كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

صنعت النموذج الرومانسى الكامل للشرق العربى كله.. رحيل فاتنة الملايين

بقلم:

احمد السماحى - امل الجيار - علاء شافعى

عن رحيل سيدة الشاشة العربية

   
 
 
 
 

مثل نسمة ربيع منعشة سرت في حياتنا لثمانية عقود من متعة الرومانسية المحببة، وكطيف رومانسي هادر هبطن بنا نحو مواطن الشجن العاطفي في علو روحه وكبريائه بمذاق مختلف، وكأنها فراشة حالمة تحلق بحناجين رشيقين تواقة نحو النور والبراءة الفطرية الآسرة لقلوب المحبين والعذارى والحيارى في دنيا الهوى والغرام، وبدفء مشاعرها الجياشة المستمدة من نبع صاف أصبحت وبجدارة الموهبة المعادل الموضوعي للنموذج الرومانسي الكامل في الشرق العربي كله، على الشاشة وفي الشارع، في الزوايا والدروب، في الشرفات المشرقة بشمس صباحات ندية، في الريف والحضر، تعرفها العيون، وتدركها القلوب. 

على مقام دهشتها الإبداعية وسحرعينيها صاحبة البريق الخاطف أصبحت عقيدة عاطفية راسخة تسري فى دماء كل المحبين على اختلاف مشاربهم وبلدانهم وانتماءتهم العرقية، فلا يخلو بيت عربي من طيف محبتها التي تلامس شغاف القلوب، سواء كانت مجسدة كرمز ومعنى في صورة داخل برواز على حائط قديم، أو مشهد عن قصة حب محفورة في الذاكرة الحية والمنسية على حد سواء، حتى غدت أسطورة العشق الأبدي في جل جبروته، على براءتها وبهاء ابتسامتها الرقيقة، ومن ثم أصبحت قديرة كأساتذة الأغريق في فن التجسيد العاطفي الحالم مستخدمة كل مواطن ومفردات الدراما الإنسانية المبطنة بالشجن. 

إنها فاتن أحمد حمامة طفلة الأربعينيات المعجزة، نجمة الأربعينات الغضة الندية، سيدة شاشة الخمسينيات، فاتنة الملايين في الستينيات، المتمردة فى السبعينيات، أسطورة الثمانينيات وبجدارة فائقة، والتي ستبقى أيقونة الرومانسية، عالقة وبقوة في قلوبنا، بعدما دخلت حياتنا دون مقدمات، وعشنا معها أيام وليالي الزمن الجميل، من خلال قصص الحب الخيالية التي هى في الواقع حواديت مصرية عربية ذات طابع خاص ومختلف بفضل أدائها التمثيلي المتقن الذي يلامس أطراف الحقيقة ببراعة مذهلة. 

هى فاتن حمامه التى استطاعت أن تحول أدوارها البسيطة الصغيرة طوال رحلتها التي تزيد على 75 عاما لتصل إلى قمة لم يصل إليها أحد، وتستمر فى وقت لا يصعب فيه الاستمرار، وما بين البدايات والتربع على عرش السينما وعلى قلوب الجماهير واجهت مواقف كثيرة، واجهت الفشل والنجاح اليأس والهزيمة، ولا تخلو حياتها من نوبات ألم وعذاب، لكنها كانت الهادئة الخجول التي تقابل كل هذا بابتسامة رقيقة تقوي على التحدي وهزيمة كل الصعاب. 

فى الأربعينيات حققت نجاحا كبيرا فى أداء دور الفتاة المغلوبة على أمرها التى تواجه المآسي ومصاعب القدر، وذلك في مرحلة أفلام الميلودراما والتراجيديا التى كانت تلقى قبولا جماهيرا، وفى بداية الخمسينيات أدركت فاتن بذكائها ونضج تفكيرها أن عليها تغيير نوعية الأدوار التى تقوم بها خشية الرتابة والملل، فاتجهت إلى الرومانسية ووجدت فى زوجها شاعر السينما المصرية المخرج عز الدين ذوالفقار ميلا شديدا إلى هذا اللون، ومع نهاية الخمسينيات وظهور جيل جديد من النجمات الجدد مثل لبنى عبدالعزيز ونادية لطفي وسعاد حسنى تمردت على نفسها وأدوارها وبدأت تقدم نوعية جديدة من الأفلام الواقعية التى تمس طبقة الكادحين والفقراء والفلاحين مثل روائعها "دعاء الكروان"، و"الحرام" و"الباب المفتوح"، و"لا وقت للحب". 

وعندما أضطرتها الظروف فى منتصف الستينيات إلى مغادرة مصر والاستقرار فى لندن والإبتعاد عن الفن، وفى عام 1971 وعندما اطمأنت إلى زوال الظروف التى اضطرتها إلى مغادرة البلاد عادت إلى القاهرة لتستأنف نشاطها السينمائي، وكعادتها عند قبول أي عمل يعرض عليها أعادت فاتن حساباتها، ولم تشأ أن تقع فى الخطأ الذى يقع فيه زميلاتها بالتمسك بتمثيل الأدوار السابقة، فهى لا تحب أن تخدع نفسها قبل أن تخدع الجمهور، وتؤمن بأن لكل مرحلة من مراحل الحياة ظروفها وخصائصها وأدوارها المناسبة، ومن هنا كان قبولها لبطولة فيلم "الخيط الرفيع" الذي وجدت فيه دورا يخرج عن دائرة التكرار، ويجعل من عودتها إلى الساحة تألقا جديدا يؤكد نجوميتها، لهذا قالت النجمة سعاد حسني عن أدائها في "الخيط الرفيع" بأنها كانت رائعة وأن أداءها وصل إلى حد الإعجاز. 

ارتفعت فاتن حمامه بمستوى السينما المصرية وارتقت بفن التمثيل الذي انتشلته من براثن الرقص والزغاريد، عندما اهتمت إلى أقصى حد باختيار موضوعات أفلامها، وانحازت لنضال المرأة المصرية العربية، داخل جدران البيوت وفي ساحات العمل معبرة عن انكساراتها وأفراحها وأتراحها بمساعدة مجموعة من المخرجين مثل بركات ويوسف شاهين، وحسن الإمام، وصلاح أبوسيف، وحسين كمال، وسعيد مرزوق وخيري بشارة ودواد عبدالسيد وغيرهم من أساطين الفن السابع، وهو ماسوف نستعرضه في هذا الملف الذى يعرض سيرة حياة سيدة الشاشة العربية في مراحل الطفولة والصبا ونضج الشباب وتألق الشهرة ورحيلها المر في هدوء ودعة كعادتها في إمتاع الجماهير. 

تقول الفنانة الكبيرة: صفعة أبي علمتني التواضع. 

فوالدي هو أول من شجعني ودفعني للفن، وإذا كان لدي اليوم إسم ومكانة فبفضله، فهو كان "غاوي" تمثيل ولم يتمكن من تحقيق حلمه الشخصي، فأنا كنت بالنسبة له تحقيق حلمه، وكان من الصعب دخول التمثيل لكن بفضله مثلت في فيلم "يوم سعيد" وتحمل الكثير بسبب عملي في الفن، ومن الأشياء التى لا أنساها له هذا الدرس الذي لقنه لي بصفعة على وجهي. 

