كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

صوفيا كوبولا وموريتي وألمودوفار في مسابقة مهرجان كان

سينما الاحتجاج السياسي والمخرجين الشبّان

زياد الخزاعي

مهرجان كان السينمائي الدولي التاسع والخمسون

   
 
 
 
 

شحّة عربية في مهرجان <كان>. الأمر ليس جديداً، ومشكلة الصحافة العربية التي ستتواجد منذ السابع عشر من الشهر الجاري في <كان>، موعد انطلاق الدورة التاسعة والخمسين، أنها ستلوك الشتيمة المكرورة عن غياب سينمانا التي خطف مهرجان برلين ما هو أفضل لهذا العام في الدورة الأخيرة (شباط الماضي).

ما تبقى لهم ليس أكثر من ترّصُد الشريط العربي اليتّيم (يتوقع أن يشهد سوق الفيلم عروضاً بالجملة لأفلام عربية جديدة أُسقطت من حسابات فريق جيل جاكوب) في خانة <نظرة خاصة> (خارج المسابقة) للمصرية المقيمة في كندا تهاني راشد <البنات دول> الذي يستكمل توكيد سمعتها الفنية منذ شريطها المحكم <أربع نساء> (1977)، وعملها النضالي <سُريدا، امرأة من فلسطين> (2004). على الرغم من ذلك، لن يشفع لهم اختيار اللجنة ايليا سليمان، المخرج الفلسطيني المميّز، وصاحب <يد إلهية> و<سجل اختفاء>، للجنة التحكيم الدولية التي سيرأسها الصيني وانغ كار واي صاحب التحفة <في مزاج الحب>، بالإضافة إلى زج اسم تونس وسينماها ضمن احتفالية <كل سينمات العالم>.

من ضمن الحضور العربي المخاتل في المسابقة، وتحت اسم فرنسا، سيتنافس المخرج والمنتج الجزائري المفرنس رشيد بوشارب (له <باتون روج> ,1985 و<شاب>، الحاصل على جائزة الشباب في مهرجان كان عام ,1991 و<غبار الحياة> ,1995 و<السنغال الصغيرة>، 2001) بجديده <أيام المجد>، الذي بلغت ميزانيته 18 مليون دولار أميركي، ومكّنته من إعادة مشهديات ملحمية حول أفراد الكتيبة شمال الأفريقية من المتطوّعين المغاربة والجزائريين، التي أبلت خلال مشاركتها الحرب ضد النازيين وحكومة فيشي. يعود العنوان إلى أعوام 19441945 التي شهدت معارك ضروساً لتحرير إيطاليا والألب ووادي الرون. إنها حكايات أربع شخصيات هم سعيد (جمال دبوز) وياسر (سامي نصري) وعبد القادر (سامي بوحجلة) ومسعود (رشدي زيم)، من بين 110 آلاف متطوّع من المغرب والجزائر (هناك 20 ألفا من سود أفريقيا)، يرصد بوشارب، من خلالها، الانقلابات الكبرى في حيواتهم ومصائرهم ومواجهاتهم الموت على الجبهات. ويعيد بوشارب التحية لهؤلاء الذين تنعتهم فرنسا ب< الجنود الوطنيين> (!).

سيعرض الموريتاني عبد الرحمن سيساكو أيضاً (صاحب <في انتظار السعادة>) عمله الأخير <بماكو> خارج منافسات <نظرة خاصة>، ومثله الباكورة المشتركة لفيليب بارنو ودوغلاس غوردن حول نجم كرة القدم زين الدين زيدان.

3 قضايا

ما الذي يجمع الأشرطة العشرين المتنافسة على <السعفة الذهبية>؟ ثلاث قضايا: السياسة وتورياتها، التاريخ وبصائره، والنزعات الاجتماعية. وكما قارب بوشارب الحرب، يعمد شريكه الفرنسي الموهوب برونو دومونت (صاحب <الانسانية> الحائز على جائزة التحكيم الخاصة لعام 1999) الى تشريحها من باب اتهامي لا يخلو من تفلسف. إنه يهرع بكاميرا جديده <فلاندرز> خلف ثلة من الجنود الشباب وجدوا أنفسهم في غمار حرب ضروس تقع اليوم في بقعة غريبة نائية (قد تكون حرب العراق) ليمتحن أخلاقياتهم وقناعاتهم في مفاهيم القتل والعدو والنصر والبربرية المعاصرة.

الحرب هي كذلك بطلة شريط المكسيكي الشاب غولليرمو ديل تورو، المتخصص بأفلام الفانتازيا والرعب، <متاهة بان>. هنا، يمزج شغفه بهذا النوع التجاري (قدم سابقاً في هذا المضمار <العمود الفقري للشيطان> و<كوروس>) وحكايات الحرب الأهلية في اسبانيا، وتحديداً منطقة نافارا عام .1944 يتابع الشريط عزلة بطلته الصغيرة واندفاعها نحو متاهة داخلية، حينما تقرر الهروب من فواجع الحرب ومجازرها التي ستشهدها مع والدتها بعد دخولهم في حماية آخر معاقل المحاربين ضد قوات فرانكو الفاشية، قبل أن تنكل بهم جميعا هذه الأخيرة.

أما الايطالي ذائع الصيت ناني موريتي (الحائز على السعفة الذهبية عام 2001 عن <غرفة الإبن>)، فتستهدف تورياته الجارحة شخص رئيس الوزراء السابق والقطب الإعلامي سيلفيو بيرلسكوني في عمله الكوميدي السياسي الذي لقب فيه الأخير ب<الكَيْمَن> (كُنية عن تمساح أميركي استوائي، وهو عنوان الفيلم)، حول منتج سينمائي لأفلام تجارية هابطة يعثر على ضالته في إنجاز فيلم عن سيرة حياة السياسي الميلياردير. وجاء الأسلوب الإخراجي <الفيلم داخل الفيلم> ليمّكن موريتي من ضخ أكبر كمية من مواقف التندّر التي يشتهر بها في جّل أعماله السابقة.

المخرج من أورغواي أدريان ثاتيانو، الذي عرف شهرة عبر فيلميه السياسيين <بوليفيا> (2003) عن حلم الهجرة و<الدب الأحمر> (2004) عن معتقل سابق يسعى إلى إعادة علاقته مع زوجته وابنته بعيد إطلاق سراحه، عزّز مواقعه إثر قرار إدارة <كان> قبل أيام نقل فيلمه الجديد <وقائع تحليق> من خانة <نظرة خاصة> الى المسابقة الرسمية. يكشف الفيلم خفايا أحد أكثر المعتقلات وحشية في البلاد، ويدعى <قصر الساعة الواحدة فجراً>.

الأميركي ريتشارد لينكلاتر (له <قبل شروق الشمس> و<مدرسة موسيقى الروك>) اقتبس كتاباً شهيراً لإيريك شلوسر بعنوان <أمة الوجبات السريعة>، الذي درس فيه التأثير السياسي للشركات العملاقة في هذه السوق النافذة عالمياً، ومثله الأضرار الصحية التي تطال المولعين بها. وفضّل لينكلاتر أن يمزج فصولاً وثائقية ودرامية معاً تركز على عرض حالات الاستعباد في عمل ملايين من المهاجرين الهسبانك في مطابخ هذه الشركات. ويساير عمل لينكلاتر ما قدمه سابقاً مواطنه الشاب مورغن سبورلوك في <ضخّموا حجمي>، الذي كان سابقة سينمائية وضعت شركة ماكدونالدز في مواجهة طبية وصحية وقانونية.

الصيني لو يي (له <الفراشة القرمزية> و <نهر زوتشو>) يعود بنص تتخاتل السياسة فيه خلف قصة حب بين شابين تشهد لوعاتها أربع مدن صينية وخامستهما العاصمة الألمانية برلين. يستعير فيلمه <القصر الصيفي> (140 دقيقة) اسمه من مُتَنَزَّه امبراطوري شاسع وأخّاذ يقع وسط بكين. وتمتد أحداثه بين العامين 1980 و.2000 المشكلة التي تواجه الفيلم الخامس ليي أن عليه انتظار إجازة الرقابة لإطلاق سراحه نظراً إلى كثرة الإشارات السياسية الدولية، مثل تفكّك الإتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين وعودة هونغ كونغ، وأخيراً جولة الرئيس الراحل دينغ زهاو بينغ الى المقاطعات الجنوبية، التي حسمت تكريس سياسة الانفتاح على رأسمالية الدولة. والغريب أن الفيلم يخلو من أي إشارة لأخطر حدث سياسي محلي: مجازر ساحة تيان آن مين.

التاريخ

في النص التاريخي، سيشع فيلم الأميركية صوفيا كوبولا <ماري أنطوانيت> على شاشات <كان>، بعدما وجدت ضالتها الدرامية، كما في فيلمها الأول <انتحار العذارى> الذي وضعها على الخارطة كمخرجة موهوبة، في مأساة هذه الشخصية التي هوى رأسها بعد حياة عاصفة في باريس الثورة. يجوز أن يُنعت جهدها بأنه دراسة سينمائية أنثوية لامرأة (تمثيل كريستن دانست) لم تحسب خطوات قوتها ومديات حظوتها في أروقة قصر فيرساي.

على المنوال نفسه، يعود البريطاني المميّز كين لوتش الى الكروازيت للمرة 12 (8 منها داخل المسابقة) بجديده <الريح التي هزّت باريلي>، الذي يتابع فيه مصير شقيقين إيرلنديين أثناء حرب الاستقلال وما تبعها من حرب أهلية بين العامين الدمويين 1920 و,1922 وذلك من دون أن يتخلى لوتش عن لمساته السياسية، والتزامه بحرفية ما تبقّى من تيار السينما الحرة، التي تظل أعماله، مثل <الأجندة الخفية> و<الأرض والحرية>، تحمل بصماتها بوضوح.

