كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

"ذيب" الأردني بالقاهرة بعد "أفضل فيلم عربي" بأبوظبي

الكويت - عبدالستار ناجي

(أوسكار 2016)

الفيلم الأردني «ذيب»

   
 
 
 
 

بعد فوزه في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي بجائزة أفضل مخرج في تظاهرة "آفاق"، ها هو المخرج الأردني ناجي أبو نوار يحقق فوزاً جديداً للسينما الأردنية من خلال فيلمه "ذيب" في مهرجان أبوظبي السينمائي، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم عربي، كما فاز بجائزة النقاد السينمائيين الدوليين، "الفيربشي" وهو في الطريق إلى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي سيفتتح مساء غد الأحد في العاصمة المصرية.

وفيلم "ذيب" يمثل تجربة سينمائية أردنية تنشد العالمية، بمواصفات فنية عالية الجودة، ويعتمد الفيلم على سيناريو مكتوب بعناية، يذهب إلى عام 1916، حيث حكاية الفتى "ذيب" ابن القبيلة الذي يقضي جل وقته يلهو مع شقيقه الأوسط، بينما يقوم شقيقهم الأكبر بإدارة شؤون القبلية بعد وفاة والدهم شيخ القبيلة، في تلك الأثناء، يصل ضابط بريطاني برفقته شابة، يسألون عن والدهم شيخ القبيلة، من أجل الوصول إلى بئر مهجورة في وادي رام جنوب الأردن، حيث يقرر الأكبر مساعدتهم وإرسال شقيقه الأوسط ليدلهم على الطريق والبئر.

عندها يلحق بهم الفتى "ذيب"، حيث تمضي الأحداث بشكل تتداخل به المواجهة مع بعض اللصوص. والحديث مع الثوار ضد الحكم العثماني، وكم آخر من الحكايات التي تجمع بين البطولة والتحدي والثأر والكرامة.

وانتقال ذلك الفتى "ذيب" من نهاية طفولته إلى بداية رجولته، حينما يشاهد اغتيال شقيقه والضابط ومرافقه، وأيضا مساعدة قاتل شقيقه في المرحلة الأولى .

هكذا هو البناء الدرامي، أما خلفية الأحداث فهي بداية الثورة العربية الأولى، وأيضا المواقع التي تصور للمرة الاولى، منذ "لورانس العرب" لدايفيد لين في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

فيلم بدوي، على صعيد اللهجة والمقاييس الدقيقة لحياة البداوة، وليس كتلك الإحداثيات، لا علاقة لا من قريب أو بعيد، بسينما الغرب الأميركي "الويسترن" بل هو اشتغال أصيل على الموضوع أولا، ثم الهوية أولا وأخيرا، في سينما "أردنية – عربية" عالمية الملامح، تذهب إلى أدق التفاصيل، ولهذا نحن أمام عمل ذي كلفة عالية بالإنتاج، تطلب تأمينها كثيراً من الجهد والمال والوقت.. حتى ورغم أن العلاقة بين الفتى "ذيب" الشاب البدوي جاسر عبيد الذي يمثل للمرة الأولى، مع الضابط الإنكليزي، تبدو غير واضحة، حيث يظل "ذيب" مدهوشاً بذلك الضابط والصندوق الذي يحمله، والذي نعرف لاحقاً أنه يضم المتفجرات، التي حملها معه لدعم الثوار، والتي يبيعها قاطع الطرق إلى الضابط العثماني قبل اغتيال قاطع الطريق على يد "ذيب".

فيلم "ذيب" هو في حقيقة الأمر مغامرة سينمائية تأخذنا إلى تلك العوالم، حيث الصحارى التي تحيطنا، والتي ظلت غائبة عن السينما العربية سنوات بل عقود طويلة، حتى حينما تأتي فإنها تأتي هامشية، وغير فاعلة أو منتمية إلى المكان والحدث.

في الفيلم مع المخرج ناجي أبو نوار هنالك جاسر عيد وحسن مطلق وحسين سلامة وجاك فوكس "بدور الضابط" وأيضا مدير التصوير ولفغانغ تالر، الذي أضاف الكثير من الرؤية البصرية لمشاهد الفيلم، بالإضافة إلى الموسيقى لجيري لين، الذي قدم موسيقى مستمدة من المكان. والزمان والحدث، ولا يمكن بأي حال من الأحوال نسيان الدور الذي قام به المونتير روبرت لويد وأيضا مهمة الديكور آنا لافيل في إضفاء جمالية المشهد وأيضا الإيقاع المتسارع للفيلم.

فيلم "ذيب" يمثل اشتغالاً حقيقياً على الحرفة والمضامين، وحينما يذهب المخرج ناجي أبو نوار إلى الحالة البدوية، فإنه يجد في تلك المادة حالة من الثراء من حيث المضامين، والصور وأيضا الدلالات، خصوصا، في المرحلة الزمنية التي يذهب إليها، وهي ذات المرحلة التي ذهب إليها دايفيد لين في فيلمه "لورنس العرب" ولكن من وجهة نظر ذلك الصبي البدوي، الذي ورث القيم الكبرى، ودافع عنها.

في فيلم "ذيب" يخوض أبو نوار تجربته الروائية الثانية، بعد فيلمه القصير الأول "موت ملاكم" الذي كتبه وأخرجه عام 2009، مشيرين إلى أن أبو نوار بدأ مسيرته عام 2005، حيث كان ضمن الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل درامي لمؤلفي السيناريو في الأردن التي نظمت بالتعاون مع معهد "ساندانس – للأفلام" التابع لمهرجان "ساندانس" للسينما المستقلة.

باختصار شديد إن فيلم "ذيب" يمثل قفزة متقدمة للسينما الأردنية تتجه بوصلتها إلى العالمية وتدعو إلى مزيد من الاشتغال على الكنز الذي كشف عنه المخرج ناجي أبو نوار، حيث وادي رم. وأيضا الإرث البدوي. وبدايات الثورة العربية الأولى التي لم تنهل منها السينما والفن العربي إلا نادرا.

