جديد الموقع

 
 
 
 
 
 
 
 

لاحق

<<

31

<<<

15

14

13

12

11

>>

سابق

 
 
 
 
 
 
 

أيام السفر .. رحلة الرحلة

بقلم: هند مختار

 
 
 
 
 
 
 
 

المخرجة الكبيرة عطيات الأبنودي (26 أكتوبر 1939 – 5 أكتوبر 2018) تعتبر رائدة السينما التسجيلية على مستوى المخرجات المصريات، ولم تكن رحلتها للحصول على لقب مخرجة في العموم أو مخرجة للأفلام التسجيلية على وجه الخصوص بالرحلة السهلة أو اليسيرة، بل كانت رحلة شديدة الصعوبة فيها الكثير من العقبات والتي استطاعت بمنتهى الثبات والقوة والإيمان بما تريده أن تجتاز هذه المصاعب.

ولقد قامت عطيات الأبنودي بتسجيل هذه الرحلة في كتابها أيام السفر والذي صدر سنة 2006 من المجلس الأعلى للثقافة، والذي لا يعتبر سيرة ذاتية عن  دراستها للسينما فقط بل تستعرض أيضا بسرد أدبي بليغ وبسيط وبأسلوب سينمائي أيضا الأحداث السياسية في مصر والعالم، بطريقة المونتاج المتوازي في السينما.

وبنفس الأسلوب السينمائي ولكن بدون كاميرا، تجعلنا نلهث ورائها داخل داخل المدن المصرية، ثم نتجول معها في العواصم العالمية باريس وتونس جنيف ولندن، ونتعرف على البلاد وشوارعها ومبانيها، والمهاجرين المصريين والعرب، ونشاهد بعينيها الحركات السينمائية الحديثة في تلك الحقبة ونتعرف على أهم المخرجين والأفلام في العالم، والمهرجانات المحلية والدولية في العالم من خلال سبعة عشر فصلا تدأم بالفصل الأول أيام السفر 1 ..

في هذا الفصل تستعرض أحداث قبل أيام من نكسة يونيو، ثم أيام النكسة وما تلاها من أكاذيب إعلامية وسياسية، ثم الاعتراف بالهزيمة ونتاج هذه الهزيمة على الأرض بين الجماهير، ورحلتها هي وزوجها آنذاك الشاعر عبد الرحمن الأبنودي إلى مدينة السويس حيث كان يمتلكان أرضا في منطقة شندورة، وسجلت مشاهداتها حول أهل السويس واستقابلهم للجنود العائدين، وعمليات التهجير، والأفراد الذين رفضوا التهجير وغيرها من المشاهد، مع استعراض الحياة السياسية في العالم وحركات التحرر في الكثير من مدن العالم، أهم ما جاء في هذا الفصل كيف بدأت علاقتها بالسينما في سينما عدن بالمنصورة حينما كانت تشاهد فيلم شاطيء الغرام وهي طفلة، وانتظارها لأنور وجدي كي يكتشفها، وشغفها بعد ذلك بعالم المخرجين، وتخرجها من كلية الحقوق وزواجها من التشكيلي مصطفى كامل والذي كانت تتابع معه عروض السينما في جمعية االفنانين التشكيليين، ومتابعتها لأفلام جمعية الفيلم، ووقوفها مع نفسها في خضم هذه الأحداث التي تدور من حولها  وطرحها لسؤال ماذا تريد أن تكون؟، فقد كانت ممثلة ناشئة في المسرح، ولكن زوجها عبد الرحمن الأبنودي لم يكن ير فيها تلك الممثلة فالتمثيل لم يكن يناسب شخصيتها حتى نصل معها لالتحاقها بمعهد السينما حينما فتح أبوابه للدارسين من الجامعيين دون التقيد بسن، وكانت قد حاولت الالتحاق به سابقا إلا أنها لم تستطع.

