كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

"لعبة المحاكاة"..

شيفرة الإنسان التى لم نحلّها أبداً!

محمود عبد الشكور

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

لا يكفى أن تكون القصص حقيقية لكى تصنع أفلاما جيدة، لابد أن يكون هناك سيناريو يكتشف الدراما فى هذا الواقع، ثم يعيد تقديمها بقوانين فنية تجعلنا نرى ما حدث من زاوية أعمق، الفن إذن يصنع حقيقته الموازية للواقع، يعيد تأمله من خلال موهبة الفنان، فى هذه اللعبة ما يستحق المشاهدة،مثلما فعلت وتفعل الأعمال الفنية العظيمة.

الفيلم البريطانى الأمريكى The Imitation Game  أو "لعبة المحاكاة" يقدم ترجمة نموذجية لما سبق. قبل أن نبدأ تظهر العبارة الشهيرة على الشاشة:"مأخوذ عن قصة حقيقية"، وتقول عناوين النهاية إن الفيلم مأخوذ عن كتاب بعنوان "آلان تيرينج الغامض" من تأليف أندرو هودجز، والأحداث كلها عن شخصية حقيقية هامة للغاية هى عالم الرياضيات البريطانى الشهير آلان تيرينج، الذى نجح فى ابتكار آلة خاصة أمكن من خلالها فك الشيفرة الألمانية المعقدة أثناء الحرب العالمية الثانية، والتى تحمل اسم "إنيجما"، وهو أيضا الرجل الذى حوكم فى أوائل الخمسينات بتهمة المثلية الجنسية، وانتهى الأمر بانتحاره، بعد أن ظلت حكاية دوره فى فك الشيفرة الألمانية فى إطار السرية التامة، ولم يُكشف عن هذا الدور إلا بعد نصف قرن، مما أدى الى قيام ملكة بريطانيا بالعفو عن تيرينج بعد وفاته بسنوات طويلة، تقديرا لدوره العظيم الذى ساهم فى انتصار بريطانيا والحلفاء، وأدى الى إنقاذ حياة الملايين من المدنيين والجنود.

ولكن ما يجعل فيلم "لعبة المحاكاة" عظيما هو هذا الربط الذكى بين النجاح فى مهمة فك شيفرة "إنيجما"، وفشل الآخرين فى أن يفكوا شيفرة تيرينج نفسه، حيرتهم فى تقييمه أو فهمه، من هذا التناقض تنشأ دراما رائعة قد لا تكون حدثت فى واقع القصة الأصلية بهذه الطريقة بالذات، ولكن السيناريو البديع الذى كتبه جراهام مور عثر على مفتاح مذهل للدراما وللشخصية معا، وأفترض أنه كان موجودا أيضا فى الكتاب الذى لم أقرأه، لولا هذا المفتاح (بل المفاتيح) كما سأشرح لك حالا، لانشطر الفيلم الى جزءين مختلفين أو حكايتين منفصلتين: قصة فك الشيفرة، وقصة اتهام تيرينج بممارسة اللواط.

أن تكون مختلفا

هناك جسر قوى وهائل يربط بين القصتين، لقد اختار الفيلم منذ البداية أن يقدم بطله الأستاذ الجامعى فى كامبريدج باعتباره شخصية استثنائية ومختلفة، أصبح الإختلاف هو عنوان الدراما كلها، فدخل تحت العنوان بسهولة موضوع فك شيفرة "إنيجما" الغريبة والسرية، ودخلت تحتها مثلية تيرينج السرية والمجهولة، هكذا ببساطة، وبضربة واحدة، اجتمع الجزءان بلا تنافر، بل لقد اكتسبت قصة تيرينج بأكملها عمقا كبيرا بوصفها حكاية عن رجل استثنائى دفع ثمن اختلافه، ولعله بدا كما لو أنه قد جاء لمهمة محددة أنجزها ثم رحل، اختلافه هو الذى خدم البشرية، وليس أى شىء آخر.

أضاف الفيلم عمقا آخر لتأمل القصة الحقيقية، فبينما سينجح تيرينج فى فك شيفرة الآلة "إنيجما"، وفى صنع آلة تتعامل معها، فإنه عانى وسيعانى من عزلة ووحدة سببها اختلافه، وقد أدى ذلك الى ظهوره كرجل غامض لا يستطيع الآخرون فهمه أو تصنيفه، يقول الفيلم من هذه الزاوية الأعمق إننا قد نفك أعقد الشيفرات، ويمكننا أن نفهم أعقد الآلات، ولكن أصعب شيفرة تستعصى على الفهم هى الإنسان نفسه، الحقيقة أن تيرينج نفسه يبدو حائرا فى التعامل مع ميوله المثلية، بل ويبدو على درجة واضحة من "الغباء الإجتماعى" فى التعامل مع زملائه، فى حين يشهد له الجميع بالتفرد فى مجال الرياضيات، أو كما يقول هو عن نفسه: "أنا أعظم عالم رياضيات فى العالم".

امتلك الفيلم إذن مستويين رائعين غزلهما كاتب بارع: قصتان مثيريتان عن فك الشيفرة الغامضة فى سرية، وعن تهمة مشينة لأستاذ فى جامعة كامبريدج فى خمسينيات القرن العشرين، والقصتان قدمتا بصورة مشوقة فعلا لدرجة أن بعض النقاد صنفوا الفيلم على أنه  فيلم إثارة رفيع المستوى، ولكن المستوى الأعمق للفيلم ينقله الى مجال آخر، إنه عمل يتأمل معنى وأهمية أن تكون مختلفا، بل لعل الفيلم يرى أن هؤلاء المختلفين هم وحدهم الذين غيّروا العالم، تتكرر دائما هذه العبارة: "إن الذين لا تتوقع منهم شيئا، يحققون أشياء فوق تصورك"، الفيلم يطالب الجميع بأن يعترفوا بالأفراد المختلفين، وبأن يتقبلوا ذلك، وإذا كان تيرينج قد كتب فى مقال شهير يحمل نفس عنوان الفيلم "لعبة المحاكاة" إن اختلاف الآلات عنا، لايعنى أبدا أنها لا تفكر، ولكنه يعنى أنها تفكر بطريقة مختلفة، أفلا يمكن ببساطة أن ننقل المقولة الى عالم البشر فنقول إن اختلاف الآخرين عنا لايعنى أنهم ليسوا بشرا، أو انهم فى مرتبة أدنى، ولكنه يعنى أنهم مجرد بشر مختلفين؟!

مستوى اللعبة

بعد أن أسس السيناريو لأفكار من الوزن الثقيل، جاء وقت اللعب، الدراما لعبة تستخدم أدوات مشوقة تستطيع أن تنقل من خلالها أعقد وأعمق الأفكار، وقد لجأ السيناريو بوضوح الى اللعب مع المتفرج سواء بإخفاء بعض المعلومات مثل حكاية مثلية تيرينج التى تظهر فى الثلث الأخير، بعد أن تكون حكاية إختلاف وتفرد تيرينج قد استقرت وترسخت تماما، أو مثل حكاية البحث عن جاسوس للسوفيت وسط العلماء الستة الذين يحاولون فك شيفرة "إنيجما" فى منطقة منعزلة تحمل اسم "بليتشيلى بارك"، وهناك مستوى آخر للعبة الدرامية بإدارة الأحداث عبر ثلاثة أزمنة ننتقل بينها بشكل سلس وبارع :العام 1951 حيث يقوم رجل بوليس بالتفتيش وراء ملف العالم تيرينج إثر الإبلاغ عن اقتحام لص لمنزله، ومع ذلك لم يسرق اللص شيئا، كما بدا العالم غريب الأطوار بطريقة تسترعى الشك، والفترة من 1939 الى 1941، وهى الجسم الرئيسي للدراما حيث محاولات فك شيفرة "إنيجما" بعد بناء آلة عملاقة أقرب ما تكون الى جهاز كمبيوتر بدائى تكلف 100 ألف جنيه استرلينى، وبموافقة شخصية من تشرشل الذى لجأ إليه تيرينج إثر تعنت دينستون القائد العسكرى الذى قام بتجنيد العلماء لفك الشيفرة، والعام 1925 حيث نتعرف على الطالب آلان تيرينج الذى يعانى من زملائه بسبب تفوقه واختلافه، يقومون بإهانته وإخافته، ولا يحميه إلا الطالب كريستوفر، الذى يفتح أمام تيرينج عالم فك الشيفرات، ويهديه كتابا عنها، يشعر تيرينج بميول مثلية تجاة كريستوفر الذى يموت بالسل، فيما بعد ستحمل آلة فك الشيفرة التى ابتكرها تيرينج اسم  صديقه كريستوفر.

