كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

من سلومون إلى سيلما:

الثورة السينمائية على العنصرية مستمرة

بلال فضل – التقرير

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

سمعت أصوات النحيب تعلو في قاعة السينما خلال عرض فيلم (سلما) الذي يروي جانبًا من حياة قصة مارتن لوثر كنج جونيور المناضل الأشهر من أجل الحقوق المدنية، والذي يعرض تزامنًا مع ذكراه التي تحتفل بها الولايات المتحدة رسميًا كل عام لتخليد رحيله الفاجع ونضاله من أجل حقوق الأمريكيين من أصل إفريقي، فتذكرت فيلم (12 عامًا من العبودية) الذي شهدت فيه أيضًا قبل عامين نحيبًا جماعيًا، ولكن ليس خلال بعض المشاهد مثلما حدث في فيلم (سلما)، بل على مدى ساعتين كاملتين، وفي أغلب مشاهد ذلك الفيلم، الذي يستحق إعادة القراءة والمشاهدة، خصوصًا مع موجة الغضب الشعبي المتزايدة في شوارع الولايات المتحدة، ضد عودة وجه العنصرية الكريه لكي يطل برأسه.

في اليوم الذي شاهدت فيه فيلم (12 عامًا من العبودية)، ظل صوت البكاء يعلو من مواضع متفرقة من السينما، وخلال ربع الساعة الأخير كانت السينما كلها ودون أدنى مبالغة تبكي، مع تفاوت في أصوات البكاء بين نحيب ونشيج ونهنهة، كنت أظن أن ذلك حدث ربما لأني اخترت مشاهدة الفيلم في سينما (لينكولن بلازا) المشهورة في مدينة نيويورك بعرض الأفلام المستقلة ذات المستوى الفني الرفيع، وهو ما جعل جمهور السينما يتفاعل مع الفيلم بشدة، برغم قسوة ما يقدمه وخلوه من أي مؤثرات ميلودرامية تجارية من التي تصنع في هذه النوعية من الأفلام لتهوين قسوتها على المشاهد.

 لكن، الصحف سرعان ما بدأت تكتب عن الظاهرة المنتشرة في دور العرض، بفضل الفيلم الذي تفوق فيه مخرجه البريطاني من أصل إفريقي ستيف ماكوين على نفسه، وقدم أسلوبًا مختلفًا تمامًا عن فيلميه السابقين (الجوع) و(العار) اللذين أعترف أنهما برغم تميزهما، أعطياني تصورًا أنني سأشاهد فيلمًا بطيء الإيقاع ذا لمحات فنية لا تخلو من التجريب مثل فيلميه السابقين، لكني فوجئت أن ستيف ماكوين اختبأ هذه المرة خلف شخصية البطل، وترك قصته المريرة هي التي تقود المشاهد عبر الفيلم، لكي لا يشوش على هدف الفيلم في إيقاظ الغافلين الذين ربما ظنوا أن وصول رئيس أمريكي من أصل إفريقي إلى مقعد رئيس الولايات المتحدة، يجب أن يمنع صناع السينما من مواصلة فتح الملف الأسود للعنصرية كواحدة من أبرز الجرائم الجماعية المرتكبة في التاريخ الأمريكي، خاصة أن هذا الفيلم كشأن كل الأعمال الفنية العظيمة.

وبرغم أنه جعلك جزءًا من مأساة بطله التي يحكيها، إلا أنه سيذكرك في نفس الوقت إن كنت صاحب قلب سليم وضمير يقظ بكل المآسي التي تتسبب فيها العنصرية بكل أشكالها حتى الآن؛ بل إنك ستجد نفسك أحيانًا تتأمل في حقيقة مفزعة، هي أنه إذا كانت العبودية بمعناها المباشر قد اختفت، فإن المؤكد أن عبودية الإنسان لا زالت قائمة بأشكال مختلفة مهذبة القناع وحشية الجوهر حتى في المجتمعات الحرة وعلى رأسها المجتمع الأمريكي، وهو ما بدا جليًا للعيان في الشوارع الأمريكية خلال الأشهر الماضية بعد سنتين من عرض الفيلم، حين اندلعت المظاهرات احتجاجًا على تبرئة القضاء لضابطي شرطة قتلا مواطنين أمريكيين من أصل إفريقي في مدينة فيرجسون ومدينة نيويورك.

وقائع فيلم (12 عامًا من العبودية) مأخوذة عن قصة حقيقية حدثت للمواطن الأمريكي عازف الكمان سلومون نورثوب عام 1841، الذي وبرغم كونه مواطنًا حرًا تعرض للاختطاف من قلب مدينة واشنطن على يد زميلين له في السيرك، ليقوما ببيعه في الجنوب الأمريكي الذي كان لا يزال يمارس تجارة الرقيق، ليعيش 12 عامًا في العبودية، انتهت بإنقاذه عام 1853 من مزرعة قطن بالقرب من النهر الأحمر في لويزيانا، وهي التجربة التي رواها بأدق تفاصيلها اليومية في مذكراته التي نشرت قبل ثماني سنوات من بدء الحرب الأهلية، لتحقق رواجًا كبيرًا حين صدورها لدرجة أنها باعت 30 ألف نسخة في ذلك الوقت.

لكن، الكتاب دخل بعد ذلك في غياهب النسيان، حتى قام المؤرخان سو إيكين وجوزيف لوجسدون في عام 1968 بإعادة طبعه بعد تحقيقه، وإرفاقه بحواشي ووثائق مفصلة، وهي الطبعة التي اعتمد عليها كاتب سيناريو الفيلم جون ريدلي، الذي جاء فيلمه بمثابة الإحياء الثالث للكتاب الذي عاد بعد الفيلم ليلاقي نجاحًا كبيرًا، أتصور أنه سيجعله يعيش في ذاكرة الأجيال الجديدة مثلما عاش كتاب (مذكرات عبد أمريكي) لأحد أبرز الناشطين في مجال مكافحة العبودية فريدريك دوجلاس، وهو الكتاب الذي ترجمه إلى العربية منذ سنوات طويلة الأديب المصري إبراهيم عبد المجيد.