في هذا الفصل استعرضت العديد من الشخصيات التي كان لها أثر على الحياة الفنية والثقافية في مصر مع التنويه بدورهم التنويري والتثقيفي.

تتنتقل بنا إلى الفصل الثاني من كتابها قبل السفر 2 حيث التحاقها بمعهد السينما وشكل الدراسة فيه وتعرف الطلبة على المدارس الجديدة في السينما العالمية ومخرجيها وأهم الأفلام، وتعود مرة أخرى للحياة السياسية في مصر حيث مظاهرات الطلبة ضد التعديلات التي وضعت على التعليم في مصر ونتائج هذه التظاهرات، وضحاياها، بالإضافة إلى أخبار حرب الاستنزاف واستشهاد الفريق عبد المنعم رياض.

بداية اهتمامها بالأفلام التسجيلية جاء في معهد السينما، حيث كانت الأفلام التسجيلية بالنسبة لها (هي الأفلام القصيرة التي تصور المناظر الطبيعية والآثار وجريدة مصر الإخبارية والتي كانت تعرض علينا قبل الفيلم الروائي في جميع دور العرض ويقوم المعلق بالدور الرئيسي في شرح ما نشاهده على الشاشة من أعمال، أو أفلام تصور الانجازات الكبيرة مثل أفلام صلاح التهامي عن مشروع السد العالي) ولكن مشاهدته للأفلام التسجيلية في العالم وتعرفها على المخرجين والمخرجات التسجيليين كان سببا في تحول نظرها إلى الفيلم التسجيلي.

البداية كانت حينما ذهبت مع صديقها دكتور على نويج في مدينة دسوق حيث يعمل كطبيب وزيارتهم لصديقه (عم مسعود بشت في قرية محلة أبو علي حيث كان يمتلك ورشة لصناعة الطوب، وهناك شاهدت كيف يتم عمل الطوب من طمي النيل وسرس الأرز، باستخدام حصانين يقومان بعجن تلك الخلطة.

حاولت السفر بعد ذلك للقرية مع أستاذها بول وارين إلا أنه تم منعه من المرور بعد شبرا الخيمة لأنه أجنبي والبلد في حالة حرب، وسافرت بمفردها وعادت أكثر اقتناعا أن فيلما عن هذه الورشة وما بها من أوضاع اجتماعية واقتصادية هو هدفها.

بعد عامها الأول في المعهد أعدت مشروعا لفيلم روائي قصير من تأليفها وإخراجها وتمثيلها اسمه انتظار دون اقتناع منها إلا أنها كانت مجبرة بحكم الدراسة.

تلتقي في المعهد السينمائي الكبير بازيل رايت والذي سيكون له دور كبير بعد ذلك في مسيرتها الفنية، بدأت بعد ذلك تبحث عن تمويل لمشروعها عن ورشة الطوب فكانت جمعية الفيلم في باب اللوق والتي قدمت لهم فكرة الفيلم ووافقوا عليها ومنحوها خمسون جنيها لشراء 1200 قدم من الفيلم الخام، ويذهب معها أحمد الحضري عميد معهد السينما وقتها ومعهم بهاء رويس للتصوير ومصاعب تصوير أول عمل وسط بشر عاديون لا يهتمون بما تريده من كادرات، وغيره من التفاصيل، وبعد يومين من التصوير وعودتهم للقاهرة وطبع الفيلم وتحميضه كانت لقطات الفيلم مخيبة لأمالها، فهي لا تصنع منه الفيلم الذي تريده.

واضطرت أن تنتظر للصيف التالي فالورشة يتوقف نشاطها في الشتاء، وأيضا تدبير حق الخام مرة أخرى فجمعية الفيلم ليست جهة إنتاجية في الأساس.

وحينما جاء الصيف وكانت تدبرت ثمن الخام اعتذر أحمد الحضري عن الذهاب معها لانشغاله ولتذهب مع محمود عبد السميع عضو الجمعية وكان له تجارب في الفيلم التسجيلي، ومعهم بهاء رويس مساعدا أيضا.

