كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

يوميات مهرجان كان السينمائي الدولي...(1)

مخرج فلسطيني في لجنة التحكيم للمرة الأولى

الإنطلاقة بفيلم مهرب وآخر ضد الفاتيكان

“كان”/ محمد رضا

مهرجان كان السينمائي الدولي التاسع والخمسون

   
 
 
 
 

اليوم، الأربعاء، يفتتح مهرجان كان السينمائي الدولي دورته التاسعة والخمسين بفيلم شهد ولا يزال ضجّة كبيرة. إنه اقتباس هوليوودي لرواية كتبها الأمريكي دان براون اعتمد فيها على بعض الأبحاث التي قام بها كتّاب آخرون وصاغها في عمل تشويقي شهد رواجاً مفاجئاً في سوق الكتب. الفيلم هو “شيفرة دافنشي” وسيكون من المثير معرفة ما إذا كان رون هوارد صاغ في النهاية، وبعد كل السلسلة الطويلة من الأفلام التي حققها خلال العشرين سنة الماضية، عملاً جيّداً او آن له أن يجرب التمثيل مرة أخرى 

ولرون هوارد أفلام تستحق الإشادة. فيلمه عن رجال الإطفاء “باكدرافت” ليس رديئا، وفيلمه عن الملاكم الذي عاد الى الحلبة قبل فوات الأوان “رجل السندريللا” فيه مميزات أكيدة، كذلك “عقل جميل” وكلاهما مع الممثل الفذ حين يريد راسل كراو. المشكلة بالطبع هي أن معظم أفلامه الأخرى (لديه نحو 23 عملاً كمخرج) تعاني من تلميع هوليوودي يطغى على الجوانب التي كان عليها أن تبرز أكثر من سواها. أو أنها -ببساطة- خالية من أسباب الجودة (“مفقود”، “إد تي في”، “أبوّة” الخ...).

“شيفرة دافنشي” لا يشارك في المسابقة وإنما فيلم الافتتاح فقط، وذلك سيعفي رئيس لجنة التحكيم المخرج وونج كار- واي من التحوّل الى رأس حربة في هجوم الفيلم على الكاثوليكية فيما لو كان مشتركاً وفاز. إنه أمر مستبعد الحدوث حتى ولو كان الفيلم متسابقاً، لكن عدم فوزه أيضاً لو كان مشتركاً سيوصم الفيلم بما يضر مصالحه التوزيعية. شركة كولمبيا زرعت 125 مليون دولار، غير لوازم الدعاية ومصاريف “كان”، في تربة هذا الفيلم والهجوم عليه من قبل الكنيسة الكاثوليكية أكبر من أي هجوم ناله فيلم هوليوودي او أوروبي تعرّض للفاتيكان سابقاً. والمشكلة تكمن في التالي: الفاتيكان يتعرّض منذ عدة سنوات لهجوم مركّز فيما يشبه خطّة. الذين لديهم موقف من هذا الرأي يقولون إنها نظرية مؤامرة أخرى، لكن من المثير مراجعة كل ذلك الكم من الأفلام القديمة والحديثة التي تعرّضت إن لم يكن للمؤسسة الكاثوليكية فللمؤسسة المسيحية ككل.

ويترأس لجنة التحكيم في مهرجان هذا العام وونج كار- واي وهو مخرج صيني ولد في مدينة شنغهاي قبل نحو 45 سنة (ليس هناك ذكر لتاريخ ميلاده في أي من المراجع التي فحصناها). انتقل الى مدينة هونج - كونج مع والديه حين كان في الخامسة من عمره، ووجه اهتمامه الى الإخراج بعد سنوات من كتابة السيناريو. فيلمه الأول مخرجاً كان “بينما تمضي الدموع”. في العام 1990 أنجز فيلما أفضل هو “أيام العبث” وبعده “رماد الزمن” الذي كان نقلة الى الخلف. في العام 1998 بدا وكأن هذا المخرج قرر نفض تجارب الأمس المتقلّبة وشق طريقاً أكثر فنّية لذلك جاء فيلمه “ملائكة متساقطة” نوعاً من البداية الجديدة وحين حقق النجاح “في مزاج الحب” (2001) عزز هذا التوجه وهو تبعه بفيلم “2046” الذي عرضه مهرجان “كان” قبل عامين.

وجود وونغ كار- واي على رأس لجنة التحكيم هذا العام يلفت النظر من حيث أنها السنة التي لم يجد فيها المهرجان فيلما شرق آسيوي يعرضه في المسابقة باستثناء فيلم صيني واحد بعنوان “قصر صيفي” وهذا الفيلم -تقول الحكومة الصينية- لم تسمح بتوريده. حسب “قسم العلاقات الخارجية” في الحكومة فإن منتج فانج لي ومخرجه “كيم كي- دوك” هذا الفيلم كيم كي-دوك كسر القوانين المتبعة وأرسل الفيلم الى مهرجان “كان” من دون المرور بها وأخذ الموافقة. لكن المنتج يقول إنه لم يعرض الفيلم على “كان” ولا يدري كيف وصلت النسخة الى هناك.

وأعضاء لجنة تحكيم الأفلام الروائية ينقسمون الى فئتين: مخرجين ذكور، وممثلات أناث، الى جانب المخرج الصيني الذي يقود اللجنة هناك المخرج الفلسطيني إيليا سليمان والمخرج الفرنسي بياتريس ليكونت والمخرج - الممثل الأمريكي تيم روث، والممثلات هن هيلينا بونهام كارثر (بريطانيا)، ومونيكا بيلوتشي (إيطاليا)، وزانغ زيي (الصين). الباقون هم المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتل والممثل الأمريكي سامويل ل. جاكسون. ولأن رئيس لجنة التحكيم في المهرجان صيني هل كان يجب أن يكون هناك صينيان في لجنة التحكيم؟ أليس هذا أمرا ناشزاً؟ نعم تيم روث ممثل أمريكي وسامويل ل. جاكسون ممثل أمريكي لكن أحدهما ليس رئيساً. ثم ما حكاية تعيين مخرجة حققت فيلماً واحداً فقط (“الفتاة المقدّسة”) في لجنة التحكيم؟ لم أر فيلمها وربما كان تحفة التحف لكنها ما زالت جديدة جداً وعليها أن تحكم على تجارب وأساليب وأعمال متناقضة.

ما سيجري هذا العام سيلتقي مع ما جرى في الأعوام السابقة من حيث إن قيمة الفائز بالسعفة الذهبية كبيرة معنوياً متوسطة الفاعلية فنياً وتكاد تكون معدومة القيمة تجارياً. يكفي النظر الى الأفلام التي ربحت السعف الذهبية في السنوات  الأخيرة وما آلت إليه:

- سنة 2000 فيلم لارس فون ترايير “راقصة في الظلام” شهد إعجاباً حافلاً وقبولا نقدياً واسعاً مكّنه من نجاح تجاري طيّب ونادر: 36 مليون دولار من السوق العالمي بما فيها 4 ملايين دولار من السوق الأمريكية.

- 2001: “غرفة ابني” للإيطالي ناني موريتي، المشترك حالياً بفيلم “التمساح”، وحصد 11 مليون دولار بينها مليون واحد من التوزيع الأمريكي.

- أفضل نتيجة كان الفيلم الذي فاز سنة 2002 بعنوان “لاعبة البيانو” للمخرج ميشيل هينيكي. الذي حصد 88 مليون دولار عالميا ومن أمريكا 33 مليون دولار، وأهم نجاح لفيلم غير أمريكي حمل سعفة المهرجان الدولية.

- .. وأهم من النجاح الذي حققه الفيلم الأمريكي “فيل” في سن 2003 فيلم “غاز فان سانت” الذي جلب ما مجموعه تسعة ملايين دولار من كل أنحاء العالم بما فيها البلد المنتج الولايات المتحدة.

- 2004 فيلم مايكل مور “فهرنهايت 11/9” والذي حصد الإقبال الأكبر لكن ليس بسبب السعفة وانما بسبب الرسالة السياسية العاصفة التي حملها. وجلب الفيلم المناهض للسياسة الأمريكية الخارجية جلب من داخل الولايات المتحدة 119 مليون دولار (أعلى رقم يستحوذه فيلم تسجيلي هناك في التاريخ) و103 ملايين دولار من عروضه حول العالم.

- “الطفل” في العام الماضي (للمخرجين جان بيير ولوك داردين) جلب 4 ملايين و700 الف دولار عالمية وأقل من نصف مليون دولار في أمريكا.

وما سبق يعطينا فكرة جيّدة عن أن ذهبية “كان” هي “قصدير” في الولايات المتحدة، وليس السبب كامناً في سوء التوزيع، بل في حقيقة أن ما يثير الناس هنا ليس بالضرورة ما يثيرهم هناك. الاستثناءات بالطبع موجودة وبنحو ملحوظ، لكن المشكلة هي أن الغالبية لا تتكلم ذات اللغة. أولاً الفيلم الفني له جمهور قليل نسبياً عن الفيلم التجاري، ثانياً عقول معظم المشاهدين حول العالم من عالمنا العربي الى الهند الى جنوب شرق آسيا الى أمريكا وأوروبا مرتبطة بتوم كروز وتوم هانكس وليس بميشيل هنيكي او جان- لوك جودار. وهي التي تقرر مصير هذه الأفلام.

