كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

مايكل كيتون:

من “الرجل الوطواط” إلى “الرجل الطائر

منة الله فهيد -  التقرير

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

في حقيقة الأمر لا أدري أيهما جاء أولًا: القصة أم البطل؟

لا أتذكر أني شاهدت فيلمًا يقوم فيه البطل بتجسيد قصة حياته الحقيقية مثلما حدث في هذا الفيلم، فلم أعد أدري من الذي تم اختياره أولًا النص أم البطل؟

إذا قارنا أحداث فيلم (Birdman) الذي قام بكتابته المخرج المكسيكي (أليخاندرو أناريتو/ IñárrituAlejandro ) -بالإضافة إلى ثلاثة آخرين- بقصة (مايكل كيتون) نفسه لوجدنا أوجه الشبه ظاهرة للعيان ولا تحتاج أية إشارة لملاحظتها، فالفيلم يحكي عن الممثل (ريجان توماس) الذي سطع نجمه في (هوليوود) لأدائه أحد أدوار الأبطال الخارقين (الرجل الطائر)، الذي يوازيه دور (الرجل الوطواط) في حالة (كيتون)، ومن ثم لم يستطع خلع عباءة الرجل الخارق بعدما رفض القيام بجزء ثالث من السلسة بعد عام 1992، وهو نفس عام إنتاج فيلم (Batman Returns) الجزء الثاني من سلسلة (الرجل الوطواط) من بطولته (كيتون)، ليتوقف بعدها عن استكمال باقي أجزاء السلسلة ويُبقي رأسه منخفضة بقبول أدوار صغيرة أو مهمشة أو بالقيام بالأداء الصوتي للكثير من أفلام (الأنيميشان)، هربًا من شبح شهرة (الرجل الوطواط)، ولكن هل استطاع (ريجان توماس) بطل فيلمنا الهروب من شبح فيلمه (الرجل الطائر)؟

هذا ما أجاب عليه المخرج المكسيكي (أليخاندرو أناريتو/ IñárrituAlejandro ) في المشهد الأول من فيلمه، عندما ظهر (ريجان توماس) معلقًا في الهواء -دون أي مسند- مرتديًا قطعة ملابس واحدة، وهناك هذا الصوت الرخيم الذي ينبعث من رأسه ليسأله “كيف انتهى بنا الحال في هذا المكان؟”، هذا الصوت يعود لـ(الرجل الطائر) الذي يبدو أنه لم يهجر رأس (ريجان) مثلما هجره الأخير منذ ما يقارب الربع قرن.

(ريجان) الذي سئم (هوليوود) وحصره المشواره الفني في أجزاء أفلام (الرجل الطائر) الثلاثة، اتجه لـ(برودواي) وقام بإخراج وإنتاج مسرحية من تأليفه ليكون هو بطلها ويستطيع إبهار النقاد والفوز بإعجاب الجماهير مرة أخرى، ولكن هذه المرة ليس عبر قناع يرتديه ولا يتمكن من خلعه ثانية.

أثناء القيام ببعض التجارب أُصيب أحد أبطال المسرحية في رأسه مما أدى إلى تخلفه عن العرض، طلب (ريجان) من وكيل أعماله (جاك) الذي قام بدوره الممثل الكوميدي (زاك  جاليفياناكيس/Zach Galifianakis) أن يحضر بديلًا له، فتطوعت إحدى بطلات العمل (ليزلي) التي قامت بدورها الجميلة (ناعومي واتس) بإحضار صديقها (مايك)/(إدوارد نورتون-Edward Norton)، سعد (ريجان) بهذا الخبر بعدما علم أن (مايك) يبيع الكثير من التذاكر وأن كلًا من النقاد والجمهور يحبونه، وهذا ما كان ينقص العرض، نجم شباك لإنجاح مسرحيته. ولكن، ما لم يحسب له (ريجان) حسبانًا أن (مايك) قد يكون خطرًا على عرضه بقدر ما يبدو منقذًا له.

في لقائهما الأول، وجد (ريجان) (مايك) يحفظ بالفعل سطور دوره؛ بسبب مساعدته لـ(ليزلي) على التمرن على نصها خلال الشهور الماضية، مما جعلهما يتجها إلى مستوى أعلى من المقابلة الأولى وهو القيام بتجربة أحد أجزاء الحوار، بدا (مايك) متمكنًا للغاية من أدائه وشخصيته ربما أكثر من (ريجان) نفسه صاحب العمل، مما أظهر بعض الضيق على وجه الأخير ممتزجًا بالإعجاب.

قدم (ريجان) (مايك) إلى ابنته (سام)/(إيما ستون-Emma Stone) لمساعدته في الوصول إلى غرفته، (سام) التي خرجت لتوها من مركز إعادة التأهيل لإدمانها على المخدرات انضمت إلى قائمة الأشياء التي فشل (ريجان) في إنجازها، ورغم محاولة (ريجان) التعويض عن غيابه فيما سبق ومعالجة الأمور عن طريق إلحاقها بالعمل معه، ظلت الأمور بينهما لا تسير على ما يرام.

وجد (ريجان) ضالته المنشودة في (مايك)، فقرر بيع أحد منازله للحصول على المال الذي طلبه الأخير رغم اعتراض (جاك) مدير أعماله على ذلك، إلا أنه أصر لإيمانه أن (مايك) يمتلك ما لا يستطيع غيره منحه إياه.

في عرضهما الأول -التدريبي- أمام الجمهور، قام (مايك) بتناول خمر حقيقي أثناء المشهد، عندما لاحظ (ريجان) ذلك استبدله بماء مرة أخرى مما أشعل غضب (مايك) وجعله يخرج عن سطوره مفسدًا المشهد بالكامل، وموجهًا السباب للجميع: (ريجان) والمشاهدين.

صُدم (ريجان) مما آل إليه تجربته الأولى أمام الجمهور بسبب (مايك)، فذهب إلى (جاك) وطلب منه استبداله، ولكن الأخير لم يرضخ لسؤاله هذه المرة وصرخ فيه: “أنت المخرج، أحكم سيطرتك عليه“.

وجد (ريجان) بعد العرض زوجته السابقة (سيليفيا)/(إيمي ريان-Amy Ryan) في غرفة ملابسه التي اعتاد فيها ممارسة أموره الخارقة والاستماع إلى نصائح (الرجل الطائر) اللائمة، جاءت (سيليفيا) لتسديه النصائح هي الأخرى بخصوص ابنتهما (سام) وعن كيفية التعامل معها بعد خروجها من محنتها.

أخبر (ريجان) (سيليفيا) عن رغبته في بيع أحد منازله الذي كان من المقرر أن يكون لـ(سام)، فأخبرته أنها لا تتذكر لماذا انفصلا، شرد (ريجان) قليلًا وتحدث عن شيء آخر يخص عمله، فنهضت (سيليفيا) ورحلت عندما جعلها شروده تتذكر سبب انفصالهما. عاد الصوت مرة أخرى للحديث بمجرد خروجها من الباب لينهض (ريجان) هو الآخر ويرحل عن الغرفة ويخرج لمقابلة (مايك).

إذا كنت قد أشرت من قبل إلى أن هذا الفيلم هو انعكاس لحياة (كيتون) الحقيقية، فأرى أيضًا أن شخصية (مايك) ما هي إلا انعكاس لشخصية (تايلور ديردن) الذي قام بأدائها النجم (براد بيت/Brad Pitt) في الفيلم الشهير (Fight Club) بشخصيته الضجرة الذي طالما سخر من (إدوارد نورتون/Edward Norton) ووجه إليه سيلًا من النقد اللاذع لتحريره من قيود شخصيته المستسلمة، في هذا الفيلم يقوم (نورتون) بتطبيق ما علمه إياه (براد بيت) في الفيلم السابق متقمصًا روحه، الشيء الوحيد المختلف هنا أن فصام (ريجان) لم يصنع (مايك) وإنما صنع (الرجل الطائر).

عند عودته للمنزل، وجد (ريجان) رائحة دخان المخدرات تفوح من المكان، فاشتبك مع ابنته (سام) التي لم ترغب في سماع نصائح والدها الغائب، وأخذت تصيح عليه أنه غير مهم وليس هناك من يكترث لرأيه ولا لفنّه وأنه يقوم بهذه المسرحية فقط لإثبات العكس بينما تظل الحقيقة ظاهرة للجميع. بعدما انتهت (سام) من هجومها على والدها دون تلقي أية أجابة منه تركته وذهبت.

هذا المشهد أعتبره هو ما منح (إيما ستون) ترشيحها الأول لجائزة الأوسكار عن جدارة، و جعل المنافسة محتدمة.

أخذ (ريجان) يحرك الأشياء عن بعد عن طريق قدراته الخاصة، ودخّن ما تبقى من سيجارة الماريجوانا استعدادًا لعرضه الأول في اليوم التالي الذي سرق فيه الأنظار (مايك) مرة أخرى عندما حاول التحرش بـ(ليزلي) -صديقته السابقة- أثناء التمثيل.

خلط (مايك) للأمور بماضي علاقتهما بالعمل على المسرح أشعر (ليزلي) بقلة الاحترام، إعطاؤه لنفسه حق الاستهزاء بها أمام الجميع جعلها تشعر أنها مثيرة للشفقة لا يأخذها أحد على محمل الجد، بكت (ليزلي) في مشهد هو أفضل ما قدمت طوال الفيلم ولم يخفف عنها سوى كلمات (ريجان) عندما أخبرها أنها ممثلة جميلة وموهوبة وأنه من حسن حظ فريق العمل تواجدها بينهم.

حاول (مايك) الحديث معها إلا أنها ألقته بمجفف الشعر مما جعله يرحل ويذهب إلى (ريجان)، ليخبره أن مسدسه المزيف لا يشعره بأي تهديد على خشبة المسرح. صعد (مايك) إلى سطح المبنى هناك حيث وجد (سام) التي حاولت التعرف عليه أكثر، فسألته عدة أسئلة كانت إجابته عليها: أن لا شيء مما يبدو على المسرح حقيقي.