كلام كثير يمكن أن يقال عن عبقرية الفيلم وتميزه في كافة النواحي الإبداعية، على رأسه ما يجب أن يقال عن تفوق عنصر التمثيل في الفيلم، وقدرة مخرجه على أن يدير أداء الممثلين ببراعة جعلتهم يفلتون جميعًا من فخ المبالغة الذي تتحمله قصة مأساوية كالتي يقدمها الفيلم.

الأداء الأعظم كان من نصيب الممثل البريطاني شيوتيل إيوفور، الذي تفوق على نفسه وقدم أداءً لشخصية سلومون نورثوب كان من الظلم البين أنه لم يحصل بفضله على جائزة أوسكار أحسن ممثل، خصوصًا في المشاهد التي عبر فيها  عن ذهول رجل حر صحا من النوم ليجد نفسه مقيدًا بالسلاسل ويتم بيعه من سيد لآخر دون أن تقابل اعتراضاته إلا بالتعذيب المبرح؛ ليفقد رغبته في الهروب والمقاومة ويصبح كل ما يحلم به أن يبقى على قيد الحياة لعله ينول الحرية يومًا ما، وهو الحلم الذي تحقق له عندما التقى برجل أبيض خلال عمله في إحدى منشآت سيده (يلعب دوره نجم هوليوود الكبير براد بيت) وتعاطف الرجل معه ووعده بأن يتبنى قضيته العادلة ويسعى لتحريره من الاختطاف، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك.

كان يمكن لميزان الفيلم أن يختل كثيرًا لو لم يتألق الممثل الألماني مايكل فاسبندر نجم هوليوود الصاعد بسرعة الصاروخ مؤخرًا في أداء دور السيد الشرير الذي يسوم عبده سوء العذاب، لم يسقط فاسبندر في فخ المبالغة وهو يؤدي الشخصية، بل قدم تناغمًا مع الفكرة العظيمة التي يقدمها الفيلم والتي تختلف تمامًا عن الطريقة التي تقدم بها هوليوود أدوار الشر عامة، حيث تميل للبحث عن مبررات درامية للشرير، لكن الفيلم هنا يقدم الشر بصورة واقعية جدًا، يمكن تلخيصها في كلمتين “الشر يحدث”؛ لأن الشر جزء من طبيعة الإنسان عندما تصبح في يده سلطة مطلقة بلا حدود.

ولذلك، فهو لا يفكر في أي عواقب لأفعاله، وأتصور أن هذا المعنى المهم هو الذي جعل ستيف ماكوين يقدم مشاهد الجلد والتعذيب بصورة شديدة القسوة، دون أي رغبة في تخفيف وقعها على المشاهد، برغم معرفته أن في ذلك مخاطرة تجارية على المشاهد العادي الذي لا يرغب حتى لو دخل فيلمًا يقدم قصة مأساوية أن يصطدم بقسوة الحياة وعفنها إلى هذا الحد، لكن ستيف ماكوين خاض المخاطرة وقرر أن يضع المشاهد في قلب الحقيقة المرة، في مشاهد لم تشهد لها السينما مثيلًا لقسوتها، كان أقساها مشاهد جلد العبدة باتسي التي لعبت دورها باقتدار مدهش الممثلة الكينية لوبيتا نيونجو في أول دور سينمائي لها، واستحقت بفضلها جائزة الأوسكار بجدارة، وكذلك مشهد تقييد سلومون من رقبته في شجرة وهو واقف على أطراف أصابعه عقابًا له على مجرد تفكيره في الهرب، لكي يجبر على أن يظل مستيقظًا لأيام وليالي بطولها؛ لأنه لو سقط صريعًا للنوم سيفقد حياته شنقًا.

بدون مبالغة، لا أعتقد أن هناك ممثلًا مهما كان صغر دوره لم يضف بأدائه إلى الفيلم، سواء نجوم هوليوود الكبار أمثال براد بيت وبول جياميتي وبول دانو الذين قدموا أدوارًا شديدة الصغر دعمًا للفيلم واقتناعًا بأهميته، أو الممثلون المغمورون الذين شاركوا بالغناء خلال مشهد قيام العبيد بجمع القطن تحت رهبة السياط ومقاومتهم لذلك الجو المقبض بالغناء، أو الذين شاركوا في مشهد صغير في السفينة التي تنقل العبيد المخطوفين إلى الجنوب، وأخيرًا الممثلون الذين أدوا أدوار أطفال سلومون الذين يعود بعد 12 عامًا ليجدهم قد كبروا في مشهد جعل السينما تدوي بأصوات البكاء كما لم أر من قبل على كثرة ما شاهدت من أفلام، وعلى كثرة ما ذرفت من دموع بوصفي رجلًا يدخل السينما في أحيان كثيرة فقط لكي يجد فرصة للبكاء.

يوم أن شاهدت ذلك الفيلم، وبعد أن أضيئت أنوار قاعة العرض، انشغل الحاضرون بإزالة آثار الهجمة الدرامية الشرسة التي شنها الفيلم علينا جميعًا، وأسال دموعنا دون أن يفرق بين رجل وامرأة، أو أبيض أو ملون، أو كبير أو صغير. على باب القاعة المطل على الشارع مررت إلى جوار سيدة جميلة سمراء منخرطة في بكاء حاد، فيما كانت تبحث عن منديل بعد أن أجهز الفيلم على مناديلها، مددت يدي لها بمنديل، التقطته وهي تنظر لي بابتسامة زادت وجهها الباكي جمالًا، قبل أن أبتعد قالت لي: “أنا آسفة، هل يمكن أن أحتضنك”.

لاحظت دهشتي فقالت لي مفسرة طلبها “بعد فيلم هذا يحتاج الإنسان إلى من يحتضنه بقوة”، كانت محقة، وحتى لو لم تكن محقة، لم يكن ممكنًا أن أرفض طلبًا لشريكة تجربة سينمائية رائعة خصوصًا أنها كانت أيضًا رائعة الجمال كالتجربة السينمائية، اقتربت منها فاتحًا ذراعي فيما كانت هي تواصل مسح دموعها بالمنديل، وقبل أن يكتمل الحضن المنتظر، وجدتها تنظر خلفي قائلة “أشكرك جدًا، ها هو صديقي وصل لا داعي لأن أزعجك، سأشاهد أنا وهو الفيلم مجددًا، هل تحب أن تشاركنا”، حييت الحبيب القادم بهزة من رأسي لم يتجاوب معها طويلًا لانه رمى نفسه في قلب الحضن الذي كان ينتظرني، فابتعدت دون أن أتألم؛ لأن وجه سلومون نوثورب على أفيش الفيلم ذكرني بأن كل آلام الدنيا تهون جوار ألم العبودية.

