كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

المخرج الأردني ناجي أبو نوار:

اخترت أبطال «ذيب» من البيئة البدوية

كتب الخبرهيثم عسران

(أوسكار 2016)

الفيلم الأردني «ذيب»

   
 
 
 
 

استقبلت دور العرض الكويتية يوم الخميس الفائت الفيلم الأردني «ذيب» بعد جولة طويلة من المشاركة في المهرجانات الدولية، وطرحه في عدد من الصالات العربية.

في حواره مع «الجريدة»، يتحدث المخرج ناجي أبو نوار عن الفيلم وأبطاله ومشاركته في المهرجانات السينمائية المختلفة.

·        كيف جاء اختيار جاسر للقيام بدور «ذيب» في الفيلم؟

صبَّ التفكير من اللحظة الأولى في البحث عن طفل باستطاعته التعبير عن قصة الفيلم الملحمية، وفي الوقت نفسه يكون ابن البيئة البدوية حيث تدور الأحداث. كنت محظوظاً بالعثور على جاسر الذي قدم الشخصية مبكراً من دون عناء في البحث، فمعايير الاختيار توافرت فيه من دون أن أرشحه، فهو ابن أحد أصدقائنا البدويين الذي طلبت منه أن يرشح لي أطفالاً فأرسل ابنه جاسر ليعرفني إلى أصدقائه ولكني وجدت فيه ما أبحث عنه وقررت إسناد الشخصية إليه.

·        هل وضعت شروطاً محددة قبل رؤية جاسر؟

بالتأكيد، فالقصة فرضت عليّ اختيار طفل يتمتع بصفات خاصة يمكنه أن يعبر عن السعادة والألم، النضج والطفولة بالوقت ذاته، وشعرت منذ رأيت الطفل جاسر بأنه سيكون مناسباً وقررنا تصوير مشهد تجريبي للحصول على مصادر تمويل، وعندما شاهدناه أمام الكاميرا اقتنعنا بأنه الخيار الأنسب للدور.

·        كيف اخترت باقي فريق العمل؟

اعتمدت على فريق عمل سينمائي من غير المحترفين باستثناء الفنان جاك فوكس. كنت حريصاً على أن يأتي الممثلون من البيئة البدوية رغم صعوبة ذلك عملياً نظراً إلى أن المجتمع البدوي لا ينظر إلى السينما بنوع من الاحترام الكبير. بحثت عن سكان لديهم رغبة في التمثيل كي يتحوَّلوا إلى ممثلين. بدأنا بحضور 250 شخصاً حتى تم الاستقرار على 20 شخصاً أخضاعهم لورش عمل سينمائية، ثم اخترنا 11 فقط، وهو ما استغرق وقتاً طويلاً قبل بداية التصوير.

·        ألم تشعر بالملل من ذلك؟

حرصي على تقديم الفيلم بصورة واقعية، دفعني إلى التمسك بالإخراج  الجيد. لم أشعر بالملل على الإطلاق لأن الإسراع في التنفيذ كان سيجعلني أفتقد اللكنة البدوية التي تميز بها الفيلم، فلأن المشاركين من أبناء المجتمع الذي دارت فيه الأحداث فإنهم الأقرب إلى التعبير عن مجتمعهم. وجدت الواقعية التي تعامل بها هؤلاء إزاء الكاميرا رد فعل إيجابياً من الجمهور تمثَّل في جوائز عدة حصدها الفيلم، وفي التصفيق الحاد من الجمهور عند عرضه.

·        هل وجدت صعوبة في إيجاد الأبطال المناسبين للشخصيات الرئيسة؟

كنت خلال ورش العمل حريصاً على معرفة الطباع الشخصية للمشاركين لإسناد الشخصيات إليهم، فعلى سبيل المثال صديق ذيب في الفيلم هو أحد أقاربه واختياره دور حسين جاء بسبب حالة الاحتواء التي كانت بينهم في الورشة، وكان يعامله باعتباره شقيقه الأكبر، لذا حاولت أن أعكس ذلك أمام الكاميرا.

·        هل اعتمدت على البدو في تصوير الفيلم؟

بالتأكيد، فهم شركاء في الفيلم وصناعته، لأنني أردت أن أخوض في تفاصيل الحياة البدوية، وأقمنا في صحراء وادي رم بالأردن لفترة طويلة لرصد أدق التفاصيل في الحياة البدوية وأمضينا عاماً كاملاً تقريباً في قرية الشاكرية مع عدد من البدويين، وهو ما أفادني كثيراً خلال التصوير، في التعبير عن الثقافة البدوية.

·        إلى أي مدي انعكس ذلك على كتابة السيناريو؟

انعكس بشكل كبير، فمساعدة البدو لنا أفادتنا في تعميق القصة والتركيز على العادات والتقاليد الخاصة بهم، الأمر الذي جعل السيناريو أكثر عمقاً. بل إن ديكورات كثيرة صُنعت يدوياً من خلال القبيلة باستخدام تقنيات يدوية بسيطة، وأُعِدَّت بصورة حقيقة تصلح لاستخدامها وليس للتصوير فيها فحسب.

·        هل تنقلت في التصوير بين أماكن عدة؟

تمَّ التصوير بالكامل في الأردن، في مناطق وادي عربة، ووادي رم، بالإضافة إلى منطقة ضبعة، وجميعها اخترنا فيها المواقع النائية البعيدة والتي لم تُصور فيها أعمال فنية سابقاً. حتى وادي رم حيث صُور فيلم «لورنس العرب»، اخترنا فيه منطقة مختلفة عن تلك التي اختارها الفنان العالمي ديفيد لين.

·        ما هي أكثر الصعوبات التي واجتهك في التصوير؟

ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية بالإضافة إلى الرمال وجفاف الجو، فضلاً عن استغراق التصوير فترات طويلة في ظروف جعلت العاملين يشعرون بأنهم يصورن الفيلم في «فرن» وليس صحراء، كذلك تعرضنا لعاصفة رملية ممطرة خلال التصوير في أحد الأيام واضطررنا إلى إخلاء الموقع بفعل الظروف السيئة.

·        لماذا اخترت اسم «ذيب» للفيلم؟

لأن الذئب من الحيوانات التي تحظى بمكانة خاصة في المجتمعات البدوية، فهو مخلوق ينظر إليه بالخوف والإجلال في الوقت ذاته، وعندما يُطلق على شخص فإن معناه أن يحظى باحترام وذكاء في التعامل مع الآخرين، لذا كان اختيار اسم الفيلم مرتبطاً بطبيعة أحداثه وقصة بطله.

·        لماذا بدأت الفيلم بقصيدة بدوية؟

القصائد العربية جزء من الحياة البدوية، لذا عندما فكرت في دمج القصيدة بالفيلم وجدت أن موضعها الرئيس في البداية لتكون ما يتذكره ذيب من والده الراحل، خصوصاً أنه يجد صعوبة في تذكر شكله، من ثم جاءت القصيدة لتعبر عن المضمون وتكون ذكرى البطل من والده.

الجريدة الكويتية في

30.03.2015

 
 

«ذيب» هائماً في الصحراء: جمالية القسوة

بانة بيضون

بعدما حصد العديد من الجوائز في مهرجانات العالم، طرح أخيراً شريط ناجي أبو نوار في الصالات اللبنانية. عمل ساحر ومفاجأة جميلة تقدمها السينما الأردنية لعشّاق الفن السابع

بشعره الأسود الكث الذي جففته رياح الصحراء وعينيه السوداوين اللتين تحاولان عبثاً إخفاء الرقة الكامنة فيهما، يراقب الطفل «ذيب» بفضول حذر العالم المحيط به ويصارع ليشبه اسمه، وليس «ذيخ» كما يلقبه الرجال للسخرية منه. ذلك هو الممثل الصغير الموهوب جاسر عيد بطل فيلم «ذيب» للمخرج الأردني ناجي أبو نوار الذي يعرض حالياً في الصالات اللبنانية بعدما حصد الجوائز في العديد من المهرجانات منها «البندقية» و«بلغراد»، و«أبوظبي» و«القاهرة».

التقدير الذي حظي به الشريط ليس اعتباطياً، فهو بمثابة المفاجأة الجميلة التي تقدمها السينما الأردنية للمشاهد. وإذا كان الفيلم وصف بـ «الويسترن» الأردني لأسلوب التشويق الذي يعتمده في بعض المقاطع بخاصة تلك التي تصور المواجهات في الصحراء، فذلك لا يفيه حقه تماماً. العمل يعبر عن خصوصية المنطقة والصحراء العربية... تلك البطلة الرئيسة الحاضرة بكل تفاصيلها التي يبث فيها المخرج الحياة. تمتزج مع جسد الشخصيات حتى تصبحا واحداً. تدور أحداث «ذيب» في صحراء الأردن أثناء الحرب العالمية الأولى، إبان الثورة العربية الكبرى. يصور لنا المخرج تفاصيل الحياة اليومية للطفل «ذيب» وعلاقته بأخيه الأكبر «حسين» الذي يهتم به منذ وفاة الأب. يسعى إلى تقوية عوده كي يدخل عالم الرجال، بدءاً من تدريبه على السلاح إلى ذبح الماعز. أمر لا يقوى عليه «ذيب» رغم إلحاح الأخ. منذ البداية، نقف أمام لغة سينمائية خاصة ومبتكرة تجعل الصحراء عنصراً مهماً في السرد السينمائي. يتناول المخرج لقطات تفصيلية تصوّر القسوة التي تلتصق بجلد ذيب الطري كما في اللقطة التي تظهر رجلاه اللتان جف عليهما الكلس وهو يملأ الماء من البئر. لكنه أيضاً يجسد غموض الصحراء في كيفية تصويره للبئر، والتناقض بين جمالية انسياب الماء والخشية التي تسببها أعماقه.