جاءت ردود أفعال الجرائد في الصباح التالي للعرض الأول مخيبة لآمال (ريجان)؛ فالنقاد أشادوا بأداء (مايك) وتجاهلوا (ريجان) بل ومنهم من ذمه أيضًا، استغل ذلك صوت (الرجل الطائر) في رأسه وأخذ يخبره أن (مايك) سرق عرضه، فخرج هاربًا من الصوت الذي يصدح في رأسه بحثًا عن (مايك) وضربه لقيامه بعمل لقاء صحفي مع الجرائد من دون علمه ليسرق منه الأضواء. أحببت هذا المشهد، فهو أكثر مشاهد الفيلم كوميدية، وبدا (ريجان) مشتعلًا مغتاظًا بينما وقف (مايك) يسخر منه ويدافع عن نفسه وسط مشاهدة طاقم العمل.

طرح (ريجان) (مايك) أرضًا، وذهب لغرفته حيث بدأ (الرجل الطائر) في استفزازه مجددًا، حاول (ريجان) إسكاته دون جدوى فأخذ يحطم في محتويات الغرفة عن بعد بمجرد الإشارة، بينما واصل (الرجل الطائر) الضغط على أعصابه إلى أن فقدها تمامًا وأخذ يصيح عليه -محدثًا نفسه- ويكسر كل شيء -بيديه- هذه المرة، حتى دخل عليه (جاك) ووجده على هذه الحالة فاقترح عليه الانتقال إلى غرفة أخرى، طلب منه (ريجان) هذه المرة إلغاء العرض كله لشعوره أنه ليس على ما يرام بسبب الأصوات التي يسمعها، إلا أن (جاك) وبحكم عمله -كوكيل أعماله وصديقه- أخذ يثني عليه وعلى أدائه الليلة الماضية وأخبره عن كم التذاكر المباعة وعن حضور العديد من الشخصيات المرموقة لمشاهدة عرضه، مما أعاد لـ(ريجان) طموحه مرة أخرى وجعله ينسى نوبة الجنون التي مر بها منذ قليل ومازالت آثارها تحيط به.

في لقائهما الثاني على سطح المبنى، سأل (مايك) (سام) عن أسوأ شيء فعله بها (ريجان)؟ فكانت إجابتها: أنه لم يكن قريبًا. ثم إصراره على أن يعوض عن ذلك بمداومة إخبارها أنها شخص مميز في حين أنها ليست كذلك.

سألت (سام) (مايك) كيف يمكنه الخروج على خشبة المسرح والتظاهر بأنه شخص آخر طوال الليل؟ فأجابها أن المسرح هو المكان الوحيد الذي يكون فيه على سجيته غير مضطر للتظاهر.

خرج (ريجان) من المسرح لتدخين سيجارة أثناء العرض، فانغلق الباب بفعل الهواء على ردائه، حاول فتحه ولكن دون جدوى، اضطر (ريجان) لترك ردائه والسير بملابسه الداخلية حول المبنى للدخول من الباب الأمامي وسط ملاحقة معجبيه ومحاولات تصويره والحصول على توقيعه.

دخل (ريجان) إلى قاعة العرض من مكان المشاهدين وبدأ في تسميع سطوره أثناء سيره بينهم حتى وصل إلى خشبة المسرح وصعد عليها، بدا أداؤه جيدًا/حقيقيًا هذه المرة عن سابقيه، أثار الموقف المحرج الذي تعرض له منذ قليل مشاعره فاستطاع تأدية دور الرجل الذي خانته زوجته كما ينبغي وأخذ يردد كلماته لها “لماذا؟ فقط أخبريني لماذا؟ ما الخطب بي؟ كل ما أردت أن أكون محبوبًا، أردت أن أكون مثلما تريدين، أنا أقضي اليوم وأنا أتظاهر أني شخصٌ آخر، لست هو” كما لو كان يوجهها للحضور، يلومهم على خيانتهم له والتي تتمثل في عدم استمرارية حبهم له.

أخبر (ريجان) ابنته (سام) أن هذه المسرحية التي يقوم بلعبها تشعره وكأنها نسخة مشوهة منه، وأنها كما لو كانت تتبعه في كل مكان وتضربه في مقتل بمطرقة صغيرة.

كان هذا بمثابة إسقاط آخر على حياة (مايكل كيتون)، ووصف ما يشعر به تجاه هذا الفيلم الذي يقوم بتمثيله.

اتخذت علاقة الأب بابنته منحنيًا آخر في هذا المشهد، عبر عنه (ريجان) بسؤاله لـ(سام) هل كنت والدًا “مريعًا”؟ لتشفق عليه الأخيرة من الإجابة وتخبره أنه كان والدًا “بخير”.

عرضت (سام) على والدها مقطع الفيديو الذي تناولته شبكات الاتصال له أثناء سيره شبه عار، وأخبرته أنه حصل على ثلاثمئة مشاهدة خلال ساعتين مما يجعله الأكثر مشاهدة.

في مشهد أعتبره من أهم مشاهد الفيلم التي برع في أدائها (كيتون)، يحاول (ريجان) استمالة الناقدة الفنية قبيل يوم الافتتاح لعلمه أن نجاح المسرحية من عدمه يعتمد على رأيها هي دون سواها، مثّل المشهد طبيعة العلاقة -غالبًا- بين الناقد والفنان كما لو كانا عدوّين، يرغب الأول بتدمير الثاني والقضاء عليه لإثبات وجهة نظره في عدم استحقاقيته للشهرة، أخبرت الناقدة (ريجان) صراحة أنها ستغلق مسرحيته غدًا وتقضي عليه لا لشيء سوى لأنها تكرهه وتكره نوع الفن الذي قدمه سابقًا وتكره فكرة لجوئه للمسرح لإنقاذ ما تبقى من آثار شهرته.

هاجمها (ريجان) بالمقابل، وأعتقد أنها كانت رسالة موجهة أراد المخرج (أليخاندرو إناريتو) إيصالها إلى النقاد من هذا النوع الذين يقومون بتقييم العمل عن طريق تصنيف كل شيء بداخله في هيئة ملصقات: هذا جيد/هذا سيئ استنادًا إلى معايير هم من صنعوها في الأساس، مما يجعل حكمهم على الأمور غير منصف.

لم تغير كلمات (ريجان) شيئًا من نية الناقدة المبيتة لإسقاط العمل، بل ربما زادها حديث (ريجان) حقدًا أكبر.

قضى (ريجان) ليلته في الحانات يثمل حتى غاب عن الوعي، استيقظ في الصباح التالي ليجد نفسه نائمًا على درجات أحد المنازل ومسندًا رأسه إلى كيس مهملات، في الواقع كان صوت (الرجل الطائر) هو من أيقظه من سباته.

وكأنما كانت كمية الكحوليات التي تناولها (ريجان) الليلة الماضية كبيرة بعض الشيء، لم يكتف (الرجل الطائر) بمجرد كونه صوتًا ينبعث من رأسه؛ بل تجسد هذه المرة في هيئته الكاملة وقام بالسير خلفه أثناء إسدائه النصائح.

لم يقاومه (ريجان) هذه المرة أو يطلب منه المغادرة مثلما اعتاد أن يفعل دائمًا، بل استمع إليه ونفذ ما يطلبه منه، بفرك أصابعه استطاع (ريجان) تحويل الشارع إلى موقع تصوير أحد أفلام (الأكشن).

ارتفع (ريجان) عن الأرض محلقًا نحو السماء وسط صيحات استهجان الجميع، بينما سألته إحداهم “هل هذا حقيقي أم تقومون بتصوير فيلم؟” فأخبرها أنه فيلم واستمر في الطيران بينما ظل (الرجل الطائر) يخاطبه ويشجعه ليستمر في التحليق في السماء حيث ينتمي.

توجه (ريجان) لمقر عرض مسرحيته طيرًا أو هكذا اعتقد، ولكن في حقيقة الأمر كان هناك صاحب سيارة الأجرة الذي سعى خلفه للحصول على أجرته.

نال عرض الافتتاح إعجاب الجميع وامتلأت غرفة (ريجان) بالورود التي يكرهها بالمناسبة، تسللت (سيليفيا) زوجته السابقة إلى غرفته أثناء استراحة ما قبل المشهد الأخير لتهنئته على نجاح عرضه فوجدته مسترخيًا وأراد التحدث إليها.

 أخبرها (ريجان) عن الأصوات التي تتحدث إليه وتخبره بالحقيقة وأنه على الرغم من أن ذلك يبدو مخيفًا إلا أنه يريحه. أخبرها عن حلم يراوده يغرق فيه ولا يستطيع التنفس. أخبرها عن أنه يود لو كان باستطاعته تسجيل الأوقات التي قضاها معها ومع (سام) حتى يستطيع استرجاعها عندما يريد؛ لأنه لا يمكنه التذكر. أخبرها (ريجان) أنه يحبها ثم نهض للخروج لأداء المشهد الأخير.

استمع (ريجان) لنصيحة (مايك)، وقام باستبدال مسدس المسرحية المزيف بمسدس حقيقي -ممتلئ الخزانة- وخرج إلى خشبة المسرح، قام (ريجان) بإلقاء كلماته المصقولة على زوجته الخائنة مرة أخيرة وصوّب المسدس نحو رأسه وأطلق الزناد.

في المشهد التالي ظهر (ريجان) ممددًا على سرير المشفى ووجهه ملفوف بالشاش الأبيض في شكل  شبيه بقناع (الرجل الطائر)، جاء (جاك) لزيارته ومعه نسخة من جريدة اليوم حيث أثنت الناقدة على مسرحيته في مقال أسمته (فضيلة التجاهل الغير متوقعة)، وهو الاسم الثاني الذي اختاره (أليخاندرو إناريتو) للفيلم بالمناسبة.

جاءت (سام) لزيارته وقامت بتصويره لنشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعي لجني المزيد من الشهرة، احتضنها (ريجان) في مشهد تأخر منذ بداية الفيلم وذهبت لجلب آنية للأزهار.

نهض (ريجان) من سريره وقام بنزع لفافات الشاش عن وجهه لتكشف عن تجمع دموي عند العينين والأنف مما جعله يبدو أشبه بـ(الرجل الطائر) الذي ظهر في جانب المشهد دون النطق بكلمة هذه المرة، توجه (ريجان) للنافذة وفتحها وتسلقها للخارج، عند عودة (سام) لم تجد أباها في الغرفة ووجدت النافذة مفتوحة فتوجهت إليها ونظرت خارجها وابتسمت.