العربية نت في

08.11.2014

 
 

مخرج «ذيب»: كنت شغوفاً بمعرفة رد فعل الجمهور المصرى حول الفيلم

كتب: أحمد الجزار

عرض مهرجان القاهرة السينمائى الأربعاء الفيلم الأردنى «ذيب» للمخرج ناجى أبونوار في أول تجربة روائية طويلة له، نجح المخرج من خلاله في الحصول على أول جائزة دولية للسينما الأردنية بعد أن حاز جائزة أفضل مخرج في مسابقة آفاق بمهرجان فينسيا، كما حقق فوزا آخر بحصوله على جائزة أفضل فيلم في مهرجان أبوظبى هذا العام، وتدور أحداث الفيلم في صحراء الأردن، حيث يلقى المخرج بظلاله على الحياة في الصحراء الأردنية في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى 1916 وطبيعة الحياة البدوية وعاداتها وحتى التغيرات التي طرأت عليها بعد مد سكة الحجاز عبرها، وسط تحديات ترتبط بالصراع من أجل البقاء والعادات والقيم البدوية، فضلا عن إبراز جمالية وادى رم، حيث صور الفيلم بأكمله على غرار أول فيلم صور في الأردن وهو لورانس العرب.

عبر ناجى أبونوار عن سعادته بعرض الفيلم في مهرجان القاهرة مؤكدا أنه كان ينتظر رد فعل الجمهور المصرى بشغف كبير، مؤكدا أن مصر بالنسبة له هوليوود الشرق وأم السينما، وأضاف يهمنى أن يستقبل الجمهور المصرى الفيلم بحب كما حدث في فينسيا وأبوظبى، لأننى أعرف أنه جمهور متذوق ولا يعجبه أي شىء، وأيضا سعادته بعرض الفيلم تجاريا في دور العرض المصرية خلال الفترة المقبلة.

وقال «أبونوار»: إنه قرر تصوير فيلم عن صحراء الأردن وحياة البدوية لأنها تعد دائما مصدرا خصبا للأفلام، كما يحدث في السينما الغربية ورغبتى أيضا في تقديم فيلم عن بدو الصحراء، وقد اخترت هذه الفترة تحديدا لأنها كانت البداية للثورات العربية ضد المستعمر، كما تكشف عن صراعات المستعمر في المنطقة بشكل عام

وأضاف أبونوار أنه استعان بالبدو للقيام ببطولة هذا الفيلم، وقال رغم المغامرة في ذلك إلا أننى وجدت أن هؤلاء الأشخاص أفضل من يقدمون حياتهم أمام الكاميرات، ولذلك قمت بتدريبهم أكثر من 8 أشهر لأمنحهم خبرة في التعامل أمام الكاميرات، حتى لا تسبب لهم أي إزعاج، لأننى بصراحة كنت أريد أن أظهر أداءهم بتلقائية وعفوية شديدة وأعتقد أنهم ساعدونى في ذلك، واستطاعوا أن يقدموا أداء مبهرا لنا جميعا.

وحول عنوان الفيلم، قال أبونوار: إن الاسم مألوف لدى الأردنيين، إذ يستخدم كمجاملة للشخص الشجاع القوى الماكر، ولكن بالنسبة للبدو، فهناك العديد من الصفات التي تتعلق بـ«الذيب»، فهو أولا حيوان ذكى وصياد ماهر، معروف بولائه لقطيعه أو قبيلته، وهى صفة مشتركة بين البدو وعنصر رئيسى في الثقافة البدوية والعربية بشكل عام.

أما تمويل إنتاج الفيلم فكان صعبا في البداية، بحسب أبونوار، ولكنه تم الحصول على الدعم من مجموعة رائعة والتى تفكر بما هو آت وبالمستقبل، إلى جانب الدعم الفردى وغالبيتهم من الأردنيين، الذين ساهموا في معظم الميزانية والعديد من الهيئات أيضا التي ساعدت على إنجاز الفيلم، ومنها: صندوق الملك عبدالله الثانى للتنمية، إلى جانب الدعم الذي ناله الفيلم من «صندوق سند» في أبوظبى، كما أشار أبونوار إلى الدور الكبير والتضحيات التي لعبها كل فرد في العمل، الذي قدمه في ميزانية محدودة، موضحا أن البعض قبلوا أجورا منخفضة بينما عمل آخرون مجانا، وكانت روح الفريق هي السائدة فيما بيننا.

المصري اليوم في

12.11.2014

 
 

إقبال جماهيري على “ذيب

القاهرة انتصار صالح:

حظي فيلم المخرج الأردني ناجي أبو نوار "ذيب"، الفائز بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان أبوظبي الشهر الماضي، بإقبال شديد في مهرجان القاهرة .

وشهدت ندوة تلت عرض الفيلم، مساء أمس الأول، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا إقبالاً شديداً وتدافعاً وصل إلى حد الاشتباك من عدد كبير من الجمهور يحاول دخول العرض في تكرار لما حدث في أول عرض له بالمهرجان صباح اليوم السابق . ودعا ذلك إدارة المهرجان إلى تخصيص عرض ثالث له في اليوم التالي . وقال أبو نوار في الندوة إنه اختار كل الممثلين من أهل المنطقة التي صور فيلمه فيها، وهي الأراضي التي شهدت نشأة وتكوين المملكة الأردنية الهاشمية، وأضاف أن أغلب الممثلين المحترفين بالأردن يعملون في المسلسلات، وهو في رأيه نمط في التمثيل يختلف عن السينما، لذا كان التفكير في اختيار الممثلين من أبناء المنطقة للوصول للقدر الأكبر من المصداقية، حيث يعيش أغلبهم بالفعل حياة البداوة حتى الآن، وأشار إلى أن اختيار الممثلين جاء من بين 250 ألفاً من أهل المنطقة تقدموا للمشاركة بالفيلم اختير من بينهم ،11 أقام لهم ورشاً للإعداد لمدة 8 شهور قبل التصوير .

