كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

عن ذلك القناص الأميركي

العرب/ أمير العمري*

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

رغم كل ما جاء في اعترافات كريس كايل نفسه من تجاوزات يندى لها الجبين، وما يستخدمه في الكتاب الذي يروي فيه مذكراته، من أوصاف عنصرية بشعة.

كانت “العرب” أول صحيفة تنشر مقالا نقديا تحليليا عن فيلم “القناص الأميركي” المرشح لعدد كبير من جوائز الأوسكار. وسرعان ما أصبح الفيلم بعد بدء عروضه الأميركية، ظاهرة سياسية واجتماعية، فقد أقبل الأميركيون على عروضه بكثافة، ما جعله يحقق أكثر من 105 مليون دولار في أربعة أيام فقط، وهو رقم قياسي بالتأكيد.

ثم اختير باعتباره الفيلم الذي يستحق الحصول على جائزة أفضل فيلم في مسابقة الأوسكار، في استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز وشركة إيبسوس لأبحاث السوق بخصوص جوائز الأوسكار، وهذا في حالة استطلاع آراء الجمهور العادي، وليس أعضاء الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون السينما التي تمنح جوائز الأوسكار.

هذا “الهوس” بفيلم يخلع البطولة على أكبر “قاتل محترف” في التاريخ الأميركي الحديث، هو كريس كايل، الذي قتل أكثر من 160 عراقيا بالقنص، لحساب القوات الأميركية، منهم عدد كبير من النساء والأطفال، من المؤكد أنه يمثل ظاهرة تستحق أن يتوقف أمامها المحللون النفسانيون المهتمون بوجه خاص، بتحليل السيكولوجيا الجماعية، أو ما يعرف بـ”سيكولوجيا القطيع”.

هل هي حاجة دفينة لدى الأميركيين إلى تجاوز عقدة الشعور بالذنب الكامنة منذ حرب فيتنام؟ وهل تمجيد القتل ولو باسم “الخدمة الوطنية” و”مكافحة الإرهاب”، موضوع يستحق أن تكرس له السينما كل هذه الاحتفالية، وأن تجعله الموضوع الرئيسي اليوم.

رغم كل ما جاء في اعترافات كريس كايل نفسه من تجاوزات يندى لها الجبين، وما يستخدمه في الكتاب الذي يروي فيه مذكراته، من أوصاف عنصرية بشعة، في وصف العراقيين والشعوب “الأخرى” التي يعتبرها “الأدنى” بشكل عام؟ وهل يمكن اعتبار الفيلم احتفالا بالهمجية العسكرية وطغيان القوة على حساب كل منطق وحس إنساني؟

لقد أشرت في مقالي الذي نشرته “العرب” عن الفيلم (بتاريخ 20 يناير)، إلى أن “القناص الأميركي” ينتمي إلى الفصيلة التي ينتمي إليها فيلم آخر شهير من عام 1968، هو فيلم “القبعات الخضراء”، أخرجه ثلاثة من المخرجين، من بينهم الممثل جون واين الذي قام ببطولته أيضا.

وكان الفيلم يخلع البطولة على أفراد فصيلة “القبعات الخضراء” -سيئة السمعة- الذين ارتكبوا المذبحة الشهيرة المعروفة بـ”مذبحة ماي لاي”، وراح ضحيتها نحو 500 من النساء والأطفال والشيوخ في قرية فيتنامية بالجنوب، خلال مارس 1968.

وقد لقي الفيلم وقتها هجوما شديدا، وفشل في عروضه العامة، بل اكتشف فيما بعد، أنه من صنيعة البنتاغون والمخابرات الأميركية.

فيلم كلينت إيستوود، يطرح قضية أخلاقية تتعلق بدور الفن، ودور الفيلم السينمائي، وهل الاحتفاء بالقتل، تحت أي مبرر، يصنع عملا فنيا عظيما؟ ثم.. هل ستكشف الأيام القادمة، أن ثمة علاقة بين المخابرات الأميركية وفيلم “القناص الأميركي”؟

*ناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

28.01.2015

 
 

الاوسكار.. الخطأ الفادح الذي ارتكبته الأكاديمية

الكلمة الأولى للسيناريو والأخيرة للفيلم الماثل

لندن: محمد رُضـا

كلينت إيستوود لا يحب كتابة السيناريوهات. على أعتاب عرض أحد أفضل أفلامه قاطبة «رسائل إيوا جيما» سنة (2006) قال لهذا الناقد: «لم أحاول. بالنسبة لي هي عملية من الأفضل أن يقوم بها سواي. لا أطيق فعل الكتابة لكني أقدّر السيناريو الجيّـد وأحميه حين التنفيذ». وبالفعل وجدناه مثّـل وأنتج وأخرج وكتب موسيقى 8 أفلام وكتب أغاني 28 فيلم من أعماله، لكنه لم يكتب سيناريو واحدا.

على ذلك أن يحسن معالجة السيناريو الذي وضعه جاسون هول عن كتاب كريس كايل حول حياته كقنّـاص في المارينز الأميركي قام بقتل نحو 160 عراقيا (وقيادته تعتقد أنه قتل أكثر من ذلك)، على هذا النحو الذي يتبدّى حين مشاهدة الفيلم يعكس علاقة المخرج بالمادّة المكتوبة وفهمه الوسيلة لتحريكها من أصولها سواء أكان السيناريو كُـتب خصيصا للشاشة أو أقتبس - كما في حال هذا الفيلم - عن مادة منشورة سابقا.

جاسون هول لم يسبق له أن تعامل مع سيناريو بحجم وأهمية هذا العمل. أفلامه السابقة (ثلاثة) لم يكن من بينها ما يستدعي التوقف وآخرها «بارانويا»: دراما تشويقية طموحة حول موظّـف شاب يقوم رئيس الشركة بإرساله للعمل في شركة منافسة للتجسس عليها.

في الصفحات الأولى من كتاب كريس كايل ترد أولى العبارات العنصرية ضد العراقيين. النعت المفضّـل لذلك القنّـاص الذي وضع ذكرياته بين ضفّـتي الكتاب سنة 2012 قبل سنة وشهر واحد من مقتله على يدي مجنّـد آخر، ليس في حادث عرضي، كما كتب أحد الزملاء، بل نتيجة خلاف مع رفيق سلاح سابق حاول هذا الهرب في سهوب تكساس لكن البوليس طارده وألقى القبض عليه حيث ينتظر المحكمة.

سيناريو جيمس هول واجه من البداية معضلة ما إذا كان عليه أن يتبع الكتاب بحذافيره ووجهة نظره. وهو اختار أن يبقى قريبا من روح العمل وأحسن صنعا بذلك. لكن ما فعله إيستوود في هذا النطاق، هو أنه عرض شيئا وضمر شيئا آخر وببلاغة رائعة. ما عرضه هو أفعال كريس كايل التي تبدو كما لو أن الفيلم يؤيدها تماما. ما ضمره هو إسقاط تلك الهالة البطولية عن هذه الشخصية بالتدريج إلى أن أصبحت عارية إلا من أفعالها. وعند هذه الأفعال ترك الرأي الأخير بالنسبة إلى إذا ما كان كريس بطلا أو وهما للمشاهد.

بما أن كريس كايل لم يتوقع موته فإن كتابه لا ينتهي نهاية الفيلم. والنسخة الأولى من السيناريو أضافت مشهد مقتل كريس وكيف تم تنفيذه. لكن إيستوود قرر أن يُـغيّـب هذه النهاية ويصوّر مقتله خارج الكاميرا مكتفيا بمشهد الدفن. السبب يعود إلى أن حضور الموت قد يؤدي إلى تمجيده بينما تغييبه مع ذكر ما حدث كتابة على الشاشة، يواكب المفهوم الوارد عبر المتابعة من أن من اعتبر بطلا في الحرب مات بالعنف ذاته الذي آمن به (على طريقة «من قتل بالسيف مات به»).

بالنسبة لإيستوود فإن الفيلم هو معاد للحرب. يقول في حفلة توزيع جوائز جمعية المنتجين التي أقيمت في جادة ويلشير بوليفارد في منطقة بيفرلي هيلز أن «أفضل بيان ضد الحرب هو تصوير قسوة نتائجها على العائلات»، وأن هذا ما فعله الفيلم.

هذا صحيح. كريس كان يعود من رحى المعارك جسدا وروحا، ثم جسدا بلا روح، ولاحقا هيكل لا جسد له أو روح. كلما عاد لجولة قتل جديدة وجد نفسه ينتمي إلى تلك الدوامة العنيفة من الحياة وكلما زار زوجته وطفليه كان حضوره، كما تخبره زوجته، أقرب إلى غياب من نوع آخر.

ما الذي صنعه إيستوود مخرجا من كل ذلك سنعود إليه خلال التطرّق إلى سباق المخرجين. لكن في سباق أوسكار السيناريو فإن هناك الكثير مما يمكن الحديث فيه عن كيف التقت سيناريوهات هذه المسابقة مع نتائجها المرصودة على الشاشة.

خطأ كبير!

بادئ ذي بدء، هناك ملاحظات جوهرية في الأفلام العشرة المرشّـحة في قسمي أفضل سيناريو مكتوب خصيصا للسينما وأفضل سيناريو مقتبس عن عمل مُـنتج أو منشور سابقا.

«قناص أميركي» ينتمي إلى الأعمال المقتبسة كذلك حال «لعبة المحاكاة» (كتابة غراهام مور) و«نظرية كل شيء» (أنطوني مكارتن) و«سوط» (داميان شازل) و«رذيلة متوارثة» (بول توماس أندرسون).

