كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

في دورتها الثانية والسبعين تعلن جوائزها يوم 11 يناير

ترشيحات «غولدن غلوب»:

عين على الشباك وأخرى على الأوسكار

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

كلينت إيستوود يروي في «القناص الأمريكي» سيرة «الشيطان الرمادي»

من حسام عاصي: لوس أنجليس – «القدس العربي»

القناص الامريكي الشهير، كريس كايل، كان يعرف في العراق باسم «الشيطان الرمادي»، في اشارة الى كبرى مدن الأنبار العراقية، المحافظة التي دفعت ثمنا باهظا في الارواح لتصديها الإحتلال الامريكي، الذي ساد منذ إجتياح الجيش الامريكي للعراق عام 2003 حتى انسحابه عام 2011. 

أما في أمريكا فهو يعتبر بطلا اسطوريا، حيث نال أوسمة عدة من الجيش وجوائز أخرى، وذلك لأنه كان أكثر القناصين فتكا في تاريخ الولايات المتحدة، اذ بلغ عدد ضحاياه 255 شخصا، وحسب تقارير رسمية كان مسؤولا عن قتل 160 عراقيا.

سيرة كايل الذاتية يسردها النجم الهوليوودي كلينت إيستوود في فيلمه الجديد «قناص أمريكي»، الذي يفتتح بكايل يقتل طفلا عراقيا كان يمشي باتجاه جنود أمريكيين حاملا قنبلة في يديه، ثم ننتقل لمشهد آخر نشاهد فيه كايل في الثامنة من عمره يدربه أبوه على الصيد بالبندقية. 

والد كايل يغرس في ابنه القيم الأمريكية المستقاة من المسيحية الأصولية، التي تقسم البشر لنوعين، أهل الخير وأهل الشر. طبعا أمريكا دائما على حق وأعداؤها هم الاشرار الذين يبغون تدميرها، لأنها أرقى منهم حضاريا، أخلاقيا ومبدئيا.

فعندما يشاهد كايل ناطحات سحاب نيويورك تتهاوى أمام عينيه في صباح أيلول/ سبتمبر 2001 على شاشة التلفزيون، لم يسأل عن الدافع لهذا الهجوم، وإنما انفجر غضبا وأراد الإنتقام. 

وذهب توا الى مركز التجنيد في تكساس والتحق بالقوات الخاصة للبحرية الأمريكية، حيث خضع لتدريب مكثف شاق قبل أن يكتشف مدربه قدراته الخارقة في القنص، اذ تفوق ليس فقط على زملائه في دقة إصابة الهدف وإنما أيضا على مرشديه.

حرب العراق منحت الفرصة لكايل للإنتقام من الذين يعتبرهم أعداء أمريكا، حيث تظهر هناك شراسته في القتال، وكانت تنبع من إيمان مطلق بأنه كان يشارك في حرب عادلة أخلاقيا وضرورية سياسيا من أجل الدفاع عن أمريكا.

لم يكتف كايل بحماية الجنود الأمريكيين، الذين كانوا يقومون بمهماتهم على الأرض، بقناصته من على السقوف البعيدة، حيث قام بقنص كل مشبوه كان يقترب منهم، إن كان طفلا، إمرأة أو رجلا، بل كان أيضا يخوض معهم أكثر المعارك عنفا ودموية، وخاصة في مدينة الفلوجة، التي تعرضت لانتهاكات بشعة من قبل الجنود الأمريكيين وفقدت الآلاف من سكانها.

الفيلم حافل بمعارك ضارية من حرب العراق وصور الدمار والخراب، الذي نتج عنها وعناء المدنيين. ولكنه لا يتطرق الى أخلاقية وأسباب وعواقب هذه الحرب، بل يعرض الجنود الأمريكيين كأبطال يقومون بواجبهم كمحاربين يتسمون بأخلاقيات راقية، على خلاف أعدائهم، وهم دائما عناصر من «القاعدة»، الذين نشاهدهم يرتكبون جرائم بشعة ضد المواطنين العراقيين.

ليس هناك ذكر للجرائم، التي ارتكبها الجنود الامريكيون بحق المدنيين العراقيين، أو الإنتهاكات والتعذيب في سجن أبو غريب أو نهب موارد العراق وثرواتها. فقد تم تجريد هذا الفيلم الى مستوى صراع بين قوى الخير وقوى الشر، كما هو عادة الحال في أفلام هوليوود.

الغريب هو أن إيستوود كان من أشد المعارضين لحرب العراق، وما زال يعتبرها حربا غير شرعية، مما يطرح السؤال: لماذا لم يسبر أخلاقياتها وعواقبها بدلا من أن يمجد مرتكبيها؟

«ما أثار اهتمامي في هذا المشروع ليس الحرب، وإنما الدراما في داخل عائلة كايل»، يقول لي إيستوود عندما قابلته في فندق ماريوت في لوس أنجليس. «وبالاضافة لذلك هناك دراما الحرب، وهذا ما يزيد من إثارة الفيلم. الحرب هي درامية جدا، فهناك الحياة والموت، والمعاناة. أساسا الصراع هو مصدر الدراما والحروب هي صراعات.»

كايل كان له أخ يحارب في العراق، ولكن خلافا له لم يؤمن أخوه بالحرب، وكان ينتقدها مما أثار حفيظة كايل. كما أن زوجته، التي تركها مع أطفاله في تكساس ليحارب في العراق لم ترض عن غيابه الطويل، وكانت دائما تتوسل اليه بالرجوع اليها ولاطفالها. «أظن أن كايل كان ممزقا جدا في داخله، وهذا كان أساس الدراما في القصة. أنا شخصيا كنت بقيت مع عائلتي بدلا من الذهاب الى الحرب، ولكن هذا أيضا يتعلق بالظروف،» يعلق إيستوود، الذي كان ضد حروبات أمريكا كلها.

كان إيستوود في الحادية عشرة من عمره عندما اشتعلت الحرب العالمية الثانية، التي أيقضت شعور الوطنية عند الأمريكيين. «الكل كان وطنيا بافراط»، يقول ضاحكا. معارك الحرب ودمار المدن ومعاناة الناس التي كان يشاهدها إيستودد الشاب في صالات السينما أثارت اشمئزازه من الحروب، وعند نهايتها تنفس الصعداء، ظانا أن السلام سوف يعم العالم. 

وسرعان ما خاب أمله عندما تم تجنيده خلال أربعة أعوام، في1951، لحرب أمريكية أخرى في كوريا. ولكنه نجح في تفادي الذهاب الى كوريا من خلال علاقة غرام ربطها مع ابنة أحد قيادات الجيش الذي وظفه في مركز تدريب عسكري في الولايات المتحدة.

«أنا كنت أتساءل: ماذا كنا نفعل هناك؟ ثم فيتنام؟ لماذا نستمر في خوض هذه الحروبات؟ إنها لا تنتهي، وذلك يجعلك تشكك بقدرة الإنسان على العيش بسلام. يبدو أن التاريخ ليس بجانب السلام، وهذا محبط، متى سيعرف الإنسان طريق الرشاد، ربما ابدا. لا تنس أن هناك جانبا إيجابيا للحرب. زمن الحرب هو عادة زمن الإبداع والتقدم التكنولوجي والمجالات الأخرى في تاريخ الإنسانية، وذلك بسبب الحاجة الملحة. وهذا مؤسف جدا، ولكن هذه سنة الحياة»، يقول إيستوود.

حتى بعد ضربة أيلول/سبتمبر 11، لم يؤمن إيستوود أن شن الحرب كان الرد الملائم، وعارض بشدة حرب أفغانستان عام 2001 وحرب العراق عام 2003. «صحيح أن صدام حسين لم يكن شخصية محبوبة، ولكن هناك العديد من الشخصيات غير المحبوبة في هذا العالم. فكيف يمكنك أن تقوم بقرار من هذا النوع. ونذهب لنشر الديمقراطية في دول مختلفة غير معنية بالديمقراطية، لماذا؟»، يتساءل إيستوود.