وذكر أنه اختار تقديم موضوع يتناول حياة البداوة في الماضي، لأنه الموضوع الذي أثار اهتمامه وأراد أن يقدم من خلاله صورة صادقة عن المجتمع البدوي في مرحلة مهمة من تاريخ المنطقة

فيلم "ذيب" ينافس في مسابقة "آفاق السينما العربية"، وهو أحد البرامج الموازية للبرنامج الرسمي للمهرجان التي استحدثت في هذه الدورة، تنظمها وتشرف عليها نقابة المهن السينمائية .

الخليج الإماراتية في

13.11.2014

 
 

ذيب فى القاهرة

علا الشافعى

شهد العرض الثالث للفيلم الأردنى «ذيب» إقبالا جماهيريا كبيرا، خلال فعاليات الدورة الـ36 لمهرحان القاهرة السينمائى الدولى، ورغم عرض الفيلم مرتين حيث يتنافس داخل مسابقة آفاق السينما العربية فإن ذلك لم يؤثر على الإقبال الجماهيرى فى العرض الثالث، ويبدو أن السمعة التى حققها الفيلم فى عرضيه الأول والثانى، إضافة إلى حصوله على جائزة أحسن فيلم عربى من مهرجان أبوظبى السينمائى فى دورته الأخيرة، وحصول مخرجه ناجى أبونوار على جائزة أحسن مخرج فى الشرق الأوسط من مجلة فارايتى، وقبل كل ذلك حصوله على جائزة أور زونتى من مهرجان فينسيا الدولى ضمن مسابقة آفاق جديدة، وهى المسابقة التى تحتفى بالتجارب الأولى والثانية لمخرجين أصحاب رؤى فنية وبصرية مختلفة وواعدة، كل هذا ساهم، وبشكل كبير فى نسبة الإقبال الجماهيرى، كما أن مخرج الفيلم أعلن سعادته بهذا الإقبال من الجمهور المصرى، وهو ما فتح أفق عرض الفيلم جماهيريا بعد ذلك فى دور العرض المصرية، والسؤال الذى يجب أن نطرحه، هل يستحق ذيب التجربة الأولى لمخرجه ناجى نوار كل هذه الضجة؟ والاجابة هى بالقطع نعم،خصوصا أننا أمام فيلم شديد التميز فى كل عناصره الفنية، وتجربة تؤرخ لسينما أردنية واعدة. والفيلم تدور أحداثه فى صحراء الجزيرة العربية أثناء الحرب العالمية الأولى، فى ظل تنازع، الإمبراطوريتين البريطانية والعثمانية، حول السيطرة على الجزيرة التى تعيش مرحلة فارقة فى تاريخها وهى المرحلة التاريخية الثرية والمليئة بالكثير من الصراعات، خصوصا أن أكثر المتضررين من تلك النزاعات والصراعات هم أهل الأرض، الذين يعيشون فى تلك الأرض ويصبح عليهم أن ينضموا لأحد الطرفين، وفى هذه الحالة سيتم وصفهم بالخيانة من قبل الطرف الثانى ويدفعون الثمن أو يقفون على الحياد وأيضاً سيدفعون ثمنا باهظا قد يكلفهم حياتهم وأرضهم، والمفارقة أنه صراع ليس لهم ذنب فيه من قريب أو بعيد. ذيب هو الابن الأصغر لإحدى هذه القبائل، التى تلتزم بحكم التقاليد العربية بمساعدة من يطلب العون، حتى لو كان ضابطا إنجليزيا يبحث عن خط سكك حديدية دون أن يفصح لأحد عن هذا السبب، هذا الوافد الذى يغير من طبيعة الحياة والصراع، فالطفل الصغير ينظر إلى هذا الوافد على أنه «غريبة» من غرائب الطبيعة، وكبار القبيلة يرحبون به ويقررون مساعدته، وحتى لو كان الثمن هو خسارة أرواح أحدهم فهم كانوا يعيشون فى سلام قبل مجئيه، إلا أنهم أعطوه العهد، ويذهب الابن الأكبر مع دليل يصاحب الضابط الإنجليزى، ولكن ذيب الطفل الفضولى، والذى تربطه بشقيقيه الأكبر علاقة توأمة وأبوة فى ذات الوقت فهو المثل والقدوة، الذى يعلم الطفل كل شىء بدءا من رعى الأغنام وركوب الجمال، وصولا إلى المبارزة بالسيف، لذلك يخرج ذيب خلف شقيقه الأكبر الذى ذهب ليرشد الضابط الإنجليزى، ليس مدفوعا فقط بتلك الرغبة الفضولية الطفولية، ولكن لأنها حتمية الحدث والتغيير، فكل شىء فى المنطقة يتغير، مع وجود السكك الحديدية، وتغير وسائل النقل، وهو ما أدى لتوقف مهن كانت تعتمد على النقل عن طريق الإبل فى دروب الصحارى، ذيب الطفل يجد نفسه فى خضم الكثير من التطورات، ضابط إنجليزى لا يفصح عما يريد، أخطار من عصابات الطرق، وآخرون يقفون مع الدولة العثمانية ضد الإنجليز، شقيقه يقتل أمامه، ويضطر لدفنه، ومحاولة لإنقاذ نفسه من رجال العصابات يلقى نفسه فى بئر ماء، إلى أن يضطر للتعامل مع واحد من رجال العصابة والذى تركه زملاءه لأنه جريح، وكأنه بكل تلك الأحداث والتطورات، يتم تعميد ذيب الطفل ليصبح رجلا، صنعه حاضره المرير، خرج وراء شقيقه على حمار صغير، وعاد ممتطيا جملا، مثل الرجال. «ذيب» فيلم يحمل أجواء قريبة أو تشبه أجواء أفلام الويسترن الغربية والساموراى اليابانية، لكن صورة البطل هنا ليست «كاوبوى» على صهوة حصانه، أو مقاتل ساموراى يجذب سيفه برشاقه، يحسد عليها بل فارس بدوى نبيل، يدفع ثمن نبله، وهو إن جاز التعبير ويسترن بدوى، وحيث لا توجد أفلام بدوية وهنالك عدد قليل من الأعمال تم إنتاجها فى مصر ولبنان، لذلك يعد فيلم ذيب واحدا من الأفلام القليلة التى قدمت تلك الأجواء بحرفية عالية، ومن خلال شكل فنى شديد التميز، ناجى مخرج متمكن من أدواته بصورة مدهشة، خصوصا أنه يقدم تجربته الروائية الأولى منطلقا من تراث ثقافى متنوع، وهو ما ساهم فى أن يخرج الفيلم بهذا الشكل، فناجى درس السينما فى لندن ومعه فريق عمل أغلبه من الأجانب، إلا أن فيلمه مفعم بذلك السحر الخاص بالشرق، والذى يبدو أن ناجى متشربا له، ولم يتعامل معه بعين الاستشراق، أو كمن يشاهد من بعيد شيئا يتعالى عليه أو منفصلا عنه، ولكنه فى كل لقطة يؤكد أنه ابن تلك المنطقة، التى يدفع أبناؤها طوال الوقت ثمن وجودهم فى تلك البقعة من الخريطة.