التقرير الإلكترونية في

21.01.2015

 
 

'قناص' كلينت إيستوود

يطهّر الجرح الأميركي في العراق

العرب/ أمير العمري

المخرج كلينت إيستوود يعبّر في أحدث أفلامه 'قناص أميركي' عن موقفه كمدافع عن الحريات، وإقرار النظام في المجتمع ولو باللجوء إلى القتل.

أخرج الممثل والمخرج الأميركي كلينت إيستوود 34 فيلما في 44 عاما، وأحدث هذه الأفلام هو فيلم “قناص أميركي” الذي يتجاوز زمنه الساعتين. ولا بدّ من الاعتراف بأن الفيلم الجديد من أفضل أفلام إيستوود من الناحية السينمائية الفنية البحتة، أي من جهة إتقانه الصنعة: تنفيذ المشاهد، والابتكار في بناء كل مشهد، واختيار زوايا التصوير.

يجعل كلينت إيستوود من بطله في الفيلم، الذي يتطوع للالتحاق بقوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) كقناص مدرب يذهب إلى العراق، بطلا فوق الأبطال، بل “نصف إله”، يحلق فوق زملائه الجنود جميعا، يتخذ لنفسه مواقع عالية، فوق البنايات، في الفلوجة وغيرها.

يطل من علٍ على ساحات المدن التي تختفي في جوانبها قوى الشر، لكي يحول بين “الأشرار” العراقيين الذين يقاومون الوجود الأميركي هناك، وبين إلقاء القنابل واستهداف الدوريات المسلحة واصطياد الجنود وزرع العبوات الناسفة. بهذا المعنى يصبح القناص الأميركي هنا المنقذ، الذي يسهر بعينيه اليقظتين، من أجل حماية الآخرين.

شخصية حقيقية

شخصية بطل فيلم إيستوود الجديد شخصية حقيقية لأشهر قناص أميركي هو كريس كايل (يقوم بالدور ببراعة ملفتة برادلي كوبر)، وهو الذي خاض أربع جولات في العراق، مع قوات المارينز هناك، لما يقرب من ثلاث سنوات، حيث تمكن من قتل 160 شخصا، وقيل إنه تمكن من منع وقوع الكثير من عمليات التفجير الانتحارية قبل وقوعها.

وكان يقطع وجوده في العراق للعودة لفترات إلى الوطن، لكي يستأنف علاقته بزوجته “تاليا” (تقوم بالدور في أفضل أداء لها سيينا ميللر)، التي تجد مرة بعد أخرى، كيف يشرد زوجها بذهنه، وكأنه يعيش في الحرب، عاجزا عن التأقلم مع حياته وسط أسرته، بل إنه يكاد يفتك بكلب الأسرة ذات مرة عندما يتصوّر أن الكلب يوشك أن يلتهم طفله الصغير، بينما كان الكلب يلهو معه.

إننا مرة أخرى، مدعوون هنا للتعاطف مع ذلك “القاتل المحترف”، لأنه يدافع عن “الخيرين”، الأبرار الذين ذهبوا إلى العراق في مهمة مقدسة لتحرير العراق من “الأشرار”، وكأننا نعود إلى موجة مشابهة لموجة الأفلام التي قُصد منها تطهير الجرح الأميركي في حرب فيتنام، أعقبت ظهور سلسلة من الأفلام البارزة في تاريخ السينما الأميركية، كانت توجه النقد إلى الدور الأميركي في فيتنام، لعل أهمها على الإطلاق، فيلم “سفر الرؤية الآن” لفرنسس فورد كوبولا (1978).

الفيلم يعيد المشاهد إلى موجة مشابهة لموجة الأفلام التي قصد منها تطهير الجرح الأميركي في حرب فيتنام

كلينت إيستوود (84 عاما) يصنف ضمن صفوف اليمين المحافظ سياسيا بشكل عام، فقد دعم الجمهوريين، ويدعم دائما فكرة إبعاد الدولة عن التدخل في الاقتصاد أو في حياة الأفراد، وهو يصف نفسه بأنه من المدافعين الأشداء عن الليبرالية وعن القيم الوطنية، ورغم أنه عارض حرب فيتنام والتدخل الأميركي في أفغانستان والعراق، إلاّ أنه يميل إلى الإعلاء من شأن “البطولة” الفردية الأميركية وتقديرها انطلاقا من دوافع وطنية.

وقد كان مفاجئا لعشاق سينما هذا المخرج المقتدر، أن يخرج إيستوود عام 2008 فيلمه الأفضل حتى الآن، “السيارة غران تورين”، والذي قام فيه بدور رجل أميركي أبيض، عجوز، محافظ، شارك كمقاتل في الحرب الكورية، يعيش وحيدا بعد وفاة زوجته، لا يخفي عنصريته تجاه جيرانه الصينيين، الذين وفدوا إلى تلك البلدة الأميركية الهادئة، ولا يكف عن تعليقاته العنصرية.

وهو يرفض أيضا جيرانه وولديه وأحفاده، كما يرفض الكنيسة، وهو يؤمن بضرورة تطبيق القانون، حتى لو أخذ القانون في يده، فنرى كيف يتحول من معاداة جيرانه الصينيين إلى مدافع شرس حتى الموت عن ولده الشاب، الذي تسعى عصابة من الصينيين الأشقياء لضمه إليها عن طريق التهديد والعنف، ثم يغتصبون شقيقته.

هذا فيلم يعكس بوضوح موقف إيستوود كمدافع عن الحريات، وإقرار النظام في المجتمع الأميركي ولو باللجوء إلى القتل. وهو يستطرد في “قناص أميركي” على نفس النغمة، مصورا بطل فيلمه “كريس”: آلة القتل” المدرب، الذي ينطلق من منطلقات “وطنية” متشددة، والذي لا يريد أن يستمع إلى توسلات زوجته بالعودة إلى الأسرة، فهو يعلي الواجب الوطني على الأسرة، بل ويجد أيضا متعة خاصة في ممارسة القنص.