وبعد النجاح الكبير الذى حققته فى بداية حياتي الفنية خاصة بعد فيلم "ملاك الرحمة"، وجدت الناس يلتفون حولي في أي مكان أوجد فيه أينما ذهبت وسرت، بل أن الفتيات بدأن يقلدن حركاتي ومكياجي ويرتدين نفس فساتيني، وتسريحة شعري، والشباب يهرولون نحوي ويطلبون التوقيع على الأوتوجراف، شعرت يومها بالغرور، وكنت تقريبا في السابعة عشر من عمري، وشعرت بأنني أصبحت شخصية مهمة فى المجتمع الذى أعيش فيه. 

وذات يوم دق جرس التليفون فى منزل أسرتي وأمسكت التليفون فإذا بالمتكلم صحفي يطلب التحدث معي ليأخذ حديثا صحفيا، وبدأت أتعامل مع الصحفي بنوع من الزهو والتعالي، وأتحدث بأسلوب المغرور الذى وقع فريسة طازجة لهذا النقص، وكان والدي بجواري يستمع إلى حديثي مع الصحفي، وهاله أن يرى ابنته الصغيرة الحمامة الوديعة تتحدث بتلك اللهجة المتعالية، فلم يتمالك نفسه، وأمسك سماعة التليفون يعتذر للصحفي عن الطريقة التى أتحدث بها، وطلب منه موعدا ثانيا للحوار، وأن يحذف كل ما ذكرته، ووضع سماعة التليفون مكانها، ووضع على خدي صفعة قوية ارتجت لها كل تفاصيل جسدي. 

وفور تلك الصفعة صاح في قائلا: تحدثي بلطف وأدب وتواضع مع الناس، فالناس الذين يتفضلون بالحديث معك، فهم ليسوا عبيدا لك ولا خداما، إنهم المتفضلون عليك بالحديث إليك، وكنت أبكي وأنا أسمع والدي، وعندما وجد آثار أصابعه على وجهي احتضنني بقوة وقال لي: الغرور معناه الفناء، فناء إسمك ومستقبلك وإنسانيتك أيضا، إياك يا فاتن من الغرور، وتعاملي مع أهل الإعلام بتواضع وأدب، فهم الذين ستستندين إليهم طوال مشوارك، وتتعلمي من كتاباتهم ومن أحاديثهم معك. 

ولعل هذه الصفعة كانت هى "الفرملة"، أو الدرس الأول الذى تعلمته من والدي أستاذ التربية والتعليم أحمد حمامه. 

- أعمال مجهولة 

قدمت سيدة الشاشة العربية نحو مائة فيلم وبالتحديد 97 فيلما، لكن لديها بعض الأعمال المجهولة التى لا يعرفها كثير من الأجيال الجديدة سواء في السينما أو التليفزيون أو الإذاعة، من هذه الأعمال. 

- السينما 

رغم أن أضواء هوليوود كانت وراء فشل حياتها الزوجية مع عمر الشريف، فإن سيدة الشاشة لم تستطع أن تقاوم سحرها الخاص، وأن تصبح بطلة فيلم أمريكي نادر هو "Cairo"، وهو الفيلم الأجنبي الوحيد والنادر الذي شاركت فيه، وشاركها البطولة الفنان الإنجليزي الشهير جورج ساندرز، وعدد من النجوم المصريين مثل: أحمد مظهر، كمال الشناوي، سعيد أبوبكر، صلاح نظمي، شويكار، صلاح منصور، يوسف شعبان، عزت العلايلي. 

الفيلم أنتجته شركة "مترو جولدن ماير" عام 1963، وهو من أفلام الجريمة البوليسية، ومأخوذ عن رواية بعنوان "غابة الأسفلت" تم إنتاجها عام 1950 بفيلم يحمل نفس العنوان، ثم أعيد كتابة السيناريو ليتم تصويره في مصر عام 1963، ومن إخراج "ولف ريلا". 

والقصة تدور حول لص يتجه إلى القاهرة لترتيب عملية سرقة مجوهرات توت عنخ آمون من المتحف المصري، وبالتعاون مع بعض شركائه ينفذ خطته المحكمة وينجحون بالفعل، ولكن تصيبهم لعنة الفراعنة ويصبح الفرار أصعب من عملية السرقة ذاتها، خاصة مع المطاردة المحمومة من الشرطة المصرية وإصابة البطل الذي تصحبه محبوبته أمينة إلى أحد الأطباء لعلاجه. 

2 - الفيلم اللبناني الفرنسي المغربي المشترك "رمال من ذهب" تم إنتاجه عام 1966، وشاركها البطولة مجموعة من الفنانين العالميين والعرب منهم "إيلينا ماريا توخيرو - روبين روخو - كازلوس مونو - دريد لحام"، وتوفيق الدقن (دبلجة صوت لممثل أسبانى) وكانت الموسيقى للموسيقار على إسماعيل، وقام بتأليف الفيلم إحسان عبدالقدوس، وإخراج يوسف شاهين. 

3 - قامت ببطولة الفيلم البريطاني "لعنة المنبوذين" الذى صور في يوغوسلافيا. 

4 - الفيلم اللبناني المصري المشترك "حبيبتي" بطولة محمود ياسين وإخراج بركات عام 1974. 

- الأفلام التليفزيونية "روائية قصيرة" 

1 - أريد هذا الرجل إخراج بركات وتم تقديمه عام 1973، وفى نفس العام قدمت مع نفس المخرج في فيلم آخر بعنوان "الساحرة"، ومع المخرج سعيد مرزوق فيلم "أغنية الموت" بطولتها مع كريمة مختار وعبدالعزيز مخيون. 

2 - عام 1977 قدمت مع المخرج سعيد مرزوق ثلاثة أفلام قصيرة هي "النائب المحترم" و"أريد أن أقتل" و"ضيف على العشاء". 

3 - عام 1978 قدمت مع سعيد مرزوق أيضا فيلمها الروائي القصير "موقف مجنون". 

4 - عام 1981 قدمت مع المخرج حسين كمال وسعيد مرزوق مجموعة من القصص القصيرة تربط بينها البطلة فاتن حمامه في المسلسل الفيلمي "حكاية وراء كل باب". 

- المسرح 

قد لا يعلم الكثيرون أن الفنانة الكبيرة فاتن حمامة شاركت في أكثر من عمل مسرحي شاهده الجمهور، فإلى جانب قيامها بالتمثيل فى العديد من المسرحيات من خلال التدريب فى أثناء دراستها فى المعهد العالي للتمثيل المسرحي، والتى استمرت فيه على مدى عام ونصف، فإنها قامت بالمشاركة فى بطولة مسرحية "البخيل" التى قدمها طلبة وطالبات المعهد على مسرح الأوبرا فى حضور الملك السابق فاروق عام 1946، حيث قام بدور البخيل الفنان سعيد أبوبكر. 