بسبب هذه البناء الفذ القائم على (1) تعميق الأفكار والخروج بها من الخاص الى العام  (2) الإنتقال من لعبة الكلمات المتقاطعة وفك الشيفرة الى لعبة الدراما المشوقة (3) تعميق الصراع ليس فقط بين الأشخاص (بين تيرينج وزملائه وقائده العسكرى الذى يتهمه بالجاسوسية ويطرده لفشل آلته فى البداية) ولكن أيضا بجعل الصراع مع الزمن (رغم الحصول على آلة ألمانية لشيفرة إنيجما إلا أن إعدادات الشفرة كانت تتغير يوميا مما يجعل الأمر فى حاجة الى تخمين ملايين الإحتمالات، ويتطلب ذلك 20 مليون سنة من العمل، لا حل إلا بألة تيرينج التى تسابق الزمن للبحث عن المجهول   (4) الربط بين معاناة فك الشيفرة ومعاناة تيرينج لاكتشاف رجل الشرطة حكاية مثليته الجنسية، بسبب كل ذلك فإن الفيلم الذى يستغرق عرضه ما يقترب من الساعتين يمر بدون لحظة ملل، بل ويبدو شديد التماسك لأنه نجح فى أن يسرد تفاصيل حدثين مهمين هما فك الشيفرة ومحاكمة تيرينج، كما نجح فى أن يرسم بورتريها لشخص مختلف، كان اختلافه سببا فى إنقاذ 14 مليون إنسان كما تقول عناوين النهاية.

أسرار وحقائق

يضاف الى كل ذلك أن الحكاية كلها مشوقة ومليئة بالأسرار والخفايا : مشروع فك الشيفرة بأكمله ظل سرا لمدة نصف القرن، أحرق العلماء كل أوراقهم، وبدأوا حياة جديدة بعد انتهاء الحرب، وحكاية مثلية تيرينج ظلت سرا لا يعرفه سوى أحد زملائه العلماء، وخطيبته الوفية جوان كلارك التى تقف مع هذا العقل الإستثنائى حتى النهاية، أسرار النازية كلها تظل مخفية فى "إنيجما" حتى يتم فك الشيفرة فيبدو الأمر، كما يقول تيرينج، وكأنك تتنصت على تليفون جوبلز، ورغم ذلك يصر تيرينج على أن يظل اكتشاف الشيفرة سرا، وينقل اللعبة كلها الى رجل المخابرات البريطانية ستيوارت منزيس، لكى يتم تسريب بعض المعلومات وحجب البعض الآخر، حتى لا يشعر الألمان بكشف الشيفرة فيغيرونها على الفور، الأسرار والأكاذيب تنافس الحقائق وتسير معها ذراعا بذراع، مما يمنح الدراما ثراء هائلا، لا شىء يثرى الدراما مثل هذه التناقضات.

لو نظرنا بصورة أكثر عمقا إلى الفيلم لاكتشفنا أنه ينقل فكرة الشيفرة الى مستوى معاملاتنا العلنية أيضا. فى أحد أجمل مشاهد الفيلم، يقول الطالب تيرينج لزميله الطالب كريستوفر إننا نمارس الشيفرة والتشفير فى كلامنا، نقول عبارات وكلمات بينما عقلنا مشغول بأفكار أخرى لانستطيع أن نعلنها، لقد تعامل الفيلم الذكى مع الشيفرة ليس فقط باعتبارها أداة لكسب الحروب عسكريا، ولكن ايضا باعتبارها إحدى آليات البشر للتعامل مع غيرهم، إنها جزء من طبيعتنا، ولعلها أحد أسباب صعوبة فهم الإنسان أو الحكم عليه، ذلك أن كل واحد يصنع شيفرته وأسراراه الخاصة، هناك شيفرات بعدد البشر بالمعنى الحرفى لا المجازى، شيفرات طبيعية لإخفاء ما نريد أن يبقى مستورا، وهذا بالضبط ما يقوله رجل البوليس الحائر الذى ساقه الفضول للشك فى تيرينج فخرج بأسرار أكبر عملية لفك الشيفرة فى الحرب العالمية الثانية، وبقضية مثلية جنسية، بعد أن اكتشف أن اللص الذى يتستر عليه تيرينج ليس إلا عشيقا شابا استضافه العالم الكبير فى بيته، وجد رجل البوليس نفسه أمام بطل قومى، ورجل يمارس اللواط فى نفس الوقت، أسرار معقدة جدا اجتمعت فى شخص واحد.

تأتلف الخطوط والأزمنة، لتقودنا الى وضع لا يقل غرابة عن بطلنا العجيب، نحن أمام عبقرى ساهم فى أن تكسب بريطانيا والحلفاء الحرب، وابتكر ما يمكن اعتباره أحد آباء أجهزة الكمبيوتر التى ستغير تاريخ البشرية، ولكنه أيضا رجل ارتكب ما يعتبره القانون جريمة بممارسة المثلية الجنسية، المشكلة الأكثر تعقيدا هى أنه لايستطيع إعلان ما عرفه المحقق عن دوره فى الحرب، لأن تيرينج تعهد بالسرية حتى الموت، فى النهاية سيحاكم تيرينج بتهمة اللواط، سيخيره القاضى بين السجن لمدة عامين، أو الخضوع للإخصاء الكيماوى عن طريق الحقن المنتظمة، يختار تيرينج الثانية، تزوره جوان كلارك، تحاول أن تحدثه عن دوره العظيم فى ابتكار الجهاز، تحاول أن تجعله يحل الكلمات المتقاطعة، يبدو منهكا وحزينا، تتركه وحيدا مع الآلة العملاقة كريستوفر، يبتسم وهو يشاهدها، يغلق النور، ويدخل الى حجرته، تقول عناوين النهاية إنه انتحر فى عام 1954.

العناصر الفنية

مثل برومثيوس عصرى، سرق تيرينج النار فدفع ثمن اختلافه، حصل على العفو بعد موته بسنوات طويلة، ينتهى الفيلم البديع على صورته مبتسما، وكأنه يزهو باختلافه الذى لولاه ما أنقذوا العالم، وكأنه يسألنا عما سنفعل لو شاهدنا شخصا استثنائيا، هل سنعترف بهذا الإختلاف أم سنطالبه بأن يقلدنا؟

عناصر الفيلم الفنية كانت كما هو متوقع فى مستواها الرفيع، المخرج مورتون تيلدوم يقود ببراعة ممثليه، ويتحكم مع المونتير ومؤلف الموسيقى التصويرية فى التأثير العاطفى الذى لا يصرفك عن التفكير والتأمل، ديكورات وملابس تعيد إحياء الأربعينات والخمسينات بدقة، وفريق مدهش من الممثلين الراسخين: بنديكت كيمبرباتش الذى قدم أداء استثنائيا استوعب كل تضاريس الشخصية وأعمارها ولفتاتها وسكناتها، دعابتها المرحة وآلامها العميقة، مشخصاتى من طراز رفيع سيحصد فيما أظن جوائز العام فى التمثيل، كييرا نايتلى فى دور جوان كلارك، كانت رائعة فى تجسيد شخصية فتاة عاشقة تحلم أيضا  بتحقيق ذاته، والإستقلال عن أسرتها، مشاهدها قليلة ولكنها مؤثرة، وخصوصا مشهد لقائها الأخير مع تيرينج فى منزله، وممثلون أخرون رائعون مثل مارك سترونج فى دور منزيس رجل المخابرات، وتشارلز دانس فى دور دينستون القائد العسكرى، وماتيو جود فى دور هيو ألكسندر العالم المشارك فى فك الشيفرة.

