كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

هل قدم بيدرو المودوفار في «العودة» فيلم السعفة ونجمة المهرجان في «كان»...

سطحية «دافنشي كود» لطمأنة الفاتيكان وأسئلة شريرة حول «الوجبات السريعة»

كان (جنوب فرنسا) - ابراهيم العريس 

مهرجان كان السينمائي الدولي التاسع والخمسون

   
 
 
 
 

في نهاية الأمر يمكن لأهل الفاتيكان وللمؤمنين ببتولة السيد المسيح ان يطمئنوا... تماماً كما اطمأن، فجأة، جميع الذين كانوا يخشون اندفاعة غضب مسيحي تجاه فيلم «دافنشي كود»، تشبه اندفاعة الغضب التي جبهت رواية «دان براون» التي أخذ عنها الفيلم. في ما كان في الرواية نظرية شديدة الخطورة على المعتقد المسيحي، صار في الفيلم سرداً مملاً لا يقنع أحداً، بل صار مدعاة للسخرية.

عرض «دافنشي كود» في افتتاح دورة هذه السنة لمهرجان «كان» كما عُرض بدءاً من مساء الاربعاء نفسه في بلدان عدة. لكن النقاد كانوا هشموه قبل ذلك، ليس لغضبهم مما يقوله أو مسايرة للفاتيكان، بل لرداءته. هو في أحسن أحواله فيلم من الدرجة الثالثة، اخراجاً وتمثيلاً، خصوصاً من ناحية السيناريو. أحداثه تجري بلا منطق. ممثلوه يبدون في لحظات كثيرة غير دارين بما يجب ان يفعلوأ. والمخرج يبدو غائباً تماماً.

باختصار، خيبة أمل كبرى كان «دافنشي كود» في افتتاح «كان». خيبة أمل جماعية. وحدهم الأكثر تهكماً قالوا ان الفيلم لو كان من انتاج أعداء دان براون ونظريته الهرطوقية، لما فعلوا اسوأ من هذا.

إذاً، في الأمر ما من شأنه طمأنة الفاتيكان الى ان الرسالة، هذه المرة، لن تمر. بل ان الامور اسوأ من هذا: في العروض الفرنسية لليوم الاول، تجارياً، لم يشاهد الفيلم سوى نحو 230 ألف شخص، اي ما يقل عن نصف المتوقع. ومن المؤكد ان النقد، وليس الخوف من تفجيرات لم تحصل، كان هو ما حطم الفيلم. ليطمئن الفاتيكان إذاً... السينما ساعدته حيث الأدب كان آذاه.

في المقابل، لن يمكن بعد عرض فيلم «أمة الوجبات السريعة» ان يساور النوع نفسه من الاطمئنان محبي هذه الوجبات. فالفيلم، من دون ان يكون عملاً سينمائياً جيداً، يطرح على الناس سؤالاً بسيطاً: حين تشترون وجبة سريعة من اللحم... هل تعرفون حقاً ماذا تأكلون؟

للإجابة، الشريرة جداً، على هذا السؤال، أعادنا الفيلم الى ذهنية الستينات النضالية. ملأ ساعتي عرضه بكل الكليشيهات حول العنصرية الاميركية وتدمير البيئة والأكل السيئ ونضالات الطلاب وتفكك العائلة وخيبة الجيل الذي صنع الستينات. لكثرة ما أراد هذا الفيلم ان يقول لم يقل شيئاً في نهاية الامر... باستثناء كل ما في العالم من سوء حول لحم يباع كطعام ممزوجاً بـ «احزروا ماذا؟»!

في هذا الإطار واضح ان هذا الفيلم لا يطمئن.

لكن تحفة بيدرو المودوفار الجديدة «بولير» (العودة)، عوضت منذ صباح اليوم الثاني للعروض، عن خيبات أمل كثيرة. المودوفار نفسه حمل طمأنة بدوره، ولكن للنساء اللواتي يقتلن أزواجهن، هذا القتل سيمر، قال لهن، من دون عقاب... لأنه في حد ذاته عقاب إلهي. أو هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه من فيلم يعود فيه المودوفار الى عالم النساء، مندداً بعالم الرجال. ويعيد فيه الميتين الى الحياة. ويجمع اشتات الصدف صدفة صدفة لسرد حكاية بسيطة عميقة، تشبه السينما ان لم تكن هي هي السينما من دون لف أو دوران... أي تبدو وكأن فن السينما اخترع من أجلها... هنا فقط يطرح سؤال: هل قدمت هذه الدورة من «كان» مع المودوفار، اقوى ما تعرضه علينا هذا العام. هل أوضح فيلم «السعفة الذهبية» (وربما ايضاً الفيلم الذي سيعطي بطلته بينيلوبي كروز في أجمل أدوار عمرها حتى الآن، جائزة أفضل ممثلة) نفسه منذ الآن؟

ما زلنا في الايام الأولى... وأبكر من ان نجيب، طبعاً، لكن الحماس العام لتحفة المودوفار، ازداد حجماً أمام خيبتين «دافنشي كود» و «أمة الوجبات السريعة». الخيبة التي قد تحتاج تحفاً اضافية تعرض في الأيام المقبلة حتى ننساها. 

الحياة اللبنانية في

20.05.2006

 
 

يوميات مهرجان كان السينمائي الدولي... (5)

مخرج أفضل فيلم عرض في المسابقة حتى أمس

ريتشارد لينكلاتر: “أمة الطعام السريع” محنة إنسانية

“كان”  محمد رُضا:

“أمة الطعام السريع” هو أفضل فيلم شوهد في المسابقة حتى الآن. البعض لن يوافق مانحاً فيلم “فولفر” الأسباني تلك الأولوية. لكن “فولفر” فيلم بلا أجندة اجتماعية أو سياسية، كذلك فإن هناك مطارح في الفيلم يبدو كما لو كان استرسالاً في الوصف. ليس أن “أمة الطعام السريع” يخلو من شوائب بينها اضطراره لمنحى من المباشرة، لكنه في النهاية لديه رسالة يريد إبلاغها ويصرف الوقت والجهد لتوظيف مستوى فني جيّد لإتمامها.

رتشارد لينكلاتر مخرج شاب مواليد 1960 انطلق في السينما في مطلع التسعينات من القرن الماضي وعرفه المجتمع في الغرب بأفلام “فتيان نيوتن” و”حياة يقظة” و”مدرسة الروك” و”قبل المغيب” الذي كان تكملة لفيلم سابق بعنوان “قبل الشروق” الذي نال الجائزة الفضية في مهرجان برلين، وكل أفلامه هذه لم تنبئ بوجود حاجة الى طرح سياسي يتناول العلاقة بين المواطن الأمريكي والمؤسسة الخاصة او الرسمية. لكن “أمة الطعام السريع” يفعل ذلك ويفاجئنا بالنتائج.

“أمة الطعام السريع” فيلم عن تحقيق يقوم به موظف في سلسلة مطاعم همبرجر بعدما تم اكتشاف فضلات حيوانات في اللحم. من جهة مقابلة، قصة مجموعة من العمّال المكسيكيين الذين يتم تهريبهم الى أمريكا وتشغيلهم. عن الحلم الأمريكي الذي يتحقق فقط للكبار ولن يرى النور لمن هم دون ذلك. عن حاجة امريكا لنفض طريقتها في التعامل مع نفسها والحد من هيمنة الأخ الأكبر، وهو يأتي في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة كل ذلك السجال الدائر حول الهجرة غير المشروعة عبر الحدود.

جلسنا، المخرج لينكلاتر وأنا، في “كان” نتداول الفيلم من كافة جوانبه.

·     يختلف هذا الفيلم عن أعمالك السابقة جميعاً من حيث موضوعه ورسالته السياسية. الأفلام السابقة توخّت سرد حكايات ناعمة وعاطفية او شخصية لكنها مغلّفة برقّة طروحاتها. أليس كذلك؟

- أوافقك الى حد. في “قبل الغروب” و”بعد الغروب” هناك طرح لمسائل اجتماعية. لا أقول سياسية، بل اجتماعية ولو في نطاق ما يسمح به الموضوع الذي كان، كما تعلم، قائماً على لقاء شخصيّتين تتبادلان الحديث كل عن نفسها وعن الآخر. في الإطار يتيح الحوار بعض التداول في الموضوع الاجتماعي ولو عبر سلوكياتها.

·         موضوع هذا الفيلم كان يصلح لأن يكون تسجيلياً. هل توافق؟

- نعم كان يمكن للفيلم أن يكون تسجيلياً وهو مقتبس عن كتاب غير روائي لإريك شلوسر. حين جلست معه لأول مرة قلت له: أعتقد أن هذا الكتاب يمكن أن يتحوّل الى فيلم تسجيلي لكنه انطلق يتحدّث عن أفكار روائية. استمعت إليه ومع نهاية كلامي أدركت أن تحويل هذا الكتاب الى فيلم درامي أمر ممكن. الكتاب نفسه فيه ملامح روائية كافية لتطويرها الى سيناريو روائي كامل.

·         ماذا فعلت في سياق كتابة السيناريو؟

- ذهبت والكاتب الى ولاية كولورادو أكثر من مرة، وحين جلست لأكتب السيناريو عشت هناك لفترة أشتم فيها رائحة المكان. الكثير من الشخصيات تم تأليفها من معاينات ولقاءات... بعض الشخصيات المكسيكية وبعض الشخصيات الأمريكية.

·         كيف وجدت استعداد شركة الإنتاج للتعامل مع موضوع كهذا؟

- بدأت من دون اتفاق مع شركة إنتاج او توزيع. هذه جاءت في الوقت المناسب لاحقاً لتقوم بالمهمة نيابة عني. وجاءت راغبة في الاتفاق على توزيع فيلمي الآخر (عنوانه A Scanner Darkly  ومعروض داخل تظاهرة “نظرة ما”) لكنها أعجبت بهذا الفيلم واتفقنا عليه.