حساسية سينمائية عالية في تصوير أكثر التفاصيل واقعيةً

حتى أبسط تفاصيل الملبس كعمامة الرأس، تتحول إلى عناصر جمالية في هندسة المشاهد كما حين يعبر «حسين» بين العمامتين اللتين تبرزان في مقدمة المشهد ليختفي تدريجاً في العتمة بحثاً عن الوافدين الجدد، البدوي والضابط الإنكليزي اللذان يزعزع قدومهما سكينة إيقاع الحياة في العشيرة. يطلبان من حسين أن يرشدهما إلى أحد المواقع في الصحراء ويركب الثلاثة الجمال. لكن ذيب يلحق بهما خفية رغم معارضة أخيه، ممتطياً الحمار الذي يظل يعانده إلى أن ييأس ويترجل ويكمل طريقه سيراً في أحد المشاهد الطريفة. المخرج أيضاً ينجح في أنسنة الحيوانات والصحراء كما في اللقطات التي تصوّر وجه الجمل الذي يصرخ أحياناً رافضاً الانصياع لراكبه الذي يود منه الجثوم، أو أنين العنزة وهي تحاول أن تقاوم الذبح. علاقة السيطرة والخضوع تتماهى مع علاقة البشر في ما بينهم. ذلك كله من دون لجوء إلى الميلودراما أو الرسم الكلاسيكي لعلاقة الجلاد بالضحية.

هو يشرح بحساسية سينمائية عالية أكثر التفاصيل الواقعية التي تجسد ما يمكن تسميته بجمالية القسوة المتبادلة بين الإنسان والطبيعة. يستغل بذكاء كل عناصر الصحراء من خصوصية الضوء إلى الصوت والتواتر بين شمس النهار الحارقة وعتمة الليل الدامسة التي تتحول مسرحاً للخوف، حين يهجم قطاع الطرق على ذيب وأخيه المختبئين في الجبال. لا يسمعان سوى صدى الأصوات التي تتردد من كل زاوية.

حتى الذباب يتحول عنصراً في السرد السينمائي، فيتكاثر إثر سقوط الجثث ويحوم حولها في حين أنّ ذيب الذي يبقى وحيداً بعد مقتل أخيه، يحاول طرده في البداية. إلا أنه يستسلم تدريجاً، فيصبح الذباب الملتصق بجلده أو حتى بفمه جزءاً منه، ويبرز في كل المشاهد التي تصوره مع قاتل أخيه، كتذكير بالموت الذي لا مفر منه. إنّها بداية تحوله من «ذيخ» كما يلقبونه للسخرية من ضعفه إلى «ذيب». يوجه المسدس في النهاية صوب قاتل أخيه. إنّها أيضاً بداية تحول هذا العالم البدائي الذي غزته الحداثة المتمثلة بسكة الحديد ــ ذلك «الحمار على أربعة دواليب» كما يشير الفيلم ــ والحرب العالمية الأولى التي بات ذيب الصغير طرفاً فيها من دون علمه. حتى أنه يسأل في أحد المقاطع: «ما هو الإنكليزي» في إشارة إلى الضابط الإنكليزي الذي تتسبب في مقتل أخيه على يد قطاع الطرق الموالين للأتراك.

الأخبار اللبنانية في

31.03.2015

 
 

الفيلم الأردني «ذيب» لناجي أبو نوار..

مغامرة تشويقية تتأمل جماليات الصحراء

عمون - ناجح حسن

بعد إنطلاقته اللافتة في مهرجانات السينما العربية والعالمية: تورنتو ، فينيسيا، ابو ظبي، القاهرة ، الدوحة، قرطاج،لندن، مومباي، وسواها كثير، أثبت صناع الفيلم الروائي الأردني الطويل (ذيب) قدرتهم على منافسة قامات الفن السابع الرفيعة.

واصل فيلم (ذيب) الذي أنجزه المخرج الشاب ناجي أبو نوار ، مسيرته في ملتقيات السينما قاطفا جوائز النقاد كافضل فيلم وافضل مخرج، وحائزاً على إعجاب الحضور المتنوع الثقافات، حيث خصصت له الكثير من المهرجانات عروضا إضافية لتلبية رغبات رواد وعشاق السينما.

قبل أسبوعين حطّ (ذيب) رحاله في صالات العرض الموزعة بالمدن والعواصم العربية ومنها دور السينما في عمان بالأردن، تسبقه شهرة عربية ودولية ذائعة الصيت، من النادر ان حققها فيلم سينمائي اردني طيلة 55 عاما من الزمان على ظهور أول فيلم أردني طويل حمل عنوان (صراع في جرش) 1959.

صوّر فيلم (ذيب) مغامرة صحراوية تدور في البادية الاردنية ابان العام 1916، وتتلخص في حكاية الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر مع بدء الشرارة الاولى للثورة العربية الكبرى، حيث تقع على الفتى مسؤوليات جسام خاصة عندما يتعلق الأمر باصراره أن يعيش أمام كل هذا التطاحن والعنف والقسوة الآتية من الصراعات التي تنشب بين مجموعات من الناس المتنافرين في رؤاهم، فهناك عساكر العثمانيين والجنود البريطانيين ورجالات الثورة العربية الكبرى وعصابات قطاع الطرق، كل ذلك يسري في مناخات وتضاريس البيئة الصحراوية الصعبة.

أمام كل هذه التحديات يأتي اصرار الفتى ذيب على ان يصل الى نهاية رحلته الشاقةباطمئنان وثقة بعد ان يكون فهم ما يجري حوله من مخاطر تجول باحساسه العفوي في ولوج عتبة الرجولة ودراية الفروقات بين معاني الثقة والغدر والانتقام.

يحسب للمخرج ومؤلف الفيلم ابو نوار انه اختار موضوع فيلمه الحائز على جائزة افضل مخرج في قسم (آفاق جديدة) في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بدورته الحادية والسبعين، من بين تلك القصص والحكايات المتداولة في الموروث الشفهي للبيئة البدوية وصاغ.

من تلك الاشعار والقصائد النبطية المفعمة بالامل والصبر والتحدي فيلما سينمائيا يفيض بمفردات وعناصر من اللغة البصرية الآسرة.

اتكأ ابو نوار في انجازه لفيلم (ذيب) على ذائقته الشخصية في الشغف بتلك السينما الكلاسيكية العالقة في ذاكرة عشاق الفن السابع، خاصة افلام الايطالي سيرجيو ليوني الموسومة بسينما الغرب (الكاوبوي) او اشتغالات المخرج الاميركي جون فورد في فيلم (الباحثون)، وايضا افلام الاميركي سام بكنباه صانع فيلم (الزمرة المتوحشة)، والمخرج الياباني اكيرا كوروساوا صاحب الرائعة السينمائية (الساموراي السبعة)، لكن كاميرا الفيلم لا تدنوا من رائعة البريطاني ديفيد لين الملحمية المعنونة (لورنس العرب)، بقدر ما تستفيد–رغم ميزانية الفيلم المقتصدة–من البيئة والمكان والفترة الزمنية في تصوير فيلم بليغ بقيمته الجمالية والدرامية على نحو اكثر صدقا وفهما واحتراما لعقل المتلقي وذائقته حين قدم مشهدية جمالية تدور وقائعها في الصحراء الاردنية ابان فترة تاريخية مطلع القرن الفائت خلال التواجد العثماني.

تتمحور قصة الفيلم عن الفتى ذيب الذي يقطن مع افراد قبيلته البدوية جنوب الأردن، وذات ليلة يصل رجل من قبيلة أخرى ومعه ضابط بريطاني، ترحب بهما القبيلة وتستضيفهما بالكرم المعهود لعابري السبيل ثم يتبين ان الضابط البريطاني في مهمّـة عسكرية وهو بحاجة إلى دليل يوصله الى بلوغ طريقه المحفوفة بالمخاطر، ويقع الاختيار على شقيق ذيب ليقوم بهذه المهمة كونه يعرف تضاريس الصحراء هنا يقوم شقيقه الاصغر ذيب باللحاق بشقيقه وصحبه ويفرض نفسه عليهم ، لكن الفتى ذيب يكتشف ان بحوزة الضابط البريطاني صندوق يصر الاطلاع على محتوياته، لكن فجأة تداهمهم احدى عصابات قطّـاع الطرق ويسقط الضابط البريطاني وصاحبه صريعين ويهرب ذيب برفقة شقيقه الى كهوف جبلية ويتصديان معا لافراد العصابة لكن المعركة تستمر طيلة الليل ليكتشف ذيب ان شقيقه سقط هو الاخر صريعا ولم يبق سواه وواحد من افراد العصابة يعاني من جروح بليغة وينطلقا معا صوب واحد من مخافر الجنود العثمانيين حيث يريد رجل العصابة ان يبيع محتويات الصندوق لضابط المخفر العثماني لكن في هذه الاثناء يكون ذيب قد صمم على الثأر لشقيقه الذي قتله افراد العصابة.
وظّف ابو نوار تصويره البديع لوقائع الفيلم داخل فضاءات الصحراء الاردنية وتكويناتها وقدمها في جماليات مستمدة من عدسة مدير التصوير وولفغانغ تالر، حيث التوتر والغموض والتشويق وفطنة التدرج في تصعيد الاحداث والتأمل في معانيها وابعادها الانسانية والسياسية البليغة.

حصل فيلم (ذيب) في طور إنتاجه على دعم لتغطية جزء من تكاليف طاقم العمل، وذلك من خلال برنامج «قطار الأفلام» التابع للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الذي يرمي إلى خلق فرص عمل للطاقم المحلي والاستثمار في تدريبهم إلى جانب توفير حافز مالي للمنتجين، كما قدمت الهيئة التسهيلات وخدمات الإنتاج اللازمة لتسهيل عملية التصوير.

أنجز الفيلم (ذيب) بتعاون إنتاجي بين شركة بيت الشوارب التي أسسها باسل غندور، مع نور بيكتشرز وشركة الخلود للإنتاج الفني، وشارك في الإنتاج كل من: نادين طوقان، ناصر قلعجي وليث المجالي.

