«أوسكار» تعلن التفاصيل الشهر المقبل:
تبرير التوحش العسكري الأمريكي والتفوق الغربي
لوس أنجليس – أسامة صفار:
تحولت جائزة الأوسكار، والتي تعد أرفع وأهم الجوائز السينمائية في العالم
الى ما يشبه الوجبة الجاهزة في مطاعم الوجبات السريعة، ويستطيع أبسط متابع
لأفلام هوليوود طوال العام أن يتوقع مكونات نتائجها النهائية قبل إعلانها.
وتستند توقعات الجوائز إلى نمط اعتادت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة
الأمريكية اتباعه في منح جوائزها، ومن ثم يمككنا رسم الصورة الكلية
للجائزة، التي ستعلن نسختها الجديدة في فبراير/شباط المقبل.
وتحرص الأكاديمية ومصوتوها الذين يتجاوز عددهم ألف ناقد وسينمائي على تمثيل
الاهتمامات الأمريكية على المستويين الحكومي والشعبي ومن ثم الاهتمامات
الأوروبية بنسب قد تختلف كل عام.
ويبدو ذلك جليا في قائمة ترشيحات أوسكار 2015 والتي احتوت على العناصر «الأوسكارية»
المعروفة مسبقا وتتلخص في فيلم «للجلد الذاتي» عن اضطهاد السود في أمريكا
وكيف انتصروا في النهاية.
تتجسد هذه السمة هذا العام في فيلم «سلمى»، الذي يدور حول الدكتور «مارتن
لوثر كينغ» ونضاله من أجل الحقوق المدنية للسود ويقابله في العام الماضي
فيلم «12 عام من العبودية» هو فيلم دراما تاريخي، مبني على السيرة الذاتية
لـ»سليمان نورثوب»، وهو شخص أسود حر يتم اختطافه في واشنطن سنة 1841 ليقع
في العبودية.
والسمة الثانية التي تميز ترشيحات الأوسكار هي «تبرير التوحش العسكري
الأمريكي» عبر استعراض الآلام والإحباطات التي تصيب الجندي الأمريكي بينما
يقتل الآخرين، وقد تكررت هذه السمة منذ حصول المخرجة كاترين بيجلو على
أوسكار 2009 بفيلمها «خزانة الألم» الذي يستعرض بالتفصيل آلام وإحباطات
الجنود الأمريكيين في العراق نتيجة القلق والمخاوف والإصابات التي يتعرضون
لها بينما يقاتلون في العراق.
المخرجة نفسها، كاترين بيجلو، حصلت على أوسكار آخر عام 2012 عن فيلمها «نصف
ساعة بعد منتصف الليل»، ويحكي قصة قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وتبرر
خلاله التعذيب الذي تعرض له المشتبه فيهم من العرب والمسلمين للوصول
لمعلومات حول مكان إقامته.
في المقابل فإن ترشيحات 2015 التي تؤكد على السمة نفسها فهي فيلم «قناص
أمريكي» من إخراج الأمريكي المخضرم «كلينت يستوود».
ويحكي الفيلم القصة الحقيقية لحياة الجندي كريس كايل (برادلي كوبر)، القناص
الأمريكي المعروف بالجندي الأكثر فتكًا في تاريخ العسكرية الأمريكية، برصيد
مائة وستين قتيلًا مؤكدًا باسمه، ويستعرض الفيلم أيضا مدى تأثير مواجهته
للموت يوميًا أثناء عمله على حياته الشخصية والعاطفية، والذي يؤدي بعد ذلك
إلى انفصاله عن زوجته وعائلته.
السمة الثالثة السائدة في الأفلام المرشحة لنيل الأوسكار هي دعم فكرة
التفوق الحضاري الغربي بفيلم «فندق بودابست الكبير».
وتدور أحداث القصة في دولة خيالية تدعى «زوبروفكا» تقع أقصى شرق أوروبا عند
جبال الألب وقد أصابتها الحروب بالفقر والضعف، ويصل كاتب روائي إليها
وبالتحديد إلى فندق بودابست الكبير، حيث يعتزم قضاء عدة أيام بمفرده،
ويتعرف إلى مالك الفندق الذي يدعى «زيرو مصطَفى»، ويروي له مصطفى كيف أصبح
مالكا للفندق.
السمة الرابعة التي تجعل الفيلم مرشحا لنيل الجائزة السينمائية الأشهر
عالميا هي فكرة الحنين، حيث رشح فيلم «الرجل الطائر»، والذي يستعرض قصة
محاولة ممثل ونجم سابق لأمجاده بعد أفول الأضواء وابتعادها عنه.
