كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

فيلم "لعبة المحاكاة" المرشح للأوسكار..

محاكاة حياة وليس رد اعتبار

محمد هاشم عبد السلام

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

إن ما فعله العالم البريطاني الفذ "آلان تورينج" لم يسهم في إيقاف وفوز بلده والحلفاء بالحرب فحسب، بل لا تزال آثار ما ابتكره ماثلة أمام أعيننا لا تفارقنا حتى يومنا هذا، وستظل كذلك في المستقبل، لأنه ببساطة شديدة، أحد الآباء المؤسسين لما سيطلق عليه لاحقًا "الكمبيوتر"، الذي نستخدمه الآن. لكن، ما هي قصة ألان تورينج وما الذي فعله؟

الإجابة عن هذا السؤال تحديداً هي ما حاول تقديمه فيلم "لعبة المحاكاة"، المُرشح لثمانية جوائز أوسكار، هي: جائزة أحسن فيلم، وأحسن إخراج مورتين تيلدوم، وأحسن ممثل بنيديكت كومبرباتش، وأحسن ممثلة مساعدة كيرا نايتلي، وأحسن سيناريو مأخوذ عن نص منشور جراهام مور، وأحسن مونتاج وليم جولدبرج، وأحسن موسيقا تصويرية ألكسندر ديسبلات، وأحسن تصميم مناظر تاتيانا ماكدونالد وماريا دجوركوفيتش.

في فيلم "إنيجما" (2001) للمخرج مايكل أبتيد، لم يأت كاتب السيناريو تقريباً على ذكر اسم عالم الرياضيات العبقري، وكيف كشف شيفرة الألمان ورصد تحركاتهم وأسهم في كسب الحلفاء وبريطانيا الحرب وقلص من زمنها وضحاياها على نحو كبير، وإنما انشغل الفيلم كلية بالبحث عن جواسيس وخونة ضمن فريق فك الشيفرة. الأمر الذي تلاشاه بعض الشيء فيلم "لعبة المحاكاة"، الذي يعتبر بمثابة رد اعتبار، إلى حد ما، لذلك العالم "المُختلف والمُتفرِّد"، الذي حاول سيناريو الفيلم أن يلعب على ويضخم تلك النقطة، "الاختلاف والتفرد"، لخلق مستويات من التلقي أكثر عمقاً بالفيلم.

"في بعض الأحيان، الأشخاص الذين لا تتوقع منهم شيئاً، هم الذين يحققون أشياء تفوق تصورك".

تلك العبارات وغيرها مما ورد بالفيلم على لسان أبطاله، وبخاصة بطل الفيلم الممثل العبقري "بنيدكيت كومبرباتش" في دور عالم الرياضيات آلان تورينج، هي ما حاول كاتب السيناريو البارع جراهام مور، أن يُصدّرها لنا على امتداد الفيلم، كي يرسخ في الأذهان أن شخصية آلان تورينج شديدة التفرد والتميز والمغايرة، ليس على المستوى العلمي والأكاديمي والرياضي والعبقري فحسب، بل أيضاً على مستويات عدة، اجتماعية وعاطفية وجنسية، جعلت الجميع يعجزون عن التعامل معه، وعن فك شيفرته على جميع المستويات، وأنه لم ينظر إليه إلا من خلال ذلك الإطار وفقط.

وهذا بالطبع مدخل جد قوي لصنع فيلم درامي مفعم بالإثارة، وفي نفس الوقت، يسمح بقدر من العمق والتأمل الفلسفي وتعدد مستويات التلقي، خصوصاً عن التطرق لمناقشة الفارق بين شيفرة الإنسان وشيفرة الآلة، بين الإنسان كإنسان والإنسان كآلة، بين الآلة والإنسان، وبين عقل الآلة وعقل الإنسان، وأيهما أفضل، وأيهما يحاكي الآخر ويتفوق عليه؟ وكيف أن لكل عقله وطريقة تفكيره وسمات تفوقه وفقًا للكيفية التي يفكر بها وينطلق منها لحل مشكلاته. وأن الأمر ليس مشكلة تفوق عقل الإنسان أو عقل الآلة ولا محاكاة أحدهما الآخر، إلى آخر ما ذكره آلان تورينج مع المحقق الشرطي قبيل نهاية الفيلم، بينما يحدثه عن مقاله "لعبة المحاكاة" التي حمل الفيلم اسمها.

بالطبع يحسب لكاتب السيناريو البارع جراهام مور، تصديه لكتابة سيناريو كهذا، كان من الممكن جداً أن يغرق في الكثير من التفاصيل والأحاجي والمسائل الرياضية والمعادلات والرموز التي تربك المتفرج وتنفره من الفيلم، وتدخله في متاهات لا يكاد يخرج منها. والسبب بدهي، الفيلم تمحور بالأساس حول حياة أحد أهم علماء رياضيات القرن العشرين، وحول فك الشيفرات والرموز الحسابية المعقدة بصحبة فريقه المعاون. لكن البراعة كلها تمثلت في تناول كل هذا بمشرط جراح، وعلى نحو لم يتسبب قط في إزعاج المتفرج، لأنه قدم على نحو شديد التبسيط.

وفي نفس الوقت نجح كاتب السيناريو في الحفاظ على روح الإثارة، والمرح والسخرية في بعض الأحيان، منذ الدقيقة الأولى وعلى امتداد الفيلم، سواء عن طريق استثمار التحقيق في قضية تورينج كخط من خطوط الفيلم، إلى جانب الخط الأساسي المفعم أصلا بالإثارة والمتمثل في متابعتنا لحل لغز شيفرة "إنيجما"، وفي الوقت نفسه تتبعنا لمرحلة مهمة وهي مراحل نشأة تورينج في مدرسته وعلاقته بالزملاء والصداقة التي نشأت بينه وبين صديقه الحميم الذي شغف به قبل أن تصدمه وفاته "كريستوفر".

ولإضفاء المزيد والمزيد من الإثارة، عمد كاتب السيناريو إلى إقحام قصة الجاسوس السوفيتي وزرعه وسط الفريق المعاون لتورينج وحتى التشكيك في تورينج نفسه على أنه هذا الجاسوس. إلى جانب، المبالغة الشديدة في نسج قصة الحب على هذا النحو الذي ظهرت به في الفيلم، من أجمل مشاهد الفيلم تلك التي جمعت بين تورينج وخطيبته جوان، وكذلك فيما يتعلق برد فعل خطيبته عندما أطلعها على مثليته، وعلاقاته بفريق العمل المعاون له، وكذلك رئيسه دينستون.

برغم هذا كله، فإن الفيلم محاكاة غير دقيقة لحياة تورينج، المنكفئ على نفسه والمنعزل عن الناس والمجتمع، والمُتسم سلوكه بقدر من الغشومية أو العدوانية اللفظية أو الفظاظة، بالإضافة إلى الجدية البالغة والثقة الزائدة بالنفس، التي تصل أحيانًا حد التبجح والتكبر. وإضافة لكل تلك السمات الجلية، نجد على وجه تورينج الكثير من التبلد أو انعدام القدرة على التعبير عن المشاعر، وقد تبدى هذا في أكثر من موقف طوال الفيلم، إلى جانب مسحة لا تخطئها العين من الحزن، والاثنين لا يفارقان وجهه دائماً منذ أيامه بالمدرسة. وتلك كلها خلقت شخصية تورينج الدرامية التي شاهدناها على الشاشة، بينما كانت الشخصية في الأصل على النقيض من هذا تمامًا، وتتسم بالكثير من الخبث والدهاء الشديدين.

