كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

أفلام العام بين الأبيض والأسود

والأميركي في مواجهة الأجنبي

يومان على إعلان جوائز الأوسكار

لوس أنجليس: محمد رُضـا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

بالنسبة للمخرج مايكل شيمينو، فإن كل جوائز الأوسكار هذه السنة عليها أن تذهب إلى فيلم واحد هو «قنّـاص أميركي». أكثر من ذلك، يدعم ترشيح كلينت إيستوود لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية.

شيمينو يقول عن ثقة: «كل جوائز الأوسكار هذا العام عليها أن تكون من نصيب (قناص أميركي). هذا أفضل فيلم أنجزه إيستوود. لا أعتقد أن مخرجين آخرين، بمن فيهم أنا، كنا سنستطيع تحقيق الفيلم بالنتائج ذاتها. إيستوود رجل فوق العادة. خال من الادعاء».

شيمينو وإيستوود يلتقيان في أكثر من ناحية ليس آخرها أن المخرج المتوقّـف عن الإخراج منذ العام 1996 عندما قدّم فيلمه الأخير (للآن) «مطارد الشمس»، سبق أن نال الأوسكار عن فيلم حربي الشأن، كحال فيلم «قنّـاص أميركي» هو «صائد الغزلان» سنة 1978.

في الواقع ذلك الفيلم نال خمس جوائز أوسكار هي أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج لجانب أفضل ممثل مساند (كريستوفر وولكن) وأفضل صوت وأفضل توليف. لكن الأهم هو أن «صائد الغزلان» يشابه «قنّـاص أميركي». فقط موقع الحرب يختلف. في ذلك الفيلم فيتنام. في الفيلم الجديد: العراق. لكن المنحى اليميني هو ذاته متمثلا في مفهوم «أولادنا الذين يدافعون عن القيم الديمقراطية وعن الحرية»، هذا قبل أن يستدير إلى اليسار قليلا ليوعز بأن عنف الحروب متأصل في عنف واقع داخل المجتمع الأميركي نفسه.

* شخصيات حقيقية

بعيدًا عن شيمينو وآرائه، هناك ستّـون في المائة من المشاهدين الأميركيين الذين استجابوا إلى إحصاء إحدى المؤسسات يفضّـلون فوز «قنّـاص أميركي» على سواه. لكن بين المحترفين والنقاد فإن أسهم «بيردمان» الذي يتناول أزمة ممثل يحاول التمسّـك بأهداب النجاح والعودة إلى عناوين الصحف هو الفيلم المفضّـل أكثر من سواه يتبعه «بويهود». حسب مقال نشرته قبل أيام صحيفة «نيويورك تايمز» يقف «بيردمان» في مقدّمة الاحتمالات بنسبة 66 في المائة يتبعه «بويهود» بنسبة 32 في المائة ما يعني أن فيلم إيستوود يأتي في الخلفية.

لكن هناك مسألة خافية إلى حد قد تقلب هذه التوقّـعات: ليس من بين الأفلام المرشّـحة جميعًا فيلم يتحدّث عن أحوال اليوم السياسية سوى فيلم واحد هو «قناص أميركي»: «ويبلاش» عن معلّم فاشي: «نظرية كل شيء» عن أحداث تقع في عقود. «سلما» عن أحداث عنصرية في الستينات. «ذا غراند بودابست هوتيل» فيلم خيالي عن بلد غير موجود وتاريخ غير محدد، «لعبة المحاكاة» عن أحداث تنتقل من الثلاثينات إلى الأربعينات وما بعد، «بويهود» اجتماعي خاص و«بيردمان» آني لكنه يدور حول ذاتية الممثل.

في وقت بات فيه الأميركي أقل ثقة من حاضره وأكثر عدائية للتطرّف الآتي من بلاد المسلمين، فإنه غير مثير للعجب أن يحظى الفيلم بإيراد يقترب من الـ400 مليون دولار عالميًا بينها 309 ملايين دولار في الولايات المتحدة ذاتها. كذلك ليس من دواعي الاستغراب أن يفوز، إذا ما فاز، بأصوات العدد المطلوب من أعضاء الأكاديمية التي تمنح الأوسكار (نحو ستة آلاف عضو) فهؤلاء أيضًا من الناس الناظرين إلى حال الدنيا والذين قد يجدون في فيلم إيستوود ملاذًا.

كل من «قناص أميركي» و«لعبة المحاكاة» و«سلما» و«نظرية كل شيء» يدور عن شخصيات حقيقية.

فيلم إيستوود عن المجنّـد كريس كايل (كما يؤديه برادلي كوبر) المفتخر بأنه قتل أكثر من 150 عراقيًا، أو «متوحشًا» كما كتب في مذكراته التي تم اقتباس الفيلم عنها.

«سلما» يدور في فلك منتصف الستينات حول كيف واجه مارتن لوثر كينغ (كما يؤديه البريطاني ديفيد أويلوو) الرئيس الأميركي ليندون جونسون (يؤديه عندما تلكأ الأخير في التدخل ضد قرارات حاكم ولاية ألاباما جورج والاس (تيم روث) العنصرية.

«نظرية كل شيء» عن حياة العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ ومن ضمنها علاقته العاطفية وزواجه من المرأة التي أحبّـته (فيليسيتي جونز).

أما «لعبة المحاكاة» فهو عن عبقري الحسابات ألان تورينغ (بندكت كمبرباتش) الذي فك الشيفرة الخاصّـة بالجيش النازي وأنقذ بذلك حياة جنود البحرية البريطانية الذين كانوا هدفًا لضربات ذلك الجيش.

* موضوع مكرر

لكن «قناص أميركي» يطلع من يمين السياسة بينما «سلما» يأتي من يسارها. «قناص أميركي» بالنسبة للكثيرين لسان حال أميركا المحافظة (كشأن المخرج والمنتج إيستوود) ولو أن تحليله بوعي ومن دون إسقاطات جاهزة يؤمّـها الكثيرون، خصوصًا من النقاد العرب، يكشف عن نقد هذا اليمين لذاته في أكثر من مشهد دال. أما «سلما» فهو امتداد للأعمال الليبرالية التي تنتقد الوضع العنصري في أميركا. موضوع انتقده إيستوود بنفسه في «غران تورينو» الذي أخرجه وقام ببطولته سنة 2008 موعزًا بشخصية رجل محافظ ينظر بضيق لتمدد الجنس الآسيوي والأسود إلى حي المدينة الذي كان، سابقًا، مؤلّـفًا من جاليات بيضاء.

ليس أن «سلما» لا يتعامل مع الحاضر، فالأحداث العنصرية التي يجد فيها الأفرو - أميركيون أنفسهم واقعين تحت حقد أبيض، تقع على نحو شبه مستمر، لكن الرأي العام الأميركي أكثر تداولا للوضع السياسي الخارجي وخطر غزو التطرّف الإسلامي من أي موضوع آخر. والحادثة الأخيرة التي ذهب ضحيّـتها شاب وفتاتان مسلمون ما هي إلا انعكاس آخر قام به، لو ثبت الأمر، حاقد على المسلمين يريد أن يقول، بطريقته المدانة والوحشية، كفى! في المقابل، فإن «سلما» يبدو قد صُـنع أساسًا وعينه على الأوسكار. لقد نالها في العام الماضي «12 سنة عبدًا» لستيف ماكوين. ما فات صناع «سلما» أن أعضاء الأكاديمية لا يمنحون أوسكار أفضل فيلم لموضوع مكرر في سنتين على التوالي. يكاد كل ذلك أن يلتقي كما الزجاجة بغطائها: هناك اليوم عدد مرتفع من المرشّـحين غير الأميركيين في الكثير من المسابقات الرئيسية. في الإخراج مورتن تيلدوم عن «لعبة المحاكاة» وهو نرويجي، وأليخاندرو غونزاليز إيناريتو عن «بيردمان» وهو مكسيكي.

في التمثيل الرجالي بريطانيان: بندكت كمبرباتش (لعبة المحاكاة) وإيدي ردماين (نظرية كل شيء). في التمثيل النسائي ثلاثة: الفرنسية ماريون كوتيار (يومان، ليلة واحدة) والبريطانيتان فيسيليتي جونز (نظرية كل شيء) وروزاموند بايك (فتاة مختفية).

قبل عشر سنوات خلت هذه المسابقات من أي فوز لغير أميركي. ففي العام 2005 فاز إيستوود بأوسكار عن «مليون دولار بايبي» التي فازت عنه الأميركية هيلاري سوانك بأوسكار أفضل ممثلة وفاز إيستوود بأوسكار أفضل مخرج (عن ذلك الفيلم) ثلاثة أميركيين (مارتن سكورسيزي، تايلور هاكفورد وألكسندر باين) وبريطاني واحد (مايك لي). في حين أن أوسكار التمثيل الرجالي ذهب للممثل الأسود جايمي فوكس عن دوره في «راي» (عن حياة راي تشارلز) وكان كل المرشّحين المتنافسين لهذه الجائزة أميركيين (ليوناردو ديكابريو، جوني دب، دون شيدل وكلينت إيستوود).

* العنصر الأجنبي

الغزو، هي الكلمة السهلة لوصف تكاثر الأسماء غير الأميركية في حفل هوليوود يحبّـه الملايين على أساس أنه جامع لما هو أفضل ما تطلقه هوليوود. وما يبدو في بال المشرفين على هذه الجائزة هو تعويمها عالميًا لأجل إبقائها الجائزة الدولية الأولى بين كل الجوائز الأخرى التي تتوارد نتائج معظمها في الشهرين الأخيرين من كل سنة.

أمر بلغ مداه عندما خرجت نتائج العام 2009 على نحو خلط الأمور على نحو ملحوظ:

الفيلم الفائز بالأوسكار حينها كان «مليونير الأكواخ» للإنجليزي داني بويل الذي خطف أيضًا أوسكار أفضل ممثل.

الممثلة الفائزة بأوسكار أفضل تمثيل نسائي أول ذهب للبريطانية كايت ونسلت عن دورها في «ذا ريدر».

والممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز نالت أوسكار أفضل تمثيل نسائي مساند عن دورها في «فيكي كريستي برشلونة» لوودي ألن (الذي موّل فيلمه من شركات أوروبية).

في العام 2011 كان الفيلم الفائز بالأوسكار بريطاني أيضًا وهو «خطاب الملك» الذي فاز ممثله البريطاني (كذلك) كولين فيرث بأوسكار أفضل تمثيل رجالي كذلك فاز مخرجه توم هوبر (بريطاني أيضًا وأيضًا) بأوسكار أفضل إخراج. نتائج العام التالي، 2012. لم تكن بعيدة عن هذا التزايد وإظهار حسن الاستقبال للسينمات الوافدة: في العام التالي خطف الأوسكار: «الفنان» الفرنسي نال أوسكار أفضل فيلم. ممثله الفرنسي جان دوجاردان تبوأ أوسكار أفضل ممثل، ومخرجه ميشيل هازانافيشوس (فرنسي من أصل ليتواني) خرج بأوسكار أفضل مخرج.

لكن الأكاديمية بهذا التوسع في النتائج لا تخرج عن قوانينها: كل فيلم مذكور باستثناء الأخير: «الفنان»، كان إنجليزي اللغة (أحد شروط التسابق) أما «الفنان» فكان صامتًا ما أراحه من عناء الانتماء إلى مسابقة أفضل فيلم أجنبي الذي عليه أن يكون ناطقًا بلغة غير إنجليزية وبنسبة الثلثين إلى الثلث إذا ما كان لا بد له أن يتحدّث الإنجليزية قليلا.

الشرق الأوسط في

20.02.2015

 
 

حقائق مثيرة وغريبة حول جائزة الأوسكار

الليلة عيد السينما الكبير

لوس أنجليس: محمد رُضا

حتى الآن، تداول الإعلام، هنا كما حول العالم، كل ما يمكن تداوله حول أوسكار عام 2015 الذي سيوزع الليلة (الأحد) في لوس أنجليس. فهل يمكن أن يكون هناك ما لم يتحدث أحد فيه حول هذه الجائزة العملاقة بين الجوائز؟

ماذا لو طرح المتابع مثلا ما إذا كان الأوسكار ذا قيمة فعلية نابع من تأثير حقيقي على حال السينما وشؤونها؟ هل يمد الفائز فعلا بمكانة لم يكن قد اكتسبها، إذا لم يفز من قبل، أو تضيف على مكانته فيما لو سبق له وأن فاز بها؟

هل الفيلم الذي يخرج بالأوسكار هو الأفضل فعلا؟ وما هي دلالات ذلك؟ ثم هل يساعده ذلك في جمع ملايين أخرى من السوق؟

ثم نحن العرب ما علاقتنا بالأوسكار؟ ولماذا كل هذا الاهتمام، وأحيانا التهييج المستمر بما ستؤول إليه النتائج من بعد اهتمام مماثل بالترشيحات وتحليلها ومحاولة كل منا رسم صورته الخاصة حولها؟ وبالتالي، هل الاهتمام بالأوسكار ترف لا نستحقه أم انشغال عن الكتابات الأكثر فنية والأوسع فائدة ثقافية؟

هذه الأسئلة وسواها يمكن توزيعها في حقائق محددة وسبر غورها لإجابة واحدة ونهائية. لكن ذلك لن يكون نيلا من أهمية الأوسكار ولا تعزيزا له. المناسبة التي تبلغ 87 سنة من العمر هذه الليلة وتتناقلها مئات المحطات التلفزيونية (كاملة أو جزئية) حول العالم وتنشغل بها عشرات ألوف المواقع الإخبارية والترفيهية، وصلت منذ عقود طويلة إلى سن النضج وأسست لنفسها الصرح الذي تحتله اليوم أحبها البعض أو لم يفعل.

لكن، بما أن الأوسكار على مثل هذه السعة والحضور، فإن البحث فيه ومحاولة فك لغز نجاحه سيستمر وهو ما يتمناه كأي فائز يريد من المجتمع الذي يحتفي به أن يفعل. بكلمات أخرى، لو لم تكن كل تلك الكتابات والاهتمامات موجودة لسبب أو لآخر، لكان الأوسكار حدثا مختلفا في الحجم وفي الإقبال وربما في الأهمية أيضا.

الحقائق المشار إليها تنشد أن تمنح المسألة صورة وافية وعريضة لا لتجيب على الأسئلة الكثيرة التي يرددها البعض كل سنة، بل أيضا لتعريفنا بالسبب الذي من أجله صارت ليلة الأوسكار أشبه بليلة عيد وطني في أكثر من مكان.

* الأوسكار احتفال هوليوودي اكتسب العالمية

* يقع فندق روزفلت في النصف الشرقي من «هوليوود بوليفارد»، على مقربة من تقاطع الشارع مع شارع عريض آخر اسمه هايلاند. البناية الكبيرة التي تحمل رقم 7 آلاف التي بنيت سنة 1927 تبدو اليوم قديمة، لكن لا شيء قديم عندما يأتي الأمر إلى سعر غرفها الفاخرة التي تتراوح بين 400 و550 دولارا حسب نوع الغرفة. طبعا، ليس أغلى فندق في العالم، لكن كثيرا من زبائنه يجدونه مناسبا كموقع وكقيمة وكذكرى. ففيه تم لمجموعة من السينمائيين (17 رجلا وسيدة واحدة)، من منتجين ومخرجين وأصحاب استديوهات، عقد أول حفلة توزيع لجائزة الأوسكار. حفلة حضرها أكثر من 250 فردا بقليل وامتدت.. ربع ساعة كاملة.

التحضير للحفل بدأ عندما كان الممثل دوغلاس فيربانكس رئيس أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي تم إنشاؤها قبل عامين، وتم الإعلان عن الفائزين قبل 3 أشهر من موعد الحفل في 16 مايو (أيار) 1929. قبل أن تتعلم الأكاديمية كيف تبقي النتائج سرا حتى حين إعلانها.

تلك كانت البداية والغاية منها كانت واضحة: قيام صناعات هوليوود السينمائية بإهداء جوائزها المسماة بالأوسكار لمن ينتمي إليها، أي من العاملين في تلك الصناعات داخل هوليوود. أما من كان يعزف ألحانه السينمائية خارج المدينة داخل أميركا أو خارج الولايات المتحدة الأميركية فلم تكن له حصة من هذه الاحتفالات.

لكن، ما بدأ محليا اكتسب أهمية عالمية على نحو تدرجي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وما انطلق كاحتفال هوليوودي بنفسها وبمن فيها، تحول إلى مناسبة تثير اهتمام العالم بعد تلك الحرب قبل أن تصبح عيدا سينمائيا يشترك فيه العالم إسهاما (ترشيحاته من الأفلام) أو استقبالا. هذا من دون أن يتخلى الأوسكار عن انتمائه للأكاديمية التي تضم حاليا 6 آلاف عضو أو نحو ذلك من ممثلين ومخرجين ومنتجين ومصورين وكتاب وكل فريق أساسي آخر يعمل ضمن الصناعة. أعضاء الأكاديمية معظمهم أميركيون، لكن الباقين هم من انتسب إليها كونه يعمل داخل هوليوود. بالتالي ما زالت تعبر عن آراء كل هؤلاء أساسا وليس عن آراء أتراب أخرى من المهتمين بشؤون السينما.

* الممثلون وفرحة الفوز

* هل انزعجت ميريل ستريب، المرشحة حاليا عن دورها المساند في فيلم «داخل الغابة»، مرة واحدة كونها رشحت 19 مرة من عام 1978 عن فيلم «صائد الغزلان»؟ لا. هل كانت تتمنى لو فازت بأكثر من الأوسكارات الثلاث التي فازت بها حتى الآن؟ نعم.

واقع الحال أن الممثلين، في معظمهم (أي باستثناء من لديه سبب غير مألوف) يتمنون لو أن رذاذ الترشيحات يصيبهم. وحين يجدون أنفسهم من بين المرشحين يحلمون بالفوز. هذا طبيعي كونهم بشرا في الأساس، وكل منا يحب أن يفوز بتقدير كبير كهذا، ولأنهم في لعبة السينما التي تحتاج إلى مواهبهم لتخرطها في آلتها الصناعية والمالية.

بندكيت كمبرباتش، الممثل المرشح اليوم عن دوره في «لعبة المحاكاة» قال لهذا الناقد قبل أسابيع غير بعيدة عندما كان يروج لفيلمه في لندن: «ليس أنني لا أمانع إذا ما ربحت الأوسكار، بل أريده. هو مطلب لي». حين سؤاله عن سبب أنه مطلب، قال: «لأنني ممثل والممثل يستحق التقدير ولأن الأوسكار هو منتهى الفوز بالنسبة لأي منا نحن الممثلين ولأي من المشاركين الآخرين. لا أقول إنني استحقه أكثر من سواي في هذه المسابقة فهذا أمر يقرره المصوتون. ما أقوله وبصراحة: أنا أريد الفوز وأعتقد أنني جدير به».

مايكل كيتون المرشح عن دوره في «بيردمان» كان أكثر دبلوماسية في الواقع؛ إذ قال: «يكفيني أنني أحد الخمسة المرشحين. هذا وحده مكافأة كبيرة لجهودي كممثل».

* الأوسكار لا يضمن للممثل أجرا أعلى

* من الاعتقادات الشائعة القول إن الفائز بالأوسكار ما أن يتلقى الجائزة بيد حتى يوعز باليد الأخرى لمدير أعماله برفع أجره. هذا غير صحيح. الممثل الفائز قد يستفيد من سعي شركات الإنتاج للتعاقد معه، لكن هذا ليس مضمونا. غوينيث بولترو، من بعد فوزها بأوسكار أفضل ممثلة عن «شكسبير عاشقا (1999) لم تصبح أكثر نشاطا وطلبا مما كانت عليه من قبل. ريز وذرسبون التي فازت بالأوسكار ذاته سنة 2006 عن دورها في «Walk the Line» لم تردمها العروض، وجورج كلوني الذي فاز عن «سيريانا» بأوسكار أفضل ممثل مساند، كان أصبح نجما لامعا قبل ذلك التاريخ ولم يفده ذلك الأوسكار ماديا على الإطلاق. وجارد ليتو، الذي فاز بالجائزة نفسها في العام الماضي عن دوره المساند في «دالاس بايرز كلوب» ليس لديه عرض واحد إلى اليوم.