وبسبب منهج محمود عبد السميع في عدم استخدام الفلاتر في التصوير جاءت المادة الفيلمية لا تصلح على الرغم من أن التفاصيل مذهلة في حركة العمال والطين والكل شيء، وكادت أن تنهار وبكت بدموع حقيقية.

استطاعت في المرة الثالثة أن تصور الفيلم مع المصور محمود عبد السميع أيضا بالإضافة إلى قيامها بالاستعانة بالمذيع سيد حسني والذي كان يملك جهاز تسجيل متطور نوعا ما لتسجيل المؤثرات الصوتية للورشة، وبعد مونتاج استغرق ستة أشهر لقلة مكن مونتاج الـ16 مم، فتم استخدام مكن مونتاج الوكالة العربية للسينما والتي كانت مسئولة عن إنتاج أفلام عن إنجازات الثورة، ووافق أحمد المصري مدير الوكالة أن يستخدموا أدوات المونتاج في غير أوقات استخدام الوكالة لها، بالإضافة أن المونتير محمد السيد في فترة التجنيد، فاستغرق المونتاج تلك الفترة حتى يتوافق وقت أجازة المونتير مع عدم الاحتياج لوحدة المونتاج.

بعد اتمام المونتاج ذهبت المخرجة مرة أخرى للورشة ومعها جهاز التسجيل وسجلت أحاديثا مع العمال فهي لا ترغب في التعليق، فليست هناك كلمات تناسب الصورة إلا كلماتهم.

عرض الفيلم أول مره سنة 1970 في مبنى متحف العلوم في باب اللوق، وبعد التصفيق للفيلم، قوبل الفيلمين برأيين مختلفين أنه اكتشاف لعبقرية سينمائية جديدة، والرأي الثاني أه سيء لسمعة مصر!

تحضر لمشروع تخرجها من المعهد عن إحدى الفرق الشعبية المتجولة في الشوارع والذي أطلقت عليه أغنية توحة الحزينة ووضع له كلمات الأغاني عبد الرحمن الأبنودي، ولم يرحب أحد بفكرة فيلم تسجيلي كمشروع تخرج إلا أن جورج لامبان الخبير الفرنسي ورئيس قسم الإخراج يشجعها على ذلك بعد أن شاهد حصان الطين، فيصبح أغنية توحة الحزينة أول فيلم تسجيلي ينتجه معهد السينما.وأثناء اعداداللفيلم يرشحها بول وارين للعمل مع مخرج فرنسي لعمل فيلم بعنوان يوميات رحلة في مصر.

بعد ذلك يقرر مجلس إدارة جمعية الفيلم ترشيح عطيات الأبنودي وحصان الطين للمشاركة في المهرجان الدولي للسينمائيين الهواة في تونس، ويقام في مدينة قليبية في تونس بعد الدعوة الدعوة التي أتتهم للمشاركة في المهرجان.

كان من المشكلات التي واجهتها أن الدعوة كانت تشمل الاستضافة فقط ولا تشمل تذاكر السفر، بالإضافة ضروروةرجمة الفيلم إلى اللغة الفرنسية.وبعد أن استطاعت أن تحصل على موافقة وزارة الثقافة على السفر، ومنحها حق التذاكر، كان يجب أن تحصل على موافقات أمنية، واتجهت بعد ذلك إلى أنيس عبيد وشرحت له ظروفها ليقدم لها عرضا بترجمة الفيلم مجانا، وتحصل على كل المطلوب وتسافر إلى باريس، بعدد محدود من المال، في الطائرة المصرية المتجهة لروما ومنها إلى تونس، حيث تنجح في تونس نجاحا مبهرا، تنقل لنا الكاتبة المخرجة الحياة في تونس في تلك الحقبة، وحياة الشباب التونسي المهتم بالفن، وتحصل هناك على الجائزة الكبرى للمهرجان بفيلم حصان الطين والذي اعتبر في مصر مسيئا لمصر.