أما مسابقة أفضل سيناريو مكتوب خصيصا فقوامها «بويهود» لرتشارد لينكلاتر و«فوكسكاتشر» (إ. ماكس فراي ودان فوترمان) و«ذا غراند بودابست هوتيل» (وس أندرسون وأوغو غينيس) و«بيردمان» (من وضع أربعة كتّـاب تناوبوا من بينهم المخرج أليخاندرو غونزاليز إيناريتو (و«سوط» كتابة مخرجه دان غيلروي).

قبل حفلة الأوسكار في الثاني والعشرين من فبراير (شباط)، هناك، في الرابع عشر من الشهر ذاته، جوائز «جمعية كتاب أميركا» المعروفة بـWGA. وهذه تتألّـف كذلك من القسمين المذكورين. وفي قسم السيناريوهات المكتوبة خصيصا نجد أن كل الأفلام الواردة في هذا السباق ترد أيضا في ترشيحات جمعية الكتّـاب باستثناء «بيردمان». بدلا له هناك «سوط» الوارد في سباق أوسكار أفضل فيلم مقتبس.

فهل هو سيناريو مكتوب خصيصا بالنسبة لجمعية الكتاب ومقتبس عند أكاديمية الأوسكار؟ كيف يمكن ذلك؟

قبل محاولة الجواب لا بد من تلخيص الظواهر الرديفة الأخرى: معظم الترشيحات المذكورة في ركب سباق الأوسكار هي ذاتها المرشّـحة لجوائز جمعية الكتاب لكن مع اختلافات محدودة بالنسبة للأفلام المقتبسة:

موجود: «لعبة المحاكاة» و«سوط» و«قناص أميركي».

غائب: «رذيلة متوارثة» و«نظرية كل شيء».

في مكانهما: «فتاة مختفية» التي كتبته جيليان فلين عن روايتها و«حراس المجرة» لجيمس غَـن ونيكولاس برلمان اقتباسا عن رسومات «كوميكس» بنفس الاسم.

لكن ماذا عن «سوط»؟

هذا الفيلم الذي يتناول أستاذ موسيقى جاز يعنّـف شابا منخرطا في مدرسته إلى ما بعد قدرة العازف الشاب على التحمّـل، ليس مقتبسا عن أي عمل آخر بل هو نتيجة قيام المخرج بكتابة السيناريو بنفسه مستوحيا فكرته من كونه كان عضوا في فرقة جاز فعلية. قبل عامين نال السيناريو منحة من مهرجان «صندانس» ساعدت المخرج شازل على إنجازه، لكنه لم يقترب من كتاب منشور ولا هو استوحى مسرحية أو عمل فني آخر.

شازل فوجئ، مثل كثيرين من أبناء المهنة، بغلطة فادحة ارتكبتها الأكاديمية عندما أدخلت الفيلم في مسابقة أفضل سيناريو مقتبس. وعندما تكشّـفت الحقيقة لم تسارع الأكاديمية إلى معالجة الخطأ وبل لم تعلّـق عليه حتى الآن. فالتصويت تم بالفعل والخوف هو أن السيناريوهات المنافسة في هذا القسم من «قناص أميركي» إلى «نظرية كل شيء» و«لعبة المحاكاة» هي أفضل طموحا وأقوى وقعا ما سينشأ عنه، إذا ما لم يفز «سوط» (وهو الأمر المرجّـح) أو فاز مشكلة أخرى: إذا لم يفز احتج الكاتب والمخرج شازل بقوّة وإذا فاز احتجّ بعض المتنافسين الآخرين على أنه لم يكن يجب أن يدخل المسابقة أساسا.

عنف الفرد والسلطة

سيناريو «سوط» مكتوب بحدّة من بدايته: يدخل الأستاذ فلتشر مكانا يتدرّب فيه بضعة أفراد على العزف. أندرو، عازف الطبل، يتوقّـف كذلك الآخرون. الأستاذ يواجهه بالسؤال عما إذا كان يعرفه. أندرو يعرفه… نعم. «هل تدري ما أقوم به؟»: «نعم».

فلتشر: «أنت تعلم أنني أبحث عن لاعبين».

أندرو: «نعم».

فلتشر: «إذن لماذا توقفت عن العزف؟»

عندما يعود أندرو للعزف. يسأله فلتشر: «هل قلت لك أن تبدأ العزف؟».

بداية حادة لفيلم يدور حول عنف سلطوي يمارسه أستاذ على تلميذه. قد يكون أستاذ مدرسة ابتدائية أو قد يكون أستاذا رياضيا. لا يهم. المسألة هي أن السيناريو، صفحة وراء أخرى يتمحور حول عنف الأستاذ وسقوط التلميذ ضحية له. وكل ذلك قد يعكس وضعا رمزيا صريحا حتى مع اعتبار أن كلمة Whiplash (عنوان السيناريو والفيلم وبالعربية هي الإصابة الناتجة عن ضربة السوط) هي أيضا نتيجة مجازية كونها، في الفيلم، اسم الاستوديو الذي تتم فيه الأحداث.

في الصفحات 30 و31 و32 من السيناريو هناك المشهد الذي يصل فيه هذا العنف إلى أقصاه: يسأل الأستاذ تلميذه إذا ما كان يجر الضرب على الطبلة جرّا أو يستعجل. التلميذ يجيب مرّتين، مرّة أنه كان يجر الضرب (يضرب ببطء) ومرّة أنه كان يستعجل الضرب. في كل مرّة يصفعه الأستاذ (على الشاشة تكاد الصفعة تصيبك) ويسأله: وهل صفعتي بطيئة أو مستعجلة؟

بين كل الأفلام العشرة المرشّـحة لمسابقتي الأوسكار في الكتابة هناك فيلم واحد آخر يدور عن العنف ولو من باب وزاوية مختلفين وهو «قنّـاص أميركي». وكلا الفيلمين يتداخل من حيث إدانتهما، ولو على نحو متباعد، لذلك العنف.

بما أن شازل كتب السيناريو بنفسه، سمح لنفسه التدخل على الورق بما هو من خصوصيات المخرج كونه سوف يقوم بإخراجه.

لجانب «قناص أميركي» و«سوط» هناك فيلم آخر يتناول العنف، ومن باب ثالث.

«زاحف الليل» هو أيضا من كتابة مخرجه، لذلك فإن مقارنة الكتابة بالفيلم تفيد نقلا تامّـا ومفصّـلا ومن دون اختلاف يذكر. هو فيلم عن قنّـاص آخر اسمه لو (جيك جيلنهال) لكن مجال قنصه هو الفرص الجنائية. تمهيد السيناريو والفيلم له هو تجارته بمسروقات بسيطة (سياج من الأسلاك الشائكة، أدوات إلخ…). بعد ذلك ينتقل بطلهما إلى تصوير الحوادث العنيفة التي تقع كل يوم: حوادث سير، جرائم، اقتحام منازل وقتل أصحابها وحين لا يكفي ذلك يبدأ بالتدخل في سير التحقيق معيدا ترتيب الجثـث لكي تناسب تصويره. المشهد البارز على الشاشة هو ذلك الذي يصوّر فيه، وهو قنّـاص الفرص الرخيصة ليبيعها بثمن كبير لمحطة تلفزيونية، الشاب ريك الذي كان وظّـفه في عمله. هذا كان يصوّر معه حين سقط برصاصات طائشة. لو لم يهرع إليه منقذا، بل ليصوّره في لحظات حياته الأخيرة.

بلا عمق يذكر

«قناص أميركي» يكاد مرّة أخرى أن يكون المحور كونه سيرة حياة (أوتوبيوغرافي أو بيوغرافي)، وهو ليس الوحيد في هذا الشأن فـ«نظرية كل شيء» هو أيضا سيرة حياة وكذلك «لعبة المحاكاة» و«فوكسكاتشر». والتباين يصب في كل واحد من هذه الأفلام.

سيناريو أنطوني مكارتن لفيلم «نظرية كل شيء» يتّـبع كتابا وضعته زوجة العالم ستيفن هوكينغ، وأسمها جين هوكينغ، بأمانة. المسألة هي أنها صاحبة حقوق النشر والكتاب يؤرخ لوقائع لا يستطيع الكاتب (والمخرج إلى حد) إلا التقيّـد بها. لكن براعة السيناريو هو أنه بدا كما لو كان تأريخا للشخصيّـتين معا عوض أن يكون ملتزما بشخصية الكاتبة وزاويتها للموضوع.

لقاؤهما الأول يتم على الصفحة الخامسة من السيناريو وفي الدقيقة العاشرة من الفيلم تقريبا. ما يتيح للفيلم أن يستنفذ تمهيده لستيفن قبل البدء بذلك اللقاء. أكثر من ذلك يمضيان معا في تحييد جين لمزيد من الوقت قبل أن تصبح شخصية مناصفة للفيلم. لم أقرأ الكتاب بعد لكي أعرف كيف عالجت هي ذلك لأن ما يمكن صياغته على الشاشة أصعب من صياغته على الورق كونها لا تستطيع أن تتحدث، في سيرتها الذاتية هي، عن سيرته الذاتية هو.

بالنسبة لفيلم «لعبة المحاكاة» فإن العمل أكثر تحررا بكل تأكيد. بل تستطيع أن ترى ثقوبا سوداء كتلك التي في الفضاء حولنا، بين ما يمكن أن يكون قد حدث وبين رغبة السيناريو، والفيلم من بعده، دخول مناطق الترفيه عن عمد وعبر استخدام الكثير من أدوات تنميط التصرّفات والمشاعر. وهو ليس سيناريو محدد الوجهة على الإطلاق.