لكن، ومع كل هذا، فإن الممثلين وبقية العاملين في السينما يتمنون الفوز بالأوسكار لقيمته الفنية والمعنوية. ليس هناك خيار بين الفوز وعدمه لو كان لدى أي منهم القدرة على التأثير في مجرى التصويت لصالحه.

في هذا النطاق، فإن مرشحي اليوم يستحقون التقدير على نحو جامع، وإن كان بعضهم أبلى أفضل من سواه. مايكل كيتون «بيردمان» انتظر مثل هذا التكريم طويلا. بندكت كمبرباتش يرى، عن حق، أن دوره في «لعبة المحاكاة» هو أعلى بذل فني قام به لليوم. ستيف كارل «فوكسكاتشر» وضع كل ما لديه من موهبة. برادلي كوبر «قناص أميركي» أحب المشروع لدرجة أنه اشتراه على نفقته أولا وإيدي ردماين «نظرية كل شيء» سبر غور دوره كمقعد وفي باله أولا إجادة الدور بحد ذاته. والحال ذاته مع الممثلات الإناث: ماريون كوتيار، وفيليسيتي جونز، وروزاموند بايك، وجوليان مور، وريز وذرسبون. ليس أن الأوسكار لا يرد على البال، لكنه ليس السبب الذي من أجله يقوم الممثل بالتمثيل.

* نجاح شباك التذاكر ليس شرطًا ماديًا

* لكن الاعتقاد الأكثر شيوعا مما سبق القول بأن الأفلام التي تربح الأوسكار هي تلك التي تحقق إيرادات مالية كبيرة، بمعنى أن الأكاديمية تنظر إلى نتائج السوق وتختار الفيلم الناجح تبعا لما أنجزه من نجاح، ولاحقا ما يستفيد الفيلم، على نحو كبير، من جائزته فيزيد من إيراداته على نحو مضاعف.

خذ هذا العام مثلا: 4 من الأفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم، وهي: «بيردمان»، و«نظرية كل شيء»، و«صبا»، و«ويبلاش»، لم يحقق الواحد منها أكثر من 40 مليون دولار. «ويبلاش» في الواقع أنجز حتى الأسبوع الماضي 11 مليون دولار فقط. 3 أفلام أخرى أنجزت أرقاما أعلى هي «سلما» (47 مليون دولار)، و«ذا غراند بودابست هوتيل» (59 مليون دولار)، و«لعبة المحاكاة» (78 مليون دولار). وهذه أرقام عادية جدا. واحد فقط حقق أرقاما رابحة وكبيرة هو «قناص أميركي» (312 مليون دولار داخل أميركا حتى اليوم).

الوضع الفعلي له مستويان: أولهما، أن «بيردمان» هو المرشح الأول، وهو لم ينجز فوق المتوقع منه. وثانيهما، أن كل هذه الأفلام أنجزت إيراداتها قبل إعلان الترشيحات. بالنسبة لبعضها («بيردمان» و«لعبة المحاكاة») شهد نشاطا شكل 20 إلى 25 في المائة على ما كان كل منها حققه قبل الترشيحات، لكنه لم يقفز إلى أرقام مضاعفة بمجرد إعلان ترشيحه، كذلك سوف لن ينجز الأوسكار له إلا تجددا نسبيا في سوق المبيعات السينمائية.

والأمر ينطبق على فيلم كلينت ايستوود: إلى أن أعلنت الترشيحات الرسمية كان «قناص أميركي» أنجز 30 في المائة من إيراداته. نجاحه الكبير الحالي يعود إلى موضوعه وليس ضامنا لفوزه.

ولا يتطلب الأمر سوى مراجعة سنوات الأوسكار السابقة. يكفي مثلا أن أوسكار أفضل فيلم سنة 2010 ذهب إلى «خزنة الألم» الذي لم تتجاوز إيراداته قبل وبعد النتيجة أكثر من 50 مليون دولار، بينما أخفق منافسه «أفاتار» في نيل الأوسكار، رغم أنه أنجز قبل موعد النتائج نحو مليار و500 مليون دولار أضاف فوقها، بعد فشله، مليارا آخر و300 مليون دولار.

* ولكن الجائزة قد تذهب لمن لا يستحق

* نجد أنه في كل مناسبة تمنح فيها جوائز سينمائية، سواء أكانت مناسبة سنوية تقيمها مؤسسة أكاديمية بريطانية أو أوروبية أو أميركية، أو كانت مهرجانا سينمائيا أن الاختلاف حاصل بين 3 فرقاء: إن أعجبت لجان الاختيار والتحكيم بفيلم أو بموهبة ومنحته جائزتها، فإن النتيجة قد لا تعجب الجمهور، وإذا ما أعجبت الجمهور، فقد لا تعجب النقاد.

تحديدا هذا العام، إذا ما فاز «قناص أميركي» بموقفه اليميني الذي تناقلته وسائط الإعلام، فهو سيشكل بهجة لدى الجمهور وشكوى لدى النقاد. أما إذا فاز، «صبا» فإنه سيثير قبول النقاد وعدم مبالاة الجمهور الذي غاب معظمه عن حضور هذا الفيلم أساسا، لأنه ليس فيلما للفئة العامة بادئ ذي بدء.

على صعيد فني بحت، يمكن استخراج عشرات الأمثلة لأفلام ومواهب فازت بينما كان من بين المنافسين من يستحق أن يفوز أكثر منها. مثلا في عام 1948 فاز فيلم إيليا كازان «اتفاق جنتلماني» بأوسكار أفضل فيلم وهو فيلم مشهود له بالتصدي للمعاداة للسامية، لكن في ترشيحات ذلك العام كان هناك فيلم أفضل منه فنيا وأكثر عمقا في تصديه ذاك هو «كروسفاير» (Crossfire)، لكنه لم يفز.

المخرج توم جونز فاز عن فيلمه «توم جونز» سنة 1964 لكن ألم يكن فيلم «ثمانية ونصف» لفديريكو فيلليني أفضل منه؟ وهل كان فوز الممثل سيدني بواتييه في العام ذاته عن «براعم في الحقل» مستحقا أكثر من أداء ألبرت فيني في «توم جونز» أم تدخلت عوامل الرغبة في تكريم ممثل أفرو - أميركي؟

ثم لماذا تم ترشيح آلان أركين لأوسكار أفضل ممثل سنة 1967 بينما استحق سيدني بواتييه نفسه الترشيح (على الأقل) عن دوره في «في حرارة الليل»؟ وهل فوز المخرج ألفونسو كوارون في العام الماضي بأوسكار أفضل إخراج (عن «جاذبية») يعكس الحقيقة عندما ننظر إلى الجهد الذي بذله مارتن سكورسيزي في «ذئب وول ستريت» أو البساطة الصعبة التي حققها ألكسندر باين عن «نبراسكا»؟ وهل استحق توم هانكس استبعاده من ترشيحات أفضل تمثيل رجالي عن دوره في «كابتن فيليبس»؟ ولماذا غاب كليا روبرت ردفورد ممثلا وسي جي شاندور مخرجا وفيلمهما «كله ضاع» عن هذه المسابقات الرئيسية الثلاث؟ إنها في نهاية المطاف آراء، والأكاديمية تضم كل أطياف العاملين في الصناعة ما عدا أساتذة السينما ونقادها. لا عجب أنه لو نظرنا إلى تاريخ الجائزة لواجهتنا مثل هذه الأسئلة منتشرة في معظم سنواتها.

* الأوسكار احتفاء بفن الإخراج

* رغم ما سبق، فإن الأوسكار احتفاء بقدرة مخرجي الأفلام على تقديم ما هو خاص ومختلف وذو بصمة نوعية وأسلوبية.

لو نظرنا بإمعان إلى المرشحين في هذه الخانة هذا العام ولما بعد الأسماء المشاركة، نجد بانوراما جميلة من الأساليب والنوعيات وأحاديث بعضها ذاتي أكثر من سواه، وبعضها الآخر بارع في نواحي مختلفة عن بعضها الآخر. إنهم: رتشارد لينكلاتر عن «صبا»، وأليخاندرو غونزاليز إيناريتو عن «بيردمان»، وبنت ميلر عن «فوكسكاتشر»، ووس أندرسون عن «ذا غراند بودابست هوتيل»، ومورتن تيلدام عن «لعبة المحاكاة».

النروجي تيلدام (وهو ليس من كبار مخرجي بلاده كما كتب بعض الزملاء) مرشح عن «لعبة المحاكاة»، ومنهجه هو أكثر مناهج المخرجين المذكورين سعيا لإرضاء القطاع العام من المشاهدين، وهو القطاع الذي يتألف منه ألوف من أعضاء الأكاديمية أيضا، ولو أن ذلك لن يضمن فوزه أو فوز فيلمه بالأوسكار، إنه فيلم جيد بحدود، يتعثر بخيوط السيناريو التي كان من المفترض أن تبقى بسيطة وفي غايات الفيلم المتعددة (بيوغرافي، مثلية جنسية، حكاية وطنية.. إلخ).

مخرج آخر هدف إلى السوق نفسه، لكن مع نتائج فنية أعلى هو بنت ميلر، فيلمه «فوكسكاتشر» مفتوح على أكثر من أفق لكنه أكثر انضباطا وسرده أكثر تركيزا من فيلم تيلدام.