قام (كيتون) بأداء هو الأعلى حتى الآن فيما شاهدت من أفلام ترشيحات الأوسكار، وأكاد أجزم أنه من سينالها، فالرجل الذي ظل بعيدًا عن أضواء الشهرة لفترة ليست بقصيرة ولم يقم ببطولة فيلم منذ أكثر من ست سنوات، ظهر في هذا الفيلم كما لو كان لم يغب ولو للحظة، ربما ساهم في ذلك قرب الدور من شخصيته الحقيقية ولكن يظل أداؤه مبهرًا ولا يمكن المزايدة عليه.

تحمل (إناريتو) المخرج والمؤلف والمنتج عناء تصوير الفيلم بشكل متصل (One Long Take)، رغم تحذير أصدقائه له مما وضع حملًا كبيرًا على الممثلين لاضطرارهم للقيام بتصوير مشاهد متصلة مما أسفر عن عديد من الأخطاء تم تلافيها في المونتاج، ليخرج الفيلم متصلًا كما لو كان مشهدًا واحدًا دون إطفاء الكاميرا مرة واحدة؛ لذلك استحق الفيلم الترشح لجائزة أحسن مخرج وأحسن تصوير سينيمائي.

مثلما أشرت سابقًا، فإن أداء (إيما ستون) منحها ترشحها الأول لجائزة الأوسكار، وإذا ما استمرت اختياراتها لأدوارها على هذا المنوال، فقريبًا ستحصل على الجائزة.

حصل (إدوارد نورتون) على ترشحه الثالث لجائزة الأوسكار هذا العام، بعد انقطاع دام لست سنوات، ولكن أظنها لن تكون من نصيبه هذا العام أيضًا.

جاء المونتاج الصوتي ومزج الأصوات الذي اقترن بظهور (الرجل الطائر) أكثر من رائع، واستحقا عليه الترشح للجائزتين.

الفيلم رغم إعجابي الشديد بمستوى ممثليه وإخراجه، أرى أنه امتداد للأفلام من نوعية (Black Swan) و(Fight Club)، فلا أدري لماذا كان الترشح عن جائزة أفضل قصة، ولكن من الواضح أن رسالة (إناريتو) إلى النقاد أتت ثمارها أكثر مما توقع، فمنحوا فيلمه تسع جوائز للأوسكار.

التقرير الإلكترونية في

13.02.2015

 
 

"أوسكارات" الموسيقى 2015:

النغم الجميل يربح عبر الانجليزي سام سميث

علي عبد الأمير عجام

فيما تبدو قطاعات عريضة من متذوقي الفنون على معرفة دقيقة بـ"الاوسكار"، كونها ابرز جائزة سينمائية على الرغم من كل ما يرافقها عادة من سجال يتعلق بمدى استحقاق من يظفر بها، فضلا عن الإحالات السياسية والتجارية أحيانا، إلا أن قلة تعرف تفاصيل ومعلومات عن الجائزة التي تضاهي الأوسكار، ولكن في مجال الفنون الموسيقية المعاصرة، فجائزة "غرامي" التي تمنحها الأكاديمية الأميركية لفنون التسجيلات الموسيقية وعلومها، وشعارها هو "غرامفون ذهبي"، عادة ما تسبق في حفلها الرسمي، إعلان جوائز الأوسكار السينمائية بأسبوعين او اكثر، وتقابل باهتمام كبير على مستوى العالم، كونها تصبح مؤشرا نقديا وفنيا لأبرز النتاجات الغنائية والموسيقية ليس في أميركا وحسب، بل على امتداد العالم، فضلا عن لائحتها الكبيرة التي اغلب النتاجات الموسيقية في عالمنا، فمن الغناء الحديث الى الديني، ومن موسيقى العصر الحديث الى النغم الكلاسيكي، ومن الجاز الى الى الهب هوب.

ففي ابرز فقرات حفل توزيع جوائز "غرامي" الذي نقلته قنوات العالم، ثمة "تسجيل العام" او "ريكورد اوف ذا يير" وفازت به أغنية جميلة بعنوان " ابق معي" للمغني الانجليزي سام سميث، والتي تمنح كجائزة لفريق إنتاجها، فيما كانت ابرز الخاسرين في هذه الفئة، أغنية " شيك إت أووف" التي تقدمها المغنية المعروفة والتي حققت جوائز عدم خلال السنوات الأربع الماضية، تايلور سويفت.

ومثلما حققت "تسجيل العام" او "ريكورد اوف ذا يير"، فازت رائعة "ابق معي" للمغني سام سميث، بجائزة "أغنية العام" والتي تستحقها فعلا لرهافة نادرة ونسيج لحني ناعم ونص يحتفي بالمشاعر الانسانية الراقية.

وقد تكون فئة "أسطوانة العام"، هي العنوان الأبرز لجائزة "غرامي"، وظفرت بها هذا العام، أسطوانة "طور الصباح" او "مورنينغ فيز"، لمغني الروك الاميركي، بيك، والجائزة عادة ما تذهب الى فريق انتاج الأسطوانة من ملحنين وكتاب وتقنيي صوت. وابرز الخاسرين عن هذه الفئة، كانت أسطوانة "بيونسي" للمغنية المعروفة صاحبة الاسم ذاته، وأسطوانة "فتاة" للمغني فاريل ويليامز الذي سيعوض خسارته بجائزة " افضل فيديو لأغنية" عبر تصوير أغنيته الساحقة في شهرتها على امتداد العالم "هابي".

ويبدو ان هذه سنة سعد على المغني الشاب سام سميث، فظفر بجائزة "افضل فنان جديد"، وأخرى رابعة عن "افضل أسطوانة بوب" فيما خسر جائزة خامسة كان يستحقها هي "افضل أداء لموسيقى البوب" لصالح الأسمر فاريل ويليامز.

المدى العراقية في

13.02.2015

 
 

نيل باتريك هاريس يحصل على نصائح تتعلق بتقديم حفل الأوسكار من «زوجه»

لوس أنجليس – د ب أ:

من المقرر أن يقدم نيل باتريك هاريس حفل توزيع جوائز الأوسكار، وسيحصل على نصائح مبكرة من زوجه وزميله الممثل ديفيد بورتكا.

وقال هاريس لمجلة «بيبول إن» بورتكا ناقد صعب، لكن ملاحظاته وأفكاره ممتازة بشكل دائم وسيتم تنفيذ الكثير منها». 

وسيخلف هاريس /41 عاما/ ألين دي جينيريس في تقديم الحفل في الثاني والعشرين من شباط/ فبراير. وحصل هاريس على إشادة النقاد عندما لعب شخصية بارني ستينسون، زير نساء في المسلسل التلفزيوني «هاو آي ميت يور مذر»، وأيضا في دور البطولة في فيلم «جان جيرل» من بين أفلام أخرى.

ويريد هاريس أن يكون مستعدا بشكل جيد لأول جهوده في تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار.

وقال «لقد كنت دائما حريصا على فن الالقاء وما يتعلق به من نبرة الصوت وحدته». وأضاف «نكشف الكثير عن أنفسنا من خلال طريقة التواصل الشفهي. لذا فأنا أقوم بقدر لا بأس به من التدريب».

ومع ذلك، فإن هاريس لا يعتبر وافدا جديدا عندما يتعلق الأمر بمراسم تقديم الجوائز. فقد قدم هاريس، الذي تزوج شريكه منذ فترة طويلة في شهر أيلول/سبتمبر، بالفعل، حفل توزيع جوائز إيمي مرتين وحفل توزيع جوائز توني اربع مرات.

القدس العربي اللندنية في

13.02.2015

 
 

حكايات من هوليوود

لوس أنجلوس: جميل يوسف

چنيفر انيستون تقدم حفل جوائز الأوسكار

أعلن منتجا حفل توزيع جوائز الأوسكار كريج زيدان ونيل ميرون اختيار النجوم جنيفر أنيستون، سيينا ميلر، ديفيد أويلو، كريس برات، جون ترافولتا وكيرى واشنطن ضمن باقة من نجوم هوليوود لتقديم جوائز الأوسكار لهذا العام، وأن المغنية والممثلة الحاصلة على جائزة الأوسكار والجرامى «جنيفر هدسون» ستقوم بأداء واحدة من الأغانى التى تتنافس على جائزة أفضل أغنية فيلمية فى حفل توزيع جوائز الأوسكار.

حفل توزيع جوائز الأوسكار سيقام الأحد بعد القادم فى الثانى والعشرين من فبراير ,2015 فى مسرح دولبى فى مدينة هوليوود، وينتظر أن يذاع على الهواء مباشرة فى أكثر من 225 بلدا وإقليما فى جميع أنحاء العالم، وسيقدمه نجم التليفزيون ومسارح برودواى «نيل باتريك هاريس».

مجلة روز اليوسف في

14.02.2015

 
 

«زاحف الليل» لدان غيلّروي.. حكاية صرصار ليلي وكاميرا الجريمة

مهند النابلسي

لا أوافق رأي معظم النقاد بتشبيههم أداء جاك غيلنهيل في «زاحف الليل» (2014) لدان غيلّروي بدور روبرت دي نيرو في «سائق التاكسي» (1976) لمارتن سكورسيزي. فالتمثيل هنا «استحواذي متحوّل»، يصل إلى حدود التقمّص الكامل للشخصية، بحيث تكاد تقتنع أنك تشاهد فيلماً وثائقياً مصوّراً بكاميرا خفية مزروعة في زوايا الشوارع والأزقة، وداخل المساكن. ربما تفوّق على دي نيرو في هذا السياق، وهو يستعرض شخصية البطل لويس بلوم، مصوِّر فيديو هاوٍ يتحوّل تدريجاً إلى شخص مهووس، أو حتى إلى مجرم ومريض نفسي تصعب معالجته، بعد أن يتذوّق طعم الشهرة وينعم بالمال الوفير، وقد بدا سلوكه في اللقطات الأخيرة المؤثّرة تجاه رفيقه الشاب الساذج المسكين «لا أخلاقياً»، بل «إجرامياً»، إذ يعرّضه ـــ ربما قصداً ـــ للقتل، ثم يصوّره بدماء باردة، متشفياً به لأنه تجرّأ وطلب نصيبه من الأجر. كما تمثَّل ذلك بوضوح في خطبته التوجيهية لموظّفيه الجدد، التي تنطوي على روح مستبدة ـــ انتهازية لا ترحم.

