جديد الموقع

 
 
 
 
 
 
 
 

صفحات

<<

31

30

29

28

27

26

>>

سابق

 
 
 
 
 
 
 

أسماء يحيي الطاهر عبد الله:

أمي  وضعت لي معادلتها الخاصة في الحب حين قالت لي "أنا أخترت أحبك ودي قيمة أعلي من الأمومة المعتادة"

حوار: نسمة تليمة

 
 
 
 
 
 
 
 

·     كانت سبب في تجميع السيرة الهلإلىة وأنا كنت من شهود العيان وللأسف مجهودها تم تجاهله وكان من أغرب ما يكون.

·     عطيات الأبنودي تزوجت عبد الرحمن الأبنودي 22 سنة وليس 12 سنة وهي فترة مهمة من حياتهما سويا وكانت تقول لا أحد يلغي 22 سنة من عمره

·     أمي اختارت شيء عكس السائد وقدمت الناس الحقيقية وكانت تضحك علي تعبير "الإساءة لسمعة مصر".

·     أبي تحقق بعد وفاته والأجيال الجديدة تعرفه وتحبه وتبحث عنه وتعتبره أيقونة وهو بذلك عاش كما أراد.

·     كانت تحكي لي  طول الوقت أنتي بنت يحيي الطاهر لأعرف قيمة الأصل الذي جئت منه.

 

"ابنتي أسماء أحبك لدرجة الهوس الآن وأنا في عامي الـ53 لا أرغب في شيء سوي أن أعيش حتى أراك أسماء التي تحلمين بها وأحلم معك كل ما أملك لكي وهو نفسي ابنتي وحبيبتي ورفيقة حياتي.. أمك عطيات"

"يا بناتي يا حلوين، أنا لسه ماشية أكلمكم بليل هتوحشوني لغاية مآجي أن شاء الله بكرة لما أقابلكم أحكي لكم مامتكم عطيات"

وعلي كارت آخر كتبت إلى نفسها: "لا تتهمونا بالخيانة العظمي، لست متهمة إني شيوعية وأني أسيىء إلى سمعة بلادي لأني أري وجوه أبناء وبنات بلدي الحقيقية، عندما أتبين الفرق أقع في المستحيل بين الممكن والمستحيل عادة لا أرغب في الاستمرار في الحياة أو أرغب في خمسين عاما أخرى تضاف إلى عمري، هذا الكارت أرسله إلى نفسي في يوم عزيز علي قلبي في العام الماضي مثل هذا اليوم كان كل شىء هاديء، ورقيق ووصلت إلى حالة من الرضا مع روحي، ثم فكرت اليوم، كل هذا الكلام ليس له معني، عموما اشتريت هذا الكارت لأني أعرف المسافة بين ما يقال علي هذا الكارت في مدينتهم نيويورك لو فعلنا عن مدينتنا القاهرة. 5 نوفمبر 1993".

كل تلك الكلمات كانت تملكها بطلة هذا الحوار الراحلة المخرجة عطيات الأبنودي التي توجد بين السطور علي لسان ابنتها بالاختيار كما فضلت أن تناديها أسماء يحي الطاهر عبد الله والتي تشغل مساحة كبيرة جدا من المكان الذى جلسنا فيه لإجراء الحوار وبيننا أفلامها المزاحمة لمكتبة شرائط الكاسيت القابع بداخلها عناوين: "أميرات، روحية السيد، حكاوي ولغة الصيادين، تخطي الممكن، أغاني بصوت فنان الشعب سيد درويش، الشيخ النقشبندي، محمد منير من أول لمسة، حصان خشب، عزبة محروس –مسرحية"

علي الحائط يجلس في هدوء الرجل الذي كان له يد كبري في الكثير من خطواتها د. علي المنجي، ولقطة بعدسة راندا شعث من فيلم أغنية توحة الحزينة، وصور ليحي الطاهر عبد الله، وفي أقصي المكان مكتب فضلت أن تضع عليه صورة لها وصورتين للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، إحداهما ينظر لها وتنظر هي للكاميرا، والأخري له بمفرده شابا، نفس المائدة اختارت أن تضع عليها الكثير من الوثائق التي تستحق أن ترد لها الكثير من الود، بالاحتفاظ بها بينها خطابات لأسماء، وكتابات مرتبطة بالأفلام وكواليىسها، وورقة أخري لتقديم البكالوريا من الشاعر الشاب وقتها عبد الرحمن الأبنودي بكلية الآداب، هنا صاحبتنا عطيات الأبنودي كما لو كانت ترغب هي الأخرى في الحكي واكتمل انتباهنا إلى مشهد بعيد يخلص لتلك السيدة التي أحبت وألفت الإخلاص لكل أحلامها "الزوج والابنة بالاختيار، والصديق، والفن، والوطن".

