فيلم Selma
ملائم اليوم أكثر من أي وقت مضى
كتب الخبر: مارك
كارو
دار هذا الحوار في صباح اليوم التالي للتظاهرات التي أشعلها قرار هيئة
المحلفين في الولايات المتحدة الأميركية إدانة الشرطي المتورط في مقتل إريك
غارنر الصادم. وبدا الموضوع الذي تناوله (فيلم يصف أحداثاً وقعت قبل نحو 50
سنة) ملحاً جداً.
ذكرت المخرجة إيفا دوفيرناي، التي ينقل فيلمها الجديد جهود مارتن لوثر
الابن ليضمن حقوق اقتراع مساوية بقيادة مسيرة من سيلما إلى مونتغمري في
ألاباما عام 1965: {محكوم علينا، في رأيي، أن نكرر الأخطاء عينها ما لم
نتوقف ونحلل اللحظات التي نمرّ بها. لذلك آمل أن يفتح Selma
المجال أمامنا لتحقيق ذلك. هذا أمر مؤسف حقاً}.
أضاف بطل الفيلم ديفيد أويلوو، الذي يؤدي دور كينغ وانضم إلى دوفيرناي
لتناول الفطور في مطعم في وسط المدينة: {تُظهر الوقائع أن الإستراتيجية
التي اتُّبعت بفاعلية في سيلما ما عادت تفلح اليوم لأن ما طالب به الدكتور
كينغ ووما آل إليه كمفهوم كان أننا سندخل بلدة ما وسنقوم ببعض الأعمال
العنصرية أمام الكاميرا والصحافة، ما يحرج الأمة ويدفعها إلى حل هذه
المشكلة. مع إريك غارنر، ترى صوراً صادمة بكل معنى الكلمة. تشاهد رجل شرطة
يكسر قوانين ورغم ذلك، لا توجه إليه أي تهم. لذلك لا أعلم ما قد تفهمه من
هذا كله}.
من المرجح أن يثير Selma
كثيراً من الحوارات المماثلة بين المشاهدين الذين يلاحظون أن للحوادث على
الشاشة أصداء لم يتوقعها معدو الفيلم.
يشكل هذا الأمر أحد المشاريع المعقدة والشائكة منذ زمن: فقد أدرج نصه
الأصلي الذي أعده بول ويب عام 2007 على لائحة هوليوود السوداء لأفضل قصص لم
تنتج. كذلك تناقل المشروع عدد من المخرجين المحتملين (مايكل مان، ستيفن
فريرز، بول هاغيز، سبايك لي، ولي دانيالز) الذين عجزوا عن إيصاله إلى نقطة
الانطلاق.
كان يُفترض أن يؤدي أويلوو، ممثل بريطاني يشارك هذه السنة أيضاً في
A Most Violent Year
وInterstellar،
فضلاً عن
The Butler
للي دانيالز، دور كينغ في نسخة دانيالز من Selma.
ولكن عندما تخلى هذا المخرج عن المشروع، عرف أويلوو مَن عليه أن يقترح
كبديل له.
استمتع أويلوو (وحصل على ترشيح لجائزة
Independent Spirit Award
عن عمله هذا) بالمشاركة في فيلم دوفيرناي السابق
Middle of Nowhere،
عمل منخفض الميزانية عن طالبة في كلية الطب تخوض حياة جديدة بعد دخول زوجها
السجن.
ذكر الممثل أنه فرح لأن نصر
Selma
شدَّد على دور الرئيس لندون ب. جونسون في الصراع من دون أن يحول أويلوو في
دور كينغ إلى شخصية أسمى من البشر. وتابع معرباً عن تأييده لدوفيرناي:
«الفيلم خالٍ من أي مظاهر الأنانية».
أخبر أويلوو أيضاً: «أدركت أن ما من مجال لإعداد هذا الفيلم بطريقة مرضية
ما لم أصل إلى الرجل وراء الرمز. وأدركت أنها تجيد ذلك بكل مهارة».
قفزة كبيرة
شكل
Selma
قفزة كبيرة لدوفيرناي في الميزانية والطموح. فقد عملت هذه المخرجة سابقاً
في مجال إعلانات الأفلام وقد بلغت ميزانية فيلميها السابقين
I Will Follow (2010)
وMiddle
of Nowhere 50
ألف دولار و200 ألف دورلار. أما
Selma،
فوصلت ميزانيته إلى 20 مليون دولار، أنتجته أوبرا وينفري (تؤدي أيضاً دور
امرأة ممنوعة من الاقتراع)، في حين كان براد بيت منتجه التنفيذي، وشارك فيه
عدد كبير من كبار الممثلين بمن فيهم الممثلون البريطانيون توم ويلكنسون في
دور الرئيس، كارمن إجيغو في دور كوريتا سكونت كينغ، وتيم روث في دور جورج
والاس.