الشيء الثاني اللافت للانتباه في هذا الشريط الجريء والمميّز، كامنٌ في تناوله الغريب علاقة مصوّر الحوادث بلوم مع صاحبة محطة أخبار محلية (رينيه روسّو). علاقة مهنية لا تخلو من الإعجاب المتبادل. وبعكس المتوقّع، لا توجد لقطات جنسية بينهما، كما يحدث عادة في معظم الأفلام المشابهة (هذا يسجل كنقطة ايجابية). الفيلم الشيّق الذي يتحدّث عن حوادث وجرائم الليل في لوس أنجلوس، حيث يظهر في البداية بلوم (جاك غيلنهيل) المقهور العاطل عن العمل، وهو يتحوّل تدريجاً إلى «صرصار ليلي» عندما يكتشف عالم صحافة «الحوادث والجرائم» المتلفزة بالصدفة، هؤلاء الذين يقتنصون الفرص ويصوّرون لحسابهم الخاص الحوادث والحرائق والجرائم. ينجح كمبتدئ بتصوير حالات صادمة من القتل المريع وحز الأعناق، مخترقاً بثقة هذا العالم الليلي الخطير كـ «زاحف ليل» مثابر، وملاحقاً عويل «صفارات الإنذار» ومحطّات الشرطة المحلية ليحصل على «سبق تصويري»، محوّلًا صُوَر الضحايا إلى حفنة من الدولارات، ولا يخفي مساعدة المتقاعدة رينيه روسو له في بداية عمله، كما يساعده شاب مسكين عاطل عن العمل (بل باكستون)، عارضاً عليه أجراً بخساً لا يتجاوز الـ 35 دولاراً أميركياً في البداية. حتى في ذروة نجاحه في آخر الشريط يبخل عليه، مكتفياً بأجر لا يتجاوز الـ75 دولاراً، فيما يبيع شريطاً يتضمّن مقتل ثلاثة أشخاص (رجل وزوجته والخادمة) بـ 15000 دولار من صاحبة المحطة، محتفظاً بتفاصيل هروب المجرمين بسيارة دفع رباعي لكي يستغلها لاحقاً في المشاهد الأخيرة. ثم تتبّع بمهنية وبرود ذهاب المشتبه بهم إلى مطعم وجبات سريعة، واتصل بالشرطة، وانتظر بهدوء، معرّضاً زميله الشاب للخطر، وطالباً منه أن يرصد بدقة مجريات الأمور بعد دخول الشرطة إلى المطعم، ليصوّر حالات تبادل إطلاق النار المفاجئة وسقوط القتلى ـــ لا أدري لما تذكرت هنا آل باتشينو في «العرّاب» (1972) لفرنسيس فورد كوبولا، وهو ينتظر قلِقاً اللحظة الملائمة لإطلاق النار على التركي وضابط الشرطة المرتشي في مطعم إيطالي راقٍ ببروكلين ـــ ثم هروب أحد المشتبه بهم مُصاباً، وتعقّب المطاردة المثيرة مع سيارات الشرطة، وصولاً إلى تصوير هروب القاتل وتعرّض زميله لرصاصات قاتلة، وتابع مُصوّراً مشهد مقتل المجرم من قبل الشرطة، لكننا نكاد لا نفهم سبب استنكاف المجرم عن قتله في المشهد الأخير وقد حانت له الفرصة، ربما لسبب غامض مجازي (كأنه شعر بأنه يتماثل معه).

يدخل دان غيلّروي بهذا الفيلم الغريب والصادم حقل الإخراج بجرأة لافتة، مُقدّماً شريطاً سوداوياً، تكاد تشعر بأنك تشاهد فيلم جريمة فرنسياً من بصمات المخرجين الشهيرين بروسّون وميلفيل. فيلم يغوص في زوايا وأزقة الحوادث والإجرام في مدينة تشعّ بأضواء النيون ليلاً. وكما يفعل بطله الغريب، فهو ينجرف مُصوّراً كوميديا سوداء مرعبة بنمط إخراج وثائقي، حتى نكاد لا نميّز بين الضحايا والمجرمين ورجال الشرطة، وبكاميرات مزروعة ثابتة ومتحركة. تكاد أحياناً لا تصدق أنك تشاهد تمثيلاً، خصوصاً اللقطات الأخيرة التي تركّز على صُوَر الضحايا في المنزل الثري، أو طريقة تصوير مشاهد القتل داخل المطعم. كما أنه يستغل كلّ اللحظات السينمائية في سياق السيناريو بلا هدر، مستخدماً حيوية التصوير ومهارات القطع والمونتاج، ومستكشفاً خفايا الحوادث في الأزقة والزوايا القذرة، بعيداً عن أناقة الصُوَر السينمائية المنمّقة بالاستديوهات.

الشريط، كما يبدو، أقلّ اهتماماً بالبعد الاجتماعي، بقدر انغماسه بدراسة الشخصية التي تبدو «طموحة ومستبدة وسيكوباتية»، وتمثّل جنساً من الزواحف الآدمية التي تمثّل بحدّ ذاتها تهديداً لوجودنا الأخلاقي، وهي انتهازية ومقرفة وطريفة في آن واحد. لا يختلف السلوك هنا عن ممارسات البعض القاهرة بتصوير الحوادث والأشخاص بالموبايل، لوضعها على «فيسبوك»، وتسجيل سبق «فيسبوكي». كذلك، هو فيلم صادم بطريقة كشفه الجريئة والقاتمة لعالم ومخاطر الميديا والصحافة المتلفزة، واستغلالها مصائب الناس بطريقة استهلاكية تدل على «وضاعة» الفضول البشريّ وأنانيته.

بدا الممثل جاك غيلنهيل ذو الـ33 عاماً فقط كأنه يؤسّس شخصية شيطانية مستغلّة لا ترحم. بدا عنيداً ومخيفاً ومتفاعلاً بطريقة كلام وسلوك خاصين، وتحديق ميت وبارد في عيون جاحظة، لا يمكن كبح جماحها وجنونها وطموحها.

السفير اللبنانية في

14.02.2015

 
 

صور.."كيت بلانشيت" حافية القدمين فى عرض"سندريلا"

القاهرة – بوابة الوفد – ولاء جمال جـبـة

قررت الفنانة العالمية "كيت بلانشيت" خلع حذائها والسير حافية القدمين فى العرض الأول لفيلمها "Cinderella" أو "سندريلا" فى مهرجان برلين السينمائى الدولى.

ذكرت صحيفة "الديلى ميل" البريطانية أن"بلانشيت"، 45 عامًا ذات الأصول الاسترالية، قد فاجأت الجميع، أمس الجمعة، بخلعها الحذاء"الجيفنشى" الذى كانت ترتديه على السجادة الحمراء جنبًا إلى جنب مع زميلتها فى الفيلم"هيلينا بونهام كارتر" و"ليلى جيمس".

وقد اختارت "بلانشيت"، للدورة الـ65 لمهرجان برلين، ارتداء فستان طويل أظهر قوامها الرشيق، بالإضافة لتسريحة شعر بسيطة مع قليل من الأكسسوارات.

الوفد المصرية في

14.02.2015

 
 

المخرج المكسيكي اليخاندرو غونزاليس ايناريتو..

عين سينمائية تعاين ثقافات إنسانية متعددة

عمان - ناجح حسن

تتبوأ السينما المكسيكية مكانة لائقة من بين تلك السينمات العالمية التي وضعت بصمتها الخاصة على جماليات الفن السابع في اكثر من حقبة زمنية، حيث برزت كواحدة من تلك السينمات العالمية الشهيرة الآتية من أميركا اللاتينية ذات الموروث الثقافي المتنوع بتيّاراتها الفريدة المشبعة بأساليب السرد الفتان.

أثرت السينما المكسيكية الجديدة ممثلة بقاماتها البديعة الشاشة البيضاء بالعديد من الأسماء اللامعة من المخرجين المعاصرين من بينهم: أرتورو ريبستيان صاحب الاقتباس المدهش لرواية الاديب المصري الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ )بداية ونهاية) وهناك المخرج ألفونسو أراو، وماريا نافارو وألفونسو كوران، وصولا الى كارلوس كارييرا، وجيليرمو ديل تورو، واليخاندرو غونزاليس ايناريتو، والأخير ذاع صيته كمخرج شاب مجدد في السينما المعاصرة قادته مع نفر من اقرانه صوب هوليوود واوروبا محملين برؤى مبتكرة في طريقة ودلالات صنعة الفيلم السينمائي وخطابه الجمالي والفكري.

احاسيس ومشاعر

تنأى اشتغالات المخرج ايناريتو المولود بالمكسيك العام 1963 عن تتبع سردية الفيلم السائد في الأفلام الأميركية فهو لا يختار موضوعا واحدا بقدر ما يركز على تتبع احاسيس ومشاعر انسانية آتية من تلافيف مجموعة من الاحداث والقصص والحكايات المنفصلة والتي تبدو مألوفة و شائعة، قبل أن يصوغ منها رونقا جذابا من المتعة السمعية والبصرية في لغة درامية تشي بالكثير من الافكار البليغة.

براعة افلام ايناريتو انها تشتبك بسلاسة مع موضوعات مليئة بالهواجس والهموم والاحلام دون أن تكون منفصلة عن اسئلة الحياة اليومية في الفقر والمرض والموت بغية التواصل، وكل ذلك يسري دون افتعال أو استعراض بل في اتكاء على اساليب قوامه بساطة الأداء وعفويته المتناغمة مع مفردات وعناصر من اللغة السينمائية التي تنهض على دلالات وإشارات تتأسس على الموسيقى الدقيقة الاختيار وهي تلامس الوانا من لحظات البؤس والحزن والفشل وخيبات الشقاء الانساني.

قدم ايناريتو ابان بداياته الاولى في العمل السينمائي اكثر من فيلم قصير منها عمليه اللافتين: ( وراء المال) و(الجرس) وهما فيلمان بسيطان انجزهما في منتصف التسعينات من القرن الفائت بانت فيهما جماليات اسلوبية ذات نزعة إنسانية واعدة، الى ان جاءت فرصة التقاءه العام 1997 مع غيريمو ارياجا احد اشهر كتاب السيناريو في الفيلم المكسيكي المعاصر، ليشكل معه ثنائيا في التقاط موضوعات من تفاصيل الحياة العامة ليحيكا معا نصوصا للسينما تطوف في احداث ذاتية واجتماعية وسياسية جسام تنأى فيها ارجاء المعمورة.