لا يحوي السيناريو، ومثل سواه قرأته كاملا، شيئا يذكر عن المتاهة الفعلية التي حيّـرت خبراء الشيفرات البريطانية والتي تدخل فيها ألان تورينغ (بندكت كمبرباتش) واعدا بحلها واستطاع بعد جهد طويل. في البداية هو عبقري، لكن عبقريته تترنّـح لفترة زمنية كافية لأن يشك بها المشاهد نفسه وليس فقط رؤسائه.

صياغة أكثر كلاسيكية

إذا كان من باب التنميط العاطفي ومسايرة الجمهور العام الابتعاد عن شرح خصائص تلك الشيفرات الصعبة (وهي مذكورة في الكتاب الذي تم اقتباسه على نحو شبه تفصيلي) وجعل المسألة غامضة لذاتها، فإنه من رغباتهما أيضا تقديم شخصية لا تضيف عمليا سوى هامش محدد من التأثير في صلب الأحداث هي شخصية الفتاة جوان كما تؤديها كايرا نايتلي.

ضم كل ذلك إلى الرغبة، على نحو متردد، الحديث عن شذوذ بطله الجنسي في مناطق مختارة قرب النهاية خصوصا (هناك مشاهد استرجاعية توحي بما تم فهمه بحيث لا تعد تعني بعد قليل أي قدر من التأثير) تجد أن المتاهة الحقيقية هي في حسن توجيه الفيلم فإذا به ليس تشويقا جاسوسيا ولا هو سيرة فعلية ولا هو دراما عن المثلية بل نتف من الثلاثة معا.

الحال مع «فوكسكاتشر» أفضل كتابة وهو يصيغ حياة شخصياته جيّـدا. مقتبس عن وقائع لكنها غير منشورة ويتناول، كما سنرى حين الحديث عن إخراج بَـنت ميلر له، كيف أنه لامس المحاذير بنجاح وذكاء وترك عمقا إضافيا للشخصيات الماثلة موحيا بفداحة النهاية من دون أن يضطر للنزول إلى رغبة الجمهور أو إلى أي قدر من التنميط.

طريقة كتابة سيناريو «فوكسكاتشر» مختلفة في تقنيّـتها من «زاحف الليل» و«سوط». السيناريوهان الوارد ذكرهما سابقا مكتوبان بلهفة وبحدّة. «فوكسكاتشر» ينتمي إلى صياغة أكثر كلاسيكية حتى في تفاصيل معالجة كل مشهد على حدة. لا استعجال في الوصول إلى فحوى ولا يوجد، مثل الفيلم، إيحاء بما سيلي حتى عندما تنجلي المشاهد عما يدور في نفسية كل فرد.

في بعض المشاهد، كما الحال على الصفحة 51 من سيناريو فراي وفوترمان، تكمن معرفة كيف اشتغل المخرج على إخراج المشاهد من كنيها الورقي. في المشهد الذي يتصارع فيه جون دو بونت (ستيف كارل) ودّيا مع مارك (شانينغ تاتوم) يقرأ السيناريو كيف تقع تلك المصارعة «الناعمة» (ليست جادّة ودالّـة على رغبات مثلية مكبوتة)، لكن مشاهدة الفيلم هي التي ستتيح التدليل على تلك المشاعر من دون أن تهبط بقيمة إبقائها طي الإيحاء. في مشهد الصفحة المذكورة، نرى الفارق بين ما كُـتب كسرد حركة وحوار وبين الناتج عنه من تلعثم مارك خلال قراءة إحدى الكلمات نظرا لعدم ضلعه بلغته الإنجليزية. المشهد يقترح والمخرج ينفّـذ مع تحسين.

الشرق الأوسط في

28.01.2015

 
 

كيف تحوّل «تمبوكتو» إلى صوت معتدل من موريتانيا للعالم؟

نجح نقديًا وتجاريًا ونال عددًا من الجوائز.. والمرشح العربي الوحيد للأوسكار

لوس أنجليس: محمد رضا

بدءا من اليوم، تنضم الصالات الأميركية، ولو بعدد محدود، إلى الصالات العالمية في عرضها لفيلم الموريتاني عبد الرحمن سيساكو «تمبوكتو»، وهو الفيلم العربي الوحيد الذي دخل مسابقة الأوسكار هذا العام ضمن مسابقة الفيلم الأجنبي. وكان تصوير هذا الفيلم بدأ في ديسمبر (كانون الأول) سنة 2013 وانتهي العمل في ظرف أسابيع قليلة قبل بدء مهرجان «كان» في مايو (أيار) العام الماضي. بعده انتقل إلى أكثر من 30 مهرجانا آخر حول الكرة من بينها مهرجان هامبورغ الألماني وهلسنكي في فنلندا وشيكاغو وميل فالي في الولايات المتحدة وفيينا في النمسا كما أبوظبي في الإمارات وثيسالونيكي اليوناني وبانكوك التايلاندي.

تجاريا عرض حتى الآن في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وافتتح في البرتغال في الأسبوع الماضي، وستعرضه شاشات نرويجية وبرازيلية وسويدية وتركية بدءا من الـ30 من هذا الشهر. بعده هو على موعدين على الأقل في المجر (الشهر المقبل) وبريطانيا (22 مايو مبدئيا).

بلغة الأرقام هذا يتبلور كنجاح مؤكد. فيلم عبد الرحمن سيساكو الجديد تم إنتاجه بميزانية لا يعتقد أنها تعدت المليوني دولار لكنه باع جيّدا وسيستعيد تكلفته وفوقها ربح تفتقر إليه معظم الأفلام العربية الأخرى، وهذا حتى إن كان الإقبال على الفيلم محدودا.

* سلطة جديدة

سبب رئيسي لذلك الاهتمام يعود إلى أن الفيلم ينطق بوضع قائم. مثل «الجنة الآن» للفلسطيني هاني أبو أسعد (2005) الذي تناول ظاهرة الهجمات الانتحارية الفلسطينية والدافع إليها، والذي دخل ترشيح الأوسكار في المجال نفسه آنذاك، هو فيلم قضية حاضرة يود الغرب سماع صوت مختلف عنها. يستطيع مخرج غربي أن يدلي بصوته (والكثيرون فعلوا) لكنه يبقى أمرا خاصّا ومختلفا إذا ما كان صاحب الصوت مسلم وعربي الانتماء، بصرف النظر عن مقدار تمسّك المخرج بأي من هاتين الصفتين.

إنه حكاية عاتية تبدأ بمشهد لمجموعة مسلّحة تطارد غزالا في الصحراء لاقتناصه. الغزال هارب بقلب مخفوق من الخوف. الغزال هو الإنسان العادي. الصيادون هم الأشراس المنتمون إلى جماعة متطرّفة.

بعد ذلك، هي حكاية رجل طوارقي اسمه كيدان (إبراهيم أحمد) يعيش مع زوجته (تولو كيكي) وابنتهما تويا (ليلى ولد محمد) فوق كثبان من الرمل فيما كان يوما قرية صحراوية هجر معظم من كان فيها ولو أننا لا نرى سواه. أحد أولاد الجيران كان يرعى البقر (لا نرى عشبا في أي مكان) عندما دخلت بقرة أرض مواطن أفريقي كان نصب شبكة صيد سمك والبقرة داست على الشبكة وهربت السمكات. الأفريقي يشتط غضبا ويقتل البقرة والصبي يهرع إلى كيدان يشكو ما حدث. كيدان يتوجه للأفريقي لمحاسبته على تصرّفه. مشادة تقع والأفريقي يسقط مقتولا من دون قصد.

هناك في مدينة تمبوكتو سُلطة جديدة قوامها جماعة من المتطرّفين الذين يمنعون الغناء والموسيقى (وبالتالي أجهزة الراديو) كما يتدخلون في شؤون أخرى مثل فرض ارتداء قفاز يغطي يدي بائعة السمك التي تشكو من أنها لن تستطيع العمل إذا ما ارتدت قفازا.

من بين الشخصيات الأخرى، أفريقية مهمّشة كونها «مسحورة» نراها تعيش حرّيتها الشخصية من دون اعتراض في وقت تتمادى فيه الجماعة المتطرّفة بإصدار القوانين وتشريع الإعدام والجلد والرجم في الوقت الذي يحاول فيه شيخ معتدل التذكير بأن الحكم شورى والأحكام كذلك. هذا كله سيتصل مع السياق الآخر للفيلم إذ سيتم إلقاء القبض على كيدان والحكم عليه بالموت كونه قتل رجلا.

* قيمة مرتفعة

حين نسج عبد الرحمن سيساكو حكايته لم يكن عليه الذهاب بعيدا. في عام 2012 تحوّلت مدينة تمبوكتو، التي كانت عاصمة تجارية مزدهرة في عقود خلت، إلى مركز حكم المتطرّفين في مالي وهذا الحكم لم يستمر طويلا إذ هاجمت القوات الحكومية والفرنسية المدينة واستحوذت على قرارها من جديد. لكن ما يجذب المشاهدين الغربيين إليه هو رغبتهم في رصد صوت مخالف لما يرونه هم الأكثر سوادا. إنه كما لو أن معظم المسلمين هم على شاكلة هذه الجماعة أو سواها والغرب ينتظر نقدا من مسلم أو عربي ليجهر بعداوته للتطرّف.