لكن - وعلى الرغم من كل ما قلناه عن “كان” وانزلاقه الى الأضواء الكبيرة وتفضيله كم الحملة الإعلامية على نوعية الأفلام، الا أنه لا يزال المكان الأفضل لإطلاق فيلم فني.

من الذاكرة

- 1955: المخرج المصري الكبير الراحل كمال الشيخ عرض فيلمه “حياة أو موت” في مسابقة تلك الدورة. الفيلم كان من بطولة مديحة يسري التي عرفت شهرة عالمية، ولو محدودة، ويوسف وهبي وعماد حمدي. والمخرج البريطاني ثورولد ديكنسون عرض فيلمه المتصهين “التل 24 لا يجيب” الذي شارك كفيلم “إسرائيلي”.

- 1968: اقتباس أدبي كبير آخر توفره السينما الروسية (الاتحاد السوفييتي آنذاك) متمثّلاً ب “آنا كارينينا” للمخرج ألكسندر زاركي.

- 1976: رئيس لجنة التحكيم لدورة هذا العام كان الروائي الأمريكي تنيسي ويليامز ومن بين الأعضاء المخرج كوستا-غافراس والممثلة شارلوت رامبلينغ والمنتج ماري كيشي غوري.

- 1981: واحدة من أنجح الدورات. المخرجون المشتركون فيها كانوا من بين الأفضل والاهم عالميا ومنهم: المجري إستفان غال، والبولندي أندريه وايدا، والبريطاني جون بورمان، والأمريكي مايكل شيمينو، والإيطالي برناردو برتولوتشي، والسويسري ألان تانر، والبريطاني كن لوتش، والمجري استفان زابو والإيطالي إيتوري سكولا.

- 2005: جوائز العام الماضي كانت “الطفل” لجان بيير ولوك داردين الذي نال السعفة الذهبية، “زهور مكسورة” للأمريكي جيم يارموش ونال الجائزة الكبرى (الثانية) ونالت هانا لازلو جائزة أفضل ممثلة عن “منطقة حرّة” بينما نال الأمريكي تومي لي جونز جائزة أفضل ممثل عن “ثلاثة مدافن لملكيداس استرادا”. أفضل أفلام الدورة كان “مخبوء” لميشيل هانيكي لكنه خرج بجائزة أفضل إخراج فقط.

المفكرة ... كان.. الهالة والحقيقة

اعتاد النقاد الأمريكيون النظر بعين النقد الى مهرجان “سندانس” الذي يُقام في الشهر الأول من كل عام في مرتفعات ولاية يوتا الأمريكية. هناك بين الثلوج يمزج المشاهدون بين مشاهداتهم لأفلام جديدة مستقلة الإنتاج وبين استقبالهم لنجوم السينما. وفي حين أن المهرجان لا يزال يعتبر نفسه الأول في مجال تقديم تلك السينما الشابّة عموماً، الا أن الأضواء التي تصاحب النجوم الوافدين والأخبار التي تلاحق حفلاتهم او تواكب الاتفاقات التي تعلن في أرجائه كثيراً ما تخل بهذا التوازن. هنا ينظر النقاد الى “سندانس” على أساس أنه “مهرجان باع نفسه”.

بودي أن أعرف ما يفكّر النقاد، بمهرجان “كان” وهو ينزلق أكثر فأكثر كل عام الى محيط من الهالات والأضواء. معظمنا يعلم الحقيقة، يقصد أن ينقلها كما هي لكن إذ يفعل يشترك في تأليفها. أليس المطلوب من الناقد او الصحافي تغطية المهرجان وذلك من صحيفته او من المهرجان نفسه؟ نعم. إذاً كيف سيتسنّى له فعل ذلك من دون الاشتراك في التركيبة التي بنى “كان” عليها هالته في السنوات الخمس الأخيرة؟

بعضنا يكتفي بنقل الأفلام الى القراء. معظم هذه الأفلام لا ترى النور في أي مكان خارج أوروبا (وبعضها لا يعرض حتى أوروبياً). لكن حتى اولئك الذين لا يريدون من “كان” سوى مشاهدة الأفلام والكتابة عنها إنما يبدأون بنقل اختيارات “كان” التي تصيب وتخطئ وتلتوي -أحياناً- تحت ضغط الحاجة الى نجم من هنا وجيش إعلامي في المقابل. لكن إذا ما كان ثمن نقل الأفلام الفنية الى القرّاء كونهم لن يطيروا الى “كان” لمشاهدتها لكنهم مستعدون لقضاء الوقت المطلوب مع الناقد الذي سيوفرها لهم كتابة، إذا ما كان هذا الثمن يتطلب جهداً إضافياً من الناقد ليتحمّل تبعات الأوجه الأخرى التي لا يحب الاشتراك بها لكنه سيفعل، فليكن هذا. علماً بأن كل شيء (باستثناء حكايات من سهر مع من؟ وماذا أرتدت الممثلة لحفلة السهرة؟ ينضوي في نهاية الأمر تحت بند الكتابة الفنية. أمر آخر يمكن أن يكون مثيراً ومجدياً.

الخليج الإماراتية في

17.05.2006

 
 

في مهرجان كان.. "شيفرة دافنشي" فشل في إقناع المشاهد بحكايته الخيالية حول زواج المسيح بمريم المجدلية

الفيلم يكشف الارتباط بين العولمة وإثارة الصراعات الدينية في العالم

رسالة مهرجان كان: سمير فريد

افتتح أمس الأربعاء مهرجان كان السينمائي الدولي ال 59 الذي يستمر حتي 28 مايو حيث تعلن جوائزه. ويعد أكبر مهرجانات الفنون في فرنسا وأكبر مهرجانات السينما الدولية في العالم من حيث الكم والكيف معاً عرض في الافتتاح الفيلم الأمريكي "شيفرة دافنشي" إخراج رون هوارد الذي وصفته "نيوزويك" مطلع العام بأنه "فيلم 2006" وأعلن المهرجان مبكرا عن عرضه في الافتتاح خارج المسابقة حسب التقليد الذي وضعه مهرجان كان وكذلك بالنسبة لفيلم الختام الذي يعرض خارج المسابقة أيضا.

الضجة التي أثارتها رواية دان براون منذ صدورها عام 2003 وباعت عشرات الملايين من النسخ بلغات مختلفة أثارها الفيلم أيضا حيث تزعم ان المسيح عليه السلام تزوج مريم المجدلية وأنجب منها سارة التي تم تهريبها إلي فرنسا وان صوفي الشخصية الرئيسية التي تعمل في الشرطة الفرنسية عام 2003 هي آخر سلالة سارة ابنة المسيح وان هناك جماعة سرية تحفظ السر وان الكنيسة الكاثوليكية تعمل علي قتل كل من يحاول إفشاءه.

وقد لجأ دان براون الذي أصدر أول أعماله عام 1998 وكانت "شيفرة دافنشي" رابع رواياته وأكثرها نجاحا بل أصبحت من أكثر الكتب رواجا في التاريخ إلي محاولة إقناع القاريء بحكايته الخيالية عن طريق دمج وقائع تاريخية وأوصاف لأماكن حقيقية وذكر لأسماء شخصيات حقيقية منها ليوناردو دافنشي الذي استخدم اسمه في العنوان علي أساس انه وضع شيفرات في عدد من لوحاته مثل "العشاء الأخير" و"موناليزا".. تشير إلي سر زواج المسيح والمجدلية.

ويضع براون كل المعلومات الحقيقية والاستنتاجات الخيالية في سلة واحدة علي لسان شخصية عالم أمريكي يسميه روبرت لانجرون متخصص في دلالات الرموز التاريخية والدينية.

ولاشك ان رواية من الروايات البوليسية المشوقة المكتوبة ببراعة حرفية عالية تنم عن موهبة أدبية تستفيد كثيرا من المونتاج السينمائي ومن فكرة الدمج بين الروائي والتسجيلي وهي فكرة سينمائية أساسا وصل بها إلي الذروة الكاتب الايطالي أمبرتو ايكو في "اسم الوردة" منذ أكثر من 25سنة وتأثر بها عدد كبير من كتاب العالم ومنهم كتاب مصريون وعرب.

وقد ترجمت الرواية إلي العربية في بيروت عام 2004 ولكن صودرت من الأمن العام بناء علي طلب مركز الاعلام الكاثوليكي في لبنان. وكما ارتفعت أصوات الكاثوليك والمسيحيين عموما ضد الرواية ارتفعت ضد الفيلم أيضا حتي قبل أن يعرض وكان قد أعلن عن عرض الفيلم في مصر ابتداء من أمس 17مايو وعرضت المقدمة الإعلانية علي 8 شاشات في القاهرة والاسكندرية وفجأة منعت المقدمة قبل اسبوع من الموعد المقرر. وقال مدير الرقابة ان الفيلم لم يصل إلي الجهاز التابع لوزارة الثقافة ليمنع أو يعرض!!