كما قامت ببطولة مسرحية "حلاق إشبيليه" التى قدمها فريق التمثيل بكلية طب قصر العيني على مسرح الأزبكية فى ديسمبر 1950، حيث قامت بالدور النسائي الوحيد وقام بإخراج العمل أحمد علام. 

- الأعمال الإذاعية 

1 - "الرحلة" بطولتها مع صلاح ذوالفقار وإخراج نور الدمرداش. 

2 - "أفواه وأرانب" بطولتها مع فريد شوقي وإخراج سمير عبدالعظيم. 

3 - "كفر نعمت" مع محمود ياسين وإخراج سمير عبدالعظيم. 

4 - "البراري والحامول" بطولتها مع يوسف شعبان وسعيد صالح وإخراج سمير عبدالعظيم. 

- الصعود إلى القمة 

- عشت عمري كله أحاول الإجادة على الشاشة، وقد نجحت لي أفلام، وفشل بعضها، ولكني لم أتوان عن العمل في أي ظرف، لقد كنت أدخل البلاتوه أحيانا وفي قلبي أحزان هائلة فاكتمها، وأقف أمام الكاميرا ابتسم، وفي عيني دموع متجمدة. 

- أعتبر التمثيل لذتي وحبي وهوايتي، والشئ الذى أعمل له ألف حساب، فحدث مرة أن فشل لي فيلم فشلا ذريعا، فلما عدت للبيت أغلقت الباب على، وظللت أبكي طويلا، ولما دخل ابني طارق وكان طفلا في هذا الوقت ولاحظ دموعي، انسحب من الحجرة على الفور بعد أن أخذ يربت على ظهري بحنان. 

- عندما تلمع الممثلة في طفولتها فمن الصعب أن تنجح عندما تكبر، لأنها تظل مرتبطة فى أذهان المتفرجين كطفلة أحبوها ولا يريدون أن يعترفوا بأنها كبرت، وقد حدث هذا لكثير من الممثلين المحليين والعالميين، وأفضل مثال على ذلك عالميا "شيرلي تمبل"، ومحليا "فيروز"، أما بالنسبة لي فقد قمت بدور واحد فقط وأنا طفلة، ودور آخر وأنا عمري 11 عاما، وثالث وعمري 13، وعندما بلغت الرابعة عشرة لم أنقطع عن التمثيل، لهذا لم أرتبط في أذهان الجمهور كطفلة. 

- يتساءل بعض الناس كيف نجحت، فإذا كان حقا هذا النجاح فإن مرجع ذلك أنني أفكر طويلا فى كل عمل قبل أن أقوم به، فإذا اقتنعت به فإني أقدم عليه بكل قلبي وإيماني وعزيمتي. 

- سر الحب الذى أتمتع به فى كل مكان أنني أعتبر حب الجمهور هو دلالة النجاح الحقيقي، فلا يمكن أن ينجح إنسان دون أن ينال إعجاب الناس وحبهم وتقديرهم، أما لماذا يحبني الناس فهذا ما لا أعرف سره وأعتبره منحة وهدية من رب العالمين. 

- يقولون إن الصعود إلى القمة سهل، ولكن الصعوبة فى الاستقرار فوقها، فما هو سر احتفاظي بالبقاء على القمة، يرجع ذلك إلى أنني لا أقوم بتأدية أي دور فى أي عمل إلا إذا إمنت ايمانا صادقا بهذا العمل، وبأن الدور يناسبني من حيث الشكل والسن، وعندما أقتنع أحاول أداء دوري على أكمل وجه، تماما كأن الجمهور سيراني لأول مرة وسيحكم على موهبتي لأول مرة. 

- توجد أفلام لها معزة خاصة عندي مثل "موعد مع الحياة"، و"حب ودموع"، و"لن أبكي أبدا" و"دعاء الكروان" و"الحرام" و"بين الإطلال" و"الليلة الأخيرة" و"الباب المفتوح"، و"إمبراطورية ميم"، و"الخيط الرفيع"، و"يوم حلو ويوم مر" و"أرض الأحلام". 

- أذكر فى بداية طريقي الفني أربعة أفلام أعتبرها نقلات بالنسبة لي، أولها "يوم سعيد" لأنه كان أول فيلم أظهرني، ثم "ملاك الرحمة"، فقد إستطاعت لفت الأنظار فيه بقوة رغم وجود يوسف بك وهبي، وراقية إبراهيم، والنقلة الثالثة كانت عندما قدمت دور عمياء في فيلم "اليتيمتين"، ورابعهما فيلم "لحن الخلود" الذى حقق إيرادات خيالية. 

- كل فيلم مثلته منذ بداية الستينات وحتى آخر أفلامي أعتبره نقلة مهمة في مشواري الفني. 

- من أهم أسباب نجاح أي فيلم أن يخرجه أحسن مخرج فى لون الفيلم، فمثلا كمال الشيخ كان يجيد إخراج أفلام الإثارة مثل "المنزل رقم 13" و"الليلة الأخيرة"، ويوسف شاهين كان ماهرا فى إخراج أفلام المجاميع، وصلاح أبوسيف شاطر جدا في أفلام الواقعية، وحسام الدين مصطفى فى أفلام الحرب والحركة والشباب، وفطين عبدالوهاب في الأفلام الكوميدية الإنسانية. 

- رغم كل ما قدمته لم أشعر بطعم النجاح الحقيقي، ربما لأني لم أشعر حتى الآن أننى قدمت ما يستحق أن يخلد! مع العلم أن هناك أفلاما حققت نجاحا كبيرا وأصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية مثل "لحن الخلود" و"دعاء الكروان" و"الحرام"، و"الليلة الأخيرة" و"الباب المفتوح" و"أريد حلا" و"ليلة القبض على فاطمة"، و"يوم حلو يوم مر" و"أرض الأحلام" وغيرها. 

- الضحك فى حد ذاته هدف كبير وهو محبب إلى الناس فى كل مكان وزمان، وأحب جدا أن أتفرج على الأعمال الفنية الكوميدية سواء الأفلام أو المسرحيات ولدينا على مدى تاريخ الفن ممثلون كوميديون ممتازون. 

- لن أعتزل التمثيل مطلقا وسأهب عمري وكل طاقتي لجمهوري الذى أعطاني حبا كبيرا، وبالدموع والضحكات يحيا الإنسان. 