قالت دوفيرناي، فيما راح أويلوو يضحك قبل أن تعدد الأسباب التي جعلت كل
ممثل ملائماً لدوره: {اتضح أن الفيلم شمل كثيراً من البريطانيين، ولكن ما
باليد حيلة!}.
لكن المخرجة تنسب الفضل إلى وينفري خصوصاً لأنها ساعدتها في النجاح حيث
أخفق آخرون.
توضح دوفيرناي: «كانت قوتها، هدوؤها، وحمايتها السبب وراء إنهائنا الفيلم.
بفضل إصرارها، قدَّمت الفيلم وفق تصوري مع أن البعض أرادوه أن يكون أكثر
ليونة أو أقل صراحة. لكنها أصرَّت: طلبنا منها أن تقود عملية الإنتاج
وسنتركها تنجز عملها. سنصغي وسننفذ الفيلم وفق طريقتها. وحرصت أن تصل إلى
المشاهد نسختي من الفيلم، وهذا أمر نادر بالنسبة إلى المخرجين عموماً، فكيف
بالأحرى مخرجة، أو مخرجة سوداء أو حتى مخرجة سوداء تعد للمرة الأولى فيلماً
بالتعاون مع شركة أفلام؟».
قدمت دوفيرناي ما يصفه أويلوو نصاً «أعادت كتابته بالكامل»، مع أن اسمها لم
يرد ضمن معدي السيناريو. لكنها أوضحت أن عقد ويب يخوله نسب السيناريو إلى
نفسه حصرياً، وهذا ما فعله. وبما أن
Selma
ليس تابعاً لنقابة الكتابة، فما كان من الممكن اللجوء إلى التحكيم. ولم
نستطع التواصل مع ويب للوقوف على رأيه في هذه المسألة.
تغيير التاريخ
فضلاً عن إضافة عمق وطابع إنساني على شخصية كينغ، يؤكد أويلوو أن نص
دوفيرناي حوَّل محور الاهتمام من لندن جونسون وسياسات واشنطن إلى الناشطين
الذين صنعوا التاريخ في ألاباما.
ذكر هذا الممثل البريطاني: «انتقلت القصة من رجل أبيض أنقذ السود بتمريره
قانونين (عن حقوق الإنسان) بسرعة إلى ما واجهه هذا الرجل وإخوته وأخواته
على الأرض من عقبات لتغيير التاريخ. وأعتقد أن هذه نسخة من القصة تُعتبر
عام 2014 أكثر صدقاً ودقة».
أخبرت دوفيرناي، التي درست التاريخ الأفريقي الأميركي في جامعة كاليفورنيا
بلوس أنجليس ويتحدر والدها من مقاطعة لوندس بألاباما (التي تقع على طول
طريق مسيرة مونتغمري-سيلما)، أنها عقدت العزم على تناول التطورات
والتعقيدات كافة في هذه الحقبة الأساسية الحافلة.
تابعت: «كان كينغ يمرّ بأزمة ضمير خلال تلك الفترة. فكانت هذه المرحلة
الوحيدة من حملته التي مات فيها الناس تحت إشرافه وتوجيهه. وبعد نيله جائزة
نوبل للسلام (تلقاها كينغ عام 1964) وانتهائه من مسيرة واشنطن، ما كان عليه
أن يفعل تالياً؟».
أكدت المخرجة أنها أرادت أن تمنح القصة {لهجة وطابعاً مميزين}. لم ترد أن
يبدو أشبه بدواء أو درس تاريخي. وأضافت ضاحكة: {أكره الأفلام التاريخية}.
تشمل العقبات الأخرى التي اصطدمت بها دوفيرناي تصوير كينغ من دون استعمال
أحد أهم الأسلحة في ترسانته: الكلام. تعود حقوق ملكية خطاباته إلى مؤسسة
كينغ. وبما أن العمل جارٍ على قصة أخرى عن حياة كينغ منذ سنوات، لم تتوافر
هذه الحقوق لفيلم
Selma.
لا تلوم دوفيرناي هذه المؤسسة لمحاولتها {استثمار} الخطابات، إلا أنها أبت
أن تدع هذا الواقع يردعها عن إعداد أول فيلم ضخم يكون كينغ محوره.