·         أفهم أن شركة الإنتاج جاءت بعد إتمامك التصوير؟

- كنت لا زلت أصوّر الفيلم حين بدأنا الحديث وأتممنا الاتفاق أول ما انتهيت من التصوير.

·         معنى ذلك أنها لم تقرأ السيناريو او تتدخل فيه.

- مطلقاً. لم تتدخل في هذه المرحلة على الإطلاق.

·         لكن الفيلم يحمل هويّة أمريكية  فرنسية وهناك تمويل من ال”بي بي سي” البريطانية.

- صحيح. هذا كله ورد تباعاً. كل ما كان لدينا حين بدأنا العمل هو اتصالات مستمرة لجذب الانتباه اليه.

·         ماذا تعني حين تتحدث بلغة الجمع؟

- المنتج الذي يعمل معي جيريمي توماس وأنا.

·         أين وجدت مجموعة الممثلين غير المعروفين الذين شاركوا في الفيلم؟

- نشرنا إعلانات وقامت شركة “الكاستينج” بالإشراف على هذه المسألة. حين كنت أجلس الى المرشّحين طالباً منهم تأدية مشاهد للاختبار كنت أبحث عمّن يعكس شخصية الأمريكي البحتة. الفيلم ليس هوليووديا ولا أريد شخصيات تبدو كما لو كانت جزءاً من التركيبة السينمائية الهوليوودية. كنت أريدها واقعية. كما تقول هناك مجموعة من الممثلين غير المعروفين، لكن أشلي جونسون لها أدوار سابقة وهناك مجموعة من الممثلين المعروفين أيضاً.

·         إيثان هوك يظهر في كل أفلامك تقريباً، لماذا؟

- نوع من إيمان المخرج بموهبة معيّنة وتفاهم دائم. إيثان يشاركني الرغبة في توفير افلام خاصة مثل هذا الفيلم. وهو دائما ما عكس مقدرة فائقة على تجسيد شخصية الفتى الأمريكي العادي جداً.

·         ألا تعتقد أن هناك بعض الوعظ المباشر في بعض المشاهد ومنها مشهد يتولى فيه شرح الوضع ورأيه فيه؟

- ذلك المشهد لغاية درامية وليست إعلانية. إنه المشهد الذي سيشحن ابنة أخته (أشلي جونسون) بالتساؤلات حول الموضوع المطروح. ستفهم أن الأمور ليست على ما يرام. وكما تعلم فهي بائعة في محل للأطعمة السريعة وردّة فعلها بعدما سمعت ما سمعته من عمّها دخول مكتب عملها وتقديم استقالتها. حين يسألها المدير عن السبب تقول له: “لا أشعر بأنه عمل صالح لي... هناك شيء خطأ فيه”. إذاً هو ليس خطابياً. ليس في تصوّري. لا أسعى أن أكون واعظاً بل أريد استخدام الفيلم وسيلة لفتح العين على أخطاء وعيوب أوضاع معيّنة.

·     ماذا سيكون رأي الجمهور الأمريكي في الفيلم. إنه يطرح مسائل مهمة كثيرة من بينها كيف نأكل وماذا نأكل وكيف تحوّلنا الى زبائن لمؤسسات مهيّمنة كما يطرح موضوع الهجرة غير المشروعة وما يحدث للعمّال حين يقعون تحت براثن مستغليهم الذين هم أيضا مكسيكيون يعملون للأخ الكبير.

- لا أدري إذا ما كان الوضع أكبر من قدرة الفيلم على معالجته. لكن السينما قوية لأنك تستطيع دوماً أن تتحدّث عن البشر في محنهم الإنسانية. وهذا الفيلم أساساً هو محنة إنسانية. لا أدري ماذا ستكون ردّة الفعل حياله لكني أعلم أنه ستكون هناك أشياء من خلف الستار تقع له. بالنسبة إليّ هو فيلم إنساني بالدرجة الأولى.

لقطات

*العرض الأول لفيلم “حليم” تم في قاعة بعيدة عن قصر المهرجانات، كون الفيلم أخفق سابقاً في دخول العروض الرسمية. عدد كبير من الصحافيين والسينمائيين  العرب أمّوا الفيلم الذي أخرجه شريف عرفة والذي قاد بطولته الفنان الراحل أحمد زكي. التعليق الذي انتشر بعد العرض من الحاضرين هو مزيج بين اعجاب محدود وشعور بأن الفيلم أطول بكثير مما يجب (نحو ثلاث ساعات).

 

*الذين توقعوا وصول الممثل العالمي  عمر الشريف إلى “كان” اعترفوا بأن توقعاتهم لم تتبلور عن نتيجة ايجابية. لأيام بقي  احتمال حضور عمر الشريف المهرجان أم لا أمراً عالقاً في الهواء إلى أن تأكد أن الممثل طار من باريس إلى نيوزيلاندا حيث يصوّر مشاهد من أحد أفلامه الأجنبية. الشائعات هنا تحدّثت عن أن الشريف سيقدّم فيلم “عمارة يعقوبيان”.

*المدينة تتحدث عن فيلم “كيف الحال” للمخرج ايزودور مسلّم، والسبب أنه مقدّم أولاً على أساس أنه أول فيلم روائي سعودي، وثانياً على أنه فيلم عن الصراع بين المحافظين والداعين إلى التغيير، وثالثاً على أساس انه من انتاج شركة روتانا التي يرأسها رجل الأعمال الأمير الوليد بن طلال. اهتمام الصحافة الغربية فيه تجلّى إلى الآن في عدة مقالات نشرت في مجلة “فاراياتي” المؤثّرة وفي “الجارديان” البريطانية و”نيويورك تايمز” الأمريكية.

*تبعاً للاستقبال الفاتر الذي حصده فيلم “شيفرة دا فنشي” قررت شركة صوني الموزعة اغلاق الكتاب على “كان” والاهتمام بنتائج السوق. السؤال المطروح هنا هو عمّا اذا كان الفيلم سيستطيع تحقيق النجاح التجاري اعتماداً على كل هذا الضجيج الذي حققه أو أن الكتابات النقدية التي انتشرت ، ومعظمها ضد الفيلم ودعوة المؤسسات الدينية لمقاطعته، ستؤثر عليه. الأرقام في الأيام القليلة المقبلة ستجيب عن هذا السؤال. 

مهارة فائقة في توظيف عناصر السينما

"جيش من الظلال" تحفة منسية تظهر

من حق القارئ أن يتساءل عن سبب مداومة بعض النقاد (وهذا الناقد بين هذا البعض) على الحديث عن أفلام لا يمكن مشاهدتها. حيناً ينطلق وراء فيلم صامت، وحيناً وراء فيلم من حقبة أخرى غابرة. حيناً يقفز فرحاً باكتشافه فيلماً أمريكياً منسياً وحيناً آخر يتذكر بحنان وألفة عملاً من الفترة السوفييتية أو من المدرسة البريطانية الجديدة أو ينتقل الى اليابان أو تشيلي أو إسبانيا للحديث عن بعض أعمالها.

من حق القارئ التساؤل عما يُثير النقاد في أفلام قديمة، بيضاء وسوداء في الغالب. حتى حين تكون ملوّنة تبدو كما لو كانت بيضاء وسوداء. ومن حقه أن يرتاب في أن المسألة إما أن الناقد جاوز المائة عام ولذلك يحن الى الأمس الناضر، أو أنه يحاول الظهور بمظهر من يعرف والتباهي بما شاهده على جمهور لم يشاهد شيئاً مما يذكر.

في هذه المسألة حقيقتان: الأولى أن معظم كلاسيكيات الأمس والكثير من درره السينمائية بات متوافراً على اسطوانات مدمّجة، بحيث لم يعد هناك عذر. تستطيع أن تجلس على كرسيك أمام الكمبيوتر وتطلب الفيلم الذي تريده من على الشاشة وبذلك تشارك ما يكتبه الناقد عنه.

الثانية، أن مسؤولية عدم عرض أفلام حديثة وقديمة ذات قيمة فنية عالية يتحمّله القارئ أو المشاهد مناصفة مع شركات التوزيع. شركة التوزيع هي آخر من يكترث للعب دور ثقافي أو اجتماعي في حياة الشخص. تستثمر في الرائج وليست مستعدة (إلا في حالات معيّنة) أن توفر للجمهور فيلماً من خارج الطرح التجاري البحت. والدوافع معروفة. لكن المشاهد بدوره لا يتحرك ولا يطالب ولا يشترك في تحمّل مسؤولية هذا الغياب لأنه إما لا يعرف كيف أو يكتفي بمطالعة ما يكتب عن هذه الأفلام أو لأنه لا يكترث إلا قليلاً.

النتيجة ذلك الفراغ الثقافي الذي هو جزء من الفراغ الثقافي الأكبر. والحقيقة هي أن أفلام الأمس تعاملت مع الفن والثقافة والإنسان وقضاياه بكثير من الصدق والإيمان بأهمية هذه العناصر بحيث أن مشاهدة أي منها اليوم هو حديث في الزمن الحاضر وفي الإنسان الذي يعيش هذا الزمن كما هو تعبير عن زمن وإنسان مضيا.

الصالات الأوروبية والأمريكية تشترك في نعمة واحدة: هناك بضع شركات تبحث في القديم غير المستهلك وتعيد إطلاقه. وهذا الأسبوع في الولايات المتحدة أطلق واحد من تلك التحف المنسية صوب جمهور لا يبلغ تعداده ربع الجمهور الذي يدخل “عذراء في الأربعين” ولا خمس مشاهدي “ستار وورز- الجزء الثالث” لكنهم كافون لإنجاز المطلوب: إعادة الحياة لتحفة سينمائية من دون أن يخسر الموزّع المتخصص بهذه النوعية استثماره.