- "سانت جان أنتيد" مدرسة أبلة حكمت. ضمير التعليم فى الاسكندرية 

"ضمير أبلة حكمت" هو أصدق دليل على أن الفن رسالة سامية وروح المجتمع ونبض الناس، فمن منا يستطيع أن ينسى دور الناظرة فاتن حمامه فى هذا المسلسل، والحقيقة أن السكندريين لم ينسوا أن فاتن حمامة حينما قررت القيام بهذا الدور لم تجد أفضل من مدرسة "سانت جان أنتيد" بحى الشاطبى بالمدينة التى تسكن على شاطئ البحر المتوسط لتمثل فيها هذا المسلسل، وعن الأيام التى قضتها فاتن حمامة فى المدرسة أثناء التصوير تقول السيدة آمال محمد سالم ناظرة المرحلة الإبتدائية أن البداية كانت حينما قامت إنعام محمد على المخرجة بالبحث فى الاسكندرية عن مدرسة تصلح للتصوير فأشار عليها الكثيرون بمدرستنا، وبالفعل جاءت ومعها طاقم العمل والتقت بالراهبة بولين مديرة المدرسة وقتها وعرضت عليها أن يتم التصوير، وبالطبع وافقت إدارة المدرسة شريطة أن يتم التصوير فى الأماكن الخارجية والملاعب والحديقة والسلم الخارجى والممرات وليس فى داخل الحصص والفصول حتى لا يتم تشتيت إنتباه الطلاب، كما تم الاتفاق على الاستعانة بطالبات المدرسة فى تصوير طوابير الصباح وتحية العلم وأثناء الفسح، وبعد الاتفاق حضرت الفنانة الجميلة فاتن حمامة وقامت بتفقد المدرسة بصحبة المخرجة وتم التقاط الكثير من الصور للفصول والمعامل والمكتبة ليتم عمل ديكورات المدرسة داخل الاستوديو، إى أنها نقلت مدرسة جان أنتيد بفصولها ومعاملها الي داخل الاستوديو بنفس الشكل والديكورات فقد أعجبت بنظام المدرسة فقررت أن تطبقه فى التصوير، ثم بعد ذلك التقينا بها لنكتشف إن شخصيتها فى المسلسل هى نفس شخصيتها الحقيقية فهى مثالية، عطوفة، رقيقة، لبقة، حكيمة ومهذبة وقد إستمر التصوير لمدة تقترب من أسبوعين لم نرى فيها من هذه الفنانة ما يشاع عن غطرسة وغرور بعض الفنانين الكبار بل على العكس كانت مثالاً للإلتزام والأخلاق والدقة فى المواعيد والحرص على كل تفاصيل العمل حتى أنها كانت تكرر المشهد أكثر من مرة للتأكد من الوصول لأفضل نتيجة وبخاصة فى طريقة نطق اللغة العربية وكذا الاهتمام بتفاصيل الملابس التى تصلح لمديرة مدرسة، وقد كان اللقاء الأول بها كما تقول السيدة أمال بعد تفقدها للمكان حيث أصرت على لقاء المدرسات فى الصالون الكبير، فإلتقينا بعد لنجد أنها شخصية ثرية جداً، وقد كنت خلال الأيام التالية كثيراً ما أراها داخل (الكارافان) أو السيارة الضخمة التى كانت تضم معدات التصوير لتذاكر دورها بهمة كما يفعل الطلبة النابغين ولا تخرج الا عندما يتم استدعاءها لأداء مشاهدها، وقد سألتها مرة عن الفنانة شادية التى إحبها والتى تشاركت وأياها فى عدة أفلام فقالت عنها كلاماً جميلاً، وقد أصابنا جميعاً الحزن فى المدرسة حينما علمنا بوفاتها. رحمها الله رحمة واسعة. 

أما الأستاذة أوديت بولس مسئولة القسم الإعدادي فتقول لقد عشت أسبوعين من أجمل الأيام فى حياتى أثناء تصوير هذا المسلسل فى شهر مارس عام 1990، وقد تعاملت مع الفنانة الراحلة عن قرب خلال تلك الأيام، فقد كنت مسئولة عن تحريك مجاميع البنات أو الطالبات اللاتى شاركن فى المسلسل، وقد كان أول لقاء لنا بها أول يوم تصوير وأتذكر أنه كان يوم جمعة فحضرت مع البنات فى الثامنة صباحاً فطلبت فاتن ان تلتقى بالبنات وجلست معهن لتسألهن عن طبيعة الدراسة ونظامها وهل هن سعيدات فى المدرسة؟ ولم تكن ترفض أبداً لقاء الطالبات على شريطة الا يزيد اللقاء على عشر دقائق، أما عدا ذلك فلم يكن هناك إى إحتكاك بينها وبينهن ولكنى ما أتذكر أن الطالبات خرجن بعد اللقاء معها منبهرات بشخصيتها الجميلة، خاصة أنها كانت غاية فى الرقة معهن، كما إتذكر أنها قامت بتأدية إحد مشاهد تحية العلم معهن فى صباح أحد الأيام وألقت الكلمة وسط فرح وسعادة البنات اللاتي كن ينظرن لها بإعجاب من فرط إهتمامها بكل تفاصيل العمل، وتضيف أوديت أننى أذكر لها إحدى المواقف النبيلة أثناء تصوير أحد المشاهد داخل الممر الرئيسي الذى يؤدى الى الإدارة فقد كانت هناك صورة للقديسة جان أنتيد تبدو فى كادر التصوير فأشار بعض الفنيين بإنزال الصورة حتى يتم الانتهاء من التصوير حتى لا تظهر الصورة داخل الكادر، فما كان منها الا ان رفضت قائلة انه لا يجب رفعها بل من الممكن تغيير زاوية التصوير لتفادى ظهورها خاصة إن المدرسة فى المسلسل لم تكن مدرسة راهبات بل مدرسة تجريبية، وقالت أننا لابد ان نحترم المكان الذى نقوم بالتصوير فيه ونحترم أصحاب المكان الذين فتحوا لنا مدرستهم بكل حب وقبلوا إستضافتنا لتضرب للجميع مثلاً رائعاً فى الأخلاق وإحترام الآخر، وبالفعل تم تصوير المشهد بدون رفع الصورة مما أصاب المدرسين وإدارة المدرسة بالسعادة لاحترام الفنانة لصورة صاحبة المكان. ويؤكد الجميع أنها لم تكن ترفض التصوير مع أحد بل كانت ترحب أما إكثر ما كان يقلقها فكانت الضوضاء مما كان يدفع الكل للسعى الى تحقيق الراحة لها بإبعاد الضوضاء عن (الكارافان) الذى كانت تتواجد به للقراءة أو لاحتساء قهوتها. وتذكر أوديت أن المخرجة أنعام محمد على دعتها مرة لمشاهدة تصوير مشهد فى الحديقة فوقفت بهدوء مبهورة تتابع إداء الفنانة التى ما ان انتهت من التصوير حتى استدارت وقالت لها "هل أعجبك المشهد وطريقة تمثيلى "فقالت" أكيد فهو رائع "ولكن فاتن حمامة قالت لها" أما انا فلم يعجبنى وسوف أكرره فقد أخطأت فى طريقة المشى. هكذا كانت الفنانة الجميلة ملتزمة وراقية ومحترمة على حد قول إحدى المسئولات التى أكدت أنها كانت تتفانى فى عملها الى حد الإعياء وتضحى براحتها للحصول على أفضل نتيجة وكان لها عالمها الخاص فلا تفضل الاختلاط كثيراً بالناس وان كانت تتعامل معهم برقى كما كانت مثقفة بدرجة ممتازة ولديها تنوع وعمق وأفكار ولم تكن بالشخصية المسطحة وكانت سيدة ذات مبادئ وأخلاق أما أهم ما كان يميزها فكان إحترامها للناس أصحاب المواقف والأفكار المحترمة. 