اليوم السابع المصرية في

14.11.2014

 
 

«ذيب» يخرج من القاهرة إلى الدوحة

كتب: أحمد الجزار

قررت إدارة مهرجان أجيال السينمائي عرض الفيلم الاردني «ذيب» من أخراج ناجي أبو نوار، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان أجيال.

وتقرر أن ينتقل الفيلم من مهرجان القاهرة إلى الدوحة مباشرة والتي ستشهد انطلاق المهرجان، ومن المقرر أن يرافق الفيلم مخرجه لعقد ندوة حول الفيلم. ويذكر أن «ذيب» يعد أول فيلم أردني يحقق جائزة دولية بحصول مخرجه على جائزة أفضل مخرج من مسابقة آفاق بمهرجان فينسيا السينمائي كما حصل علي جائزة أفضل فيلم في مهرجان أبو ظبي السينمائي.

المصري اليوم في

12.11.2014

 
 

من «عيون الحرامية» إلى «ذيب»: تفاوت التجارب العربية

علا الشافعي

إذا كانت السينما المصرية المشاركة في «مهرجان القاهرة السينمائي» متنوعة، وحملت روحاً تجديدية، فالسينما العربية تفاوتت تجاربها وشاهدنا أعمالاً أقرب إلى التجارية مثلما هي الحال مع الفيلم الإماراتي «من ألف إلى باء» لمصطفى على، و»استريو» للفلسطيني رشيد مشهراوي الذي لم يختلف كثيراً عن عوالم أفلامه السابقة. أما «ذيب» للأردني ناجي أبو نوار فيعدّ تجربة مهمة في السينما العربية نظراً إلى خصوصيته وتميزه. وشهد عرضه حضوراً جماهيرياً غير مسبوق في المهرجان.

يؤرخ «ذيب» لسينما أردنية جديدة ومختلفة على مستوى الحكي والصورة. هو أقرب إلى أفلام «الويسترن» المصنوعة عن عالم البدو والصحراء. وهناك أيضاً فيلم «عيون الحرامية» لنجوى نجار الذي تدور أحداثه حول أب فلسطيني من رام الله يدخل السجن عشر سنوات ويخرج ليجد أن زوجته ماتت وابنته عرضت للتبني، فيبدأ رحلة بحث عنها بين رام الله ونابلس في الضفة الغربية المحتلة. «عيون الحرامية» الذي عُرض ضمن المسابقة الدولية، هو الفيلم الروائي الطويل الثاني لنجار الذي اختارته وزارة الثقافة ليمثل فلسطين في المنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. تناقش نجوى نجار هنا الصراعات الداخلية لشخصيات فيلمها نتيجة خياراتها في الحياة، خصوصاً البطل طارق الذي يجسد دوره الممثل المصري خالد أبو النجا. يحاول طارق أن يوازن بين مواقف سياسية دفع ثمناً لها حياته كزوج وأب، وبين رغبته في استعادة تلك الحياة بالعثور على ابنته المفقودة. وتقترب المخرجة الفلسطينية من شخصياتها بشكل انساني لتعرفها عن قرب، وتتوحد مع قضيتها وتسلط الضوء على معاناتها. ورغم أن الفيلم يطرح قضية بيع المياه في الأراضي المحتل من خلال ذلك الفلسطيني الثري الذي يتواطأ مع العدو، إلا أن الفيلم زخر بمشاهد كانت تحتاج إلى اختصار. كما استسلمت نجار إلى الصور النمطية المكررة عن العيش تحت وطأة الاحتلال. الجميل في العمل طزاجة مشاركة النجمة والمغنية الجزائرية سعاد ماسي مجسدةً دور امرأة فلسطينية وحيدة مقهورة، تربي ابنها وفتاة بالتبني، وتعاني من وطأة الاحتلال وتسلّط رب العمل المتواطئ مع العدو الذي يرغب في الزواج بها قبل أن تلتقي طارق الذي تشعر أنه حبها المفقود. وعلى رغم عدم إجادة ماسي للهجة الفلسطينية، إلا أنّ الفنانة بحزن عينيها وتعبيرات وجهها، قدمت دورها بشكل جيد. «عيون الحرامية» فيلم يحمل المعاناة، لكن فيلم نجوى الأول «المر والرمان «كان أكثر جمالاً وتميزاً في لغته البصرية وحبكته الدرامية.