الثلاثة الآخرون اشتغلوا على براعاتهم الفنية التي قلما خانوها: رتشارد لينكلاتر في «صبا» عمد إلى تصوير تسلسل زمني كامل لحكايته وشخصياته. على مدى 12 سنة أو نحوها، صور ممثليه في 3 فترات منتظرا ثم ملتقطا نمو كل منهم على مدى سنوات. وس أندرسن اشتغل على أسلوبه التصميمي المزين بالألوان وبالحكاية التي لا تتبع منهجا سرديا سهلا (ولو أن هذا الفيلم أسهل للمتابعة من أعمال سابقة له). أما إيناريتو، فقد ارتفع بأسلوب عمله ومعالجته البصرية والكلية عن كل ما عداه عامدا لإنجاز فيلم ما زال خاصا وذاتيا.

كل هذا يمنحنا نحن المشاهدين الفرصة للتعرف على أساليب عمل عبر المقارنة. فيلم وراء آخر يبرز كل ذلك التعدد في الفهم والتعبير وطريقة معالجة الموضوع ولأي سبب وبأي أسلوب.

* الأوسكار ليس للنقاد

* رغم كل ذلك، الأوسكار ليس للنقاد.

نعم يستطيعون الغرف من بئره اليوم كما في الأمس؛ مراجعته فيلما فيلما وجائزة جائزة، لكنه ليس المرجع الذي يشفي غليل معظمهم. عن صواب، لا يستطيعون سوى ملاحظة أن عددا كبيرا من الأفلام المستحقة لم تفز (وكثيرا ما لم ترشح أساسا) كذلك عددا أكبر من المخرجين والممثلين والكتاب والمصورين.

لكن النقاد اليوم منشغلون بالأوسكار كالعادة. ومن لا يفعل فإنه على الأقل ينتظر ساعة إعلان الجوائز لكي يرى من فاز ومن اكتفى بالتصفيق للفائز. أصبح الأمر لا مفر منه خصوصا مع عدم وجود مناسبات قوية أو بديلة.

فعلى كثرة المناسبات المماثلة (جوائز الغولدن غلوبس، بافتا، الاتحاد الأوروبي.. إلخ) لا يزال الأوسكار أشبه بالأب الكبير الذي لن يتجاوز عمره (وقيمته) أحد. وتبعا لضروريات إعلامية سيكتب، إن لم يكن قبل النتائج فبعدها، عن الأوسكار وانطباعاته وآرائه.

ليس هناك خطأ في ذلك، الخطأ في عدمه، لأن الناقد - بصرف النظر عن موهبته وقدراته - لا يستطيع أن ينفخ في الهواء، عليه أن يكتب لجمهور والجمهور يريد أن يعرف. في الباطن، يزدري كثير من النقاد (العرب وغير العرب) الأوسكار. يرونه فعلا سلبيا لا يستحق هذا الاهتمام الكبير. في الظاهر، لا ينتظر الأوسكار شهادة تقدير من النقاد بل يفرض حضوره بسبب حضوره الكبير بين ملايين المشاهدين والمتابعين.

الشرق الأوسط في

21.02.2015

 
 

الفيلم الموريتاني «تمبكتو» يفوز بـ7 جوائز «سيزار»

حضور بارز للعرب في الدورة الأربعين من الحفل السنوي للسينما الفرنسية

باريس: «الشرق الأوسط»

بخلاف حفلات توزيع جوائز «أوسكار» الأميركية، كانت مراسم توزيع جوائز «سيزار» للسينما الفرنسية التي جرت أول من أمس، مضجرة وطويلة وأهم ما فيها فوز فيلم «تمبكتو» للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو بـ7 جوائز، بعد أن كان قد خرج من مهرجان «كان» السينمائي بخفي حنين، في الربيع الماضي.

«تمبكتو»، الذي يتناول العنف الذي يفرضه المتطرفون في مدينة تمبوكتو التاريخية في مالي، نال جائزة أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل مونتاج لنادية بن رشيد التي تولت تقطيع الفيلم، وأفضل موسيقى تصويرية ألفها التونسي أمين بوحفة، وأفضل سيناريو كتبه مخرجه عبد الرحمن سيساكو بالتعاون مع زوجته كيسين تال، وجائزة أفضل صوت للفرنسيين فيليب ويلش ورومان دينمي، وأفضل تصوير للتونسي سفيان الفاني.

ونالت الممثلة الشابة آديل هاينيل «سيزار» أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «مقاتلون» للمخرج توما كايي، الذي نال بدوره، جائزة الفيلم الأول، بينما حصل الممثل الناشئ بيير نيني على جائزة أفضل ممثل عن قيامه بدور مصمم الأزياء الفرنسي الراحل إيف سان لوران في الفيلم الذي يحمل هذا الاسم. أما «سيزار» أفضل فيلم أجنبي فذهبت إلى المخرج الكندي إكزافييه دولان عن فيلم «مومي».

ويمكن القول إن الحضور العربي كان واضحا في هذه الدورة، لا سيما بعد أن حصل الجزائري رضا كاتب على جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي. كما كوفئ الممثل الأميركي شون بن بـ«سيزار» الشرف.

الشرق الأوسط في

21.02.2015

 
 

فيلم "إيدا": الصراع بين الالتزام الديني والغريزة

زكريا حسن

فيلم "إيدا" أحد الأفلام الأجنبية المرشحة للأوسكار هذا العام. وقد حصل على خمس جوائز في مسابقة أكاديمية الفيلم الأوروبي، هي جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل تصوير سينمائي إضافة إلى جائزة الجمهور كما حصل على  جائزة الأكاديمية البريطانية "بافتا" كأفضل فيلم أجنبي.

تدور أحداث الفيلم في بولندا بعد خمس عشرة سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية.. وتدور أحداثه حول ايدا.. الفتاة التي تربت منذ طفولتها  في أحد الأديرة. ويصور الفيلم  رحله بحث إيدا وخالتها فاندا، عن رفات والد ووالدة ايدا وابن فاندا. 

من اللوحة الدعائية للفيلم  يتضح الخطين الدراميين الذي يسير الفيلم عليهما: الفيلم مصور بالأبيض والاسود، اما اللون الوردي فهو يمثل ايدا ليس في شخصيتها هي بل سنها فهو لون يرمز للفتيات في هذا السن وهو ما يمثلة  الخط الدرامي الثاني. 

الخط الدرامي الأول يمثل الشكل العام للفيلم من خلال رحله ايدا وخالتها في البحث ومن خلالها تظهر معاناه اليهود في تلك الفترة وتظهر أيضا نوعيه شخصيتي ايدا و فاندا.

الخط الثاني هو الصراع الداخلي لإيدا ( الغريزة) والتي تتحول منه الشخصية من خلال تفاصيل في رحله البحث ( الخط الدرامي الاول) وهو يمثل الرسم الفعلي للمشاهد الذي تتطور منه القصة والشخصية.  

هذا الخط مبني على احداث الخط الأول ويسير الاثنان معا بشكل متوازي،  فذهاب ايدا لخالتها مبني على اخبار الراهبة  لها بأنها يجب ان تذهب لخالتها لإحضارها من اجل حضور حفل نذر البتولة الخاص بها لأنها الوحيدة الباقية من بين أفراد عائلتها، ثم ما تطلعها عليه من أنها  تنتمي لأسرة يهودية، ومن هنا تبدا رحله البحث عن رفات والديها فكما قالت فاندا لا احد من اليهود لديه قبوروفي الطريق يبدأ التمهيد للخط الثاني من خلال الحوار بينهما.  

فاندا : أنتِ حلوة.. لديك غمازة جميلة.. ها هي عندما تبتسمين.. الرجال سيجن جنونهم.. أتراودك خواطر مٌحرمة في بعض الأحيان؟

ايدا: نعم

فاندا: اتصال جنسي؟

ايدا : لا

فاندا : للأسف.. عليكِ تجربة ذلك وإلا فأي تضحية هي تلك التي في نذرك البتولي؟

شخصيه فاندا على النقيض من ايدا تماماً فهي تشرب الخمر من سن صغير، وتدخن السجائر ولها علاقات جنسيه متعددة وشخصيتها قوية أو تُظهر ذلك، فهي تعمل قاضيه ولكنها من داخلها على النقيض، وتمارس أسلوب حياتها للهروب من صراعها الداخلي المؤثر عليها نفسياً. أما إيدا فهي فتاه تربت في الدير، شخصيتها ضعيفة، بإستثناء ما يخص ما تربت عليه في الدير يظهر ذلك في احد المواقف عند ذهاب ايدا للكنيسة وامساكها صورة المسيح المشهد التالي فاندا في احد البارات وتمسك كأس الخمر وتشرب بشراهة.  

تتوقف فاندا لشابعلى الطريق  من هنا يبدأ الخط الثاني حيث يجلس الشاب في السيارة وتنظر اليه ايدا من خلال المرآة الامامية للسيارة.

يَظهر الصراع الداخلي النفسي  وشخصيه ايدا بين التزامها وغريزتها وضغط فاندا عليها بترك مبادئها يظهر ذلك كله في عدة مواقف مثل وقوف فاندا بالسيارة امام منصة صغيره عليها صليب لكي تنزل ايدا وتقف من اجل اداء طقوسها الدينية امامة، أو ذهابها للكنيسة وامساكها صورة المسيح، صلاتها عند دخولها الى غرفه الفندق مع صوت جرس الكنيسة، بحثها عن صورة المسيح ووضعها داخل الانجيل في نفس لحظة سؤال فاندا لها أي من الفستانين سوف ترتدي من اجل حضور الحفل فترفض ايدا الفكرة. 

الحوار هنا اظهر المضمون بشكل مباشر: 

فاندا: أي واحدة تريدين؟

ايدا :لا هذه ولا تلك

فاندا: لن تتوقفي عن التصرف كراهبة..  يسوعك  لم يختبئ في كهف مع الكتب  بل خرج للعالم..

ايدا: لن أذهب إلى أي مكان..

