كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

حلقة نقاد لندن تمنح جوائزها أيضا

فيلم «بويهود» الأفضل عالميا و«ليفياثان» أجنبيا

لندن: محمد رُضـا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

«هناك باقي البشر وهناك عشّـاق السينما»، قال المخرج ريتشارد لينكلاتر ليل أول من أمس حين تسلم من «حلقة نقاد لندن» جائزة أفضل مخرج عن فيلمه «بويهود»، إنها جائزة سنوية أخرى تطرح، منذ 35 سنة، بين مزادات الجوائز الدولية في هذا الموسم. وليلة أول من أمس، احتشد نقاد بريطانيا وبعض السينمائيين لحفل توزيع جوائز «الحلقة» التي توجهت إلى 15 حقلا ومسابقة، بالإضافة إلى جائزة خاصّـة باسم ديليس باول، وهي كانت ناقدة مؤثرة عملت في «دايلي تلغراف» لعقود وماتت في سن الـ92 وهي ما زالت تمارس نقد الأفلام.

تيموثي سبول، الذي تسلم جائزة أفضل ممثل بريطاني للعام عن دوره في «مستر تيرنر» وصف العلاقة بين الناقد والسينمائي على نحو أثار القبول والضحك معا: «إذا كان النقد ضدي، قرأته بـ(قرف): كيف تجرؤ على مهاجمتي يا وغد؟ وإذا ما كان معي فرحت له واعتبرت الناقد معجبا بي».

كون المناسبة مقامة من حلقة نقاد توارثوا حب السينما والكتابة فيها يجعلها واحدة من المناسبات المنتشرة على جانبي المحيط ما بين نيويورك وبريطانيا، وامتدادا إلى كندا وأستراليا. مثل هذه المناسبات ليست كغيرها من المناسبات الأكبر حجما، فهي ليست بالحجم ذاته، ولا تستطيع أن تدعو نجوم السينما المرشّـحين للحضور متحمّـلة تذاكر سفرهم وإقاماتهم، ولا وجود لمحطات التلفزيون تشتري المناسبة وتملأ حساب الجمعية النقدية المصرفي بإيراد مرتفع.

لكن مناسبة «حلقة نقاد لندن» لم تخل من بعض النجوم في الإخراج وفي التمثيل؛ حضرت الممثلة ميراندا رتشاردسون لتسلم جائزة الناقدة ديليس باول وتحدّثت عن متعة التمثيل وعن رسالته كفن في التعبير وحريّته، وفي النهاية ختمت بالقول: «كنت أقدم فقرة في مهرجان آسيوي قبل سنوات قليلة ومن بين من قدّمتهم الممثل جاكي شان الذي كان مدهشا. لقد قال شيئا جريئا. قال: أنا هنا، وأنا مُـتاح لقبول الأدوار، ورخيص لا أكلّـف كثيرا.. خذوني. وها أنا أقول الشيء نفسه الآن: أنا هنا ومتاحة ورخيصة لا أكلف كثيرا».

حفلت مسابقات «حلقة نقاد لندن» الـ15 بالأفلام والأسماء الجديرة. العام الماضي كان رائعا، ويمكن لمس نتاجاته وتميزه عبر تلك الأفلام والشخصيات التي يتكرر ذكرها في المحافل هذه الأيام: «بويهود» ومخرجه رتشارد لينكلاتر وممثلاه إيثان هوك وباتريشا أركيت. «بيردمان» ومخرجه أليخاندرو غونزاليز إيناريتو وممثله الأول مايكل كيتون، والثاني إدوارد نورتون والممثلة المساندة إيما ستون «المواطن أربعة» Citizenfour كفيلم تسجيلي (يدور حول إدوارد سنودون وما كشفه من وثائق). «مستر تيرنر» ومخرجه مايك لي وبطله تيموثي سبول «ليفياثان» ومخرجه أندريه زفغانتسيف، «فندق بودابست العظيم» ومخرجه وس أندرسون وممثله الأول راف فاينز. ويمكن أن تضم إلى ذلك عددا آخر من الأسماء والعناوين تنتقل بين المحافل؛ فمن «غولدن غلوبس» إلى «بافتا» (التي لا تختلف ترشيحاتها كثيرا عن تلك التي وردت في سياق جوائز «حلقة نقاد لندن»)، ومن «بافتا» إلى أوسكار.

الجوائز

على هذا الأساس، فإن النتائج التي أُعلنت، ليل أول من أمس، في فندق Mayfair في لندن جاءت على النحو التالي:

·        جائزة الفيلم التسجيلي: «المواطن 4».

·        جائزة أفضل تمثيل بريطاني شاب: أليكس لوثر عن «لعبة المحاكاة».

·        جائزة الإنجاز التقني: ميكا ليفي عن موسيقا فيلم «سوط».

·        جائزة الممثل المساند: ج. ك. سيمونر عن «سوط».

·        جائزة الممثلة المساندة: باتريشا آركيت عن «بويهود».

·        جائزة الفيلم الأجنبي: «ليفياثان».

·        جائزة كاتب سيناريو: وس أندرسون عن «ذا غراند بودابست هوتيل».

·        جائزة الممثل البريطاني: تيموثي سبول عن «مستر تيرنر».

·        جائزة الممثلة البريطانية: روزاموند بايك عن «فتاة مختفية».

·        جائزة مخرج العام البريطاني: يان ديمانج عن «71».

·        جائزة الممثل: مايكل كيتون عن «بيردمان».

·        جائزة الممثلة: جوليان مور عن «لا زلت أليس».

·        جائزة أتنبروه للفيلم البريطاني «تحت الجلد».

·        جائزة المخرج: رتشارد لينكلاتر عن «بويهود».

·        جائزة فيلم العام: «بويهودس» لرتشارد لينكلاتر.

كثير من الفائزين بعثوا بشكرهم عبر «الساتالايت»، لكن الممثل الأميركي ستانلي توشي كان حاضرا ليقدم جائزة ديليس باول لميراندا رتشاردسون، وهو أغدق بذكر حسناتها، ووصف تأثيرها عليه منذ أن كان شابا صغيرا، حين رآها على الشاشة لأول مرة.

لكن النجم الحقيقي للحفل كان المخرج لينكلاتر الذي تحدث في كلمته عن تأثير المخرج الروسي المشاكس أندريه تاركوفسكي عليه. وفيلمه المفضل إليه من أعماله هو «المرآة» (شاهدته أكثر من 10 مرات).

أوروبا ستبقى محط الاهتمام للأسابيع المقبلة؛ فبعد هذا الحفل سينطلق السيزار الفرنسي، وجائزة الاتحاد الأوروبي، ثم البافتا. بعد ذلك سنرى الكرة تطير فوق الأطلسي لتحط عند أعتاب الأكاديمية الأميركية لحفلة الأوسكار المقبلة.

الشرق الأوسط في

19.01.2015

 
 

الإثنين 19-01-2015 21:15 | 

نشطاء يهاجمون عنصرية وتحيز ترشيحات الأوسكار ضد السود بهاشتاج #OscarsoWhite

كتب: ريهام جودة

هاجم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفوه بالعنصرية في تعامل أعضاء الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما، المانحة لجوائز الأوسكار مع فيلم سيلما الأمريكي الذي يتناول انتزاع الزنوج لحقوق الانتخاب عام 1965 في مدينة سيلما بولاية مونتجمري.

وانتقد نشطاء عدم ترشح الفيلم إلا لجائزتين فقط هما أفضل فيلم وأفضل أغنية أصلية، رغم مستواه الفني المتميز وفقا لتقييمات النقاد، وأشاروا لتجاهل مخرجته آفا ديوفيرناي في الترشح كأفضل مخرجة وسط الرجال، مؤكدين أن أعضاء الأكاديمية تعاملوا معها بعنصرية مرتين، الأولى لأنها سمراء البشرة، والثانية لأنها إمرأة، والنساء لاتحظى بالمراتب الأولى في هوليوود إلا إذا كانت سلعة جنسية.

كما انتقد النشطاء عدم ترشيح بطل الفيلم ديفيد أويلو على جائزة أوسكار أفضل فيلم.

وأطلق النشطاء اسم #OscarsoWhite للدلالة على تركيز أعضاء الأكاديمية على اختيار الممثلين البيض أو الأفلام التي قدمها مخرجون بيض، وتجاهل السمر.