من تونس ذهبت إلى فرنسا، والتي سوف تنطلق منها إلى مدينة مونترو بسويسرا بالقطار، وخفف من غبرتها لقاؤها بالشاعر سيد حجاب وزوجته إيفيلن، وكان عليها العودة مرة أخرى لباريس للتقاضى مستحقاتها من التلفزيون الفرنسي عن الحلقات التي اشتركت فيها بمصر خاصة مع قرب نفاذ مدخراتها، وظلت أمنية أن تعرض فيلمها حصان الطين في السينماتيك الفرنسي تداعب خيالها.

استطاعت أن تقابل مدير السينماتيك وأن تعرض فيلمها حصان الطين هناك، وكان عرضه قبل عرض من يهتم تسجيلي قصير أيضا، ثم عرض الفيلم الوائي الطويل ايزي رايدر.

كانت وهي وفي تونس لديها فرصة عرض الفيلم في انجلترا في نادي الهواة في مدينة سلاو فقررت أن توافق وأن تسافر لعرض الفيلم في انجلترا.

تم العرض وقوبل الفيلم هناك باحتفاء كبير جدا حتى أن الجمهور طلب عرضه أكثر من مرة في يوم العرض وظلت النقاشات حوله حتى وقت متأخر.

وفي منزل بازل رايت في الريف الانجليزي تم طرح فكرة أن تكمل تعليمها في انجلترا في مدرسة جديدة أفتتحت في مدينة بيكونز فيلد اسمها (ناشيونال فيلم سكول).

بعد شهرين من الجري وراء فيلم حصان الطين والنجاح الذي حققته ما بين تونس وجينيف وباريس وانجلترا، وتعاون الجميع معها لإنجاح فيلمها ومساعدتها تعود مره أخرى لباريس والتي سوف تقلع من طائرتها للعودة إلى القاهرة.

عادت إلى القاهرة تنتظر نتيجة مشروع توحة الحزينة لتجد نفسها قد حصلت على تقدير جيد مع أن كل المشاركين في الفيلم أخذوا امتياز لتفقد كل الطرق للتعيين كمعيدة في المعهد.

في تلك الفترة والتي كانت الأحداث السياسة فيها مضطربة وما أسماه السادات عام الضباب قررت أن تسافر إلى لندن لتستكمل دراستها السينمائية هناك، فهي لن تكتفي بدور زوجة الشاعر المشهور، وكان اختيارها لإنجلترا له أكثر من باعث الأول االبعد عن الشائع في الدراسة في الدول الإشتراكية، الثاني الدراسة في فرنسا سوف تكون اللغة فيها عائقا، لذلك كانت إنجلترا هي الحل.

بعد تواصلها مع أستاذها بازل رايت بعث لها بأوراق الالتحاق بمدرسة، والتي وافقت على طلبها لأن لديها سابقة في حصان الطين، وكانوا يرغبون في الحصول على نسخة قبل شهر أبريل لمشاهدة الفيلم ولصعوبة سفرها مع الفيلمين في تلك الفترة القصيرة تقدمت بطلب أن تصطحب معها الفيلمين أثناء ذهابها في يونيو بسبب الإجراءات في مصر، فوافقت المدرسة على الفور.

كانت تواجهها المشكلة التقليدية ثمن التذاكر ومصاريف الدراسة، وماذا تفعل لو قبلت في المدرسة ما بين يونيو وسبتمبر؟ أسئلة كثيرة واجهتها.

بدأت في طبع نسخ جديدة للفيلم عند أنيس عبيد وعليهما الترجمة، وكانت النسختين بلا مقابل كما وعدها أنيس عبيد مادام لم تحترف بعد، واختارت أن تسافر على أرخص شركة طيران وكانت الرحلة باريس جينيف لندن واختارت أن تمكث في باريس ثلاثة أيام.

