزة ، أقول قولي هذا بسبب ظروف الطباعة وأنا لا أدري حقيقة ما الذي ستسفر عنه الجوائز ولكن لا أـتصور أنني في الأسبوع القادم سأضطر إلى نشر تكذيب للعنوان السابق!!.

نقلا عن مجلة أخبار النجوم

إعلام.أورج في

09.10.2015

 
 

«ذيب» أفضل فيلم في مهرجان مالمو

الوسط - محرر المنوعات

عشرات الآلاف من الكيلومترات قطعها فيلم «ذيب» خلال رحلته بمهرجانات السينما، كانت حصيلتها 13 جائزة ولقب دولي حتى السبت الماضي، حيث أضاف فيلم المخرج ناجي أبو نوّار جائزة جديدة من مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، بعد فوز «ذيب» بجائزة أفضل فيلم روائي في المسابقة الرسمية بالنسخة الخامسة من المهرجان، ليفتتح الفيلم عامه الثاني على شاشات السينما منذ عرضه العالمي الأول في مهرجان فينسيا السينمائي 2014 الذي نال به أبو نوّار جائزة أفضل مخرج في مسابقة آفاق جديدة.

فيلم «ذيب» هو مغامرة صحراوية مدتها 100 دقيقة تم تصويرها في صحراء جنوب الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمعات البدوية التي تم التصوير بالقرب منها، وشارك في التمثيل بالفيلم أفراد من العشائر البدوية التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر.

«ذيب» هو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، وتدور أحداثه في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وقام الطفل جاسر عيد بدور شخصية ذيب في الفيلم، وشارك في التمثيل حسين سلامة، وحسن مطلق ومرجي عودة، بالإضافة إلى الممثل جاك فوكس.

وانطلق الفيلم تجارياً في 12 دولة بالعالم العربي وأوروبا، ومن المخطط إطلاقه لاحقاً في دور العرض بالولايات المتحدة الأميركية في وقت لاحق هذا العام.

الوسط البحرينية في

14.10.2015

 
 

المقاربة بينه وبين «لورنس العرب» في صحراء رم:

«ذيب» فيلم بدوي أردني مرشح لأوسكار 2016

مالك العثامنة

«ذيب» هو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، وتدور أحداثه في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي «ذيب» وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. حيث تعتمد نجاة «ذيب» من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

ويقول أحد منتجي الفيلم «ناصر قلعجي» في حديث لـ«القدس العربي» إن الفيلم تعاون فيه طاقم الإنتاج مع المجتمعات البدوية التي تم التصوير بالقرب منها في منطقة وادي رم الصحراوية جنوب الأردن، وشارك في التمثيل بالفيلم أفراد من العشائر البدوية التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات بلغ عددهم 11 شخصا، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 10 أشهر أقيمت في نفس المنطقة.

وفي حوالي 100 دقيقة من حبكة قصصية بسيطة جدا، ينتقل بنا المخرج ناجي أبونوار إلى عام 1916، بالضبط في خضم أحداث الثورة العربية الكبرى، والتي أطاحت بالسلطة العثمانية في العالم العربي.

جغرافيا القصة محصورة كذلك في وادي رم، في الصحراء جنوب الأردن، وهي نفس الجغرافيا التي شهدت أحد أهم كلاسيكيات السينما العالمية «لورنس العرب» عام 1962. 

وحول الفيلم نفسه، يقول الإعلامي والكاتب الرفايعة، أن «ذيب» يؤرخُ المكان الأردني في أكثر من مستوى. ويضيف أن الفيلم يؤرخُ سينما أردنية حديثة، لا تأبه كثيرا بتراكم التجارب السابقة على أهمية بعضها، ويمتلك الفيلم حسب الرفايعة، جدارة في الحضور كتجربة سينمائية أردنية في التظاهرات العالمية والعربية.

ويقرأ الرفايعة في الفيلم كحالة إنتاجية رائدة في الأردن أنه يؤسس جيلاً جديداً ومبدعاً من السينمائيين الأردنيين الذين ذهبوا إلى التاريخ قبل مئة عام، وقدموا قراءة مدهشة فنياً وموضوعياً.