لوكاس يعلق على #Oscarsowhite:

الأوسكار عملية انتخاب سياسي

كتب: ريهام جودة

بعد أيام من مهاجمته أعضاء الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة المانحة لجوائز الأوسكار، بسبب ما وصفه بعدم التنوع وانعدام الخبرة بين أعضائها، علق المخرج الأمريكي الشهير، جورج لوكاس على تدشين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج باسم #Oscarsowhite لاتهام الأكاديمية بالعنصرية، بقوله إنه لايخص الأوسكار فقط، بل يخص مدينة السينما الأمريكية بالكامل وطريقة العمل بها.

ووصف لوكاس حفلات الأوسكار السنوية بأنها عملية انتخاب سياسي أكثر منها فني، وتحكمها التوجهات السياسية للإدارة الأمريكية، للسيطرة على العالم من خلال الثقافة الأمريكية المنتشرة في كل مكان.

وتابع لوكاس في تصريحات صباح اليوم الاثنين لقناة cbs الأمريكية، أنه لهذه الأسباب لم ينضم لعضوية الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة.

وكان نشطاء قد أطلقوا هاشتاج #Oscarsowhite بعد مااتهموا الأكاديمية بتجاهل ترشيح مخرجة فيلم Selma لجائزة أوسكار أفضل إخراج لأنها سمراء، وبطل الفيلم ديفيد أويلو لأوسكار أفضل ممثل، نظرا لتناول الفيلم وقائع تاريخية لانتزاع السود حقوق الانتخاب عام 1965 في منطقة سيلما بولاية مونتجمري الأمريكية، من خلال الزعيم مارتن لوثر كينج وآخرين.

«عنصرية الأوسكار» تُشعل هاشتاج #Oscarsowhite

كتب: ريهام جودة

هاجم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفوه بـ«العنصرية» في تعامل أعضاء الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما، المانحة لجوائز الأوسكار مع فيلم سيلما الأمريكي الذي يتناول انتزاع الزنوج لحقوق الانتخاب عام 1965 في مدينة سيلما بولاية مونتجمري.

وانتقد نشطاء عدم ترشح الفيلم إلا لجائزتين فقط هما أفضل فيلم وأفضل أغنية أصلية، رغم مستواه الفني المتميز وفقا لتقييمات النقاد، وأشاروا لتجاهل مخرجته آفا ديوفيرناي في الترشح كأفضل مخرجة وسط الرجال، مؤكدين أن أعضاء الأكاديمية تعاملوا معها بعنصرية مرتين، الأولى لأنها سمراء البشرة، والثانية لأنها إمرأة، والنساء لا تحظى بالمراتب الأولى في هوليوود إلا إذا كانت سلعة جنسية.

كما انتقد النشطاء عدم ترشيح بطل الفيلم ديفيد أويلو على جائزة أوسكار أفضل فيلم.

وأطلق النشطاء اسم #OscarsoWhite للدلالة على تركيز أعضاء الأكاديمية على اختيار الممثلين البيض أو الأفلام التي قدمها مخرجون بيض، وتجاهل السمر.

المصري اليوم في

19.01.2015

 
 

«عيون كبيرة» لتيم بيرتون يقف على حواف القضايا الأساسية…

الحكاية القويّة تتسرّب من شقوق السيناريو الضعيف

يارا بدر - بيروت ـ «القدس العربي»:

ثورة فنية كبيرة كانت أمريكا تعيشها في الخمسينيات من القرن الماضي، ثورة في مجالات الموسيقى والتصوير والسينما والمسرح، خاصة الفن التشكيلي الذي اتخذ من مدن أمريكا ساحات انطلق منها إلى العالم، بعد أن مزج التجارب المتنوّعة العديدة التي ظهرت في الأربعينيات ومرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية (الدادائيّة- السيرياليّة- المُستقبليّة- التعبيريّة وسواها). 
هذا في الوقت الذي كانت فيه أمريكا ومناطق مختلفة من العالم تشهد أكبر حراك مُجتمعي على مستوى الحريّات المدنية وحقوق الإنسان، كما على مستوى نضال المرأة من أجل نيل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. 

يعود بنا فيلم «عيون كبيرة» من إنتاج عام 2014 إلى تلك الأيام، ليعرّفنا إلى بطلة لا تشبه نجمة السينما العالمية «مارلين مونرو» بشيء سوى شعرها الأشقر. يختار تيم بيرتون مخرج الفيلم أن يبدأ من حيث أنهى الكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن مسرحيته الشهيرة «بيت الدمية»، وكأنّه يقدّم تصوره الخاص للسيناريو الذي ربما خطّته «نورا» بطلة المسرحية، بعد أن صفعت باب منزلها خلفها وهجرت هذا العش المرتب منذ عصور، الصفعة التي وصفت آنذاك (1879) بأنّها هزّت أوروبا.

إلاّ أنّ تصوّر بيرتون ليس محض خيال، بل إنّه مبنيٌّ بالاستناد إلى أحداثٍ واقعية هي حكاية السيدة «مارغريت» التي هجرت زوجها وأخذت ابنتها ومجموعة رسوماتها عام (1958) وانتقلت إلى مدينة أخرى، لتكون أمّاً عازبة، تحاول التمرّد على تربيتها الكاثوليكية الدينية والاجتماعية البطركية، وتشق لنفسها طريقاً في عالم الفن، تراه بعيون أبطال لوحاتها الواسعة، تلك العيون التي وصفت بـ»العيون المجنونة». 

لكن الثورات التي تسعى إلى تغيّر جذريّ لا تكون كما تقدّمها لنا السينما الهوليوودية للبطل الخارق، بل واقعية تحتمل التغيّرات والانكسار، وحتى الانحراف أحياناً عن مسارها، من دون أن يعني هذا أنّ جذوتها انطفأت أو خمدت نارها. «مارغريت» ترى في السيد «والتر كين» الذي يقدّم نفسه سمسار عقارات ناجحا، وفنانا هاويا شغوفا، وعاشقا، ورجل منزل مناسبا لها ولابنتها ليؤمن منزلاً واستقراراً مالياً. لكنها ما تلبث أن تكتشف أنّها ضحيّة لعبة مالية، أخلاقية، حيث يستغل السيد «والتر» توقيع زوجته باسم عائلته وفق الأعراف القانونية والاجتماعية على لوحاتها، ليبيعها وينسبها لنفسه. يُشرك «والتر» زوجته في اللعبة تحت التهديد بالفقر، بالفشل من دونه، ويحوّلها إلى شريكة في الإساءة لنفسها كلّ يوم، تكذب على نفسها وعلى العالم، حتى ابنتها وأعزّ صديقاتها.

طوال عشر سنوات احتال «والتر كين» على العالم، حتى قرّرت «مارغريت كين» في بداية ستينيات القرن العشرين أن تنهي هذه الشراكة، الزوجية، المهنيّة، بعد أن انتهت عاطفياً بأشواط. تخرج إلى العلن وتصرّح بحقيقة نسب اللوحات لها، وكيف استغلها زوجها، الأمر الذي يقود كلاهما إلى قاعات المحكمة التي شهدت واحدة من أغرب المحاكمات، حيث انتهت المواجهة الكلاميّة بين السيد والسيدة «كين» إلى امتحان في الرسم، بكل بساطة. يومها فازت السيدة مارغريت باللوحة التي رسمتها في قاعة المحكمة، لفتاة بعيون واسعة، مجنونة، تنظر من على الحافة إلى العالم الجدي، وسمتها «القطعة رقم 224».

يمكن أن نقرأ الفيلم باعتباره سرداً سينمائيّاً لقضية تحرّر امرأة من المكبوت اللا واعي في ذاتها، من تربيتها على قيمٍ محدّدة حول الصواب والخطأ، من أعراف كنيسة تقول بانصياع الزوجة إلى حكمة ربّ المنزل القادر أكثر منها على تحديد الصواب والخطأ. في الوقت ذاته يعرض الفيلم أنموذجاً عن حقوق الملكية الفكرية، وحق المُبدّع في الاحتفاء بإبداعه الذاتي، الشخصاني، الفردي جداً. وبشكلٍ عابر يعرض الفيلم للعلاقة الإشكاليّة، التاريخيّة، بين المُنتجٍ الفني والمسوّق، بين الإبداع والتسويق لهذا الإبداع، التي كانت الفنون التشكيلية والتصويريّة أحد أكبر ضحاياها، إذ أمام الفن التشكيلي يقف السؤال النقدي الأكبر عالقاً في الهواء: ما هو الفن؟!