تم تصوير الفيلم في البادية الجنوبية الأردنية بمشاركة عدد من أهالي المنطقة الحقيقييين، حيث ظهروا بأدوار رئيسية في الفيلم وهي تجربتهم الأولى في الوقوف امام الكاميرا بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء، حيث برع المخرج أبو نوار في ادارتهم على نحو مميز خاصة في تلك الأدوار الرئيسية التي أدّاها: جاسر عيد، حسن مطلق، وحسين سلامة، ومرجى عودة، وهم من بين الاهالي القاطنين في تلك المنطقة النائية بالجنوب التي كانت شاهدة على وقائع حقيقية من احداث تلك الحقبة التي صورها الفيلم.

فيلم (ذيب) الذي شارك في اداء ادواره الممثل البريطاني جاك فوكس هو التجربة الثانية لناجي أبو نوّار في صناعة الافلام عقب تحقيقه لفيلمه الروائي القصير (موت ملاكم) الذي شارك فيه بالعديد من المهرجانات العربية والدولية، وجاء عمله بفيلم (ذيب) عقب دراسته الجامعية في لندن حيث انضم لورشة (راوي) لمؤلفي السيناريو في الأردن التي تُنظّم بالاشتراك بين الهيئة الملكية الاردنية للأفلام ومعهد ساندانس، وأمضى ثلاثة اعوام من العمل المتواصل في الكتابة والبحث عن التمويل ليتمكن من انجاز فيلم (ذيب) حيث نال منحة صندوق الملك عبدلله الثاني وصندوق سند في أبو ظبي، ومنحة مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى من سويسرا.

(الراي)

الرأي الأردنية في

31.03.2015

 
 

"ذيب" الأردني.. فيلم “ويسترن بدوي” لافت وواقعية فولوكلورية ومشاهد آخاذة

مهند النابلسي*

الفيلم رائع، ويتضمن مشاهد آخاذة للصحراء الاردنية ووادي رم…وقد تأثر المخرج كثيرا بسيرجو ليوني بتحفته الخالدة “من اجل حفنة دولارات” وخاصة بالمشاهد البرية والنار الموقدة…والتصوير المقرب للذباب الذي يغطي الجثث ولا يعفي الأحياء والخبز الجاف ويكاد يصبح “ويسترن عربي صحراوي” فريد بموسيقى معبرة، كذلك أبدع المخرج (ناجي ابونوار) بتصوير لقطات معبرة قريبة ونادرة للابل والجمال بحالاتها وحركاتها المختلفة وطريقة أكلها، مصدرة الأصوات وكانها تؤدي دورا وتتماهى مع الأحداث والرجال… كما تأثر بوضوح بمنهجية ديفد لين المميزة بتحفته الخالدة “لورنس العرب”، واقتبس لقطات منها تقربهم من الانجليزي ومساعدتهم له بحمل المرآة أثناء الحلاقة، والتركيز المبالغ على جرأة الانجليزي عندما يعلمون بأنهم ذبحوا رجالهم وألقوهم ببئر الماء “الروماني”، والجمل المعبرةالتي تنساب بتلقائية وعصبية من فم الانجليزي قبل مقتله في كمين مدبر: أتعرفون مامعنى دولة…وأنتم لا تفهمون معنى “المهمات”…انها امور تقاتل من اجلها الشعوب! هكذا يستدرك هذا الانجليزي معاني الوطنية والشجاعة وانجاز المهمات التي لا يحفل بها البدو في ذلك الزمان (العقد الثاني من القرن العشرين)، حيث تركز همومهم على الجمال والكلأ والمراعي وأبار المياه والغزو المتبادل وارواء العطش الصحراوي القاتل ولا شيء آخر، ويبدو وكأن هذا الانجليزي الغريب هو الذي يعلمهم الوطنية ضمن التنافس الاستعماري الضاري بين الأتراك والعثمانيين فبيل تفكك الامبرطورية الغثمانية! وان كان تمثيل الانجليزي (جاك فوكس) ضعيفا وغامضا مقارنة مع الأداء الرائع للشخصيات الرئيسية (مرجي عودة، حسين سلامة وحسن مطلق)، باقي الكومبارس “البدو” كانوا بحاجة حقا لتدريب أكثر، أبدع الفتى ذيب باداء دوره وكان مقنعا وتفوق على اداء شقيقه المفترض حسين (وهما أبناء الشيخ الراحل”ابو محمود” المعروف بجرأته وشجاعته حسب الرواية: “فالذيب لا يلد الا ذيبا”!)، كذلك تفوق قاطع الطريق البدوي بدوره الطويل بالجزء الأخير للشريط، وكذلك الممثل الذي أدى دور قائد الحامية التركية، يؤخذ على الفيلم بطء الايقاع وضعف الانسياب بالسيناريو، وانغماسهالمفرط والمبالغ به بالتفاصيل مما احدث تشتتا بالتركيز وأضعف التشويق، وان كان تفوق بالمقابل بواقعية المشاهد الصحراوية واظهار قسوة الظروف، بحيث شعرنا وكأنا أصبحنا جزءا من الأحداث، وادخلنا لحياة البدو والصحراء وتقاليد اكرام الضيف والذيبحة وأكل المنسف، وباسلوب واقعي جذاب… كما ان العنف كان ضمن السياق وليس مجانيا وبلا حذلقات ومؤثرات، فحتى أثناء هجوم قطاع الطرق عليهم، لم تسد رغبةالقتل المجاني العابث كما نشاهدعادة بأفلام الويسترن، فالكابوي البدوي لا يقتل الا لهدف: سلموا تسلموا، فنحن نريد ابلكما! المشاهد الأخيرة بالفيلم كانت رائعة وفكت ألغاز القصة بايجاز سينمائي بليغ، فبعد ان ينجو ذيب من القتل ويخرج بحذر من بئر الماء الذي اختبأ داخله (كما نصحه اخوه قبل مقتله: اذا حدث لي شيء، عزز نفسك قرب الماء!)، نراه يهيم على وجهه حتى يلقى فارسا ملقيا على حصان بلقطة سينمائية مدهشة، ليتبين أنه أخر الناجين من العصابة التي هاجمتهم، ويخاف أن يقتله، فيما يتمكن قاطع الطريق من اخذ المسدس، ويحذره “لأنك أرنب مالك حيلة، سأترك الوحوش لتأكلك”…ثم يلاطفه قائلا لا تخوني، ويطلب منه “الاخوة” وأن يخرج الطلقة من ساقه وأن يطهر الجرح بنار “الشبرية الحمراء”، ثم يغمى عليه كما بأفلام الويسترن، ويبدو انهما قد تصادقا بوحدة المصير وبؤس المعاناة، فنراه يشرح لذيب لاحقا مغزى سكة الحديد ويسميها: درب حمار…وعندما يواجه بثوار عرب ويسألونه ان شاهد الانجليزي، يسألهم باستهبال: ما هو الانجليزي! وينصحونه بتجنب سكة الحديد “لأن الليلة عندنا سالفة مع العثمانيين”! كما يتحدث لذيب “الذي لم يشاهد البحر يوما” عن خبراته بالسفر والترحال (كدليل حجاج سابق): أنا رأيت اثنين البحر الأحمر وبحر فلسطين، كما رحت للقدس والشام ويغداد والمدينة المنورة…ثم يندب الحظ والقدر والظروف: هم أوقفونا …فقد كنا ندل الحجاج، ثم جاء القطار الحديدي، فأصبحنا بغمامة سوداء ، بلا رزق ولا تجارة، ولا أخ يرزق اخوه! وكأنه يبرر تحوله “لقاطع طريق” كوسيلة للرزق والحياة…ويتذكر ذيب بمرارة مقولة شقيقه المقتول: القوي بياكل الضعيف…وبالمشاهد الأخيرة نرى الجثث ملقاة حول سكة الحديد وبمدخل الحامية التركية، ونراه يدخل بثقة الحامية فيما يطلب من ذيب ان يبقى مع الجمل خارجا، ولكن الفتى العنيد الجرىء لا يرضخ فيدخل خلسة لنشاهد الملازم التركي ينهي حلاقته لذقنه، ثم يسمح لقاطع الطريق بعرض بضاعته التي تتمثل بمقتنيات الانجليوي من ساعة وولاعة وأهمها صندوق غامض كان ذيب يحاول دوما معرفة سره بالرغم من حرص الانجليزي الشديد عليه، ليتبين أنه عبارة عن جهاز تفجير، وبعطي التركي النقود لقاطع الطريق، فيما يرفض ذيب قطعة نقدية…وفيما نسمع هدير القطار على سكةالحديد يخرج “ذيب” حانقا متربصا لقاطع الطريق ويرديه قتيلا بمسدس الانجليزي الذي صادره، وقد شد على نفسه برباطة جأش لا تناسب عمره، وفيما نشاهد الضابط وجنود الحامية يوجهون السلاح باتجاهه، نسمعه يبرر فعلته المفاجأة: “لقد قتل شقيقي حسين”، فيدعه الملازم ليعود راكبا الجمل لدياره …هذه المشاهد تحديدا تم اخراجها بنفس تشويقي متسارع وكأنها تعوض عن يطء الايقاع والتشتت المشهدي طوال احداث الفيلم. واكب الفيلم موسيقى تصويرية معبرة وذات دلالة وتحوي نفسا فولوكلوريا جذابا، كما يستهل الفيلم بأبيات من الشعر البدوي المعبر: …يغوص البحر الأحمر، فلا يلحق مداه، والبحر يا ذيب، لا يخيب له رجاه…كلهم ما يتعقبونك والمنايا حاصلة…!

*ناقد وباحث سينمائي

رأي اليوم اللندنية في

01.04.2015

 
 

"ذيب" الأردني يسجل علامة استثنائية في شباك الإيرادات العربية

عمان- الغد

في إنجاز وصفته مجلة فارايتي بأنه نادراً ما يتحقق بالعالم العربي، حصد فيلم ذيب أكثر من 115 ألف دولار أميركي في إيراداته بأربع دول عربية خلال 13 يوماً فقط، وكشفت الشركة الموزعة MAD Solutions عن خططها لإطلاق الفيلم في 4 دول عربية أخرى، بينما حصل الفيلم على إشادات من نجوم السينما العالميين والعرب، ومنهم مات ديمون، هند صبري ومروان حامد.