في فيلم (شطط الحب) الذي حققه العام 2000 يجري التعامل مع ثلاث قصص منفصلة تلتقي جميعاً في حادث سيارة، تحتوي على أنماط من البشر، هناك شاب وزوج وقاتل بصحبةكلب، وممثلة اعلانات يتحركون في امكنة مختلفة قبل ان يجمعهم الفيلم معا على نحو غير منتظر، الامر الذي شكل علامة فارقة في مستقبل المخرج السينمائي، الذي قاده الى انجاز فيلم طويل بالشراكة مع مجموعة من مخرجي العالم عن اعتداءات الحادي عشر من ايلول 2001 على برجين في مدينة نيويورك، وحده اليخاندرو الذي ظل بجزئه القصير من العمل الاكثر التصاقاً بالحدث باسطا اياه بايحاءات رمزية بالغة التأثير تتعالى من جنباته اصوات الاستغاثة في الزفير الاخير بمصاحبة ضجيج هادر وكائنات بشرية تتهاوى من البرجين المشتعلين قبيل لحظات من انهيارهما.

عقب هذه المشاركة، جاء بفيلمه الروائي الطويل الثاني المعنون (21 غراما) العام 2003، ثم اتبعه بفيلم (بابل) 2006 وهو ما نسج منها مجتمعة ثلاثية سينمائية آسرة، جالت في المهرجانات والصالات العالمية معرّفة بنباهة صانعها وفطنته في القبض على اهم مشكلات انسان هذا العصر، عبر حكايات تبدو في الظاهر هامشية الا انها عميقة التأثير بليغة الدلالات.

احداث جسيمة

دارت احداث فيلم )بابل( الذي جرى تصويره في فضاءات لامكنة متعددة القارات، موزعة بالمكسيك واليابان والمغرب، يتحدث ابطاله في أكثر من لغة هي: العربية والاسبانية والانجليزية واليابانية، حيث يتمحور حول حدث بسيط تتفرع عنه احداث جسيمة عندما يستهل مشاهده بحادث عرضي يطلق خلاله فتى مغربي يعبث مع شقيقه لحظة رعيهم الغنم رصاصة من بندقية قديمة على حافلة سياحية كانت تمر بالصدفة امامهما تصاب فيه امرأة اميركية بصحبة زوجها ويقود هذا الحادث إلى سلسلة من التحقيقات والتفاعلات السياسية في ارجاء القارات الثلاث.

يتوارى وراء فيلم (21 جرام) جماليات الاداء المفعم بالصدق الذي يحفر في دواخل عشاق السينما وهو يعاين قضايا الندم والحسرة والحزن والانتقام، جرى تشييده على نحو جريء مزنر بنواحي فلسفية مثيره للجدل والغموض حول حقائق علمية عن وزن الكائن البشري وتساؤلات بليغة عن الروح والشوق الانساني.

في فيلمه التالي (بيتوفول) 2010 يقرر غونزاليس إيناريتو محكاة موضوعات تنحصر في شخصية محورية تتحرك في بلدة ساحلية صغيرة، لكن بامساك دقيق على توجهاته الجمالية التي تنهض على استكشاف طرق سردية جديدة، حول شخص يكتم مشاعره، عرف الرشوة والاستغلال لكنه لا يريد أن يفقد أمله بالحب في اطلالته الاخيرة على الحياة لكن الواقع يأبى الا ان يقوده في اكثر من اتجاه مختلف، والفيلم في النتيجة هو تجربة عن الصداقة والتعاون والالفة والحميمية والتعاطف بين اعراق البشر في زمن العولمة، حيث تتأكد فيه حرفية ايناريتو بوصفه صاحب خطاب مختلف شكلاً ومضمونا، فهو من الذين يلتقطون أعمالهم من ثنايا وتفاصيل الواقع اليومي المعاش، بمنأى عن القوالب أو الانماط الدارجة.

في فيلمه الاخير (بيرد مان) او الرجل الطائر كما في ترجمته العربية يدلف ايناريتو الى فضاءات السينما باحثا من خلال كواليس عمل مسرحي عن هموم ومتاعب ممثل هوليوودي شهير اصابه السأم جراء مفاهيم السينما الاستهلاكية وهو في لقاءه مع ممثل شاب يطمح الى تقديم فنونه الادائية الراقية من على خشبة مسرح، ويحفل العمل بتلك المواقف المليئة بالدعابة السوداء خلال بروفات المسرحية.

حلول اخراجية

تبدو في هذا العمل المرشح بقوة لجائزة الاوسكار لافضل مخرج، اساليب ادائية ممتعة الى جوار تلك الحلول الاخراجية الفريدة في ايهام المتلقي بان العمل كله أنجز بلقطة وحيدة بالكاميرا المحمولة على طريقة المخرج البريطاني الفريد هيتشكوك.

تعكس افلام ايناريتو مجتمعة الواقع المعاش لنماذج من الأفراد والجماعات قادتهم تحولات العالم المعاصر واشكالياته الى مصائر متباينة، طارحا على نحو جدلي مثير اسئلة الحياة والتمثيل والانعتاق والجنون والموت في خيال رحب مفرط بالتعلق في الانسان واشكاليات حراكه اليومي الشاق، هذا كله كرسّه كواحد من ابرز المخرجين المعاصرين على خريطة الفن السابع.

الرأي الأردنية في

15.02.2015

 
 

"قناص أميركي": كلينت ايستوود يناقض نفسه!

حسين عبد الحسين

يلتزم فيلم "قناص أميركي" السطحية نفسها في أفلام هوليوود التي تصور العرب. الصبي العراقي يلبس سروالا تحت الدشداشة على الطريقة الأفغانية، بينما الذكور العراقيين يلبسون اما الدشداشة او السروال. المتحدثون العراقيون في الفيلم يتحدثون إما بعربية بليدة ومرتبكة ومتقطعة، او بلهجات غير عراقية.

وكأفلام هوليوود الأخرى، لا يرى القيمون على هذه السينما، فوارق في الطبيعة العربية او في العمارة، فطبيعة الهضاب في العاصمة الأردنية عمّان، كانت واضحة في فيلم "هيرتلوكر"، الحائز أوسكارات، والذي يفترض ان احداثه كانت تجري في العراق حيث لا هضاب. اما في "قناص أميركي"، تفسد العمارة غير العراقية والزخرفة المغربية على بعض الجدران، المشهد العراقي المطلوب تقديمه.

فيلم "قناص أميركي"، للمخرج كلينت ايستوود، تعرض لانتقادات واسعة في الولايات المتحدة وصلت حد اتهامه بالعنصرية و"معاداة المسلمين". لكن الفيلم، الذي يلعب دور البطولة فيه الممثل برادلي كوبر، ويصور حياة قناص البحرية الأميركية كريس كايل، يظهر فهماً حول العراق والعراقيين يتميز عما سبقه من اعمال. فعلى الرغم من البطولة الأسطورية التي أراد ايستوود سبغها على كايل، الا ان المشهد الأخير للبطل المذكور في العراق يصوره وهو ينفذ بروحه من هناك، اذ يفر راكضاً بعدما حاصر مقاتلون عراقيون البيت الذي كان يتمركز فيه كايل وصحبه. وفي اثناء ركضه، أسقط كايل الانجيل الذي كان يحمله، وأسقط العلم الأميركي، وترك بعض أسلحته وراءه، وفي المشهد رمزية أن البطولة الأميركية المطلوب تصويرها انتهت بخروج أميركي مذل.

كذلك يحرص ايستوود، وهو من أبرز اليمينيين المحافظين في الحزب الجمهوري، على عدم شمل العراقيين جميعهم بصورة الإرهابيين، اذ يقدم المقاتلين على انهم في غالبهم من غير العراقيين، ويقدم السكان بمظهر المتعاونين مع القوات الأميركية، على الرغم من الفظاعات التي يلقونها من المقاتلين بسبب تعاونهم هذا.

على الرغم من ذلك، تعرض الفيلم لانتقادات واسعة، خصوصا من اليساريين الليبراليين الاميركيين والعرب الاميركيين، يبدو ان سببها استمرار الانقسام حول حرب العراق نفسها، وحول سببها وحول محاولة كتابة تاريخها.

والفيلم نفسه هو خليط لشعارات اليمين الأميركي. إذ يُفترض أن كايل بهجمات "القاعدة" ضد سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام، ولاحقاً بهجمات 11 أيلول، وهو ما اعتبره النقاد من الليبراليين ربطاً غير مقبول للهجمات بحرب العراق. وفي الحوار، يردد كايل بعض الشعارات اليمينية، مثل قوله انه يقاتل من اجل "الله والوطن والعائلة". وغالبا ما يتحدث كايل عن العراقيين بوصفهم "متوحشين".

في الوقت نفسه، يحاول ايستوود تصوير كايل على انه مسيحي مؤمن، يحمل معه الانجيل في المعارك، وله وشم على ذراعه هو صليب أحمر على طراز "الصليبيين". ويجهد الفيلم لإسباغ صفة البساطة على البطل الأميركي، ويصوره على انه رجل عائلة مخلص لزوجه ومحب لها ولأولادهما، وفاعل خير، خصوصاً في محاولاته مساعدة العسكريين السابقين ممن تعرضوا لإصابات بالغة ومزمنة.

لكن محاولات ايستوود جاءت مرتبكة ومتعثرة، ففي تصويره كايل على انه شخصية عنفية على طراز "الكاوبوي"، ناقض ايستوود فكرة الوطنية التي يفترض انها دفعت كايل للالتحاق بالبحرية. فكايل شخصية عنفية لأن والده كان يهدده "بالحزام"، ويحثه على "تصفية" أي ولد في المدرسة يعتدي عليه أو على أخيه. وفي مشهد لاحق، نرى كايل يعتدي على أخيه بسبب تباين في الرأي بينهما. ويصور الفيلم ان كايل، الذي كان يعمل مروض احصنة "روديو" محترف، سقط عن حصانه مرة وأصيب بشكل منعه من الاستمرار بعمله، ما دفعه الى الحياة العسكرية.