لكن هل كان الفيلم على هذا القدر من التحدّي؟ عن دورها في شخصيّة السيدة «مارغريت كين» نالت الممثلة آيمي آدامز قبل أيام جائزة «الغولدن غلوب» لأفضل ممثلة، وتذهب إلى ترشيحات «الأوسكار» بقوّة، إلاّ أنّ أداء «أدامز» لم يكن كافياً وحده لإنقاذ الفيلم الذي يعاني من سيناريو ضعيف، يقع في مطب مقاربة الكليشيهات المكرّرة أكثر من مرّة، خاصة في مشهد المحاكمة الذي يفترض أنّه أحد أهم مشاهد الفيلم على الإطلاق، والذي قارب الرسم الكاريكاتوري أكثر من أي شيء آخر، في خلل واضح ضمن إيقاع الفيلم الدرامي، المشحون بعنف الصراعات التي تخوضها شخصيّة السيدة «مارغريت كين» مقابل ما أظهره الفيلم من شبه «ثنائية قطب» في شخصيّة السيد «والتر كين»، وصفته «السيدة كين» في مُحاكمتها بأنّه يعاني من عقدة «مستر جيكل ود. هايد» القديمة. 

القدس العربي اللندنية في

19.01.2015

 
 

ترشيحات جوائز الأوسكار تثير عاصفة من الإنتقادات لتجاهلها الفنانين السود

حسام عاصي - لوس أنجليس «القدس العربي»

منذ إعلان ترشيحات جوائز الاوسكار الـ 87 يوم الخميس الماضي، اشتعلت نيران الانتقاد ضد أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، التي تمنح هذه الجوائز، متهمته إياها بالتمييز العنصري والجنسي، لتجاهلها فنانين سود ونساء يستحقون التكريم، وخاصة بطل ومخرجة فيلم «سلمى» وهما الممثل البريطاني دافيد اويلو والمخرجة ايفا دوفيرني بالتوالي. 

وعبّر المخرج الاسود الشهير، سباك لي، عن غضبه قائلا «ليذهبوا الى الجحيم». ويذكر أن الأكاديمية تجاهلت فيلمه «إفعل الشيء الصحيح» عام 1989 رغم إجماع النقاد على أنه كان واحدا من 10 أفضل أفلام الثمانينيات.

«سلمى»، الذي تدور احداثه في الستينيات، هو أول فيلم يسرد قصة نضال الزعيم الامريكي الأسود، مارتين لوثر كينغ، من أجل نيل حق الانتخاب للسود الأمريكيين. ويعتبر كينغ، الحائز على جائزة نوبل للسلام، من أهم الشخصيات التي كافحت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان مما أثار استغراب الكثيرين من تجاهل الأكاديمية لفيلم يسلط الضوء على حياته وإنجازاته.

منذ عرضه الأول في مهرجان «معهد الافلام الامريكي» في لوس أنجليس في شهر اكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، استحوذ «سلمى» على إعجاب كل من شاهده وبات ثاني أكثر الأفلام إشادة من النقاد بعد فيلم «الصبا»، الذي حاز على 8 ترشيحات أوسكار، حسب «ميتاكريتيك». كما أنه تصدر التكهنات في البروز في جوائز الاوسكار وخاصة لبطله الممثل اويولو، الذي قام باداء رائع في تجسيده لشخصية كينغ، لا يقل براعة من أداء الممثل البريطاني دانيل دي لويس، الذي حصد جائزة الاوسكار عن دور لينكولن قبل عامين. وكان متوقعا ايضا أن تُرشح دوفيرني لجائزة أفضل مخرج لتكون أول مخرجة سوداء تحقق ذلك.

تجاهُل فيلم «سلمى» لم يقتصر على أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة وإنما عم النقابات المهنية في هوليوود كلها، اذ لم يحصل اويولو على ترشيح من نقابة الممثلين ولم يظهر إسم دوفيرني في قائمة مرشحي نقابة المخرجين ولم يُرشح الفيلم لجائزة نقابة المنتجين. 

الجدير بالذكر أن في العام الماضي تصدر فيلم المخرج الاسود ستيف ماكوين «12 سنة عبدا» ترشيحات كل هذه النقابات والاوسكار قبل أن يحصد لاحقا جوائزها كلها، رغم أن بعض الخبراء في هوليوود يعتقدون أن «سلمى» هو أفضل من «12 سنة عبدا».

لا بد لنا أن لا ننسى أن تحقيق الجوائز في هوليوود لا يكمن في جودة الفيلم الفنية وحسب وإنما في كفاءته ودهاء حملة الترويج له. أنا اذكر أن كثيرا من زملائي في جمعية الصحافيين الأجانب في هوليوود لم يرغبوا «12 سنة عبدا» ولكنهم رشّحوه لجوائز الـ»غلودن غلوب» ومنحوه الجائزة لأفضل فيلم، وذلك لتفادي إتهامهم بالعنصرية من قبل وكلائه. 

أما حملة ترويج «سلمى» فقد اتسمت بالكسل والفوضوية، اذ رغم عرض الفيلم أمام أعضاء الأكاديمية إلا أنه لم يعرض أمام النقابات المهنية ولم ترسل أسطواناته لاعضائها. وهذا كان خطأ فادحا، لأن ترشيحات النقابات عادة تمهد لترشيحات الأوسكار.

من المثير للاهتمام أن «سلمى»، الذي يسبر مرحلة محورية في تاريخ الولايات المتحدة، تم تكريمه على يد جمعية الصحافيين الأجانب، الذين منحوه عدة ترشيحات مثل أفضل فيلم درامي، وأفضل ممثل لاويولو وأفضل مخرجة لدوفيرني وجائزة «غلودن غلوب» لافضل أغنية لجون ليجيند.

أما مصوتو الاوسكار المحليون، فبدلا من تكريم «سلمى»، منحوا فيلم كلينت ايستوود المثير للجدل «قناص أمريكي»، الذي يسرد قصة عضو القوات الخاصة الامريكية الذي قتل 160 عراقيا خلال خدمته في حرب العراق، 6 ترشيحات من ضمنها أفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل ممثل لبطله برادلي كوبر، وهي الترشيحة الثالثة له على التوالي في 3 السنوات الاخيرة. «قناص أمريكي» لم يشد به النقاد، ولكن خلافا لـ«سلمى»، الذي يكشف عن عيوب أمريكا ويفضح عنصريتها تجاه الأقلية السوداء، فهو مدجج بالوطنية الامريكية وبطولات وتضحيات جنود أمريكيين في حرب العراق، وهذا بلا شك أثّر على إختيارات أعضاء الأكاديمية، المكونين من 94 ٪ بيض، 76٪ منهم رجال ومعدل جيلهم 63 عاما.

الكثير من مستخدمي شباك التواصل الاجتماعي اتهموا الأكاديمية بالعنصرية، واصفين ترشيحاتها العام بجوائز الأوسكار البيضاء، وذلك لغياب الملونين والسود في الترشيحات للجوائز المهمة وهي التمثيل، الإخراج، كتابة السيناريو واللحن الموسيقي لأول مرة منذ سنة 1998. كما لم ترشح الأكاديمية أي امرأة بيضاء في فئة كتابة السيناريو او الإخراج، متجاهلة أنجلينا جولي وفيلمها «انبروكين» وكاتبة سيناريو فيلم «فتاة مختفية» غيليان فلين، التي توّجت مؤخرا بترشيحة «غلودن غلوب».

من المفارقات أن رئيسة الأكاديمية، شيريل بون اساكس، هي إمرأة سوداء. وفي ردها على الانتقادات قالت إن نتائج ترشيحات الأوسكار هذا العام الهمتها بتعجيل مبادرة الأكاديمية في السعي للتعددية. كما أشارت الى ترشيح «سلمى» في فئة أفضل فيلم وأفضل أغنية.

الحقيقة هي أن الأكاديمية تعكس الواقع الأمريكي والهوليوودي. فعلى سبيل المثال، حطّم فيلم «قناص أمريكي» رقما قياسيا في شباك التذاكر الأمريكي نهاية هذا الاسبوع بدخل يعادل 90 مليون دولار، بينما لم يحقق «سلمى» أكثر من 25 مليون دولار منذ انطلاقه قبل شهر. 