ورغم ان الفيلم يعرض من اليوم علي آلاف الشاشات في أوروبا والصين واليابان ومن الغد في أمريكا وكندا. إلا ان شركة كولومبيا سوني التي توزعه لم تعرضه أية عروض خاصة ولا حتي لأصحاب دور العرض التي يعرض بها ومعني هذا ان الفيلم يعرض من دون نشر ولا مقال واحد عنه بأي لغة من اللغات. ولأول مرة في تاريخ مهرجان كان الذي يحتفل بالدورة ال 60 العام المقبل قررت إدارته عرضه عرضا خاصا في الثامنة والنصف مساء الثلاثاء للصحفيين الذين وصلوا عشية الافتتاح وأدي ذلك إلي وصول عدد كبير منهم إلي المهرجان لحضور ذلك العرض الأول في العالم بالمعني الحرفي للعبارة. وقبل 30 دقيقة من بدء العرض كانت قاعة كلود ديبوس التي اقيم بها "ألف مقعد" كاملة العدد حيث شاهده كاتب هذه السطور. ومن الجدير بالذكر ان الموسيقار الفرنسي كلود ديبوس أحد الشخصيات التي يذكر براون في روايته انها كانت من قيادات احدي الجمعيات السرية التزم الجميع الصمت طوال ساعتين ونصف الساعة هي مدة عرض الفيلم ولم يغادر أحد القاعة ولكن بعد العرض لم يصفق ولا حتي فرد واحد بل وتعالت بعض صيحات السخرية والاستنكار انه فيلم 2006 فكما كانت الرواية هي رواية 2003 ولاتزال تطبع بالملايين سيشاهد الفيلم الملايين ولو من باب الفضول ونتيجة الحملة الدعائية الهائلة التي سبقت العرض وخاصة مع افتتاح مهرجان كان ومن ناحية أخري فهو أحدث أفلام أحد كبار مخرجي هوليوود الفيلم الثامن عشر لرون هوارد الذي ولد عام 1955 وأخرج أول أفلامه عام 1977 ومن بينها تحفته "أبوللو13" عام 1995 وأحدثها "سندريللا مان" عام 2005 ويشترك في تمثيله أحد أكبر نجوم هوليوود "توم هانكس" في دور روبرت لانجرون ونجمة السينما الفرنسية اودري تاتو في دور صوفي وسير ايان ماكلين والفريد مولينا وجان رينو وبول بيتاني.

"شيفرة دافنشي" ليست من الأدب العظيم وكذلك فيلم رون هوارد ليس من السينما العظيمة انه ضجة كبيرة حول لاشيء مع الاعتذار لشخصية شكسبير فكما لايمكن كتابة رواية أو فيلم "ويسترن" "كاوبوي" عن الموت ومشاكل ما بعد الواقع "الميتافيزيقا" لايمكن كتابة رواية أو فيلم "بوليسي" عن حياة المسيح عليه السلام أو تاريخ الكنيسة الكاثوليكية أو حتي عن الجمعيات السرية أو العلنية والمسألة هنا ليست أن تكون هناك جريمة وشرطة تطارد القاتل ففي "الجريمة والعقاب" دستوفيسكي هناك جريمة وقاتل تطارده الشرطة ولكنها ليست رواية بوليسية كما هو معروف انها ليست مسألة شكل وانما اسلوب وعلاقة مع القاريء للرواية أو المتفرج علي الفيلم. هذه رواية لاتثير التأمل وقد جاء الفيلم ترجمة شبه كاملة لرواية محض إثارة فارغة ولايخلو من السذاجة.

نشرت "نيوزويك" مطلع العام ان نجاح الرواية يرجع علي نحو ما إلي جو المؤامرة الذي ساد الرأي العام في أمريكا والعالم بعد احداث سبتمبر 2001. والرواية وكذلك الفيلم ليسا بمعزل عن جو المؤامرة بالفعل ولكنهما أيضا ليسا بمعزل عن الارتباط الذي يتضح أكثر فأكثر مع مرور الوقت بين العولمة وتأجيج الصراعات الدينية في العالم منذ قام شارون بزيارة المسجد الأقصي في سبتمبر 2000 ليحول الصراع السياسي إلي صراع ديني وقام بن لادن بعمديته في سبتمبر 2001 ليحول الصراع السياسي إلي صراع ديني وقال بوش انها حرب صليبية نعم كانت زلة لسان ولكن لها معناها.

لا تنفصل رواية دان براون وفيلم رون هوارد في محاولة تأنيس المسيح عليه السلام "أي تصويره كإنسان عادي" رسوم الكاريكاتير التي حاولت الإساءة إلي نبي الإسلام عليه السلام وارتفاع الأصوات المعادية للسامية في أوروبا والشرق الأوسط. وعلي الصعيد السينمائي جاء فيلم رون هوارد مثل العاب الفيديو في مشاهد المطاردات الصاخبة ومثل المسلسلات التليفزيونية في حواره الذي يقوم أساسا علي أسئلة من صوفي واجابات من روبرت لانجدون مع رسوم توضيحية في الخلفية "المعادل الموضوعي" بمصطلح اليوت أن تعبر الدراما بدقة عن الفكرة والدراما هنا تعبر عن فكرة تآمر الكنيسة علي البشر بنجاح. ولكن الاسلوب السينمائي ليس علي مستوي الدراما بل ان الرواية تبدو سينمائية أكثر من الفيلم. توم هانكس يبدو ضائعا بين إلحاد لانجدون في الرواية ورغبة صناع الفيلم عدم ابراز هذا الالحاد علي لسان نجم هوليودي كبير حتي لايخسر جمهوره وبول بيتنامي في دور سيلاس القاتل الابرص طغي علي الجميع وأعلن مولد ممثل من طراز رفيع.

أمم السينما المتحدة

مهرجان كان أكبر دليل علي ان السينما لاتزال حية وسوف تظل حية رغم انتشار وسائل التوزيع والعرض الجديدة نتيجة الثورة التكنولوجية انه "أمم السينما المتحدة" كما يحب أن يطلق عليه رئيسه جيل جاكوب وهو الذي قام بتطوير المهرجان منذ 1977 وكان خير خلف لمؤسسة روبرت فافر لوبريه عام 1946. وبالنسبة لي هو جزء من حياتي لأنني أحضره منذ دورته العشرين عام 1967 "العام القادم الدورة ال 60" وأدين لمتابعته بالكثير مما أعرف عن السينما.

يتكون المهرجان من عشرة برامج أهمها البرنامج الرسمي ويضم سبعة أقسام هي:

مسابقة الأفلام الطويلة - مسابقة الأفلام القصيرة - مسابقة أفلام الطلبة - خارج المسابقة - نظرة خاصة - كلاسيكيات كان

كل سينما العالم

وهناك برنامج "اسبوع النقاد" الذي تنظمه نقابة نقاد السينما في فرنسا وبرنامج "نصف شهر المخرجين" الذي تنظمه نقابة مخرجي السينما في فرنسا وبرنامج سوق الفيلم الدولي المفتوح لكل دول العالم من دون شروط. وإلي جانب لجنة تحكيم الأفلام الطويلة هناك لجنة لمسابقتي الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة وثالثة للفيلم الطويل الأول في كل الأقسام والبرنامجان الموازيان ورابعة لأحسن فيلم في "نظرة خاصة" غير لجان جوائز المؤسسات الفرنسية والدولية. ويختص "اسبوع النقاد" بالأفلام الطويلة الأولي أو الثانية لمخرجين. بينما يعرض "كلاسيكيات كان" أفلاما تسجيلية عن السينما ونسخا جديدة من أفلام مرممة ويقام كل سينما العالم لمدة 7 أيام. ويخصص كل يوم للسينما في بلد يختار المسئولون عن السينما فيه عدد من الأفلام الطويلة والقصيرة التي تعبر عما وصلت إليه السينما في بلادهم.

مجموع أفلام برامج المهرجان الرسمية "ماعدا كل سينما العالم" والبرنامجان الموازيان هذا العام 205 أفلام من 39 دولة من مختلف القارات والثقافات منها 107 أفلام طويلة و60 فيلما قصيرة و38 نسخة جديدة من أفلام مرممة. ففي مسابقة الأفلام الطويلة 20 فيلما من 12دولة هي فرنسا "4" وأمريكا "3" وفيلمان من كل من ايطاليا وبريطانيا واسبانيا وفيلم واحد من كل من بلجيكا وفينلندا وايرلندا والبرتغال والصين وتركيا والأرجنتين. ويلاحظ غياب المانيا من صناعات السينما الكبري في أوروبا واليابان من صناعات السينما الكبري في آسيا والهند وهي أكبر صناعة سينما في العالم من حيث الكم. كما يلاحظ غياب ايران عن المسابقة وعن كل المهرجان رغم ان مهرجان كان ساهم بدور رئيسي في تحويل السينما الايرانية إلي "موضة" منذ أكثر من عقدين.

