كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

انطلاق سباق الممثلات في الـ«غولدن غلوب» .. ومور مرشحة مرتين

«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز..

جينيفر أنيستون تغير جلدها وآمي أدامز رسامة ماهرة

لوس أنجليس: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

اقتراب المرشحين لجوائز الـ«غولدن غلوب» من الليلة الفاصلة في الحادي عشر من يناير (كانون الثاني) 2015 يشبه وقع أقدام ليلية تقترب من مكان غامض في فيلم تشويقي. كلنا كنا هناك متابعين أو حاضرين لكن لا يمكن إلا ومعايشة الشعور بالإثارة خصوصاً عندما تكون أقسام الجائزة مشغولة بمن يستحق. التنافس قوي والاختيار صعب ولكن النتائج عليها أن تظهر على المنصة ليفوز المرشحون، من أفلام وأشخاص، بما سعوا إليه.

* بين فيلمين

هذا الوضع مثالي بالنسبة للممثلات التسع المتنافسات على مسابقتي «أفضل ممثلة في فيلم درامي» و«أفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو موسيقي».

9 وليس 10 لأن إحداهن مرشحة مرتين. هذا يمنحها فرصتين لكنه لا يعزز موقعها من المنافسة إلا نسبيا كما سنرى.

الممثلات المرشحات لـ«غولدن غلوبس» أفضل ممثلة في دور درامي هن جنيفر أنيستون عن «كعكة» وفيليسيتي جونز عن «نظرية كل شيء» وجوليان مور عن «ما زلت أليس» وروزاموند بايك عن «فتاة مختفية» وريز ويذرسبون عن «وحشي».

الممثلات المرشحات لـ«غولدن غلوبس» أفضل ممثلة في دور كوميدي أو موسيقي هن آمي أدامز عن «عينان كبيرتان» وإميلي بلنت عن «في الغابات» وجوليان مور عن «خريطة إلى النجوم» وكوفنزانه ووليس عن «آني» وهيلين ميرين عن «رحلة المائة قدم».

طبعا الممثلة المتكررة هي جوليان مور عن فيلمين متناقضين إلى حد بعيد ليس فقط من حيث اختلاف نوعيهما (درامي وكوميدي) بل أيضا لاختلاف أجوائهما على نحو تام.

«ما زلت أليس» هو دراما شخصية تلعب فيها جوليان مور دور زوجة مثقفة وميسورة تكتشف أنها تعاني من مرض فقدان الذاكرة، والفيلم الذي حققه اثنان ووش وستمورلاند ورتشارد غلاتزر، يتابع ازدياد الحالة وكيف يزداد تأثير ذلك المفجع لا عليها فقط بل على الأسرة بكاملها. لكن لا عجب أن الفيلم لم يدخل سباق الأفلام الدرامية، تلك التي شملت «صبا» و«فوكسكاتشر» و«لعبة المحاكاة» و«سلما» و«نظرية كل شيء»، ذلك أنه لا يحمل سوى نذر من الرصانة الفنية ويبدو أشبه بعمل أريد له أن يتحلى ببعض المشاهد التي تغازل العين ولا تدخل عميقا في صلب ما يعرضه.

«خريطة إلى النجوم» لديفيد كروننبيرغ الذي تؤدي فيه جوليان مور شخصية ممثلة تستقبل في منزلها شابة طموحة بينما تبحث عن سبل للبقاء على سدة الشهرة في جملة من الأوضاع التي يعري المخرج من خلالها العلاقات القائمة في هوليوود اليوم، هو بدوره خارج مسابقة أفضل فيلم كوميدي.

ما قد يقترح أن جوليان مور هي، برأي أعضاء «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب»، أفضل ما في الفيلمين ولو أن هذا ليس صحيحا بالنسبة لفيلم كروننبيرغ على الأقل.

لكن هل هي أفضل المرشحات لجائزة أفضل ممثلة درامية أو أفضل ممثلة كوميدية؟

* أوضاع خطرة

في «كعك»، الذي عرف عرضا أميركيا محدودا حتى الآن، تؤدي جنيفر أنيستون دورا جديدا عليها. من اعتبرها، حتى الآن، وجه مسلٍ في أفلام كوميدية وعاطفية، عليه أن يراها في هذا الفيلم الجديد لدانيال بارنز ليشهد كم تحاول هنا إعادة تقديم نفسها كممثلة جادة.

مثل «خريطة إلى النجوم» تقع الأحداث في مدينة لوس أنجليس. كلير (أنيستون) هي امرأة تعيش وحيدة في مدينة من الخطر أن يبقى فيها الإنسان وحيدا. صديقتها نينا (آنا كندريك) انتحرت وفريق من الذين كانوا يعرفونها عن كثب يقرر أن يكتب كل منهم شيئا عن الراحلة. في حين أن كتابات أفراد الشلة كانت متجانسة في رثائها كصديقة مخلصة وصادقة وجدت كلير نفسها تتوق إلى الحقيقة وتعلنها. بالنسبة إليها لم تكن نينا على حق في اختيارها الموت وذلك من زاوية الألم الذي تركته في عائلتها. إذا ما كانت الشلة الصغيرة الملاذ الأخير لكلير، فإن هذا الملاذ انتهى عندما طلبت منها الشلة فصل نفسها كونها وجدت في نعي كلير نقدا لا يحتمل.

والأمور تتطور على نحو مريع بعد ذلك، أيضا أداء أنيستون الذي يمسك الفيلم جيدا على الرغم من هوانه في أكثر من نحو.

هذا الدور يشابه، من موقع اجتماعي، ما تقوم به روزاماند بايك من أداء في «فتاة مختفية». كل من هاتين الشخصيتين تنتمي إلى الطبقة الوسطى. تعيش وضعا مستقرا ماديا وغير مستقر على الإطلاق نفسيا. في فيلم ديفيد فينتشر، تختفي الزوجة من الشاشة ردحا طويلا كونها اختفت في مناسبة زواجها الخامس وعلى الزوج (بن أفلك) لا البحث عنها فقط، بل تبرئة نفسه من تهمة قتلها. والعلاقة الإضافية أن وحدة الشخصية التي تؤديها أنيستون في حياتها شبيهة بوحدة بايك في حياتها ولو أن الأخيرة تعيش حياة أسرية متكاملة.

كلاهما في مواجهة ريز ويذرسبون في «وحشي» التي ينص دورها على وضع مختلف: هي طريدة المجتمع الذي تعيشه بالاختيار. وحدتها ناتجة عن قرار تمضي فيه إلى حد خطر: تقوم برحلة تزيد مسافتها عن 1000 كلم بمفردها. تريد أن تبتعد عن ماضيها ومشكلاته وبذا ترمي نفسها في أوضاع أقلها حدة يشكل خطرا على حياتها.

تبقى فيليسيتي جونز التي مثل ريز ويذرسبون تؤدي شخصية حقيقية. جونز تقوم بأداء رائع في «نظرية كل شيء» كزوجة الدماغ العلمي ستيفن هوكينز. تحب وتجهد في سبيل من تحب وتمنحه كل طاقتها رغم إعاقته البدنية ثم تبدأ بالالتفاف إلى البعيد.

ليس هناك من دور صعب لأي من الممثلات المذكورات (في مقابل صعوبة بدنية فائقة بالنسبة للممثل إيد ردماين الذي يقوم بدور ستيفن هوكينز في «نظرية كل شيء»). لكن ريز تمشي كثيرا في فيلمها وفي البرية، على ذلك لا خلط بين تلك الصعوبة وبين بذلها العاطفي والنفسي لإجادة الدور.

في نهاية المطاف، ومن وجهة نظر نقدية محضة، فإن ترتيب الأفضلية بالنسبة لهؤلاء الممثلات هو:

1 - ريز ويذرسبون

2 - جنيفر أنيستون

3 - فيليسيتي جونز

4 - جوليان مور

5 - روزاموند بايك

ولو أن هذا لا يعني أن ريز ويذرسبون ستنجح في تلقف الـ«غولدن غلوبس» بالضرورة.