واذا نظرنا الى أفلام هوليوود الـ 10 الاكثر دخلا العام الماضي نجد أن اثنين منها فقط وهما «ماليفيسينت» و»العاب الجوع: الطائر المقلد- جزء 1» كانا من بطولة امرأة. وكل تلك الأفلام أخرجها رجال بيض وغالبا كان ابطالها بيض وذكور. و6 فقط من 26 كاتب سيناريوهاتها كانوا نساء، وكلهن بيض.

لا بد أيضا أن نذكر أمرا هنا يخشى أحد أن يشير اليه في أمريكا وهو أن معظم هؤلاء البيض هم يهود والسبب لكثرتهم يعود لكونهم مؤسسي هوليوود وزعماء استوديوهاتها وبالتالي هم يفضلون سرد قصص تتعلق بأمورهم واستخدام مخرجين ومنتجين وممثلين يهود للقيام بمشاريعهم. 

وقد كشفت لنا تسريبات الرسائل الإلكترونية، التي نتجت عن اختراق شبكة سوني الإلكترونية، مؤخرا عن استهتار رئيسة الشركة اليهودية، امي باسكال، وزميلها المنتج اليهودي، سكوت رودين، برئيس الولايات المتحدة باراك اوباما لكونه معجبا بافلام المخرجين السود. لم يكن هناك عواقب لتعليقاتهم العنصرية، اما من يجرؤ على المس باليهود فمصيره هالك. لا أنكر أن سم العنصرية ما زال يسري في شرايين المجتمع الامريكي، ولكن لا أظن أنه كانت هناك مؤامرة عنصرية ضد السود أو استخفاف متعمد بابداع النساء في ترشيحات الاوسكار هذا العام، فهذه ليست المرة الاولى التي تتجاهل فيها الأكاديمية فنانين وأفلاما كانوا يستحقون التكريم أكثر من غيرهم. 

في العام الماضي حُرم الممثل المخضرم روبرت ريدفورد من ترشيحة في فئة أفضل ممثل، رغم أنه قام باداء دور فريد من نوعه في فيلم «الكل ضاع» بدون أن ينطق إلا كلمة واحدة. كما صدمت الأكاديمية الجميع بعدم ترشيح بن أفليك لأفضل مخرج عن فيلمه «ارغو» عام 2012، رغم أنه كان فاز بكل الجوائز الاخرى. 

وفي عام 2009، منحت الأكاديمية جائزة الاوسكار للمخرجة كاثرين بيغولو عن فيلمها «ذي هيرت لوكر» بدلا من جيمس كاميرون مخرج الفيلم الرائد «افاتار»، وذلك من أجل ارضاء النساء وصنع حدثا تاريخيا وهو تتويج مخرجة بجائزة أوسكار لأول مرة.

جوائز الأوسكار العام الماضي كانت حدثا تاريخيا، وذلك لمنح جائزة أفضل فيلم لمخرج أسود وهو ماكوين لأول مرة. أما هذا العام فقد أضاعت الأكاديمية الفرصة لصنع تاريخ من خلال ترشيح مخرجة سوداء لأول مرة.

القدس العربي اللندنية في

19.01.2015

 
 

وزير الثقافة الروسى منتقدًا ترشح «الطاغوت» للأوسكار:

فيلم معادٍ لروسيا

إعداد ــ رشا عبدالحميد

وجه وزير الثقافة الروسى فلاديمير ميدينسكى النقد لمخرج فيلم «الطاغوت» أو «Leviathan» اندريه زفياجينتسيف، الذى رشح لجائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبى، متهما الفيلم بأنه معادٍ لروسيا بحثا عن النجاح الدولى بقصة تدور أحداثها فى وطنه ولكن جزءا منها يرتكز على حادث عنف فى أمريكا، وذلك وفقا لما نشره موقع «هوليوود ريبورتر».

وتدور أحداث الفيلم فى مدينة ساحلية روسية حول نيكولاى الذى يضطر لمحاربة رئيس بلدية فاسد عندما يعلم أن منزله سيتم هدمه فيطلب من صديق قديم فى الجيش أن يساعده، ولكن يجلب هذا الرجل يتسبب فى المزيد من سوء الحظ لنيكولاى وعائلته.

وقال وزير الثقافة إنه من بين شخصيات الفيلم ليس هناك بطل واحد إيجابى، مضيفا: «ربما يمكن للمرء تقديم مثل هذا الفيلم فى ولاية كولورادو، الضواحى العربية فى باريس، أو المناطق الفقيرة فى جنوب إيطاليا»، ثم أضاف «وفى هذه الحالة يمكن للمبدعين أن يحصلوا بصعوبة على العديد من الجوائز الغربية المرموقة».

ولفت المجلة إلى أن ميدينسكى سبق أن رحب بفوز الفيلم بجائزة الجولدن جلوب، لأنه الآن عاد ليقول إن هذا الفيلم يعكس الجودة الحالية للفيلم الروسى وهو أيضا من يقول الآن إن الفيلم معاد لروسيا.

وأوضح ميدينسكى أنه لا يتخذ قرارات التمويل ولكن يتم ذلك عن طريق الاقتراع السرى لمجلس خبراء، وفى رأيه الشخصى فإن الافلام التى تنتقد بشدة الحكومة الحالية ومليئة باليأس لا ينبغى أن تمول من قبل دافعى الضرائب.

الشروق المصرية في

19.01.2015

 

هل نجحت نجومية جوني ديب في إنقاذ الفيلم من الفشل؟

«تفوق» للأمريكي والي فيستر: خطر الذكاء الاصطناعي على البشرية

سليمان الحقيوي*

منذ سنوات لم تعد السينما تلتفت كثيرا إلى مواضيع من قبيل الذكاء الاصطناعي، وانتاج أفلام غامضة ومتشعبة المعاني، لأن صناعتها اليوم تنحو إلى القصص سهلة الفهم، تجنبا لكساد في شبابيك التذاكر، لكن المخرج والي فيست سيغرم بقصة من هذا النوع، ويصر على اخراجها، وسيستشير لهذا الغرض فريقا من المختصين من جامعة كاليفورنيا، لدراسة نص الفيلم ومناقشة العديد من القضايا التي تتعلق بالوعي وكثافة الدماغ وأدائه، ثم انتقل بعد ذلك إلى موقع التصوير لتطبيق رؤيته.

القصة التي يقترحها علينا المخرج تبدأ عندما يتعرض ويل كاستر (جوني ديب) لاطلاق نار بعد انتهائه من إلقاء محاضرة حول مساره ونظرياته في البحث العلمي، وسيعجل هذا الحادث بوفاته، الشيء الذي يجعل زوجته افلين (ربيكا هال) التي تشاركه همومه العلمية  أن تحّمل وعيه، وتوصله بالأجهزة كي تحتفظ بنسخة رقمية عن زوجها، وأثناء التواصل بينهما ستقنعها النسخة الإلكترونية من زوجها بالقدرة على التحكم بالعالم، لأن ويل كان يؤمن بأن التكنولوجيا تعادل امتلاك القوة، وسيبني مشروعه العلمي حول هذه الفكرة، فيصنع بمساعدة زوجته مختبرا يطبق فيه تجاربه حول الجمع بين الذكاء الاصطناعي وقدرات الإنسان، بهدف تغيير طريقة سير العالم وتبديل سننه، كالتحكم في الموت والمرض، والموارد الطبيعية وغيرها، لكن هذا الواقع الجديد خلق جبهة مضادة تجمع السلطة الحكومية التي رفضت وجود قوة تخرج عن سيطرتها، واصدقاء ويل القدامى ماكس واتر (بول بيتاني) وجوزيف تاجر (مورغان فريمان) وزوجته افلين، وستكون هناك مواجهات بين الجيش الذي أعده ويل وبين معارضيه، ولولا اقناع افلين لويل بالتوقف لغير كل شيء في العالم.

لاشك أن هذه القصة تمتلك ما يلزمها لتصبح فيلما جيدا، خصوصا إذا استحضرنا هنا الابتعاد عن المواجهة الكلاسيكية بين البشر والآلة، وهي الفكرة التي حامت حولها أفلام عديدة عن قصص الذكاء الصناعي، واستبدالها بمواجهة بين البشر/البشر، كما يظهر الجانب العلمي بشكل مغاير تماما لما نعرفه، فوالي فيستر وكاتب السيناريو جاك باغلن قدما عملا خياليا لا يبتعد عن نطاق الإنسان، بخلق جو من الألفة بين الحياة الواقعية وتلك الدائرة على الشاشة، وهذا الامر نال إعجاب بطلة الفيلم (ربيكا هال) نفسها عندما قالت: «الفيلم يدور عن عالم أعرفه لا نرى فيه خوذات من ورق الألمنيوم وسفنا فضائية». 