كلينت إيستوود يسيطر تماما على الأداء، وعلى حركة الكاميرا، التي تمنحنا إحساسا بالدوار أحيانا، وهو يجسد ببراعة وإقناع حيرة المارينز وغربتهم

في سياق كهذا، يصبح الفيلم أقرب إلى أفلام الويسترن، فالعراقيون هم الهنود الحمر، وجنود المارينز هم “رعاة البقر” الأميركيون البيض، والأمر لا يعدو الكثير من مشاهد الكر والفر والهجوم واقتحام المنازل وتفجير البيوت والتنسيق بين الطيران والقوات الأرضية، مع سقوط الكثير من الضحايا من الجانبين، مع التركيز بالطبع، على “إنسانية” القناص الذي يتردد طويلا في إصابة طفل صغير يوشك على إلقاء قنبلة على مدرعة أميركية قريبة، ويرتعد وهو يصوّب بندقيته في اتجاه امرأة قد تكون عزلاء.

صور نمطية

يصوّر الفيلم الجانب الإنساني في شخصية “كريس”، كيف يتمتع في حياته المدنية بالبشاشة والرقة والدماثة وطيبة القلب، يرثي لمصرع أحد زملائه، يحضر جنازته ويبكيه، كما يسرّي عن رفاقه الذين أصيبوا بإصابات بالغة في العراق؛ فقدوا أذرعهم أو سيقانهم.

وعلى النقيض من كريس، نرى الشخصيات العراقية مخادعة، عنيفة، شرسة، فالعراقي ربّ الأسرة، الذي يتظاهر بالبراءة ويدعو الجنود إلى وليمة في بيته، سرعان ما يكتشف كريس بحاسته السادسة، أنه يخفي أسلحة ومتفجرات في منزله.

والمرأة العراقية الحسناء تتصل لكي تحذر المسلح السوري “مصطفى” (يقوم بالدور الممثل والمخرج السوري سامي الشيخ) مساعد الزرقاوي، وهو قناص كان ضمن قائمة المطلوب تصفيتهم من طرف الأميركيين.

نهاية كريس في الفيلم غامضة، فنحن نعرف فقط من خلال الكلمات التي تظهر على الشاشة في النهاية، أنه قتل في موطنه بكاليفورنيا، على يدي أحد زملائه من المحاربين السابقين، دون سبب واضح.

المونتاج هو أحد أبرع العناصر الفنية التي تمنح الفيلم رونقه وصورته الجذابة، وهو العامل الذي جعل الفيلم على ما أصبح عليه في النهاية من حيوية وإيقاع متدفق سريع

كلينت إيستوود يسيطر تماما على الأداء، وعلى حركة الكاميرا، التي تمنحنا إحساسا بالدوار أحيانا، وهو يجسد ببراعة وإقناع حيرة المارينز وغربتهم، والمتاهة التي يجدون أنفسهم فيها، كما يلجأ إلى استخدام الزوايا المرتفعة، بحيث ترى “مدينة الصدر” مثلا، كتلة من المنازل المتشابهة الغائمة تمرّ عليها الكاميرا من طائرة هليكوبتر.

فالمقصود أن نراها كمأوى غامض لقوى شريرة، ولا تصّور الكاميرا، أي مشهد لأسرة عراقية عادية، أو لضحية مدنية لا ذنب لها من ضحايا العمليات الأميركية المسلحة، والفيلم بالتالي يحتفي بالبطولة الأميركية، ويمجّد الفرد المقاتل (من أجل الخير وحماية الوطن)، مقابل تنميط “الآخر” العراقي، وتقديمه كمعادل للشر والعنف والإرهاب.

هذه الرؤية اليمينية تحديدا هي ما تفقد الفيلم الكثير من قيمته وتجعله أقرب إلى فيلم مثل “القبعات الخضراء” (1967) السيّئ الصيت.

ويمكن القول إن المونتاج هو أحد أبرع العناصر الفنية التي تمنح الفيلم رونقه وصورته الجذابة، وهو العامل الذي جعل الفيلم على ما أصبح عليه في النهاية من حيوية وإيقاع متدفق سريع، وتنويع في الزوايا وإحجام اللقطات،و إيقاع مشدود داخل المشهد، وانتقالات محسوبة بين القتال في العراق وبين الوطن، أي بين كريس وزوجته، بل إننا نشاهد كيف ينتقل الفيلم بين المكانين في نفس الوقت الذي تدور خلاله معركة دامية بين الأميركيين والمسلحين العراقيين، انتقال بين زوجة كريس التي تستمع إلى الطلقات النارية والجلبة الصادرة عن المروحيات، وبين كريس الذي يتحدث مع زوجته، لكنه يجد نفسه مشدودا أكثر إلى المهمة التي يقوم بها؛ اصطياد المسلحين وقتلهم.

كان من المفترض أن يخرج “قناص أميركي” ستيفن سبيلبرغ، لكنه انسحب، وحل محله إيستوود. والحقيقة أن الفيلم يتطابق أكثر مع الموقف الفكري لإيستوود، ويبدو متسقا أيضا مع طموحاته الفنية وتاريخه السينمائي، فبطله “كاوبوي” معاصر، يحتسي “البيرة” ويثرر مع رفاقه في المقصف أثناء العطل، ويمارس القتل الاحترافي كعمل في بلاد “الهنود الحمر”.

العرب اللندنية في

20.01.2015

 
 

خالد أبوالنجا يشارك في الأوسكار بفيلم «الحسن الهيثم»

كتب: سعيد خالد

قال الفنان خالد أبوالنجا، إنه قرر القيام بإنتاج وتمثيل فيلم تحت عنوان «الحسن الهيثم»، وهو فيلم قصير، مدته دقيقة واحدة، للمخرج الشاب نور زكى، سيشارك في الأوسكار، ضمن مسابقة الأفلام الصغيرة، وسوف يعرض في حفل الختام، ويتحدث عن لحظة غيرت تاريخ العالم، وهى لحظة اكتشاف الحسن ابو الهيثم فكرة الكاميرا، وهى كلمة عربية مأخوذة من كلمة القمرة.