"لعبة المحاكاة" عمل احترافى يقدم درسا فى اكتشاف الدراما من قلب الحياة، ويقدم التحية للإنسان الفرد المختلف الذى يمكنه أن يغير التاريخ، وأن يحمل فوق كتفيه صخرة تفرده، ثم يدفع الثمن ببساطة، تاركا الآخرين يحلمون بفك شيفرته الإنسانية .. دون جدوى!

عين على السينما في

08.02.2015

 
 

ثاني أفلام أنجلينا جولي كمخرجة يعرض في الصالات المحلية

«لا يكسر».. حين تسامح الضحية جلادها

المصدر: علا الشيخ - دبي

لم يكن غاندي وحده من سامح جلاده، بل في جعبة التاريخ على ما يبدو أناس عاشوا بيننا قرروا في لحظات مصيرية أن يسامحوا جلاديهم، والسبب هو الرغبة في الاستمرار في الحياة مع طي صفحة سوداء مليئة بالدماء وبالضربات واللكمات وامتهان حقوق الإنسان والدوس على كرامته.

هذا ما حدث فعلاً مع لويس زامبريني البطل الأولمبي الأميركي الإيطالي الأصل، الشخصية الرئيسة في فيلم «لا يكسر» الذي أخرجته أنجلينا جولي، ويعرض حالياً في دور السينما المحلية، وهو من بطولة الممثل الانجليزي جاك أونيل، والممثل الياباني تاكاماسا اشايارا، ودومانال جلوسن.

الفيلم يبدأ مع زامبريني قائداً لطائرة قاذفة خلال الحرب العالمية الثانية، مبتهجاً هو ورفاقه مع كل قذيفة يطلقونها وتصيب الهدف المحدد، يعدهم بأنه سيحول المشهد الى ما يشبه شجرة العيد (الكريسماس)، ويفي بوعده، في الوقت الذي تصاب فيه الطائرة، ويبدو الموت قريباً جداً، لكنه يتشبث بالأمل من خلال العودة الى الذاكرة عندما كان طفلاً منبوذاً من مجتمعه، وهو ابن عائلة ايطالية قررت العيش في أميركا، يتعرض لاضطهاد أقرانه، يلقبونه بالايطالي وكأنها مسبة، يهرب بعيداً عنهم ليشرب السجائر ويحتسي الخمور، مشاكس في الكنيسة، يعلن أنه غير مؤمن بها، يتلقى الضربات من أبيه الذي طفح الكيل به ومن شكاوى الجيران من ابنه، يراقب أمه وهي تدعو ربها بأن يكون عوناً له، وهو يتحداها بأن يظل عاقاً ليثب لها، لكن وبلحظة هروب دائمة في الفيلم من الشرطة ينتبه له شقيقه الأكبر «بيت»، ويقرر أن يدربه على الجري، وينصاع زامبريني له، وتستمر اللقطات معه ويراه المشاهد وقد أصبح شاباً، يحضر نفسه للتنافس في أولمبياد 1936 التي نظمها النازيون الألمان في برلين، ويفوز بها، مستذكراً كلمات شقيقه «لحظة الألم تساوي عمراً من المجد».

تعود المشاهد الى الطائرة وهي تنجو بنفسها بعد خسارة بعض الرفاق الذين طالتهم رصاصات العدو في الجو.

هي لحظة النجاة، التي قوّت إيمان زامبريني واللجوء إلى الله لإنقاذه، مع رفيقه فيل المؤمن أصلاً، والذي يستغل كل لحظات الصفو كي يصلي، خصوصاً بعد أن جاءتهم أوامر أن يتجهوا فوراً الى المحيط لانقاذ رفاق لهم طافوا هناك، لكن طائرتهم تتعرض لهجوم شرس، تودي بهم في عمق البحر، لينجو من طاقم الطائرة زامبريني وفيل وماك، يستمرون في تحدي الموت 48 يوماً يفقدون خلالها ماك الذي بدا أنانياً وهم في عرض البحر، يأكل ألواح الشوكولاتة كلها غير آبه بالخطر الذي يحدق بهم، وصلوا الى مرحلة يأكلون الطيور نيئة، والأسماك وحتى القرش الصغير، ينتظرون المطر ليملأوا قواريرهم الفارغة، يؤكد عليهم زامبريني أن عليهم الاستمرار في الحديث كي لا يفقدوا انسانيتهم ولا أعصابهم، فيتخيلوا معه والدته وهي تطبخ الأكلات الايطالية الشهيرة، ويستمر الحديث، متخللاً بعضا من لحظات اليأس، خصوصاً عندما تحلق طائرات من فوقهم ولا تسمع نداءات استغاثتهم ولا الرصاصات الملونة التي يطلقونها في السماء، يلقون صديقهم ماك الذي تحول من أناني الى مخلص، خصوصاً بعد أن قضى على قرش كاد يهجم على زامبريني، هي اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت، والتي تمنح ليكون الانسان أقرب الى الخير، يلقونه في البحر، ويظل زامبريني وفيل ينتظرون مصيرهم وقد مضى على وجودهم 48 يوماً.

من المنصف قبل التطرق الى المرحلة الثانية من الفيلم المرور على الحالة الفنية المتجسدة بأداء يستحق التنافس على الأوسكار للممثل الانجليزي جاك أونيل الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، وقدم فيه دور زامبريني.

في آخر ليلة لهما في عرض البحر يفتح زامبريني عينيه ويوقظ صديقه فيل، ويقول: «لدي خبران، أحدهما سار والآخر سيئ»، ليدرك المشاهد أن الخبر السار أنهما أصبحا قريبين من اليابسة، والخبر السيئ أنهما باتا أسيري حرب في يد القوات اليابانية، ويفترق الرفيقان.

بين البحر ومخاطره، وبين يد القوات اليابانية التي تعتبر الأسرى حسب قائدهم (ويتناب) أعداء، ويجب معاملتهم على هذا الأساس، بعيداً عن كل المواثيق التي تجبر الطرف الآسر بمعاملة الأسرى حسب القوانين الدولية، لكن في لغة الحرب والدم والانتقام، تذهب كل هذه المواثيق كغبار ينثر في الجو، الروح العدائية للقائد الياباني تجاه زامبريني تحديداً كانت طاغية من أول لقاء معه، هو يعلم الصفة التي يحملها قبل صفة ضابط وقائد طائرة، هو عدّاء أولمبي، هو نفسه الذي كان يطمح يوماً ما بأن يشارك في أولمبياد طوكيو، كان يحلم بزيارة اليابان، والتنافس مع عدّائيها الأشاوس، لكنه لم يكن يعلم أن حلمه سيتحقق لكن بصفة أسير، وهذا ما قاله صديقه «انتبه لما تتمناه عزيزي».

لقطات كثيرة لها علاقة بطريقة التعذيب، كل يوم وكل لحظة، وبطلها دوماً زامبريني، كسر الذات، والضرب، والحرمان من الأكل، والأعمال الشاقة، كلها كانت مع كل أسير في هذا المعتقل الذي اعتبر قائده بعد انتهاء الحرب مجرم حرب ملاحقاً لأنه ظل مختبئاً.

مجرم الحرب هذا تمت مكافأته بترقيته، وارساله الى مكان آخر، قبل ذلك حاول أن يستميل زامبريني لينقلب على وطنه أميركا، من خلال اعطائه فرصة في التوجه برسالة الى عائلته ليؤكد لهم أنه على قيد الحياة، وبعدها قدم المذيع له ورقة ليقرأها، كانت عبارة عن اعترافات لزامبريني على وطنه أميركا، رفض زامبريني قراءتها مع أن في ذلك خلاصه من القائد الياباني، ووعد بعدم عودته الى المعتقل، هنا تحديداً تظهر قيمة المواطنة، التي لها علاقة بالمشهد الأول الذي ظهر فيه زامبريني كطفل ايطالي منبوذ من أقرانه الأميركيين.