* سارقة القلوب

كما أن ريز ويذرسبون وفيليسيتي جونز ينتميان إلى شخصيتين حقيقيتين، فإن آمي أدامز في «عينان كبيرتان» تؤدي شخصية حقيقية في الواقع. الفيلم لا يرد في مسابقة أفضل فيلم كوميدي أو غنائي ولا مخرجه تيم بيرتون يتسلل إلى قائمة أفضل المخرجين. لكن بطلته آمي أدامز تقود التوقعات في مسابقة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو غنائي. وعن استحقاق.

أحداث «عينان كبيرتان» تقع في الستينات وبطلته الرسامة مرغريت كين. أميركية واسمها الأصلي هو بغي Peggy دوريس هوكينز عرفت الشهرة ليس بفن رسمها، بل بمنح الوجوه التي ترسمها عيون كبيرة لا تتناسب مع باقي ملامح الوجه المرسوم، لكنها تحوله وبنجاح إلى حالة تعبيرية خاصة. هدف المخرج بيرتون الحديث عن الحياة الزوجية الصعبة وما بعدها عندما ادعى مطلقها (كريستوف فولتز) بأنه هو من رسم لزوجته.

مهما يكن فإن أدامز جيدة في كل ما تؤديه عادة ولا يختلف الأمر هنا. هذا صحيح أيضا بالنسبة لإميلي بلنت عن «في الغابات» وهيلين ميرين في «رحلة المائة قدم» ما يجعل التنافس مثيراً من حيث إن المسألة تختلف عن وضع الممثلات المتساويات في مسابقة أفضل تمثيل نسائي في فيلم كوميدي أو استعراضي، كما سبق.

هنا يستطيع المرء دائما أن يتحدث عن أن هيلين ميرين لا تتغير كثيرا من دور إلى دور. في «رحلة المائة قدم» تؤدي شخصية صاحبة مطعم ستتضرر ما إذا قام هندي وعائلته بإشادة مطعمه للمأكولات الهندية اللذيذة في البلدة ذاتها. تؤمن الممثلة الدور حسب المقاس المطلوب ولا تزيد.

أما كويفنزانه ووليس، فهي فتاة صغيرة (12 سنة) يتاح لها أن تكون سندريللا لهذه الأسابيع أو أليس في بلاد العجائب. إنها ممثلة أفرو - أميركية (الوحيدة بين زميلاتها) تؤدي شخصية آني في الفيلم الموسيقي الذي يحمل ذلك الاسم. الفيلم متوسط وهي مثل جوهرته التي تسرق القلوب لكن هذا الأداء هو جيد لما هو مطلوب منها أن تؤديه (رقص وغناء ونعومة السن الذي تحياه) وليس من النوع الذي يكثف التجارب كما الحال مثلا مع ممثلات أخريات.

إميلي بلنت هي أيضا في فيلم موسيقي هو «في الغابات» (معها على نحو متساو آنا كندريك لكن إميلي بلنت من فازت بغالبية الأصوات التي أدّت بها للترشيحات الرسمية) وهي أيضا جيدة لكن جودتها محددة في الإطار ذاته مع فارق السن طبعا

هذا ما يعيدنا إلى… جوليان مور.

على الحرقة التي تعكسها في دورها الدرامي «ما زلت أليس»، فإن دورها في «خريطة إلى النجوم»، وحسب ما سبق إيضاحه، هو الذي يبدو مهيئا للفوز. هي جيدة هناك، لكنها خاصة وجريئة وجوليان مور التي اعتدنا عليها وأحببناها هنا.

بذلك فإن تفضيل هذا الناقد الشخصي بين ممثلات مسابقة «غولدن غلوبس» الممثلات في فيلم كوميدي أو غنائي تتوزع كالتالي:

1 - جوليان مور

2 - آمي أدامز

3 - إميلي بلنت

4 - كويفنزانه ووليس

5 - هيلين ميرين.

ربما هناك بعض القسوة على بعضهن والخطأ جائز ولو إلى حد.

الشرق الأوسط في

05.01.2015

 
 

جوائز «غولدن غلوبس».. انطلاقة بثبات نحو «الأوسكار»

الشرق الأوسط») في موسم الجوائز .. مسابقة أفضل الممثلين تتضمن ثلاثة بريطانيين

لوس أنجليس: محمد رُضا

يوم الأحد المقبل، الحادي عشر من هذا الشهر، يجتاز موسم الجوائز مرحلة مهمة بإعلان الفائزين بجائزة «غولدن غلوبس» في شتى المجالات. وهذا، كما ورد سابقا، منقسم بين الرجالي والنسائي، كما بين الدرامي والكوميدي. الأدوار التي استعرضناها حين تحدّثنا عن الممثلات المرشحات لجوائز «غولدن غلوبس» السنوية، والتي قد ينطلقن منها لدخول «الأوسكار» أيضا، كانت أدوارا لنساء متعثرات: ريز ويذرسبون في «وحشي» وجنيفر أنيستون في «كعكة» وجوليان مور في «ما زلت أليس» ثم روزاموند بايك في «فتاة مختفية» وفيليسيتي جونز في «نظرية كل شيء». هن إما وحيدات رضين بمحاولة شق طريقهن من دون رجل (كما في «وحشي» و«كعكة») أو زوجات محبطات بالمرض الشخصي («ما زلت أليس» أو المرض الذي أصاب الزوج («نظرية كل شيء») أو من طينة الحياة الزوجية ككل (كما في «فتاة مختفية»). وذلك الإحباط نجده في دور جوليان مور في قسم الكوميديا من هذه السباقات، إذ هي ممثلة تخاف ذبول الأيام وتحاول الانتصار عليها بالمزيد من العلاقات الخارجة عن أي حد أخلاقي. لكن المشكلة السائدة بين الشخصيات الرجالية لا تقل حجما وتزداد عن تلك النسائية دكانة.

في مسابقة أفضل ممثل في دور درامي، لدينا ستيف كاريل في «فوكسكاتشر»، وبنديكت كمبرباتش في «لعبة المحاكاة»، وجايك جيلنهال في «زاحف الليل»، وديفيد أوييلاو عن «سلما»، ثم إيدي ردماين في «نظرية كل شيء».

في مسابقة أفضل ممثل في دور كوميدي أو استعراضي هناك راف فاينز عن «غراند بودابست هوتيل»، ومايكل كيتون عن «بيردمان»، وبيل موراي عن «سانت فنسنت»، ثم واكين فينكس عن «رذيلة متوارثة»، وكريستوف فولتز عن «عينان كبيرتان».

إيدي ردماين ممثل إنجليزي يجسّد شخصية رجل إنجليزي آخر (العالم ستيفن هوكينز) وراف فاينز هو أيضا ممثل إنجليزي يجسّـد شخصية رجل أوروبي، كذلك يفعل بنديكت كمبرباتش في «لعبة المحاكاة»، لكن باقي الشخصيات هي أميركية والجامع بينها هي أنها تعكس وضع الإنسان الأميركي في لحظة معاصرة تسودها المحنة الذاتية والإحباط الذي يشعر به حيال ذبول الحلم الأميركي الكبير والقبول على المتوفّر من الأوضاع الاجتماعية والعاطفية والنفسية كبديل وحيد. هذه الحالة واضحة لدى جايك جيلنهال إلى حد بعيد.

«زاحف الليل» (Night crawler) هي كلمة يتداولها أهل مهنة التصوير ورجال البوليس تصف المصوّرين الذين يعملون في الليل ويتسللون إلى حيث تقع الأحداث لتصويرها وبيعها للمحطات التلفزيونية أو سواها.. نبدأ به وهو صفر على شمال الحياة. يسرق الأسلاك الشائكة والساعات ليبيعها لكي يعيش بثمنها. خلال عودته من إحدى «عملياته» يتوقّف ليشهد حادثة سيارة ويلحظ مصوّرا تلفزيونيا (بيل باكستون) هب لتصوير الحدث. يتبادل وإياه حديثا ويقرر بعده أن عليه أن يصبح أيضا مصور أحداث على الفيديو. وسرعان ما يجد محطة تشتري ما يصوّره مستفيدة من جسارته ورغبته في أن يكون الأول في موقع الحدث الذي عادة ما هو جريمة أو حادثة عنيفة.