وأضاف للمصري اليوم: «الفيلم عبارة عن تواجد الهيثم، داخل سجن، به ثقب ضيق يمر من خلاله الضوء، ومن خلال الصورة المعكوسة في الجهة المواجهة، يكتشف فكرة الكاميرا، أنه يجسد خلاله الحسن ابن الهيثم».

المصري اليوم في

20.01.2015

 
 

إبراهيم أحمد بطل فيلم «تمبكتو» الموريتاني:

أحلم بأوّل أوسكار يجسّد آمال الأفارقة

تونس- أسماء بن سعيد:

رأى إبراهيم أحمد بطل فيلم «تمبكتو» أو «وجع العصافير» للمخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، المرشّح ضمن قائمة الأفلام الروائية التسعة المرشحة للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، أنّ هذا العمل مرشح لأن «يجسّد آمال الأفارقة بالحصول على أوسكار» آملا أن يحظى هذا الشريط السينمائي الذي حظي بشرف افتتاح الدورة 25 لـ»مهرجان قرطاج السنمائي» في تونس، بجائزة عالمية من شأنها أن تدعم الانتاج السينمائي في القارة السمراء.
«حلم أفريقيا بالحصول على أوسكار بصدد التشكّل».. كرّرها إبراهيم أحمد بفخر، قائلا: إنّ ترشيح الفيلم لمسابقة الأوسكار كان «خبرا رائعا بالنسبة لفريق الفيلم»، وأضاف مازحا:» أنا سعيد جدا لأن الفيلم لم ينجز بإمكانيات هوليودية».

ويتناول الفيلم مأساة قرية شمال مالي بعد سقوطها في قبضة متشددين، في ظلّ حكم الجماعات المسلحة شمال البلاد من مارس/آذار 2012 حتى بداية 2013 بعد التدخل الدولي بقيادة فرنسا لطرد هذه الجماعات.

وعن مسيرته المهنية، فإنّ إبراهيم أحمد هو ممثل وموسيقي مالي من أصول طوارقية، حاصل على جائزة أفضل ممثل أفريقي لسنة 2014 في المهرجان الدولي للأفلام في مدينة «دربن» جنوب افريقيا. نجاح شخصي، يتطلّع الممثل الافريقي لأن يحوّله إلى نجاح جماعي، مؤكّدا أنّه «بعد النجاح الشخصي نسعى إلى نجاح أفريقيا».

«أنا سعيد»، يتابع أحمد: «تماما على قدر سعادة عبد الرحمان سيساكو (مخرج الفيلم)، لأنه بفضل هذا العمل تمكّنت القارة الافريقية بأسرها من الإشعاع، ونجاح الفيلم سيساهم في تحفيز الأجيال الأفريقية على الإبداع»، مضيفا، في السياق ذاته «أعلم جيدا بأنّ الشباب يشعرون بالفخر بمشاركة قارتهم في التظاهرات الثقافية الكبرى، وهؤلاء الشباب هم من ينبغي تدريبهم من أجل المستقبل».

متحمّسا ومفعما بسعادة بالغة من نجاح فيلم «وجع العصافير» أو «شجن العصافير»، كما يحلو لبعض النقاد تسميته. نجاح كان لا بدّ وأن يستثمره للتحضير لمشاريع أخرى تعزّز مسيرته المهنية، وإشعاعه العالمي، حيث يعمل، في الوقت الراهن، من أجل الحصول على ترخيص لبعث جمعية «حديقة الرمال»، والتي من المنتظر أن تنشط في مجال تدريب الشباب الماليين في مهن السينما بمساعدة خبراء أجانب. مشروع قال إنه سيساهم في «جهود المصالحة الوطنية» في مالي التي تعيش على وقع أزمة شمال البلاد منذ مارس/آذار 2012.

وفي حديثه عن الجزئية الأخيرة، أوضح أحمد قائلا «نريد أن نجمع ثلاثين شابا من شماليا وثلاثين آخرين من جنوب مالي من أجل تحقيق المصالحة، كما سنساهم في تدريبهم على امتداد ثلاثة أشهر في مختلف مهن السينما، وسنرافقهم لاحقا لإنجاز أفلام قصيرة. سنوفر لهم الوسائل وسيحصلون عليها متى أرادوا ذلك»، معربا عن رغبته بأن يتم استنساخ مثل هذا المشروع في دول أفريقية أخرى.

وأبدى الممثل المالي ثقته بالشباب الإفريقي بقوله «أنا على ثقة بأن أفريقيا ستجد إشعاعها الفني في شبابها، ونحن نريد تكوين الطاقات الشابة الإفريقية بكامل القارة السمراء لمزيد تطوير السينما الافريقية في المستقبل».

توجّه يرى الممثل الافريقي أنّه في حاجة إلى دعم حكومي لتجاوز مختلف العقبات المالية والإدارية التي عادة ما تعرقل انجاز مثل هذه المشاريع، قائلا «أملنا كبير في أن تقوم الحكومة (المالية) بتيسير إنجاز مشاريعنا».

فيلم «تمبكتو» والذي لقي صدى واسعا في جميع التظاهرات الدولية التي شارك فيها، كما حصد جوائز عديدة أبرزها جائزة لجنة التحكيم الخاصة في «مهرجان كان السينمائي» لسنة 2014، والجائزة الكبرى وجائزة أفضل سيناريو وجائزة لجنة تحكيم الشباب، في مهرجان الفيلم الفرانكفوني (الناطق بالفرنسية) بمدينة «نامور» البلجيكية. ويعدّ هذا العمل السينمائي الطويل تاسع فيلم أفريقي يقع ترشيحه لمسابقة الاوسكار منذ انطلاقتها سنة 1929 (فيلمان من جنوب أفريقيا وفيلم من كوت ديفوار و 5 أفلام جزائرية(.