هذا ما كان سببا في الإقبال على كل فيلم نجح من بعد «الجنة الآن» ومنها عربيا فيلم هيفاء المنصور «وجدة»، في تقديم نفسه كعمل من الداخل يكشف عما قد يجيب عن أسئلة حاضرة في البال الغربي يدفعه الفضول لمعرفة إجابات عنها أو، على الأقل، ليتعرّف على من قد يشاركه الرأي فيها.

النقد الأميركي والبريطاني لفيلم «تمبوكتو» منذ أن شوهد في «كان» رفع من قيمة الفيلم بين الفئة المحدودة (بين فئات المشاهدين) التي تقبل على الفيلم. بيتر برادشو من «ذا غارديان» يكتب: «فيلم عبد الرحمن سيساكو الجميل والعاطفي صرخة من القلب». وزميله في «ذا تلغراف» تيم روبي يكتب: «هذا ليس الفيلم الكئيب الذي تتوقعه نسبة إلى موضوعه (بل) هو مليء بالحياة والسخرية والشعر».

أميركيا وجده أ. أو. سكوت في «نيويورك تايمز»: «فعل مقاومة وانتقام لأنه يؤكد قوة العلمانية ليس كآيديولوجية لكن كحقيقة عنيدة من حقائق الحياة».

إذا ما أضفنا إلى ذلك آراء نقاد عرب، فإن الحاصل هو قبول نقدي شاسع الأطراف لكن بصرف النظر عن مشاكل فعلية في الفيلم. ما يبدو أنه بات أكثر حصولا اليوم من الأمس هو أن المزيد من النقاد ينظرون إلى الحبكة على حساب المعالجة الفنية. إلى الطرح والمضمون أكثر من الكيفية والأسلوب. «تمبوكتو» ليس فيلما جيّدا مع نقطة بعد الكلمة. إنه جيّد لمنحاه كموضوع، وفيه بعض المشاهد الجيّدة خصوصا تلك الرمزية مطلع الفيلم وفي وسطه (مشهد لعبة كرة قدم من دون كرة فعلية لأنها محرّمة) لكن سرد الفيلم غير منظم. الحكاية لا تنتقل بسلاسة بين أطرافها والنقلات من وإلى الأحداث هي أقرب إلى نقلات بين فيلمين مختلفين يعرضان معا.

نعم السينما عرفت عددا كبيرا من الأفلام التي تقع فيها حادثتين منفصلتين (أو أكثر) قبل أن تلتقيا، لكن المونتاج لعب الدور الأساسي في جعل الانتقال ما بينهما سلسا حتى إذا ما التقيا لم يبدوا كما أن لقاءهما مفتعل. وهذا تحديدا واحد من مشاكل الفيلم.

مشكلة أخرى عند المخرج الموريتاني تتعلّق بعدم سعيه لاستكمال المشهد الذي يكوّنه بالتفاصيل الضرورية: لماذا رحل أبناء الضاحية الصحراوية؟ ما الذي أبقى الطوارقي في المكان دون سواه؟ ولماذا يرعى الصبي عشرات البقر (يختلف العدد من مشهد لآخر) فوق الرمال الخاوية من النباتات؟ وما المقصود فعليا من تلك الشخصية الأفريقية المسحورة أو المجنونة التي تحمل ديكا على كتفها ولا تتوقف عن الضحك؟ الفيلم ليس سرياليا لكي تندمج هي في المشهد العام. ومع وجود مشاهد عنف من شخصيات ومواقف عادية، فإن الفيلم ليس عنيفا حتى في هجومه على المتطرفين. سيساكو، وهذا جيّد، ليس حادّا أو غاضبا، بل منتقد ومن على مسافة. كل ما كان يحتاجه هو تنظيم أفضل لأفكاره.

* تمبوكتو آخر

* في عام 1959 قامت شركة «يونايتد آرتستس» بإنتاج فيلم من إخراج الأميركي (ذي الأصل الفرنسي) جاك تورنور بعنوان «تمبوكتو» أيضا: فيلم مغامرات من بطولة فكتور ماتيور وإيفون دي كارلو حول تاجر سلاح أميركي يتدخل لإقناع الأمير محمد بإخماد الثورة ضد الفرنسيين، لكن الأمير محمد مخطوف من قبل الأمير بكاكي (جون دبنر) وعليه فإن الحرب في تمبوكتو لا ريب واقعة!

شاشة الناقد

The Imitation Game

(2*)

ينتهي «لعبة المحاكاة» من سرد حكايته وملعقة السكّر ما زالت في فمه رغم أنه يرسم نهاية تراجيدية لبطله عبقري الحسابات الذي استطاع فك شيفرة قيادة الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية وإنقاذ أرواح الجنود البريطانيين. يمهد السيناريو الذي كتبه غراهام مور (أول مرّة) وأخرجه النرويجي مورتن تيلدوم (أول فيلم بالإنجليزية له) بأن القيادة البريطانية عجزت عن فك الطلاسم قبل دخول تورينغ (بندكت كمبرباتش) لمقابلة الآمر العسكري دنيستون (الجيد تشارلز دانس) وطرحه نفسه كمنقذ لفشل المؤسسة بثقة مثيرة: «أنا لست بحاجة لكم، أنتم بحاجة إليّ».

يصغي القائد دنيستون بإعجاب كما لو كان يتابع استعراضا سحريا ويقرر منح هذا الشاب فرصة. لكن الفيلم لا يبدأ من هنا تماما، بل من قيام البوليس البريطاني، بعد سنوات من الحرب، بالتحقيق مع تورينغ. وهذا التحقيق يظهر ويختفي في نقلات زمنية إلى الأمام (فلاش فوروود). كذلك ترد مشاهد سنوات ما قبل الحرب (فلاشباك) من الثلاثينات عندما كان تورينغ لا يزال طالبا صغيرا.

تلك الفترة هي التي أدرك فيها تورينغ ميوله المثلية، لكن صلب الأحداث ما يقع حاضرا (الأربعينات) وهي عبارة عن متابعة الشاب المتأفف والمتعجرف أحيانا تورينغ وكيف حصل على الوظيفة لإنقاذ أرواح الجنود البريطانيين متحدّيا المستحيل، ولو أنه في معظم المشاهد التي كان عليها أن تذكر كيفية حل الشيفرات تظهره واقفا أمام جهاز يشبه خزانة بلا أبواب ومليئة بالتسجيلات يستعرضها كما لو كان واقفا أمام لوحة لبيكاسو. لا نعرف كثيرا عنها. نسمع أرقاما ونقفز وراء صيحات يأس وصيحات أمل أو فرح، لكن لا مجال للفيلم لتقديم قدر واف من العمق.

لا يدخل الفيلم في متاهات سردية لكنه يضيع قليلا فيما هو أكثر أهمية. هل هو عن تلك المهمّة العسيرة ذاتها؟ أم هو عن صعوبات التواصل بين تورينغ وسواه؟ هل هو عن حب من طرف واحد تبثّه نحوه فتاة اختارها لمساعدته؟ أو هو (كما الشق الأخير من الأحداث) عن مثليته الجنسية؟

بعد جرعة من المواقف التقليدية في نصف الفيلم الأول ومشاهد كليشيه محسوب تأثيرها، يتأزم الوضع مع صعوبة حل الشيفرة، ثم صعوبة حمايتها بعد حلها، والموقف الأخلاقي بين إنقاذ سريع لأرواح الجنود أو استكمال فك الشيفرة لحرمان الألمان من تغييرها. ثم مثلية بطل الفيلم التي لم تمنع جوان (كايرا نايتلي) من حبّه ورغبتها في الزواج به (كما كان حال بطلة «نظرية كل شيء» التي لم تمانع الزواج من مُعاق لأنها تحبّه) ولو أنه يقرر الانسحاب من حياتها. تبلور السيناريو لا ينقذ الفيلم تماما. المأزق الأول هو الافتراض بأن علينا القبول حين يذكر الفيلم صعوبة فك الشيفرة من دون أن يظهر لنا عمليا ما يوازي من تفاصيل. الجميع في العمل والنتائج متأخرة لكننا لسنا على مسافة واحدة مما يحدث، بل ما نراه ونسمعه يأتينا مقررا علينا. أداء كمبرباتش يبدو مناسبا وهو بالتأكيد مفعم بالخلجات العاطفية ولو متكررة، لكن الصورة المتداولة هنا تعاطفية تحاول تذليل المتطلّبات الأكثر تعقيدا بأسلوب سينمائي يوهم بفن ليس فيه.

سنوات السينما: 1946

تمهيدا للانتقال إلى عام 1947، أفضل 5 أفلام لسنة 1946

1 «حياة رائعة» لفرانك كابرا Its a Wonderful Life

2 «مشهورة» لألفرد هيتشكوك Notorious

3 «حبيبتي كلمنتين» لجون فورد My Darling Clementine

4 «أوتامارو ونساؤه الـ5» للياباني كنجي ميتزوغوشي Utamaro and His Five Women

5 «النوم الكبير» لهوارد هوكس The Big Sleep

TOP - 10

* جوني دب تاسعًا

* 210 ملايين دولار هي حصيلة «قناص أميركي» الإجمالية حتى الآن وهو لا يزال قويا في المركز الأول متجاوزا بـ50 مليون دولار الفيلم الثاني «الفتى في البيت المجاور» المكتفي بنحو 15 مليونا. فيلمان جديدان آخران: «سحر غريب» (السابع) و«مورتدكاي» (التاسع) وهذا الثاني من بطولة جوني دب في ثالث فشل له على التوالي.