ظل زامبريني أسير حرب لأكثر من سنتين، وأسير القائد الياباني «واتناب» في المدة نفسها، فبعد ترقيته استلم معتقلاً أكثر قسوة، فيه منجم للفحم، نقل بعدها زامبريني ورفاقه الى هناك، بعد تقدم قوات التحالف ضد هتلر الى منطقة قريبة منهم، في هذا المشهد تحديداً وفي طريق الانتقال، تتغير النظرة تماماً في عين زامبريني، وهو يمشي الى جانب جثث مدنيين، من نساء وأطفال، تشعر بنظرته وقد تاهت، وتقييمه للأمور اختلف، وكأنه يقول «هؤلاء ليسوا أهدافنا».

يصل الى المعتقل الجديد ويقابل واتناب مرة أخرى، ويعيد عليه «أهلاً بالسجناء الجدد، التابعين لقوات أعدائنا، سنعاملهم على هذا الأساس» وتبدأ رحلة جديدة من التعذيب المقرون بكل ما له علاقة بكسر الارادة والإنسان.

تنتهي الحرب، ويختفي واتناب، ويتحدث نائبه الى السجناء، مؤكداً بداية صفحة جديدة بين البلدين، وطي صفحة الظلام، ويطلب منهم الاستحمام، يعتقدون أنه الموت الجماعي، لكنهم ينظرون الى السماء فيرون طائراتهم تحلق فوق رؤوسهم.

في هذه اللحظة، وبعد تعرض زامبريني لضربة قاسية على قدميه بأمر من واتناب، لا يفكر إلا في رؤيته، يهرع الى مكتبه فيجده خالياً، فقد هرب ببساطة، يجلس على أرض الغرفة وينظر حوله فيجد صورة لأب مع طفله. ينتهي الفيلم مع زامبريني الذي عاد بطلاً الى بلاده وحضن عائلته، بطلاً في حرب هي الأشرس على مر التاريخ، فيلم من خلاله تستشعر روح أنجلينا جولي الانسانة وليس الفنانة فقط تجوب في كل مشهد، ومع كل حوار، فهي كما صرحت «البعد الأعمق لهذه القصة هو مسألة الإيمان. إنّها تلك القدرة على فتح أعيننا لنرى أنّنا لسنا وحدنا بل نتغذّى من حب العائلة والأخوّة والإنسانية. تلك القدرة على إيجاد القوة في ذواتنا وصولاً حتى الموت من أجل ما نؤمن به». الفيلم ينتهي هنا، لكنه يكمل حكاياته عبر صور حقيقية لأبطال الحكاية، على رأسهم زامبريني الذي توفي أخيراً، واستطاع مشاهدة الفيلم قبل عرضه عالمياً، وهو يضيء الشعلة الأولمبية في طوكيو، مؤكداً أنه ذهب الى هناك ليبحث عن جلاديه، وحاول مقابلة واتناب، لكن الأخير رفض، كان يريد أن يقول له، حسب تعبيره،

«إن العفو أهم بكثير من الانتقام». الحرب العالمية الثانية وكل ما حدث فيها من ويلات، والكثير من القصص التي على ما يبدو لم تُروَ بعد، قررت أن تطوي صفحتها المليئة بإجرام لم يسبقه إجرام، بأن تسامح، وتصفح، وتتفق، حكايات تعطي الأمل نوعاً ما بما يجري في بعض الأقطار العربية التي تنزف الدم كل يوم، بأنه سيأتي يوم وتنتهي كل هذه الويلات التي تبعد عن الحرب العالمية الثانية عشرات السنين.

فالطبيعي أن كل المظلومين يريدون الانتقام يوماً ما، ولكن أمراً واحداً سيخلده التاريخ، هو أن يقرر المظلوم العفو عن المجرم الذي مرّ بحياته يوماً ما.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

08.02.2015

 
 

The Imitation Game  

عبقري الشيفرة والرياضيات الذي نبذه المجتمع

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

موسم افلام السِيَر الذاتية مستمر في لبنان، فبعد سيرة العداء الاولمبي لويس زامبريني التي اخرجتها انجلينا جولي في Unbroken، وسيرة الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ التي قدمها المخرج جيمس مارش في شريط The Theory Of Everything (ابتداءً من الاسبوع المقبل في صالاتنا)، نتابع هذا الاسبوع سيرة ثالثة بعنوانThe Imitation Game.

هي قصة صنفت سرّية لمدة 50 عاماً وبطلها عالم الرياضيات والشيفرة البريطاني وعبقري جامعة كامبريدج ألن تورينغ الذي كلفته الحكومة البريطانية عام 1940 تأليف فريق مهمته فك رموز آلة الشيفرة الالمانية الشهيرة باسم انيغما. رغم معارضة فريقه، يصرّ هو على اختراع آلة جديدة لهذه المهمة أطلق عليها اسم كريستوفر والتي يُعتبر الكومبيوتر اليوم حفيدها. لكن رغم أن تورينغ اعتبر بطلاً وطنياً كشف اسرار النازيين خلال الحرب، ورغم كونه سابقاً عصره، وعبقري المعلوماتية ووالد بدايات الكومبيوتر، ورغم ارتباطه بالعالمة ضمن فريقه جوان كلارك (كييرا نايتلي)، حكم عليه بالاخصاء الكيميائي عام 1950 لأنه كان مثلي الجنس، مما دفعه الى الانتحار بعد عامين هرباً من الاذلال الذي تعرض له في مجتمع كان شديد التزمت في تلك الحقبة.

قصته المأسوية هذه يستعيدها المخرج النروجي مورتن تيلدوم في شريط The Imitation Game عن سيناريو لغراهام مور مقتبس بدوره من سيرة ألن تورينغ Alan Turing: The Enigma التي كتبها استاذ الرياضيات اندرو هودجز. شريط يعرض ثلاث مراحل مأسوية من حياة تورينغ (طفولته، وعمله في المركز السري بلتشلي، ومشكلاته مع الشرطة التي تكتشف مثليته فتشهر به ويحكم عليه بالاخصاء الكيميائي) وقد تميّز باخراجه الرصين والمتحفظ والكلاسيكي، وايقاعه الشبيه بسباق مع الوقت في جزءيه الاولين، واداءاته القوية.

مع صوت الراوي الذي نظنه يكلمنا، فاذا به يرد على استجواب محقق شرطة، ينطلق الفيلم الذي يأسرنا منذ بداية قصّه علينا حوادث ممزوجة بالواقعية والمحطات التاريخية والعلمية والانسانية والاجتماعية والمأسوية. حوادث تجعلنا نلهث مع ايقاع جاسوسي حربي، قبل أن ترفع لواء الدفاع عن الحرية الشخصية وحق الاختلاف، فترسم لنا "بورتريه" مؤثر لشخصية والد المعلوماتية الذي اضطهد بسبب اختلافه ومثليته.

من خلال مونتاج متقن يربط الماضي بالحاضر، وصورة جميلة وموسيقى مؤثرة وحوارات قوية، نتابع شريطاً حاول قدر المستطاع تكريم ذلك العبقري الذي رحل باكراً ومحطماً وجريمته الوحيدة أنه أحب. لكن رغم ذلك، الفيلم لم يغرق في متاهات اتهام مجتمع متزمت ضد المثلية في ذلك الزمن. ايضاً طرح الفيلم بعض التساؤلات حول اجهزة الكومبيوتر والمعلوماتية والافكار الانسانية، بأسلوب غير معقد.

أما ابرز مقومات قوة الفيلم فهي حتماً الاداءات القوية وهذا التفاعل بين عدد من شخصيات تتعرّض لضغوط نفسية مرهقة في حقبة من الخوف والحذر والخطر. وابرز هذه الشخصيات، الممثل البريطاني الموهوب بنديكت كومبرباتش الذي برع في تأتأته الخفيفة وتعابير وجهه المموهة ووقفته، في تركيب شخصية غير اجتماعية ومخنوقة بالاسرار، كان يعتبرها الجميع اشبه بآلة خالية من العواطف، فاذا به ينجح في اظهار ابعادها النفسية ومزجها ببعض الانسانية. دوره هذا يحمل اليه ترشيحاً للاوسكار، وقد يجعل ليوناردو دي كابريو يندم لأنه تخلى عن الدور الذي عرض عليه اولاً.