وتحت عنوان "ذيب المخرج الأردني ناجي أبو نوّار يسجل علامة استثنائية في شباك الإيرادات بالعالم العربي"، كتب كتب المحرر نيك فيفاريللي بمجلة فارايتي (بتاريخ 1 أبريل – نيسان) أن إيرادات ذيب تُعد حالة نادرة في دور العرض بالعالم العربي، حيث نجح الفيلم في جذب الجمهور عبر 19 دار عرض في الأردن، الإمارات، الكويت، عُمان ولبنان.

وقد انطلق ذيب يوم 19 مارس – آذار الحالي في دور العرض بالأردن، الإمارات ولبنان، وشهد أسبوع افتتاحه في الإمارات إقبال قوي من الجمهور السعودي، حيث تزامن هذا مع عطلة منتصف الفصل الدراسي الثاني في السعودية، وجاءت الخطوة الثانية لـذيب بدور العرض في الأسبوع التالي بالكويت وعمان.

وكشفت فارايتي عن وصول إيرادات الفيلم بالكويت إلى 25 ألف دولار في أول 3 أيام عرض وعبر 3 شاشات فقط، وهم ما علق عليه هشام الغانم مدير عام شركة السينما الكويتية الوطنية قائلاً "ذيب فيلم فني تم تقديمه بشكل جميل ليكسر قالب النجاح السينمائي في الكويت"، مضيفاً أن هذا الإنجاز عادة ما تحققه الأفلام المصرية فقط، "نأمل أن يكون ذيب قد كسر السقف الزجاجي من أجل الأفلام الفنية الأخرى لكي يتم التعاطي معها بجدية وتتمكن من التألق بشباك التذاكر، ليس فقط في الكويت، ولكن في كل الدول العربية الأخرى" قال الغانم لمجلة فارايتي.

كذلك تُعد إيرادات ذيب في الأردن من الأعلى ضمن فئة الأفلام العربية غير المصرية، وكان أسبوع الافتتاح في الإمارات والأردن قد شهد إقبالاً من الجمهور والكثير من العروض كاملة العدد. ساعد في هذا كون الفيلم يحكي قصة تحدث ضمن تاريخ عدد من البلاد العربية، وتقدم بصدق عادات البدو وبلغتهم، ببطولة عدد من البدو المحليين الذين تم إعدادهم عبر ورشة للتمثيل استغرقت 8 أشهر، حيث تدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وبعد مشاهدة المقدمة الإعلانية للفيلم، أشاد النجم الأميركي مات ديمون بالفيلم عبر حسابه على فيسبوك قائلاً "لا يمكن تصديق أن هذا الفيلم تم تصويره بكاميرا رقمية، لا يمكنني إخباركم إلى أي مدى هو مثير للإعجاب، إنه علامة بارزة في السينما، أريد حقاً أن أشاهد الفيلم"، بينما قامت النجمة التونسية هند صبري بترشيح الفيلم لجمهورها عبر صفحتها الرسمية قائلة "هذا الفيلم من أفضل ما شاهدت في السينما العربية خلال العام الماضي، وهو فخر للسينما العربية.. لا تفوّتوه!"، أما المخرج المصري مروان حامد، فقد وصف الفيلم بأنه "عمل رائع وخطوة للأمام للسينما الأردنية"، ونصح جمهوره بمشاهدة الفيلم من خلال صفحته الرسمية.

وأشاد فيفاريللي باستراتيجية MAD Solutions لإطلاق الفيلم بالعالم العربي في تتابع أسبوعي بدول العالم العربي، وهو ما سمح بالاستفادة من تكوين سمعة للفيلم جيدة لدى الجمهور والنقاد وانتقالها من بلد لآخر حسب ترتيب مواعيد الإطلاق. وتخطط الشركة لإطلاق ذيب في خطوة لاحقة بمصر، قطر، البحرين وفلسطين، ثم في تونس والمغرب. وكانت شركة Film Movement قد أعلنت عن خططها لإطلاق الفيلم في دور العرض بالولايات المتحدة في وقت لاحق خلال العام الحالي، ثم إطلاقه عبر منصتها الإلكترونية لمشاهدة الفيديو تحت الطلب(VOD)، وتسعى الشركة منذ تأسيسها في 2002 إلى تأمين فرص العرض أمام السينما المستقلة ذات الطبيعة الفنية غير المعتادة.

وقد انتقل الشغف بمغامرة ذيب الصحراوية من دور العرض إلى الإنترنت، حيث تخطت مشاهدات إعلانات ومقاطع الفيلم على الإنترنت أكثر من 210 ألف مشاهدة، عبر منصات متعددة مثل يوتيوب وفيسبوك، كما حصل الفيلم على تقدير 8 درجات من مستخدمي موقعIMDB، وهو أكبر قاعدة بيانات للسينما عالمياً ويتم فيه تقييم الأفلام من قبل المستخدمين المسجلين بمقياس عشري، كما تم إطلاق الموسيقى التصويرية للفيلم على متجر ITunes، ليصبح أول فيلم عربي يقدم لجمهوره هذه الخدمة.

الغد الأردنية في

06.04.2015

 
 

فيلم "ذيب" ... قراءة متأمّلة في تاريخ منطقة متقلبة

بقلم عبد الحفيظ العبدلي - فريبورغ

بدعم من مؤسسات ثقافية سويسرية، شهد المهرجان الدولي للأفلام بفريبورغ الذي أنهى أعماله يوم 28 مارس 2015 مشاركة فيلميْن عربيْين ضمن المسابقة الكبرى للفوز بجائزة"الرؤية الذهبية"، وهما: الفيلم اللبناني "الوادي" لمخرجه غسّان سلهب، والفيلم الأردني "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار.

تدور أحداث الفيلم الأخير في منطقة الحجاز زمن الحكم العثماني، وخلال الحرب العالمية الأولى، حيث يرافق صبي صغير من البدو لم يبلغ سن الرشد شقيقه الأكبر في رحلة عبر الصحراء الموحشة لتوجيه ضابط بريطاني إلى وجهة ظلت سرية.

هذا العمل وفّر فرصة لتسليط الضوء على واقع البدو في منطقة "وادي رم"، والصعوبات التي تعترضهم، على المستويْين الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عما تكتنزه ثقافتهم الأصيلة من قيم وتصوّرات. ولقد انتهزت swissinfo.ch مواكبة ناجي أبو نوار للدورة التاسعة والعشرين للمهرجان الدولي للأفلام بفريبورغ وأجرت معه الحوار التالي:

swissinfo.ch: في كلمات قليلة، من هو ناجي أبو نوار؟ وما هي أبرز الاعمال السينمائية التي أنتجها حتى الآن؟

ناجي أبو نوار: أنا مزدوج الهوية، أبي أردني وأميّ إنجليزية. أعيش متنقلا بين الأردن وبريطانيا طيلة حياتي. منذ صغري، كنت أهوى السينما، وبدأت العمل في هذا المجال منذ عشر سنوات. أنتجتُ فيلما قصيرا بعنوان "الملاكم" (2009)، وعرض في العديد من المهرجانات الدولية. وانتهيت السنة الماضية من انتاج أوّل فيلم روائي طويل بعنوان "ذيب" (2014). في الأثناء كتبت سيناريوهات لخمسة أفلام روائية لكنها جميعها لم تنجز بسبب انعدام التمويل. صناعة السينما في الشرق الأوسط عمل شاق. أنا سعيد جدا بإنتاج فيلم "ذيب" الذي يُعرض لأوّل مرة في سويسرا، وسوف يوزّع بعد انتهاء المهرجان على قاعات السينما في هذا البلد.

swissinfo.ch: لأول مرة يعرض فيلم "ذيب" هنا في سويسرا. كيف استقبلتم الدعوة للمشاركة في هذا المهرجان الدولي؟ ومشاركة عملكم ضمن المسابقة الرسمية؟

ناجي أبو نوار: لهذا الفيلم علاقة حميمة بسويسرا. لقد كنا محظوظين، ونحن شاكرين للمسؤولين بالصندوق السويسري Visions Sud- Est للدعم المالي الذي وفّره لنا خلال انجاز هذا الفيلم عامي 2013 و2014. وكذلك قررت مؤسسة Trigon Film توزيع هذا العمل على قاعات السينما في سويسرا، ونأمل أن يبدأ هذا العرض ابتداءً من الشهر القادم. كذلك دعوتنا للمشاركة في هذه الدورة التاسعة والعشرين للمهرجان الدولي للأفلام بفريبورغ، وإدراج الفيلم ضمن المسابقة الرسمية هو مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لنا. وما يزيد في سرورنا وسعادتنا هو أن الفيلم سوف يعرض للطلاب في المدارس، وهذا بالنسبة لنا مهم جدا وتجربة فريدة من نوعها. أجد أن هذا المهرجان هو من أفضل المهرجانات التي شاركت فيها بإطلاق من حيث التنظيم، والحفاوة واللطف في الإستقبال. لقد تعرفت بسرعة على جميع القائمين على إدارة هذه التظاهرة. وانا سعيد بعيش هذه التجربة.

swissinfo.ch: كيف تقيّمون اقبال الجمهور على العروض التي حصلت حتى الآن؟ 

ناجي أبو نوار: حتى الآن عرض الفيلم ثلاث مرات متتالية . وكل مرة تكون القاعة مكتظّة بالجمهور، وأتدخّل قبل بداية العرض، وأجيب عن الأسئلة بعده. أسئلة الجمهور كانت طريفة وعميقة وذات معنى ومغزى. كانت هناك حوارات شيّقة بيني وبين الجمهور يبدأ في قاعات العرض، ويتواصل خارجها في المقاهي والمطاعم والساحات العامة.

swissinfo.ch: ما هي أبرز التظاهرات العالمية التي شارك فيها هذا الفيلم قبل وصوله إلى فريبورغ؟