هذه أسئلة مهمة ومثيرة. ولكن إيستوود لا يطرحها في فيلمه، مسلطا الضوء ليس على الحرب وإنما على المحارب، الذي يصفه كبطل. «أظن أن البطل هو من يعمل المستحيل لمساعدة زملائه في الحرب او صراع آخر، او شخص يجري داخل بيت ملتهب بالنيران وينقذ اناسا من الاحتراق. هذه الايام كل الناس ابطال. قبل فترة قمت باسعاف أولي لشخص كان يختنق بطعامه، فقالوا انني كنت بطلا. الحقيقة هي انني قمت بذلك لانني كنت اخشى انه كان سيقذف طعامه امامي»، يقول إيستوود ضاحكا.

تعريف إيستوود للبطولة معقول جدا، ولكن هذا لا يتوافق مع ما عرضه في فيلمه، الذي يظهر فيه المقاتلين العراقيين كاشرار وكلهم عملاء لتنظيم «القاعدة»، جاعلا من كايل بطلا ذاأخلاقيات راقية، يقاتل أعداء امريكا الذين ضربوها في أيلول/سبتمبر 11، ويتعاطف مع السكان العراقيين الذين هم أيضا ضحية «القاعدة». 

الغريب هو أن القناص العراقي، الذي يثير الرعب في قلوب الجنود الأمريكيين ويقتل عددا كبيرا منهم قبل ان يصطاده كايل، لا يعتبره إيستوود بطلا، مع انه كان يدافع عن وطنه من المحتل. «آنا متأكد انه بطل في عيون العراقيين،» إيستوود يقول.

هنا يقع إيستوود في المنطق الامريكي الاعوج الذي يؤدي الى الحروبات التي يستنكرها. كيف يمكن أن يبغض الحرب من جهة ويمجد محاربيها ويشجب من يقاومهم من جهة اخرى؟ اذا كانت حرب العراق غير شرعية، فكيف يمكن أن تصف مرتكبها بطلا واخلاقيا؟ كايل كان من اكثر مؤيدي حرب العراق ولم يجرؤ احد ان ينتقدها امامه ولم يندم ابدا على ما ارتكبه من قتل، مدعيا ان من قتلهم كانوا كلهم اشرارا ويستحقون الموت.

«أظن انه لم يكن متأكدا من ذلك، في المشهد الذي يقول فيه لمعالجه النفساني إنه سيذهب الى خالقه شاعرا انه قام بالعمل الصحيح، يمكنك أن تلاحظ علامات الشك في عينيه. هذه الشكوك في ذهنه ولكنه يخشى الاعتراف بها، وهذا ما يعذبه»، يقول إيستوود.

بغض النظر عن شعور كايل، فان اشتراكه في ودعمه لحرب غير شرعية حسب القانون الدولي وافتخاره بقتل مئات العراقيين لا يجعله بطلا، بل مجرم حرب. الأبطال هم العراقيون الذين قاوموه ولقوا حتهفم في دفاعهم عن بلدهم، وهم الذين يستحقون أن تسرد قصص بطولاتهم في الأفلام. فهل ينوي إيستوود أن يحكي قصة هذا الفيلم من منظور عراقي كما فعل في فيلم «رسائل من ايوو جيما» الذي قدم فيه احداث معركة ايوو جيما في الحرب العالمية الثانية من منظور ياباني؟

«لا أدري، ربما مخرج آخر في المستقبل»، يقول إيستوود. «هذا يتعلق بقيمة القصة الفنية. اذا كانت مثيرة ومشوقة وتحكي قصة عن الجانب الآخر على الناس أن يعرفوها، فيجب أن نطرحها في فيلم. وهذا ما حدث في حال ايوو جيما.»

صنع فيلم هوليوودي من منظور عربي في الوقت الراهن هو أكثر خياليا من وصول الانسان الى كوكب زحل. أما كريس كايل، فقد قتل بعد رجوعه الى الولايات المتحدة قبل عام على يد جندي خدم معه في حرب العراق.

القدس العربي اللندنية في

04.01.2015

 
 

فيلم «لعبة المحاكاة».. البحث عن حل للحرب

عمان - محمود الزواوي

يجمع فيلم «لعبة المحاكاة» أو «لعبة التقليد» بين أفلام السيرة الذاتية والدراما والإثارة والتشويق والحربية، وهو من إخراج المخرج النرويجي مورتين تيلدوم ومن إنتاج بريطاني – أميركي مشترك، ويستند إلى سيناريو للكاتب السينمائي جراهام مور مبني على كتاب بعنوان «ألان تورنج: اللغز» من تأليف الكاتب أندرو هودجيز.

وقصة فيلم «لعبة المحاكاة» مبنية على شخصيات وأحداث حقيقية، تدور حول حياة وإنجازات عالم الرياضيات البريطاني ألان تورنج (الممثل بنيديكت كمبرباتش)، الذي عرف أيضا بقدرات علمية متعددة، حيث كان شخصية رائدة في علوم الكمبيوتر ومحللا للشفرة السرية وعالما بالمنطق وفيلسوفا. وترأس هذا العالم خلال الحرب العالمية الثانية فريقا من العلماء والخبراء البريطانيين من مختلف التخصصات، ممن شملوا علماء الرياضيات واللغويين وأبطال الشطرنج وضباط الاستخبارات، وكانت مهمة هذا الفريق فك شفرات الرسائل السرية الألمانية وإنهاء الحرب العالمية الثانية. وتمكّنت قوات الحلفاء من هزيمة القوات الألمانية في عدد من المعارك الحاسمة بفضل مجهود هذا الفريق في تفكيك الرسائل المشفرة الألمانية. وقدّر أن مجهود ألان تورنج وفريقه أدى إلى تقصير فترة الحرب العالمية الثانية بين سنتين وأربع سنوات. وتلقى هذا الفريق دعما كبيرا من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل الذي وضع في متناول أعضاء هذا الفريق كل الموارد التي احتاجوا إليها، ومما قاله تشرتشل إن ألان تورنج قدّم أكبر إسهام فردي في انتصار الحلفاء في الحرب ضد ألمانيا النازية.

وتغطي أحداث قصة فيلم «لعبة المحاكاة» المراحل المختلفة لحياة ألان تورنج، بما في ذلك سنوات المراهقة التعيسة التي قضاها في مدرسة داخلية، ونجاحه في عمله السري الإلكتروني الميكانيكي الذي كان قادرا على فك 3,000 من الشفرات السرية البحرية الألمانية في اليوم والإسهام في إنهاء الحرب العالمية الثانية. وعمل تورنج بعد الحرب في المختبر الفيزيائي القومي البريطاني ثم في مختبر الكمبيوتر بجامعة مانشستر، حيث لعب دورا كبيرا في تطوير أجهزة الكمبيوتر.

وحوكم تورنج في العام 1952 بتهمة ممارسة تصرفات مثلية، حين كان مثل هذا السلوك عملا إجراميا في بريطانيا، ووافق تورنج على تلقي العلاج مقابل عدم دخول السجن. (ألغي قانون منع ممارسة المثلية في إنجلترا وويلز في العام 1967، وفي الأجزاء البريطانية الأخرى في سنوات لاحقة). وأقدم تورنج على الانتحار في العام 1954 حين كان في سن الثانية والأربعين. وفي العام 2009 قدّم رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون اعتذارا باسم حكومته عن «المعاملة المروّعة» التي عومل بها ألان تورنج، وأصدرت الملكة إليزابيث عفوا عنه في الشهر الأخير من العام 2013.