إما مدرسة سانت جان أنتيد البطل الصامت فى المسلسل لمن لا يعرفها فهى مدرسة عريقة تابعة لهيئة راهبات المحبة وتم إفتتاحها عام 1934 وقامت بتخريج المئات من الطالبات على مدى 80 عاماً أصبح منهن السياسيات والسفيرات والطبيبات والمهندسات والاعلاميات والاهم أنها مدرستى التى أحبها وأفخر بالإنتماء لها فقد أمضيت بين جدرانها وفصولها وحدائقها جزءاً كبيراً من حياتى ايام الزمن الجميل. 

- 4 مشاهد لا تنسى فى حياة سيدة الشاشة 

- كيف أدهشت الطفلة فاتن محمد كريم؟ 

- عندما بكت فى مكتب مصطفى أمين بسبب عمر الشريف

- لحظة التحول من الفتاة الرقيقة المستسلمة إلى السيدة القوية

التى لا تتوقف عن المقاومة. 

- كثيرون هم النجوم الذين يضيئون سماء الفن. قليلون هم من يتوهجون ويتوقف عندهم التاريخ. وسيدة الشاشة فاتن حمامة هي واحدة من هؤلاء النجوم الذين يشبهون الأحجار الكريمة، في ندرتها وقدرتها على خطف الأنظار، دون أن تجرح العين، فهناك شئ رقيق شفاف تستدعيه كلما شاهدت طلتهم على الشاشة أو رأيت صورة أو لقطة. فاتن الطفلة المدهشة والتى كانت تملك حضورًا أخاذًا وآسرًا، أدركت منذ طفواتها أنها تحمل شيئًا مختلفًا. فتلك اللمعة التى ميزت عينيها الصغيرتين، والذكاء الحاد الذي كسى ملامح وجهها البريئة، منحاها موهبة أصيلة عن حق. 

شكلت حياتها مجموعة من المشاهد الإنسانية والفنية، وأعطت لمشوارها رائحة خاصة بها حيث أدركت الطفلة ذات الـ8 أعوام أن مستقبلها غير كل الأطفال الذين فى عمرها، وهو ما رأته في عيون كل من حولها بدءًا من المخرج محمد كريم الذى اكتشفها وقدمها للسينما حيث قال عنها في مذاكراته "قد رأيت مئات الأطفال، كنت أراهم في اليوم الواحد بالعشرات واستعرضهم بإلقاء نظرة سريعة إلا أن واحدة منهن لم تستوقف نظري. وكدت أيأس. إلى أن وصلني خطاب يحمل خاتم بريد المنصورة من الأستاذ أحمد حمامة. قال فيه إنه مدرس بالمنصورة وأن له بنتاً صغيرة اسمها فاتن، وأرفق بخطابه صورتين فوتوغرافيتين، فأرسلت استدعيه مع الطفلة. وفي مكتب فيلم عبدالوهاب رأيت فاتن حمامة. الطفلة"، وفى هذا التقرير نستعرض أهم المشاهد والمواقف التى أثرت فى حياة سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة. 

- المشهد الأول. دهشة الطفلة 

يقول كريم "من النظرة الأولى قررت صلاحيتها للدور بنسبة 50 بالمائة، ومن النظرة الأولى أيضا أعجبت بالطفلة وجلست أتحدث معها ساعات، فأيقنت أنها لا تصلح للدور بنسبة 100% فحسب، بل أيقنت أنها أكبر من الدور الذي رشحتها له، ورجعت إلى السيناريو وبدأت أبذل مجهودًا كبيرًا لتكبير دور أنيسة في كل جزء من أجزائه، لقد كان نبوغها منقطع النظير، وكانت إلى جانب ذلك عملاقة فى طاقتها البشرية التي فاقت الحدود. كانت تعمل من السادسة مساءً إلى السادسة صباحًا دون أن يبدو عليها التعب. إن العمل مع الأطفال في السينما من أشق أنواع العمل، فالتفاهم معهم ومع عقليتهم متعذر. يبكون، يتعبون، يطلبون طلبات معينة أو أشياء أو حلوى ولعب. يسير العمل معهم وفق مزاجهم لا وفق مقتضيات العمل. لكنها كانت على النقيض من ذلك كله. فلم تطلب يوما شيئا مما اعتاد الأطفال أن يطلبوه، ولم تتذمر، ولم تتأفف بل كانت تقبل على العمل بكليتها متشوقة متلهفة. كان أبوها وأمها يلازمانها باستمرار، فكنت تراهما على كرسيين في سابع نومة، بينما هي في تلك الساعات المتأخرة من الليل جالسة على كرسي متفتحة العينين مرهفة الآذان لكل ما يدور في البلاتوه". 

هذا بالضبط هو ما جعل فاتن طفلة مختلفة. فحالة الدهشة التى أصابتها بمجرد دخولها استوديو التصوير، والتى جعلتها تراقب كل التفاصيل ولا يغمض لها جفن، هي الحالة التى لازمتها طوال مشوارها الفنى حيث أدركت بحدسها أن اختياراتها يجب دائما أن تحمل المفاجأة والدهشة. 

- المشهد الثانى. من "ملاك الرحمة" إلى المرأة الفاعلة 

كبرت فاتن وباتت فتاة ونجمة ملء السمع والأبصار، تعمل مع كبار النجوم، بدت للكثيرن مسكينة ومستسلمة، ونموذجًا للمرأة الرقيقة الجميلة الرومانسية، وكانت تلك هي سمات عصر الأربعينيات، المرأة يجب أن تحاكى الأميرات، وصارت فاتن هي المرأة الحلم لذلك قدمت العديد من الأفلام الرومانسية والميلودرامية مع حسن الإمام، ويوسف وهبى، وحلمي حليم، ولكن مع بداية الخمسينيات، وتغير المجتمع سياسيًا مع قيام ثورة يوليو، أدركت النجمة المبدعة أن هناك شيئا اخر قادم وان الصورة النمطية والتقليدية للفتاة الحالمة يجب أن تتغير، وعليها أن تكون رمزا للمرأة الفاعلة والتى لا يقتصر دورها علي انتظار الحبيب والعاشق، وهو التوقيت الذي صادقت فيه أيضا كبار الأدباء والمثقفين في مصر، وكانت تراقب الحركات الثورية في كل العالم، وهو ما دفعها إلى أن تجلس إلى جوار الراديو لتعلم نفسها بنفسها اللغة الفرنسية والتى أتقنتها تماما كما كانت تجيد الإنجليزية، ولكى تبدأ محطتها وانطلاقتها الثانية مع "الدهشة"، حافظت علي تقديم فيلم رومانسي وهو "أيامنا الحلوة" (كتابة وإخراج حلمي حليم) الذي جمعها مع الثلاثي عمر الشريف، عبدالحليم حافظ، وأحمد رمزي، وإلى جواره قدمت فيلم "لا أنام" في واحد من أصعب أدوارها (عن قصة الكاتب إحسان عبدالقدوس وإخراج صلاح أبوسيف) عام 1957، فأدّت شخصية الفتاة التي تعانى من عقدة "الكترا" النفسية، وتفسد حيوات كل من يقترب منها بدءا من والدها وعمها. وبنفس القدرة علي عدم الاستسلام والرغبة في المقاومة، والتنوع قدمت "سيدة القصر" (تأليف حسين حلمي المهندس وإخراج كمال الشيخ) مع عمر الشريف، وهو الدور الذي صرخت فيه بأعلي صوت لتعلن رفضها لرغبة الزوج الذي كان يعمل علي تحويلها إلى واحدة من تحفه التى يقتنيها في قصره، وتستعيده بذكائها، لذلك كان من الطبيعي أن تصل الي قمة نضجها الفنى والإنسانى في نهاية الخمسينيات وتحديدا في عام 1959 حيث جسدت دور أمنة في "دعاء الكروان" (إخراج هنري بركات وكتابة طه حسين) الذي صنّف في المركز السادس ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري عبر التاريخ، وهي الشخصية التى أدهشت الجمهور وأدهشت كاتب الرواية نفسه. 