بعد الجائزة الكبرى وجائزة أفضل ممثل في دورة عام 2003 عن تحفته الصغيرة <بُعد>، يعود التركي نوري بيغلي تشيلان بجديده <مناخات>، الذي يرصد فيه علاقة حب متعثرة تتغير حسب المواسم والمناخات. لوّن تشيلان كلاً منها بلون خاص، ليجمع عدداً من أفلام المسابقة في سلة النزعات الاجتماعية. ف<مناخات> يرصد، حسب ما تسرّب عنه، العزلات التي تُفرض على بطليه الشابين المثقفين. إنها مطاردة اجتماعية لحالة حب لا يريد أحد القبول بها.

في <حكايات جنوبية> للأميركي ريتشارد كيلي، الذي اشتهر بفيلمه الأول <دوني داركو>، نتابع علاقات مبتورة بين أُناس يسعون بجهد جبار إلى أن يحوزوا على قليل من الانتباه والاهتمام. للمناخ هنا دور درامي كما في الشريط التركي. ففي يوم الاستقلال الأميركي، في الرابع من تموز ,2008 تمرّ على لوس أنجلوس موجة قيظ لمدة ثلاثة أيام تقلب الأمزجة وتحرفها، وبسببها تصعب العلاقة بين بوكسر سانتاروي (ذا روك)، ممثل أفلام حركة وإثارة يعاني حالة فقدان ذاكرة، والشابة كريستي (سارة ميشيل غيلار)، ممثلة الأفلام الإباحية التي تطمح إلى تقديم برنامجها الفاضح عبر تلفزيون الواقع. الفرنسية نيكول غارسيا تقرن أيضا المواسم بالعلاقات الاجتماعية في <حسب تشارلي>، الذي تتعرّض لسبع حيوات إنسانية (ستة رجال وطفل) في مدينة ساحلية تموت حياتها التجارية بعد انتهاء موسم الصيف والعطلات، لتتغير رأسا على عقب خلال ثلاثة أيام، هي في الواقع مدة حكاية الفيلم. مواطنها خافيير جيانولي (فاز عام 1998 بالكاميرا الذهبية عن أفضل فيلم قصير) يذهب الى مدينة كليمون فيرون بصحبة النجم الكبير جيرار ديبارديو الذي يؤدي دوراً غير معهود في <حينما كنت مغنياً>، وهو هنا رجل في الخمسينات يؤدي وصلات غنائية في موسم سياحي ويعاني رتابة قاتلة وجفافاً عاطفياً، قبل أن تنقلب حياته إثر تعرّفه على شابة تعمل في مكتب عقارات وتعيش مع طفلتها. ما سيحدث هو تأسيس لأسرة عائلية اجتماعية تزهر حباً والكثير من الجنس. هذه النزعة للتغيير ستكون الثيمة الأساسية في جديد الإسباني المميز بيدرو آلمودفار <العودة> حول ثلاث نساء يعشن في مدينة قادش الجنوبية ويبحثن عن الحب والسعادة والأمان في مجتمع قاس. أما الإيطالي بول سورينتينو (صاحب النص الباهر <عواقب الحب>)، فيقدّم محنة أب في جديده <صديق العائلة>، يريد أن يضمن زيجة معتبرة لابنته. فيما استكمل الفنلندي آكي كاوريسماكي ثلاثيته عن العطالة في <أضواء في الغسق>، والثيمة هنا عن الوحدة الفردية وبطلها حارس ليلي يعمل في بناية تقع في إحدى ضواحي العاصمة هلسنكي، يعاني أزمة عاطفية مع امرأة شبقة. من جانبه، استكمل المكسيكي أليخاندرو غونزاليس آناريتو ثلاثيته، التي بدأها ب<الحياة عاهرة> ومن ثم <21 غراماً>، ب<بابل> الذي يغطي 36 ساعة وثلاث حكايات تقع أحداثها في كل من تونس والمغرب واليابان والولايات المتحدة والمكسيك. (كان)

السفير اللبنانية في

12.05.2006

 
 

فيلم «التمساح» لناني موريتي من أبرز عروض مهرجان «كان»...

تعرية متهكمة لزعيم اليمين الايطالي بيرلوسكوني

روما – موسى الخميسي

يصرح المخرج الايطالي ناني موريتي على الدوام بأن اي عمل سينمائي لا بد من ان يكون له هدف معين، ومضامين، ورهانات ورسائل وابعاد، وهو يعتقد «بأن السينما ينبغي ان تكون مسيّسة وان تعالج قضايا سياسية، فأي فيلم يتطرق الى قضية، يمكن ان نسميها سياسية، الا ان التصنيف يأتي من داخل العمل السينمائي نفسه». انشغالات موريتي السينمائية التي ما فتئ يسرب عبرها أفكاره وآراءه وفيها الكثير من مواقف التهكم المرّ على الحياة الإيطالية بأحزابها السياسية ورموز الفساد فيها، عادة ما يستند فيها الى نفس كوميدي شديد السخرية بكل مفارقاته المريرة، كما هي الحال في فيلمه الجديد «الكيمّانو»، أي التمساح، عن رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني، والذي أطلقه قبل أيام من الانتخابات التشريعية الإيطالية ليؤثر، على نحو ما، في نتائجها التي جاءت بالقوى اليسارية لدفة الحكم في البلاد. ويعرض خلال الدورة الجديدة لمهرجان «كان» السينمائي كواحد من أبرز عروضه. 

موريتي الذي وصف بالمحرك الدرامي الذي يدور في كل مكان، ويخترق كل حيز، يعيد من خلال فيلمه الجديد ذلك الدور الذي اشتهر به في تظاهرات السلاسل البشرية، التي تدور في الساحات والشوارع، في الأعوام الماضية لفضح الواقع الإيطالي الذي اصبح اكثر صخباً في جبهة النظام الرأسمالي، حيث كل شيء يحترق، وثمة من يريد لـ «فيزوف» ان ينفجر ليتلف إيطاليا كلها وخصوصاً مكتسبات جماهيرها الشعبية.

موريتي يناضل في الصناعة السينمائية ليقاوم اليمين وعلى رأسه زعيم حزب «ايطاليا للامام» سيلفيو بيرلوسكوني، معترفاً بأن للفن السابع دوراً في المقاومة قد يصل الى المشاركة المباشرة في النضال الميداني، يقول صراحة وبجرأة كبيرة، ما قاله قبل سنتين مضت حين كان على خشبة منصة في إحدى الساحات العامة أمام جمهور قدر بأكثر من عشرين ألف مواطن بأن «زعامة اليسار الإيطالي التقليدي، هي الآخرى قد فشلت وعجزت عن تحقيق الانتصار على سيلفيو بيرلوسكوني، لأن هذه الزعامة لم تبد احتراماً لمواقف الناخبين والناخبات وأظهرت انها عاجزة عن التعبير عما يعرج في نفوس الناس» وطالب برحيلها «كنا نرتقب ان تقوم الزعامة الحالية بممارسة النقد الذاتي عن الأخطاء التي ارتكبتها، لكن البيروقراطيين الذين يقفون خلفي الآن على خشبة هذا المسرح لم يفقهوا شيئاً من هذه الضرورة». انه فنان لا يهادن، يدمج الفني بالأخلاقي، ليعلن حروبه.

ناني مروريتي المبدع المجتهد يعود من جديد ليظهر واقع ايطاليا المنهار بلا رتوش، فبلد السباغيتي والزلازل السياسية يعيش ازمة محتدمة منذ خمسة سنوات اي منذ مجيء بيرلوسكوني على رأس السلطة في البلاد، القديم يتفسخ ويتحلل ومعه، جنباً الى جنب، تبدو وتتراكم نذر الجديد العاصف، وفيما اراد زعيم اليمين بيرلوسكوني استهلاك ايطاليا بالتقسيط فإنها اي ايطاليا بلد الفوضى تقف على محفة التخريب.

في آخر أعماله «التمساح» كشف موريني النقاب بتقنية فنية عالية تتوخى مساءلة الذاكرة الجماعية الإيطالية، عن فترة تاريخية حرجة تمر بها هذه البلاد التي قادها رئيس وزراء دخل موسوعة الأرقام القياسية العالمية كأكثر سياسي تصدر عنه تصريحات صادمة وتصرفات تثير أزمات داخلية ودولية أيضاً، وربما يكون سيلفيو بيرلوسكوني أيضاً اكثر السياسيين في العالم تراجعاً عن تصريحاته واعتبار انها كانت مجرد مزحة أسيء فهمها.

تعاون ما...

الفيلم طرح بيرلوسكوني كرجل سياسة سمعته ليست بيضاء، هذا اقل ما يمكن ان يقال، فهو جمع ثروته الطائلة بواسطة أساليب عدة لا تخلو من الاحتيال والغدر وربما التعاون مع عصابات الإجرام المنظم» المافيا». وهذا الرجل الذي مثل مرات أمام القضاء منذ فترة توليه منصبه، بتهم تتعلق بالفساد ودفع الرشاوى والتهرب الضريبي، يواجه، وهو خارج السلطة الآن وضعاً صعباً ويسبح عكس التيار من اجل انقاذ حزبه والحفاظ على سمعته و «صورته» كرجل أعمال ناجح، قادر ان يحول التراب الى ذهب.

يظهر فيلم «التمساح» منتجاً سينمائياً يقوم بدوره الممثل الإيطالي «سيلفيو اورلندو» يكافح مالياً من اجل انتاج فيلم عن عودة كرستوفر كولومبس من أميركا، الا ان كل محاولاته لانتاج هذا الفيلم تصطدم بعدم توافر امكانات الدعم المالي من أحد البنوك بسبب إفلاس المنتج وتراكم الديون عليه. الا انه في هذه الأثناء يعود للاطلاع على السيناريو الذي استلمه من فتاة ألحت عليه وهو في طريقه لالقاء كلمة شكر الحاضرين في حفل افتتاح عرض أحد أفلامه السينمائية والذي يظهر ايطاليا بصورة امرأة تصارع هيمنة الزوج المتسلط، حيث ينتهي الفيلم بانتقام الزوجة بقتل زوجها. يتفحص المنتج المفلس السيناريو ليجده عن بيرلوسكوني منذ بداية دخوله عالم السياسة وكيفية استخدام ثروته ونفوذه الإعلامي للسيطرة على أحزاب اليمين في ايطاليا، ثم تحالفه مع أقصى اليمين الفاشي من اجل الوصول الى رئاسة الوزراة للمرة الأولى عام 1996. السيناريو يظهر ايطاليا التي يسيطر عليها الفساد، وتترنح تحت صدمات الفضائح، وتسير من سيء الى اسوأ، يهزها تهافت العرابين ولعنة الأحزاب والوصايات التي لا ترتضي الا انكفاء والاضمحلال.