نوم ايدا بملابس الراهبة اثناء ذهاب فاندا للحفل يعكس تمسكها بمبادئها وخوفها من أن تضعف. بعد انتهاء الحفل تدخل فانداعليها: 

فاندا : لن أدعكِ تضيعين حياتك..

فاندا: أنا عاهرة وأنتِ قديسة.. يسوعك هذا فُتن بمن هم مثلي كمريم المجدلية

من هنا تبدأ المرحلة الأولى لتحول ايدا، فخالتها عرفت كيف تدخل لها من منطقها لكي تقنعها برأيها. تنزل ايدا وتجلس مع ذلك الشاب ويتبادلان الحديث بعد سماعها للموسيقى التي يعزفها ولكن ملابس ايدا مازالت كما هي، فالصراع لم ينتهي بعد، فهي ذهبت مرة اخرى للملهى الليلي بنفس الملابس بعد مشهد حديثها مع الرجل الذي قتل والديها، ففي نهاية هذا المشهد نسمع موسيقى الشاب القادمة من الملهى كأنها تنادي عليها فتذهب له وهنا تبدأ مرحلة جديدة من الصراع عندما تقابل الشاب ويقول لها: ليست لديك فكرة عن مدى تأثيرك؟ أليس كذلك؟ يليه مشهد إيدا وهي تقف أمام المرآة وتخلع غطاء رأسها. 

عند عوده ايدا للدير يتغلب عليها الصراع وتقرر الرجوع مره اخرى والدخول في التجربة الجديدة، ويظهر ذلك عند وقوفها امام تمثال المسيح لتخبره لأنها غير مستعدة، ثم نراها في الحفل وهي تبكي. 

تذهب ايدا لمنزل خالتها بعد انتحار الخالة، وعند تشغيلها للموسيقى تحل ايدا محل خالتها في الشخصية فهي الآن تشرب الخمر وتدخن السجائر وتلبس الملابس التي رفضتها قبل ذلك، وتقيم علاقه مع ذلك الشاب. والان قامت ايدا بالتجربة  كاملة، وهي هنا اصبحت صاحبة القراراما أن تكمل أو تعود للدير مرة اخرى. وبالفعل تعود  بعد عدم اقتناعها بتلك الحياة من خلال حوارها مع ذلك الشاب.

استخدام حركة الكاميرا والموسيقى  والايقاعكل ذلك مبني دراميا على الشخصية وتحولها وصراعها، فشخصية ايدا تتسم بالجمود لذلك جاء ايقاع الفيلم بطيئا نسبيا باستخدام لقطات ثابتو طويلة مع الكثير من لحظات صمت.   

هناك لقطتان ومشهدان استخدم المخرج فيهما حركة الكاميرا بشكل درامي ناتج من الشخصية.  اللقطة  الأولى من وجهة نظر ايدا وهي في الحافلة ذاهبة إلى خالتها تتطلع الى الحياة التي لم ترها من قبل وهي تتحرك امامها. واللقطة الثانية من وجهة نظرها ايضا وهي في السيارة مع خالتها تنظر للحياة وهي تتحرك  ويبدو عليها التفكير.

المشهدان الاخيران بعد تحول الشخصية أي بعد أن اصبحت إيدا صاحبة قرار تتحرك الكاميرا مع ايدا بإيقاعها السريع في المشي مع موسيقى تسمع لأول مره بالفيلم وليس من داخله.

عين على السينما في

21.02.2015

 
 

تسـييـس الأوسـكار

كتب : شيماء سليم

السياسة والمجتمع والمال هى الثالوث الذى يحدد جوائز الأوسكار ولا سبيل من الانحياز لواحد أو اثنين أو جميع أضلاعه. الجوائز التى أصبحت منذ سنوات هى الحدث الفنى الأهم فى العالم ومن شأنها أن تؤثر على توجهات المجتمع الأمريكى وأفكاره.. تنصر أفكارا وتهزم أخرى.. تنير توجها ما وتعتم على الآخر.. أصبح للأوسكار دور خطير ومؤثر لا يقل خطورة ولا أهمية عن الدور الإعلامى.
سيطر فى الأعوام الماضية نوع من الاندهاش يصاحب الإعلان عن الجوائز فكيف يتغير ذوق ورؤية المصوتين الستة آلاف فى أكاديمية فنون وعلوم السينما. لينتصر للسود مثلا فى عام ويتجاهلهم فى عام آخر. ليروج لانتقاد الحروب مرة ويتجاهل مآسيها فى مرات أخرى.

ما حدث هذا العام لفت الأنظار مجددا لملف الانحياز الأوسكارى.. حيث ذهبت الترشيحات لعدد من الأفلام وتجاهلت فيلما كان من المنتظر أن ينافس على ست من الجوائز الرئيسية على الأقل، وهو فيلم «سيلما» إخراج «افا دوفيرنى». الفيلم الذى لم ينل سوى ترشيحين فقط كأفضل فيلم وأفضل أغنية ابتعد التصويت عنه تماما، وقد خرجت بعض الأقلام فى محاولة لتفسير هذا الأمر الذى يعد غريبا من قبل المصوتين. الذين انحازوا انحيازا شديدا فى العام الماضى لفيلم ينتصر لقضية السود وهو «عبدا لاثنى عشر عاما» الذى رشح لتسع جوائز نال منها ثلاثة من ضمنها أفضل فيلم

ما الذى حدث مع «سيلما» إذن؟ الفيلم قامت بإخراجه امرأة شابة سمراء وأغلب أعضاء الأكاديمية هم رجال عجائز من أصحاب البشرة البيضاء. فالعنصرية واضحة، ولكن الأصعب أن فيلم «سيلما» يسلط الأضواء على موقف تاريخى فى حياة الأمريكيين السود وفى ذات الوقت هو عار فى تاريخ الأمريكيين البيض. الفيلم يتناول المسيرات التى قادها المناضل «مارتن لوثر كينج» من بلدة سيلما إلى مونتجمرى للمطالبة بحق التصويت للأمريكيين السود وسط معارضة شرسة، الشركة التى قامت بتوزيع الفيلم فى النصف الثانى من ديسمبر الماضى لم تعتن به الاعتناء الكافى، والذى منح مثلا لفيلم «القناص الأمريكى» إخراج «كلينت ايستود» الذى عرض فى نفس التوقيت، ولكن «القناص..» ينافس على ست جوائز وتحتفى به وسائل الإعلام ويشارك فى كل المسابقات التى تنعقد مع نهاية كل عام. والسبب أن القصة التى يقدمها الفيلم تعنى بتمجيد البطولات الأمريكية فى حرب العراق. فى حين لم يحظ «سيلما» بالاعتناء الإعلامى المطلوب ولم ترسله الشركة المنتجة للمسابقات التى تسبق حفل الأوسكار التى يقال أن المشاركة تكون هى الخطوات التمهيدية للمنافسة فى الأوسكار.

الاهتمام بأفلام على حساب الأخرى، والتوجيه الدعائى ومن ثم الإعلامى للرفع من شأن بعض الأفلام هو عادة أمريكية صميمة لم تتوقف إلا فى سنوات قليلة.. لذلك بالعودة إلى العام قبل الماضى نجد أن جائزة الأوسكار منحت لفيلم «ارجو» إخراج «بن آفليك» الذى تناول قضية تهريب رهائن السفارة الأمريكية من إيران. عقب اندلاع الثورة الإسلامية هناك.. فى نفس العام كان الصراع محتدما بين الولايات المتحدة وإيران، ربما لذلك شعر الفنانون أعضاء الأكاديمية أن عليهم أن يدعموا بلدهم فى مثل هذه الظروف ويرفعوا من شأن عمل فنى جيد، ولكن ليس عظيما، ليكون هو الأهم فى هذا العام. وتعلن عن فوزه السيدة الأولى بنفسها.. وذلك بالرغم من المنافسة القوية التى شهدها عام 2013 من مشاركة أفلام متميزة فى الأوسكار مثل : «لينكولن»، «البؤساء»، «حياة باى» و«ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل».

نفس الأمر حدث فى عام 2010 عندما فاز فيلم «خزانة الألم» إخراج «كاثرين بيجلو». الفيلم صور مأساة حرب العراق وما أحدثته من أضرار للجنود الأمريكيين.. الفيلم فاز بأفضل فيلم متغلبا على منافسين أقوياء وقد أرجع البعض سبب تفوق الفيلم إلى أن الرأى العام وقتها كان يميل إلى قرار الانسحاب من العراق، وهو الأمر الذى تبناه الرئيس الأمريكى ودعمته فيه وسائل الإعلام، وهو ما يثير الاندهاش لأنه فى العام التالى تعود نفس المخرجه بفيلم سياسى آخر عن مقتل أسامة بن لادن «ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل»، ولكن لم ينل الفيلم تشجعيا ولا اعتناء والسبب كما يفسره البعض هو مشاهد التعذيب التى تضمنها الفيلم. والتى كان يقوم بها رجال المخابرات الأمريكية ضد المشتبه بهم. والسبب الثانى أن الفيلم لم يحسم اللغز وترك المشاهدين فى نهايته متشككين هل مات بن لادن فعلا أم لا؟! خاصة أن بطلة الفيلم التى كانت تتعقب بن لادن لسنوات وصلت لمرحلة من الانهيار. الذى يدفع للريبة فى تأكيدها بأن المقتول هو فعلا بن لادن، وعلى الرغم من أن جائزة أفضل ممثلة كانت الأجدر بها «جيسكا تشاستين» بطلة الفيلم إلا أنها «عوقبت» هى الأخرى ولم تنل الجائزة. وخرج الفيلم بجائزة فرعية فى مونتاج الصوت من بين خمس جوائز رشح لها.