بدورها كييرا نايتلي تؤدي باحساس كبير دور جوان كلارك عالمة الرياضيات التي شاركت في مهمة فك اسرار انيغما وارتبط بها ألن تورينغ كتمويه يسمح له باخفاء انجذابه نحو الرجال. والطريف ان كييرا اضطرت الى أخذ دروس في الرياضيات مع احد المهندسين، لكنها اعترفت بأنها لم تفهم كل النظريات العلمية في الشريط، وشعرت وكأنها عادت الى المدرسة خلال تلقيها تلك الدروس.

النهار اللبنانية في

08.01.2015

 
 

جونز: لم يكن فيلم الكاوبوي صعباً عليّ فلديَّ بالفعل مزرعةً وماشية!

ترجمة: عادل العامل

كانت دراما نهاية الأسبوع، " رجل البيت The Homesman "، قوية، و منثورة بلحظات موجزة من الصراحة الكوميدية. بكلمات أخرى، هي أشبه بالحديث مع نجم الفيلم و مخرجه تومي لي جونز، الذي نلخّصه أدناه.

إن معظم القصص المكتوبة حول السينمائي الفائز بالأوسكار و البالغ من العمر 68 عاماً تصبح حتماً حول عملية محاولة إجراء مقابلة مع الممثل السريع الانفعال على نحوٍ مشهور ــ الأمر الذي برهن على أنه مهمة مخيفة منذ أن اشتُهر على مدى ثلاثين سنة مضت. و قد قضى الكثير من عمله المهني يقوم بدور رجال هادئين لا يضيقون ذرعاً بالحمقى، و هي ميزة يساهم بها في الارتقاء بأفلامه، أيضاً.

و يؤشر الفيلم المذكور آنفاً لجهده الإخراجي السينمائي الثاني، بعد فيلم " مدافن ميلكوَيديس أيسترادا الثلاثة " عام 2005، و هو أيضاً من أفلام رعاة البقر. و قد أُرسلت إلى جونز نسخة من رواية غليندون سورآوت لعام 1988 بالعنوان نفسه من قِبل صديقه، المنتج مايكل فيتزجيرالد، الذي فكر بأن جونز يمكن أن يستجيب بحماسة للمادة المتّسمة بالشجاعة. و فيتزجيرالد يعرف صاحبه جيداً. " و قد فكرتُ بأننا يمكن أن نعمل سيناريو منه، سيناريو يتّسم ببعض الأصالة. وحيواتنا، بطبيعة الحال، بحث لا ينتهي أبداً عن أي شيء يشبه الأصالة".

وتحكي الرواية، التي هي فيلم الآن، قصة امرأة وحيدة، ماري بي كودي، تعيش في بلدة صغيرة على الحدود الغربية في ثلاثينات القرن التاسع عشر. و كودي، الصلبة و المصممة، موضع سخرية لكونها " بسيطة كعلبة صفيح "، و لا أحد من الرجال يرغب في الزواج منها. وتُخزيهم جميعاً، مع هذا، حين تتقدم لتقوم بما لن يقوموا به هم : إذ تتطوع لترشد ثلاث نساء شابات، حطّمهن المرض و سوء المعاملة على أيدي أزواجهن، لتعودن إلى الشرق، حيث يمكن أن تتعافين.

وفي مقابلة حديثة مع صحيفة نيو يورك تايمس، قال جونز إن Homesman " فيلم يدور حول تاريخ نساء في أسرتي ". و ينتقل ليوضح بيانه خلال تحدثه لموقع " أفلام ياهو " بينما ما يزال يؤكد على أهمية سياسة الفيلم المتعلقة بالجنسين : " أعتقد بأن هناك قليلاً من سوء الاقتباس، أو في الأقل تضليل. فقد كنت ببساطة أبيّن أنها قصة امرأة، و هو ما جعلها أصيلة ــ وأنا لدي اهتمام بالنساء. فجدتي، و أمي، و زوجتي، و ابنتي جميعاً أشخاص عرفتهن، و هن نساء بالطبع. و أنا مهتم بحالهن و حال أي شخص آخر. و ذلك جزء من أصالة هذا التعهد. و كنت سعيداً حين وجدت القصة ".

وإحدى أهم النساء اللواتي يعرفهن في حينه هي هيلاري سوانك التي يتم تحويلها في الدور، حيث تجسّد شخصية كودي الهزيلة القوية، التي تضع يأسها جانباً و هي تقود عربتها ذات الحصان عبر البلاد الصخرية الخطرة. و مكان الأداء، يقول جونز، نتيجة لقدر كبير من العمل الصعب

و يوضح جونز قائلاً " لم يكن لدى هيلاري قدر من الخبرة مع الخيل أو البغال أو العربات أو المحاريث ــ و عملت مع ذلك طوال اليوم، كل يوم. و إذا كنتَ تتوقع أن يمضي معظم الممثلين أو الممثلات إلى عربتهم، و أن يدرسوا مسالكهم أو يضعفوا بطريقةٍ أو أخرى، فإن هيلاري ستمضي مباشرةً نحو حصانها أو نحو البغال و العربة. و لم يكن لديها يوم خالٍ من العمل. و لهذا كنت متأثراً جداً بهذا، و لم أكن مندهشاً من رؤيتي لها تعمل بذلك الجد، أيضاً ". 

 عن: Yahoo Moviesn

المدى العراقية في

08.01.2015

 
 

'نظرية كل شيء' صدام العبقرية بالتراجيديا الإنسانية

العرب/ أمير العمري

المخرج مورتن تيلدوم يقدّم صورة مرثية لحياة عالم الطبيعة ستيفن هوكينغ ومعاناته مع المرض، وهي معاناة مستمرة حتى اليوم.

بعد أن قدم لنا مورتن تيلدوم في فيلم “لعبة المحاكاة” حياة ومعاناة عالم الرياضيات الأنكليزي آلان تورينت، الذي تمكن من ابتكار جهاز لاختراق الشيفرة الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، يقدم فيلم “نظرية كل شيء” صورة مرثية لحياة عالم الطبيعة ستيفن هوكينغ ومعاناته مع المرض، وهي معاناة مستمرة حتى اليوم.

ستيفن هوكينغ هو العالم المشغول منذ أن التحق بجامعة كمبريدج عام 1963، بموضوع أصل الكون، في علاقة الثقب الأسود بالزمن، وتفسير أصل الأشياء، وهل هناك حدود للعالم؟ أم أن العالم متحرر أصلا من حدود الزمن؟ وهو ما يطرحه بالفعل من خلال نظريته التي أدهشت العالم في كتابه “تاريخ الزمن”.

يصوّر الفيلم الذي كتب له السيناريو أنطوني مكارتن، عن الكتاب الذي تروي فيه جين وايلد هوكينغ ذكرياتها بعنوان “الرحلة إلى اللامنتهى: حياتي مع ستيفن”، الفترة الأولى من حياة هوكينغ في كمبردج، ونبوغه الذي لفت أنظار العلماء من أساتذته في الجامعة. كما يتوقف بشكل خاص أمام علاقته العاطفية التي تبدأ مع جين وايلد، وهي العلاقة التي ستستمر تلعب دورا كبيرا في حياته حتى يومنا هذا.

لقاء ستيفن وجين، يبدو لقاء ساحرا، بين شاب وفتاة، يكتشفان من اللحظة الأولى كيمياء خاصة بينهما، تجعل الارتباط أمرا لا مناص منه، حتى بعد أن يسقط ستيفن ضحية لمرض يصيب الجهاز العصبي، ويؤثر بشكل مدمّر على حركة عضلات الجسم، فيصبح تدريجيا عاجزا عن السير، تأتيه جين بمقعد متحرّك للمعاقين، يصبح مكتوبا عليه أن يبقى فوقه طيلة حياته.