ليس فقط أن الفيلم يعلق على إعلام لا ينجح إلا بحكايات الفواجع، بل يقدّم لنا بطلا يدرك أنه لن ينتقل من شمال الصفر إلى يمينه إلا إذا صنع حلمه بيده، وفي سبيل ذلك لا اعتراف بأخلاقيات المهنة ولا حتى بأي ثوابت اجتماعية (سيصوّر مساعده وهو يلفظ أنفاسه لأن ذلك سيساعده على بيع مادته).

مايكل كيتون في «بيردمان» لديه الكثير مما يحبطه: يكفي أنه خسر مكانته الفنية التي كانت لديه عندما لعب بطولة مسلسل من تلك التي تحتفي بـ«السوبر هيرو». نال الشهرة والثروة وحقق ما يصبو إليه الممثل من طموح عندما لعب شخصية هي في واقعها شخصية «بائع خيال»، المهنة ذاتها التي قام بها حين قاد بطولة «باتمان» في التسعينات والتي ما زال البعض (روبرت داوني جونيور، كريس إيفانز، وسواهما) يقومون بها إلى اليوم.

البطل الطائر أو القادر على صنع المعجزات والمتحدّي للأشرار الأقوياء صار صنعة هوليوودية أكثر انتشارا من البطل الواقعي، ذاك الذي كنت تجده في ما كان يقوم كلينت ايستوود أو سبنسر ترايسي أو همفري بوغارت أو سواهم بتمثيله في السنوات السابقة. على المشاهد الآن الانصهار في البطولات المستحيلة في عالم خيالي جانح لكي يستوحي معنى البطولة التي كان يستوحيها المشاهدون السابقون من شخصيات واقعية أو خيالية إنما تستند إلى قدرات الواقع وظروفه.

حين يدرك مايكل كيتون استحالة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فإن ما يستطيع القيام به هو السعي لتحقيق فوز فني عبر المسرح (الذي هو أكثر واقعية بطبيعة حاله) و«بيردمان» ما هو إلا عن هذا السعي تحديدا. لكنه فيلم كاشف عن إحباطات هذا الرجل الواقف عند مفترق الطرق بين الفشل والنجاح.

خسارة موقع

الحال ذاته متوفر في المرشح الثالث هذا العام. في «فوكسكاتشر» يؤدي ستيف كاريل شخصية الملياردير الذي لا ينقصه أي شيء لكي يكون سعيدا، ولا تحدّه أي ظروف تحول دون تنفيذه أي حلم يريد. على الرغم من ذلك، هو في مرحلة يجد فيها أنه لا شيء قادرا على إنجاز ما يسعى إليه وهو الوقوف وراء أبطال أميركيين في المصارعة الحرّة والتحوّل بدوره إلى أيقونة أميركية كونه صاحب فريق يحقق الميداليات الذهبية في المباريات الدولية.

ما هو مشترك بين هؤلاء الثلاثة واضح: العجز عن استبدال الحلم الأميركي الكلاسيكي (النجاح الاجتماعي والمالي) بأي حل آخر. نجد شخصية المصوّر التلفزيوني جيلنهال تقرر أنه في غياب هذا الحلم الذي كان يعكس استقرار المجتمع وقدرته على تحقيق الوعود، عليه أن يحقق حلمه منفردا وبشروطه. على مايكل كيتون مواجهة الحقيقة المرة عاريا (وهناك ذلك المشهد الذي يضطر فيه للركض في الشوارع عاريا من الملابس بعدما أطبق الباب على ردائه). ستيف كاريل ورث تحقيق الحلم عن والده ومشى فيه، لكنه لم يفهمه إلا من خلال مصالحه الخاصة، فوجده غير كاف له وحاول تطويعه لإرادته أيضا.

ما يجسّده كل ذلك هو أن الرجل خسر موقعه كقيادة، واكتشف أنه لم يعد سوى خيال في منظر طبيعي كبير يساويه وباقي نماذج المجتمع وأجناسه. البطل التقليدي كانت له حظوة تمسّكه بالقيم. البطل الحالي لا يعرف ما هي هذه القيم أساسا، وإذا ما عرفها لا يود المخاطرة بالتمسك بها لأنها ستعرقل، بمفهومه، الوصول إلى ما يعتقد أنه سبب حياته.

وسنجد أنه بين الأفلام التي لم يتم ترشيحها أو ترشيح ممثليها إلى جوائز الـ«غولدن غلوبس»، لسبب أو لآخر، ذات الواقع المستحدث. بطل «قناص أميركي» (الفيلم الجديد للمخرج كلينت ايستوود) خرج من حرب العراق على غير ما دخلها. هناك تلاشى الوضوح وبعدها وجد نفسه خارج المنظومة التي تركها. وسيلته الوحيدة للبقاء هي معايشة الأجواء القتالية نفسها ولو كانت الضحية هذه المرّة المواطن الأميركي الآخر.

بن أفلك في «فتاة مختفية» كان رجلا بريئا، ليس من تهمة قتل زوجته، بل من معرفة كيف تأقلمت حياته وفقدت عناصرها الأساسية. فجأة هو متّهم بريء، لكن الأفدح هو اكتشافه أن حياته الزوجية هي أسوأ مما كان يعتقد.

كل من «فتاة مختفية» و«القناص الأميركي» ينتمي إلى فرع من هذه الأفلام التي عاصرت فيها الشخصيات بقايا الحال الأفضل في التسعينات واكتشفت في هذا القرن الجديد أن الأمور تستطيع الوصول إلى الأسوأ، بل هي أسوأ فعلا. في حين أن جايك جيلنهال في «زاحف الليل» هو وليد هذا القرن ولم يعرف ما قبله. وحده فيلم «سلمى» يشير إلى أن الماضي لم يكن بدوره متلألئا إذ يسرد، عبر بطله ديفيد أوييلاو، حادثة عنصرية وقعت في الستينات وألهبت العلاقة الساخنة أساسا بين السود والبيض في جيوب الولايات الجنوبية في أميركا.

التوقعات

إذ تتكوّن الصورة الإجمالية من هذه العناصر الداكنة، فإن فوز الممثل في قسم الدراما على الأخص سيرتبط بكيف توجّه تصويت أعضاء «جمعية هوليوود للمراسلين الأجانب» مانحة هذه الجائزة منذ الثلاثينات.

ولا ننسى أن إيدي ردماين يؤدي دور معاق وهو نوع آخر من الشخصيات المحبطة كونها واقعة في قيد لا مفك منه. هذا ما يجعل السباق صعبا والتكهن بنتائجه أصعب.

على ذلك، لا بد من القول إن الممثلين الأقرب إلى تحقيق هذا الفوز الصعب يمكن وضعهم على النحو التالي، وبترتيب الأعلى توقعا وما دون:

ستيف كاريل عن «فوكسكاتشر»

إيدي ردماين عن «نظرية كل شيء»

ديفيد أوييلاو عن «سلمى»

بنديكت كمبرباتش عن «لعبة المحاكاة»

جايك جيلنهال عن «زاحف الليل».

هذا الترتيب يعترف بوجود عناصر أخرى مؤثرة: ستيف كاريل جاء بشخصية جديدة مختلفة تماما عن كل ما لعبه من قبل. ردماين يكتنز تلك الصعوبة البدنية في تجسيد شخصية هي ضحية عطل جذري في الأعصاب نتج عنه عدم قدرته على ممارسة معظم نشاطاته (مذكرا بشخصية دانيال داي لويس في «قدمي اليسرى»).

في منطقة الوسط أوييلاو وكمبرباتش وفي النهاية جايك جيلنهال الذي تقل توقعات فوزه، ليس بسبب قدراته الفنية، بل لأن الشخصية التي يمثلها شريرة إلى درجة مزعجة. ستيف كاريل شرير لكنه محاط بمبررات تؤدي إلى قبوله. جيلنهال مبرراته محض مادية تفتقد أسباب التعاطف.