كلام الرفايعة يتوافق مع حديث ناصر قلعجي فيما يتعلق بتأسيس جيل من السينمائيين الجدد في الأردن، حيث يقول قلعجي إن فيلم «ذيب» بداية ليس الأول في تاريخ السينما الأردنية ذات الإنتاج القليل أصلا، فقد سبقته محاولات سينمائية في الستينات من القرن الماضي، لكن المحاولات السينمائية الحديثة ـ حسب قلعجي ـ بدأت بفيلم «كابتن أبو رائد» إنتاج عام 2008. ويضيف قلعجي أن هذه التجربة التي سبقتها وتبعتها أيضا مشاركة العديد من الطواقم الفنية الأردنية في أفلام عالمية تم تصويرها بالأردن، أسست لخبرات لا يستهان بها في مجال صناعة السينما.

الفنان الأردني زهير النوباني، له وجهة نظر مخالفة حول الصناعة السينمائية في الأردن، حيث يرى النوباني صاحب التاريخ الطويل في الأعمال الدرامية الأردنية والعربية أن صناعة السينما تحتاج إلى ما هو أكبر من فيلم «ذيب»، وأن أول ما يجب معالجته في الأردن من أجل النهوض بصناعة السينما هو معالجة الإدارات الفاشلة للحركات الفنية والثقافية في الأردن.

«القدس العربي» سألته عن دور نقابة الفنانين الأردنيين الغائب عن إنتاج شبابي مستقل مثل هذا، وما هي أسباب القصور في التواصل، ليجيب أن المسؤولية تقع على النقابة نفسها، التي لم تتواصل مع الهيئة الملكية للأفلام، إحدى الجهات الإنتاجية للفيلم، حتى أن الفيلم لم يتم تكريمه بعد كل هذه النجاحات من قبل النقابة ـ حسب النوباني- ويضيف أن المشكلة تكمن في إدارة الفعل الثقافي والفني في الأردن.

الفنانة والمخرجة الأردنية مارغو حداد، استهلت حديثها عن الفيلم الأردني «ذيب» بقولها إن النجاح المتميز في الفيلم، كان لا يمكن أن يتحقق لولا السيناريو المبني بطريقة فنية جيدة ورائعة من حيث التنسيق والتوليف والتسلسل واحترام التعاقب الزمني والتجديد في المضمون والأطروحة والهدف، وهذا ما تميز به فيلم «ذيب» من حيث التقنيات المستخدمة بحرفية واضحة وعالية المستوى ومعالجة درامية محترفة لحكاية إنسانية، تجري وقائعها إبّان الحرب العالمية الأولى، في العام 1916. لكن مارغو لا تتوانى حداد بلغة هادئة وواثقة من طرح ملاحظات حادة على ضفاف الإنتاج نفسه، حيث تقول إن الفيلم إنتاج قطري إماراتي أردني إنجليزي، وأنا دوماً أضع علامات استفهام حول أي تمويل أجنبي.

وتضيف حداد، المتخصصة أكاديمياً بأطروحة الدكتوراه في مفهوم «الجندر» أن فيلم «ذيب»، بكل إنجازاته و نجاحاته وجوائزه التي يستحقها، يقف هذا الفيلم والقائمون عليه أمام سؤال مهم: أين وجود المرأة في كل الفيلم؟ لتطرح حداد تساؤلاتها إن كان الفيلم تسيطر عليه الذهنية «الذكورية»!

السؤال حول غياب العنصر النسائي تماما من أحداث الفيلم ومجرياته، حملته «القدس العربي» إلى المنتج ناصر قلعجي الذي أجاب بأن فيلم «ذيب» قام على أداء الشخصيات فيه أناس من المجتمع المحلي البدوي تم تدريبهم على ذلك، وأن المجتمعات التي قضى طاقم الإنتاج بينها شهورا طويلة، رفض بداية الأمر رفضا قطعيا إدخال عناصر نسائية محلية لتشارك في الفيلم، وذلك يعود كما يقول قلعجي إلى الصورة الإنطباعية السيئة للسينما لدى تلك المجتمعات المحافظة جدا. حملنا الإجابة إلى الفنانة مارغو حداد االتي رفضت القبول بها معللة رفضها بقولها إن هناك فنانات محترفات كان يمكن لهن القيام بدور نسائي، مطلوب وجوده في السياق الدرامي للفيلم.