ويقدّم فيلم «لعبة المحاكاة» تغطية للجوانب العلمية والإنسانية لشخصية العالم ألان تورنج، مستخدما أسلوب العرض الارتجاعي لإلقاء الضوء على حياته وإدخال المشاهد إلى عالمه. وصدر الفيلم في الذكرى السنوية الستين لوفاته. ويتعلق الفيلم بأحداث غيرت التاريخ ويتناول ويلات الحرب ومآسيها ويلقي نظرة واقعية على لعبة الجاسوسية. ويستمد فيلم «لعبة المحاكاة» أو «لعبة التقليد» هذا الاسم من اختبار أجراه العالم ألان تورنج في العام 1950 حمل هذا العنوان وعالجه في بحث يتعلق ببذور التطور في المستقبل حول الذكاء الاصطناعي بعنوان «الآلات الحاسبة والذكاء». ويرمي هذا الاختبار إلى الإجابة عن السؤال «هل بوسع الآلات أن تفكر؟»

ويجمع فيلم «لعبة المحاكاة» بين العديد من المقومات الفنية كقوة الإخراج وسلاسة العرض السردي وبراعة التصوير والموسيقى التصويرية والمونتاج وسرعة الإيقاع والإنتاج الفني، بالإضافة إلى قوة أداء الممثلين، وفي مقدمتهم بنيديكت كمبرباتش الذي يعيش دور العالم ألان تورنج. وهناك اتفاق عام بين النقاد على أن فيلم «لعبة المحاكاة» واحد من أفضل أفلام العام 2014.عرض فيلم «لعبة المحاكاة» في 46 مهرجانا سينمائيا، وهو إنجاز لم يحققه أي فيلم آخر من إنتاج العام 2014، ومن هذه المهرجانات مهرجان لندن السينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي. وفاز الفيلم بأربع وثلاثين جائزة شملت 18 من جوائز المهرجانات السينمائية و16 من جوائز روابط نقاد السينما. واحتل فيلم «لعبة المحاكاة» في أسبوعه الافتتاحي المركز الثاني في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما البريطانية، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 36 مليون دولار خلال شهر، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 15 مليون دولار.

الرأي الأردنية في

04.01.2015

 
 

عن «إيدا».. وماذا بعد؟

«سينماتوغراف»  ـ عمرو شاهين

يخطئ من يظن أن الأبيض والأسود لونان يريحان العين من زحمة التفاصيل في العمل السينمائي، ففي أحيان كثير يسكن في هذا الحياد الظاهري ارتباك وتزاحم، وافكار شرسة تهاجمك من حيث لا تنتظر وهذه المرة جاءت تلك الهجمة من بولندا.

كنت من سعداء الحظ الذين شاهدوا فيلم «إيدا» للمخرج باول باوليكوفيسكي، والذي حصل على جائزة أفضل فيلم أوروبي من أكاديمية الفيلم الأوروبي وهو الأمر الذي يعزز فرص فوز الفيلم بجائزتي الأوسكار والجولدن جلوب  في دورتهما المقبلة.

الحقائب

جاءت افتتاحية الفيلم هادئة صامتة قاتمة وموحشة على الرغم من المشهد الإفتتاحي الذي نكتشف أنه في أحد الأديرة حيث من المفترض ان تكون السكينة والسلام، فهناك راهبة تقوم بتجهيز تمثال للمسيح لنقله في الساحة امام الكنيسة في مشهد حزين يتسم بالأليه الشديدة فالأربعة يحملون التمثال كمن يحملون نعشا يقفون امامه بعد تثبيته يؤدون الصلاة كجنود تؤدي  التحية العسكرية لقائد.

وإمعانا في إظهار الحالة الخاصة التي تعيشها «إيدا» جاءت مشاهد الدير مصحوبه بصدى صوت موحش وعنيف، بينما جاءت مشاهد التعاملات بينها وبين قرينتها في الدير تسير بآليه شديدة كمشهد تناولهم الطعام حيث يأكل الجميع بنفس الطريقة لا تفلت من إحدهن نظرة إلا إلى طعامها، جو من الألية الخانقة وضعك فيه باول باوليكوفيسكي يجعلك طيلة المشاهد الأولية في الفيلم تتسأل «وماذا بعد؟» وتأتي الإجابة سريعة فعلى «أنا» والتي سنكتشف انها هي أيضا «إيدا» ان تخرج لزيارة خالتها والوحيدة الباقية على قيد الحياة من أهلها حتي يمكنها ان تصبح راهبة وتتم إجراءات «نذر البتولية»، تحاول إيدا الرفض ولكن الراهبة الأم تخبرها انه لا بديل عن هذا الإجراء، خالتها ايضا رفضت أن تأتي لإصطحابها فلا بديل من خروج إيدا إلى العالم.

من خلف زجاج

تنظر «إيدا» الى العالم للمرة الأولى نظرة جامدة لاحياة فيها فلا شوق ولا تلهف للتجربة فهي تؤدي طقسا جديدا في رحلتها المحسومة سلفا بكونها راهبة فيضعك باول باوليكوفسكي معها خلف زجاج القطار الذي يمر في شوارع المدينة فتراقب إيدا دائما تشاهد العالم من خلف حجاب، إن لم يكن زجاج القطار فمن خلف حجاب ملابس الراهبة المنغلقة التي تداري خلفها شخصية مذعورة تتمسك بالدين في محاولة لمداراة خوفها الشديد من كل ما هو غريب وجديد.

يظهر هذا جليا في ملامحها فهي ليست جامدة كما تبدو بل هي ببساطة لاتعرف معاني المشاعر وماهو مرادفها من تعبيرات الوجه.. فهي لا تبتسم ولا تحزن ولا تصدم، دائما هذا القناع المتقن من الجمود الذي يخفي جهل بالمشاعر لا تبلدها.

تطرق إيدا باب خالتها ليقدم الإثنان وصلة من الصمت الحذر تخترقه إيدا بتعريف باهت بنفسها ولكن تفاجئها خالتها «فاندا» بأنها تعرفها و تدعوها للدخول، ومثلما مهد باول باوليكوفيسكي لإيدا في بداية الفيلم، يعطيك لمحة تمهيدية عن شخصية الخالة، «فنهاك رجل في شقتها يكمل إرتداء ملابسه بينما فاندا نفسها يبدوا على مظهرها انها كانت في وصلة شهوانية شديدة الوطء» ولكن الملفت ان الغريب لم يستفسر عن الزائرة التي دخلت ولم تهتم الخالة بتقديمها له او العكس، مما يشير إلى أن هذا الرجل كان هنا بمحض الصدفة، أو كونه «عابر فراش» إذا جاز استخدام هذا التعبير، الأمر الذي يشير الى شخصية الخالة الهشة التي سيكشفها باوليكوفيسكي شيئا فشيئا خلال أحداث الفيلم.

صدمات

وعلى الرغم من الإيقاع الهادئ للفيلم واستخدام تقنية الكاميرا الثابتة إلا أن المخرج استطاع بحرفية شديدة ان يجذبك لأحداث الفيلم وان تظل تسأل «ماذا بعد ؟». فبعد اللقاء الفاتر بين الخالة وإيدا تصدمها الفاندا بكونها راهبة يهودية.. وتكشف لها حقيقتها وهي أن إيدا فتاة ولدت لعائلة يهودية في احدى قرى بولندا أبيدت على يد النازي إبان الحرب العالمية الثانية، وتأكيدا على جهل إيدا بمعني «المشاعر»ومرادفاتها من تعبيرات الوجه تواجه الصدمة بملامح جامدة تحاول ان تترجم ما تشعر به من صدمة إلى«رد فعل» ولكنها تفشل، وينتهي اللقاء بفتور بارد للغاية.

ليقدم باوليكوفيسكي صدمة ثانية، وهي أن فاندا الخالة السكيرة العابثة تعمل قاضية، الأمر الذي يفسر جمودها وقسوتها المصطنعة وملامحها الجادة طيلة الوقت، ليتقابل الإثنتان مرة أخري في آخر الليل لتسأل إيدا عن مقابر عائلتهما لتفاجأ انه لا توجد لهم مقابر ولا لليهود عامة فتقرر إيدا للمرة الأولي ان تتحري الامر وتبحث خلف ماضيها، ثم يصدمنا المخرج مرة أخرى ان للخالة طفلا تركته مع والدة إيدا وذهبت للحرب وانه مات مع العائلة.

صدمات متتالية في عدد قليل من المشاهد تفتح الطريق امامك لتتسأل من جديد وماذا بعد؟.