 

·     قالت عنك "أسماء ذلك اللحن الجميل الذى يملأ حياتي نغم وسعادة، أنا فخورة باختياري وفخورة جدا بابنتي التي لم تنجبها بطني، ولكن أنجبها الزمن لتكون ابنتي ولأكون أنا حضنها الدافىء" وقالت أيضا إنك حكاية عمرها، ما هي الحكاية، وفكرة الأم بالاختيار؟

- أولا تعبير أمي بالاختيار كان المصطلح الخاص بها، جاء بداية من مشهد اختياري لها واختيارها تربيتي حين جاءت لجمع متعلقات أبي الكاتب يحي الطاهر عبد الله بعد وفاته، وقتها كنت ألعب في الشارع وجريت عليها لأحتضنها دون سبب وحين سألتهم من هي؟ أجابوها ابنة يحيي الكبرى طلبت أن تربيني قائلة "ممكن أربيها؟" ووافقوا، وكانت تريد تجميع أعماله التي بالفعل بعدها أصبحت مجموعة أبي الكاملة بحسها الوثائقي.

 

·     البعض لا يعرف أنها  كانت صديقة في الأساس لوالدك؟

- نعم منذ أن تزوجت الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذي كان صديق والدي وحضر معه من الأقصر إلى القاهرة، وعاش والدي معهم أول سنة ونصف من الجواز، والأبنودي وقتها قبل الجواز انتظر موافقة والدي لشدة ارتباطه به، وبعدها لم ترني إلا طفلة وليدة بشكل خاطف وبعد وفاته ثم قررت أن أكون معها.

 

·     وأنت أيضا أمنتِ باللقب "أمي بالاختيار" حثي أنك أهديتيها رسالتك للماجستير بنفس اللقب، وظللتِ تتحدثين به بعد أن تتبعيه بأمي؟

- بالفعل وقع اللقب داخلي جاء من حرصها علي إخباري طوال سنين عمري علي استخدام اللفظ للشعور بأنه ميزة وليس مجرد شيء مفروض أو تقليل، هي اختارتني كما كانت تخبرني وتشرح لي أنها مرحلة أعلي من الأمومة المعتادة وإنها لم تكن مجبرة أن تحبني ولكنها اختارت محبتي وكل ذلك يجعله معادلة جديدة رائعة.

 

·     هذا كان اختيارها وكيف كان اختيارك؟

- قمت باختيارها للمرة الثانية وقت انفصالها عن الأبنودي وعشت معه سنة ونصف كما يحدث في أي انفصال بين أم وأب، "كنت مع أمي شوية وأبويا شوية"، ولكنها شعرت أن هناك  تأثير سيئ عليّ ويتم استخدامي وتحميلي أشياء لم تكن من قبل، و كانت تمر بحالة اكتئاب بعد الانفصَال واختارت أن تعيش خارج القاهرة في السويس وكانت تتلقي علاج نفسي مع دكتور مصطفي سويف الله يرحمه وقالت لي عيشي مع الأبنودي لأنها مكتئبة وتايهة، أول 6 شهور بيني وبينه زى أي أب لم أشعر بالحاجة إلى العودة إلا بعد زواجه مرة ثانية وكان هو شخصية  صعبة المراس وأنا في عمر 10 سنين وهي مرحلة صعبة أيضا أحتاج فيها إلى معاملة خاصة، في النهاية بعد إنجاب آية رجعت لمنطقة أنني ابنة صديقه التي يربيها ولم أشعر بالراحة فأرسلت لها خطابات إنني أريد ان أعيش معها، وكان ممكن أرجع لأمي في أوسيم ولكني اخترتها للمرة الثانية، وأخر يوم في الدراسة لأنها كانت في شقة الزمالك أمام مدرستي كلمت صديقه وأخبرته أسماء معي وهنا رفض كل اتصال بيني وبينه زيها بالضبط لأخر لحظة للأسف، رحمه الله كان إما يحب بشدة أو يغضب بشدة.