لكن للفنان والإعلامي رشيد ملحس وجهة نظر مغايرة، تشيد بأصالة الفيلم من حيث عكسه للواقع، فيقول ملحس أن لا شيء في الفيلم مزيف، صحراء رم وناسها، ليسوا ممثلين محترفين ، فمن ذَا الذي سيركب الحمار بحرفية هذا الفتى! 

جدير ذكره ان فيلم «ذيب» مرشح لجائزة الأوسكار في دورته الـثامنة والثمانين التي ستجري في شباط /فبراير2016 هذا العام عن فئة أفضل فيلم أجنبي، وقد فاز الأسبوع الماضي بالجائزةِ الأولى في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، ليحصد الفيلم آخر جوائزه في رحلة حول العالم و مهرجاناته السينمائية قطع فيها عشرات آلاف الكيلومترات، ليصبح مجمل الحصاد 13 جائزة ولقباً دولياً سينمائياً.

القدس العربي اللندنية في

17.10.2015

 
 

فيلم "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار

ثُنائية الماضي والحاضر عبر حيرة طفل

عبدالكريم قادري*

استطاع المخرج الأردني الشاب، ناجي أبو نوار من خلال فيلمه الروائي الطويل "ذيب"، أن يجلب له أنظار صُنّاع السينما، والمهتمين بعوالمها، بعد أن أخذهم في رحلة سفر مجازية ممتعة  لأجواء الماضي، على امتداد وشساعة الصحراء العربية، في زمن التشتت والهوان السياسي، إبّان الحرب العالمية الأولى، حيث كانت الجزيرة العربية مكان صراع وتوتر كبيرين، بين ثلاث قوى استعمارية كبرى، الإمبراطورية العثمانية، والإنجليزية، والفرنسية، للهيمنة على هذه الرُقعة الجغرافية المهمة، ووضع اليد على خيراتها الطبيعية، مُستغلة في ذلك الصراعات الداخلية، والتطاحن الموجود بين القبائل العربية الضعيفة، التي فعلت فيها سياسات فرق تسد فعلتها، وتجسدت على أكمل وجه، ولمعايشة هذه الأجواء بشكل مقنع، استعار المخرج قوالب سينمائية عالمية، وركّبها على فيلمه، كي تتلاءم وما ينوي تقديمه للمُتلقي، من بينها قالب الغرب الأمريكي "الوسترن"، وما يحمله من مؤشرات التوتر، ومبدأ القوي يأكل الضعيف، ولغة السلاح، وهي من المُكرسات في هذا اللون السينمائي، حيث جعل من قصة هذا الفيلم، التي نقلها لنا عن طريق عين طفل بدوي صغير اسمه "ذيب"، يدخل مع شقيقه الأوسط، في رحلة صحراوية محفوفة بالمخاطر، من أجل اصطحاب ضابط انجليزي ودليله إلى بئر ماء مجهولة في المنطقة، ومن هناك تبدأ المغامرة، بعد أن تعرضوا لهجوم  من قبل قطاع الطرق واللصوص، الذي أصبحوا يعيشون على السلب والنهب لتأمين قوتهم، بعد أن وجودوا أنفسهم بدون عمل، ولا مصدر رزق، في صحراء ممتدة على طول البصر، وهذا عندما تم ربطها بالسكك الحديدية، وعليه سقط دور البدوي، الذي كان يشتغل كدليل للحجاج، لمعرفته الواسعة بالطرقات والمسارب الصحراوية، أو يقتات على ما تجود به التجارة، لكن كل هذا انتهى مع بداية حياة جديدة مع التمدن، التي عكستها وسائل النقل الجديدة ممثلة في القطار.