الرحلة

تبدأ فاندا وإيدا رحلتها للبحث عن الماضي بالتوجه لبيت عائلة إيدا القديم لتكتشف ان العائلة لم يقتلها النازي بل قتلهم فلاح بولندي أراد الإستيلاء على المنزل مستغلا الفوضي التي اعترت بولندا إبان الغزو النازي والإضطهاد الذي تعرض له اليهود وقتها، ليكشف المخرج جانبا آخر،وهو أن الإضطهاد لم يكن من قبل جنود هتلر فحسب بل كان ايضا من جانب البولندين نفسهم. تصطدم إيدا وفاندا بإبن القاتل الذي ينكر كل ما حدث حتي على الرغم من تهديد فاندا له بسلطتها القضائية ولكنه يتحداها أن لا أحد يمكنه إثبات اي شئ، فتخرج منفعلة ليتم احتجازها بتهمة القيادة وهي مخمورة، ليكشف باولكوفيسكي جانبا آخر من مفهوم العدالة في بولندا في هذا الوقت، حيث تحاول تهديد الضابط بكونها قاضية فيأمر بإحتجازها فتشيح فاندا بلا مبالاه مؤكدة انها ستخرج صباح الغد وهو ما حدث فعلا، وهو ما يؤكد على ما طرحة في بداية الفيلم حيث تمارس فاندا انتقامها الخاص من الإحساس بالاضطهاد والدونية التي يعاملها بها المجتمع حيث اصبحت قاضية تصدر احكاما على البولندين لانهم قطفوا زهرة تيوليب حمراء زرعتها احدى الدوريات الإشتراكية، مثلما جاء في مشهد المحكمة، وهو انتقام ذو حدين. ففاندا تتنقم من المجتمع بالإنغماس في السلطة وتنتقم من نفسها بالتحول إلى شخص يضطهد الآخرين بدافع سلطته.

تتقابل أيدا وفاندا في صباح اليوم التالي بعدما قضت إيدا ليلتها في أحد الأديرة القريبة، ليستكملا الرحلة إلى المدينة التي يقيم بها القاتل بعدما ترك المنزل الذي نهبه لأبنه، واثناء رحلتهما يستوقفهما شاب غريب يطلب منهما توصيله إلى المدينة فتوافق فاندا على اصطحاب الشاب الذي يعمل عازفا في احدى الفرق المتجولة وصدفة يقيم الفتي وفرقته في نفس الفندق الذي تقيم فيه فاندا وإيدا. تحاول فاندا إستماله إيدا للشاب ولكن إيدا الجامدة لا تتحرك حيث يدعيهما إلى الحفلة التي تقيمها فرقته في الفندق فتوافق فاندا على الفور.

 وعلى الرغم من القسوة الظاهرية لشخصية فاندا إلا انها تنهار أمام اقترابها من ملاقاة قاتل إبنها، الذي يرقد في المستشفى يعاني من امراض الشيخوخة، تترك فاندا إيدا تبحث عنه في الغرف وتقف مرتجفة حتى تجده إيدا، وهو ما تكرر في مشهد سابق حيث وقفت فاندا مرتجفة أمام منزل القاتل في محاولة الوصول الأولي، ومحاولتها الفاشلة في استعادة شخصيتها بالإنغماس في الرقص في الحفلة التي يقيمها الشاب وفرقته والتي رفضت إيدا الذهاب اليها، لتأتي مشاهد الحفلة مزيجا بين تخيل إيدا لما قد يحدث وبين ما يحث فعلا.

تفشل الاثنتان في انتزاع ايه معلومات من القاتل في المستشفي ولكن ابنه يزورهما ويعرض عليهما ان يدلهما إلى مكان رفات الطفل نظير ان يتركوا والده يموت في سلام. توافق إيدا وينطلقان إلى الغابة المجاورة حيث يقدم باول باوليكوفسكي أكثر مشاهد الفيلم إيلاما حينما تحتضن فاندا جمجمة طفلها الرضيع الذي مات في مشهد يكشف زيف كل ما كانت تدعيه فاندا من قسوة وعبثية وجمود حيث تتحرر فاندا من إحساسها بالذنب وتحمل الاثنتان رفاة الطفل لدفنه في احدى المقابر القديمة الخاصة بالعائلة. ولم يفت المخرج ان يظهر مدي العبث بالمقابر لكونها فقط مقابر لليهود.

الرحيل

بعد الوصول للغاية يخدعك باول باوليكوفسكي حيث يعطيك إيحاء بأنه على وشك إنهاء الفيلم في مشهد افتراق فاندا وإيدا امام الدير وعودة كل منهما إلى حياتهما السابقة ولكن بعدما خلقت مشاعر من نوع خاص ومركب بين الاثنتين، ولكنه يعود لإستكمال القصة ليعرض مدي التأثر الذي وقع على إيدا وخالتها من جراء رحلتهما. فالخالة العابثة المستهترة ترفض ان تقود وهي مخمورة كأنما تنفذ رغبة إيدا، وإيدا تنظر إلى تفاصيل جديدة وتحاول أن تخرق الآلية التي يعاني منها الدير بإبتسامة أو بنظرة إلى جسد الراهبات أثناء استحمامهن حتي تقرر امام تمثال المسيح انها ليست مستعدة لهذا الآن .

 وعلى جانب أخر، وكأنما انهت دورها واتمت رسالتها أنتحرت فاندا في مشهد رائع حيث قامت بفتح كافة النوافذ والأبواب وقفزت من النافذة بتلقائية شديدة وبسلاسة كمن يفتح باب منزله و يخرج.

تغادر ايدا الدير مرة أخرى لتجد فاندا قد رحلت  فتحاول الإنغماس في التجربة ترتدي ملابسها وتشرب الخمر وتدخن سجائرها بل تتمادي في اكتشاف الحياة التي طالما شاهدتها من خلف رداء الرهبنة، تبحث عن العازف وتجده و طلب من ان يعلمها الرقص وتدخل معه في علاقة ويطالبها بالبقاء ليدور بينهما واحد من اجمل الحوارات في الفيلم شحيح الحوار، تسأله وماذا بعد ؟ يجيبها العادي. حياة.

ترحل إيدا عائدة مرة أخرى إلى الدير تاركه خلفها حياة حاولت تجربتها فأخذت منها القشور وتوصلت لنفس النتيجة فلا إجابة لسؤالها «ماذا بعد ؟» ولكن إيدا العائدة مختلفة تحمل ملامحها لاول مرة تعبيرا عن الإصرار والتصميم وتتحرك من جانب الطريق تدريجيا لتسير في منتصفه تماما. وأكد المخرج على هذا المعني بإستخدامة للكاميرا المتحركة للمرة الأولى والأخيرة في الفيلم.

وماذا بعد؟

حاول المخرج باول باوليكوفيسكي  طيلة 80 دقيقة هي مدة الفيلم طرح تساؤله ماذا بعد؟ مستغلا الحالة التي كانت تعانيها بولندا في منتصف الستينيات إبان الحكم السوفيتي القاسي وخروجها من زمرة أوروبا للدخول في ما أطلق عليه «أوروبا الشرقية» محاولا التدليل على كون العنف والإضطهاد حالة ممكن ان تنتقل من انسان لآخر. فالفلاح البولندي أضطهد العائلة اليهودية وقتلها طمعا في البيت وفلت من العقاب لان الجميع كان يضطهد اليهود، وفي نفس الوقت أشار باوليكوفسكي إلى حجم الجمود والموت الذي تعاني منه بولندا اثناء الحكم السوفيتى، وحالة الإرتباك التي سادت المجتمع وقتها.

استخدم المخرج اقل عدد ممكن من الجمل الحوارية في الفيلم، وساعد في ذلك قدرة الممثلة Agata Kulesza التي لعبت دور الخالة فاندا باقتدار شديد، كما ساعدته ملامح Agata Trzebuchowska على تقديم المطلوب منها دون زيادة أو نقصان.

