كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«إعادة قراءة» فى حوارات «سيدة الشاشة» مع «الوطن» فقط

هل ماتت فاتن حمامة «زعلانة»؟..

آخر ما قالته الفنانة الكبيرة:

خوف على مصر.. وغضب من بعض المصريين

كتب : مجدى الجلاد

عن رحيل سيدة الشاشة العربية

   
 
 
 
 

من خلف «نظارة» الموهبة العبقرية والتأمل الممتد لـ«سنوات طويلة من الصمت»، تكلمت.. تكلمت سيدة القلوب -قبل الشاشة- عن الوطن والحياة، فإذ بك أمام «إحساس» يقودك إلى «حقائق» تقترب إلى حد «اليقين». يا إلهى، إلى هذا الحد من الممكن لموهبة أن تقود صاحبتها إلى تلك الدرجة التى ربما يسقط معها «حجاب الزمن»، فأصبحت تعرف -على وجه دقيق- إلى أى مصير -وطن وبشر- نحن ذاهبون؟

«السيدة» خرجت من صمتها الطويل لتتكلم مع «الوطن» فى مرحلتين غاية فى الأهمية والخطورة.. مرحلتين كان فيهما الوطن أمام مفترق مصير. وبينما كان «الصمت خير منجى» فى حقبة الإخوان، تكلمت السيدة بشجاعة وهدوء، لتضع كلمتها فى ميزان من ذهب، بالتحذير مرة.. والتأكيد على أن «الخوف ما زال موجوداً» مرة أخرى.

المساحة التالية ليست مجرد «إعادة نشر» لحوارين انفردت بهما «الوطن» خلال الأشهر الأخيرة مع «سيدة الشاشة» إلى الأبد.. وإنما «إعادة قراءة» لعقل وقلب فاتن حمامة، فمع القراءة المختلفة يمكنك اكتشاف قيمة البشر التى لا نعرفها حقيقة إلا بعد رحيلهم، غير أنه فى حالتنا هذه.. قيمة السيدة كانت وبقيت وستبقى للأبد محفوظة فى مساحة «حب واحترام وصدق» ليس لها مثيل.

لنقرأ معاً فى سطور حوارها من جديد، ففى الحوار الأول المنشور فى 17 أكتوبر 2012، تنتقد حكم الإخوان بوضوح، فهذا الحكم الإخوانى أبعدها عن أجمل ما تمتلك فى حياتها: التفاؤل. لم يتوقف بها الخوف عند هذا الحد، بل ذهب بها إلى «الشعور بالرعب» على مستقبل مصر..

بعين الفنانة المثقفة التى منحتها الأيام خبرة ورصيداً يمكنها من الحكم على الأشياء.. كيف تفسرين الأحداث التى تجرى على أرض الواقع.. وإلى أى مصير تحمل رياح التغيير مصر؟

- بصراحة شديدة لا أعرف.. فلا توجد رؤية ولا يوجد مشروع، لذا يصعب التنبؤ بالقادم من رحم الغيب.. مصر فى تصورى كانت تحتاج فى هذه المرحلة إلى قائد يمتلك الحكمة حتى يستطيع العبور بالوطن إلى شاطئ الأمان «كنا عاوزين قائد».

فى رأيك هل كان الدكتور محمد البرادعى يصلح لهذه المهمة؟

- البرادعى شخصية كبيرة ومؤثرة واشتغل فى العديد من المحافل الدولية.. وحاصل على جائزة نوبل، وهذا ليس من فراغ، وكان من الممكن أن يكون قائداً بالفعل.. ولكن «مش قادرة أعرف إيه اللى حصل»، اختفى من المشهد ولا أعرف أسباب ذلك.

البلد لسه بتتمرجح.. وخايفة على السيسى وأحفادى من «قتالين القتلة» وأشعر بالشفقة على أى رئيس للدولة لأن المشاكل كثيرة.. وتزداد يوماً بعد آخر.. وبكل تأكيد الحالة الأمنية تحتاج إلى تشديد.. أقرأ فى الصحف عن أولاد صغار يمارسون السرقة.. وناس بتوقف ناس وتسرق عربياتهم

وبماذا تفسرين انسحاب البرادعى ولماذا لم يتحول إلى قائد؟

- فى ظنى أنه تعرض لأشياء كثيرة جعلته يخشى من الاستمرار فى المشهد السياسى.. وفضل الابتعاد فى فترة ما.

فاتن حمامة.. المواطنة المصرية متفائلة بالمستقبل أم تسيطر عليها المخاوف؟

- مش عارفة.. لكن عندما أتأمل ملامح الناس أجدها «مكشرة ومبوزة» مفيش حد فاهم أى حاجة.. ولا أبالغ إذا قلت إن الأحداث تتداخل وتتشابه فى رأسى لأنها سريعة ومتلاحقة بشكل عجيب.. وشعرت بالرعب والخوف على مستقبل مصر بعد الأحداث الأخيرة التى وقعت فى ميدان التحرير، التى اشتبك فيها الإخوان المسلمين مع شباب الثورة.

فى رأيك ما دلالة الاشتباكات الأخيرة التى وقعت فى الميدان؟

- أكبر دلالة هى أن الشارع المصرى أصبح منقسماً.. والانقسام يهدد مصير هذا الوطن الكبير.. بالمناسبة لست مقتنعة أو مؤمنة بوجود الطرف الثالث.. وأحب الإشارة إلى أن الطرف الثالث ربما يكون مجرد وهم.. أو عفاريت.. الناس يجب أن تتغير وتتوحد وتتفق على شىء واحد فقط هو حب مصر.