ويبقى أهم عنصر في هذه القصة هو معالجتها لمسألة جوهرية تتعلق بتحكم التكنولوجيا في حياة البشر، وعدم قدرتهم على رد سيطرتها التي تزداد كل يوم، خصوصا تكنولوجيا التواصل التي تستعبد البشر، وهذه الفكرة تجد امتدادا عميقا في الواقع الذي بدأ البشر يفقدون فيه التحكم في حياتهم بفعل التطور التكنولوجي الهائل، وهي فكرة ظهرت أيضا في فيلم هي/ Her لسبايك جونز، ما يعني ان السينما تستشعر الخطر الذي أصبحت تشكله التكنولوجيا على حياة الإنسان. ومخاطر التكنولوجيا هنا تنسحب على كل استخدام لها يشكل خطرا على حياة الأفراد. والفيلم نجح كثيرا في تقديم أسئلته ولفت الانتباه إليها والانتقال بها من الافتراض الذي يلفّ القصة إلى الواقع الذي يهم الجمهور، من دون أن يدير الظهر إلى جانب الترفيه والتشويق، وهو مزيج محكم ينم عن عمق التصور الذي يحرك مخيلة المخرج وطاقمه، ورهانا منه على ارتفاع نسق الأداء، فقد ضم فيستر إلى طاقمه أسماء لامعة، كجوني ديب الذي يعرف بتماهيه مع الأدوار الغريبة، فكان مطالبا هنا أن يساير غرابة القصة وموضوعها، وقد قدم أداء يليق باسمه، ثم  ربيكا هال التي يمكننا اعتبارها البطلة الرئيسية في الفيلم، فقد تفاعلت مع دورها بقدرات لافتة، خصوصا في جزء كبير من الفيلم حيث كانت تبادل مشاعرها مع أجهزة إلكترونية، إضافة إلى ذلك فقد ضم الطاقم الرائع موغان فريمان المتعود على سينما الخيال العلمي والمحب لها أيضا، بالإضافة إلى سليان مورفي الذي قدم دور العميل بوشنان، والقاسم المشترك بين هذا الطاقم هو المعرفة العميقة بسينما الخيال، حيث سبق لأغلب هؤلاء النجوم لعب أدوار قريبة مما طلبه المخرج، الذي زاد من بروزها بطرقه الجميلة في الالتقاطات والإحاطة الشاملة للمكان والشخصية وفقا لمتطلبات التصاعد الدرامي.

ورغم هذه الجوانب الحسنة ففيلم «تفوق» لا يحتفظ بالميزات السابقة نفسها، خصوصا في جانبه الفني والتقني، أضف إلى ذلك أن جل الأعمال التي قد تشبهه هي متفوقة عليه كثيرا، رغم استفادته من التقدم التكنولوجي الكبير يمكننا أن نعود في هذا الصدد، إلى سلسلة أفلام ماتريكس وسلسلة أفلام ترميناتور، وكلها أفلام أبرزت بطرق مثيرة ومشوقة مخاطر الذكاء الصناعي، وقدرته على تدمير العالم، كما أن أحداثها ترابطت بمنطقية كبيرة، رغم إيغالها في عمق الخيال. فمن جهة يبدو أن المخرج لم يكن مستعدا بعد لاقتحام عالم الإخراج من هذا الباب تحديدا، بعد أن أبدع فيها كمصور رائع رفقة المخرج كريستوفر نولان، بل فاز بالأوسكار كذلك، ومن جهة أخرى فحماس المخرج للقصة وجودتها بشكل مبالغ فيه، منعاه من الالتفات لمجموعة من الجوانب الفنية.

ولم يظهر أي اجتهاد في ابتكار وتهيئة أماكن التصوير ولا العمل على تنويعها، بشكل يغني المكان ككون فاعل في القصة، بل اقتصر العمل على بضعة أماكن مكررة، الشيء الذي اعطى الانطباع بفقر فني لم يشاكل  التشعبات التي فرضتها القصة. وهذا إن كان من سقطات السيناريو فالمخرج هو المسؤول الأول عنه، لأنه تحمس للنص كثيرا.

وعلى العموم فالتميز في هذا العمل ليس فنيا، لكنه في المضمون، من حيث تحريك القصة لمعان راكدة وأخرى مستحدثة، فالتكنولوجيا اليوم خطر يهدد حياة الناس من كل الجوانب، وعدم استعمالها بطرق مغايرة لما نشهده اليوم سيؤدي حتما إلى نهاية مأساوية لحياة البشر على هذا الكوكب، هذه المعاني كافية لكي يكون الفيلم على قدر معقول من الجودة كان بإمكانه تجاوزها بالعمل على بعض الجوانب الفنية الأخرى.

*ناقد سينمائي من المغرب

القدس العربي اللندنية في

20.01.2015

 
 

ستيفن هوكينغ يجتذب السينما من «ثقب أسود» مشع!

أحمد مغربي

من كرسيه المدولب المزود بشاشة هي أداة وحيدة للتخاطب مع العالم، أو ربما من ثقب أسود في الكون، اجتذب العالِم البريطاني ستيفن هوكينغ سينما هوليوود، فصنعت عنه فيلم «نظرية لكل شيء» (2014- بطولة إيدي ريدمان، وإخراج جايمس مارش). ويركزّ الفيلم على جوانب إنسانيّة في حياة هوكينغ الذي يعتبر أبرز علماء الفيزياء النظرية Theoretical Physics حاضراً. ويرأس هوكينغ قسم البحوث في «مركز علوم الكون النظريّة» في جامعة كامبريدج. وأصابه مرض متلف للجهاز العصبي - الحركي أثناء دراسته في الجامعة. وتنبأ الأطباء بوفاته خلال عامين، إلا أنه عاش ما يزيد على أربعين عاماً بعدها، وما زال حيّاً. وبسبب مرضه المستعصي، لا يكتب هوكينغ ولا يتكلم إلا بواسطة كومبيوتر خاص. تزوّج وأنجب ثلاثة اطفال. وساهم في توسيع نظرية «الإنفجار الكبير» عن نشوء الكون قبل قرابة 13.5 بليون سنة. ويعود إليه الفضل في تطوير النظرية الحديثة عن «الثقوب السود» Black Holes التي رأى أنها ليست سوداً تماماً، بل تصدر عنها أشعة سُميّت باسمه. كما ساهم في صوغ نظريات عن إمكان وجود «أكوان موازية» Parallel Universes تشبه كوننا، لكنها تختلف عنه أيضاً. ويستمر في العمل على توحيد النظريات الأساسية في الفيزياء النظريّة (وهي وثيقة الصلة بالرياضيّات)، خصوصاً النسبية بشقيها العام والخاص من جهة، وفيزياء الكموميّة Quantum Mechanic التي أرساها علماء كماكس بلانك وإرفينغ شرودنغر وورنر هايزنبرغ.

أكوان وأزمنة

يهتم هوكينغ بشدّة بمسألة وجود حضارات كونيّة، وبحث إمكان التواصل معها. وذاع صيته جماهيريّاً بداية من عام 1993، بفضل تأليفه كتاب «موجز لتاريخ الزمان»، الذي شرح فيه نظرته إلى الكون والجاذبية والزمن والسرعة والمسافة والضوء والطاقة. ويشمل الكتاب عرضاً سريعاً لنظريات أساسيّة في الفيزياء والرياضيّات، شكّلت أساساً للثورة العلمية التي بدأت مع غاليليو ونيوتين.

ويرى هوكينغ ان مجالات الكون تعمل بقوانين رياضية دقيقة. ولذا، يحثّ على إنفاق بلايين الدولارات لصنع ماكينات ضخمة تستطيع دراسة المُكوّنات الأكثر أساسيّة للمادة والطاقة (بما فيها الجاذبية)، كـ «مُصادِم «هادرون» الكبير» التابع لـ»المركز الأوروبي للفيزياء النووية» («سيرن») في جنيف.