مكثت في باريس فترة الثلاث أيام لتنطلق منها إلى لندن ليس لعرض أفلامها لتحصل منهم على الجوائز أو المدح بل لكي تأخذ منهم العلم، وبعد ذهابها للندن وقبولها اكتشفت أن هذه هي التصفية الأولى، واكتشفت ما هو أهم أن المدرسة لا تعطي منحا دراسية وأن تكلفة الدراسة كل عام 400 جنيه استرليني.

قامت المدرسة بكتابة خطاب إلى وزارة الثقافة المصرية، واضطرت أن تظر أسبوعا آخر حتى معاد اللقاء النهائي في مكان إقامتها والذي أسمته غرفة الفيران لشدة تواضعه ولجوء صاحبته لمصيدة فئران تصطاد بها الفئران. قبلت في المدرسة وكان عليها أن تنتظر أسبوعا آخر حتى تحصل على خطاب لمن يهمه الأمر بقبولها في المدرسة.

في لندن حاولت الحصول على منح من مكتب المبعوثين ولكنه لم يكن هو المختص، ونصحها محمد الشريف الذي يقوم بالإشراف على المكتب التعليمي للمبعوثين في السفارة المصرية بأن تلجأ لحل غير عادي وهو الاتصال بوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد القادر حاتم مباشرة مع الدكتور محمود الشنيطي رئيس الأكاديمية ومعها كل الأوراق واوراق قبولها والتوصيات.

بعد عودتها لباريس ومن باريس للقاهرة لم تكن تعلم من أين تبدأ، وذهبت إلى الدكتور الشنيطي الذي سعد بما حققته، وطلبت منه لقاء الوزير وشرحت له الوضع.

بعد عدة محاولات استطاع حسين مهران أمين عام الأكاديمية أن يتواصل مع السيد بدير وكان رئيسا للهيئة العامة للمسرح، أن يوافق على نقلها للهيئة العامة للسينما على أن تكون لهم درجة وظيفية خالية، وكان عبد الحميد جودة السحار رئيسا لهيئة السينما وافق على نقلها

بعد ذلك حدث الانفصال بين وزارتي الثقافة والإعلام وأصبحت الأكاديمية تابعة للثقافة، واقترح عليها حسين مهران أن تقابل موسى حقي عميد معهد السينما لكي يقبل نقلها لوظيفة قائم بأعمال معيد، ثم تتقدم بطلب شخصي للوزير والذي كان يوسف السباعي وقتها.

وبالفعل تحل المشكلة ويوافق يوسف السباعي دون تردد وأن تتولى وزارة الثقافة الإنفاق عليها بتحويل مرتب لي كالمبعوثين بواقع 65 جنيه استرليني في الشهر ولمدة عام مع إعطائي إجازة بدون مرتب لنفس المدة من عمل (قائمة بأعمال معيدة) واستطاعت السفر.

في المدرسة وجدت أن الحياة في انجلترا تهتم بالطلبة صحيا، واجتماعيا وجدت السكن والعلاج والانتقالات، واستطاعت أن تشترك في مهرجان جرينوبل وأن تحصل على جوائز المهرجان الثلاث بما يساوي عشرة آلاف فرنك فرنسي، واستطاع زوجها عبد الرحمن الأبنودي أن يذهب إليها في النهاية بعد الكثير من العقبات، والموانع.

بخلاف ماسبق سرده سريعا من أحداث الكتاب يوجد العشرات من الخطابات المتبادلة بينها وبين زوجها وأصدقائها تكشف عن مدى المعاناة النفسية التي عاشتها في فترة السفر لعرض أفلامها ولاستكمال دراستها، وعن علاقتها المتينة بزوجها وقتها وأصدقائها وكيف كانت رحلتها لاهثة صاخبة.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004