الأخبار اللبنانية في

18.11.2014

 
 

ذيب”.. مغامرة بكر في الصحراء تمزج العزة بحب البقاء

أمل ممدوح

مع الطبيعة البكر نشأت قصة الإنسان بفطرته البكر؛ لتشكل ثنائيتهما عمق مشهد الحياة، مشهد قد  تستغرقنا أحيانا تفاصيله بانتظار القصة لنجد أن التفاصيل هي البطل والقصة، هكذا كان فيلم “ذيب” الذي عرض في 100 دقيقة ضمن فعاليات “آفاق السينما العربية” بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته 36، بأخذنا لباكورة الفطرة والطبيعة وثراء التفاصيل، ولعمق أنثروبولوجي شائق لتكيف الإنسان مع الطبيعة حد قيادتها أحيانًا، فوسط صورة تكاد تكون الأجمل للصحراء برمالها ومكوناتها وطبيعتها وبراحها، وما فيها كذلك من شمسها وقسوة حياتها وتقلباتها واقتراب التيه في اتساعها، صاغ المخرج الأردني “ناجي أبو نوار” أولى تجاربه السينمائية، ورغم مولده ونشأته في الولايات المتحدة إلَّا أنه اختار أن تكون انطلاقته من عمق بيئته، صحرائها وبدوها، مبتغيًا إخراج روح “الساموراي” الذي أحبه ومغامراته من عمق الثقافة والبيئة العربية التي ينتمي إليها وعايشها عن قرب مدة عام قبل التصوير، ليخرج كل ما في الفيلم بكرًا.. الصحراء وقد أحسن اختيار موقعها (وادي رام بالأردن وصحراء السعودية)، والممثلين الذين فوجئ ممن شاهد الفيلم بأنها التجربة الأولى لهم، وربما لم يخطر ببالهم، ليفوز مخرجه بجائزة أفضل مخرج في قسم آفاق بمهرجان فينيسيا ويحصد عدة جوائز أخرى في عدة مهرجانات.

يأخذنا الفيلم من اللقطة الأولى لتفاصيل تجذبنا وإن لم ندرك بعد أين تذهب بنا، فامتازت اللقطات بالجاذبية والصورة التي تألق فيها تصوير “وولفجانج ثالر” بحركة وكادرات تمازجت مع الجمال، مع إيقاع مونتاج متدفق لا يمنع إمعانًا، يؤسس الفيلم لقصته مباشرة من خلال نسج العلاقة بين بطله الطفل الصغير “ذيب” (جاسر عيد) وأخيه الأكبر “حسين” (حسين سلامة)، الذي يعلمه يشركه معه في كل شيء ويدربه على ذبح الشاه واستخدام البندقية بشجاعة كما يلاعبه ويفهمه الحياة وكيف يكون رجلًا قادرًا على بيئته، بصداقة وأبوة معًا، فهو بمثابة أبيه بعد فقد والدهما، نلاحظ فضول “ذيب” الدائم ودهشته، وأسئلته النهمة مع تعليقات فطرية بريئة تدعو للابتسام كلما تكلم، وتبدأ خيوط المغامرة التي يشهدها الفيلم بمجيء أحد الجنود الإنجليز في مهمة خطيرة غامضة تحتاج دليلًا ومرافقين بدوًا، لتخطفنا إحدى جماليات الحوار المميز الذي وضعه كل من ناجي أبو نوار وباسل الغندور، حين يسأل “ذيب” الفضولي الجندي الإنجليزي الذي يبدو عليه الرونق والفخامة: إنت أمير؟ كم مرة ذبحت؟ ليبدأ حسين مهمته في الصحراء مع مجموعة من الرجال بصحبة الرجل الإنجليزي تاركًا ذيب الذي يصر على اللحاق به بجلد وشجاعة يبينان معالم شخصيته، فيصل إليهم ويرافقهم، وهنا نشير للمناخ الزمني للفيلم الذي يرتبط بما يأتي حيث تدور قصة الفيلم خلال فترة الحرب العالمية الأولى، عام 1916 حين كان الحجاز خاضعًا للإمبراطورية العثمانية، وبعد اندلاع الثورة العربية في شبه الجزيرة العربية ضد العثمانيين بدعم من البريطانيين للتخلص من الأتراك، لكن هذه الأحداث السياسية ظلت كخلفية هامشية دون خوض كبير فيها، هنا نجد ومضة أخرى من جماليات السيناريو ورسم شخصية “ذيب” الذي يجذبه الصندوق المغلق مع الجندي الإنجليزي طوال الوقت فيريد فتحه ليرى ما بداخله لإرضاء هذا العقل دائم الحركة المحب للاستكشاف، فيضربه الرجل بعنف ويدافع عنه أخيه بعنف أكبر ثم يردع “ذيب” برفق، تتطور الأمور سريعًا فيكتشفون أن هناك من يتتبعهم ويتم إطلاق نار ويتفرق الجميع ويبقى ذيب وأخيه في منطقة جبلية يهاجمهما فيها قطَّاع طرق يعرضون السلام مقابل الركائب “الجمال”، ليخط من جديد السيناريو جمالياته حين يحسم “حسين” الأمر دون تردد، بقوله لأخيه: “إن راحوا رحنا” فلا يساوم أو يستسلم، فإما حياة أو موت شريف، يقاتل ومعه أخيه دون خوف، ليبدأ الجزء الأهم حين يقتل “حسين” ، ويسقط “ذيب” في بئر في الليل، تتألق مع لقطاته الليلية جماليات التصوير، وبحب الحياة والبقاء ينجح في الصعود مع طلوع النهار، ليكتشف موت أخيه الذي يلعق دماءه الذباب فيدفنه في تسليم وصمت موجع عميق التأثير دون بكاء، ويجد  نفسه وحيدًا في صحراء واسعة دون وسيلة تنقل أو جمل أو غذاء أو شراب، لكنه يسعى للحياة، يأتيه قاتل أخيه مصابًا فيناوله الماء في حذر ثم يخطف مسدسه، هكذا نشأ بمزج اليقظة والأخلاق، يشرب الماء، ويشعل النار ويصبر حتى يقوى، فهكذا قال أبوه: “القوي يأكل الضعيف” وهكذا ذكره أخوه قبل مقتله، يساعد عدوه حتى يقوى ليأتي المشهد الأخير بصحبة عدوه الذي أدى دوره “حسن مطلق”، الذي يشعرك أن وراءه ميراث خبرة لا أول تجربة، ليعرف “ذيب” أن هذا الرجل متعاون مع الأتراك يبيعهم أغراض الجندي الإنجليزي وصندوقه الذي نكتشف أنه جهاز تفجير ويقبض الثمن، أما “ذيب” فيرفض المال ولا يساوم، ينتظر الآخر في الخارج غاضبًا ليقتله بشجاعة ودون تردد بطلقة واحدة تصيبه، ثائرًا لأخيه ومنتقمًا بدهاء من خيانته غير عابئ بالنتيجة رغم كل كفاح وحب البقاء.. لينطلق بعدها على جمل القتيل للحياة.