في حين أن قصة الجاسوس السوفيتي المزعوم "جون كاينكروس" شديدة السخف على حد قول "أندرو هودجز" مؤلف كتاب "آلان تورينج: إنيجما"، سيرة تورينج التي استند إليها الفيلم، فهو لم يكن يعمل أصلاً مع تورينج ولم يلتقيا أبداً. ونفس الشيء ينطبق على اتهام تورينج بالجاسوسية أو الارتياب فيه، فلم يحدث هذا قط حتى وفاته. ونفس الأمر، وإن على نحو أقل، فيما يتعلق بطفولة تورينج ووفاة صديقه الحميم كريستوفر.

كذلك علاقته بخطيبته "جوان كلارك" التي انزعجت عندما صارحها بمثليته، على عكس ما جاء بالفيلم. أيضاً الجهاز المُخترع، كان يحمل اسماً آخر ولم يطلق عليه تورينج اسم صديقه الحميم كريستوفر. كما أن الرجل لم يكن جباناً ولا خائناً لأنه بالأساس لم يتستر على عميل سوفيتي اكتشفه

نفس الأمر فيما يتعلق بمدخل الفيلم ومفتتح قصته، حيث قضية السرقة وإبلاغ الجيران، كل هذا لم يحدث على هذا النحو، ولم يشتبه أي محقق شرطي في أن تورينج يتجسس لصالح السوفيت داخل جامعة كمبريدج. بل تورينج هو من تقدم بنفسه للشرطة للإبلاغ السرقة مخفياً حقيقة ما حدث، وبعد التحقيقات اكتُشِفَت الحقيقة، واضطر تورينج للاعتراف كتابة، الأمر الذي أدانه كلية في النهاية وثبّت عليه تهمة المثلية. من ناحية أخرى، أدانت عائلة "أليستر دينستون" القائد والمشرف على ألن تورينج في "بلتشلي بارك" الصورة التي ظهر عليها من قسوة وعدم مصداقية وإبرازه كديكتاتور وحشي أعاق عمل تورينج، واعتبرت هذا إهانة للرجل وتاريخه.

ولكل هذا وأكثر، فإننا نعتبر السيناريو من ضمن أبطال الفيلم فعلا، حيث نجح في نسج قصة خيالية موازية بها الكثير من الصدق، تحاكي قصة آلان تورينج بالفعل، وتطغى مصداقتيها الفنية على ما حدث في الواقع. وذلك عن طريق تطعيم مفردات القصة الأصلية بعناصر تزيد من إثارتها وتضفي عليها الكثير من الحيوية وتخدم في الوقت نفسه قضية التفرد أو الاختلاف التي أراد السيناريو أن يبرزها، ويبين أنها سبب مشكلات تورينج.

وإن كنا نرى مع ذلك أن هناك مشكلة في لجوء السيناريو لتورينج كي يسرد ما حدث له على امتداد الفيلم أمام المحقق بعد القبض عليه، في حين أن ما حدث مفترض أنه طي الكتمان ولم يفرج عنه إلا بعد خمسين عاماً، ولم يجسر أحد على التحدث عنه! أيضاً زيارة جوان له بالمنزل بعد تقليه العلاج الكيميائي وقبيل وفاته، بالرغم من التعليمات المشددة بعدم التقاء أي من أفراد الفريق أحدهم بالآخر ولو مصادفة، لم تكن مقبولة منطقيًا، وإن كانت مبررة عاطفيًا بالطبع.

الأهم من كل هذا، لم يتطرق السيناريو لنقاط بالغة المحورية، من وجهة نظرنا، ولو تلميحاً، منها إدانة الحكومة البريطانية بشأن ما حدث لتورينج! فتلك الحكومات التي ضحت بحياة الآلاف وتركت جواسيس يسربون معلومات، بل واختلقت أشياء شديدة الوهمية، ومع كل تلك الأفعال اللا أخلاقية الشائنة والمدانة في أي زمان ومكان، لم تستطع قط أن تغفر لشخصية بحجم آلان تورينج، وأخضعته لتطبيق القانون، في حين خرقت هي كل القوانين والأعراف. وكيف أنه برغم كل ما قدمه لبلده وللعلم، جرى التعامل معه من وجهة النظر الضيقة هذه، والتي كانت السبب الرئيسي في المصير الذي لاقاه.

فقد أدانوه بما كان يطلق عليه قانون "عدم الاحتشام"، أي تجريم المثلية، وخيّروه بين قضاء عامين كاملين في السجن بعيدًا عن جهازه وبين الإخصاء العضوي عن طريق الحقن الكيميائي، الذي سيؤدي على حد زعمهم إلى معالجته من سلوكه المنحرف. وبالطبع، لم يكن أمامه سوى الرضوخ للخيار الثاني، ومن قبله تدمير اسمه وسمعته ومنصبه ومركزه كأستاذ جامعي في كامبريدج. أي، عومل باعتباره مجرد فرد من ضمن عشرة آلاف رجل تم الحكم عليها بتلك التهمة في بريطانيا، في الفترة بين 1885 وحتى 1967، قبل سقوط هذا القانون، ودون النظر لمنجزه العلمي والوطني بعين الاعتبار، وتلك النقطة لم يتطرق لها الفيلم.

والمدهش في الأمر، أن الحكومة البريطانية كانت قد منحته، وهذا لم يذكره الفيلم، "وسام الإمبراطورية البريطانية" نظير خدماته في عام 1945. والمثير أيضاً، عدم تصدي الفيلم لنقطة بالغة الأخلاقية في شخصية تورينج، وهي عدم استغلاله قط لعبقريته وما لديه من معلومات في مساومة الحكومة البريطانية من أجل الإفراج عنه وإسقاط التهمة المُدان بها، بل وظل محافظاً على سرية المعلومات والمهمة التي قام بها، بل ولم يفكر قط في الهرب ومغادرة بريطانيا.

أما المذهل حقًا، فهو تجنب الفيلم بالمرة التطرق لطبيعة وفاة تورينج التي يخيّم الغموض عليها حتى يومنا هذا، إذ عثرت عليه خادمته ميتاً في سريره في الصباح وبجواره نص تفاحة مقضومة. وقد خصلت التحليلات التي أجريت على الجثة إلى أن سبب الوفاة هو السيانيد، رغم أن التفاحة لم يتم تحليلها أو فحصها. وفي حين تحدثت والدته عن إهمال ابنها فيما يتعلق بالمواد الكيميائية الخطرة التي كان يستخدمها لأبحاثه بالمنزل، فإنه من المرجح أن تورينج لم يكن هو من أنهى حياته بنفسه، لكن هذا الطرح لم يتطرق إليه الفيلم وتبنى وجهة النظر القائلة بإنه قد انتحر.

هناك العديد من الأشخاص الذين هم على قناعة بأن تورينج قد قتل، لخشية الحكومة من إقدامه على التحدث وفضح ما كان لديه من معلومات. وهذا ما يقوله كاتب السيناريو نفسه في حديث صحفي. في حين يُرجح مارتن تيلدوم مخرج الفيلم، من وجهة نظره، أن فكرة الانتحار قد راودته وأنه أقدم عليها بالفعل. برغم أنه مارس حياته على نحو عادي جدًا حتى وفاته في يونيو 1954. وبما أن الأمر على هذا النحو فلِمَ لم ينطلق الفيلم السيري لمناقشة ذلك اللغز الذي يقف المخرج وكاتب السيناريو ومنتج الفيلم على النقيض فيما يتعلق به!