الأمر مختلف بالنسبة للممثلين المرشحين في قسم الكوميديا والاستعراض. هناك بطولة تقليدية المواصفات من بيل موراي في «سانت فنسنت»، وراف فاينز في «غراند بودابست هوتيل»، لكن الشر موجود أيضا عبر ما يمنحه كريستوف فولتز في «عينان كبيرتان». هو الوحيد بين المرشحين في موقفه المعادي للمرأة إذ يلعب دور الزوج الذي يطمح لسرقة جهود زوجته (آمي آدامز المرشحة عن هذا الفيلم في الفئة النسائية) ونسب فنها إليه، مما يجعله، نظريا على الأقل، الممثل الذي سوف تمتنع المقترعات عنه مفضلة عليه شخصية أسمى أو تستحق التعاطف. بالتالي، ومن وجهة نظر نقدية صرفة تجانبها معرفة بتاريخ هذه الجائزة والأعضاء المنتسبين إلى الجمعية المذكورة، نجد أن قائمة الأقرب إلى الفوز تتبع التسلسل التالي:

مايكل كيتون عن «بيردمان».

راف فاينز عن «غراند بودابست هوتيل» وبيل موراي عن «سانت فنسنت» على نحو متساو.

واكين فينكس عن «رذيلة متوارثة».

كريستوف فولتز عن «عينان كبيرتان».

الشرق الأوسط في

07.01.2015

 
 

جوائز الجماهير تذهب إلى أفلام البطولات الخارقة

 ( رويترز)

قالت الجماهير كلمتها واستمرت أفلام البطولات الخارقة تتربع على عرش السينما، فكانت أفلام منها "كابتن أميركا" و"الرجل الحديدي" و"الرجل الوطواط" الفائز الأكبر في جوائز الجماهير التي أعلنت أمس.

وفاز الممثل روبرت داوني جونيور بطل فيلمي "آيرون مان" (الرجل الحديدي) و"أفينجرز" (المنتقمون) في جائزة أفضل ممثل سينمائي للمرة الرابعة على التوالي، وجائزة أفضل ممثل في الأعمال الدرامية.

وقال وهو يتسلم الجائزة، وهي تمثال من الكريستال، العبارة التي يرددها له ابنه الصغير "أريد أن ألتهمك ولن تفلت مني."

كما فاز الممثل كريس إيفانز، الذي يشارك داوني في فيلم "المنتقمون" ويلعب البطولة في فيلم "كابتن أميركا"، في جائزة أفضل ممثل في أفلام الحركة.

وقال إيفانز، وهو يتسلم جائزته: "لا أفوز بالكثير، لذلك هذا شيء رائع."

وسلمت الممثلة إيمي آدامز زميلها بن أفليك، الذي يشاركها بطولة فيلم "باتمان في اس سوبرمان" (باتمان ضد سوبرمان)  جائزة العمل الإنساني، وامتدحت جهوده في تقديم المساعدة ومحاولة تغيير السياسة في مسعى لتحسين أحوال الناس في شرق الكونغو.

وقال أفليك مازحاً وهو يتسلم الجائزة: "وصفت بأشياء كثيرة طيلة حياتي لكن لست واثقاً أن الإنسانية كانت من بينها."

وأضاف، وهو يهدي جائزته لمبادرته الخاصة في شرق الكونغو: "الطريقة الوحيدة لمواجهة الأشياء المحزنة التي نراها والأشياء المروعة التي نراها هي عمل شيء يتسم بالرحمة في هذا العالم."

ويختار الجماهير الفائزين من خلال تصويت عبر الإنترنت في مسابقات تشمل السينما والتلفزيون والموسيقى.

وكان حفل توزيع الجوائز الذي نقلته على الهواء شبكة "سي.بي.إس" بمثابة افتتاح لموسم الجوائز السنوي في نيويورك، والذي يبلغ ذروته بالإعلان عن "جوائز الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية" (الأوسكار) في شباط المقبل.

(رويترز)

السفير اللبنانية في

08.01.2015

 
 

الطريق إلى الأوسكار

"بيردمان" الأوفر حظاً لجوائز "غولدن غلوب" الأحد

24 - أ ف ب

يزداد الحماس في هوليوود مع اقتراب موعد حفل توزيع جوائز "غولدن غلوب" ثاني أعرق الجوائز السينمائية الأمريكية بعد "الأوسكار"، المقرر الأحد، مع فيلم "بيردمان" على رأس المرشحين الأوفر حظاً

وقد حصد هذا الفيلم الذي أخرجه المكسيكي أليخاندرو إناريتو والذي يروي قصة ممثل سابق في أفلام الأبطال الخارقين يريد استعادة شهرته في المسرح، أكبر عدد من الترشيحات لهذه الجوائز التي توزعها جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود (اتش اف بي إيه).

ورشح الفيلم الذي صور بغالبيته في مسرح في برودواي والذي يؤدي بطولته مايكل كيتون إلى جانب إيما ستون وإدوارد نورتن وناومي واتس في سبع فئات، من بينها أفضل فيلم كوميدي وأفضل ممثل وممثلة في دور ثانوي.

لكن توقعات المحللين ليست هذه السنة بالدقة عينها التي كانت عليها العام الماضي عندما فاز فيلم "تويلف ييرز إيه سلايف" ب "غولدن غلوب" أفضل فيلم درامي وب "أوسكار" أفضل فيلم، في حين نال "أميريكان هاسل" جائزة "غولدن غلوب" أفضل فيلم كوميدي.

تنافس

ويتنافس "بيردمان" في فئة أفضل فيلم كوميدي مع كل من "ذي غراند بودابست هوتيل" لويس أندرسون و"إنتو ذي وودز" و"برايد" و"ساينت فنسنت".

أما في فئة الأفلام الدرامية، فتحتدم المنافسة بين "بويهود" لريتشارد لينكلايتر الذي صور خلال 12 سنة و"إميتايشن غايم" (5 ترشيحات لكل منهما). وحظوظ الفوز ليست ضئيلة أيضا بالنسبة إلى المرشحين الآخرين "سيلما" و"ذي ثيوري أوف إفريثينغ" و"فوكسكاتشر".

وتمنح جوائز "غولدن غلوب" بناء على خيارات أكثر من 93 عضوا في جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود، في حين أن جوائز "أوسكار" أعرق جوائز السينما الأميركية تستند إلى خيارات 6 آلاف عضو في أكاديمية علوم السينما وفنونها.

وقد حصد "بيردمان" أيضا أكبر عدد من الترشيحات لجوائز "اس إيه جي آووردز" التي توزعها نقابة الممثلين. وهو رشح لجوائز نقابة المنتجين الأميركيين ونال جائزة الفيلم المستقل (إندبندت سبيريت موفي).

ورشح ستيف كارل وهو ممثل كوميدي أدى دور الملياردير القاتل جون دوبون المختلف تماما عن ادواره المعتادة لجائزة "أفضل ممثل في فيلم درامي"، إلى جانب بينيديكت كامبرباتش في "إميتايشن غايم" في دور آلن تورينغ عالم الرياضات البريطاني الذي فك الرموز السرية النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

ومن المرشحين لهذه الجائزة أيضا، جايك جيلينهال ("نايتكروولر") وديفيد أوييلوو في دور مارتن لوثر كينغ في "سيلما" وإيدي ريدماين في دور ستيفين هووكينغ في "ذي ثيوري أوف إفريثينغ".

أما عند النساء، فقد رشحت جوليان مور لجائزتي أفضل ممثلة في فيلم كوميدي "مابس تو ذو ستارز" وفي فيلم درامي "ستيل آليس".

ورشح في هذه الفئة أيضا كل من جنيفير أنيستون ("كايك") وفيليسيتي جونز ("ذي ثيوري أوف إفريثينغ") وروزاموند بايك ("غون غيرل") وريز ويذرسبون ("وايلد").

مسلسلات

أما في فئة المسلسلات، فقد حصل مسلسل "فارغو" على أكبر عدد من الترشيحات (5) تلاه "ترو ديتيكتيف" (4).