نجح “ذيب” في تسجيل انطلاقة قوية للسينما الأردنية وبصمة فنية متميزة، خاصة مع صورة ثرية الجمال وموسيقى مقننة التوظيف متدفقة كإيقاع الحياة وضعها “جيري لين”، وأداء بكر عفوي لم يفسده احتراف أو اصطناع لمعظم الممثلين وعلى رأسهم الطفل الرائع “جاسر عيد”، مع غمس المشاهد في عمق البيئة البدوية وثقافتها ولهجتها وأنثروبولوجيتها، فشاهدنا الغناء البدوي والعادات وحيل الأعداء بالغناء المستفز المربك لمستهدفيهم، وتقلبات الجو من شمس وبرد وعواصف وقمر مضيء ساحر رغم ما يظله من غموض وخطر، والأهم الصورة النفسية للإنسان البدوي الذي ربما كان عليه ليحيا وسط بيئة متقلبة صعبة تملؤها الذئاب، أن يكون مثلهم.. “ذيب”.

البديل المصرية في

21.11.2014

 
 

"ذيب" يحصل على جائزة أفضل عمل إخراجي بمهرجان "كاميريميج البولندي"

أش أ : حصل فيلم "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار، على جائزة أفضل عمل إخراجي أول في مسابقة الأعمال الروائية الأولى للمخرجين، من المهرجان السينمائي الدولي "لفن التصوير السينمائي كاميريميج" الذي استضافته مدينة بيدغوشت البولندية، وذلك بعد أيام قليلة من حصوله على شهادة تقدير خاصة ضمن "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" والذي انتهت فعالياته يوم الثلاثاء الماضي.

وقد ذهبت الجائزة لاسم المخرج ناجي أبو نوار بالاشتراك مع مدير التصوير النمساوي "ولفغانغ تالر" لإنجازهما البصري في الفيلم، وتقام المسابقة من خلال جمعية السينمائيين البولنديين وتتخصص في اكتشاف أفلام حديثة لصناع أفلام واعدين استطاعت مشاريعهم الجديدة مفاجأة لجان الحكام والمشاهدين في جميع أنحاء العالم، وقد ترأس لجنة تحكيم هذه المسابقة المخرج والمنتج الأمريكي الشهير "ألبرت هيوز".

كما يشارك فيلم "ذيب"، في الدورة الـ 15 من مهرجان "طوكيو فيلمكس السينمائي الدولي"، الذي يقام في الفترة من 22 حتى 30 نوفمبر، حيث ينافس الفيلم ضمن مسابقة المهرجان التي تعرض 9 أفلام من أبرز أعمال صناع الأفلام الواعدين في القارة الآسيوية، وسوف يختار الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى لجنة تحكيم مكونة من 5 سينمائيين محترفين من دول مختلفة.

وكان العرض الأول لفيلم "ذيب"، في مصر وأفريقيا ضمن مهرجان القاهرة قد شهد إقبالاً جماهيرياً دفع المهرجان لإقامة عرض إضافي استثنائي للفيلم، كما حصل ذيب على شهادة تقدير خاصة في مسابقة آفاق السينما العربية

يذكر أن فيلم "ذيب"، قد حصل على جائزتين من مهرجان أبوظبي السينمائي، بعد العرض الأول له في العالم العربي، حيث نال الفيلم جائزة "أفضل فيلم من العالم العربي" وجائزة "فيبريسكي" لأفضل فيلم روائي من خلال مسابقة آفاق جديدة، كما حصل المخرج الأردني ناجي أبو نوار على جائزة أفضل صانع أفلام عربي لعام 2014، التي تمنحها مجلة "فارايتي" ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي.

ويقدم فيلم "ذيب"، مغامرة صحراوية تدور في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي "ذيب"، وشقيقه "حسين"، اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة "ذيب" من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وشهد فيلم ذيب تعاونا إنتاجيا بين شركة "بيت الشوارب" التي أسسها الأردني باسل غندور، مع نور بيكتشرز، وشركة "الخلود للإنتاج الفني"، وقد شارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، مع نادين طوقان كمنتج منفذ، بينما تتولى شركة "MAD Solutions"، مسؤولية توزيع الفيلم في العالم العربي بالإضافة إلى مهام الدعاية والتسويق.

البوابة نيوز المصرية في

23.11.2014

 
 

{ذيب}... توظيف جمالي لقسوة الصحراء

الحائز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان أبو ظبي

كاظم مرشد السلوم

العمل في عمق الصحراء ولأربع سنين متواصلة لانتاج فيلم سينمائي من 100 دقيقة، عمل شاق بالتأكيد والعبرة في المنجز النهائي، الذي جاء ليضيف الى رصيد السينما الاردنية المتواضع فيلما مهما سيتحدث الكثيرون عنه، نقادا وجمهورا، رحلة الاعجاب بالفيلم بدأت منذ ان عرض الفيلم بمهرجان "فينيسيا" وحاز على جائزة أفضل مخرج، لمخرجه ناجي ابو نوار ، مرورا بمهرجان "ابو ظبي السينمائي" في دورته الثامنة، وليحصل على جائزة افضل فيلم من العالم العربي لمسابقة الافلام الروائية.