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، مع تجنب الفيلم الخوض في تفاصيل شيفرة إنيجما، وتبنيه سرد قصة حياة آلان تورينج وجهوده الفذة في إنقاذ أوروبا والملايين، لماذا لم يخلص الفيلم، لن نقول للنص المنشور، وإنما لحياة تورينج ذاتها، واتخذ الكثير من النقاط المحورية في شخصية تورينج وحياته وغموض وفاته ومحاكمته كي تكون مدخلا لفيلم إثارة أيضًا وتشويق وربما تحري من أجل رد الاعتبار بالفعل لهذا العالم الفذ، أم أن العفو الملكي عن اسمه الذي قامت به مؤخرًا الملكة إليزابيث بعد أكثر من نصف قرن على وفاته كان كافيًا؟

وبالرغم من ملاحظاتنا عمّا أغلفه الفيلم في تناوله لسيرة تورينج، فقد نجح المخرج النرويجي مورتين تيلدم، في أول أفلامه الناطقة بالإنجليزية، على امتداد ساعتين تقريباً في نسج فيلم شديد الجودة والبراعة أسهم فيه المونتاج على نحو لافت، المونتير المبدع وليم جولدبرج، في الانتقال بمنتهى السلاسة بين الأزمة الثلاثة، مرحلة نشأة تورينج في الماضي 1928، ومرحلة فك الشيفرة في المنطقة السرية "بلتشلي بارك" في الفترة من 1939 وحتى 1945، ثم المرحلة اللاحقة بعض الشيء حيث ألقي القبض على تورينج في مانشيستر عام 1952، والتحقيق معه ثم إدانته، والذي تسبب فيه اشتباه الجيران في وقوع حادث سرقة بمنزل تورينج.

موقع "24" الإماراتية في

17.01.2015

 
 

{يواكيم فينكس} في أداء مميز

كتب الخبركولن كوفرت

Inherent Vice فيلم فكاهي بوليسي غير تقليدي، تدور أحداثه في لوس أنجلس خلال فترة السبعينيات المميزة.

تشكل الفوضى بيئة ممتازة ليواكيم فينكس. يؤدي فينكس دور محقق خاص محبوب ومدمن، يواجه مشاكل مع الشرطة حين يستيقظ قرب جثة في مركز تدليك. ويشكل هذا الدور الإضافة الأخيرة إلى مسيرة تمثيل ممتازة بنيت باختيار جريء وغير متوقع.

لا شك في أن هذه المسيرة لا تخلو من هفوة هنا أو هناك، مثل فترة اللحية الغريبة خلال I’m Still Here، فيلم وثائقي ساخر محير يدّعي فيه أنه تخلى عن التمثيل وقارب غناء الراب. لكن نجاحاته تفوقها عدداً بكثير.

بطل وإمبراطور

في فيلم ريدلي سكوت Gladiator 2000، أدى دور الإمبراطور كومودس الشرير، ليتحول بعد ذلك إلى البطل المميز جوني كاش في فيلم جيمس مانغولد Walk the Line 2005. أما في فيلم بول توماس أندرسون The Master  2012، فيؤدي دور فريدي كويل، جندي شارك في الحرب العالمية الثانية، مدمن ويرتكب جرائم جنسية، ما منحه ترشيحاً ثالثاً لجائزة أوسكار. أما في الماضي القريب، فأدى  دور ثيودور توومبلي، كاتب بطاقات الترحيب الغريب الأطوار في فيلم سبايك جونز الرومنسي عن عالم الكمبيوتر Her 2013.

فينكس البالغ الأربعين من عمره، وقد أمضى أكثر من 30 سنة في عالم التمثيل، يعتبر بعض الممثلين أكثر حرفية منه. في محادثة أخيرة معه عبر الهاتف ذكر: {لم أقصد مدرسة التمثيل يوماً، ولم أتعلم الأسس التي يُفترض بالممثل معرفتها. أتحدث إلى بعض الممثلين، فيخبرونني كيفية تعاطيهم مع بعض المسائل. فأقول في نفسي: هذا مذهل حقاً}.

أضاف فينكس: {أعرف بعض الممثلين الذين يروحون يتحدثون عن الشخصيات والأبحاث، فيبدون لي أكثر احترافاً. هم عباقرة ويستطيعون تذكر كل شيء}.

لكن عرض شخصية بنشون الرئيسة الغريبة الأطوار والنص المتناغم الغني على الشاشة كان مهمة صعبة، وفق فينكس الذي تابع موضحاً: {هذا الكتاب، الذي ارتكز عليه الفيلم، غني جداً ومليء بالتفاصيل. إلا أني أشبه ولداً يحشو رأسه بالمعلومات استعداداً لامتحان ولا يعود يتذكر شيئاً عندما ينتهي الامتحان}.

استفاض فينكس، قائلاً: {كانت هذه مهمة صعبة. فقد واجهت في البداية صعوبة في الحوار. أرادت حواراً مقتبساً مباشرة من الكتاب لأنني أحببته كثيراً. فهذا الكاتب يبرع في انتقاء الكلمات. حاولت مراراً اعتماد نص مماثل، إلا أنني لم أفلح. فلم يبدُ الحوار واقعياً. نتيجة لذلك، اضطررت أن أعد نسخة مختصرة منه. فخاب أملي لأنني شعرت بأني أقترف خطأ}.

طلب منه المخرج أندرسون، الذي يتعاون معه للمرة الثانية، ألا يقلق حيال ذلك، وأن {يركز على متعة التعبير. وتقوم هذه المتعة في جزء كبير منها على تطبيق الأمور التي عشقتها في الكتاب}.

متعة ومرح

أخبر فينكس أن العمل معاً مجدداً كان ممتعاً. فخلال تصوير فيلم The Master، دعا أندرسون فينكس بتحبب {بابلز}، قرده الأليف. لجأ أندرسون أيضاً إلى الدعابة في فيلم Inherent Vice، مغيظاً فينكس بهدف إبقاء معنوياته عالية. أوضح فينكس: {كان العمل على هذا الفيلم ممتعاً ومرحاً حقاً. استمتعنا كثيراً. ويعود الفضل إلى بول، الذي يستطيع أن يضمّن الفيلم أجواء عدة لأن هذا طبعه. فهو في جزء منه عميق وعاطفي والجزء الآخر صبي مرح في الثامنة من العمر، على غراري تماماً. نهوى الدعابات المضحكة والساخرة وغيرها}.

تابع متحدثاً عن مارتن شورت، الذي يعتبره مثاله الأعلى منذ Three Amigos، أحد أفلامه المفضلة: {لا أظن أنني ضحكت يوماً بقدر ما ضحكت خلال عملي مع مارتن شورت. كنا نظل في العمل حتى ساعات متأخرة واضطررنا إلى إعادة المشاهد مرات لأنني لم أستطع الكف عن الضحك. فمع كل لقطة جديدة، كان يقول عبارة جديدة أو يقوم بحركة مضحكة جداً}.

مر فينكس بتجربة مماثلة خلال عمله مع إيما ستون في فيلم وودي آلن الجديد، الذي لم يتمكن من التحدث عن تفاصيله لأنه خاضع كالمعتاد لسرية آلن. لكن فينكس يؤكد أن العمل مع ممثلين ومخرجين موهوبين حقاً يمثل إحدى أفضل التجارب التي عاشها.