الفيلم هو “جيش من الظلال”، فيلم فرنسي أخرجه جان- بيير ملفيل الذي عاش ما بين 1917 و1973 وأنجز في حياته أقل من سبعة عشر فيلماً. هذا الفيلم و”النفس الثاني” و”اللص الطيّب” و”الأولاد المتعبون” و”الدائرة الحمراء” و”الساموراي” هي أفضل تلك المجموعة الصغيرة نسبياً من الأعمال. كلها تشترك في مهارة عالية لتوظيف اللقطة والمكان والشخصية بتجانس رائع لتعكس دراما من المواقف على صعد متعددة. تشترك أيضاً في أنها أفلام تتأنى لكنها لا تتوقف عن التبلور. أبطالها أناس فاتهم قطار أول وأخير أتيح لهم في مطلع حياتهم. لم يركبوه. عانوا من ذلك وغالبوا المعاناة فتضاعفت. “جيش من الظلال” الذي أنجزه سنة 1969 يعصر هذه النواحي جيّداً.

“جيش من الظلال” يبدأ بمشهد لجنود ألمان يدخلون منطقة الشانزليزيه الشهيرة بخطواتهم العسكرية المعهودة. كل خطوة تبدو كما لو كانت موجهة ضد كبرياء الفرنسي الذي صُدم بغزو الألمان لباريس واحتلالهم لها. من هذه البداية يضع المخرج نفسه وفيلمه عرضَة لشعور المشاهد بالحرج وربما بالغضب من هذا التذكير. على المخرج ملفيل بعد ذلك تبرير بدايته وهو يفعل ذلك على خير وجه.

إنه فيلم حول مجموعة صغيرة من المقاومين الفرنسيين ضد النازية خلال 1943. هذا الفيلم مقتبس عن رواية وضعها الفرنسي جوزف كيسل في السنة نفسها لفتت نظر المخرج الذي حاول نقلها الى الشاشة أكثر من مرة ولم ينجح الا سنة 1969 ولأسباب أهمها أن كثيرين كانوا راغبين في عدم العودة الى الماضي تحت مظلة ملفيل. فأفلامه لا تعود الى الماضي بسبب الحنين، ولا تنظر الى الأمس كنافذة لطبيعة جميلة. ملفيل يعالج كل عالم وكل فترة زمنية يقدّمها على نحو مشابه. نحو داكن بشخصياته كما بأحداثه. في قلب هذه الشخصيات هنا الشخصية التي يؤديها بطل الفيلم (الراحل لينو فنتورا). ملفيل كان يحب الشخصيات ذات الأكتاف العريضة كونها قادرة، رمزياً على الأقل، على حمل هموم العالم بأسره. ولينو فنتورا دائما ما لعب شخصية الرجل الذي يحسن دفع الآخرين الى الجدار رمزياً كما فعلياً. الرجل الذي يقدر على التعنيف. والضرب وتحمّل ردّات فعل ذلك في هذا الفيلم هو سجين هارب من معسكر نازي. عليه أن يتخفّى من دون أن يختفي. لا يستطيع أن يختفي لأن عليه مهمة كلف بها نفسه. أبطال ملفيل عموماً هكذاً... يكتبون على أنفسهم تنفيذ مهام خطرة ليس حبّاً بها بل استجابة لقدر وتبعاً لمصير.

فنتورا في هذا الوضع مثله مثل الان ديلون في “الساموراي”. رجل يؤدي مهمة تحمل في طيّاتها دمار الذات. مثل تلك الفراشة التي نعلم جميعاً كيف تحرق نفسها حينما تدفعها حاجة غريبة ماسّة الى النور. الفارق أن العتمة هي القاضية وليس النور. أفلام جان- بيير ملفيل هو “سوبر فيلم نوار” يختلف عن ال “فيلم نوار” الأمريكي باختلاف تنفيذه لكنه يلتقي وإياه في كل الخطوط العريضة والأصغر منها.

أفلام اليوم ... "قصر صيفي" أزمة سياسية بلا أسباب

(قصر صيفي)

 اخراج: لو يي

  تمثيل: هاو لي، جيوا سشانونغ، هو لينغ

  صيني

من المؤسف أن الفيلم الذي سبقته دعايته حين تم الكشف عن غضب الحكومة الصينية على منتجه (فانج لي) وعلى مخرجه (لو يي) كونهما أرسلا الفيلم إلى ادارة مهرجان “كان” من دون إذن مسبق، يخفق في إثارة الاعجاب حاملاً بين طيّاته مسألة مهمة وهي هل نؤيد فيلماً يعاني من مشاكل سينمائية لمجرد أنه يحمل نقداً سياسياً أم أن التأييد السياسي يأتي في المقدّمة.

بالنسبة لهذا الناقد على الفيلم أن يحمي رسالته بصياغة ومعالجة فنية جيدة وناجحة وإلا فإن الحاجة إليه كعمل ذي رسالة سياسية تصبح مهددة بالاضمحلال تماماً. الفيلم، درامياً كان أو تسجيلياً، هو وسيط مختلف عن المسرح والاذاعة والتلفزيون يجب أن يُعامل كذلك. حين يخفق في انجاز هذه المهمة، فإن رسالته السياسية تصبح عنصراً جانبياً أقل قدرة على التأثير أو  أحياناً  التأييد.

“قصر صيفي” ل “لويي” يقع في هذا الشرك بعد قليل من بدايته. انه دراما عاطفية حول عاشقين يلتقيان قبل أربع عشرة سنة (حين يبدأ الفيلم) يقعان في الحب. تبدو الحياة بينهما آيلة إلى مستقبل عاطفي زاهر. فجأة تتدخل السلطة، عبر أحداث ساحة تيانانمن، وتقمع قصة الحب (ولو بشكل غير مقصود) ما يفرّق الحبيبين لعدة سنوات قبل لقائهما من جديد.

هذا كله يبدو حالة رومانسية وردية بالنسبة لبعض المشاهدين، لكنه على الشاشة أقل من ذلك، ويؤدي السعي المفرط في محاولة تجسيد وضع أمر معين إلى نتيجة معاكسة. هنا، تطالعنا صور مشكّلة فنياً لكنها ذات تأثير حسّي محدود. أكثر من ذلك يتحوّل الموضوع إلى متابعة تكاد لا تنتهي. الفيلم في 140 دقيقة مسهبة وطويلة وأحياناً خالية من التطوّر بين كل مرحلة زمنية وأخرى.

(الريح التي هزت الشعير)

 إخراج: كن لوتش

 تمثيل: سيليان مورفي، بادريز  ديلاني، ليام كننجهام

 بريطاني

للمخرج البريطاني كن لوتش عادةً لمسات تبحث والوضع الانساني في مجتمع ملبّد بغيوم ضغوط الحياة الاجتماعية والسياسية. وهذا الفيلم لا يختلف مطلقاً عن أفلامه السابقة في هذا الاطار باستثناء أن الدراما تمتزج بالطرح السياسي ثم تذوب فيه عوض العكس. حقيقة أن الفيلم يدهن بالطلاء الأسود كل الشخصيات البريطانية لصالح كل الشخصيات الايرلندية تقريباً يجعله طرفاً غير محايد ويؤثر سلباً على مصداقية الأحداث وعلى دفاع الفيلم عن الشخصيات التي يراها كضحية للوضع الذي كان سائداً.  وحقيقة أن الأحداث تقع في عشرينات القرن الماضي يجعل السؤال المطروح حول لماذا على مشاهد اليوم استيعاب هذا الفيلم ومشاهدته؟

انه حول الشاب داميان (سيليان مورفي) الذي يستعد لترك ايرلندا والتوجه إلى لندن بغية العمل كطبيب. لكنه يتعرض لما يقضي على استعداداته ويحوّل حياته عن الهدف الذي كان وضعه نصب عينيه.

المفكرة ... استراتيجية "دافنشي"

أخيراً عرض “شيفرة دافنشي” الذي انتظره الجميع بحرارة. النقاد كما غيرهم يلجون حالات من الحماس لمعرفة الحقيقة أو لمعرفة الخيال الذي يدّعي أنه مبني على حقيقة أو يؤدي إليها. إنهم، والجمهور العام، يريدون الحكم في قضية الفيلم. وقضية هذا الفيلم هي مدى صحّة الخطاب الذي يوجّهه للمشاهدين (والمستمدّة من الخطاب الذي وجهّه الكتاب أصلاً الى القراء) وهو أن الكنيسة الكاثوليكية، متمثّلة بالفاتيكان، تحاول إخفاء “حقيقة” مفادها أن المسيح كان تزوّج من مريم المجدلية التي أنجبت منه وتم تهريبها الى فرنسا (هل كان هناك شيء اسمه فرنسا آنذاك؟) حيث توالت سلالة المسيح الى اليوم. 

لكي يصبح الهراء مقبولاً، وما سبق ليس أكثر من ذلك، فإن على الوسيط الناقل أن يرسم ابتسامة ما على شفتيه كمن يقول: أعلم أن هذا يبدو خيالاً فارطاً لكن دعونا نسبر غوره قليلاً.

الفيلم من إنتاج شركة “إيماجن” (أي “تصوّر”) التي يرأسها كل من برايان جرايزر والمخرج رون هوارد ومن تبنّي وتقديم شركة “كولمبيا” وتوزيع شركة “سوني”. والذي أدركه جميع المشتركين هو الحاجة الى استراتيجية عمل بخصوص “شيفرة دافنشي”.

الفيلم وجد من البداية معارضة الهيئات والمؤسسات الدينية، وفي مقدّمتها الفاتيكان (الذي يبدو في الفيلم أشبه بخلية مجرمين) وهو أمر كان في مصلحة الفيلم. مثلما حدث في حالات سابقة، فالذين أحلّوا دم سليمان رشدي ساعدوا على ترويج كتابه الكاذب والمنافق. وحين هاجم اليهود فيلم مل جيبسون “العشاء الأخير” ساعدوا كثيراً على نجاحه. كان مطلوباً فقط توظيف معارضة الفاتيكان لمصلحة الفيلم لاستقطاب الجمهور الكبير.

