التواجد العربي في كان.. يمكن اعتباره مشرفاً.. حيث اشتراك فيلم المخرج
الكبير يوسف شاهين الجديد (إسكندرية نيويورك) إنتاج فرنسي، (باب الشمس)
لتلميذه يسري نصرالله، إنتاج فرنسي. و(معارك حب) للبنانية دانيال عربيد،
إنتاج فرنسي. و(عطش) للفلسطيني توفيق أبو وائل، إنتاج التلفزيون
الإسرائيلي. و(الملائكة لا تطير في الدار البيضاء) لمخرج مغربي شاب. وبالرغم
من هذا التواجد العربي.. إلا أن كل هذه الأفلام جاء اشتراكها خارج المسابقة،
وتوزعت على فروع كان الأخرى (نصف شهر المخرجين، نظرة ما، أسبوع النقاد).
والقول هذا، ليس للتقليل من شأن هذه المشاركة.. بل إن المشاركة بحد ذاتها في
مهرجان كبير كهذا، تعتبر تميزاً عن الكثير من الأفلام التي لم تقبلها إدارة
مهرجان كان هذا العام.
يأتي شاهين بفيلمه الجديد إلى "كان"، بعد اختيار إدارة المهرجان للفيلم ليكون
فيلم الختام لتظاهرة "نظرة ما"، وهو القسم الذي يحتفي بالأفلام المهمة التي
تعرض خارج المسابقة. وبهذا يكون شاهين قد حقق مكسباً فنياً لنفسه وللسينما
العربية بشكل عام.
قبل عرض فيلمه.. صرح شاهين بأن كل ما يهمه حالياً هو أن تصل رسالة الفيلم
للعالم أجمع.. حيث يقول: (إن الفيلم يحمل رسالة قوية وهي أنني لا أكره الشعب
الأميركي إنما أكره السياسة الاميركية, أنا أحارب الاميركان مش بكراهية وإنما
بحب).
هكذا صرح شاهين، قبيل عرض فيلمه.. ولكن هذه الرسالة التي ضمنها شاهين فيلمه..
هل نجحت في لفت انتباه المتفرج في العالم أجمع؟ على ما يبدو فإن الرسالة لم
تصل.. لماذا؟ هل لأن المتفرج العالمي لا يهتم بمثل هكذا مواضيع؟ أم أن
الرسالة قدمت بشكل غير فني؟
على حسب رأي أغلب النقاد العرب الذين شاهدو الفيلم في كان.. فإن الفيلم يعتبر
سقطة فظيعة للمخرج الكبير.. حيث يقول الناقد المصري صلاح هاشم: (من خلال قصة
المخرج المصري الكبير "يحيي"، "يصور" شاهين أناسا يتكلمون ويتحدثون، و"لا
يصنع" فنا، وهناك فرق بين التصريح والتلميح، خطاب الصورة والخطاب الإذاعي..).
أما الناقد اللبناني محمد رضا فيقول: (فيلم يوسف
شاهين الإسكندرية- نيويورك عمل من الصعب الدفاع عنه, إنه من تلك التي
تهتز
بمجرد نقرها, فما البال بقراءتها وتحليلها؟... المؤسف
للغاية هو أن فيلمه الجديد أسوأ ما حققه.... لعله فيلم درامي. بالتأكيد ليس
كوميديا ولو أن الجمهور كان يجابه المحطات الهشة بالضحك.
لكنه ليس دراميا
صافيا, الأزمات مصطنعة والشخصيات ليست أعمق من لوح زجاجي سميك, ثم أن
هناك نزعة
شاهين للرقص والغناء ولديه فرصة مثالية فأحمد يحيي راقص باليه, دعه يرقص
ويغني
ويفرح شبابه علي الشاشة, ودع المشاهد يتبرم متسائلا ما دخل
هذه الأغاني والرقصات
في القصة؟).
ماذا يتبقى إذن.. فهذا هو شاهين الكبير في فيلمه
الجديد.. من وجهة نظر نقادنا العرب.. فماذا يمكن أن يقول المتفرج العربي؟
وبالأحرى.. ماذا يمكن أن يقوله المتفرج الأجنبي.. الذي وجهت له رسالة الفيلم؟
بالطبع ستكون لنا وقفة طويلة مع هذا الفيلم بعد مشاهدتنا له.
|