* الأفلام

1 (2) American Sniper (War)(4*): $64,628,304 

2 (-) The Boy Next Door (Thriller)(1*): $14,910,105 

3 (3) Paddington (Comedy)(3*): $12,266,287 

4 (2) The Wedding Ringer (Comedy)(1*): $11,409,381 

5 (4) Taken 3 (Thriller/ Action)(2*): $7,312,597 

6 (6) The Imitation Game (Spy)(3*): $6,946,072 

7 (-) Strange Magic (Animation)(1*): $5,504,440 

8 (5) Selma (Drama)(3*): $5,418,575 

9 (-) Mortdecai (Comedy)(2*): $4,200,586 

10 (7) Into the Woods (Musical)(3*): $3,884,471

المشهد

هكذا مات رحيم

يحمل رحيم (بل نَن) جهاز راديو ثقيلا طوال الوقت في «افعل الشيء الصحيح»، فيلم سبايك لي الذي تمر مناسبته الخامسة والعشرين هذه الأيام. لذلك اكتسب وصف «راديو رحيم» كاسم له. وهو قابل بذلك. في المشاهد التي يظهر فيها بسرواله الواسع وقميصه «التي شيرت» نراه حاملا الجهاز على كتفه يسير في شوارع حي بروكلين النيويوركي والأغنية التي يداوم سماعها هي أغنية وردت في فيلم أنجزه جيّدا ويليام أ. ولمان سنة 1931 بعنوان «عدو الشعب» أو Public Enemy. عنوان الأغنية هو: «قاتل السلطة».

عدا ذلك، فإن رحيم شخص هادئ ويكاد يكون محبوبا. عندما يدخل محل البيتزا لصاحبه الإيطالي سال (داني أييلو) لا يصرخ متسائلا عن سبب عدم وجود صورة شخصية أفرو - أميركية سوداء واحدة على جدران المطعم أسوة بكل الصور البيضاء بل يتحدّث بنبرة عادية. لا يفقد رحيم أعصابه إلا لاحقا عندما يهاجمه رجال البوليس فيقاومهم بكل ما عنده من قوّة بدنية، لكنه يموت في محاولته الجسورة. الحياة تستمر.

«افعل الشيء الصحيح» هو من أعمال المخرج الأفرو - أميركي سبايك لي الأولى والأفضل إلى اليوم. وإذا ما أتيح له العرض مجددا، كما هي النية، فإنه سيبدو، برسالته المناوئة للعنصرية، كما لو أنه أنتج وصوّر في غضون الأشهر القليلة السابقة.

مع وجود «سلما» Selma الذي يطرح المشكلة العنصرية ذاتها المسحوبة من عمق التاريخ الأميركي في العروض العالمية اليوم، فإن الموضوع الاجتماعي الأكثر تكرارا وإلحاحا في السنوات الأخيرة ما زال الموضوع العنصري ذاته. كوينتين تارنتينو كان يتسلّى على حساب هذا الموضوع في «أنذال بلا مجد» وستيفن سبيلبرغ كان جادّا في التطرّق إلى حيثياته وفاشلا في تحريكه من جموده، لكن «12 سنة عبدا» لستيف ماكوين سطا على هذا المشهد العريض في العام الماضي رغم أنه كان، على عكس «افعل الشيء الصحيح»، يضرب بمطرقة رسالته على الرؤوس.

من أيام ما قبل «مولد أمّة» لغريفيث والمسألة العنصرية موجودة على الشاشة الأميركية. هي جزء من التاريخ الخاص. لقد تم جلب الأفريقيين من قارّتهم حيث تم بيعهم في سوق العبيد كما لو كانوا طيورا نادرة، بفارق أنهم كانوا أرخص ثمنا. وما قام به غريفيث هو تعزيز حجم المخاوف التي انتابت الأميركيين بعد أن صدرت تشريعات منع الرقيق والعبودية قبيل الحرب الأهلية. هؤلاء «المتوحشون» القادمون من الغابات المكتظة بالحيوانات المفترسة قد ينقضّون علينا ويعرضوننا للأذى. ولدت جمعية كوكلس كلان. احتفى غريفيث بولادتها.

السينما لا تحل مشاكل لكنها تطرحها والعنصرية هي من أعتى المشاكل حول العالم، لكن طرحها في السينما الأميركية هو الأكثر كثافة. مئات الأفلام التي تناولتها مباشرة أو على نحو عارض أو على نحو عابر.. حتى الغياب إذا ما كان مقصودا هو حضور للوضع ذاته كما الحال مع فيلم كلينت إيستوود الجديد: ثلث الجنود الأميركيين الذين قاتلوا في العراق هم من الأفرو - أميركيين. في فيلم إيستوود وبعد مرور ثلثي الفيلم يظهر جندي أسود واحد.

اسمه كان «راديو رحيم» ومشروعه كان قلقا من بدايته: مسلم وأسود ويعيش بلا مستقبل. يحمل راديو يبث دعوة للمقاومة، لكنها مقاومة الضعيف. تأتي الأيام القريبة التي مضت لتشهد في الواقع انفجارات في العلاقات السوداء - البيضاء حيث البوليس (الأبيض) قتل رجالا سودا وادعى أنه كان يدافع عن نفسه. وهكذا مات رحيم.

الشرق الأوسط في

29.01.2015

 
 

«بغداد ميسي» أفضل فيلم فى مهرجان إيرفن السينمائي الأميركي

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

كشف المؤرخ السينمائي مهدي عباس أن الفيلم العراقي الأسطورة «بغداد ميسي»، للمخرج سهيم عمر خليفة، توج ضمن مهرجان إيرفن السينمائي الدولي في الولايات المتحدة الأميركية، والذي أقيم في الفترة من 16 إلى 22 من الشهر الحالي.

وقال عباس لمندوب قسم الإعلام والاتصال الحكومي في وزارة الثقافة، إن «بغداد ميسي»حصل على جائزة أفضل فيلم في المهرجان، وهي الجائزة الخمسون التي حصدها، مضيفاً أن«الفيلم يعد العمل السينمائي العراقي الأول من حيث الجوائز والعروض في المهرجانات السينمائية الدولية والتي تجاوزت الـ150 مهرجانا».

وأشار عباس إلى أن الفيلم يستعرض قصة الصبي «حمودي» الذي تأثر بظروف الحرب في العراق، ويعيش بساق واحدة وعمره 8 سنوات، ويعشق كرة القدم مثل باقي الأطفال في القرية التي يعيش فيها، كما أنه من أشد المعجبين باللاعب الأرجنتيني ميسي، ويرتدي قميصه في معظم أحداث الفيلم. وفي ليلة نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا بين برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي يتعطل جهاز التلفزيون في منزل «حمودي»، والذي يسعى لإقناع والده بالسفر إلى بغداد لإصلاح الجهاز قبل المباراة، وتتواصل أحداث الفيلم.

من جهته، قال سهيم عمر خليفة في تصريح صحافي، إن فيلمه القصير «نال حتى الآن أكثر من 800 ألف مشاهدة في موقع يوتيوب عبر ثلاثة روابط في الموقع»، وعبر عن سعادته بهذا العمل، وأنه فخور بالنتائج التي حققها فيلمه. وأشار خليفة الذي يعيش في بلجيكا حالياً إلى أن فيلمه«يسجل رقماً قياسياً في موقع يوتيوب كأكثر فيلم مشاهدة من بين الأفلام الكردية والبلجيكية».

وفي غضون ذلك، حقق الفيلم نجاحاً لافتاً بعد أن تم عرضه في مهرجان السينما الدولي في مدينة لوفين البلجيكية، كما حظي بنجاح كبير عند المشاركة في مهرجان دبي الدولي السينمائي في ديسمبر من العام الماضي.

يذكر أن ميزانية الفيلم كانت بتمويل من رجال الأعمال من إقليم كردستان العراق وبلجيكا ودولة الإمارات العربية المتحدة، إذ بلغت 130 ألف دولار.

وأصبح الفيلم، الذي صور في ضواحي بغداد الصيف الماضي، محل اهتمام الإعلام الكردي والعربي والأوروبي، نظراً للمحتوى الإنساني للفيلم والاسم الذي يحمله.

ومن الطريف أن العمل أتاح الفرصة للطفل العراقي علي الزيداوي، الذي تقمص دور نجم الفريق ليونيل ميسي في الفيلم، القدوم إلى برشلونة ورؤية لاعبه المفضل ميسي وزملائه بالفريق الكاتالوني على أرض الواقع.

ويشار إلى أن المخرج الكردي سهيم عمر خليفة من مواليد كردستان العراق عام 1980، حاصل على الماجستير في الفنون والتصميم من «جامعة سينت لوكاس» في بلجيكا. ونال فيلمه«أرض الأبطال» جائزة خاصة ضمن مسابقة «أجيال» في «مهرجان برلين السينمائي» 2011، وحصد حتى الآن 21 جائزة في مهرجانات عالمية، ويعد هذا الفيلم أول فيلم ينتج في بلجيكا ويحصد كل هذه الجوائز.

سينماتوغراف في

29.01.2015

 
 

مرشح لأوسكار جائزة أفضل فيلم أجنبي

«حكايات برية».. 6 قصص تتعقــــب المشاعر الإنسانية

المصدر: علا الشيخ ـــ دبي

داميان زيفرون اسم لمخرج أرجنتيني من المتوقع أن يترك بصمة واضحة المعالم في صناعة السينما، التي ترتكز فعلاً على كل مقومات وعناصر خلق فيلم من الصعب أن يمر عبر الذاكرة مروراً عابراً، و«حكايات برية» المرشح بقوة لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، اعتبره نقاد أنه من أجمل الأفلام التي تم إنتاجها في عام 2014، حيث عرض للمرة الأولى في مهرجان كان الفائت، وعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط في الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهو من بطولة ريكاردو دارين، أوسكار مارتينز، داريو غراندينتي، ريتا كورتيسه، جوليتا زيلبربيرغ

أنت لن تشاهد فيلماً كاملاً، بل ستشعر بأنك تشاهد ستة أفلام قصيرة متحدة مع بعضها، لكل منها حكاية، لكن المغزى العام هو الذي يربط بينها، في عنوان واحد اسمه «الغضب».