يظهر بيرلوسكوني في مشهدين وثائقيين وهو يتحدث في الأول عن كيفية إهدائه الحلي والمجوهرات لزوجات القادة السياسيين الايطاليين من اجل كسب اصواتهم، في معاركه الانتخابية. وفي المشهد الثاني، يهين نائباً اشتراكياً المانياً «مارتن شولتز» داخل البرلمان الأوروبي بنصحه ان يلعب دور حارس معسكر اعتقال نازي في فيلم ايطالي يدور حول جرائم النازية.

تستهوي المنتج وهو أب لولدين يعاني هو الآخر من تفكك عائلته، وخراب علاقاته مع زوجته، فكرة فيلم عن بيرلوسكوني، فيسعى جاهداً الى تحقيقه، إلا انه يصطدم بالمعوقات والضغوط والمواقف الأخلاقية والمالية من جانب الأصدقاء والعاملين معه، حيث يراوغ الممول المالي الأميركي بمواقفه، كما ان الممثل الذي يرتقب منه القيام بدور بيرلوسكوني، والذي يقوم بدوره الممثل والمخرج الإيطالي ميكائيل بلاسيدو يتذرع هو الآخر بأمور وهمية تجعله في النهاية يعلن اعتذاره عن تقمص شخصية بيرلوسكوني، ويمتنع المصرف الذي يتعامل معه المنتج بالدعم المالي، مخافة التضرر من زعماء المؤسسات المالية الخاضعة لهيمنة أحزاب اليمين الإيطالي، الا ان المنتج صاحب الميول اليسارية، ومعه كاتبة السيناريو الشابة، يصران على عملية الإنجاز بكل ما هو متاح لهما، لانهما يران في الفيلم، طرحاً للخراب الكبير الذي زحف بنفسه بهذا الزمن الرديء الذي يقوده بيرلوسكوني، في أحوال العائلة والسياسة والأحزاب والإعلام، وجعل رموز الفساد الإداري، هي السائدة والقائدة للحياة الثقافية، كما انعكست على قيم الحب والتكافل الاجتماعي في المجتمع الإيطالي.

يكتشف المنتج وبطريق الصدفة أثناء تنقله بشوارع المدينة، سيارة كبيرة تحمل سفينة خشبية كبيرة متجهة صوب البحر، فيتابعها، حتى إنزالها الى أحد مواقع التصوير السينمائي، ليرى تجمعاً يضم حشداً من الممثلين والكومبارس بأزيائهم القديمة، ويشاهد من بعيد كلاً من الممول المالي الأميركي، وأحد ابرز معاونيه الذي أبدى تعجيزاً بتحقيق فيلم سينمائي عن بيرلوسكوني، جنباً الى جنب الممثل الداعر الذي تملص من القيام بدور بيرلوسكوني، وقد تجمعوا للقيام بتنفيذ فيلم عن عودة كرستوفر كولومبس من أميركا، وهو الأمر الذي يكتشف من خلاله هذه الكائنات الممسوسة بغبن الثراء والمكبلة بوعود الساسة الجدد التي أصبحت مثل التزكيات التي تستطرب جميع الفنون من دون ان تحقق أحلام الناس، أو تغيير فعلاً من مصائب حياتهم اليومية، حيث وضعتهم سياسات اليمين في فوضى الشك وأوهام الرفاه، ليتحولوا الى جزء من النظام الحاكم الذي يبني نفسه على مواقف التهكم والازدراء ومسخ الثقافة.

جاذبية

يقنع المنتج أحد الممثلين (يقوم بالدور ناني موريتي) بالقيام بدور بيرلوسكوني، فيظهر المشهد الأخير في الفيلم، وهو «اي بيرلوسكوني» أمام أحد القضاة متهماً بالفساد بتهمة الرشاوى والتهرب الضريبي للحصول على حكم لمصلحته في معركة للسيطرة على إحدى الشركات الغذائية، الا انه بعنجهيته، التي تقترب الى ما كان عليه موسوليني أيام الفاشية، ليضرب مؤيديه ومناصريه بالحجارة والقطع المحترقة القضاة الذين حاكموه، أثناء نزوله درجات السلم في احدى المحاكم، ليقول لسائقه وهو يركب سيارته، بعد ان وقف خمسة دقائق، مؤكداً «ان التزامات دستورية تحول دون بقائه في قاعة المحكمة» مستغلا وجود أجهزة الإعلام المحلية والعالمية في دار القضاء في ميلانو مطالباً بحقه في ان تمنحه الدولة وسام الاستحقاق من النوع المدني» ذلك لأنه حال دون «ان تباع احدى اهم شركات الدولة الايطالية بالمزاد»، فلتحترق ايطاليا، فأنا من يصنعها، انا المؤيد لأميركا والليبرالي الجديد، والمؤيد لمبدأ (اوروبا واسعة) تشمل روسيا وتركيا واسرائيل، والمعارض القوي والعنيد لمبدأ أوروبا قوية لا سيما دعوات كل من فرنسا والمانيا، يوزع الشتائم على كل من يقف أمامه، سواء كانوا من الايطاليين أو العرب الذين تتدنى حضارتهم عن حضارة الغرب، أو من الصينيين الذين يطبخون أطفالهم ويستخدمونهم في سماد الأرض الزراعية، فهو بالنتيجة مستهدف لأسباب سياسية، وهو مسيح السياسات الايطالية، وهو نابليون بونابارت في انجازاته، وهو الممتنع عن ممارسة الجنس حتى نهاية مرحلة الانتخابات فهو «فخور بسلوكه» لانه يرى في جاذبية السكرتيرات احد حوافز الاستثمار في ايطاليا. يحلم بالنجومية طوال عمره (69 عاماً) ويباهي بمظهره الشاب والشعر الأسود الذي زرعه على رأسه.

الفيلم يقول للمشاهد ان بيرلوسكوني لا يشتري ايطاليا كلها، فلا تزال هناك ضمائر حرة في هذا البلد على رغم سيطرته على معظم وسائل الإعلام ومعظم الفضائيات والقنوات التلفزيونية، فمع انه استطاع بدهائه ومكره ان ينتصر على خصومه في اكثر من معركة سواء كانوا في جبهة اليمين او اليسار، ومع انه كان يعتقد بأن مهاجمته من قبل أعدائه تخدمه اكثر لأن الناس عندئذ يعتقدون انه ضحية ومضطهد من قبل الشيوعية وأفكارها، التي يمثلها القضاة وقادة الأحزاب اليسارية لأنهم يغارون منه ويحسدونه. الا انه زائل كما زال غيره من الطغاة.

فيلم موريتي «التمساح» يشارك اذاً في مسابقات مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الجديدة، التي تعقد ما بين 17 الى 28 أيار (مايو) الجاري، حيث حاز موريتي بالسعفة الذهبية للمهرجان عن فيلم «غرفة الابن» في الدورة 54. كما فاز فيلم «التمساح» بأرفع جائزة سينمائية ايطالية تمنحها الدولة وهي جائزة «دونيتيلا» لعام 2006، وما زال يتصدر الأفلام الإيطالية والأجنبية في دور العرض الإيطالية والفرنسية.

السفير اللبنانية في

12.05.2006

 
 

روبتر ـ   5/13/2006 6:13:03 PM

نبذة عن مهرجان كان السينمائي التاسع والخمسين 

كان (فرنسا) (رويترز) - تبدأ بعد أيام الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان كان السينمائي الفرنسي. وسيشهد المهرجان الذي سيفتتح يوم 17 مايو ايار الجاري العرض الاول في العالم لفيلمي شيفرة دافنشي The Da Vinvi Code وماري انطوانيت Marie Antoinette وسيحضره من نجوم هوليوود توم هانكس وكيرستن دونست مع باقة من نجوم التمثيل والإخراج من أنحاء العالم ويشارك فيه العديد من المواهب الجديدة الشابة في صناعة السينما.

ويقول جيل جاكوب رئيس المهرجان ان دورة عام 2006 ستركز "على السينما فقط" مؤكدا رغبة المنظمين في مساعدة الفنانين الشبان.

وقال جاكوب "سنشهد صحوة هذا العام فعلى سبيل المثال هناك ثلاث نساء ضمن المتنافسين وهو أمر غير معتاد. بعض المشاركين في المسابقة حصلوا على السعفة الذهبية عن أفلام قصيرة والبعض الآخر سيأتون من مؤسسة السينما أي بأفلام أخرجها طلاب. أردنا مساعدة كل هؤلاء الناس الذين يساهمون في صحوة الجيل الجديد من المخرجين السينمائيين."

وقال المدير الفني للمهرجان تييري فريمو ان دورة عام 2005 شهدت عودة المؤلفين الكبار وان دورة العام الحالي ستشهد عكس ذلك تماما.

لكن مخرجين بارزين مثل بدرو المودوفار واكي كاوريزماكي سيشاركون في المهرجان بأفلام مثل "فولفر" Volver و"لايتاكاوبونجين" Laitakaupungin جنبا الى جنب مع مخرجين أقل شهرة مثل المكسيكي جويرمو ديل تورو الذي سيعرض فيلمه "لابيرينتو ديل فاونو" El Laberinto del Fauno.

ويشارك "ماري انطوانيت" لمخرجته صوفيا كوبولا في المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن 19 فيلما ستعرض في الفترة بين 17 و28 مايو ايار. وتلعب كيرستن دونست في الفيلم دور الملكة الفرنسية زوجة لويس السادس عشر التي أُعدمت بالمقصلة خلال الثورة الفرنسية عام 1793.