وفي طفولته، كانت القطارات الكهربائية حلمه الدائم، إذ أهدته عائلته قطارات تعمل بالزبنرك، لكنها لم ترضِه أبداً. وفي مراهقته، انجذب إلى صنع نماذج للسفن والطائرات. لم يكن مِمَن يتقنون العمل بأيديهم (بل سيُقعد كليّاً في مراحل مبّكرة من عمره)، لكنه تعاون مع صديق له في صنع تلك النماذج.

وفي مراحل دراسته المختلفة، مال هوكينغ دوماً إلى البحوث والاختبارات أكثر من ميله إلى إنجاز المقرّرات الدراسيّة. ولذا، لم يكن مستواه المدرسي متألّقاً، بل أنه لم يتجاوز المستوى المتوسط. أطلق عليه زملاؤه لقب «إينشتاين» تهكّماً، بل أن بعضهم راهن على أن هوكينغ لن يفلح في إنجاز أي شيء في حياته. وقبل اختتام المرحلة الثانوية من الدراسة، قرّر هوكينغ التخصّص في الرياضيات والفيزياء، تأثّراً بمدرّسَهُ في المادتين. في المقابل، رغبت أسرته بشدّة أن يكون طبيباً، لكنه لم يحب علم البيولوجيا الذي رأه مجالاً للأشخاص المتواضعي الذكاء!

الجامعة ملل مجرّد

نال منحة للدراسة في جامعة «أكسفورد» البريطانيّة. أمضى هوكينغ 3 سنوات في هذه الجامعة العريقة، لكنه رآها مملّة، تماماً كما سيفعل بعده بسنوات طويلة بيل غيتس، المؤسّس الأسطوري لشركة «مايكروسوفت». والطريف أن كلاهما رأى في الجامعة مؤسّسة غير ذكية، يمكن التقدّم فيها بمجرد الفوز في امتحان عند نهاية كل سنة دراسيّة. وعلى رغم إعترافه بأنه لم يعمل أكثر من ساعة يومياً في «أكسفورد»، إلا أنه نال درجة متقدمة، أهّلته للإنتقال إلى مركز للبحوث في جامعة «كامبردج». واندفع إلى دراسة الفيزياء النظريّة (وهو عِلم يدمج الرياضيات بالفيزياء)، تحت تأثير حبّه للعالِم آلبرت إينشتاين.

أصيب الجهاز العصبي لهوكينغ بمرض «التصلّب الوحشي الضموري» Amyotrophic Lateral Sclerosis، في السنة الأولى من دراسته الجامعيّة. ولم يفتّ الأمر في عضده، على رغم تأكيد الأطباء عدم وجود دواء شافٍ، بل توقّعهم أن تسوء حاله باطراد، وصولاً إلى الموت شللاً. عقد العزم على مقاومة المرض، خصوصاً بعد أن أحب فتاة، ما لبث أن خطبها وتزوّجها وأنجب منها، ثم... انفصلا!

أصدر هوكينغ كتابه «موجز لتاريخ الزمان» في ما يزيد على أربعين طبعة بالإنكليزية. وتُرجم إلى معظم اللغات الحيّة. ويعتبر «موجز لتاريخ الزمان» من أكثر الكتب مبيعاً في التاريخ. واستطاع مُقْعَد، يعمل بواسطة كومبيوتر يلتقط حركات عينيه، هي الشيء الوحيد الذي يستطيع تحريكه، أن يصوغ أحدى أضخم نظريات العلم المعاصرة، وأن يؤلف كتباً ومقالات وبحوثاً هي الأكثر تأثيراً في العلوم المعاصرة.

الحياة اللندنية في

20.01.2015

 
 

 أفلام مهرجان "دبي السينمائي" الـ11

تحصل على 33 ترشيحاً لجوائز الأوسكار

أحمد رمضان متولى

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي، اليوم، أن عدداً من الأفلام التي عرضها خلال دورته الحادية عشر قد حصلت على 33 ترشيحاً لجوائز الأوسكار 2015، وحصدت أربع جوائز جولدن جلوب، وثماني جوائز لاختيار النقاد. وكان مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي عقدت أنشطته خلال الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر من العام الماضي قد عرض مجموعة من أفضل إنتاجات السينما، من بينهما فيلم "نظرية كل شيء" الذي افتتح الدورة الحادية عشر، وكذلك أفلام "بيردمان" و"لعبة التقليد" التي تتوجه بقوة نحو الفوز بجائزة أفضل فيلم سينمائي في هذا العام.

ويعتبر برنامج "سينما العالم" من أكثر برامج مهرجان دبي السينمائي الدولي شعبية بما يعرضه من أفضل الإنتاجات التي أبدعها أشهر نجوم السينما العالمية من مخرجين وممثلين ومنتجين وكتاب سيناريو.

ويتصدر فيلم "بيردمان" للمخرج أليهاندرو غونزالس إناريتو قائمة أكثر الأفلام ترشحاً لجوائز الأوسكار ضمن تسع فئات تتضمن ترشحه لجائزة أفضل مخرج، وأفضل ممثل في دور رئيسي للنجم مايكل كيتون، وأفضل ممثل في دور مساعد للنجم إدوارد نورتون، وجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد للنجمة إيما ستون.

وترشح فيلم "لعبة التقليد" للمخرج مورتن تيلدام لثماني فئات ضمن جوائز الأوسكار تتضمن جائزة أفضل مخرج، وأفضل ممثل في دور رئيسي للنجم بينيديكت كامبرباتش، وأفضل ممثلة في دور مساعد للنجمة كيرا نايتلي.

أما فيلم "نظرية كل شيء" الذي افتتح الدورة الحادية عشر من مهرجان دبي السينمائي الدولي؛ فحصل على ترشيحات لجوائز الأوسكار ضمن خمسة فئات هي جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل سيناريو أصلي، وترشح النجمان إيدي ريدمين، وفيليسيتي جونز لجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي، وأفضل ممثلة في دور رئيسي على الترتيب.

وحصل فيلم "فوكس كاتشر" للمخرج بينيت ميلر على خمسة ترشيحات لجائزة أفضل ممثل للنجم ستيف كارل، وجائزة أفضل ممثل في دور مساعد للنجم مارك روفالو، وجائزة أفضل مخرج لبينيت ميلر، وجائزة أفضل سيناريو أصلي ومكياج وتصفيف شعر، بينما حصل فيلم "في الغابة" الذي اختتمت به الدورة الحادية عشر من مهرجان دبي السينمائي الدولي على ثلاثة ترشيحات تتضمن جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد للنجمة ميريل ستريب، وجائزة أفضل تصميم إنتاج، وجائزة أفضل تصميم ملابس.

وحصلت النجمة ريس ويذرسبون على ترشيح لجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "برّيّة" للمخرج جين-مارك فالييه، إلى جانب النجمة لورا ديرن التي ضمنت موقعاً لها ضمن منافسات جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد. وتحضر السينما الأرجنتينية من خلال فيلم "حكايات برّيّة" الممثل الرسمي للأرجنتين في جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.

وقال رئيس "مهرجان دبي السينمائي الدولي"، عبدالحميد جمعة: "يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في كل عام أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية لجمهور وعشاق السينما في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكون مجتمعنا يتميز بتنوع خلفياته الثقافية عبر 200 جنسية مقيمة في الدولة، فنحن نسعى دائماً إلى صياغة برنامج يمثل كافة تلك الثقافات. ونحن سعداء برؤية العديد من الأفلام التي عرضتها الدورة الحادية عشر من المهرجان وهي تترشح للتنافس لجوائز الأوسكار."

جدير بالذكر أن حفل توزيع جوائز الأوسكار سيقام يوم 22 فبراير المقبل في مسرح دولبي ثياتر في هوليوود.

الفجر فن المصرية في

20.01.2015

 
 

«لينكلاتر».. علامة فارقة في هوليوود

مخرج «صبا» الذي حصد الغولدن غلوب وينتظر الأوسكار

«سينماتوغراف» ـ  أميرة لطفى

بعد أن استطاع المخرج الأميركى وكاتب السيناريو «ريتشارد لينكلاتر» اقتناص أهم جوائز الغولدن غلوب التى يمنحها نقاد السينما الأميركية بفيلمه «Boyhood» أو «صبا» والذي فاز بجائزة أفضل فيلم درامي، كما فاز فريق العمل بجائزتي أفضل ممثلة مساعدة للنجمة باتريشا أركيت وجائزة أفضل مخرج للمبدع ريتشارد لينكلاتر، باتت خطوته الوشيكة أن يقتنص ذات الجوائز أو احداها فى الدورة رقم 87 لمسابقة الأوسكار لعام 2015.