قالت: {إذا شملت العقبات التي عرقلت تقدمنا عجزنا عن استخدام خطاباته،
فلنعد نصاً يعكس روح هذه الخطابات. لا يدرك معظم الناس أنهم لا يسمعون
كلماته الفعلية. لكننا تفادينا في كل أجزاء الفيلم استخدام كلام قاله
فعلاً. لكن ديفيد ضمنها في روح كل ما تفوه به. فقد أعدتُ كتابة الخطابات
مستندة إلى الأفكار التي رغب في التعبير عنها}.
تشعر دوفيرناي بالمرارة لأنها لا تستطيع عرض فيلمها على روجر إيبرت، الناقد
الراحل في شيكاغو أثنى على فيلمها الأول بعدما أرسلت له وصلة على شبكة
الإنترنت.
أفادت دوفيرناي، التي شاركت في حوار عن
Selma
مع أرملة إيبرت، تشاز إيبرت، في الليلة السابقة: {لو لم يخرج روجر فيلمي
الأول
I Will Follow
من الظلمة ويكتب عن هذا الفيلم الذي ما كان أحد يكترث له أو يتوقف عنده،
لما كنت هنا اليوم لأتحدث عن Selma}.
تؤكد دوفيرناي أن مراجعات روجر إيبرت الثلاث لفيلمI
Will Follow،
بما فيها مراجعة على شاشة التلفزيون و27 تغريدة عنه، أطلقت التغطية العامة
التي تلته.
غولدن غلوب
تُعتبر دوفيرناي اليوم المخرجة السوداء الأولى التي تُرشح لجائزة غولدن
غلوب، كذلك رُشح {سيلما} لجائزة أفضل فيلم وأويلوو لجائزة أفضل ممثل.
بالإضافة إلى ذلك، جاءت ردود فعل النقاد إيجابية جداً. رغم ذلك، تتساءل
المخرجة والممثل عما إذا كان فيلمهما سيأتي مختلفاً بعض الشيء لو أنهما
أعداه بعد حادثة فيرغسون وإريك غارنر.
أخبرت دوفيرناي: «لم نحاول مطلقاً التعليق على أي من هذه الحوادث بالتحديد.
رغم ذلك، تبيَّن، حسبما أعتقد، أننا كنا على الموجة ذاتها مع ما يحدث. لذلك
أظن أننا ما كنا لنبدل فيه شيئاً لأنه يحمل الروح ذاتها. إلا أنني أشعر أن
الجو السائد اليوم أكثر قوة: الحزن، الأسى، الغضب... نقلنا الجو المناسب في
الفيلم. وخلال التصوير انتابنا شعور بأننا حققنا انتصاراً كبيراً، غير أننا
ما عدنا نشعر بذلك اليوم».
أضاف أويلوو: «أعتقد أن هذه التطورات الأخيرة كانت ستنعكس على طريقة نقلي
ذلك المشهد عن الإستراتيجية. نتيجة لذلك، لا أعلم للأسف ما إذا كنت لا أزال
مقتنعاً به بالقدر ذاته».
لن يعرف معدو الفيلم الجواب عن هذه المسألة، ولا أحد يستطيع أن يحدد
الإستراتيجية التي كان كينغ سيعتمدها اليوم للتعاطي مع هذه المسائل العرقية
المشحونة.
يختم أويلوو: {كان رجلاً شكّل إيمانه جزءاً كبيراً من المحرك الذي دفعه إلى
القيام بما حققه. ارتكز كينغ على قناعاته. ولا شك في أنه ما كان ليتخلى عن
ترفعه عن اللجوء إلى العنف. كان سيواجه الكره بالمحبة. وكان سيتمسَّك
بالواقع الذي أعلنه: لا تبدد الظلمة الظلمة، فالنور وحده يستطيع ذلك. لا
يمكن للكره أن يبدد الكره، فالمحبة وحدها تستطيع ذلك. لذلك أعتقد أن
تصرفاته كافة كانت ستأتي ضمن هذا الإطار. ولي ملء الثقة في أن هذا الموقف
وحده يستطيع إيصالنا إلى بر الأمان}.
الحفل شهد تكريماً خاصاً لضحايا هجمات باريس
«الصبا»
يحصد نصيب الأسد في جوائز «الكرة الذهبية»
تفوق فيلم "الصبا" على منافسيه من خلال حصده نصيب الأسد من جوائز "الكرة
الذهبية".