كيف ترين أداء «الإخوان المسلمين» خلال الفترة الأخيرة؟

- بصراحة شديدة يجب أن يدرك أعضاء الجماعة أن الممارسات الانتقامية يدفع ثمنها الشعب.. والشعب ملوش ذنب لأنه باختصار مسجنش حد.. الشعب برىء من الاضطهاد الذى تعرض له الإخوان فى العصور السابقة فلماذا يسدد الفاتورة؟

فى جولة الإعادة التى دارت بين أحمد شفيق والدكتور مرسى.. قررت الانحياز لمن؟

- كنت مسافرة خارج مصر ولم أشارك.

ومن كان أحق بصوتك فى حالة وجودك فى مصر شفيق أم مرسى؟

- تضحك فاتن حمامة وترفض التعليق.

تلك منطقة «أبلة حكمت».. السيدة تتكلم عن أزمة التربية قبل أزمة التعليم، فتحذر من «الكارثة» المحدقة بالوطن طالما استمرت الأوضاع الأخلاقية على هذا النحو من الانهيار، مطالبة تيار الإسلام السياسى -وهو فى سُدة الحكم- بأن يتخلى عن العنف ويعود إلى صواب «الاعتدال والتوازن»..

تتفقين أم تختلفين مع الرأى الذى يقول إن معظم السياسيين يقدمون مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن؟

- أتفق بكل تأكيد، فلو تراجعت مصالح السياسيين الشخصية كان الحال تغير كثيراً .

هل الأحداث الأخيرة التى مرت بها مصر كشفت أننا نعانى من أزمة تربية وأزمة تعليم؟

- طبعاً التعليم فى بلدنا منهار تماماً.. وأزمة التربية كارثة وقد شاهدنا جميعاً شخصاً لا يساوى أى شىء فى الشارع يتعدى على القضاة.. الفقير على رأسى لأنه بالفطرة حكيم ويعرف قيمة وقدر الناس، لكن ربما تصادف شخصاً غنياً ولكنه لا يمتلك رصيداً من التربية.

وما تقييمك لأزمة القضاة الأخيرة التى ألقت بظلالها على الواقع السياسى؟

- كنت مخضوضة.. أنا مؤمنة بأن القانون يحفظ هيبة الدولة وغياب القانون كارثة وخطر على البلد ويهدد استقراره.

تصمت سيدة الشاشة العربية قليلاً ثم تواصل: سوف أعترف لك بشىء خطير.. عندما كنت صغيرة كنت أذهب إلى سينما مترو مرة كل أسبوع وذات مرة وضع البعض قنبلة فى السينما، منذ هذا اليوم أصبت بالهلع وأصبحت ذكرى سيئة.. وحتى هذه اللحظة أخاف من دخول السينما وإذا دخلت أفتش تحت الكرسى. فقد ترك هذا الحادث انطباعاً سيئاً عن تيار محدد وممارساتهم.

هل تتوقعين أن يتخلى تيار الإسلام السياسى عن العنف؟

- أتمنى من كل قلبى، نحن نحتاج إلى الاعتدال والتوازن

فاتن حمامة.. الأم المصرية هل تخافين على مستقبل أبنائك؟

- طبعاً خائفة وقلقة على مستقبل أولادى وأحفادى.. فالرؤية ليست واضحة المعالم.

الأوضاع الخاطئة إفراز للثورة.. أم سلوكيات الناس السبب؟

- الأزمة التى نعيشها الآن تكمن فى وجود حالة من التخبط الشديد.. كثيراً نسمع أن الرئيس لا يدير شئون البلاد بمفرده.. يعنى مش هو اللى بيمشى البلد فيهناس تانيه معاه.

إذا كان المجلس العسكرى قد رحل من المشهد.. من تظنين يشارك مرسى مسئولية الحكم؟

- لا أعرف ولكن المجلس العسكرى «طلع لا حول له ولا قوة» قد يكون الإخوان هم الذين يشاركون الرئيس الحكم وربما يكون هناك فصيل آخر.. مش عارفة بالتحديد ربما لو اشتغل الدكتور محمد مرسى بمفرده لصنع أشياء كويسة.

لماذا قلتِ إن المجلس العسكرى لا حول له ولا قوة؟

- كنت مثل كل المصريين معجبة إلى حد كبير بأداء المجلس العسكرى باعتباره الذى يحاول لم شمل المصريين ويحمى البلد.. ولكنى فقدت الثقة بشكل تدريجى فى هذا المجلس بعد نتيجة الاستفتاء على الدستور.. وأحب التوضيح أننى لم أفقد الثقة فى يوم وليلة فى المجلس فقد أصبت بالخضة بعد أن أقالهم الرئيس.. «وبصراحة يا ريت نسيبهم فى حالهم لأنهم اتبهدلوا قوى».. فى وقت من الأوقات ظلمنا المجلس العسكرى وقلنا إنهم باعونا لكن أتصور أن هناك لعبة تم تنفيذها على المجلس العسكرى.

يقال إن هناك تضييقاً على الفن والإبداع الآن هل تلمسين ذلك؟

- حتى أكون منصفة لم أسمع أى شىء حتى الآن ولكنى عاتبة على صناع الدراما أنفسهم فهناك طريقة فى الكلام مزعجة وهناك أيضاً ألفاظ جافة.. على صناع الدراما مراعاة أن التليفزيون موجود فى كل بيت ويجب الالتفات إلى تأثيره على الأسرة وبالتحديد الأطفال والأجيال الجديدة.