الذي لم يكن بالحسبان هو التالي: المعارضة تنم عن اشمئزاز ورفض يشترك فيه مواطنون عاديون في الكثير من بقاع العالم. كما أن الفيلم لا يمكن الدفاع عنه حتى على افتراض أنه ليس سوى حكاية خيالية. إنه من الخفوت والقدرة على الاضمحلال خلال عرضه بحيث إن الداخلين إليه المستعدين لتبنّي وجهة نظره إذا ما كانت مقنعة يواجهون بشيء من الوعظ والمباشرة في الإلقاء والقليل جدّاً من حسن الأداء والكثير جداً من التنفيذ السيئ. بذلك، لا يخفق الفيلم في توظيف الهجوم عليه لعملية رابحة فقط (وأرقام الإيرادات خير برهان على صحة هذا التنبؤ من عدمه) بل يخفق في تسجيل نقاط رابحة بين المشاهدين وجلبهم الى افتراضاته.

“شيفرة دافنشي” عمل غير مثير للإعجاب حتى من قبل أن يرى نور العرض في الدول العربية. موزّع الفيلم ماريو حدّاد يقول لهذا الناقد بوضوح: “لن ير هذا الفيلم نور العرض لا في لبنان ولا سوريا ولا مصر ولا الأردن”. على عكس “العشاء الأخير” لمل جيبسون الذي خرج الى العروض العربية في وقت خروجه في الولايات المتحدة، ليس هناك قبول جاهز لهذا الفيلم لأنه في حين أن فيلم مل جيبسون يسرد حياة وآلام السيد المسيح فإن فيلم رون هوارد يسقط عنه القيمة الروحانية الأساسية.

على ذلك، لا بد من التساؤل حول ما إذا كان من حق أي جهة منع عرض أي فيلم لأي سبب. وهناك رأيان في هذا الصدد. الرأي الأول أن الأوان آن ليختار الناس ما يشاهدونه وما يقرؤونه وما يتفاعلون معه أو ضدّه. هذا الأوان في الحقيقة آن منذ السبعينات وأصحاب الرأي من المثقفين والمبدعين استطاعوا الضغط أحياناً فأنتجوا وأخرجوا أفلاماً عربية صعبة أو فرضوا عرض بعض الأفلام.

الرأي الثاني يقول إننا شعب مختلف عن باقي الشعوب ولدينا ما يوجب التصرّف ولعب دور الرقيب. المنع (او في حالات أخرى قص مشاهد من الفيلم) هو أهون سبيل لقطع دابر الطريق عن كل ما يمكن أن ينتج من إثارة في الشارع. وعليه فإنه عملية سريعة تضع المشاهدين المحتملين أمام الأمر الواقع. من يريد مشاهدة الفيلم الممنوع ليشاهده في باريس أو لندن.

م.ر

merci4404@earthlink.net

الخليج الإماراتية في

21.05.2006

 
 

بعد عرض الفيلم فى افتتاح "كان" أكبر مهرجانات العالم

هل نبحث عن حل شفرة دافنشى أم شفرة أزمة المجتمع والثقافة؟

نقد سينمائى: أحمد يوسف 

نعرض فيلم شفرة دافنشي أم لا نعرضه؟ هذا هو السؤال!، وكأننا جميعاً نعيش تلك الحالة من القلق التى اعترت هاملت، الذى كان يشم رائحة العفن فى كل مكان لكنه ظل زمناً طويلاً عاجزاً عن الفعل، واكتفى مثلنا بادعاء الجنون المستفز تارة لعله يدفع الأشرار للاعتراف بأفعالهم أو التراجع عنها، وتارة أخرى بتلك المونولوجات الطويلة التى كانت تعبر عما يجيش فى روحه وعقله من انفعالات وأفكار متضاربة.

الغريب فى هذا الأمر كله أن أصحاب القضية فى الغرب قرروا عرض الفيلم، بل أنه مثل أيضاً افتتاحاً لمهرجان كان هذا العام، واختلفت ردود الافعال بين الترحيب بكل الآراء تحت راية حرية الإبداع، أو الدعوة لمقاطعة الفيلم، أو اتخاذ الفيلم نقطة انطلاق لحملة تبشير واسعة بالمعنى الحرفى للكلمة يحاول فيها المؤمنون ترسيخ العقيدة لدى المتشككين فيها.

وفى الفرق الهائل بين موقفنا وموقفهم يتجسد ذلك الحال الرث الذى وصلنا إليه على كل المستويات، فهم يتعاملون مع الواقع ونحن نهرب منه، وهم جعلوا الفيلم والرواية التى يعتمد عليها ذريعة لمناقشة إيجابية تعبر عن حيوية الحياة والثقافة، بينما اكتفينا نحن ببضع عبارات غامضة مبهمة تخلط على نحو مفزع بين الأمور، وكأننا نعيد تدوير الشعارات الفارغة من المعنى والأفكار المشوشة، التى جعلت من الرواية والفيلم نوعاً من الخيال العلمي عند البعض وهى رؤية تعبر عن الجهل الكامل بطبيعة الرواية، لذلك فإن من الواجب عند هؤلاء ضرورة عرض الفيلم باعتباره إبداعاً فنياً خالصاً.

كما قارن البعض الآخر بين شفرة دافنشي وفيلم الإغراء الأخير لسكورسيزى المأخوذ عن رواية كازانتزاكس الشهيرة، بدعوى أن هذه الأخيرة ألمحت وهو أمر ليس صحيحا بالمرة إلى علاقة شاذة بين المسيح والحواريين بما يصل إلى درجة الهرطقة المنحطة، بينما تمثل رواية كازانتزاكس عند من قرأها أرقى نموذج لتصوير المسيح باعتباره ثورياً حمل صليبه على كتفه واختار الاستشهاد رغم كل الإغراءات الدنيوية التى تدعو إلى الجنة الآن من أجل إنجاز رسالته.

أفزعنى وأصابنى بالمرارة ذلك الخليط من الأفكار والمواقف الجاهزة التى لم تقرأ شفرة دافنشي أوالإغراء الأخير ولكنها لم تتردد لحظة واحدة فى أن تدلى بدلوها فيهما وفى القضية المثارة حول عرض الفيلم أو عدم عرضه، إنه الفزع والمرارة اللذان لا ينبعان فقط من هذه القضية الآنية لكنهما فى الحقيقة ينبعان من طريقتنا فى التفكير وتناول كل أمور حياتنا، وهى طريقة تعتمد على الاستسهال والأحكام المسبقة، والتعامل مع واقعنا بالقطعة دون بذل جهد حقيقى فى أن نضع الجزئيات فى سياقها الكلى الشامل، ودون أن ندعو أهل الخبرة والعلم الذين يجب ألا ينتظروا الدعوة لكى يبحثوا بجدية ما يتعلق باختصاصهم، وإن أردت مثالاً من واقعنا فخذ عندك أزمة القضاة التى كان من المفترض أن تكون فرصة حقيقية لكى تلقى الضوء الكاشف على أزمة الدولة، ليس فقط فى ذلك السعار الأمنى المجنون الذى يواجه رجال القانون وبضع مئات من المتظاهرين المحتجين، وإنما كان الواجب أن نفرد المساحات الكافية لأهل الفتوى حتى يشرحوا بلغة سهلة مبسطة ومسألة بساطة اللغة أمر حيوى للغاية كيف أنه لاتوجد لدينا دولة بالمعنى الحقيقى للكلمة فى ظل غياب استقلال السلطات.

وإن شئت مثالاً آخر أكثر مرارة فهو أن السواد الأعظم من الناس الذين ندافع عنهم لا يعلمون بوجودنا، ليس لأنهم مقصرون بل لأن التقصير يقع على عاتقنا لأننا لم نبذل جهداً حقيقياً للوصول إليهم عبر كل القنوات والوسائل التقليدية وغير التقليدية، وبالمناسبة فإن صحف المعارضة كما يطلقون عليها تكاد لا يقرأها إلا الذين يعرفون ما فيها قبل أن يقرأوها.

فلنعد إلى فيلم شفرة دافنشي الذى كتب له السيناريو أكيفا جولدسمان وأخرجه رون هوارد، وهما بذاتهما كاتب ومخرج فيلم عقل جميل والرجل السيندريلا، هذان الفيلمان اللذان تمنى كاتب هذه السطور أن يتصدى لهما علماء الرياضة التقدميون لكى يشرحوا لنا ما هى نظرية اللعبة التى اعتمد عليها الفيلم الأول وبهر بها نقادنا، والمؤرخون والاقتصاديون لكى يعرضوا لنا حقيقة اسباب ونتائج أزمة الرأسمالية فى الثلاثينات التى دارت أحداث الفيلم الثانى على خلفيتها، لكن أحداً من أولئك وهؤلاء لم يعبأ بأن يكتب النقاد المصريون بوجه خاص، وفى اختلاف حتى عن النقاد الأمريكيين أنفسهم عن الفيلمين بإعجاب منقطع النظير فى الشكل والمضمون على السواء. وربما تمر أزمة عرض شفرة دافيشي أو عدم عرضه دون أن يتصدى المؤرخون لدينا لما جاء فى الرواية والفيلم، وأرجو أن ينتبه بعض نقادنا إلى أن دان براون مؤلف الرواية الأمريكى قد وضع فى صدر روايته صفحة تحمل عنوان حقيقة بالحروف الكبيرة يقول فيها بالحرف الواحد: كل ماجاء فى هذه الرواية بصدد وصف الأعمال الفنية والمعمارية والوثائق والطقوس الدينية السرية هو وصف يتسم بالدقة، بما يوحى بأنه يعتمد على حقائق تاريخية حتى أن صحيفة يو إس توداي وصفت الكتاب بأنه حقيقة تاريخية فى شكل رواية معاصرة. وإليك هذه الحقيقة المزعومة باختصار: ظل الناس ينظرون إلى المسيح بوصفه بشراً فانياً حتى قرر الامبراطور الرومانى كونستانتين فى القرن الرابع الميلادى ولأسباب شائنة خاصة به تأليه المسيح، كما تؤكد الرواية أن المسيح تزوج من مريم المجدلية التى أصبحت أماً لأطفاله الذين انحدرت منهم سلالة لا يزال أبناؤها يعيشون بيننا، وأن يسوع أراد أن تقود المجدلية الكنيسة من بعده لكن المجتمع الذكورى وكم سيفرح دعاه الفيمينيزم بهذا التفسير! قمع هذه الفكرة حتى أنهم وصموا المجدلية بأنها لم تكن إلا عاهرة.