ورغم ما يقوله الأطباء لجين من أن ستيفن أمامه فقط عامان في الحياة، إلاّ أنها تصرّ على الزواج منه، وتنجب منه ثلاثة أبناء، وتستمر في رعايته لسنوات رغم انشغالها أيضا في إعداد رسالة الدكتوراه الخاصة بها في مجال يختلف تماما عن مجال العلوم الطبيعية، فرسالتها عن الشعر الإسباني في القرون الوسطى.

البطل الأول في الفيلم يكمن في ذلك التصوير السينمائي الأخاذ، بفضل براعة مدير التصوير الفرنسي بينوا ديلوم

من الممكن القول إن البطل الأول في هذا الفيلم يكمن في ذلك التصوير السينمائي الأخاذ بفضل براعة مدير التصوير الفرنسي بينوا ديلوم، فهو ينجح في الانتقال من مرحلة الرومانسية الناعمة في الجزء الأول من الفيلم، بألوانها الدافئة وإضاءتها الناعمة، إلى الطابع الداكن المليء بالظلال تدريجيا مع تدهور الحالة الصحية لستيفن، وانعكاسها على حياته مع جين، التي تصل إلى ذروتها بعد أن يزداد الاعتماد كثيرا على مساعدين من الخارج.

ما يحدث أن جين تجد تعويضا نفسيا لها عن الإرهاق العصبي والنفسي، الذي يبلغ ذروته بعد ما يحققه هوكينغ من نجاح مع نشر نظريته عن الزمن، وانتقاله لعرض نظريته في أميركا وما يحوطه من أضواء الإعلام، ثم الحصول على تكريم رسمي من ملكة بريطانيا، وذلك في تلك العلاقة التي تقيمها جين بحذر، مع “جوناثان” مدرب الكورال في الكنيسة الذي يصبح راعيا لستيفن، ويتحوّل تدريجيا بسبب إهمال ستيفن لأولاده، إلى الأب البديل، ومن ثمّ إلى الزوج البديل أيضا.

لكن ستيفن نفسه، كما نرى في الفيلم، يميل أيضا بمشاعره إلى “إلين مايسون” المرأة التي تأتي لرعايته وتدريبه على التأقلم مع العيش، بعد أن يفقد قدرته على النطق نتيجة عملية فتح ثقب في القصبة الهوائية وتركيب أنبوب للتنفس من خلاله، لإنقاذ حياته بعد أن أصيب بالتهاب رئوي حاد.

هناك لقطة مميزة كثيرا في الجزء الأول من الفيلم، عندما يلتقي ستيفن وجين، يرقصان معا ويتبادلان القبلة الأولى، تحت أضواء متلألئة في الليل، فالكاميرا تبتعد قليلا ثم ترتفع إلى أعلى تدريجيا إلى أن نرى البطلين من زاوية مرتفعة يدوران في فضاء يحلق فوق المدينة بأسرها.

وهناك مشهد آخر يلخص بعد ذلك، الحالة الجسدية لستيفن هوكينغ، وعجزه عن التعامل بطريقة طبيعية مع جسده، بل واحتياجه الحاسم للمساعدة. فهو يشعر بأنه يعجز عن تناول الطعام بسبب ضعف عضلات يديه وأصابعه، بعد أن كاد يختنق بسبب عجز عضلات البلعوم عن ابتلاع الطعام، فيهرول متعثرا نحو السلم الداخلي للبيت، يريد أن يصعد إلى غرفة النوم، لكنه يتعثر على السلم، ويحاول أن يزحف بصعوبة، وهنا يظهر طفله الصغير يزحف في أعلى السلم يتطلع إليه في دهشة بعينيه البريئتين.

الطفل لا يمكنه أن يفعل شيئا لمساعدة والده، والأب يجد نفسه عاجزا أمام طفله الذي يحبو. ويدير ستيفن وجهه إلى الجهة الأخرى، ليتطلع خلسة وكأنه يستغيث استغاثة صامتة، نحو جين التي مازالت تجلس في غرفة الطعام، تشارك الضيوف الأكل، غير مدركة في البداية لما يحدث بالضبط فوق السلم الداخلي، إلى أن تنتبه إلى عجز ستيفن عن صعود السلم فتهرع لمساعدته.

العبء الأكبر في تجسيد هذه الدراما الإنسانية المثيرة، يقع تحديدا على عاتق الممثلين، وخاصة اللذين قاما بالدورين الرئيسيين

ما يحدث أن ستيفن لا يموت بعد سنتين كما تصوّر الأطباء، بل يستمرّ في الحياة حتى الآن مع كثير من التدهور الصحي، لكن التقدم العلمي يساعده على اجتياز الكثير من المواقف العسيرة، فهو مثلا يستخدم جهازا إلكترونيا لكتابة الكلمات التي يودّ التعبير عنها، هذه الكلمات تظهر على شاشة مثل شاشة الكومبيوتر، مرتبطة بالكرسي المتحرك، ثم يضغط على أحد الأزرار لكي تتحول الكلمات التي يكتبها بمعدل أربع كلمات في الدقيقة، إلى كلمات مسموعة بصوت الجهاز.

وفي أحد المشاهد يعقد ستيفن مؤتمرا صحفيا يجيب خلاله على أسئلة الصحفيين باستخدام هذه الطريقة.

ويستمرّ هو في الوقت نفسه، في العمل على نظريته الخاصة بتفسير كل شيء، أي نظرية كل شيء، يختصر السيناريو الكثير من الأحداث والوقائع الحقيقية في حياة ستيفن هوكينغ، ويتوقف طويلا أمام العلاقة بينه وبين جين، وكيف تتحوّل من علاقة حب جارف إلى صداقة مستمرة في كل الظروف، وكيف أنهما يرتبطان بفهم وتفاهم عميقين رغم اختلاف أفكارهما؛ بين ستيفن الملحد، وجـــين التي تتمســك كثيرا بالقيم المسيحية.

من أجل كسر رتابة السرد، يلجأ المخرج ديفيد مارش حينا إلى استخدام ما يعرف بالفوتومونتاج، أي المشهد الذي يلخص بعض التفاصيل والمواقف، ويربط بينها ويشير إلى تعاقب الزمن، ويلجأ حينا آخر إلى بعض اللقطات الدخيلة المتخيلة التي تتداعى من وعي ستيفن.

كما نرى، مثلا في حديقة قصر باكنجهام عندما يتخيل ستيفن أنه يلهو مع رجل وابنه في الحديقة، مقعده المتحرك يدور معهما ويتحرك في حركات دائرية (بالحركة السريعة)، أو عندما يتخيل وهو على المنصة في المؤتمر الصحفي، أنه ينهض ويهبط درجات المنصة، لكي يلتقط قلما سقط من فتاة تجلس أمامه في الصف الأول.

ولاشك أن العبء الأكبر في تجسيد هذه الدراما الإنسانية المثيرة، يقع تحديدا على عاتق الممثلين، وخاصة اللذين قاما بالدورين الرئيسيين.

يؤدي الممثل إيدي ردمين دور ستيفن هوكينغ ببراعة ملفتة، تجعله أحد أبرز الممثلين الذين قاموا بالأدوار الرئيسية في سينما 2014.

من أجل كسر رتابة السرد، يلجأ المخرج ديفيد مارش حينا إلى استخدام ما يعرف بالفوتومونتاج، أي المشهد الذي يلخص بعض التفاصيل والمواقف

إنه لا يبالغ في انفعالاته، بل يميل إلى الهدوء ويؤدي باستخدام العضلات المنقبضة لليدين، والالتواء الواضح في القدمين، والانحناءة الثابتة أثناء السير في البداية ثم العرج، والرأس التي تميل على كتفه، كما يعبر بعينيه، بالابتسام والتحديق والتأمل والتطلع الصامت، عن المشاعر التي لا يمكنه التعبير عنها بالحديث.