قلتِ إنك أُصبتِ بصدمة بسبب الهجوم والتطاول على إلهام شاهين.. هل تؤيدين لجوءها للقضاء؟

- طبعاً.. هذا تصرف سليم فهى تحاول أن تحصل على حقها بالقانون.. لذا أرى أنه من حقها أن تذهب للقضاء.

يجب أن نرى وزراء وقيادات سياسية من الشباب .. مصر مابقاش فيها وسط.. يا صغيرين يا فوق التمانين.. و«التعليم وقع خالص»: سوء مستوى وعدم حفاظ على القيم.. باختصار الأصول راحت وهذا كفيل أن نفقد التحضر

هناك العديد من القنوات الدينية.. هل تحرصين على متابعتها؟

- أحياناً.. تستوقفنى لقطات.

وماذا عن القنوات الإخبارية التى تتابع الأحداث اليومية؟

- مثل كل المصريين أتابع هذه القنوات حتى أرى أحداث الميدان وأحداث كل مكان فى مصر.. متابعة الأخبار شىء مهم جداً.

الشوارع وملامح الناس اختلفت تماماً عما كانت عليه فى الماضى، الشارع تغير إلى الأسوأ. هكذا تشعر بأن كلماتها تقطر حزناً صادقاً على مصر الزمن الجميل، غير أنها لا تتوقف بالأسى عند هذا الحد، بل تشنقك حزناً بحرير جملتها الصادقة: «أنا زعلانة»..

عندما تمشين فى شوارع القاهرة كيف تقرأين ملامح الناس وما وجه الخلاف بين الماضى والحاضر؟

- يجب الاعتراف بأن الشارع تغير واختلف عن زمان بكثير.. ورغم ذلك أقول إننى عزفت عن النزول للشارع وتوقف تماماً.. لأنى زعلانة.. وكثيراً أتحدث إلى نفسى وأقول.. إيه اللى بيحصل لمصر.. أنا رافضة رؤية مصر بهذا الشكل وبالمناسبة فيه ناس كتيرة مثلى.. أصبحنا خائفين وقلقين على حقوق المرأة.. فربما يتراجع دور المرأة.. باختصار أنا مش مطمئنة.

هل تتابعين الحوار عن المرأة وحقوقها فى الدستور الجديد؟

- لقطات بسيطة.. الصورة حتى الآن لم تكتمل.

بصراحة ما رأيك فى اللجنة التأسيسية المكلفة بصياغة الدستور؟

- «حاسة إن فيه شد داخل اللجنة وكل واحد يريد يكون كلامه نافذ ومؤثر.. يعنى كل واحد عاوز كلامه هو اللى يمشى».. وأحب التأكيد أننا يجب أن ننتظر حتى نرى الصورة النهائية للدستور وسوف أنزل للتصويت وأقنع كل الناس للتصويت.. يجب أن نتعلم من خطأ تجربة الاستفتاء الأولى.

كلامك معناه.. أننا انضحك علينا مرة ومش هينضحك علينا تانى؟

- تمام.. يجب أن ننتظر ونحكم بدون تعجل فى الحكم على الأشياء.

هل هناك أسباب أخرى تمنعك من النزول للشارع غير الحالة التى تسيطر عليك بسبب الخوف على مصر؟

- «النزول أصبح صعب.. أى مشوار حتى لو بسيط يحتاج إلى ساعتين.. العربيات بتزيد والشوارع أصبحت ضيقة وأزمة المرور مستمرة.. منذ يومين تعطلت تلت ساعة بسبب «منادى» يحاول أن يركن سيارة.. تخيل ما هو العقل الذى يدير حركة الشارع»..

فاتن حمامة تخاف من الانفلات الأمنى؟

- طبعاً.

هل كنت تشعرين بأمان قبل أحداث الثورة؟

- بقدر بسيط.

عدم وجود أمن مسئولية المجتمع أم الداخلية وهل ترين أنه يجب على وزارة الداخلية أن تكثف من وجودها الأمنى؟

- بكل تأكيد الحالة الأمنية تحتاج إلى تشديد.. أقرأ فى الصحف عن أولاد صغار يمارسون السرقة.. وناس بتوقف ناس وتسرق عربياتهم.. مؤكد أننا فى حاجة إلى تشديد الأمن كما كان فى الماضى.

ضحكة رقيقة .. غابت عنا

من الشخصية العامة التى جمعك بها لقاء مؤخراً؟

- مثل من؟

هيكل، عمرو موسى.....؟

- منذ فترة طوية لم ألتق بالأستاذ هيكل.. وعمرو موسى يسكن بجوارى لكنى لم ألتق به.

الفريق أحمد شفيق.. يسكن بجوارك هل تعرفين هذه المعلومة؟

- قرأت ذلك فى إحدى الصحف.

وماذا عن رأيك فى أحمد شفيق؟

- عندما يتكلم أشعر أنه شخص متوازن ومعتدل.. لكن لا أعرف عنه شيئاً.

هل جمعك بالفريق أحمد شفيق لقاء أثناء الانتخابات؟

- لم يحدث ذلك.