وهكذا وبتأمل تاريخ جوائز الأوسكار نجد أن الأمر يتكرر من حين لآخر.. وفقا لما تتطلبه الحالة السياسية التى تعيشها أمريكا.. فعلى أصحاب التصويت فى الأكاديمية أن يساندوا بلدهم ويساعدوا على تعزيز الأفكار التى تدعم الأمن القومى للبلاد.. ومن هنا يأتى على سبيل المثال فوز «تصادم» فى عام 2006 ليهزم اثنين من أهم الأفلام السياسية «ميونيخ» و«ليلة سعيدة وحظ سعيد»، فبينما جاء «تصادم» ليحاول إذابة الفوارق وهدم الجدران التى شيدت بين طبقات وفئات المجتمع الأمريكى الكوزموبوليتالى الذى أصبح مليئا بالمخاوف والشكوك بعد أحداث 11 سبتمبر. نجد «ميونيخ» الذى يدين حالة الصراع المرير بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويأتى «ليلة سعيدة» ليدين هو الآخر فترة مشينة فى الخمسينيات من التاريخ الأمريكى عندما واجه الإعلامى «إدوارد مورو» السيناتور «جوزيف مكارثى» ودافع عن حرية التعبير التى يكفلها الدستور الأمريكى. وقد جاء الفيلم كنوع من الإسقاط على الحالة الأمريكية التى سادت بعد 11 سبتمبر التى كانت تتهم أى معارض للسياسة الأمريكية بالخيانة وكان من ضمن المتهمين النجم «جورج كلونى» بطل ومنتج ومخرج الفيلم.

وفى التسعينيات أيضا ظهر الانحياز جليا لفيلم «فورست جامب» عام 1995 والذى فاز بست جوائز من 13 جائزة رشح لها. الفيلم الذى جاءت فكرته حول ضرورة الانتماء لماما أمريكا، رغم كل الأخطاء والمساوئ على الرغم من مستواه الفنى العادى فقد احتفت به الأوسكار فى حين تجاهلت واحدا من أفضل الأفلام التى قدمتها السينما الأمريكية فى تاريخها وهو «وداعا شاوشنك» الذى رشح لسبع جوائز لم ينل منها أى جائزة . فالفيلم انتقد بعنف السجون الأمريكية وما يحدث بها من انتهاكات لحقوق الإنسان، ومع مرور السنين أصبح «شاوشنك» فى قمة معظم قوائم الأفلام الأفضل بينما تراجعت شعبية «فورست جامب» الساذج. وفى بداية التسعينيات تم تجاهل واحد من أهم الأفلام التى صنعت عن حرب فيتنام وهو «مولود فى الرابع من يوليو» وذهبت الأصوات لفيلم عادى هو «قيادة الآنسة دايزى»، فنقد الحروب ليس مطلوبا خاصة إن كانت أمريكا على أعتاب حرب جديدة وهى حرب الخليج الثانية، ولذلك لم يكن مستحبا فتح أبواب الجحيم على ما تسببه الحروب من مآسٍ وما تخلفه من ضحايا.

وفى كل مرة تتجاهل فيها الأوسكار واحدا من روائع السينما الذى لا ينتهى ولا يخفت بريقه بمرور الزمن، نجد أن هناك سببا ما سياسيا فى الأغلب. ومازالت هناك علامات استفهام على هذه الجائزة التى ذهبت فى سنوات عديدة لمن لا يستحقها وتركت أفلاما عظيمة .. ففى عام 1977 يتم تجاهل «سائق التاكسى» لمارتن سكورسيزى الذى انتقد فيه المجتمع الأمريكى الفاسد وقرر سائق التاكسى أن يقضى على الفاسدين بيده.. يخسر «سائق التاكسى» ويمنح فيلم «روكى» جائزة الأفضل. الآن وبعد مرور أكثر من ربع قرن يعد «سائق التاكسى» واحدا من روائع السينما ويذهب «روكى» فى غياهب النسيان. ونفس الأمر بالنسبة لفيلم «زد» الذى تجاهله المصوتون ليمنحوا فيلما متواضعا مثل «رعاة بقر منتصف الليل». 

خطايا الأوسكار تتوالى ومن الصعب أن يغفر لها عشاق السينما منح أفلام عادية للجائزة وتجاهل أفلام عظيمة من نوعية «المواطن كين» الصامد فى الذاكرة السينمائية منذ أكثر من ستين عاما من أجل فيلم متواضع الحال مثل «كيف كان وادى أخضر»، ونفس الحال بالنسبة لفيلم «حول العالم فى 80 يوما» الذى تغلب على رائعة «العملاق».

المنطق فسر دائما هذه الخطايا الأوسكارية على أنها سوء تقدير وقراءة سطحية وانبهار بأفلام عن غيرها.. ولكن يبدو أن الأمر لا يقتصر على ذلك لأن السياسة تتدخل فى حكمنا على الأعمال الفنية، حتى ولو بشكل غير مباشر، ولكن لأن الأفلام الجيدة، الصادقة لا يمحوها الزمن ولا يقلل من شأنها خسارة الجوائز.. فقد بقيت فى الذاكرة وارتفع شأنها عاما بعد عام رغم كل محاولات التجاهل والتعتيم التى تعرضت لها.

مجلة روز اليوسف في

21.02.2015

 
 

20 جائزة أوسكار أثارت حولها علامات الاستفهام

ياسمين عادل – التقرير

حفل توزيع جوائز الأوسكار، عام بعد عام؛ يصبح حدثًا ينتظره الجميع بشغف ويتابعونه باهتمام وتركيز أكثر من ذي قبل، بل وقد يصل الأمر أحيانًا بين الأصدقاء للرهان بينهم وبين بعضهم عن من سيفوز بالجائزة هذه السنة.

ولكن، بالعودة إلى الماضي سنكتشف أن أول حفل أوسكار كان عام 1929، وقتها لم يكن الحفل يحظى بنفس القدر من الاهتمام أو الشعبية كما يحدث الآن؛ حتى إن نتائج الحفل كانت تُنشر بالصحف قبل الحفل بفترة، أما الآن فلا أحد يعرف من هو الفائز إلا لحظة فتح المظروف على الهواء مباشرة.

وبالرغم من التطور والتغيرات العديدة التي حدثت، على مر السنوات، سواءً في عدد الجوائز وتصنيفاتها أو في تفاصيل الحفل؛ إلا أن هناك سؤالًا ظل يطرح نفسه دائمًا وأبدًا:

هل فاز بالأوسكار الفيلم/الشخص/الجهة الأكثر استحقاقًا هذا العام؟

قد يكون ذلك هو السؤال الأكثر إثارة للجدل كل عام، بعد حفل توزيع الأوسكار، سواءً من النقاد أو الجمهور، وعلى الرغم من أن النتيجة -كما ذكرنا- لا يعرف بها أحد إلا وقت الإعلان المباشر، بالإضافة لأن تلك الجوائز تقديرية بحتة وتخضع لعملية تصويت، من المفترض أن تكون حيادية وعادلة؛ إلا أننا من وقت لآخر نجد ما يُشبه الإجماع على أن الفيلم/الشخص الفائز ليس هو الأحق بالفوز، وأن الأكاديمية خضعت لاعتبارات أخرى عند الحُكم والاختيار، مثلًا أن الممثل قد تم ترشيحه عدة مرات من قبل أو أي اعتبارات أخرى سياسية كانت أو أخلاقية.

وجدير بالذكر أنك لو بحثت عن جوائز الأوسكار، المشكوك بأمرها، أو التي يظن البعض أنها لم تكن بمحلها؛ ستجدها محدودة وشبه مُتفق عليها، أشهر تلك الجوائز التي يصفها البعض بأنها غير مستحقة:

How Green Was My Valley, Best Picture 1942

لعل تلك الجائزة تعتبر أكبر سقطة في تاريخ الأوسكار؛ حيث كان من المفترض فوز فيلم Citizen Kane، والذي بلا مجال للشك يمكن اعتباره من أفضل الأفلام التي قدمت على الإطلاق. ولكن بسبب حملة التشهير التي تعرض لها أروسون ويلز (كاتب ومخرج وبطل الفيلم) من وليام راندولف هيرست، الإعلامي الشهير، ذي النفوذ؛ خرج الفيلم من المنافسة على أغلب الجوائز؛ حتى إنه تعرض للهجوم عليه أثناء افتتاح الحفل نفسه، بل وتم وضع أورسون ويلز في القائمة السوداء بعد ذلك وتجاهل أفلامه؛ ما وضع لجنة التحكيم في محك لم يغفره لها جمهور السينما القادر على تمييز الأفلام العظيمة.

The Sound of Music, Best Picture 1966

لا أحد  يقلل من شأن فيلم “صوت الموسيقى“، ولكنه فيلم عائلي لطيف قد يتناسب مع العطلة أو عيد الميلاد المجيد؛ لكنه لا يرتقي لمستوى جائزة الأوسكار التي من المفترض أن تُمنح للفيلم الأفضل، وربما أن فوزه بالجائزة قد أثار الاستياء أكثر من فوزه على فيلم Dr. Zhivago.

Dances With Wolves, Best Picture 1991

اختارت لجنة التحكيم الاختيار الأكثر أمانًا وذهبت مع ملحمة كيفن كوستنر التاريخية، غير أن اختيار ذلك الفيلم بدلًا من Goodfellas لمارتن سكورسيزي، والذي كان مرشحًا معه بنفس الوقت؛ أثار استياء واندهاش العديدين، ففيلم سكورسيزي لا تشوبه شائبة سواء في الإخراج أو التمثيل أو حتى الموسيقى التصويرية؛ حتى إن الكثير من مشاهده يحفظها المشاهدون بالحرف، بينما لم يكن أي من ذلك متحققًا مع الفيلم الفائز!

Forrest Gump, Best Picture 1994

بدون أي مجال للشك، فإن فيلم فورست جامب، واحد من أشهر وأفضل الأفلام عند الكثيرين، أجاد فيه صناعة سواء كتمثيل أو إخراج وكذلك باقي العناصر الأخرى، ولكن الأمر لا يتوقف فقط على مدى جودة الفيلم؛ بل كذلك على مدى جودته مقابل الأفلام الأخرى المرشحة معه.