توج فيلم "الصبا" الذي صور على مدة 12 عاما مع الممثلين أنفسهم، أفضل فيلم
درامي في حفل توزيع جوائز "الكرة الذهبية" مساء أمس الأول التي تخللها
تكريم كبير لضحايا هجمات باريس.
وقال ريتشارد لينكلايتر مخرج فيلم "الصبا" الذي فاز أيضا بجائزة أفضل مخرج
"أنه فيلم شخصي جدا بالنسبة لي"، مضيفا "أريد أن أهدي هذه الجائزة الى أهلي
الذين وفروا لي الحب والدعم".
ويروي "الصبا" طفولة صبي صغير (إيلار كولتراين) الذي يصبح رجلا في عائلة
ممزقة. وهو فيلم فريد من نوعه صور على مرحلة 12 عاما مع الممثلين ذاتهم:
ايلار كولتراين الذي يشب أمام أعين المشاهدين، وباتريسيا أركيت التي تلعب
دور الأم، وقد فازت بجائزة افضل ممثلة في دور ثانوي، وايثان هوك وآخرون.
وتنافس "الصبا"، خصوصا مع "ثيري أوف افريثينغ" من بطولة ايدي ريدماين الذي
فاز بجائزة أفضل ممثل في فيلم درامي، فضلا عن "إميتايشن غايم" و"فوكسكاتشر"
و"سيلما".
ومن الفائزين الآخرين ج.ك. سيمنز الذي نال جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي عن
مشاركته في فيلم "ويبلاش". وطوال الحفلة توالى تكريم الضحايا الـ17
لاعتداءات باريس.
مسيرة فنية
وقال النجم الهوليوودي جورج كلوني، وهو يتسلم جائزة "سيسيل بي دوميل"
مكافأة على مسيرته الفنية والتزامه الإنساني "اليوم كان نهارا رائعا مع
نزول ملايين الأشخاص الى الشارع ليس فقط في باريس، بل في العالم بأسره".
وأضاف بالفرنسية "لن نسير في الخوف. لن نفعل ذلك.. "أنا شارلي".
وأمام الصحافيين تمنى كلوني ألا تغذي هجمات باريس شعورا مناهضا للمسلمين.
حرية التعبير
وفي مطلع الأمسية قال ثيو كينغما رئيس جمعية الصحافة الأجنبية التي تمنح
جوائز الكرة الذهبية، يجب أن نكون موحدين في مواجهة أي شخص يريد قمع حرية
التعبير أينما كان من كوريا الشمالية الى باريس"، ما دفع الحضور الى الوقوف
مصفقا له.
وكان يشير الى الهجوم المعلوماتي الذي تعرضت له شركة "سوني بيكتشرز" للضغط
عليها لإلغاء عرض فيلم "ذي انترفيو" الكوميدي حول مخطط متخيل للاستخبارات
الأميركية لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي. وقد نسبت الولايات المتحدة
الهجوم الى بيونغ يانغ.
الفائزون بالجوائز
الفائزون في مجال السينما:
"الصبا"-
أفضل فيلم درامي.
"بيردمان"-
أفضل فيلم موسيقي استعراضي أوكوميدي.
ايدي ريدماين- أفضل ممثل في فيلم درامي.
جوليان مور- أفضل ممثلة في فيلم درامي.
مايكل كيتون- أفضل ممثل في فيلم موسيقي استعراضي أو كوميدي.
إيمي أدامز- أفضل ممثلة في فيلم موسيقي استعراضي أو كوميدي.
ج. ك. سيمونز- أفضل ممثل في دور ثانوي.
باتريسيا آركيت- أفضل ممثلة في دور ثانوي.
ريتشارد لينكلايتر- أفضل مخرج.
ليفايثن- أفضل فيلم أجنبي.
هاو تو تراين يور دراغن 2 أفضل فيلم رسوم متحركة.
في مجال التلفزيون:
"ذي
آفير"- أفضل مسلسل درامي.
كيفن سبايسي- أفضل ممثل في مسلسل درامي.
روث ويلسن- أفضل ممثلة في مسلسل درامي.
ترانسبارنت- افضل مسلسل كوميدي.
جيفري تامبور- أفضل ممثل في مسلسل كوميدي.
جينا رودريغيس- أفضل ممثلة في مسلسل كوميدي.
فارغو- أفضل مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني.
بيلي بوب ثورنتون- أفضل ممثل في مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني.
ماغي جيلنهال- أفضل ممثلة في مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني. |