سينماتوغراف في

05.02.2015

 
 

في دورتها الثانية والسبعين تعلن جوائزها يوم 11 يناير

ترشيحات «غولدن غلوب»:

عين على الشباك وأخرى على الأوسكار

تمثل ترشيحات الغولدن غلوب التي تمنحها جمعية النقاد الاجانب في لوس انجلوس فاتحة موسم الجوائز مما يخلق حالة من المنافسة حامية الوطيس، بين الاستديوهات الكبرى ومجموعة الأفلام التي بدأت سباقها نحو ذهب الجائزة في دورتها الـ 72 والتي سيتم الكشف عن الفائزين بها خلال حفل يقام في 11 يناير المقبل، ويستضيفه مسرح بيفرلي هيلز بلوس انجليس وتقدمه الممثلتان تينا فاي وايمي بويهلر

فيلم بيردمان تربع على سدة ترشيحات الجائزة لهذا العام، لينافس على 7 فئات مختلفة، وليعيد هذا الفيلم الى الذاكرة أفلام الكوميديا السوداء، حيث تدور قصته حول ممثل خبت شهرته ويحاول العودة مجددا للأضواء من خلال مشاركته في احدى المسرحيات التي تعرض في برودواي، وقبل ليلة الافتتاح، يحاول التغلب على نزعة الغرور التي تتملكه منذ ان عرف طعم الشهرة، الا ان اللافت في دورة غولدن غلوب لهذا العام، هو حصول بريطانيا على النصيب الأكبر من الترشيحات، حيث يتنافس نجومها على معظم فئات الجائزة والتي تقدمها سنوياً رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، في وقت اعتاد فيه النقاد على اعتبار جوائز غولدن غلوب تمهيداً لترشيحات جائزة الأوسكار.

فيلم بيردمان

اسم المخرج: المكسيكي اليخاندرو اينياريتو

بطولة: مايكل كيتون وايما ستون وادوارد نورتون وناعومي واتس

عدد الترشيحات: 7 أبرزها أفضل فيلم موسيقي وكوميدي وأفضل ممثل

افتتح الفيلم الدورة الـ 71 لمهرجان فينيسيا السينمائي

إيرادات الفيلم عالمياً: 23,276,999 دولار

فيلم بوي هود

اسم المخرج: ريتشارد لينكلاتر

بطولة: باتريسيا أركيت وايثان هوك

عدد الترشيحات: 5 أبرزها أفضل فيلم درامي وأفضل مخرج

فاز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان فينيسيا السينمائي

ايرادات الفيلم عالمياً: 43,275,400 دولار

فيلم لعبة التقليد 

اسم المخرج: مورتن تيلدام

بطولة: ماثيو بيرد وألين ليش

عدد الترشيحات: 5 أبرزها أفضل فيلم درامي وأفضل ممثلة مساعدة

عرض في الدورة الـ 11 لمهرجان دبي السينمائي الدولي

إيرادات الفيلم عالمياً: 22,917,663دولار

فيلم غون غيرل

اسم المخرج: ديفيد فينشر

بطولة: بن أفليك وروسموند بايك

عدد الترشيحات: 4 أبرزها أفضل مخرج وأفضل ممثلة

افتتح الدورة الـ 52 لمهرجان نيويورك السينمائي

ايرادات الفيلم عالمياً: 349,521,700 دولار

فيلم سيلما

اسم المخرج: ايفا دوفيرني

بطولة: تيم روث ولورين توسينت

عدد الترشيحات: 4 أبرزها أفضل مخرج

فيلم تاريخي يتناول مسيرات مونتغمري التي شهدتها أميركا في 1965

ايرادات الفيلم عالمياً: لم تعلن بعد

فيلم فندق بودابست العظيم

اسم المخرج: ويس أندرسون

بطولة: رالف فاينس، و وف. موراي أبراهام وادوارد نورتون

عدد الترشيحات: 4 أبرزها أفضل مخرج

افتتح الدورة الـ 64 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

ايرادات الفيلم عالمياً: 172,711,636 دولار

فيلم نظرية كل شيء

اسم المخرج: جيمس مارش

بطولة: ايدي ريدمايني وفيليسيتي جونس

عدد الترشيحات: 4 أبرزها أفضل فيلم درامي

فتتح الدورة الـ 11 لمهرجان دبي السينمائي الدولي

ايرادات الفيلم عالمياً: 23,420,826 دولار

أفضل ممثلة في فيلم درامي:

·        جوليان موور عن دورها في فيلم لاتزال أليس

·        ريز ويثرسبون عن دورها في فيلم وايلد

·        فيليسيتي جونز عن دورها في فيلم نظرية كل شيء

·        جينفر انيستون عن دورها في فيلم الكعكة

·        روسموند بايك عن دورها في فيلم غون غيرل

أفضل ممثل في فيلم درامي

·        ستيف كاريل عن دوره في فيلم فوكس كاتشر

·        بننيديكت كامبرباتش عن دوره في فيلم لعبة التقليد

·        جيك جيلنهال عن دوره في فيلم نايت كراويلر

·        ديفيد اويلو عن دوره في فيلم سيلما

·        ايدي ريدمايني عن دوره في فيلم نظرية كل شيء

من خلال هذه المحطة تعرفنا على اهم الافلام واهم المرشحين لجوائز التمثيل وفي محطات أخرى سنتوقف امام ترشيحات خاصة بابعاد الحرفة السينمائية .

الجريدة الكويتية في

05.01.2015

 
 

فيلم «العيون الكبيرة» يروي قصة الأنا والفن الشعبي

في كتاب قصص الحياة الغريبة، قلما تقع على ما يُعتبر أكثر غرابة من رواية مارغريت ووالتر كين. في ستينيات القرن الماضي، بلغ هذان الزوجان قمة عالم الفن الشعبي مع اكتساب والتر شهرة واسعة بفضل صوره التي انتشرت بكثرة عن أولاد مكتئبين ينظرون الى العالم بعينين كبيرتين حزينتين. كان هذا العمل في الواقع لمارغريت. وبعد مراقبة زوجها يتمتع بالشهرة بفضل فنها طوال عقد من الزمن، قررت كشف الحقيقة.

خلاف مارغريت ووالتر كين قادهما الى المحكمة، فأعطى القاضي قماش رسم الى كل من الزوجين وطلب منهما اعداد لوحة كاملة في غضون ساعة. رغم فوز مارغريت في المحاكمة، واصل والتر ادعاءه أنه الفنان الحقيقي.

يذكر تيم بورتون، الذي يروي فيلمه «العيون الكبيرة» هذا الفصل من حياة آل كين مع أداء ايمي آدمز وكريستوف والتز دور الزوجين.

يضيف هذا المخرج: «هذه قصة معقدة أعتبرها مثيرة للاهتمام. أتخيل أنها جارته في هذه المسألة وعلقت في عالم غريب. كذلك أحب فكرة أنها احتفظت بالسر، مع ملاحظتها ان عملها استقطب كثيراً من الأفكار المتضاربة، فقد أحبه البعض، في حين رغب البعض الآخر في تمزيقه عن الجدار بعنف».

لا شك في ان بورتون يبرع في ابتكار الفنون الشعبية، وان لم تلاقِ دوماً الثناء. فقد حصد عدد من أفلامه، مثل «باتمان»، و«آليس في بلاد العجائب»، رواجاً كبيراً على شباك التذاكر. ولكن مع «العيون الكبيرة»، يخوض بورتون المجال الثقافي ذاته الذي حقق له النجاح الأكبر بين النقاد. كتب الفيلم الجديد سكوت ألكسندر ولاري كارازوسكي، الثنائي الذي وضع سيناريو فيلم بورتون الشهير الحائز جائرة أوسكار عن فيلم «ايد وود «عام 1994، علماً ان هذين المشروعين يسلطان ضوءاً جديداً على شخصيات ثقافية مثيرة للجدل نحو منتصف القرن الماضي تُعتبر مساهماتها الفنية مشبوهة، هذا ان لم نقل مريعة.

صنفت المراجعات الباكرة «العيون الكبيرة» كأفضل فيلم لبورتون منذ سنوات، مع اعتبار آدمز ووالتز بين أبرز المؤهلين للترشح لجوائز الأوسكار. وقع ألكسندر وكارازوسكي على قصة كين قبل نحو 11 سنة فيما كانا يعملان على فيلم خيال علمي كوميدي ويبحثان عن أمثلة باهتة من الثقافة الشعبية تتمتَّع بالقدرة على تدمير حضارة أخرى في العالم الخارجي. فرتبا للقاء مع مارغريت التي كانت في الخامسة والسبعين من عمرها وأقنعاها بمنحهما الاذن بعرض حياتها على الشاشة الكبيرة.