وتصدر اسم صوفيا كوبولا عناوين الاخبار بفيلمها "العذراء تنتحر" The Virgin Suicides ورشحت لجائزة اوسكار افضل مخرج عن فيلم "ضاع في الترجمة" Lost in Translation الذي فازت عنه بجائزة أفضل سيناريو مكتوب للسينما.

ويحتمل ان يستعيد مهرجان كان طابعه السياسي بعد ان خلا من الافلام الوثائقية العام الماضي. وفي عام 2004 كان المخرج الامريكي مايكل مور قد هز الريفييرا الفرنسية عندما فاز باكبر جوائز مهرجان كان بفيلمه فهرنهايت 9/11 الذي يندد فيه بالرئيس الامريكي جورج بوش.

وسيعرض في دورة العام الحالي لمهرجان كان فيلم "أمة الاغذية السريعة" Fast Food Nation للمخرج ريتشارد لينكليتر عن المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بصناعة الاطعمة سريعة التحضير وفيلم "ال كايمانو" Il Caimano لناني موريتي الذي يسخر من رئيس الوزراء وقطب الاعلام الايطالي سيلفيو برلسكوني.

ورغم ان فيلم شيفرة دافنشي للمخرج رون هاوارد سيعرض خارج المسابقة الرسمية الا انه يتوقع ان يثير ضجة عند عرضه في افتتاح المهرجان.

وينافس المخرج البريطاني كين لوتش على السعفة الذهبية بفيلمه "الريح التي تهز الشعير" The Wind That Shakes the Barely عن الجمهوريين في ايرلندا في مطلع القرن العشرين.

ويرأس لجنة التحكيم في دورة مهرجان كان الحالية المخرج وونج كار واي وهو اول صيني يقع عليه الاختيار لهذه المهمة في تاريخ المهرجان. وكان وونج المولود في شنغهاي قد فاز بجائزة افضل مخرج في كان عام 1997 بفيلمه "سعداء معا" Happy Together كما تضم لجنة التحكيم الممثلة الايطالية مونيكا بيلوتشي والممثلة الصينية جانج زيي والامريكي صامويل جاكسون.

المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

وكالة رويتر في

13.05.2006

 
 

شيفرة دافنتشي في افتتاح مهرجان كان

إيمان إبراهيم من بيروت:  

على الرّغم من دعوة أحد مساعدي البابا بنديكتوس السادس عشر، إلى مقاطعة فيلم "شيفرة دافنشي"للمخرج رون هاوارد ، بعد وصفه إيّاه بأنّه معاد للمسيحيّة، بما تضمّنه من أخطاء وتشهير وإهانات للكنيسة، بحسب الفاتيكان،  يبدو أنّ مهرجان "كان" السّينمائي، لن يكرّر هذا العام تلك المقاطعة التي قام بها مسيحيّو أوروبا ضد فيلم"تجربة المسيح الاخيرة" لمارتن سكورسيزي،  حيث من المقرّر أن يعرض الفيلم ، للمرّة الأولى في العالم في افتتاح المهرجان، لكن خارج المسابقة الرسميّة، إذ  تنطلق الدّورة الستّين منه، في  17 أيّار الجاري وتستمر حتّى 28 منه. ومن المحتمل أن يثير الفيلم لدى عرضه، ضجّة شبيهة بتلك التي أحدثها فيلم  "فهرنهايت 9/11" لمخرجه المبدع مايكل مور، الذي فضح خفايا سياسة الرّئيس الأميركي جورج بوش. رون هاوارد، الحائز أوسكار أفضل اخراج لفيلم A Beautiful Mind،  اقتبس قصة الفيلم عن الرواية التي حققت أعلى أرقام المبيعات عالمياً، قدّرت بأكثر من 50 مليون نسخة، وترجمت إلى 52 لغة، أما الفيلم فسيعرض بالتّزامن مع عرضه في  صالات السّينما العربية والعالمية، مع الإشارة إلى أنّ بعض الدّول العربيّة منعت عرضه بعد اعتراض الكنيسة عليه، مثل مصر والأردن .

ومن أهم الأفلام التي من المتوقّع أيضاً أن تثير ضجّة لدى عرضها، فيلم"ماري أنطوانيت" لمخرجته صوفيا كوبولا، التي رشّحت لجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم "ضاع في الترجمة"،  حيث يشارك الفيلم الجديد في المسابقة الرسميّة للمهرجان، إلى جانب 19 فيلماً سيعرض بين 17 و28 أيّار. وتلعب كيرستن دونست التي ستكون حاضرة في الافتتاح الرّسمي للفيلم،  دور الملكة الفرنسيّة زوجة لويس السادس عشر، التي أُعدمت بالمقصلة خلال الثورة الفرنسية عام 1793.

ويرأس لجنة التحكيم في دورة المهرجان الحالية، المخرج وونج كار واي وهو أوّل صيني يقع عليه الاختيار، لتولّي هذه المهمة في تاريخ المهرجان،
وتضم اللجنة كل من الممثلة الايطالية مونيكا بيلوشي، لمخرجة الارجنتينية لوكريشيا مارتل ، المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، الممثلة البريطانية هيلينا بونهام كارتر، الممثلة الصينية زانج زي، الممثل الأميركي صامويل جاكسون، المخرج الفرنسي باتريس لو كونت، والممثل والمخرج البريطاني تيم روث، ومن المتوقّع أن يحضر المهرجان، عدد  من أشهر نجوم هوليوود، مع باقة من نجوم التمثيل من كافّة أنحاء العالم ، فضلاً عن المخرجين والعاملين في مجال صناعة السينما.

ومن المتوقع أن يتمّ عرض 55 فيلما من 30 دولة، وعلى العكس من الدّورة الماضية التي شهدت عودة الكتّاب الكبار، تشهد هذه الدّورة بروزاً للكتّاب الشّباب، مع رغبة من المهرجان في إعطاء المواهب الشّابة فرصتها، غير أنّ هذا لا يعني غياباً كلّياً للأسماء الكبيرة، حيث يشارك مخرجون بارزون في المهرجان.

ومن الأفلام القصيرة التي ستعرض في دورة العام الحالي، فيلم" Il Caimano ، لناني موريتي الذي فيه من رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني. كما ينافس المخرج البريطاني كين لوتش، على السعفة الذهبية بفيلمه "الريح التي تهز الشعير"، الذي يتناول فيه واقع الجمهوريين في ايرلندا في مطلع القرن العشرين.

وللعرب حصّتهم أيضاً حيث يبدو برنامج الأفلام العربيّة لهذه الدّورة حافلاً  بأعمال جديدة معظمها من المغرب العربي، مع مشاركة لموريتانيا، مصر، كما ستعرض على هامش الدورة، أفلام خارج المسابقة الرسميّة، تخصص للنجوم الفرنسيين من أصول عربيّة، فضلاً عن فيلم عن لاعب كرة القدم زين لدين زيدان.

موقع "إيلاف" في

14.05.2006

 
 

حضور عربي قوي بالدورة59 لمهرجان كان السينمائي 

الرباط/ عمر الفاتحي

وسط حضور عالمي وعربي ، تحتضن مدينة كان الفرنسية الدورة 59 لمهرجان كان السينمائي الدي تستمر أشغاله الى 28 ماي الحالي . إفتتاح المهرجان سيكون بعرض فيلم خارج المسابقة الرسمية وهو فيلم ً شفرة دافينشيً الدي أثار الكثير من الجدل لدى الجماعات الدينية المسيحية بمختلف دول العالم .

ما يميز هده الدورة مشاركات عربية متنوعة ، حيث ستشارك الجزائر في المسابقة الرسمية بفيلم ً السكان الأصليون ً للمخرج رشيد بوشارب ، ومصر بفيلم ً البنات دول ً للمخرجة تهاني رشيد ، كما سيتم عرض فيلم ً عمارة يعقوبيان ً وفيلم ً حليمً خارج المسابقة الرسمية . وفي إطار ً كل سينمات العالم ً وهوقسم جديد تم إحداثه بالمهرجان ، ستشارك تونس بفيلمين وهما ً خشخاش أو زهرة النسيان ً لسلمى بكار وهوانتاج تونسي مغربي مشترك ، وفيلم ً حرمة ً للجيلاني السعدي . ومن موريطانيا فيلم ً باماكو ً لعبد الرحمان سيساكو .

بالنسبة للمسابقة الرسمية للدورة ، سيتم عرض 19فيلما من 11 دولة ، أربعة منها فرنسية ، وهي فيلم ً الحق الضعيف ً للمخرج لوكاس بلفو، وً كما يقول شارليً للمخرجة الممثلة نيكول جارسيا وً عندما كنت مطرباً ً لإكسافيار جيالوني وً فلاندرزً لبرونو دومو . بالنسبة للمشاركة الامريكية هناك ، فيلم ً ماري انتونيت ً لصوفيا كوبولا نجلة المخرج الامريكي الشهير فرانسيس كوبولا وً بابلً للمخرج إيناريتو وً حكايات الجنوب ً لريتشارد كيلي وًامة الوجبات السريعةً ً ليرتشارد لينكليتر.

مشاركة إيطاليا ستكون بفيلمين ً التمساح الضخم ً لناني موريني وً صديق العائلة ً لباولو سورينتينو . من بريطانيا ً الريح تهز الحقول ً لكين لوش وً الطريق الأحمرً

لاندريا ارنولد . بالنسبة لإسبانيا فيلم ً العودة ً لارمادوفار  وتركيا ً الأجواء ً لنوري سيلان . والبرتغال ً الشباب يسيرون ً لبيدرو كوستا . والمكسيك ً متاهاتً لديل تورو وفنلندا ً اضواء الضواحي ً لأكيكيور سماكي ، والصين ً قصر الصيف ً للوي لي .بالنسبة لفيلم إختتام المهرجان سيتم عرض الفيلم الفرنسي ً أنسيلفانيا ً للمخرج توني جاتليف .