كما تعتمد الرواية على حقيقة تاريخية مزعومة أخري، بأنه قد تأسست فى عام 1099 منظمة سرية تحمل اسم دير صهيون حاولت أن تعيد للمجدلية حقها المسلوب، وأن من أتباع هذه المنظمة عبر العصور شخصيات مثل إسحق نيوتن وفيكتور هيجو وليوناردو دافنشى وسوف نتوقف عند دافنشى لاحقاً، بينما الحقيقية التاريخية المؤكدة أنه لم يكن لأية جمعية باسم دير صهيون وجود إلا فى عام 1956 حين زعم نصاب فرنسى ليس فى الوصف أية مبالغة يدعى بيير بلانتار أنه سليل يسوع والمجدلية، وأن له بسبب ذلك حقاً فى عرش فرنسا!، ليعترف فيما بعد بأنه اختلق هذه الكذبة اختلاقاً وقام بتزوير بعض الوثائق. لكن ما دخل دافنشى وشفرته المزعومة بكل ذلك؟ هنا تبدأ أحداث الرواية التى يقوم ببطولتها شيرلوك هولمز معاصر يدعى روبرت لانجدون يحقق فى جريمة قتل أحد القائمين على ترميم لوحات متحف لوفر، ومن خلال العديد من الألغاز المفتعلة يصل المخبر السرى إلى الحقيقة: عندما رسم دافنشى لوحة العشاء الأخير فإنه قد وضع المجدلية على يمين يسوع بما يؤكد زعم جماعة دير صهيون، بينما يؤكد كل مؤرخى الفن أن القديس يوحنا الذى كان لايزال شاباً غضاً هو الموجود فى اللوحة إلى جانب المسيح، ولأن هناك فى اللوحة اثنى عشر شخصاً حول يسوع وبفرض وجود المجدلية وسطهم فأين ذهب الحوارى الثانى عشر؟!

فلنعد إلى سؤال البداية: هل نعرض الفيلم أم لا نعرضه؟!، وهل ينبغى أن نلقى بالعبء على جهة بعينها لكى تتحمل المسئولية؟ أم أن ذلك الأمر يجب أن يصبح الفرصة المثلى لكى يقوم النقاد والمتخصصون بالواجب عليهم فى إلقاء الضوء على شكل الفيلم ومضمونه، دون ذلك الاستسهال المعتاد فى صحافتنا بأن يكتب كل منا رأيه دون أن يستند إلى دراسة جادة تدعم هذا الرأي؟ وفى الحقيقة إن كانت هذه السطور لا يمانع لحظة واحدة بل إنه يدعو إلى ذلك فى أن توضع كل الأفكار والمعتقدات والأساطير فى إطار البحث العلمى التاريخي بشرط أن يكون علمياً وتاريخياً بحق، وأن تكون كل الاجتهادات مفتوحة للبحث دون الزعم بأنها الحقيقة التاريخية دون الاستناد لمنهج علمى حقيقي. لقد قرأ كاتب هذه السطور آلاف الصفحات حول التاريخ اليهودى كما يحكيه العهد القديم، والدراسات التى تفنده أو تراجعه أو تدعمه وتعتمد على الأنثروبولوجيا أو الفيلولوجيا ومناهج التأويل، مثل دراسات جيمس فريزر وفرويد وفلايكوفكسى وكمال صيلبى وسيد القمنى وعاطف عزت وغيرهم، لكن معظم هؤلاء لم يزعموا أنهم يملكون الحقيقة وحدهم، غير أن أحد الهواة المحترفين خرج علينا أخيراً بنظرية تزعم أن إخناتون هو نفسه موسي، ويخطط للاشتراك فى فيلم يحكى لنا رؤيته التى ليست إلا انتقاء عشوائياً من الدراسات السابقة عليه، عنئذ سوف نسأل نفس السؤال: هل نعرض هذا الفيلم أم نمنع عرضه؟. لكن كل ما أرجوه حقاً مرة أخرى أن تكون هذه هى الفرصة لكى نأخذ أمورنا بالمنهج العلمى الجاد، ونشعر بصدق بأن الكلمة مسئولية تقتضى بذل الجهد الذى يمنح البعض منا فرصته لنشرآرائه العشوائية باعتباره مثقفاً، فى عصر فقدت فيه كلمة الثقافة وكلمات أخرى معناها!

العربي المصرية في

21.05.2006

 
 

القاهرة كان.. تذكرة عودة دون ذهاب

منى الغازي 

يعقد بفرنسا الآن وفى الفترة ما بين 17 و 28 مايو الجارى الدورة ال 59 فى تاريخ أهم مهرجانات السينما فى العالم وهو مهرجان كان، بمشاركة 20 فيلما فى المسابقة الرسمية تنتمى إلى 13 دولة تضم مجموعة من أهم أفلام العالم وأكثرها إثارة مثل فيلم الافتتاح شفرة دافنشي الذى منع من العرض قبل أن يراه احد بناء على منع الرواية، كذلك فيلم ماريا انطونيوني للمخرجة صوفيا كوبولا وفولفير للاسبانى بدرو المودوفار، و لبيتاكا اوبانجين لليابانى واكى كاوريزماكي، كما ضم مشاركة عربية من الجزائر بفيلم السكان الأصليين للمخرج رشيد بو شارب، وتونس بفيلم خشخاش للمخرجة سلمى بيكار، و خرمة لجيلانى السعدي، وموريتانيا بفيلم باماكو للمخرج عبد الرحمن سيساكو ويعرض خارج المسابقة فيلم البنات دول للمخرجة المصرية الكندية تهانى راشد ويعرض خارج المسابقة أيضا وعلى هامش المهرجان فيلما -حليم- و -عمارة يعقوبيان-.

يرأس لجنة التحكيم هذا العام المخرج الصينى ونج كار وتضم اللجنة الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشى والممثلة الصينية جانج زيي والنجم الأمريكى صامويل جاكسون إلى جانب المخرج الفلسطينى ايليا سليمان.

وقد عشق صناع السينما فى مصر والعالم بل ويحترمون بشكل كبير مهرجان كان الذى أصبح بمرور الأيام ودورة تلو أخرى يحتل المرتبة الأولى وبجدارة وسط مهرجانات العالم، وأبدت السينما المصرية اهتماما كبيرا للمهرجان منذ بدايته وأصبحت جائزته الكبرى أو سعفته الذهبية حلماً يراود كل سينمائى مميز على مستوى العالم.

وبتتبع تاريخ كان وارتباط السينما المصرية به نجد أن فكرة إنشاء المهرجان بدأت من خلال رابطة سينمائية فرنسية عام 1939 وحصلت على مساندة من وزارتى الثقافة والخارجية الفرنسيون، ولكن ظروف الحرب أجلت البداية وفى 20 من سبتمبر عام 1946 انطلقت شرارة كان الأولى بمشاركة فيلمين مصريين فى المسابقة الرسمية هما دنيا للمخرج محمد كريم و سيف الجلاد للمخرج والفنان يوسف وهبى الذى تم اختياره فى الدورة التالية عضوا بلجنة التحكيم للمرة الأولى فى تاريخ السينما المصرية، ثم ألغيت دورة عام 1948 بسبب ضعف الميزانية بالمهرجان وفى عام 1949 شاركت مصر بفيلمى البيت الكبير ومغامرات عنتر وعبلة لصلاح أبو سيف، ثم توقف المهرجان لنفس السبب السابق فى دورة عام 1950 وفى عام 1951 تعدل موعده ليصبح من 3 إلى 20 ابريل وغابت مصر عن دورة 1951 التى أضيفت فيها جائزة لجنة التحكيم لتعود مرة أخرى عام 1952 فى المسابقة الرسمية بفيلمى ليلة غرام وابن النيل وفى عام 1954 دخلت مصر بفيلمى الوحش لصلاح أبو سيف، و صراع فى الوادي الذى حصل عنه مخرجه يوسف شاهين على جائزة تقديرية، ومع دورة عام 1955 يتم استبدال الجائزة الكبرى بالسعفة الذهبية التى أصبحت رمزا للمهرجان وبدأ أسبوع النقاد للأعمال الأولى للمخرجين الشبان بمبادرة من نقابة نقاد السينما فى فرنسا، وشاركت مصر فى تلك الدورة بفيلم المخرج كمال الشيخ حياة أو موت، يليه عام 1956 رائعة صلاح أبو سيف شباب امرأة، ثم توقفت مصر عن المشاركة بسبب العدوان الثلاثى حتى عام 1962 لتعود للمشاركة بفيلم الحرام لهنرى بركات، وفى عام 1963 بفيلم الليلة الأخيرة ثم دخلت مصر فى معارك وأزمات وتوقف تعاملها مع الغرب كما توقف المهرجان عام 1968 بسبب أحداث مايو فى فرنسا، وفى عام 1969 غابت مصر وأضيف للمهرجان جائزة نصف شهر المخرجين برعاية مؤسسة خريجى معهد السينما، ثم عادت المشاركة فى المسابقة الرسمية بفيلم الأرض عام 1970 وحدث بعد ذلك هبوط فى المستوى الفنى للسينما المصرية استمر حتى عام 1985 عندما عاودنا للمشاركة مرة أخرى بفيلم المخرج الراحل عاطف الطيب الحب فوق هضبة الهرم فى قسم نصف شهر المخرجين والمخرج يوسف شاهين بفيلم وداعا بونابرت فى المسابقة الرسمية، وفى عام 1987 عاد يوسف شاهين بفيلمه اليوم السادس فى قسم نصف شهر المخرجين وشارك المخرج محمد خان فى قسم نظرة خاصة بفيلمه عودة مواطن وفى عام 1989 شاركت مصر بدون أفلام ولكن بعضو لجنة تحكيم هو الناقد صلاح هاشم الذى شارك فى لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية ثانى أهم جوائز المهرجان، واستمر يوسف شاهين فى تقديم أعمالة فقدم أسكندرية كمان وكمان فى عام 1990، والمصير فى عام 1997 حيث تم تكريمه ومنحه السعفة الذهبية عن مجمل أعمالة كمخرج سينمائي، ومنذ تلك اللحظة والسينما المصرية تقف على هامش المهرجان فى عروض الأفلام عدا مشاركة للمخرج يسرى نصر الله كعضو لجنة تحكيم للأفلام القصيرة.