من وجهة نظرك ما الأخطاء التى ارتكبناها خلال العامين الماضيين؟

- إحنا معملناش حاجة.. الشعب اتساق فى لعبة الصراع على الحكم، سادت روح انتقامية والكل يريد التقطيع فى الكل، من المؤكد أن هناك ناس مظلومة وسط الناس، بين الناس التى تعرضت للمحاكمات.. مندهشة مما حدث.. أيام زمان كانت هناك سمات وصفات أفضل وقبل أيام 52 كان هناك ناس طيبين ولم يكن كلهم سيئين كما قدمتهم شاشة السينما.. أقصد أننا يجب ألا نعمم فى الحكم على الأشياء وبصراحة شديدة لم أتصور طوال سنوات عمرى أن نكون بهذه الدرجة من القسوة.. زمان كانت الناس طيبة جداً من الفلاح إلى الغلبان.

كنت تحلمين بأن يكون الحكم ينظر للأمام وليس انتقامياً؟

- كنت أتمنى أى يحكمنا غاندى.. الذى أرى فيه التسامح.

أشعر بأن فاتن حمامة لا تستطيع التعايش مع الحاضر بكل تفاصيله.

- الفرق بين الماضى والحاضر أن زمان كان يوجد الجمال والأخلاق جيدة.. لكن الآن أصبحنا نعيش ونعانى من أخلاق الزحام.. العمارات والفوضى، ولا يوجد شكل جمالى، الكل يتصرف وفق إرادته هو ولا يراعى الآخر.

لو طلبت مقارنة بين حىّ الزمالك زمان والزمالك الآن ماذا تقولين؟

- طبعاً زمالك زمان كانت هادئة جداً كنا نمشى فى شارع الجبلاية ونمارس الرياضة.. أما الآن من الصعب المشى أو التحرك فى الشارع بسبب الزحام وسلوكيات الناس فى الشارع.

الناس أخلاقها اتغيرت.. من وجهة نظرك ما السبب؟

- الزحمة.. هى السبب فيما نعانى منه الآن.

«أفواه وأرانب».. هذا ما تعنيه؟

- تضحك بصوت عالٍ.. بدون تعليق.

مشفقة على الرئيس الحالى؟

- مشفقة على أى رئيس لأن الظرف صعب.

كيف نكون شعباً متحضراً فى الماضى وبعد ذلك نفقد هذا التحضر؟

- «التعليم وقع خالص» سوء مستوى التعليم وعدم الحفاظ على القيم والأصول.. باختصار الأصول راحت وهذا كفيل أن نفقد التحضر.

أبناؤك وأحفادك.. كيف يرون مصر؟

- أبنائى وأحفادى يحبون مصر إلى حد الهيام بها وكانوا يعتصمون فى التحرير ويطالبون بتصحيح الأوضاع الخاطئة.

«عبدالناصر».. إذن، السيدة ستتكلم عن أزمتها مع الزعيم جمال عبدالناصر ولو بشكل عرضى، لتكشف إلى أى مدى وصلت أزمتها مع الرجل.. إلى حد الهجرة لخارج مصر، فرغم أن فكرة «الهجرة» خطرت على بال كثيرين أثناء حكم الإخوان، فإنها لم تراودها من قريب أو بعيد، بخلاف زمن «عبدالناصر»..

هل فكرتِ وفكر أحفادك فى أن يحملوا شنطهم ويتركوا مصر؟

- زمان فكرت أيام عبدالناصر.. لكن الآن لم تطرأ الفكرة على بالى أو تمس خاطرى وسوف تندهش إذا قلت لك إن أحفادى وأولادى يعارضون ذلك تماماً فهم يحبون مصر لأنها وطنهم ويتمنون لها النهضة.

نحتاج إلى وقت طويل لتصحيح المسار.. ما رأيك؟

- مش عارفة.. لكن أعلم أن البرازيل كانت منهارة واستطاعت أن تنهض وتركيا أيضاً.. ولكى ننهض ونتحرك للأمام.. رأيك انت إيه؟

أتصور أننا نحتاج 8 سنوات.. هل ترى فاتن حمامة أن مصر دولة مش محظوظة؟

- من قال ذلك؟ مصر دولة محظوظة.. بس إحنا اللى وحشين.. تأمل الساحل الشمالى والرمال البيضاء والجبال.. فقد منحنا الله نعماً كثيرة لكن إحنا اللى وحشين.

فاتن حمامة حاسة إن الإخوان هيكملوا فى الحكم أم لا؟

- اسأل ربنا..

لو القرار بيدك ما الشىء الذى تبدأين بإصلاحه؟

- مش عارفة.. هذا الأمر يحتاج ناس سياسة وعندها خبرة فى التعامل مع مثل هذه الأمور وعلى قدر كافٍ من المعرفة والخبرة فى إدارة شئون البلد.

ماذا تشعرين عندما تشاهدين الرئيس يخطب؟

- لا تعليق.

ما المخاطر التى تهدد مصر الآن.

- أنا مندهشة وخايفة هل مصر هتكون فى يوم من الأيام دويلة.. مصر العظيمة تتحول إلى دويلات.. وهذا الأمر تم الإعداد له منذ سنوات طويلة سمعت هذا الكلام وخائفة جداً.

تعتقدين أن هناك أطرافاً خارجية لها دور فيما يحدث فى مصر؟

- ما عنديش معلومات.

إحساسك إيه بالناس الموجودة فى السجن من نظام مبارك؟

- ياما فى الحبس مظاليم.. وأكبر دليل على ذلك موقعة الجمل، فقد خرج المتهمون براءة.