استطاع زيفرون أن يوصل كمية المشاعر التي تعيش في كيان الإنسان بكل سلاسة وبساطة، ولوهلة تشعر أنت كمشاهد بحالة تشبه الفصام عند اقتراب نهاية كل قصة، فأنت طوال عرض القصة تضحك، وفجأة تصمت، تركز، تبكي، فهو جعل من المشاهد بطلاً من أبطال حكاياته الست.

زيفرون الذي كان حاضراً أثناء عرض فيلمه في مهرجان دبي السينمائي في دورته الـ11، وبعد العرض مباشرة، كان حريصاً على تقديم الشكر لكل من أعجبه الفيلم، فهو لم يكن يتوقع أن ينال فيلمه كل هذا الثناء، خصوصاً بعد تجربتين سينمائيتين لم تريا النور ولا الثناء.

الحديث عن الحكايات الست من الممكن أن لا يأتي تراتبياً، فالمغزى ليس بتتمة كل حكاية للأخرى، بل بقدرة المخرج على أن يوصل المعنى المراد من الحكايات التي قد تكون حكاية أي شخص يعيش على هذه الأرض.

لنبدأ مع أول حكاية التي لم تغادر الكاميرا فيها الطائرة، فيها عدد من الركاب، وعبر أحاديث جانبية، كل من في الطائرة يتحدث عن سبب وجهته، فهو تلقى دعوة مجانية مصدرها مجهول، الحديث يبدأ مع امرأة تتناقش مع ناقد موسيقي، تسأله مصادفة عن شخص اسمه «باسترناك»، فيبدأ الناقد بوصفه بأنه أفشل موسيقي على وجه الأرض، فتسمع راكبة أخرى الاسم وتؤكد أنها درسته يوماً ما ولم يمر في حياتها شخص مضطرب مثله، ويبدأ الركاب جميعهم بذكر الاسم، فكل راكب لديه قصة مع «باسترناك»، ليعي الركاب جميعهم أنهم وقعوا في فخ الانتقام في الطائرة التي أصبحت في الجو، من خلال صوت قائد الطائرة، الذي لم يظهر أبداً، لكن الجميع أيقن أنه «باسترناك» الذي أراد أن ينتقم من كل شخص آذاه في حياته، بداية من أبويه، معلميه، وصديقته التي خانته مع صديقه، ويرى المشاهد الطائرة وهي تهوي قرب منزل، ليتضح أنه منزل والديه، هو انتظر سنوات عدة كي ينتقم، وتحقق حلمه أخيراً، في سماع صوت صراخ الاقتراب من الهاوية ومن الموت. هنا أراد زيفرون أن يحكي الاضطهاد الذي يتعرض له الأطفال، ويستمر معهم طوال مراحل عمرهم، والذي يخلق في داخل الطفل الشر الذي يكبر كل يوم.

في حكاية أخرى البطل فيها لغة المال والسلطة المرتشية، فها هو الشاب الذي ينتمي إلى عائلة ثرية، يكتنف البرود جدران قصره، ووجه أمه وسلطة أبيه، يعود إلى ذلك القصر منهاراً، بعد أن أكد لوالديه أنه قام بدهس شخص ما، وهرب، تاركاً الضحية التي لا يعرف جنسها ملقاة على الأرض دون عون، هنا تصرخ الأم على زوجها بأن يجد الحل، يستدعيان المحامي، الذي يقوم بإزالة كل البصمات على السيارة التي تدل على ارتكاب الشاب للجريمة، كخطوة أولى، الخطوة الثانية تأتي لهم على طبق من فضة، من خلال الحارس الذي استيقظ باكراً ليقوم بأعماله في القصر، يقوم الأب ومحاميه باستدعائه، قبل وصول الشرطة، يقدم له كل المغريات المادية واعداً إياه بحياة كريمة لعائلته إذا ما قبل أن يحمل القضية عن ابنه، يوافق الحارس، ويقوم المحامي بوضع جميع بصماته على السيارة، ويجلسه مكان الابن، ويحفظه ماذا سيقول للشرطة، التي وصلت القصر، وبدأت بمعاينة السيارة، وبذكاء من الشرطي استطاع أن يكشف الخطة، من خلال المقعد الذي لا يتناسب مع وضع المرآة، هنا دخلت الحكاية إلى دور السلطة التي من المفترض أن تحمي الشعب، فيقوم الأب بتقديم رشوة كبيرة للشرطي، الذي يوافق فوراً، لكن الحارس سمع المبلغ المقدم بأنه أعلى من المبلغ الذي سيحصل عليه، فتتم المفاوضة مرة ثانية، ليكتشف الأب أن المحامي مستفيد من الصفقتين، في هذه اللحظة يثور غضبه، ويقرر التخلي عن ابنه مقابل عدم ابتزازه وحفاظاً على أمواله، وبعد نقاش يتم الاتفاق بينهم، وحين خروجهم يجدون زوج المرأة الضحية مع عدد من الناس الغاضبين أمام القصر والصحافة، فيهجم زوج الضحية على الحارس الذي قال للصحافة إنه القاتل، ويطلق رصاصة على رأسه، وهنا يموت الحارس الذي ساوم على حياته وعلى عائلته من أجل المال الذي لم يأخذه ولا تعرف عائلته عنه، ويبقى على قيد الحياة الشرطي الفاسد والمحامي المستفيد والأب الذي اشترى ضمائرهم.

وفي حكاية ثالثة التي كان عنوانها «حتى آخر العمر إلى أن يفرقنا الموت»، تتجلى جميع الأحاسيس في مكان واحد، في حفل زفاف حبيبين، الرقص والغناء، ولمة العائلة والأصدقاء، كل هذا الصخب لا يمكن أن تتخيل معه أن تحدث كارثة بطلها العروسان، ففي خضم كل هذا الفرح، تلتفت العروس فجأة الى زوجها لتراه يتودد إلى امرأة في الطاولة، شعرت وأشعرت المشاهد أن ثمة شيئاً بينهما، فهي زميلته في المكتب، قوامها جميل وممشوق، تركز الكاميرا على عيونها، التي باتت تقترب إلى الغضب، وبحركة ما تقوم بتناول هاتفها والاتصال برقم فترد المرأة التي على الطاولة، حينها تستذكر وقت حفظها للرقم عندما شاهدته مرة على شاشة هاتف حبيبها، ردة فعلها التي لازمها دوار وعدم اكتراث لكل الحاضرين، وكأنها في دوامة لوحدها، جعلتها تهرول خارجاً، تاركة الجميع دون جواب، هم لم يلاحظوا غيابها، ولم لا يحظوا مواجهتها لزوجها الذي لم ينكر أن ثمة علاقة عابرة جمعته مع زميلته، اختفت من المكان، ووجدت نفسها على سطح الفندق، تترنح أمام الهواء، تقرر الانتحار، إلى أن جاء رجل من خلفها، هو الطاهي في الفندق، يتحدث لها بلغة الأب، يحاول أن يهدئ من انفعالها، مؤكداً أن ما فعله حبيبها لا يغتفر بسهولة، وأثناء حديثه تهجم العروس عليه متحرشة به، مع وصول عريسها سطح الفندق، هي رأت أن تنتقم من عريسها ب الأسلوب نفسه، لتوصل إليه الألم الذي شعرت به بسبب خيانته لها، يعتقد المشاهد أن القصة ستنتهي هنا، لكن وبعد عودة العريسين إلى قاعة الفرح، يبدآن بشتم بعضهما بعضاً، وتتشاجر العائلات مع بعضها، ويفرغ كل فرد من المدعوين شحنته على الآخر، وكل من في القاعة يبدي رأيه في شخصية العروسين، تصل الحالة إلى الضرب ورفع السكاكين، ومحاولات للقتل، وبعد كل هذا الخراب، وأمام انهيار العروس، ينظر إليها عريسها وينتشلها من كل هذا الحزن، ويقرر الرقص معها وإتمام الزواج.

الضحك والبكاء حالتان سيطرتا على مشاعر الجمهور في هذه القصة التي كانت مملوءة بالمشاعر المتناقضة، والغضب الكامن في النفس البشرية الذي يحتاج إلى فرصة للانفجار.

الحكاية الرابعة هي حكاية تخاطب الطبقية في المجتمعات، من خلال دييغو، شاب وسيم يقود سيارة ليست فارهة، لكنها أفضل حالاً بكثير من سيارة أخرى تمشي على الشارع نفسه، متهالكة وبطيئة، لرجل اسمه ماريو، يعطي الحق لدييغو صاحب السيارة الأحسن حالاً ليتجاوزه بسبب بطئه، ويلقي عليه حركة معيبة من مرآته، ويستمر الطريق، ويستطيع دييغو فعلاً صاحب السيارة الجيدة أن يتجاوز ماريو الفقير بكيلومترات كثيرة، لكن ثمة مشكلة تتعرض لها السيارة، فيرى دييغو نفسه يقف على قارعة الطريق أمام منحدر، في مكان لا بشر فيه، يحاول الاتصال بشركة التأمين لكن دون جدوى، فالشبكة اختفت، ومع مرور الوقت يظهر ماريو صاحب السيارة المتهالكة، يحاول دييغو إيقافه، وينظر إليه نظرة أسف على الحركة السابقة التي قام بها، يقف ماريو، يظهر في البداية كرجل هادئ الطباع، لكن الغضب الذي يعتريه يظهر على الذي سيفعله بسيارة دييغو، يكسر زجاجها، يحطم أبوابها، يتبول عليها، ينتقم منها أشد انتقام، ودييغو يحاول فقط أن يتصل بالشرطة أو شركة التأمين، يتعاركان، يهرب دييغو إلى السيارة، فيعمل ماريو على تقريبها من المنحدر، تسقط السيارة، لكن دييغو لا يهنأ، يلحق به، يحاولان قتل بعضهما.