وخارج المسابقة يعرض 21 فيلما 7 من كل من فرنسا وأمريكا وفيلم واحد من كل من بريطانيا وايطاليا والمانيا وبولندا والصين وتايوان ومصر التي يعرض منها الفيلم التسجيلي الطويل "البنات دول" إخراج تهاني راشد أي ان برنامج خارج المسابقة يضيف إلي الدول الثقافات المانيا وبولندا وتايوان ومصر وفي "نظرة خاصة" 24 فيلما 8 من فرنسا و3 من استراليا وفيلم من كل من روسيا واسبانيا وايطاليا والنرويج وبولندا ورومانيا والمجر وليتوانيا وأمريكا والصين واندونيسيا وكوريا الجنوبية والمكسيك أي ان البرنامج يضيف 9 دول ثقافات إلي المشتركين في برامج الأفلام الطويلة الرئيسية. أما الأفلام التسجيلية عن السينما فهي ثلاثة "فيلمان من ايطاليا وفيلم من أمريكا". ومن الجدير بالذكر ان الفيلم المصري هو أول فيلم من الانتاج المصري الخالص يعرض في المهرجان منذ سنوات طويلة حيث كان ما يعرض من مصر من الانتاج المشترك.

الجمهورية المصرية في

18.05.2006

 
 

"خرمة" من الأفلام التونسية المشاركة فى كان 2006

السينما التونسية تشارك فى الدورة 59 لمهرجان كان السينمائي 

تونس-العرب أونلاين-يو بى أي: من المقرر ان تشارك السينما التونسية بعدة أفلام طويلة وقصيرة فى الدورة 59 لمهرجان كان السينمائى الدولى الذى اٍفتتح مساء الأربعاء بعرض لفيلم "شفرة دافنشي" للروائى البريطانى دان براون.

وبحسب مصادر مقربة من وزارة الثقافة التونسية،فاٍن فيلمين طويلين و10 أفلام قصيرة تونسية ستعرض ضمن قسم "كل سينمات العالم" وهو قسم جديد أستحدث خلال هذه الدورة الجديدة لمهرجان كان التى ستتواصل لغاية الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

والفيلمان الطويلان هما "خشخاش" أو "زهرة النسيان" للمخرجة سلمى بكار، و"خرمة" للمخرج الجيلانى السعدي،إذ يروى الفيلم الأول مأساة زوجة تعانى من الحرمان العاطفى بسبب تصرفات زوجها،ما دفعهااٍلى الاٍدمان على المخدرات،بينما يصوّر الفيلم الآخر حياة سكان القبور.

أما الأفلام القصيرة المشاركة فى هذه الدورة الجديدة،فهي:"يجب أن أقول لهم" للمخرجة آمال السماحي،و"اٍنقلاب" لوسام التليلي،و"صباح الخير" لليلى بوزيد ووليد نطار،و"دردشة" لمحمد قيس زايد،و"عائق" لأمين شيبوب، و"القطار" لتوفيق الباهي،و"السعادة" لمحمد بن بشر،و"السيدة بهجة" لوليد الطايع،و"الهدوء بعد العاصفة" لعفاف بن محمود،و"زابينغ" لجلال بالسعد.

واٍنتقد الناقد السينمائى التونسى محسن عبد الرحمان اٍختيار هذه الأفلام لتمثيل السينما التونسية فى أهم تظاهرة سينمائية عالمية،وقال اٍنها أفلام "تفتقد اٍلى القيمة الفنية والاٍبداعية،كما أن مواضيعها لم تخرج من دائرة "الجنس والشذوذ والسعادة".

وأضاف أنه على الرغم من تنوّع التجارب سواء من حيث التقنية السينمائية أو لجهة المضمون الفكري،فاٍن هذه الأفلام "غلب عليها نوع من التسطيح أو السطحية الناتجة كما يبدو من عدم نضج أصحابها،وضعف ثقافتهم الفكرية وحتى الاٍجتماعية".

يشار اٍلى أن 20 فيلما تشارك فى المسابقة الرسمية للفوز بالسعفة الذهبية لهذه الدورة الجديدة لمهرجان كان السينمائي،منها فيلم عربى واحد هو "سكان أصليون" للمخرج الجزائرى رشيد بوشارب.

العرب أنلاين في

18.05.2006

 
 

شفرة دافنشى تفتتح مهرجان كان السينمائى الدولى  

كان - العرب اونلاين - وكالات: إفتتح مهرجان كان السينمائى الدولى لعام 2006 اليوم بالعرض الاول الذى طال انتظاره من فيلم "دا فنشى كود" شفرة دافنشى عن الكتاب المثير للجدل الذى يحمل نفس الاسم للكاتب دان براون.

وسبق حفل افتتاح المهرجان 59 الذى يعتبر من أكثر الاحتفاليات السينمائية شهرة فى العالم هبوط مخرج الفيلم رون هوارد وممثليه توم هانكس وأودرى توتو من فوق الدرج المفروش بالسجاد الاحمر فى قصر الاحتفالات.

وهبط الدرج الشهير فى الايام التالية ممثلون سينمائيون آخرون وهم كيت بلانشيت وبينلوب كروز وماريان فيثفول وبروس ويلز وهالى بيرى وإيثان هوكى وجوليت بينوشى وبوب هوسكينز.

واختار المدير الفنى للمهرجان تيرى فيرمو 20 فيلما من 13 دولة للمنافسة على السعفة الذهبية لافضل فيلم وهى أفضل جوائز السينما التى تحظى باحترام فى العالم.

ووصف اختيار هذه المجموعة هذا العام على أنه "تجديد" مع التأكيد على ما وصفه "الاجيال الشابة" من صناع السينما.

ومن بين هؤلاء أليخاندرو جونزاليز إيناريتو من المكسيك والامريكى ريتشارد كيلى والبريطانى أندريه أرنولد الذى يتنافس عملهم السينمائى الاول "الدرب الاحمر" للفوز بالسعفة الذهبية.

وهم يتنافسون لانتزاع الجائزة الكبرى من نجوم السينما العالمية المشهورين مثل الاسبانى بيدرو ألمودوفار والفنلندى أكى كوريسماكى والبريطانى كين لوش.

ويعرض فيلم شفرة دافنشى خارج المسابقة. وستعلن الجوائز فى اليوم الاخير من المهرجان فى 28 أيار/مايو الجاري.

العرب أنلاين في

18.05.2006

 
 

استقبال فاتر لـ «دافينشي كود» فـي «كان» 

كان - (اف ب) - لقي فيلم «دافينشي كود» (شيفرة دافينشي) استقبالا فاترا لدى عرضه مساء امس الثلاثاء في كان على نحو الفي صحافي قابلوه بالصمت وبعض الضحكات والصفير عشية عرضه رسميا على الجمهور.

والفيلم الذي يستغرق ساعتين و32 دقيقة مقتبس عن رواية دان براون التي تحمل الاسم نفسه والتي لاقت نجاحا عالميا وحققت مبيعات وصلت الى اربعين مليون نسخة، فيما حمل عليها رجال دين كاثوليك من العالم باسره منددين ب«الحقائق المغلوطة» التي تضمنتها على حد قولهم.

وفي الفيلم الذي اخرجه رون هاورد، يكشف توم هانكس الذي يلعب دور الاستاذ في دراسة الرموز روبرت لانغدون لاودري توتو التي تجسد الفرنسية الشابة صوفي نوفو انها قد تكون من ذرية السيد المسيح.

وتشكل هذه الذرية جوهر القصة التي تتحدث عن سر كبير اجتهدت الكنيسة لاخفائه منذ الفي عام ويدور حول علاقة مفترضة بين السيد المسيح ومريم المجدلية نشأ عنها ذرية تناسلت حتى ايامنا هذه.

غير ان هذا المقطع من الفيلم اثار ضحكا في جمهور الصحافيين الذي غصت به قاعة دوبوسي في قصر المهرجانات.

ولم يلق الفيلم اي تصفيق عند انتهاء عرضه بل بعض الصفير فيما صبت ردود فعل النقاد الذين استجوبتهم وكالة فرانس برس كلها في الاتجاه ذاته وقد عبر عنه غيرسن دو كونه الناقد في صحيفة تايمز اوف اينديا بقوله «القصة لم تكن مفهومة بشكل واضح.

والجملة التي كان يفترض ان تشكل مفتاح الفيلم قوبلت بضحكات او بالاحرى بضحكات ساخرة، وهذا يلخص كل شيء». وقال بيتر برونيت من صحيفة «بوسطن غلوب» الاميركية ان الفيلم «يكاد يكون سيئا بمستوى الكتاب. توم هانكس كان اشبه بزومبي، لحسن حظنا كان هناك ايان ماكيلان»، معتبرا ان الفيلم اضر به «الافراط في التفخيم». وسيعرض الفيلم على الجمهور في افتتاح المهرجان مساء اليوم الاربعاء خلال حفلة ساهرة يكون الحضور فيها اجمالا اقل تشددا من النقاد.

