شعار الموقع (Our Logo)

 

 

يستطيع فرنسيس فورد كوبولا أن يموت سعيدا الآن. ويقول هذا السينمائي البالغ من العمر ٤٦ عاما ويبدو في أتم العافية أن الموت السعيد بالنسبة إليه هو »نهاية حياة سعيدة، عندما تجلس أينما كنت وتفكر وأنت على وشك أن تموت أن لك زوجة جميلة وأطفالا جميلين وتجارتك مزدهرة وعملك السينمائي مزدهر، واذا مت وأنت تفكر بكل هذه الأشياء، لا تلاحظ حتى أن المنية قد وافتك«.

أمران فقط يأسف لهما فرنسيس فورد كوبولا. وأحدهما يتعلق بفيلم »One from the Heart«، فشله الرائع في العام ٢٨٩١ والمعاد توزيعه في شهر نوفمبر الماضي.

شركاؤه لم يقاسموه رؤياه للفيلم فقام بتنازلات بعدة طرق في سياق محاولة صنع فيلم له عناصر من المسرح والدراما التلفزيونية الحية طراز الخمسينات، إضافة الى السينما.
في مقابلته مع الأسوشيتد برس تذكر كوبولا ذلك قائلاً: »كان ينبغي أن أقول: أعزائي، انني أحكبم، ولكن اذا كنتم لا تريدون عمل هذا الفيلم كإنتاج حي سأضطر الى القول أنني سأبحث عن آخرين يفعلون ذلك«.

ولكنه لم يفعل. وسقط فيلم الكوميديا الرومانسية أشبه بمصارع سومر يحاول القفز العالي بالزانه«.

صحيفة نيورك تايمز وصفت الفيلم بأنه »خال من الطرافة، وخال من المرح، وخال من الجنس، وخال من الرومانسية«. أما واشنطن بوست فقالت انه أكبر »قطعة غزل بنات (نوع من الحلوى) باذخة وبائتة وثقيلة يطبخها مخرج مهم«.

ولم يسجل فيلم الفانتازيا الموسيقية الذي زادت تكاليفه عن ٤٢ مليون دولار، مدخولا على شباك التذاكر ـ خاصة بعد أن سحبه كوبولا من الصالات لاستيائه من ردود فعل النقاد.

ومما زاد الطين بلة أن الانتاج أركع كوبولا ماليا، مرغما الرجل الذي جمع خمس جوائز أوسكار في السبعينات على العمل كمخرج بالأجرة في الثمانينات، وفي هذه المرحلة صنع أفلاما قابلة للنسيان، مثل »Gardens of Stone«.

ويقول كوبولا انه في أعقاب سلسلة أفلامه الجدية والكذورية أكثر في السبعينات ـ »العراب ـ ٤١« و»العراب ـ ٢« و»باتون« و»أبوكاليبس ناو« ـ كان متشوقا لإلقاء نظرة الى منطقة أخرى في خلفيته، وهي عمله في إخراج الاستعراضات الموسيقية في الجامعة.بعض محبي السينما قد يعتبرون زيارة الفيلم من جديد محرزة لأن اثره واضح اليوم في اشرطة الفيديو الموسيقية والافلام الموسيقية الاستعراضية العصرية، مثل »Moulin Rouge« الذي صنعه باز لورمان.

ويقول لورمان الذي لقى فيلمه نجاحا كبيرا في العام ١٠٠٢، ان »One from the Heart« كمرجع لغة بصرية كان »جزءا من حوارنا بشكل متواصل ودائم«.ويقول كوبولا: »أحيانا يمكنك ان تفشل بسهولة بسبب ضخامة طموحك أو بسبب ضآلته. أعتقد أن هذا حدث لي عدة مرات في حياتي«. والمفارقة أن الفيلم لم يكن طموحا الى الحد الذي كان يستطيع أن يكون«.

ويقول كوبولا: انتاجي العظيم، العمل العظيم الذي كنت أفكر فيه كان سيؤخذ من رواية لغوته، وفكرت أن أجعل أحداثه تدور في اليابان العصرية، بنجومية مخرج سينمائي يصنع فيلما في اليابان«.

ويضحك كوبولا عاليا وهو يقول انه احيانا يقدم علي أعماله دون تفكير: »في اغلب الاحيان لا اتخذ قراراتي على اساس المنطق التام بل اعتمد على نوع من الحدس. الآن قد كبرت بالسن ادرك ان من الزمور التي تجعلني مختلفا هوت أني أنظر الى الرؤيا الناجزة، ثم اتراجع وافكر بطريقة لصنعها... اشبه ببناء الحصون ثم اضع لها الاساسات لاحقاً«.

ذلك لأنه اذا عملتها بالطريقة الأخرى تغير الرؤيا الناجزة كلما اصطدمت بعائق. اذا غيرت حلمك على الدوام لكي يتناسب مع مئات المشاكل العملانية، فلن يبقى هناك حلم وستكون قد انتهيت«.

ويقول كوبولا انه لا يسعى الى تحديث الآراء بفيلم »One from the Heart« الذي لا يزال يمتلك حقوقه، بل كل كما يريده أن يشاهد الناس الفيلم ويقولوا: آه، إنه فيلم جميل«.
كوبولا، الذي يضحك ساخرا وهو يقول ان »كثيرا مما اساء الناس فهمه عنه واعتبروه جنون عظمة هو الحماس«، يعمل حاليا بحماس كبير على فيلم جديد يتوافق مع مقاييسه هو لفرط الطموح.

الفيلم عنوانه »Megalopolis« وهو نص سينمائي أصيل يعمل عليه كوبولا منذ وقت طويل، وهو عن تخطيط المستقبل وتدور احداثه في نيويورك. انه يأمل بصنع الفيلم خلال العام الحالي، ولكنه يشدد على أنه ليس مدفوعا بأي حماس لبلوغ المستويات العالية التي وصل إليها بأفلامه الكلاسيكية السابقة.

ويقول كوبولا: »اعتقد انها الرغبة في تحقيقي الرضاء ككاتب ومخرج. أن افلامي التي اقدرها أكثر من غيرها هي »The Conversation« واجزاد من »العراب ـ ٢«. انهاء اشياء كتبتها بنفسي. ان هدفي هو ان اكون راضيا ككاتب ـ مخرج سينمائي: ان اصنع فيلما كبيرا كتبته بنفسي«.

وعلى فكرة قبل ان ننسى ذلك الأمر الآخر الذي يأسف له وسيأخذه معه الى حتفه: »إن جيلي، أنا وزملائي، لم نجعل الصناعة السينمائية مكانا اجمل للجيل الطالع الحالي. لقد كان مكانا سيئا آنذاك ولكنه أسوأ حالا الآن«.

ورغم نجاح بعض الافلام الفنية، بما في ذلك فيلم »Lost in Translation« الذي صنعته ابنته صوفيا، يعتقد كوبولا ان صنع افلام اختبارية شخصية عظيمة اصبح اصعب من أي وقت آخر.

الأيام البحرينية في 1 يونيو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

»واحدة من القلب« وأمران فقط يأسف لهما فرنسيس فورد كوبولا

دوغلاس روي