لجنة تحكيم الدورة سيترأسها المخرج الصيني ً وونج كار واي ً وعضوية كل من الايطالية ً مونيكا بلوتشي والبريطانية ً هيلنيا بونام كارتر والصينية ً زهانغزييً والمخرج الفلسطيني ً إيليا سليمان الحائز علىجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه ً يدألهية ً بإحدى دورات مهرجان كان السابقة .

موقع "سينماتك" في

15.05.2006

 
 

"دافنشي " في افتتاح "كان"غداً

أفلام المهرجان 107 من 32 دولة بينها مصر

رسالة مهرجان كان: سمير فريد

يفتتح اليوم مهرجان كان السينمائي الدولي ال 59 الذي يستمر حتي 28 مايو حيث تعلن جوائزه. يعرض في افتتاح أكبر مهرجانات الفنون في فرنسا. وأكبر مهرجان للسينما في العالم الفيلم الأمريكي "شيفرة دافنشي" اخراج رون هوارد عن رواية دان براون وتمثيل توم هانكس واودري تاتو وجان رينو. ويبدأ عرض الفيلم في دور العرض في فرنسا وبريطانيا والصين غدا ثم في أمريكا وايطاليا وأغلب دول العالم بعد غد الجمعة.

يعرض الفيلم مع وصول احتجاجات الكنائس الكاثوليكية والجمعيات المسيحية إلي ذروتها وذلك لزعم الرواية أن السيد المسيح عليه السلام تزوج من مريم المجدلية وأنجب منها. وأن سلالته تعيش في فرنسا سراً. وأن الكنيسة الكاثوليكية تعمل علي قتل كل من يحاول افشاء هذا السر والمعروف ان الرواية صدرت عام 2003 باعت عشرات الملايين من النسخ بلغات عدة حتي أصبحت أكثر الروايات مبيعاً في سنة واحدة في التاريخ كله. ومن بين اللغات التي ترجمت إليها اللغة العربية. وقد صدرت عن الدار العربية للعلوم في بيروت عام 2004 ترجمة سمية محمد عبد ربه وصودرت في نفس العام بناء علي طلب المركز الكاثوليكي للاعلام.

قلعة ديجيتال

شيفرة دافنشي كانت رابع رواية تصدر للكاتب الأمريكي دان براون الذي ولد عام 1964 من أب يعمل استاذاً للرياضيات وأم موسيقية محترفة. ودرس تاريخ الفن في اسبانيا. وأصدر أول رواياته "قلعة ديجيتال" عام 1998. وقد رفض براون تحويل رواتيه إلي مسلسل تليفزيوني. ووافق علي تحويلها إلي فيلم مقابل 6 ملايين دولار وتكلف الفيلم مائة مليون دولار واحتل غلاف "نيوزويك" اثناء العمل فيه في يناير 2006 ووصفته المجلة الدولية بانه فيلم عام .2006

بدأ تصوير الفيلم في باريس في يونيو 2005 من دون أي احتجاج في فرنسا الكاثوليكية. ولكن الاحتجاجات بدأت عند انتقال التصوير إلي بريطانيا حيث رفضت كنيسة وستمينستر أبي التصوير داخلها حسب الرواية ووافقت كاتدرائية لينكولن مقابل تبرع 180 ألف دولار. وفي أول يوم للتصوير قادت الأخت ماري ميشيل مظاهرة احتجاج اشترك فيها عدد كبير من الراهبات وصرحت ل "التايمز" قائلة لا يجب علي الكنيسة أن تقبل أموالا من أجل نشر قصة غير حقيقية.

وعنوان الرواية وكذلك دافنشي الفيلم يقصد به اسم رسام عصر النهضة الايطالي ليوناردو دافنشي صاحب لوحة موناليزا الشهيرة وتزعم الرواية ان دافنشي وضع شيفرة خاصة في لوحة "العشاء الاخير" للمسيح عليه السلام تشير إلي زواجه من مريم المجدلية. وان جمعية سيون التي تأسست في باريس عام 1099 وهي جمعية سرية حقيقية كانت تعرف السر وتحفظه. وكان دافنشي من اعضائها كما تزعم ان المجموعة الاسقفية الفاتيكانية أوبوس داي تحفظ السر بدورها. وهي مجموعة علنية حقيقية مقرها الاعلامي في نيويورك وقد احتجت أوبوس داي علي الفيلم وطلبت ان يكتب في مقدمته انه عمل فني من نسج الخيال ويقال ان شركة سوني التي توزع الفيلم وافقت علي هذا الطلب رغم ان الكاتب يقول في الصفحة الأولي من الرواية بالنص "ان وصف كافة الأعمال الفنية والمعمارية والوثائق والطقوس السرية في هذه الرواية هو وصف دقيق وحقيقي".

العرض الأول

عرض الفيلم في الثامنة والنصف مساء أمس في قاعة ديبوس بقصر المهرجانات في كان بعد كتابة هذه الرسالة علي الصحفيين الذين وصلوا عشية الافتتاح ومنهم مندوب "الجمهورية" كاتب هذه السطور وهذا هو العرض الأول في العالم ومعني هذا ان عروضه في العالم من الغد تبدأ من دون ان ينشر عنه مقال واحد.

يعرض الفيلم علي 850 شاشة في ايطاليا معقل الكاثوليكية حوالي نصف مجموع عدد شاشات ايطاليا وعلي 866 شاشة في اليابان و400 شاشة في الصين وهناك دعوي قضائية لمنعه من العرض في كوريا الجنوبية رفعها المجلس المسيحي لكوريا من المتوقع ان يصدر الحكم فيها اليوم والمؤكد حتي الآن ان الفيلم منع رسميا في الفلبين والأردن.

موقف الفاتيكان

في مارس 2005 صدر عن الفاتيكان في روما نداء للامتناع عن شراء وقراءة الرواية وقال المتحدث الرسمي للفاتيكان لا يمكن صنع رواية بإضفاء طابع مخادع علي وقائع حقيقية. والتشهير بشخصية تاريخية تنبع مكانتها وشهرتها من تاريخ الكنيسة والبشرية ومنذ بدأ الاعلان عن عرض الفيلم في ايطاليا الشهر الماضي قال جياني بيلينو من تحالف اليمين القومي في ايطاليا الرسوم عن الاسلام أثارت أزمة دولية. فماذا عن هذه الاتهامات الثقيلة للكنيسة الكاثوليكية؟ والديانة المسيحية انه أمر غير مقبول وشكل بيلينو لجنة للدعوة إلي مقاطعة الفيلم.

لغز العرض في مصر

كان من المقرر ان يبدأ عرض الفيلم في مصر اليوم مع عدة دول عربية وقد عرضت المقدمة الاعلانية بالفعل منذ اسبوعين علي ثماني من الشاشات في القاهرة والاسكندرية ولكن فجأة تم منع عرض المقدمة الاعلانية وألغي تاريخ بدء العرض الذي أعلن عنه علي الشاشات الثماني.

الرقابة لا تفسر رسمياً كيف ولماذا وعلي أي أساس تم منع المقدمة ومدير الرقابة يقول إن الفيلم لم يصل إلي الرقابة لتوافق عليه أو تمنعه. وموزع الفيلم لا يعرف ماذا يقول وأمس صرح المستشار نجيب جبرائيل الذي سبق ورفع دعوي قضائية لمنع فيلم "بحب السيما" اخراج اسامة فوزي بأنه سيرفع دعوي لمنع "شيفرة دافنشي" اذا وافقت عليه الرقابة وأيده في ذلك ممدوح نخلة مدير مركز الكلمة لحقوق الانسان ومن الجدير بالذكر ان نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الانسان ايضا بينما "الحرية" هي الحق الأول للانسان. ولاشك أن من بين حقوق الانسان كذلك أن يرفض هذا الكتاب أو ذلك الفيلم ولكن ليس من حقه أن يمنعه. فلماذا نرفض عملا ونرفض منعه في نفس الوقت.

ان موقف الفاتيكان في روما المركز الروحي لكل الكاثوليك في العالم. وموقف تحالف اليمين القومي في ايطاليا هو الموقف الصحيح الوحيد من رواية دان براون وفيلم رون هوارد وهو المقاطعة وليس المطالبة بالمنع في طريق الرقابة أو عن طريق القضاء.. ويبدو اننا لن نعرف حقيقة ما حدث للفيلم في مصر إلا عن طريق "سوني" التي توزعه في العالم.

107 أفلام

مع اعلان برنامج اسبوع النقاد الذي يعرض 15 فيلما طويلا و17 فيلما قصيرا من 18 دولة تكتمل برامج المهرجان ويصل عدد الافلام الطويلة الجديدة التي تعرض فيه إلي 107 أفلام من 32 دولة من كل قارات العالم. وحتي مصر التي يعرض فيها خارج المسابقة الفيلم التسجيلي الطويل "البنات دول" اخراج تهاني راشد.

الجمهورية المصرية في

17.05.2006

 
 

دافينشي كود يفتتح مهرجان كان السينمائي

أندريه مهاوج  

اندريه مهاوج من باريس: تنطلق اليوم الاربعاء 17 ايار مايو فعاليات مهرجان "كان " السينمائي بعرض لفيلم  من خارج المسابقة الرسمية وهو فيلم "دافينشي كود" او "شيفرة دافنشي" المقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه للمؤلف دان براون .

واذا كان الكتاب المذكور اثار جدلا كبيرا خلال نشره في الشتاء الماضي بسبب محاولة براون اثبات فرضية زواج السيد المسيح من مريم المجدلية  وانجابها طفلة اسمتها سارا فان الدعاية الواسعة التي حظي بها الفيلم وتخصيص معظم محطات التلفزة الفرنسية حلقات نقاش حول الاحداث التاريخية للفيلم ومقارنتها بما ورد في الاناجيل جعل عرضه في اليوم الاول من مهرجان كان الحدث الرئيسي لهذا المهرجان الذي يستمر حتى 28 من الحالي والذي يتبارى فيه عشرون فيلما لنيل السعفة الذهبية .