العربي المصرية في

21.05.2006

 
 

أحمد زكى وهيثم أحمد زكى فى دور عبد الحليم حافظ فى فيلم "حليم"

هيثم أحمد زكى مفاجأة فيلم حليم فى مهرجان كان 

كان –العرب أونلاين-وكالات: حقق هيثم نجل الممثل الراحل أحمد زكى مفاجأة عبر ادائه دور الفنان عبد الحليم حافظ شابا فى فيلم حليم الذى اخرجه شريف عرفة وكتب السيناريو له محفوظ عبد الرحمن وانتجته شركة غود نيوز وعرض للمرة الاولى مساء الجمعة فى اطار مهرجان كان السينمائى التاسع والخمسين.

وفاجأ هيثم زكى بقدرته على الاداء وحضوره المميز فى أول دور سينمائى له علما أن الدور عرض عليه صدفة لانقاذ الفيلم الذى رحل الفنان أحمد زكى اثناء تصويره.

وقال هيثم أن الفضل فى ذلك يعود إلى المخرج بينما أكد شريف عرفة أن أحمد زكى هو أول من قال له أن هيثم ممثل فعلي.

وأضاف هيثم أن اداء الدور كان تحديا كبيرا إذ كان تحت صدمة موت والده.

وقدم العرض الاول للشريط بحضور فريق الفيلم وفى مقدمه هيثم زكى الذى أدى دور عبد الحليم شابا إلى جانب منى زكى وسلاف فواخرجى وجمال سليمان الذى ادى دور الصحافى الذى يسال حليم عن حياته وعزت ابو عوف الذى ادى دور الموسيقار محمد عبد الوهاب.

وحضر العرض ايضا النجمان عادل امام ومحمود عبد العزيز وأعقبه حفل فى فندق الكارلتون احتفاء باسرة الفيلم الذى واجه الكثير من الصعوبات.

ومثلما كانت روح احمد زكى حاضرة بين الجمهور وفريق الفيلم كان صوت عبد الحيلم حاضرا فى الامسية التى اعقبت العرض فصدحت الاغنيات العربية فى فضاء مدينة كان.

وصفق الجمهور طويلا حين ظهر اسم احمد زكى على الشاشة فيما قال شريف عرفة أن النجم الاسمر اقنع الجميع طوال فترة التصوير أنه بخير وقادر على الاستمرار حتى النهاية.

وقال الاعلامى المصرى عماد الدين اديب فى كلمة قدم فيها لـ حليم أن عرض الفيلم سيكون ردا على الشائعات التى قالت أن احمد زكى لم يصور سوى خمس دقائق من الفيلم قبل رحيله.

وروى ممثل شركة غودنيوز المنتجة للفيلم أنه تعهد القيام بثلاثة أمور أمام احمد زكي، انجاز الفيلم وانتاجه باحدث التقنيات فى لندن وعرضه فى كان وهو ما تحقق اليوم.

وحلم الراحل احمد زكى الذى جسد شخصيتى جمال عبد الناصر وأنور السادات باداء دور عبد الحليم وقال قريبون من زكى وحليم ان حياتهما تتشابه وتتقاطع.

واحتلت الخلفية التاريخية جزءا كبيرا من القسم الاول من حليم الذى وضع موسيقاه التصويرية الفنان عمار الشريعى مع تركيز على ارتباط فن عبد الحليم بالمراحل السياسية التى عاشتها مصر.

اما الجزء الثانى فركز على الجانب العاطفى فى حياة العندليب الذى احب وفكر فى الزواج مرة وحيدة فى حياته من شابة تنتمى الى البورجوازية المصرية لكن الفارق الاجتماعى بين عائلتها وعائلته حال دون ذلك.

كما توقف المخرج شريف عرفة عند مراحل مختلفة من حياة عبد الحليم والصعوبات الصحية التى واجهها.

وذكر الفيلم بحوادث مختلفة فى حياة عبد الحليم وخصوصا ما حدث له مع ام كلثوم فى احدى الحفلات احتفاء بعيد الثورة اذ ظلت كوكب الشرق تغنى حتى الثانية بعد منتصف الليل حتى اعتذر عبد الحليم الذى كانت وصلته بعدهاالأمر الذى اثار استياء كثيرين.

العرب أنلاين في

21.05.2006

 
 

في مهرجان "كان".. أحمد زكي حديث الصحف..

"حليم" عمل فني جميل لمخرج كبير

رسالة مهرجان كان ـ سمير فريد 

شهد سوق الفيلم الدولي الذي يقام أثناء مهرجان كان مساء الجمعة العرض الأول في العالم للفيلم المصري "حليم" اخراج شريف عرفة والذي مثل فيه أحمد زكي آخر أدواره "دور عبدالحليم حافظ".

قدم العرض في سينما ستار 2 قال منتج الفيلم عماد الدين أديب: لقد وعدت أحمد زكي بتحقيق حلمه في تمثيل دور عبدالحليم حافظ. وطبع الفيلم في معامل لندن وعرضه في مهرجان كان وقال شريف عرفة: إنه يفضل أن يتحدث الفيلم عن نفسه.

حضر العرض من نجوم الفيلم هيثم أحمد زكي ابن الفنان الراحل الذي مثل دور عبدالحليم في شبابه. واستكمل دور والده في مرحلة نضجه. ومني زكي. وسلاف فواخرجي وجمال سليمان من نجوم السينما والتليفزيون في سوريا اللذين يشتركان في تمثيل الفيلم. كما حضره محمود عبدالعزيز ونجوم فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي عرض السبت في السوق أيضاً عادل إمام وابنه محمد إمام وهند صبري وكاتب الفيلم وحيد حامد وابنة المخرج روان حامد وكل الصحفيين المصريين الذين يحضرون المهرجان أحمد عاطف وياسر محب وأحمد صالح وماري غضبان وماجدة خير الله وطارق الشناوي وأمير العمري وصلاح هاشم وناهد عز العرب وآمال عثمان ونعمت الله حسين. وفريق الفيلم المصري الذي يمثل السينما المصرية في البرنامج الرسمي للمهرجان خارج المسابقة "البنات دول" الذي يعرض الاثنين المخرجة تهاني راشيد والمنتج كريم جمال الدين وعلي مراد وعصام المغربي ومني أسعد والمونتيرة مني ربيع.

عوضت شركة جود نيوز منتجة "حليم" و"عمارة يعقوبيان" غياب اشتراك وزارة الثقافة عبر صندوق التنمية الثقافية في سوق الفيلم الدولي. وكان الصندوق يشترك منذ أكثر من عشرة أعوام حتي العام الماضي.. وجاء اشتراك "جود نيوز" مشرفاً للسينما المصرية علي عدة مستويات أولها المستوي الجيد للفيلمين. ثم إقامة مكتب كبير ومتميز في السوق. وإصدار برس بوك أنيق وشامل باللغة الإنجليزية. وتنظيم حفل عشاء بعد العرض الأول لكلا الفيلمين. والإعلامي عن الفيلمين في صحف المهرجان اليومية. وأهمها "فارايتي" الأمريكية الدولية. و"فيلم فرانسيه" الفرنسية.

أحمد زكي علي غلافين

نشر إعلان فيلم "حليم" وبه صورة أحمد زكي في دور المغني الأسطورة علي غلاف العدد الأول من "فارايتي" كان اليومية الذي صدر يوم الافتتاح الأربعاء الماضي. وعلي غلاف العدد الأول من فيلم "فرانسيه".. كان البوميه الذي صدر الخميس وعلي الغلافين مواعيد عرض الأفلام الثلاثة في السوق 6 مساء الجمعة 19 في ستار 2 و6 مساء الاثنين 22 في باليه جيه و8 مساء الأربعاء 24 في ستار .1 وفي العدد الأول من "سكرين" كان ألبوميه الذي صدر يوم الافتتاح إعلان صفحة كاملة.. عن "عمارة يعقوبيان" وعرضيه يوم السبت 20 الساعة 6 مساء في ستار 25. و9 صباح الثلاثاء في أولمبيا .4

عمل جميل لمخرج كبير

وقد جاء "حليم" عملاً فنياً جميلاً أثبت فيه شريف عرفة أنه مخرج كبير حقاً استطاع أن يتغلب علي المشاكل الفنية التي أدي إليها وفاة ممثل الدور الرئيسي قبل أن يتم تصوير دوره ببراعة. وبلغ فنان السينما الشاب الذي بدت موهبته منذ أول أفلامه ذروة جديدة في مسيرته مثل "سمع هس" و"يامهلبية" و"اللعب مع الكبار" وغيرها من أعماله المتميزة.

الجمهورية المصرية في

22.05.2006

 
 

القبس في مهرجان كان 59 : تحية إلى الأم صانعة المعجزات.. وآنا مانيافي

فيلم عودة لبدرو المودوفار: المرأة مستقبل الإنسان؟

كان - القبس - صلاح هاشم

من اجمل، ان لم يكن اجمل فيلم عرضه المهرجان حتى الآن، وبعد مرور 4 ايام على بدايته، فيلم 'عودة' للمخرج الاسباني بدرو المودفار، الفيلم الاكثر اكتمالا حتى الآن في رأينا، من بين جملة الافلام داخل المسابقة الرسمية التي شاهدناها في المهرجان، وتتنافس 20 فليما على سعفة 'كان' الذهبية.