 

·     كيف ترين عطيات الأبنودي كمخرجة وفنانة من وحي تفاصيلها التي عايشتيها؟

- كإنسانة يقال فيها الكثير، ماما كانت تتعامل كأم مع الجميع، منطق الأمومة الحاكم لكل العلاقات في حياتها وإن لم تلعب فيها دور الأم لا ترضى،  منطق أمومي وداعم إحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين طول الوقت، الأب الروحي لها الدكتور علي نويجي وهي معلقة صورته طول عمرها، كان مثلها تماما وكانت تستعير دايما جمل منه، منها كلامه لها: "دورنا ننور الناس ياست عطيات"، هي عندها نفس الحالة تعدي علي حياة الناس تغيرهم وتنور لمبة

كفنانة  كثيرين يمكن يتحدثوا عنها لكن هي فيها مودية الفنان وحين تبدأ صناعة الفيلم  لا تتعاملين معها أبدا خاصة أن المخرج الدور الأصعب، هي كل حاجة في الفيلم، لا أحد يقترب منها لحظة الانتصار وخروج الأشياء للنور.

 

·     فكرة نقلها من حقوق لفنون شعبية لمسرح عرائس لمخرجة أقلام تسجيلية.. هل روت لك منطق هذا التنقل الذي يبدو غريبا بعض الشيء؟

- كانت بتقول أنها تبحث عن روحها، حتى أن الدراسة النظامية كانت حريصة عليها، ودخلت الجامعة بدري في عمر 15 و7 شهور تقريبا،  قعدت 8 سنين في حقوق وعملت في أشياء كثيرة مختلفة جعلتها تعافر وتكمل، الإصرار جعلها مختلفة وبالمناسبة حقوق تخصص قريب من أيدلوجيتها، وهو الدفاع والقرب من الناس، دايما كانت تقول الدراسة النظامية تفرق في شخصية الإنسان وإن لن يعمل بها، كانت تشعر أن هناك منطقة عليها البحث عنها والقراءة ساعدتها علي ذلك والراديو الذي قالت إنه من التأثيرات الكبيرة في حياتها وحين جاءت إلى  القاهرة بحثت عمن سمعت عنهم وشكلوا وعيها من الحقل الثقافي الكبير وكان وقتها لحظة تطور للمنافذ، ودخلت الدايرة التي هي قريبة من روحها حتي جاء د. مصطفي سويف وكان من الناس اللي لعبوا دور كبير في حياتها مسك أكاديمية الفنون رغم عدم قربه من هذا الحقل وكان لديه رؤية فلسفية واضحة للحياة أن دراسة الفنون دراسة رفيعة تحتاج مستوى معين من الفكر لا يدرسها من يخرج من الثانوية العامة ولكن شخص أنهى دراسته الأكاديمية أيا كانت ثم يدخل إلى حقل الفنون وهو منطق رفيع.

 

·     فريدة النقاش كتبت عنها مقالة بعد موت  الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، قالت فيه: "بقدر ما تألمت لرحيل الأبنودي تألمت أيضا للتجاهل الكامل لرحلة حياته ومشواره الطويل  في أول الطريق مع رفيقة دربه وزوجته الأولي عطيات الأبنودي وكأنها لم توجد أبدا في حياته" كيف شعرت وقتها؟ وما حقيقة دورها في تجميع السيرة الهلإلىة؟

- صحيح أمي كانت سبب في تجميع السيرة الهلإلىة وأنا كنت من شهود العيان علي ذلك  المشروع مشروعه ولكن هي جمعت وفرغت تسجيلات الرواة علي اختلافها، وهناك أوراق تفريغ بخط يدها، الأبنودي الله يرحمه قال هي فرغت فقط ولكن التفريغ جزء كبير من المشروع وهي كانت بتكون موجودة أثناء التسجيل هي المنفذ، وللأسف مجهودها تم تجاهله وكان من أغرب ما يكون أن يحدث ذلك وقتها بالطبع انزعجت لكنها لم تكن تظهر انزعاجها.

