شعار الموقع (Our Logo)

 

 

رغم أن سيناريو الفيلم حاز على جائزة أوسكار الا أن غالبية الذين هرعوا لصالات السينما لحضور الفيلم لم يستمتعوا بلحظاته، ربما لأن غلب عليه طابع الصمت أو لأنه كان يحكي قصة غريب أمريكي في بلاد الشمس (اليابان) مما جعله بعيدا عما يحيط به بكل طبيعي بسبب اختلاف اللغة والثقافة.

طبعا أنا أتحدث عن فيلم (lost n translation) أو كما ترجمته دور العرض (تائة في الترجمة)، فيلم كتبت مخرجته القصة في أربع أوراق عندما بدأت التصوير وراحت تلك الاوراق تتزايد عندما فرض كل مشهد نفسه في الفيلم.

عرض الفيلم- كما انفت الذكر- قصة ممثل أمريكي يلعب دوره (بوب هاريس) في زيارة لليابان لعمل اعلان تلفزيوني حول أحد المشروبات الكحولية الفاخرة هناك وبسبب اختلاف اللغة يتوه هذا الممثل في تفاصيل الحياة اليومية اليابانية خصوصا وأن جميع العاملين في الطاقم لا يتكلمون الانجليزية ما عدا مترجمته التي كانت تصاحبه في كل مكان وتفضل الترجمة المختصرة.

تعرف الممثل في احدى الليالي التي لا يستطيع فيها النوم فيختار فيها أن يتواجد في حانة الفندق الى فتاة امريكية تلعب دورها (سكيرلت جونسون) تسكن الفندق نفسه وتشعر كذلك بالوحدة وتفتقد النوم.

جمعت الاحداث بين الممثل الذي كان يعمل في اليابان مستمتعا بالابتعاد عن زوجته التي مضى على زواجهما ٥٢ عاما، بينما تتواجد الشابة (شارلوت) في اليابان مع زوجها المصور الذي يعمل هناك فيبقى طوال الوقت منشغلا عنها فتبقى وحيدة.

يغلب على الفيلم مشاهد الصمت التي يعيشها الاثنان ولحظات عدم قدرتهم على النوم والضياع الذي يعيشه كل منهما بعيدا عن شريكي حياتهما، يبحثان فيهما عن نفسيهما،عنا يحبانه ويريدان العيش من أجله، ويكتشفان في نهاية المطاف أن علاقة حب تجمعهما.
ولكن في نهاية المطاف يضطر كل واحد منهما للعودة الى حياته، تتجدد في داخل كل منهما روح جديدة فيختار حياة جديدة مليئة بالحب والامل.

محاولة (بوب هاريس) خلال الفيلم التماشي مع شباب (سكيرلت) كان يضفي بعض الكوميدية، فقد كانت تنعته طوال الفيلم بأنه يعيش أزمة منتصف العمر والمراهقة المتأخرة.

اتصالات الزوجة التي كانت تعكس علاقة غطاها الجليد كان لها جزء من الفيلم حيث كانت تتصل به لتخبره أنه نسي عيد ميلاد ابنه، أو لتسأله اختيار لون السجاد لمكتبه، وكذلك تتصل به لتجعله يكلم ابنته ليس الا ولم يكن للمشاعر مكان في حديثهما، حتى أنه في المرة الوحيدة التي تجرأ وأخبرها أنه يحبها، كان ذلك بعد أن أقفلت الخط.

كانت الفتاة طوال الفيلم في زيارات الى المعابد البوذية وتستمع الى مسجلات حول ايجاد الروح، بينما قرر الممثل في احدى اللحظات أنه منذ عودته سيغير حياته بشكل نهائي بما في ذلك نوعية الطعام وطريقة الحياة بحيث تكون حياته أكثر صحية وبساطة. تلك العلامات كانت تدل على ضياع الروح ومحاولة ايجادها في صغائر الامور.

القبلة الاخيرة التي جمعتهما لخصت نوعا خاصا من المشاعر الذي يميزه شيء ما غير الرغبة ولكنه الحب دون طلب المزيد.

الأيام البحرينية في 1 يونيو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

»ضاع في الترجمة»

والبحث عن الذات

نزيهة سعيد