أجواء الصراع هذه مع لقمة العيش، والوجود، نقلتها أيضا كما سبق وأشرت السينما الأمريكية، من خلال أفلام "الوسترن" ، حيث القوي يأكل الضعيف، والسلاح هو اللغة الوحيدة السائدة، ناهيك عن عامل مهم جدا وهو قضية التصفية التي تعرض لها السكان الأصليون، وهم الهنود الحمر، كل هذا يحدث في الصحراء الشاسعة، التي توفر المشاهد الطبيعية المفتوحة، و تجعل من المُتلقي يتوحد معها، إذ يُحس فيها بالتلقائية وطول النفس، ويستبدل الكاميرا بعينه التي تطُوق للامتداد.

من الناحية الفنية ركز المخرج أبو نوار بطريقة كبيرة على المناظر البانورامية  للطبيعة الصحراوية الحيّة، من رمال، وجبال صخرية شاهقة، حيث جاءت أغلبيّة مشاهد الفيلم خارجية، بعيدا عن الأماكن والفضاءات والأستديوهات المغلقة، لإشراك المُتلقي وجعله جزءا من كل هذا، وإعداده نفسيا وجسديا، لمصاحبة "ذيب"، والتوحد معه، ومشاركته  توتره، وخوفه الطفولي، هذا الطفل الغرّ الذي وجد نفسه وسط قطيع من الذئاب البشرية، لا حول له ولا قوة، لا يملك من التجارب سوى قليلها، تلك التي لقّنها له أخوه في لحظاته الأخيرة، وفي خضم كل هذا، وسط المُطاردة، سقط الطفل "ذيب" داخل البئر، هذا المكان الرمزي والإشاري، وما يحمله من أبعاد  أسطورية تاريخية، ودينية، وحضارية، بداية من أنّ الماء رمز قوي للحياة والنماء، وأيقونة إشارية للعطاء والاستمرار، كما أنه فضاء يحيل المُتلقي بشكل مباشر إلى البئر التي ألقي فيها النبي يوسف، " وألقوه غياهب الجُبّ"،  من هنا يرتفع مؤشر التوتر، ويدخل في مرحلة وفصل آخر تماما، لتبدأ حفريات الأسئلة، هل ستمر قافلة ما وتجد "ذيب"، كما سبق ووجدت سيدنا يوسف..؟، وإلى أين سيكون مصيره..؟، وإلى أي قصر أم سجن سيساق..؟، هل سيصبح تابعا لجهة ما..؟، وقد ساعد في خلق كل هذا التوتر، والإحالة على الأبعاد الدينية والتاريخية، هوامش أخرى من بينها تقنية الصوت القوي التي عكستها سقطة الطفل في البئر، أنفاسه المتتالية، بالإضافة إلى تنويع أماكن التصوير، وحسن اختيار الزوايا، بالاعتماد أيضا على موروث الأفلام الخيالية، والنفسية، واستعمالها لفائدة الفيلم، كدلالة البئر، والعمق، والظلام.

من ناحية أخرى لا بد من الإشارة إلى أن المنطقة الصحراوية التي صُور بها الفيلم هي وادي رم في صحراء الأردن، التي سبق وأن صورت فيها العديد من الأفلام العالمية، من بينها مشاهد من الفيلم الخالد "لورنس العرب"، للمخرج الكبير "ديفد لين"، وفيلم "الكوكب الأحمر" الذي تم تصويره على أنه فضاء للمريخ، ناهيك عن العديد من الأفلام الأخرى، وما يهمنا هنا هو فيلم "ديفد لين"، حيث يدور الفيلم في نفس الوقت، ويُعالج  نفس الفترة التاريخية تقريبا، كما أنه يشترك في نفس الفضاء والأجواء، ومن هنا كانت الاستفادة واضحة من مكونات الفيلم المُتعددة، من ناحية لباس الأبطال مثلا، مكياجهم، الديكور، الإكسسوارات، ما سهل ربما من مشقة البحث، وهذا من حق المخرج باعتبار أن السينما مكملة لبعضها طبعا.