 ليس سوى الصحراء موقع للتصوير طيلة الـ100 دقيقة هي عمر الفيلم، وهو أمر قد يبدو للوهلة الاولى عامل ملل للمشاهد، لكن حسن اختيار الزوايا واظهار جمال الصحراء ورملها الذهبي، والحبكة الحكائية والأداء العالي المستوى لممثلين ربما لم يمثل أغلبهم من قبل، والتأمل المحترف مع عناصر اللغة السينمائية، كانت عامل جذب واهتمام ومن ثم تقدير لجان التحكيم التي منحت الفيلم مايستحقه.        

الحكاية  

تدور أحداث الفيلم في الصحراء، أثناء الفترة الانتقالية بين الحكم العثماني وثورة الشريف حسين، فيروي الفيلم حكاية بدوي وأخيه الصغير، مات والدهما شيخ العشيرة، قبل فترة وجيزة. 

الأخ يعلم أخاه كيفية التعامل مع الصحراء ومن يعيش عليها، يزورهم بدوي ومع ضابط انكليزي، يريدان الوصول إلى بئر في الصحراء يؤدي إلى طريق السكة الحديد. 

يثير انتباه الصبي وجود صندوق غريب الشكل عند الضابط الانكليزي، وعلى الرغم  من عديد محاولاته بالتعرف على محتويات الصندوق، إلا ان الضابط الانكليزي ينهره دائما، يغادر الأخ الأكبر معهما كمرشد، لكن الأخ الصغير يتبعهم ليعيش الأحداث التراجيدية اللاحقة، حيث يعترض طريقهم بعض قطاع الطرق فيقتل الجميع، إلا هو حيث يبيت ليلة كاملة مع جثة أخيه لايعرف كيف يتعامل معها، ومن ثم يقوم بدفنه، ليكتشف وجود أحد القتلة مصابا، وهو الشخص نفسه الذي أطلق النار على أخيه، فيتعامل معه بمبدأ الاستفادة، كونه لا يعرف طريق العودة إلى دياره في هذه الصحراء الشاسعة،  وبقاء طلب الثأر قائما الذي يتحقق في نهاية المطاف.

الانشغال

المخرج ناجي ابو نوار لم يعتمد الحكاية كعامل رهان على نجاح فيلمه، بل راهن على جمالية الصورة ودهشتها، ضمن مشاهد لم تألفها عين المشاهد، خاصة  ان كثيرين لم يشاهدوا العمق الحقيقي للصحراء وطبيعتها القاسية وعادات ناسها وطبيعتهم، كذلك استطاع أن يشتغل على التوظيف الجمالي للقسوة، والأثر الذي تركته الصحراء في وجوه وأجساد من يعيشون فيها ، خاصة وجه الصبي حسن، والتركيز على عينيه، ولم يغفل كذلك العمل على اظهار المبدأ العشائري لرجال الصحراء وما يعتبرونه مكملا للرجولة او منقصا لها،وقد نجح في ذلك إلى حد كبير. 

الفيلم عمد إلى اظهار التحدي بين الكبير والمستمر بين الصحراء والإنسان، والقدرة على التكيف التي يمتلكها الإنسان، من خلال مشهد عمل الخبز تحت النار التي يشعلها الصبي لكي يتدفأ بها من برد الصحراء ليلا، ومن خلال إخراج الصبي لرصاصة من ساق قاطع الطريق، في دلالة على الجلد الذي يتميز به أبناء الصحراء، وكذلك في الحوار الذي يدور بينهما حيث يبرر قاطع الطريق سبب تحوله من دليل للحجيج إلى قاطع طريق، والسبب هو مد سكك الحديد في الصحراء الذي تسبب بقطع رزقه ومن معه. 

القدرة على الثأر وأخذه لا تقتصر على الرجال، فالصبي الذي عاش رحلة الخوف هذه، تعلم بسرعة، وفي المشهد الأخير للفيلم عندما يبيع قاطع الطريق لضابط عثماني ما سرقه من الضابط الانكليزي ومعرفته ان الصندوق الخشبي الذي كان الضابط الانكليزي يمنعه من الاقتراب منه يحتوي جهاز تفجير عن بعد، كان من الممكن أن يساعد سكان الصحراء في محاولتهم التخلص من سلطة العثمانيين، ويكذب مدعيا أن الصبي ذيب هو ابنه، يقوم الصبي بقتله باطلاق الرصاص عليه في باب مركز الشرطة العثماني، حيث يأمره الضابط بالسير باتجاه أهله في الصحراء . 

فيلم ذيب يعد من الافلام القلائل التي تخوض في تفاصيل الصحراء وحكايات أهلها، التي لا يطلع عليها كثيرون بسبب طبيعة الصحراء وطرق عيش اهلها، لذلك جاء بمثابة رحلة كشف واستكشاف لها، وان كان الفيلم يتحدث عن فترة زمنية ماضية، لكن هذا لايلغي ان عادات وتقاليد سكان الصحراء قد تغيرت إلى الحد الذي لم تعد موجودة، حتى وان طرأ تغيير على بعضها فإن الكثير منها مازال راسخا، متمثلا باعتزاز سكانها بتلك العادات 
والتقاليد .

 ذيب فيلم سينمائي عن حكايات مجهولة لعالم يعيش سكانه الى حد ما بعيدا عن الأنظار ربما حتى الآن . 

الفيلم استحق الجوائز التي حصل عليها، وبالتأكيد سيحصل على جوائز أخرى من خلال مشاركته في المهرجانات السينمائية العربية والعالمية المقبلة.     