ومن جهة أخرى تبرع فليستي جونز في دور جين، الحبيبة والصديقة التي تشعر أنك تعرفها وأنك رأيتها من قبل، لكن ظهورها لأول مرة في الفيلم يجعلها مثل الضوء الذي يبزغ ولا يفارق الشاشة أبدا.

إن أداء هذه الممثلة ينتقل ما بين الكثير من الرقة والثقة، القوة والاعتزاز بالنفس، الضجر المكتوم والتمرد والرغبة والغيرة والإحساس في الوقت نفسه بالمسؤولية. ولاشك أن مستوى الأداء هنا سينجح في أن يطرق بقوة باب الأوسكار.

العرب اللندنية في

09.01.2015

 
 

الأربعاء 07-01-2015 16:56 | 

آن هاثاواي تنصح مقدم حفل الأوسكار: «كن عفويا»

كتب: ريهام جودة

وجهت الممثلة الأمريكية، آن هاثاواي نصيحة إلى زميلها الممثل الكوميدي، نيل باتريك هاريس، الذي اختير ليكون المقدم الرئيسي لحفل الأوسكار في دورته الـ78 المقررة في 22 فبراير، بأن يفعل عكس كل مافعلته عام 2011 حين قدمت حفل توزيع جوائز الأوسكار، وأن يكون طبيعيا وعفويا.

وكانت «آن» تعرضت وزميلها جيمس فرانكو لانتقادات حادة واتهامات بالتصنع، عند تقديمها لحفل الأوسكار قبل 4 أعوام.

مسؤولو حفل الأوسكار الـ87 متخوفون من ملل المتابعين وقلة شعبية مقدمه

كتب: ريهام جودة

أبدى أعضاء فى الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما المانحة لجوائز الأوسكار تخوفهم من أن يفقد حفل توزيع الجوائز فى دورته الـ87 فى 22 فبراير المقبل اهتمام الجمهور ويصيبهم بالملل، وربما يفضلون مشاهدة مسلسل رعب مثل The Walking Dead عن متابعة الحفل تليفزيونيا، وفقا لما ذكرته مصادر من داخل الأكاديمية لمجلة هوليوود ريبوتر.

وأشارت المصادر إلى أن حفل العام الماضى حفل بالعديد من نقاط الجذب والمتابعة بسبب قوة المنافسات الجانبية بين المرشحين، فبخلاف الصراع الرئيسى بين المرشحين الخمسة لجائزة التمثيل، كانت هناك صراعات جانبية بين أقواهم، مثل ليوناردو دى كابريو الذى كان يتصارع مع زميله ماثيو ماكونهى على جائزة أفضل ممثل عن فيلميهما The wolf of Wallstreet وDallas club buyers، خاصة أن دى كابريو كان قد رشح عدة مرات بالجائزة وكاد أن يحملها فى يده، إلا أن ماكونهى انتزعها منه.

إلى جانب وجود عدة منافسات جانبية بين الأفلام المرشحة، عكس هذا العام الذى يصعب خلاله المراهنة على عمل بعينه، خاصة أن الأفلام المرشحة هذا العام والتى سيعلن عنها قريبا تبدو فنية وغير جماهيرية أكثر من المعتاد.

كما أن المرشحات لجوائز التمثيل هذا العام لسن فى جاذبية اسم جنيفر لورنس، التى رشحت العام الماضى عن فيلم American Hustle، وتعد أقوى الممثلات تأثيرا خلال العام الماضى بعد تحقيقها 700 مليون دولار عن آخر أفلامها The Hunger Games.

أيضا يسود القلق داخل الأكاديمية بسبب المقدم الرئيسى للحفل الممثل الكوميدى نيل باتريك هاريس لقلة شعبيته مقارنة بمقدمة الحفل العام الماضى المذيعة إيلين ديجينريس، التى لها 37.2 مليون متابع على صفحتها بموقع تويتر، بينما يصل عدد متابعى هاريس إلى 12.6 مليون متابع فقط.

وزاد تقديم ديجينريس للحفل العام الماضى من متابعته، بعدما قامت بعدد من المواقف الطريفة، مثل طلب أوردر للبيتزا، قامت بتوزيعه على الحضور من المشاهير، الذين ظهر عدد كبير منهم وهو يلتهم قطع البيتزا معبراً عن جوعه، مثل براد بيت وأنجلينا جولى.

كما التقطت ديجينريس صورة سيلفى أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى، بعدما حققت خلال ساعتين مليون إعجاب ومشاركة عبر موقع تويتر، وجمعتها بعدد من الممثلين الأمريكيين منهم جوليا روبرتس وبراد بيت وأنجلينا جولى وميريل ستريب ولوبيتا نيونجو وجيرد ليتو، وتسببت الصورة فيما بعد فى انتشار حمى التصوير بطريقة السيلفى فى العالم كله حتى بين السياسيين ورجال الدين، وصولا للأشخاص العاديين.

إضافة إلى عدم وجود أغانٍ لافتة قدمت داخل الأفلام التى سترشح للجوائز وكانت خبطات غنائية كبيرة مثل أغانى فيلم الرسوم المتحركة Frozen التى حققت نجاحا مدويا العام الماضى، وفازت بأوسكار أفضل أغنية لفيلم وأفضل موسيقى.

وأشارت مجلة هوليوود ريبورتر إلى أن إدارة الأكاديمية قررت تخصيص 5.5 مليون دولار للدعاية الإعلامية فى مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة عن الحفل حتى موعده 22 فبراير المقبل.

المصري اليوم في

09.01.2015

 
 

مأخوذ من مسرحية بنفس الاسم

«إلى داخل الغابة».. أداء ميريل ستريب هو الحكاية!

«الى داخل الغابة» تكاد تكون ميريل ستريب وحدها القادرة على جعلك تنتظر نهاية الفيلم، تشدك من مشهد الى مشهد، تلهيك، وتحتاج الى انتباهك، هي ببساطة القوة الكبيرة في الفيلم، واختيار المخرج لها هو الذكاء في حد ذاته، لكن الفيلم الموسيقي الذي يعرض في دور السينما المحلية، من اخراج روب مارشال، وبطولة عدد من النجوم منهم جوني ديب، وايميلي بلانت، وآنا كندرك، وكريس باين، وعلى الرغم من أداء ميريل ستريب الساحر، في دور الساحرة الشريرة، لم يستطع مسك زمام القصص الأربع، بسبب غياب الحبكة المغرية

يدور الفيلم، المأخوذ من مسرحية عرضت في الثمانينات وحملت العنوان نفسه، حول القصص الخيالية للأطفال «سندريلا» و«ذات الرداء الأحمر» و«جاك وشجرة الفاصولياء» و«رابونزل»، لكن بمعالجة مختلفة ونهايات متعددة، يراد لها ان تتلاءم مع الواقع ولو قليلاً، ومع ان الفيلم يعد من حيث المدة طويلاً، فقد تعدى الساعتين، الا أنه استطاع بموسيقاه وبأداء ستريب الخاص دائماً ان يكسر طول المدة ويخلق شعوراً لدى البعض بضرورة اكماله للنهاية.

يبدأ الفيلم بعبارة «آي ويش»، وهي تعني التمني، وتدور الكاميرا حول شخصيات الفيلم الرئيسة وتنقل أمنياتهم، فـ«سيندريلا» تتمنى حضور حفلة الأمير، وذات الرداء الأحمر تتمنى الوصول الى جدتها قبل مغيب الشمس، وجاك وشجرة الفاصولياء، يتمنى هو وأمه ان تدر بقرتهما البيضاء الحليب، أما رابونزل فيتمنى هو وزوجته انجاب طفل، ومن الواضح ان كل هذه الأمنيات مقرونة بموافقة الساحرة الشريرة التي ألقت على الزوجين تعويذة سحرية لها علاقة بانتقام قديم.