الرأي الأردنية في

18.05.2006

 
 

المهرجان ينطلق بــ "شيفرة  دافينشي"

الطموحات الفضفاضة تنتظر

من هوفيك حبشيان:  

قلة من الاشياء تولد مرتين، لكن السينما فعلتها. المخاض الاول حصل في محترف الاخوين لوميير. غير ان المخترعين الفرنسيين لم يدركا اهمية اكتشافهما. تلك "البدعة" كانت ساذجة بالنسبة اليهما: تقنية مجردة من الروح. قصيدة بلا شعر. عين لا ترمش. مجرد عملية حسابية. أكثر من مؤرخ يجزم بأن السينما ولدت مرة اخرى في "مهرجان كان"، عندما قررت طائفة من المتعصبين للفن السابع الاحتفاء بـ"العشيقة" المتميزة، وتكريس المكان والزمان حيث يجتمع اهل السينما لاقتراح ما يدور في المخيلة من صور ومشاهد. هكذا، أعطيت السينما في كان، المساحة التي كانت تستحقها، وولدت اسطورة مهرجانية سنعيش هذه السنة نسختها التاسعة والخمسين.  

ما السر في هذه المنطقة المتوسطية التي تحتضن سينما القارات الخمس، بلا تفرقة او ميل فارغ الى الافكار المسبقة، منذ منتصف القرن الماضي؟ كيف كتب لهذا المهرجان ان يصبح ساحة منافسة، ونقطة انطلاق لكبار الاسماء في الفن السابع، ومكاناً لأشرس المعارك السينمائية، ومنبراً تلتقي فيه الثقافات كافة، لا وجود فيه للحلول الوسطى، وامتحاناً يكرَّم فيه السينمائي او يهان؟ وحدها متعة المشاهدة تنسيك همّ التساؤل المزمن.

مساء امس، كان اللقاء المنتظر بين النقاد والصحافيين مع "شيفرة دافينشي". الموعد الافتراضي بين رواية كُتب عنها الكثير، وفيلم من الصعب ان يجد درباً سالكاً وآمناً الى بيروت. جرياً على عادتها، اختارت ادارة المهرجان لحفل الافتتاح شريطاً يليق بحجم الحدث ويزيد من البريق الاعلامي لتظاهرة يغطيها نحو 4 آلاف صحافي ومئات العدسات التي تلتقط كل ما تراه امامها. في اول عرض عالمي له، دشن هذا الفيلم الذي تولى انجازه رون هاورد ("رجل السندريللا"، 2005)، الدورة ما قبل الستين، وهي طبعة ارادها القيمون متواضعة وبلا فضائح تلوح في الافاق القريبة والبعيدة. جاء التصريح واضحاً: النشاطات السينمائية الموازية والطموحات الفضفاضة تراجعت، استعداداً من اليوم للاحتفالات التي سترافق العيد الستين.

خلافاً للعام الماضي الذي كان استثنائياً، لا تحفل الدورة الحالية بـ"العائدين القدامى". بعضهم، من الاوفياء للمهرجان، لم يكن لديه عمل جاهز لتقديمه، وبعضهم الآخر وقع ضحية سوء التزامن أو التوقيت. مع ذلك، لا تخلو لائحة الافلام التي تتسابق لنيل جائزة "السعفة الذهب"، من اسماء لمعت، سواء في "مهرجان كان" او خارجه، قبل فترة قريبة او بعيدة، ومنها: الاسباني القدير بيدرو المودوفار الذي يجرّب حظه مجدداً مع "عودة"، هو الذي لم ينل يوماً الجائزة الكبرى في المهرجان الذي عرض فيه افلاماً عدة. الايطالي ناني موريتي الذي - من يدري! -، قد تصبح "السعفة" من نصيبه للمرة الثانية بعد "غرفة الابن"، وهو هنا اليوم إكراماً لعيني "التمساح". اما "المشتركان المخلصان" للمهرجان، البريطاني كين لوتش والفنلندي آكي كوريسماكي، فيعودان الى حيث تم استقبالهما بحفاوة مراراً ومراراً. فالاول يقدم "الرياح تهب"، فيما الثاني يأتينا بـ"اضواء الساحة". في موازاة هذه الاسماء المكرسة، يتسابق لنيل الجائزة الكبرى كل من الاميركية صوفيا كوبولا مع "ماري انطوانيت" والمكسيكي اليخاندرو غونثاليس ايناريتو مع "بابل"، بعدما اثبتا قدرة على منافسة "الاحجام الكبيرة". لن تكتمل اللوحة بدون السينما الفرنسية التي تتمثل هذه السنة بـ"بحسب تشارلي" للممثلة - المخرجة نيكول غارسيا، و"فلاندر" لبرونو دومون، على ان يختتم المهرجان بفيلم "ترانسيلفانيا" لطوني غاتليف.

رغم محاولة تقليص البرنامج، كثيرة هي الافلام التي ستُعرض خارج اطار المسابقة. تحرص اللائحة على تعددية الانتماء، وتجهد في ان تتعايش افلام مختلفة تحت سقف واحد. نحن على ميعاد ايضاً مع التحيات الى رواد السينما والعروض الخاصة، وبعض الممارسات "الكانية" التي اصبحت تقليداً سنوياً عاماً بعد عام، مثل درس السينما الذي سيقدمه المخرج الاميركي سيدني بولاك، ودرس التمثيل الذي سيكون في صف الممثلة القديرة جينا رولاندز.

لا تغفل إدارة المهرجان الافلامَ القديمة، إذ تعرض نسخاً مرممة منها في قسم اطلق عليه تسمية "كلاسيكيات كان"، تندرج فيه اعمال وثائقية عن مارتشيللو ماستروياني والثنائي الاسطوري جون فورد وجون واين، وأفلام لم تسقط من الذاكرة السينيفيلية، من مثل "الاغنية الهندية" لمارغريت دوراس و"سر برج ايفل" لجوليان دوفيفييه و"اكتوبر" لسيرغي ايزنشتاين، الذي يقام ايضاً معرض على شرفه. وهناك سينمائيون مثل كارول ريد وروبرتو روسيلليني واوليفر ستون، الذي سيقترح على بعض المحظوظين 20 دقيقة من فيلمه "مركز التجارة العالمي"، بالاضافة الى عرض "بلاتون" (1986) في نسخة مسحوبة حديثاً.  

حضور مخيّب للسينما العربية

يقتصر الحضور العربي في الدورة الحالية على ثلاثة أفلام فقط تعرض ضمن الاختيار الرسمي: "السكان الاصليون" للمخرج الجزائري رشيد بو شارب الذي يعرض في اطار الافلام المتسابقة لنيل جائزة "السعفة الذهب"، وهو الثامن لمخرجه، ويحظى بكاستينغ مؤلف من ممثلين من اصل عربي ذاع صيتهم في فرنسا وخارجها، جمال دوبوز وسامي ناصري ورشدي زيم وسامي بواجيلا. يروي الفيلم من خلال قصة اربعة عساكر، حكاية الجنود الذين حاربوا خلال الحرب العالمية الثانية وسقطوا من الذاكرة. ثم، "البنات دول" للمخرجة المصرية تهاني راشد، من مواليد القاهرة 1947، هاجرت إلى كندا في بداية الستينات. أخرجت راشد نحو عشرين فيلماً، آخرها "البنات دول" الذي يعرض خارج المسابقة. اما "باماكو" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو فيتمحور على محاكمة فريدة من نوعها بين المجتمع المدني في الدول الأكثر فقرا من جهة ومؤسسات النقد الدولي، ممثلة بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية من جهة أخرى. على هامش النشاطات، ستعلن جمعية "بيروت دي.سي." عن البرنامج الذي يتضمنه مشروع "اوروميد 2" لدعم توزيع السينما العربية والترويج لها، في مؤتمر صحافي يُعقد في 20 من الجاري. في حين يعود المخرج الفلسطيني ايليا سليمان، بعد 4 سنوات على اقتناصه جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلمه "يد الهية"، عضواً للجنة التحكيم، في رئاسة وونغ كار - واي، ("2046").

النهار اللبنانية في

18.05.2006

 
 

سينما خالصة ومواهب شابة جديدة

«كان» تشهد اليوم تظاهرة «نظرة ما» مع «باريس .. أحبك»

كان ـ مسعود أمرالله آل علي

تُفتتح اليوم تظاهرة «نظرة ما» أحد أقسام مهرجان (كان) الدولي السينمائي (59) بفيلم «باريس.. أحبك» وهو من إخراج من عشرين مخرجاً من حول العالم ،وهذه التظاهرة يعتبرها البعض أهم من المسابقة الرسمية، فهي حقل لاكتشاف المواهب الجديدة، ولتسليط الضوء على سينما مغايرة ومجهولة.

تأسّست «نظرة ما» عام 1978، لتَخلق فرصة أمام المبدعين ليعرضوا نتاجاتهم على هامش المسابقة الرسمية، لكنها أصبحت اليوم أهم حدث في المهرجان لأنها تقوم بمسح للسينما العالمية المعاصرة، وتعرضها لقطاع واسع من المهتمين والجمهور.

»إنها سنة لدفع الأسماء الجديدة على خارطة السينما الدولية» يعلّق تيري فيرمو، المدير الفني للمهرجان، حيث تبدو الاختيارات أكثر جرأة ومغامرة من كونها شرفية فقط.