ومن المنتظر أن تقام الدورة الـ 87 لحفل مسابقة الأوسكار، في 22 فبراير/شباط المقبل، على مسرح «دولبي» في مدينة هوليود الأمريكية، بتنظيم من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة. (الأناضول)

القدس العربي في

21.01.2015

 
 

American Sniper  الكاوبوي

الأميركي في شوارع بغداد

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

كلينت ايستوود هو أهم اسطورة اميركية حيّة (85 عاماً) ورمز السينما و"كاوبويها" الذي يمتطي جواده ويصيب بطلقة واحدة من ابداعه، التمثيل والاخراج والانتاج السينمائي. انه "هاري القذر" المرشح مرات عديدة لعدد كبير من الجوائز، والفائز بالاوسكار 4 مرات(افضل فيلم وافضل مخرج عن كل من Unforgiven عام 1993 وMillion Dollar Baby عام 2005). بدوره كريس كايل اسطورة في نظر الاميركيين. انه اشهر قناص في البحرية الأميركية، الذي خاض حرب العراق ولقّب بـ"الشيطان الرمادي" ونال أوسمة عديدة لأنه صاحب الرقم القياسي في عدد القتلى الذين ارداهم بقناصته (160عراقياً في التقارير الرسمية وحدها). ايضاً هو تمكّن من قتل اشهر قناص عراقي على بعد 2 كيلومتر، قبل ان يعود الى اميركا ويعاني صعوبة الاندماج في الحياة الطبيعية والعائلية، ويكتب مذكراته في كتاب "بست سيلرز" عام 2012 ويموت قتلاً في شباط 2013على يد جندي اميركي فقد عقله من ويلات الحرب.

هاتان الاسطورتان تجتمعان اليوم في الشريط الـ34 من اخراج ايستوود عن سيناريو لجايسون دين هال، مقتبس من مذكرات كريس كايل، بعنوان American Sniper. الفيلم الدرامي الحربي الذي استبعد تماماً من معركة الغولدن غلوب، نجح في "اقتناص" 6 ترشيحات للاوسكار، مثل الجائزة الاكبر والأهم "افضل فيلم" لمنتجيه (من ضمنهم كلينت ايستوود والممثل برادلي كوبر). اما برادلي كوبر الذي يرشح للسنة الثالثة على التوالي لاوسكار افضل ممثل (بعد Silver Linings Playbook عام 2012 وAmerican Hustle عام 2013) فقد جسّد بشكل بارع شخصية غنية بكثير من التمزقات الداخلية والتخبطات النفسية وردود الفعل تحت الضغط والخطر، اضافة الى تقمصه الشخصية جسدياً بعدما خضع لتمارين رياضية وتدريب على الرماية وتغذية مضاعفة لزيادة وزنه 20 كلغ وحجم عضلاته.

بالعودة الى الفيلم، ربما لأن والد كريس كايل وزوجته أصرّا على أن تحترم مذكراته بالكامل بعدما قدما ارشيفه كله لفريق العمل، قدم كلينت ايستوود شريطاً يمجد البطولات الاميركية ويعظم أخلاقيات الجنود ويركز على القناص الاميركي اكثر من الحرب. ورغم ان ايستوود كان من أشد المعارضين لحرب العراق، لم يطرح تساؤلات عن اخلاقياتها وعواقبها، واكتفى بتقديم العراقيين كأشرار (وخصوصاً أعضاء القاعدة الذين كانوا ينكلون بالعراقيين ايضاً)، من خلال عرضه وجهة نظر كريس كايل الذي اعتبره بطلاً، بينما يراه العراقيون قاتلاً. كايل كان يفاخر بوطنيته وبقتله العراقيين ويؤمن بأنه يشارك في حرب يعتبرها ضرورية للقضاء على أعداء أميركا من إرهابيي القاعدة الأشرار، رغم كل الانتهاكات التي حصلت من الأطراف جميعهم. لكن في المقابل، لا احد يمكنه انكار أن الفيلم يقدم دراسة نفسية عميقة ومؤثرة لحالة ذلك القناص.

لا احد يمكنه انكار ذكاء ايستوود وبراعته اللذين جعلاه يمسك بنا طوال مدة العرض ويرفع ضغطنا بمعضلاته الاخلاقية، من لحظة المشهد الاول في الفيلم، عندما جعلنا نراقب كريس منبطحاً على سطح احد الابنية في العراق، وعينه على ناضور بندقيته ويده على الزناد، على اهبة الاستعداد لقتل طفل عراقي وامه لأنهما يحملان قنبلة قد يرميانها على الجنود الاميركيين، قبل ان يعيدنا الى كريس الصغير الذي يعلمه والده صيد الغزلان. نعم، هذا هو كريس الذي تربى على ضرورة حماية شقيقه ووطنه، لذلك هو لم يشعر يوماً بتأنيب الضمير ولم يتردد يوماً في قتل حتى الاطفال والنساء من اجل حماية الابطال الذين يسعون الى منح اميركا والعالم كله السلام. يا سلام! حتماً المآخذ على الأفكار الأخلاقية التي يسوقها الفيلم كثيرة وهي قابلة لنقاش طويل. لكن لو وضعناها جانباً، فإن شريط ايستوود الجديد قاس وواقعي ومؤثر ومدعوم بأداءات صلبة (وخصوصاً كوبر وزوجته في الشريط الممثلة سيينا ميلر) وهو يركز على منحيين اثنين بشكل متوازن لدى القناص. الجانب الدرامي- النفسي- العائلي والجانب الحربي العسكري المقدم من خلال 4 جولات ميدانية حافلة بالقنص والمعارك الدموية القاسية المصورة بواقعية كبيرة من دون مؤثرات، في شوارع عراقية تمت استعادتها بدقة في المغرب، اضافة الى لوس انجلس حيث تمّ جزء من التصوير.

الفيلم يتنقل بنا بين حركة المحارب المسكون بفكرة المثالية الوطنية وصاحب القدرات الخارقة والانتظار الصامت الطويل والموتّر، ونحن نراقبه مترصداً ضحيته بمنتهى الهدوء وضبط النفس، وبين درامية رب العائلة المسكون بلحظات دموية لا يستطيع نسيانها وهو جالس في مزرعته الجنوبية مع أولاده وزوجته تايا التي يتآكلها القلق عليه. اما الخاتمة فمقدمة بطريقة مؤثرة ومبتكرة وغير متوقعة، حتى للذين كانوا يعرفون أن كريس كايل سينتهي مقتولاً.