والحقيقة أنه كان من الجيد أن تتذكرها أستاذة فريدة في المقال، وقد قرأت لها المقال، وما أتذكره أنه وقت وفاته كانت متابعة جيدة لكل ما كتب عنه وقدم من تقارير في التليفزيون، أنا انهرت وقت الخبر هي العكس تماسكت جدا لكنها طول الوقت تبحث علي أخباره وكانت تردد: "لا أحد يلغي 22 سنة من عمره".

 

·     هل تزوجت الأبنودي 22 عاما وليس12عاما؟

- أيوه،  كانت متزوجة 22 سنة وليس 12 سنة كما يكتب، وهي فترة مهمة لأنه وقت  ظهوره ودواوينه والسيرة الهلالية وحصل علي ليسانس الآداب معها، أذكر حياتهم أن لدي كراسة فيها نحو وصرف في كلية الآداب بخط يديه،  أثناء دراسته وورقة التقدم للجامعة كل حاجة 22 سنة إنتاجه الحقيقي وهي في حياته كيف محي كل ذلك من حياته لا يمكن تجاهل من كانوا فيها سواء ماما أو أنا أو غيره.

 

·     كيف كانت عطيات الأبنودي دليلك؟

- في القرارات الكبيرة دائما موجودة، هي كانت تراهن دائما عل كل شىء معي خلال حياتي، عايزة أدخل معهد السينما بعد الثانوية العامة، فتحدثت معي بالمنطق: "افرضي دخلتي ولم تحبيها هاتعملي ايه بالشهادة دي؟" خاصة إنها جربت التمثيل وتعلم أنه مهنة صعبة وسبق أن قالت "لم يمكنني أن أكون ممثلة أخرج من جلدي ومن شخصيتي"، هي لا تستطيع التحول ولو للحظة.

 

·     أعمال عطيات الأبنودي التي كانت تصنع إلى حد كبير ضجة كيف ترين ذلك؟

- هي اختارت خالتي أم سعيد في السويس الصعيدية في أول الفيلم الذي تسبب في ضجة، هي دائما لا تتحدث كانت تضحك علي فكرة الإساءة إلى سمعة مصر، وتفهم جيدا إنها اختارت شىء ما عكس السائد، ومتوقعة هي قدمت الناس الحقيقية وليس الآثار أو الأماكن، ما هو المفترض أن يراه الناس ويحتفي بهم.

 

·     عايشتي حدوتة فيلم "اللي باع واللي اشتري" كيف تتذكرينها؟

- الحدوتة بطلتها خالتي أم سعيد صديقتها، هي صاحبتها أصلا،  هي أحبت وأخلصت في التعبير عن هذا النموذج من السيدات، اللي باع واللي اشتري كنا قاعدين في السويس وقتها وكانت فكرة بيع الفلاحين لأراضيهم، بتمس رجال الأعمال اللي بيشتروا أراضي الفلاحين ويبنوا مكانها نوادٍ علي خط القناة ثم يغلقونها ويترتب عليه عدم السماح لرؤية المواطنين للقناة، وهي فكرة مربكة للكثيرين وكانت أمي من أوائل من تحدثت عن تلك القضية وطبعا تعليق نقيب السينمائيين وقتها ممدوح الليثى كان غريب لأنه قال: "تقلب الطبقات علي بعض."

 

·     ومشكلة كتابها أيام كانت معه؟

- الكتاب يروي تفاصيل حياتها مع الأبنودي ووقتها أيضا هوجمت وكانت تضحك علي فكرة عدم تقبل الناس للحديث عن أشياء مختلفة خاصة إذا كانت تخص حياتهم، ووقتها الأبنودي لم يعط نفسه فرصة يفهم كيف تحدثت أمي.