ختم: {عندما يتحدثون إليك، تحب الطريقة التي يصفون بها العالم وما يسعون إليه عاطفياً. يشبه هذا الشعور الذي ينتابك عندما تقع في غرام شخص ما. تقول: ‘أريد العمل معهم. أود أن أسمع ما لديهم ليقولوه. تكمن المشكلة في أنهم يعملون مع أناس أفضل وأذكى منك. لذلك أسعى لأكون من هؤلاء}.

الجريدة الكويتية في

18.01.2015

 
 

ترشيحات الأوسكار تغيّب السود والنساء وتثير جدلاً

لوس أنجلوس - فرانس برس

أثارت ترشيحات الحفل 87 لجوائز الأوسكار انتقادات وجدلا واسعا بسبب غياب السود والنساء، واتهمت الأكاديمية الأميركية لفنون السينما التي تمنح هذه المكافآت بأنها عنصرية ولا تساوي بين الجنسين، لاسيما بسبب خياراتها بشأن فيلم "سيلما" عن مارتن لوثر كينغ.

ولم تتضمن ترشيحات الأوسكار أي ممثل أو ممثلة سوداء، في سنة اختير فيها فيلم "سيلما" لافا دوفيرني الذي يشارك فيه ممثلون سود، خصوصا من بينهم أوبرا وينفري وديفيد ايولوو في دور مارتن لوثر كينغ، كأفضل فيلم للسنة من قبل موقع "روتن توميتوز.كوم" الذي يجمع آراء كل النقاد.

هذا الفيلم الملحمي حصل على 99% من الآراء الإيجابية، متفوقا بقليل عن فيلم "بويهود" (98%)، حيث تدور أحداثه حول النضال من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وقد بدأ عرضه في أميركا تزامنا مع تظاهرات ضخمة تندد بعنف الشرطة الذي يقول السود إنهم يتعرضون له.

واعتبر توم أونيل مؤسس موقع "غولد دربي.كوم" الذي يعد مرجعا في مجال توقعات الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة أن "ترشيح الفيلم في فئتي أفضل فيلم وأفضل أغنية فقط، أمر مشين".

وتعد هذه المرة الثانية فقط منذ العام 1998 التي لا يرشح فيها أي ممثل أو ممثلة سوداء لجوائز أوسكار.

وقال أونيل: "هذا عائد إلى النقص في التنوع بين أعضاء الأكاديمية أنفسهم، فهم بيض بنسبة 93% و77% منهم من الرجال مع متوسط أعمار يبلغ 63 عاما، لذلك لا يملكون صفة تمثيلية للعالم الفعلي".

ومنذ الخميس، هيمن شعور الاستياء على موقع تويتر، حيث ينتشر خصوصا هاشتاغ "أوسكار سو وايت" (الأوسكار أبيض كثيرا) في الولايات المتحدة.

وأكدت ساشا ستون من موقع "أوارد ديلي.كوم" أنهم "متخلفون جدا عن بقية أوساط السينما على صعيد الخيارات".

وأضافت: "لقد اختاروا مخرجين وكتاب سيناريو من الرجال البيض بطبيعة الحال"، في حين أن الكاتبة الناجحة جيليان فلين كانت من الأوفر حظا مع فيلم "غون غيرل"، فضلا عن شيريل سترايد من فيلم "وايلد" للفوز بترشيح في فئة أفضل سيناريو.

وتابعت: "إنه لأمر مؤسف فعلا تفويت الأكاديمية فرصة مكافأة أول مخرجة سوداء"، في إشارة إلى آفا دوفيرني.

وقال الممثل جوشوا مالينا على حسابه عبر تويتر ساخراً: "سيلما فيلم ممتاز أخرج نفسه بنفسه بطريقة رائعة".

وقال الناشط الأسود الشهير آل شاربتون، الخميس، بعد الكشف عن الترشيحات، بسخرية أيضا: "أوساط السينما مثل جبال الروكي، كلما زاد ارتفاعها زاد بياضها".

لكن توم نونان المنتج والأستاذ في "سكول أوف ثياتر فيلم اند تليفيجن" في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، سارع إلى التذكير بأن فيلم "12 ييرز ايه سلايف" للمخرج البريطاني الأسود ستيف ماكوين، الذي تناول موضوع العبودية في الولايات المتحدة، فاز العام الماضي بجائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي للممثلة السوداء لوبيتا نيونغو، فضلا عن جائزة أفضل سيناريو فيما كان مرشحا في تسع فئات.

ويدافع البعض عن الأكاديمية مشددين على أن أعضاءها انتخبوا أميركية سوداء لترأس مجلس إدارتها هي شيريل بون ايزاكس، وأن ممثلين مثل فوريست ويتيكر وجنيفر هادسن وأوكتافيا سبسنر ومونيك فازوا بجوائز أوسكار في السنوات الاخيرة.

وقال توم نونان: "لا أجد أدلة على أن الأبواب موصدة بسبب لون البشرة، فجنيفر انيستون لم ترشح أيضا لأهم دور في حياتها في فيلم "كايك"، كذلك الأمر بالنسبة لفيلم "ذي ليغو موفي" في فئة أفلام الرسوم المتحركة، في حين كان الأوفر حظا".

لكنه ختم قائلا: "على الرغم من ذلك يجب أن تبذل الجهود لإرساء مزيد من التنوع".

العربية نت في

18.01.2015

 
 

رئيس أكاديمية الأوسكار:

راضية عن ترشيحات هذا العام ولا صحة لاتهامات العنصرية

كتب: ريهام جودة

في أول رد فعل على الاتهامات بعدم التنوع والعنصرية في اختيارات الأفلام المرشحة للأوسكار هذا العام، أكدت شريل بون إيزاك رئيس الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة أنها راضية عن ترشيحات جوائز الأوسكار هذا العام رغم الانتقادات التي وجهت للأكاديمية بالتحيز العنصري ضد السود في اختيار المرشحين، وعدم ترشيح فيلم SELMA سوى لجائزتي أفضل فيلم وأفضل أغنية، رغم أن النقاد توقعوا ترشح بطل الفيلم ديفيد أويلو الذي قدم شخصية مارتن لوثر كينج، على جائزة أفضل ممثل، ومخرجة الفيلم آفا ديوفيرناي في السباق على أوسكار أفضل إخراج، بخلاف كونها إمرأة.

وأشارت إيزاك – وهي سمراء البشرة- في تصريحات لأسوشيتد برس إلى أن الأكاديمية تراعي خلال الأعوام القليلة الماضية تنوع الاختيارات والنظر للأعمال الفنية الراقية بغض النظر عن لون من يقدمها.

وتابعت: الممثلون الذين ترشحوا في فئة أفضل ممثل هذا العام ستيف كارل وبينديكيت كومبرباتش وبرادلي كوبر ومايكل كيتون وإيدي ريدماين هم الأفضل والأعلى في لعبتهم هذا العام.

إلا أن صحيفة لوس أنجلوس علقت أن 94% من أعضاء الأكاديمية من البيض، وأن 77 % منهم من الذكور، وأعمارهم فوق الـ62 سنة، وهذا يعكس اختيارات الأكاديمية.

المصري اليوم في

18.01.2015

 
 

غياب السود والنساء يثير جدلاً في ترشيحات الأوسكار

بسبب خياراتها بشأن فيلم «سيلما» عن مارتن لوثر كينغ

لوس أنجليس - لندن: «الشرق الأوسط»

أثارت ترشيحات الحفل الـ87 لجوائز أوسكار انتقادات وجدلا بسبب غياب السود والنساء، واتهمت الأكاديمية الأميركية لفنون السينما التي تمنح هذه المكافآت بأنها عنصرية ولا تساوي بين الجنسين، لا سيما بسبب خياراتها بشأن فيلم «سيلما» عن مارتن لوثر كينغ.