ويتوقع المنتجون ان يحقق الفيلم الذي بلغت كلفة انتاجه 125 مليون دولار نجاحا كبيرا لا بل النجاح الاكبر منذ بداية السنة.

وقد اثار الفيلم جدلا كبيرا وانتقادات حادة من قبل رجال دين ومؤرخين ولاهوتيين  وذلك حتى قبل بدء عرضه في الصالات الفرنسية اليوم الاربعاء وباقي انحاء العالم تباعا يومي الخميس والجمعة . و يؤكد المخرج ان الكنيسة تعرف تماما ان المسيح تزوج من مريم المجدلية ولكنها ابقت هذا الامر سرا على مدى الفي عاما وان فضح هذا السر لا بد ان يثير الغضب . ومن الفيليبين الى البيرو تعالت الاصوات التي تندد بالفليلم وتصفه بانه معاد للمسيحية وهو  التعبير الذي استخدمه المونسنيور انجيلو اماتو المسؤول عن العقيدة في الفاتيكان . ولكن الكنيسة البابوية لم تدعو الى مقاطعة الفيلم .

والى جانب "دافينشي كود" يطغى فيلم اخر على المهرجان هذه السنة وهو الفيلم الخيالي "اكس مان" وتعترف ادارة المهرجان بان الفيلمين المذكورين غير المرشحين للسعفة الذهبية ،سيستأثران باحداث المهرجان وسيحجبان الضوء عن الافلام العشرين الاخرى .

وحسب المنظمين فان مهرجان هذه السنة يتميز بكونه مهرجان التجدد . فالافلام العشرون للمسابقة التي تم اختيارها من بين 1500 فيلم  هي كلها لمخرجين شباب غير معروفين مثل الصيني لو يي والايطالي باولو سورونتيني  والبريطاني اندريا ارنولد .

هذه السنة ايضا  سيتذكر جمهور مهرجان "كان"  تفجيرات 11 ايلول سبتمبر من خلال فيلمين واحد  ل بول غرينغراس  واخر ل اوليفر ستون.

موقع "إيلاف" في

17.05.2006

 
 

حفل مهرجان دبي السينمائي 

ـ تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، يُقام للمرّة الثالثة حفل استقبال على شاطئ «الكروسيت»، وذلك بتاريخ 23 مايو الجاري، وذلك بالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات، ومجلة «سكرين إنترناشيونال».

وصرّح نيل ستيفنسون، مدير المهرجان، بأن موعد الدورة الثالثة قد تحدّد في الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر المقبل، وسيتم الإعلان عن تغييرات جذرية في شكل وبرنامج الدورة المقبلة.

ـ يترأس مونت هيلمان لجنة تحكيم تظاهرة «نظرة ما».

ـ الأخوان لوك وجان بيير داردنييه سيترأسان لجنة تحكيم «الكاميرا الذهبية» التي تُمنح لأفضل عمل أوّل لمخرجه.

ـ اختارت ورشة السيناريو «الإيتيليه» )81( مشروعاً لتمكينها من إيجاد التمويل أثناء المهرجان.

ـ «كل سينمات العالم» اختارت سبع دول لتقدّم أفلامها في عروض خاصة، هي: (روسيا، سنغافورة، سويسرا، فنزويلا، تونس، تشيلي، وإسرائيل).

ـ «القرية الدولية»، مركز ترويج الصناعة السينمائية الدولية ترحب بإحدى عشرة دولة جديدة: (بلغاريا، كرواتيا، اليونان، هنغاريا، هونغ كونغ، الهند، المغرب، رومانيا، الصرب، سلوفانيا، وتايلاند).

ـ «ركن الفيلم القصير» يقدّم أكثر من (800) عمل من (50) دولة تقريباً، حيث تدور النقاشات، وعروض الأفلام، وتبادل الأفكار بين صانعي هذه النوعية من الأفلام.

ـ «سوق كان» سوف تستقطب أكثر من عشرة آلاف منتج، ووكيل مبيعات، وموزع، وممول من أكثر من (80) دولة، كما سيبلغ عدد العروض (1400) عرض.

البيان الإماراتية في

17.05.2006

 
 

ما قبل مهرجان ' كان' السينمائي.. قلق وترقب ومناقشات

كتب جاسم المطير:

في وسع القارئ أن يتصور عاصفة الجدل والنقد التي ستصاحب فعاليات مهرجان 'كان' السينمائي 2006 الذي يبدأ اليوم وتستمر فعالياته إلى 28 من الشهر الحالي.

فقبل بدء العروض تضطرب الصحافة الفرنسية وغيرها، وتتقاطع الآراء حول المهرجان الذي تولت إدارته الجديدة كاترين ديمير المعروفة بنشاطها الإداري المتميز. وأهم ما يثير الدهشة في استعدادات المهرجان أنها تقوم على ثلاثة أحاديث تغشى الفن السينمائي هذا العام:

الحديث الأول يتركز حول فيلم 'دافنشي كود' الذي سيكون فيلم الافتتاح، وهو من إخراج الأميركي رون هوارد وبطولة توم هانكس.

الحديث الثاني أن اغلب أفلام قائمة الاختيار الرسمي لعروض أفلام المسابقة اختيرت من نوع الأفلام التي تتناول مواضيع عامة كالحروب، والبطالة، والأزمات الاجتماعية والسياسية.

الحديث الثالث يتركز على لجنة التحكيم التي تضم لأول مرة اثنين من الفنانين الصينيين، هما المخرج ونغ كار واي من هونغ كونغ، ونجمة السينما الصينية تشانغ تسي بي.

مسابقة رسمية

نتيجة الأبحاث الدقيقة عبر المشاهدات المتواصلة لمختلف اللجان، جرى اختيار الأفلام المشاركة بمسابقة مهرجان 'كان' من بين أكثر من ألف فيلم لعرضها في المهرجان الذي تبلغ ميزانيته 20 مليون يورو، ويقام في عدد من دور العرض يزيد مجموع مقاعدها على أربعة آلاف مقعد.

ومن المعروف أن أهم الجوائز التي تمنح في مسابقات المهرجان هي:

مسابقة الأفلام الطويلة: تمنح جوائز أفضل: ممثل، ممثلة، مخرج، سيناريو، وجائزة لجنة التحكيم لأفضل عنصر فني، وتمنح جائزة 'السعفة الذهبية' لتتوج أفضل أفلام المسابقة.

تليها أهمية جائزة 'كاميرا دور' أو الكاميرا الذهبية، وتمنح للعمل الأول في كل أقسام المهرجان الرسمية، وتهدف إلى إبراز موهبة المخرجين ومساعدتهم على إنجاز عملهم الثاني. وهي جائزة مادية وعينية.

أما مسابقة 'سيني فونديشن' فتمنح هي الأخرى جوائز مادية كبيرة، ولكنها أقل قليلا من 'كاميرا دور'.

وتمنح مسابقة الأفلام القصيرة جائزة أفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم أو اثنين، وهناك جوائز أخرى عديدة تمنح خارج الإطار الرسمي تقدمها جهات مختلفة، منها لجنة الأديان وغيرها.

الفيلم القضية

من بين الأحاديث الثلاثة أعلاه يواصل الكثير من الأساقفة في العالم توجيه النقد الشديد لمهرجان 'كان' لأنه يقف بشجاعة إلى جانب عرض فيلم 'دافنشي كود' من دون الإصغاء إلى دوي الكثير من الكنائس المناوئة للفيلم. وقد وصف الأسقف 'أنجيلو أماتو' المقرب من بابا الفاتيكان الفيلم خلال حديث في مؤتمر كاثوليكي في روما بأنه 'معاد للمسيحية، بشكل حاد وحافل بالافتراءات والإساءات والأخطاء التاريخية واللاهوتية بخصوص المسيح والأناجيل والكنيسة'. ودعا إلى مقاطعة مشاهدة الفيلم وعرضه بصوت عال: أملي أن تقاطعوا جميعكم الفيلم.

مشاركات عربية

الشيء المهم والمثير عربيا أن المشاركات العربية في دورة هذا العام تنوعت وتعددت:

تشارك الجزائر في المسابقة الرسمية بفيلم 'السكان الأصليون' للمخرج رشيد بوشارب، وهو إنتاج جزائري مغربي ـ فرنسي مشترك.

تشارك مصر بفيلم 'البنات دول' للمخرجة تهاني راشد، ويعرض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان.

تشارك تونس بفيلمين في القسم الجديد للمهرجان 'كل سينمات العالم'، الأول 'خشخاش' (أو زهرة النسيان) للمخرجة التونسية سلمى بكار، والثاني 'خرمة' للمخرج الجيلاني السعدي. من موريتانيا يشارك فيلم 'باماكو' لعبد الرحمن سيساكو، ويعرض خارج المسابقة الرسمية.

يشارك المخرج الفلسطيني إيليا سليمان كعضو في لجنة تحكيم مسابقة المهرجان الرسمية، وقد حصل بفيلمه 'يد إلهية' على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في دورة سابقة.

مدينة تحت الأضواء

السينمائيون والصحافيون، من مختلف انحاء العالم، يملأون حاليا شوارع مدينة 'كان' الصغيرة الساحرة بجمالها، التي تقع في منطقة 'غراس' على خليج الريفييرا الفرنسي.

وكانت المدينة اشتهرت في الماضي بصيد السمك، وتدين بشهرتها إلى اللورد بروكهام وزير العدل الإنكليزي الأسبق، الذي اكتشفها عام 1843، وقرر تحويلها إلى مصيف سياحي، فشيد فيها أكبر وأشهر فنادق 'الكروازيت' (دي لارين) عام 1858، كما بنى أيضا كازينو شتويا عام 1907 وهذا الموقع مقام عليه حاليا قصر مهرجان 'كان' السينمائي أو 'فيستيفال دو بالي'.