ناجي أبو نوار: شارك فيلم "ذيب" في العديد من المهرجانات الدولية. وكان العرض الدولي الاوّل لهذا العمل في مهرجان السينما بالبندقية، وكذلك مهرجان السينما بهولندا وبدبي. ثم قمنا بعدها برحلة طويلة عبر مناطق مختلفة مرورا ببريطانيا وميامي،...كانت تجربة ثرية ليس فقط بالنسبة لي بل بالنسبة للعديد من الممثلين البدو، الذين لم يغادروا البادية قبل ذلك. بفضل هذا الفيلم حصلنا على العديد من الجوائز في م

هرجانات عالمية. البداية كانت بمهرجان السينما بالبندقية حيث حصدت جائزة أحسن مخرج، ثم جائزة في مهرجان ابو ظبي، وفي مهرجان تصوير الأفلام ( Film Festival of Cinamatography Camerimag)، وتحصلنا على جوائز كذلك في بلغراد وميامي ولندن والقاهرة.

swissinfo.ch: فيلم ذيب هو عبارة عن نسخة عربية متطوّرة من أفلام الوسترن الأمريكية؟ لماذا اخترتم هذا اللون الفني لتصوير هذه التجربة الإنسانية؟

ناجي أبو نوار: أحبّ أفلام الوسترن عموما. الاعمال الفنية التي استوحاها جون فورد وأمثاله. ما هي المميّزات الرئيسية لأفلام الوسترن؟ اختيار زمن التغيّرات الكبرى، عادة بسبب حروب أهلية أو تغيّر جذري في المشهد العام في بلد ما، وسيادة حالة من الفوضى ومن عدم الاستقرار حيث يضطرّ الأشخاص إلى افتكاك حقوقهم بأنفسهم. في هذه الافلام عادة ما تكون هناك قصّة محورية هي من ناحية تجسيد للازمة العامة وعلى علاقة وطيدة ببطل الفيلم. في الغرب الأمريكي تزامن هذا التغيّر الجذري مع وصول خطوط سكك الحديد إلى تلك المناطق، وما انجرّ عن ذلك من انتشار مظاهر التمدّن والتحضّر. إذا نظرنا الآن إلى المنطقة العربية، زمن الحرب العالمية الاولى، والثورة العربية الكبرى، وواقع قبائل البدو في الصحراء، نجد أن كل المحدّدات التي ذكرناها سلفا، ومن دون أي اسقاط منّي، كانت كلّها متوفّرة في تلك المرحلة. أدت الثورة على حكم الإمبراطورية العثمانية إلى إنهاء وضع دام أربعة قرون، وأدى إلى اعادة رسم خرائط المنطقة ما نجم عنه تغيّر وجه الشرق الأوسط بشكل جذري، وقلب حياة الإنسان العربي رأسا على عقب. وعندما ننظر إلى العالم اليوم وخاصة إلى منطقتنا، نرى ان كل المشاكل القائمة اليوم، وكل الصراعات والنزاعات، سببها المحاولات الجارية لإعادة رسم خرائط هذه المنطقة. بداية القرن العشرين مرحلة رئيسية ومركزية لفهم التاريخ العربي الحديث والمعاصر. ليس هذا فحسب، فحياة البدو هي الأخرى شهدت تغيرات جذرية خاصة مع وصول خط سكك حديد الحجاز، والقوى الاستعمارية البريطانية والفرنسية وطرد العثمانيين. كل هذه المفردات نجدها في أفلام الوسترن، لذلك استوحينا هذا اللون الفني.

swissinfo.ch: أليس كذلك بسبب التشابه بين واقع البدو في الأردن، ومصير الهنود الحمر في أمريكا؟

ناجي أبو نوار: هذا صحيح. تجربة البدو بالأردن تتشابه إلى حد كبير مع تجربة الهنود الحمر في امريكا والسكان الأصليين في أستراليا. في جميع هذه الحالات نجد مجموعات بشرية في مواجهة تغيّرات كبرى تعصف بنمط حياتهم ومعيشتهم، فيعانون من ذلك، ويضطرون إما إلى مغادرة بيئتهم الحاضنة او الإنتقال إلى انماط معاشية غريبة عنهم. والسبب في أن محنة البدو ليست معروفة على نطاق واسع هو لكون الشرق الاوسط أصلا ومنذ عقود مسرحا للنزاعات والصراعات وكل أنواع الكوارث الإنسانية، ما لا يترك مجالا للتعرّف على قضايا أخرى أدنى خطورة ربما بالنسبة للبعض.

swissinfo.ch: عشتم سنة كاملة مع هؤلاء البدو، وخبرتم نمط حياتهم. أي أثر تركته هذه التجربة لديكم على المستويين النفسي والمعرفي؟

ناجي ابو نوار: السنة التي قضيتها مع البدو كانت أسعد فترة في حياتي. ثقافتهم مفعمة بالكرم وحسن الضيافة. سنة كاملة قضيتها معهم، لم أحتج إلى أي شيء. ألفتهم وصداقتهم ستظل راسخة في ذاكرتي، حية في وجداني. وحتى بعد انتهاء انتاج الفيلم ظلت علاقتي وطيدة بهم، أزورهم في الصحراء، ويزورونني في منزلي بعمان. ما يحصل عندما تنتقل للعيش في الصحراء هو تغيّر وتيرة الحياة. كطفل عشت في مدينة مفعمة بالنشاط والحركة، وتعوّدت على السرعة في الإنجاز، لما انتقلت إلى الصحراء تعلّمت الصبر والتؤدة. هذه الحركة البطيئة ربما تجد تفسيرها في البيئة الصحراوية نفسها، حيث لا يمكن بذل الكثير من الطاقة، حتى لا يحتاج الإنسان إلى كميات كبيرة من الماء في بيئة حارة وجدباء. والبدو حذرين بطبعهم، فهم لا يصرفون هذه الطاقة إلا إذا كانوا في مواجهة خطر محدق أو كانوا أمام ضرورة لرد فعل سريع. التعوّد على هذه البيئة تطلّب مني وقتا لا بأس به، وعندما انهيت الفيلم، شعرت بصدمة ووجدت صعوبة في العودة إلى الوتيرة الطبيعية للحياة، وهو ما تطلّب جهودا للتكيّف من جديد.

swissinfo.ch: العديد من الممثلين في الفيلم هم من البدو أنفسهم. ما الذي تغيّر في حياة هؤلاء بعد خوضهم لهذه التجربة الفنية؟ خاصة بطل الفيلم "ذيب"؟

ناجي أبو نوار: الخبر السار ليس فقط بالنسبة للممثلين، بل بالنسبة لجميع البدو الذين رافقوا هذا العمل هو أنهم تعلّموا مستوى جديدا من المهارات، وتخصصوا في مجال يتعلّق بصناعة السينما، وهذا ساعدهم على القيام بأدوار في أفلام اجنبية وأخرى أردنية. هذه التجربة أيضا ساعدتهم في العثور على وظائف، وهذا مهم جدا بالنسبة لهم لأن البدو يواجهون حاليا أوضاعا اقتصادية صعبة، ومعدّلات البطالة والفقر مرتفعة جدا في مناطقهم.

أما بالنسبة للممثلين أنفسهم، فقد مروا بتجربة مدهشة وممتعة في نفس الوقت. في البندقية وبعد الانتهاء من تقديم وعرض فيلم "ذيب"، حصلوا على أدوار في أفلام أخرى مثل فيلم "الوحش" الإنجليزي. وبالنسبة لبطل الفيلم تحديدا، فقد عاد من جديد إلى مقاعد الدراسة من أجل التحصيل العلمي. ولقد نجحنا في الحصول له على منحة دراسية من اجل ضمان مستقبله، إلى جانب قيامه بادوار في المجال السينمائي.

swissinfo.ch: ما هي برأيكم السيناريوهات التي تواجه هذه المجموعة البشرية في المستقبل خاصة مع توسّع حركة التحضّر وتمدد النشاط السياحي إلى الصحراء والمرتفعات؟

ناجي أبو نوار: المشكلة الكبيرة التي تواجه البدو حاليا، هو أنهم في العادة يشتغلون بالمجال السياحي، والكثير من السياح ياتون إلى وادي رام. ولكن منذ اندلاع النزاع في العراق وسوريا، تراجعت حركة السياحة، وقلّة قليلة من السياح لازالوا يتحدّون التحذيرات ويأتون إلى المنطقة. وما هو محزن هو أن الأردن بلد آمن جدا، ولا توجد فيه أخطار. نأمل أن يعود السياح إلى هذه المناطق حتى يتحقق لهؤلاء البدو العيش الكريم والعمل القار. زد على ذلك المناطق حيث يعيش البدو تفتقر إلى كل الموارد. وأمام هذا الوضع، تبذل الحكومة الأردنية والشركات المحلية جهودا لمساعدتهم. وربما يؤدي انتاج المزيد من الافلام إلى التعريف بمناطقهم، فيكثر عليها الإقبال.

swissinfo.ch: كسينمائي مزدوج الجنسية يعيش بين قارتيْن وثقافتيْن. إلى أي حد تعكس أعمالكم السينمائية هذه المراوحة بين عالميْن كانت علاقتهما على الدوام متوتّرة؟

ناجي أبو نوار: أعتقد أن وجودي في نقطة تماس بين ثقافتيْن مختلفتيْن جعلني اكثر استعدادا وتحفّزا لفهم الآخرين وخلفياتهم، ولماذا سلوكهم هو على الوجه الذي هو عليه. طوال حياتي، وانا أحاول أن أوضّح للأخرين من انا؟ أحاول توضيح هويتي الانجليزية عندما اكون في الأردن، وهويتي الاردنية عندما اكون في بريطانيا. هذه الهوية المركّبة منحتني فرصا بقدر ما مثّلت تحديا، خصوصا في عالمنا اليوم، حيث يتم ايقافي والتثبّت مرّات ومرات من هويتي في المطارات ونقاط العبور. مع ذلك انا جدّ فخور ببلديّ الأردن وبريطانيا، وسعيد بثقافتيّ العربية والإنجليزية.