 

·     صعبة للغاية فكرة أن تقول لطفل أباك الذى في السماء.. كيف كان تعاملها معك في هذه الجزئية؟

- أمي كانت واقعية جدا وليس لديها مصطلح الضحك علي الأطفال، وقت الحادثة الأصدقاء اللي كانوا موجودين فيها دكتور عبد الحميد حواس ودكتورة ألفت، لأني رأيته علي الرمل ينزف ولتهدئتي قالوا إنه راجع تاني، وهو كان لحظتها بالفعل مازال علي قيد الحياة  كما أنني دخلت إليه المستشفي ورأيته، "ودي كانت منطقة أزمة لأمي عطيات، ولكني أتذكر أنها قالت لي اللي بيموت مش بيرجع حتي لا أنتظر، وأتذكر حوار وأنا عمري 7 سنوات وصحفية بتسألني فبقولها بابا راجع ونظرت لأمي وردت أمي لا هي عارفة أنه مش راجع بس هي بتحب تكلمه وتتخيله وترسمه"، وكان لديها كل الحق في توصيل ذلك لي وبعدها فهمت فكرة الموت من بعدها وهو مايجعلني افعل ذلك مع دليلة ابنتي، فعلت مع دليلة ابنتي حين غابت أمي عطيات.

 

·     تأثرك بيحيي الطاهر عبد الله وظهور ذلك في عملك، ووجوده طوال الوقت أمامك وفهمك لأعماله كيف أكملت لك عطيات الأبنودي حكايته؟

- فكرة التبني والاختيار كانت واضحة وصريحة، عمرها ما قالت لي انتي بنتي ولست ابنة أحد آخر، بالعكس كنت أزور أمي في أوسيم وأختي، وأقاربي، وكانت تحكي لي دائما حكايات عن والدي وأصدقائه، كان عندها أزمة في تعامل الناس بمنطق كلنا هنربي بنت يحيي، واختصرت الموضوع وقالت لا أنا أمها لازم يكون فيه شخص واضح واحد يربي وده ساهم في ارتباطي بأبي ارتباطا كبيرا، كانت تحكي لي  طول الوقت بنت يحيي الطاهر خلالني أكبر وأنا عارفة قيمة الأصل الذي جئت منها، وكانت تصدرني طول الوقت حين كبرت حوارات عن يحيي الطاهر عبد الله أتكلم أنا وضعتني في الصورة وانسحبت هي، وبدأت أدور عليه وأقرأ.

 

·     قال يحيي الطاهر عبد الله : "أنا لا أعتقد أن مخاطبة المثقفين مسألة ذات وزن أنا سألت نفسي لمن أكتب؟ فوجدت أن الناس الذين أكتب عنهم لا يقرأون فني وهم منفيون ومغتربون" كيف ترين أعمال والدك من الجمهور؟

- أبي كان له كتبات كثيرة جدا من الممكن أن تقدم سينما ومسرح، ولكني أري أنه بدأ يتحقق بشكل ما بعد سنين من وفاته، ومن الرائع أن الأجيال الجديدة التي لا تعرفه ولم تره في التليفزيونات تعرفه بل يتحول بالنسبة إلىهم إلى أيقونه من أين عرفوه؟  

أعتقد أنه عاش بالشكل الذي أراد، والدليل تعبيره الذي ذكرته إنه لم يدخل المنطقة الرسمية وآمن أنه سيصل إلى الناس بشكل ما وهو متوفي منذ 37 سنة.

 

·     ماذا ورثتي من الأب والأم بالاختيار؟

- أخذت اسم جدتي والدة أبي أسماء ولا أعي حتي الآن هل ستكون علامة أم دلالة، ولكن أعتقد أنه كان سر ارتباطه الشديد بي، بينما أختي لم تعش عالم يحيي الطاهر عبد الله،

ورثت عن أبي الكثير حتى دراساتي وشغلي بيتكلم عن الحكي بشكل أكبر، أبويا شىء مربك جدا بالنسبة لي لأن تصوراتي دائما عنه جاءت من خلال الناس، وأنا شخصيا ليس لدي أي ذكريات عنه، بحثت عنه وأجمع صورته من قصصه، وألاقي معادل له داخل القصة، وشخصيته وأكتشفها مثل إسكافي المودة، العاشق إيليا، وبالتإلى صنعت العالم كما كونه، مزيج من الواقع والخيال، وكل شخص يقدمه لي كان يحكي من إحساس من يحكي وليس حقيقته، حين سمعت صوته شعرت بأن صوتنا علي نفس الدرجة، ويقال إنني حين كنت صغيرة كنت أحكي مثله تماما، أمي أخذت منها الكثير خاصة طريقة التفكير والتعامل مع الناس، ومساحات كبيرة رحبة داخل القلب، والتفكير العلمي والمرتب في كل شىء حتي في الأكل، حتي حين كانت ترفض بعض قراراتي كانت ترفض بمبرر وتشرح لي لماذا.