النهار اللبنانية في

21.01.2015

 
 

«سيلما» يثير عاصفة انتقادات ضد «أوسكار»

دبي ـ البيان

منذ اللحظة الأولى لإعلان الترشيحات لجوائز أوسكار في دورتها الـ 87 وحتى الآن، لم تهدأ عاصفة الانتقادات التي تعرضت لها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأميركية المانحة للجوائز، متهمة إياها بالتمييز العنصري لتجاهلها مجموعة من الممثلين والمخرجين السود الذين يستحقون التكريم، ليأتي القائمون على الفيلم الأميركي «سيلما» للمخرجة أفا دوفيرني في صدارة المنتقدين لقوائم الترشيحات التي كشف عنها نهاية الأسبوع الماضي، والتي أظهرت ترشيح «سيلما» لفئة أفضل فيلم وأفضل أغنية، في حين حازت الأفلام المنافسة على عدد أكبر من الترشيحات، وأبرزها فيلم «بيردمان» للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إناريتو، الذي حاز على 9 ترشيحات من بينها أفضل فيلم.

تجاهل أعضاء الأكاديمية لفيلم «سيلما» الذي يعود بأحداثه إلى الستينيات ويسرد قصة نضال الزعيم الأميركي الأسود مارتن لوثر كينغ، لنيل حق الانتخاب للسود في أميركا، قد أثار استغراب الكثيرين، وهو ما يفسر السبب الذي يقف وراء المسيرة التي شهدتها ولاية الاباما أخيراً، وتزعمتها الإعلامية أوبرا وينفري وعدد من أبطال الفيلم، لإحياء ذكرى مارتن لوثر كينغ، وكانت أوبرا قد لعبت في الفيلم دور الناشطة السوداء «آنى لي كوبر» التي اشتهرت بصفع رئيس شرطة بلدة سيلما بعد أن حرمها بشتى السبل من التصويت.

التجاهل الذي أصاب فيلم «سيلما» لم يقتصر على أكاديمية الفنون، وإنما انسحب أيضاً على ترشيحات نقابة الممثلين، حيث لم يحصل بطله الممثل ديفيد اويلو على ترشيحها، كما لم يظهر اسم مخرجته افا دوفيرني ضمن قوائم نقابة المخرجين، فضلاً عن أن الفيلم لم يرشح لجائزة نقابة المنتجين، ويأتي هذا التجاهل في وقت استحوذ فيه الفيلم على إعجاب النقاد منذ عرضه الأول في مهرجان معهد الأفلام الأميركي بلوس انجليس، ليأتي ترتيبه بعد فيلم «بوي هود» الذي حاز على 8 ترشيحات في الأوسكار، واللافت أن هذا الفيلم تم تكريمه من قبل جمعية الصحافيين الأجانب، الذين منحوه ترشيحات عدة في جائزة «غولدن غلوب».

وفي أول ردة فعل لها حيال هذه الانتقادات، قالت شيريل بون أساكس رئيسة الأكاديمية، إن «نتائج ترشيحات الأوسكار هذا العام ألهمتها بتعجيل مبادرة الأكاديمية في السعي للتعددية»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن «سيلما» قد تم ترشيحه لجائزتي أفضل فيلم وأفضل أغنية.

حملة ترويجية

المراقبون عزوا أسباب عدم حصول فيلم «سيلما» على عدد كبير من الترشيحات إلى طبيعة حملته الترويجية التي وصفوها بالفوضاوية والكسولة مقارنة مع حملة فيلم «عبد لـ 12 عاماً» الذي حصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم العام الماضي، وقالوا «إنه رغم عرض الفيلم أمام أعضاء الأكاديمية إلا أنه لم يعرض أمام النقابات المهنية ولم ترسل أسطواناته لأعضائها»، معتبرين ذلك خطأ فادحاً لأن ترشيحات النقابات عادة تمهد لترشيحات الأوسكار.

البيان الإماراتية في

21.01.2015

 
 

"قنّاص أميركي" لإيستوود يحقق إيرادات وسجالات عالية

عبد الاله مجيد

حقق فيلم "قناص اميركي" الذي يروي قصة أشد رماة الجيش الاميركي فتكا ايرادات قياسية في شباك التذاكر بلغت 105 ملايين دولار خلال يومين. ولكن الفيلم أجج ايضا السجال حول حروب الولايات المتحدة. إذ اتهمه البعض بالدعاية المتعصبة لهذه الحروب فيما دافع عنه آخرون قائلين انه ينصف جنودا لم يلقوا التقدير الذي يستحقونه من بلدهم

وكتب المخرج مايكل مور على تويتر ان عمه قُتل برصاصة قناص في الحرب العالمية الثانية وان جيله تربى على "ان القناصة جبناء يطلقون النار في الظهر وانهم ليسوا ابطالا". وقارن الممثل سيث روغن "قناص اميركي" بفيلم دعائي نازي يظهر في نهاية فيلم "اوغاد مجهولون" للمخرج كونتين ترنتينو

وجاء رد المدافعين سريعا من سياسيين محافظين ومحاربين قدماء وبعض المشاهير قائلين ان منتقدي الفيلم لا يهاجمون اليمين الاميركي بل نسيج الولايات المتحدة في وقت تحتاج الى بطل.  

ولكن شعبية الفيلم فاقت كل السجالات ، كما أكد دان فيلمان مدير التوزيع في شركة وارنر بروس التي أطلقت الفيلم. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن فيلمان "ان الفيلم حطم الأرقام القياسية في الايرادات سواء في الولايات الجمهورية أو الولايات الديمقراطية ، في المدن الصغيرة او المدن الكبيرة". 

ولم يكن السجال الذي اثاره "قناص اميركي" العامل الاساسي في نجاحه الأول ولكن احتدام السجال أطلق موجة قوية من الاهتمام به. وقالت شركة توتير ان النقاشات التي اثارها على موقع التواصل الاجتماعي زادت مرتين على متوسط حجم النقاش الذي تثيره الأفلام الأخرى

لو صوّت الأميركيون لفاز "القنّاص" بجائزة الأوسكار

رويترز

لوس انجليس:  كشف الاستطلاع السنوي لرويترز وشركة ايبسوس لأبحاث السوق بخصوص جوائز الأوسكار أن فيلم كلينت استوود "امريكان سنايبر" عن قناص أمريكي في حرب العراق سيفوز بالجائزة اذا صوت الأميركيون العاديون لاختيار الفيلم الفائز. وقال 22 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع الذي أجري عبر الانترنت من 16 الى 23 يناير كانون الثاني إن جائزة الأوسكار الأولى يجب أن تذهب للفيلم الذي يقوم بطله برادلي كوبر بدور كريس كيل الجندي الراحل من قوة العمليات الخاصة التابعة للبحرية.  وتضم قائمة الأفلام المرشحة للجائزة ثمانية أعمال. واحتل فيلم "سيلما" عن مارتن لوثر كينج المركز الثاني بنسبة ثمانية في المئة. وجاء فيلم "بوي هوود" عن التطور النفسي والمعنوي عبر مراحل العمر والذي صور على مدى 12 عاما بنفس الممثلين في المركز الثالث برصيد اربعة في المئة. والفيلم مرشح ليفوز بجائزة أفضل تصوير في الأوسكار. وقال نحو نصف المشاركين في الاستطلاع وتحديدا 48 في المئة انهم غير متأكدين أي فيلم سيفوز بجائزة أفضل تصوير.