ويتنافس على جائزة أفضل مسلسل كوميدي كل من "غيرلز" و"جاين ذي فيرجن" و"أورانج إز ذي نيو بلاك" و"سيليكون فالي" ومسلسل "أمازون" بعنوان "ترانسبارنت"، في حين تحتدم المنافسة على جائزة أفضل مسلسل درامي بين "ذي آفير" و"داونتاون آبي" و"غيم أوف ثرونز" و"ذي غود وايف".

وسينظم الحفل الثاني والسبعون لتوزيع جوائز "غولدن غلوب" التي أطلقت سنة 1943 الأحد في فندق هيلتون في بيفرلي هيلز وستقدمه الممثلتان الفكاهيتان تينا فاي وإيمي بولير للسنة الثالثة على التوالي.

موقع "24" الإماراتي في

10.01.2015

 
 

{الشرق الأوسط} في موسم الجوائز«5»: مفاجآت ليلة «غولدن غلوبس»

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. والأسلوب يغلب الحبكة التقليدية

لوس أنجليس: محمد رُضـا

ها هي اللحظات المنتظرة تقع هذا المساء عندما تنطلق حفلة تسليم جوائز «غولدن غلوبس» مبثوثة من الساعة الثامنة على شاشة «NBC» كما جرت العادة منذ سنوات كثيرة. بعد أسابيع من التوقعات وارتفاع بورصات الأفلام ونجومها وانخفاض بعضها، ها هي الحفلة تنطلق بزيها الرسمي الكامل: كاميرات المحطة المذكورة ستسبح فوق الجالسين في القاعة الكبيرة مستعرضة العدد الكبير من الحضور. النجوم سيصعدون المنصة للتحدث إلى الجمهور مازحين وجادين والجوائز ستعطى تبعا لتصويت صارم اعتادته «جمعية هوليوود للمراسلين الأجانب» منذ أن خرجت من أزمتها مع بيا زادورا في الثمانينات.

* بيا زادورا؟ من هي؟

* في عام 1982 وجدت ممثلة مغمورة اسمها بيا زادورا نفسها في مواجهة ممثلات جديرات في سباق غولدن غلوبس لأفضل وجه واعد (وهي مسابقة تم التخلي عنها لاحقا) أمثال كاثلين تيرنر عن فيلم «سخونة جسد» وإليزابث ماكوفرن عن «راغتايم». أيامها كانت متزوجة من الملياردير الإسرائيلي موشالم ريكليس وحسب روايات غير مؤكدة، فإن هذا لم يرضَ أن تخرج محبوبته من دون جائزة ما دفعه إلى شراء ذمم عدد كاف من صحافيي الجمعية، فإذا بالجائزة تذهب إلى بيا زادورا، التي كانت بالتأكيد تفتقر الموهبة ولم تكن أفضل أداء من أي ممثلة منافسة.

هذا أصاب، آنذاك، سمعة الجمعية وجائزتها بالصميم ونشر سحابة من اليورانيوم الملوث فوقها إلى سنوات كثيرة. وبل هناك من يرغب، وإلى اليوم، العودة إلى مثال زادورا كلما أراد التشكيك بأهمية الجمعية وما تقوم به. لكن للواقع، فإن الجمعية أفاقت من تلك الصدمة وانتبهت إلى دورها الجدي الذي تقوم به وإلى أنها لا تستطيع أن تسمح بتكرار ذلك المنوال. ومن مطلع التسعينات على الخصوص وإلى اليوم وهي تسير على خط مستقيم ونتائجها محاطة بالدرجة القصوى من السرية ذاتها التي تحاط بها جوائز الأوسكار. ومع قيامها كل عام بتوزيع هبات مالية على مؤسسات سينمائية (الأكاديمية، الأرشيفات القومية) أو اجتماعية (الجامعات، مؤسسات الرعاية الاجتماعية المختلفة) وتحولها إلى حدث أساسي في موسم الجوائز وصناعة التسويق لم يعد بالإمكان غض النظر عنها أو قيامها هي بغض النظر عن إنجازاتها.

* أفلام ومخرجون

* مثل كل مرة، فإن آخر المسابقات التي ستعلن نتائجها هذه الليلة في حفل لوس أنجليس هي مسابقة الأفلام الدرامية. هنا، كما في «البافتا» و«الأوسكار» وسواها، يبقى الفيلم هو مسك الختام بالمعنى الكامل للكلمة. مغلفات المسابقات الأخرى تفتح والفائزون بها يعلنون، لكن مسابقة الفيلم هو مثل تتويج كل شيء.

وهناك في الواقع جمع كبير من الأفلام المتنافسة: هناك 5 أفلام في الدراما وهي «صبا» و«فوكسكاتشر» و«لعبة المحاكاة» و«سلما» و«نظرية كل شيء».

5 أفلام في الكوميديا والاستعراضي وهي «بيردمان» و«ذا غراند بودابست هوتيل» و«داخل الغابة» و«فخر» و«سانت فنسنت».

5 في مسابقة الأنيماشن وهي «بيغ هيرو 6» و«كتاب الحياة» و«بوكسترولز» و«كيف تدرب تنينك 2» ثم «The Lego Movie».

هناك 5 أخرى في مجال الفيلم الناطق بلغة غير إنجليزية وتتكون من «فورس مأجوري» (سويد)، «إيدا» (بولاند)، «ليفيثيان» (روسيا) و«تنجارينز» (استونيا) و«محاكمة فيفيان أمسالم» (إسرائيل).

حين يأتي الأمر إلى المخرجين، فإن 5 من المخرجين هم الذين يتسابقون حسب لوائح «غولدن غلوبس». وغالبا، كما هو حال هذا العام، فإن المرشحين لـ«غولدون غلوبس» أفضل مخرج هم من العاملين في السينما الأميركية وليسوا من خارجها وإلا لتم ضم مخرجين آخرين جديرين بالفوز مثل بافل بافليكوفسكي عن «إيدا» وأندريه زيفغنتسف عن «ليفياثان».

في هذه القائمة نجد وس أندرسون عن «ذا غراند بودابست هوتيل» (المندرج في قسم الكوميديا) وأفا دوفرناي عن «سلما» (في قسم الدراما) ورتشارد لنكلتر عن «صبا» (قسم الدراما أيضا) وأليخاندرو غوانزاليس إناريتو عن «بيردمان» (قسم الكوميديا) ثم ديفيد فينشر، المخرج الوحيد الذي لم يصل فيلمه «فتاة مختفية» إلى عداد التنافس بين الأفلام.

إذا ما استثنينا الأفلام الكرتونية المتحركة، فإن الأفلام المتنافسة الأخرى منقسمة، أسلوبيا، إلى فئتين: فئة ذات أسلوب سرد تقليدي، وأخرى ذات أسلوب سرد مختلف. الفريق الثاني أقل، لكن حظوظه تبدو الأقوى وهو يشمل «صبا» و«بيردمان» و«ذا غراند بودابست هوتيل» و«إيدا».

إلى جانب أن أسلوب العمل في كل واحد من هذه الأفلام يحمل بصمة ذاتية استثنائية، فإن كل واحد من هذه الأفلام لديه، ضمن هذا الأسلوب العام، قضية، وربما مشكلة، مع مبدأ الحكاية ذاتها؛ حيث العقدة لا تستولي على السرد بل تتبعه.

* عبر الأزمنة

* لفهم ذلك، تكفي المقارنة بين «صبا» و«فوكسكاتشر» المتنافسين في السباق ذاته (أفضل فيلم درامي). كلاهما جيد بامتياز، لكن الأول يتبع حكاية تقع على امتداد سنوات من دون أن يضطر لتغيير ممثليه، بينما الثاني، يسرد الحكاية في وضعها التاريخي (التسعينات) من دون تفاوت زمني أو مكاني.

ما قام به رتشارد لينكلتر، صاحب «صبا» هو أنه صور بطله عندما كان ولدا صغيرا سنة 2002، ثم صوره في مرحلة متوسطة كان الصبي إيلار كولتران قد أصبح ولدا، ثم سنة 2013 وقد أصبح فتى مراهقا.