يقصد المدينة كل عام خلال فترة المهرجان نحو 30 ألف زائر منهم 5 آلاف صحافي وعشرة آلاف مشترك في سوق التجارة السينمائية. ويبلغ متوسط سعر الإقامة في فنادق 'كان' الكبرى في أثناء المهرجان ألف يورو في الليلة. وإيجار السيارة 500 يورو في اليوم. وحسب تقدير المهرجان، فإن التعداد البشري للمدينة الصغيرة ـ الذي يبلغ 70 ألف نسمة ـ يصبح في هذه الفترة 200 ألف نسمة.

حالة ترقب

يظل السينمائيون العالميون خلال أيام عديدة في حالة قلق وترقب ليروا قرارات 'العدل الفني' التي يصدرها حكام المسابقات، وتترك تأثيرا كبيرا ليس فقط على مقومات المواصفات الفنية والتمثيلية في السينما العالمية ومستقبلها في العام القادم، بل أيضا على التجارة السينمائية العالمية، وشركات التوزيع، وغيرها من المهن والصناعات ذات العلاقة بأفلام الفيديو والسي دي التي ستكون وسائلها وأسواقها فعالة بعد نهاية المهرجان.

القبس الكويتية في

17.05.2006

 
 

اليوم افتتاح أكبر حدث سينمائي‏:‏

صناعة العولمة في مهرجان كان

كان‏:‏ أحمد عاطف 

مهرجان كان السينمائي الدولي ـ الذي تنطلق أعماله اليوم حتي الـ‏29‏ من هذا الشهر‏..‏ ليس مجرد تظاهرة عالمية لعرض الافلام الجيدة والجديدة‏..‏ لكنه يتجاوز ذلك بكثير ليصبح من علامات هذا الزمان‏,‏ تصنع فيه السياسات‏,‏ ويعاد فيه تشكيل الاقتصاد‏..‏ ويتم فيه الترويج للأفكار التي يريد العالم الغربي أن يجعلها تسود‏..‏ انه بإختصار مصنع العولمة الأول في العالم‏.‏

قنوات فرنسا التليفزيونية ليس لها أي تأثير عالمي‏,‏ لهذا تم استغلال مهرجان كان منذ سنوات ليصبح المكان الذي تحرك فرنسا من خلاله الأحداث‏..‏ فالأفلام والدول المختارة تعكس رغبة فرنسا في القاء الضوء أو تجاهل شأن عالمي ما‏..‏ فعندما يتم اختيار‏100‏ فيلم فقط للمهرجان من بين‏3000‏ فيلم يتقدم للاشتراك‏..‏ فان للاختبارات دائما أسبابا سياسية تتجاوز أحيانا الاختيارات الفنية‏,‏ فأفلام ايران غائبة هذا العام عقابا لها علي موقفها النووي الأخير‏..‏ وهي التي لا تغيب أبدا عن كان‏,‏أما الصراع الأمريكي الفرنسي فالمهرجان يمثل إحدي ساحاته الكبري‏..‏ فيعرض هذا العام فيلم يونايتد‏93‏ لبول جرينجراس‏..‏ فضلا عن‏20‏ دقيقة من فيلم أوليفرستون الجديد مركز التجارة العالمي‏..‏ وكلاهما يمجد لبطولة الأمريكيين في مواجهة أحداث‏11‏ سبتمبر‏..‏ وطبعا سبب اختيار الفيلمين هو علاقتها الجيدة الآن مع أمريكا في حين أن المهرجان عرض فيلمي فهر نهايت‏11/9‏ وقوة الكراهية لانتقاد الادارة الأمريكية عندما كانت علاقة فرنسا متوترة معها‏..‏ وهوليوود عموما تفرض شروطها كل عام علي المهرجان‏..‏ فإذا لم تعرض الأفلام التي تطلبها‏..‏ تمنع عنها حضور النجوم‏..‏ لذلك تعرض أفلام تجارية يروج لها المهرجان كأنه شركة دعاية ومنها رجال إكس‏3‏ وفيلم الرسوم المتحركة الضخم فوق الحاجز بصوت بروس ويليس الذي يحضر المهرجان مع براد بيت وتوم هانكس وهالي بيري‏..‏ ولأن فرنسا تدمن صنع الضجة حول موضوعات الدين‏..‏ اختارت للافتتاح اليوم فيلم شفرة دافينشي عن رواية دان براون التي يزعم أن المسيح أنجب ابنا وله سلالة‏..‏ وقد منع بابا الفاتيكان منذ أيام أي مسيحي من مشاهدة هذا الفيلم‏..‏ الذي يقوم ببطولته هانكس‏,‏ ويعرض بالمسابقة فيلم آخر يربط فرنسا بأمريكا هو ماري أنطوانيت عن الملكة الفرنسية الشهيرة من إخراج صوفيا كوبولا ويجتمع كل وزراء الثقافة في أوروبا في يوم يسمي يوم أوروبا هدفه جعل الفيلم الأوروبي عالميا‏.‏

وقد استحدث المهرجان العام الماضي اقساما جديدة لمجاملة الدول الصديقة كقسمي القرية الدولية وكل سينمات العالم‏..‏ الذي اختار المغرب العام الماضي واختار تونس هذا العام‏.‏ وواضح من الاختيار درجة قرب تلك الدول من فرنسا وسياساتها‏..‏ والاتجاه الكبير هذا العام هو مجاملة الصين باختيار رئيس لجنة تحكيم المسابقة منها وهو وونج كار واي‏..‏ ولها أيضا فيلم بالمسابقة هو قصر الصيف‏..‏ ويحكي عن شباب يريدون الخروج من أسر تقليدية المجتمع الصيني والإلتصاق بثقافة العالم‏..‏ وهي الرسالة التي يريد الغرب مرارا وتكرارا أن يدفع الصين إليها‏..‏ وبلجنة التحكيم أيضا مخرج فلسطيني هو إليا سليمان رغم وجود عشرات المخرجين العرب الذين يستحقو وجودهم باللجنة‏..‏ لكن فرنسا تري أن ذلك يؤكد دعمها الثقافي لفلسطين‏..‏ ولأغراض الدعاية‏..‏ دائما ما يتم اختيار نجمات عالميات في لجنة التحكيم‏,‏ وهن ثلاث هذا العام‏..‏ ودائما أيضا وجه أسود وهذا العام النجم الأمريكي صمويل جاكسون رغم أن كبار النجوم الأمريكيين من داستين هوفمان لتيم روينز لم يشتركوا بلجنة التحكيم تلك قط‏.‏

وتمتليء مسابقة المهرجان بأفلام ذات مذاق سياسي حار علي رأسها فيلم التمساح للايطالي المخضرم ناني موريتي ويحكي عن منتج سينمائي للأفلام التجارية الخفيفة يستعيد ثقته بنفسه عندما يبدأ في انتاج فيلم لمخرجة جديدة عن رجل الأعمال والسياسة الايطالي سيلفيو برلسكوني‏..‏ وفيلم المليون للجزائري الفرنسي رشيد بوشارب الذي يحكي فيه قصصا حقيقية لجنود من شمال إفريقيا تم ضمهم للجيش الفرنسي في أثناء الحرب العالمية الثانية واستماتوا في الدفاع عن فرنسا لتخليصها من الاحتلال النازي‏..‏ ويعرض الانجليزي كين لوتش في الريح التي تهز الشعير كيف حاربت أيرلندا للحصول علي استقلالها عام‏1919..‏ ويعرض خارج المسابقة الفيلم التسجيلي الأمريكي الطويل الحقيقة التي تضايق الذي يحذر العالم من أن أمامه عشر سنوات فقط لانقاذ الأرض من كارثة محققة واردة الحدوث في أي لحظة بسبب التقلبات المناخية الكبيرة وارتفاع درجة حرارة الأرض‏..‏ أما فيلم باماكو للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو فيحاول التنبؤ بمصير قارة افريقيا الحائرة بين الغرق في الديون وغياب المؤسسات‏,‏ ويعرض لمحاكمة افتراضية تحدث في مدينة باماكو‏.‏

الأهرام اليومي في

17.05.2006

 
 

مهرجان «كان» يفتح اليوم النوافذ أمام المواهب الشابة

الدورة «59» ترفع شعار التجديد والمشاركة العربية تقتصر على الجزائري «أيام المجد»

كان ـ مسعود أمرالله آل علي: 

يفتتح مساء اليوم الأربعاء مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته(59) في احتفالية أشبه بعرس جماعي تضم عشاق السينما من كل أنحاء العالم.

في كل زاوية من «قصر المهرجان» تجد حدثاً ما: على اليمين، يقف حوالي ثلاثة آلاف إعلامي في طابور لمشاهدة العروض، «المسابقة الرسمية»، وتظاهرة «نظرة ما».

على اليسار، يكتظّ جمهور غفير أمام صالة «لوميير» فقط ليعبّر عن حبه وإعجابه وامتنانه للنجوم في صرخات تكاد تصمّ الآذان بمجرّد الاقتراب من المكان، بينما يتوالى وصول النجوم تباعاً في سيارات المهرجان الزرقاء والفارهة، إلى البساط الأحمر، لتوزيع بعض الابتسامات للمصورين، وهم في طريقهم إلى الصالة.

الكل هنا لأجل «السعفة الذهبية»، بمن فيهم إدارة المهرجان التي رفعت شعار «التجديد» لهذه الدورة، (20) فيلماً في المسابقة الرسمية، منها أسماء تكرّرت خلال السنوات الماضية:

الإيطالي ناني موريتي الذي فاز بالسعفة عن «غرفة الابن» في عام 2001، يعود هذه المرّة بفيلم «التمساح»، الإسباني بدرو ألمودوفار يأتي بفيلم «فولفر» من تمثيل بينولوبي كروز. الفنلندي آكي كاريسماكي يختتم ثلاثيته بفيلم «أضواء في الغسق»، بينما يأتي المخضرم البريطاني كين لوتش بفيلم «الريح التي تهز الشعير».

فرنسا تُشارك بثلاثة أفلام في المسابقة الرسمية، برونو دومونت يعود بفيلم «فلاندرز»، ونيكول غارسيا بفيلم «بالنسبة لتشارلي»، وزافير جيانولي بفيلم «فعلتها بطريقتي الخاصة».