على العموم شكل الفيلم انطلاقة جيدة للسينما الأردنية والعربية، وأظهر المخرج ناجي أبو نوار  جديّته الكبيرة في التعامل مع الفن السابع، وهويته السينمائية التي خلقها لنفسه رغم قصر تجربته، وامتلاكه للأدوات الضرورية للمضي قدما في صناعته، بعد أن ذهب إلى التكامل السينمائي، من حيث استعانته الواضحة بتقنيين وفنيين أجانب، انعكست حرفيتهم من خلال الصوت، واختيار زوايا التصوير، ناهيك عن المونتاج الذكي، كما أنه لا بد من الإشارة إلى شيء في غاية الأهمية، وهي الرسالة الرمزية التي بعث بها المخرج للمتلقي في نهاية الفيلم، من خلال وضع القطار وسكة الحديد في "كادر" سينمائي واحد، وهي ثنائية متناقضة، تعبر عن الماضي والمستقبل، وكأنّ المخرج يقول بأنه لا يمكننا المضي قدما دون أن نفهم ماضينا ونتصالح معه.

100 دقيقة هي المدة الزمنية لفيلم "ذيب"، الذي لعب فيه دور البطولة كل من جاسر عيد، وحسن مطلق، وحسين سلامة، وأجمل ما في الأمر أنهم يمثلون لأول مرة، ومن سكان البادية.

 شارك الفيلم في الكثير من المهرجانات الدولية، وتحصل على عديد الجوائز، من بينها مهرجان السينما بالبندقية والتي تحصل فيها على جائزة أحسن إخراج، وجائزة أخرى بمهرجان أبو ظبي،  جوائز في كل من هولندا، ودبي، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والقاهرة، وقد كانت آخر مشاركة رسمية له بمهرجان وهران الدولي للسينما العربية.

كما فتح الفيلم العديد من الآفاق للبدو الذين مكث المخرج ابو نوار بينهم حسب تصريحاته سنة كاملة، إذ كان العمل فاتحة طيبة لأبطاله الذين تمت دعوتهم للمشاركة في العديد من الأفلام العالمية، من بينها الفيلم البريطاني "الوحش" وعن هذه التجربة يقول المخرج في أحد حواراته المنشورة، "السنة التي قضيتها مع البدو كانت أسعد فترة في حياتي، ثقافتهم مفعمة بالكرم وحسن الضيافة، سنة كاملة قضيتها معهم، لم أحتج إلى أي شيء،  أُلفتهم وصداقتهم ستظل راسخة في ذاكرتي، حية في وجداني، وحتى بعد انتهاء إنتاج الفيلم ظلت علاقتي وطيدة بهم، أزورهم في الصحراء، ويزورونني في منزلي بعمان، ما يحصل عندما تنتقل للعيش في الصحراء هو تغيّر وتيرة الحياة، كطفل عشت في مدينة مفعمة بالنشاط والحركة، وتعوّدت على السرعة في الإنجاز، لما انتقلت إلى الصحراء تعلّمت الصبر والتؤدة، هذه الحركة البطيئة ربما تجد تفسيرها في البيئة الصحراوية نفسها، حيث لا يمكن بذل الكثير من الطاقة، حتى لا يحتاج الإنسان إلى كميات كبيرة من الماء في بيئة حارة وجدباء، والبدو حذرون بطبعهم، فهم لا يصرفون هذه الطاقة إلا إذا كانوا في مواجهة خطر محدق أو كانوا أمام ضرورة لرد فعل سريع، التعوّد على هذه البيئة تطلّب مني وقتا لا بأس به، وعندما أنهيت الفيلم، شعرت بصدمة، ووجدت صعوبة في العودة إلى الوتيرة الطبيعية للحياة، وهو ما تطلّب جهودا للتكيّف من جديد."

هي شهادة من المخرج عن البيئة التي أنجز فيها العمل، وهي دلالة واضحة على مدى الاحترافية التي اعتمد عليها لإنجاز فيلمه، وهو ما يوحي ويُبشر بميلاد مخرج أردني كبير.