أمضيا الجزء الأكبر من العقد الماضي في محاولة الحصول على تمويل مستقل واختيار الممثلين المناسبين لأنهما كانا يطمحان الى اخراج الفيلم بنفسيهما. ولكن عندما أعرب والتز عن رغبته في أداء دور والتر الجذاب القوي الشخصية في مطلع السنة الماضية قبلت آدمز بالمشاركة في الفيلم، قرر كاتبا السيناريو هذان تسليم المشروع الى بورتون الذي كان قد خطَّط سابقاً لانتاج الفيلم. تبدأ أحداث الفيلم في سان فرانسيسكو عام 1958، لكن «العيون الكبيرة» يستبدل بالصور البيضاء والسوداء التي كان بورتون قد اختارها سابقاً مشاهد ملونة في حي نورث بيتش الذي انتقلت اليه ماغريت مع ابنتها جاين بعد هربها من زواجه البائس الأول. وهناك تلتقي والتر في معرض فني في الهواء الطلق. فيأسرها بقصصه الغريبة عن دراسة الفن في فرنسا. وبعد فترة تودد عاصفة، يتزوجان.

بعدما عقد والتر صفقة مع مالك حانة «هنغري».

لعرض أعمالهما الفنية، يتفاجأ حين يلاحظ ان لوحات مارغريت تستقطب اهتماماً أكبر من أعماله، ويؤدي سوء تفاهم من جانب أحد الشراة الى ادعائه ملكية تلك الأعمال. ومع انتشار شعبية صور الأولاد الحزينين خارج عالم الفن، أقنع والتر مارغريت بالسماح له بمواصلة نسب الفضل الى نفسه، مؤكداً لها ان الناس لا يهتمون «بفن النساء»، وأن من الأفضل لهما ان تشاركه في هذه الكذبة.

خلال تصوير الفيلم في الصيف الماضي في فانكوفر بكندا تعاون بورتون بشكل لصيق مع آدمز ووالتز ليحرص على ألا يتحوَّل التفاعل بين مارغريت ووالتر الى تفاعل بين الضحية والجاني. بحاجة والتر الملحة الى ان يبلغ مركزاً مرموقاً وينال الاعجاب بفضل موهبة لا يملكها تجعله شخصية مأساوية، في حين ان تضحية مارغريت بذاتها تحمل قوة داخلية حملتها في النهاية على كشف الحقيقة. يوضح بورتون: «تحاول ان تتعاطف مع الشخصيات المختلفة. تتحلى شخصية ايمي بأوجه يمكنني التمثل بها، وينطبق الأمر عينه للأسف على شخصية والتر. لا شك في ان هذا تفاعل مثير للاهتمام». تعيش مارغريت كين (87 سنة) حياة هانئة في شمال كاليفورنيا. يصفها بورتون، الذي حصل على لوحتين من هذه الفنانة، بأنها «متحفظة جداً»، ويشير الى ان اطلاق الفيلم سيدفعها بالتأكيد الى العودة الى ظروف غريبة من مسيرتها المهنية والصدمة العاطفية التي عاشتها خلال زواجها الصعب مع والتر، علماً أنه توفي في عام 2000. يقول بورتون: «سيكون هذا الأمر غريباً بالتأكيد بالنسبة اليها، نظراً الى شخصيتها المميزة». لكن «العيون الكبيرة» قد يشكل نوعاً خاصاً من الثأر أو أداة تروي قصة مارغريت الغريبة للناس، مع ان عملها (أولئك الأولاد بأعينهم الكبيرة المستديرة) لا يزال نوعاً مميزاً من الغرابة الفنية.

يختم بورتون: «أذهلني رد الفعل. فلطالما هويت تضارب الأفكار في شتى المسائل. أعتقد ان هذا سبب استمرار شهرة أعمالها هذه، علماً ان فنانين كثراً قلدوه وأنتجوا نسخاً معدلة منه. فهو يتمتع بقوة غريبة، سواء أعجبك أو لا.

النهار الكويتية في

05.01.2015

 
 

«فتاة مختفية».. سادية الرجل ودهاء المرأة

«سينماتوغراف» ـ أسمى العطاونة ـ باريس

تصدر فيلم الدراما والغموض «Gone Girl ـ فتاة مختفية» للمخرج دافيد فينشر، غالبية الترشيحات لجوائز الغولدن غلوب والأوسكار سواء من حيث الإخراج أو السيناريو أو التمثيل، وهو مأخوذ عن رواية لأديبة أميركية معاصرة هي جيليان فلين ويحمل إسم روايتها نفسه. ويتناول الفيلم وببراعة الواقع المرير لحالات طلاق وانفصال كثيرة تحدث بعد الدخول إلى «القفص الزوجي» في عصرنا الحديث، ونرصد من خلال هذا العمل مدى إجادة رسم شخصيات أبطاله ومعالجة أحداثة.

الحب يبدأ بقبلة

في فيلم «امرأة مختفية» ينقلنا فينشر للغز «الزواج السعيد» الذي لايلبث وأن يتلاشى ليصبح قفصا يستعبد فيه كل من الزوجين الآخر! ينبهنا فينشر منذ البداية إلى ما سيحدث للزوجين ومراحل الحب المختلفة التي ستتطور من الحرية والحب إلى العذاب والعبودية لدرجة أن البطل يرغب في قتل زوجته «المثالية» وترغب الزوجة في الانتقام من الـزوج “البارد والبليد والكسول” والذي يلجأ للخيانة ليجد لذته خارج «قفص الزوجية».

 وفي أول مشهد للفيلم نستمع لصوت «نيك الزوج» يتحدث عن رغبته الملحة في «تحطيم جمجمة زوجته» التي تلقي برأسها في حضنه، ليعرف فيما تفكر وكيف وصل بهما الأمر إلى هذه الحال؟!.

 يخرج «نيك» (بين أفليك) من المنزل في صباح يوم عيد زواجهما الخامس ليعود ويرى أن زوجته اختفت من المنزل بعد تحطيم وتكسير بعض الأثاث.

 الفيلم مكون من فلاش باك منذ لحظة الاختفاء، ومن يدلنا على فهم الأحداث ومتابعتها هو صوت «آمي» التي تقوم بدورها الممثلة (روزاموند بايك) وقراءتها لدفترها الخاص حيث تسجل كل ما يدور بخلدها من أفكار كونها كاتبة، فتبدأ بالحديث عن اللقاء الأول لتحملنا عدسة المخرج إلى تصوير أجواء الـ«الزواج المثالي» في المجتمعات الحديثة والذي غالبا ما يكون فيه الزوجان مجرد «صورة مثالية» أمام المجتمع لديهما وظيفة رائعة «كاتب وكاتبة» «صحفي وصحفية» كما نرى من شخصيات الفيلم «آمي ونيك» المتحررين «جنسيا» حيث يمارسان الحب في الأماكن العامة بتحريض من «آمي» في حث زوجها «نيك» على ممارسة الحب عن طريق اللعب في «البحث عن الكنز» فلا تتوانى عن كتابة ألغاز تغلقها في أظرفة موزعة في أماكن مختلفة لايعرف سرها إلا كلاهما تاركة أدلة مثيرة «كملابسها الداخلية» في مكتب زوجها.

 ومنذ اللحظة الأولى في المشهد الأول من الفيلم تحملنا عدسة فينشر إلى البدء في اللعبة حين يتعارف الزوجان على بعضهما من خلال مشاركتهما في حفل أصدقاء فلا يلبثا أن يبدءا في نسج الألغاز من حولهما فلا تمل آمي «التي تنقل صورة للمرأة قوية الشخصية والمستقلة والذكية» والتي لن تسمح لنيك بخداعها من خلال غزله «الظريف» لتلح عليه

 بالسؤال «من أنت؟».