مخرج آخر كان أتى بـ3 ممثلين وأنجز الفيلم في 3 أشهر، لكن لينكلتر مارس التصوير على امتداد 12 سنة بمجموع 45 يوما، بذلك أتاح لنفسه ولفيلمه التنفس طبيعيا. ولينكلتر لم يكن بذلك خرج عن معالجاته، فسلسلته المعروفة بـ«قبل»؛ وهي «قبل الشروق» (1995)، و«قبل الغروب» (2005)، ثم «قبل منتصف الليل» (2013)، على حكاية واحدة حول علاقة عاطفية انطلقت من سنة 1995 واستكملت في عام 2013، وقد تستمر لما بعد.. ودائما مع الممثل نفسه إيثان هوك (الذي شارك في أفلام أخرى للمخرج من بينها «صبا») بذلك لم تعد الغلبة لعقدة أو حبكة، بل لمعايشة زمنية على نحو ما حققه المخرج ذاته في فيلم «صبا».

إلى أي حد سيتدخل كل ذلك في توجيه الأصوات إلى «صبا»، فالأفلام المتنافسة في قسم الدراما تكاد تكون متساوية في حسناتها ومزاياها. «سلما» رائع في رصده القضية العنصرية التي يتناولها، و«فوكسكاتشر» ممتاز في تحليله لشخصياته الثلاث، و«نظرية كل شيء» يجاوره في رصد العلاقة بين رجل ذي متطلبات خاصة وزوجته، في حين أن «لعبة المحاكاة» قوي في تعامله مع شخص واحد. وهو ما يدلف بنا إلى ملاحظتين رئيسيتين نضيفهما إلى الملاحظة السابقة حول الأسلوب وتغليب الموقف على الحبكة.

كل هذه الأفلام، ما عدا «صبا»، قائم على استيحاء شخصيات حقيقية وكل هذه الأفلام (بما فيها «صبا») تدور في رحى الأمس أساسا.

«لعبة المحاكاة» عن عالم الحسابات الذي أسهم بهزيمة هتلر عندما استعانت به الاستخبارات البريطانية لفك الرموز المعقدة التي تستخدمها قيادة الجيش النازي في الأربعينات. و«سلما» يأتي بعده زمنيا إذ تقع أحداثه في الستينات أيام مارتن لوثر كينغ، كما يؤديه ديفيد أويلاو بجدارة. و«نظرية كل شيء» عن العالم سيتفن هوكينغ، و«فوكسكاتشر»، يتجاوران إذ يدوران في الثمانينات. أما «صبا» فهو يشمل سنوات متنقلة من التسعينات إلى اليوم.

* رسالة من مخرج

* بعض ذلك التقسيم وارد في مسابقة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي ولو على نحو متأرجح، فـ«كبرياء»، مثلا، هو عن حركة مثلية شاركت في المظاهرات التي أيدت عمال المناجم في الثمانينات. و«بيردمان» في الزمن الحاضر، لكنه يتميز بالأسلوب غير التقليدي الذي يسرد المخرج إيناريتو حكاية الأسرة من خلاله. وفي حين أن «سانت فنسنت» أقل خيالا وأكثر التصاقا بالزمن الحالي، إلا أن المد الخيالي يزداد في الفيلمين الآخرين «داخل الغابة»، وهو فانتازيا شاملة لأساطير وحكايات معروفة من نمط «سندريلا» و«ليلى والذئب» و«ذا غراند بودابست هوتيل» الذي هو أكثر الأعمال جميعا تميزا من حيث تصميمه الفني والإنتاجي، وهو أيضا خيالي صرف تقع أحداثه في بلد غير واقعي وفي زمن يتوسط الحربين العالميتين، لكنه زمن منضو تحت راية الفانتازيا لحد يبدو كما لو أنه لم يكن موجودا بالفعل أيضا.

أما الأفلام المتبارية في سباق «أفضل فيلم أجنبي» فالاختلافات بينها شاسعة: من دراما المحاكم في «محاكمة فيفيان أمسالم» إلى دراما الموقف المتأزم في «فورس ماجوري» ومن حكاية إيدا، المرأة التي اكتشفت أنها ليست كاثوليكية كما اعتقدت، بل يهودية وضعها والداها عند باب بيت الرهبان لتجنيبها الموت خلال الحرب، إلى حكاية إيفو، ذلك المزارع الذي تعصف به رياح عاتية مصدرها ما كان يحدث في استونيا خلال مطلع التسعينات. هذا وصولا إلى الحاضر الأكثر دكانة في «ليفياثان».

3 من هذه الأفلام هي من 3 دول كانت تؤلف معسكرا واحدا وهي «ليفياثان» الروسي، و«تانجرين» الاستوني، و«إيدا» البولندي. وهي أكثر المتوفر نقدا سياسيا رغم أن «محاكمة فيفيان أمسالم» يتعرض لنقد الوضع الاجتماعي بين المتشددين اليهود من خلال سعي زوجة للطلاق من زوجها المتدين الذي يرفض منحها الطلاق.

ولعل «ليفياثان» أكثر هذه الأفلام الأجنبية نقدا؛ إذ لا يحاول تمويه الحقائق على الأرض: «هناك فساد في الدوائر الحكومية الرسمية ينسف اللبنة العائلية ويقضي على مستقبل من لا يملك سوى القانون (المستولى عليه) للتوجه إليه». صحيح أن السينما الروسية شهدت أخيرا أعدادا متزايدة من هذه الأفلام، لكن «ليفياثان» أكثرها جرأة، وها هو المخرج أندريه زيفغنتسف يكتب لي في رسالة إلكترونية بتاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) 2014: «هذا العام كان الأكثر اضطرابا منذ عقود في تاريخ بلادي المضطرب أصلا. كل يوم، ينحدر المجتمع الروسي نظرا لالتزام متزايد للمؤسسات العامة (لتنفيذ) آيديولوجية جامدة من الاضطهاد وعدم التحمل».

موقفه المعبر عنه سينمائيا ليس جديدا على السينما في تلك البلاد. خلال الفترة الشيوعية انبرى كثيرون: لاريشا شوبتكو، سيرغي بارادجانوف، إراكلي كفيركادادزه، أندريه تاركوفسكي، وهناك سواهم. لنقد الوضع القائم وتبعاته على المجتمع الروسي. ليس أن الدولة آنذاك استجابت لذلك النقد وأصلحت شؤونها الإدارية على الأقل، لكن ذلك الصوت النقدي لم يتوقف إلا عندما انهار الاتحاد السوفياتي ولفترة زمنية محدودة، بعدها عادت هذه الأفلام تنتقد الأوضاع الحاضرة على النحو ذاته. زيفغنتسف: «أحد أهم مزايا الفن الروسي هو الإخلاص. حتى في أقسى الأزمنة، نطق المؤلفون والسينمائيون بالحقيقة حيال بلادهم الحبيبة. اعتبروا أنه من أهم مسؤولياتهم كفنانين وفي (ليفياثان) سعيت لأن أستحق هذا التقليد».

* الوضع المحسوس

* من سيخرج فائزا من بين ما ذكرنا من أفلام؟ هذا ليس سهلا رصده على الإطلاق، لكن، وكما تتنبأ أكثر التوقعات، فإن «بيردمان» و«ذا غراند بودابست هوتيل» يأتيان في مقدمة الأفلام الكوميدية، بينما يقفز إلى الواجهة «صبا» يجاوره «نظرية كل شيء» إذا ما تغلبت اللغة العاطفة على تلك الفنية الذي مارسها المخرج بنت ميلر في «فوكسكاتشر». كمخرجين، فإن أسهم أليخاندرو غونزاليز إناريتو عالية تتبعها سريعا تلك التي لدى ديفيد فينتشر عن «فتاة مختفية».