ويعد ريتشارد لينكلاتر جوهرة السينما الحديثة فى هوليوود وأحد أهم المواهب الأكثر نجاحا من مخرجي السينما المستقلة فى أميركا منذ عام 1990 وقد استطاع أن يعلم نفسه بنفسه، ويكمن النجاح الحقيقي لأفلامه فى تعدد مواهبه.. حيث يقوم باخراج وانتاج  وكتابة السيناريوهات لأفلامه.

ويعد فيلم «صبا» تجربة سينمائية غير مسبوقة حيث قام المخرج بتصوير الفيلم على فترات متقطعة على مدى 12 عاما، من عام 2002 حتى عام 2013، وذلك باستخدام نفس الممثلين وهم يتقدمون في السن أمام أعين المشاهدين.

ويكمن ابداع ريتشارد فى أفلامه فى تلك الرسوم التوضيحية البارعة التى يرسمها من خلال حواراته وأسلوبه كمخرج الذى يضفى سحرا وجاذبية وحيوية، والذى جعل من  boyhood تجربة استثنائية، حققت أعلى الايرادات. فهو من المخرجين القلائل  الذين استطاعت أعمالهم المميزة والمبتكرة سواء من ناحية الاخراج أو السيناريو  السيطرة على شباك التذاكر.

خطوات البداية 

ان بدايات المخرج بالتأكيد كانت سبباً فى أن يكون مختلفاً عن أقرانه من مخرجى جيله.. فقد درس لينكلاتر فى جامعه سان هيوستن وبدأ حياته العملية فى مجال التنقيب عن البترول، إلا أنه طوال فترة مراهقته وشبابه كان مدمناً على قراءة الكثير من الروايات والقصص وكان محبا وعاشقا لمشاهدة المسرح والسينما وكان يشاهد مايقرب من 600 فيلم فى السنة.

وفى لحظة حاسمة من حياته، أدرك ريتشارد أنه يريد العمل بالإخراج، ولذا قام بشراء كاميرا سوبر 8 من مدخراته القليلة وقرر الالتحاق فى خريف 1984 بكلية  أوستن لدراسة السينما.

وبدأ حياته العملية فى مجال السينما باخراج العديد من الأفلام القصيرة والتي اعتبرها بمثابة تجارب فى مجال تقنيات الفيلم، واخذت أفلامه طابع المدة القصيرة  فأحداثها تدور خلال فترة زمنية قصيرة مثل 24 ساعة فقط مع التركيز على التفاصيل الدقيقة والحوارات السريعة المتلاحقة. وتناولت أغلب سيناريوهات أفلامه علاقات الأجيال ببعضها وخبايا الإنسان وما يبطنه خلال تعاملاته مع الآخر.

وأخرج أول أفلامه الطويلة عام 1988 وكانت ميزانيته 3000 دولار فقط ، وهو فيلم «It’s Impossible to Learn to Plow by Reading Books»، وكان ريتشارد هو العنصر الأساسى فى الفيلم فموهبته الإبداعية ساعدته وأهلته ان يكون مقداما وخاصة في تجاربه السينمائية الأولى، فكان هو المخرج، السيناريست، المنتج، وأيضا بطل الفيلم. ورغم ان الفيلم لم يحقق ايرادات وقتها إلا انه لفت أنظار الجميع بموهبته الكبيرة.

وبعدها بثلاث سنوات «1991» قام بإخراج فيلم «الكسول»، ورغم ميزانيتة المتواضعة التى لم تتعد الـ 23 ألف دولار استطاع أن يحقق نجاحا كبيراً وايرادات قوية فى «البوكس أوفس» وصلت الى 1.228.118 دولار. وقد دارت أحداثه حول يوم بلا هدف فى حياة مجموعة من الأشخاص فى مدينة أوستن بولاية تكساس الذين لم تتعد أعمارهم الأربعين عاماً وعرض لشخصياتهم غريبة الأطوار ومراقبتهم لفترة معينة. واعتبر النقاد التجربة الثانية لـ «لينكلاتر» تأكيدا كبيرا على موهبته بفضل مهارة  وأسلوب كتابته والتفاصيل الخاصة التى أظهرها وتأثير اللقطات التي تميز بها فى فيلمه، وذلك بخلاف ما ناقشه سيناريو الفيلم من  قضايا اجتماعية وسياسية.

وقال العديد من النقاد: «بالرغم من كونها التجربة الاخراجية الثانية للمخرج الشاب الا أنها كان لها تأثير كبير على أمثاله من صانعي الأفلام الأخرى حيث قام بعض المخرجين المعروفين، بمحاولة تقليد أسلوبه». ومن وقتها أصبح لينكلاتر واحدا من اقوي المخرجين المبدعين فى هوليوود.

قبل شروق الشمس

رغم نجاحه كمخرج متميز، وبالرغم من إشادة النقاد بأفلامه، وحصولها على مراكز متقدمة فى شباك التذاكر، لم يقتنع ريتشارد الا بعد أن قدم فيلم Before Sunrise عام 1995، والذي أصبح علامة فارقة فى تاريخه المهنى وفى وضعه كفنان شامل ومخرج له رؤية  فنية ومؤثرة أيضا.

ويحكي فيلم «قبل شروق الشمس» عن شاب وفتاه – لعب أدوارهما كل من إيثان هوك و جولي دبلى- يتقابلان في قطار ويقضيان اليوم سويا، وفي نهاية اليوم يقع الإثنان في الحب لكنهما يتفقان على الفراق. وقد اصبح الفيلم علامة فارقة في تاريخ الأفلام الرومانسية ودائما ما تجده في أي قائمة شهيرة لأفضل تلك النوعية.

وبعد عشر سنوات، قام ريتشارد لينكلاتر باستكمال تجربته الاخراجية الناجحة بتقديم جزء ثان  للفيلم بعنوان Before Sunset 2004، وبعدها بتسع سنوات آخرى قدم الجزء الثالث Before Midnight عام 2013 ليكمل الثلاثية بنفس فريق العمل من الممثلين.

ورأى النقاد فى الفيلم أسطورة من أساطير العمل الفني. فقد كتب بيتر راينر فى صحيفة «لوس انجلوس تايم»: «يمثل قبل شروق الشمس نضوج العمل وتكنيك المخرج المبدع من حيث اختياره لموضوعاته والشخصيات المناسبة لإعماله، بالاضافه الى قدرة ريتشارد على أن يجعل من الأفلام الصغيرة كما الأفلام الكبيرة  جريئة وملفتة وناجحة نقدياً وجماهيريا».

ويكمن ذكاء سلسلة أفلام لينكلاتر في تحديده لعيوب الكمال، والرغبة في فهم واختراق روح الآخر، وانعكس أسلوب ريتشارد أيضا فى حوارات جيسى وسيلين التى لا تنهى وأيضا سعادتهما فى المشي والحديث، والذين جعلا منهما أكثر الشخصيات اثارة  فى  العالم.

وفى مراجعة لثلاثية لينكلاتر، جاء فى «صحيفة نيويورك تايمز»: «تعد ثلاثية أفلام المخرج الأمريكى ريتشارد من أفضل الأفلام الرومانسية في كل العصور». كما صنفت مجلة «نترتينمنت ويكلي» فيلم «قبل شروق الشمس» بأنه على رأس قائمه الـ 25 فيلما الرومانسية الأفضل.. بالإضافه الى أنه أحد أهم الأفلام المناسبة لكل الأوقات وأن هذه الثلاثية تتجلى فيها جماليات سينمائية ملفتة للنظر من تصوير مدهش بما يضفيه من سحر وجمال.

كما استطاع السيناريست ريتشارد لينكلاتر أن يغزو قلب جمهوره ليجعل من تطور علاقة بطلى الفيلم جيسي وسيلين الزوجية وانسجامهما الروحي منطقيا وهدفا وذلك بعد أن ازدادا نضجا بمرور السنوات وجعلنا فى اشتياق، لمعرفه نهاية علاقتهما، كما ان أجمل مافى الأجزاء الثلاثة هو كتابة وإخراج ريتشارد المليئة بالتتفاصيل وانه قدم بالفعل ثلاثيه رائعة أبطالها المخرج المبدع وإيثان هوك  وجولي دبلى.