* ناقد سينمائي من الجزائر

مجلة أفكار الأردنية في

01.11.2015

 
 

ذيب” و”المطلوبون الـ 18″ و”الأوديسا العراقية” تتنافس للحصول على مقعد بين المرشحين لجوائز أوسكار 2016

7 أفلام عربية تطمح لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي

أبوظبي ـ “سينماتوغراف

تمكنت سبعة أفلام عربية من دخول القائمة الأولية للحصول على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية للعام 2016 من بينها ثلاثة أفلام مدعومة من قبل صندوق “سند” لتمويل المشاريع السينمائية العربية الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له.

وضمت لائحة الأعمال المدعومة من قبل صندوق “سند” المختارة الفيلم الأردني “ذيب” للمخرج ناجي أبو نوار، والفيلم الفلسطيني “المطلوبون الـ 18” من إخراج عامر الشوملي وبول كوان، والفيلم العراقي “الأوديسا العراقية” للمخرج سمير، الذي تم ترشيحه من قبل المكتب الفيدرالي الثقافي السويسري ليكون ممثلاً عن سويسرا.

أما بقية الأفلام العربية الأربعة ضمن قائمة أفلام الأوسكار الأوليّة، فهي “وينن” من لبنان، و”عايدة” من المغرب، و”ذكريات منقوشة على حجر” من العراق، و”غروب الظلال” من الجزائر.

وقد حصل فيلم “ذيب” على أكثر من 25 جائزة في جميع أنحاء العالم منذ عرضه العالمي الأول ضمن مهرجان البندقية السينمائي الدولي حيث حاز على جائزة أفضل مخرج ضمن “مسابقة آفاق” بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة “آفاق جديدة” في مهرجان أبوظبي السينمائي في العام 2014. وعُرض “ذيب” في 12 بلداً، ومن المنتظر عرضه في الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام.

وسجل فيلم “المطلوبون الـ 18” ظهوره العالمي الأول في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وحضر العرض المخرج الشهير مايكل مور الذي أشاد بمستوى الفيلم وأثنى عليه. وكانت أول جائزة ينالها الفيلم تلك التي حققها في مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2014 بتتويجه كأفضل فيلم وثائقي عربي بين العروض المشاركة في المهرجان. وقد أشاد العديد من النقاد بمستوى فيلم المخرج عامر الشوملي، لا سيما الكتّاب في مطبوعات عالمية شهيرة كمجلة فارايتي، وصحيفتي لوس أنجلوس تايمز ونيويورك تايمز.

وشهد مهرجان تورونتو السينمائي الدولي عام 2014 أيضاً العرض العالمي الأول لفيلم “الأوديسا العراقية”، ونال الفيلم في العام ذاته جائزة “نتباك” عن أفضل فيلم آسيوي في مهرجان أبوظبي السينمائي، وكذلك جائزة الجمهور ضمن قسم البانوراما في مهرجان برلين السينمائي. وتم الكشف عن النسخة الإنجليزية للفيلم خلال مهرجان “تايبكاست” في نيويورك ولوس أنجلوس في 27 نوفمبر من العام الماضي، وسيتم إطلاقها في جميع أنحاء العالم في عام 2016.

وقال علي الجابري، مدير صندوق “سند”: “مثلت الأفلام المدعومة من قبل صندوق “سند” مايقارب نصف عدد الأفلام العربية المختارة لتنضم إلى القائمة الأولية للحصول على جائزة الأوسكار هذا العام، وإنه أمرٌ يدعو إلى الفخر والاعتزاز بجودة الأفلام التي يدعمها الصندوق. إن التقدير الذي حصلت عليه هذه الأفلام من قبل مجتمع السينما العالمي يدل على إقبال الجمهور المتزايد على مشاهدة أحدث الأفلام القادمة من المنطقة العربية. ويمهد حضور هذا العدد المتميز من الأفلام العربية في حدث عالمي يماثل جوائز الأوسكار الطريق للمزيد من الأفلام العربية لتتأهل وتتنافس على مستوى عالمي.”