لكن هناك أكثر من مجرد المنافسة بين الممثلين والممثلات (كما ورد معنا في الأيام القليلة السابقة) والمخرجين (كما يرد هنا). تصور مثلا أن تخلو مسابقة أفضل سيناريو (والجمعية لا تفرق بين سيناريو مكتوب خصيصا للسينما وآخر مقتبس) من «ذا غراند بودابست هوتيل» الذي كتبه وس أندرسون. المتوقع هنا أنه إذا لم يفز المخرج بجائزة أفضل فيلم أو أفضل إخراج، فإنه سيفوز بهذه الجائزة. لكن بما أن 4 من الأفلام المتسابقة في هذا القسم هي ذاتها المتسابقة في مباراة أفضل فيلم: «صبا»، و«بيردمان»، و«لعبة المحاكاة»، و«ذا غراند بودابست هوتيل» (الخامس هو سيناريو جيليان فلين عن «فتاة مختفية») فإن حرارة تلك المنافسة تنتقل تلقائيا إلى هذا المجال.

الحفلة، كما جرت العادة ستحفل بالنجوم: من جسيكا شستين، وجنيفر أنيستون، وإميلي بلنت، وريز وذرسبون، وجورج كلوني، ومايكل كيتون، وجايكل جيلنهال، وباتريشا أركيت، وإدوارد نورتون، ومارك روفالو، وبندكت كمبرباتش، و(غالبا) روبرت داوني جونيور، وبراد بت، وأنجلينا جولي، وماثيو ماكونوفي، من بين كثيرين آخرين.

الحراسة الأمنية هي أيضا حافلة. تستلمك تعليمات رجال الأمن والبوليس من على نحو مئتي متر وأنت في طريقك على ولشير بوليفارد أو إذا كنت قادما من ناحية سانتا مونيكا بوليفارد. تتوقع الزحام وتنال ما تتوقعه بكل تأكيد. كلما اقترب فحص البوليس أوراق الدعوة، ودلك على أي جانب من الطريق عليك أن تستمر فيه. وعلى خلفية ما حدث في باريس من هجوم إرهابي أخيرا، فإن المتوقع كذلك أن يعلن بعض الممثلين الذين سيصعدون المنصة إما لتقديم فقرات الحفل أو لاستلام الجوائز عن شغبهم لما وقع.

توقعات الناقد:

من سيفوز ومن يجب أن يفوز

* مسابقة الفيلم الدرامي:

- سيفوز: Boyhood

- من يستحق الفوز: Boyhood

* مسابقة الفيلم الكوميدي:

- سيفوز: «بيردمان».

- من يستحق الفوز: «بيردمان»

* مسابقة الفيلم الأجنبي:

- سيفوز: Leviathan

- من يستحق الفوز: Leviathan

* مسابقة الفيلم الأجنبي:

- سيفوز: رتشارد لينكلتر عن Boyhood

- من يستحق الفوز: رتشارد لينكلتر

* مسابقة الممثل الدرامي:

- سيفوز: ستيف كاريل عن Foxcatcher

- من يستحق الفوز: ستيف كاريل وإيدي ردماين عن Theory of Everything

* مسابقة الممثل الكوميدي:

- سيفوز: مايكل كيتون عن Birdman

- من يستحق الفوز: مايكل كيتون.

* مسابقة الممثلة الدرامية:

- ستفوز: جوليان مور عن Still Alice أو جنيفر أنيستون عن Cake

- من يستحق الفوز: فيليسيتي جونز عن Theory of Everything

* مسابقة الممثلة الكوميدية:

- ستفوز: آمي أدامز عن Big Eyes

- من يستحق الفوز: آمي أدامز

* مسابقة الممثلة المساندة:

المرشحات: باتريشا أركيت، ميريل ستريب، إيما ستون، جسيكا شستين، كايرا نايتلي.

- ستفوز: باتريشا أركيت عن Boyhood

- من يستحق الفوز: إيما ستون عن Birdman

* مسابقة الممثل المساند:

ج ك سيمونز، إدوارد نورتون، مارك روفالو، إيثان هوك، روبرت دوفال

- سيفوز: ج ك سيمونز عن Whiplash

- من يستحق الفوز: إدوارد نورتون

عن Boyhood

* مسابقة فيلم الأنيماشن:

- سيفوز: Big Hero 6

- من يستحق الفوز: Big Hero 6

الشرق الأوسط في

11.01.2015

 
 

معظم التوقعات تحققت في حفل جوائز {غولدن غلوبس}

«صبا» يفوز كأفضل فيلم درامي ومخرجه لينكلتر بجائزة أفضل إخراج

لوس أنجليس: محمد رُضـا

8 من أصل أحد عشر توقّعا أدرجناه هنا (يوم أول من أمس) أصابت أهدافها في حفل توزيع جوائز غولدن غلوبس التي أعلنت ليلة الأحد بتوقيت لوس أنجليس. فاز فيلم «صبا» بغولدن غلوبس أفضل فيلم درامي، وفاز مخرجه رتشارد لينكلتر بجائزة أفضل إخراج بينما نالت الممثلة باتريشا أركيت حصّـتها في مسابقة أفضل ممثلة مساندة عن دورها في الفيلم ذاته.
في مسابقة الفيلم الأجنبي، نال ليفياثان ما تمنّـى بالفعل، وأنجز الممثل مايكل كيتون جائزة أفضل ممثل كوميدي عن دوره في «بيردمان» وصاحبته الممثلة آمي أدامز فتسلمت غولدن غلوب كأفضل ممثلة كوميدية عن دورها في «عينان كبيرتان». أيضا أصبنا حين توقعنا فوز الممثلة جوليان مور كأفضل ممثلة درامية عن دورها في «ما زلت أليس» وأخيرا فاز الممثل ج.ك.سيمونز بجائزة أفضل ممثل مساند عن دوره في «سوط» Whiplash
ما لم يتحقق فوز فيلم «بطل كبير 6» بجائزة أفضل فيلم أنيميشن. عوضا عنه تم اختيار فيلم شركة فوكس «كيف تدرب تنينك 2»، واختيار فيلم «ذا غراند بودابست هوتيل» لجائزة أفضل فيلم كوميدي (عوض «بيردمان») بينما نال البريطاني إدي ريدماين غولدن غلوب أفضل ممثل درامي (عوض ما توقعناه ربما بكثير من التفاؤل ستيف كاريل عن «فوكسكاتشر»).

جمع غفير

الحفل بذاته كان ممتلئا بنحو 1500 مدعو بينهم 85 من أعضاء جمعية هوليوود للمراسلين الأجانب مانحة جوائز غولدن غلوبس، أما الباقون فمن مضارب مختلفة في صناعتي السينما والتلفزيون. والحفلات التي أقيمت بعد الحفل ذاته في أنحاء فندق هيلتون بيفرلي جذبت إليها أكثر بكثير ممن وقف على المنصة لإعلان جائزة أو لتسلم واحدة.

كان هناك سكوت إيستوود ابن كلينت ايستوود الذي بدا مبهورا بمحيطة كونها المرّة الأولى. ودايان كروغر والمغني 50Cents والوجوه التلفزيونية كيسي بنيستون، تايلور سويفت، جايمي كينغ، ريتا أورا، بني مادينا، كارا دليفين، جوان فروغات، لورا كارمايكل من بين جمهرة غفيرة من العاملين في ذلك الحقل.

الممثلات سلمى حايك وتشارليز ثيرون وريز وذرسبون قضين دقائق طويلة منسجمات في أحاديث ضاحكة ووزّعن الكثير من الابتسامات على الحاضرين خصوصا إذا ما كانوا من المصوّرين الصحافيين (وفي هذه الأيام كل من يحمل هاتفا بات مصوّرا).

البريطانية سالي هوكينز تساءلت لماذا هناك حشد كبير يحيط بمائدة في آخر إحدى القاعات وبعد قليل جاءها الجواب حال تفرّق بعض المحتشدين: جنيفر لوبيز كانت جالسة هناك. بندكيت كمبرباتش، الذي كان أحد المرشّحين غير الفائزين (عن دوره في «لعبة المحاكاة»)، لم يبق طويلا في أي من الحفلات بل شوهد لبضع دقائق هنا وأخرى هناك وإن بدا منشرحا. هيلين ميرين مرّت كنسمة هواء لطيفة لكنها لم تتحدّث إلى آمي أدامز المقبلة في اتجاهها كونها كانت تنظر إلى الجهة المقابلة، ولا آمي أرادت إيقافها.