الروتين القاتل

حين ينتهي مشهد اللقاء الأول و«سحر الحب من النظرة الأولى» يحملنا فينشر لأول علامة ودليل نستطيع من خلالها التنبؤ بالمستقبل الخانق لل«الزوجين السعيدين» فنرى البطل والبطلة ينزلان في مصعد تشبه أعمدته الحديدية الصدئة «قبضان السجن» لينزلا من جو الاحتفال والبهجة إلى ظلام المدينة حيث تلح رغبة البطل الرومانسي «نيك» في أن يري «البطلة المسحورة» سرا من أسرار المدينة الباردة ليتوقفا عند خلفية «مخبز» تتناثر بودرة السكر البيضاء في الهواء لتغطي شفاه «آمي» ويقبلها نيك القبلة الأولى.

 لاتدوم اللحظات الرومانسية إلا قليلا، فما يلبث البطل «نيك» أن يتهم بقضية اختفاء زوجته في عيد زواجهما الخامس بعد اختفائها،  وبعد اتصاله بالشرطة للبحث عن زوجته. أدلة كثيرة تجعلنا نضع الزوج «نيك» في قفص الاتهام فورا، فهاهو يشرب البيرة رغم عدم معرفته بسر اختفاء زوجته وكأنه «فرح لاختفائها» ونراه يتجه الى البار الذي تعمل فيه أخته التوأم ليشرب ويلعب معها لعبة « «التنبؤ» ونرى أيضا بلادة الزوج وعدم اكتراثه بالبحث عن زوجته إلى حد يجعله يتواصل مع عشيقته ليلتقى بها في منزل أخته في نفس اليوم الذي يغلق فيه منزله للتحقيق في حادثة «قتل» قد توصله للموت في الولاية الذي يعيش فيها.

 عدم اكتراث نيك يظهر أيضا عندما طلب منه الصحفيون الابتسام أمام صورة لإعلان اختفاء زوجته فيفعل لتستخدم الصورة فيما بعد كدليل ضده. وفيما يتعامل «نيك» مع خبر اختفاء زوجته ببرود نرى «آمي» تغلي غضبا وانتقاما من ما فعله به زوجها «من خيانة» و«استغلالها اقتصاديا» و«نفسيا» لتساعده في بناء نفسه، وتقدم له البار ليعمل فيه مع أخته بعد أن فقد عمله.

 نيك يمثل الزوج الذكوري «اللامبالي» الخمول والبليد أمام «مسألة الاعتياد والملل» التي تصيب أي زوجين في مرحلة متقدمة من الزواج، رغما من وعده لها بأنه لن يدع الملل يدخل في حياتهما الزوجية. ورغم تضحيات آمي المهنية لتلحقه من نيويورك حيث الشهرة والنجاح إلى قرية صغيرة يعود إليها نيك لمساعدة أمه المريضة فتجد آمي نفسها زوجة محبطة بدون عمل وبدون أصدقاء وبلا أهل وقريبا بدون زوج.

قد يرى المشاهد في أفعال آمي ورغبتها الشديدة في الانتقام من زوجها البليد والأناني صورة لمرأة «مريضة نفسيا» وقد تكون كذلك كالعديد من النساء والرجال الذين يسيطر الحقد والانتقام على قلوبهم فيفعلون ما يمكنهم للحفاظ على كبريائهم الذي سلبه تصرف الآخر وإهماله، وقد تكون شخصية آمي كمرأة ناجحة «لا تقبل أن يدمر كسل زوجها وإهماله» علاقة زواج وعشرة وحب طويلة «ويظهر هذا من خلال مشهد تتفوه فيه آمي بعبارة «أنا امرأة محاربة ولن أقبل بالهزيمة».

 وربما سنشعر بالشفقة على «آمي» ونتفهمها كونها ضحية منذ البداية لوالديها «اللذين يمثلان صورة لثنائي سعيد» بعكس فكرة الفيلم عن «فشل الزواج والثنائي السعيد» ومدى تمسكهما بصورة «آمي الرائعة» الخلاقة والكاتبة المبدعة التي يفتخران بها أمام المجتمع والأصدقاء متناسين تماما واقع ابنتهما المرير وزواجها الفاشل ليحتفظا بذلك بـ«شخصية» «آمي الرائعة» صاحبة الكتابات الشهيرة في نيويورك. العديد من المشاهدين قد يظلمون آمي ويتعاطفون مع «نيك» والعكس.

 ولم ترحم الجمعيات النسوية فينشر من الهجوم والانتقاد لتمثيله للمرأة المستقلة والقوية والحديثة بهذا الشكل المأساوي والمريض ولكن ما تتناساه هذه الجمعيات هو الشخصيات الثانوية في الفيلم مثل الـ«محققة» السليمة نفسيا والمبدعة في عملها والتي تقود فريق التحقيق وتؤدي عملها باتقان ولكن صوتها لا يلبث وأن يخرسه رجال الـ«إف بي آي» خلال تصريحاتها بتساؤلات قد تؤدي الى الحقيقة في قضية اختفاء الزوجة؟! الشخصية الأخرى هي شخصية الأخت التي لاتتفانى ولو لحظة في الاعتناء بأخيها ورعايته وفي نفس الوقت توبخه وتصرخ في وجهه أمام عدم اكتراثه لاختفاء زوجته وممارسته للحب مع تلميذة صغيرة دون علم زوجته رغم كرهها الشديد لها، وكأن الأخت في الفيلم تمثل صوت الضمير لدى نيك وانعكاسه في مرحلة الضباب التي يعاني منها.

صورة الرجل

تظهر صورة الرجل في فيلم «فتاة مختفية» من خلال البطل «نيك» والأدوار الثانوية مثل دور مساعد المحققة «الأبله» والذي يكره «نيك» ويستغرب من دفاع المحققة عنه. وكذلك شخصية والد نيك «والمحتجز في دار للعجزة ليهرب وتجده الشرطية وتحاول الاتصال بابنه «نيك» لإعادته لدار العجزة. شخصية الأب التي تظهر لبرهة قصيرة جاءت لتعبر عن تصادف الأحداث. فخلال اجراء التحقيق مع نيك يتواجد والده في نفس المركز لأنه تائه وربما جاء لنرى فيما بعد ان منزله سيكون «مكانا» مهما في كشف الحقائق وراء سر اختفاء «آمي».

شخصية مهمة أيضا هي شخصية صديق آمي السابق والذي سيلجأ إليه نيك ليساعده في حل لغز الاختفاء المفاجئ لزوجته، ولكن دون جدوى. ويجب أن لاننسى أيضا دور المحامي الذي سيدافع عن نيك فيما بعد وهو محام مشهور ذو شخصية ذكية ومضحكة وجذابة تساعد في موارزنة الشخصيات كي لاتسيطر السلبية والعمومية على كل شخصيات الذكور في الفيلم.

الإضاءة والديكور

لقد اختار فينشر كاميرا ريد إبك دراجون والتي تستخدم لأول مرة في التصوير وتعادل تسعة أضعاف جودة الـ«إيتش دي» العادية، ولم يأت إختياره هذا محض الصدفة فأحداث الفيلم تدور أغلبها في أوقات الليل البارد وحتى الأماكن الداخلية كالمنزل ومركز التحقيق والمكتبة والبار ومنزل والد «نيك» ومنزل أخته وكلها أجواء متكتمة ومظلمة ذات ديكور «خانق» ومعتم لكي نعيش اللحظة ونشارك الأبطال في الفيلم سواء ثانويين أم جوهريين في لغز البحث عن البطلة، ولكي نعيش جو القفص الذهبي الذي يعكس تعاسة الزوجين وشعورهما المفرط بالملل. وفي لحظات متكررة نرى اسدال الستار واغلاق الابواب والصعود في سيارات التحقيق السوداء وسيارة البطل السوداء ايضا لكي نهرب مع البطل من ملاحقة «الفلاش العنيف» المنبعث من المصورين والصحفيين المتطفلين.