في تلك السنة، كان الأمر حماسيًا وتنافسيًا بشدة؛ فبجوار فيلم فورست جامب، كانت هناك أفلام أخرى عظيمة سيذكرها التاريخ، وهي: Pulp Fiction, Ed Wood, The Shawshank Redemption.

لذا صُدم الكثيرون حين وجدوا فيلم فورست جامب يحصد وحده معظم الجوائز بمنتهى الإجحاف والتقليل من شأن الأفلام الأخرى، من يصدق أن فيلمًا مثل The Shawshank Redemption، والذي صنف على موقع IMDB لسنوات طويلة أفضل فيلم في تاريخ صناعة السينما على الإطلاق، لم يفز ولو بجائزة واحدة يومها!

Titanic, Best Picture 1997

رغم شهرة فيلم تيتانيك الكبيرة، والإيرادات العظيمة التي حققها وقتها؛ إلا أن بعض النقاد رأى أنه لم يكن يستحق تلك الجائزة أو حتى كل الجوائز التي نالها، فهو في النهاية ليس سوى قصة حب بين اثنين.

Shakespeare in Love, Best Picture 1999

تلك الجائزة كانت ومازالت علامة استفهام كبيرة، سواء للجمهور أو النقاد الذين لا يعرفون كيف استطاع هذا الفيلم الفوز بها، والتي وفقًا لرؤيتهم كان أحق بها وقتها The Thin Red Line أو فيلم Saving Private Ryan.

Crash, Best Picture 2005

هناك شبه إجماع أن الفيلم الذي كان أحق بالفوز تلك السنة هو Brokeback Mountain، غير أن الأكاديمية أرادت أن تختار الفيلم الأكثر أمانًا؛ فمن ناحية كانت تعلن أنها ضد العنصرية باختيارها هذا، ومن ناحية أخرى لم تكن تريد أن تمنح الجائزة لفيلم يتحدث عن اثنين من الشواذ جنسيًا؛ خوفًا من أن يُشاع عنها وقتها أنها مناصرة للمثليين.

من الأشخاص الذين حصلوا على جوائز أوسكار أثارت جدلًا أو تم تأويلها بتفسيرات مختلفة:

:Best Actress 1960: Elizabeth Taylor) Butterfield 8)

حصلت إليزابيت تايلور على جائزة أوسكار عن ذلك الفيلم، بعد تعافيها من نوبة التهاب رئوي كاد أن يودي بحياتها؛ ما جعل الأكاديمية تتعاطف معها فيمنحونها الجائزة، والغريب في الأمر أن إليزابيث نفسها تكره هذا الفيلم، وترى أنه لا يستحق، وأنها ما قدمته إلا للالتزام بعقدها مع الشركة المنتجة.

Art Carney ( Harry and TontoBest Actor 1975:

في تلك السنة، كان يتنافس مع آرت على نفس الجائزة: آل باتشينو عن فيلم Godfather الجزء الثاني، وكذلك جاك نيكلسون عن فيلم  Chinatown؛ لذا بين عملاقين مثل هؤلاء كان من الغريب أن يفوز آرت بالجائزة!

Best Director 1977: John G. Avildson (Rocky)

هل لأي شخص متذوق لفن السينما يمكن أن يتخيل أن يفوز مخرج فيلم روكي بالأوسكار، في الوقت الذي كان يتنافس فيه معه على الجائزة:

 Alan J. Pakula for : All The Presidents Men

 Martin Scorcese for:  Taxi Driver

 Sidney Lumet for : Network&!

Best Actor 1992: Al Pacino in (Scent of a Woman)

لا أحد يستطيع أن يقلل من أداء آل باتشينو في ذلك الفيلم، ولكن الغريب هو أن يفوز بالأوسكار عن دوره هذا، بينما أفلامه الأكثر عظمة والتي قدمها من قبل؛ تجاهلتها الأكاديمية، ولم تمنحه عنها شيئًا، مثل: (The Godfather films, Serpico, Panic in Needle Park, Dog Day Afternoon and Glengarry Glen Ross).

مثل تلك القرارات، هي التي تجعل الجمهور يردد أن الأكاديمية لها حسابات أخرى، وأنها أحيانًا كثيرة تمنح النجوم الجوائز كما لو كانت آسفة على تجاهلها لهم بالسابق.

Best Actress 1999, Gwyneth Paltrow (Shakespeare in Love)

جائزة أوسكار أخرى نالها هذا الفيلم؛ جعلت الجمهور والنقاد أكثر غضبًا، فكيف لأداء جوانيث بالترو بأي شكل من الأشكال أن ينافس ويتغلب على أداء ميريل ستريب أو كايت بلانشيت في فيلميهما على الترتيب One True Thing وElizabeth!

Best Actor 2002 : Denzel WashingtonTraining Day)

جائزة أخرى توجه الأنظار تجاه اختيارات الأكاديمية؛ فها هو دينزل واشنطن لا يفوز بجائزة الأوسكار عن أفلام مثل Malcolm X أو Philadelphia، ويفوز عن هذا الفيلم؛ ما يجعل النقاد والجمهور يشعرون كما لو أن تلك الجائزة كانت تعويضًا عن خساراته في المرات السابقة. وعلينا ألا ننسى أنه في ذلك العام كان يتنافس معه على نفس الجائزة.

Russell Crowe”A Beautiful Mind

Sean Penn, “I Am Sam

 &Will Smith, “Ali

Best Director 2007: Martin Scorcese  (The Departed)

لا أحد يمكن أن يقول إن مارتن سكورسيزي لم يكن يستحق الأوسكار، لكن كل ما في الأمر أنه ترشح قبل ذلك الفيلم 8 مرات لجائزة الأوسكار؛ لذا كان من الصعب تصديق ألا يفوز بالجائزة عن أفلام مثل Raging Bull, Taxi Driver, and Goodfellas، ثم يفوز بها عن ذلك الفيلم، ما جعل البعض يشعر أن تلك الجائزة ليست فقط لأنه استحقها، ولكنها بمثابة اعتذار عن تجاهل الأكاديمية له طوال السنوات الماضية.

Best Performance by an Actor in a Supporting Role 2009 

Heath Ledger (The Dark Knight)

حصول هيث ليدجر على جائزة أوسكار عن فيلمه The Dark Knight، رأى البعض أنه حدث بسبب وفاته، وأن تلك الجائزة كانت بمثابة تكريم له؛ ليس لأن دوره في ذلك الفيلم لم يكن عبقريًا بكل المقاييس، ولكن لأنه بالمقارنة بين دوره في ذلك الفيلم ودوره في فيلم Brokeback Mountain كان الأحق له أن يفوز وقتها، لولا التجاهل المقصود الذي تعاملوا به مع الفيلم للأسباب التي ذكرناها من قبل.

Best Actress 2009: Kate Winslet (The Reader)

كان ذلك هو ترشيح كايت للمرة السادسة لجائزة الأوسكار ما جعل البعض يعتقد أن الأكاديمية قد منحتها الجائزة تلك السنة لأنها قد رُشحت عددًا كبيرًا من المرات دون الفوز؛ لذا فليمنحونها لها تلك المرة.

ولم يكن ذلك التصور مبنيًا على نتيجة مستواها التمثيلي الضعيف بالفيلم، ولكن لأنها قد قدمت ما هو أفضل في أعمال أخرى، مثل The Eternal Sunshine Of The Spottless Mind  وفيلم Little Children. ورغم ترشيحها للجائزة عنهما لم تفز، كذلك الفيلم الذي قدمته فيما بعد، في دور من أفضل أدوارها على الإطلاق، في Revolutionary Road، والذي لم تنل عنه حتى ولو مجرد ترشيح!

Best Actress 2010: Sandra Bullock (The Blind Side)

تردد وقتها أن ساندرا فازت بالجائزة ليس لأنها الأحق أو الأفضل، ولكن لأنه كان دورها تلك السنة للفوز بالجائزة؛ ومن ثَم اللحاق بركب نجمات هوليود العظيمات، كما لو كانت تلك الجائزة بمثابة مباركة الأكاديمية لساندرا على الاتجاه الجاد بأفلامها، بعيدًا عن الأفلام الخفيفة التي اعتادت أن تقدمها، فهل يمكن أن يكون ذلك حقيقيًا؟!

Best Actress 2012Meryl StreepThe Iron Lady(

بلا أي مجال للشك، ميريل ستريب هي الأسطورة الحالية في عالم السينما، مهما كانت الشخصية التي ستؤديها، سنجدها قادرة على إجادتها وتقديمها بشكل يفاجئ جمهورها من فرط عظمته؛ حتى إنها أكثر ممثل/ة تم ترشيحها لجوائز الأوسكار.

ولكن! البعض كان يرى أن Viola Davis، بطلة فيلم The Help، هي الأحق بالفوز تلك السنة، وأنه كان يمكن لميريل ستريب أن تفوز عن دور أعظم من هذا؛ لأنها قادرة على ذلك، غير أن آخرين وجدوا أن ميريل هي الأحق بالفوز، وأن ما حدث هو ما كان يجب عليه أن يحدث.

Best Actress 2013Jennifer Lawrence  (Silver Linings Playbook)

نعم، الجميع كان متحمسًا لذلك الفيلم ربما حتى أكثر مما ينبغي! واندهاش البعض من تلك الجائزة ليس تشكيكًا في قدرات جينيفر لورانس التمثيلية، ولكن لأن أداء جينيفر في ذلك الفيلم على جودته لم يكن هو أعظم أدوارها؛ إذ رشحت في 2010 عن فيلم Winter’s Bone، لكنها خسرت وقتها أمام ناتالي بورتمان، ودورها الرائع في فيلم  Black Swan.

Best Supporting Actress 2013: Anne Hathaway ( Les Misérables)

أثارت تلك الجائزة علامات استفهام بين الجمهور، على الرغم من الدور الجيد الذي قدمته آنا بالفيلم، ولكن ربما حدث ذلك بسبب أن الدور كان قصيرًا جدًا؛ حتى إنها ماتت في النصف الأول الفيلم.