لا أستطيع القول أن هناك تضييقاً على الفن والإبداع.. ولكننى عاتبة على صناع الدراما بسبب «الألفاظ المزعجة».. وزمان كان يوجد الجمال والأخلاق جيدة.. لكن الآن أصبحنا نعيش ونعانى من أخلاق الزحام

وكيف تفسرين اعتراض الناس على هذا الحكم؟

- نفسى نتخلص من الروح الانتقامية.. شىء محزن.. لماذا يعترض الناس.. يجب أن نحتكم للقانون.

.. ومن الحوار الأول إلى الحوار الثانى. الفارق الزمنى نحو 18 شهراً، أى بعد ثورة «30 يونيو»، فكانت «روح» السيدة مختلفة هذه المرة. هى تتحدث بانطلاق طفولى.. لكنه يحمل «وعياً» رائعاً لما حدث ويحدث وسيحدث. تقارن بين «مبارك» و«مرسى» الإخوان، فلا تملك إلا أنا تتأمل معها مصر من جديد.

نبدأ من قبل 30 يونيو، كيف ترين هذه الأيام؟

- أيام حسنى مبارك حدث لى ذهول، لم أكن متصورة أن تشهد مصر كل هذه الأحداث، ولم أكن أتخيل أن الأمور بهذا السوء، كنت أشعر أن الناس مخنوقة بسبب الظروف المادية، وأزمات المواصلات، وأن ذلك يعود لارتفاع معدل المواليد، وعدم تحديد النسل، خاصة أن الحديث عن ضرورة تحديد النسل بدأ منذ سنوات، وحتى الآن، وتحدثنا عن هذه المشكلة فى فيلم «أفواه وأرانب»، والحقيقة إذا استمر الحال هكذا ستحدث كارثة.

وفترة حكم الإخوان؟

- رأيت هذه الفترة العصيبة كما رأيتها أنت، وكما رآها كل شخص يحب هذا البلد، وفى البداية كان من حولى يقولون لا نريد أن نحكم عليهم حكماً مسبقاً، لكن مع مرور الوقت رأينا كيف يحكمون، والحقيقة أننى لم أكن أتوقع أن نتخلص منهم بهذه السرعة، وأعتبر التخلص منهم معجزة، وذات يوم بعد 30 يونيو كنت أسير فى الشارع وفاجأتنى سيدة بقولها لى «مبروك نجحنا»، وهذا يعنى أن الناس كانت تهنئ بعضها بعضاً بالتخلص من حكم الإخوان بهذه السرعة، وبالطبع كان هناك أشخاص آخرون يقبضون أموالاً من الإخوان ولا يفهمون شيئاً مما يحدث.

هل مرت عليك لحظة شعرت فيها أن مصر تضيع؟

- نعم عندما وجدت الإخوان يلجأون إلى سياسة أخونة كل شبر فى مصر، وقلت أنا كمان شغلى هيروح، قلت لنفسى «أنا مش مشكلة أنا كبيرة»، لكن الحقيقة كانوا يستبدلون كل شىء فى مصر، وأنا مندهشة أن من بين الإخوان أشخاصاً متعلمين.

تقصدين أن الإخوان ضد العقل والعلم والمعرفة؟

- هم لا يعترفون سوى بالعلم الخاص بهم، ولا يحاولون تغيير أفكارهم، أو مسايرة العصر.

رغم كل مخاوفك.. هل شعرت أنهم سينجحون فى القضاء على مصر؟

- فى وقت ما شعرت بالخوف من ذلك.

من المؤكد أنكِ كنت تتابعين الأجواء قبل الثورة.. فهل توقعت أن تنجح الدعوة للتظاهر فى 30 يونيو والتخلص من الإخوان؟

- قبل 30 يونيو كان الناس يؤكدون على بعضهم البعض ضرورة النزول والمشاركة فى مظاهرات ضد الإخوان، وهذا فى حد ذاته كان يمنحنى الثقة.

أول كلامها عن «السيسى»، فتعرف معها أنه بالنسبة لها ربما مثّل «الدراما المفاجئة.. الجميلة» التى تجدها فى عمل فنى، فتملأ قلبها وعقلها بسعادة غير متوقعة، وما أجمل تلك النوعية من السعادة، وبالإضافة إلى ذلك تلمس إلى أى مدى وصلت «سفينة الخوف» السابحة فى كيانها إلى «بر الاطمئنان»..

هل توقعت أن يستجيب الفريق أول عبدالفتاح السيسى للإرادة الشعبية ويعزل «مرسى»؟

- بصراحة لم أكن متأكدة، والناس كانت محبطة لدرجة أنهم كانوا يؤكدون أنهم سينزلون للشارع ويتظاهرون ضد الإخوان بصرف النظر عن النتائج ولسان حالهم يقول ماذا سيحدث أكثر مما حدث.

هل كنت تصدقين شائعات انتماء السيسى للإخوان؟

- سمعت هذه الشائعة فى البداية، وقال البعض إن عائلته تنتمى للإخوان، لكننى عادة لا أصدق أى شىء ما دمت لا أملك المعلومات الكافية.

هل شعرت بالخوف من أن يقع البلد فى الحرب الأهلية بعد عزل «مرسى»؟

- قطعاً لا، كنت أرى معظم من حولى يرفضون الإخوان، خاصة بعد أن تحولت أخطاؤهم إلى كوميديا جعلتهم محور سخرية الشعب فقلت لا يمكن نتحكم بالطريقة دى.