خطوة غير مسبوقة

ومع عام 2014، يقدم ريتشارد لينكلاتر فيلم «Boyhood» أو «صبا» الذي يعد معلما سينمائيا، حيث اتخذ من خلاله خطوة غير مسبوقة في عالم الإخراج بتصوير الفيلم على فترات متقطعة على مدى 12 عاما، من عام  2002 حتى عام 2013، وذلك باستخدام نفس الممثلين وهم يتقدمون في السن أمام أعين المشاهدين.

وتقع أحداث الفيلم في ولاية تكساس التي صورت فيها جميع مشاهده، وتستعرض نشأة الطفل ميسون وشقيقته الكبرى سامانثا “الممثلة لوريلي لينكلاتر ابنة مخرج الفيلم” من فترة  الطفولة حتى مرحلة البلوغ.

وتعرض أحداث الفيلم من منظور الطفل ميسون الذي يتحول من طفل إلى مراهق ثم إلى شاب، حيث ترصد مراحل الطفولة المعقدة لهذا الطفل من بداية الدراسة الابتدائية حتى نهاية مرحلة الدراسة الثانوية ودخول الجامعة والتي تشتمل على لقطات لسنوات النضوج والرحلات المدرسية، وحفلات أعياد الميلاد والتخرج ومشاهدة الأفلام السينمائية وغيرها. وتتضمن أيضا الخبرات التي يتعرض لها ميسون كمضايقات أصدقائه واهتمامه بالفتيات، وإقدامه على تجربة المشروبات الكحولية والمخدرات في سن مبكرة.

وبدأ المخرج ريتشارد تصوير الطفل وهو في سن السابعة، وواصل ذلك لمدة 12 عاما حين أصبح هذا الطفل شابا في سن الثامنة عشرة، وزاد طوله خلال تلك الرحلة 76 سنتمترا.

ويتميز الفيلم بقوة وعبقرية الإخراج وأداء الممثلين، وفي مقدمتهم بطل الفيلم الطفل إيلار كولترين والممثلة باتريشيا أركيت والممثل إيثان هوك، كما يتميز بالعمق الإنساني وواقعية الحوار وبراعة التصوير والتشويق.

واعتبر العديد من نقاد السينما الأميركيين البارزين هذا الفيلم علامة فارقة في مجال صناعة الأفلام. وحصل على نسبة 99 بالمائة على موقع “الطماطم الفاسدة” الذي يضم كبار نقاد السينما، ووصف هذا الموقع فيلم «Boyhood» بأنه اسطورى من الناحية الفنية وحميمي بشكل استثنائي، ويمثل بحثا عميقا في طبيعة النفس البشرية وهى من اهتمامات ريتشارد المعنى بطرحها فى العديد من أفلامه. كما حصل الفيلم على علامة 100 بالمائة على موقع “ميتاكريتيك” لنقاد السينما الأميركيين. كأفضل أفلام عام 2014.

مهرجانات وجوائز

وقد عرض فيلم «Boyhood» في 31 مهرجانا سينمائيا عالميا، وافتتح مهرجان صندانس السينمائي، أشهر مهرجانات السينما المستقلة بالولايات المتحدة. وفاز حتى الآن بأربع وعشرين جائزة سينمائية، من بينها:

- ثلاث جوائزمن مهرجان برلين الدولي هى الدب الفضي لأفضل مخرج وجائزتا لجنة التحكيم ونقابة دور السينما الفنية لأفضل فيلم.

- جائزة المجلس القومي الأمريكي لاستعراض الأفلام السينمائية لأفضل عشرة أفلام.

- جائزة نقاد السينما لأفضل فيلم في مهرجان السينما النرويجي الدولي.

- جوائز أفضل فيلم ومخرج وأفضل ممثلة للممثلة باتريشيا أركيت من مهرجان سياتل السينما الدولي الأميركي.

- جائزة أفضل فيلم من مهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي الإسباني- جوائز رابطة نقاد السينما في نيويورك لأفضل فيلم ومخرج وممثلة.

- جائزة رابطة نقاد السينما في واشنطن لأفضل فيلم، وجائزة السينما البريطانية المستقلة لأفضل فيلم مستقل.

- جوائز الكرة الذهبية لأفضل فيلم ومخرج وممثلة مساعدة.

سينماتوغراف في

20.01.2015

 
 

أفلام «دبي السينمائي» تحصل على 33 ترشيحاً لجوائز الأوسكار

دبي ـ  «سينماتوغراف»

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي اليوم أن عدداً من الأفلام التي عرضها خلال دورته الحادية عشر قد حصلت على 33 ترشيحاً لجوائز الأوسكار 2015، وحصدت أربع جوائز غولدن غلوب، وثماني جوائز لاختيار النقاد. وكان مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي عقدت أنشطته خلال الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر من العام الماضي قد عرض مجموعة من أفضل إنتاجات السينما، من بينهما فيلم “نظرية كل شيء” الذي افتتح الدورة الحادية عشر، وكذلك أفلام «بيردمان» و«لعبة التقليد» التي تتوجه بقوة نحو الفوز بجائزة أفضل فيلم سينمائي في هذا العام.

ويعتبر برنامج «سينما العالم» من أكثر برامج مهرجان دبي السينمائي الدولي شعبية بما يعرضه من أفضل الإنتاجات التي أبدعها أشهر نجوم السينما العالمية من مخرجين وممثلين ومنتجين وكتاب سيناريو.

ويتصدر فيلم «بيردمان» للمخرج أليهاندرو غونزالس إناريتو قائمة أكثر الأفلام ترشحاً لجوائز الأوسكار ضمن تسع فئات تتضمن ترشحه لجائزة أفضل مخرج، وأفضل ممثل في دور رئيسي للنجم مايكل كيتون، وأفضل ممثل في دور مساعد للنجم إدوارد نورتون، وجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد للنجمة إيما ستون.

وترشح فيلم «لعبة التقليد» للمخرج مورتن تيلدام لثماني فئات ضمن جوائز الأوسكار تتضمن جائزة أفضل مخرج، وأفضل ممثل في دور رئيسي للنجم بينيديكت كامبرباتش، وأفضل ممثلة في دور مساعد للنجمة كيرا نايتلي.

أما فيلم «نظرية كل شيء» الذي افتتح الدورة الحادية عشر من مهرجان دبي السينمائي الدولي؛ فحصل على ترشيحات لجوائز الأوسكار ضمن خمسة فئات هي جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل سيناريو أصلي، وترشح النجمان إيدي ريدمين، وفيليسيتي جونز لجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي، وأفضل ممثلة في دور رئيسي على الترتيب.

وحصل فيلم «فوكس كاتشر» للمخرج بينيت ميلر على خمسة ترشيحات لجائزة أفضل ممثل للنجم ستيف كارل، وجائزة أفضل ممثل في دور مساعد للنجم مارك روفالو، وجائزة أفضل مخرج لبينيت ميلر، وجائزة أفضل سيناريو أصلي ومكياج وتصفيف شعر، بينما حصل فيلم “في الغابة” الذي اختتمت به الدورة الحادية عشر من مهرجان دبي السينمائي الدولي على ثلاثة ترشيحات تتضمن جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد للنجمة ميريل ستريب، وجائزة أفضل تصميم إنتاج، وجائزة أفضل تصميم ملابس.

وحصلت النجمة ريس ويذرسبون على ترشيح لجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم«برّيّة”» للمخرج جين-مارك فالييه، إلى جانب النجمة لورا ديرن التي ضمنت موقعاً لها ضمن منافسات جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد. وتحضر السينما الأرجنتينية من خلال فيلم«حكايات برّيّة» الممثل الرسمي للأرجنتين في جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.

وقال رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، عبدالحميد جمعة: «يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في كل عام أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية لجمهور وعشاق السينما في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكون مجتمعنا يتميز بتنوع خلفياته الثقافية عبر 200 جنسية مقيمة في الدولة، فنحن نسعى دائماً إلى صياغة برنامج يمثل كافة تلك الثقافات. ونحن سعداء برؤية العديد من الأفلام التي عرضتها الدورة الحادية عشر من المهرجان وهي تترشح للتنافس لجوائز الأوسكار».

سينماتوغراف في

20.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)