فترشيحات الأوسكار لم تتضمن أي ممثل أو ممثلة سوداء في سنة اختير فيها فيلم «سيلما» لافا دوفيرني، الذي يشارك فيه ممثلون سود خصوصا من بينهم أوبرا وينفري وديفيد ايولوو في دور مارتن لوثر كينغ: «أفضل فيلم في السنة» من قبل موقع «روتن توميتوز.كوم» الذي يجمع آراء كل النقاد، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

فهذا الفيلم الملحمي حول النضال من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الذي بدأ عرضه في البلاد تزامنا مع مظاهرات ضخمة تندد بعنف الشرطة، الذي يقول السود إنهم يتعرضون له، حصل على 99 في المائة من الآراء الإيجابية أي أفضل من «بويهود» (98 في المائة).

واعتبر توم أونيل مؤسس موقع «غولد دربي.كوم»، وهو مرجع في مجال توقعات الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة «ترشيح الفيلم في فئتي أفضل فيلم وأفضل أغنية فقط، أمر شائن».

وهي المرة الثانية فقط منذ عام 1998، التي لا يرشح فيها أي ممثل أو ممثلة سوداء.

وقال توم أونيل لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا عائد إلى نقص في التنوع بين أعضاء الأكاديمية أنفسهم؛ فهم بيض بنسبة 93 في المائة و77 في المائة منهم من الرجال، مع متوسط أعمار يبلغ 63 عاما. لذا لا يملكون صفة تمثيلية للعالم الفعلي».

ومنذ الخميس بلغ شعور الاستياء خدمة «تويتر» حيث ينتشر خصوصا هاشتاغ «أوسكار سو وايت» (الأوسكار أبيض كثيرا) في الولايات المتحدة.

وأكدت ساشا ستون من موقع «أوارد ديلي.كوم»، قائلة: «إنهم متخلفون جدا على بقية أوساط السينما على صعيد الخيارات».

وأضافت: «لقد اختاروا مخرجين وكتاب سيناريو من الرجال البيض، بطبيعة الحال»، في حين أن الكاتبة الناجحة جيليان فلين كانت من الأوفر حظا مع فيلم «غون غيرل»، فضلا عن شيريل سترايد من فيلم «وايلد» للفوز بترشيح في فئة أفضل سيناريو.

وتابعت تقول: «إنه لأمر مؤسف فعلا تفويت الأكاديمية فرصة مكافأة أول مخرجة سوداء»، في إشارة إلى آفا دوفيرني.

وقال الممثل جوشوا مالينا على حسابه عبر تويتر ساخرا «سيلما فيلم ممتاز أخرج نفسه بنفسه بطريقة رائعة».

وقال الناشط الأسود الشهير آل شاربتون، الخميس، بعد الكشف عن الترشيحات، بسخرية أيضا: «أوساط السينما مثل جبال الروكي، كلما زاد ارتفاعها زاد بياضها».

لكن توم نونان المنتج والأستاذ في «سكول أوف ثياتر فيلم أند تليفيجن» في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس سارع إلى التذكير بأن فيلم «تويلف ييرز إيه سلايف» للمخرج البريطاني الأسود ستيف ماكوين الذي تناول موضوع العبودية في الولايات المتحدة فاز العام الماضي بجائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي للممثلة السوداء لوبيتا نيونغو، وجائزة أفضل سيناريو فيما كان مرشحا في 9 فئات.

ويدافع البعض عن الأكاديمية مشددين على أن أعضاءها انتخبوا أميركية سوداء لترأس مجلس إدارتها، هي شيريل بون ايزاكس، وأن ممثلين مثل فوريست ويتيكر وجنيفر هادسن وأوكتافيا سبسنر ومونيك فازوا بجوائز أوسكار في السنوات الأخيرة.

وقال توم نونان: «لا أجد أدلة على أن الأبواب موصدة بسبب لون البشرة. فجنيفر أنيستون لم ترشح أيضا لأهم دور في حياتها في فيلم (كايك) كذلك الأمر بالنسبة لفيلم (ذي ليغو موفي) في فئة أفلام الرسوم المتحركة، في حين كان الأوفر حظا». لكنه ختم قائلا: «لكن رغم ذلك يجب أن تُبذل الجهود لإرساء مزيد من التنوع».

الشرق الأوسط في

18.01.2015

 
 

لعبة التقليد.. مأساة عالم بريطانى مختلف !

محمود عبدالشكور

الفيلم البريطانى الأمريكى "the imitation game" أو "لعبة التقليد" هو بالتأكيد أحد أفضل وأهم ألأفلام الأجنبية التى عرضتها الصالات المصرية فى السنوات الأخيرة، يسرد الفيلم المأخوذ عن كتاب ووقائع حقيقية (كتاب بعنوان "أندرو تيرينج الغامض" لأندرو هودجز)، أحداثا مثيرة عن العالم البريطانى الشهير ألان تيرينج الذى تمكن خلال الحرب العالمية الثانية من بناء آلة ضخمة لفك الشفرة النازية، ونجح فى تحقيق ذلك مع فريق محدود من العلماء، ولكن تيرينج أيضا اتهم بعد الحرب بممارسة الفحشاء مع شاب صغير، وحكم عليه بأن ينتظم فى العلاج بحقن معينة تخلصه من مثليته الجنسية، ولكن الأمر انتهى به إلى الانتحار، شخصية استثنائية بكل المقاييس أجاد السيناريو تقديمها بكل معالمها، عشنا حوالى ساعتين مع لحظات النجاح والفشل، تداخل خلالها العام والخاص، وانتقلنا بسلاسة من طفولة مختلفة إلى مأزق حل الشفرة الألمانية ، لننتهى إلى فضيحة عالم يدرّس الرياضيات فى كمبريدج، دراما قوية وأداء استثنائى من ممثل فذ هو بينديكت كيمبرباتش فى دور العالم البريطانى الشهير، حالة إنسانية وعلمية، ومزيج من عالم أفلام الإثارة والتشويق، وعالم الدراما الإجتماعية ذات البصمة السياسية.

???

بناء السيناريو الذى كتبه جراهام مور مشوق للغاية، البداية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بسنوات، وتحديدا فى العام 1951، يتلقى البوليس بلاغا من جيران العالم ألان تيرينج عن تعرض منزله للسطو، ولكن تيرينج ينفى أن شيئا سرق منه، يرتاب رجل البوليس فى الأمر، يبدأ فى البحث عن ملف تيرينج، يكتشف عدم وجود أوراق عنه على الإطلاق، تزيد مساحة الشك، تتمحور أولا حول افتراض وجود علاقة بين تيرينج واثنين من الجواسيس للاتحاد السوفيتى، يكتشف المحقق فى النهاية أسرار الفيلم، وأسرار تيرينج الخاصة أيضا، فالعالم الكبير انضم إلى فريق علمى عام 1939 لمحاولة فك شفرة جهاز "إنيجما" الشهير، الذى حارت العقول فى فهم رموزه، وفى حل شفرته التى تتغير كل يوم، كانت الفكرة أن يتم حل هذه الشفرة يدويا من خلال العلماء الستة، ولكنه كان جهدا عبثيا لأن الأمر فى حاجة إلى 20 مليون سنة لاكتشاف معلومة واحدة، تيرينج وحده تحمس لبناء آلة عملاقة أقرب إلى جهاز الكمبيوتر، تقوم بالتعامل مع الشفرة المتغيرة، وتستبعد الإحتمالات المتكررة، ونجح تيرينج فى الحصول على دعم رئيس الوزراء البريطانى ونستون تشرشل الذى وفر 100 ألف جنيه استرلينى لبناء الجهاز، بعد فشل وصعوبات واتهامات لتيرينج بالتخابر مع السوفيت، سيتحقق حلم فك الشفرة، ولكنها سيظل سرا حتى على بعض الأجهزة البريطانية، حتى لايتسرب الخبر إلى الألمان، بل إن تيرينج وزملاءه لن يتكلموا عن تجربتهم فى حل الشفرة بعد انتهاء الحرب، سيحرقون كل أوراقهم ومستنداتهــم، وسيعــودون للتدريــس فى الجامعة، وكأن شيئا لم يكن.

