جديد الموقع

 
 
 
 
 
 
 
 

لاحق

<<

31

30

29

28

27

26

>>

سابق

 
 
 
 
 
 
 

وصف مصر بالكاميرا

بقلم: عزة شعبان

 
 
 
 
 
 
 
 

عطيات الأبنودي أسعدني الحظ وتعرفت عليها في الثمانينيات من القرن الماضي عندما كنت في الجامعة. وعندما بدأت العمل في السينما والمسرح كنت من المحظوظين اللي اشتغلوا معاها في أفلامها بداية من التسعينيات من القرن الماضي. عملت معها كمخرج منفذ في حوالي خمس أو ست أفلام. عطيات الأبنودي كان عندها حلم سينمائي نفسها تحققه. الحلم ده هو أنها تعمل أفلام تسجيلية تكون بمثابة وصف مصر بالكاميرا. طوال مشوارها الفني وهي تحقق أجزاء من الحلم ده. كان همها واهتمامها الأساسي هو المهمشين، والفقراء، والغلابه، واللي ما لهومش ضهر. ملح الأرض والكادحين كانوا دايما أبطال أفلامها يملئون الشاشة بوشوشهم وبأعمالهم. من صب الطوب الأحمر، للفلاحة والزراعة، للأكروبات، للعمل في الفخار، للمرشحات في البرلمان. كانت ترى وتظهر الوجه المشرق والمكافح للستات واصرارهم على الحياة وعلى التفوق. كانت بحق نصيرة الفقراء والمحرومين. عطيات الأبنودي من أول ما بدأت في صنع الأفلام التسجيلية وهي شخصيا تكافح من أجل إظهار الحقيقة المنسية والناس المنسيين في مصر رغم أنهم الأغلبية. كانت تحاول بكل الطرق أن تجد من يهتم بأعمالها ويشارك في إنتاجها. وأظن أنها أول شخص في مصر يعمل سينما مستقلة، من قبل حتى ما العاملين في المجال السينمائي يستخدموا المصطلح ده. كانت فعلا بتعمل الأفلام على دراعها، من أول البحث عن الموضوع والفكرة، للسفر إلى الأماكن الخاصة بالتصوير ومقابلة الناس، للإنتاج، للبحث عن فريق عمل يعمل معها، للتصوير والمونتاج والمكساج، للبحث عن أماكن لعرض الأفلام. كانت دايما مليانة إصرار وعزم وهمه، ومفيش حاجة بتوقفها عن عمل اللي هى عايزة تعمله. ومن أول ما اشتغلت معاها وهى عندها فريق عمل يعمل معها تقريبا في أغلب الأعمال وهم: مدير التصوير: محمد شفيق مهندس الصوت: جاسر خورشيد المونتير: تامر عزت مخرج منفذ: عزة شعبان ومن قبل كانت تعمل مع المصورة الفوتوغرافيه: راندا شعث، والمخرجة: نادية كامل. عطيات الأبنودي بشخصيتها القوية ورؤيتها السينمائية الواضحة أثرت في كل من عملت معه أوتعاملت معه. بقالي أكتر من عشر أيام وأنا بآحاول أكتب عن عطيات الأبنودي وعن علاقتي المهنية والشخصية بها، بس للأسف مش لاقيه كلام يوفيها حقها.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004