(23) فيلماً في التظاهرة، تسعة منها أفلام أولى لمخرجيها، ويحق لها التنافس على جائزة «الكاميرا الذهبية»، (11) فيلماً من أوروبا وتركيز خاص على أوروبا الشرقية: بولندا، ليتوانيا، هنغاريا، رومانيا، وروسيا،

إضافة إلى أربعة أفلام من البلد المضيف فرنسا ، وحضور المخرج الإيطالي ماركو بلوتشيو بفيلم «مخرج الزفاف» هو الأكثر إثارة، نظراً لشهرته الواسعة،و كذلك المخرج الهولندي رولف دي هير بفيلم «عشرة زوارق».

المخرج الأندونيسي غارين نوغروهو يأتي بفيلم وثائقي بعنوان «الشرفة»، والطاجيكي جمشيد عثمانوف يعود بفيلم «لتحظى بالجنة يجب أن تموت أولاً»، أما الهنغاري جيورجي بالفي فإنه يأتي بفيلم «تحنيط»، والصيني ووانغ شاو بفيلم «سيارة فارهة».

الافتتاح بـ «باريس ..أحبك»

تجربة إخراجية جماعية لعشرين مخرجاً من مختلف دول العالم، يتناول كل منهم قصة مدّتها خمس دقائق مخصّصة إلى حي من أحياء مدينة الضوء العشرين، ومربوطة بالنقلات ما بين فيلم وآخر، لتشكّل في النهاية قصة واحدة.

عشرة مخرجين أوروبيين شاركوا في هذه المغامرة: الهندية/البريطانية غوريندر جاندها (الحي الخامس)، الألماني توم تكواير (الحي العاشر) مع الممثلة ناتالي بورتمان، الإسبانية إيزابيل كوشيت (الحي الثاني عشر) مع الممثل سيرجيو كاستليتو، والممثلة ميراندا ريتشاردسون، الدانماركي كريستوف بو (الحي الخامس عشر).

فرنسا شاركت بستة مخرجين: أوليفر أساياس (الحي الثالث)، سيلفين شوميت (الحي السابع)، رافائيل نادياري (الحي الحادي عشر) مع الممثلة جولي ديبارديو، برونو بوداليدس (الحي الثامن عشر)، وأخيراً الثنائي فريدريك أوبرتين، وجيرارد ديبارديو (الحي السادس) مع بن غازارا، و جينا رونالدز في التمثيل.

بميزانية بلغت حوالي 13 مليوناً ونصف المليون يورو، استقطب «باريس .. أحبك» أسماء مهمة أخرى: الأخوان الأميركيان جويل وإيثان كوين (الحي الأوّل) مع الممثل ستيف بوشيمي، الياباني نوبوهيرو سوا (الحي الثاني) مع جولييت بينوش ووليام دافو، الأميركي غاس فان سانت (الحي الرابع)، الكندي فنزينسو ناتالي (الحي الثامن) مع إليجا وود،

الأميركي ريتشارد لاغرافينس (الحي التاسع) مع فاني أردانت، وبوب هوسكينز، الأسترالي كريستوفر دويل (الحي الثالث عشر) مع باربت شرويدر، الأميركي ألكساندر باين (الحي الرابع عشر)، البرازيلي والتر ساليس (الحي السادس عشر)، المكسيكي ألفونسو كورون (الحي السابع عشر) مع نك نولتي،

الألماني أوليفر شميتز (الحي التاسع عشر)، والأميركي ويس كريفن (الحي العشرون) مع روفوس سيويل، وإيميلي واتسون. هذا الخلط الجميل والجذّاب سوف يمنح الفيلم نكهة مغايرة كون المشروع بدأ في عام 2001، وشهد الكثير من التقلّبات.

الختام بـ «تدوير»

الفيلم التايلاندي «تدوير» سيكون في ختام تظاهرة «نظرة ما»، وهو من إخراج الأخوين التوأم أوكسيد وداني بانغ. تدور أحداث الفيلم حول كاتبة شابّة «تينغ ـ ين» تُصبح صاحبة أعلى مبيعات في جنوب شرق آسيا لرواية رومانسية تمسّ قلوب القراء

يبدأ الفيلم حيث تنتهي «تينغ ـ ين» من كتابة فصل من الكتاب الجديد، تتوقّف، ثم تقوم بحذف ملف المسوّدة من الحاسب الآلي، وتبدأ برؤية أشياء غريبة، وظواهر لا يُمكن تفسيرها. تشعر «تينغ ـ بن» بأن الأحداث الخارقة التي تجسّدت في عملها الروائي بدأت تتجلّى في العالم الحقيقي لدرجة يصعب التفريق ما بين ما هو متخيّل، وما هو واقعي،

ولكنها سريعاً ما تكتشف بأنه ربما عليها تتبّع بعض التلميحات الغامضة إلى العالم الآخر: أليس الموضوع هو مادّة البحث التي تشتغل عليها في «التدوير»ـ ألن يكون من الأفضل لها، بامتلاك التجربة، تعلّم رموز وشيفرات هذه الظواهرـ نعم، لكن عليها مواجهة رعب خالص وحقيقي.

مخرجا الفيلم الأخوة بانغ من أصل صيني، تعلّما السينما في هونغ كونغ؛ حيث عمل أوكسيد في تصحيح الألوان، وداني مونتيراً. بعد الانتقال إلى بانكوك، أخرج أوكسيد فيلماً تجريبياً بعنوان «من الراكضـ »، ومن ثم قرّرا أن يعملا معاً، وكان ذلك في عام 1999 بفيلم «بانكوك الخطرة».

هيلمان رئيساً لـ «نظرة ما»

الأميركي مونت هيلمان سيترأس لجنة تحكيم التظاهرة لهذه الدورة. وُلد في نيويورك عام 1932، وبعد دراسة السينما بجامعة «كاليفورنيا، لوس أنجلوس» أو «يو سي إل إيه»، عمل مساعداً للمنتج والمخرج الشهير روجر كورمان.أخرج هيلمان أوّل أفلامه بميزانية متواضعة، وكان فيلم رعب بعنوان «وحش من الكهف المسكون» عام 1959.

في بداية الستينات، تعاون مع الممثل جاك نيكلسون في عدّة أفلام، أشهرها «البوّابة الخلفية للجحيم»، و«رحلة في الزوبعة». في السبعينات أخرج ثلاثيته الرائعة والاستثنائية مع الممثل وارن أوتيس. تتسّم أعماله الأحدث بالسوداوية، منها: «إيغوانا»، والجزء الثالث من فيلم «ليلة صامتة، ليلة مميتة».

بقية أعضاء لجنة التحكيم تتألّف من: الكاتبة والمؤلّفة الإيرانية مريانه ساترابي، الصحافية الأميركية لاورا ونترز، الصحافي الإيطالي ماريزيو كابونا، الصحافي الفرنسي جان بيير لافونات، الصحافي الألماني لارس أولاف بيير.

سوف تمنح اللجنة جائزة أفضل فيلم في ليلة الختام، بالإضافة إلى جائزتين لفيلمين آخرين ضمن الأفلام المشاركة في تظاهرة «نظرة ما». في العام الماضي.

أفلام «نظرة ما»

استعراض أوّلي لأفلام التظاهرة:

ـ 977 (إخراج: نيكولاي كوميريكي، روسيا، فيلم أوَّل): يصل العالِم الشاب إلى عمله الجديد في مؤسسة سريّة للبحث العلمي مهمتها التجريب على الإنسان.

ـ منسوخ داكناً (إخراج: ريتشارد لينكلاتر، الولايات المتحدة): المكان: قاطعة «سوبربان أورانج»، الزمن: المستقبل القريب، أضحت حرب أميركا اللانهائية والعقيمة على المخدرات سواسية مع حربها على الإرهاب،

يتّبع الشرطي السّري (كيانو ريفز) الأوامر بالتجسّس على أصدقائه ، وعندما ينقلب التجسّس على نفسه، فإنه يدخل في رحلة مذعورة حدّ السخف، حيث الهويات تصبح مستحيلة، الفيلم مقتبس عن رواية لكاتب الخيال العلمي فيليب ك. ديك.

ـ لتحظى بالجنة يجب أن تموت أولاً (إخراج: جمشيد عثمانوف، روسيا/فرنسا/سويسرا/ألمانيا): «كمال»، 20 عاماً، تزوّج منذ بضعة شهور، غير أن زوجته مازالت عذراء، بعد زيارة الطبيب يعلم أن لا مشكلة جسدية فيه، فيحث أهالي البلدة للبحث عن امرأة أخرى،

وعلى الرغم من أن البلدة تمتلئ بالنساء، إلا أن «كمال» غير قادر على ايجاد المرأة المناسبة، إلى أن يلتقي بواحدة في حافلة، لكن يبدو أن هذا اللقاء العرضي سوف يأخذه إلى أبعد مما يتصوّر.

ـ نزيف أوّل (إخراج: رباح عامور زايمشي، الجزائر/فرنسا): بعد أن يتخلّص بصعوبة من سجنه الفرنسي، يُبعد «كامل» إلى بلده الجزائر، حيث يكتشف أن البلاد قد انقسمت بين المدنية والتقليدية.

ـ الطريقة التي أمضيت فيها نهاية العالم (إخراج: كاتالين متوليسكو، رومانيا/فرنسا، فيلم أوّل بوخارست 1989، السنة الأخيرة من حكم شاوشيسكو الديكتاتوري.