وفي النهاية تبقى كل تلك التخمينات والتفسيرات لا تعبر إلا عن آراء أصحابها أو من يتفقون معها، دون أن يعرف أحد الحقيقة الكاملة، وهل فعلًا كانت تلك الجوائز كلها أو بعضها غير مستحقة أو جاءت في غير وقتها، أم أن الأكاديمية كانت ترى شيئًا آخر غير ذلك الذي يراه الجمهور الحقيقي لتلك الأفلام.

مصادر المقال (1)،(2)، (3)

التقرير الإلكترونية في

21.02.2015

 
 

«هوليوود ريبورتر» ترشح هؤلاء للفوز بأوسكار 2015

لوس أنجلوس ـ الوكالات: «سينماتوغراف»

تقليد سنوي بدأت تقوم به مجلة هوليوود ريبورتر مؤخرا وهو نشرها لقائمة «من هم الفائزون بجوائز الأوسكار ومن كان يستحق أن يفوز بها؟»، حيث قام الناقد السينمائى تود ماكرثى باختيار من يستحق الفوز، وتوقع الناقد ومحلل الجوائز سكوت فاينبيرج بمن سيفوز بالفعل بجوائز الاوسكار فى حفلها السابع والثمانين والذى سيقام يوم الأحد المقبل 22 فبراير.

وفى البداية اتفق الناقدان على أن فيلم «الرجل الطائر» سيكون الفائز ويستحق الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم لهذا العام، مؤكدين أنه فيلم جيد جدا، على الرغم من أن المنافسة قوية بينه وبين الأفلام الأخرى المرشحة لهذه الجائزة ومنها أفلام «صبا»، و«لعبة المحاكاة»، و«القناص الامريكى»، فيلم «نظرية كل شىء»، «فندق بودابست الكبير»، وفيلم «ويبلاش».

أما جائزة أفضل مخرج فمن يستحق الفوز بها هو المخرج اليخاندرو جا اناريتو عن فيلم «الرجل الطائر» ولكن من سيفوز بها هو ريتشارد لينكلاتر عن فيلم «صبا”.

والمنافسة أيضا قوية على جائزة أفضل ممثل، ومن يستحق الفوز بها لادائه القوى والرائع هو النجم مايكل كيتون عن دوره فى فيلم «الرجل الطائر»، ولكن من سيفوز بالجائزة هو الممثل الشاب «إيدى ريدماين» الذى لعب دور شخص حقيقى ترك بصمته على العالم على الرغم من الاعاقة الجسدية وهو ستيفن هاوكينج عالم الفيزياء الشهير، وقد حصل ايدى على العديد من الجوائز المهمة منها الغولدن غلوب والبافتا لذا هو الاقرب للفوز بهذه الجائزة عن فيلم «نظرية كل شىء» من اخراج جيمس مارش.

واثبتت النجمة الرائعة والممثلة المتميزة جوليان مور أنها بالفعل تستحق الفوز وانها من ستفوز بجائزة الاوسكار افضل ممثلة عن دورها فى فيلم «مازالت اليس»، والذى قامت فيه بدور سيدة تعانى من الزهايمر، وأيضا جائزة افضل ممثل مساعد فيستحق وسيفوز بها الممثل ج.ك. سيمونز عن دوره فى فيلم «ويبلاش» على الرغم من منافسته لعدد من كبار النجوم وهم ايثان هوك، ادوارد نورتون، مارك روفالو وروبرت دوفال.

أما جائزة أفضل ممثلة مساعدة فمن تستحق الفوز بها هى ايما ستون عن دورها فى فيلم «الرجل الطائرـ بيردمان»، اما من ستفوز بها هى الممثلة باتريشيا اركيت عن دورها فى فيلم «صبا».

واتفق ايضا الناقدان على أن فيلم «ويبلاش» يستحق وسيفوز بجائزة أفضل سيناريو مقتبس لأنه بالفعل الافضل على الرغم من انه لم يفز بجائزة نقابة الكتاب الامريكيين أو البافتا وغيرها ولكنه من سيفوز بالجائزة لكاتبه داميان تشازل وهو ايضا مخرج الفيلم.

وسيفوز فيلم «فندق بودابست الكبير» بجائزة أفضل سيناريو أصلى، حيث ان فيلمى «صائد الثعالب»، و«زاحف الليل» الطريق ليس ممهدا ليفوزا بالجائزة، كما ان فيلم «صبا» به الكثير من الارتجال، مما يترك المنافسة بين الفائز بجائزة البافتا «فندق بودابست الكبير» والفائز بجائزة الغولدن غلوب «الرجل لطائر»، والأول هو الاقرب للفوز.

أما جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة فمن سيفوز بها هو فيلم «كيف تدرب تنينك 2»، كما يستحق وسيفوز بجائزة افضل فيلم وثائقى فيلم «سيتزن فور» أو «المواطن الرابع» وهو من اخراج لورا بويتراس ويشارك فى بطولته ادوارد سنودن وجوليان اسانج، وسيفوز بجائزة افضل فيلم اجنبى الفيلم البولندى «ايدا»، بينما من يستحق الفوز بها هو الفيلم الروسى«ليفياثان».

وتوقع النقاد فاينبيرج ان يفوز فيلم «الرجل الطائر» بجائزة أفضل تصوير سينمائى، أما جائزة افضل تصميم ملابس وجائزة افضل ماكياج وشعر فستكونان من نصيب فيلم «فندق بودابست الكبير»، وسيفوز بجائزة افضل مونتاج فيلم «صبا»، اما جائزة أفضل أغنية فستفوز بها اغنية «أنا لن افتقدك» من فيلم «جلين كامبيل: ساكون انا»، وستذهب جائزة أفضل مؤثرات بصرية إلى فيلم «بين النجوم»، وسيفوز بجائزة افضل فيلم رسوم متحركة قصير فيلم «حارس السد»، وجائزة أفضل فيلم وثائقى قصير سيذهب إلى «جوانا»، وسيحصل على جائزة افضل فيلم اكشن قصير «بروانه»، بينما من المتوقع ان يفوز فيلم «القناص الامريكى» بجائزة أفضل مونتاج صوت.

«تمبكتو» الموريتاني يحصد سبعا من جوائز سيزار الفرنسية

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

حاز فيلم «تمبكتو» للموريتاني عبد الرحمن سيساكو على جائزة سيزار الفرنسية لأفضل فيلم، فيما حصل سيساكو على جائزة أفضل مخرج.

ويروي الفيلم -الذي حصد سبعا من جوائز سيزار- واقع الحياة في شمال مالي تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وتحديدا عن مدينة تمبكتو بتاريخها العريق إلى أن باتت مسرحا لعمليات «جهادية»، وتعرضت بعض المواقع الأثرية فيها للنهب والتدمير، خاصة بعد التدخل العسكري الفرنسي في مالي.

وحصد “تمبكتو” الذي رشح لجائزة الأوسكار الأميركية في فئة الأفلام الأجنبية جوائز سيزار لأفضل سيناريو وأفضل مونتاج وأفضل توزيع للصوت والصور والموسيقى إلى جانب جائزتي أفضل فيلم وأفضل مخرج، وقد كان في منافسة مع فيلم “سان لوران” للمخرج برتران بونيللو الذي لم يحصل في نهاية المطاف سوى على جائزة أفضل أزياء.

وخلال تسلمه الجائزة في الحفل الأربعين لجوائز سيزار التي أرادت الاحتفاء بحرية التعبير قدم المخرج شكره لفرنسا«البلد الرائع المنفتح على الآخرين»، وكذلك بلده موريتانيا الذي «وافق على حماية فريقه».

وبهذه الجائزة يصبح سيساكو أول عربي أفريقي يحصد هذه الجائزة، وقد قال إن «فرنسا بلد رائع لأنها قادرة على الوقوف في وجه الرعب والعنف والظلامية». وأضاف «ليست هناك صدمة حضارات، هذا لا وجود له، بل هناك تلاقي حضارات».

من جهته، رحب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بفوز الفيلم الفرنسي-الموريتاني، وكتب على حسابه على موقع  التواصل الاجتماعي «تويتر» إنه «تكريس يستحقه فيلم تمبكتو في مقاومة الوحشية».

يشار إلى أن جائزة سيزار لأفضل ممثل كانت من نصيب الممثل بيار نوناي (25 عاما) لدوره في «سان لوران» الذي يتحدث عن مصمم الأزياء الفرنسي إيف سان لوران.

أما جائزة سيزار لأفضل ممثلة فقد ذهبت إلى أديل هينيل (26 عاما) لدورها في فيلم «المقاتلون» للمخرج توماس كايي الذي حصد أيضا جائزتي أفضل فيلم أول وأفضل مخرج واعد..

سينماتوغراف في

21.02.2015

 
 

عبد الرحمن سيساكو بعد الـ"سيزار" وقبل الـ"أوسكار". الصورة خلال جلسة معه في اواخر العام الماضي. 

"انا الموريتاني الذي شبّ في باماكو [مالي]، اتذكر دوماً منزل والدي الراحل، في حي امدالاي الشعبي. كان بيتاً متواضعاً، صنعت جدرانه من الطين. في الفسحة التي امام المنزل، حنفية وبئر مياه يتعايشان منذ سنوات. بسبب سعر المياه المرتفع جداً، كان والدي قد حفر بئراً. كبرتُ في هذه الفسحة قبل ان اضطر الى مغادرة البلاد لاسباب سياسية. كانت طفولتي سعيدة من فترة الى اخرى. عموماً، يميل الانسان إمّا الى تجميل طفولته او الى تعتيم رونقها. عندما كنت ولداً، كثيراً ما رغبتُ في اشياء لم اقدر الحصول عليها. كان والدي يضمّني الى صدره. لم امتلك دراجة هوائية، لأن شراء دراجة كان يعني، بالنسبة لوالدي، شراء 12 منها. لكن عندما كان يضمني، كنت أشعر انني املك كل دراجات العالم".

Hauvick Habechian

هوفيك حبشيان ـ فيس بوك في

21.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)