هكذا، بسبب اصابته وعنفه – لا بالضرورة بسبب وطنيته وحبه لأميركا – التحق كايل بالبحرية وأصبح من قناصيها الذين قتلوا أكبر عدد من "الآخرين"، الذين يقدرهم الفيلم بأكثر من 160 شخصا. حتى في محاولة تلبيس كايل هذه البطولة، تناقض لمبدأ إرساله الى الجبهة لحماية رفاق السلاح، بقتله أي خطر يراه القناص كايل من بعيد، فالولايات المتحدة كان يمكنها إيقاع مئات الضحايا العراقيين بغارة واحدة، لكن سبب اللجوء الى القناصين – اثناء مطاردة الوحدات الأميركية لمقاتلي القاعدة – كان بهدف تقليص عدد الضحايا من غير المقاتلين.

ويختم ايستوود تناقضاته بأكبرها، اذ هو يصر على تصوير كايل محباً للسلاح الفردي. واقتناء السلاح الفردي موضوع يقسم الاميركيين الى يمينيين مؤيدين ويساريين معارضين. ويصور الفيلم كايل وهو يتشاقى وزوجته بتهديدها بمسدس. بعد ذلك، ينتهي الفيلم بسطور تروي لنا انه بينما كان كايل يحاول ان يساعد عسكري سابق، قتله الأخير. لا يقدم ايستوود تفاصيل حول مقتل كايل، بل يعرض صوراً حقيقية من مشهد جنازته التي حضرتها جماهير غفيرة.

على ان المفارقة تكمن في أن هذا البطل الأميركي، الذي كان يؤيد مبدأ اقتناء الأميركيين للسلاح الفردي من دون رخص حكومية، خسر حياته عندما أطلق النار عليه، وعلى صديقه، عسكري سابق يعاني اضطرابات عقلية، فيما كان الثلاثة يلهون في مركز للرماية الترفيهية.

بعد الفيلم، أطلت حفنة من الاميركيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتقول انها شاهدته وشعرت برغبة في قتل مسلمين وعرب. وتلقف بعض الصحافيين العرب الاميركيين هذه الرسائل وأعادوا نشرها للدلالة على عنصرية الفيلم. لكن البطل كايل كان قد خرج من العراق سالماً معافى، وهو لم يمت بسبب الحرب في بلاد العرب والمسلمين، بل بسبب انفلات السلاح الفردي في الولايات المتحدة، ما يعني ان العبرة من الفيلم هو ضرورة تنظيم السلاح، وهو أمر يعارضه ايستوود والجمهوريون واليمين ولوبي صناعة السلاح من خلفهم.

فيلم "قناص أميركي" يظهر براعة هوليوود في الإنتاج وسطحيتها في المضمون. اما الخلاف الذي تسبب به الفيلم المليء بالتناقضات، فهو خلاف لسبب ما "في نفس يعقوب"، ولا يمت بكثير صِلة، الى سطحية الفيلم ومحاولته تقديم اليمين المسيحي الأميركي بصورة وطنية وبطولية.

المدن الإلكترونية في

15.02.2015

 
 

روّج لثقافة الكراهية

بالصور: هل حرّض فيلم "القناص الأمريكي" على قتل المسلمين الثلاثة؟

24 - ميسون خالد

على خلفية حادثة قتل المسلمين الأمريكيين الثلاثة خارج الحرم الجامعي في تشابل هيل بولاية كارولينا الشمالية، ضياء شادي بركات، ويسر أبو صالحة وشقيقتها رزان، الثلاثاء الماضي، رأى العديد من المغردين الأمريكيين وجود صلة بين الحادثة وفيلم برادلي كوبر الجديد "القناص الأمريكي"، والذي يخلد ما يعتبره إنجازات الجندي الأمريكي كريس كايل، الذي سجلت 160 عملية قنص باسمه، ما يجعله القناص ذا السجل الأكبر في تاريخ العسكرية الأمريكية.

كانت 150 منظمة حقوقية أمريكية طالبت وزير العدل إريك هولدر بفتح تحقيق فيدرالي بخصوص هذه الجريمة واعتبارها جريمة كراهية وكانت 150 منظمة حقوقية أمريكية طالبت وزير العدل إريك هولدر بفتح تحقيق فيدرالي بخصوص هذه الجريمة، واعتبارها جريمة كراهية، وليست مجرد خلاف حول موقف سيارات كما أثير في كثير من وسائل الإعلام.

وفي الرسالة التي وجهتها هذه المنظمات لهودلر، أشارت إلى أن فيلم "القناص الأمريكي" أحد الأسباب التي أججت العنصرية ضد المسلمين أخيراً في الولايات المتحدة، ويبدو أن الكثيرين يتشاركون في هذا الرأي مع منظمات المجتمع المدني، إذ كتبت فرانسوا سيرا موجهة حديثها للممثل برادلي كوبر: "هل يا ترى تريد إهداء جائزة الأوسكار تلك عن فيلم "القناص الأمريكي" للمسلمين الأبرياء الذين لقوا حتفهم مع صعود هراء الدعاية التي روجت لها؟"

وتساءل طارق نشيد: "هل يستغرب أحدكم من أن هجوم تشابل هيل جاء سريعاً في ظل الأجواء المناهضة للمسلمين التي شكلها فيلم القناص الأمريكي؟"

وتهكم إريك جايمس غيكينغ قائلاً: "هل يشك أحدكم ولو للحظة في أن المجرم الذي نفذ هجمات تشابل هيل شاهد فيلم القناص الأمريكي الشهر الماضي؟"

ولم تأتِ هذه التغريدات من فراغ، فقد سبقتها أخرى لأمريكيين عبروا عن إعجابهم بالفلم، مؤكدين أنه جعل نظرتهم أكثر كرهاً للعرب والمسلمين.

من ذلك ما كتبه ريل ديل قائلاً: "من الجيد أن ترى فيلماً يصور العرب على حقيقتهم، حثالة هائمة تسعى لتدميرنا"، فيما أكد بيس فيلون أن "القناص الأمريكي جعلني أقدر جنودنا بشكل أكبر 100 مرة، وأكره المسلمين مليون مرة أكثر".

وقال ريغان بروك: "أوشكت على البكاء في نهاية فلم القناص الأمريكي، والآن أريد قتل بعض مرتدي العمامات!"، فيما كتب ديز هارمون: "فيلم القناص الأمريكي يجعلني أريد الذهاب لإطلاق النار على بعض العرب القذرين!".

وكتب حنيف ويليامز: "هذا مشهد من فلم القناص الأمريكي، لكن هذه ليست سينما، بل تحريض على الكراهية".

وذكر نيل كلوني: "أكثر ما يخيفني في جريمة تشابل هيل هي أنها جاءت في أعقاب فيلم "القناص الأمريكي" مباشرة، إن الكراهية سامة ومعدية".

موقع "24" الإماراتي في

15.02.2015

 
 

إيجيوفور وجنيفر لوبيز وإدى مورفى ينضمون لقائمة مقدمى جوائز الأوسكار

كتبت شيماء عبد المنعم

أصدر القائمون على حفل توزيع جوائز الأوسكار قائمة جديدة بالنجوم، التى تشارك فى تقديم الجوائز للفائزين فى الحفل، وشملت هذه القائمة النجوم شيواتال إيجيوفور، كريس إيفانز، داكوتا جونسون، جنيفر لوبيز، كلوى جرايس موريتز، إدى ميرفى ومارجوت روبى، بن أفليك، جيسيكا شاستاين، فيولا ديفيس وكيفن هارت، شيرلى ماكلين، كريس باين، مايلز تيلر وناعومى واتس، وجيسون بيتمان، إدريس إلبا، أنسيل إلجورت، نيكول كيدمان، ليام نيسون، جوينيث بالترو وتشانينج تاتوم. ومن المقرر أن يشارك بتقديم الجوائز أيضا النجوم جنيفر أنيستون، وسيينا ميلر، وديفيد أويلو، وكريس برات، وجون ترافولتا وكيرى واشنطن، وجينفير هدسون، وآنا كيندريك، وجوش هوتشرسن، وسكارليت جوهانسون، وزوى سالدانا، واوكتافيا سبنس. والنجوم الفائزون بالأوسكار العام الماضى كيت بلانشت، وجاريد ليتو، وماثيو ماكونهى ولوبيتا نيونج، ويشارك عدد من المرشحين للجائزة هذا العام فى تقديم الجوائز فى الحفل، ومن بينهم النجمة ماريون كوتيار، والنجمة ريز ويذرسبون والمرشحتان لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وغير ذلك تشارك النجمتان ميريل ستريب وأوبرا وينفرى فى تقديم الجوائز. يذكر أن النجمة العالمية ليدى جاجا ستقدم عرضا غنائيا راقصا لأول مرة خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار

"Birdman" يفوز بجائزة CAS عن فئة أفضل فيلم

كتبت شيماء عبد المنعم

أقيم أمس حفل توزيع جوائز Cinema Audio Society أو "CAS Awards"، وذلك بلوس أنجلوس وحصل فيلم Birdman، على جائزة أفضل فيلم، وهو مرشح بقوة لنيل لجائزة الأوسكار، والفيلم بطولة مايكل كياتون وإدوراد نورتون وناعومى واتس وإيمى رايان وميريت ويفر، الفيلم من تأليف وإخراج أليجاندرو جونزاليز إيناريتو. الفيلم كوميديا سوداء، حيث يجسد مايكل كيتون دور نجم هوليوودى كان مشهورا منذ عقود بتجسيده شخصية رجل خارق، يحاول الآن استعادة مجده من خلال مسرحية هو بطلها. وفاز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة Big Hero 6 وتدور أحداث الفيلم فى إطار أكشن كوميدى حول مجموعة من الأصدقاء يسعون لتشكيل فرقة من أبطال تكنولوجيا، وهو من بطولة رايان بوتر وسكوت أدسيت وجيمى شانج وألين توديك، مدة عرض الفيلم 102 دقيقة. وفاز بجائزة أفضل فيلم تلفزيونى Sherlock: His Last Vow، وهو بطولة بنديكت كومبرباتش، ومارتن فريمان، أونا ستابس، أما جائزة أفضال مسلسل تلفزيونى "مدته ساعة" فكانت من نصيب Game of Thrones: The Children والمسلسل من بطولة بيتر دنكليج، نيكولاج كوستير، لينا هيدى، وعن جائزة أفضل مسلسل تلفزيونى "مدته ساعة ونصف" فكانت من نصيب Modern Family: Australia والذى يقوم ببطولته إد أونيل، وصوفيا فيرجارا، جولى بوين

"The Grand Budapest Hotel" يفوز بجائزة نقابة الكتاب الأمريكية

كتبت شيماء عبد المنعم

أقيم أمس حفل توزيع جوائز نقابة الكتاب الأمريكية Writers Guild Awards، وفاز بجائزة أفضل نص أصلى الكاتب والمخرج ويس أندرسون عن فيلمه "The Grand Budapest Hotel"، ونال جائزة أفضل نص مقتبس جراهام مور عن فيلم The Imitation Game، أما جائزة أفضل سيناريو وثائقى فاز بها براين كانبينبرجر عن سيناريو فيلم The Internet’s Own Boy، وفاز بجائزة أفضل دراما وجائزة أفضل مسلسلة جديد True Detective، وعن جائزة أفضل سيناريو كوميدى فكانت لفيلم Louie . ونال جائزة أفضل سيناريو طويل أصلى Deliverance Creek، أما جائزة أفضل سيناريو طويل مقتبس كانت من نصيب Olive Kitteridge، وعن جائزة أفضل سيناريو مسلسل رسوم متحركة فكانت من نصيب Brick Like Me، وعن جائزة أفضل حلقة درامية فذهبت لThe Last Call. وعن جائزة أفضل حلقة كوميدية فكانت ل So Did the Fat Lady، أما جائزة أفضل برنامج منوعات فكانت من نصيب Last Week Tonight with John Oliver . 