سيعرف المحقق سرا أخطر، هو أن تيرينج مثلى الجنس، وأن هذا الأمر ارتبط به منذ صباه، من خلال علاقته مع زميله فى المدرسة الصبى كريستوفر الذى مات بالسل، وقد أدت معاناة تيرينج مع حياته المثلية إلى فشل علاقته مع خطيبته ومساعدته فى فك الشفرة جوان كلارك (كييرا نايتلى)، سيكتشف ايضا سر تستر تيرينج عمن سرق شقته، لقد كان أحد أصدقائه المثليين، يكشف المحقق مثلية تيرينج ويقدمه للمحاكمة، بينما لا يستطيع أن يكشف سر دوره العظيم فى فك الشفرة مما أنقذ حياة 14 مليون شخص من المدنيين والعسكريين، لن يُعرف هذا الدور إلا بعد نصف قرن، وستقوم الملكة إليزابيث فى العام 2013 بالعفو على تيرينج فى جريمته الأخلاقية تقديرا لما أداه من خدمات ساهمت فى أن ينتصر الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية، ولكن آلان تيرينج انتحر عام 1954، فلم يتمكن من الاستمتاع بالتقدير ورد الاعتبار.

???

الفيلم يدعونا إلى قبول التفكير المختلف والشخصيات المختلفة، بل إنه يعتبر أن هذه الشخصيات هى وحدها القادرة على تغيير العالم، وليست حكاية نجاح وفشل وفضيحة آلان تيرينج إلا إحدى الأدلة على ذلك.

أكتوبر المصرية في

18.01.2015

 
 

جورج لوكاس:

ترشيحات الأوسكار سياسية.. وأعضاء الأكاديمية عديمي الخبرة

كتب: ريهام جودة

انتقد المخرج الأمريكي الشهيرجورج لوكاس أعضاء الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما المانحة لجوائز الأوسكار واتهمهم بفقاد الخبرة والكفاءة.

وأشار لوكاس في تصريحات لقناة CBS الأمريكية أن ترشيحات الأفلام التي يجري اختيارها غالبا ما تأتي بأهداف سياسية، وقال: معظم الأفلام التي ترشح تعكس توجهات الإدارة الأمريكية، كما تغسل الوجه القبيح للممارسات السياسية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية، وهي غالبا ما تكون مدعمة وممثلة من الحزب الديموقراطي الذي يؤيده معظم العاملين في صناعة السينما الأمريكية.

وتابع لوكاس: «ترشيحات الأفلام تأتي كممارسة وحملة سياسية ولا علاقة لها بالفن أو الاختيارات الفنية».

إلا أن لوكاس أشاد بفيلم Selma المرشح لجائزة أفضل فيلم هذا العام، والذي يتناول قصة حياة الزعيم الأسمر مارتن لوثر كينج ونضاله ضد العنصرية في المجتمع الأمريكي.

الأحد 18-01-2015 14:20 | 

جوليان مور تعزز منافستها على الأوسكار وتفوز بأفضل ممثلة في The Critics’ Choice Awards

كتب: ريهام جودة

حصلت الممثلة الأمريكية جوليان مور – 48 عاما – على جائزة أفضل ممثلة في حفل توزيع جوائز The Critics’ Choice Awards أمس في هوليوود.

وفازت مور بالجائزة عن دورها في فيلم Still Alice الذي تجسد فيه دور أستاذة جامعية مريضة بمرض ألزهايمر.

وسبق للممثلة الحصول على جائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة لفيلم درامي عن دورها بالفيلم، وتعد من أقوى المرشحات للأوسكار هذا العام.

المصري اليوم في

18.01.2015

 
 

لماذا لم يحصل “ليوناردو دي كابريو” على جائزة الأوسكار حتى الآن؟

منة الله فهيد – التقرير

هذا السؤال يتسارع إلى ذهني كلما شاهدت أحد أفلام الممثل الموهوب. “ليوناردو”، يعد من الممثلين الأكثر موهبة واحترافية بين أبناء جيله وأحرصهم -أيضًا- على انتقاء أدواره، فلا عجب أن تعلم أن 7 من الأفلام التي شارك فيها رُشحت لجائزة أوسكار أفضل فيلم، وهو شيء لم ينافسه عليه سوى النجم “توم هانكس” الذي على عكس “ديكابريو” حصل على الجائزة مرتين حتى الآن. لذا يبقى السؤال: لماذا لم يحصل “ليوناردو” على الجائزة رغم ترشحه إليها 5 مرات حتى الآن؟

نظرة متفحصة إلى مشواره الفني بإمكانها الرد على هذا السؤال:

1991 – 2000

على عكس الكثيرين من نجوم “هوليوود”، بدأ “ليو” حياته الفنية بأدوار صغيرة في بعض الإعلانات والبرامج التعليمية ومن ثم بأدوار ثانوية في بعض الحلقات التليفزيونية والأفلام، ولكن سرعان ما سطع نجمه خلال مشاركته في فيلم “ما الذي يضايق جيلبرت جريب” عام 1993، عندما لعب دور الابن “المعاق ذهنيًا” لعائلة فقيرة، وهو الدور الذي أهله لأول ترشح لجائزة الأوسكار “أحسن ممثل مساعد” في مسيرته الفنية.

انتقل “ليو” بعد ذلك للعب دور البطولة في الأفلام، متخبطًا في أدواره، لمدة 10 سنوات، التي قلما لاقت إشادة النقاد، لاعتباره مجرد “وجه جميل” لا أكثر، ساهم في ذلك بعض أدواره الرومانسية: كدوره في فيلم “روميو وجولييت”، ووقوع اختيار المخرج “جيمس كاميرون” عليه عام 1997 للعب دور البطولة في فيلم “تيتانيك”، الأكثر شهرة وإيرادًا حتى وقت قصير (عبر العصور)، كما ترشح لاحقًا لنيل 14 جائزة أوسكار وحصد 11 منهم، لم يكن بينهم ترشح واحد لـ “ليو”؛ مما جعله يرفض الذهاب إلى حفلة توزيع الجوائز فيما بعد، لينعته “جيمس كاميرون” بـ”المدلل الفاسق”.

تحول “ليو” بين ليلة وضحاها إلى نجم جماهيري ذي شعبية هائلة بين المراهقات، الأمر الذي جعله يرفض بطولة فيلم “المختل الأمريكي” لاحقًا؛ خوفًا من فقدان تأثيره على الفتيات، ليذهب العمل إلى النجم “كريستيان بيل”.