 الدورة التاسعة والعشرون في سطور

أسدل الستار على هذه الدورة يوم السبت 28 مارس 2015، قد حطمت الرقم القياسي من حيث عدد الجمهور الذي واكب فعاليات المهرجان طوال أسبوع كامل، حيث بيعت 40.000 تذكرة دخول إلى قاعات العرض.

في ختام الدورة، وبالنسبة للأفلام الروائية الطويلة، منحت جائزة "الرؤية الذهبية" للمخرج المكسيكي كريستيان دياز باردو وفيلمه "Gonzalez"، في حين عادت الجائزة الخاصة للتحكيم إلى شاكمي رينبوش من التيبت، كما توجّه التحكيم الدولي بتنويه خاص إلى المخرجة الفيتنامية دياب هوانغ – نغيوان وفيلمها "Flapping in the Middle of Nowhere "، والتي فازت أيضا بجائزتيْن أخريتيْن.

بالنسبة للأفلام القصيرة، كافئ تحكيم المهرجان فيلم "شقة النمل" للمخرج الكردي الإيراني توفيق أماني. كما توجّه التحكيم والجمهور في آن واحد بشكر وتنويه خاصيْن إلى المخرج السوري أسامة محمّد، الذي أشرف على تجميع وعرض أزيد من 40 فيلما قصيرا حول الأحداث والمستجدات في سوريا.

كذلك حققت هذه الدورة رقما قياسيا، حيث بلغ عدد السينمائيين المدعويين 75 شخصا حضروا جميعا إلى فريبورغ، وشاركوا في فعاليات المهرجان المتعددة.

تنظّم الدورة القادمة للمهرجان الدولي للأفلام بفريبورغ من 12 إلى 19 مارس 2016.

الـ SWI السويسرية في

06.04.2015

 
 

فيلم "ذيب" يصل الى فلسطين ابتداء من ٣٠ ابريل

رام الله- معا

بعد نجاحه في عروضه التجارية بخمس دول عربية، ينطلق فيلم ذيب للمخرج ناجي أبو نوَّار في دورعرض بفلسطين، بداية في رام الله يوم الخميس ٣٠ نيسان، ليستكمل الفيلم المثقل بالجوائز جولته التجارية الناجحة التي بدأت بالاردن، الامارات،لبنان، الكويت وسلطنة عُمان، مع خطط بإطلاق الفيلم في دول عربية أخرى، وفقاً لما كشفت عنه شركة الشركة المزعة للفيلم MAD Solutions.

وشارت مي عودة منسقة العروض في فلسطين ان الجمهور الفلسطيني سيكون على موعد مع علامة مميزة من علامات السينما العالمية بقالب عربي، اظن ان الجمهور الفلسطيني لن يخيب ظنه بحضور فيلم ذيب بل بالعكس، سيفتح فيلم ذيب شهية الجمهور الفلسطيني على الذهاب الى دور العرض لحضور افلام عربية اخرى.

ويأتي العرض التجاري لفيلم ذيب في فلسطين بعد ان أثار الفيلم ردود أفعال نقدية متحمسة وإشادات فنية في الإعلام والصحافة العربية والدولية، حيث كتب عنه الناقد جاي فايسبيرغ في افتتاح مقاله بمجلة فارايتي "فيلم مغامرات كلاسيكية من أفضل طراز، يقدم السكان المحليين بشكل لا يُصدق من خلال قصة محكية جيداً عن طفل بدوي يتفوق

بدهاء على أعداء محتملين بالصحراء".

قد حصل مخرج الفيلم على جائزة أفضل صانع أفلام عربي لعام 2014 من مجلة فارايتي، كما أصبح ذيب من الأفلام المفضلة للجمهور ولجان التحكيم في مختلف أنحاء العالم. حيث كان أول فيلم أردني يحصل على جائزة أفضل مخرج في مسابقة آفاق جديدة ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، كما نال الفيلم تنويه خاص من مهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما البريطاني، ثم جائزة أفضل فيلم من العالم العربي بمسابقة آفاق جديدة وجائزة فيبريسكي لأفضل فيلم روائي في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، إضافة إلى شهادة تقدير خاصة في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، جائزة أفضل عمل إخراجي أول من المهرجان السينمائي الدولي لفن التصوير السينمائي (كاميريميج) في بولندا ضمن مسابقة الأعمال الروائية الأولى للمخرجين.

ذيب" هو ثاني أفلام المخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار وأول أفلامه الطويلة، بعد فيلمه الأول القصير "موت ملاكم"، الذي أخرجه عام 2009. اذ بدأ الاردني ابو نوار في كتابة "ذيب" وإخراجه منذ 2010، وشارك أبو نوّار في كتابة السيناريو بالاشتراك مع باسل غندور، حيث شهد الفيلم تعاوناً إنتاجياً بين شركة بيت الشوارب التي أسسها الأردني غندور، مع نور بيكتشرز وشركة الخلود للإنتاج الفني، وقد شارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوقان بدور المنتج المنفذ.

ذيب صُور بمشاركة بدو حقيقيين، وقد خلق أنتاج هذا الفيلم نوعا جديدا من الأفلام حيث يدمج بين أفلام الغرب والشرق بطريقة عرضه.

ويقدم فيلم (ذيب) مغامرة صحراوية تدور في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة

عروض ذيب في فلسطين تاتي خطوة نحو بداية للعروض السينمائية التجارية والتي يتشارك فيها الكثير من دور العرض الفلسطينية. الفيلم سينطلق من رام الله في ٣٠ من ابريل وعلى مدار اسبوع في مسرح وسينماتيك القصبة، وينتقل الى حيفا في ٦ من ايار في الجمعية العربية للثقافة، ومن ثم الى القدس في ٧ وال ٨ من ايار في مركز يبوس الثقافي الى يافا ومسرح السرايا في ٨ من ايار، فالناصرة في ١٤ و٢٩ من ايار في سينمانا الى سينما جنين في ١١ من ايار.

وكالة معا الإخبارية في

29.04.2015

 
 

ذيب

حنان كامل الشيخ

المشاهد لفيلم "ذيب" الأردني والمعروض في قاعات السينما المحلية، قد يستغرب غياب الاهتمام الإعلامي والثقافي الوطني، وتكاسله في الإحاطة بهذا المنجز الفني الأردني الرائع والمتفوق. مع تسجيل بضع بادرات إعلامية هنا وهناك اهتمت بالفيلم وعرضت له، لأنها بالأساس تقدم مادة إعلامية مختلفة، وتحاول أن تبرز المنتج الوطني بما يتناسب مع حضوره العالمي، سواء كان فنيا أو علميا أو أدبيا.

بطبيعة الحال "وهذا تطبع وليس طبيعة بالمناسبة"، سيكون المواطن الأردني الذي اشترى تذكرة حضور الفيلم، واحدا من عشرة أشخاص على الأكثر ممن حرصوا على مشاهدته في ذات الصالة، وبخاصة بعد انقضاء مدة على إعلان عرضه في دور السينما. وذلك لأن المهتمين بالمتابعات الثقافية والفنية غير التجارية هم بالعموم قلائل بالقياس إلى اهتمامات الجمهور العربي عموما، والأردني خصوصا بهذه النوعية من المنتجات التي يعتقد الناس أن لها متابعيها ومحبيها "المختلفين" نوعا ما!

وهنا يسجل قصور الدور الإعلامي والثقافي في الترويج المناسب للعمل الوطني، بما يتناسب على الأقل مع النجاح الذي حققه في كل المهرجانات التي شارك فيها، وحجز لنفسه مكان الصدارة بين منتجات لفنانين ومخرجين ليسوا قلائل في هذا العالم. فالمخرج الأردني الشاب ناجي أبو نوار وفريق عمله المميز استطاعوا أن يمنحوا الأردن جائزة التفوق، في مضمار ما كان شبابنا السينمائيون بقلة عدتهم وعتادهم التأسيسي والإنتاجي، يقدمون عليه بهذه الجرأة والشجاعة، إلا فيما ندر.

ومع أن القصة التي قدمها أبو نوار مدقعة في المحلية، بيئة ولغة وثقافة وصورة، إنما هذا الأمر لم يشفع للفيلم الأردني حتى يكون أيقونة فنية يتحالى بها المجتمع المحلي ويطنطن لها، كما هي عادته حين يكون الأمر متعلقا بالهوية الأردنية المشاركة في مسابقات فنية، لا ترقى حقيقة بمستوى المقدم في هذا الفيلم على المستوى البصري والثقافي والإنساني.

فالعمل يتحدث عن فترة ما قبل انطلاق الثورة العربية الكبرى، إبان الحرب العالمية الأولى، وتجلي مفاهيم عروبية أصيلة وقيم أخلاقية بدوية جميلة، ضمن مجتمع قبلي لم يتعرف على الثورات الحداثية بعد، لكنه واجه هذا الغياب بقوة حضور المبدأ والشجاعة والنخوة. وعلى الرغم من أن الفيلم لم يغفل وجود الخائنين والمندسين والمرتزقة في المجتمع، لكنه صور البسالة والإخلاص والصبر والقوة بأبهى صورها في شخص "ذيب"، البدوي الصغير، والذي أدى دوره ببراعة غير مسبوقة بالنسبة لي على الأقل الطفل الأردني جاسر عيد. وعلى سيرة بطل العمل يسجل للمخرج الأردني سابقة جريئة جدا وهي الاعتماد الكلي والمطلق على شخوص بدوية حقيقية من ذات المنطقة، قام فريق العمل بتدريبهم لمدة أشهر على التعامل مع الكاميرا وذلك لإصرارهم على إظهار لهجة محلية خالية من الشوائب الدخيلة، وحركة طبيعية في الصحراء خالية من الأداء التمثيلي، ما صنع المتعة الكبيرة في المشاهدة الطليقة الحرة، وهو بالضبط الدور الذي تؤديه السينما المحترمة، والذي حصد لأجله الفيلم أفضل الجوائز.