كذلك فات الممثل جون فويت أن شريكته في بطولة «مدنايت كاوبوي» (من الـسبعينات) وهي برندا فاكارو مرّت بجانبه. ربما لم يتعرّف عليها لكنها بالتأكيد تعرفه.

هناك في حفلة HBO التقى الممثلان فينس فون وماثيو ماكونوفي على إحدى الطاولات المحجوزة لـVIP وتحدثا طويلا قبل أن ينضم إليهما آخرين.

في حفلة شركة فوكس، منتجة وموزعة «ذا بودابست غراند هوتيل» التف فريق الفيلم الأساسي، بقيادة المخرج وس أندرسون وعلى بعد يسير تجمّـع فريق فيلم «بيردمان» بقيادة مخرجه أليخاندرو غونزاليس إيناريتو التي انضم إليها فيما بعد بطل الفيلم مايكل كيتون. كلا الطاولتين كانتا محظورتين على المتطفّلين (باقي القوم) على نحو واضح ومحاطة برجال أمن خاصّين للتأكد من أنه لا أحد يتقدّم ليقول: «مرحبا» إلا إذا سمح له أحد الجالسين بذلك. على هذا النحو، فإن معظم الممثلين والمنتجين والمخرجين ورجال وسيدات الحاشية الهوليوودية (مديرو إنتاج ومديرو شركات ترويج إلخ…) كانوا متوزّعين خارج تلك المناطق المحظورة بمن فيهم شون بن ورينز وذرسبون ورينيه روسو وتشارليز ثيرون وجوش هتشنسون والكثير سواهم.

سائدة ومستقلة

كل هذا والكثير سواه كان يحدث بينما كان هناك نحن النقاد والمهتمّـين الجادين نحاول تحليل النتائج تبعا لمن فاز ولمن لم يفز بعد.

«حتى وقت قريب، كان من الممكن أن تشكل جوائز (غولدن غلوبس) إيذانا بمن سيربح الأوسكار». يقول تيم غراي، أحد كبار محرري مجلة «فاراياتي» الشهيرة ثم يضيف: «الآن لم تعد المسألة على هذا النحو. الميزة التي استطاعت غولدن غلوبس التمتع بها لوقت طويل انتهت».
ذلك الرأي يستند إلى حقيقة أن أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية مانحة الأوسكار سلّمت تصويتها كاملا قبل أيام من إعلان نتائج «جمعية هوليوود للمراسلين الأجانب» مما يمنع أي تأثر فردي أو جماعي بما تم توزيعه من جوائز غولدن غلوبس وهو الأمر الذي كان منتشرا إلى سنوات ليست بالبعيدة عندما كان تصويت الأوسكار يتم بعد إعلان الغولدن غلوبس. لكن هذا لا يمنع مطلقا من قراءة بعض الملامح التي ستشكّـل سمات الأوسكار المقبل والتي تكوّنت مع صعود الفائزين على منصّـة هذا الحفل.

في مقدّمة هذه الملامح هي أن الأفلام الأساسية هنا، مثل «بيردمان» و«ذا غراند بودابست هوتيل» و«فوكسكاتشر» و«ليفياثان» و-خصوصا- «نظرية كل شيء» سيكونون من بين الترشيحات الرسمية التي ستعلن بعد أيام قليلة.

الفارق الرئيسي هو أن هذه الأفلام في مجملها أفلام مستقلة وليست من بين ما تنتجه هوليوود من أعمال أكبر حجما وأكثر جماهيرية. ما يعني أن ترشيحات الأوسكار (ستضم من 9 إلى 10 أفلام) ستحتوي على مزيج من الأفلام السائدة والمستقلة وليس على غالبية من الأفلام المستقلة كما في حالة «غولدن غلوبس».

من سيفوز هو أمر آخر. لكن في البال أن الفيلم المرشّـح لا يصل وحده إلا إذا كان مشتركا في نطاق مسابقة «أفضل فيلم أجنبي» بل عادة ما يتقدّم معه المخرج وكاتبه ومدير تصويره وبعض ممثليه على الأقل، ما يعني أن أسماء مثل آمي أدامز ومايكل كيتون وستيف كارل وإيما ستون وبل موراي وأليخاندرو غونزاليس إيناريتو ووس أندرسون ورتشارد لينكلتر وسواهم سوف تتردد بلا ريب.

المحطة المقبلة

الملاحظة المهمّـة الثانية والتي من شأنها أن تتكرر فيما تبقّـى من جوائز الموسم (بافتا، جوائز الاتحاد الأوروبي، الأوسكار) هي أن معظم الرابحين هم رابحون لأول مرّة سواء أكانوا مخرجين (مثل رتشارد لينكلتر) أم ممثلين (مايكل كيتون أو إيدي ردماين). الأمر يختلف قليلا بالنسبة للممثلات (جوليان مور وآمي أدامز تسابقتا أكثر من مرّة) وبالنسبة للبرامج والشخصيات التلفزيونية.
المحطّـة التالية هي جوائز «لندن فيلم سيركل» البريطانية التي تقدمها جمعية نقاد السينما البريطانيين يوم الأحد المقبل، (والتي سأقوم بحضورها كوني عضوا فيها أيضا). والملاحظ في ترشيحاتها أنها لا تختلف في بعض عناوينها وأسمائها عن تلك التي تسابقت لنيل جوائز غولدن غلوبس ولا تختلف كثيرا أيضا عن ترشيحات «البافتا» المقبلة.

هذا ليس من نوع التقليد ولا هي «لعبة محاكاة» على الإطلاق، بل نظرا لأن الأفلام التي تسابقت على الغولدن غلوبس… هي بالفعل بين أفضل ما شهده العام الماضي من أفلام.

الأنظار تتجه إلى أمل كلوني في أول ظهور لها على البساط الأحمر

ارتدت فستانا من تصميم كريستيان ديور

لوس أنجليس: «الشرق الأوسط»

كالعادة تحول حفل غولدن غلوبس إلى مباراة في الأناقة بين نجمات هوليوود اللاتي توافدن على البساط الأحمر وحرصن على عرض أزيائهن أمام الكاميرات. وانشغلت مجلات الأزياء على صفحاتها في «تويتر» بعرض صور الفساتين وتعليقات حول المصمم وتقييم سريع لمن ارتدت هذا الفستان أفضل من غيرها أو من فشلت في الاختبار السنوي.

ورغم كوكبة من المشاهير ونجمات الشاشة الفضية بثيابهن الحمراء والبيضاء فقد تركزت الأعين على عروس الممثل جورج كلوني في أول ظهور لها على البساط الأحمر، وكانت ترتدي ثوبا أسود لافتا من ابتكار مصمم الأزياء الفرنسي كريستيان ديور.

كانت أمل كلوني التي تزوجت الممثل الأميركي الذي كان يحمل لقب أشهر أعزب في حفل عرس باذخ في مدينة البندقية في إيطاليا العام الماضي ترتدي ثوبا أسود عاري الصدر والكتف بينما ينسدل وشاح خلف الكتف الأخرى وقد ارتدت معه قفازا أبيض يصل إلى مرفقها.

ومنذ إعلان خطبتها على كلوني كانت أمل محط الأنظار لأناقتها المشهود لها وهي تنتقي ملابسها من مصممي أزياء فرنسيين وإيطاليين وبريطانيين وأصبح اسمها دائم الذكر في قوائم الأكثر أناقة.

وأحدث القفاز الذي ارتدته في حفل الليلة قبل الماضية سيلا من التعليقات على موقع «تويتر». وقال إريك ويلسون مدير أخبار الأزياء في مجلة إنستايل فاشن «ارتداء قفاز على البساط الأحمر رغم بساطته هو حركة درامية جدا».

الشرق الأوسط في

12.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)