كيف ترين المشير السيسى الآن؟

- لم أتوقع أن يقوم بهذا الدور، فقبلها بأيام كان موجوداً خلال خطبة مرسى وبدا متجهماً صامتاً، لا يصفق أو يبتسم، وشعرت وقتها أنه يرى أنه لا أمل فى إزاحة هذه الجماعة.

لكنه استجاب للشعب؟

- هو مصرى أصيل، وطنى جداًً وما يرضاش لمصر يحصلها كده، شعر بنبض الناس كلها، وهو نفسه عنده نفس الإحساس كمصرى.

البعض يقول إن السيسى فعل ذلك من أجل أن يحكم مصر؟

- لا، والدليل أنه حتى وقت قريب لم يكن قد حسم أمر ترشحه، وكان متردداً، وأعتقد أنه كان يرغب فى البقاء فى الجيش.

كيف تنظرين لحملات ترشح السيسى، ورجال الأعمال والمواطنين الذين نشروا صوره فى كل شبر فى مصر؟

- أعتقد أن هذا الأمر ضده، على الرغم من أن هؤلاء لا يقصدون ذلك، لكن الأمر أشبه «بواحد بيحب صاحبه خبطه بطوبة».

هل تقصدين أن النفاق والتملق الزائد يأتى بنتيجة عكسية؟

- الشعب شعر أنه المنقذ، لدرجة أننى رأيت سيدة تسير وهى تحمل صورته وتضرب كل من يقابلها.

وماذا عن رجال الأعمال؟

- رجال الأعمال يريدون استمرار أعمالهم، ومن المفترض ألا نهاجم رجال الأعمال، لأن بدونهم حال البلد هيقف.

هل تتوقعين نجاح السيسى؟

- يا رب، نقول يا رب.

أليس هناك حل آخر؟

- دائماً هناك حلول، لكن ليس الآن، لا بد من شخص يمكنه أن يحرك الأمور، ويحسن التعليم والصحة، والتعليم أولاً قبل الصحة، لأن نسبة الجهل مخيفة، ويكفى ما نشاهده اليوم فى شوارعنا بعض الناس يتحركون فى مسيرات ويهتفون، ولا نعرف ماذا يريدون، ولا هم يعرفون ماذا يريدون.

هل هذا الجهل يعود للعلاقة بين الدين والسياسة؟

- البعض يحاول أن يأخذ أشياء سيئة ويلصقها بالدين، وهذا بسبب الجهل، والدين الوسطى سمح.

البعض منهم يحمل شهادة الدكتوراه؟

- الأمر لا يتعلق بالحصول على شهادات، حتى لو حصل على 60 دكتوراه، هؤلاء يرغبون فى السيطرة علينا.

تقصدين أن استيعاب الشباب فى العمل أفضل؟

-لا بد من وجود مشروع قومى كبير الكل يلتف حوله، مشروع نعمل جميعاً على إنجاحه.

هل لديك اقتراحات حول هذه المشروعات؟

- لا أستطيع أن أقول إن لدى أفكاراً، لكننى أرى أنهم يدفعون الشباب نحو متابعة الكرة وأشياء من هذا القبيل طبقاً لخطط حكومية، لكن لا بد من دفعهم فى اتجاهات أخرى.

هل تتوقعين فوز السيسى باكتساح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة أم أننا سنشهد منافسة قوية؟

- أعتقد ستكون هناك منافسة إذا دخل الشباب فى حالة عناد، لكن علينا أن نفهم جميعاً أن البلد أهم من الكل الآن، ولازم تقف على رجليها.

تقصدين أن الشباب ربما يعاند ويمنح أصواته فى اتجاهات أخرى؟

- «ما هما عاندوا قبل كده وودونا فى داهية سنتين، والنتيجة إيه»؟

هل تتابعين العنف والإرهاب الذى تشهده الشوارع وتفجير المؤسسات واستهداف قوات الجيش والشرطة؟

- هذا إجرام إجرام إجرام، وهناك أيادٍ تخطط وتدبر مثل هذه الأمور، مثلما حدث فى العراق واليمن.

هل تعتقدين أن الإرهاب سيستمر؟

- لا أعرف.

هناك تحليلات تؤكد أن للإخوان علاقة بالعمليات الإرهابية التى تشهدها مصر؟

- من له مصلحة فى هذه العمليات، «مش عايزة أتكلم كتير أنا بخاف من الإخوان».

هل تتابعين مواقف الأمريكان، والأتراك، والقطريين مما يحدث فى مصر؟

- مواقف فظيعة، ساهموا قبل ذلك فى تدمير العراق وسوريا واليمن، والآن يحاولون تدميرنا.

بماذا تشعرين عندما يستشهد ضابط جيش أو شرطة؟

- أشعر بانهيار، ولذلك يمنعوننى من مشاهدة التليفزيون ليلاً بسبب البكاء حتى لا أتعرض للانهيار بسبب الأحداث التى أشاهدها.

وقت الحزن والبكاء على مصر.. وشبابها، السيدة حزينة جداً على الأحوال التى وصلت لها البلاد، ثم توجه نصيحتها الأخيرة، بضرورة التخلى عن إشهار كلمة «لا» فى وجه أحد دون منحه فرصة العمل على الإنقاذ، فإذا ما استنفد فرصته كاملة، وقتها.. ووقتها فقط.. نقول له «لا».