وأثار فيلما "امريكان سنايبر" و"سيلما" جدلا في الأسابيع القليلة الماضية. وأصبح الفيلم الذي أخرجه استوود ويتصدر حاليا ايرادات السينما في امريكا الشمالية مثار جدل ساخن بين الليبراليين والمحافظين بشأن اخلاقيات الحرب ودور القناصة. واثار فيلم "سيلما" انتقادا من بعض الباحثين التاريخيين بسبب ما قالوا إنه تصوير مضلل لدور الرئيس ليندون جونسون في المعركة لأجل حقوق التصويت للسود. ومن المقرر منح جوائز الأوسكار في حفل يوم 22 فبراير.

موقع "إيلاف" في

21.01.2015

 
 

حصلت على 33 ترشيحاً.. وحصدت 4 جوائز «غولدن غلوب»

أفلام «دبي السينمائي 11».. قريبة من «الأوسكار»

المصدر: دبي ـــ الإمارات اليوم

حصلت أفلام عرضها مهرجان دبي السينمائي الدولي، خلال دورته الأخيرة، على 33 ترشيحاً لجوائز الأوسكار 2015، وحصدت أربع جوائز «غولدن غلوب»، وثماني جوائز لاختيار النقاد. وكان مهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي عقدت أنشطته خلال الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر الماضي، قد عرض مجموعة من أفضل إنتاجات السينما، من بينها فيلم «نظرية كل شيء» الذي افتتح الدورة الـ11 من المهرجان، وكذلك فيلما «بيردمان» و«لعبة التقليد»، التي تتوجه بقوة نحو الفوز بجائزة أفضل فيلم سينمائي في هذا العام.

ويعد برنامج «سينما العالم» من أكثر برامج مهرجان دبي السينمائي الدولي شعبية، بما يعرضه من أفضل الإنتاجات التي أبدعها أشهر نجوم السينما العالمية، من مخرجين وممثلين ومنتجين وكتاب سيناريو.

وقال رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبدالحميد جمعة «يعرض المهرجان في كل عام أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية لجمهور وعشاق السينما في دولة الإمارات، وكون مجتمعنا يتميز بتنوع خلفياته الثقافية، عبر 200 جنسية مقيمة في الدولة، فنحن نسعى دائماً إلى صياغة برنامج يمثل كل تلك الثقافات، ونحن سعداء برؤية العديد من الأفلام التي عرضتها الدورة الـ11 من المهرجان وهي تترشح للتنافس لجوائز الأوسكار».

ويتصدر فيلم «بيردمان»، للمخرج أليهاندرو غونزالس إناريتو، قائمة أكثر الأفلام ترشحاً لجوائز الأوسكار ضمن تسع فئات تتضمن ترشحه لجائزة أفضل مخرج، وأفضل ممثل في دورٍ رئيسٍ لمايكل كيتون، وأفضل ممثل في دور مساعد لإدوارد نورتون، وجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد لإيما ستون.

وترشح فيلم «لعبة التقليد» للمخرج مورتن تيلدام لثماني فئات ضمن جوائز الأوسكار، تتضمن جائزة أفضل مخرج، وأفضل ممثل في دور رئيسٍ لبينيديكت كامبرباتش، وأفضل ممثلة في دور مساعد لكيرا نايتلي. وحصل فيلم «فوكس كاتشر» للمخرج بينيت ميلر على خمسة ترشيحات لجائزة أفضل ممثل لستيف كارل، وجائزة أفضل ممثل في دور مساعد لمارك روفالو، وجائزة أفضل مخرج لبينيت ميلر، وجائزة أفضل سيناريو أصلي ومكياج وتصفيف شعر، بينما حصل فيلم «في الغابة»، الذي اختتم به «دبي السينمائي»، على ثلاثة ترشيحات تتضمن جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد للنجمة ميريل ستريب، وجائزة أفضل تصميم إنتاج، وجائزة أفضل تصميم ملابس.

وحصلت ريس ويذرسبون على ترشيح لجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «برّيّة» للمخرج جين - مارك فالييه، إلى جانب لورا ديرن التي ضمنت موقعاً لها ضمن منافسات جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد. وتحضر السينما الأرجنتينية من خلال فيلم «حكايات برّيّة»، الممثل الرسمي للأرجنتين، في جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.

يذكر أن حفل توزيع جوائز الأوسكار سيقام يوم 22 فبراير المقبل في مسرح دولبي ثياتر في هوليوود.

«نظرية كل شيء»

فيلم «نظرية كل شيء»، الذي افتتح المهرجان في دورته الأخيرة، حصل على ترشيحات لجوائز الأوسكار ضمن خمس فئات، هي جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل سيناريو أصلي، وترشح النجمان إيدي ريدمين، وفيليسيتي جونز لجائزة أفضل ممثل في دور رئيس، وأفضل ممثلة في دور رئيس، على الترتيب.

الإمارات اليوم في

21.01.2015

 
 

وأشار إلى أنه على الرغم من ان المهرجان يواصل انعقاده سنويا في ظل تحديات امنية كثيرة واستضافة مئات الافلام والسينمائيين من انحاء العالم ولكن بسبب كون مؤسسة مستقلة وغير حكومية وغير سياسية تنظمه فأنه لايحظى بتخصيص ميزانية ثابتة وهو ما سعى اليه القائمون عليه منذ سنوات لدى الجهات ذات الاختصاص.

المصرية في

06.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)