لعب “ليو” بعدها دورًا ثنائيًا في فيلم “الرجل ذو القناع الحديدي” 1998 بتأديته لدور “لويس الرابع عشر” ملك فرنسا وأخيه التوأم “فيليب”، الفيلم الذي لاقى مراجعات سلبية من النقاد على الرغم من نجاحه جماهيريًا وتحقيق 180 مليون دولار من شباك التذاكر. كسابقه، تلقى مشروع “ديكابريو” التالي فيلم “الشاطئ” نقدًا سلبيًا على الرغم من نجاحه جماهيريًا أيضًا، ليودع “ليو” الألفية الثانية بمزيج من الإخفاقات والنجاحات، ولكن بشهرة ومكانة لدى الجمهور لا ينافسه عليها أحد من أبناء جيله.

2002 – 2010

جاء اختيار المخرج “ستيفن سبيلبلرج” لـ”ديكابريو” لبطولة فيلمه “أمسكني إذا استطعت” عام 2002 بمشاركة النجم “توم هانكس” بمثابة إعادة “ليو” إلى الطريق الصحيح مرة أخرى، فالفيلم الذي تم تصويره في 147 موقعًا خلال 52 يومًا فقط جعل “عملية صنع الفيلم أكثر جرأة، وذات مسؤولية كبيرة” لم يسبق لـ “ليو” تجربة مثلها. تلقى الفيلم مراجعات إيجابية وحقق إيرادات هي الأعلى دخلًا في قائمة أفلامه بعد “تيتانيك” وقتها.

في نفس العام، جاء فيلم “عصابات نيويورك” كأول تعاون بين “ليوناردو وديكابريو” والمخرج العظيم “مارتن سكورسيزي” الذي نجح تجاريًا ونقديًا، وترشح لـ 10 جوائز أوسكار لم يكن ضمنها أي ترشح لـ “ليو” الذي نال إعجاب النقاد عن أدائه بالفيلم.

كان التعاون الثاني بينهما فيلم “الطيار” 2004، وهو فيلم سيرة ذاتية عن “هوارد هيوز” أحد رواد مجال الطيران. تقمص “ليو” الدور باحترافية شديدة بلغت حد إصابته بمرض “اضطراب الوسواس القهري”، الذي كان يعاني منه بطل الفيلم، أثناء التصوير ومصاحبته له بعد الانتهاء منه أيضًا، مما جعله يترشح للأوسكار مرة أخرى عن دوره في الفيلم كأحسن ممثل رئيس، بعد انقطاع عن الترشح دام لأكثر من 10 سنوات! ولكنه خسرها لصالح “جيمي فوكس” عن دوره في فيلم “راي”.

واصل “ليو” انتقاءه لأدواره بعناية فائقة؛ أملًا في إرضاء الأكاديمية ولكن دون جدوى، فعلى الرغم من ترشحه لجائزة أفضل ممثل عن العمل الثاني على التوالي عن دوره في فيلم “الماس الدموي” عام 2006، إلا أنه لم يحصل عليها هذه المرة أيضًا، وذهبت جهود “ديكابريو” في إتقان اللهجة الجنوب إفريقية (المعروفة بكونها لهجة صعبة التقليد) سدى. عرض في نفس العام فيلم “المغادرون”، التعاون الـ 3 على التوالي مع المخرج “سكورسيزي”، الذي لاقى نقدًا إيجابيًا من النقاد وردود فعل عظيمة من الجمهور، وحصد 4 جوائز أوسكار لم يكن لـ “ليو” نصيب منهم.

عاد الثنائي المفضل لدى الجمهور “جاك/ليو” و”روز/كيت” للتمثيل معًا بعد أكثر من 10 سنوات، في فيلم “الطريق الثوري” عام 2008، ولكن هذه المرة لم تجمعهم قصة حب متأججة (كما كان الحال في “تيتانيك”)، بل جمعهما زواج فاشل. نال الفيلم ردود أفعال متباينة من النقاد، وكان ذلك أيضًا نصيب فيلمه الآخر لنفس العام “كتلة الأكاذيب” بمشاركة النجم “راسل كرو”.

مرة أخرى، يعود “ليو” للعمل مع “سكورسيزي” في تعاونهم الـ 4 “جزيرة شاتر” عام 2010، الذي لعب فيه دور شرطي أصابه حادث قتل زوجته لأبنائه ومن ثم قتل نفسها بالفُصام. أدى “ليو” الدور بحرفية شديدة مقنعًا المشاهد بسلامته العقلية حتى انقلاب الأحداث في النهاية.

في نفس العام عُرض فيلم “إنسبشان”، وهو أول عمل يجمع بين “ديكابريو” والمخرج العظيم “كريستوفر نولان”. الفيلم الذي حقق إيرادات هائلة (825 مليون دولار)، وحاز استحسان النقاد والجماهير، وحصد أيضًا العديد من عشرات الجوائز، لم تكن من بينهم واحدة من أجل “ليو”.

وهنا يتضح لمتابعي مسيرة “ليو” الفنية حقيقة مشاركته في أفضل الأعمال مع أعظم المخرجين في آخر 10 سنوات، وحقيقة استحسان النقاد لهذه الأعمال بشكل عام وثناؤهم على أدائه بشكل خاص، ويبقى السؤال: لماذا لم يحصل “ديكابريو” على جائزة الأوسكار حتى الآن؟!

2012 – 2013

- جانجو الحر

قام “ديكابريو” بدور نخاس العبيد “كلافين كاندي” صاحب الكاريزما القوية، الذي يحب الفرنسية ولايتحدثها، في فيلم المخرج اللامع “كوينتن ترانتينو”، “جانجو الحر”، وتعد هذه أول مرة يقوم فيها “ليو” بدور “الرجل الشرير” منذ دوره في فيلم “الرجل ذو القناع الحديدي”.

لم  يشعر “ليو” بالارتياح للقيام بهذا الدور، ولقي صعوبة بالغة في تقمص شخصية “كاندي” العنصرية للغاية، وطلب وقف التصوير أثناء مشهد العشاء لعدم قدرته على التفوه بالكلمات العرقية، لكن “ترانتينو” أقنعه بأداء المشهد كما ينبغي وإلا سيؤخذ هذا ضده، فخرج مشهد العشاء بكل ما يحمله من عنصرية وحقد كما ينبغي له أن يكون، حتى إنه أصاب يده أثناء طرقه على الطاولة، ولكنه لم يتوقف عند ذلك واستكمل المشهد وهو مصاب بالفعل متناسيًا جرحه.

الفيلم من الأفلام الصادمة كما تعودنا من أعمال “ترانتينو”. تدور أحداثه عام 1858 قبيل الحرب الأهلية، يطرق المخرج باب العنصرية بقوة مسلطًا الضوء على ما كان يتعرض إليه “الزنوج” من عنصرية واستعباد. يتحدث الفيلم عن صائد الجوائز الطبيب “شولتز” ألماني الجنسية، يقوم بدوره النجم “كريستوفر وولتز”، الذي ترك الطب وأصبح يسعى خلف الهاربين من العدالة لقتلهم؛ من أجل الحصول على المكافآت المنشودة، والعبد “جانجو” الذي حاول الهرب مع زوجته “برومهيلدا” فأرسلهما سيدههما للبيع منفصلين. أثناء رحلته إلى مزاد العبيد، يشتريه “شولتز” ويمنحه حريته مقابل إرشاده على 3 من الهاربين، يقوم “جانجو” بذلك باستمتاع “فهل هناك وظيفة أمتع من قتل “البيض” والحصول على أموال في المقابل؟”. يمثل الاثنان ثنائيًا رائعًا في اقتناص الأرواح من أجل المال، وعلى الرغم من تناقضهما الجلي للعيان، إلا أن هناك شيئًا واحدًا يجمعهما، وهو كره الرجال الأمريكيين ذوي “البشرة البيضاء”.