أعود لأقول وبأسف شديد إن أعمالا مماثلة، وهي شحيحة جدا، يعتبر المجتمع الأردني أن لها "ناسها" من المتابعين والمهتمين ممن يصورونهم عادة بغريبي الأطوار ذوي الشعور الطويلة غير المرتبة والملابس الفضفاضة وحقائب اللابتوبات على الأكتاف. وفي نفس الوقت نجد نفس المجتمع ينتقد غياب المنتج الثقافي المواكب للغة العالمية ويصر على ممارسة هواية التندر والسخرية من الأعمال قليلة المستوى

هاكم فيلم "ذيب" إذن، لديكم فرصة أخيرة للتعرف على وجه آخر للعمل الفني الأردني، ستحبونه وتتشرفون به.

الغد الأردنية في

04.05.2015

 
 

فريق عمل فيلم "ذيب" يتحدث عن تجربته..

كيف تصنع فيلما عالميا بممثلين غير محترفين؟

كتب: خالد طه

يمتلئ فيلم ذيب بالمغامرات في الصحراء خلال الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى، لكن المغامرة الكبرى خاضها صناعه عندما قرروا الاعتماد في بطولة الفيلم على أفراد من العشائر البدوية التي عاشت لمئات السنوات بمنطقة التصوير في صحراء الأردن، وكانت النتيجة ليست فقط فيلما ممتعاً على المستوى الترفيهي، ولكن ينبض بالحياة على أيدي شخصيات تقدم حياة البدو بشكل واقعي.

ناجي أبو نوّار، مخرج الفيلم الذي شارك في تأليفه مع منتجه باسل غندور، يتذكر أن الإعداد للفيلم استغرق عامين، لكن العمل في منطقة التصوير استغرق عامين آخرين، من بينها 8 أشهر في ورشة تمثيل تم إجرائها لتدريب الأفراد المشاركين على التواجد أمام الكاميرا. "التصوير نفسه لم يستغرق كثيراً، لكني أردت من الممثلين أداءاً طبيعياً صادقاً فيما يتعلق باللهجة والثقافة البدوية، فهناك تفرد في السلوك البدوي المادي، مثل الطريقة التي يعبرون بها عن أنفسهم في الحياة اليومية، وهي أشياء قد يستغرق الممثل المحترف وقتاً طويلاً في تعلمها، لذا استنتجنا أن تدريب البدو ليكونوا ممثلين أفضل طريقة لنا لتحقيق صورة طبيعية أصلية كنا نبحث عنها" يقول أبو نوّار.

شاهد- الإعلان الرسمي لفيلم "ذيب"

عملية اختيار الممثلين لم تكن سهلة، يتذكر أبو نوّار هذا "ذهبنا لكل القرى في منطقة عملنا، وقابلنا الكثير من الناس، كنا ندعوهم لتناول الشاي كي نقنعهم بالمشاركة"، وبعد هذا كان على صناع الفيلم اختيار 11 شخصاً فقط من بين 250 تقدموا للمشاركة فيه، وذلك من أجل التركيز عليهم في ورشة فنون التمثيل.

الدور الرئيسي في الفيلم هو للفتى البدوي ذيب الذي يترك مضارب قبيلته الآمنة ليتبع شقيقه حسين في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة. وقد قام بدوره الطفل جاسر عيد الذي كان عمره 11 عاماً وقت تصوير الفيلم، والذي أثار إعجاب الجمهور بعفويته.

"بعد 3 أشهر قضيناها في منطقة التصوير، اكتشفنا أننا نحتاج إلى صنع ما يشبه مقدمة إعلانية بدائية من أجل الحصول على تمويل. عيد أبو جاسر كان أحد المنتجين المتعاونين معنا من المجتمع المحلي، وطلبت منه أن يرسل لي أحد الأطفال لكي يقوم بأداء دور توضيحي في المقدمة الإعلانية، فأرسل ابنه. كنا نعرف جاسر من قبلها لعلاقتنا بوالده، لكننا لم نفكر فيه كممثل لأنه كان خجولاً جداً، لكن بمجرد وقوفه أمام الكاميرا، بدأ في التألق أمامنا" يقول ناجي.

وعن مشاركة ابنه في التصوير، يحكي الأب أنه كان قلقاً، خاصة وأن دور جاسر كان يتضمن مشاهد صعبة عليه كطفل، مثل السقوط في البئر وتواجده فيه. يقول عيد "خلال المشاهد الليلة في الصحراء كانت درجة الحرارة منخفضة جداً، لذلك عندما ترونه وهو ينتفض من البرد، فإن هذا لم يكن مجرد تمثيل".

وعن توجيهاته لـجاسر يقول أبو نوّار "أحياناً يكون أفضل شيء يقوم به المخرج هو أن يبتعد عن الممثل، لهذا كنت أعطيه توجيهات عامة وبسيطة ثم أبتعد وأتركه".

ويقوم حسين سلامة بدور شقيق ذيب الذي يحاول في بداية الفيلم أن يرشده لطريقة الحياة البدوية، وهو دوره الأول في السينما مثل باقي الممثلين، ويشرح سلامة أن التناغم الذي يظهر في علاقته بـجاسر في الفيلم ترجع لكونهما أبناء عمومة وجيران في الأساس، وفي الظروف العادية يقضيان معظم وقتهما معاً. أفراد المجتمع المحلي الذي تحمسوا للعمل بالفيلم، كان دائماً لديهم دافع أن يحاولوا تقديم صورة دقيقة عن حياة أهل الصحراء، ويحكي سلامة أنه كان يقترح دائماً تغيير كلمات معينة في الحوار أو تفاصيل دقيقة تتعلق بالحياة في الصحراء، وهو ما كان يستجيب له صناع الفيلم. وقد فتح له دوره بالفيلم فرصة للمشاركة بفيلم فلسطيني يجري الإعداد له حالياً

تعاون المجتمع المحلي مع الفيلم لم يكن من خلال التمثيل فقط، حيث قامت واحدة من عجائز القبائل بصناعة الأكسسوارات اللازمة الفيلم مثل التي كان أهل المنقطة يستخدمونها في بداية القرن العشرين، حيث أنشأت مصنعاً ووظفت النساء الأخريات في المجتمع البدوي، ومعا صنعن كافة الأكسسوارات البدوية مثل القِرب وحقائب السروج وغيرها.

الفيلم من إنتاج شركة بيت الشوارب التي أسسها الأردني باسل غندور، بالتعاون مع نور بيكتشرز من خلال المنتج البريطاني روبرت لويد، وشركة الخلود للإنتاج الفني، وقد شارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوقان بدور المنتج المنفذ، بينما تتولى شركة MAD Solutions مسؤولية توزيع الفيلم في العالم العربي بالإضافة إلى القيام بمهام الدعاية والتسويق.

وقد نال مشروع فيلم ذيب منحاً مقدمة من صندوق سند في أبوظبي، مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرق السويسري.

فيلم ذيب هو ثاني أفلام ناجي أبو نوّار، بعد أن كتب وأخرج فيلمه القصير الأول وفاة ملاكم في عام 2009، والذي عُرِض بعدد من مهرجانات الأفلام العالمية، منها مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة، مهرجان ميامي للأفلام القصيرة، مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان الفرانكو-عرب السينمائي. وقد بدأ أبو نوّار مسيرته المهنية في عام 2005، حيث كان في الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل راوي لمؤلفي السيناريو في الأردن التي تُنظّم من خلال الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالاشتراك مع معهد ساندانس السينمائي.

جوائز ومشاركات فيلم ذيب في المهرجانات السينمائية حول العالم

- جائزة أفضل مخرج لـناجي أبو نوار ضمن مسابقة آفاق جديدة بعد العرض العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

-تنويه خاص في مهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما البريطاني.

- جائزة أفضل فيلم من العالم العربي في مسابقة آفاق جديدة وجائزة فيبريسكي لأفضل فيلم روائي في العرض الأول في العالم العربي للفيلم بـمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي.

- شهادة تقدير خاصة في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عرضه الأول بأفريقيا.

- جائزة أفضل عمل إخراجي أول من المهرجان السينمائي الدولي لفن التصوير السينمائي (كاميريميج) في بولندا ضمن مسابقة الأعمال الروائية الأولى للمخرجين.

-الجائزة الأولى وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان بلغراد السينمائي الدولي.

- العرض الأول في أميركا الشمالية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

- العرض الآسيوي الأول في مهرجان مومباي السينمائي.

موقع في الفن المصري في

31.05.2015

 
 

قبل عرضه بأيام.. 10 حقائق تاريخية عن فيلم "​ذيب"

كتبهالسينما . كوم

أيام قليلة تفصلنا عن بدء عرض الفيلم الممتدح "ذيب" للمخرج الأردني ناجي أبو نوّار في صالات العرض المصرية، وذلك بعد مروره بجولة في عدد من أهم المهرجانات العالمية والعربية، وفوزه بعدد كبير من الجوائز.

ويقدم الفيلم مغامرة صحراوية تدور في الصحراء العربية خلال عام 1916، حيث الفتى البدوي "ذيب" وشقيقه "حسين"، اللذان يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة "ذيب" من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وقبل بدء عرض "ذيب" بالسينمات المصرية، يصحبكم موقع السينما.كوم في جولة قصيرة مع عدد من المعلومات والحقائق التاريخية، التي تسهل فهم طبيعة أحداث الفيلم..

1. في سنة 1900، بدأت الدولة العثمانية في إنشاء خط قطار الحجاز ليوصل بين دمشق والمدينة المنورة، ليخدم الحجاج القادمين من الشام وأوروبا والأناضول، لكن الخط كانت له مهام عسكرية أيضًا.

2. استغرق بناء الخط 8 سنوات فقط وتم افتتاحه في 1908، وهي فترة قليلة جدا نظرا للإمكانيات المتاحة أيامها، وكان مقررا له أن يصل إلى مكة، لكن إحدى القبائل العربية قامت بثورة اعتراضًا عليه، لأنها كانت تعمل في نقل الحجيج بالإبل، ولهذا تقرر أن ينتهي الخط في المدينة المنورة وليس مكة.

3. في 1914 اشتعلت الحرب العالمية الأولى، وأعلنت الدولة العثمانية دخولها الحرب بجوار ألمانيا، وقررت بريطانيا دخول الحرب وبدأت في مهاجمة الدولة العثمانية من مصر التي كانت واقعة تحت الاحتلال البريطاني.