- المشهد الثالث. بكاء النجمة 

من المفارقات المدهشة في حياة الإنسانة فاتن حمامة، أنها رغم كل هذا الزخم وحرص سيدة الشاشة علي عملها، والتنوع في مشوارها في فترة الخمسينيات فإنها إنسانيا كانت تعيش حالة مختلفة وضغطا نفسيا كبيرا عندما رفض جمهورها فكرة زواجها من عمر الشريف الوجه الجديد والمسيحى الكاثوليكى، وتساءلوا كيف لأيقونة الجمال والرومانسية في السينما أن تفعل هذا في نفسها وجمهورها، ولكن فاتن المرأة القوية الدءوبة والحريصة علي عملها وجمهورها وحياتها بنفس القدر، اتخذت هي زمام المبادرة وذهبت الي الصحفي الكبيرالراحل مصطفي أمين، وبكت وسألته اليس من حقها أن تختار شريك حياتها أليس من حقها كامرأة ان تحب وقتها كتب أمين: ارحموا دوع فاتن حمامة. وقد كان. 

- المشهد الرابع. بريق الماس 

واصلت فاتن الملكة المتوجة علي القلوب، تألقها بأدوار أكدت نضوجها، منذ منتصف السبعينيات وحتى الثمانينيات تلك الفترة التى شهدت موجة الانفتاح الاقتصادى والتغير في السياسة الخارجية المصرية وظهورطبقة المهمشين، أدركت تلك التغيرات وسارعت بتقديم نوعية من الأدوار المدروسة والتى تحفظها الذاكرة وصارت نجمة من الماس، والتى أكدت لنا كيف أن أنيسة الطفلة التى أدهشت الجميع بعد أن أصابها جنون الفن، ولو نظرنا إلى مشهدها الأول في فيلم "يوم مر ويوم حلو" حيث جسدت دور عائشة الأرملة التى تعانى من أجل إعالة ابنائها، وعلى صوت محمد منير في تتر المقدمة "توت توت خش اتفرج قرب فوت. نفض مخك يا أبودرويش. تظهر عائشة - جسدتها فاتن حمامة - وهي تصطحب أولادها بعد أن ألبستهم أفضل ما عندهم ليظهروا في برنامج تليفزيونى بعد أن فاز ابنها الصغير في إحدى المسابقات التليفزيونية بكاسيت، وكيف تخطو عائشة إلى داخل الاستوديو ومساعد المخرج يصرخ فيها "يالا ياست متأخرة ليه"، ترد بنبرة خفيضة مترردة معلش يا اخويا كنت في دورة الميه. وعيناها تدور في الاستوديو وكأن عائشة استدعت عيني أنيسة الطفلة عندما دخلت استوديو التصوير للمرة الاولي وتقف بعين مراقبة ومتسائلة عن ذلك العالم فتسألها المذيعة: شعورك ايه ياعيشة لما ابنك فاز بالجايزة؟ فترد بنفس الصوت الخفيض المتردد وبتلقائية مبسوطة وتفاجئها المذيعة بس فترد هي بجملة ترددها بعمق الليل له آخر. والحاجة مبتبانش قيمتها في ساعتها، ولكن فاتن من النجمات اللائي بانت قيمتها منذ طلتها الاولي وتأكدت لذلك ستظل باقية بأدوارها وقيمتها الانسانية. 

- أنا وأحمد ذكى 

فى آخر حوار بيني وبينها سألت عن الشخصية التى كانت تتمنى تمثيلها قالت ضاحكة "لم يعد يفيد!"، وبعد إصرار من جانبي قالت: سأقول لك لكن لا تنشر هذا الكلام خلينا في موضوعنا عن مهرجان القاهرة ومصر، واستجبت لها ونشرت فقط ما يتعلق بالمهرجان ورؤيتها لمستقبل مصر. 
قالت سيدة الشاشة: كنت أتمنى تجسيد قصة كفاح السيدة "روزا اليوسف" لأنها قصة مشوقة تستحق أن تعرض للأجيال الجديدة، لأنها كانت شخصية ثرية، وست استطاعت النجاح في عصر كان لا يؤمن بدور المرأة، ويعتبر صوتها عورة، كما أن حياتها مليئة بالفن خاصة ما يتعلق بتاريخ المسرح المصري، كما استطاعت الدخول فى معترك الصحافة وإنشاء مجلة ثقافية مهمة جدا، أثرت الحياة السياسية والثقافية والفنية.

أما الشخصية الثانية فهي "هدى هانم شعراوي" هذه السيدة التى استطاعت أن تكون نصيرا لتحرر المرأة، كما تمنيت تجسيد شخصية "صفية زعلول" التى استطاعت أن تكون أم كل المصريين رغم إنها لم تنجب. 

وعن أجمل أحلامي التى لم تتحقق، فهو العمل مع الموهوب الخطير الراحل أحمد ذكي. 

- المهرجانات 

منذ وقت مبكر فى رحلة سيدة الشاشة العربية السينمائية وأفلامها تعرض فى المهرجانات الدولية، ومن أهم المهرجانات التى عرضت أفلام فاتن حمامه. 

1 - مهرجان كان 

عرض فيلم "ست البيت" عام 1949. 

عرض فيلم "ابن النيل" 1952. 

عرض "صراع في الوادي" 1954. 

عرض فيلم "الحرام" 1965. 

2 - مهرجان برلين 

فيلم "لك يوم يا ظالم" 1953. 

فيلم "دعاء الكروان" 1960. 

فيلم "الليلة الأخيرة" 1964. 

3 - مهرجان فينسيا 

فيلم "ابن النيل" 1951. 

إلى جانب عرض أفلامها فى مهرجانات "موسكو، طهران، كارلو فيفاري، قرطاج وغيرها". 