وخلال السنوات الست الماضية، شاركت ثلاثة أفلام حاصلة على تمويل من “سند” في سباق الأوسكار، وهي “ابن بابل” للمخرج العراقي محمد الدراجي عام 2010، و”لما شفتك”  للآن ماري جاسر من فلسطين في عام 2012، و”بيع الموت” للمخرج فوزي بن سعيدي من المغرب عام 2012.

ويقدم صندوق “سند” دعمه للسينمائيين العرب من خلال تمويل مشاريعهم السينمائية في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، ويحرص الصندوق على توفير الدعم والترويج على مدار العام للمشاريع المختارة، بغية مساعدة صانعي الأفلام للتواصل مع شركاء محتملين، والحصول على مزيد من فرص التمويل والوصول إلى شرائح متعددة وواسعة من الجمهور، الشيء الذي يمهد أمامهم الطريق لحصد مزيد من النجاحات والترشيحات لنيل جوائز مرموقة على المستوى العالمي.

وقد شاركت بعض الأفلام الممولة من قبل “سند” في عدد من الفعاليات السينمائية البارزة التي أقيمت خلال هذا العام، ومنها فيلم “على حلة عيني” للمخرجة ليلى بوزيد في مهرجاني البندقية وتورونتو السينمائيين، وفيلم “مدام كوراج” من إخراج مرزاق علواش في “البندقية” ومهرجان لندن السينمائي.

ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن القوائم النهائية للأفلام المرشحة لنيل جوائز الأوسكار الـ 88، بتاريخ 14 يناير من العام المقبل.

سينماتوغراف في

16.11.2015

 
 

الصدق في توظيف البيئة في الفيلم الأردني 'ذيب'

مغامرة في الصحراء العربية

دبي - قدم الفيلم الروائي الأردني "ذيب" الذي تم إنتاجه عام 2014 والذي حصل على جوائز سينمائية عربية وعالمية كثيرة طبيعة الصحراء العربية وقسوة العيش فيها من خلال رحلة يقوم بها أخوان بعد خروجهما من مضارب قبيلتهما، ويعيشان مغامرتهما في الصحراء حيث يواجهان مصاعب وظروفا قد يبدو من المستحيل التعايش معها.

وقد اختير "ذيب" إخراج ناجي أبونوار لتمثيل الأردن رسميا في جوائز الأوسكار 2015 عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، بعد ترشيح الفيلم من قبل لجنة من المبدعين الأردنيين أسندت اليهم الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بصفتها الجهة الرسمية المخولة بتقديم طلبات الترشح لجوائز الأوسكار مهمة اختيار عمل أردني يخوض غمار هذه المنافسة العالمية.

والفيلم يسرد قصة شقيقين ذيب وحسين جرت أحداثها في وادي رم جنوب الأردن عام 1916، في أثناء الحرب العالمية الأولى وبداية الثورة العربية الكبرى في الحجاز التي قامت ضد الخلافة العثمانية حين أطلق الشريف حسين بن علي طلقته الأولى لخلع الدولة العثمانية وإقامة دولة عربية، ساعدته في تحقيق هذا القبائل العربية المقيمة في الصحراء العربية.

في أجواء هذه المخاطر يرحل الصبي ذيب وشقيقه حسين عن مضارب قبيلتهما، حيث كان يقضي معظم وقته لاهيا مع شقيقه الأوسط وممارسا شقاوة طفولته ضمن البيئة الصحراوية القاسية وضمن الإمكانيات البدائية التي تتيحها المنطقة وزمن الفيلم، ويقوم الشقيق الأكبر بإدارة شؤون القبيلة بعد وفاة والده شيخ القبيلة.

في هذا الوقت يصل إل القبيلة ضابط بريطاني يصطحب معه شابة يبحثان عن بئر مهجورة في وادي رم ويسألان الشقيق الأكبر الذي يقرر مساعدتهم وإرسال حسين الشقيق الأوسط ليدلهم على طريق البئر.