تعيش «إيفا» (71 عاماً) مع والديها وأخيها الصغير «لالاليلو»، تقع في الحب لأوّل مرة ولديها حلم لا تتقاسمه إلا مع أخيها وهو الهروب من رومانيا والسفر حول العالم. يتحطّم «لالاليلو» من فكرة خسران أخته، وبمساعدة زميليه في المدرسة، يبتكر خطّة سرّية لاغتيال الديكتاتور كي تبقى «إيفا» معه، وتعيش في دولة حرّة.

ـ الكمان (إخراج: فرانسيسكو بارغاس كويفيدو، المكسيك، فيلم أوّل): خمسة عناصر: كمان، ذخيرة، جيش، متمرّدون، معركة لحقوقهم. أربع شخصيات: عازف كمان عجوز، ابنه، الحفيد والشاهد الصامت، القائد والجندي القاسي.

ثلاث علاقات: عشق الموسيقى لأجل الحرية، فرض قوّة الأسلحة على همّة الإنسان، المجازفة بكل شيء لبلوغ حياة عادلة. طريقان: احترام معتقدات المرء، أو الخيانة الموجعة. فيلم واحد يمنحك شعورا ماهية الحياة.

ـ أراجيح باراغواي (إخراج: باز إنسينا، بارغواي/ هولندا/ الأرجنتين/ فرنسا، فيلم أوّل): في قرية نائية في البارغواي من العام 1939،

ينتظر زوجان عجوزان عودة ابنهما الذي رحل لخوض الحرب، ينتظر الزوجان أيضاً هطول المطر الذي لا يأتي أبداً، وهبوب الريح التي لا تأتي هي الأخرى، ينتظران أن تذوب الحرارة لكنها لا تفعل، وأن يكفّ الكلب عن النباح لكنه لا يتوقّف، إنهما ببساطة ينتظران مجيء أيام حلوة.

ـ مخرج الزفاف (إخراج: ماركو بلوتشيو، إيطاليا، مخرج الأفلام «فرانكو إليكا» قلق بشأن زفاف ابنته وفي الوقت ذاته يستعد لتصوير نسخة أخرى من كتاب أليساندرو مانزوني «المخطوبون»، لكن فضيحة تتفجّر أثناء الإنتاج تدفع بفرانكو للهرب إلى صقلية، حيث يلتقي بالسيد «بالاغونيا» الذي يطلب منه تصوير زفاف ابنته، لكن فرانكو يقع في حبها.

ـ الكالفورني (إخراج: جاك فيتشي، فرنسا، فيلم أوّل): «ميركو» و«ستيفان» تربطهما صداقة أشبه بالأخوة منذ الحرب في صربيا، حيث أنقذ كل منهما الآخر، انتقلا بعد ذلك إلى الريفيرا الفرنسية، وعملا في عدّة مهن.

يلتقيان بـ «ماغي»، امرأة مدمنة وخاسرة، وتملك بيتاً فاخراً على تلال «كان». توكِل إليهما بعض أعمال التنظيف، والتسوّق، وفي ذات الوقت تقيم علاقة مع «ميركو». عندما تظهر الابنة «هيلين»، يدخل الأربعة في لعبة خطرة يصعب فيها السيطرة على قواعدها.

ـ قالب الورق (إخراج: دينيس ديركورت، فرنسا): «ميلاني» طفلة في العاشرة، وابنة جزار في بلدة صغيرة، تملك موهبة العزف على البيانو. حينما تتقدّم لاختبار القبول في الكونسرفاتوار،

تفشل في اجتياز الاختبار بسبب قسوة رئيسة لجنة التحكيم ،و تقرّر التخلّي عن العزف تماماً، وبعد عشر سنوات وأثناء تدرّب «ميلاني» في مكتب محاماة، تلتقي بزوج المرأة التي غيّرت مجرى حياتها.

ـ سيارة فارهة (إخراج: شاو ووانغ، الصين): مدرّس ريفي على وشك التقاعد، يصل إلى «ووهان» للبحث عن ابنه الوحيد، بناء على طلب من زوجته المحتضرة. يقابل ابنته التي تعمل في حانة، التي بدورها تقدمّه إلى شرطي يتعاطف مع محنته، ويقرّر مساعدته في البحث عن ابنه، وسرعان ما يصبح الاثنان أصدقاء.

تقدّمه الابنة أيضاً إلى صديقها، صاحب الحانة، والسيارة الفارهة. في ليلة، يلتقي الأربعة على طاولة عشاء، ويتذكّر الشرطي بأنه اعتقل صاحب الحانة قبل عشر سنوات.

ـ قتلة (إخراج: باتريك غراندبريه، فرنسا): «نينا» و«ليزي» فتاتان في التاسعة عشرة، يلتقيان ذات يوم في مستشفى نفسي، كلاهما يدرك أهمية هذا اللقاء «نينا» تجد صديقة، و«ليزي» الرغبة في العيش.

ـ سلفادور (إخراج: مانويل هويرغا، إسبانيا/المملكة المتحدة): في 2 مارس 1974، يُصبح الفدائي الشاب في حركة تحرير أيبيريا، سلفادور بيج آنتش، آخر معتقل سياسي يُعدم في إسبانيا. يتناول الفيلم قصته، والمحاولات المستميتة من قِبل عائلته، أصدقائه، ومحاميه لتفادي إعدامه.

ـ الشرفة (إخراج: غارين نوغروهو، توني تريمارسانتو، فيفا وستي، ليانتو لوسينو، أندونيسيا): فيلم تسجيلي حول أناس عاديين يكافحون بعد إعصار «تسونامي»، رحلة روحية للشخصيات الذين تأثروا بشكلٍ مباشر من الإعصار.

ـ فوضى مدينية (إخراج: باول غولدمان، أستراليا): هل بإمكانك الافلات من جريمة القتل دون عقابـ «كاترينا» أم في التاسعة عشرة تخطّط لفعل ذلك، حيث أنها تعيش في عالم الجريمة، والسيارات السريعة، والماكياج. عندما يهدّدها والدها بالاتصال بالخدمات الاجتماعية لأخذ طفلها، تخطّط «كاترينا» لمعاقبة هذه الفوضى .

ـ تحنيط (إخراج: حيورجي بالفي، هنغاريا): ثلاث قصص، ثلاثة أجيال، ثلاثة رجال: جد، أب، ابن. أحدهم المنظّم، والآخر القائد، والأخير المحنِّط البارع. واحد يرغب في الحب، والثاني النجاح، والثالث الخلود.

ـ عشرة زوارق (إخراج: رولف دي هير، أستراليا منذ عهدٍ بعيد، زمن القبائل وعشر رجال يخرجون إلى المستنقع لجمع بيض أوز العقعق، ومحارب شاب يطمع في زوجة أخيه الأكبر.

ـ غير متسامح (إخراج: يوون جونغ ـ بين، كوريا الجنوبية): في ليلة صيفية ساخنة، يتلقى «تاي ـ جونغ» مكالمة من صديق الدراسة «سونغ ـ يونغ». يتّحدثان، بعد أن ينضم الأخير إلى الجيش تحت لواء الأوّل، ويجد صعوبة في التأقلم مع الحياة العسكرية التي لا تعدو عن كونها مجرّد أمر وطاعة.

بمرور الوقت يصبح «سونغ ـ يونغ» أكثر انعزالية عن أصدقائه الجنود، ويوضع صديقه «تاي ـ جونغ» في موقف صعب، ويُفصل بسببه من الخدمة. حينها فقط، يُدرك «سونغ ـ يونغ» معنى التغيير.

ـ 2:37 (إخراج: مورالي ك. ثالوري، أستراليا): حكاية مركّبة لستة طلاب مراهقين، تتقاطع حيواتهم مع الاغتصاب، والمخدرات من بين أشياء كثيرة تدفع أحدهم إلى الانتحار.

ـ أورو (إخراج: ستيفان فالدباكن، النرويج، فيلم أوّل): رامياً ماضيه الجانح وراءه، وملتحقاً بالشرطة السريّة في مكافحة المخدرات، والجريمة المنظمة، والمعروفة بـ «يو آر أو». يصمّم «إتش بي» على بدء صفحة جديدة، وحياة مستقيمة، لكن طبيعته المستعجلة تؤدي إلى قرارات خاطئة تنتهك عمله الشرطي.

ـ أنت أنا (إخراج: كريستيوناس فيلدزيوناس، ليتوانيا/ألمانيا): يترك مصّمم معماري مكتبه الكئيب، وعلاقته الباهته لأجل استثمار الفرصة الوحيدة في تغيير حياته، وهي بناء منزل في غابة، والعيش منعزلاً.

ـ إسترجاع (إخراج: سلافومير فابيكي، بولندا، فيلم أوّل): يعيش «وويتك» في عالمٍ رمادي، يعشق امرأة أوكرانية مهاجرة، تكبره سناً، ولديها ابن، ومستعد لعمل أي شيء مقابل ضمان طريقة تبقيها في بولندا قانونياً، كلما كافح لأجل حياة أفضل لهما، كلما حطّ من قدر نفسه.