يحكي 'عودة' عن ثلاثة اجيال من النساء من خلال حياة اسرة في قرية من قرى الريف الاسباني، يحكي عن ريموندا التي تجسد شخصيتها في الفيلم الممثلة الاسبانية بينيلوب كروز التي تتوهج وتشمخ في الفيلم بدورها، وحضورها وشخصيتها.

تعيش ريموندا مع ابنتها (17 سنة) وزوجها العاطل عن العمل في شقة بمدريد، ويبدأ الفيلم بمشهد تقوم فيه النساء بتنظيف ونفض التراب وتلميع شواهد القبور في مقبرة شعبية. ومنذ اول لحظة في الفيلم يقول لنا المودوفار ان الموت وحياة الموتى سوف تكون احد الموضوعات التي يعالجها الفيلم، ثم ندخل مباشرة الى حياة اسرة ريموندا التي يحكي عنها، فنتعرف على شخصية العمة شقيقة ام ريموندا التي ماتت، وقد حضرت الى زيارتها في التو مع شقيقتها سول، وبصحبة ابنتها المراهقة المتفتحة بأنوثتها مثل وردة.

وخلال زيارة العمة بعد العودة من تنظيف قبر الام، التي ماتت اثناء حريق نشب في القرية الصغيرة التي تعصف بها الريح، وتهدد في كل لحظة بإشعال الحرائق، تتوجه سول الى الحمام، لكنها تندهش حين تجد ان ثمة دراجة رياضية وتتساءل كيف يمكن للعمة العجوز وهي لا تستطيع ان تصعد الدرج وحدها، كيف لها باستخدام تلك الدراجة، ونكتشف من خلال حديث بولا الجارة ان نساء القرية يتحدثن عن ظهور الام من جديد في دار اختها، اي قيامها من الاموات، وعودتها بلحمها ودمها الى الحياة، وهو امر ليس بالغريب على حياة الناس في اعماق الريف الاسباني، ومعتقداتهم الدينية، ومن ضمنها الايمان بالخرافات، وتداول حكايات الارواح التي تعود الى الحياة لإنجاز وعد ما او الانتهاء من عمل لم يتم وكنوع من التطهر والخلاص.

حدث جليل

فيلم عودة يحكي عن ريموندا، وعودة امها الى الحياة من جديد، لكي تطلب من ابنتها الغفران، وحين يحاول زوج ريموندا اغتصاب ابنته في لحظة سكر، وتهدده بسكين لا يأبه للأمر ويبلغها بأنه ليس اباها، ويكرر محاولة الاغتصاب بتصميم اكبر فتطعنه بالسكين، وتقتله في محاولاتها التخلص منه، وحين تعود ريموندا - التي تقوم بدورها بينيلوب كروز - وتخبرها ابنتها وهي مذهولة بما وقع، وهي لم تسترد وعيها بعد، وتفيق على هول الحدث الجلل.

تنهمك ريموندا بسرعة في محو آثار الدم في المطبخ، وتضع جثة الاب العاطل زوجها في كيس بلاستيك، وحين يسلمها جارهم مفتاح مطعمه، لحين عودته من رحلة خارج مدريد، تنتهز ريموندا الفرصة، لكي تضع الجثة في ثلاجة في المطبخ، وتقوم بمساعدة بعض صديقاتها في الحي بتشغيل المطعم اثناء غياب الجار، ويتعهدن بإعداد اكثر من ثلاثين وجبة لطاقم العاملين في فيلم تصور احداثه في مدريد، بل ان ريموندا بمساعدة صديقاتها يقمن بدفن الثلاجة وبداخلها الجثة تحت الارض، وتتطور احداث الفيلم، ويظهر شبح الام لأخت ريموندا، ويعود معها في حقيبة السيارة الى مدريد حيث تعمل كحلاقة من منازلهن وتشتغل في بيتها.

'عودة': كيف نعيش حياتنا ونتصالح مع أنفسنا؟

وبعودة روح او شبح الام التي تظهر كما هي بلحمها ودمها، تقع عدة احداث ومواقف طريفة تؤدي الى عدة مواجهات: مواجهة بين ريموندا وامها، وريموندا وبنتها، وريموندا واختها، وجميعها تؤدي الى 'لحظات كشف' - وهنا تكمن قوة سيناريو فيلم المودوفار الملهم - لتجاوز عدة مشاكل، تمنعنا من ان نعيش حياتنا كما تفعل ريموندا في الفيلم بحرية، اذ يبحث عودة من خلال قيام روح ام ريموندا من الاموات، ومن خلال المواجهات والمآزق الطريفة التي تقع في الفيلم، يبحث في الكيفية التي يمكن من خلالها ان نتصالح مع انفسنا والعالم، ولا شيء اخر، يبحث 'عودة' في مشكلة الحياة ذاتها، وكيف نواجه انفسنا حين يحكي عن 'اسرار' وتاريخ عائلة ريموندا، ويشمخ بتصويره لشخصية ريموندا في الفيلم، ويجعلها رمزا لنساء العالم في قوتهن وجرأتهن وشجاعتهن في مواجهة الحياة والحب والموت والمصير والقدر، النار والدمار.

فيلم عودة الذي جعلنا نتعاطف من خلال متابعتنا لما يقع لريموندا وافراد عائلتها من النساء (الام والاخت والجارات والصديقات)، هو احلى واجمل واكثر الافلام عاطفية وشاعرية ضمن افلام المسابقة التي شاهدناها حتى الآن، ويشمخ فيه المودوفار بفنه وعبقريته وعشقة للسينما والميلودراما الهوليوودية الانسانية، كما في افلام دوغلاس سيرك التي تحكي ايضا عن مصائر عائلات وشخصيات، ومن خلالها نرى صورة للمجتمع الاسباني، كما في فيلم عودة.

اختيار ووجهة نظر

كما ان اختيار بينيلوب كروز لم يأت اعتباطا، فهو من وجهة نظر المودوفار تكريس لموهبتها وقدراتها، ولعل دورها هنا في هذا الفيلم، هو اجمل واهم الادوار التي مثلتها في السينما حتى الآن، وينطبق ذلك على الافلام التي مثلتها، داخل اسبانيا وعموم اوروبا وهوليوود.

ترشيح للسعفة الذهبية

واذا كان المودوفار يحكي عن ثلاثة اجيال من النساء في فيلمه، فذلك لأنه هو ايضا عاش وسط 3 اجيال وتربى وكبر في حضنهن، ولا يمل من الاعتراف بفضلهن عليه، فالمرأة كم تجسدها شخصيته ريموندا في الفيلم، وتتسامق بدورها بينيلوب كروز، سوف تكون وتمثل دائما مستقبلنا، مستقبل الانسان.

وأعتبر ان الفيلم الذي ارشحه للحصول ومن الآن - مع اغلبية نقاد المهرجان - للحصول على سعفة كان الذهبية، كما ارشح بينلوب كروز للحصول على جائزة احسن ممثلة في مسابقة المهرجان، وتحية الى سينما المودوفار وهذا الفيلم الذي يصل فيه الى قمة نضجه الفني ويشمخ بعبقريته وسينما المخرجين الانسانيين العظام، الذين يجعلوننا بأفلامهم الرائعة، كما في 'عودة' نقترب اكثر من انسانيتنا، ونحب الحياة ونقبل عليها اكثر بفضل المرأة الام والاخت والحبيبة ضد غدر الريح والنار.

كما أعتبر ان فيلم عودة الانسان الميلودرامي العاطفي والمصنوع بميزان، ومن دون مغالاة او مبالغة او تهور، وبحسه الفكاهي الحلو، وطرافته، الكوميدي والمأساوي في آن، اعتبره تحية من المودوفار للممثلة الايطالية العظيمة آنا مانياني بطلة 'روما مدينة مفتوحة' لروسوليني، وكل الشخصيات النسائية العظيمة في تاريخ السينما من الممثلات النجمات القديرات، اللواتي دخلن حياتنا من اوسع باب.

'عودة' الذي يحكي عن الحياة والموت والحب، يجعلنا نتصالح مع انفسنا والعالم، فنتطهر من كل ادراننا، وندلف الى داخل الحياة من دون خوف.

القبس الكويتية في

22.05.2006

 
 

مهرجانا كان وروتردام متقاربان في الزمان والمكان.. ولكن ..!!

كتب جاسم المطير: 

في كثير من الاحيان والحالات يميز النقاد والباحثون في السينما بين ' فن السينما' و'سياسة السينما' ثم يعطون لكل من هذين النوعين مقاسه الخاص.. فهل ينطبق هذا الامر على فعاليات مهرجان روتردام للافلام السينمائية العربية الذي يختزل نفسه كل عام إلى جانب مهرجان 'كان' السينمائي العالمي..؟

شاءت اقدار السينما ان يكون مهرجانا روتردام (هولندا) ومهرجان كان (فرنسا) متجاورين في المكان والزمان. ففي الثامن والعشرين من مايو 2006 ينتهي مهرجان كان للافلام العالمية ليبدا في 30 مايو مهرجان روتردام في هولندا للافلام العربية، فهل تتشابه الاجواء العامة بين المهرجانين.. هل هناك معطيات مشتركة بينهما.. هل هناك مثيرات سينمائية متشابهة في المهرجانين.. هل توجد مشتركات..؟

انا بالطبع في معرض الإجابة عن هذه الاسئلة اميل إلى النفي لعدة اسباب، موضوعية وذاتية، تتشكل منها على وجه التحديد تحديات كبرى تواجه الفيلم العربي التي في مقدمتها تحديات التخلف، لان مرجعية مهرجان روتردام مستندة إلى الافلام العربية وتجاربها، المتقلبة والمتعثرة، وهي افلام تعبر، على العموم، عن خصوصية لا تساعد في رفع فعلها الحضاري إلى مستوى ما وصلته الفنون السينمائية العالمية في تكويناتها الذاتية المعتمدة في كل عام على مبادئ الإبداع والتجديد والابتكار في مختلف ميادين تكنولوجيا التصوير والإنارة والمونتاج.. وكذلك الحضور الدائم في ميادين الفعل السياسي والثقافي والحضاري بمختلف تجلياته في العالم الغربي.