 

·     فكرة أن تكوني ابنة اثنين ناجحين في مجالهما نجاح غير معتاد هلي كان له تأثير سلبي علي حياتك واختياراتك؟

- بالطبع، كلاهما ناجحان وعبقريان في مجالهما ما المفروض أن أفعله بعدهما؟ من المؤكد إنه صنع عبء نفسي لدي وجعلني لا أقترب من مجالهما، رغم أنها كانت تتمني أن أرث محبتها ومجالها في الإخراج التسجيلي وكانت في مرة سعيدة جدا حين قمت بعمل فيلم تسجيلي وتعاملت مع من تعاملت معهم وقتها، وكان مشروع تخرج، وحين بدأت أكتب كان لدي رعب شديد لأن أبي لم يصل لمنطقة يحيي الطاهر عبد الله أحد، كنت بكتب وأنا صغيرة خمس سنين.

الشمس صوتها غريب والمية رقيقة والورد حولي عمال بيتمرجح والشجر جميل ويوم شم النسيم الورد بيفتح، الربيع شكله متغير الربيع جميل النجمة نسمة القمر حبيبي والنجمة حلوة

الأبنودي قال لى إيه ده، الصور عندك حلوة "الشمس صوتها غريب النجمة نسمة والربيع شكله متغير" وقف عند 3 صور قالى أنا عندي 50 سنة ماقدرتش أكتب حاجة زي كدة، ووقتها كان مبسوط بيه جدا.

كنت بكتب ولما بدأت أوعي قفلت علي هذه المنطقة خالص، لما حد بيقولي انتي بنت يحيي الطاهر عبد الله بتخض جدا وأبطل أكتب، هي منطقة مرعبة.

 

·     ماذا عن فكرة التدريس في الجامعة؟

- بالصدفة كنت التانية علي الدفعة وتم تقديم طلب بقبولي تعيني معيدة، ووقتها كنت بمثل، في توقيت مركز الإبداع، وسألت أمي لأني غير راغبة في التدريس، فقالت لي هو باب وافتتح لك لا تغلقيه بيديكي، وبالفعل بعدها أصبح التدريس الباب الأساسي الذى فتح أبواب كثيرة خلفه.

 

·     أخر تكريم لعطيات الأبنودي كان في مهرجان أسوان ماذا عني لها التكريم؟

- التكريم الأخير كانت سعيدة جدا وأنا خيرتها، هنسافر بالطيارة أو القطر، وسافرنا بالقطر لأني قلقت من المطار وتعبها، وشرحت لها بالتفصيل الممل هيحصل كذا، وكنت بحل كل الأسئلة اللي ممكن تسألها، وسألت الجهة المنظمة عن كل شىء حتي يكون لدي إجابات لتخوفاتها، وبالفعل قالت أريد أن أسافر، وسافرنا كلنا أنا ومحمود ودليلة وحسن وهي، وكانت سعيدة جدا، وبعد الوفاة حسيت أنه الحمد لله علي التكريم الأخير، خاصة أنها غبت فترة كبيرة عن الدوائر المختلفة واختفي الكثيرين أثناء تعبها رغم أنهم كانوا أصحاب وقريبيين، وفقدت أصحاب لها بالوفاة، ووصلت لها وقت التكريم كل المحبة، واستقبال الناس لها لكن كان واضح في عينيها.

 

·     أكثر كلمة لا تفقدي سماعها كانت ترددها أستاذة عطيات الأبنودي لكي؟

- دايما كانت بتقول ربنا يحبب فيكي خلقه وهو أكثر الأشياء الهامة في الحياة كما كانت تقول، كما أنني أتذكر أنها أوصت بأن تظل أعمالها متاحة للناس، تصل إليهم.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004