«قنبلة صغيرة» كان عنوان إحدى الحكايات الست، تتمحور حول سيمون المهندس المختص بأنواع القنابل، يريد شراء كعكة لعيد ميلاد ابنته، وعند خروجه من المحال يكتشف أن سيارته تم شحنها بذريعة الوقوف في مكان غير مخصص لها، وهذا السبب غير صحيح، حسب سيمون الذي يتكلم مع الموظف بكل أدب أنه كان في الموقف غير الممنوع، لكن الموظف يصر على دفع المخالفة كي تعود إليه سيارته، ويرضخ سيمون للأمر، لكنه يتأخرعن عيد ميلاد ابنته، تتكرر قصة شحن السيارة الى المرآب أكثر من مرة مع سيمون وغيره من المواطنين الذين يقفون في الدور يؤكدون أنهم لم يخالفوا القانون، لكن دون مجيب، يصل سيمون إلى مرحلة نفسية سيئة، بسبب قصة المرآب، يفصل من عمله، تغضب منه زوجته التي تؤكد له أنه غير ملتزم بالعائلة، وتتفاقم المشكلة لديه أكثر وأكثر مع ردة فعل الموظف في الدائرة المعنية للمخالفات، وعدم اكتراثه لشكاويه المتكررة، إلى أن يصل إلى حل بصناعة قنبلة صغيرة، لن تتسبب بأي ضرر، وتنجح خطته، ويستطيع بث الرعب في كل فرد في الدائرة، ويشعر هو بالانتصار للمرة الأولى في حياته، الغريب في هذه الحكاية ان سيمون يتحول إلى بطل تكتب عنه الصحف.

الحكاية السادسة تحكي السجن الكبير الذي يشعر به المرء، على الرغم من أنه من غير قضبان حديدية، قصة مطعم فيه نادلة وطاهية، يقصد المطعم رجل تتسمر أمامه النادلة، وتذهب إلى الطاهية لتؤكد لها أن هذا الرجل هو السبب في موت والدها، وفي تركهم لمدينتهم، بعد محاولاته المتكررة التحرش بأمها، فتجيبها الطاهية ببساطة هذا يجب قتله، سنضع سم الفئران على طعامه، ونقول للشرطة إننا استخدمناه في المطبخ لقتل الفئران ولن نحاسب، تتردد النادلة، لكن الطاهية تصر، وتضع بالفعل السم على الطعام، وأثناء شروعه في الأكل، يصل إلى المطعم ابنه، فتتوتر النادلة، وتحاول أن تسحب صحن الطعام من أمام الرجل، لكن الرجل يصرخ عليها ويتهمها بالجنون، في هذه الأثناء يتناول الابن قطعة بطاطا، ويبدأ بالترنح، فيهجم الأب على النادلة، وتظهر الطاهية، وتغرز السكين في ظهره، هذه الطاهية أرادت أن تدخل السجن، بعد كل العذابات التي روتها في بداية الفيلم عن الظلم والفقر.

من الممكن أن لا تكون مع هذه الحكايات الست، ومن الممكن أن تصف ردود الفعل الغاضبة بالمبالغة، ومن الممكن أيضاً أن تصف الفيلم بالمحرض، لكن الأكيد أن هذا الفيلم سيجعلك تضحك وتبكي وتصرخ وتصفق في الوقت نفسه، لأنه سيخلق في داخلك تساؤلات، وكل الإجابات حاضرة في «حكايات برية».

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجي الضغط علي هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

29.01.2015

 
 

ينتمي لـ(الانطولوجيا) ورشح للأوسكار وصفق له جمهور (كان) و(دبي) كثيراً

(حكايات برية) فيلم يجسّد 6 مظاهر للانتقام !

دبي: إبراهيم توتونجي

حين شاهدت الفيلم الأرجنتيني المرشح للأوسكار (حكايات برية)، والذي ينتمي إلى نوع سينمائي يعرف بـ(سينما الأنطولوجيا)، حيث تتضافر مجموعة قصص في فيلم واحد.. لم أكن بمفردي، بل مع مئات الأشخاص من ذوي الجنسيات المختلفة والمستويات الفكرية والاجتماعية المتنوعة، في صالة (أرينا) ضمن (مهرجان دبي السينمائي). صفق الجمهور للفيلم أكثر من سبع مرات.

أحياناً في نهاية كل حكاية من الحكايات الست، ومرات لمشاهد محددة، في هذه الكوميديا السوداء التي لم تتوقف عن حصد الجوائز خلال الشهور القليلة الماضية في مهرجانات كثيرة، إضافة إلى معدلات عالية على شباك التذاكر. شهقوا في بعض الأحيان تقززاً لمشهد تغوط، أو مبهوتين من هول المفاجأة لمشهد لم يتوقعوه، ذعروا في مرات ولكنهم ضحكوا كثيراً. حتى إنهم ضحكوا على مشاهد لا يمكن لأي منطق تبرير الضحك خلالها، مثل مشهد قتل بالحريق، أو خيانة عروس لزوجها مع طاهي الحفل على السطح في سهرة الزفاف، أو قيام رجل بوضع متفجرة في مرآب تابع لهيئة حكومية تقوم بتحصيل مخالفات المرور وركن العربات.

نحن إزاء قصص متعددة، بشخوص وعقد درامية وصراعات وسياقات مختلفة، لكنها تشترك جميعها بخيوط واضحة، مثل تحول الإنسان الطيب إلى النقيض تماماً، بل واقتراف أعمال إجرامية، في حالات الإحباط والشعور بالظلم واللاعدالة وقهر الأنظمة الاجتماعية. إنها نشوة الانتقام التي تفجر الكثير من مكنونات الشر المدفونة في كل نفس بشرية، حتى لو لم يعها صاحبها. لكن، حذار من انتقام الطيبين والبسطاء، وهذه نماذج.

1- انتقام الحبيب يجسد صراع العواطف

في الحكاية المعنونة (حتى آخر العمر إلى أن يفرقنا الموت)، تكتشف العروس «رومينا» في حفل الزفاف، بعد أن تفرغ لتوها من الرقصة الأولى السعيدة حد الجنون، أن إحدى المدعوات كانت على علاقة مع العريس، وتسأله عن شكها فيكذب. لكنها تتأكد من الأمر، وها هي تقرر على الفور أن الرد الأمثل يكون بإذلاله وستفعل كل ما بوسعها، التودد لطاهي الحفل على السطح بعد اختفائها هاربةً مصدومةً وباكيةً من باب المطبخ، تدمير طاولات وتكسير كؤوس، ضرب حماتها، وخطابات علنية محرجة سوف تؤدي بالعريس مرة إلى البكاء ومرة إلى الرغبة بقتلها.

لكن (الهابي إندنغ) تبقى ماثلة هنا، إذ وسط المشهد المدمر، يقرران التسامح والمضي قدماً بالاقتران، في حكاية برهن فيها المخرج داميان زيفرون عن قدرة لافتة على رسم مسار حركة الكاميرا الجوالة والدوارة في لقطات ذات إيقاع سريع، يعكس إيقاع حفلات الزفاف، وأيضاً إيقاع الانهيارات النفسية المباغتة، كما أدت الأرجنتينية الحائزة على جوائز إيريكا ريفاس دور العروس المغدورة باقتدار وقوة، جعلتها، ربما تلهم نساء كثيرات من المشاهدات بطرق لعقاب الرجل الخائن، فصفقن لها كثيراً، بينما فكر الرجال غالب الظن بمعاني الوفاء والاختيار والزواج المقدس.

2- انتقام الأضعف يجسد صراع الطبقات

إذا كنت تقود سيارة فارهة، وتنتمي إلى طبقة اجتماعية عالية، وتقود على الطريق السريع متجهاً نحو منطقة نائية، فكر مرتين قبل أن تهين رجلاً آخر، تظن أنه الأضعف لأنه يقود سيارة متهالكة واسمه ماريو (يبدو أنه من طبقة أدنى، لنقل فلاحاً) واسمك دييغو. ستظن أنه بوسعك إذاً أن تشتمه باستخدام حركة الإصبع تلك، لأنك معترض على أسلوب قيادته.

ستخونك سيارتك الفارهة بعد قليل وتتوقف جثة هامدة قرب الجسر، وفي هذه الأثناء لن تصلك نجدة شركة التأمين، بل سيصلك الفلاح نفسه لكي ينتقم لكرامته. بعد وقت من الهلع ومشاهد الصراع والمطاردات التي تذكر بأفلام التشويق الأميركية، ستتحول، أنت (الممثل والتر دونادو) وماريو (الممثل ليوناردو سباراغليا)، إلى جثتين هامدتين، جعلهما الحقد كتلة واحدة (مترابطة ومتصلة)! ولكن (مفحّمة). القصة المعنونة (الأقوى) تنتهي بمجيء الشرطة إلى موقع الحدث، حيث يظن المحقق وهو ينظر إلى الجثتين المتعانقتين أنها (جريمة شرف)!