الإعلام والإنترنت

يحدثنا فينشر مرة أخرى وبعد أن سخر فيلما كاملا عن «الشبكة الاجتماعية» وعن فكرة الفيس بوك والشباب الذي يعكس جيل اليوم المحبط والذي يعاني من العزلة والإحباط ويفضل التواصل افتراضيا عن التواصل الحقيقي مع محيطه. نراه يعود ليلقى الضوء من جديد وعبر فيلم «فتاة مختفية» على الدور المهم الذي تلعبه مثل هذه الوسائط الافتراضية والميديا ووسائل الإعلام في التأثير على أكبر عدد من المشاهدين وعبر تغذية أخبارهم من معاناة الناس وهمومهم دون أي تحقق من صحة الخبر أوكذبه، ونرى مدى سرعة نشر الخبر ليصل إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة ويصبح شاغل الصحافة والمحطات الإخبارية، ونستطيع ان نلمس فكرة فينشر هذه من خلال جمل تتفوه بها آمي عندما تخبرنا بأن الجمهور يحب المرأة ضحية الرجل العنيف وخاصة إن كانت “حاملا بطفل ونرى من خلال حديثها وسردها للأحداث مدى ذكائها في استخدام وسائل الإعلام لنيل التعاطف معها ضد زوجها «القاتل» والعنيف والذي لا يأبه بها وبجنينه».

ومن خلال الحرب الإعلامية تستطيع آمي أن تأسر قلوب الأميركيين وتستخدمها في الانتقام من زوجها، وبهذا نرى مدى واقعية فينشر في وصف الواقع الذي نعيش فيه وكيف يمكن أن تؤثر الحياة الافتراضية في إلحاق الضرر بأشخاص وظلمهم وحتى قتلهم بمجرد تناقل الخبر وعرضه على شبكات التواصل الاجتماعي.

تشويق هيتشكوك

فيلم «فتاة مختفية» حِكاية لا تدور حبكتِها في فراغ، بل تقوم على تشويق يذكرنا بفيلم ألفريد هيتشكوك “فيرتيغو” (1958). هل الزوجة مفقودة؟ مَن القاتل؟ الزوج؟ هل انتحرت؟ أم اختُطفَت؟ كل هذه الأسئلة شكّلت جزءاً كبيرأً من حصة التشويق والغموض التي أسرت الفيلم. الإحتمالات متعددة، تجعلنا نطرح أسئلة على أنفسنا بكل جدية. من هو ذلك الشخص الذي تزوجناه؟ هل يتصرف بصدق؟ أم إنه ممثل يبرع في دور الزوج المحب؟ .

وبالفعل اعتبر النقاد، بعد عرض «فتاة مختفية» ان هذا الفيلم سيشكل نجمة ذهبية في مسيرة المخرج الأميركيّ. معظم تقارير النقاد جاءت إيجابية، إذ رأوا أن الفيلم هو مشروع جائزة أوسكار، سواء لناحية تمثيل بن أفليك وروزاموند بايك، أو لناحية السيناريو كنص مقتبس. ومن يدري.. قد ينال أوسكار أفضل إخراج.

سينماتوغراف في

07.02.2015

 
 

اجتازت به اختبار النقاد بنجاح

أنجلينا جولي تمنح الأمل في «انبروكن»

دبي ـ البيان

هل يمكن للسينما أن تمنح الأمل؟ سؤال حاولت الممثلة والمخرجة انجلينا جولي أن تثيره عبر تجربتيها «أرض الدم والعسل» (2011) و«انبروكن» (2014)، ففي كلتاهما اختارت انجلينا تيمة الحرب وتأثيرها على الإنسان، لتؤكد أن الحياة لا تخلو من الأمل، ففي الوقت الذي كانت فيه «أجلا» (الممثلة زانا ماريانوفيتش) محور أحداث «أرض الدم والعسل»، شكل «لويس زامبريني» (الممثل جاك أكونيل) محور تجربتها الثانية، التي اعتمدت فيها على كتاب «أنبروكن، قصة ناج من الحرب العالمية الثانية» للأميركية لورا هيلنبراند، وحاولت من خلالها بث الأمل في نفوس من فقدوه نتيجة معايشتهم للمعاناة التي حملتهم إياها الحروب، ليقدم لها هذا الفيلم تأشيرة الدخول لعالم الإخراج، بعد اجتيازها للمرة الثانية لاختبار النقاد.

فلاش باك

«انبروكن» جاء ناقلاً لسيرة العدّاء الأولمبي الأميركي لويس زامبريني الذي مكث 47 يوماً على طوف نجاة لدى تحطم طائرته في المحيط الهادي ثم أسره اليابانيون طوال عامين، لتستعرض انجلينا بفيلمها وعبر مشاهد عديدة مدى المعاناة التي تحملها زامبريني طوال فترة أسره في السجون اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، والتي تسلح خلالها بقوة القلب والإرادة التي ساعدته على اجتياز الصعاب وعلمته معنى التسامح، ليعود زامبريني بعد سنوات عدة إلى اليابان زائراً، ومشاركاً في دورة الألعاب الأولمبية التي احتضنتها طوكيو عام 1964، حيث التقى خلالها مع سجانيه مجدداً، ليعبر لهم عما يعتمر قلبه من سلام تجاههم، رغم العذاب الذي تحمله منهم.

المتابع للفيلم الذي منحه النقاد درجات تجاوزت الـ 7، يشعر باهتمام انجلينا بتفاصيل حياة زامبريني، عبر استعراضها لجانب من طفولته التي عادت إليها بطريقة «الفلاش باك»، وعلاقته مع رفاقه خلال الحرب، وركزت كثيراً على مرحلة التيه التي عاشها زامبريني مع رفيقيه لمدة 47 يوماً بالمحيط، ليدلل ذلك على عدم اعتمادها في الفيلم على ما كتبته لورا هيلنبراند، وإنما خاضت مرحلة بحث عميقه في حياته.

رحيل زامبريني

رغم عدم تمكن لويس زامبريني من مشاهده نسخة الفيلم النهائية، بسبب رحيله عن عالمنا، في يوليو الماضي عن عمر يناهز 97 عاماً، إلا أنه يبدو كان راضياً عنه، فقد رافق، بحسب تصريحات جولي خلال افتتاح الفيلم في سيدني، فريق العمل خلال التصوير، كما اطلع على نسخة أوليه من الفيلم الذي قالت عنه جولي: «كان تحدياً، وتجربة عميقة ورائعة، فخلاله التقينا بهذا الرجل الاستثنائي، وأصبحنا أصدقاء أعزاء، وقادنا في كل لحظة بالفيلم، لاسيما في اللقطات التي لم نكن متأكدين منها، فقد كان لديه ذاكرة غير عادية».

وأشارت إلى أنها كإنسانة وكأم وكشخصية تعمل على المستوى الدولي، كانت في حاجة شديدة لأن تتعرف في حياتها على رجل مثل زامبريني لتعرف أن هناك أملاً.

البيان الإماراتية في

07.01.2015

 
 

الأربعاء 07-01-2015 12:47 | 

نيل باتريك يقدم حفل الأوسكار

كتب: ريهام جودة

اختارت الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما الممثل الكوميدي نيل باتريك هاريس ليكون المقدم الرئيسي لحفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ87 الشهر المقبل، إلى جانب عدد من المشاهير ونجوم السينما العالمية.

الأربعاء 07-01-2015 16:56 | 

آن هاثاواي تنصح مقدم حفل الأوسكار: «كن عفويا»

كتب: ريهام جودة

وجهت الممثلة الأمريكية، آن هاثاواي نصيحة إلى زميلها الممثل الكوميدي، نيل باتريك هاريس، الذي اختير ليكون المقدم الرئيسي لحفل الأوسكار في دورته الـ78 المقررة في 22 فبراير، بأن يفعل عكس كل مافعلته عام 2011 حين قدمت حفل توزيع جوائز الأوسكار، وأن يكون طبيعيا وعفويا.

وكانت «آن» تعرضت وزميلها جيمس فرانكو لانتقادات حادة واتهامات بالتصنع، عند تقديمها لحفل الأوسكار قبل 4 أعوام.

المصري اليوم في

07.01.2015

 
 
 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)