البيان الإماراتية في

18.05.2006

 
 

الصحافيون سخروا من "شيفرة دافنشي" في افتتاح "كان"

أفلمة متهافتة لرواية البليون نسخة

زياد الخزاعي  

إذا كانت رواية دان براون <شيفرة دافنشي> ما زالت تصارع البقاء على أرفف المكتبات واهتمام القراء، فإن افلمتها على يد مواطنه رون هوارد الذي افتتح به الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان كان، سيعدّ بعضاً من الألق والكثير من الفضوليين الجدد الذين ستُغريهم الحكايات المتداخلة وروح الإثارة المرتبطة بالجريمة والدم والشخصيات المراوغة.

الشيفرة لعينة، لعبة معقدة ابتكرها علم النهضة الايطالية الهام والمخترع ليوناردو دافنشي. مفتاحها كلمة سردية لا تفتح خفايا الا عبر انتظام حروفها على مجلات دائرية صغيرة محكمة الصنع ومعقدة الطراز. داخلها وضع صاحب <الموناليزا> خارطة سحرية تقود الى مخبأ الكأس المقدسة التي يعتقد أن يسوع رشّ آخر قطرات نبيذه، قبل الوشاية به على يد يهوذا. هذا النبيذ هو السائل السحري الذي سيدمّر الخارطة إن حاول أحدهم اختصار فضوله وكسرها.

تلك الكأس موجودة في لوحة <العشاء الأخير> الشهيرة. بيد ان الحكاية ليست في كينونة الكأس بل في موقع آخر من العمل: على يمين يسوع هناك شخصية حالمة تجلس مائلة بحنوّ على كتف حواري آخر يمكن للمتمعن إدراك ان نسب التصاقهما غير محكمة، وكأن بها قُطعت وتمّ لصقها في ذلك الموقع، الى ذلك فإن سحنة الشخصية تقرب الى المرأة منها الى حواري المسيح الذكور، السر: انها مريم المجدلية، وإن أعدت توزيع الشخصيات كما اوردها المخرج هاورد بحنكة الكمبيوتر في اقتباسه ستجد انها مائلة على كتف ابن الناصرة.. زوجها ووالد طفلتها. هذا هو العنصر الاساسي، الذي لو اخذه المرء على حدة، فإن ما تبقى من الرواية هو استكمال مطوّل ومفبرك للمطاردات والبحث المضني الى الكنز المسيحي. وهو بالضبط ما يؤخذ على الفيلم الذي تحوّل إلى فصول متعاقبة تأخذنا من التباس الى اعقد، ومن موقع كنسي الى ثانٍ، نلهث خلف البطلين عالم الرموز روبرت لانغدون (النجم توم هانكس) وصوفي نيفو (الفرنسية اودري تاتو) وسعيهما (قل قدرهما) ان يقتربا من سر الأبوة الضائع، الاول مأخوذ بكونه اصبح متمكناً من فتح المغاليق اللغوية والرسوم الرموز (وهو الاكاديمي البحت) والثانية مرعوبة من ماض لا تعرف كنهه، وارتباطها الملتبس مع جدها سونسييه القيّم على ادارة متحف اللوفر، والذي سيغتاله العصابي سيلاس (البريطاني بول باتني) حينما اعترض طريقه الى لوحة دافنشي الشهيرة (!) في احد اجنحة المتحف الباريسي. قبل مقتله سيرسم سونسييه علامات ويكتب إشارات تستلف صياغاتها من تعابير دينية متوارثة، ستمكن الثنائي لانغدون نيفو من إدراك خطورة (وربما خطل) اللعبة برمّتها. فالسير لي تيبنك (الممثل البريطاني ايان ماكيلان) النافذ والمخاتل الذي سيستخدمها في الوصول الى الشيفرة، في سعي شخصي لامتلاك الكأس المقدّسة وسرّها، مدفوعاً برعاية القطب الفاتيكاني الأب ارينغروسا (الممثل الفريد مولينا) الذي صنع بدوره قاتله سيلاس (يذكر كثيراً بشخصية كوزمودو في <أحدب نوتردام>!).

بالطبع كقدر تاريخي يكتب على يد هوليوود فإن لانغدون سيفلت السر من بين يده تحت تهديد سلاح تيبنك ويسلمه الى صوفي على اعتبار ان المؤشرات تثبت انها <آخر ذرية السيد المسيح!!!>. لكن هذه النبيهة ستؤكد له انها غير قادرة على المشي فوق الماء كما يسوع وتردف قائلة: <ربما سأنجح في قضية النبيذ الاحمر!!>. في ختام المطاف وتحت علامات واشارات الاقدار ستقود الحكاية لانغدون الى اللوفر ثانية ليقع على مفتاح السر الثاني: رميم مريم المجدلية الذي اختفى بغموض نادر موجود تحت قدميه، وهو الواقف فوق قاعدة الهرم الزجاجي المقلوب وسط ساحة المتحف (الذي نعته المفتش الفرنسي بيزو الممثل جان رينو بأنه خدش في وجه باريس!) ليسكب دمعة أسى على رعونته التي كادت أن <تخدش> بدورها وجه حكاية الغموض المسيحية! (لا علاقة لهذه العجالة بسردها جميعها!).

افلمة هوارد ذات صفة هوليوودية تستكمل مغامراته في <عقل جميل> و<رجل الساندريلا>، بناء درامي اعتمد بالكامل على حرفية المونتاج الذي أنجزه الثنائي دان هانلي ومايك هيل في تعاونهما السادس عشر مع المخرج هاورد! وأبلغ ما فعلاه هو المخرج المحنك للفصول التاريخية التي تبيّن عناصر السر وتراكمه التاريخي والديني، وهو ما يسرد على لسان السير تيبنك موضحا اياه لصوفي (وريثه ذلك السر). فالابن، المعاصر سيتداخل مع المشهديات الملحمية المقاربة لاشتغالات رسامي النهضة الايطالية، انها وسيلة ايضاح سينمائية بليغة وذات سحر فاتن. لقد قاد هذا الثنائي النص المعقد الذي كتبه اكيفا غودلزمان (في ثالث تعاون مع هاورد) الذي اكتفى بساعتين ونصف الساعة فقط من الساعات الاربع التي كان ينبغي تصوير شيفرة دافنشي) الى مستويات تذاكت على المطولات الحوارية والشروحات التي كان يجب ورودها على لسان الشخصيات القليلة، فالمعضلة كانت واضحة ان الشريط ليس استكمالا للرواية، بل هو صورة تقريبية لحدثها المركزي، والبقية هي <طعوم درامية> من إثارة وإيقاع لاهث يجعل المتفرج العادي مشوشاً ومضطرباً الى حد بعيد، من دون ان يخسر متعته في سعيه لفك الرموز العصية التي سرعان ما يفكها هاورد كي يُغريه بأخرى وهكذا.

شخصياً وجدت الافلمة اقل قيمة فنية من الرواية، وبدا ان الاستعجال تحكم في الكثير من المقاطع ما انعكس على اداء توم هانكس بالذات، اذ لم يقدم شيئا لافتا على منوال <فورست غامب> او حتى في <إنقاذ الجندي رايان>، فتحوّل الى قارئ حوار رديء (كما في المشهد الافتتاحي داخل قاعة المحاضرة ومشهد الباص اللذين من بين أخريات) اضافة الى غياب طلته امام الاداء اللامع للبريطاني ايان ماكيلان الذي سرق الثقل الاكبر.

لنعترف: أن الشريط الهوليوودي ليس هو المهم في ظاهرة <شيفرة دافنشي>، بل التجارب التي ستدور حوله، فكما فعلتها هوليوود وسلاسل <حروب نجم> و<ستارترك> و<الشخصيات اكس> وغيرها في مجال التسليح، فإن موسم الصيف الحالي سيشهد الكثير من الالعاب وبرامج الكومبيوتر والمقتنيات المتعلقة بفك تلك الشيفرة او بأخريات تمزج ما بين الفضول الديني وحشرية المستهلك الحداثي الذي لا يمل من ركب موجات المغامرة حتى لو كانت حكاية افتراء واضحة المعالم. شريط هاورد سيستقطب جمهوراً حماسياً (مثلما تستقطب هذه الايام الكنائس الخمس التي ظهرت في شريطه والتي تشهد اقبالا سياحيا من نوع المحجات الدينية، كونها لم تكن على خرائط معلوماتهم السابقة) للوهلة الاولى، لكنه سريعا ما سيغيبه، فطالما شاعت حكايته القصيرة وسرّها المتهافت، فإن ضحكات النقاد والصحافيين التي هزّت قاعة ديبوسيه في قصر السينما بالكروازيت وصغير استهجانهم بعد انتهاء الفيلم ستكونان علامتين أكيدتين على فشل هاورود في ابتلاع <لقمة دافنشي> بسهولة، لم تسعفه فيها نجومية ماركس وتاتو، ولا فضائح المحاكم البريطانية التي تنظر في تهمة الانتحال التي يواجهها الكاتب دان براون على يد زميلين له كتبا نصاً توثيقياً حول تلك الشيفرة وأسرارها التي كتب لها ان تظل في طيّ الكتمان.. ربما الى الأبد!

السفير اللبنانية في

18.05.2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)