بعد انتهاء عملهما معًا: يطلب “جانجو” من “شولتز” مساعدته في الوصول إلى زوجته “برومهيلدا”، ولسبب غير مبرر يوافق الأخير، فيتتبعا صحيفة بيعها ليكتشفا أنها في مزرعة “كاندي لاند” المملوكة لـ “كلايفين كاندي”، ليظهر “ديكابريو” بعد انقضاء الساعة الأولى من الفيلم، ويلقى مصرعه بعد ساعة أخرى برصاص الطبيب الألماني “شولتز” الذي يفسد بدلته!

- جاتسبي العظيم

هذا الفيلم هو اقتباس آخر للرواية الكلاسيكية الشهيرة “جاتسبي العظيم”، الشاب الفقير الذي وقع في غرام فتاة “دايزي” من عائلة مرموقة لكنه لم يستطع أن يتزوجها فتزوجت بآخر يخونها مع نساء أخريات.

جعله حبه لها يلجأ لأساليب ملتوية؛ بحثًا عن الثروة من أجل الفوز بها ثانية، ساعده في الوصول إليها “نيل”، الذي يقوم بدوره “توبي مجواير”، فتى السندات المالية الذي يسكن في المنزل المجاور له، والذي وللمصادفة قريب “دايزي” ويعلم بخيانات زوجها كونه صديقه، ليرتب لقاءً بينهما بعد 5 سنوات من الانفصال.

منذ اللحظة الأولى، ذكرتني الأجواء بفيلمي المفضل “مولان روج”، لأكتشف أن المخرج “باز لورمان” هو مخرج كلا العملين. ترك “لورمان” العنان لشغفه الاستعراضي؛ فذهب وراء الأضواء والأزياء والاحتفالات الصاخبة مهملًا بذلك السياق الدرامي للأحداث والشخصيات، فأصبح الفيلم أشبه مايكون بفيلم استعراضي عن كونه فيلمًا دراميًا رومانسيًا، ربما أراد “لورمان” أن يضع بصمته الاستعراضية عليه لتفرقته عن النسختين القديمتين، ولكنه فشل -مثلهما- أيضًا في الوصول إلى مستوى الرواية الإبداعي.

الشيء الوحيد الذي نال استحسان النقاد (إلى جانب الديكور والأزياء بالطبع)، كان أداء “ليوناردو ديكابريو” الذي أدى شخصية “جاتسبي” أفضل من نظيريه السابقين، واصفين أداءه بأنه “أعظم وأبسط تأثير خاص في الفيلم”، وبأنه ربما كان الأفضل لـ “ليو” في مسيرته الفنية على الإطلاق.

- ذئب وول ستريت

استطاع “ديكابريو” أن يخرج أفضل ما لديه في هذا الفيلم في تعاونه الـ 5 مع “سكورسيزي”، لهذا جاء قرار عدم اختياره لجائزة الأوسكار عن هذا الدور صفعة شديدة على وجهه  ووجه جمهوره أيضًا.

الفيلم تجسيد سينمائي لمذكرات رجل الأعمال “جوردان بلفورت”، الذي يحتوي على الكثير من المشاهد الغير لائقة؛ لذلك تم حذف ما يقارب من الساعة عند عرضه في شاشات الوطن العربي.

قام “ليوناردو” وعلى مدار 3 ساعات متواصلة بأداء مذهل، منتقلًا بأبعاد شخصية “البطل” من شاب فقير يحركه طموحه، إلى أحد أبرز شخصيات عالم البورصة “وولستريت” الذي لا يأبه لأي شيء سوى جمع المزيد من الأموال. فبعد تلقيه “وصفة” النجاح من رئيسه/معلمه الأول “مارك هانا”، يقوم بدوره النجم “ماثيو ماكونهي”، بأن ينتشي طوال الوقت ليتمكن من ممارسة مهنة سمسار البورصة والفوز بأموال العملاء، النصيحة التي يتبعها “ليو” طوال الفيلم ليظهر منتشيًا بفعل تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية على مدار اليوم، بل وإنشاء شركة تضارب أموال ليعمل كل موظفيها على هذا الأساس.

أشاد النقاد بأداء “ديكابريو”، على الرغم من تحفظ البعض على محتوى الفيلم اللا أخلاقي، معترفين بفضله في الوصول بالفيلم إلى هذا المستوى. وتم ترشحه لجائزة أوسكار أفضل ممثل (للمرة الـ 4)،  وأيضًا لجائزة أفضل فيلم؛ حيث شارك في الإنتاج هذه المرة لضمان إحدى الجائزتين، غير متخيل بأنه من الممكن أن يترشح لجائزتين في نفس العام ولا يحصل على أي منهما.

لا أتذكر أني شاهدت فيلمًا واحدًا لـ “ليوناردو ديكابريو” ولم يبهرني بأدائه، بغض النظر عن قوة العمل ككل، فالرجل لديه من الاجتهاد ما يكفي للقيام بدوره على أكمل وجه، ولديه من الإمكانيات ما تكفيه للتعمق في الشخصية التي يؤديها؛ مما يجعلك تنسى أن ما تشاهده ما هو إلا عمل درامي من نسج خيال المؤلف.

لذا، كان من الغريب أن تظل تلك الجهود دون أن تتوج بجائزة أوسكار واحدة حتى الآن، وهذا يرجعنا للسؤال الذي تم طرحه في بداية المقال: لماذا لم يحصل “ليوناردو ديكابريو” على الجائزة حتى الآن؟

البعض يرجع ذلك لعدم اقتناع الأكاديمية بخلعه عباءة “الشاب الوسيم” منذ ما يقرب الـ 10 سنوات، ومازالوا لا يستطيعون تقبل فكرة كونه يمتلك موهبة لا ينافسه عليها الكثيرون.

البعض الآخر يرجع ذلك لكونه أحد هؤلاء الممثلين الغامضين في طريقة تأديتهم لأدوارهم، مما يجعل المشاهد غير مستعد لمقايضة حياته مع حياة البطل، على عكس النوع الآخر من الممثلين مثل “توم هانكس” -على سبيل المثال- الذين يؤدون أدوارهم بطريقة “السهل الممتنع” مما يشعر المُشاهد بقربهم الشديد منه.

وهناك من يرى أن “ديكابريو” لم يستحق الجائزة حتى الآن، وأنه صادف في كل مرة يترشح فيها لجائزة الأوسكار وجود من هو أكثر منه استحقاقًا بها؛ هذا كل ما في الأمر.

أيًا كانت الإجابة، فالشيء الوحيد الذي لا يمكن الخلاف عليه هو أن “ليو” قد أخرج بالفعل كل ما في جعبته الفنية خلال أفلامه الـ 3 الأخيرة، والرجل ما عاد يمتلك شيئًا آخر ليقدمه فيما بعد، فإذا رضيت عنه الأكاديمية وأرادت منحه الجائزة يومًا ما، فحتمًا سيكون ذلك على أداء أقل في المستوى مما قدمه بالفعل، أو ربما حقيقة الأمر أنهم لن يمنحوها له أبدًا.

التقرير الإلكترونية في

18.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)