4. في 1916 اشتعلت الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين في الحجاز وسوريا والعراق، وساندتها بريطانيا التي كانت تحارب الدولة العثمانية بأكثر من جبهة، ولأن خط قطار الحجاز كانت له أهمية عسكرية كبيرة بجوار قيامه بنقل الحجاج، قام الثوار بمهاجمته وتدميره ليتوقف تمامًا في نفس عام اشتعال الثورة، وكان هذا بدعم ومساندة من بريطانيا.

5. كان خط قطار الحجاز يقطع رحلته من دمشق للمدينة المنورة خلال 5 أيام فقط، بدلا من 40 يوم كانت تستغرقها قوافل الدواب والإبل، وكان يبلغ طوله 1320 كيلومتر ويقف بـ8 محطات رئيسية.

6. لحماية خط القطار، أقامت الدولة العثمانية محطات صغيرة كل 20 كيلومتر بامتداد الخط الذي يبلغ طوله 1320 كيلومتر. المحطات كانت تحتوي على آبار أو صهاريج مياه، بالإضافة إلى حامية عثمانية صغيرة.

7. كان السكان المحليين في الصحراء يطلقون على قطار الحجاز اسم "الحمار الحديدي"، ورغم أن الخط أفاد في تنمية بعض المناطق مثل المدينة المنورة، لكنه قضى على الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بقوافل الحج القادمة من الشام.

8. وقد جرت محاولات عديدة لإعادة إحياء خط قطار الحجاز بعد توقفه في 1916، لكن لم تنجح أي من هذه المحاولات.

9. كان الخط يربط بين مناطق تنتمي حاليًا لثلاث دول عربية، وحاليًا لا توجد خطوط قطار تربط بين أي من الدول العربية.

10. "وادي رم" الذي تم تصوير فيلم "ذيب" فيه يقع في الأردن، 70 كم شمال مدينة العقبة، ويتمتع بمناظر سياحية بديعة، وقد شهدت المنطقة من قبل أيضًا تصوير فيلم "لورانس العرب".

السينما.كوم في

01.06.2015

 
 

رغم اللهجة البدوية

مخرج فيلم "ذيب" الأردني يتوقع نجاحا جماهيريا بمصر

القاهرة - رويترز

قال المخرج الأردني ناجي أبو نوار إنه يتوقع أن يحقق فيلمه الروائي الطويل الأول (ذيب) نجاحا كبيرا عند بدء عرضه في دور السينما المصرية الأربعاء وذلك بعد أن حصد العديد من الجوائز في مهرجانات كبرى.

وقال أبو نوار إنه لا يعتقد أن اللهجة البدوية ستشكل عائقا لدى الجمهور في مصر أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان.

وقال في رد على أسئلة لرويترز عبر البريد الإلكتروني: "ربما ستبدو بعض الكلمات البدوية غريبة للجمهور المصري.. لكن سيصلهم معناها من خلال سياق الأحداث".

وأضاف: "لم يؤثر استخدام اللهجة البدوية في انتشاره بالدول العربية.. ففي عواصم عربية ظل الجمهور يصفق في نهاية الفيلم، وبلغ الحماس ذروته وكان هناك احتشاد وتدافع للحصول على التذاكر".

ووصل فيلم (ذيب) ومدته 100 دقيقة إلى دور العرض السينمائي في مصر، بعد عرضه تجاريا في الإمارات والكويت وسلطنة عمان ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية.

وشارك كاتب السيناريو والمنتج باسل غندور في كتابة الفيلم مع أبو نوار. وتدور أحداث الفيلم عام 1916 ويتناول قصة فتى بدوي وشقيقه الأكبر في رحلة محفوفة بالمخاطر بالصحراء.

ونال (ذيب) جائزة أفضل فيلم من العالم العربي وجائزة لجنة النقاد من مهرجان أبوظبي السينمائي 2014 وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2014، وحصل أبو نوار على جائزة أفضل مخرج في قسم (آفاق) بمهرجان البندقية السينمائي.

وأدى الطفل جاسر عيد دور البطولة في (ذيب) وشاركه التمثيل حسين سلامة وحسن مطلق ومرجي عودة.

وقال أبو نوار (33 عاما) لرويترز: "استغرق الفيلم أربع سنوات، منها سنتان في منطقة التصوير. وبالنسبة للطفل جاسر عيد فكان عمره آنذاك 11 عاما وهو لم يسبق له التمثيل من قبل".

وأضاف: "في البداية لم نفكر في الاستعانة به بسبب خجله.. لكنه فاجأ الجميع بتألقه عندما وقف أمام الكاميرا واستغرق تدريبه إلى جانب الممثلين الآخرين ثمانية أشهر".

وتابع قائلا: "هذا إلى جانب تعليمه السباحة للقيام ببعض المشاهد. كنت أصطحبه بنفسي في رحلة طويلة إلى أقرب مكان لتعليم السباحة لعدم توافر الإمكانات بقريته".

ولا يبدو أن (ذيب) أشبع شغف المخرج الأردني بالماضي إذ إنه قرر أن تدور أحداث فيلمه القادم أيضا في عشرينيات القرن العشرين.

وقال أبو نوار المولود في بريطانيا: "فيلمي القادم هو نوع من التتمة لفيلم ذيب.. لكنه عمل أضخم مليء بالأكشن (الحركة) وسيكون على مستوى فيلمي الرسالة وعمر المختار للمخرج الراحل مصطفى العقاد".

وأضاف: "آمل أن أصنع شيئا لم تسبق صناعته في السينما العربية".

وبدأ أبو نوار مسيرته المهنية في 2005 إذ إنه كان ضمن الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل (راوي) لكتاب السيناريو في الأردن التي تقام بالاشتراك مع معهد "صندانس" للأفلام.

وفي 2009 كتب وأخرج فيلمه القصير الأول (موت ملاكم) الذي عرض بعدد من المهرجانات من بينها مهرجان "بالم سبرنغز" للأفلام القصيرة ومهرجان ميامي.

عربي 21 المصرية في

02.06.2015

 
 

'ذيب' يسافر بلهجته البدوية إلى السينما المصرية

القاهرة - من سامح الخطيب

المخرج الأردني ناجي أبونوار يتوقع ان يحقق فيلمه الروائي الطويل نجاحا كبيرا عند بدء عرضه في مصر.

قال المخرج الأردني ناجي أبونوار إنه يتوقع ان يحقق فيلمه الروائي الطويل الأول (ذيب) نجاحا كبيرا عند بدء عرضه في دور السينما المصرية الأربعاء وذلك بعد أن حصد العديد من الجوائز في مهرجانات كبرى.

وقال أبونوار إنه لا يعتقد ان اللهجة البدوية ستشكل عائقا لدى الجمهور في مصر أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان.

وقال "ربما بعض الكلمات البدوية ستبدو غريبة للجمهور المصري .. لكن سيصلهم معناها من خلال سياق الأحداث".

وأضاف "لم يؤثر استخدام اللهجة البدوية في انتشاره بالدول العربية.. ففي عواصم عربية ظل الجمهور يصفق مع تتر نهاية الفيلم وبلغ الحماس ذروته وكان هناك احتشاد وتدافع للحصول على التذاكر".

ووصل فيلم (ذيب) ومدته 100 دقيقة إلى دور العرض السينمائي في مصر بعد عرضه تجاريا في الإمارات والكويت وسلطنة عمان ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية.

وشارك كاتب السيناريو والمنتج باسل غندور في كتابة الفيلم مع أبونوار. وتدور أحداث الفيلم عام 1916 ويتناول قصة فتى بدوي وشقيقه الأكبر في رحلة محفوفة بالمخاطر بالصحراء.

ونال (ذيب) جائزة أفضل فيلم من العالم العربي وجائزة لجنة النقاد من مهرجان أبوظبي السينمائي 2014 وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2014 كما حصل أبو نوار على جائزة أفضل مخرج في قسم (آفاق) بمهرجان البندقية السينمائي.

وأدى الطفل جاسر عيد دور البطولة في (ذيب) وشاركه التمثيل حسين سلامة وحسن مطلق ومرجي عودة.

وقال أبونوار (33 عاما) "استغرق الفيلم اربع سنوات منها سنتان في منطقة التصوير. وبالنسبة للطفل جاسر عيد فكان عمره آنذاك 11 عاما وهو لم يسبق له التمثيل من قبل".

وأضاف "في البداية لم نفكر في الاستعانة به بسبب خجله .. لكنه فاجأ الجميع بتألقه عندما وقف أمام الكاميرا واستغرق تدريبه إلى جانب الممثلين الاخرين ثمانية أشهر".

وتابع قائلا "هذا إلى جانب تعليمه السباحة للقيام ببعض المشاهد. كنت اصطحبه بنفسي في رحلة طويلة إلى أقرب مكان لتعليم السباحة لعدم توافر الإمكانات بقريته".

ولا يبدو ان (ذيب) أشبع شغف المخرج الأردني بالماضي اذ قرر ان تدور أحداث فيلمه القادم أيضا في عشرينات القرن العشرين.

وقال أبو نوار المولود في بريطانيا "فيلمي القادم هو نوع من التتمة لفيلم ذيب .. لكنه عمل أضخم مليء بالأكشن (الحركة) وسيكون على مستوى فيلمي الرسالة وعمر المختار للمخرج الراحل مصطفى العقاد".

وأضاف "آمل ان أصنع شيئا لم يسبق صناعته في السينما العربية".

وبدأأبونوار مسيرته المهنية في 2005 اذ كان ضمن الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل (راوي) لكتاب السيناريو في الأردن التي تقام بالاشتراك مع معهد صندانس للأفلام.

وفي 2009 كتب وأخرج فيلمه القصير الأول (موت ملاكم) الذي عرض بعدد من المهرجانات من بينها مهرجان بالم سبرنجز للأفلام القصيرة ومهرجان ميامي.

ميدل إيست أونلاين في

02.06.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)