اليوم السابع المصرية في

15.02.2015

 
 

جوليان مور لمجلة "برادا": أتمنى نيل الأوسكار هذا العام

كتبت رانيا علوى

أكدت نجمة الأوسكار العالمية جوليان مور (54 سنة) لمجلة "برادا" أنها تأمل فى نيل جائزة الأوسكار هذا العام عن دورها فى "Still Alice"، حيث أعلنت أن فوزها بالجائزة بمثابة انتصار كبير لها خصوصا وأنها عشقت دورها بالعمل وبذلت مجهودا كبيرا به. بينما أكدت مور أنها تشعر بالفخر كونها حصدت عددا من الجوائز عن هذا الدور من أهمها "الجولدن جلوب" و"البافتا" وجائزة "Alliance of Women Film Journalists" و"Broadcast Film Critics Association" وغيرها. "Still Alice" من إخراج ريتشارد جلاتسور ووش ويستمورلاند، ومن بطولة جوليان مور وكريستين ستيوارت وكاتى بوثورث، وتلعب جوليان مور فى فيلم Still Alice دور أليس هولاند، التى أصيبت بمرض الزهايمر، وهى أستاذة علم النفس بجامعة هارفرد، ذات شخصية قوية ومستقلة، ولكنها تبدأ من معاناة نسيان بعض الأحداث فى حياتها، شيئاً فشيئا، يتفاقم هذا الأمر فتذهب للاطمئنان على حالتها

فيلم "ايميتيشن جيم" المرشح للأوسكار يثير من جديد قضية المثليين

(رويترز)

مع اقتراب قصة عالم رياضيات بريطانى لم ينل حظه من الشهرة من الفوز بجائزة الأوسكار يبدو أن فيلم (ذا ايميتيشن جيم) أصبح يمثل رسالة أخرى فى الدفاع عن حقوق المثليين. ويروى الفيلم المرشح لثمانى جوائز أوسكار فى 22 فبراير قصة عالم الرياضيات آلان تورنج الذى عمل مع جماعة سرية حكومية أثناء الحرب العالمية الثانية على فك شفرة النازى الألمانى أثناء الحرب العالمية الثانية وانقاذ أرواح لا حصر لها. ولم ينل تورنج -الذى جسد دوره الممثل بنديكت كامبرباتش- تقديرا عن عمله بل وجهت إليه اتهامات بأنه من المثليين وكانت تمثل فى حينها جريمة عام 1952 وتوفى وهو محطم فى 1954. وأصدرت اليزابيث ملكة بريطانيا فى 2013 عفوا عنه بعد وفاته. وشجع الفيلم منظمة (هيومان رايتس كامبين) التى تدعو لحقوق مساوية للمثليين على تقديم التماس بالعفو عن نحو 49 ألف رجل من المثليين واجهوا اتهامات قانونية وفق قانون بريطانى الغى فى 2003. ووقع على الالتماس أكثر من 330 ألفا من بينهم كامبرباتش وكيرا نايتلى -التى تؤدى دور عالمة الرياضيات جوان كلارك- وكذلك رؤساء تنفيذيون بارزون من بينهم اريك شميت رئيس جوجل وماريسا ماير رئيسة ياهو. وقال جراهام مورى المرشح لجائزة أوسكار أفضل سيناريو عن فيلم (ذا ايميتيشن جيم) إن "المعالجة التاريخية لقصة آلان كانت غير منصفة." وأضاف "كنا نتمنى دائما خلق حوار بشأن هذه الأمور التى تعالج الرجال المثليين فى المجتمع.. بشأن الاضطهاد التاريخى الذى وقع عليهم." ويقول موقع بوكس اوفيس دوت كوم إن الفيلم الذى بلغت ميزانيته 33 مليون دولار حقق أكثر من 155 مليون دولار بأنحاء العالم منذ بداية عرضه فى نوفمبر الماضى

اليوم السابع المصرية في

16.02.2015

 
 

«جايسون ستاثام» مقاتل جيد في فيلم فارغ المحتوى ليس فيه غيره...

(Big Eyes)  شريط متين جاذب لـ تيم بورتون ودور بديع لـ «والتز»

خطف مهنة زوجته وإشتهر بها.. وعندما طُلب منه الرسم في المحكمة يسقط...

بقلم محمد حجازي

ستة أيام وتعلن أسماء وعناوين الفائزين بالأوسكار.

أيام قليلة، ويطوى هذا الصخب حول الأفلام العشرة البارزة، التي تعرضها شاشاتنا على عادة شركات التوزيع في تأمين عرض كل الأفلام المتبارية قبل ظهور النتائج والتمديد للشريط الفائز، وباقي الأشرطة التي شارك في صناعتها فنانون أمام وخلف الكاميرا.

{ (Big Eyes):

صوّر هذا الفيلم في كندا (فانكوفر، كولومبيا البريطانية) في 106 دقائق، بميزانية 10 ملايين دولار، ليجني بين 2 و23 كانون الثاني/ يناير المنصرم ما مجموعه (14.006.331)، والأهم هنا دخول المخرج الفانتازي تيم بورتون على خط لم يعرف له أبداً، إستناداً إلى نص لـ سكوت ألكسندر ولاري كارازوسكي، والنتيجة شريط جميل متقن وجذاب.

«الكاستنغ» رائع تولّى إختبار فريق مؤلف من: نيكول آبيلليرا، هايك براند ستاثر، كورين مايرز، جيف ماكارثي، ويكفي الإستفادة من الممثلين الرئيسيين: كريستوف والتز (في دور والتر كين) وآمي أدامس (مارغريت كين) في دور زوجين يعيشان وضعاً متواضعاً، لكن والتر وجد في موهبة زوجته في الرسم إمكانية لجني المال، وإذا به يضع عدّة لوحات في أحد المقاهي، ويحظى ببعض الإهتمام، وإذا بأحد نقاد الفن التشكيلي يأخذ والتر جانباً ويبلغه أنه سيكتب عن قيمة هذه اللوحات مما سيرفع سعرها فوراً.

فجأة ينشر المقال، وتندفع الشخصيات والإعلاميون لشراء اللوحات التي تتميّز برسم وجه لفتاة صغيرة تكبر تباعاً وفي عينيها معانٍ عديدة واسعة جداً، وإذا بالأوضاع المادية تتحسّن سريعاً، ويقبض «والتر» مبلغاً كبيراً من أحد الأثرياء. لكن الزوج لم ينتبه وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام أن زوجته مارغريت تستمع إلى ما يقوله، لقد تحدث هو عن طريقته في الرسم، وكيف يسهر الليالي على لوحاته، فيما هي تعرف لأول مرّة أن زوجها لا يقول إنها هي من يرسم، بل ها هو يدَّعي بأنه صاحب إبداع كل هذه اللوحات أمامنا.

جنّ جنونها، وتلاسنت مع والتر، وهو حاول أن يهدّئها بإيهامها أنه يريدها أن تبتعد عن هذه الأجواء لكي ترسم وتبدع وتظل حياتهما تصعد، ويجنون المال ويتحوّلون إلى عائلة ميسورة.
لم يعجبها كثيراً هذا التبرير، وباتت مع إبنتها تخافان من الوالد الذي لم يترك طريقة إلا وإعتمدها لكي يبرز كفنان وهو ليس فناناً، مما جعل مارغريت تترك المنزل وتسافر إلى جزر هاواي حيث تعيش مع إبنتها. وتقرر في لحظة مفاجئة أن تعلن وتفصح عن الحقيقة، قالت إنها هي من ترسم، وهي صاحبة الإبداع ورفعت دعوى ضد والتر، وإلتقيا في المحكمة حيث نفى كل تهمة موجهة إليه واعتبر أن زوجته تكذب فهو الفنان الملهم وهي تحسده.

عندها طلب القاضي (جيمس سايتو) إحضار منصتي رسم لكي يرسم كل منهما عليها ما يثبت أنه فنان. رسمت مارغريت سريعاً، ولم يتمكن والتر من وضع أي خط إطلاقاً على اللوحة. عندها ربحت الدعوى على زوجها واستعادت حقها وإسمها أمام النّاس.

أدار التصوير برونو ديليونيل، وصاغ الموسيقى داني إيلفمان. ونولى المونتاج جي. سي. بوند، أما فريقا المؤثرات الخاصة والمشهدية فأدارهما كل من جون ماكوسبي، وآندرو ج. كوكس، وشارك في التمثيل: كريستن ريتر، جايسون شوارتزمان، داني هيوستن، تيرانس ستامب، جون بوليتو، أليزابيتا فانتون.

اللواء اللبنانية في

16.02.2015

 
 

“The Immigrant”..

تفكيك الحلم الأمريكي

محمد صبحي – التقرير

مخرج هذا الفيلم، جيمس جراي James Gray، يبدو شاذًا على المشهد الهوليوودي المعاصر، فخلال مشواره الإخراجي الذي شهد خمسة أفلام، دأب عبرها على تأكيد حساسيته الخاصة والتي تتجاوز التأثير اللحظي وتحتوي الفيلم بعاطفة صادقة وميزانسين mise-en-scene خالٍ من الهفوات. في الثالثة والعشرين من عمره يتخرّج من برنامج الأفلام التابع لجامعة كاليفورنيا الشمالية USC: مخرج من الجيل الثاني للمهاجرين الروس اليهود، قادم من الأحياء البعيدة لنيويورك.