على من تبكين: على الشباب الذى يقتل أم على مصر؟

- الاتنين طبعاً، خاصة الشباب اللى بيروحوا ومش أنا بس معندكش فكرة كمية الناس اللى فى حالتى دى.

ربما لأنك لم يخطر ببالك يوماً أن تصل مصر إلى هذه الحالة؟

- الناس بتتفرج على أفلامنا القديمة مش حباً فينا، بيشوفوا مصر اللى كانت، الشوارع والبيوت والبشر.. كانت الحياة سعيدة، ولم نكن نرى المصائب التى نعيشها الآن.

تشعرين بالحنين إلى مصر التى كانت؟

- أنا كنت جوه استديوهات، لكن بأحن للناس اللى كنت معاهم، أنا كنت معظم الوقت داخل بلاتوه، حتى أكملت 26 سنة، وأنا جوه بلاتوه، بعد كده هديت فى الشغل وابتديت أشوف الدنيا.

من وجهة نظرك.. ما الأخطاء التى أوصلتنا إلى هذه الحال منذ تنحى مبارك؟

- لم تكن لدى أدنى فكرة عن الثورة حتى رأيتها، أعتقد أنها بدأت بمجموعة من الشباب، ثم سار معهم كل مظلوم. هى ثورة شعبية 100%، و30 يونيو انتفاضة شعبية اللى كل الناس نزلت فيها، تجاوب غير طبيعى لما ينزلك 30 مليون.

وهل تتوقعين أن تشهد مصر ثورات أخرى فى المرحلة المقبلة؟

- الله أعلم، إحنا لسه «بنتمرجح»، وبندعى ربنا ينجّح المرشح الكويس، ويوفقنا فى الطريق السليم اللى يخدمنا ويحقق نهضة فى البلد ويفوّق الشباب من اللى همّا فيه، خصوصاً إن مصر فيها شباب كتير جداً مش لاقيين فرص عمل، طول ما احنا بنعمل إضرابات، امتى هنبتدى نفوق عشان نشتغل؟

هل رأيت المشير السيسى وجهاً لوجه؟

- لا لم أقابله.

لو التقيت به، ماذا تقولين له؟

- لا أعرف، لكن قلت قبل كده كتير «ربنا معاه»، لأن الفترة دى مطولة شوية، كل الناس قلقانة من تأخر إعلان السيسى ترشحه للرئاسة، قطعاً هو لسه أمامه مهام لم ينهها، وأكيد هو والضباط اللى معاه عايزين يفوّقوا البلد من الناس اللى بتهاجم الحدود الأول.

وهل ستصوتين لصالح السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال ليس وقتها، قلت سابقاً إنه لم يعلن تفاصيل ترشحه.

تنتظرين عرض برنامجه الانتخابى أولاً؟

- طبعاً لازم يعرض البرنامج الانتخابى الأول.

ماذا كان موقفك فى الاستفتاء الأخير؟

- قلت نعم للدستور.

لماذا؟

- كنت متحمسة جداً للنزول والمشاركة فى الاستفتاء، مفيش ست من اللى أعرفهم كسلت عن المشاركة، خصوصاً الستات ولاد البلد كانوا حاجة تفرح، تحس إنهم كانوا واعيين وفاهمين بالفطرة.

كنت سعيدة بحجم مشاركة المرأة المصرية فى الثورة والاستفتاء؟

- طبعاً، شفت الكل نازل، المرأة المتعلمة والمتوسطة والفقيرة.

هل تتوقعين أن تسعى أمريكا إلى محاربة السيسى وإفشاله؟

- ماقدرش أقول إيه اللى هيحصل بكرة، مش بلاقى الكلمة المظبوطة.

خايفة على أولادك وأحفادك من إيه؟

- طبعاً خايفة زى أى أم بتخاف على ولادها.

هل تتابعينهم؟

- كل أم وجدة فى مصر لازم تعمل كده.

ما رأيك فى الأحزاب المصرية، التى من المفترض أنها تواجه الإخوان فى الانتخابات المقبلة؟

- مفيش جديد، لسه الفقر موجود، ولسه فيه ناس مش معروفين خالص، لكن فيه أمل يظهر ناس كويسة فى المرحلة الجاية، عايزين الدنيا تروق، وساعتها بقى الله أعلم مين هيظهر على الساحة.

هل تتوقعين أن يتصرف السيسى بنفس سياسات مبارك ويعمل على التضييق على الأحزاب والقوى السياسية؟

- ماقدرش أقول أى حاجة فى المسألة دى.

هل تتابعين ما ينشر عن تعذيب الشباب فى السجون وغيره؟

- لا أصدق كل ما يقال، وفيه غلطة حصلت ومش هنقولها تانى لأنها اتصورت حكاية البنت اللى اتصورت وهما بيولودوها بالكلابشات دى غلطة غبية من عسكرى عايز يروح ياكل فقال أربطها، لازم رقابة أكتر على دول.

لو لم يترشح السيسى للرئاسة، من يكون البديل من وجه نظرك؟

- مفيش مرشح عنده الجرأة يواجه، البلد فيها فقر.

هل ترين عمرو موسى مرشحاً مناسباً للرئاسة؟

- أعتقد أنه «مش عايز خلاص»، لكن هو إنسان لطيف بيحب الدنيا والناس.

وهل تتابعين البرادعى؟

- صُدمت فى البرادعى، بعد أن كنت من الناس المتحمسين له جداً.