الصباح العراقية في

27.11.2014

 
 

«ذيب» يعرض تجاريًا في مصر فبراير المقبل

كتب: أحمد الجزار

كشف ناجي أبو نوار، مخرج فيلم «ذيب»، الذي شارك في عدد من المهرجانات السينمائية، إن الفيلم تقرر عرضه جماهيريا خلال شهر فبراير المقبل.

وقال «ناجي» إن الفيلم سيعرض بالتزامن في مجموعة من الدول العربية كدفعة أولى، موضحًا أنه من المقرر أن تكون البداية في مصر والأردن ثم الإمارات والكويت والبحرين وكل دول الخليج، ثم تونس والجزائر والمغرب، معربا عن سعادته بعرض فيلمه في جميع الدول العربية متمنيا أن يحقق رد فعل جماهيري قوي مثلما حققه في المهرجانات.

مخرج «ذيب» يغادر الدوحة متجهًا إلى تونس لحضور عرض فيلمه في «قرطاج السينمائي»

كتب: أحمد الجزار

قال ناجي أبو نوار، مخرج فيلم «ذيب»،إانه سيغادر مهرجان أجيال السينمائي ، مساء الثلاثاء، متجها إلى تونس لحضور عرض الفيلم مع الجمهور هناك ضمن فعاليات مهرجان قرطاج السينمائي الذي انطلق منذ أيام.

وعبر «أبو نوار» لـ«المصري اليوم» عن سعادته بعرض الفيلم في مهرجانين في آن واحد، موضحًا أن الفيلم من المقرر أن يسافر أيضا إلى سنغافورة خلال الأيام المقبلة للمشاركة في مهرجان آخر.

المعروف أن ناجي أبو نوار حصل على جائزة مخرج العام من مجلة «فاريتي»، كما أنه أول أردني يقتنص جائزة دولية للسينما الأردنية من خلال هذا الفيلم بعد حصوله على جائزة افضل مخرج في مسابقة افاق بمهرجان فينسيا السينمائي.

المصري اليوم في

02.12.2014

 
 

"ديكور" و"ذيب" و"الوهرانى" و"بيدون 2" تتنافس على جوائز المهرجان

بقلم:   عادل عباس - قرطاج:

يقام فى الثامنة مساء اليوم بتوقيت تونس فى المسرح البلدى بالعاصمة حفل ختام الدورة الـ25 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية التى انطلقت يوم 29 نوفمبر الماضى فى أجواء سياسية وثقافية مختلفة حيث ينتظر الجميع هنا نتائج جولة الاعادة فى الانتخابات الرئاسية التى تقرر لها يوم 21 ديسمبر الحالى، بمشاركة أكثر من 600 فيلما من 48 دولة عربية وأفريقية وأوروبية تمثل جميع المدارس والأنواع السينمائية فى العالم، منها 15 فيلما روائيا طويلا من 14 دولة عربية وأفريقية من بينها مصر تتنافس على جوائز التانيت الذهبى التى ستعلنها مساء اليوم درة بوشوشة رئيسة المهرجان فى حضور وزير الثقافة التونسى ولفيف من السينمائيين والمثقفين والدبلوماسيين التونسيين والعرب والأفارقة والأجانب، الذين حضروا من 48 دولة حول العالم ليتابعوا أقدم مهرجان سينمائى فى المنطقة العربية وأفريقيا. حيث يعتبره السينمائيين الأفارقة البوابة الحقيقية لعبور أفلامهم الى الأسواق العالمية لتعريف المجتمع العالمى بقضاياهم وآلامهم وأحلامهم وطموحاتهم.

وبعد متابعة أفلام المسابقة الرسمية من المتوقع أن تحصل مصر على أكثر من جائزة فى المسابقتين الروائية الطويلة والقصيرة وذلك بفيلم “ديكور” بطولة خالد أبوالنجا وحورية فرغلى وماجد الكدوانى، واخراج أحمد عبدالله على احدى جوائز المهرجان، خاصة بعد الاحتفاء والاشادة الاعلامية والجماهيرية به، ويبدو أن أحمد عبدالله سوف يتخصص فى الحصول على جوائز أيام قرطاج السينمائية التى لم تفز بالتانيت الذهبى فيها مصر سوى مرتين، الأولى على يد الراحل يوسف شاهين بفيلم “الاختيار” عام 1970، والثانية على يد أحمد عبدالله عام 2010 بفيلم “ميكروفون” وكان بطولة خالد أبوالنجا أيضا، والفيلم القصير “موج” لأحمد نور. كذلك الفيلم الاردنى “ذيب “للمخرج ناجى أبونوار لن يكون بعيدا عن جوائز هذه الدورة، وأيضا الفيلم الجزائرى “الوهراني” إخراج إلياس سليم، والفيلم التونسى الوحيد فى المسابقة “بيدون 2” إخراج جيلانى السعدى، وأفلام “عمر” من فلسطين للمخرج هانى أبوأسعد، والعراقى “قبل تساقط الثلوج” للمخرج هشام زمان وانتاج عراقى - نرويجى مشترك، والفيلم النيجيرى “نصف شمس صفراء” للمخرج بييى بانديلى ويتناول قصة استقلال نيجيريا.

و كانت ادارة الدورة الـ25 من أيام قرطاج السينمائية قد أعادت هذا العام مسابقة الأفلام القصيرة، ايمانا منها بما تحمله الطاقات والمواهب السينمائية الشابة من روائع وابداعات هائلة من الممكن أن تكون القاعد لانطلق صناعة سينما تونسية وعربية وأفريقية تستطيع أن تصل وتنافس على العالمى. ولذلك اعطت مساحة كبيرة ضمن برامجها ومسابقاتها الرسمية وغير الرسمية لإلقاء الضوء على الأفلام القصيرة والوثائقية التى يعتبرها الجميع السينما الشهيدة، فظهرت تجارب شابة عديدة من مصر وتونس وغيرها سوف تؤسس لمستقبل السينما التونسية والعربية والأفريقية. 

الأهرام المسائي في

06.12.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)