الفيلم لغته الموسيقى في ايصال فكرته مع أشعار غنائية، وهذا يعود بنا الى تجربة فيلم «البؤساء» بنسخته الموسيقية، وفيلم «شيكاغو»، وغيرهما، لكن مشكلة الفيلم أنه غير موجه لفئة عمرية محددة»، موضحاً الطفل لن يستمتع به بسبب وجود مشاهد لا تتلاءم مع عمره، والمراهق لن يتطلع الى هذه النوعية من الأعمال التي لن تلبي طموحه، حتى محبو السينما بشكل عام لن يستطيعوا تصنيفه اذا ما كان فيلم مهرجانات أو فيلماً تجارياً.

في المقابل تستفزك بعض الشخصيات في الفيلم التي كانت ثقيلة على محتوى الفيلم الموسيقي الذي يجب ان يكون أكثر سلاسة، فشخصية الخباز، وشخصية الطفلة ذات الرداء الأحمر، حسب كثيرين، لم تكونا قريبتين من القلب، في الوقت نفسه ترى ان زوجة الخباز، التي أدت دورها ايميلي بلانت، قدمت المختلف في تجربتها الموسيقية السينمائية الأولى، وكأنها شعرت ان الفيلم فيلمها. وهذا ما قاله فهد غيوان (30 عاماً) «استطاعت الفنانة ايملي بلانت ان تقدم دوراً استثنائياً، حيث يعد هذا الدور هو الأول من نوعه بالنسبة لبلانت في فيلم موسيقي، وايضا جيمس كورون، وشاريس باين.

طول مدة الفيلم وتشتت الفكرة النبيلة التي تراد منه، والجديدة على السينما من حيث اعادة القصص القديمة ودمجها مع بعض بعضاً، وربط الأحداث ضمن مواجهة عدو واحد، خلقت نوعاً من التململ.
الفيلم يحتمل الكثير من التأويل ويراهن على تحدي كل القصص التي تربينا عليها ونحن صغار، وتقديم الجديد حسب ما يتناسب والعصر.

النهار الكويتية في

09.01.2015

 
 

حياة ستيفن هوكنغ تتصدر قوائم الترشيح لجوائز بافتا

وكالات ـ «سينماتوغراف»

يحتل فيلم «نظرية كل الأشياء ـ Theory of Everything»الذي يتناول السيرة الذاتية للعالم الشهير ستيفن هوكنغ موقعا متقدما على قائمة الأفلام المرشحة لجوائز الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون بافتا، إذ رُشح الفيلم لأكبر جوائز المهرجان بما فيها جائزة أفضل فيلم.

كما رُشح إيدي ريدماين، بطل الفيلم الذي قام بدور الأستاذ الجامعي العبقري هوكنغ والنجمة فيليستي جونز، التي لعبت دور زوجته الأولى، لجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة.

ورغم عدم اكتمال تصنيف الأعمال المرشحة، حصل الفيلم الكوميدي «فندق بودابست الكبير»، على أغلب الترشيحات.

وحصل الفيلم الكوميدي وهو للمخرج ويز أندرسون على 11 ترشيحا حتى الآن بما في ذلك، ترشيح رالف فينيس لجائزة أفضل ممثل، إذ برع في أداء شخصية المشاغب.

أما الفيلم الأكثر تألقا بين الأفلام المرشحة للجوائز فهو «الرجل الطائر» والذي يتصدر القائمة مخلفا وراءه «نظرية كل الأشياء» الذي حصل على عشرة ترشيحات ليأتي بعده فيلم «لعبة محاكاة» الذي يحكي السيرة الذاتية لعالم الرياضيات آلان تورنغ والذي حصل على تسعة ترشيحات.

ورُشح بيندكت كامبرباتش لجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «لعبة محاكاة» الذي جسد فيه شخصية تورنغ بالإضافة إلى ترشيح كايرا نايتلي لجائزة أفضل ممثلة مساعدة في نفس الفيلم.

وتصُنف جوائز الأكاديمية إلى أربع فئات تتضمن أفضل فيلم التي رُشح لها أفلام «الرجل الطائر»، و«الصبا»، «فندق بودابست الكبير»، و«لعبة محاكاة»، و«نظرية أي شيء».

أما الفئة الثانية فهي أبرز الأفلام البريطانية، وتتضمن أفلام «71»، و«لعبة محاكاة»، و«بادنغتون»، و«كبرياء»، و«نظرية أي شيء»، و«تحت الجلد».

وتتضمن قائمة المرشحين لجائزة أفضل ممثل بيندكت كامبرباتش، ورالف فينيس، وجايك غيلينهال، ومايكل كايتون، وإيدي ريدماين.

ورُشحت لجائزة أفضل ممثلة آمي آدامز، وفيليسيتي جونز، وجوليان مور، وروزاموند بايك، وريز ويزرسبون.

وظهر في القائمة القصيرة للمرشحين لأفضل الممثلين البريطاني جاك أوكونيل، بطل فيلم«لم ينكسر» والبريطانية جوغو إمباثا رو، بطلة فيلم «بيليه».

ومن المتوقع أن تشتد المنافسة بين النجمين البريطانيين والنجم مايلز تيلر، بطل فيلم«ويبلاش»، والنجمة شالين وودلي، بطلة فيلم «العيب في أقدارنا»، بالإضافة إلى مارغوت روبي، بطلة فيلم و«ذئب وول ستريت».

ومن المقرر إعلان أسماء الفائزين بجوائز بافتا في إطار حفل تسليم جوائز الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون الذي يستضيفه ستيفن فراي في الثامن من فبراير المقبل.

أفلام الأبطال الخارقين تحصد جوائز الجماهير في نيويورك

وكالات ـ «سينماتوغراف»

حصدت أفلام البطولات الخارقة أغلب جوائز الجماهير بالولايات المتحدة. وكانت أفلام منها «كابتن أمريكا»و«الرجل الحديدي» و«الرجل الوطواط» الفائز الأكبر بجوائز الجماهير التي أعلنت الأربعاء الماضي.

تربعت أفلام التي تصور الأبطال الخارقين على عرش قلوب عشاق السينما، إذ نالت معظم جوائز الجماهير. وفاز الممثل روبرت داوني جونيور، بطل فيلمي «الرجل الحديدي-Iron Man»و«المنتقمون- Avengers »بجائزة أفضل ممثل سينمائي للمرة الرابعة على التوالي وجائزة أفضل ممثل في الأعمال الدرامية. وقال وهو يتسلم الجائزة – وهي تمثال من الكريستال – العبارة التي يرددها له ابنه الصغير: «أريد أن ألتهمك ولن تفلت مني». كما فاز الممثل كريس إيفانز، الذي يشارك داوني في فيلم «المنتقمون» ويلعب البطولة في فيلم «كابتن أمريكا» بجائزة أفضل ممثل في أفلام الحركة.

وقال إيفانز وهو يتسلم جائزته: «لا أفوز بالكثير لذلك هذا شيء رائع». وسلمت إيمي آدامز زميلها بن أفليك، الذي يشاركها بطولة فيلم «باتمان ضد سوبرمان – Batman vs Superman»جائزة العمل الإنساني وامتدحت جهوده في تقديم المساعدة ومحاولة تغيير السياسة في مسعى لتحسين أحوال الناس في شرق الكونغو.

وقال أفليك مازحاً وهو يتسلم الجائزة: «وصفت بأشياء كثيرة طيلة حياتي لكن لست واثقاً أن الإنسانية كانت من بينها»، مضيفاً، وهو يهدي جائزته لمبادرته الخاصة بشرق الكونغوالطريقة الوحيدة لمواجهة الأشياء المحزنة التي نراها والأشياء المروعة التي نراها هي عمل شيء يتسم بالرحمة في هذا العالم».

ويختار الجماهير الفائزين من خلال تصويت عبر الإنترنت في مسابقات تشمل السينما والتلفزيون والموسيقى. وكان حفل توزيع الجوائز الذي أقيم الأربعاء الماضي بمثابة افتتاح لموسم الجوائز السنوي في نيويورك، الذي يبلغ ذروته بالإعلان عن جوائز الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية «الأوسكار» في فبراير المقبل.

سينماتوغراف في

09.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)