المدير الفني للمهرجان تيري فريمو علّق: «كان لابدّ أن نشرع الأبواب والنوافذ أمام المواهب الجديدة»، أو «الجيل الصاعد»، وهذا الجيل ليس سوى صوفيا كوبولا بفيلم «ماري أنطوانيت».

واليخاندرو غونزاليز إناريتوا بفيلم «بابل»، ولا يقتصر الحضور اللاتيني على الأخير، بل هناك فيلم «متاهة المقلاة» للمخرج غوليرمو ديل تورو، وفيلم «شباب في مارس» للمخرج بدرو كوستا، و«ترخيص مجاني» للمخرج إسرائيل أدريان كيتانو.

إيطاليا تحضر بفيلم ثانٍ هو «صديق العائلة» للمخرج باولو سورنتينو، بينما الأميركي ريتشارد لنكلاتر يأتي بقوّة بفيلمين في أهم مسابقتين في المهرجان، في تظاهرة «نظرة ما» بفيلم «منسوخ داكناً»، وفي المسابقة الرسمية بفيلم «أمة الطعام الجاهز»، بينما زميله الأميركي ريتشارد كيلي يأتي بفيلم «حكايات أرض الجنوب».

الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الرسمية من إخرج الجزائري رشيد بوشارب بعنوان «أيام المجد» أو «مواطنون»، وهو من إنتاج فرنسي ـ جزائري ـ مغربي. وتأتي البريطانية أندريا أرنولد بفيلم «طريق حمراء».

تبدو المشاركة الآسيوية ضعيفة في دورة هذه السنة بفيلم واحد هو «قصر صيفي» للمخرج لو يي. المخرج التركي نوري بيلح سيلان يأتي بفيلم «مناخات»، والبلجيكي لوكاس بيلفو بفيلم «الأضعف دائماً على حق».

«دا فينشي» للافتتاح

يُفتتح المهرجان بفيلم «شيفرة دا فينشي» للمخرج الأميركي رون هوارد، وهو مقتبس عن الرواية الشهيرة للكاتب دان بروان التي بيع منها أكثر من ثلاثين مليون نسخة، وتُرجمت إلى لغات كثيرة.

يلعب دور البطولة توم هانكس، والفرنسيان أودري توتو، وجان رينو، وتدور معظم أحداث الفيلم المثير في متحف اللوفر، وكنيسة القديس سانت سلبايس، وقد منع الفيلم في مصر والأردن،ويعرض للكبار فقط في الفلبين.

وقد سبق للمخرج هوارد أن شارك في كان عام 1988 بفيلم «الصفصاف»، ثم في عام 1992 بفيلم «بعيد وقصي»، ثم في 1999 بفيلم «تلفاز إد».

...و«باريس.. أحبك» ل«نظرة ما» سوف تفتتح تظاهرة نظرة ما غداً بفيلم «باريس.. أحبك»، وهو عبارة عن تجربة إخراجية جماعية لأكثر من عشرين مخرجاً من مختلف دول العالم يتناول كل منهم قصة حب تدور أحداثها تحت سماء باريس، وتبلغ مدّتها خمس دقائق فقط. من المخرجين المشاركين:

ألفونسو كورون (المكسيك)، غوريندر جاندها (الهند)، توم تكواير (ألمانيا)، والتر ساليس (البرازيل)، ومن أميركا: غاس فان سانت، جويل وإيثان كوين، ألكساندر باين، ومن فرنسا: أوليفر أساياس، جيرارد ديبارديو، برونو بوداليدس. كما يضم الفيلم نخبة من الممثلين المهمين، منهم: بن غازارا، بوب هوسكينز، إليجا وود، فاني أردانت، جينا رونالدز، جولييت بينوش، ناتالي بورتمان، نيك نولتي، ستيف بوشيمي، ووليام دافو.

«ترانسلفانيا» للختام

المخرج الغجري ذو الحساسية المرهفة في صنع أفلام بصرية ـ موسيقية توني غاتليف سوف يختتم المهرجان بفيلم «ترانسلفانيا»، وكعادته لن يتخلّى هنا عن الاحتفاء بالموسيقى، فمن «منافي» إلى «فينغو»، ومن «الغريب المجنون» إلى «رحلة آمنة» تظّل الموسيقى والرقص التعبيري هما الثيمتان المشتركتان في معظم أفلامه.

كار رئيساً للجنة التحكيم

لأوّل مرّة في تاريخ مهرجان كان سيكون رئيس لجنة التحكيم من الصين، وونغ واي كار وهو وجه مألوف جداً في كان، أتى لأوّل مرّة في عام 1989 بفيلم «بينما تنهمر الدموع»، ثم في 1997 بفيلم «سعداء سويةً» في المسابقة الرسمية، وحصل حينها على جائزة أفضل إخراج. في عام 2000، عاد واي كار بفيلم «مزاج للحب» في المسابقة الرسمية.

البيان الإماراتية في

17.05.2006

 
 

سجالات دينية وسياسية صاخبة... وتدخل هادئ من الفاتيكان...

مهرجان «كان» يفتتح دورته هذا المساء بـ «دافنشي كود»

كان (جنوب فرنسا) - ابراهيم العريس 

... بعد الرواية، الفيلم. وبعد النجاح الساحق الذي حققه الكتاب بملايين النسخ التي بيعت منه في لغات لا تعد ولا تحصى، من الواضح منذ الآن أن الشريط السينمائي الذي اقتبس منه لن يقل نجاحاً عن الكتاب. نتحدث هنا عن «دافنشي كود» طبعاً. عن الفيلم الذي حققه رون هوارد، ويعرض هذا المساء في الافتتاح المدوي للدورة التاسعة والخمسين لمهرجان «كان» السينمائي، بالتزامن مع بدء عرضه في الصالات التجارية. ولأن الكتاب سبق أن أثار حفيظة الكنائس المسيحية ومؤمنيها، بدأ الفيلم يثير الضجة.

في العرف العام هو لا يقل ايذاء لسمعة السيد المسيح، عن ايذاء الرسوم الدنماركية المسيئة. مهما علا الصخب وضجت الكنيسة وغضب المؤمنون، لن تكون ردود الفعل على العنف الذي كانت عليه ردود الفعل على الرسوم... لكل طريقته قد يقول البعض.

ومع هذا بدأ السجال يكبر، وتدخل الفاتيكان، بهدوء انما بحزم متسائلا، فقط، حتى الآن عن أفضل السبل للرد على «هذه النزعة الروحية غير التقليدية التي يكشفها دافنشي كود». كما ردت منظمة «اوبوس ديي» المعنية بالحكاية، لأن الرواية (والفيلم) يتناولانها زاعمين أموراً لا تمت الى التقاليد الكنسية بصلة، خصوصاً حول حياة السيد المسيح. «اوبوس ديي» لم تدع الى العنف، بل قالت انها تريد ان تنتهز فرصة هذا الحدث لـ «مقارعة الجهل بالدين». إذاً، حتى الآن كل شيء منطقي فعلاً ورد فعل. فهل معنى هذا ان افتتاح «كان» سيمضي على خير وكذلك بقية العروض واحداث الدورة الجديدة للمهرجان (بين 17 و28 الشهر)، هذا على الأقل ما يتمناه منظمو مهرجان من الواضح ان دورته هذه السنة تحمل مفاجآت وقضايا كثيرة، بعضها سيكون بالتأكيد محل سجالات عنيفة.

وحتى اذا كانت السينما العربية غائبة عملياً، وبشكل مؤلم، عن الدورة، فإن سجالات عديدة ذات جذور عربية لن تعدم ان تظهر، بدءاً من تحديد «هوية» المخرج الفلسطيني ايليا سليمان، عضو لجنة التحكيم. هل يقدم كاسرائيلي (هو يحمل الجنسية الاسرائيلية فعلا) كما تقول ادبيات المهرجان الرسمية. أم كفلسطيني كما يقول هو وتقول المقالات العديدة المنشورة عنه؟

عربياً ايضاً يجازف الفيلم العربي الوحيد المعروض في احدى التظاهرات الأساسية، «البنات دول» لتهاني رائد، بإثارة ضجة. فهو مغضوب عليه في مصر لأنه يتحدث عن بنات الهوى وظروف حياتهن. ومنذ الآن سمعنا نقاداً مصريين يهاجمونه بحجة انه لا يجوز «ان يرى الأجانب غسيلنا القذر»!

ورشيد بوشارب، الجزائري الأصل، سيثير صخباً ايضاً بفيلم «سكان اصليون» الذي يعيد فيه الاعتبار الى دور المغاربة في تحرير فرنسا. وهو دور أنكره فرنسيون كثر دائماً!

والأميركي غرينغراس سيعيد الى الأذهان بفيلمه الجديد، الذي كان اثار ضجة في أميركا، حول الطائرة «يونايتد» التي حطمت قبل أن تقوم بمهمتها الارهابية في 11/9/2001 (الطائرة الرابعة). ومن أميركا ايضاً ضجة وصخب مع فيلم «أمة الوجبات السريعة» الذي ندر أن وصل فيلم الى مستواه في التنديد بالحياة الأميركية وضروب عنصريتها. فإذا أضفنا الى هذا سجالاً حول اعادة الاعتبار للملكة ماري انطوانيت (في فيلم صوفيا كوبولا الجديد)، وآخر متوقعاً من حول برلسكوني (مع فيلم «التمساح» لناني موريتين)... يمكننا منذ الآن ان نتوقع دورة صاخبة سجالية. بيد انه من غير المتوقع ان يضع هذا الصخب، تظاهرات وأفلام «كان» الأقل صخباً سياسياً في مهب النسيان. فالمهرجان عيد للسينما، ومناسبة فنية جمالية اولاً وأخيراً، تصخب سياسة كما تشاء لكنها في النهاية تعود الى قواعدها، قواعد الفرجة، سالمة... ويمكن منذ الآن المراهنة على هذا بدءاً من هذا المساء.

الحياة اللبنانية في

17.05.2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)