أول أفلامه Little Odessa، كان في عام 1994، وتدور أحداثه في المجتمع الروسي ببروكلين. قام ببطولته تيم روث Tim Roth وإدوار فورلونج Edward Furlong، ولسوء حظّه تزامن ظهوره مع فيلم آخر لتيم روث، ولم يكن ذلك الفيلم سوى Pulp Fiction الذي تصدّر الصورة تمامًا.

 Little Odessa، فيلم جريمة بمسدسات وعصابات، ولكن بدون الثرثرة اللفظية والألعاب الكلامية التي احتشد بها فيلم تارانتينو Tarantino. بدايته السينمائية كانت متقشفة بدون بهرجة، ولسنا بحاجة للقول بأنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر. يمكن التحسّر على الزمن الذي ظهر فيه جراي، حيث يبدو وكأنه ليس هناك وقت أسوأ مما ظهر فيه على الساحة السينمائية. إذا كان ثمة سَكّ افتراضي للقبول في التيار الرئيس mainstream للسينما الأمريكية فسيكون للسخرية الباردة، في حين أن أفلامه جادة دون خجل. الموضوع الحاضر فيها جميعًا هو “استحالة الهروب من العائلة”.

 في Little Odessa، تيم روث قاتل يعود لأرضه القديمة وأسرته التي اغترب عنها في الجحيم. في The Yards، من بطولة يواكيم فينيكس Joaquin Phoenix (والذي عمل معه المخرج في كل أفلامه التالية) ومارك والبرج Mark Wahlberg حياة الأخوين تتدمّر حين يرتكب أحدهما جريمة قتل، ويحاول إلصاق التهمة بالآخر. في We Own the Night، يعود الثنائي في دور أخوين يسعيان للانتقام لمقتل أبيهم، قائد الشرطة، على يد العصابات الروسية.

آخر فيلمين لجراي شكّلا خروجًا نسبيًا على تيمة العائلة: Two Lovers، كان معالجة فضفاضة لاحدى قصص دوستويفسكي بدون أي من عناصر النوع genre التي طبعت أعماله الأولى، فينيكس، مرة أخرى، لعب دور رجل ثلاثيني، هشّ، يعيش مع والديه ويحاول التكيّف مع زوجة مفترضة اختارها له والداه (ابنة مالك منافس لإحدى مغاسل الدراي كلين). فيلمه الأخير The Immigrant، من بطولة ماريون كوتيار Marion Cotillard في دور مهاجرة بولندية تصل نيويورك على غير هدى ومستعدة للتضحية بنفسها لإنقاذ شقيقتها.

الإخفاق التجاري والإهمال النقدي لجراي في بلده، يضعان علامة استفهام كبيرة. أفلامه الثلاثة الأولى كانت أفلام جريمة من نوعية نادرة، أيضًا مليئة بضباط الشرطة والعصابات، وضمت أسماء نجوم كشارليز ثيرون Charlize Theron وإيفا مينديز Eva Mendes. ولكن، وحدهم الفرنسيون، كعادتهم، انتبهوا إلى المخرج وأولوه الاهتمام اللازم. أربعة من أفلام جراي الخمسة عرضت في مهرجان كان السينمائي، يبدو نجمًا هناك في مقابل إهماله من قبل المتابعين الكاجوال casual cinephiles من الناطقين بالإنجليزية، هؤلاء الذين ينتظرون الفيلم الجديد لويس أندرسون Wes Anderson. ملاحظة تلخّص الكثير. في حوار إذاعي جرى العام الماضي، تحدث جراي عن الطريقة التي جعلت أندرسون، وهو صديق له بالمناسبة، علامة تجارية للنجاح السينمائي من خلال “إصراره على أسلوبه السينمائي وتعويد المشاهد عليه”.

ولكن أندرسون، في نهاية المطاف، متعهّد الـ deadpan affect، مسلّ ومطمئن. في حين أن عالم جراي مفتوح على المآساة، وقدرة شخصياته على التحكم بمصيرها تكون واهية في أفضل الأحوال، وهذه فكرة غير شعبية في أمريكا التي يسعى غالبية جمهورها لأفلام تمنحه شعورًا جيدًا Feel-good films، وحيث الرابحون والخاسرون losers هي ثنائية يُنظر للحياة (والأفلام كذلك) من خلالها.

أفلام جراي ليست متعالية على الحراك الاجتماعي. هو واحد من القلة النادرة من السينمائيين الأمريكيين المهتمة بالطبقة الاجتماعية، والطريقة التي تؤثر بها في رسم حياة الجميع عدا أولئك الأكثر حظًا وموهبة. هذا الاهتمام لم يكن بصورة أوضح مما هو في The Immigrant الذي يبدو من نواحٍ كثيرة كتفكيك للحلم الأمريكي: إيفا (ماريون كوتيارMarion Cotillard بأداء رائع كعادتها) تهاجر مع شقيقتها ماجدة (Angela Sarafyan) إلى نيويورك في عام 1921 لإقامة حياة جديدة. فور وصولهما، يتم احتجازماجدة، المصابة بالسلّ، في الحجر الصحي. حائمًا حول منطقة الوصول، برونو القوّاد (قام بدوره يواكيم فينيكس Joaquin Phoenix) يستخدم ماله لرشوة حارس، وحيله ليأخذ إيفا إلى منطقته.

لاحقًا، يدلي برونو بجزرته إلى إيفا البريئة: إذا واظبت على عملها في البغاء، فسوف تقتسم المكسب مع برونو وتكون بذلك قادرة على شراء وسيلة لإخراج شقيقتها من الحجر الصحي على جزيرة إليس.

يرى الكثيرون جراي كمخرج من السبعينيات، خارج عن الزمن، ويظهر ذلك جليًا في The Immigrant. من الصعب رؤية أي من المشاهد على جزيرة إليس بدون التفكير في الجزء الثاني من The Godfather، والشحوب الخريفي الذي يستدعي كوبولا Coppola ومدير تصويره جوردون ويليس Gordon Willis، وهناك تناصات في قصة الفيلم مع LaStrada لفيلليني Fellini. ولكن مراجع جراي ليست كلها سينمائية.

في حوار مع جوردان منزر Jordan Mintzer، أشار جراي إلى المؤثرين عليه: إدوارد هوبر Edward Hopper، ماكس بكمان Max Beckmann، هيتشكوك (استخدمه لتصميم الصوت خصوصًا)، فيسكونتي Visconti (والذي يظهر تأثير فيلمه Rocco and his Brothers في أكثر من فيلم من أفلام جراي الأولى).

 ثم هناك فوق كل هؤلاء شكسبير Shakespeare. يتحدّت جراي في الحوار عن مشاهدته لعرض في السنترال بارك Central Park  لمسرحية Measure for Measure وفيها يُحكم على رجل بالإعدام، فتتوسّل أخته، الراهبة، إلى القاضي للتراجع عن قراره. القاضي يوافق بشرط أن تنام معه، أو كما يقول جراي: “السؤال هو: هل تدمّر نفسها أمام الله، أم تُبقي على طهارتها ويموت أخوها؟ إنها معضلة لا تُصدّق”. لا تُصدّق فعلًا تلك التراجيديا الشكسبيرية التي أتى بها جراي إلى The Immigrant مُغيّرًا فقط من جنس الأخ السجين.

ووفيًا للشكل، قدّم رؤية قائمة وإنسانية أيضًا لمهاجرة تتنازل عن نفسها في سبيل إنقاذ شقيقتها، والرجل الذي يجبرها على القيام بذلك ليس شيطانًا في النهاية. نسخة جراي ليست عن إيفا التي تصارع في سبيل ألا تتنازل عن نفسها، ولكن عن صراعها مع الآثار اللاحقة لقرارها بالتنازل.

الفيلم يحتوي على لقطات تعرض الأشياء مع اتساع المسافة إليها. أولها تمثال الحرية، كما نراه من قارب في المحيط. إنها كناية تقليدية ولكنها هنا قوية في الإشارة إلى الحلم الأمريكي الذي يبتعد عن المتناول. ولكن، على مستوى أكثر شاعرية فهي تتوافق مع الجو الضبابي والشبحي للفيلم الذي يستوحي بشكل متساوٍ ذكريات جدي المخرج، المهاجرين البولنديين، وأوبرا Il Trittico لبوتشيني. فيلم يمضي في قصته بطريقة زمنية خطية للأمام ولا ينفك يعطي الشعور بأثير الذاكرة. تلك التأثيرات المتباينة -استعادات شخصية ملتحمة بالدراما المسرحية- ساهمت في إعطاء الخصوصية لتلك الميلودراما التي ابتعد فيها جراي عن حشدها بالكثير من اللحظات الكبرى Big Moments مثلما هو الحال في تلك النوعية من الأفلام، وبدلًا من ذلك استعان بمدير التصوير الرائع داريوش خونجي Darius Khondji ليصوّر بطبقات ناعمة ومصقولة من البني الداكن Sepia ورطة إيفا في أمريكا، وذلك بهدوء تام وكآبة لا تخطئها العين.

مع اعتقادي بأن The Immigrnt تفكيك للحلم الأمريكي، فهو ليس هدمًا بالمطلق لتلك الفكرة. في نهاية الفيلم، برونو الذي وقع في غرام إيفا، يصل بها إلى جزيرة إليس حيث يقدّم له أحد الحرّاس الخدمة الأخيرة ويطلق سراح ماجدة. في انعكاس مختلف لمشهد الفيلم الافتتاحي. اللقطة الأخيرة غامضة بشكل مقصود، مثل كل اللقطات الأخيرة في أفلام جراي، ولكن بالنسبة لي تبدو متفائلة إن لم تكن حلوة ومرة bittersweet: إحدى الشخصيات تملك فرصة لبدء حياة جديدة، وحياة أخرى توشك على الانتهاء، او كما تقول إيفا: “الشخص الذي جعلني أعاني، يعاني الآن من أجلي. تعلّمت التسامح”.

الفيلم: The Immigrant

إخراج: James Gray

إنتاج: 2013

صفحة الفيلم على IMDB

التقرير الإلكترونية في

16.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)