يلحق ذيب الذي يترك القبيلة أخاه حسين، ويسرد الفيلم فيما بعد مواجهات كثيرة تعرض لها ذيب وشقيقه مع اللصوص وقطاعي الطرق، وتتداخل الأحداث أيضا مع الثوار ضد الحكم العثماني، وتحدث مع الشقيقين قصص كثيرة جمعت بين البطولة والمواجهة والتحدي والثأر والكرامة.

ويصور الفيلم الطويل التفاصيل التي انتقل من خلالها الطفل ذيب من طفولة بريئة وصاخبة بالمرح واللهو، إلى مرحلة الرجولة حيث يشهد اغتيال شقيقه حسين والضابط والشابة البريطانية، واعتمدت نجاة ذيب من موت محتم على تعلمه مباديء الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة بالقوة والشجاعة، وهي القيم التي تعلمها من حياته في الصحراء.

وقد حصل الفيلم على العديد من الجوائز السينمائية المرموقة في مهرجانات عالمية مختلفة منها: مهرجان "البندقية السينمائي" و"بلغراد السينمائي الدولي" و"أبوظبي السينمائي" و"لندن السينمائي"و"لقاهرة السينمائي"، وكان الصدق سبب نجاح الفيلم فقد كان مخلصا في نقل البيئة الصحراوية بكل تجلياتها الصعبة، وصادقا في نقل اللهجة البدوية الاصلية تحدث بها أبطال الفيلم بالإضافة إلى تطرق الفيلم إلى موضوع حساس يطرح لأول مرة في السينما العربية وهو التحول الذي حصل في هذه المنطقة من البلاد العربية بعد الحرب العالمية الأولى وأحداث الثورة العربية الكبرى من دون مبالغات سينمائية وواقعية، حيث تكاد أحداث تلك الحقبة غير مطروقة فنيا.

وتعد البيئة الصحراوية في وادي رم حيث صورت أحداث الفيلم من العوامل التي ساعدت كثيرا في نجاح الفيلم وتميزه، حيث جمال الطبيعة وتعرجات الصحراء في أبهى صورها، وعناصر تلك الصحراء من صخور ورمال ونباتات شحيحة عكست بيئة غنية لصناعة الأفلام التي تدور أحداثها ضمن جغرافية مثل وادي رم.

وبسبب البيئة التي يتمتع بها الاردن والتنوع الثقافي والطبيعي والتاريخي ولا سيما في منطقة البتراء وجرش ووادي رم والبحر الميت، فإن الأردن مرشح لأن يكون قياديا في صناعة المحتوى الخاص بالانتاج السينمائي ولفت الانتباه العالمي لهذه البقعة المتنوعة الثرية بالاختلاف من العالم.

والجدير بالذكر أنه تم تأسيس الهيئة الملكية لصناعة الأفلام في الأردن في عام 2003 لتكون الممثل الرسمي للصناعة السينمائية والإعلامية والتقنية، لخدمة الأردن والمنطقة العربية عن طريق إعادة الخبرات والمبدعين المحليين الذين هاجروا إلى كافة أنحاء العالم وتأمين فرص العمل لهم في مجال الإخراج السينمائي على يد خبراء من أوروبا وأميركا.

وتقوم الهيئة بالتعاون مع وزارة السياحة الأردنية والمؤسسات الإعلامية بتسويق الأردن كموقع جيد لصناعة السينما عن طريق تصوير كل بقعة في الأردن وعمل أرشيف لجميع هذه المواقع، كما يتم تسويقه على أساس مساحته الصغيرة حيث سهولة وسرعة التنقل بين مواقعها ما يقلل من تكلفة الإنتاج، إضافة إلى كونه غنيا بطبيعة أرضه فجغرافيته متنوعة بين الصحراء والجبال والسهول، وسهولة بنيته التحيتة إضافة إلى تنوع مواصفات سكانه الشكلية من ناحية الشكل واختلاف خلفيات الناس وكونه موقعا دينيا مهما.

الرأي الأردنية في

23.11.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)