«الرجل الطائر» هو استعادة بشكل أو آخر لفيلم «نبراسكا»، الذي رشح العام
الماضي للأوسكار وتدور أحداثه حول رحلة رجل فقير على وجهه علامات الشيب
يدعى وودي ديرن (بروس ديرن) يتسلم رسالة من إحدى المجلات، تخبره بأنه حصل
على جائزة قيمتها مليون دولار، وأنه يجب أن يذهب إلى نبراسكا لاستلام
الجائزة.
ويحاول ابنه الأصغر أن ينصحه بأن تلك الجائزة عبارة عن إعلان توزعه كبريات
مؤسسات الإعلان الأمريكية لغرض كسب زبائن جدد لها، إلا أن الأب يصر على أن
هذه الجائزة هي ملك له وبعد عدد من المحاولات يقرر الابن (دايفيد) أن يرافق
والده في تلك الرحلة الطويلة بين مونتانا ونبراسكا، حيث يتم استعادة
الذكريات والتواصل مع العديد من رفاق الطفولة والشباب، وتكتمل الصورة عندما
تلحق بهم الأم ثم الابن الأكبر.
وتضفي السمة الخامسة على جائزة الأوسكار بهاء خاصا حيث تمنح للتفوق
والتفاني معا وهو ما انطبق العام الماضي على فيلم «جاذبية» للنجم المخضرم
«جورج كلوني» و»ساندرا بولوك» وهو الفيلم الذي حصد أكثر من 500 مليون دولار
في شباك التذاكر.
أما الفيلم الموازي له هذا العام فهو «الصبا» وقد تم تصويره في فترات
متقطعة على مدار 11 سنة من مايو/آيار 2002 إلى أكتوبر/تشرين الأول 2013،
ويروي قصة نشأة الطفل «ميسون» وأخته «سامانثا» حتى مرحلة البلوغ.
ولا يمكن للأوسكار أن تتجاهل السمة السادسة والأهم لها وهي الانتصار لليهود
المضطهدين دائما رغم تكذيب الواقع والوقائع في هوليوود نفسها لهذه المزاعم
لذلك يفوز فيلم «عايدة» بالترشح لأفضل فيلم أجنبي.
الفيلم يحكي قصة فتاة بولندية تستعد لطقوس الرهبنة في أحد الأديرة بعد أن
نشأت فيه وتحاول الاتصال بأي من أقاربها قبل هذه الطقوس فلا تجد سوى خالتها
التي تكشف لها أنها يهودية وليست مسيحية وأن أسرتها قتلت غدرا خلال
محاولتها الهروب من النازي، ويستدعي الفيلم نفسه قصة فيلم «سليمان نورثوب»
بطل فيلم «12 عاما من العبودية» لنعرف أنه يهودي أيضا طبقا للفيلم.
وقد جاءت الترشيحات لأوسكار أحسن فيلم للعام الحالي لتشمل «قناص أمريكي» و
«الرجل الطائر» أو «الصبا» و»لعبة المحاكاة» و»نظرية كل شيء» و»ويبلاش»
و»سلمى».
وجاءت مسابقة أحسن مخرج لتتضمن كلا من «اليخاندرو إيناريتو جونزاليس» عن
«الرجل الطائر» و «ريتشارد لينكلاتر» عن «الصبا» و»بنيت ميللر» عن «صائد
الثعالب» و»ويس أندرسون» عن «فندق بودابست الكبير» و»مورتين تيلدوم» عن
«لعبة المحاكاة».
أما قائمة ترشيحات أحسن ممثل فاحتلها كل من «ستيف كاريل» عن «صائد الثعالب»
وبرادلي كوبر عن «قناص أمريكي» و»بنيديكت كومبرباتش» عن «لعبة المحاكاة»
و»مايكل كيتون» عن «الرجل الطائر» و»إيدي ريدمياين» عن «نظرية كل شيء».
وفي قائمة ترشيحات أحسن ممثلة كانت «ماريون كوتيار» عن «يومان وليلة» و»فليسيتي
جونز» عن «نظرية كل شيء» و»جوليان مور» عن «ما زالت أليس» و»روزاموند بايك»
عن «فتاة مختفية» و»ريز ويثرسبون» عن «متوحش». وتعلن أسماء الفائزين
بأوسكار 2015 مساء يوم 22 فبراير/شباط المقبل. |