كما حصل فيلمها "دعاء الكروان" على شهادة تقدير من لجنة الأوسكار لوصوله إلى التصفيات النهائية لأحسن فيلم أجنبي على الرغم من أنه لم يحصل على أي جائزة. 

- الجوائز 

1 - جائزة وزارة الشئون الإجتماعية عام 52 أحسن فيلم "أنا الماضي". 

2 - الجائزة الأولى وزارة الأرشاد عام 1955 عن "أرحم دموعي". 

3 - الجائزة الثانية وزارة الإرشاد عام 1956 عن "موعد مع السعادة". 

4 - جائزة التمثيل الثانية عام 1959 عن "طريق الأمل". 

5 - جائزة التمثيل الأولى مشاركة عام 1961 عن "بين الإطلال". 

6 - جائزة التمثيل عام 1976 عن "أريد حلا". 

7 - جائزة التمثيل عام 1978 عن "أفواه وأرانب". 

8 - جائزة التمثيل عام 1985 عن "ليلة القبض على فاطمة". 

كما حصلت على العديد من التكريمات من معظم المهرجانات السينمائية المصرية والعربية أهمها حصولها على الدكتوارة الفخرية من الجامعة الأمريكية فى بيروت. 

- أمى علمتنى الأمومة 

أمي كانت سيدة طيبة سهرت علينا الليالي، وكانت لها حكمة خاصة فى إشاعة العدل بيننا، وفى إضفاء شعور المودة والتضامن بين صغيرنا وكبيرنا، وهو الأمر الذى تعجز كثير من الأمهات عن إقراره بين أولاد فوق روس بعض هذا أثر باق فى نفسي عن عدل أمي وقدرتها على صنع الحب فى بيتنا، وهو درس طبقته بين ابنتي نادية وابني طارق والتزمته فى معاملتي لهما. 
ولكن الدرس الأول الذى تعلمته من أمي كان من موقف لها حين تزوجت أول مرة وكنت صغيرة جدا، وفى العام الأول من زواجي أنجبت ابنتي نادية من المرحوم المخرج عز الدين ذوالفقار، ولم تكن لدي أدنى فكرة عن كيف أعتني بها، ومتى أرضعها؟ ومتى تنام؟ وكيف أضعها في الفراش؟. 

كانت نادية قطعة من اللحم الأحمر لا تكف عن الصراخ، وكانت تثير حيرتي لأنني أحس أحيانا أنها تشكو شيئا وأنا لا أعلم ما هو؟ لأنها لا تتكلم! إذ ذاك تصدت أمي للعمل كله، وكنت قد قرأت كتبا عن تربية الأطفال، ولكن المعلومات النظرية عن الأرق شئ، والتطبيق العملي شيئ أخر، والحقيقة إنني وجدت أمي أحسن من أي كتاب في تربية الأطفال، لأنها ببساطة علمتني فن الأمومة، أعطتني كل تجربتها، وتركت بيتنا الكبير، بيت الأسرة لتقيم معي أياما تعطيني فيها الدروس فى غير ملل، حتى السهر على نادية تعلمته منها لأن نادية كانت عنيدة، وتفضل نوم النهار وسهر الليل، وإذا سهرت الليل فينبغي أن نسهر معها "كالدبدبانات" فى نوبات تستغرق الليل بطوله، وتنتهي فى الصباح، وقد كنت ساخطة على السهر، ولكن جلد أمي علمني أن هذه ضريبة الأمومة، وكنت متذمرة من بكاء نادية لغير سبب، ولكن محاولات أمي فى غير يأس معها علمتني الصبر، وتحولت ابتسامة نادية فى وجهي إلى وسام، وإلى إشراقة سعادة تعوضني عن كل التعب معها. 

أمي علمتني الأمومة الحقيقية بينابيع الحياة المتدفقة منها، بمعاني إنكار الذات، بالتحمل البطولي من أجل "الضنى" الغالي، وكنت كلما حاولت أن أخفف عنها الأعباء التى تحملها معي أجدها تقول لي: "أنا سعيدة هكذا فليس أحلى من الفرحة بالبنت إلا الفرحة ببنت البنت"، وهذا الدرس عملته ونفذته مع أحفادي. 

الأهرام اليومي في

23.01.2015

 
 

مهرجان فاتن حمامة السينمائي يوجه الدعوة للسيسي لحضور تأبين سيدة الشاشة العربية

الشروق

صرح المنتج دكتور محمد العدل، رئيس مهرجان فاتن حمامة السينمائي، بأنه سيقوم بإرسال دعوة للرئيس "عبد الفتاح السيسي" لحضور حفل التأبين والختام.

وقالت المخرجة الشابة ماجي أنور، مؤسسة المهرجان، إنه تم تحويل اسمه من "مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة" إلى "مهرجان فاتن حمامة السينمائي" تخليداً لذكراها ولتاريخها الفني المرموق، بالإضافة إلى العلاقة الوطيدة التي جمعت السيدة فاتن حمامة والمخرجة الشابة في أواخر أيامها، حيث إنها قامت بدعم المهرجان من خلال تسجيل صوتي يحمل آخر كلماتها الموجهة للجمهور، وسيتم عرض التسجيل في فعاليات التأبين والختام يوم 10 فبراير.

وقالت سيدة الشاشة العربية للمخرجة ماجي أنور أثناء تسجيل الرسالة الموجهة للجمهور "إنتي هتشغليني يا ماجي.. إنتي آخر مخرجة باشتغل معاها".

جدير بالذكر أن المخرجة الشابة تقوم بإعداد فيلم وثائقي يحمل صوتها، ويظهر به العديد من النجوم ورفضت التصريح عن تفاصيل الفيلم سوى أنها تعمل جاهدة على ألا تخذل السيدة فاتن حمامة.

كما رفضت المخرجة الشابة الظهور إعلاميا للحديث عما دار بينها وبين السيدة الراحلة في أواخر أيامها معلنة عبر صفحتها على الفيسبوك "أنها تحترم السيدة وتحترم ائتمانها على خصوصية بيتها وأنها عاملتها كفرد من العائلة، ولن تستخدم ذلك كوسيلة للظهور، وأن حق الجمهور مكفول في ما ستقدمه إليهم من خلال ما اتفقوا عليه سوياً".

كما أوضحت أن الفيلم تعمل عليه مع د.غادة جبارة عميدة معهد السينما، والمونتير هيثم كرم.

ومن ناحية أخرى تحاول المخرجة الشابة التواصل مع إدارة سينما فاتن حمامة بالمنيل لتحيي ذكراها بعرض الفيلم عرضاً خاصاً، وأن تعيد إحياء السينما مرة أخرى على أن يتم عرض فيلم للراحلة السيدة فاتن حمامة مرة كل شهر.

يذكر أن المهرجان يحتوي على ثلاث فئات، فئة مختصة بالأفلام الروائية وفئة مختصة بالأفلام القصيرة وفئة أخرى مختصة بالرسوم، وتم قبول أكثر من 45 فيلما، وتم تشكيل لجنة للتحكيم مكونة من الناقدة السينمائية ماجدة موريس، الناقد السينمائي أحمد شوقي، المخرج السينمائي شريف البنداري، ويترأس المهرجان دكتور محمد العدل، وضيف شرف المهرجان د. غادة جبارة.