متى صُدمت فيه تحديداً؟

- يوم أن أعلن استقالته من منصبه فجأة، لم يكن الوقت مناسباً، لكن «مفيش حد يعرف ما فى الدهاليز».

البعض يقول إن البرادعى يتعامل مع مصر بوصفه سائحاً لا مواطناً؟

- البرادعى مصرى ابن مصرى، والده كان قاضياً كبيراً، ومعروف عنه أنه متدين.

هل ترين فى ذلك سبباً من لقربه من الإخوان؟

- لا أعرف.

هل انتهى مستقبله السياسى فى مصر؟

- بعد ما حدث، نعم انتهى مستقبله السياسى.

ما أكثر شىء يضايقك فى مصر حالياً؟

- الجو غير المستقر، والفوضى فى الشوارع.

تقصدين التوك توك والأوتوبيسات والباعة الجائلين؟

- نعم، وضرب البمب والنار، أنا أسمى كل ذلك بلطجة، ابتداء من الذى يضرب البمب وحتى من يقود السيارة دون أن يتعلم أصول القيادة، وحين تلومه يشتمك.

هل ترين أن مصر تدهورت فى التربية والأخلاق والحضارة؟

- تدهورت جداً، فين أيام زمان، مفيش حد كان يقول كلمة خارجة، الناس كانت مؤدبة أكتر من دلوقتى.

لكن معروف عن العسكريين أنهم يختارون أهل الثقة؟

- مهما قالوا عنهم، أكيد فيهم ناس هايلة، وفى وسط الحرب التى تخوضها مصر حالياً، أكيد السيسى عارف مين الأفضل فيمن هم حوله، أنا كواحدة من الشعب هأعرف إزاى؟

إذا أصبح السيسى رئيساً، ثم انتهج نفس سياسات من هم قبله، ماذا سيكون موقفك منه؟

- قطعاً هزعل منه جداً واتصدم فيه.

هل ستضيع البلد فى هذه الحالة؟

- وقتها ربنا هيرزقنا، مش ممكن يسيبنا كده، خصوصاً أننا تعرضنا لذلك من قبل.

حين تتابعين السيسى وهو يتحدث فى خطاباته، بماذا تشعرين؟

- هو لا يتكلم كثيراً، ماذا تقصد؟

البعض يقول إنه صادق وآخرون يقولون إنه يمثل.

- لا، السيسى ليس ممثلاً، لكننى أشعر بألمه فى مواقف بعينها، وبقوته فى خطاباته للجيش، لا يصح أن نصنع منه إلهاً، أفعاله فيما بعد ستساعدنا على فهم طبيعته.

كثيرون يرددون أن لافتات النفاق فى الشوارع تصنع من السيسى فرعوناً حتى قبل أن يحكم؟

- أدعو الله أن يكون السيسى واعياً لذلك.

مصر فى حاجة لـ«رئيس واعى»؟

- طبعاً، وأعتقد أن السيسى كذلك.

لكن أى إنسان فى هذه الظروف «جهازه العصبى يضرب».. هل أنت متفائلة؟

- متفائلة طبعاً، لكن أنا لا أعرف السيسى، فقط أعرف أننى «ارتحت له».

وما رأيك فى المستشار عدلى منصور؟

Very nice man.

ترينه مسئولاً محترماً؟

- نعم، المستشار عدلى منصور محترم جداً.

هل تشعرين بزهده فى السلطة والمناصب؟

- لا أعرفه على المستوى الشخصى، لكن طريقة كلامه تؤكد أنه إنسان محترم إلى أقصى درجة.

وما رأيك فى موقف السعودية والإمارات والكويت لدعم مصر؟

- هايل هايل هايل، كلنا لازم نساند بعض.

متفائلة بأن الشعب سيدعم السيسى بالعمل فى المرحلة المقبلة؟

- على كل نبيه أن يعمل بجد، ولا يصح أن نحكم على تجارب الناس بهذه البساطة، لا بد أن نعمل أولاً ونمنح الثقة لمن يعمل، حتى يرتكب أخطاء كبيرة لا قدر الله، وقتها نقول له لأ، لكن للأسف ليس لدينا حالياً غير كلمة «لأ».

هل تشاهدين إعلانات أفلام السبكى؟

- لأ، لكن هناك أفلاماً أخرى بتكلفة إنتاج أقل، وتحصل على جوائز، وأعتقد أن هناك فيلماً حصل على جوائز لا أول لها ولا آخر.

فيلم «لا مؤاخذة»؟

- أعتقد هو ده.

تعتقدين أن هذه الأفلام تنقذ حال السينما نسبياً؟

- نعم، النوع ده من الأفلام بيقول إن لسه عندنا سينما.

حين تتابعين محاكمات مبارك ومرسى، بماذا تشعرين تجاههما؟

- أصعب شىء أن تشمت فى أحد، لم أشمت فى مبارك أبداً.

مبارك عمل حاجات كويسة، أثرها باقى لحد النهارده، يعنى مثلاً وقفته إلى جانب الكويت فى حرب الخليج، نفعت مصر الآن، لأن الكويت بتدعمنا بعد 30 يونيو.

وماذا عن مرسى.. هل تضحكين حين ترينه على الشاشة؟

- من كثرة خطاباته، لى حفيد صغير كان يقول لى مرسى وشفيق، بنبقى «فطسانين من الضحك.. مرسى محصلش».

الوطن المصرية في

20.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)