3- انتقام الموظف يجسد صراع الطبقة المتوسطة

في حكاية (قنبلة صغيرة) نتابع قصة سيمون الموظف والأب (قام بدوره الممثل والمخرج الأرجنتيني ريكاردو دارين) الذي ينتمي إلى طبقة متوسطة، كملايين المشاهدين حول العالم الذين صفقوا وسيصفقون لـ(حكايات برية)، وهو في كل مرة يركن فيها سيارته، يتضح أنه مكان غير مرخص للركن، فتشحن سيارته إلى مرآب السيارات المخالفة من قبل الهيئة النظامية المسؤولة عن تحرير المخالفات، ما يتسبب له بأضرار معنوية ونفسية ومادية تبدأ من تخلفه عن عيد ميلاد ابنه الصغير، ولا تنتهي عند فصله من العمل بعد أن يعامل بعنف موظف تلك الهيئة.

في كل مرة يجرب أن يعترض مبيناً أن على البلدية أن تضع لافتات واضحة في الأمكنة التي يحظر على السيارات الركن فيها، وإلا (كيف لنا أن نعرف؟)، يتم التعامل معه من قبل موظفي الهيئة ببرودة تامة وبطريقة آلية تخلو من التعاطف، بل وربما باحتقار لضعفه وقلة حيلته، ومعرفتهم المسبقة بأنه سيقوم بدفع المخالفة عاجلاً أم آجلاً وإلا فلن يستلم عربته. ولكن لحظة، هل على الموظف المسكين أن يظل راضخاً طوال الوقت. لديه فكرة: سوف يحصل على متفجرة ويقوم بزرعها في مرآب الدائرة النظامية ويدمر كل شيء، حينها سيتحول في الصحف الشعبية وفي الشارع إلى بطل قومي!

4- انتقام النادلة يجسد صراعاً مع الفساد

في حكاية (الجرذان) يدخل إلى المطعم البائس في ليلة داكنة رجل فاسد، تتعرف إلى هويته على الفور النادلة الشابة، بوصفه (الرجل المسؤول عن تدمير عائلتها والمتسبب في موت أبيها قهراً). حين تطلع الطاهية ذات الملامح الباردة التي ترتسم على وجهها صور حياة قاسية مرت بها لم تخل من السجن ذات يوم، تقترح عليها أن تقوم بدس سم الجرذان في طبق الطعام الذي طلب أن يأكله. تتردد في البداية، لكنها ترضخ لإصرار الطاهية التي يبدو وكأنها تريد أن تنتقم لحياتها أو من حياتها، لا أن تساعد زميلتها فحسب.

فجأةً، يدخل ابن الفاسد الشاب، بغتة، ويقرر الأكل من طبق أبيه المسموم، حينها تقرر النادلة الانصراف عن مهمتها وتهجم باتجاه الطبق لكي تلتقطه، ما يسبب حنق الفاسد الذي لم ترق له من البداية، فيهاجمها ويستحق طعنة من الخلف من الطاهية. تعود هذه إلى السجن الذي تظن الحياة فيه (أفضل من حياتها خارجه)، يموت الفاسد، لكن مع ضحية أخرى بريئة، هو الشاب الذي تسمم، وخسر حياته بذنب لا دخل له به. هنا تجسيد لفكرة الضحية التي تنتقم من الجلاد لكنها تتحول إلى جلاد يزهق ضحية بريئة! الممثلة ريتا كورتيزي كانت الأكثر بروزاً في هذه الحكاية ولعبت شخصية الطاهية المقتولة روحها ببراعة.

5- انتقام ضد الهدف.. المموه

في حكاية (الجائزة) يرتضي بواب يعمل لدى رجل أعمال ثري أن يساق إلى المحاكمة بدل ابن مخدومه الذي قتل امرأة حاملاً عن طريق الخطأ أثناء قيادة سيارة أبيه الفارهة. يدبر هذه الخديعة محامي الأب، بالاشتراك مع رجل الشرطة الفاسد، لقاء مبالغ مالية ضخمة. تخاض الكثير من النقاشات التي لا تخلو من ابتزاز يقوم به الحارس والمحامي والشرطي للأب، الأمر الذي يجعله في لحظة يقرر التخلي عن ابنه حفاظاً على أمواله التي ستهدر في عملية الابتزاز. حينذاك، يراعي الثلاثة الأب ويتفق الجميع على سعر ملائم في النهاية، لكن في اللحظة التي يخرج فيها الحارس من البيت مكبلاً بقيود الشرطة وتحت عدسات مصوري الصحافة، معترفاً زوراً بأنه هو من قتل المرأة، ينال عقابه بضربة قاتلة تسدد له من زوج المرأة الغاضب والراغب في الانتقام.

يموت الحارس الذي حلم بمبلغ مالي ضخم وشقة واسعة يستمتع فيها مع عائلته بعد خروجه من السجن، من دون أن يحقق حلمه، بل ويموت معه سر الحقيقة التي لن يعترف بها أحد، ولن يتمكن الشرطي الفاسد من الإعلان عنها كونه متواطئاً. هنا، تتضامن السلطة مع القانون من أجل حماية رأس المال، ويتم التضحية بالفقير وأحلامه التي لا تخلو أيضاً من فساد وتلوث في مرات.

6- انتقام سيئ الحظ من جميع مضطهديه

لطالما كان باسترناك سيئ الحظ ومضطهداً من الجميع، أبواه، معلمه الذي لم يتوان عن وصفه بأفشل مؤلف موسيقي، الناقد السينمائي الذي وصفه أيضاً بالفاشل ودمر فرصه، صديقته التي خانته مع أحد أصدقائه وكثر غيرهم.. حياة باسترناك جحيمية، وهو، وصل إلى مرحلة كره الجميع والرغبة بالانتقام منهم كلهم دفعة واحدة.

بعد سنوات سيحقق حلمه، وهو الآن قائد طائرة، وسوف يوجه دعوة مجانية على شكل جوائز مموهة مصدرها مجهول، لهؤلاء جميعاً، لركوب الطائرة التي يكون هو قائدها، والتي سيوجهها للاصطدام ببيت والديه، واضعاً نهاية لحياته وحياة كل من عرفه واضطهده. تسلسل المشاهد في هذه الحكاية المعنونة (باسترناك) (لا تظهر الشخصية بل نسمع عنها من الجميع) في الطائرة، حيث المفاجأة بأن كل من عليها له علاقة بذات الرجل، وصولاً إلى استنتاج أن الجميع وقع في (الفخ الطائر) خلق مفارقات من الكوميديا مسلية بذكاء.

مجلة أرى الإماراتية في

29.01.2015

 
 

جواكين فونيكس يتحدث عن فضل جائزة الأوسكار فى عمله بالتمثيل

كتب أحمد علوى

حضر النجم العالمى جواكين فونيكس، مؤتمرا صحفيا أقيم مؤخرا فى أحد الفنادق الكبرى بمدينة روما الإيطالية، للحديث عن بعض الجوانب المهنية فى حياته، والجوائز التى حصل عليها وتأثيرها على عمله. وخلال المؤتمر توجه أحد الصحفيين الحضور بسؤال للنجم جواكين، لكى يتحدث عن الشعور الذى ينتابه وقت الحصول على الجوائز وتأثيرها عليه فى مجال عمله، فقال: "إن الفوز بجائزة بسبب عمل فنى قام به الممثل يجعله فى وضع تأهب دائم، لكى يكون فى مقدمة الفائزين، وبالنسبة لى فإن جائزة "الأوسكار" أعطتنى الحماس لتطوير نفسى وإصرار للتوجه نحو الأفضل". وأكمل جواكين حديثه قائلاً: "على الرغم من الحماس الذى أشعر به أثناء وبعد الحصول على الجائزة إلا أننى لا أحبذ أن يكون هدفى فى العمل هو الحصول على تقديرات وجوائز، فالتمثيل من وجهة نظرى أرقى من ذلك". 

الخميس، 29 يناير 2015 - 09:10 ص

بنديكت كومبرباتش بعد اتهامه بالعنصرية: "أنا أبله"

كتبت رانيا علوى

ظهر مؤخرا نجم الأوسكار بنديكت كومبرباتش بطل فيلم "The Imitation Game" فى أحد البرامج المسجلة، حيث أخطأ خلال تصريحاته وقال: إن بعض الملونين colored”" والمقصود بهم أصحاب البشرة السمراء، وقد لاقى بنديكت سيلا من الانتقادات التى وصفته بالعنصرية. وقام بنديكت كومبرباتش ( 38 سنة ) بالاعتذار على الفور بعدما قال بشكل عفوى عن الأشخاص ذوى البشرة السمراء بأنهم "ملونين"، ووصف نفسه بأنه "أبله"، مؤكدا أن حديثه كان حول عدم وجود تنوع على الشاشة البريطانية مما جعل البعض يلتفت للمصلحات وابتعدوا عن القضية الرئيسية التى طرحها بنديكت. يذكر أن يعرض حاليا لبنديكت كومبرباتش فيلم «The Imitation Game» من إخراج مورتين تيلدام، وشاركة بطولة العمل كيرا نايتلى ومارك سترونج وشارلز دانس، ووصلت ميزانية الفيلم إلى 14 مليون دولار، ومدة عرض الفيلم 114 دقيقة، وتدور أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية حول عالم رياضيات يقرر أن يكشف لغز إحدى الشفرات بمساعدة من زملائه

اليوم السابع المصرية في

20.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)