ضمن إطارات متعددة استطيع القول ان السمات والملامح العامة للمهرجانين (روتردام وكان) تتفاعل مع الكثير من القيم والمعايير المحيطة ببيئة كل من المهرجانين، مما يجعل مفردات اهداف مهرجان روتردام في منتهى التواضع، اي بالكاد يستطيع المهرجان ان يشبع حاجاته بينما نجد ثقافة مهرجان كان لها تصرفاتها وانفعالاتها وقدراتها واتجاهاتها بما تملكه السينما في العالم الرأسمالي من تفرد في الفن والاسلوب الذي يتزايد طموحه بتحقيق قفزات كبرى كل عام.

بصورة عامة يمكن التمييز بين مهرجان روتردام للفيلم العربي ومهرجان كان للفيلم العالمي بما يلي:

1 ـ يمر مهرجان كان هذا العام بالذكرى السنوية الستين لتأسيسه بينما يمر مهرجان روتردام بالذكرى السنوية السادسة، ولا شك في ان هوية وقدرات المهرجانين تنبع من الوضعية السيكولوجية والعقلية التي تسم مرحلتي الطفولة (مهرجان روتردام)، ومرحلة النضوج والتكامل (مهرجان كان).

2 ـ تعتمد عروض ونفائس وتنظيمات مهرجان 'كان' على قوام ميزانية سنوية ضخمة بلغت هذا العام 20 مليون دولار بينما يرسم مهرجان روتردام حدود فعالياته واهدافه على ميزانية سنوية لا تتجاوز عشرات الآلاف من اليوروات.

3 ـ يتوافد على مهرجان كان سنويا ما لا يقل عن 30 الف من المختصين والنقاد والحرفيين السينمائيين العالميين مما يشكل لقاءات رفيعة المستوى لتبادل الخبر والتجارب السينمائية. بينما لا يتوافد على مهرجان روتردام غير بضع مئات من المشاهدين الهولنديين وبضع عشرات من الاختصاصيين السينمائيين العرب (75 شخصية سينمائية عربية واوروبية) في دورة عام 2006 مثلا.

4 ـ يحضر مهرجان كان خمسة آلاف صحافي لتغطية اعمال المهرجان وفعالياته بينما لا يحضر مهرجان روتردام سوى عشرات الصحافيين لتغطية اخبار المهرجان ومناقشاته.

5 ـ يعتمد مهرجان كان على نظام إداري متين يشارك فيه مجموعة كبيرة من الإداريين السينمائيين العالميين المعروفين بكفاءاتهم وتجاربهم محاطين بالمعاونين والمستشارين والخبراء، بينما يعتمد مهرجان روتردام على إداريين من ثلاثة شبان هولنديين ـ من اصل عربي ـ طموحين ونشيطين يحاولون بجهود محدودة ان يدخلوا بصعوبة بالغة إلى مستوى نموذجي.

6 ـ يهدف مهرجان كان إلى تسليط الضوء سينمائيا على ابرز قضايا المعرفة والإنسان في البلاد الغربية وفي عصر العولمة والحداثة التكنولوجية، بينما يركز مهرجان روتردام اهدافه على بعض معالجات مشاكل الإنسان العربي، وعلى معالجات في قضايا الصراع العربي - الإسرائيلي، وعلى اسس العلاقات السليمة بين الشرق والغرب وعلى حوار الاديان والتعايش السلمي.

7 ـ يجري عرض الافلام السينمائية اثناء انعقاد مهرجان كان بأرقى صالات العرض السينمائي في مدينة كان على الريفيرا، المجهزة بأرقى وسائل وتكنولوجيا وادوات العرض السينمائي التي يجري تجديدها سنويا، بينما تعرض افلام مهرجان روتردام في دور وصالات عرض اعتيادية.

8 ـ يهدف مهرجان كان بالدرجة الاولى إلى الحصول على امتياز سنوي يحقق سوقا يوفر الربح للشركات السينمائية العالمية، بينما يهدف مهرجان روتردام للفيلم العربي ان يكون وسيلة من وسائل الحوار العربي مع إنسان الغرب.

هذه اهم نقاط الفرق بين نوعية مهرجانين يسعى فيه مهرجان روتردام للفيلم العربي الذي استطاع خلال 6 دورات ان يثبت وجوده، وان يساهم في عملية تجاوز الازمة المزمنة والخانقة التي يواجهها الفيلم العربي، وان يتمسك بفكرة خلق فضاء سينمائي عربي قادر في مدينة روتردام ، في قلب اوروبا، ان يقدم فيها عروضا للافلام العربية لنشر تجارب السينما العربية وصولا إلى حوار نشيط مع السينمائيين الغربيين، كخطوة من خطوات العمل لتذليل الصعوبات الجمة امام السينمائيين العرب في الطريق السينمائي الطويل.

القبس الكويتية في

22.05.2006

 
 

عمارة يعقوبيان يلقى استحسان النقاد فى مهرجان كان 

كان –العرب أونلاين-وكالات: لاقى فيلم عمارة يعقوبيان المصرى للمخرج مروان حامد الذى عرض فى سوق مهرجان كان السينمائى التاسع والخمسين استحسان النقاد العرب والاجانب.

وقال احد نقاد السينما العرب مساء الاحد وهو يغادر قاعة العرض بعد مشاهدة الفيلم الذى حضره عدد من الممثلين فى الشريط وفى طليعتهم عادل امام انه تحفة سينمائية.

اما الناقد قصى صالح الدرويش فقال "انا متفائل باننا سنرى ونسمع عن افلام جديدة لمروان حامد بمستوى عالمي.

واضاف يجب أن لا ننسى بان هذا الفيلم لا ينتمى لنوع السينما التجارية وليس من النوع الذى يجمع عددا كبيرا من الجمهور.أتمنى أن يكون ناجحا فى السينما العربية وعالميا.

وقالت هند صبرى التى تودى أحد أدوار البطولة مروان أعرفه جيدا وهو متميز وسيكون من أفضل المخرجين فى العالم العربي.

رأى كرره ايضا عادل امام الذى قال بأن مروان حامد كان قويا ومتمكنا.

ويعبر الفيلم عن لغة سينمائية راقية تعرف الوصول الى حلول اخراجية لمواقف صعبة كما يعبر عن تفوق فى ادارة الممثلين واختيارهم0 ويستمر الفيلم ساعتين واربعين دقيقة تتوالى فى مونتاج مدروس نجح فى تشرب جميع عناصر رواية علاء الاسوانى وسبكها فى قالب السيناريو الذى خلق جوا صحيحا مقنعا وصورة جيدة قلبا وقالبا.

وقد أجاد عادل إمام فى دور زكى ابن الباشا والثرى سابقا وأدى دوره بعمق وكثافة رغم خفة الدم التى تميز بها دائما أما محمد عادل امام فقد أجاد هو الاخر أداء دور الشاب الباحث عن مكان له فى مجتمع مصر الخمسينات حيث تتحكم الطبقية بمصائر الأشخاص ومستقبلهم.

وكان الفيلم انتزع أخيرا جائزة أفضل فيلم للعمل الاول للمخرج فى مهرجان تريبكا فى نيويورك وهو مهرجان أسسه الممثل والمنتج روبرت دى نيرو.

كما نال الفنان الكبير عادل إمام جائزة القصير ليلى فإن الشريط أتى ناضجا ومكتملا ويراعى جوانب فنية كثيرة من البداية حتى النهاية ما سيخوله من دخول مهرجانات جديدة بعد مشاركته الأولى فى مهرجان برلين السينمائي.

وسيشارك الفيلم قريبا جدا فى مهرجان لندن ثم فى مهرجان لوكارنو كما سيشارك فى مهرجانات كثيرة فهو مطلوب لمهرجانات فى الهند واليابان.

وقال عماد الدين اديب منتج الفيلم المسوول فى شركة غود نيوز بعد أن كلف انتاج الفيلم 4 ملايين دولار أن شركة باك فيلم التى يراسها الفرنسى جان لابادى اشترت حقوق توزيع الفيلم فى كندا واستراليا والأميركيتين.

وستوزع نفس الشركة الفيلم فى فرنسا حيث سيخرج بخمسين نسخة ما يعتبر سبقا بالنسبة لنسخ الأفلام العربية التى تعرض فى بلدان أوروبية عدد النسخ الموزعة قد يفوق ذلك بعد مشاركتنا المعلنة فى مهرجانات جديدة .

ويشدد اديب على أن القيمة الادبية هى التى تفيدنا أكثر من القيمة المادية وقد تعاملت مع مخرجى حليم وعمارة يعقوبيان كمخرجين يعرفان مشاكل السوق ويفهمان ما يؤثر فى الجمهور ولم يكن المخرج يعود إلى إلا فى حالة وجود مشكلة فعلية.

وسيخرج فيلم عمارة يعقوبيان إلى الصالات المصرية فى 21 حزيران/يونيو القادم بعد أن اقتبس وحيد حامد السيناريو المحكم الكتابة عن رواية علاء الاسوانى التى تحولت الى ظاهرة فى العالم العربى وباعت مائة الف نسخة قبل أن تترجم إلى عدد من اللغات.

اعتبر المنتج أن سر نجاح هذا الفيلم أنه انجز بحب. حب عبر عنه عادل إمام بالقول عندى صورة لمروان حامد وهو فى حضنى فى عمر الست سنوات اما عن الدور الذى ادته بجانبه محبوبته فى الفيلم هند صبرى فيقول انها عفريتة وممثلة ممتازة .

من ناحيتها قالت هند صبرى انها بوقوفها امام فنان بحجم عادل امام حققت حلم طفولة جميل واى حد فى العالم العربى يعشق عادل امام .

العرب أنلاين في

22.05.2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)