كما سيتم عرض الأفلام بحضور مخرجيها يومي 27 و28 يناير القادمين في نادي المنصورة على أن يقام الحفل الختامي بعد مدة الحداد ليكون يوم 10 فبراير كحفل تأبين للسيدة الراحلة فاتن حمامة، وذلك بعرض الفيلم المسجل بصوتها في الساعات الأخيرة، وسيتم أيضاً إعلان النتائج وتوزيع الجوائز في نفس اليوم.

عرض كلمة مسجلة لفاتن حمامة فى مهرجان المنصورة

الشروق

قررت إدارة مهرجان المنصورة السينمائى تغيير اسمه بشكل نهائى، بداية من دورته الثالثة، ليصبح «مهرجان فاتن حمامة السينمائي» تكريما للفنانة الراحلة التى كانت سيتم تكريمها فى الدورة المقبلة.

وكانت حمامة قد وافقت بالفعل على منح اسمها للدورة، كما قامت بتسجيل رسالة مصورة سيتم بثها خلال افتتاح المهرجان يوم الثلاثاء القادم، حيث يستمر لمدة يومين فقط. المهرجان يهدف منذ انشائه لتشجيع واكتشاف ودعم المواهب السينمائية الشابة، وترأسه المخرجة ماجى أنور.

لجنة تحكيم المهرجان تضم كلا من المنتج محمد العدل وغادة جبارة عميد معهد السينما وعددا من السينمائيين قررت إلغاء حفل افتتاح المهرجان حدادا على روحها والاكتفاء بالرسالة المسجلة. ورحلت فاتن حمامة عن عالمنا يوم السبت الماضى عن عمر يناهز 84 عاما إثر أزمة صحية مفاجئة.

الشروق المصرية في

23.01.2015

 
 

مهرجان مجهول يستغل اسم فاتن حمامة

سلامة عبد الحميد

لم تكد تمر أيام على وفاة "سيدة الشاشة العربية"، فاتن حمامة، حتى ظهرت أولى محاولات استغلال اسمها. محاولة الاستغلال تتمثل في إطلاق اسمها على مهرجان سينمائي جديد ينوي أصحابه إطلاقه في أواخر يناير/كانون الثاني الجاري. 

المهرجان الجديد، لا يعلم أحد حتى الآن هوية القائمين عليه ولا أهدافهم، ولا الجهات التي تشرف عليه وتدعم إقامته، لكنه أعلن في بيان له اليوم، الجمعة، على لسان المخرجة المصرية الشابة، ماجي أنور، التي قال البيان إنها مؤسسة المهرجان، أنه تم تحويل اسمه من "مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة" إلى "مهرجان فاتن حمامة السينمائي".

وبينما يبرر أصحاب المهرجان، أو مؤسسته المخرجة غير المعروفة، استخدام اسم فاتن حمامة عنوانا للمهرجان بأنه "تخليد لذكراها ولتاريخها الفني المرموق"، إلا أن البيان نفسه يحمل قدرا من الدعاية لمؤسسة المهرجان المغمورة قائلا إنها تستغل ما وصفته بـ"العلاقة الوطيدة التي جمعتها بفاتن حمامة في أواخر أيامها، حيث قامت بدعم المهرجان من خلال تسجيل صوتي يحمل آخر كلماتها الموجهة للجمهور، سيتم عرضه في فعاليات الختام يوم 10 فبراير".

وفي محاولة منها للتأكيد على علاقتها بالراحلة فاتن حمامة، سردت المخرجة قصة مفادها أن فاتن حمامة قالت لها أثناء تسجيل الرسالة الموجهة للجمهور: "إنتي هتشغليني يا ماجي.. إنتي آخر مخرجة باشتغل معاها"، فيما يبدو أنه "اشتغالة للجمهور" من المخرجة بالأساس. 

"رئيس المهرجان، بحسب البيان، سيقوم بإرسال دعوة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لحضور حفل تأبين فاتن حمامة وختام المهرجان"

وفي البيان الجديد، يظهر اسم المنتج والمخرج المصري المعروف، محمد العدل، الذي يصفه البيان بأنه "رئيس مهرجان فاتن حمامة السينمائي"، والذي يقول بحسب البيان "إنه سيقوم بإرسال دعوة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لحضور حفل تأبين فاتن حمامة وختام المهرجان"، في محاولة جديدة لاستغلال السياسة للدعاية للمهرجان المجهول، اعتمادا على أن حمامة كانت من الداعمين للسيسي ولاستيلائه على السلطة في الثالث من يوليو/تموز 2013.
واستكمالا لاستغلال سيرة فاتن حمامة في تحقيق الشهرة، وربما الربح المادي، من خلال المهرجان، قالت المخرجة الشابة إنها تقوم "بإعداد فيلم وثائقي يضم تسجيلا صوتيا لحمامة، ويظهر به عدد من النجوم"، ورغم كل تلك التفاصيل المنشورة في البيان إلا أن المخرجة الشابة، بحسب البيان، "رفضت الظهور إعلاميا للحديث عما دار بينها وبين الفنانة الراحلة في أواخر أيامها".

ورغم أنها رفضت الظهور الإعلامي، كما تقول، إلا أنها كتبت على صفحتها في "فيسبوك" أنها تحترم الفنانة الراحلة وتحترم ائتمانها إياها على خصوصية بيتها، وأنها عاملتها كفرد من العائلة، ولن تستخدم ذلك كوسلية للظهور، وأن حق الجمهور مكفول في ما ستقدمه إليهم من خلال ما اتفقا عليه سوياً.

لكنها رغم ذلك نشرت صورا لها داخل منزل فاتن حمامة وأمام عدد من صورها الشخصية، كما نقلت جزءا من حديث لها معها، وقررت استغلال اسمها في الترويج لمهرجانها السينمائي الخاص.

أما المعلومات المتاحة عن المهرجان نفسه فهي متضاربة أيضا، فهو، بحسب منظميه، يضم ثلاث فئات، فئة مختصة بالأفلام الروائية وفئة مختصة بالأفلام القصيرة وفئة أخرى مختصة بالرسوم، لاحظ أن فئة المسابقات الأولى خاصة بالأفلام الروائية، رغم أنه كان بالأساس مهرجانا للأفلام القصيرة، بحسب اسمه السابق، وفق بيان منظميه أنفسهم.

ولجنة تحكيم المهرجان مكونة من الناقدة، ماجدة موريس، والناقد الشاب، أحمد شوقي، والمخرج الشاب، شريف البنداري، وسيتم عرض الأفلام بحضور مخرجيها يوم 27 و 28 يناير/كانون الثاني الجاري في نادي المنصورة، بينما يقام حفل توزيع الجوائز بعدها بنحو أسبوعين في يوم 10 فبراير/شباط بحجة انتهاء فترة الحداد على الفنانة الراحلة.

العربي الجديد اللندنية في

23.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)